You are on page 1of 38

‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬

‫( دراسة بينية )‬

‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬


‫( دراسة بينية )‬
‫أ‪ .‬م ‪ .‬د‪ .‬سعدية مصطفى محمد‬
‫أستاذ الدراسات اللغوية المساعد‪ ،‬بكلية األلسن – جامعة عين شمس‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪.‬‬
‫اإليميل‬
‫‪Dr.saadya.mostafa@alsun.aus.edu.eg‬‬
‫المستخلص‪:‬‬
‫ُ‬
‫قمت بدراستها بكل مستويات التحليل‬ ‫هدف البحث إلى استنباط الدالالت اللغوية في سورة الشورى؛ لذلك‬
‫ألن الدراسة تقوم على وضع الظاهرة في ( جداول ) تؤكد‬ ‫ُ‬
‫واخترت ( َج ْد َولة ) الظواهر؛ ّ‬ ‫اللغوي‪،‬‬
‫ُ‬
‫انتهجت المنهج الوصفي‬ ‫عرضت أهم النتائج التي أفضت إليها العينة اللغوية‪.‬‬‫ُ‬ ‫انتشارها وتيسّر تحليلها‪ ،‬ث ّم‬
‫مزجت بعض العلوم التجريبية والعلمية في طيات‬ ‫ُ‬ ‫معتمدة على النسبة المئوية‪ ،‬وأثر ذلك في الداللة‪.‬‬
‫المواضيع التي تناقشها السورة؛ لذلك كانت ( بينية ) نحو‪ :‬االعتماد على جهاز اإلسبكتروجرافي لتحليل‬
‫تناولت دراسة عن ظاهرة ( الرياح )‬ ‫ُ‬ ‫ستعنت بقانون ( الطفو ) ألرشميدس‪ ،‬ثم‬‫ُ‬ ‫الحركات الطويلة‪ ،‬وا‬
‫ّمت الدراسة إلى خمسة مباحث‪ :‬المستوى الصوتي‪،‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وغيرها من الموضوعات العلمية‪ .‬قس ُ‬
‫ْ‬
‫اختصت بها‪ ،‬وكيف أنها تدعو ( لسماع ) القرآن‬ ‫عالجت (شفرة ) السورة متمثلة في حروف (عسق) التي‬
‫ُ‬
‫درست فيه‪ :‬رقمنة المقطع‬ ‫وتطريب اآلذان بكيفية خاصة عند النطق به‪ ،‬وتلك معجزة‪ .‬المستوى اللفظي‪،‬‬
‫الرابع المنبور وأنواعه‪ ،‬وكيف أسهمت في التماسك الشكلي من جهة ( الضمائر)‪ .‬المستوى التركيبي‪،‬‬
‫بحثت فيه عن وجه اإلعجاز في استفتاح النص القرآني بلفظة (كذلك) واصطحابها لفعل (يوحي ‪ /‬أوحينا )‬ ‫ُ‬
‫واحتفاظها بموقع بداية الجمل‪ .‬المستوى الداللي وأهم ما ينماز به‪ :‬وقوع بعض األلفاظ بين داللتين‬
‫مختلفتين‪ .‬المستوى النصي‪ ،‬امتد تأثير (الشفرة) من االستفتاح إلى نهاية السورة‪ ،‬الهدف منها‪ :‬اإلصغاء‬
‫إلى أهل العقد والربط إلرساء مبدأ ( الشورى ) لهذا شاركت في التماسك الداللي للنص‪ ،‬حيث تقاطعت مع‬
‫سور ( الحواميم ) وارتبطت بسورة ( مريم )‪.‬‬

‫الكلــــــــــــمات المفتـــــــــــــــــــــاحية‪ ( :‬البحوث البينية ) – الجدولة – رقمنة المقطع الرابع ‪ -‬سورة‬


‫الشورى – اللسانيات‪.‬‬
‫المقــــــــــــــــدمة‪:‬‬
‫قمت بدراستها بكل مستويات‬ ‫ُ‬ ‫هدف البحث إلى استنباط الدالالت اللغوية في سورة الشورى؛ لذلك‬
‫ألن الدراسة تقوم على وضع الظاهرة في ( جداول ) تؤكد‬ ‫ُ‬
‫واخترت مصطلح ( َج ْد َولة ) ّ‬ ‫التحليل اللغوي‪،‬‬
‫الج ْد َول‪ :‬صفحة يُخط فيها خطوط متوازية قد تتقاطع‪ ،‬فتك ّون مربعات يُكتب فيما‬
‫انتشارها‪ ،‬وتيسّر تحليلها‪َ .‬‬
‫الج ْد َولة ) أخذا بجواز االشتقاق من أسماء األعيان مع استبقاء الحرف الزائد وهو‬
‫بينها‪ )1(.‬صحة لفظة ( َ‬
‫الواو‪)2(.‬‬

‫‪ (1‬المعجم الوسيط‪ :‬مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬ط ‪ ،1891 ،3‬ج ‪ ،1‬مادة ( جدول)‬
‫‪ )2‬مجمع اللغة العربية في خمسين عاما‪ :‬شوقي ضيف‪ ،1891 ،‬ص ‪.102‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪1‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫ُ‬
‫ومزجت بعض العلوم‬ ‫انتهجت المنهج الوصفي‪ ،‬معتمدة على النسبة المئوية‪ ،‬وأثر ذلك في الداللة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫التجريبية والعلمية في طيات المواضيع التي تناقشها السورة؛ لذلك كانت الدراسة (بَيْنية) أي تزاوج بين‬
‫البحوث اللغوية والعلوم الطبيعية‪ ،‬نحو‪ :‬االعتماد على جهاز اإلسبكتروجرافي لتحليل الحركات الطويلة‬
‫عن طريق ذبذبة األصوات‪ ،‬ومداها الزمني وطاقتها‪ ،‬وهذا ضمن الدراسة التجريبية في المعمل الصوتي‪،‬‬
‫وعرضت دراسة عن ظاهرة الرياح‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫استعنت بقانون ( الطفو ) ألرشميدس‪،‬‬ ‫التي قام بها سلمان العاني‪ ،‬كما‬
‫قسّمت الدراسة إلى خمسة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المستوى الصوتي‪ ،‬ويتناول ( شفرة ) السورة‪ ،‬وهي حروف ( عسق ) كما يعرضُ‬
‫للحركات الطويلة المسؤولة عن م ّد النطق والتنغيم‪ ،‬ويُعالج ظاهرة ( المقطع الرابع المنبور)‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المستوى اللفظي‪ :‬ويختص برقمنة اللفظة المنبورة‪ ،‬وهي ال ُمرقّمة التي يُشار إليها برقم‬
‫اآلية‪ ،‬ولها عدة حاالت‪ :‬بحسب الحرف األخير‪ ،‬منها‪ :‬المقاطع المنبورة (المتماثلة – المتقاربة)‬
‫ومن ناحية الوزن‪ ،‬وقمت بتحليل نسبي لرقمنة األصوات الساكنة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المستوى التركيبي‪ ،‬ويهتم بالجملة األولى‪ ،‬من خالل شرح مسألة ( الوحي )‬
‫عرضت موضوعات ارتفعت نسبتها في السورة وهي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ث ّم‬
‫أوال‪ :‬صفات الربوبية المتعلقة بالخلق – أفعال المشيئة – أسماء هللا وصفاته الحُسنى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توحيد األلوهية‪ ،‬المتمثل في‪ :‬أفعال العباد – أفعال النبي (عليه الصالة والسالم) – أفعال المؤمنين‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬جزاء الظالمين والمؤمنين‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ظاهرة تقديم الجار والمجرور‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬المستوى الداللي‪ ،‬ويُعرّج إلى معنيين مختلفين‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫‪-1‬داللة ( الولي ) التي تقف بين‪ :‬الناصر‪ ،‬والشركاء واألصنام‪.‬‬
‫‪-2‬درجات ( الظلم ) وهي داللة ُمكثفة‪ ،‬بين ( الكفار ) و ( مجاوزة الحد )‬
‫‪-3‬السموات واألرض‪ ،‬بمعنى‪ :‬الكون وظاهرة كونية‪ ( :‬االنفطار )‬
‫المبحث الخامس‪ :‬المستوى النصي‪ ،‬ويحلل اسم (الشورى) من ناحية معناها اللغوي واالصطالحي‪،‬‬
‫وإقرارها للمسلمين كمنهج حياة‪ ،‬وتقاطعها مع سور الحواميم األخرى‪ ،‬وارتباطها بسورة مريم‪ ،‬ما يؤكد‬
‫توافر عنصري ( السبك والحبك ) بينها وبين مثيالتها‪ ،‬إنها تمثل الوحدة الكبرى للسورة‪ ،‬وتؤدي إلى‬
‫تماسكه الداللي والشكلي‪.‬‬
‫وأخيرا‪ :‬عرضت أهم النتائج التي توصّل إليها البحث‪.‬‬
‫ُ‬
‫أفدت منها‪:‬‬ ‫أهم المراجع التي‬
‫‪-‬البرهان في علوم القرآن‪ :‬الزركشي (ت ‪481‬هـ)‬
‫‪ -‬التشكيل الصوتي في اللغة العربية (فونولوجيا العربية)‪ :‬سلمان العاني‪ ،‬تر‪ :‬ياسر المالح‬
‫‪ -‬تفسير التحرير والتنوير‪ :‬ابن عاشور‪ ،1891 ،‬ج ‪.21‬‬
‫‪ -‬الفاصلة في القرآن‪ :‬محمد الحسْناوي‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق‪ :‬صبحي الفقي‪2000 ،‬م‪ ،‬ج ‪.1‬‬
‫‪ -‬من آيات اإلعجاز العلمي (األرض في القرآن) ‪ :‬زغلول النجار‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة عن الرياح في القرآن وسبل تخفيف آثارها‪ :‬أحمد البناء وحامد حسن‪2012 ،‬م‪.‬‬

‫يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم‪.‬‬


‫َ‬ ‫وهللاَ أسألهُ ْ‬
‫أن‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪2‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫أوال‪ :‬المستوى الصوتي‬
‫‪( Code Source-1‬حروف عسق) " حم (‪ )1‬عسق (‪ )2‬بدأت سورة الشورى بحرفي (الحاء والميم)‬
‫وتمثل اآلية األولى‪ ،‬وتعني‪( :‬اسم ْع ) وهذا اإلعجاز األول الذي واجه فصحاء العرب‪ ،‬لقد اعتادوا ْ‬
‫أن‬
‫يسمعوا كالما يفهمونه‪ ،‬أما اآلن فهم ال يفهمون‪ ،‬على الرغم من معرفتهم بهذين الحرفين نطقا واستعماال‪.‬‬
‫فحرف الحاء يُنطق صوتان ( حاااا ) = ( ص ح ح )‬
‫ص‪ :‬صامت ‪ + Consonant‬ح ح‪ :‬حركة طويلة ‪ Long Vowel‬هذه الرموز تُش ّكل المقطع الثاني من‬
‫مقاطع اللغة العربية‪.‬‬
‫وحرف الميم يُنطق ثالثة أصوات ( ميــــــــ ْم ) = ( ص ح ح ص ) ويمثل المقطع الرابع الذي يقع عليه‬
‫النبر لتسكينه‪ ،‬يقول إبراهيم أنيس (ت ‪1844‬م)‪ :‬والمر ُء حين ينطق بلغته‪ ،‬يمي ُل عادة إلى الضغط على‬
‫مقطع خاص من كل كلمة؛ ليجعله بارزا أوضح في السمع عن غيره من مقاطع الكلمة‪ ،‬وهذا الضغط هو‬
‫يكون صحيحا إال إذا روعي فيه موضع النبر‪ ...‬لمعرفة مواضع النبر‬ ‫ُ‬ ‫الذي نُسميه النبر‪ ...‬ونطق اللغة ال‬
‫في الكلمة العربية‪ :‬نبدأ أوال بالنظر إلى المقطع األخير‪ ،‬فإذا وجدناه من النوع الرابع أو الخامس فهو إذن‬
‫المقطع المهم الذي يحمل النبر وال يكون إال في حالة الوقف‪)1( .‬‬
‫صوت (ح) سريعا‪ ،‬ثم ُم ّد صوت األلف وزاد زمنه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ما يشرحه أنيس ينطبق على الحرف أيضا‪ ،‬فقد نُطق‬
‫ثم اتصل صوت الميم بحرفي (حا) وامتد صوت الياء زمنا طويال‪ ،‬وأخيرا وقف على الميم بالسكون؛ ألنه‬
‫شرط أساسي للنبر‪ ،‬فهذان الحرفان يتك ّونان من مقطعين‪:‬‬
‫المقطع الثاني ( حا ) ‪ +‬المقطع الرابع المنبور ( ميـــــــــ ْم )‬
‫أن انتبهوا ‪ ...‬تفكروا‪ ...‬ت َغنّوا؛ من أجل ذلك يرقمها هللا‪ ،‬وكأنه‬ ‫ويُع ّد النب ُر رسالة من هللا تعالى إلى عباده‪ْ :‬‬
‫يقول لنا هذه ‪ Rule Number 1‬ونتيجة الرتباط المقطع الرابع المنبور بأرقام اآليات الثالثة والخمسين‬
‫أطلقت عليه مصطلح ( رقمنة المقطع الرابع المنبور) وينقسم إلى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫في السورة‪،‬‬
‫‪-2‬مقطع منبور لفظي‪.‬‬ ‫‪-1‬مقطع منبور حرفي‪.‬‬
‫وبهذا انتهت اآلية األولى‪ ،‬حيث استُعملت سبع مرات في افتتاح سبع سور‪.‬‬
‫لنتجه اآلن لل ُمتلقين‪ ،‬كيف كان حالهم؟‬
‫كانوا في حالة (ال وعي) إنهم صامتون سُلبت منهم إرادة الكالم‪ ،‬وجحظت عيونهم تدور بينهم ‪ ،‬بل‬
‫ونشطت حاسة سمعهم‪ ،‬وفي هذا الصمت الذي تشوبه الدهشة والحيرة واالضطراب‪ ،‬يُفاجؤون بحروف‬
‫اطربْ )‬ ‫أخرى‪ ،‬إنها‪( :‬عسق) وهي اإلعجاز الثاني‪ ،‬بمعنى‪َ ( :‬‬
‫حرف العين يُنطق ثالثة أصوات ( عيــــــــــــن ) = ( ص ح ح ص )‬
‫وهو مقطع رابع لكنه لم يوقف عليه في النطق‪ ،‬بل وصل بالسين بعده؛ إذن فهو غير منبور‪.‬‬
‫حرف السين ينطق ثالثة أصوات ( سيــــــــــن ) = ( ص ح ح ص )‬
‫قاااف ) = (ص ح ح ص)‬ ‫ْ‬ ‫اتصل كذلك بحرف القاف المنبور بعده‪ ،‬المك ّون من‪( :‬‬
‫تعني (عسق) مزيدا من السماع‪ ،‬وقتا أطول للمد‪ ،‬تطريبا لألذن‪ ،‬نعم إنهم ما كرهوا هذا الزمن الذي مرّ‬
‫أن تُسمى باسمها‪ ،‬يقول البقاعي (ت ‪993‬هـ)‪:‬‬ ‫بهم؛ لذلك كانت اآلية الثانية هي (شفرة) السورة‪ ،‬فحُق ْ‬
‫سورة حم عسق وتُسمى أيضا ( عسق ) والشورى‪ ...‬فإنها جامعة للمخارج الثالثة‪ :‬الحلق والشفة‬
‫واللسان‪ )2(.‬ويصح كالمه في مخرج الحلق لصوتي (ع – ح) والمخرج الشفوي لصوت (م) أما مخرج‬

‫‪ )1‬إبراهيم أنيس‪ :‬األصوات اللغوية‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬ط ‪ ،1841 ،1‬ص ‪.88 ،89‬‬
‫‪ )2‬نظم الدرر في مناسبات اآليات والسور‪ :‬البقاعي‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي بالقاهرة ‪ ،1891‬ج ‪ ،14‬ص ‪.230‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪3‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫اللسان فال ينطبق على صوتي (السين والقاف) والصحيح‪ :‬المخرج األسناني اللثوي للسين‪ ،‬ومخرج اللهاة‬
‫إن ترتيب الحروف الثالثة بهذا الشكل لم يرد إال فيها‪.‬‬ ‫للقاف‪ .‬تواترتا (‪ )11‬مرة لكل منهما‪ّ ،‬‬
‫هذا ‪ Password‬جزء أصيل في تكوين السورة‪ ،‬لم يكن ناقصا في باقي (الحواميم) ليُضاف إليها‪ ،‬كما‬
‫يزعم ابن عاشور ( ت ‪1843‬م) و ُخصت بزيادة كلمة (عسق) على أوائل السور من (حم) ولعل ذلك لحال‬
‫كانوا (يقص ُد القرشيين) عليه من شدة الطعن في القرآن وقت نزول هذه السورة‪ ،‬فكان التح ّدي لهم‬
‫بالمعارضة أشد فزيد في تح ّديهم من حروف التهجي‪ )1(.‬وهو تخريج غي ُر منطقي‪ ،‬كما أنها (حروف)‬
‫وليست (كلمة) كما ي ّدعي‪.‬‬
‫أن حالة النبي عليه الصالة‬ ‫أن السورة مكية؛ لتستوقف المشركين لالستماع إلى الوحي‪ ،‬كما ّ‬ ‫تؤكد (عسق) ّ‬
‫ى " (النجم ‪)1‬‬ ‫والسالم من األمية نكاية لهم في َم ْن علّمه؟ " عَلّ َمهُ ش ِدي ُد ْال َ‬
‫قو َ‬
‫‪-2‬الحركات الطويلة ‪Long Vowels‬‬
‫هي (ألف المد ‪ -‬ياء المد ‪ -‬واو المد) إنها المسؤولة عن الترتيل بزيادة زمن التفوه بها؛ لذلك الب ّد ْ‬
‫أن‬
‫يظهر أحدها في المقطع الرابع المنبور‪.‬‬
‫يُعرّف ‪( Daniel Jones‬ت ‪1894‬م) الحركات بأنها أصوات مجهورة يخرج الهواء عند النطق بها على‬
‫أن يتعرض لتدخل األعضاء الصوتية‪ ،‬تدخال يمنع خروجه‪ ،‬أو يُسبب‬ ‫شكل مستمر من البلعوم والفم‪ ،‬دون ْ‬
‫فيه احتكاكا مسموعا‪ )2(.‬وقد استأثر صوت (الياء) ب (‪ )38‬مقطعا‪ ،‬نحو‪ :‬قدير ‪ -‬الحكيم – بوكيل‪.‬‬
‫إن المهمة األولى لتحليل الكالم بواسطة االسبكتروجرافي‬ ‫قام سلمان العاني بتحليلها معمليا فقال‪ّ :‬‬
‫‪ Spectroghraphic‬هي تحويل الكالم إلى صور مرئية ذات بعدين‪ ،‬أحدهما‪ :‬عمودي ويُمثل ذبذبة‬
‫الكالم‪ ،‬واآلخر أفقي يُمثل الزمن‪ )3(.‬وقد استعمل الحُزمة الضيقة‪ :‬وهي تقوم بتحليل األصوات بذبذبة‬
‫مقدارها ‪ 11‬د ‪ /‬ث (درجة في الثانية) تظهر على شكل أبنية نغمية‪ ،‬وكان هذا التحليل مفيدا في بحث‬
‫درجة الصوت والتنغيم‪ )1(.‬وهذا النوع يُفيد بحثي الستنباط التنغيم الناشئ عن مد الحركات الطويلة‪ ،‬حيث‬
‫أن الوقت في نطق الياء الطويلة أو الواو الطويلة أو األلف‬ ‫تساوت األمداء النسبية في كل الحاالت‪ ،‬أي ّ‬
‫الطويلة يستغرق زمنا واحدا‪ ،‬وهو ما يجهله قرّاء القرآن حيث يجتهدون في الزيادة والنقصان‪ ،‬لكن نتائج‬
‫جهاز اإلسبكتروجرافي أظهرت الصواب‪ ،‬بل اختلفت معالم األمداء ( وهي مناطق ضغط الطاقة ) فال َم ْعلم‬
‫الثاني والثالث في الياء الطويلة أطول من غيره؛ مما يُظهر العلة في ارتفاع حركة الياء الطويلة؛ إلعطاء‬
‫مساحة أطول في النطق عن الواو واأللف‪ ،‬ث ّم تأتي حركة الواو في المرتبة الثانية‪ ،‬حيث تواترت (‪)12‬‬
‫مرة‪ ،‬مثل‪ :‬شكور – بذات الصدور – ما تفعلون‪ ،‬ومداها الثاني والثالث أقل من الياء‪.‬‬
‫قاااف – كاألعال ْم ) حيث تقع في المعلم األول وظهرت‬ ‫ْ‬ ‫أخيرا حركة األلف الممدودة كما في قوله‪( :‬‬
‫مرتين لقصره على الرغم من خفتها في النطق‪.‬‬
‫‪ -3‬المقطع الرابع المنبور‪:‬‬
‫وكان االختالف في عدد مقاطع الكلمة‪ ،‬فإذا استبعدت السوابق ‪ Prefixes‬من الكلمة‪ ،‬نحو‪( :‬أل)‬
‫التعريف أو (الباء الجارة) أو (كاف التشبيه) لتبيّن عد ُدها الصحيحُ؛ ونتيجة لتحقق شروط النبر في المقطع‬
‫الرابع‪ ،‬وقع النبر عليه‪.‬‬
‫الوقف‪ :‬هو قطع النطق عند آخر الكلمة‪ ...‬فالوقف استراحة‪.‬‬

‫( ‪ )1‬تفسير التحرير والتنوير‪ :‬ابن عاشور‪ ،‬تونس الدار التونسية للنشر ‪ ،1891‬ج ‪ ،21‬ص ‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) Daniel Jones: The phoneme, its nature and use. Cambridge University Press 2009, P. 12.‬‬
‫‪ )3‬التشكيل الصوتي في اللغة العربية‪ :‬العاني‪ ،‬تر‪ :‬المالح‪ ،‬جدة المملكة السعودية‪ ،‬ط ‪ ،1893 ،1‬ص ‪.38 ،39‬‬
‫‪ )4‬السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪4‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫(‪ )1‬وهو ُسنّة في أواخر اآليات؛ ليتيح الفرصة لألصوات الساكنة لتظهر في حقيقتها السمعية‪ ،‬كان‬
‫اهتمامي به ّ‬
‫ألن النبر كان من النوع الرابع الذي يلزمه الوقف‪.‬‬
‫المقطع الرابع المنبور‪.‬‬ ‫الحرف ‪ /‬اللفــظة‬ ‫رقــــــم اآليــــة‬
‫التحـلــيــل‪( :‬حذف السوابق)‬
‫مكوّ ن من المقطع الثاني ‪ +‬المقطع الرابع المنبور‪ :‬ميـــــــــــــــ ْم‬ ‫حــــم‬ ‫‪1‬‬
‫مكون من ثالثة مقاطع من النوع الرابع‪ ،‬آخرها منبور فقط‪:‬‬ ‫عسق‬ ‫‪2‬‬
‫ْ‬
‫قاااف )‬ ‫(عين) ‪( +‬سين) ‪( +‬‬
‫مك ّون من مقطعين‪:‬‬ ‫الحكي ْم – حكي ْم‬ ‫‪11 - 3‬‬
‫األول‪ :‬من النوع األول ( َح ) ص ح‬
‫الثاني‪ :‬من النوع الرابع (كي ْم ) ص ح ح ص وقد وقع عليه النبر‪ ،‬وهو اسم‬
‫مشتق‪ ،‬على وزن (فعيل)‬
‫األول (عَ) ص ح ‪ +‬الرابع المنبور ( ظي ْم ) ص ح ح ص‬ ‫العظي ْم‬ ‫‪1‬‬
‫األول ( َر) ‪ +‬الرابع ( حي ْم ) مشتق‪.‬‬ ‫الرحي ْم‬ ‫‪1‬‬
‫األول ( َو) ‪ +‬الرابع ( كيلْ ) مشتق ( حذف حرف الجر)‬ ‫بوكيلْ‬ ‫‪9‬‬
‫(س) ‪ +‬الرابع ( عيرْ ) اسم للنار‪.‬‬ ‫األول َ‬ ‫السّعيرْ‬ ‫‪4‬‬
‫األول (نَ ) ‪ +‬الرابع ( صيرْ ) مشتق‪.‬‬ ‫نصيرْ‬ ‫‪31 - 9‬‬
‫األول (قَ) ‪ +‬الرابع ( ديرْ ) مشتق‪.‬‬ ‫قديــرْ‬ ‫‪10 ،28 ،8‬‬
‫األول (أ) ‪ +‬الرابع ( نيبْ ) فعل مضارع‪ ،‬من الفعل أناب‪.‬‬ ‫أنيبْ‬ ‫‪10‬‬
‫(ب) ‪ +‬الرابع ( صيرْ ) مشتق‪.‬‬ ‫األول َ‬ ‫البصيرْ ‪ -‬بصيرْ‬ ‫‪24 - 11‬‬
‫األول (عَ) ‪ +‬الرابع ( لي ْم ) مشتق‪.‬‬ ‫علي ْم‬ ‫‪12‬‬
‫األول (يُ) ‪ +‬الرابع ( نيبْ ) فعل مضارع‪ ،‬أناب‪ :‬رجع‪.‬‬ ‫يُنيبْ‬ ‫‪13‬‬
‫األول ( ُم) ‪ +‬الرابع ( ريبْ ) اسم فاعل من غير الثالثي‪.‬‬ ‫ُمريبْ‬ ‫‪11‬‬
‫‪2‬‬ ‫ٌ‬
‫فالن (إرابة) فهو ( ُمريبٌ ) إذا بلغك عنه شي ٌء أو توهمته‪) ( .‬‬ ‫( أراب)‬
‫األول ( َم) ‪ +‬الرابع ( صيرْ ) مشتق‪.‬‬ ‫المصيرْ‬ ‫‪11‬‬
‫(ش) ‪ +‬الرابع ( دي ْد ) مشتق‪.‬‬ ‫األول َ‬ ‫شدي ْد‬ ‫‪29 - 19‬‬
‫(قَ) ‪ ( +‬ريبْ ) مشتق‪.‬‬ ‫قريبْ‬ ‫‪14‬‬
‫(ب) ‪ ( +‬عي ْد ) مشتق‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بعي ْد‬ ‫‪19‬‬
‫ْ‬
‫(عَ) ‪ ( +‬زيز ) مشتق‪.‬‬ ‫ْ‬
‫العزيز‬ ‫‪18‬‬
‫(نَ ) ‪ ( +‬صيبْ ) مشتق‪.‬‬ ‫نصيبْ‬ ‫‪20‬‬
‫(أ) ‪ ( +‬لي ْم ) مشتق‪.‬‬ ‫ألي ْم‬ ‫‪12 - 21‬‬
‫(كَ) ‪ ( +‬بيرْ ) مشتق‪.‬‬ ‫الكبيرْ‬ ‫‪22‬‬
‫(ش) ‪ ( +‬كورْ ) صيغة مبالغة‪ ،‬وزنها (فعول)‬ ‫َ‬ ‫شكورْ‬ ‫‪33 - 23‬‬
‫(صُ ) ‪ ( +‬دورْ ) جمع تكسير‪.‬‬ ‫الصدورْ‬ ‫‪21‬‬
‫(تف) ص ح ص‬ ‫النوع الثالث ْ‬ ‫ْ‬
‫تفعلون‬ ‫‪21‬‬
‫النوع األول ( َع ) ص ح‬
‫لون ) من النماذج الفعلية‪.‬‬ ‫النوع الرابع ( ْ‬
‫( َح) ‪( +‬ميـــ ْد ) مشتق‪.‬‬ ‫الحمي ْد‬ ‫‪29‬‬
‫(كَ) ‪ ( +‬ثيرْ ) مشتق‪.‬‬ ‫كثيرْ‬ ‫‪31 - 30‬‬
‫النوع الثالث ( أ ْع ) ( ص ح ص )‬ ‫كاألعال ْم‬ ‫‪32‬‬

