Professional Documents
Culture Documents
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
(1المعجم الوسيط :مجمع اللغة العربية بالقاهرة ،ط ،1891 ،3ج ،1مادة ( جدول)
)2مجمع اللغة العربية في خمسين عاما :شوقي ضيف ،1891 ،ص .102
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
1
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
ُ
ومزجت بعض العلوم انتهجت المنهج الوصفي ،معتمدة على النسبة المئوية ،وأثر ذلك في الداللة، ُ
التجريبية والعلمية في طيات المواضيع التي تناقشها السورة؛ لذلك كانت الدراسة (بَيْنية) أي تزاوج بين
البحوث اللغوية والعلوم الطبيعية ،نحو :االعتماد على جهاز اإلسبكتروجرافي لتحليل الحركات الطويلة
عن طريق ذبذبة األصوات ،ومداها الزمني وطاقتها ،وهذا ضمن الدراسة التجريبية في المعمل الصوتي،
وعرضت دراسة عن ظاهرة الرياح ُ ُ
استعنت بقانون ( الطفو ) ألرشميدس، التي قام بها سلمان العاني ،كما
قسّمت الدراسة إلى خمسة مباحث:
المبحث األول :المستوى الصوتي ،ويتناول ( شفرة ) السورة ،وهي حروف ( عسق ) كما يعرضُ
للحركات الطويلة المسؤولة عن م ّد النطق والتنغيم ،ويُعالج ظاهرة ( المقطع الرابع المنبور)
المبحث الثاني :المستوى اللفظي :ويختص برقمنة اللفظة المنبورة ،وهي ال ُمرقّمة التي يُشار إليها برقم
اآلية ،ولها عدة حاالت :بحسب الحرف األخير ،منها :المقاطع المنبورة (المتماثلة – المتقاربة)
ومن ناحية الوزن ،وقمت بتحليل نسبي لرقمنة األصوات الساكنة.
المبحث الثالث :المستوى التركيبي ،ويهتم بالجملة األولى ،من خالل شرح مسألة ( الوحي )
عرضت موضوعات ارتفعت نسبتها في السورة وهي: ُ ث ّم
أوال :صفات الربوبية المتعلقة بالخلق – أفعال المشيئة – أسماء هللا وصفاته الحُسنى.
ثانيا :توحيد األلوهية ،المتمثل في :أفعال العباد – أفعال النبي (عليه الصالة والسالم) – أفعال المؤمنين.
ثالثا :جزاء الظالمين والمؤمنين.
رابعا :ظاهرة تقديم الجار والمجرور.
المبحث الرابع :المستوى الداللي ،ويُعرّج إلى معنيين مختلفين ،نحو:
-1داللة ( الولي ) التي تقف بين :الناصر ،والشركاء واألصنام.
-2درجات ( الظلم ) وهي داللة ُمكثفة ،بين ( الكفار ) و ( مجاوزة الحد )
-3السموات واألرض ،بمعنى :الكون وظاهرة كونية ( :االنفطار )
المبحث الخامس :المستوى النصي ،ويحلل اسم (الشورى) من ناحية معناها اللغوي واالصطالحي،
وإقرارها للمسلمين كمنهج حياة ،وتقاطعها مع سور الحواميم األخرى ،وارتباطها بسورة مريم ،ما يؤكد
توافر عنصري ( السبك والحبك ) بينها وبين مثيالتها ،إنها تمثل الوحدة الكبرى للسورة ،وتؤدي إلى
تماسكه الداللي والشكلي.
وأخيرا :عرضت أهم النتائج التي توصّل إليها البحث.
ُ
أفدت منها: أهم المراجع التي
-البرهان في علوم القرآن :الزركشي (ت 481هـ)
-التشكيل الصوتي في اللغة العربية (فونولوجيا العربية) :سلمان العاني ،تر :ياسر المالح
-تفسير التحرير والتنوير :ابن عاشور ،1891 ،ج .21
-الفاصلة في القرآن :محمد الحسْناوي2000 ،م.
-علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق :صبحي الفقي2000 ،م ،ج .1
-من آيات اإلعجاز العلمي (األرض في القرآن) :زغلول النجار2001 ،م.
-دراسة عن الرياح في القرآن وسبل تخفيف آثارها :أحمد البناء وحامد حسن2012 ،م.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
2
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
أوال :المستوى الصوتي
( Code Source-1حروف عسق) " حم ( )1عسق ( )2بدأت سورة الشورى بحرفي (الحاء والميم)
وتمثل اآلية األولى ،وتعني( :اسم ْع ) وهذا اإلعجاز األول الذي واجه فصحاء العرب ،لقد اعتادوا ْ
أن
يسمعوا كالما يفهمونه ،أما اآلن فهم ال يفهمون ،على الرغم من معرفتهم بهذين الحرفين نطقا واستعماال.
فحرف الحاء يُنطق صوتان ( حاااا ) = ( ص ح ح )
ص :صامت + Consonantح ح :حركة طويلة Long Vowelهذه الرموز تُش ّكل المقطع الثاني من
مقاطع اللغة العربية.
وحرف الميم يُنطق ثالثة أصوات ( ميــــــــ ْم ) = ( ص ح ح ص ) ويمثل المقطع الرابع الذي يقع عليه
النبر لتسكينه ،يقول إبراهيم أنيس (ت 1844م) :والمر ُء حين ينطق بلغته ،يمي ُل عادة إلى الضغط على
مقطع خاص من كل كلمة؛ ليجعله بارزا أوضح في السمع عن غيره من مقاطع الكلمة ،وهذا الضغط هو
يكون صحيحا إال إذا روعي فيه موضع النبر ...لمعرفة مواضع النبر ُ الذي نُسميه النبر ...ونطق اللغة ال
في الكلمة العربية :نبدأ أوال بالنظر إلى المقطع األخير ،فإذا وجدناه من النوع الرابع أو الخامس فهو إذن
المقطع المهم الذي يحمل النبر وال يكون إال في حالة الوقف)1( .
صوت (ح) سريعا ،ثم ُم ّد صوت األلف وزاد زمنه، ُ ما يشرحه أنيس ينطبق على الحرف أيضا ،فقد نُطق
ثم اتصل صوت الميم بحرفي (حا) وامتد صوت الياء زمنا طويال ،وأخيرا وقف على الميم بالسكون؛ ألنه
شرط أساسي للنبر ،فهذان الحرفان يتك ّونان من مقطعين:
المقطع الثاني ( حا ) +المقطع الرابع المنبور ( ميـــــــــ ْم )
أن انتبهوا ...تفكروا ...ت َغنّوا؛ من أجل ذلك يرقمها هللا ،وكأنه ويُع ّد النب ُر رسالة من هللا تعالى إلى عبادهْ :
يقول لنا هذه Rule Number 1ونتيجة الرتباط المقطع الرابع المنبور بأرقام اآليات الثالثة والخمسين
أطلقت عليه مصطلح ( رقمنة المقطع الرابع المنبور) وينقسم إلى: ُ في السورة،
-2مقطع منبور لفظي. -1مقطع منبور حرفي.
وبهذا انتهت اآلية األولى ،حيث استُعملت سبع مرات في افتتاح سبع سور.
لنتجه اآلن لل ُمتلقين ،كيف كان حالهم؟
كانوا في حالة (ال وعي) إنهم صامتون سُلبت منهم إرادة الكالم ،وجحظت عيونهم تدور بينهم ،بل
ونشطت حاسة سمعهم ،وفي هذا الصمت الذي تشوبه الدهشة والحيرة واالضطراب ،يُفاجؤون بحروف
اطربْ ) أخرى ،إنها( :عسق) وهي اإلعجاز الثاني ،بمعنىَ ( :
حرف العين يُنطق ثالثة أصوات ( عيــــــــــــن ) = ( ص ح ح ص )
وهو مقطع رابع لكنه لم يوقف عليه في النطق ،بل وصل بالسين بعده؛ إذن فهو غير منبور.
حرف السين ينطق ثالثة أصوات ( سيــــــــــن ) = ( ص ح ح ص )
قاااف ) = (ص ح ح ص) ْ اتصل كذلك بحرف القاف المنبور بعده ،المك ّون من( :
تعني (عسق) مزيدا من السماع ،وقتا أطول للمد ،تطريبا لألذن ،نعم إنهم ما كرهوا هذا الزمن الذي مرّ
أن تُسمى باسمها ،يقول البقاعي (ت 993هـ): بهم؛ لذلك كانت اآلية الثانية هي (شفرة) السورة ،فحُق ْ
سورة حم عسق وتُسمى أيضا ( عسق ) والشورى ...فإنها جامعة للمخارج الثالثة :الحلق والشفة
واللسان )2(.ويصح كالمه في مخرج الحلق لصوتي (ع – ح) والمخرج الشفوي لصوت (م) أما مخرج
)1إبراهيم أنيس :األصوات اللغوية ،مكتبة األنجلو المصرية ،ط ،1841 ،1ص .88 ،89
)2نظم الدرر في مناسبات اآليات والسور :البقاعي ،دار الكتاب اإلسالمي بالقاهرة ،1891ج ،14ص .230
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
3
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
اللسان فال ينطبق على صوتي (السين والقاف) والصحيح :المخرج األسناني اللثوي للسين ،ومخرج اللهاة
إن ترتيب الحروف الثالثة بهذا الشكل لم يرد إال فيها. للقاف .تواترتا ( )11مرة لكل منهماّ ،
هذا Passwordجزء أصيل في تكوين السورة ،لم يكن ناقصا في باقي (الحواميم) ليُضاف إليها ،كما
يزعم ابن عاشور ( ت 1843م) و ُخصت بزيادة كلمة (عسق) على أوائل السور من (حم) ولعل ذلك لحال
كانوا (يقص ُد القرشيين) عليه من شدة الطعن في القرآن وقت نزول هذه السورة ،فكان التح ّدي لهم
بالمعارضة أشد فزيد في تح ّديهم من حروف التهجي )1(.وهو تخريج غي ُر منطقي ،كما أنها (حروف)
وليست (كلمة) كما ي ّدعي.
أن حالة النبي عليه الصالة أن السورة مكية؛ لتستوقف المشركين لالستماع إلى الوحي ،كما ّ تؤكد (عسق) ّ
ى " (النجم )1 والسالم من األمية نكاية لهم في َم ْن علّمه؟ " عَلّ َمهُ ش ِدي ُد ْال َ
قو َ
-2الحركات الطويلة Long Vowels
هي (ألف المد -ياء المد -واو المد) إنها المسؤولة عن الترتيل بزيادة زمن التفوه بها؛ لذلك الب ّد ْ
أن
يظهر أحدها في المقطع الرابع المنبور.
يُعرّف ( Daniel Jonesت 1894م) الحركات بأنها أصوات مجهورة يخرج الهواء عند النطق بها على
أن يتعرض لتدخل األعضاء الصوتية ،تدخال يمنع خروجه ،أو يُسبب شكل مستمر من البلعوم والفم ،دون ْ
فيه احتكاكا مسموعا )2(.وقد استأثر صوت (الياء) ب ( )38مقطعا ،نحو :قدير -الحكيم – بوكيل.
إن المهمة األولى لتحليل الكالم بواسطة االسبكتروجرافي قام سلمان العاني بتحليلها معمليا فقالّ :
Spectroghraphicهي تحويل الكالم إلى صور مرئية ذات بعدين ،أحدهما :عمودي ويُمثل ذبذبة
الكالم ،واآلخر أفقي يُمثل الزمن )3(.وقد استعمل الحُزمة الضيقة :وهي تقوم بتحليل األصوات بذبذبة
مقدارها 11د /ث (درجة في الثانية) تظهر على شكل أبنية نغمية ،وكان هذا التحليل مفيدا في بحث
درجة الصوت والتنغيم )1(.وهذا النوع يُفيد بحثي الستنباط التنغيم الناشئ عن مد الحركات الطويلة ،حيث
أن الوقت في نطق الياء الطويلة أو الواو الطويلة أو األلف تساوت األمداء النسبية في كل الحاالت ،أي ّ
الطويلة يستغرق زمنا واحدا ،وهو ما يجهله قرّاء القرآن حيث يجتهدون في الزيادة والنقصان ،لكن نتائج
جهاز اإلسبكتروجرافي أظهرت الصواب ،بل اختلفت معالم األمداء ( وهي مناطق ضغط الطاقة ) فال َم ْعلم
الثاني والثالث في الياء الطويلة أطول من غيره؛ مما يُظهر العلة في ارتفاع حركة الياء الطويلة؛ إلعطاء
مساحة أطول في النطق عن الواو واأللف ،ث ّم تأتي حركة الواو في المرتبة الثانية ،حيث تواترت ()12
مرة ،مثل :شكور – بذات الصدور – ما تفعلون ،ومداها الثاني والثالث أقل من الياء.
قاااف – كاألعال ْم ) حيث تقع في المعلم األول وظهرت ْ أخيرا حركة األلف الممدودة كما في قوله( :
مرتين لقصره على الرغم من خفتها في النطق.