‫‪ )1‬شذا العرف في فن الصرف‪ :‬أحمد الحمالوي‪ ،‬تح‪ :‬ناجي حجازي‪ ،‬مكتبة الرشد ناشرون‪ ،2001 ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ )2‬المصباح المنير‪ :‬الفيومي‪ ،‬تح‪ :‬عبد العظيم الشناوي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ص ‪.214‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪5‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫النوع الرابع المنبور ( ال ْم ) جمع قلة وزنها (أفعال)‬
‫( َم) ‪ ( +‬حيصْ ) مشتق‪ ،‬أي مف ّر‪.‬‬ ‫محيصْ‬ ‫‪31‬‬
‫ي ) ‪ +‬األول ( تَ ) ‪ +‬الثالث ( ْ‬
‫وك ) ‪ +‬األول‬ ‫خمسة مقاطع‪ :‬األول ( َ‬ ‫ْ‬
‫يتوكلون‬ ‫‪39‬‬
‫لون ) من أطول المقاطع‪ ،‬نموذج فعلي‪.‬‬ ‫ك)‪ْ (+‬‬ ‫( ً‬
‫ْ‬
‫رون ) نموذج فعلي‬ ‫ف ) ‪ +‬رابع (‬‫نوع ثالث ( ي ْغ ) ‪ +‬نوع أول ( ِ‬ ‫ْ‬
‫يغفرون‬ ‫‪34‬‬
‫قون ) نموذج فعلي‪.‬‬ ‫ف ) ‪ +‬رابع ( ْ‬ ‫ثالث ( ي ُْن ) ‪ +‬نوع أول ( ِ‬ ‫ْ‬
‫ُنفقون‬ ‫ي‬ ‫‪39‬‬
‫ْ‬
‫رون ) نموذج فعلي‪.‬‬ ‫ص ) ‪ +‬رابع (‬ ‫ين ) ‪ +‬أول ( تَ ) ‪ +‬أول ( ِ‬ ‫ثالث ( ْ‬ ‫ْ‬
‫ينتصرون‬ ‫‪38‬‬
‫نوع ثا ٍن ( ظا ) ص ح ح ‪ +‬أول ( ِل ) ‪ +‬رابع ( ْ‬
‫مين )‬ ‫ْ‬
‫الظالمين‬ ‫‪10‬‬
‫جمع مذكر سالم‪ ،‬مفرده‪ :‬ظالم‪ ،‬وهو اسم فاعل (مشتق)‬
‫س ) ‪ ( +‬بيلْ ) اسم مفرد‪.‬‬
‫( َ‬ ‫سبيلْ‬ ‫‪19-11-11‬‬
‫( أ ) ‪ ( +‬مورْ ) جمع تكسير‪.‬‬ ‫األمورْ‬ ‫‪13 - 13‬‬
‫( ُم ) ‪ ( +‬قي ْم ) اسم فاعل من الفعل الرباعي ( أقام )‬ ‫ُمقي ْم‬ ‫‪11‬‬
‫( نَ ) ‪ ( +‬كيرْ ) مشتق‪.‬‬ ‫نكيرْ‬ ‫‪14‬‬
‫ك ) ‪ ( +‬فورْ ) مشتق على وزن ( فعول )‬ ‫( َ‬ ‫كفورْ‬ ‫‪19‬‬
‫ُ‬
‫( ذ ) ‪ ( +‬كورْ ) جمع تكسير‪.‬‬ ‫ال ُذكورْ‬ ‫‪18‬‬
‫نوع ثالث ( ُمسْ ) ‪ +‬أول ( تَ ) ‪ +‬رابع ( قي ْم )‬ ‫مستقي ْم‬ ‫‪12‬‬
‫اسم فاعل من الفعل غير الثالثي‪ ،‬استقام ( ُمستقِيم )‬

‫‪-1‬شملت رقمنة رابع مقطع كل آيات السورة‪ ،‬وبلغت ( ‪ )13‬مقطعا‪ ،‬وهو أحد مظاهر الترتيل‪.‬‬
‫‪-2‬تنوعت المقاطع كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪-‬ارتفعت نسبة اللفظة ذات المقطعين‪ ،‬المك ّونة من‪ :‬النوع األول (ص ح) والنوع الرابع‬
‫(ص ح ح ص) المنبور‪ ،‬حيث تواترت ثالثا وأربعين مرة بنسبة ‪ % 91‬وهو ما يؤثره النص القرآني‬
‫لسهولته‪.‬‬
‫ب‪-‬اللفظة ذات ثالثة مقاطع‪ :‬من النوع الثالث (ص ح ص) والنوع األول (ص ح) والنوع الرابع‬
‫(ص ح ح ص) وردت أربع مرات‪ ،‬بنسبة ‪% 4،1‬‬
‫ت‪ -‬باقي أنواع المقاطع وردت مرة واحدة بنسبة ‪ % 1،8‬نحو‪:‬‬
‫‪-1‬اللفظة ذات المقطعين‪ :‬من النوع الثالث (ص ح ص) والنوع الرابع (ص ح ح ص)‬
‫‪ -2‬ذات ثالثة مقاطع‪ :‬من النوع الثاني (ص ح ح ) والنوع األول (ص ح) والرابع‪.‬‬
‫‪ -3‬أربعة مقاطع‪ :‬من النوع الثالث ‪ +‬األول ‪ +‬األول ‪ +‬الرابع‪.‬‬
‫‪ -1‬خمسة مقاطع‪ :‬أول ‪ +‬أول ‪ +‬ثالث ‪ +‬أول ‪ +‬رابع‪.‬‬
‫ث‪-‬الحرفان اللذان لهما مقطعان‪ :‬الثاني ‪ +‬الرابع جاء مرة واحدة في اآلية األولى‪ ،‬وأسميه‪:‬‬
‫المقطع المنبور الحرفي‪.‬‬
‫ج‪ -‬ثالثة حروف ذات المقطع الرابع‪ :‬الرابع ‪ +‬الرابع ‪ +‬الرابع المنبور‪ ،‬جاءت مرة واحدة في اآلية الثانية‪.‬‬
‫‪ -3‬كان الوقف على آخر حروف اآليات جميعا بالسكون في ستة مواضع‪:‬‬
‫أ‪-‬حرف ( الميم ) االستفتاحية‪ ،‬و حرف القاف في اآلية الثانية‪.‬‬
‫ب‪-‬المن ّون بالكسر‪ :‬بلغ (‪ )19‬موضعا‪ ،‬وهو أعلى نسبة لخفته عن الضم‪ ،‬وكانت إما أسماء مشتقة أوزانها‪:‬‬
‫(فعيل – فعول ‪ -‬اسم فاعل من غير الثالثي) أو أسماء مفردة (‪ 3‬مرات)‬
‫ت‪-‬المن ّون بالضم‪ :‬جاء في (‪ )13‬موضعا‪ ،‬وكانت من المشتقات على وزن (فعيل – فعول (مرتان)‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪6‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫ث‪-‬ما حُرك آخره بالضم‪ :‬وجد في (‪ )11‬موضعا‪ ،‬وهي إما أسماء مشتقة على وزن (فعيل) (‪ )9‬مرات‪ ،‬أو‬
‫صيغتان للفعل المضارع (أنيبُ – يُنيبُ ) ومرة واحدة لجمع التكسير (األمورُ)‬
‫ج‪-‬ما ُحرّك آخره بالفتح‪ :‬وجاء سبع مرات‪ ،‬خمسا منها للنماذج الفعلية‪ ،‬ومرة واحدة لجمع التكسير‪،‬‬
‫(الذكور) ومرة واحدة لجمع المذكر السالم‪ ،‬السم الفاعل (ظالمين)‬
‫ح‪-‬ما ُحرّك آخره بالكسر‪ :‬تواتر أربع مرات‪( :‬اثنان) جمع تكسير‪ ،‬واحد جمع قلة‪ ،‬وآخر مفرد‪.‬‬
‫المستوى الثاني ‪ :‬المستوى اللفظي‪:‬‬
‫‪-1‬رقمنة اللفظة المنبورة‪ :‬وأعني بها ( كلمة ) منبورة‪ ،‬يُشار إليها برقم‪ ،‬وقد أطلق عليها العلماء‬
‫(الفاصلة) يحددها الزركشي (ت ‪411‬هـ) بقوله‪ :‬وهي كلمة آخر اآلية‪ ...‬وتقع الفاصلة عند االستراحة في‬
‫الخطاب لتحسين الكالم بها‪ ،‬وهي الطريقة التي يُباين القرآن بها سائر الكالم‪ ،‬وتُسمى فواصل ألنه ينفص ُل‬
‫أن آخر اآلية فصل بينها وبين ما بعدها‪)1( .‬‬ ‫عندها الكالمان؛ وذلك ّ‬
‫وأعترض على قوله (كلمة) ألنّه يوجد حروف آخر اآلية‪ ،‬أما عملية االستراحة فإنها ال تلزم كل اآليات؛‬
‫لقصر بعضها‪ ،‬وأيضا لم يُباين القرآن سائر الكالم بهذه الطريقة فقط‪ ،‬بل خالفه في االستفتاح بالحروف‬
‫المقطّعة وبالرسم العثماني‪ ،‬وناهيك عن األلفاظ والمعاني وغيرها‪ ،‬أما انفصال الكالمين فهذا ال يحدث‬
‫بالضرورة‪ ،‬بل أحيانا ترتبط اآليتان‪.‬‬
‫من المصطلحات العروضية أو البالغية عليها‪،‬‬ ‫والضطراب تعريف القدماء في تعريف الفاصلة‪ ،‬أطلق كل ْ‬
‫وهو ما أرفضه – تعالى القرآن علوا كبيرا ‪-‬‬
‫وظيفة اللفظة المنبورة‪:‬‬
‫‪-1‬اختزال معنى اآلية؛ لذلك ترتبط ارتباطا وثيقا بالمعنى‪ ،‬وقد يتغير صوتها لتن ّوع الداللة‪.‬‬
‫أن تتفرّد بإضاءة قوية تلفت االنتباه عن باقي‬ ‫‪-2‬م ّد الصوت والضغط على المقطع األخير‪ ،‬فكان البد ْ‬
‫كلمات اآلية؛ لذلك ناسبها التسكين‪ ،‬اطردت في السورة كلها‪ ،‬وتنوعت كاآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث الحرف األخير‪:‬‬
‫‪-1‬المقطع الرابع المنبور المتماثل‪ :‬يقول الحسناوي‪ :‬المتماثلة وتُسمى كذلك المتجانسة‪ ،‬أو ذات المناسبة‬
‫التامة فهي التي تماثلت حروف رويها‪ )2( .‬أرفض استعمال مصطلح (الرّوي) ألنه خاص بالشعر وللقرآن‬
‫مفاهيمه‪ ،‬جاء التماثل في ثالثة أصوات وهي‪( :‬الميم – الراء – النون) وهي التي تُحبذ اللغة العربية‬
‫استخدامها؛ لوضوحها في السمع‪ ،‬يقول إبراهيم أنيس‪ :‬ومن النتائج التي حققها المحدثون ّ‬
‫أن الالم والميم‬
‫والنون أكثر األصوات الساكنة وضوحا وأقربها إلى طبيعة أصوات اللين؛ ولذا يميل بعضهم إلى تسميتها‪:‬‬
‫(أشباه أصوات اللين)‪ – )3( .‬ما عدا الراء ‪-‬‬
‫التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآلية‪ :‬تماثل بالميم الممدودة بالياء‬ ‫رقم اآلية‬
‫( الحكيم – العظيم – الرحيم ) اختص المقطع المنبور بأسماء‬ ‫هللاُ ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم‬
‫ه‬ ‫‪3‬‬
‫هللا؛ فتوافقت الصفات بحرف الميم ترتيال‪.‬‬ ‫َوهُ َو ْال َعلِ ُّي ْال َع ِظي ُم‬ ‫‪1‬‬
‫هللاَ هُ َو ْال َغفُو ُر الر ِ‬
‫هحيم‬ ‫أَال إِ هن ه‬ ‫‪1‬‬

‫حكيم‪ :‬يتناسب مع صفة (المستقيم) ويتعانق النبر على‬ ‫إِنههُ َعلِ ٌّي َح ِكي ٌم‬ ‫‪11‬‬
‫المقطع األخير (كيم – قيم) فيتالقى السمع‪ ،‬على الرغم من‬ ‫َوإِنهكَ لَتَ ْه ِدي إِلَى ِ‬
‫ص َرا ٍط ُّم ْستَقِيم‬ ‫‪12‬‬

‫(‪ )1‬البرهان في علوم القرآن‪ :‬الزركشي‪ ،‬تح‪ :‬أبي الفضل الدمياطي‪ ،‬دار الحديث بالقاهرة ‪ ،2009‬ص ‪.10‬‬

‫)‪( 2‬الفاصلة في القرآن‪ :‬محمد الحسْناوي‪ ،‬دار ع ّمار للنشر والتوزيع‪ ،‬ع ّمان األردن‪ ،‬ط ‪2000 ،2‬م‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫( ‪ )3‬األصوات اللغوية‪ :‬إبراهيم أنيس‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪7‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫اختالف عدد المقاطع‪.‬‬
‫التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآليـــــــــة اآلية‪ :‬تماثل بالراء‬
‫لما اتجه الحديث إلى الجزاء تغيّر الحرف من م ← ر‬ ‫َوفَ ِري ٌ‬
‫ق فِي ال هس ِع ِ‬
‫ير‬ ‫‪4‬‬
‫َوالظالِ ُمونَ َما لَهُم ِّمن َولِ ٍّي َوال مممدودة‪ )1 :‬بالياء‪ .‬لقد دخلوا السعير؛ ألنه ال نصير لهم‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪9‬‬
‫ير‬
‫ص ٍ‬ ‫نَ ِ‬
‫هللا الولي‪ :‬إحياؤه الموتى؛ ألنه قدير‪ ،‬الحظ التنافر بين‬ ‫َوهُ َو َعلَى ُك ِّل ش ْ‬
‫َي ٍء قَ ِدي ٌر‬ ‫‪8‬‬
‫السلب (النصير) واإليجاب (قدير) لهذا نفهم ّ‬
‫أن الفريق الذي‬
‫ألن هللا قدير‪.‬‬ ‫في الجنة له نصير؛ ّ‬

‫‪ )2‬بالواو‪ .‬تتوافق مغفرة هللا وشكره للمحسنين؛ ألنه يعلم ما‬ ‫هللاَ َغفُو ٌر َش ُكو ٌر‬ ‫إِ هن ه‬ ‫‪23‬‬
‫تكنه صدورهم‪ ،‬البنية العميقة‪ :‬عليم بالقلوب‪ ،‬وقد آثر‬ ‫ت الصُّ د ِ‬
‫ُور‬ ‫إِنههُ َعلِي ٌم بِ َذا ِ‬ ‫‪21‬‬
‫الصدور لتتماهى مع شكور‪.‬‬

‫‪ )3‬متنوعة بين الياء والواو‪ .‬اليُنكر أح ٌد ما فعلتموه؛ ّ‬


‫ألن‬ ‫َو َما لَ ُكم ِّمن نه ِك ٍ‬
‫ير‬ ‫‪14‬‬
‫المرء يكفر بالنعمة‪ ،‬ومع ذلك يمنحه هللا ما يحب من الذكور‬ ‫فَإ ِ هن ا ِإلنسَانَ َكفُو ٌر‬ ‫‪19‬‬
‫لوحة متناقضة‪ :‬ترسم جحود العبد‪ ،‬ونعمة الرب؛ لذلك‬ ‫َويَهَبُ لِ َمن يَشَا ُء ال ُّذ ُكو َر‬ ‫‪18‬‬
‫اختلف حرفا المد‪.‬‬
‫التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآلية‪ :‬التماثل بالنون‬ ‫اآليــــــــة‬
‫‪-1‬ممدودة بالواو‪ ،‬عبرت عن صفات المؤمنين بين‬ ‫َو َعلَى َربِّ ِه ْم يَت ََو هكلُون‬ ‫‪39‬‬
‫(اإليجاب) كالتوكل – المغفرة – النفقة‪( .‬والسلب)‪ :‬االنتقام‬ ‫ضبُوا هُ ْم يَ ْغفِرُونَ‬ ‫َوإِ َذا َما َغ ِ‬ ‫‪34‬‬
‫من الظالم‪ .‬اتخذت قالب (النموذج الفعلي‪ :‬يفعلون) الذي يعبر‬ ‫َو ِم هما َر َز ْقنَاهُ ْم يُنفِقُونَ‬ ‫‪39‬‬
‫عن الحدث الجمعي للغائب أوال‪ ،‬وعن اللزوم واالستمرار‬ ‫صابَهُ ُم البَغ ْي‬‫َواله ِذينَ إِ َذا أَ َ‬ ‫‪38‬‬
‫ثانيا والتنغيم ثالثا‪.‬‬ ‫َصرُونَ‬‫هُ ْم يَنت ِ‬
‫(المصيبة هو االنتقام وفيه ملحظ الشدة والقوة‪ ،‬فتوضع فيه‬
‫األلف وتُكتب (أصابهم) (‪ )1‬وهي علة كتابتها باأللف‪.‬‬
‫‪ -2‬بالياء‪ :‬ل ّما تغيرت صفات المؤمنين؛ تغيّر الم ُد‪..‬‬ ‫إِنههُ ال ي ُِحبُّ الظهالِ ِمينَ‬ ‫‪10‬‬

‫‪ -1‬تتابعت أسماؤه تعالى في ستة مقاطع منبورة؛ لما تضفيه عليها من هيبة وجالل‪ ،‬يقول الحسناوي‪ّ :‬‬
‫إن‬
‫تناوب ذكر األسماء الحسنى في الفواصل يُثري الفواصل بدالالت ال تُحصى من ظالل هذه األسماء‪ ،‬التي‬
‫لها طابع القداسة واألهمية ‪ ...‬ت ُر ّد الفواصل الجميل لألسماء الحسنى إذ تنزلها منزال حسنا في ختام اآليات‬
‫وتبذل لها النصيب األوفى من النفوس واألسماع؛ ألنها آخر ما يتناهى إلى القارئ السامع من اآليات‪ .‬نرى‬
‫داللة اإليقاع الموسيقي لألسماء الحسنى فمعظمها ممدود بأحد حروف المد ال سيما مد الياء‪ ،‬مما يترك‬
‫صداه اآلسر في موقعه في الفاصلة‪ ،‬وفي تناغمه مع الطابع العام للفواصل‪ )2( .‬من أجل ذلك ارتفعت نسبة‬
‫الكمال‪ ،‬فمرة تُستضاء باسم مفرد‪ ،‬نحو‪( :‬قديرٌ) وأخرى باسمين – وهذا هو األكثر – مثل‪( :‬عل ٌي حكي ٌم)‬
‫(هللاُ ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم) – وهو األقل – والسبب في ذلك كما تقول نعيمة سيد‪:‬‬
‫وأخيرا بثالثة أوصاف‪ ،‬كقوله‪ :‬ه‬
‫حضور األسماء الحسنى في الفواصل كان سبب مناسبتها للمعنى والحركة الذهنية النشطة التي ينتجها‬
‫السياق‪)3( .‬‬

‫) ‪ )1‬الجالل والجمال في رسم الكلمة في القرآن‪ :‬حسام قليني‪ ،‬مكتبة وهبة بالقاهرة‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬ص ‪.189‬‬
‫( ‪ )2‬الفاصلة في القرآن‪ :‬محمد الحسْناوي‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ )3‬اللسانيات والنص القرآني (الفاصلة القرآنية أنموذجا) نعيمة سيد أحمد‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬الجزائر ‪ ،2020‬ص ‪ ،183‬وما بعدها‪.‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪8‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫‪ -2‬لم يقع وصف (العقيم) أو (اإلناث) في المقطع المنبور المرقّم؛ ما يعني أنّها تختزل ما يهواه الناس‪.‬‬
‫‪ -3‬قد تتغير األصوات لتتوافق مع المقطع المنبور المرقم‪ ،‬لكنها في األصل مختلفة‪ ،‬كما في‪( :‬غفو ٌر شكو ٌر‬
‫‪ ...‬عليم بذات الصدور ) آثر الصدور لتتماهى مع شكور‪.‬‬
‫‪-1‬يتجلى المقطع المنبور ال ُمرقم المنتهي بصوت النون‪ ،‬في قطعة وهي‪ :‬تلك المجموعات من اآليات التي‬
‫ي ك ٌل منها على حدة‪ ،‬سواء أختمت بفاصلة مكررة أم لم‬ ‫تنقسم إلى فقرات أو وحدات موسيقية‪ ،‬تماثل الرّو ّ‬
‫تُختم‪ )1( .‬ويجعله الحسناوي ضمن قانون التساوي‪ ،‬وهو من قوانين اإليقاع الجمالي‪ ،‬وأرفض تسميتها‬
‫بالموسيقية ويمكننا تسميتها (تنغيمية) لقوله عليه الصالة والسالم‪ :‬ليس منا من لم يتغنَ بالقرآن ( ‪)2‬‬
‫‪ -1‬يتنوع الصوت الممدود الختالف السياق‪ ،‬فجاء (بالواو) حين عرض صفات المؤمنين‪ ،‬ثم انتقل إلى‬
‫(الياء) عند حديثه عن الظالمين‪ ،‬وكانت من النماذج الفعلية الخمسة‪ ،‬التي تتأخر عن مبتدئها‪ ،‬وتُع ّد ضمن‬
‫عالقة اإلحالة الضميرية‪ ،‬تقول نعيمة سيد‪ :‬تؤدي الضمائر وظيفة اتساقية‪ ،‬إذ تقو ُم بربط أجزاء النص‬
‫‪...‬إن توزيع الضمائر بهذه‬ ‫ّ‬ ‫وتصل بين أقسامه‪ ،‬وقد ترد على عدة أنواع منها الضمير المتصل بالواو‬
‫الطريقة المنظمة أسهم في تحقيق السبك الشكلي في اآليات‪ ،‬وكذلك التماسك الداخلي من خالل اإلحالة‬
‫الداخلية السابقة‪)3(.‬‬
‫‪-9‬يمكن من خالل المقطع المنبور المرقّم وحده تفسير اآليات؛ ألنها تمثل الضوء العاكس ألوائلها‪ ،‬وهو ما‬
‫يُسمى حديثا ‪Flash Back‬‬
‫‪-2‬المقطع الرابع المنبور المتقارب‪( :‬األصوات المائعة)‬
‫وتُسمى ذات المناسبة غير التامة‪ ،‬فهي التي تقاربت حروف رويها كتقارب الميم من النون‪ ) ( .‬وأالحظ‬
‫‪1‬‬

‫أن التقارب يكون بين األصوات المتوسطة فقط؛ لوضوحها في السمع عن باقي الصوامت‪ ،‬كالتقارب بين‬ ‫ّ‬
‫صوتي الميم والالم‪ ،‬و بين صوتي الراء والميم‪ ،‬وأخيرا بين الراء والنون‪ ،‬يقول رمضان عبد التواب‪:‬‬
‫يُقص ُد باألصوات المائعة ‪ liquids‬الالم والميم والنون والراء‪ ،‬وهي التي يُسميها علماء العربية باألصوات‬
‫المتوسطة‪ ،‬وقد بقيت هذه األصوات في اللغات السامية كلها‪ )1( .‬وهو وجه من أوجه االتفاق بين اللغات‬
‫الجزَ رية‪.‬‬
‫َ‬
‫التحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫التقارب بين الميم والالم‬ ‫رقم اآلية‬
‫التقارب في‪ :‬الجهر والترقيق‪.‬‬ ‫هللاَ هُ َو ْال َغفُو ُر الر ِ‬
‫هحيم‬ ‫أَال إِ هن ه‬ ‫‪1‬‬
‫َو َما أَنتَ َعلَ ْي ِهم بِ َو ِك ٍ‬
‫يل‬ ‫‪9‬‬

‫(مبنى الفواصل على الوقف؛ ولهذا شاع مقابلة المرفوع‬ ‫ك َما َعلَ ْي ِهم ِّمن َسبِ ٍ‬
‫يل‬ ‫فَأُولَئِ َ‬ ‫‪11‬‬
‫بالمجرور وبالعكس‪ ،‬وكذا المفتوح والمنصوب غير‬ ‫أُوْ لَئِكَ لَهُم َع َذابٌ أَلِي ٌم‬ ‫‪12‬‬
‫المنون)(‪)9‬‬
‫تكرار السبيل مرتين له معنيان مختلفان باإليجاب‪ :‬ففي األولى‬ ‫هَلْ إِلَى َم َر ٍّد ِّمن َسبِي ٍل‬ ‫‪11‬‬
‫جاءت في سياق التساؤل‪ ،‬هل لنا مخرج؟ وفي الثانية‪ ،‬كانت‬ ‫قيم‬
‫ب ُم ٍ‬ ‫إن الظالِمينَ فِي عَذا ٍ‬ ‫أال ّ‬ ‫‪11‬‬
‫إجابة عن االستفسار بالسلب‪ :‬ال ليس لكم مخرج‪.‬‬ ‫َو َمن يُضْ لِ ِل ه‬
‫هللاُ فَ َما لَهُ ِمن َسبِي ٍل‬ ‫‪19‬‬
‫التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫التقارب بين الراء والميم‬ ‫رقم اآلية‬

‫( ‪ )1‬الفاصلة في القرآن‪ :‬محمد الحسناوي‪ ،‬ص ‪.328‬‬


‫)‪ (2‬صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ط ‪ ،1899‬ص ‪.120‬‬
‫)‪ )3‬اللسانيات والنص القرآني‪ :‬نعيمة سيد‪ ،‬ص ‪.13 ،11‬‬
‫( ‪ )4‬الفاصلة في القرآن‪ :‬محمد الحسناوي‪ ،‬ص ‪.114 ،119‬‬
‫‪ )5‬المدخل إلى علم اللغة (ومناهج البحث اللغوي)‪ :‬رمضان عبد التواب‪ ،‬مكتبة الخانجي بالقاهرة‪ ،‬ط ‪ ،1884 ،3‬ص ‪.229‬‬
‫)‪ )6‬البرهان في علوم القرآن‪ :‬الزركشي‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪9‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫التقارب في‪ :‬صفة الجهر والترقيق‪.‬‬ ‫صي ُر‬ ‫َوهُ َو ال هس ِمي ُع ْالبَ ِ‬ ‫‪11‬‬
‫إِنههُ بِ ُكلِّ ش ْ‬
‫َي ٍء َعلِي ٌم‬ ‫‪12‬‬

‫هللاِ ِمن َولِ ٍّي َوال‬ ‫َو َما لَ ُكم ِّمن دُو ِن ه‬ ‫‪31‬‬
‫ير‬
‫ص ٍ‬ ‫نَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ار فِي البَحْ ِر َكاأل ْع ِلم انفردت بالمد باأللف (كاألعلم‪ :‬كالجبال على اإلطالق‪ ،‬ال التي‬ ‫ْ‬
‫َو ِم ْن آيَت ِه ال َج َو ِ‬ ‫‪32‬‬
‫عليها النار لالهتداء خاصة‪ ،‬إذن هي ليست بمعنى األعالم‬
‫المعلومة لدينا؛ ولذلك خولف في رسم الكلمة ونقص منها‬
‫األلف) (‪)1‬‬
‫تضاد في المعنى بين العذاب األليم‪ ،‬والفضل الكبير؛ لذلك جاء‬ ‫َوإِ هن الظهالِ ِمينَ لَهُ ْم َع َذابٌ أَلِي ٌم‬ ‫‪21‬‬
‫التقابل بينهما ال التماثل‪.‬‬ ‫ك هُ َو ْالفَضْ ُل ْال َكبِي ُر‬ ‫َذلِ َ‬ ‫‪22‬‬