-3المقطع الرابع المنبور:
وكان االختالف في عدد مقاطع الكلمة ،فإذا استبعدت السوابق Prefixesمن الكلمة ،نحو( :أل)
التعريف أو (الباء الجارة) أو (كاف التشبيه) لتبيّن عد ُدها الصحيحُ؛ ونتيجة لتحقق شروط النبر في المقطع
الرابع ،وقع النبر عليه.
الوقف :هو قطع النطق عند آخر الكلمة ...فالوقف استراحة.
( )1تفسير التحرير والتنوير :ابن عاشور ،تونس الدار التونسية للنشر ،1891ج ،21ص .29
2
) Daniel Jones: The phoneme, its nature and use. Cambridge University Press 2009, P. 12.
)3التشكيل الصوتي في اللغة العربية :العاني ،تر :المالح ،جدة المملكة السعودية ،ط ،1893 ،1ص .38 ،39
)4السابق ،ص .30
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
4
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
( )1وهو ُسنّة في أواخر اآليات؛ ليتيح الفرصة لألصوات الساكنة لتظهر في حقيقتها السمعية ،كان
اهتمامي به ّ
ألن النبر كان من النوع الرابع الذي يلزمه الوقف.
المقطع الرابع المنبور. الحرف /اللفــظة رقــــــم اآليــــة
التحـلــيــل( :حذف السوابق)
مكوّ ن من المقطع الثاني +المقطع الرابع المنبور :ميـــــــــــــــ ْم حــــم 1
مكون من ثالثة مقاطع من النوع الرابع ،آخرها منبور فقط: عسق 2
ْ
قاااف ) (عين) ( +سين) ( +
مك ّون من مقطعين: الحكي ْم – حكي ْم 11 - 3
األول :من النوع األول ( َح ) ص ح
الثاني :من النوع الرابع (كي ْم ) ص ح ح ص وقد وقع عليه النبر ،وهو اسم
مشتق ،على وزن (فعيل)
األول (عَ) ص ح +الرابع المنبور ( ظي ْم ) ص ح ح ص العظي ْم 1
األول ( َر) +الرابع ( حي ْم ) مشتق. الرحي ْم 1
األول ( َو) +الرابع ( كيلْ ) مشتق ( حذف حرف الجر) بوكيلْ 9
(س) +الرابع ( عيرْ ) اسم للنار. األول َ السّعيرْ 4
األول (نَ ) +الرابع ( صيرْ ) مشتق. نصيرْ 31 - 9
األول (قَ) +الرابع ( ديرْ ) مشتق. قديــرْ 10 ،28 ،8
األول (أ) +الرابع ( نيبْ ) فعل مضارع ،من الفعل أناب. أنيبْ 10
(ب) +الرابع ( صيرْ ) مشتق. األول َ البصيرْ -بصيرْ 24 - 11
األول (عَ) +الرابع ( لي ْم ) مشتق. علي ْم 12
األول (يُ) +الرابع ( نيبْ ) فعل مضارع ،أناب :رجع. يُنيبْ 13
األول ( ُم) +الرابع ( ريبْ ) اسم فاعل من غير الثالثي. ُمريبْ 11
2 ٌ
فالن (إرابة) فهو ( ُمريبٌ ) إذا بلغك عنه شي ٌء أو توهمته) ( . ( أراب)
األول ( َم) +الرابع ( صيرْ ) مشتق. المصيرْ 11
(ش) +الرابع ( دي ْد ) مشتق. األول َ شدي ْد 29 - 19
(قَ) ( +ريبْ ) مشتق. قريبْ 14
(ب) ( +عي ْد ) مشتق. َ بعي ْد 19
ْ
(عَ) ( +زيز ) مشتق. ْ
العزيز 18
(نَ ) ( +صيبْ ) مشتق. نصيبْ 20
(أ) ( +لي ْم ) مشتق. ألي ْم 12 - 21
(كَ) ( +بيرْ ) مشتق. الكبيرْ 22
(ش) ( +كورْ ) صيغة مبالغة ،وزنها (فعول) َ شكورْ 33 - 23
(صُ ) ( +دورْ ) جمع تكسير. الصدورْ 21
(تف) ص ح ص النوع الثالث ْ ْ
تفعلون 21
النوع األول ( َع ) ص ح
لون ) من النماذج الفعلية. النوع الرابع ( ْ
( َح) ( +ميـــ ْد ) مشتق. الحمي ْد 29
(كَ) ( +ثيرْ ) مشتق. كثيرْ 31 - 30
النوع الثالث ( أ ْع ) ( ص ح ص ) كاألعال ْم 32
)1شذا العرف في فن الصرف :أحمد الحمالوي ،تح :ناجي حجازي ،مكتبة الرشد ناشرون ،2001 ،ص .191
)2المصباح المنير :الفيومي ،تح :عبد العظيم الشناوي ،دار المعارف ،ص .214
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
5
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
النوع الرابع المنبور ( ال ْم ) جمع قلة وزنها (أفعال)
( َم) ( +حيصْ ) مشتق ،أي مف ّر. محيصْ 31
ي ) +األول ( تَ ) +الثالث ( ْ
وك ) +األول خمسة مقاطع :األول ( َ ْ
يتوكلون 39
لون ) من أطول المقاطع ،نموذج فعلي. ك)ْ (+ ( ً
ْ
رون ) نموذج فعلي ف ) +رابع (نوع ثالث ( ي ْغ ) +نوع أول ( ِ ْ
يغفرون 34
قون ) نموذج فعلي. ف ) +رابع ( ْ ثالث ( ي ُْن ) +نوع أول ( ِ ْ
ُنفقون ي 39
ْ
رون ) نموذج فعلي. ص ) +رابع ( ين ) +أول ( تَ ) +أول ( ِ ثالث ( ْ ْ
ينتصرون 38
نوع ثا ٍن ( ظا ) ص ح ح +أول ( ِل ) +رابع ( ْ
مين ) ْ
الظالمين 10
جمع مذكر سالم ،مفرده :ظالم ،وهو اسم فاعل (مشتق)
س ) ( +بيلْ ) اسم مفرد.
( َ سبيلْ 19-11-11
( أ ) ( +مورْ ) جمع تكسير. األمورْ 13 - 13
( ُم ) ( +قي ْم ) اسم فاعل من الفعل الرباعي ( أقام ) ُمقي ْم 11
( نَ ) ( +كيرْ ) مشتق. نكيرْ 14
ك ) ( +فورْ ) مشتق على وزن ( فعول ) ( َ كفورْ 19
ُ
( ذ ) ( +كورْ ) جمع تكسير. ال ُذكورْ 18
نوع ثالث ( ُمسْ ) +أول ( تَ ) +رابع ( قي ْم ) مستقي ْم 12
اسم فاعل من الفعل غير الثالثي ،استقام ( ُمستقِيم )
-1شملت رقمنة رابع مقطع كل آيات السورة ،وبلغت ( )13مقطعا ،وهو أحد مظاهر الترتيل.
-2تنوعت المقاطع كاآلتي:
أ-ارتفعت نسبة اللفظة ذات المقطعين ،المك ّونة من :النوع األول (ص ح) والنوع الرابع
(ص ح ح ص) المنبور ،حيث تواترت ثالثا وأربعين مرة بنسبة % 91وهو ما يؤثره النص القرآني
لسهولته.
ب-اللفظة ذات ثالثة مقاطع :من النوع الثالث (ص ح ص) والنوع األول (ص ح) والنوع الرابع
(ص ح ح ص) وردت أربع مرات ،بنسبة % 4،1
ت -باقي أنواع المقاطع وردت مرة واحدة بنسبة % 1،8نحو:
-1اللفظة ذات المقطعين :من النوع الثالث (ص ح ص) والنوع الرابع (ص ح ح ص)
-2ذات ثالثة مقاطع :من النوع الثاني (ص ح ح ) والنوع األول (ص ح) والرابع.
-3أربعة مقاطع :من النوع الثالث +األول +األول +الرابع.
-1خمسة مقاطع :أول +أول +ثالث +أول +رابع.
ث-الحرفان اللذان لهما مقطعان :الثاني +الرابع جاء مرة واحدة في اآلية األولى ،وأسميه:
المقطع المنبور الحرفي.
ج -ثالثة حروف ذات المقطع الرابع :الرابع +الرابع +الرابع المنبور ،جاءت مرة واحدة في اآلية الثانية.
-3كان الوقف على آخر حروف اآليات جميعا بالسكون في ستة مواضع:
أ-حرف ( الميم ) االستفتاحية ،و حرف القاف في اآلية الثانية.
ب-المن ّون بالكسر :بلغ ( )19موضعا ،وهو أعلى نسبة لخفته عن الضم ،وكانت إما أسماء مشتقة أوزانها:
(فعيل – فعول -اسم فاعل من غير الثالثي) أو أسماء مفردة ( 3مرات)
ت-المن ّون بالضم :جاء في ( )13موضعا ،وكانت من المشتقات على وزن (فعيل – فعول (مرتان)
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
6
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
ث-ما حُرك آخره بالضم :وجد في ( )11موضعا ،وهي إما أسماء مشتقة على وزن (فعيل) ( )9مرات ،أو
صيغتان للفعل المضارع (أنيبُ – يُنيبُ ) ومرة واحدة لجمع التكسير (األمورُ)
ج-ما ُحرّك آخره بالفتح :وجاء سبع مرات ،خمسا منها للنماذج الفعلية ،ومرة واحدة لجمع التكسير،
(الذكور) ومرة واحدة لجمع المذكر السالم ،السم الفاعل (ظالمين)
ح-ما ُحرّك آخره بالكسر :تواتر أربع مرات( :اثنان) جمع تكسير ،واحد جمع قلة ،وآخر مفرد.
المستوى الثاني :المستوى اللفظي:
-1رقمنة اللفظة المنبورة :وأعني بها ( كلمة ) منبورة ،يُشار إليها برقم ،وقد أطلق عليها العلماء
(الفاصلة) يحددها الزركشي (ت 411هـ) بقوله :وهي كلمة آخر اآلية ...وتقع الفاصلة عند االستراحة في
الخطاب لتحسين الكالم بها ،وهي الطريقة التي يُباين القرآن بها سائر الكالم ،وتُسمى فواصل ألنه ينفص ُل
أن آخر اآلية فصل بينها وبين ما بعدها)1( . عندها الكالمان؛ وذلك ّ
وأعترض على قوله (كلمة) ألنّه يوجد حروف آخر اآلية ،أما عملية االستراحة فإنها ال تلزم كل اآليات؛
لقصر بعضها ،وأيضا لم يُباين القرآن سائر الكالم بهذه الطريقة فقط ،بل خالفه في االستفتاح بالحروف
المقطّعة وبالرسم العثماني ،وناهيك عن األلفاظ والمعاني وغيرها ،أما انفصال الكالمين فهذا ال يحدث
بالضرورة ،بل أحيانا ترتبط اآليتان.
من المصطلحات العروضية أو البالغية عليها، والضطراب تعريف القدماء في تعريف الفاصلة ،أطلق كل ْ
وهو ما أرفضه – تعالى القرآن علوا كبيرا -
وظيفة اللفظة المنبورة:
-1اختزال معنى اآلية؛ لذلك ترتبط ارتباطا وثيقا بالمعنى ،وقد يتغير صوتها لتن ّوع الداللة.
أن تتفرّد بإضاءة قوية تلفت االنتباه عن باقي -2م ّد الصوت والضغط على المقطع األخير ،فكان البد ْ
كلمات اآلية؛ لذلك ناسبها التسكين ،اطردت في السورة كلها ،وتنوعت كاآلتي:
أوال :من حيث الحرف األخير:
-1المقطع الرابع المنبور المتماثل :يقول الحسناوي :المتماثلة وتُسمى كذلك المتجانسة ،أو ذات المناسبة
التامة فهي التي تماثلت حروف رويها )2( .أرفض استعمال مصطلح (الرّوي) ألنه خاص بالشعر وللقرآن
مفاهيمه ،جاء التماثل في ثالثة أصوات وهي( :الميم – الراء – النون) وهي التي تُحبذ اللغة العربية
استخدامها؛ لوضوحها في السمع ،يقول إبراهيم أنيس :ومن النتائج التي حققها المحدثون ّ
أن الالم والميم
والنون أكثر األصوات الساكنة وضوحا وأقربها إلى طبيعة أصوات اللين؛ ولذا يميل بعضهم إلى تسميتها:
(أشباه أصوات اللين) – )3( .ما عدا الراء -
التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل اآلية :تماثل بالميم الممدودة بالياء رقم اآلية
( الحكيم – العظيم – الرحيم ) اختص المقطع المنبور بأسماء هللاُ ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم
ه 3
هللا؛ فتوافقت الصفات بحرف الميم ترتيال. َوهُ َو ْال َعلِ ُّي ْال َع ِظي ُم 1
هللاَ هُ َو ْال َغفُو ُر الر ِ
هحيم أَال إِ هن ه 1
حكيم :يتناسب مع صفة (المستقيم) ويتعانق النبر على إِنههُ َعلِ ٌّي َح ِكي ٌم 11
المقطع األخير (كيم – قيم) فيتالقى السمع ،على الرغم من َوإِنهكَ لَتَ ْه ِدي إِلَى ِ
ص َرا ٍط ُّم ْستَقِيم 12
( )1البرهان في علوم القرآن :الزركشي ،تح :أبي الفضل الدمياطي ،دار الحديث بالقاهرة ،2009ص .10
)( 2الفاصلة في القرآن :محمد الحسْناوي ،دار ع ّمار للنشر والتوزيع ،ع ّمان األردن ،ط 2000 ،2م ،ص .111
( )3األصوات اللغوية :إبراهيم أنيس ،ص .29
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
7
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
اختالف عدد المقاطع.
التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل اآليـــــــــة اآلية :تماثل بالراء
لما اتجه الحديث إلى الجزاء تغيّر الحرف من م ← ر َوفَ ِري ٌ
ق فِي ال هس ِع ِ
ير 4
َوالظالِ ُمونَ َما لَهُم ِّمن َولِ ٍّي َوال مممدودة )1 :بالياء .لقد دخلوا السعير؛ ألنه ال نصير لهم. ه 9
ير
ص ٍ نَ ِ
هللا الولي :إحياؤه الموتى؛ ألنه قدير ،الحظ التنافر بين َوهُ َو َعلَى ُك ِّل ش ْ
َي ٍء قَ ِدي ٌر 8
السلب (النصير) واإليجاب (قدير) لهذا نفهم ّ
أن الفريق الذي
ألن هللا قدير. في الجنة له نصير؛ ّ
)2بالواو .تتوافق مغفرة هللا وشكره للمحسنين؛ ألنه يعلم ما هللاَ َغفُو ٌر َش ُكو ٌر إِ هن ه 23
تكنه صدورهم ،البنية العميقة :عليم بالقلوب ،وقد آثر ت الصُّ د ِ
ُور إِنههُ َعلِي ٌم بِ َذا ِ 21
الصدور لتتماهى مع شكور.
-1تتابعت أسماؤه تعالى في ستة مقاطع منبورة؛ لما تضفيه عليها من هيبة وجالل ،يقول الحسناويّ :
إن
تناوب ذكر األسماء الحسنى في الفواصل يُثري الفواصل بدالالت ال تُحصى من ظالل هذه األسماء ،التي
لها طابع القداسة واألهمية ...ت ُر ّد الفواصل الجميل لألسماء الحسنى إذ تنزلها منزال حسنا في ختام اآليات
وتبذل لها النصيب األوفى من النفوس واألسماع؛ ألنها آخر ما يتناهى إلى القارئ السامع من اآليات .نرى
داللة اإليقاع الموسيقي لألسماء الحسنى فمعظمها ممدود بأحد حروف المد ال سيما مد الياء ،مما يترك
صداه اآلسر في موقعه في الفاصلة ،وفي تناغمه مع الطابع العام للفواصل )2( .من أجل ذلك ارتفعت نسبة
الكمال ،فمرة تُستضاء باسم مفرد ،نحو( :قديرٌ) وأخرى باسمين – وهذا هو األكثر – مثل( :عل ٌي حكي ٌم)
(هللاُ ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم) – وهو األقل – والسبب في ذلك كما تقول نعيمة سيد:
وأخيرا بثالثة أوصاف ،كقوله :ه
حضور األسماء الحسنى في الفواصل كان سبب مناسبتها للمعنى والحركة الذهنية النشطة التي ينتجها
السياق)3( .
) )1الجالل والجمال في رسم الكلمة في القرآن :حسام قليني ،مكتبة وهبة بالقاهرة ،ط ،2009 ،1ص .189
( )2الفاصلة في القرآن :محمد الحسْناوي ،ص .311
)3اللسانيات والنص القرآني (الفاصلة القرآنية أنموذجا) نعيمة سيد أحمد ،دكتوراه ،الجزائر ،2020ص ،183وما بعدها.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
8
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
-2لم يقع وصف (العقيم) أو (اإلناث) في المقطع المنبور المرقّم؛ ما يعني أنّها تختزل ما يهواه الناس.
-3قد تتغير األصوات لتتوافق مع المقطع المنبور المرقم ،لكنها في األصل مختلفة ،كما في( :غفو ٌر شكو ٌر
...عليم بذات الصدور ) آثر الصدور لتتماهى مع شكور.
-1يتجلى المقطع المنبور ال ُمرقم المنتهي بصوت النون ،في قطعة وهي :تلك المجموعات من اآليات التي
ي ك ٌل منها على حدة ،سواء أختمت بفاصلة مكررة أم لم تنقسم إلى فقرات أو وحدات موسيقية ،تماثل الرّو ّ
تُختم )1( .ويجعله الحسناوي ضمن قانون التساوي ،وهو من قوانين اإليقاع الجمالي ،وأرفض تسميتها
بالموسيقية ويمكننا تسميتها (تنغيمية) لقوله عليه الصالة والسالم :ليس منا من لم يتغنَ بالقرآن ( )2
-1يتنوع الصوت الممدود الختالف السياق ،فجاء (بالواو) حين عرض صفات المؤمنين ،ثم انتقل إلى
(الياء) عند حديثه عن الظالمين ،وكانت من النماذج الفعلية الخمسة ،التي تتأخر عن مبتدئها ،وتُع ّد ضمن
عالقة اإلحالة الضميرية ،تقول نعيمة سيد :تؤدي الضمائر وظيفة اتساقية ،إذ تقو ُم بربط أجزاء النص
...إن توزيع الضمائر بهذه ّ وتصل بين أقسامه ،وقد ترد على عدة أنواع منها الضمير المتصل بالواو
الطريقة المنظمة أسهم في تحقيق السبك الشكلي في اآليات ،وكذلك التماسك الداخلي من خالل اإلحالة
الداخلية السابقة)3(.
-9يمكن من خالل المقطع المنبور المرقّم وحده تفسير اآليات؛ ألنها تمثل الضوء العاكس ألوائلها ،وهو ما
يُسمى حديثا Flash Back
-2المقطع الرابع المنبور المتقارب( :األصوات المائعة)
وتُسمى ذات المناسبة غير التامة ،فهي التي تقاربت حروف رويها كتقارب الميم من النون ) ( .وأالحظ
1
أن التقارب يكون بين األصوات المتوسطة فقط؛ لوضوحها في السمع عن باقي الصوامت ،كالتقارب بين ّ
صوتي الميم والالم ،و بين صوتي الراء والميم ،وأخيرا بين الراء والنون ،يقول رمضان عبد التواب:
يُقص ُد باألصوات المائعة liquidsالالم والميم والنون والراء ،وهي التي يُسميها علماء العربية باألصوات
المتوسطة ،وقد بقيت هذه األصوات في اللغات السامية كلها )1( .وهو وجه من أوجه االتفاق بين اللغات
الجزَ رية.
َ
التحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل التقارب بين الميم والالم رقم اآلية
التقارب في :الجهر والترقيق. هللاَ هُ َو ْال َغفُو ُر الر ِ
هحيم أَال إِ هن ه 1
َو َما أَنتَ َعلَ ْي ِهم بِ َو ِك ٍ
يل 9
(مبنى الفواصل على الوقف؛ ولهذا شاع مقابلة المرفوع ك َما َعلَ ْي ِهم ِّمن َسبِ ٍ
يل فَأُولَئِ َ 11
بالمجرور وبالعكس ،وكذا المفتوح والمنصوب غير أُوْ لَئِكَ لَهُم َع َذابٌ أَلِي ٌم 12
المنون)()9
تكرار السبيل مرتين له معنيان مختلفان باإليجاب :ففي األولى هَلْ إِلَى َم َر ٍّد ِّمن َسبِي ٍل 11
جاءت في سياق التساؤل ،هل لنا مخرج؟ وفي الثانية ،كانت قيم
ب ُم ٍ إن الظالِمينَ فِي عَذا ٍ أال ّ 11
إجابة عن االستفسار بالسلب :ال ليس لكم مخرج. َو َمن يُضْ لِ ِل ه
هللاُ فَ َما لَهُ ِمن َسبِي ٍل 19
التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل التقارب بين الراء والميم رقم اآلية
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
9
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
التقارب في :صفة الجهر والترقيق. صي ُر َوهُ َو ال هس ِمي ُع ْالبَ ِ 11
إِنههُ بِ ُكلِّ ش ْ
َي ٍء َعلِي ٌم 12
هللاِ ِمن َولِ ٍّي َوال َو َما لَ ُكم ِّمن دُو ِن ه 31
ير
ص ٍ نَ ِ
َ ْ
ار فِي البَحْ ِر َكاأل ْع ِلم انفردت بالمد باأللف (كاألعلم :كالجبال على اإلطالق ،ال التي ْ
َو ِم ْن آيَت ِه ال َج َو ِ 32
عليها النار لالهتداء خاصة ،إذن هي ليست بمعنى األعالم
المعلومة لدينا؛ ولذلك خولف في رسم الكلمة ونقص منها
األلف) ()1
تضاد في المعنى بين العذاب األليم ،والفضل الكبير؛ لذلك جاء َوإِ هن الظهالِ ِمينَ لَهُ ْم َع َذابٌ أَلِي ٌم 21
التقابل بينهما ال التماثل. ك هُ َو ْالفَضْ ُل ْال َكبِي ُر َذلِ َ 22
ص َر بَ ْع َد ظُ ْل ِم ِه فَأُولَئِكَ َما
-1من مهام المقطع الرابع المنبور :المسك بحُجز اآلية بعده ،نحوَ " :ولَ َم ِن انتَ َ
يل )11( ".السبيل بمعنى العقوبة ،فنفاها عن المنتصرين باألداة( :ما) " إِنه َما ال هسبِي ُل َعلَى اله ِذينَ َعلَ ْي ِهم ِّمن َسبِ ٍ
ظلِ ُمون الناس" ( )12وأثبتها للظالمين؛ وذلك عن طريق التأكيد بأداة القصر (إنما) يَ ْ
أن يُمهّد قبلها تمهيدا ،تأتي به الفاصلة ممكنة في مكانها -2يع ّد المقطع المنبور من عالقة التمكين :وهو ْ
مستقرة في قرارها ...متعلقا معناها بمعنى الكالم كله تعلقا تاما )2( .كما في " أَال إِ هن الظهالِ ِمينَ فِي َع َذا ٍ
ب
ُّمقِيم )11( ".فالعذاب المقيم معروف من عرضهم على النار سابقا " َوت ََراهُ ْم يُ ْع َرضُونَ َعلَ ْيهَا خ ِ
َاش ِعينَ ِمنَ
يل )19( ".تكرار لفظة (سبيل) ثالث مرات ،وظهورها للمرة ال ُّذلَّ " )11( ".و َمن يُضْ لِ ِل ه
هللاُ فَ َما لَهُ ِمن َسبِ ٍ
الرابعة أول اآلية؛ يرفع التنغيم في هذه القطعة ،كما يرتفع طرف اللسان إلى اللثة ،مع خروج الهواء من
جانبي الفم ( فالالم ) صوت مجهور؛ والعلة في إيثارها :أنها أغلب وقوعا في الخير ،يقول فاضل
ق :إذا كثرت سابلتُها ،والسابلة ْ
أسلبت الطري ُ السا ِمرّائي :كلمة ( سبيل ) كأنها (فعيل) بمعنى (مفعول) ْ
من
من الطرق المسلوكة ،يقال :سبيل سابلة أي مسلوكة)3( .
الم " ( )32ألنها آية من آيات ار فِي ْالبَحْ ر َكاأل ْع ِ
الج َو ِ
-3ظهر المقطع المنبور اللفظي بالمد باأللف فيَ " :
أن القوة المؤثرة هللا ،وينص مبدأ الطفو Buoyant Forceالذي اكتشفه العالم اليوناني أرخميدس على ّ
على أي جسم ساكن مغمور كليا أو جزئيا في سائل أو غاز،هي قوة تصاعدية تُعرف بقوة الطفو وتساوي
هذه القوة وزن السائل ال ُمزاح من الجسم المغمور.
الصيغة الرياضية :قوة الطفو = كثافة السائل × حجم الجسم المغمور × تسارع الجاذبية األرضية.
وبالرموز اإلنجليزيةFb = P V G : ويمثل بالرموز العربية :ق ط = ث × ح × ج
تُقاس قوة الطفو بوحدة نيوتن ،وحجم الجزء المغمور بوحدة م ،3والكثافة بوحدة كغ /م،3
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
11
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
فإن قوة الدفع الناتجة عن الفراغات الداخلية للسفينة المملوءة وتسارع الجاذبية األرضية 8.9م /ثّ (1) .2
بالهواء ،أو بسائل أخف كثافة من الماء ،والذي يجعل الكثافة الكلية النسبية للسفينة أقل كثافة من كثافة
الماء؛ فتطفو فوق سطح الماء.
-1أسهم الخط العثماني في رفع الحُجب عن داللة بعض اآليات ،نحو( :الجوار) حيث حُذفت (الياء) في
كتابتها؛ حتى ال تختلط بمعنى (الجارية :الخادمة) وكذلك نقص األلف في (األعالم) ألنها ال تعني
الجبال التي توقد فيها النار؛ ليهتدي الناس بها في الصحراء ،بل الشواهق.
-1أسهم المقطع المنبور في ترسيم اإلحالة الموصولية في قوله( :ما تفعلون) حيث أحيل بالموصول (ما)
إلى جملة (تفعلون) والعائد محذوف تقديره( :تفعلونه) لذلك فاإلحالة داخلية بعدية ،وبهذا تحقق السبك بين
(ما) الموصولة والمقطع المنبور؛ لكونها الموضع الوحيد الذي ينتهي بالنون الممدودة بالواو ،بين الراء
والدال ال ُمقلقلة ،كاآلتي:
ص ُدور (َ )21وهُ َو الّ ِذي يَ ْقبَ ُل التّوْ بَة ع َْن ِعبَا ِد ِه َويَ ْعفُوا ع َْن السّيئَا ِ
ت َويَعْل ُم َما ت ْف َعلونَ ()21 ت ال ّ ( إنّهُ َعلِي ٌم بِذا ِ
ش ِدي ٌد ()29 ت ويَ ِزي ُدهُ ْم ِم ْن فَضْ لِ ِه وال َكافِرُونَ لَهُ ْم َع َذابٌ َ صلِ َح َِويَ ْست َِجيِبُ الّ ِذينَ ءا َمنُوا َو َع ِملُوا ال ّ
ثانيا :المقطع الرابع المنبور بحسب الوزن:
يقول علي الجندي :المراد بالوزن في الفاصلة :الوزن العروضي ،الذي يُلحظ فيه مقابلة المتحرك
بالمتحرك -بصرف النظر عن نوع الحركة -والساكن بالساكن ،نحو قوله تعالى:
ثر ( )1فَص ِّل لِ َربّكَ وا ْن َحرْ " (ُ )2جعلتا مما لم يُختلف في الوزن ،مع تخالف وزنهما " إنّا أ ْعطينَاكَ ال َكوْ َ
التصريفي )2 ( .وينقسم إلى ثالثة أنواع:
متواز و ُمطرّف ٍ -1المقطع الرابع المنبور المتوازي :قسّم البديعيون السجع والفواصل أيضا إلى
أن تتفق الكلمتان في الوزن وحروف السجع ،نحو( :سُر ٌر َمرْ فُو َعةٌ ومتوازن ،وأشرفها المتوازي :فهو ْ
َوأ ْك َوابٌ َموْ ضُو َعةٌ ) الغاشية )3( .11 – 13
التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل اآلية :المقطع المنبور المتوازي رقم اآلية
اتحاد الوزن العروضي ( ب )- - ويَ ْه ِدي إِلَ ْي ِه َمن يُنِيبُ 13
ي = ب ني = -بو = ُ -م = ب ري -بو = - ُ ك ِّم ْنهُ ُم ِري ٍ
ب لَفِي َش ٍّ 11
و اتحدا في صوت الباء ،المردوف بالياء الممدودة.
كثير) ( ب ) - -
ٍ (شكور -
ٍ هار اتفقا في وزن صب ٍ
َ ت لِّ ُكلِّ
ك َآليَا ٍ إن فِي َذلِ َ ّ 33
ش = ب كو = -رن = - َش ُك ٍ
ور
ك = ب ثي = -رن = -واتفقا في الراء األخيرة َويَعْفُ عَن َكثِ ٍ
ير 31
(نكيرن) = ب ( - -كفورن) = ب - -و اتفقا في حرف َو َما لَ ُكم ِّمن نه ِك ٍ
ير 14
المقطع المنبور :الراء فَإ ِ هن ا ِإلنسَانَ َكفُو ٌر 19
فإذا تساءلتَ لماذا لم تتق ّدم صفة (صبّار) على ( شكور) وكالهما وصف لإلنسان المؤمن ،وكالهما اختُتم
بأن االتفاق في الوزن يُحسّن التنغيم ،ال مجرد التشابه في الصوت. بالراء؟ التضحت اإلجابةّ :
أن يُراعى في مقاطع الكالم الوزن فقط نحو : -2المقطع الرابع المنبور المتوازن :وهو ْ
ّراطَ ْال ُم ْستَقي َم ( 119 / 114الصافات) فلفظ الكتاب والصراط " وآلت ْينَاهُ َما ْال ِك َ
تاب ال ُم ْستَبينَ ،وهَ ْدينَاهُ َما الص ِ
متوازنان ،ولفظ (المستبين والمستقيم) متوازنان )1( .وينقسم إلى:
1
) Archimedes Principle Applications in 10 Daily life, Studious Guy, Retrieved 6-12-2021.
) )2صور البديع( :فن األسجاع) :علي الجندي ،دار المعارف ،1812ج ،1ص .184
( )3البرهان في علوم القرآن :الزركشي ،ص .93
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
11
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
ب -طويل ،كاآلتي: أ -قصير
التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل اآلية )1 :متوازن قصير رقم اآلية
قديرن ب = - -أنيبو ب - -انتقل الصوت من الراء إلى َوه َُو َعلَى ُك ِّل ش ْ
َي ٍء قَ ِدي ٌر 8
الباء ل ّما اتجه إلى النبي عليه الصالة والسالم. ت َوإِلَ ْي ِه أُنِيبُ َعلَ ْي ِه ت ََو هك ْل ُ 10
مريبن ب = - -مصيرو ب - - بك ِّم ْنهُ ُم ِري ٍ لَفِي َش ٍّ 11
انتقل الصوت من الباء إلى الراء حين تحوّ ل الحديث إلى هللا؛ هللاُ يَجْ َم ُع بَ ْينَنَا َوإِلَ ْي ِه ْال َم ِ
صي ُر ه 11
ما يؤكد ارتباط آخحر اآليات بالداللة.
كثيرن ب = - -محيصن ب - - َويَعْفُ عَن َكثِ ٍ
ير 31
لّ ِذينَ يُ َجا ِدلونَ فِي آيَاتِنا َما لهُم ِّمن اختالف صوتي الراء عن الصاد لتباين المعنى.
َ 31
يص
هم ِح ٍ
مستقيمن -ب = - -رُلْ أموري -ب - - ص َرا ٍط ُّم ْستَقِيم َوإِنه َ
ك لَتَ ْه ِدي إِلَى ِ 12
اختالف حرف المقطع المنبور النتقال المعنى من النبي إلى صي ُر األُ ُمو ُر أَال إِلَى ه
هللاِ تَ ِ 13
هللا.
التحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل اآلية )2 :متوازن طويل رقم اآلية
ارتفعت أمواج التنغيم بقلقلة صوتي الدال والباء لتصوير َ 1111111.ولَهُ ْم َع َذابٌ َش ِدي ٌد 19
حالتهم ،فالعذاب شديد بالفعل ،مع دنو الساعة ،وهذا التناقض لَ َع هل السها َعةَ قَ ِريبٌ 14
رسم اللوحة بلونين متنافرين ليجذب أنظارهم. الل بَ ِعيد
ض ٍ لَفِي َ 19
جهر صوت الزاي ليُزلزل أركانهم. َوهُ َو ْالقَ ِويُّ ْال َع ِزي ُز 18
ب
صي ٍ َو َما لَهُ فِي اآل ِخ َر ِة ِمن نه ِ 20
تنطبق الشفتان بصوت الميم معبرا عن األلم الشديد وينساب َوإِ هن الظهالِ ِمينَ لَهُ ْم َع َذابٌ أَلِيم 21
الهواء من األنف ،ليهمس باألنين.
تتدحرج األمواج بصوت الراء التكراري؛ لترسم كبر فضل ك هُ َو ْالفَضْ ُل ْال َكبِي ُر
َذلِ َ 22
هللا.
تقرع الدال اآلذان بصوت مجهور قوي بقلقلته. َو ْال َكافِرُونَ لَهُ ْم َع َذابٌ َش ِديد 29
التناسق بين الدال والراء (شديد /بصير) ( الحميد /قدير) صي ٌر إِنههُ بِ ِعبَا ِد ِه خَ بِي ٌر بَ ِ 24
َوه َُو ْال َولِ ُّي ْال َح ِمي ُد 29
َوهُ َو َعلَى َج ْم ِع ِه ْم إِ َذا يَشَاء قَ ِدي ٌر 28
والتماثل في (كثير /نصير) َويَ ْعفُوا عَن َكثِ ٍ
ير 30
هللاِ ِمن َولِ ٍّي َوال اختالف حركة المقطع المنبور بالضم في (شدي ٌد – بصيرٌ) َو َما لَ ُكم ِّمن دُو ِن ه 31
نصير)
ٍ كثير – وال
ٍ وبالكسر في ( ير
ص ٍ نَ ِ
-1المقطع المنبور المتوازن الطويل :وأقصر الطوال ما يكون من إحدى عشرة لفظة ،وكلما طالت الفقرة
زاد بيانها وإفصاحها )2( .وهنا وجد في فقرة تصل إلى أكثر من عشرين لفظة.
-2حرص القدماء على الجهر ب (الباء) وهو ُمش ّكل بالسكون ،أضافوا إليه صوت لين قصير جدا يُشبه
الكسر ،وسموا تلك الظاهرة ( القلقلة ) حرصا منهم على إظهار كل ما في هذا الصوت من جهر)3( .
-3دالالت تغير المقطع المنبور المرقم :الداللة الجمالية :تو ّخي الصدمة السعيدة.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
12
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
أما الداللة الفكرية :فنعني بها الحرية ،أي إن التزام الفواصل المتماثلة بقدر ما هو قيد لل ُمنشئ يوحي بالقيد
للقارئ )1( .وكذلك إحداث يقظة للقارئ ودعوة للتدبر.
-3المقطع الرابع المنبور ال ُمط ّرف:
أن يتفقا في حروف السجع ال في الوزن ،نحوَ " :ما لَ ُك ْم ال ترْ جُونَ هللِ يقول الزركشي :والمطرّف ْ
2
ارا " ( 11 /13نوح ) ( .كقوله: َوقَارا ،وقَ ْد خَ لقَ ُك ْم ْ
أط َو َ
ور ( )21االتفاق بينهما في حرف الراء الممدود ص ُد ِ
ت ال ّ إن هللاَ َغفُو ٌر َش ُكو ٌر " ( " )23إنّهُ عَلي ٌم بِ َذا ِ ّ " -1
بالواو ،لكن الوزن مختلف :شكورن = ب - -تصْ صُدوري = -ب - -
علِي ٌم قَ ِدي ٌر " ()10 إن اإل ْن َسانَ َكفُو ٌر " ( " )19ويَهَبُ لِ َم ْن يَ َشا ُء ّ
الذ ُك ُو َر " ( " )18إنّهُ َ " -2فَ ّ
االتفاق في صوت الراء فقط ،أما االختالف في الوزن:
(كفورن) = ب ( - -أذ ُذكورا) = -ب ( - -قديرن) = ب - -
كما يتمثل التباين في الوقف :لقد وقفت المقاطع المنبورة على التنوين ،نحو :كفورن – قديرن.
(الذكور)
َ ما عدا موضعا واحدا ،فوقفت على ما ُح ّرك آخره بالفتح
تحليل إحصائي:
النسبة المئوية لرقمنة األصوات الساكنة
نســــبته صــــــــــــــــــفته الصـــــوت عـــدد وروده
% 39من األصوات المتوسطة -ذلقي مجهور. 20 الـــــــراء
% 21من األصوات المتوسطة ،وسُمى بأشباه أصوات اللين – مجهور. المـــــــــيم 11
% 11متوسطة – أشباه اللين – مجهور. النــــــــــون 9
من أصوات القلقلة مجهور -شفوي. %1 البـــــــــــاء 1
من أصوات القلقلة – مجهور -نطعي. %1 الــــــــــدال 1
متوسطة – أشباه اللين – مجهور. %1 الــــــــــــالم 1
% 0.2صوت مستع ٍل. 1 القـــــــاف
%.0.2احتكاك ٌي مجهو ٌر. الــــــــزاي 1
% 0.2المفخم – األسلي. 1 الصـــــــاد
-1آثر المقطع المنبور ال ُمرقّم استخدام األصوات المتوسطة (ر -م – ن – ل) التي تشبه أصوات اللين؛
ألنها أكثر السواكن وضوحا؛ لذلك كانت مجهورة ،والجهر أقرب للسمع.
-2احتفظ المقطع المنبور بصوتين من أصوات القلقلة وهما( :ب – د) وهما مجهوران أيضا ،وكان الهدف
الرئيس منها :وضوح السمع.
-3ينماز المقطع الرابع المنبور الذي ذكر مرة واحدة بالقوة:
فاالستعالء للقاف ،والجهر للزاي ،والتفخيم للصاد.
-1ارتفاع نسبة المقطع الرابع المنبور المنتهي بالراء؛ لما له من وضوح وقوة ،فهو الصوت التكراري
الوحيد حيث يضرب مقدم اللسان طرف اللثة (الغار) ضربات متكررة.