‫أُوْ لَئِكَ لَهُم َع َذابٌ أَلِي ٌم‬ ‫‪12‬‬


‫ُ‬
‫اختالف في المعنى للتقابل أيضا‪.‬‬ ‫ك لَ ِم ْن ع َْز ِم األ ُم ِ‬
‫ور‬ ‫إِ هن َذلِ َ‬ ‫‪13‬‬
‫التحــــــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫التقارب بين الراء والنون‬ ‫رقم اآلية‬
‫التقارب في المعنى‪ :‬علمه بالباطن والظاهر‪.‬‬ ‫ت الصُّ د ِ‬
‫ُور‬ ‫إِنههُ َعلِي ٌم بِ َذا ِ‬ ‫‪21‬‬
‫َويَ ْعلَ ُم َما تَ ْف َعلُونَ‬ ‫‪21‬‬

‫ص َر بَ ْع َد ظُ ْل ِم ِه فَأُولَئِكَ َما‬
‫‪-1‬من مهام المقطع الرابع المنبور‪ :‬المسك بحُجز اآلية بعده‪ ،‬نحو‪َ " :‬ولَ َم ِن انتَ َ‬
‫يل‪ )11( ".‬السبيل بمعنى العقوبة‪ ،‬فنفاها عن المنتصرين باألداة‪( :‬ما) " إِنه َما ال هسبِي ُل َعلَى اله ِذينَ‬ ‫َعلَ ْي ِهم ِّمن َسبِ ٍ‬
‫ظلِ ُمون الناس" (‪ )12‬وأثبتها للظالمين؛ وذلك عن طريق التأكيد بأداة القصر (إنما)‬ ‫يَ ْ‬
‫أن يُمهّد قبلها تمهيدا‪ ،‬تأتي به الفاصلة ممكنة في مكانها‬ ‫‪-2‬يع ّد المقطع المنبور من عالقة التمكين‪ :‬وهو ْ‬
‫مستقرة في قرارها‪ ...‬متعلقا معناها بمعنى الكالم كله تعلقا تاما‪ )2( .‬كما في " أَال إِ هن الظهالِ ِمينَ فِي َع َذا ٍ‬
‫ب‬
‫ُّمقِيم‪ )11( ".‬فالعذاب المقيم معروف من عرضهم على النار سابقا " َوت ََراهُ ْم يُ ْع َرضُونَ َعلَ ْيهَا خ ِ‬
‫َاش ِعينَ ِمنَ‬
‫يل‪ )19( ".‬تكرار لفظة (سبيل) ثالث مرات‪ ،‬وظهورها للمرة‬ ‫ال ُّذلّ‪َ " )11( ".‬و َمن يُضْ لِ ِل ه‬
‫هللاُ فَ َما لَهُ ِمن َسبِ ٍ‬
‫الرابعة أول اآلية؛ يرفع التنغيم في هذه القطعة‪ ،‬كما يرتفع طرف اللسان إلى اللثة‪ ،‬مع خروج الهواء من‬
‫جانبي الفم ( فالالم ) صوت مجهور؛ والعلة في إيثارها‪ :‬أنها أغلب وقوعا في الخير‪ ،‬يقول فاضل‬
‫ق‪ :‬إذا كثرت سابلتُها‪ ،‬والسابلة‬ ‫ْ‬
‫أسلبت الطري ُ‬ ‫السا ِمرّائي‪ :‬كلمة ( سبيل ) كأنها (فعيل) بمعنى (مفعول) ْ‬
‫من‬
‫من الطرق المسلوكة‪ ،‬يقال‪ :‬سبيل سابلة أي مسلوكة‪)3( .‬‬
‫الم " (‪ )32‬ألنها آية من آيات‬ ‫ار فِي ْالبَحْ ر َكاأل ْع ِ‬
‫الج َو ِ‬
‫‪-3‬ظهر المقطع المنبور اللفظي بالمد باأللف في‪َ " :‬‬
‫أن القوة المؤثرة‬ ‫هللا‪ ،‬وينص مبدأ الطفو ‪ Buoyant Force‬الذي اكتشفه العالم اليوناني أرخميدس على ّ‬
‫على أي جسم ساكن مغمور كليا أو جزئيا في سائل أو غاز‪،‬هي قوة تصاعدية تُعرف بقوة الطفو وتساوي‬
‫هذه القوة وزن السائل ال ُمزاح من الجسم المغمور‪.‬‬
‫الصيغة الرياضية‪ :‬قوة الطفو = كثافة السائل × حجم الجسم المغمور × تسارع الجاذبية األرضية‪.‬‬
‫وبالرموز اإلنجليزية‪Fb = P V G :‬‬ ‫ويمثل بالرموز العربية‪ :‬ق ط = ث × ح × ج‬
‫تُقاس قوة الطفو بوحدة نيوتن‪ ،‬وحجم الجزء المغمور بوحدة م‪ ،3‬والكثافة بوحدة كغ ‪ /‬م‪،3‬‬

‫)‪)1‬الجالل والجمال في رسم الكلمة في القرآن‪ :‬حسام القليني‪ ،‬ص ‪.911‬‬


‫)‪ )2‬البرهان في علوم القرآن‪ :‬الزركشي‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫) ‪ ( 3‬لمسات بيانية في نصوص التنزيل‪ :‬فاضل السا ِم ّرائي‪ ،‬دار ع ّمار – ع ّمان – األردن‪ ،‬ط ‪2003 ،3‬م‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪11‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫فإن قوة الدفع الناتجة عن الفراغات الداخلية للسفينة المملوءة‬ ‫وتسارع الجاذبية األرضية ‪ 8.9‬م ‪ /‬ث‪ّ (1) .2‬‬
‫بالهواء‪ ،‬أو بسائل أخف كثافة من الماء‪ ،‬والذي يجعل الكثافة الكلية النسبية للسفينة أقل كثافة من كثافة‬
‫الماء؛ فتطفو فوق سطح الماء‪.‬‬
‫‪-1‬أسهم الخط العثماني في رفع الحُجب عن داللة بعض اآليات‪ ،‬نحو‪( :‬الجوار) حيث حُذفت (الياء) في‬
‫كتابتها؛ حتى ال تختلط بمعنى (الجارية‪ :‬الخادمة) وكذلك نقص األلف في (األعالم) ألنها ال تعني‬
‫الجبال التي توقد فيها النار؛ ليهتدي الناس بها في الصحراء‪ ،‬بل الشواهق‪.‬‬
‫‪ -1‬أسهم المقطع المنبور في ترسيم اإلحالة الموصولية في قوله‪( :‬ما تفعلون) حيث أحيل بالموصول (ما)‬
‫إلى جملة (تفعلون) والعائد محذوف تقديره‪( :‬تفعلونه) لذلك فاإلحالة داخلية بعدية‪ ،‬وبهذا تحقق السبك بين‬
‫(ما) الموصولة والمقطع المنبور؛ لكونها الموضع الوحيد الذي ينتهي بالنون الممدودة بالواو‪ ،‬بين الراء‬
‫والدال ال ُمقلقلة‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬
‫ص ُدور (‪َ )21‬وهُ َو الّ ِذي يَ ْقبَ ُل التّوْ بَة ع َْن ِعبَا ِد ِه َويَ ْعفُوا ع َْن السّيئَا ِ‬
‫ت َويَعْل ُم َما ت ْف َعلونَ (‪)21‬‬ ‫ت ال ّ‬ ‫( إنّهُ َعلِي ٌم بِذا ِ‬
‫ش ِدي ٌد (‪)29‬‬ ‫ت ويَ ِزي ُدهُ ْم ِم ْن فَضْ لِ ِه وال َكافِرُونَ لَهُ ْم َع َذابٌ َ‬ ‫صلِ َح ِ‬‫َويَ ْست َِجيِبُ الّ ِذينَ ءا َمنُوا َو َع ِملُوا ال ّ‬
‫ثانيا‪ :‬المقطع الرابع المنبور بحسب الوزن‪:‬‬
‫يقول علي الجندي‪ :‬المراد بالوزن في الفاصلة‪ :‬الوزن العروضي‪ ،‬الذي يُلحظ فيه مقابلة المتحرك‬
‫بالمتحرك ‪ -‬بصرف النظر عن نوع الحركة ‪ -‬والساكن بالساكن‪ ،‬نحو قوله تعالى‪:‬‬
‫ثر (‪ )1‬فَص ِّل لِ َربّكَ وا ْن َحرْ " (‪ُ )2‬جعلتا مما لم يُختلف في الوزن‪ ،‬مع تخالف وزنهما‬ ‫" إنّا أ ْعطينَاكَ ال َكوْ َ‬
‫التصريفي ‪ )2 ( .‬وينقسم إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫متواز و ُمطرّف‬ ‫ٍ‬ ‫‪-1‬المقطع الرابع المنبور المتوازي‪ :‬قسّم البديعيون السجع والفواصل أيضا إلى‬
‫أن تتفق الكلمتان في الوزن وحروف السجع‪ ،‬نحو‪( :‬سُر ٌر َمرْ فُو َعةٌ‬ ‫ومتوازن‪ ،‬وأشرفها المتوازي‪ :‬فهو ْ‬
‫َوأ ْك َوابٌ َموْ ضُو َعةٌ ) الغاشية ‪)3( .11 – 13‬‬
‫التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآلية‪ :‬المقطع المنبور المتوازي‬ ‫رقم اآلية‬
‫اتحاد الوزن العروضي ( ب ‪)- -‬‬ ‫ويَ ْه ِدي إِلَ ْي ِه َمن يُنِيبُ‬ ‫‪13‬‬
‫ي = ب ني = ‪ -‬بو = ‪ُ -‬م = ب ري ‪ -‬بو = ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ك ِّم ْنهُ ُم ِري ٍ‬
‫ب‬ ‫لَفِي َش ٍّ‬ ‫‪11‬‬
‫و اتحدا في صوت الباء‪ ،‬المردوف بالياء الممدودة‪.‬‬
‫كثير) ( ب ‪) - -‬‬
‫ٍ‬ ‫(شكور ‪-‬‬
‫ٍ‬ ‫هار اتفقا في وزن‬ ‫صب ٍ‬
‫َ‬ ‫ت لِّ ُكلِّ‬
‫ك َآليَا ٍ‬ ‫إن فِي َذلِ َ‬ ‫ّ‬ ‫‪33‬‬
‫ش = ب كو = ‪ -‬رن = ‪-‬‬ ‫َش ُك ٍ‬
‫ور‬
‫ك = ب ثي = ‪ -‬رن = ‪ -‬واتفقا في الراء األخيرة‬ ‫َويَعْفُ عَن َكثِ ٍ‬
‫ير‬ ‫‪31‬‬
‫(نكيرن) = ب ‪( - -‬كفورن) = ب ‪ - -‬و اتفقا في حرف‬ ‫َو َما لَ ُكم ِّمن نه ِك ٍ‬
‫ير‬ ‫‪14‬‬
‫المقطع المنبور‪ :‬الراء‬ ‫فَإ ِ هن ا ِإلنسَانَ َكفُو ٌر‬ ‫‪19‬‬
‫فإذا تساءلتَ لماذا لم تتق ّدم صفة (صبّار) على ( شكور) وكالهما وصف لإلنسان المؤمن‪ ،‬وكالهما اختُتم‬
‫بأن االتفاق في الوزن يُحسّن التنغيم‪ ،‬ال مجرد التشابه في الصوت‪.‬‬ ‫بالراء؟ التضحت اإلجابة‪ّ :‬‬
‫أن يُراعى في مقاطع الكالم الوزن فقط نحو ‪:‬‬ ‫‪-2‬المقطع الرابع المنبور المتوازن‪ :‬وهو ْ‬
‫ّراطَ ْال ُم ْستَقي َم (‪ 119 / 114‬الصافات) فلفظ الكتاب والصراط‬ ‫" وآلت ْينَاهُ َما ْال ِك َ‬
‫تاب ال ُم ْستَبينَ ‪ ،‬وهَ ْدينَاهُ َما الص ِ‬
‫متوازنان‪ ،‬ولفظ (المستبين والمستقيم) متوازنان‪ )1( .‬وينقسم إلى‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪) Archimedes Principle Applications in 10 Daily life, Studious Guy, Retrieved 6-12-2021.‬‬

‫)‪ )2‬صور البديع‪( :‬فن األسجاع) ‪ :‬علي الجندي‪ ،‬دار المعارف ‪ ،1812‬ج ‪ ،1‬ص ‪.184‬‬
‫( ‪ )3‬البرهان في علوم القرآن‪ :‬الزركشي‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪11‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫ب‪ -‬طويل‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬قصير‬
‫التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآلية‪ )1 :‬متوازن قصير‬ ‫رقم اآلية‬
‫قديرن ب ‪ = - -‬أنيبو ب ‪ - -‬انتقل الصوت من الراء إلى‬ ‫َوه َُو َعلَى ُك ِّل ش ْ‬
‫َي ٍء قَ ِدي ٌر‬ ‫‪8‬‬
‫الباء ل ّما اتجه إلى النبي عليه الصالة والسالم‪.‬‬ ‫ت َوإِلَ ْي ِه أُنِيبُ‬ ‫َعلَ ْي ِه ت ََو هك ْل ُ‬ ‫‪10‬‬
‫مريبن ب ‪ = - -‬مصيرو ب ‪- -‬‬ ‫ب‬‫ك ِّم ْنهُ ُم ِري ٍ‬ ‫لَفِي َش ٍّ‬ ‫‪11‬‬
‫انتقل الصوت من الباء إلى الراء حين تحوّ ل الحديث إلى هللا؛‬ ‫هللاُ يَجْ َم ُع بَ ْينَنَا َوإِلَ ْي ِه ْال َم ِ‬
‫صي ُر‬ ‫ه‬ ‫‪11‬‬
‫ما يؤكد ارتباط آخحر اآليات بالداللة‪.‬‬
‫كثيرن ب ‪ = - -‬محيصن ب ‪- -‬‬ ‫َويَعْفُ عَن َكثِ ٍ‬
‫ير‬ ‫‪31‬‬
‫لّ ِذينَ يُ َجا ِدلونَ فِي آيَاتِنا َما لهُم ِّمن اختالف صوتي الراء عن الصاد لتباين المعنى‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪31‬‬
‫يص‬
‫هم ِح ٍ‬

‫مستقيمن ‪ -‬ب ‪ = - -‬رُلْ أموري ‪ -‬ب ‪- -‬‬ ‫ص َرا ٍط ُّم ْستَقِيم‬ ‫َوإِنه َ‬
‫ك لَتَ ْه ِدي إِلَى ِ‬ ‫‪12‬‬
‫اختالف حرف المقطع المنبور النتقال المعنى من النبي إلى‬ ‫صي ُر األُ ُمو ُر‬ ‫أَال إِلَى ه‬
‫هللاِ تَ ِ‬ ‫‪13‬‬
‫هللا‪.‬‬
‫التحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآلية‪ )2 :‬متوازن طويل‬ ‫رقم اآلية‬
‫ارتفعت أمواج التنغيم بقلقلة صوتي الدال والباء لتصوير‬ ‫‪َ 1111111.‬ولَهُ ْم َع َذابٌ َش ِدي ٌد‬ ‫‪19‬‬
‫حالتهم‪ ،‬فالعذاب شديد بالفعل‪ ،‬مع دنو الساعة‪ ،‬وهذا التناقض‬ ‫لَ َع هل السها َعةَ قَ ِريبٌ‬ ‫‪14‬‬
‫رسم اللوحة بلونين متنافرين ليجذب أنظارهم‪.‬‬ ‫الل بَ ِعيد‬
‫ض ٍ‬ ‫لَفِي َ‬ ‫‪19‬‬
‫جهر صوت الزاي ليُزلزل أركانهم‪.‬‬ ‫َوهُ َو ْالقَ ِويُّ ْال َع ِزي ُز‬ ‫‪18‬‬
‫ب‬
‫صي ٍ‬ ‫َو َما لَهُ فِي اآل ِخ َر ِة ِمن نه ِ‬ ‫‪20‬‬
‫تنطبق الشفتان بصوت الميم معبرا عن األلم الشديد وينساب‬ ‫َوإِ هن الظهالِ ِمينَ لَهُ ْم َع َذابٌ أَلِيم‬ ‫‪21‬‬
‫الهواء من األنف‪ ،‬ليهمس باألنين‪.‬‬
‫تتدحرج األمواج بصوت الراء التكراري؛ لترسم كبر فضل‬ ‫ك هُ َو ْالفَضْ ُل ْال َكبِي ُر‬
‫َذلِ َ‬ ‫‪22‬‬
‫هللا‪.‬‬
‫تقرع الدال اآلذان بصوت مجهور قوي بقلقلته‪.‬‬ ‫َو ْال َكافِرُونَ لَهُ ْم َع َذابٌ َش ِديد‬ ‫‪29‬‬
‫التناسق بين الدال والراء (شديد ‪ /‬بصير) ( الحميد ‪ /‬قدير)‬ ‫صي ٌر‬ ‫إِنههُ بِ ِعبَا ِد ِه خَ بِي ٌر بَ ِ‬ ‫‪24‬‬
‫َوه َُو ْال َولِ ُّي ْال َح ِمي ُد‬ ‫‪29‬‬
‫َوهُ َو َعلَى َج ْم ِع ِه ْم إِ َذا يَشَاء قَ ِدي ٌر‬ ‫‪28‬‬
‫والتماثل في (كثير ‪ /‬نصير)‬ ‫َويَ ْعفُوا عَن َكثِ ٍ‬
‫ير‬ ‫‪30‬‬
‫هللاِ ِمن َولِ ٍّي َوال اختالف حركة المقطع المنبور بالضم في (شدي ٌد – بصيرٌ)‬ ‫َو َما لَ ُكم ِّمن دُو ِن ه‬ ‫‪31‬‬
‫نصير)‬
‫ٍ‬ ‫كثير – وال‬
‫ٍ‬ ‫وبالكسر في (‬ ‫ير‬
‫ص ٍ‬ ‫نَ ِ‬

‫‪-1‬المقطع المنبور المتوازن الطويل‪ :‬وأقصر الطوال ما يكون من إحدى عشرة لفظة‪ ،‬وكلما طالت الفقرة‬
‫زاد بيانها وإفصاحها‪ )2( .‬وهنا وجد في فقرة تصل إلى أكثر من عشرين لفظة‪.‬‬
‫‪ -2‬حرص القدماء على الجهر ب (الباء) وهو ُمش ّكل بالسكون‪ ،‬أضافوا إليه صوت لين قصير جدا يُشبه‬
‫الكسر‪ ،‬وسموا تلك الظاهرة ( القلقلة ) حرصا منهم على إظهار كل ما في هذا الصوت من جهر‪)3( .‬‬
‫‪-3‬دالالت تغير المقطع المنبور المرقم‪ :‬الداللة الجمالية‪ :‬تو ّخي الصدمة السعيدة‪.‬‬

‫( ‪ )1‬البرهان في علوم القرآن‪ :‬الزركشي‪ ،‬ص ‪.91 ،93‬‬


‫)‪ )2‬الفاصلة في القرآن‪ :‬الحسناوي‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫( ‪ )3‬األصوات اللغوية‪ :‬إبراهيم أنيس‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪12‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫أما الداللة الفكرية‪ :‬فنعني بها الحرية‪ ،‬أي إن التزام الفواصل المتماثلة بقدر ما هو قيد لل ُمنشئ يوحي بالقيد‬
‫للقارئ‪ )1( .‬وكذلك إحداث يقظة للقارئ ودعوة للتدبر‪.‬‬
‫‪-3‬المقطع الرابع المنبور ال ُمط ّرف‪:‬‬
‫أن يتفقا في حروف السجع ال في الوزن‪ ،‬نحو‪َ " :‬ما لَ ُك ْم ال ترْ جُونَ هللِ‬ ‫يقول الزركشي‪ :‬والمطرّف ْ‬
‫‪2‬‬
‫ارا " ( ‪ 11 /13‬نوح‪ ) ( .‬كقوله‪:‬‬ ‫َوقَارا‪ ،‬وقَ ْد خَ لقَ ُك ْم ْ‬
‫أط َو َ‬
‫ور (‪ )21‬االتفاق بينهما في حرف الراء الممدود‬ ‫ص ُد ِ‬
‫ت ال ّ‬ ‫إن هللاَ َغفُو ٌر َش ُكو ٌر " (‪ " )23‬إنّهُ عَلي ٌم بِ َذا ِ‬ ‫‪ّ " -1‬‬
‫بالواو‪ ،‬لكن الوزن مختلف‪ :‬شكورن = ب ‪ - -‬تصْ صُدوري = ‪ -‬ب ‪- -‬‬
‫علِي ٌم قَ ِدي ٌر " (‪)10‬‬ ‫إن اإل ْن َسانَ َكفُو ٌر " (‪ " )19‬ويَهَبُ لِ َم ْن يَ َشا ُء ّ‬
‫الذ ُك ُو َر " (‪ " )18‬إنّهُ َ‬ ‫‪ " -2‬فَ ّ‬
‫االتفاق في صوت الراء فقط‪ ،‬أما االختالف في الوزن‪:‬‬
‫(كفورن) = ب ‪( - -‬أذ ُذكورا) = ‪ -‬ب ‪( - -‬قديرن) = ب ‪- -‬‬
‫كما يتمثل التباين في الوقف‪ :‬لقد وقفت المقاطع المنبورة على التنوين‪ ،‬نحو‪ :‬كفورن – قديرن‪.‬‬
‫(الذكور)‬
‫َ‬ ‫ما عدا موضعا واحدا‪ ،‬فوقفت على ما ُح ّرك آخره بالفتح‬
‫تحليل إحصائي‪:‬‬
‫النسبة المئوية لرقمنة األصوات الساكنة‬
‫نســــبته صــــــــــــــــــفته‬ ‫الصـــــوت عـــدد وروده‬
‫‪ % 39‬من األصوات المتوسطة ‪ -‬ذلقي مجهور‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الـــــــراء‬
‫‪ % 21‬من األصوات المتوسطة‪ ،‬وسُمى بأشباه أصوات اللين – مجهور‪.‬‬ ‫المـــــــــيم ‪11‬‬
‫‪ % 11‬متوسطة – أشباه اللين – مجهور‪.‬‬ ‫النــــــــــون ‪9‬‬
‫من أصوات القلقلة مجهور‪ -‬شفوي‪.‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫البـــــــــــاء ‪1‬‬
‫من أصوات القلقلة – مجهور‪ -‬نطعي‪.‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫الــــــــــدال ‪1‬‬
‫متوسطة – أشباه اللين – مجهور‪.‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫الــــــــــــالم ‪1‬‬
‫‪ % 0.2‬صوت مستع ٍل‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القـــــــاف‬
‫‪ %.0.2‬احتكاك ٌي مجهو ٌر‪.‬‬ ‫الــــــــزاي ‪1‬‬
‫‪ % 0.2‬المفخم – األسلي‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الصـــــــاد‬

‫‪ -1‬آثر المقطع المنبور ال ُمرقّم استخدام األصوات المتوسطة (ر ‪ -‬م – ن – ل) التي تشبه أصوات اللين؛‬
‫ألنها أكثر السواكن وضوحا؛ لذلك كانت مجهورة‪ ،‬والجهر أقرب للسمع‪.‬‬
‫‪-2‬احتفظ المقطع المنبور بصوتين من أصوات القلقلة وهما‪( :‬ب – د) وهما مجهوران أيضا‪ ،‬وكان الهدف‬
‫الرئيس منها‪ :‬وضوح السمع‪.‬‬
‫‪-3‬ينماز المقطع الرابع المنبور الذي ذكر مرة واحدة بالقوة‪:‬‬
‫فاالستعالء للقاف‪ ،‬والجهر للزاي‪ ،‬والتفخيم للصاد‪.‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع نسبة المقطع الرابع المنبور المنتهي بالراء؛ لما له من وضوح وقوة‪ ،‬فهو الصوت التكراري‬
‫الوحيد حيث يضرب مقدم اللسان طرف اللثة (الغار) ضربات متكررة‪.‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع (صيغ) المشتقات في المقطع الرابع المنبور‪ ،‬وهو ما تفضله اللغة العربية‪ ،‬فوزن (فعيل) ورد‬
‫(‪ )28‬مرة‪ ،‬ووزن (فعول) ( ‪ )3‬مرات‪ ،‬وكذلك (اسم الفاعل) النسبة الكلية = ‪%94‬‬
‫‪ -9‬أسهم المقطع الرابع المنبور في التماسك الشكلي (السبك) للسورة‪.‬‬

‫( ‪ )1‬الفاصلة في القرآن‪ :‬الحسناوي‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫)‪ )2‬البرهان في علوم القرآن‪ :‬الزركشي‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪13‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫ثالثا‪ :‬المستوى التركيبي‬
‫أوال‪ :‬الجملة األولى‪َ ( Collocation :‬ك َذلِكَ يُ ِ‬
‫وحي إلَ ْيكَ ) (‪)3‬‬
‫وأتساءل كيف كان حال المتلقين؟ إنهم في حالة انتظار‪ :‬يسمعون فقط‪ ،‬وأيضا في شوق ولهفة للفهم؛ فتأتي‬
‫إليهم مفاجأة ( كذلك )التي ال يبدأون بها كال َمهم أبدا؛ لذلك تواترت ثالث مرات و صاحبت الفعل ( يوحي ‪/‬‬
‫أوحينا ) إنها الجملة األولى‪ ،‬يقول صبحي الفقي‪ :‬نعرض ألهمية الجملة األولى في التحليل النصي‪،‬‬
‫فاالستهالل يحتل مكانة بارزة من حيث أهميته من ناحية‪ ،‬ومن حيث عالقته ببقية أجزاء النص من ناحية‬
‫كل جهو ِده في هذه الجملة‪ ،‬إذ يكون ما‬ ‫المرسل َ‬
‫ِ‬ ‫أخرى‪ ،‬وتح ّكمه كذلك في هذه األجزاء‪ ،‬ففي الغالب يُر ّكز‬
‫‪1‬‬
‫بعدها غالبا تفسيرا لها‪ ،‬وتمثل كذلك المحور الذي يدور عليه النص فيما بعد‪ ) ( .‬إذن مسألة الوحي من‬
‫المسائل المهمة التي بدأت بها السورة؛ لذلك احتلت مكان الصدارة‪ ،‬لقد تواتر سياق (الوحي) ست مرات‪،‬‬
‫يقول ابن منظور‪ :‬الوح ُي‪ :‬اإلشارة والكتابة والرسالة واإللها ُم والكال ُم الخف ُي‪ ،‬وكلُّ ما ألقيتَه إلى غيرك‪.‬‬
‫وأوحيت‪ )2( .‬ويقول الصابوني (ت ‪2021‬م)‪ :‬هذه السورة الكريمة مكية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وحيت إليه الكال َم‬ ‫يقالُ‪:‬‬
‫وموضوعها نفس موضوع السور المكية التي تُعالج أمور العقيدة‪ ( :‬الوحدانية‪ ،‬الرسالة‪ ،‬البعث والجزاء )‬
‫والمحور الذي تدور عليه السورة هو (الوحي والرسالة) تبتدئ السورة بتقرير مصدر الوحي ومصدر‬
‫الرسالة‪ ،‬فاهلل ربّ العالمين هو الذي أنزل الوحي على األنبياء والمرسلين‪ ،‬وهو الذي اصطفى لرساالته‬
‫من شاء من عباده؛ ليُخرجوا اإلنسانية من ظلمات الشرك والضالل إلى نور الهداية واإليمان‪ ...‬وتُختم‬
‫السورة بالحديث عن الوحي والقرآن‪ ،‬كما بدأت به في مطلع السورة الكريمة ليتناسق الكالم في البدء‬
‫والختام‪ )3( .‬وفات الصابوني أنها وردت أيضا في ثنايا النص في اآليتين (‪ )4‬و (‪)13‬‬
‫إن التماسك النصي بين افتتاح السورة ووسطها وآخرها تترجمه أحداث (الوحي)‬ ‫ّ‬
‫فالمسند إليه واحد‪ ،‬وهو‪( :‬هللا تعالى) والمتلقي‪ :‬متعدد‪ ،‬وهم‪( :‬النبي – الرسل – بعضُ البشر)‬