-1ارتفاع (صيغ) المشتقات في المقطع الرابع المنبور ،وهو ما تفضله اللغة العربية ،فوزن (فعيل) ورد
( )28مرة ،ووزن (فعول) ( )3مرات ،وكذلك (اسم الفاعل) النسبة الكلية = %94
-9أسهم المقطع الرابع المنبور في التماسك الشكلي (السبك) للسورة.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
13
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
ثالثا :المستوى التركيبي
أوال :الجملة األولىَ ( Collocation :ك َذلِكَ يُ ِ
وحي إلَ ْيكَ ) ()3
وأتساءل كيف كان حال المتلقين؟ إنهم في حالة انتظار :يسمعون فقط ،وأيضا في شوق ولهفة للفهم؛ فتأتي
إليهم مفاجأة ( كذلك )التي ال يبدأون بها كال َمهم أبدا؛ لذلك تواترت ثالث مرات و صاحبت الفعل ( يوحي /
أوحينا ) إنها الجملة األولى ،يقول صبحي الفقي :نعرض ألهمية الجملة األولى في التحليل النصي،
فاالستهالل يحتل مكانة بارزة من حيث أهميته من ناحية ،ومن حيث عالقته ببقية أجزاء النص من ناحية
كل جهو ِده في هذه الجملة ،إذ يكون ما المرسل َ
ِ أخرى ،وتح ّكمه كذلك في هذه األجزاء ،ففي الغالب يُر ّكز
1
بعدها غالبا تفسيرا لها ،وتمثل كذلك المحور الذي يدور عليه النص فيما بعد ) ( .إذن مسألة الوحي من
المسائل المهمة التي بدأت بها السورة؛ لذلك احتلت مكان الصدارة ،لقد تواتر سياق (الوحي) ست مرات،
يقول ابن منظور :الوح ُي :اإلشارة والكتابة والرسالة واإللها ُم والكال ُم الخف ُي ،وكلُّ ما ألقيتَه إلى غيرك.
وأوحيت )2( .ويقول الصابوني (ت 2021م) :هذه السورة الكريمة مكية، ُ ُ
وحيت إليه الكال َم يقالُ:
وموضوعها نفس موضوع السور المكية التي تُعالج أمور العقيدة ( :الوحدانية ،الرسالة ،البعث والجزاء )
والمحور الذي تدور عليه السورة هو (الوحي والرسالة) تبتدئ السورة بتقرير مصدر الوحي ومصدر
الرسالة ،فاهلل ربّ العالمين هو الذي أنزل الوحي على األنبياء والمرسلين ،وهو الذي اصطفى لرساالته
من شاء من عباده؛ ليُخرجوا اإلنسانية من ظلمات الشرك والضالل إلى نور الهداية واإليمان ...وتُختم
السورة بالحديث عن الوحي والقرآن ،كما بدأت به في مطلع السورة الكريمة ليتناسق الكالم في البدء
والختام )3( .وفات الصابوني أنها وردت أيضا في ثنايا النص في اآليتين ( )4و ()13
إن التماسك النصي بين افتتاح السورة ووسطها وآخرها تترجمه أحداث (الوحي) ّ
فالمسند إليه واحد ،وهو( :هللا تعالى) والمتلقي :متعدد ،وهم( :النبي – الرسل – بعضُ البشر)
وكذلِك أوْ َحيْنا إليكَ رُو َحا ِم ْن (وكذلك بمثل هذه الطريقة وبمثل هذا االتصال (أوحينا إليك) 12
فالوحي ت ّم بالطريقة المعهودة ولم يكن أمرك بدعا " روحا من أ ِم ِرنَا
أمرنا " فيه حياة يبث الحياة ويدفعها ويحركها ويُنميها في
القلوب وفي الواقع العملي المشهود ...هذا الكتاب نو ٌر تُخالط
بشاشته القلوب)1( .
خص النبي هنا بالوحي أما غيره فكانت لهم وصايا. 13
َوال ِذي أوْ َحيْنا إليْك
) )1علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق (دراسة تطبيقية على السور المكية) الفقي ،دار قباء ،2000ج 1ص .91
( )2لسان العرب :ابن منظور ،دار المعارف ،1848 ،المجلد ،9ص .1494
( )3صفوة التفاسير :الصابوني ،دار الرشيد ،حلب – سوريا ص.132 ،131
( )4مسائل الرازي وأجوبتها من غرائب آي التنزيل :الرازي ،مطبعة مصطفى الحلبي ،القاهرة 1891م ،ص .308
) )5في ظالل القرآن :سيد قطب ،دار الشروق ،القاهرة بيروت ،ط ،2003 ،32ج ،21ص .3141
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
14
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
التحـــــــــــــــــــــــليل اآلية :الوحي خاص بالرسل رقم اآلية
أوْ يُر ِس َل رسُوال فيو ِحي بإذنِ ِه يتعدى الفعل (يوحي) بالباء إذا اتجه إلذن هللا. 11
أي ويوحي للرسل الذين سبقوك ،لكنه اكتفى بحرف العطف ،ولم وإلى الذينَ ِم ْن ق ْبلِ َ
ك 3
يُكرر الفعل.
التحــــــــــــــــــــــــليل اآلية :الوحي خاص بالبشر رقم اآلية
ت بصيغة الفعل إال عندما يخص األنبياء؛ أن يُكلِ ُمهُ هللاُ إال وحيا( :مصدر) ولم يأ ِبشر ْ وما كانَ لِ ٍ 11
لذلك صيغت في صورة االستثناء المنفي. وحْ يَا
-1صاحبت لفظة (كذلك) الفعل (يوحي /أوحينا) عند اتجاهها إلى النبي عليه الصالة والسالم ،كما
احتفظت بموقعها أول كل آية ،وأيضا جاء االستثناء المنفي المتجه إلى الناس في مطلع اآلية ،أو يُعطف
على مقام الوحي ،بسياق آخر له.
يقول ابن عاشور :وتقديم المجرور من قوله (كذلك) على (يوحي إليك) لالهتمام بالمشار إليه ...المشار إليه
مق ّدر معلوم من الفعل وهو المصدر المأخوذ من الفعل ،أي :كذلك اإليحاء يوحي إليك هللا ،وهو استعمال
ُمتّبع في نظائر هذا التركيب ،وأحسب أنه من مبتكرات القرآن ،إذ لم أقف عليه في كالم العرب قبل القرآن.
( )1فالكاف بمعنى المثل وذا لإلشارة إلى شيء سبق ذكره ،فيكون المعنى مثل( :حم عسق) يوحي هللا
إليك؛ ما يدل على اإلعجاز اللغوي في كلمة (كذلك)
-2اختُصت صيغة (الفعل) الماضي ،أو صيغة المضارع الدال على الزمن الماضي ،عندما يتجه الحديث
إلى النبي أو الرسل؛ ما يدل على الوحي المباشر ،وقد تع ّدى بالحرف (إلى) أربع مرات ،أو (بالباء) مرة
واحدة ،لكن جاءت صيغة (المصدر) التي تُعبر عن الوحي بشكل غير مباشر.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
15
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
البسط مقيد بالرزق؛ يَ ْبسُطُ ال ِّر ْزقَ. 12 يهب :يخص بالخير لمن يَشا ُء إنَثا .يَهبُ ْ 18
ه
هللاُ ف ُكتب بالسين وهو َولَوْ بَ َسطَ 24 َويَهَبُ لِ َم ْن يَشَا ُء ال ّذكو َر
ضعيف عن الصاد. قال ِّر ْز َ
ويَهْدي إليه َم ْن الرابط :ضمير مستتر 13 َولوْ ال َكلِ َمةٌ َسبَ ْ
قت ِم ْن كلمة :جملة :تأخير 11
متع ٍد ب (إلى – الباء) يُنيبُ . العذاب إلى اآلخرة. َربّك.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
16
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
(القرآن) نهْدي ب ِه َم ْن نَشَا ُء الثواب والعقاب في 12 ولوْ ال َكلِ َمة ْالفَصْ ِل 21
يوم القيامة.
َو َما ِع ْن َد هللاِ َخ ْي ٌر اسم موصول. (حذف الياء من 39 ت
ق السّم َوا ِ و ِم ْن آيَت ِه َخل ُ 28
َوأبْق َى. له ار فِي الجواري ْ
و ِم ْن آيَتِ ِه ال ِج َو ٍ 32
الداللة معنيان)1: ْالبَحْ ر َكاأل ْعلَ ِم
على توفير العناية
بالحدث (الجري)
)2سرعة الجري
ويسره بتدبير هللا..ال
يقصد معنى الجارية
(البنت) فخالفت الرسم
المعتاد( )1آياته :يبدأ
بها اآلية إلعجازها.
الرابط :ضمير مستتر يَرْ ُز ُ
ق َم ْن يَشَا ُء 18 إذا أ َذ ْقنا اإل ْنسَنَ ِمنّا َرحْ َمة صحة ورزقا. 19
فَ ِر َح بِها.
َوه َُو الّ ِذي يَ ْقبَ ُل هو :ضمير فصل 21 ظالل ال ُخضرة وي ْنش ُر َرحْ َمتهُ. 29
التّوْ بَة.
َويَ ْم ُح هللاُ البَا ِط َل( .حذف الواو في الفعل 21 يختار ويصطفي هللاُ يَجْ تبِي إل ْي ِه َم ْن يَشا ُء 13
يم ُح له سببان :قدرة
في الفائقة هللا
اإلسراع لمحو الباطل
وتأثر الباطل نفسه في
أسرع ما يكون)()2
جناس االشتقاق ق الح ّ
ق ويُح ّ 21 ّ
سن وبيّن. ش َر َع ل ُك ْم ِمنَ ال ّديِ ِن. 13
ْ ْ
َو َما اختلفتُ ْم فِي ِه الرابط :ضمير الغيبة. 10 هو :ضمير فصل. َوه َُو يُحْ ي ال َموْ ت َى. 8
ِم ْن شَي ٍء فَ ُح ْك ُمهُ
إلَى هللاِ
أفــــعال بالســـلب (أال) للتنبيه. َصيِ ُر ْاأل ُمو ُر
أال إلَى هللاِ ت ِ 13
إن يَشأ يُ ْس ِك ْن يسكن :ال يُحرّ ك ْ الرابط( :هو) ضمير 33 َويَعْل ُم َما ت ْف َعلوُنَ . 21
الرّي َح غائب مستتر.
ُ
أوْ يُو ِبقه ُّن ِب َما يوبقهن :يغرقهن 31
َك ِسبُوا.
أن (ورآى :زيدت فيها َر ْ َو َما َكانَ لِبَش ٍ الباطنية11 : البنية ْتجيبُ الّ ِذينَ ءا َمنُوا
َويَس ِ 29
يُكلِ ْمهُ هللاُ ّإال َوحْ يَا الياء واألصل عدم هللاُ يستجيب
ألن الحجاب ِم ْن َو َرآي الزيادة؛ ّ أوْ للذين.آمنوا.
معنوي ال يمكن ب.ِح َجا ٍ الرابط :ضمير مستتر
اختراقه ،فرؤيه هللا
في الحياة الدنيا
مستحيلة)()3
) )1الجالل والجمال في رسم الكلمة في القرآن :سامح القليني ،ص .199 ،191
) )2السابق ،ص .9
) )3السابق ،ص .49
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
17
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
من الدين. َما لَ ْم يَأ َذ ْن بِ ِه هللاُ. ك ال ِذي يُب ِش ُر هللاُ ِعبَا َدهُ .هنا رابطان :اسم 21 َذلِ ّ 23
اإلشارة +االسم
الموصول
الجائرين. ي ُِحبّ إنّه ال يُد ِخ ُل َم ْن يَشَا ُء فِي َرحْ َمت ِه أي :جنته ،الرابط10 : 9
الظّالِمينَ . هاء الغيبة.
يقدر :يُضّيق الرزق. َويَ ْق ِدرُ. 12 جناس اشتقاق. أوْ يُرْ ِس َل َرسُوال 11
ْ
من يُضله هللا َو َم ْن يُضْ ِ
لل هللاُ. -11 شبه جملة. ير.
ص ِ وإل ْي ِه ال َم ِ 11
19
(هو) مستتر. ويجْ ع ُل َم ْن يَشا ُء 10
َعقِي َما
إن يَشَأ هللاُ ْ
يخت ْم يُمنع من االفتراء على فَ ْ 21
هللا. ك
عل َى قلبِ َ
-1تنوعت أفعال هللا بين اإليجاب وهي النسبة األكبر ،حيث شغلت ( )19موضعا ،وهي الرحمة لعباده ،أما
أن أفعال الربوبية احتفظت األفعال السالبة التي تخص البشر فهي األقل ،جاءت ( )10مرات ،كما أالحظ ّ
بموقعها وسط اآليات ( 39مرة) بنسبة% 19 :
-2ارتفعت نسبة األفعال المتعلقة (بمعنى الخلق) فتواترت ( )9مرات ،وترادفت ألفاظها:
بث – جعل.يخلق – فاطر – يذرؤكم – ّ
-3ظهور لفظ الجاللة صريحا في بعض الجمل؛ ما يدل على جالل حضوره ،يقول الشعراوي:
كعلم
أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب إلى نفسه فعال معينا أتى بلفظ الجاللة (هللا) ٍ فإذا أراد ْ
عليه ،ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد ،كما تقول أنت( :أحمد وقور مهذب) يقول " :وهللا محيط
بالكافرين ".وهللا يختص برحمته من يشاء )1( ".فقد جاء لفظ الجاللة (مسندا إليه) نحو:
( ولو شاء هللا – هللا يجتبي ) واستعمل لفظ (الرب) مرة واحدة.
-1تماسكت اآليات شكليا بكل أنواع الضمائر :أهمية الضمائر :تكتسب أهميتها بصفتها نائبة عن األسماء
واألفعال والعبارات والجمل المتتالية ...كما أنها تربط بين أجزاء النص المختلفة شكال وداللة داخليا
وخارجيا سابقة والحقة( .ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب واإلشارة والموصوالت) ...إنها تحقق
التماسك واإليجاز )2( .وتعددت كاآلتي:
س ُك ْم أَ ْز َواجًا " ()11
أ -ضمير الغائب المستتر جوازا (هو) في ( )24موضعا ،نحوَ " :ج َع َل لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِ
ب-وردت هاء الغائب المتصل باالسم ( )1مرات ،مثل :ومن آياته (مرتان) -كلماته – فحكمه)
والمتصل بالحرف (مرتان) " :إنه ال يحب الظالمين -وإليه المصير " والمتصل بالفعل " :جعلناه نورا "
ت-تواتر ضمير المتكلم (نحن) المستتر ( )4مرات ،كقوله " :نزد له في حرثه " أي :نزد نحن.
ْث " ( )29يقول زغلول النجار: ث-جاء (ضمير الفصل) (هو) ( )1مرات ،كقولهَ " :وهُ َو اله ِذي يُن َِّز ُل ْال َغي َ
كوكب األرض هو أغنى كواكب مجموعتنا الشمسية في المياة؛ لذلك يُطلق عليه اسم (الكوكب المائي أو
الكوكب األزرق) وتُغطي المياة نحو %41من مساحة األرض ،وتُقدر كمية المياة على سطح األرض
ب ...كي يحفظ ربُنا هذا الماء من التعفن والفساد ،حرّكه في دورة بنجو 1390مليون كيلو متر مكع ٍ
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
18
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
تُعرف باسم (دورة المياة األرضية) ()1
ج-من الروابط :اسم اإلشارة +اسم الموصول :نحوَ " :ذلِكَ الذي ي ِ
ُبش ُر هللاُ ِعبَا َدهُ " () 23
ض " ( )13ت و َما في ْاألرْ ِ اط هللاِ الّ ِذي لَهُ َما فِي ال ّس َم َوا ِ
ص َر ِح-منها :الذي +هاء الغيبة ،مثلِ " :
-1أسهم الخط العثماني في قراءة بعض الدالالت ،نحو ( :يبسطُ – يم ُح – وراء)
ب-أفعال المشيئة (مسبوقة باألداة)
2
نال :أراده ) ( .والمشيئة هنا تنصرف األمر (يشاؤه) (شيئا) من باب َ َ يقول الفيومي :شا َء :زي ٌد
إلى صفات الربوبية ،تواترت ( )11مرة ،وجاءت في موضع واحد للمؤمنين ،إذن فقد نفى المشيئة عن
الكافرين ،وأهم ما تنماز به :أنها تُسبق بأدوات ذات دالالت متنوعة ،نحو:
التحـليل (اإلحالة داخلية سابقة) الرابط :ضمير مستتر َمنْ (اسم موصول) للعاقل رقم اآلية
يعبر االسم الموصول عن المفعول به )1في حالة :النصب ق َم ْن يَشا ُءيرْ ز ُ 18
البنية العميقة :يجتبي هللا إليه الذين يشاؤوهم. تبي إل ْي ِه َم ْن يَشا ُء
يَجْ ِ 13
نهدي نحن بالقرآن. نَهْدي بِ ِه َم ْن نَشا ُء 12
يجعل هو الذي يريده عقيما. ويجْ ع ُل َم ْن يَشا ُء عَقي َما 10
يشا ُء (فعل مضارع ،والفاعل :ضمير مستتر تقديره (هو) والجملة يُ ْد ِخ ُل َم ْن يَشا ُء فِي رحْ َمت ِه 8
الفعلية (صلة الموصول) والضمير (العائد) محذوف ،تقديره (هم)
يعود على ( َم ْن) في النوع والعدد ،التقدير :يشاؤهم.
)2في حالة الجر بالالم. ق لِ َم ْن يَشا ُء ي ْب ُسطُ ال ّرز َ 12
يَهَبُ لِ َم ْن يَشا ُء إنثا 18
ّ
ويَهَبُ لِ َم ْن يَشا ُء الذكو َر
التحـليل (اإلحالة داخلية سابقة) الرابط :ضمير مستتر ما (اسم موصول)غيرعاقل رقم اآلية
(ما) يعود على الرزق :مفعول به ،والعائد محذوف تقديره :يشاؤه. قدر َما يَشا ُء يُن ّز ُل بِ ٍ 24
ق َما يَشا ُءيخل ُْ 18
ْ
يوحي بِإذنِه َما يَشا ُء فَ ِ 11
البنية الباطنية :الذي يشاؤونه المؤمنون لهم عند ربهم. ْ
لهُ ْم َما يَشاءُونَ ِعن َد ربّ ِه ْم 22
لهم :خبر مقدم (للقصر) ما :مبتدأ مؤخر(.يشاؤون) من النماذج الفعلية
التحــــــــــــــــــــــــــليل (اإلحالة داخلية) أداتان للشرط رقم اآلية
(إن) شرط جازم ،الجملة الشرطية :واحدة مركبة. ْ ك إن يَشأ هللاُ يَ ْختِ ْم َ
على قلبِ َ فَ ْ 21
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
19
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
-1الفعل (المسند)( :يشاء /شاء) دائما يسبقه (اسم موصول) أو ظرف للمستقبل.
-2الفاعل (المسند إليه) :جاء بصورتين:
أ(-لفظ الجاللة) كان هو األكثر ،أو ورد في هيئة ضمير الفصل (هو) أو ضمير الغيبة ،وكانت اإلحالة
الداخلية السابقة هي األعلى.
ب( -الذين آمنوا) ورد مرة واحدة.
-3تُسبق أفعال الربوبية (بصيغة الفعل المضارع) فعل المشيئة وهو األكثر ،ورد ( )11مرة ،نحو:
من +يشاء. فعل الربوبية +االسم الموصول +فعل المشيئة :يُدخل ْ +
-1تع ّدى الفعل (يشاء) إلى مفعولين خمس مرات؛ ما يعني قوة هذا الفعل:
الذكور – عقيما.
َ أ-مباشرة :إناثا –
ب-بحرف الجر :في رحمته – من عبادنا.
إن +يشأ +يختم. -1تلحق أفعال الربوبية فعل المشيئة ،جاء ثالث مرات ،مثلْ :
إن التفكر في الظواهر الطبيعية ،من األوامر التي دعانا إليها هللا -9يظهر إعجاز هللا في إسكان الرياحّ :
سبحانه ( المصطلح العلمي للرياح هو :حركة جزيئات الهواء والغازات المك ّونة للغالف الجوي ،والرياح
أن جعل في هذه الجزيئات الخفيفة القوة الخارقة توصف ككمية موجهة لها سرعة واتجاه ،ومن آيات هللا ْ
التي تُقلع األشجار وتهدم الديار واآلن تُستخدم في رفع األثقال ،وهي أيضا الرياح اللطيفة التي تنقل
السحاب ...أما إفراد كلمة (الرياح) فإنها تأتي بمواصفات خاصة َ قالروائح الجميلة وحبوب اللقاح وتسو ُ
كجسد واحد يؤدي غرضا محدودا )1( .ويُع ّدد البنّاء أنواع الرياح ،ومنها :الساكنة – موضوع البحث –
يقول :الساكنة :وهي الرياح التي تنخفض سرعتها إلى أقل قدر ،حتى تصل إلى حالة السكون ،وتكون
سرعتها مساوية إلى الصفر )2( .الرياح من مشيئة هللا تعالى ال يستطيع أحد ر ّدها ،لكن يمكن تخفيف
آثارها عن طريق العودة إليه واتباع شريعته.
أن الغرض األقوى الذي حملته السورة هو :مشيئة هللا المتعددة ،وهي جزء من توحيد الربوبية، -4أستنت ُج ّ
يقول محمد المبارك :هدف ما نزل في العهد المكي من اآليات والسور :توطيد العقيدة الجديدة وإحاللها
ألن العرب كانوا يعبدون آلهة ال إرادةمحل العقيدة الوثنية )3 ( .وهذا كالم عا ٌم ،لكنها اختصت بالمشيئة؛ ّ
لهم؛ فجاءت مشيئة هللا لتُبطل مزاعمهم.
الحسنى
ت -أسماء هللا وصفاته ُ
استغرق سياق تمجيد هللا بأسمائه وصفاته حيزا كبيرا؛ ألنه جزء من توحيد الربوبية ،ولقد أمرنا هللا
تعالى بالتوسّل بها عند الدعاء ،فقالَ " :وهللِ ْاأل ْس َما ُء ْال ُحس َ
ْنى فَا ْد ُ
عوهُ بِهَا" (األعراف )190
وإن كنا نُطلق عليها أسماء فإنها
إن أسماء هللا الحسنى ْ فكيف نفرّق بين اسم هللا وصفته؟ يجيبُ الشعراويّ :
أوصاف تدل على بلوغ القمة في الوصف ،فالرحمة – مثال – اسم من أسماء هللا يبرز صفة الرحمة لديه...
وإن كان ال يمثل صفة بعينها فإنه يحوي جميع الصفات األخرى )1( .تمثل األسماء عدا لفظ الجاللة فإنه ْ
والصفات التماسك الداللي للسورة ،وتؤكدها (الضمائر) نحو:
التحليل :وظيفة الضمير :القصر.اإلحالة داخلية سابقة ضمـــــــــــــــــــير الفصـــــل رقم اآلية
العلي :صفة كمال والعظيم كذلك ،واجتماعهما كمال ثالث. وه َو العل ُي العظي ُم 1
) )1دراسة عن الرياح في القرآن وسبل تخفيف آثارها :أحمد البناء وحامد حسن ،بغداد ،2012ص.148
) )2السابق ،ص .148
) )3دراسة أدبية لنصوص من القرآن :محمد المبارك ،دار الفكر -بيروت – لبنان ،ط ،1889 ،1ص .29
( )4أسماء هللا الحسنى :الشعراوي ،مطبوعات أخبار اليوم – القاهرة ،1883 ،ص .29 ،21
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
21
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
(إن) للتوكيد (هو) للقصر :هللا وحده ال غيره.(أال) للتنبيه ّ إن هللا هَ َو الغفو ُر الرحي ُم أال ّ 1
الولي :المحب ألوليائه ،والموالي لهم. فاهللُ ه َو ال َول ّي 8
وه َو على ك ِل شي ٍء قَدي ٌر 8
السميع :صفة كمال والبصير كذلك ،واجتماعهما :كمال ثالث. وه َو ال َسمي ُع البَصي ُر 11
ي ال َعزي ُز وه َو القو ُ 18
وهو الول ّي الحمي ُد َ 29
وه َو عَل َى َج ْم ِعه ْم إذا يَشا ُء قدي ٌر 28
اإلحالة داخلية سابقة إنّ +ضمير الغيبة +االسم
ال ُمج ّرد من (أل)
وأصل وضع الضمائر لالختصار ...مرجع الضمير :البد له من بكل شي ٍء علي ٌم إنّهُ ِ 12
مرجع يعود إليه)1( . دور
ص ِ ت ال ّ إنّهُ عَلي ٌم بذا ِ 21
إنّهُ ب ِعبا ِد ِه َخبي ٌر بَصي ٌر 24
البنية العميقة :إنه خبير بصير بعباده ،تأخير اسميه لقوة المقطع إنّهُ عَلي ٌم ق ِدي ٌر 10
الرابع. إنّهُ عَل ٌي َحكي ٌم 11
التحـــــــــــــــــــــــــليل لفظ الجاللة +االسم مباشرة
تتابع ثالثة أسماء هلل تعالى؛ لزيادة جالله وكماله. هللاُ العزي ُز ال َحكي ُم 3
(هللا حفيظ) خبر ،الحفيظ :فعيل بمعنى فاعل ،أي حافظ. هللاُ َحفيظٌ عَليه ْم 9
لطيف :با ٌر رحيم بالخلق. طيف ب ِعبا ِد ِههللاُ لَ ٌ 18
(إن) التساع رحمته بأسمائه الثالثة الحُسنى. توكيد باألداة ّ إن هللاَ غفو ٌر شكو ٌر ّ 23
التحـــــــــــــــــــــــــليل الصفة بصيغة النفي
البنية العميقة :ليس شي ٌء مثلَه ،ق ّدم الخبر المراد نفيه للعناية ْس ك ِمثل ِه شي ٌء لي َ 11
بنفسه .أي ليس له تعالى مثيل وال نظير ،ال في ذاته وال في
صفاته وال في أفعاله ...والكاف هنا لتأكيد النفي ،أي ليس مثله
شيء ،قال ابن قتيبة :العربُ تُقي ُم المثل مقام النفس ،فتقول :مثلي
ال يقال له هذا ،أي أنا ال يقال لي هذا)2(.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
21
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
-1زيادة اسمين أو صفتين متتابعتين بدون حرف عطف؛ إلضافة جالل وهيبة إلسميه تعالى.