‫التحــــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآلية‪ :‬الوحي خاص بالنبي‬ ‫رقم اآلية‬


‫ّ‬
‫(قصد بلفظ المضارع كون ذلك عادة و ُسنة هلل تعالى‪ ،‬وهذا ال‬ ‫ك يُو ِحي إليْك‬
‫كذل َ‬ ‫‪3‬‬
‫أن يكونَ باعتبار وضع‬ ‫يوجد في لفظ الماضي‪ُ .‬‬
‫قلت‪ :‬ويحتم ُل ْ‬
‫المضارع موضع الماضي كما في قوله تعالى " قُلْ هللاُ يُحيي ُك ْم‪".‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أصلها‪ :‬كذلك اإليحاء أوحينا قرآنا إليك‪ ،‬ومصاحبة (كذلك) من‬ ‫ك قُرْ آنا َع َربيّا‬
‫َوكذلك أوْ َحيْنا إلي َ‬ ‫‪7‬‬
‫خصائص القرآن‪ ،‬الفعل (أوحى) متع ٍد بالهمزة‪.‬‬

‫وكذلِك أوْ َحيْنا إليكَ رُو َحا ِم ْن (وكذلك بمثل هذه الطريقة وبمثل هذا االتصال (أوحينا إليك)‬ ‫‪12‬‬
‫فالوحي ت ّم بالطريقة المعهودة ولم يكن أمرك بدعا " روحا من‬ ‫أ ِم ِرنَا‬
‫أمرنا " فيه حياة يبث الحياة ويدفعها ويحركها ويُنميها في‬
‫القلوب وفي الواقع العملي المشهود‪ ...‬هذا الكتاب نو ٌر تُخالط‬
‫بشاشته القلوب‪)1( .‬‬
‫خص النبي هنا بالوحي أما غيره فكانت لهم وصايا‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫َوال ِذي أوْ َحيْنا إليْك‬

‫)‪ )1‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق (دراسة تطبيقية على السور المكية) الفقي‪ ،‬دار قباء ‪ ،2000‬ج ‪ 1‬ص ‪.91‬‬
‫( ‪ )2‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور‪ ،‬دار المعارف‪ ،1848 ،‬المجلد ‪ ،9‬ص ‪.1494‬‬
‫( ‪ )3‬صفوة التفاسير‪ :‬الصابوني‪ ،‬دار الرشيد‪ ،‬حلب – سوريا ص‪.132 ،131‬‬
‫( ‪ )4‬مسائل الرازي وأجوبتها من غرائب آي التنزيل‪ :‬الرازي‪ ،‬مطبعة مصطفى الحلبي‪ ،‬القاهرة ‪1891‬م‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫)‪ )5‬في ظالل القرآن‪ :‬سيد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة بيروت‪ ،‬ط ‪ ،2003 ،32‬ج ‪ ،21‬ص ‪.3141‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪14‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫التحـــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآلية‪ :‬الوحي خاص بالرسل‬ ‫رقم اآلية‬
‫أوْ يُر ِس َل رسُوال فيو ِحي بإذنِ ِه يتعدى الفعل (يوحي) بالباء إذا اتجه إلذن هللا‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫أي ويوحي للرسل الذين سبقوك‪ ،‬لكنه اكتفى بحرف العطف‪ ،‬ولم‬ ‫وإلى الذينَ ِم ْن ق ْبلِ َ‬
‫ك‬ ‫‪3‬‬
‫يُكرر الفعل‪.‬‬
‫التحــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآلية‪ :‬الوحي خاص بالبشر‬ ‫رقم اآلية‬
‫ت بصيغة الفعل إال عندما يخص األنبياء؛‬ ‫أن يُكلِ ُمهُ هللاُ إال وحيا‪( :‬مصدر) ولم يأ ِ‬‫بشر ْ‬ ‫وما كانَ لِ ٍ‬ ‫‪11‬‬
‫لذلك صيغت في صورة االستثناء المنفي‪.‬‬ ‫وحْ يَا‬

‫‪-1‬صاحبت لفظة (كذلك) الفعل (يوحي ‪ /‬أوحينا) عند اتجاهها إلى النبي عليه الصالة والسالم‪ ،‬كما‬
‫احتفظت بموقعها أول كل آية‪ ،‬وأيضا جاء االستثناء المنفي المتجه إلى الناس في مطلع اآلية‪ ،‬أو يُعطف‬
‫على مقام الوحي‪ ،‬بسياق آخر له‪.‬‬
‫يقول ابن عاشور‪ :‬وتقديم المجرور من قوله (كذلك) على (يوحي إليك) لالهتمام بالمشار إليه‪ ...‬المشار إليه‬
‫مق ّدر معلوم من الفعل وهو المصدر المأخوذ من الفعل‪ ،‬أي‪ :‬كذلك اإليحاء يوحي إليك هللا‪ ،‬وهو استعمال‬
‫ُمتّبع في نظائر هذا التركيب‪ ،‬وأحسب أنه من مبتكرات القرآن‪ ،‬إذ لم أقف عليه في كالم العرب قبل القرآن‪.‬‬
‫(‪ )1‬فالكاف بمعنى المثل وذا لإلشارة إلى شيء سبق ذكره‪ ،‬فيكون المعنى مثل‪( :‬حم عسق) يوحي هللا‬
‫إليك؛ ما يدل على اإلعجاز اللغوي في كلمة (كذلك)‬
‫‪-2‬اختُصت صيغة (الفعل) الماضي‪ ،‬أو صيغة المضارع الدال على الزمن الماضي‪ ،‬عندما يتجه الحديث‬
‫إلى النبي أو الرسل؛ ما يدل على الوحي المباشر‪ ،‬وقد تع ّدى بالحرف (إلى) أربع مرات‪ ،‬أو (بالباء) مرة‬
‫واحدة‪ ،‬لكن جاءت صيغة (المصدر) التي تُعبر عن الوحي بشكل غير مباشر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صفات الربوبية واأللوهية‪:‬‬


‫أوال‪ :‬صفات الربوبية المتعلقة بالخلق‪ :‬تناقش السورة متطلبات الربوبية‪ ،‬وهي مشتقة من اسم هللا‬
‫(الرب) وقد اعترف بها المشركون‪ ،‬ولكن هذا ال يكفي لكي يكونوا مؤمنين‪ ،‬يقول عبد الرّزاق البدر‪:‬‬
‫توحيد الربوبية‪ :‬هو اإلقرار ّ‬
‫بأن هللا تعالى ربّ كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه‪ ،‬وأنه ال ُمحي المميت النافع‬
‫الضار المتفرد بإجابة الدعاء عند االضطرار‪ ،‬الذي له األمر كله‪ ،‬وبيده الخير كله‪ ،‬القادر على كل شيء‪،‬‬
‫ليس له في ذلك شريك‪ ،‬ويدخل في ذلك اإليمان بالقدر‪ )2 ( .‬ويقسّمها محمد صديق قائال‪ّ :‬‬
‫إن صفات هللا‬
‫تعالى تنقسم إلى صفات ذات‪ :‬كصفة الوجود والحياة والسمع والبصر وغيرها‪ ،‬وأما صفات األفعال فتنقسم‬
‫إلى قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬صفات أفعال متعلقة بذات هللا تعالى ‪ :‬كاالستواء والنزول والمجيء‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬صفات أفعال متعلقة بالخلق‪ :‬كاإلحياء واإلماتة والخلق والرزق والتدبير‪ ،‬وتُسمى بصفات‬
‫الربوبية‪ ...‬وتوحيد الربوبية مجمل في قوله " أال له الخلق واألمر‪ )3( ".‬لم تتعرض السورة إلى صفات‬
‫الذات‪ ،‬بل آثرت صفات األفعال المرتبطة بالعباد‪ ،‬من ث ّم فداللتها متماسكة‪ ،‬ويدعمها التماسك الشكلي‬
‫المتمثل في الضمائر‪ ،‬وتتجلى على النحو اآلتي‪:‬‬

‫( ‪ )1‬تفسير التحرير والتنوير‪ :‬ابن عاشور‪ ،‬ج ‪ ،21‬ص‪.24 ،‬‬


‫(‪ )2‬المختصر المفيد في دالئل أقسام التوحيد‪ :‬عبد الرازق البدر‪ ،‬دار اإلمام أحمد‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪https://www.noor.book.com‬‬
‫)‪ )3‬توحيد األسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية‪ :‬محمد صديق‬
‫‪www.alukah.net.‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪15‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬

‫التحـــــــــليل‬ ‫أفعــــــــــال‬ ‫اآلية‬ ‫الربــــــوبية التحــــــــــــــليل‬ ‫رقم أفعـــــال‬


‫الربوبية‬ ‫اآلية (باإليجاب)‬
‫(باإليجاب)‬
‫ت ِب َما أَن َز َل ه‬
‫هللاُ (أنزل) متع ٍد بهمز‪.‬‬ ‫أ َم ْن ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫من المترادفات‪:‬‬ ‫ق َما يَشَاء‪.‬‬ ‫يَ ْخلُ ُ‬ ‫‪18‬‬
‫ِمن ِكتَ ٍ‬
‫ب‬ ‫والرسم‬ ‫(التصميم‬ ‫ت َواألَرْ ِ‬
‫ض‬ ‫ق ال هس َم َوا ِ‬ ‫َخ ْل ُ‬ ‫‪28‬‬
‫َ‬
‫هللاُ اله ِذي أن َز َل‬ ‫ه‬ ‫ض يُسمى خلق‪ ،‬بخالف ‪17‬‬ ‫َ‬
‫ت َواألرْ ِ‬ ‫اط ُر ال هس َم َوا ِ‬ ‫فَ ِ‬ ‫‪11‬‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫َب بِال َح ِ‬‫ْال ِكت َ‬ ‫اإلنشاء (فهو فاطر)‬
‫ُنزل الرزق) ُمتع ٍد‬ ‫(ي ّ‬ ‫يُنَ ِّز ُل بِقَد ٍ‬
‫َر‬ ‫هذا المعنى وراء رسم ‪27‬‬
‫َوه َُو اله ِذي يُن َِّز ُل بالتضعيف‪.‬‬ ‫كلمة خالق بدون ألف‪28 ،‬‬
‫(الماء الذي يسقط من‬ ‫ْال َغي َ‬
‫ْث‬ ‫وفاطر باأللف) (‪)2‬‬
‫السماء هو نفس الماء‬ ‫فاطر‪:‬خالق‪،‬‬
‫لألرض‬ ‫األصلي‬ ‫ذرأ‪:‬خلق‪.‬‬ ‫يَ ْذ َر ُؤ ُك ْم فِي ِه‬ ‫‪11‬‬
‫الخارج منها والذي‬ ‫بث‪ :‬نشر‪.‬‬ ‫ث فِي ِه َما ِمن دَابه ٍة‪.‬‬ ‫َو َما بَ ه‬ ‫‪28‬‬
‫تصاعد على هيئة‬ ‫َج َع َل لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم ( كل شيء في القرآن‬ ‫‪11‬‬
‫بخار ماء ذي حرارة‬ ‫أزو َجا (جعل) فهو خلق‪)3().‬‬ ‫أَ ْز َو ًجا َو ِمنَ األَ ْن َع ِم ْ‬
‫عالية ثم تكاثف في‬
‫الغالف الجوي الذي‬ ‫َج َع ْلنَاهُ نُوراً (القرآن)‬ ‫‪12‬‬
‫بدأ تشكيله‪)1 ( .‬‬ ‫هللاُ لَ َج َعلَهُ ْم أُ همةً‬ ‫َولَوْ شَاء ه‬ ‫‪8‬‬
‫َوا ِح َدةً‬
‫ك الرابط‪ :‬ضمير مستتر‬ ‫ُوحي إل ْي َ‬
‫كذلِكَ ي ِ‬ ‫‪3‬‬ ‫(اآلخرة) الرابط‪ :‬نحن‬ ‫ن َِز ْد لَهُ فِي َحرْ ثِ ِه‬ ‫‪20‬‬
‫أوْ َحينا ناء الفاعلين‪.‬‬ ‫‪ 22-7‬و َكذلِكَ‬ ‫نه ِز ْد لَهُ فِيهَا ُح ْسنًا‬ ‫‪23‬‬
‫إلَ ْي َ‬
‫ك‬ ‫أي‪ :‬الدنيا‪ ،‬من‬ ‫َويَ ِزي ُدهُم ِّمن فَضْ لِ ِه‪.‬‬ ‫‪29‬‬
‫مترادفات (نزد)‬ ‫نُ ْؤتِ ِه ِم ْنهَا‬ ‫‪20‬‬
‫ضمير مستتر‪.‬‬ ‫فيُو ِحي بإذنِ ِه‬ ‫‪11‬‬ ‫وردت جميعا وسط‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫وال ِذي أوْ َحيْنا إل ْي َ‬
‫ناء الفاعلين‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫اآليات‪.‬‬
‫ه‬
‫هللاُ يَجْ َم ُع بَ ْينَنَا‬ ‫‪11‬‬ ‫الرابط‪( :‬هو)‬ ‫ير‪.‬‬ ‫َويَ ْعفُوا عَن َكثِ ٍ‬ ‫‪30‬‬
‫َوهُو َعلَ َى َج ْم ِع ِه ْم‬ ‫‪28‬‬ ‫يعفُ ‪ :‬مجزوم‪.‬‬ ‫َويَعْفُ عَن َكثِ ٍ‬
‫ير‬ ‫‪31‬‬
‫إِ َذا يَشَاء قَ ِدي ٌر‬ ‫ت‬‫َويَ ْعفُوا َع ِن ال هسيِّئَا ِ‬ ‫‪21‬‬
‫أَوْ يُز َِّو ُجه ُْم ُذ ْك َرانًا (يُزوج) يجمع لهم‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫ذكرانا‪ :‬أقل من ذكور‬ ‫َوإِنَثًا‬

‫البسط مقيد بالرزق؛‬ ‫يَ ْبسُطُ ال ِّر ْزقَ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يهب‪ :‬يخص بالخير‬ ‫لمن يَشا ُء إنَثا‬ ‫‪.‬يَهبُ ْ‬ ‫‪18‬‬
‫ه‬
‫هللاُ ف ُكتب بالسين وهو‬ ‫َولَوْ بَ َسطَ‬ ‫‪24‬‬ ‫َويَهَبُ لِ َم ْن يَشَا ُء ال ّذكو َر‬
‫ضعيف عن الصاد‪.‬‬ ‫ق‬‫ال ِّر ْز َ‬
‫ويَهْدي إليه َم ْن الرابط‪ :‬ضمير مستتر‬ ‫‪13‬‬ ‫َولوْ ال َكلِ َمةٌ َسبَ ْ‬
‫قت ِم ْن كلمة‪ :‬جملة‪ :‬تأخير‬ ‫‪11‬‬
‫متع ٍد ب (إلى – الباء)‬ ‫يُنيبُ ‪.‬‬ ‫العذاب إلى اآلخرة‪.‬‬ ‫َربّك‪.‬‬

‫)‪ )1‬الظواهر الكونية والطبيعية‪ :‬عماد إبراهيم‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫) ‪ )2‬الجالل والجمال في رسم الكلمة في القرآن‪ :‬سامح القليني‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫)‪ )3‬اإلتقان في علوم القرآن‪ :‬السيوطي‪ ،‬ت‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط ‪2009 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.310‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪16‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫(القرآن)‬ ‫نهْدي ب ِه َم ْن نَشَا ُء‬ ‫الثواب والعقاب في ‪12‬‬ ‫ولوْ ال َكلِ َمة ْالفَصْ ِل‬ ‫‪21‬‬
‫يوم القيامة‪.‬‬
‫َو َما ِع ْن َد هللاِ َخ ْي ٌر اسم موصول‪.‬‬ ‫(حذف الياء من ‪39‬‬ ‫ت‬
‫ق السّم َوا ِ‬ ‫و ِم ْن آيَت ِه َخل ُ‬ ‫‪28‬‬
‫َوأبْق َى‪.‬‬ ‫له‬ ‫ار فِي الجواري‬ ‫ْ‬
‫و ِم ْن آيَتِ ِه ال ِج َو ٍ‬ ‫‪32‬‬
‫الداللة‬ ‫معنيان‪)1:‬‬ ‫ْالبَحْ ر َكاأل ْعلَ ِم‬
‫على توفير العناية‬
‫بالحدث (الجري)‬
‫‪ )2‬سرعة الجري‬
‫ويسره بتدبير هللا‪..‬ال‬
‫يقصد معنى الجارية‬
‫(البنت) فخالفت الرسم‬
‫المعتاد(‪ )1‬آياته‪ :‬يبدأ‬
‫بها اآلية إلعجازها‪.‬‬
‫الرابط‪ :‬ضمير مستتر‬ ‫يَرْ ُز ُ‬
‫ق َم ْن يَشَا ُء‬ ‫‪18‬‬ ‫إذا أ َذ ْقنا اإل ْنسَنَ ِمنّا َرحْ َمة صحة ورزقا‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫فَ ِر َح بِها‪.‬‬
‫َوه َُو الّ ِذي يَ ْقبَ ُل هو‪ :‬ضمير فصل‬ ‫‪21‬‬ ‫ظالل ال ُخضرة‬ ‫وي ْنش ُر َرحْ َمتهُ‪.‬‬ ‫‪29‬‬
‫التّوْ بَة‪.‬‬
‫َويَ ْم ُح هللاُ البَا ِط َل‪( .‬حذف الواو في الفعل‬ ‫‪21‬‬ ‫يختار ويصطفي‬ ‫هللاُ يَجْ تبِي إل ْي ِه َم ْن يَشا ُء‬ ‫‪13‬‬
‫يم ُح له سببان‪ :‬قدرة‬
‫في‬ ‫الفائقة‬ ‫هللا‬
‫اإلسراع لمحو الباطل‬
‫وتأثر الباطل نفسه في‬
‫أسرع ما يكون)(‪)2‬‬
‫جناس االشتقاق‬ ‫ق الح ّ‬
‫ق‬ ‫ويُح ّ‬ ‫‪21‬‬ ‫ّ‬
‫سن وبيّن‪.‬‬ ‫ش َر َع ل ُك ْم ِمنَ ال ّديِ ِن‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َو َما اختلفتُ ْم فِي ِه الرابط‪ :‬ضمير الغيبة‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫هو‪ :‬ضمير فصل‪.‬‬ ‫َوه َُو يُحْ ي ال َموْ ت َى‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫ِم ْن شَي ٍء فَ ُح ْك ُمهُ‬
‫إلَى هللاِ‬
‫أفــــعال بالســـلب‬ ‫(أال) للتنبيه‪.‬‬ ‫َصيِ ُر ْاأل ُمو ُر‬
‫أال إلَى هللاِ ت ِ‬ ‫‪13‬‬
‫إن يَشأ يُ ْس ِك ْن يسكن‪ :‬ال يُحرّ ك‬ ‫ْ‬ ‫الرابط‪( :‬هو) ضمير ‪33‬‬ ‫َويَعْل ُم َما ت ْف َعلوُنَ ‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫الرّي َح‬ ‫غائب مستتر‪.‬‬
‫ُ‬
‫أوْ يُو ِبقه ُّن ِب َما يوبقهن‪ :‬يغرقهن‬ ‫‪31‬‬
‫َك ِسبُوا‪.‬‬
‫أن (ورآى‪ :‬زيدت فيها‬ ‫َر ْ‬ ‫َو َما َكانَ لِبَش ٍ‬ ‫الباطنية‪11 :‬‬ ‫البنية‬ ‫ْتجيبُ الّ ِذينَ ءا َمنُوا‬
‫َويَس ِ‬ ‫‪29‬‬
‫يُكلِ ْمهُ هللاُ ّإال َوحْ يَا الياء واألصل عدم‬ ‫هللاُ‬ ‫يستجيب‬
‫ألن الحجاب‬ ‫ِم ْن َو َرآي الزيادة؛ ّ‬ ‫أوْ‬ ‫للذين‪.‬آمنوا‪.‬‬
‫معنوي ال يمكن‬ ‫ب‪.‬‬‫ِح َجا ٍ‬ ‫الرابط‪ :‬ضمير مستتر‬
‫اختراقه‪ ،‬فرؤيه هللا‬
‫في الحياة الدنيا‬
‫مستحيلة)(‪)3‬‬

‫)‪ )1‬الجالل والجمال في رسم الكلمة في القرآن‪ :‬سامح القليني‪ ،‬ص ‪.199 ،191‬‬
‫)‪ )2‬السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫)‪ )3‬السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪17‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫من الدين‪.‬‬ ‫َما لَ ْم يَأ َذ ْن بِ ِه هللاُ‪.‬‬ ‫ك ال ِذي يُب ِش ُر هللاُ ِعبَا َدهُ‪ .‬هنا رابطان‪ :‬اسم ‪21‬‬ ‫َذلِ ّ‬ ‫‪23‬‬
‫اإلشارة ‪ +‬االسم‬
‫الموصول‬
‫الجائرين‪.‬‬ ‫ي ُِحبّ‬ ‫إنّه ال‬ ‫يُد ِخ ُل َم ْن يَشَا ُء فِي َرحْ َمت ِه أي‪ :‬جنته‪ ،‬الرابط‪10 :‬‬ ‫‪9‬‬
‫الظّالِمينَ ‪.‬‬ ‫هاء الغيبة‪.‬‬
‫يقدر‪ :‬يُضّيق الرزق‪.‬‬ ‫َويَ ْق ِدرُ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫جناس اشتقاق‪.‬‬ ‫أوْ يُرْ ِس َل َرسُوال‬ ‫‪11‬‬
‫ْ‬
‫من يُضله هللا‬ ‫َو َم ْن يُضْ ِ‬
‫لل هللاُ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫شبه جملة‪.‬‬ ‫ير‪.‬‬
‫ص ِ‬ ‫وإل ْي ِه ال َم ِ‬ ‫‪11‬‬
‫‪19‬‬
‫(هو) مستتر‪.‬‬ ‫ويجْ ع ُل َم ْن يَشا ُء‬ ‫‪10‬‬
‫َعقِي َما‬
‫إن يَشَأ هللاُ ْ‬
‫يخت ْم يُمنع من االفتراء على‬ ‫فَ ْ‬ ‫‪21‬‬
‫هللا‪.‬‬ ‫ك‬
‫عل َى قلبِ َ‬

‫‪-1‬تنوعت أفعال هللا بين اإليجاب وهي النسبة األكبر‪ ،‬حيث شغلت (‪ )19‬موضعا‪ ،‬وهي الرحمة لعباده‪ ،‬أما‬
‫أن أفعال الربوبية احتفظت‬ ‫األفعال السالبة التي تخص البشر فهي األقل‪ ،‬جاءت (‪ )10‬مرات‪ ،‬كما أالحظ ّ‬
‫بموقعها وسط اآليات (‪ 39‬مرة) بنسبة‪% 19 :‬‬
‫‪-2‬ارتفعت نسبة األفعال المتعلقة (بمعنى الخلق) فتواترت (‪ )9‬مرات‪ ،‬وترادفت ألفاظها‪:‬‬
‫بث – جعل‪.‬‬‫يخلق – فاطر – يذرؤكم – ّ‬
‫‪-3‬ظهور لفظ الجاللة صريحا في بعض الجمل؛ ما يدل على جالل حضوره‪ ،‬يقول الشعراوي‪:‬‬
‫كعلم‬
‫أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب إلى نفسه فعال معينا أتى بلفظ الجاللة (هللا) ٍ‬ ‫فإذا أراد ْ‬
‫عليه‪ ،‬ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد‪ ،‬كما تقول أنت‪( :‬أحمد وقور مهذب) يقول‪ " :‬وهللا محيط‬
‫بالكافرين‪ ".‬وهللا يختص برحمته من يشاء‪ )1( ".‬فقد جاء لفظ الجاللة (مسندا إليه) نحو‪:‬‬
‫( ولو شاء هللا – هللا يجتبي ) واستعمل لفظ (الرب) مرة واحدة‪.‬‬
‫‪-1‬تماسكت اآليات شكليا بكل أنواع الضمائر‪ :‬أهمية الضمائر‪ :‬تكتسب أهميتها بصفتها نائبة عن األسماء‬
‫واألفعال والعبارات والجمل المتتالية ‪ ...‬كما أنها تربط بين أجزاء النص المختلفة شكال وداللة داخليا‬
‫وخارجيا سابقة والحقة‪( .‬ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب واإلشارة والموصوالت) ‪ ...‬إنها تحقق‬
‫التماسك واإليجاز‪ )2( .‬وتعددت كاآلتي‪:‬‬
‫س ُك ْم أَ ْز َواجًا " (‪)11‬‬
‫أ‪ -‬ضمير الغائب المستتر جوازا (هو) في (‪ )24‬موضعا‪ ،‬نحو‪َ " :‬ج َع َل لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِ‬
‫ب‪-‬وردت هاء الغائب المتصل باالسم (‪ )1‬مرات‪ ،‬مثل‪ :‬ومن آياته (مرتان) ‪ -‬كلماته – فحكمه)‬
‫والمتصل بالحرف (مرتان) ‪ " :‬إنه ال يحب الظالمين ‪ -‬وإليه المصير " والمتصل بالفعل‪ " :‬جعلناه نورا "‬
‫ت‪-‬تواتر ضمير المتكلم (نحن) المستتر (‪ )4‬مرات‪ ،‬كقوله‪ " :‬نزد له في حرثه " أي‪ :‬نزد نحن‪.‬‬
‫ْث " ( ‪ )29‬يقول زغلول النجار‪:‬‬ ‫ث‪-‬جاء (ضمير الفصل) (هو) (‪ )1‬مرات‪ ،‬كقوله‪َ " :‬وهُ َو اله ِذي يُن َِّز ُل ْال َغي َ‬
‫كوكب األرض هو أغنى كواكب مجموعتنا الشمسية في المياة؛ لذلك يُطلق عليه اسم (الكوكب المائي أو‬
‫الكوكب األزرق) وتُغطي المياة نحو ‪ %41‬من مساحة األرض‪ ،‬وتُقدر كمية المياة على سطح األرض‬
‫ب ‪ ...‬كي يحفظ ربُنا هذا الماء من التعفن والفساد‪ ،‬حرّكه في دورة‬ ‫بنجو ‪ 1390‬مليون كيلو متر مكع ٍ‬

‫( ‪ )1‬أسماء هللا الحسنى‪ :‬الشعراوي‪ ،‬ص ‪.139‬‬


‫)‪ )2‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق‪ :‬صبحي الفقي‪ :‬ص ‪.134‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪18‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫تُعرف باسم (دورة المياة األرضية) (‪)1‬‬
‫ج‪-‬من الروابط‪ :‬اسم اإلشارة ‪ +‬اسم الموصول‪ :‬نحو‪َ " :‬ذلِكَ الذي ي ِ‬
‫ُبش ُر هللاُ ِعبَا َدهُ " (‪) 23‬‬
‫ض " ( ‪)13‬‬‫ت و َما في ْاألرْ ِ‬ ‫اط هللاِ الّ ِذي لَهُ َما فِي ال ّس َم َوا ِ‬
‫ص َر ِ‬‫ح‪-‬منها‪ :‬الذي ‪ +‬هاء الغيبة‪ ،‬مثل‪ِ " :‬‬
‫‪-1‬أسهم الخط العثماني في قراءة بعض الدالالت‪ ،‬نحو‪ ( :‬يبسطُ – يم ُح – وراء)‬
‫ب‪-‬أفعال المشيئة (مسبوقة باألداة)‬
‫‪2‬‬
‫نال‪ :‬أراده‪ ) ( .‬والمشيئة هنا تنصرف‬ ‫األمر (يشاؤه) (شيئا) من باب َ‬ ‫َ‬ ‫يقول الفيومي ‪ :‬شا َء‪ :‬زي ٌد‬
‫إلى صفات الربوبية‪ ،‬تواترت (‪ )11‬مرة‪ ،‬وجاءت في موضع واحد للمؤمنين‪ ،‬إذن فقد نفى المشيئة عن‬
‫الكافرين‪ ،‬وأهم ما تنماز به‪ :‬أنها تُسبق بأدوات ذات دالالت متنوعة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫التحـليل (اإلحالة داخلية سابقة) الرابط‪ :‬ضمير مستتر‬ ‫َمنْ (اسم موصول) للعاقل‬ ‫رقم اآلية‬
‫يعبر االسم الموصول عن المفعول به ‪ )1‬في حالة‪ :‬النصب‬ ‫ق َم ْن يَشا ُء‬‫يرْ ز ُ‬ ‫‪18‬‬
‫البنية العميقة‪ :‬يجتبي هللا إليه الذين يشاؤوهم‪.‬‬ ‫تبي إل ْي ِه َم ْن يَشا ُء‬
‫يَجْ ِ‬ ‫‪13‬‬
‫نهدي نحن بالقرآن‪.‬‬ ‫نَهْدي بِ ِه َم ْن نَشا ُء‬ ‫‪12‬‬
‫يجعل هو الذي يريده عقيما‪.‬‬ ‫ويجْ ع ُل َم ْن يَشا ُء عَقي َما‬ ‫‪10‬‬
‫يشا ُء (فعل مضارع‪ ،‬والفاعل‪ :‬ضمير مستتر تقديره (هو) والجملة‬ ‫يُ ْد ِخ ُل َم ْن يَشا ُء فِي رحْ َمت ِه‬ ‫‪8‬‬
‫الفعلية (صلة الموصول) والضمير (العائد) محذوف‪ ،‬تقديره (هم)‬
‫يعود على ( َم ْن) في النوع والعدد‪ ،‬التقدير‪ :‬يشاؤهم‪.‬‬
‫‪ )2‬في حالة الجر بالالم‪.‬‬ ‫ق لِ َم ْن يَشا ُء‬ ‫ي ْب ُسطُ ال ّرز َ‬ ‫‪12‬‬
‫يَهَبُ لِ َم ْن يَشا ُء إنثا‬ ‫‪18‬‬
‫ّ‬
‫ويَهَبُ لِ َم ْن يَشا ُء الذكو َر‬
‫التحـليل (اإلحالة داخلية سابقة) الرابط‪ :‬ضمير مستتر‬ ‫ما (اسم موصول)غيرعاقل‬ ‫رقم اآلية‬
‫(ما) يعود على الرزق‪ :‬مفعول به‪ ،‬والعائد محذوف تقديره‪ :‬يشاؤه‪.‬‬ ‫قدر َما يَشا ُء‬ ‫يُن ّز ُل بِ ٍ‬ ‫‪24‬‬
‫ق َما يَشا ُء‬‫يخل ُ‬‫ْ‬ ‫‪18‬‬
‫ْ‬
‫يوحي بِإذنِه َما يَشا ُء‬ ‫فَ ِ‬ ‫‪11‬‬
‫البنية الباطنية‪ :‬الذي يشاؤونه المؤمنون لهم عند ربهم‪.‬‬ ‫ْ‬
‫لهُ ْم َما يَشاءُونَ ِعن َد ربّ ِه ْم‬ ‫‪22‬‬
‫لهم‪ :‬خبر مقدم (للقصر) ما‪ :‬مبتدأ مؤخر‪(.‬يشاؤون) من النماذج الفعلية‬
‫التحــــــــــــــــــــــــــليل (اإلحالة داخلية)‬ ‫أداتان للشرط‬ ‫رقم اآلية‬
‫(إن) شرط جازم‪ ،‬الجملة الشرطية‪ :‬واحدة مركبة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫إن يَشأ هللاُ يَ ْختِ ْم َ‬
‫على قلبِ َ‬ ‫فَ ْ‬ ‫‪21‬‬

‫الرابط‪ :‬ضمير مستتر‪ ،‬تقديره‪ :‬هو‪ْ ،‬‬


‫إن يشأ هو‪.‬‬ ‫ْ‬
‫إن يَشأ يُسْك ِن الرّي َح‬ ‫‪33‬‬
‫ولوْ شا َء هللاُ ل َج َعلهُ ْم أ ّمة (لو) حرف امتناع‪ ،‬وتفيد الشرط أيضا‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫وا ِحدة‬
‫التحـليل (إحالة داخلية سابقة) الرابط‪ :‬ضمير الفصل‬ ‫(إذا) ظرفية لزمان مستقبل‬
‫وهُ َو عَل َى َج ْم ِع ِه ْم إذا يَشا ُء عبّر بأداة التحقق فقال معلقا بالجمع (إذا) وحقق النظر في البعث فعبّر‬ ‫‪28‬‬
‫بالمضارع (يشاء) (‪ )3‬وهو‪ :‬الواو حالية وهو‪ :‬مبتدأ‪ ،‬على جمعهم‪:‬‬ ‫قَدي ٌر‬
‫متعلقان بتقدير (إذا) ظرفية زمانية‪ ،‬يشاء‪ :‬مضارع والفاعل مستتر‪،‬‬
‫والجملة في محل جر باإلضافة‪ ،‬قدير‪ :‬خبر والجملة االسمية‪ :‬حال‪.‬‬

‫)‪ )1‬الظواهر الكونية والطبيعية‪ :‬عماد إبراهيم‪ ،‬ص ‪.14 ، 11‬‬


‫)‪ )2‬المصباح المنير‪ :‬الفيومي‪ ،‬ص ‪.330‬‬
‫( ‪ )3‬نظم الدرر في مناسبات اآليات والسور‪ :‬البقاعي‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪19‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫‪-1‬الفعل (المسند)‪( :‬يشاء ‪ /‬شاء) دائما يسبقه (اسم موصول) أو ظرف للمستقبل‪.‬‬
‫‪-2‬الفاعل (المسند إليه)‪ :‬جاء بصورتين‪:‬‬
‫أ‪(-‬لفظ الجاللة) كان هو األكثر‪ ،‬أو ورد في هيئة ضمير الفصل (هو) أو ضمير الغيبة‪ ،‬وكانت اإلحالة‬
‫الداخلية السابقة هي األعلى‪.‬‬
‫ب‪( -‬الذين آمنوا) ورد مرة واحدة‪.‬‬
‫‪-3‬تُسبق أفعال الربوبية (بصيغة الفعل المضارع) فعل المشيئة وهو األكثر‪ ،‬ورد (‪ )11‬مرة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫من ‪ +‬يشاء‪.‬‬ ‫فعل الربوبية ‪ +‬االسم الموصول ‪ +‬فعل المشيئة‪ :‬يُدخل ‪ْ +‬‬
‫‪-1‬تع ّدى الفعل (يشاء) إلى مفعولين خمس مرات؛ ما يعني قوة هذا الفعل‪:‬‬
‫الذكور – عقيما‪.‬‬
‫َ‬ ‫أ‪-‬مباشرة‪ :‬إناثا –‬
‫ب‪-‬بحرف الجر‪ :‬في رحمته – من عبادنا‪.‬‬
‫إن ‪ +‬يشأ ‪ +‬يختم‪.‬‬ ‫‪-1‬تلحق أفعال الربوبية فعل المشيئة‪ ،‬جاء ثالث مرات‪ ،‬مثل‪ْ :‬‬
‫إن التفكر في الظواهر الطبيعية‪ ،‬من األوامر التي دعانا إليها هللا‬ ‫‪-9‬يظهر إعجاز هللا في إسكان الرياح‪ّ :‬‬
‫سبحانه ( المصطلح العلمي للرياح هو‪ :‬حركة جزيئات الهواء والغازات المك ّونة للغالف الجوي‪ ،‬والرياح‬
‫أن جعل في هذه الجزيئات الخفيفة القوة الخارقة‬ ‫توصف ككمية موجهة لها سرعة واتجاه‪ ،‬ومن آيات هللا ْ‬
‫التي تُقلع األشجار وتهدم الديار واآلن تُستخدم في رفع األثقال‪ ،‬وهي أيضا الرياح اللطيفة التي تنقل‬
‫السحاب ‪...‬أما إفراد كلمة (الرياح) فإنها تأتي بمواصفات خاصة‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫الروائح الجميلة وحبوب اللقاح وتسو ُ‬
‫كجسد واحد يؤدي غرضا محدودا‪ )1( .‬ويُع ّدد البنّاء أنواع الرياح‪ ،‬ومنها‪ :‬الساكنة – موضوع البحث –‬
‫يقول‪ :‬الساكنة‪ :‬وهي الرياح التي تنخفض سرعتها إلى أقل قدر‪ ،‬حتى تصل إلى حالة السكون‪ ،‬وتكون‬
‫سرعتها مساوية إلى الصفر‪ )2( .‬الرياح من مشيئة هللا تعالى ال يستطيع أحد ر ّدها‪ ،‬لكن يمكن تخفيف‬
‫آثارها عن طريق العودة إليه واتباع شريعته‪.‬‬
‫أن الغرض األقوى الذي حملته السورة هو‪ :‬مشيئة هللا المتعددة‪ ،‬وهي جزء من توحيد الربوبية‪،‬‬ ‫‪-4‬أستنت ُج ّ‬
‫يقول محمد المبارك‪ :‬هدف ما نزل في العهد المكي من اآليات والسور‪ :‬توطيد العقيدة الجديدة وإحاللها‬
‫ألن العرب كانوا يعبدون آلهة ال إرادة‬‫محل العقيدة الوثنية‪ )3 ( .‬وهذا كالم عا ٌم‪ ،‬لكنها اختصت بالمشيئة؛ ّ‬
‫لهم؛ فجاءت مشيئة هللا لتُبطل مزاعمهم‪.‬‬
‫الحسنى‬
‫ت‪ -‬أسماء هللا وصفاته ُ‬
‫استغرق سياق تمجيد هللا بأسمائه وصفاته حيزا كبيرا؛ ألنه جزء من توحيد الربوبية‪ ،‬ولقد أمرنا هللا‬
‫تعالى بالتوسّل بها عند الدعاء‪ ،‬فقال‪َ " :‬وهللِ ْاأل ْس َما ُء ْال ُحس َ‬
‫ْنى فَا ْد ُ‬
‫عوهُ بِهَا" (األعراف ‪)190‬‬
‫وإن كنا نُطلق عليها أسماء فإنها‬
‫إن أسماء هللا الحسنى ْ‬ ‫فكيف نفرّق بين اسم هللا وصفته؟ يجيبُ الشعراوي‪ّ :‬‬
‫أوصاف تدل على بلوغ القمة في الوصف‪ ،‬فالرحمة – مثال – اسم من أسماء هللا يبرز صفة الرحمة لديه‪...‬‬
‫وإن كان ال يمثل صفة بعينها فإنه يحوي جميع الصفات األخرى‪ )1( .‬تمثل األسماء‬ ‫عدا لفظ الجاللة فإنه ْ‬
‫والصفات التماسك الداللي للسورة‪ ،‬وتؤكدها (الضمائر) نحو‪:‬‬
‫التحليل‪ :‬وظيفة الضمير‪ :‬القصر‪.‬اإلحالة داخلية سابقة‬ ‫ضمـــــــــــــــــــير الفصـــــل‬ ‫رقم اآلية‬
‫العلي‪ :‬صفة كمال والعظيم كذلك‪ ،‬واجتماعهما كمال ثالث‪.‬‬ ‫وه َو العل ُي العظي ُم‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ )1‬دراسة عن الرياح في القرآن وسبل تخفيف آثارها‪ :‬أحمد البناء وحامد حسن‪ ،‬بغداد ‪ ،2012‬ص‪.148‬‬
‫)‪ )2‬السابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫) ‪ )3‬دراسة أدبية لنصوص من القرآن‪ :‬محمد المبارك‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط ‪ ،1889 ،1‬ص ‪.29‬‬
‫( ‪ )4‬أسماء هللا الحسنى‪ :‬الشعراوي‪ ،‬مطبوعات أخبار اليوم – القاهرة‪ ،1883 ،‬ص ‪.29 ،21‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪21‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫(إن) للتوكيد (هو) للقصر‪ :‬هللا وحده ال غيره‪.‬‬‫(أال) للتنبيه ّ‬ ‫إن هللا هَ َو الغفو ُر الرحي ُم‬ ‫أال ّ‬ ‫‪1‬‬
‫الولي‪ :‬المحب ألوليائه‪ ،‬والموالي لهم‪.‬‬ ‫فاهللُ ه َو ال َول ّي‬ ‫‪8‬‬
‫وه َو على ك ِل شي ٍء قَدي ٌر‬ ‫‪8‬‬
‫السميع‪ :‬صفة كمال والبصير كذلك‪ ،‬واجتماعهما‪ :‬كمال ثالث‪.‬‬ ‫وه َو ال َسمي ُع البَصي ُر‬ ‫‪11‬‬
‫ي ال َعزي ُز‬ ‫وه َو القو ُ‬ ‫‪18‬‬
‫وهو الول ّي الحمي ُد‬ ‫َ‬ ‫‪29‬‬
‫وه َو عَل َى َج ْم ِعه ْم إذا يَشا ُء قدي ٌر‬ ‫‪28‬‬
‫اإلحالة داخلية سابقة‬ ‫إنّ ‪ +‬ضمير الغيبة ‪ +‬االسم‬
‫ال ُمج ّرد من (أل)‬
‫وأصل وضع الضمائر لالختصار ‪ ...‬مرجع الضمير‪ :‬البد له من‬ ‫بكل شي ٍء علي ٌم‬ ‫إنّهُ ِ‬ ‫‪12‬‬
‫مرجع يعود إليه‪)1( .‬‬ ‫دور‬
‫ص ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫إنّهُ عَلي ٌم بذا ِ‬ ‫‪21‬‬
‫إنّهُ ب ِعبا ِد ِه َخبي ٌر بَصي ٌر‬ ‫‪24‬‬
‫البنية العميقة‪ :‬إنه خبير بصير بعباده‪ ،‬تأخير اسميه لقوة المقطع‬ ‫إنّهُ عَلي ٌم ق ِدي ٌر‬ ‫‪10‬‬
‫الرابع‪.‬‬ ‫إنّهُ عَل ٌي َحكي ٌم‬ ‫‪11‬‬
‫التحـــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫لفظ الجاللة ‪ +‬االسم مباشرة‬
‫تتابع ثالثة أسماء هلل تعالى؛ لزيادة جالله وكماله‪.‬‬ ‫هللاُ العزي ُز ال َحكي ُم‬ ‫‪3‬‬
‫(هللا حفيظ) خبر‪ ،‬الحفيظ‪ :‬فعيل بمعنى فاعل‪ ،‬أي حافظ‪.‬‬ ‫هللاُ َحفيظٌ عَليه ْم‬ ‫‪9‬‬
‫لطيف‪ :‬با ٌر رحيم بالخلق‪.‬‬ ‫طيف ب ِعبا ِد ِه‬‫هللاُ لَ ٌ‬ ‫‪18‬‬
‫(إن) التساع رحمته بأسمائه الثالثة الحُسنى‪.‬‬ ‫توكيد باألداة ّ‬ ‫إن هللاَ غفو ٌر شكو ٌر‬ ‫ّ‬ ‫‪23‬‬
‫التحـــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫الصفة بصيغة النفي‬
‫البنية العميقة‪ :‬ليس شي ٌء مثلَه‪ ،‬ق ّدم الخبر المراد نفيه للعناية‬ ‫ْس ك ِمثل ِه شي ٌء‬ ‫لي َ‬ ‫‪11‬‬
‫بنفسه‪ .‬أي ليس له تعالى مثيل وال نظير ‪ ،‬ال في ذاته وال في‬
‫صفاته وال في أفعاله‪ ...‬والكاف هنا لتأكيد النفي‪ ،‬أي ليس مثله‬
‫شيء‪ ،‬قال ابن قتيبة‪ :‬العربُ تُقي ُم المثل مقام النفس‪ ،‬فتقول‪ :‬مثلي‬
‫ال يقال له هذا ‪ ،‬أي أنا ال يقال لي هذا‪)2(.‬‬

‫‪-1‬تقع ُج ّل الصفات في سياق اإلثبات‪ ،‬ما عدا صفة واحدة منفية‪.‬‬


‫‪-2‬ارتفاع نسبة (ضمير الفصل) الذي يعبر عن اإلحالة الداخلية السابقة؛ ما يد ّل على حضور الذات العليّا‪،‬‬
‫حيث تواتر (‪ )9‬مرات‪ ،‬يقول صبحي الفقي‪ :‬مصطلح اإلحالة القبلية ‪ Anaphora‬هو استعمال كلمة أو‬
‫عبارة تُشي ُر إلى كلمة أخرى أو عبارة أخرى سابقة في النص أو المحادثة‪.‬على سبيل المثال‪:‬‬
‫لكن عليا لم يركبها) فالضمير (ها) رجوعا إلى (الدراجة) وبهذا أبدل االسم‬ ‫(محمد ركب الدراجة‪ّ ،‬‬
‫بالضمير‪ ...‬فوظيفة اإلحالة إذن هي اإلشارة لما سبق من ناحية‪ ،‬والتعويض عنه بالضمير أو بالتكرار أو‬
‫بالتوابع أو بالحذف من ناحية أخرى‪ ،‬ومن ثم اإلسهام في تحقيق التماسك النصي من ناحية ثالثة‪...‬اإلحالة‬
‫الداخلية ‪ Endophora‬بمعنى العالقات اإلحالية داخل النص سواء أكان بالرجوع إلى ما سبق‪ ،‬أم باإلشارة‬
‫إلى ما سوف يأتي داخل النص‪)3( .‬‬
‫‪-3‬جاء (ضمير الغيبة) (‪ )1‬مرات كإحالة داخلية سابقة‪ ،‬يؤكد حضور هللا ع ّز وجلّ‪.‬‬
‫‪-1‬التصريح باسمه األعظم (هللا) هو غاية ما يؤكده النص القرآن‪.‬‬

‫) ‪ ) 1‬اإلتقان‪ :‬السيوطي‪ ،‬ص ‪388‬‬


‫( ‪ )2‬صفوة التفاسير‪ :‬الصابوني‪ ،‬ج ‪ ،21‬ص ‪.131‬‬
‫) ‪ )3‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق (دراسة تطبيقية على السور المكية)‪ :‬صبحي الفقي‪ ،‬ص ‪.10 :39‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪21‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫‪-1‬زيادة اسمين أو صفتين متتابعتين بدون حرف عطف؛ إلضافة جالل وهيبة إلسميه تعالى‪.‬‬
‫إن ( ‪ 4‬مرات) كما تربو عناصر التوكيد في اآلية كاآلتي‪:‬‬ ‫‪-9‬التوكيد بالحرف‪ّ :‬‬
‫(إن) ‪ +‬ضمير الفصل (هو)‬ ‫أداة التنبيه (أال) ‪ّ +‬‬
‫إن هللاَ هُ َو ْال َغفُو ُر الر ِ‬
‫ّحي ُم " (‪ )1‬تدل على قمة مغفرة هللا ورحمته بعباده‪.‬‬ ‫" َأال ّ‬
‫‪-4‬استأثر (صوت العين) بكثير من األسماء‪ ،‬وورد سبع مرات‪ ،‬نحو‪ :‬العزيز (مرتان) – العلي (مرتان)‬
‫عليم (مرتان) – (العظيم ) مرة واحدة؛ ما يؤكد إيثار حرف (العين) من حروف (عسق) حيث اختُصت به‬
‫اللغة العربية‪ ،‬ال الضاد‪.‬‬
‫‪-9‬لم يتكرر اسمان مزدوجان في أي موضع‪ ،‬ولكن قد يتكرر أحدهما مع اسم آخر‪ ،‬لتنوع الصفات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توحيد األلوهية ( يتعلق بأفعال العباد)‬
‫يقول عبد الرّزاق البدر‪ :‬توحيد األلوهية مبناه على إخالص التأله هلل تعالى من المحبة والخوف‬
‫والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والدعاء هلل وحده‪ ،‬وإخالص العبادات كلها ظاهرها وباطنها هلل وحده ال‬
‫شريك له‪ ،‬فال يجعل فيها شيء لغيره‪ ،‬ال ل َملك ُمقرّب وال لنبي مرسل‪ ،‬وهذا التوحيد هو الذي تضمنه قوله‪:‬‬
‫ْ‬
‫وأنزلت‬ ‫ْ‬
‫وأرسلت الرس ُل‬ ‫ألن (هللا) معناه المألوه المعبود‪ ...‬وألجل هذا التوحيد ُخ ْ‬
‫لقت الخليقة‪،‬‬ ‫" الحمد هلل‪ّ ".‬‬
‫الكتبُ ‪ ،‬وبه افترق الناسُ إلى مؤمنين وكفار‪ ) ( .‬لقد اشتُقت األلوهية من لفظ (اإلله) يقول عادل مدني‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫األلوهية متعلقة باألوامر والنواهي من الواجب والمحرّم والمكروه‪ ،‬ومن جهة اإلقرار‪ :‬رفضه المشركون‪،‬‬
‫ومن جهة الداللة‪ :‬مدلوله علمي‪)2( .‬‬
‫‪-1‬أفعال النبي عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫التحـــليل (الرابط)‬ ‫أفعال النبي بالسلب‬ ‫اآلية‬ ‫النبي التحـــــــــليل (الرابط)‬ ‫أفعال‬ ‫اآلية‬
‫باإليجاب‬
‫المنفصل‬ ‫وما أنتَ عليْهم بوكي ٍل‪ .‬الضمير‬ ‫الرسالة وظيفة النبي‪9 ،‬‬ ‫ك‬
‫يُو ِحي إلي َ‬ ‫‪3‬‬
‫(أنت)‬ ‫كاف الخطاب‪.‬‬
‫فَ َما أَرْ َس ْلنَاكَ َعلَ ْي ِه ْم كاف الخطاب‪.‬‬ ‫قرآنا – من الدين – ‪19‬‬ ‫أوْ َحيْنا إل ْيكَ‬ ‫‪4‬‬
‫َحفِيظًا‬ ‫إحالة خارجية‪.‬‬ ‫والذي أوْ َحينا إلِيك‬ ‫‪13‬‬
‫أوْ َحيْنا‬ ‫ك‬‫َوكذلِ َ‬ ‫‪12‬‬
‫إل ْي َ‬
‫ك‬
‫قلْ ال أسألُك ْم عليه (أنا)‬ ‫‪23‬‬ ‫اإلنذار‪ :‬مهمته‪.‬‬ ‫لتُنذ َر أ ّم القرى‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫أجْ را‬ ‫الرابط‪ :‬أنت‪.‬‬ ‫الجمع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نذر يو َم‬ ‫وتُ َ‬
‫البالغ‪ :‬مسؤوليته‪.‬‬ ‫ك إِاله‬ ‫َعلَ ْي َ‬ ‫إِ ْن‬ ‫‪19‬‬
‫(كاف الخطاب)‬ ‫ْالبَال ُ‬
‫غ‬
‫(أنت)‬ ‫وال تتب ْع أهوا َءه ْم‬ ‫‪11‬‬ ‫ياء المتكلم‪.‬‬ ‫هللاُ ربّي‬ ‫‪10‬‬
‫ناء الفاعلين‪.‬‬ ‫هللاُ ربُنا‬ ‫‪11‬‬
‫(التوكل) تاء الفاعل‪.‬‬ ‫علي ِه تو ّكلتُ‬ ‫‪10‬‬
‫(اإلنابة) (أنا)‬ ‫وإلي ِه أنيبُ‬
‫ما كنتَ ت ْدري َما تاء الفاعل‬ ‫الدعوة‪ ( :‬إنها القيادة ‪12‬‬ ‫ع واسْتق ْم‬ ‫فاد ُ‬ ‫‪11‬‬
‫ال ِكتبُ‬ ‫الجديدة للبشرية جمعاء)‬ ‫كما أ ِمرتَ‬

‫)‪ (1‬المختصر المفيد في دالئل أقسام التوحيد‪ :‬عبد ال ّرزاق البدر‪ ،‬ص ‪Hpptts://www.noor.book.com .9،4‬‬
‫) ‪ mawdaa3.com 16-4-2012 (2‬مالفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد األلوهية؟ عادل مدني‪.‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪22‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫(‪)2‬‬
‫لع َّل (كل شيء في القرآن‪:‬‬ ‫ك‬
‫وما يُدري َ‬ ‫‪14‬‬ ‫(أنا)‬ ‫ُ‬
‫أمنت‬ ‫وقلْ‬ ‫‪11‬‬
‫وما يُدريك فلم يُخبر‬ ‫السّاعة قريبٌ ‪.‬‬
‫به)(‪)1‬‬ ‫أل ْعد َل (العدل)‬ ‫ُ‬
‫وأمرت‬ ‫‪11‬‬
‫ب ْينَ ُك ْم‬
‫نا الفاعلين‪.‬‬ ‫لنا أ ْعمالُنا‬ ‫‪11‬‬

‫ما‬ ‫ب ْع ِد‬ ‫ْ‬


‫من‬ ‫‪19‬‬
‫استجاب الرسول هلل‪.‬‬ ‫جيب لهُ‬ ‫ُ‬
‫است َ‬
‫الهداية‪.‬‬ ‫وإنّك لتهْدي إلى‬ ‫‪12‬‬
‫ْتقيم‬
‫صرا ٍط مس ٍ‬