إن ( 4مرات) كما تربو عناصر التوكيد في اآلية كاآلتي: -9التوكيد بالحرفّ :
(إن) +ضمير الفصل (هو) أداة التنبيه (أال) ّ +
إن هللاَ هُ َو ْال َغفُو ُر الر ِ
ّحي ُم " ( )1تدل على قمة مغفرة هللا ورحمته بعباده. " َأال ّ
-4استأثر (صوت العين) بكثير من األسماء ،وورد سبع مرات ،نحو :العزيز (مرتان) – العلي (مرتان)
عليم (مرتان) – (العظيم ) مرة واحدة؛ ما يؤكد إيثار حرف (العين) من حروف (عسق) حيث اختُصت به
اللغة العربية ،ال الضاد.
-9لم يتكرر اسمان مزدوجان في أي موضع ،ولكن قد يتكرر أحدهما مع اسم آخر ،لتنوع الصفات.
ثانيا :توحيد األلوهية ( يتعلق بأفعال العباد)
يقول عبد الرّزاق البدر :توحيد األلوهية مبناه على إخالص التأله هلل تعالى من المحبة والخوف
والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والدعاء هلل وحده ،وإخالص العبادات كلها ظاهرها وباطنها هلل وحده ال
شريك له ،فال يجعل فيها شيء لغيره ،ال ل َملك ُمقرّب وال لنبي مرسل ،وهذا التوحيد هو الذي تضمنه قوله:
ْ
وأنزلت ْ
وأرسلت الرس ُل ألن (هللا) معناه المألوه المعبود ...وألجل هذا التوحيد ُخ ْ
لقت الخليقة، " الحمد هللّ ".
الكتبُ ،وبه افترق الناسُ إلى مؤمنين وكفار ) ( .لقد اشتُقت األلوهية من لفظ (اإلله) يقول عادل مدني:
1
األلوهية متعلقة باألوامر والنواهي من الواجب والمحرّم والمكروه ،ومن جهة اإلقرار :رفضه المشركون،
ومن جهة الداللة :مدلوله علمي)2( .
-1أفعال النبي عليه الصالة والسالم:
التحـــليل (الرابط) أفعال النبي بالسلب اآلية النبي التحـــــــــليل (الرابط) أفعال اآلية
باإليجاب
المنفصل وما أنتَ عليْهم بوكي ٍل .الضمير الرسالة وظيفة النبي9 ، ك
يُو ِحي إلي َ 3
(أنت) كاف الخطاب.
فَ َما أَرْ َس ْلنَاكَ َعلَ ْي ِه ْم كاف الخطاب. قرآنا – من الدين – 19 أوْ َحيْنا إل ْيكَ 4
َحفِيظًا إحالة خارجية. والذي أوْ َحينا إلِيك 13
أوْ َحيْنا كَوكذلِ َ 12
إل ْي َ
ك
قلْ ال أسألُك ْم عليه (أنا) 23 اإلنذار :مهمته. لتُنذ َر أ ّم القرى. 4
أجْ را الرابط :أنت. الجمع.
ِ نذر يو َم وتُ َ
البالغ :مسؤوليته. ك إِاله َعلَ ْي َ إِ ْن 19
(كاف الخطاب) ْالبَال ُ
غ
(أنت) وال تتب ْع أهوا َءه ْم 11 ياء المتكلم. هللاُ ربّي 10
ناء الفاعلين. هللاُ ربُنا 11
(التوكل) تاء الفاعل. علي ِه تو ّكلتُ 10
(اإلنابة) (أنا) وإلي ِه أنيبُ
ما كنتَ ت ْدري َما تاء الفاعل الدعوة ( :إنها القيادة 12 ع واسْتق ْم فاد ُ 11
ال ِكتبُ الجديدة للبشرية جمعاء) كما أ ِمرتَ
) (1المختصر المفيد في دالئل أقسام التوحيد :عبد ال ّرزاق البدر ،ص Hpptts://www.noor.book.com .9،4
) mawdaa3.com 16-4-2012 (2مالفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد األلوهية؟ عادل مدني.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
22
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
()2
لع َّل (كل شيء في القرآن: ك
وما يُدري َ 14 (أنا) ُ
أمنت وقلْ 11
وما يُدريك فلم يُخبر السّاعة قريبٌ .
به)()1 أل ْعد َل (العدل) ُ
وأمرت 11
ب ْينَ ُك ْم
نا الفاعلين. لنا أ ْعمالُنا 11
-1يتمثل إخالص التأله هلل من جانب النبي عليه الصالة والسالم في ( )18مظهرا باإليجاب ،نحو:
الرسالة – اإلنذار – اإلبالغ – التوكل – اإلنابة – الدعوة – االستقامة – العدل – االستجابة –الهداية.
وقوله " :لتُ ْن ِذ َر أُ ّم القُ َرى " ( )4يقول زغلول النجار :العلم يُثبت اليوم توسط الكعبة المشرّفة لليابسة ،كما
أن األرض مرّت في مرحلة من مراحل إعدادها الستقبال الحياة بفترة كانت مغمورة غمرا كامال ي ُ
ُثبت ّ
بالماء ،ولم تكن هناك يابسة ،ث ّم فجّر هللا قاع هذا المحيط الغامر بثورة بركانية من تحت الماء؛ فك ّونت أول
جزيرة بركانية في العالم ،ث ّم ُدحيت بقية اليابسة حول هذه الجزيرة لتك ّون قارة وحيدة اسمها :القارة األم أو
Pangaeaثم تفتت هذه القارة األم إلى القارات السبع الحالية التي تتوسطها الكعبة المشرفة اليوم كما
توسطتها في جميع مراحل نموها ...وسُميت مكة ( أم القرى ) ألنها تضم بيت هللا الذي هو أول بيت وضع
للناس ليعبدوا هللا فيه وحده بال شريك ،ومنه خرجت الدعوة العامة ألهل األرض ،ولم تكن دعوة عامة من
إن من أوجه اإلعجاز في مكة :إنها تُحقق النسبة الذهبية التي تدعو لالنسجام والجمال ،يرى قبل )3( .وقيل ّ
نضال قسّوم أنه لو نظرنا لموقع مكة في الخريطة ،فحسبنا المسافة بالزوايا أو الكيلومترات من مكة إلى
أن نسبة موقع مكة يُعطي ( )1،92وهو قريب من النسبة القطب الجنوبي ،ومنها إلى القطب الشمالي ،نجد ّ
الذهبية ( ) 1،919وهذا هو اإلعجاز )1(.أما تعريفها :هي نسبة رياضية وجدت في الطبيعة من صنع
الخالق ،وعند استخدامها بشكل صحيح تساعدك في خلق تركيبة أكثر جمالية في األشكال المرئية)1( .
أما السلب تواتر ( )9مرات ،مثل :كونه ليس وكيال -وال حفيظا عليهم – ال يريد أجرا – ال يتبع أهواءهم
ال يعلم الكتاب – ال يدري عن الساعة؛ لترسم له الطريق فيما له وما عليه.
-2كانت اإلحالة خارجية في كل المواضع ،حيث لم يُذكر اسم النبي عليه الصالة والسالم.
-2أفعال المؤمنين:
يقول سيد قطب :وبعد فمن وراء التركيز على حقيقة الوحي والرسالة في سياق السورة كلِها في هذا
التتابع هدف هو :تعيين القيادة الجديدة للمبشرين ،ممثلة في الرسالة األخيرة ورسولها واألمة المسلمة التي
تتبع نهجه اإللهي الثابت القديم)9( .
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
23
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
أفعـــــال المؤمنــــــــــــين تحــليل (الرابط) اآلية التحــــليل (الرابط) أفعــــــــال المؤمنــين اآلية
اسم موصول والذينَ استجابوا لربّه ْم 39 وما اختلفت ْم فيه ِم ْن إحالة خارجية 10
الرابط( :هم) وأقاموا الصّالة شي ٍء ف ُح ُكمهُ إلى ِ
هللا. ْ
مستتر. وأم ُرهُ ْم شورى بيْنهُ ْم
إحالة داخلية. وم ّما رز ْقنهُ ْم يُ ْنفِقونَ .
صابَهُ ْم البَ ْغ ُي هُ ْم (إذا) ظرف، والذينَ إذا أ َ 38 إحالة داخلية والذينَ آمنوا مشفِقونَ 19
إحالة داخلية. صرونَ ي ْنت ِ (الساعة) قم ْنها وي ْعلمونَ أنّها الح ُ
لح فأجْ رهُ إحالة خارجية. وأص َ
َ فمن عفا ْ 10 اسم شرط َم ْن كانَ يُري ُد حرْ ث 20
على هللاِ. إحالة خارجية. اآلخرةَ ن َِز ْد لهُ.
انتص َر ب ْع َد ظل ِم ِه إحالة خارجية. َ ول ِ ْ
من 11 الخير لهم. وما عن َد هللاِ خَ ْي ٌر وأب َ
ْقى 39
واالقتران بالفاء. ك ما عليْه ْم ِم ْن َس ٍ
بيل فأولئ َ التوكل من صفتهم للذينَ أمنوا وعلى ربّه ْم
إحالة داخلية. يتوكلونَ .
( َم ْن) ك تكرار َفر ّ
إن ذل َ صب َر وغ َ ْ
ولمن َ 13 إحالة داخلية كبئر
َ والذين يجْ تنبونَ 34
للتنسيق ،وخلو ل ِم ْن ْ
عزم األم ُو ِر (إذا :ظرف لخبر ش وإذا ما والفوح ِ
ِ اإلثم
ِ
من الجواب بعدها المبتدأ ضبوا ه ْم ي ْغفرونَ . غ ِ
(الفاء) للتنوّع. والجملة االسمية
إحالة خارجية. جواب ،إذا :تدخل
على المتيقن.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
24
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
أي: وتراهُ ْم 11
الظالمون يُعرضونَ عليْها
هاء الغيبة:
النار ،إحالة
سابقة.
في وفَ ِري ٌ
ق 7
ّعير
الس ِ
-1ارتفعت نسبة جزاء الظالمين في اآلخرة ،وبلغت ( )9مواضع ،حيث صاحبت (الصفة) الموصوف
كاآلتي :لهم عذاب شديد (مرتان) -عذاب أليم (مرتان) -عذاب ُمقيم.
ذاب " ( )11أي :عذاب جهنم؛ لذلك ُعرّفت (بأل) وحُجب االسم في موضعين " :ل ّما رأوْ ا ال َع َ
كما أنهم " يُ ْع َرضُونَ عَل ْيهَا " ( )11أي النار .ومن أسماء النار :السعير.
أن يطلق لفظة ( العذاب) من أجل ذلك اخترت تلك الصيغة. -2آثر النص القرآني ْ
-3تن ّوع كذلك المسند إليه :ورد (الظالمون) ( )1مرات ،أما ( الكافرون – الذين يُحاجون في هللا –
فريق) مرة واحدة.
-1انخفضت نسبة جزاء المؤمنين في اآلخرة ،وبلغت ( )1مواضع كاآلتي:
( روضات الجنات – الجنة – رحمته – فضله )
-1المسند إليه :الذين (مرتان) – فريق – ْ
من يشاء.
-9تميل السورة إلى التهديد والوعيد بالعذاب ،أكثر من الترغيب بالجنة.
أجل مسمى ( آية ) 11الساعة (آية )14 -4تعددت أسماء يوم القيامة :يوم الجمع ( آية ٍ )4
هي لحظة يُهدم فيها االنظام الكوني ،حرث اآلخر ( آية )20يوم القيامة ( آية )11يوم ( آية )14
رابعا :ظاهرة تقديم (الجار والمجرور)
يُع ّد أحد أبواب علم المعاني ،وقد شمل عدة عناصر وهي:
(أفعال الربوبية – تقدي ٌم خاص بالنبي – ما يخص العُصاة –ما يُعنى بالمؤمنين) على النحو اآلتي:
البنية العمــــيقة البنية العمــــيقة اآلية تقديم خاص بالنـبي اآلية تقديم خاص باللـــــــــــــه
لت وإلِي ِه توكلت عليه وأنيب يوحي إليك كذلك 10عَلي ِه تو ْك ُ َك َذلِ َ
ك يُو ِحي إليْك 3
إليه. أنِيبُ ما استقر في ت و َما فِيلهُ َما فِي السّموا ِ 1
أعمالنا لنا. ُ
11لنَا أ ْع َمالنا السموات األرض
وكيل وما أنت وكيل عليهم. وما أنتَ عل ْي ِه ْم بِ ٍ ْ 9 واألرض له.
مقاليد السموات لهُ مقالي ُد السّموا ِ
ت واألرض 12
ُ
له 23ال أسئلك ْم علي ِه أجْ را ال أسألكم أجرا عليه. واألرض
ُ ّ
إال ال َم َودة فِي القرْ بى شرع الدين لكم، ش َر َع ل ُك ْم ِم ْن ال ّد ِ
ين 13
من لتعدد الشرائع
أوحينا روحا إليك أوْ َحيْنا إل ْيكَ رُو َحا 12
إنه خبير بصير إنّهُ بِعبَاد ِه خَ بِي ٌر بَ ِ
صي ٌر 24
بعباده.