‫‪-1‬يتمثل إخالص التأله هلل من جانب النبي عليه الصالة والسالم في (‪ )18‬مظهرا باإليجاب‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫الرسالة – اإلنذار – اإلبالغ – التوكل – اإلنابة – الدعوة – االستقامة – العدل – االستجابة –الهداية‪.‬‬
‫وقوله‪ " :‬لتُ ْن ِذ َر أُ ّم القُ َرى " (‪ )4‬يقول زغلول النجار‪ :‬العلم يُثبت اليوم توسط الكعبة المشرّفة لليابسة‪ ،‬كما‬
‫أن األرض مرّت في مرحلة من مراحل إعدادها الستقبال الحياة بفترة كانت مغمورة غمرا كامال‬ ‫ي ُ‬
‫ُثبت ّ‬
‫بالماء‪ ،‬ولم تكن هناك يابسة‪ ،‬ث ّم فجّر هللا قاع هذا المحيط الغامر بثورة بركانية من تحت الماء؛ فك ّونت أول‬
‫جزيرة بركانية في العالم‪ ،‬ث ّم ُدحيت بقية اليابسة حول هذه الجزيرة لتك ّون قارة وحيدة اسمها‪ :‬القارة األم أو‬
‫‪ Pangaea‬ثم تفتت هذه القارة األم إلى القارات السبع الحالية التي تتوسطها الكعبة المشرفة اليوم كما‬
‫توسطتها في جميع مراحل نموها ‪ ...‬وسُميت مكة ( أم القرى ) ألنها تضم بيت هللا الذي هو أول بيت وضع‬
‫للناس ليعبدوا هللا فيه وحده بال شريك‪ ،‬ومنه خرجت الدعوة العامة ألهل األرض‪ ،‬ولم تكن دعوة عامة من‬
‫إن من أوجه اإلعجاز في مكة‪ :‬إنها تُحقق النسبة الذهبية التي تدعو لالنسجام والجمال‪ ،‬يرى‬ ‫قبل‪ )3( .‬وقيل ّ‬
‫نضال قسّوم أنه لو نظرنا لموقع مكة في الخريطة‪ ،‬فحسبنا المسافة بالزوايا أو الكيلومترات من مكة إلى‬
‫أن نسبة موقع مكة يُعطي ( ‪ )1،92‬وهو قريب من النسبة‬ ‫القطب الجنوبي‪ ،‬ومنها إلى القطب الشمالي‪ ،‬نجد ّ‬
‫الذهبية ( ‪ ) 1،919‬وهذا هو اإلعجاز‪ )1(.‬أما تعريفها‪ :‬هي نسبة رياضية وجدت في الطبيعة من صنع‬
‫الخالق‪ ،‬وعند استخدامها بشكل صحيح تساعدك في خلق تركيبة أكثر جمالية في األشكال المرئية‪)1( .‬‬
‫أما السلب تواتر (‪ )9‬مرات‪ ،‬مثل‪ :‬كونه ليس وكيال ‪ -‬وال حفيظا عليهم – ال يريد أجرا – ال يتبع أهواءهم‬
‫ال يعلم الكتاب – ال يدري عن الساعة؛ لترسم له الطريق فيما له وما عليه‪.‬‬
‫‪-2‬كانت اإلحالة خارجية في كل المواضع‪ ،‬حيث لم يُذكر اسم النبي عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫‪-2‬أفعال المؤمنين‪:‬‬
‫يقول سيد قطب‪ :‬وبعد فمن وراء التركيز على حقيقة الوحي والرسالة في سياق السورة كلِها في هذا‬
‫التتابع هدف هو‪ :‬تعيين القيادة الجديدة للمبشرين‪ ،‬ممثلة في الرسالة األخيرة ورسولها واألمة المسلمة التي‬
‫تتبع نهجه اإللهي الثابت القديم‪)9( .‬‬

‫)‪ )1‬اإلتقان‪ :‬السيوطي‪ ،‬ص ‪.311‬‬


‫) ‪ )2‬في ظالل القرآن‪ :‬سيد قطب‪ ،‬ص ‪.3110‬‬
‫)‪ (3‬من آيات اإلعجاز العلمي (األرض في القرآن)‪ :‬زغلول النجار‪ ،‬دار المعرفة بيروت – لبنان‪ ،‬ص ‪549 119‬‬
‫)‪ )4‬النسبة الذهبية‪ :‬نضال قسّوم‪ ،‬يوتيوب‪2020 / 2 / 9 ،‬م‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪) https:/www.meshbak.sa 4/ 1/ 2017‬‬
‫( ‪ )6‬في ظالل القرآن‪ :‬سيد قطب‪ ،‬م ‪ ،1‬ص ‪.3139‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪23‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫أفعـــــال المؤمنــــــــــــين تحــليل (الرابط)‬ ‫اآلية‬ ‫التحــــليل (الرابط)‬ ‫أفعــــــــال المؤمنــين‬ ‫اآلية‬
‫اسم موصول‬ ‫والذينَ استجابوا لربّه ْم‬ ‫‪39‬‬ ‫وما اختلفت ْم فيه ِم ْن إحالة خارجية‬ ‫‪10‬‬
‫الرابط‪( :‬هم)‬ ‫وأقاموا الصّالة‬ ‫شي ٍء ف ُح ُكمهُ إلى ِ‬
‫هللا‪.‬‬ ‫ْ‬
‫مستتر‪.‬‬ ‫وأم ُرهُ ْم شورى بيْنهُ ْم‬
‫إحالة داخلية‪.‬‬ ‫وم ّما رز ْقنهُ ْم يُ ْنفِقونَ ‪.‬‬
‫صابَهُ ْم البَ ْغ ُي هُ ْم (إذا) ظرف‪،‬‬ ‫والذينَ إذا أ َ‬ ‫‪38‬‬ ‫إحالة داخلية‬ ‫والذينَ آمنوا مشفِقونَ‬ ‫‪19‬‬
‫إحالة داخلية‪.‬‬ ‫صرونَ‬ ‫ي ْنت ِ‬ ‫(الساعة)‬ ‫ق‬‫م ْنها وي ْعلمونَ أنّها الح ُ‬
‫لح فأجْ رهُ إحالة خارجية‪.‬‬ ‫وأص َ‬
‫َ‬ ‫فمن عفا‬ ‫ْ‬ ‫‪10‬‬ ‫اسم شرط‬ ‫َم ْن كانَ يُري ُد حرْ ث‬ ‫‪20‬‬
‫على هللاِ‪.‬‬ ‫إحالة خارجية‪.‬‬ ‫اآلخرةَ ن َِز ْد لهُ‪.‬‬
‫انتص َر ب ْع َد ظل ِم ِه إحالة خارجية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ول ِ ْ‬
‫من‬ ‫‪11‬‬ ‫الخير لهم‪.‬‬ ‫وما عن َد هللاِ خَ ْي ٌر وأب َ‬
‫ْقى‬ ‫‪39‬‬
‫واالقتران بالفاء‪.‬‬ ‫ك ما عليْه ْم ِم ْن َس ٍ‬
‫بيل‬ ‫فأولئ َ‬ ‫التوكل من صفتهم‬ ‫للذينَ أمنوا وعلى ربّه ْم‬
‫إحالة داخلية‪.‬‬ ‫يتوكلونَ ‪.‬‬
‫( َم ْن)‬ ‫ك تكرار‬ ‫َفر ّ‬
‫إن ذل َ‬ ‫صب َر وغ َ‬ ‫ْ‬
‫ولمن َ‬ ‫‪13‬‬ ‫إحالة داخلية‬ ‫كبئر‬
‫َ‬ ‫والذين يجْ تنبونَ‬ ‫‪34‬‬
‫للتنسيق‪ ،‬وخلو‬ ‫ل ِم ْن ْ‬
‫عزم األم ُو ِر‬ ‫(إذا‪ :‬ظرف لخبر‬ ‫ش وإذا ما‬ ‫والفوح ِ‬
‫ِ‬ ‫اإلثم‬
‫ِ‬
‫من‬ ‫الجواب‬ ‫بعدها‬ ‫المبتدأ‬ ‫ضبوا ه ْم ي ْغفرونَ ‪.‬‬ ‫غ ِ‬
‫(الفاء) للتنوّع‪.‬‬ ‫والجملة االسمية‬
‫إحالة خارجية‪.‬‬ ‫جواب‪ ،‬إذا‪ :‬تدخل‬
‫على المتيقن‪.‬‬

‫‪-1‬تنوعت أفعال المؤمنين على النحو اآلتي‪:‬‬


‫اختالفهم مرجعه هلل – يخشون الساعة – يعلمون أنها حق – من أراد اآلخرة زاده هللا – يتوكلون على هللا‬
‫الخير لهم عند ربهم – يجتنبون الكبائر – يغفرون عند الغضب – يستجيبون هلل – يُصلّون – يتشاورون –‬
‫ينفقون – ينتصرون لو ظلموا – يعفون ويصلحون‪.‬‬
‫‪-2‬تساوت نسبة (اإلحالة الخارجية) حيث لم يُذكر المسند إليه (المؤمنون) في (خمسة) مواضع‪ ،‬مع‬
‫(اإلحالة الداخلية السابقة) التي يُذكرون فيها؛ ما يدل على حُسن جزائهم‪ ،‬سواء أ ُذكروا أم ال‪.‬‬
‫‪ -3‬تمثل الرابط في االسم الموصول (الذين) (‪ )1‬مرات‪ ،‬واسم اإلشارة مرة واحدة‪.‬‬
‫‪-1‬ارتفعت نسبة الشرط (‪ )1‬مرات؛ لتزيد التماسك بين جنبات أفعال المؤمنين‪ ،‬ليأتي جواب هللا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬جزاء الظالمين والمؤمنين يوم القيامة ‪ :‬ظهرت على النحو اآلتي‪:‬‬
‫التحليــــــــــــــــــــــل‬ ‫اآلية الجــــــــــــــــــــــــــــــــنة‬ ‫التحلـــيـل‬ ‫العــذاب (النار)‬ ‫اآلية‬
‫أي جنته‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫يُد ِخ ُل َمن يَشا ُء فِي رحْ َمتِ ِه‬ ‫المخاصمون ‪8‬‬ ‫عذابٌ‬ ‫ولهُ ْم‬ ‫‪19‬‬
‫في هللا‪.‬‬ ‫شدي ٌد‪.‬‬
‫والكافرونَ لهُ ْم‬ ‫‪29‬‬
‫عذابٌ شدي ٌد‬
‫والذينَ آمنوا وع ِملوا الصّ ل َح ِ‬
‫ت‬ ‫‪22‬‬ ‫وإن الظّل ِمينَ‬ ‫ّ‬ ‫‪21‬‬
‫ت الجنّا ِ‬
‫ت‬ ‫ضا ِ‬
‫فِي روْ َ‬ ‫لهُ ْم َعذابٌ أليِم‬
‫الظالمون‬ ‫ذابٌ‬ ‫أولئك لهُ ْم َع‬ ‫‪12‬‬
‫ألي ٌم‬
‫الذين أمنوا‬ ‫ويزي ُدهُ ْم ِم ْن فَضْ ل ِه‬ ‫‪29‬‬ ‫إن الظلمينَ‬ ‫أال ّ‬ ‫‪11‬‬
‫(الجنة)‬ ‫قيم‪ .‬أي دائم‪.‬‬ ‫ب ُم ٍ‬ ‫في عذا ٍ‬
‫الجنّ ِة‬ ‫فَ ِري ٌ‬
‫ق فِي َ‬ ‫‪7‬‬ ‫وترى الظلمينَ عذاب جهنم‬ ‫‪11‬‬
‫العذاب‬
‫َ‬ ‫ل ّما رأوْ ا‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪24‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫أي‪:‬‬ ‫وتراهُ ْم‬ ‫‪11‬‬
‫الظالمون‬ ‫يُعرضونَ عليْها‬
‫هاء الغيبة‪:‬‬
‫النار‪ ،‬إحالة‬
‫سابقة‪.‬‬
‫في‬ ‫وفَ ِري ٌ‬
‫ق‬ ‫‪7‬‬
‫ّعير‬
‫الس ِ‬

‫‪-1‬ارتفعت نسبة جزاء الظالمين في اآلخرة‪ ،‬وبلغت (‪ )9‬مواضع‪ ،‬حيث صاحبت (الصفة) الموصوف‬
‫كاآلتي‪ :‬لهم عذاب شديد (مرتان) ‪ -‬عذاب أليم (مرتان) ‪ -‬عذاب ُمقيم‪.‬‬
‫ذاب " ( ‪ )11‬أي‪ :‬عذاب جهنم؛ لذلك ُعرّفت (بأل)‬ ‫وحُجب االسم في موضعين‪ " :‬ل ّما رأوْ ا ال َع َ‬
‫كما أنهم " يُ ْع َرضُونَ عَل ْيهَا " ( ‪ )11‬أي النار‪ .‬ومن أسماء النار‪ :‬السعير‪.‬‬
‫أن يطلق لفظة ( العذاب) من أجل ذلك اخترت تلك الصيغة‪.‬‬ ‫‪-2‬آثر النص القرآني ْ‬
‫‪-3‬تن ّوع كذلك المسند إليه‪ :‬ورد (الظالمون) (‪ )1‬مرات‪ ،‬أما ( الكافرون – الذين يُحاجون في هللا –‬
‫فريق) مرة واحدة‪.‬‬
‫‪-1‬انخفضت نسبة جزاء المؤمنين في اآلخرة‪ ،‬وبلغت (‪ )1‬مواضع كاآلتي‪:‬‬
‫( روضات الجنات – الجنة – رحمته – فضله )‬
‫‪-1‬المسند إليه‪ :‬الذين (مرتان) – فريق – ْ‬
‫من يشاء‪.‬‬
‫‪-9‬تميل السورة إلى التهديد والوعيد بالعذاب‪ ،‬أكثر من الترغيب بالجنة‪.‬‬
‫أجل مسمى ( آية ‪ ) 11‬الساعة (آية ‪)14‬‬ ‫‪-4‬تعددت أسماء يوم القيامة‪ :‬يوم الجمع ( آية ‪ٍ )4‬‬
‫هي لحظة يُهدم فيها االنظام الكوني‪ ،‬حرث اآلخر ( آية‪ )20‬يوم القيامة ( آية ‪ )11‬يوم ( آية ‪)14‬‬
‫رابعا‪ :‬ظاهرة تقديم (الجار والمجرور)‬
‫يُع ّد أحد أبواب علم المعاني‪ ،‬وقد شمل عدة عناصر وهي‪:‬‬
‫(أفعال الربوبية – تقدي ٌم خاص بالنبي – ما يخص العُصاة –ما يُعنى بالمؤمنين) على النحو اآلتي‪:‬‬
‫البنية العمــــيقة‬ ‫البنية العمــــيقة اآلية تقديم خاص بالنـبي‬ ‫اآلية تقديم خاص باللـــــــــــــه‬
‫لت وإلِي ِه توكلت عليه وأنيب‬ ‫يوحي إليك كذلك ‪ 10‬عَلي ِه تو ْك ُ‬ ‫َك َذلِ َ‬
‫ك يُو ِحي إليْك‬ ‫‪3‬‬
‫إليه‪.‬‬ ‫أنِيبُ‬ ‫ما استقر في‬ ‫ت و َما فِي‬‫لهُ َما فِي السّموا ِ‬ ‫‪1‬‬
‫أعمالنا لنا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ 11‬لنَا أ ْع َمالنا‬ ‫السموات‬ ‫األرض‬
‫وكيل وما أنت وكيل عليهم‪.‬‬ ‫وما أنتَ عل ْي ِه ْم بِ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫‪9‬‬ ‫واألرض له‪.‬‬
‫مقاليد السموات‬ ‫لهُ مقالي ُد السّموا ِ‬
‫ت واألرض‬ ‫‪12‬‬
‫ُ‬
‫له ‪ 23‬ال أسئلك ْم علي ِه أجْ را ال أسألكم أجرا عليه‪.‬‬ ‫واألرض‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫إال ال َم َودة فِي القرْ بى‬ ‫شرع الدين لكم‪،‬‬ ‫ش َر َع ل ُك ْم ِم ْن ال ّد ِ‬
‫ين‬ ‫‪13‬‬
‫من لتعدد الشرائع‬
‫أوحينا روحا إليك‬ ‫أوْ َحيْنا إل ْيكَ رُو َحا‬ ‫‪12‬‬
‫إنه خبير بصير‬ ‫إنّهُ بِعبَاد ِه خَ بِي ٌر بَ ِ‬
‫صي ٌر‬ ‫‪24‬‬
‫بعباده‪.‬‬
‫إذا أذقنا اإلنسان‬ ‫إذا أذ ْقنَا اإل ْن َسان ِمنّا َرحْ َمة‬ ‫‪19‬‬
‫رحمة منا‪.‬‬
‫البنية العميــــــقة‬ ‫اآلية خاص بالمؤمنين‬ ‫البنية العمـــيقة‬ ‫اآلية تقديم خاص بالعصــــــــــاة‬
‫يتوكلون على ربهم‪.‬‬ ‫لفي شك مريب ‪ 39‬وعلى ر ْب ِه ْم يت َوكلونَ‬ ‫ب‬
‫ك منهُ ُمري ٍ‬
‫‪ 11‬لفِي ش ٍ‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪25‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫كتابهم‬ ‫من‬
‫ينفقون مما رزقناهم‪.‬‬ ‫وم ّما رز ْقنه ْم يُ ْنفِقُونَ‬ ‫‪39‬‬ ‫(المشركون)‬
‫عليهم‬ ‫َضبٌ ولهُ ْم َعذابٌ غضب‬
‫وعليه ْم غ َ‬ ‫‪19‬‬
‫وعذاب شديد لهم‬ ‫شدي ٌد‬
‫(المخاصم)‬
‫و َما لهُ فِي اآل ِخر ِة ِم ْن ال نصيب له في‬ ‫‪20‬‬
‫(الذي‬ ‫اآلخرة‬ ‫ب‬
‫صي ٍ‬ ‫نَ ِ‬
‫يؤثر الدنيا)‬

‫‪-1‬ارتفعت نسبة التقديم الخاصة بأفعال الربوبية‪ ،‬تواترت (‪ )4‬مرات‪ ،‬حيث يُقصر الوحي على النبي‬
‫والرسل قبله‪ ،‬وملك الكون ومفاتحه هلل‪ ،‬ويخص األنبياء بالشرائع‪ ،‬ويُقصر القرآن على النبي‪ ،‬ويعلم طبيعة‬
‫عباده‪ ،‬وأيضا فرحتهم إذا نالوا رحمته‪.‬‬
‫ع لَ ُك ْم ِمنَ ال ّديِ ِن " و‬ ‫‪ -2‬ترك التقديم أثرا في التركيب‪ ،‬حيث أضاف إليه (حرف الجر‪ِ :‬م ْن) نحو‪َ " :‬‬
‫شر َ‬
‫ب " (والباء) مثل‪ " :‬و َما أ ْنتَ عَل ْي ِه ْم بِ َو ِك ٍ‬
‫يل "‬ ‫" َما لَهُ فِي ْاآل ِخر ِة ِم ْن نَصي ٍ‬
‫لقد حملت حروف الجر مسؤولية التقديم على عاتقها؛ فتحولت المعادلة من‪ :‬أ ← ب ‪ :‬ب ← أ‬
‫‪-3‬مواضع التقديم‪:‬‬
‫أ‪-‬الجائز‪ ،‬وهو األكثر ألنه خبر االسم الموصول‪ ،‬كما في‪ " :‬له ما في السموات " أو لوقوعه موقع‬
‫(إن) وخبرها‪ ،‬كقوله‪ ":‬إنه بعباده خبير " أو قبل المفعول به " أوحينا إليك روحا " أو‬ ‫االعتراض بين اسم ّ‬
‫قبل المفعول المعنوي " شرع لكم من الدين " أو قبل المفعول به الثاني‪ ،‬مثل‪ " :‬أذقنا اإلنسان منا رحمة "‬
‫وفي النفي ألنه كاالعتراض بين المبتدأ والخبر كقوله‪ " :‬وما أنت عليهم بوكيل " وعندما يقع بين‬
‫ب"‬ ‫شك منه مري ٍ‬
‫الموصوف والصفة‪ ،‬كقوله‪ٍ " :‬‬
‫ب‪-‬الواجب ألنه وقع خبرا مقدما لمبتدأ نكرة تواتر ( ‪ )3‬مرات‪ ،‬نحو‪ " :‬له مقاليد السموات "‬
‫" وعليهم غضب " " لنا أعمالنا "‬
‫‪-1‬بلغت نسبة التقديم الخاصة بأفعال النبي عليه الصالة والسالم (‪ )1‬مرات‪.‬‬
‫‪-1‬انخفضت نسبة التقديم الخاصة بأفعال المؤمنين إلى مرتين‪ ،‬وكانت أدواته‪:‬‬
‫(على ‪ +‬اسم) كقوله‪ " :‬وعلى ربهم يتوكلون "‬
‫أو ( ِم ْن ‪ +‬اسم موصول) نحو‪ " :‬ومما رزقناهم ينفقون " ووقع كالهما في محل المفعول المعنوي‪.‬‬
‫‪-9‬تعدد المسند إليه الخاص بالعصاة‪ ،‬مثل‪( :‬المشركون – ال ُمجادلون – الذين يؤثرون الدنيا) لتنوعهم‪،‬‬
‫أن السياق والمتلقي والتواصل وغيرهم يمثلون عوامل مساعدة في فك شفرة‬ ‫يقول صبحي الفقي‪ :‬نجد ّ‬
‫‪1‬‬
‫النص‪ ،‬إذن التماسك النصي ذو طبيعة داللية من ناحية‪ ،‬وذو طبيعة خطية شكلية من ناحية أخرى‪) ( .‬‬
‫المستوى الرابع‪ :‬الداللي‪:‬‬
‫ويُعرّج إلى معنيين مختلفين لكل ظاهرة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫‪ -1‬داللة ( الولي ) على معنيين مختلفين‬
‫تواترت (‪ )9‬مرات‪ ،‬وكان لها معنيان مختلفان‪:‬‬
‫األول‪ :‬الناصر‪ ،‬يقول ابن منظور (ت ‪411‬هـ)‪ ( :‬ولي) في أسماء هللا تعالى هو الناصرُ‪ ،‬وقيل المتولي‬
‫ألمور العالم والخالئق القائم بها‪ )2( .‬واختُص باهلل تعالى؛ لذلك جاء بصورة المفرد مرتين‪ ،‬يقول الفخر‬

‫)‪ )1‬علم لغة النص ( بين النظرية والتطبيق)‪ :‬صبحي الفقي‪.89 ،84 :‬‬
‫( ‪ )2‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور‪ ،‬مادة (ولي) دار المعارف ‪1848‬م‪ ،‬المجلد السادس‪ ،‬ص‪.1820‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪26‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫الرازي (ت ‪901‬هـ)‪ " :‬فاهللُ هُ َو ْال َولِي " (‪ )8‬جواب شرط مق ّدر كأنه قال‪ْ :‬‬
‫إن أرادوا أولياء بحق‪ ،‬فاهلل هو‬
‫الولي بالحق‪ ،‬ال ولي سواه‪ )1( .‬ثم تواتر ثالث مرات في سياق النفي‪ ،‬إذا ُوجّه الحديث إلى الكفار‪،‬‬
‫وصاحبه حرف الجر (من) بمعنى‪ :‬أي‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الشركاء واألصنام‪ ،‬نحو‪ْ " :‬‬
‫وال ِذيِنَ ا ْتخَ ُذوْ ا ِم ْن ُد ُونِ ِه أوْ لِيَا َء " (‪ )9‬أي جعلوا له شركاء وأندادا‪)2( .‬‬
‫لذلك جاءت بهيئة (الجمع) ثالث مرات‪.‬‬
‫التحــــــــــــليل‪ :‬الرابط‪ :‬ضمير الفصل‬ ‫اآلية‪ :‬صورة المفرد باإليجاب‬ ‫رقم اآلية‬
‫الرابط‪ :‬ضمير الفصل (هو) للقصر‪ ،‬وتمثل المقابل للمتخذين‬ ‫فاهلل هُ َو ال َول ّي‬ ‫‪8‬‬
‫أولياء‪.‬‬
‫وه َُو ال َولِ ّي ْال َح ِمي ُد‬ ‫‪29‬‬
‫التحـليل‪ :‬النفي ب (ما) ‪ +‬شبه الجملة ‪ +‬الحرف ( ِمنْ )‬ ‫اآلية‪ :‬صورة المفرد بالسلب‬ ‫رقم اآلية‬
‫البنية العميقة‪ :‬الظالمون ال ولي لهم‪.‬‬ ‫والظل ُمونَ َما لهُ ْم ِم ْن َولِ ّي‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫(من) حرف جر زائد للتوكيد‪.‬‬ ‫هللا ِم ْن َول ّي‬‫و َما ل ُك ْم ِمنَ دو ِن ِ‬ ‫‪31‬‬
‫تقديم شبه الجملة‪ :‬لالختصاص فال ولي وال أي معين لهم‪.‬‬ ‫و َم ْن يُضْ ل ِل هللاُ فما لهُ ِم ْن ول ّي‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫التحــــليل‪ :‬مصاحبة التركيب (من دونه ‪ /‬من دون هللا)‬ ‫اآلية‪ :‬صورة الجمع‬ ‫رقم اآلية‬
‫تقديم شبه الجملة (من دونه)‪ :‬للقصر‪ ،‬أي قصروا عبادتهم على‬ ‫والذينَ ات َخذوا ِم ْن دونِ ِه أوْ ليا َء‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫غيره‪.‬‬ ‫أ ْم ا ْت َخ ُذوا ِم ْن دُون ِه أوْ ليا َء‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫صرونَهُ ْم‬ ‫و َما َكانَ لهُ ْم ِم ْن أوليَا َء ي ْن ّ‬ ‫‪19‬‬
‫ِم ْن دُو ِن هللاِ‪.‬‬

‫‪-1‬التقابل بين السلب واإليجاب‪:‬‬


‫السلب للكافرين في (ما لهم – ما كان لهم – وما لكم – فما له) ← ارتفاع نسبته‪.‬‬
‫أما اإليجاب‪ :‬هلل في ( فاهللُ هُ َو ْال َولِ ُي – وهُ َو ْال َولِ ُي ْال َح ِمي ُد)‬
‫‪ -2‬حينما تكون صورة (الولي) المفرد باإليجاب‪ ،‬يكون الرابط (بضمير الفصل) وتمثل الوجه المقابل‬
‫للمقدمة‪ ،‬إنها تحمل عقيدة التوحيد‪ ،‬وتنفي التعدد في شكله اإلفرادي السلبي والجمعي؛ لذلك ارتفعت نسبة‬
‫تواترها (‪ )9‬مرات‪.‬‬
‫‪-3‬أما إذا جاءت (الولي) بصيغة المفرد بالسلب‪ ،‬فهي‪ :‬ما ‪ +‬شبه الجملة ‪ْ +‬‬
‫(من) الزائدة‪.‬‬
‫‪-1‬أما إذا حملت هيئة ( الجمع) فيصاحبها التركيب‪( :‬من دونه ‪ /‬من دون هللا)‬
‫‪ -2‬درجات الظلم (داللة مكثفة)‬
‫تواترت (‪ )9‬مرات‪ ،‬ودلت على معنيين‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬
‫التحليل‪ :‬صورة الجمع المذكر‬ ‫اآلية‪ )1 :‬الظالمون بمعنى الكفار‬ ‫رقم اآلية‬
‫البنية العميقة‪ :‬الظالمون ال ولي لهم‪.‬‬ ‫والظل ُمونَ َما لهُ ْم ِم ْن َول ّي‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫إنهم خائفون مما كسبوا‪ ،‬في اآلخر‪ ،‬الفعل (ترى) يدل على‬ ‫ترى الظلمينَ مشفِقونَ م ّما ك َسبوا‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬
‫اليقين‪ ،‬وتواتر مرتين‪.‬‬ ‫ذاب‬
‫َ َ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫رأوا‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ل‬
‫ِمينَ ّ‬ ‫ل‬ ‫الظ‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫وت‬ ‫‪11‬‬
‫أي‪ّ :‬‬
‫وإن الكافرين الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان‬ ‫وإن الظلِمينَ لهُ ْم َعذابٌ ألي ٌم‬ ‫ّ‬ ‫‪21‬‬
‫‪3‬‬
‫لهم عذاب موجع مؤلم‪) ( .‬‬
‫(إن) للتوكيد‪ ،‬يتناسب الحرف (في) مع‬ ‫(أال) لالستفتاح ّ‬ ‫قيم‬ ‫أال إ ّن الظل ِمينَ فَي عَذا ٍ‬
‫ب ُم ٍ‬ ‫‪11‬‬

‫( ‪ )1‬التفسير الكبير ومفاتيح الغيب‪ :‬الفخر الرازي‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬لبنان – بيروت‪ ،‬ط ‪1891 ،1‬م‪ ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪.118‬‬
‫( ‪ )2‬السابق‪ ،‬ج ‪ ،24‬ص ‪.114‬‬
‫( ‪ )3‬صفوة التفاسير‪ :‬الصابوني‪ :‬ج ‪ ،21‬ص ‪.139‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪27‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫(مقيم) أي‪ :‬دائم‪.‬‬
‫التحليل‪ :‬الرابط (هاء الغيبة ‪ /‬ضمير مستتر)‬ ‫اآلية‪ )2 :‬الظلم مجاوزة الحد‬ ‫رقم اآلية‬
‫هذه قاعدة‪ :‬الرابط يعود إلى هللا‪.‬الوصف‪ :‬بالسلب ب (ال)‬ ‫إنّهُ ال ي ُِحبُ الظلِمينَ‬ ‫‪10‬‬
‫ا ْن َ‬
‫تص َر بَ ْع َد ظل ِم ِه فأولئكَ َما عل ْي ِه ْم ِم ْن الرابط‪ :‬هاء الغيبة‪( ،‬ظلمه‪ :‬مصدر)‬ ‫‪11‬‬
‫انتصر ممن ظلمه دون عدوان‪ ،‬فليس عليهم عقوبة‪.‬‬ ‫َسبي ٍل‪.‬‬

‫الرابط‪ :‬واو الجماعة‪ ،‬تقديره‪( :‬هم) يظلمون الناس‪.‬‬ ‫إنّما السّبي ُل عَل َى الذينَ يظلِمونَ الن َ‬
‫َاس‬ ‫‪12‬‬

‫‪ -1‬امتدت داللة الظلم في الدنيا؛ حتى اكتسى الظالمون بصفة الكفر‪ ،‬وتماهت عقوبتها في اآلخرة؛ مما‬
‫جعل النص القرآني يؤثرها على لفظة (الكافرين) يقول فاضل السامرائي‪ :‬نتحدث عن الفرق من الناحية‬
‫أن الظلم هو مجاوزة الحد‪ ،‬والكفر‪ :‬هو الخروج عن الملة‪ ،‬الظلم قد يكون درجات حتى يصل إلى‬ ‫اللغوية‪ّ :‬‬
‫الكفر‪ ،‬الظلم إذن له مراتب أعالها الكفر‪ ،‬وصف هللا الكفار بأنهم فاسقون وظالمون‪)1( .‬‬
‫‪ -2‬داللة الكفار ب (اسم الفاعل) الجمعي؛ ليدل على كثرتهم‪ ،‬وردت (‪ )1‬مرات‪.‬‬
‫وتنوعت صيغ (الظلم ‪ :‬مجاوزة الحد) بين‪( :‬اسم الفاعل – المصدر – الفعل المضارع) ما يعني شمول‬
‫حاالتها‪ ،‬وتواترت ثالث مرات‪ ،‬وكأنها تنبهنا إلى فداحته‪.‬‬
‫‪-3‬أسهمت ضمائر (الغيبة والضمير المستتر) في التماسك النصي‪.‬‬

‫‪( -3‬السماوات واألرض) بمعنى الكون‪ ،‬أو ظاهرة فلكية‪.‬‬


‫تواتر استعمالهما (‪ )4‬مرات بداللتين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بمعنى (الكون) لكن القرآن لم يستعمل هذه اللفظة‪ ،‬فالسموات واألرض عبارة عن مادة أو عنصر‪،‬‬
‫يحددها إسحق أزيموف‪ :‬عندما يتحدث العلماء عن المادة‪ ،‬فإنهم يعنون كل ما له وزن‪ :‬كالصخرة أو الكائن‬
‫الحي أو الكتاب ‪ ...‬أو أي شيء تذكره بما في ذلك الشمس والقمر والنجوم‪ ،‬إنما يُع ّد مادة حتى الهواء له‬
‫لكن الضوء والحرارة واألشعة السينية وموجات الكهرباء ليس لها وزن‪ ،‬وبالتالي‬ ‫وزن إذن فهو مادة‪ّ ،‬‬
‫أن عدد األنواع المختلفة‬ ‫فإنها ليست مواد‪ ،‬وتتكون كل المواد من جُسيمات‪ ،‬وتُسمى (بالذرات) ‪...‬الواقع ّ‬
‫من الذرات التي نعرفها يبلغ ‪ 102‬فقط‪...‬هذه الذرات تُك ّون مجموعات تُسمى (جُزيئات) فإذا تك ّونت‬
‫جزيئات نوع ما من المادة من نوع واحد من الذرات فتُسمى هذه المادة (عنصرا) وبما أنه يوجد مائة نوع‬
‫واثنان من الذرات المعروفة؛ فعلى ذلك يوجد (‪ ) 102‬عنصرا‪ )2( .‬هذا الكون من عجائب صنع هللا‪ ،‬فهو‬
‫خالقه ويملك مفاتيحه‪ ،‬وله ما فيه‪.‬‬
‫والتعريف العلمي للكون هو‪ :‬مجموع الموجودات الكائنة من مختلف صور المادة والطاقة والمكان‬
‫والزمان‪ ،‬وما تتشكل عليه من كافة المادات و األحياء‪)3( .‬‬
‫أثبت العلم الحديث – في القرن الحادي والعشرين – وجود حياة في الفضاء‪ ،‬يقول عبد الدايم الكحيل‪:‬‬
‫بعد اكتشاف آثار لحياة بُدائية على سطح أحد النيازك القادمة من الفضاء الخارجي‪ ،‬بدأ العلماء بالسفر‬
‫عبر الفضاء الكتشاف المخلوقات الكونية‪ ،‬وبعدما تأكدوا من وجود الماء على سطح المريخ وكواكب‬

‫‪1‬‬
‫‪) http://taders.com/tdbr/eloquence/7459‬‬
‫) ‪ )2‬عناصر الكون‪ :‬إسحق أزيموف‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد الشحات‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النهضة العربية – القاهرة ص ‪.9 ،1‬‬
‫)‪ )3‬الظواهر الكونية والطبيعية‪ :‬عماد محمد إبراهيم‪ ،‬الترقيم الدولي‪ ، 849 – 844 – 80 – 3189 -1 :‬ص ‪.10‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪28‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫إن الحياة منتشرة في كل مكان‪...‬وبالفعل يقولون‪ّ :‬‬
‫إن هناك إمكانية‬ ‫أخرى‪ ،‬أصبح لديهم حقيقة كونية تقول‪ّ :‬‬
‫كبيرة الجتماع سكان األرض بمخلوقات من الفضاء‪)1( .‬‬
‫ويؤكد زغلول النجار ذلك في قوله تعالى‪ " :‬ومن آياته خلق السموات واألرض وما بث فيهما من دابة وهو‬
‫على جمعهم إذا يشاء قدير " (‪ )28‬هذه األجرام المعروفة لنا في الجزء ال ُمدرك من السماء الدنيا‪ ،‬ال يعرف‬
‫إن كانت معمورة بخلق من خلق هللا أم ال‪ ،‬ولكن اآلية القرآنية تُشير إلى وجود خلق في‬ ‫أحد من أهل العلم ْ‬
‫السماء‪ )2( .‬وقد سبق القرآن جهود العلماء الغربيين بمعرفة هذه الفكرة‪ ،‬منذ القرن السابع الميالدي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بمعنى الظاهرة الكونية‪ ،‬وهي تشقق السماء‪ ،‬وهذه الحالة لم تحدث بشكل كامل بعد‪ ،‬وانهيار الكون‬
‫سيكون يوم القيامة‪ .‬كلمة (السماء) تعني مدارات النجوم والكواكب‪ ،‬أو تعني مجموعة من المجموعات‬
‫النجمية التي يطلق عليها اسم (المجرّة) وتحتوي على مئات الماليين من النجوم‪ ) 3( .‬صاحبت لفظة‬
‫( السموات) األرض لتدل على أنها عوالم كعالم األرض‪ ،‬حيث يعيش عليها البشر‪ ،‬فكذلك السماء‪ ،‬وكنّى‬
‫عن األرض بقوله ‪( :‬فوقهن) ما يدل على تأنيثها المجازي وتعددها‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى األرض‪ ،‬فتتشكل عوامل تشكيلها إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬حركات تكوينية مرتبطة بتغييرات في باطن األرض؛ تؤدي إلى حدوث حركات في القشرة وظهور‬
‫أشكال مختلفة من التضاريس‪.‬‬
‫‪-2‬عوامل خارجية ترتبط بالمظاهر التي تحدث في األغلفة الظاهرية للكرة األرضية‪ ،‬وأهمها‪ :‬الغالف‬
‫الجوي‪ ،‬والغالف المائي والغالف الحيوي‪ ،‬وتنحصر في‪ :‬عوامل التجوية‪ ،‬التي تقوم بتفكيك الصخور‬
‫وتفتيتها أو تحلل معادنها‪ ،‬وعوامل التعرية التي تؤدي إلى النحت والهدم واإلرساء والبناء‪ ،‬مثل‪ :‬الرياح‬
‫والمياه الجارية ومياه البحار والجليد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-3‬عمليات التوازن التي تحدث للقشرة‪) ( .‬‬
‫التحـــــــــــــــــــــــــــليل‬ ‫اآلية‪:‬‬ ‫رقم اآلية‬
‫تقديم الجار والمجرور وجوبا‪ ،‬حيث يُقصر ملكيتهما هلل‪.‬‬ ‫ت واألرْ ِ‬
‫ض‬ ‫هللِ ُمل ُ‬
‫ك ال ّس َموا ِ‬ ‫‪18‬‬
‫ت و َما الرابط‪ :‬اسم الموصول ‪ +‬هاء الغيبة‪ ،‬باإلضافة إلى لفظ‬ ‫صرا ِط هللاِ الذي لهُ َما فِي السّموا ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪13‬‬
‫الجاللة‪ ،‬وهو تأكيد لملكيته وتفرده‪.‬‬ ‫فِي األرْ ِ‬
‫ض‪.‬‬
‫السماوات طبقات محيطة باألرض على هيئة األغلفة‪،‬‬ ‫األرض‬
‫ِ‬ ‫ت و َما فِي‬
‫لهُ َما فِي السّموا ِ‬ ‫‪1‬‬
‫وليست سطوحا مستوية‪.‬‬
‫مقاليد‪ :‬مفاتيح (السماء ليست فراغا كما كان يُعتقد‪ ،‬إنها‬ ‫واألرض‬
‫ِ‬ ‫لهُ َمقالي ُد السّموا ِ‬
‫ت‬ ‫‪12‬‬
‫ُ‬
‫بنيان ُمحكم يتعذر دخوله إال عن طريق أبواب تفتح‬
‫للداخل فيها) (‪)1‬‬
‫فاطر‪ :‬خالق‪ ،‬الرابط‪ :‬ضمير مستتر‪ ،‬تقديره‪( :‬هو)‬ ‫ت واألرْ ِ‬
‫ض‬ ‫فا ِط ُر السّموا ِ‬ ‫‪11‬‬
‫الخلق‪ :‬اإليجاد من العدم‪ ،‬على غير مثال سابق‪.‬‬ ‫ت واألرض‬ ‫ق السّموا ِ‬ ‫و ِم ْن آيتِ ِه خل ُ‬ ‫‪28‬‬
‫يتفطرن‪ :‬يتشققن‪ ،‬والفعل (تكاد) يدل على قرب وقوع‬ ‫ت يتفطرْ نَ ِم ْن فَوْ قِ ِه ّن‬ ‫تكا ُد السّموا ِ‬ ‫‪1‬‬
‫الحدث‪ ،‬لكنه لم يقع بعد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪) https://www.Kaheel7.com‬‬
‫)‪ )2‬من آيات اإلعجاز العلمي (األرض في القرآن) ‪ :‬زغلول النجار‪ ،‬ص ‪.134 ،139‬‬
‫)‪ )3‬الظواهر الكونية والطبيعية‪ ،‬عماد إبراهيم‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪ (4‬المقدمات في الجغرافيا الطبيعية‪ :‬عبد العزيز طريح شرف ‪https://Shamla.Ws/book/8569/106‬‬


‫) ‪ )5‬الظواهر الكونية والطبيعية‪ :‬عماد إبراهيم‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪29‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫‪-1‬جاءت لفظة (السموات) في صيغة جمع المؤنث السالم‪ ،‬ذات التأنيث المجازي في جميع الحاالت‪ ،‬أما‬
‫كلمة (األرض) فوردت مفردة‪ ،‬ما عدا كناية ظرف المكان عنها (فوقهن) ما يعني جمعها وتأنيثها‪.‬‬
‫‪-2‬ناسبت لفظة (مقاليد) السموات؛ ألنها عبارة عن أبواب‪ ،‬يلزم فتحها بمفتاح‪.‬‬
‫‪-3‬تعدد اإلحالة‪:‬‬
‫أ‪-‬هلل‪ :‬للتعبير عن ملكيته لهما‪ ،‬أو مفاتيحهما له‪ ،‬أو أنه خالقهما‪.‬‬
‫ب‪-‬للسموات‪ :‬لتدل على مقاربة أن تتشقق‪.‬‬
‫ت‪-‬للمالئكة‪ :‬لمغفرتهم للمؤمنين في األرض‪.‬‬
‫‪-1‬تق ّدمت (شبه الجملة) لالختصاص‪ ،‬حين كان فاعل الحدث‪ :‬هللا – في خمسة مواضع ‪-‬‬
‫‪-1‬صيغت كافة الجمل في صورة الجملة االسمية؛ ما يعني ثبات ولزوم الظاهرة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬المستوى النصي‪:‬‬
‫( الشورى) عنوان السورة‪:‬‬
‫معناها اللغوي‪ :‬يقول ابن منظور‪ :‬وأشار عليه بأمر كذا‪ :‬أمره به‪ .‬وهي الشورى والمشورة‪ ،‬بضم الشين‪،‬‬
‫مفعُلة وال تكون مفعولة ألنها مصدر والمصادر ال تجيء على مثال مفعولة‪ ،‬وإن جاءت على مثال‬
‫وفالن خيّ ٌر شيّرٌ‪ ،‬أي يصلح‬ ‫ٌ‬ ‫مفعول‪ ،‬وكذلك المشورة‪ ،‬وتقول منه‪ :‬شاورته في األمر واستشرته بمعنى‪.‬‬
‫مشورة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وشوارا‪ ،‬واستشاره‪ :‬طلب منه المشورة‪ ...‬قال الفراء‪ :‬المشورة أصلها‬ ‫للمشاورة‪ ،‬وشاوره ُمشاورة ِ‬
‫‪1‬‬
‫المشورة مف َعلة اشتق من اإلشارة‪) ( .‬‬
‫َ‬ ‫ثم نُقلت إلى مشورة لخفتها‪ .‬الليث‪:‬‬
‫لقد أق ّر القرآن مبدأ (الشورى) كما كان معموال به في المجتمع القبلي قبل اإلسالم‪ ،‬يقول خالد العسلي‪ :‬ويت ّم‬
‫أن يختار من يخلفه من‬ ‫اختيار السّيد بانتخاب ح ّر بين األفراد الذكور ال بالوراثة‪ ،‬كما يستطيع سيد القبيلة ْ‬
‫أن العرب لم تكن تفضل أن يخلف االبن أباه‪ ،‬لما يج ّر ذلك من‬ ‫بين أبنائه أو إخوته أو أحفاده‪ ،‬والواقع ّ‬
‫تقرير مبدأ الوراثة في الرئاسة ولما قد يؤدي إليه من تقييد حرية البدوي‪ ،‬وهكذا فإن طريقة انتخاب رئيس‬
‫القبيلة تتجلى فيها الشورى‪ ،‬والحكمة وال ُمثل العليا في الحكم؛ ولكي ينال الرئيس ثقة القبيلة‪ ،‬فالبد له من‬
‫صفات تؤهله للسيادة في قومه‪ ،‬وهذه الصفات هي ‪ :‬خلقية وليست وراثية‪ ،‬وتُع ّد حيوية للمجتمع البدوي‪...‬‬
‫إن طبيعة البدو وشعورهم بالمساواة جعلت الناس يحلون مشاكلهم عن طريق الشورى‪ ،‬والنقاش داخل‬
‫مجلس القبيلة‪ :‬الذي هو عبارة عن دار ندوة لهم‪ )2( .‬ومعناها االصطالحي‪ ،‬يقول البوطي‪ :‬ولعل أجمع‬
‫تعريف ل لشورى بمعناها الفقهي العام الشامل لمختلف أنواعها هو القول بأنها‪ :‬رجوع اإلمام أو القاضي أو‬
‫أن التشاور مظهر حياتي لم ينزل فيه نص قرآني‬ ‫آحاد المكلفين في أمر لم يُستبن حكمه بنص‪ )3( .‬ما يعني ْ‬
‫أو نبوي صريح‪ ،‬إنه استنباط من مصادر الشريعة وقياس على أحداث سابقة أو ُمشابهة‪ ،‬وهذا المسلك أقره‬
‫ألن األمر بالشورى ورد في السورة‬ ‫القرآن‪ ،‬وأمر به المسلمين‪ ،‬بل واختصهم به ورفعه إلى مرتبة العبادة؛ ّ‬
‫بين فريضتين‪ :‬الصالة واإلنفاق‪ ،‬يقول تعالى‪ " :‬وأقَا ُموا الصّالة وأ ْم ُرهُ ْم ُش ِو َرى بَ ْينَهُ ْم َو ِم ّما َرزَ ْقنَاهُ ْم‬
‫أن أهل المشورة لهم ميزات عقلية ونفسية تخصهم دون غيرهم‪ ،‬إنّها طابع‬ ‫يُ ْنفِقُونَ " (‪ )39‬كما يدل على ّ‬
‫أساسي في القبيلة من قبل إنشاء الدولة‪ ،‬وتكون شاملة لكل مجاالت الحياة؛ لذلك صاغها هللا بالجملة‬
‫االسمية لثباتها واستقرارها بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫البنية العميقة‪ :‬وتشاوروا في األمور بينكم‪.‬‬
‫أمرهم‪ :‬مصدر ‪ +‬ضمير الغائبين ( للمبالغة) وهو ظرف مجازي‪.‬‬

‫)‪ )1‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور‪ ،‬مادة (ش و ر) ص ‪.2319‬‬


‫)‪ )2‬الشورى في العُرف القبلي‪ :‬خالد العُسيلي‪ ،‬المجمع الملكي ‪ -‬األردن‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪14‬وبعدها‬
‫)‪ )3‬الشورى في اإلسالم‪ :‬البوطي‪ ،‬المجمع الملكي ‪ -‬األردن‪1898 ،‬م ج ‪ ،2‬ص ‪.199‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪31‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫شورى‪ :‬مصدر للفعل (شاور) وهي تُسند للمتشاورين‪ ،‬أصلها‪ :‬تشاور المتشاورون‪.‬‬
‫بينهم‪ :‬ظرف (صفة للشورى) يدل على اختصاص أهل المشورة فقط‪.‬‬
‫(الشورى) مبدأ من مبادئ القيادة اإلسالمية‪ ،‬احتلت مكانا رائدا فريدا‪ :‬أال وهو عنوان السورة‬
‫( عنوان النص ) هو أول ما يواجه المتلقي للنص‪ ،‬وهو كذلك سمة النص‪ ،‬ومن ثم يحتل مكانة مهمة في‬
‫التحليل‪ ،‬وكيف اتصل ببقية أركان النص؟ وما نمط التماسك والمرجعية بينه وبين النص‪ )1( .‬إنها توجّه‬
‫األنظار إلى عظيم شأنها ووجوب التمسك بها‪ ،‬لقد أسهمت في تماسك النص القرآني عن طريق الدعوة‬
‫للتآزر والوحدة على قول واحد يتفق عليه الموحّدون‪ ،‬فبعد ّ‬
‫أن رسّخ هللا تعالى دعائم الربوبية في السورة‪،‬‬
‫أتبعها بتدعيم منهج التشاور‪ ،‬وهو مبدأ سمعي أي يعتمد على التفاف بعض الناس حول َم ْن أختير من‬
‫بينهم؛ ليتولى مقاليد الح ّل والربط‪ ،‬وهم ينصتون لما يقوله‪ ،‬هكذا يتواصل اإلصغاء من أول السورة‪ ،‬إلى‬
‫الهدف من نزولها‪.‬‬
‫والتعبير يجعل أمرهم كله شورى؛ ليُصبغ الحياة كلها بهذه الصبغة ‪ ،‬فهذا الطابع إذن أعم وأشمل من الدولة‬
‫في حياة المسلمين‪ ،‬إنه طابع الجماعة اإلسالمية في كل حاالتها‪ ،‬ولو كانت الدولة بمعناها الخاص لم تقم‬
‫بعد‪ ...‬كان طابع الشورى مبكرا وكان مدلوله أوسع وأعمق من محيط الدولة ‪ ،‬إنه طابع ذاتي للحياة‬
‫اإلسالمية‪)2( .‬‬
‫لم تحتل لفظة (الشورى) مكانا تنغيميا بارزا كالمقطع الرابع المنبور مثال بل خالفته؛ ألنها تمتد باأللف؛‬
‫لذلك تراجعت إلى وسط اآلية‪ ،‬وكذلك وسط السورة‪.‬‬
‫لم ترد كلمة (الشورى) في القرآن‪ ،‬إال في هذه السورة فقط‪ ،‬ولمرة واحدة؛ ما يدل على تفردها ألهميتها‬
‫كمنهج للمسلمين‪.‬‬

‫السبك والحبك‪:‬‬
‫بأن السورتين (مريم‬ ‫أما عالقة السورة بغيرها من السور‪ ،‬فلقد أوضحها البقاعي بقوله‪ :‬إيذانا ّ‬
‫أن آخر مريم‪ " :‬فَإ ْن َما يَسّرْ نَاهُ بِلِ َسانِكَ "‬
‫والشورى) دائرة واحدة محيطة بالدين متصلة ال انفصام لها‪ ،‬وذلك ّ‬
‫أن السورة المناظرة للشورى هي سورة‬ ‫هو أول الشورى " َكذلِكَ أوْ َح ْينَا إلَ ْيكَ " (‪ )3‬أي ّ‬
‫أن البقاعي يرى ّ‬
‫مريم‪ ،‬وهذا نوع آخر من التماسك الداللي‪.‬‬
‫‪-‬تتقاطع السورة مع سور الحواميم التسعة‪ ،‬ومع السور التي افتتحت بالحروف المقطعة غيرها(‪ 29‬سورة)‬
‫وأيضا مع السور المكية؛ ما يؤكد إرساء قواعد السبك والحبك بينهم‪ ،‬لكنها تنفرد عن غيرها بداللة (المبدأ)‬
‫وهو (الشورى) حيث لم تعبر أي سورة من (‪ 113‬سورة) في القرآن بإقرار منهج للناس سواها‪.‬‬
‫‪ -‬تتسع دائرة اإلسناد لتشمل السورة بصفتها الوحدة الكبرى‪ ،‬فالمسند إليه هو هللا تعالى ‪ ،‬والعالقة بينه وبين‬
‫المتلقين متنوعة مع‪( :‬النبي – المؤمنين – الظالمين) تقول نعيمة سيد‪ :‬يع ّد إذن الحبك أعم من السبك‬
‫وأعمق منه‪ ،‬حيث يطلب الحبك من المتلقي النظر إلى ما هو ليس شكليا وال معجميا‪ ،‬بل إلى عالقات خفية‬
‫قائمة داخل النص المراد دراسته‪ ،‬حيث يهتم بترابط المفاهيم والعالقات الداللية المتحققة داخله‪)1( .‬‬

‫)‪ ) 1‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق‪ :‬صبحي الفقي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.91‬‬
‫) ‪ )2‬في ظالل القرآن‪ :‬سيد قطب‪ ،‬ص ‪.3191‬‬
‫( ‪ )3‬نظم الدرر في مناسبات اآليات والسور‪ :‬البقاعي‪ ،‬ج ‪ ،14‬ص ‪.232 ،231‬‬
‫)‪ )4‬اللسانيات والنص القرآني‪ :‬نعيمة سيد‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪31‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬

‫نتـــــــــــــــائج البــــــــــــــــــــــــــــــــحث‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المستوى الصوتي‬
‫‪-1‬انمازت سورة الشورى بتوزيع الحروف المقطعة على آيتين؛ لترسخ سمة االستماع والتطريب‪.‬‬
‫‪(-2‬عسق) ترتيب الحروف الثالثة بهذا الشكل لم يرد إال في هذه السورة‪ ،‬فحرف (العين) هو أعالها‬
‫نسبة‪ ،‬وقد تواتر (‪ )99‬مرة في ألفاظ السورة‪ ،‬ثم تتابع حرفا السين والقاف حيث وردا (‪ )11‬مرة لكل‬
‫منهما‪ ،‬وهي تٌعد ( شفرة ) السورة‪ ،‬وحُق لها ْ‬
‫أن تُسمى بها‪ .‬إنها تعبر عن المقطع المنبور الحرفي‪.‬‬
‫‪ -3‬التنغيم الناشئ عن م ّد الحركات الطويلة للمقطع المنبور‪ ،‬تساوت فيه األمداء النسبية في كل الحاالت‪،‬‬
‫أن الزمن في نطق الياء الطويلة أو الواو الطويلة أو األلف الطويلة يستغرق زمنا واحدا‪ ،‬وهو ما يجهله‬ ‫أي ّ‬
‫قرّاء القرآن ألنهم يجتهدون في الزيادة والنقصان‪ ،‬لكن جهاز (اإلسبكتروجرافي) دلّنا على الصواب‪ ،‬بل‬
‫اختلفت معالم األمداء ( وهي مناطق ضغط الطاقة ) فالمعلم الثاني والثالث في الياء الطويلة أطول من‬
‫غيره؛ مما يُظهر العلة في ارتفاع نسبة حركة الياء الطويلة في (‪ )38‬مقطعا؛ إلعطاء مساحة أطول في‬
‫النطق عن الواو واأللف‪.‬‬
‫تقع حركة األلف الممدودة في المعلم األول وقد وردت مرتين لقصر المعلم األول‪ ،‬على الرغم من خفتها‬
‫في النطق؛ لذلك وقع النبر على المقطع األخير الرابع في حالة الوقف في كل اآليات‪ ،‬سواء أكان المد‬
‫بالياء أو الواو أو األلف‪.‬‬
‫‪ -1‬تنوعت المقاطع المنبورة الرابعة‪ ،‬لكن ارتفعت نسبة اللفظة ذات المقطعين‪ ،‬المك ّونة من‪:‬‬
‫النوع األول (ص ح) والنوع الرابع (ص ح ح ص) حيث تواترت ثالثا وأربعين مرة بنسبة ‪% 91‬‬
‫ألن النص القرآني يؤثره لسهولته‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -1‬كان الوقف سمة أساسية؛ ليتيح الفرصة لألصوات الساكنة لتظهر على حقيقتها في السمع‪ ،‬وليوحد‬
‫تنغيم اآليات عند ترتيلها‪ ،‬وبخاصة المن ّون آخره بالكسر لسهولته‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المستوى اللفظي‬
‫( رقمنة المقطع الرابع المنبور اللفظي) تنوعت كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬من حيث الحرف األخير ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬المتماثل‪ ،‬وحروفه (الميم – الراء – النون) و تُحبذها اللغة العربية؛ لوضوحها في السمع‪.‬‬
‫‪ -2‬يتنوع الصوت الممدود الختالف السياق‪ ،‬فجاء (بالواو) حين عرض صفات المؤمنين‪ ،‬ثم انتقل إلى‬
‫( الياء ) عند حديثه عن الظالمين‪ ،‬ويمكن من خالل المقطع الرابع المنبور وحده تفسير اآليات؛ ألنه يمثل‬
‫الضوء العاكس ألوائل اآليات‪ ،‬وهو ما يُسمى حديثا ‪Flash Back‬‬
‫‪-3‬قد تتغير األصوات لتتوافق مع المقطع المنبور‪ ،‬لكنها في األصل مختلفة‪ ،‬كما في‪:‬‬
‫(غفو ٌر شكو ٌر ‪ ...‬علي ٌم بذات الصدور)‪ :‬األصل‪ :‬عليم بالقلوب‪ ،‬لكنه آثر الصدور لتتماهى مع شكور‪.‬‬
‫‪ -1‬المتقارب‪ ،‬ويمثله‪( :‬األصوات المائعة م – ل – ر – ن) لقربها لطبيعة أصوات اللين‪ ،‬فهي واضحة في‬
‫السمع لجهرها – ما عدا الراء – (إنها مجهورة‪ ،‬لكنها ليست قريبة من أصوات اللين)‬
‫هذه األصوات بخاصة تدعم مهارة االستماع‪ ،‬التي تنادي بها السورة‪.‬‬
‫‪-1‬من مهام المقطع الرابع المنبور‪ :‬المسك بحُجز اآلية بعده‪ ،‬وهو من عالقة التمكين‪.‬‬
‫‪-9‬تكرار لفظة (سبيل) في المقطع المنبور ثالث مرات‪ ،‬وظهورها للمرة الرابعة بتوكيد القصر أول اآلية؛‬
‫يرفع التنغيم في هذا المقطع‪ ،‬كما يرتفع طرف اللسان إلى اللثة‪ ،‬مع خروج الهواء من جانبي الفم‪( ،‬فالالم)‬
‫صوت مجهور؛ والعلة في إيثارها‪ :‬أنها أغلب وقوعا في الخير‪.‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪32‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫‪ -4‬أسهم الخط العثماني في رفع الحُجب عن داللة بعض اآليات‪ ،‬نحو‪( :‬الجوار) حيث حُذفت (الياء) في‬
‫كتابتها؛ حتى ال تختلط بمعنى (الجارية‪ :‬الخادمة) وكذلك نُقص األلف في (األعلم)‪ :‬الشواهق‪.‬‬
‫ت‪ -‬بحسب الوزن‪ ،‬وهي أنواع‪:‬‬
‫‪-1‬المتوازي‪ ،‬وهو أشرفها حيث تتفق الكلمتان في الوزن وحروف المقطع المنبور‪ ،‬نحو‪ :‬اتحاد الوزن‬
‫ي = ب ني = ‪ -‬بو = ‪ُ -‬م = ب ني ‪ -‬بو = ‪-‬‬ ‫العروضي ( ب ‪ )- -‬في‪( :‬يُنيبُ ‪ُ /‬مريبُ ) ُ‬
‫‪ -2‬المتوازن‪ ،‬حيث يُراعى في مقاطع الكالم الوزن فقط ‪ ،‬نحو‪( :‬قدي ٌر ‪ /‬أنيبُ )‬
‫قديرن ب ‪ = - -‬أنيبو ب ‪ - -‬انتقل صوت المقطع المنبور من الراء إلى الباء ل ّما اتجه للنبي‪.‬‬
‫أن يتفقا في حروف المقطع الرابع المنبور ال في الوزن‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫‪-3‬ال ُمطرّف‪ْ :‬‬
‫(كفورن) = ب ‪( - -‬أذ ُذكورا) = ‪ -‬ب ‪( - -‬قديرن) = ب ‪- -‬‬
‫‪-1‬ارتفاع المقطع الرابع المنبور المنتهي بالراء بنسبة (‪)%39‬؛ لما له من وضوح وقوة‪ ،‬فهو الصوت‬
‫التكراري الوحيد حيث يضرب مقدم اللسان طرف اللثة (الغار) ضربات متكررة‪.‬‬
‫‪-1‬ارتفاع صيغ المشتقات في المقطع الرابع المنبور‪،‬وهو ما تفضله اللغة العربية‪ ،‬فوزن (فعيل) ورد‬
‫(‪ )28‬مرة‪ ،‬ووزن (فعول) ( ‪ )3‬مرات‪ ،‬وكذلك (اسم الفاعل) بنسبة ‪.%94‬‬
‫‪ -9‬أسهم المقطع الرابع المنبور في التماسك الشكلي (السبك) للسورة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المستوى التركيبي‬
‫أوال‪ :‬الجملة األولى‪َ ( Collocation:‬ك َذلِكَ يُ ِ‬
‫وحي إلَ ْيكَ ) (‪)3‬‬
‫‪-1‬صاحبت لفظة (كذلك) كلمة (الوحي) ثالث مرات‪ ،‬عند اختصاصها بالنبي عليه الصالة والسالم‪ ،‬كما‬
‫احتفظت بموقعها أول كل آية؛ لالهتمام بالمشار إليه‪ ،‬بمعنى‪ :‬كذلك اإليحاء يوحي هللاُ إليك؛ ما يعني‬
‫اإلعجاز اللغوي لها‪.‬‬
‫إن التماسك النصي بين أول السورة ووسطها وآخرها تترجمه‬ ‫‪-2‬احتلت مكان الصدارة وهو االفتتاح‪ّ ،‬‬
‫أحداث الوحي‪ ،‬التي تواترت ست مرات‪.‬‬
‫فالمسند إليه واحد‪ ،‬وهو‪( :‬هللا تعالى) والمتلقي‪ :‬متعدد‪ ،‬وهم‪( :‬النبي – الرسل – بعض البشر)‬
‫‪-3‬اختُصت صيغة (الفعل) الماضي‪ ،‬أو صيغة المضارع الدال على الزمن الماضي‪ ،‬عندما يتجه الحديث‬
‫إلى النبي أو الرسل؛ ما يدل على الوحي المباشر‪ ،‬وقد تع ّدى بالحرف (إلى) أربع مرات‪ ،‬أو (بالباء) مرة‬
‫واحدة‪ ،‬لكن جاءت صيغة (المصدر) حين اتجه الحديث إلى البشر‪ ،‬في صورة االستثناء المنفي‪ ،‬التي تُعبر‬
‫عن الوحي بشكل غير مباشر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفات الربوبية واأللوهية‬
‫من الربوبية‪ -1 :‬صفات متعلقة بالخلق‪:‬‬
‫‪-1‬تنوعت أفعال هللا بين اإليجاب وهي النسبة األكبر‪ ،‬حيث بلغت (‪ )19‬مرة وهي رحمة بعباده‪ ،‬أما‬
‫أن أفعال الربوبية احتفظت‬ ‫األفعال السالبة التي تخص البشر فهي األقل‪ ،‬جاءت (‪ )10‬مرات‪ ،‬كما أالحظ ّ‬
‫بموقعها وسط اآليات (‪ 39‬مرة) بنسبة‪% 19 :‬‬
‫‪-2‬ظهور لفظ الجاللة صريحا في بعض الجمل؛ ما يدل على جالل حضوره‪.‬‬
‫‪-3‬تماسكت اآليات شكليا بكل أنواع الضمائر؛ ألنها تكتسب أهميتها بصفتها نائبة عن األسماء واألفعال‬
‫والعبارات والجمل‪ ،‬فتحقق اإليجاز‪.‬‬
‫‪-1‬أسهم الخط العثماني في قراءة بعض الدالالت‪ ،‬نحو‪ ( :‬يبسطُ – يم ُح – وراء)‬
‫‪ -2‬أفعال المشيئة (المسبوقة باألداة)‬
‫‪-1‬إنها تنصرف إلى صفات الربوبية‪ ،‬حيث تواترت (‪ )11‬مرة‪ ،‬وجاءت في موضع واحد‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪33‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫لتوحيد األلوهية متعلقة بالمؤمنين‪ ،‬وأهم ما تنماز به‪ :‬أنها تُسبق بأدوات ذات دالالت متنوعة‪ ،‬نحو‪َ (:‬م ْن)‬
‫اسم موصول للعاقل‪ ،‬وهو أعلى نسبة‪ ،‬فجاء (‪ )9‬مرات‪ ،‬والرابط‪ :‬ضمير مستتر‪ ،‬واإلحالة داخلية سابقة‪.‬‬
‫النتيجة‪ :‬لعبت الضمائر دورا مهما في تماسك النص الخاص بمشيئته تعالى‪ ،‬وكذلك اإلحالة الداخلية التي‬
‫أن الغرض األقوى الذي حملته السورة هو‪:‬‬ ‫تؤكد شهود هللا تعالى‪ ،‬وحضور المؤمنين؛ مما يجعلني أستنت ُج ّ‬
‫ألن العرب كانوا يعبدون آلهة ال إرادة لها‪ ،‬فجاءت لتُبطل مزاعمهم‪.‬‬ ‫مشيئة هللا المتعددة؛ ّ‬
‫الحسنى‬
‫‪ -3‬أسماء هللا وصفاته ُ‬
‫‪-1‬تمثل األسماء والصفات التماسك الداللي للسورة‪.‬‬
‫‪-2‬تقع ُج ّل الصفات في سياق اإلثبات‪ ،‬ما عدا صفة واحدة منفية‪.‬‬
‫‪ -3‬ارتفاع نسبة (ضمير الفصل) الذي يعبر عن اإلحالة الداخلية السابقة؛ ما يد ّل على حضور الذات العليّا‪،‬‬
‫حيث تواتر (‪ )9‬مرات‪.‬‬
‫‪ -1‬زيادة اسمين أو صفتين متتابعتين بدون حرف عطف؛ إلضافة جالل وهيبة السميه تعالى‪.‬‬
‫‪ -4‬توحيد األلوهية ( يتعلق بأفعال العباد)‬
‫‪-1‬أفعال النبي عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫‪-1‬يتمثل إخالص التأله هلل من جانب النبي عليه الصالة والسالم في (‪ )18‬مظهرا باإليجاب‪ ،‬وهذه النسبة‬
‫أعلى من السلب‪ ،‬حيث وردت (‪ )9‬مرات؛ لترسم له الطريق فيما له وما عليه‪.‬‬
‫‪-2‬كانت اإلحالة خارجية في كل المواضع‪ ،‬حيث لم يُذكر اسم النبي عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫‪-2‬أفعال المؤمنين‬
‫‪-1‬تنوعت أفعال المؤمنين‪.‬‬
‫‪-2‬تساوت نسبة (اإلحالة الخارجية) حيث لم يُذكر المسند إليه (المؤمنون) في (خمسة) مواضع‪ ،‬مع‬
‫(اإلحالة الداخلية السابقة) التي يُذكرون فيها؛ ما يدل على حُسن جزائهم‪ ،‬سواء أ ُذكروا أم ال‪.‬‬
‫‪-3‬ارتفعت نسبة الشرط (‪ )1‬مرات؛ لتزيد التماسك بين جنبات أفعال المؤمنين‪ ،‬حين يأتي الجواب من هللا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬جزاء الظالمين والمؤمنين يوم القيامة‬
‫‪-1‬زادت نسبة جزاء الظالمين في اآلخرة‪ ،‬وبلغت (‪ )9‬مواضع‪ ،‬وصاحبت (الصفة) الموصوف في خمسة‬
‫مواضع؛ نكاية في تهديدهم‪ ،‬حيث تميل السورة إلى التهديد والوعيد بالعذاب‪ ،‬أكثر من الترغيب بالجنة‪.‬‬
‫‪ -2‬آثر النص القرآني استعمال المسند إليه‪ ،‬بلفظ (الظالمون) ورد (‪ )1‬مرات‪.‬‬
‫‪-2‬تعددت أسماء يوم القيامة (‪ )9‬مرات‪ ،‬وهو تأكيد لوجوده حيث أنكروه‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ظاهرة تقديم (الجار والمجرور)‬
‫‪-1‬يُع ّد التقديم أحد أهم أركان علم المعاني‪.‬‬
‫‪ -2‬آثر النص القرآني تقديم الجار والمجرور‪ ،‬زادت أفعال الربوبية‪ ،‬تواترت (‪ )4‬مرات للُقصر‪.‬‬
‫‪ -3‬ترك التقديم أثرا في التركيب‪ ،‬حيث أضاف إليه بعضا من حروف الجر‪ ،‬مثل‪ِ ( :‬م ْن ‪ /‬الباء)‬
‫‪-1‬لقد حملت حروف الجر مسؤولية التقديم على عاتقها؛ فتحولت المعادلة من‪:‬‬
‫أ←ب ‪ :‬ب←أ‬
‫‪ -1‬مواضع التقديم‪ :‬الجائز – وهو األكثر‪ -‬وواجب‪.‬‬
‫‪-9‬تعدد المسند إليه الخاص بالعصاة‪ ،‬مثل‪( :‬المشركون – ال ُمجادلون – الذين يؤثرون الدنيا) لتنوعهم‬
‫رابعا‪ :‬المستوى الداللي‬
‫‪ -1‬داللة ( الولي ) على معنيين مختلفين‬
‫‪ -1‬تواترت (‪ )9‬مرات‪ ،‬وكان لها معنيان مختلفان‪ ،‬األول‪ :‬الناصر‪ ،‬الثاني‪ :‬األصنام والشركاء‪.‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪34‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫‪-2‬ظهر التقابل بين السلب واإليجاب‪ :‬السلب للكافرين حيث ترتفع نسبتها (‪ )9‬مرات‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫هللا ِم ْن َول ّي " ( ‪ )31‬أما اإليجاب‪ :‬هلل‪ ،‬ورد مرتين‪ ،‬مثل‪ " :‬فاهللُ هُ َو ْال َول ُي " ( ‪)8‬‬ ‫دون ِ‬
‫ِ‬ ‫" و َما ل ُك ْم ِمنَ‬
‫‪ --3‬حينما تكون صورة (الولي) المفرد باإليجاب‪ ،‬يكون الرابط (بضمير الفصل)‪ ،‬إنها تحمل عقيدة‬
‫التوحيد‪ ،‬وتنفي التعدد في شكله اإلفرادي السلبي والجمعي؛ لذلك ارتفعت نسبة تواترها (‪ )9‬مرات‪.‬‬
‫‪ -2‬درجات الظلم (داللة مكثفة)‬
‫‪ -1‬تواترت مادة (ظ ل م) (‪ )9‬مرات‪ ،‬ودلت على معنيين‪ :‬األول الكفار‪ ،‬الثاني مجاوزة الحد‪.‬‬
‫‪ -2‬امتدت داللة الظلم في الدنيا؛ حتى اكتسى الظالمون بصفة الكفر‪ ،‬وتماهت عقوبتها في اآلخرة؛ مما‬
‫جعل النص القرآني يؤثرها على لفظة (الكافرين) تواترت (‪ )1‬مرات‪ ،‬وصيغت (باسم الفاعل) الجمعي؛‬
‫ليدل على كثرتهم‪ ،‬ولزوم الصفة فيهم‪.‬‬
‫‪-3‬تنوعت صيغ (الظلم ‪ :‬مجاوزة الحد) بين‪( :‬اسم الفاعل – المصدر – الفعل المضارع) ما يعني شمول‬
‫حاالتها‪ ،‬وتواترت ثالث مرات؛ لتنبهنا إلى فداحته‪.‬‬
‫‪(-3‬السماوات واألرض) بمعنى الكون‪ ،‬أو ظاهرة فلكية‪.‬‬
‫‪ -1‬تواتر استعمالهما (‪ )4‬مرات بداللتين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بمعنى (الكون) لكن القرآن لم يستعمل هذه اللفظة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بمعنى الظاهرة الكونية ( تشقق السماء) وهذه الحالة لم تحدث بشكل كامل بعد‪.‬‬
‫‪-2‬جاءت لفظة (السموات) في صيغة جمع المؤنث السالم‪ ،‬ذات التأنيث المجازي في جميع الحاالت‪ ،‬أما‬
‫كلمة (األرض) فوردت مفردة‪ ،‬ما عدا كناية ظرف المكان عنها (فوقهن) ما يعني جمعها وتأنيثها‪.‬‬
‫‪-3‬ناسبت لفظة (مقاليد) للسموات؛ ألنها عبارة عن أبواب‪ ،‬يلزم فتحها بمفتاح‪.‬‬
‫‪-1‬تعددت اإلحالة (هلل – للسموات – للمالئكة)‬
‫‪-1‬صيغت كافة الجمل في صورة الجملة االسمية؛ ما يعني ثبات ولزوم الظاهرة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬المستوى النصي‪:‬‬
‫(الشورى) عنوان السورة‪:‬‬
‫‪ -1‬لقد أق ّر القرآن مبدأ (الشورى) كما كان معموال به في المجتمع القبلي قبل اإلسالم‪ ،‬ما يعني ْ‬
‫أن التشاور‬
‫مظهر حياتي لم ينزل فيه نص قرآني أو نبوي صريح‪ ،‬إنه استنباط من مصادر الشريعة وقياس على‬
‫أحداث سابقة أو ُمشابهة‪.‬‬
‫‪-2‬هي مبدأ من مبادئ القيادة اإلسالمية‪ ،‬احتلت مكانا رائدا فريدا‪ :‬أال وهو عنوان السورة‪ ،‬لقد‬
‫أسهمت في تماسك النص القرآني عن طريق الدعوة للتآزر والوحدة على قول واحد يتفق عليه الموحّدون‪،‬‬
‫أن رسّخ هللا تعالى دعائم الربوبية في السورة‪ ،‬أتبعها بتدعيم منهج التشاور‪ ،‬وهو مبدأ سمعي أي يعتمد‬ ‫فبعد ّ‬
‫على التفاف بعض الناس حول َم ْن أختير من بينهم؛ ليتولى مقاليد الح ّل والربط‪ ،‬وهم ينصتون لما يقوله‪،‬‬
‫هكذا يتواصل اإلصغاء من أول السورة‪ ،‬إلى الهدف من نزولها‪.‬‬
‫‪ -3‬لم تحتل لفظة (الشورى) مكانا تنغيميا بارزا كالمقطع الرابع المنبور مثال‪ ،‬ولم ترد في القرآن إال في‬
‫هذه السورة فقط ولمرة واحدة؛ ما يدل على تفردها ألهميتها كمنهج للمسلمين‪.‬‬
‫‪-1‬توطدت عالقتها بسورة مريم‪ ،‬حيث يسيران في دائرة واحدة محيطة بالدين متصلة ال انفصام لها‪،‬‬
‫أن آخر مريم‪ " :‬فَإ ْن َما يَسّرْ نَاهُ بِلِ َسانِكَ " هو أول الشورى " َكذلِكَ أوْ َح ْينَا إلَ ْيكَ " وهذا نوع آخر من‬ ‫وذلك ّ‬
‫التماسك الداللي‪ ،‬ويُطلق عليه مصطلح‪ :‬السبك والحبك‪.‬‬
‫‪ -1‬تتسع دائرة اإلسناد لتشمل السورة بصفتها الوحدة الكبرى‪ ،‬فالمسند إليه هو هللا تعالى ‪ ،‬والعالقة بينه‬
‫وبين المتلقين متنوعة مع‪( :‬النبي – المؤمنين – الظالمين)‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪35‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬

‫أهـــــــــــــــم المراجع‪:‬‬
‫‪-‬اإلتقان في علوم القرآن‪ :‬السيوطي‪ ،‬ت‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ط ‪.2009 ،1‬‬
‫‪-‬أسماء هللا الحسنى‪ :‬الشعراوي‪ ،‬مطبوعات أخبار اليوم‪ ،‬القاهرة‪.1883 ،‬‬
‫‪-‬األصوات اللغوية‪ :‬إبراهيم أنيس‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬ط ‪.1841 ،1‬‬
‫‪-‬البرهان في علوم القرآن‪ :‬الزركشي‪ ،‬ت‪ :‬أبي الفضل الدمياطي‪ ،‬دار الحديث بالقاهرة ‪.2009‬‬
‫‪-‬التشكيل الصوتي في اللغة العربية (فونولوجيا العربية) سلمان العاني‪ ،‬تر‪ :‬ياسر المالح‪ ،‬النادي األدبي‬
‫الثقافي‪ ،‬جدة المملكة السعودية‪ ،‬ط ‪.1893 ،1‬‬
‫‪-‬تفسير التحرير والتنوير‪ :‬ابن عاشور‪ ،‬تونس الدار التونسية‪ ،1891 ،‬ج‪.21‬‬
‫‪-‬التفسير الكبير ومفاتيح الغيب‪ :‬الفخر الرازي‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان – بيروت‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1891 ،1‬ج ‪.24‬‬
‫‪-‬الجالل والجمال في رسم الكلمة في القرآن‪ :‬حسام القليني‪ ،‬مكتبة وهبة – ط ‪ ،1‬القاهرة ‪.2009‬‬
‫‪-‬دراسة أدبية لنصوص من القرآن‪ :‬محمد ال ُمبارك‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫ط ‪1889 ،1‬م‪.‬‬
‫‪-‬دراسة عن الرياح في القرآن وسبل تخفيف آثارها‪ :‬أحمد البناء و حامد حسن‪ ،‬بغداد ‪.2012‬‬
‫‪-‬شذا العرف في فن الصرف‪ :‬أحمد الحمالوي تح‪ :‬ناجي حجازي‪ ،‬مكتبة الرشد ناشرون‪2001 ،‬‬
‫‪ -‬الشورى في اإلسالم‪ :‬البوطي‪ ،‬المجمع الملكي‪ ،‬ع ّمان األردن‪ ،1898 ،‬ج ‪.2‬‬
‫‪ -‬الشورى في العُرف القبلي‪ :‬خالد العسيلي‪ ،‬المجمع الملكي‪ ،‬ع ّمان ‪ -‬األردن‪ ،1898 ،‬ج ‪.1‬‬
‫‪-‬صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان‪ ،‬ت‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬ط الرسالة‪ ،‬بيروت ط ‪.1899‬‬
‫‪ -‬صفوة التفاسير‪ :‬الصابوني‪ ،‬دار الرشيد‪ ،‬حلب – سوريا‪.‬‬
‫‪ -‬صور البديع (فن األسجاع)‪ :‬علي الجُندي‪ ،‬دار المعارف ‪ ،1812‬ج ‪.1‬‬
‫‪-‬الظواهر الكونية والطبيعية‪ :‬عماد إبراهيم ‪.849 – 844 – 80 – 3189 -1‬‬
‫‪-‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق (دراسة تطبيقية على السور المكية)‪ :‬صبحي الفقي‪ ،‬دار قباء‬
‫القاهرة ‪ ،2000‬ج ‪.1‬‬
‫‪-‬عناصر الكون‪ :‬إسحاق أريموف‪ ،‬تر‪ :‬محمد الشحات‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪.‬‬
‫‪-‬الفاصلة في القرآن‪ :‬محمد الحسْناوي‪ ،‬دار ع ّمار‪ ،‬ع ّمان – األردن‪ ،‬ط ‪.2000 ،2‬‬
‫‪ -‬في ظالل القرآن‪ :‬سيد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة بيروت‪ ،‬ط ‪ ،32‬ج ‪.2003 ،21‬‬
‫‪ -‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور‪ ،‬مادة (ش و ر) دار المعارف – القاهرة‪.‬‬
‫‪-‬اللسانيات والنص القرآني (الفاصلة القرآنية أنموذجا) دراسة نصانية لمعيار (السبك والحبك) نعيمة سيد‬
‫أحمد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬الجزائر ‪2020‬م‪.‬‬
‫‪ -‬لمسات بيانية في نصوص التنزيل‪ :‬السّا ِمرّائي‪ ،‬دار ع ّمار‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪.2003 ،3‬‬
‫‪ -‬مجمع اللغة العربية في خمسين عاما‪ :‬شوقي ضيف‪ ،‬ط ‪.1891 ،1‬‬
‫‪ -‬المدخل إلى علم اللغة (ومناهج البحث اللغوي)‪ :‬رمضان عبد التواب‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬ط ‪1884 ،3‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مسائل الرازي وأجوبتها من غرائب آي التنزيل‪ :‬الرازي‪ ،‬ط‪ :‬مصطفى الحلبي‪ ،‬القاهرة ‪1891‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المصباح المنير‪ :‬الفيومي‪ ،‬تح‪ :‬عبد العظيم الشناوي‪ ،‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪ -‬المعجم الوسيط‪ :‬مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬ط ‪ ،1891 ،3‬ج ‪.1‬‬
‫‪ -‬من آيات اإلعجاز العلمي (األرض في القرآن)‪ :‬زغلول النجار‪ ،‬دار المعرفة بيروت – لبنان‪.‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪36‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
‫( دراسة بينية )‬
‫‪ -‬النسبة الذهبية‪ :‬نضال قسّوم‪ :‬يوتيوب‪2020/ 2 / 9 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬نظم الدرر في مناسبات اآليات والسور‪ :‬البقاعي‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي بالقاهرة ‪.1891‬‬
‫‪- Archimedes Principle Applications in 10 Daily life, Studious Guy, Retrieved 6-‬‬
‫‪12-2021-Edited.‬‬
‫‪- Daniel Jones: The phoneme, its nature and use. Cambridge University Press‬‬
‫‪.122009, P.‬‬
‫‪-https://www.meshbak.sa‬‬
‫المختصر المفيد في دالئل أقسام التوحيد‪ :‬عبد الرازق البدر‪ ،‬دار اإلمام أحمد‪.‬‬
‫‪https://www.noor.book.com‬‬
‫‪- www.alukah.net‬‬
‫توحيد األسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية‪ :‬محمد صديق‬
‫‪-Mawdaa3.com 16-4-2012‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://taders.com/tdbr/eloquence/7459‬‬
‫‪-‬كتاب المقدمات في الجغرافيا الطبيعية‪https://Shamla.Ws/book/8569/1 :‬‬

‫المجلد‪ 24‬العدد ‪(2023) 7‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)‬
‫‪37‬‬
‫جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى‬
) ‫( دراسة بينية‬

Scheduling the linguistic phenomena of Surat Al-Shura


(Interdisciplinary study)
Assoc. Prof. Dr. Saadia Mustafa Mohamed
Assistant Professor of Language Studies
Faculty of Al-Alsun – Ain Shams University
Dr.saadya.mostafa@alsun.asu.edu.eg
Abstract
The aim of the research is to derive the linguistic connotations of Surat Al-Shura
So I studied it at all levels of linguistic analysis, I chose (scheduling) the
phenomena; Because the study is based on placing the phenomenon in (tables)
confirming its spread and facilitating its analysis Then I presented the most
important results of the language sample. Research Title: Scheduling Linguistic
Phenomena in Surat Al-Shura (An Interstitial Study). I followed the descriptive
and computational method (relative) and mixed some experimental and
scientific sciences In the folds of the topics discussed in the surah; So it was
(between) Towards: relying on the spectrograph to analyze long movements,
And I used the law (buoyancy) of Archimedes, Then I dealt with a study on the
natural phenomenon (wind), and other scientific topics. The study was divided
into five topics: the vocal level, I dealt with (the blade) of the surah represented
by the letters (Asaq) And how it invites (to hear) the Qur’an and the call to
prayer. The verbal level, in which I studied: the digitization of the fourth manbur
syllable, and its types. At the synthetic level, I searched for the aspect of the
miraculousness in the opening of the Qur’anic text with the word (as well)
For the semantic level, and the most important characteristic of it: the
occurrence of some words between two different meanings. At the textual level,
the effect of (the blade) extended from the opening to the end of the surah, its
aim: to listen to the people of the contract and the link to establish the principle
of (consultation).
Keywords:
Interstitial Research - Tabulation - Digitize the fourth section-

Surat Al-Shura - Linguistics.

(2023) 7 ‫ العدد‬24‫المجلد‬ )‫مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها‬


38

You might also like