إذا أذقنا اإلنسان إذا أذ ْقنَا اإل ْن َسان ِمنّا َرحْ َمة 19
رحمة منا.
البنية العميــــــقة اآلية خاص بالمؤمنين البنية العمـــيقة اآلية تقديم خاص بالعصــــــــــاة
يتوكلون على ربهم. لفي شك مريب 39وعلى ر ْب ِه ْم يت َوكلونَ ب
ك منهُ ُمري ٍ
11لفِي ش ٍ
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
25
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
كتابهم من
ينفقون مما رزقناهم. وم ّما رز ْقنه ْم يُ ْنفِقُونَ 39 (المشركون)
عليهم َضبٌ ولهُ ْم َعذابٌ غضب
وعليه ْم غ َ 19
وعذاب شديد لهم شدي ٌد
(المخاصم)
و َما لهُ فِي اآل ِخر ِة ِم ْن ال نصيب له في 20
(الذي اآلخرة ب
صي ٍ نَ ِ
يؤثر الدنيا)
-1ارتفعت نسبة التقديم الخاصة بأفعال الربوبية ،تواترت ( )4مرات ،حيث يُقصر الوحي على النبي
والرسل قبله ،وملك الكون ومفاتحه هلل ،ويخص األنبياء بالشرائع ،ويُقصر القرآن على النبي ،ويعلم طبيعة
عباده ،وأيضا فرحتهم إذا نالوا رحمته.
ع لَ ُك ْم ِمنَ ال ّديِ ِن " و -2ترك التقديم أثرا في التركيب ،حيث أضاف إليه (حرف الجرِ :م ْن) نحوَ " :
شر َ
ب " (والباء) مثل " :و َما أ ْنتَ عَل ْي ِه ْم بِ َو ِك ٍ
يل " " َما لَهُ فِي ْاآل ِخر ِة ِم ْن نَصي ٍ
لقد حملت حروف الجر مسؤولية التقديم على عاتقها؛ فتحولت المعادلة من :أ ← ب :ب ← أ
-3مواضع التقديم:
أ-الجائز ،وهو األكثر ألنه خبر االسم الموصول ،كما في " :له ما في السموات " أو لوقوعه موقع
(إن) وخبرها ،كقوله ":إنه بعباده خبير " أو قبل المفعول به " أوحينا إليك روحا " أو االعتراض بين اسم ّ
قبل المفعول المعنوي " شرع لكم من الدين " أو قبل المفعول به الثاني ،مثل " :أذقنا اإلنسان منا رحمة "
وفي النفي ألنه كاالعتراض بين المبتدأ والخبر كقوله " :وما أنت عليهم بوكيل " وعندما يقع بين
ب" شك منه مري ٍ
الموصوف والصفة ،كقولهٍ " :
ب-الواجب ألنه وقع خبرا مقدما لمبتدأ نكرة تواتر ( )3مرات ،نحو " :له مقاليد السموات "
" وعليهم غضب " " لنا أعمالنا "
-1بلغت نسبة التقديم الخاصة بأفعال النبي عليه الصالة والسالم ( )1مرات.
-1انخفضت نسبة التقديم الخاصة بأفعال المؤمنين إلى مرتين ،وكانت أدواته:
(على +اسم) كقوله " :وعلى ربهم يتوكلون "
أو ( ِم ْن +اسم موصول) نحو " :ومما رزقناهم ينفقون " ووقع كالهما في محل المفعول المعنوي.
-9تعدد المسند إليه الخاص بالعصاة ،مثل( :المشركون – ال ُمجادلون – الذين يؤثرون الدنيا) لتنوعهم،
أن السياق والمتلقي والتواصل وغيرهم يمثلون عوامل مساعدة في فك شفرة يقول صبحي الفقي :نجد ّ
1
النص ،إذن التماسك النصي ذو طبيعة داللية من ناحية ،وذو طبيعة خطية شكلية من ناحية أخرى) ( .
المستوى الرابع :الداللي:
ويُعرّج إلى معنيين مختلفين لكل ظاهرة ،نحو:
-1داللة ( الولي ) على معنيين مختلفين
تواترت ( )9مرات ،وكان لها معنيان مختلفان:
األول :الناصر ،يقول ابن منظور (ت 411هـ) ( :ولي) في أسماء هللا تعالى هو الناصرُ ،وقيل المتولي
ألمور العالم والخالئق القائم بها )2( .واختُص باهلل تعالى؛ لذلك جاء بصورة المفرد مرتين ،يقول الفخر
) )1علم لغة النص ( بين النظرية والتطبيق) :صبحي الفقي.89 ،84 :
( )2لسان العرب :ابن منظور ،مادة (ولي) دار المعارف 1848م ،المجلد السادس ،ص.1820
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
26
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
الرازي (ت 901هـ) " :فاهللُ هُ َو ْال َولِي " ( )8جواب شرط مق ّدر كأنه قالْ :
إن أرادوا أولياء بحق ،فاهلل هو
الولي بالحق ،ال ولي سواه )1( .ثم تواتر ثالث مرات في سياق النفي ،إذا ُوجّه الحديث إلى الكفار،
وصاحبه حرف الجر (من) بمعنى :أي.
الثاني :الشركاء واألصنام ،نحوْ " :
وال ِذيِنَ ا ْتخَ ُذوْ ا ِم ْن ُد ُونِ ِه أوْ لِيَا َء " ( )9أي جعلوا له شركاء وأندادا)2( .
لذلك جاءت بهيئة (الجمع) ثالث مرات.
التحــــــــــــليل :الرابط :ضمير الفصل اآلية :صورة المفرد باإليجاب رقم اآلية
الرابط :ضمير الفصل (هو) للقصر ،وتمثل المقابل للمتخذين فاهلل هُ َو ال َول ّي 8
أولياء.
وه َُو ال َولِ ّي ْال َح ِمي ُد 29
التحـليل :النفي ب (ما) +شبه الجملة +الحرف ( ِمنْ ) اآلية :صورة المفرد بالسلب رقم اآلية
البنية العميقة :الظالمون ال ولي لهم. والظل ُمونَ َما لهُ ْم ِم ْن َولِ ّي. 9
(من) حرف جر زائد للتوكيد. هللا ِم ْن َول ّيو َما ل ُك ْم ِمنَ دو ِن ِ 31
تقديم شبه الجملة :لالختصاص فال ولي وال أي معين لهم. و َم ْن يُضْ ل ِل هللاُ فما لهُ ِم ْن ول ّي. 11
التحــــليل :مصاحبة التركيب (من دونه /من دون هللا) اآلية :صورة الجمع رقم اآلية
تقديم شبه الجملة (من دونه) :للقصر ،أي قصروا عبادتهم على والذينَ ات َخذوا ِم ْن دونِ ِه أوْ ليا َء. 9
غيره. أ ْم ا ْت َخ ُذوا ِم ْن دُون ِه أوْ ليا َء. 8
صرونَهُ ْم و َما َكانَ لهُ ْم ِم ْن أوليَا َء ي ْن ّ 19
ِم ْن دُو ِن هللاِ.
( )1التفسير الكبير ومفاتيح الغيب :الفخر الرازي ،دار الفكر -لبنان – بيروت ،ط 1891 ،1م ،ج ،24ص .118
( )2السابق ،ج ،24ص .114
( )3صفوة التفاسير :الصابوني :ج ،21ص .139
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
27
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
(مقيم) أي :دائم.
التحليل :الرابط (هاء الغيبة /ضمير مستتر) اآلية )2 :الظلم مجاوزة الحد رقم اآلية
هذه قاعدة :الرابط يعود إلى هللا.الوصف :بالسلب ب (ال) إنّهُ ال ي ُِحبُ الظلِمينَ 10
ا ْن َ
تص َر بَ ْع َد ظل ِم ِه فأولئكَ َما عل ْي ِه ْم ِم ْن الرابط :هاء الغيبة( ،ظلمه :مصدر) 11
انتصر ممن ظلمه دون عدوان ،فليس عليهم عقوبة. َسبي ٍل.
الرابط :واو الجماعة ،تقديره( :هم) يظلمون الناس. إنّما السّبي ُل عَل َى الذينَ يظلِمونَ الن َ
َاس 12
-1امتدت داللة الظلم في الدنيا؛ حتى اكتسى الظالمون بصفة الكفر ،وتماهت عقوبتها في اآلخرة؛ مما
جعل النص القرآني يؤثرها على لفظة (الكافرين) يقول فاضل السامرائي :نتحدث عن الفرق من الناحية
أن الظلم هو مجاوزة الحد ،والكفر :هو الخروج عن الملة ،الظلم قد يكون درجات حتى يصل إلى اللغويةّ :
الكفر ،الظلم إذن له مراتب أعالها الكفر ،وصف هللا الكفار بأنهم فاسقون وظالمون)1( .
-2داللة الكفار ب (اسم الفاعل) الجمعي؛ ليدل على كثرتهم ،وردت ( )1مرات.
وتنوعت صيغ (الظلم :مجاوزة الحد) بين( :اسم الفاعل – المصدر – الفعل المضارع) ما يعني شمول
حاالتها ،وتواترت ثالث مرات ،وكأنها تنبهنا إلى فداحته.
-3أسهمت ضمائر (الغيبة والضمير المستتر) في التماسك النصي.
1
) http://taders.com/tdbr/eloquence/7459
) )2عناصر الكون :إسحق أزيموف ،ترجمة :محمد الشحات ،الناشر :دار النهضة العربية – القاهرة ص .9 ،1
) )3الظواهر الكونية والطبيعية :عماد محمد إبراهيم ،الترقيم الدولي ، 849 – 844 – 80 – 3189 -1 :ص .10
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
28
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
إن الحياة منتشرة في كل مكان...وبالفعل يقولونّ :
إن هناك إمكانية أخرى ،أصبح لديهم حقيقة كونية تقولّ :
كبيرة الجتماع سكان األرض بمخلوقات من الفضاء)1( .
ويؤكد زغلول النجار ذلك في قوله تعالى " :ومن آياته خلق السموات واألرض وما بث فيهما من دابة وهو
على جمعهم إذا يشاء قدير " ( )28هذه األجرام المعروفة لنا في الجزء ال ُمدرك من السماء الدنيا ،ال يعرف
إن كانت معمورة بخلق من خلق هللا أم ال ،ولكن اآلية القرآنية تُشير إلى وجود خلق في أحد من أهل العلم ْ
السماء )2( .وقد سبق القرآن جهود العلماء الغربيين بمعرفة هذه الفكرة ،منذ القرن السابع الميالدي.
ثانيا :بمعنى الظاهرة الكونية ،وهي تشقق السماء ،وهذه الحالة لم تحدث بشكل كامل بعد ،وانهيار الكون
سيكون يوم القيامة .كلمة (السماء) تعني مدارات النجوم والكواكب ،أو تعني مجموعة من المجموعات
النجمية التي يطلق عليها اسم (المجرّة) وتحتوي على مئات الماليين من النجوم ) 3( .صاحبت لفظة
( السموات) األرض لتدل على أنها عوالم كعالم األرض ،حيث يعيش عليها البشر ،فكذلك السماء ،وكنّى
عن األرض بقوله ( :فوقهن) ما يدل على تأنيثها المجازي وتعددها.
أما بالنسبة إلى األرض ،فتتشكل عوامل تشكيلها إلى:
-1حركات تكوينية مرتبطة بتغييرات في باطن األرض؛ تؤدي إلى حدوث حركات في القشرة وظهور
أشكال مختلفة من التضاريس.
-2عوامل خارجية ترتبط بالمظاهر التي تحدث في األغلفة الظاهرية للكرة األرضية ،وأهمها :الغالف
الجوي ،والغالف المائي والغالف الحيوي ،وتنحصر في :عوامل التجوية ،التي تقوم بتفكيك الصخور
وتفتيتها أو تحلل معادنها ،وعوامل التعرية التي تؤدي إلى النحت والهدم واإلرساء والبناء ،مثل :الرياح
والمياه الجارية ومياه البحار والجليد.
1
-3عمليات التوازن التي تحدث للقشرة) ( .
التحـــــــــــــــــــــــــــليل اآلية: رقم اآلية
تقديم الجار والمجرور وجوبا ،حيث يُقصر ملكيتهما هلل. ت واألرْ ِ
ض هللِ ُمل ُ
ك ال ّس َموا ِ 18
ت و َما الرابط :اسم الموصول +هاء الغيبة ،باإلضافة إلى لفظ صرا ِط هللاِ الذي لهُ َما فِي السّموا ِ ِ 13
الجاللة ،وهو تأكيد لملكيته وتفرده. فِي األرْ ِ
ض.
السماوات طبقات محيطة باألرض على هيئة األغلفة، األرض
ِ ت و َما فِي
لهُ َما فِي السّموا ِ 1
وليست سطوحا مستوية.
مقاليد :مفاتيح (السماء ليست فراغا كما كان يُعتقد ،إنها واألرض
ِ لهُ َمقالي ُد السّموا ِ
ت 12
ُ
بنيان ُمحكم يتعذر دخوله إال عن طريق أبواب تفتح
للداخل فيها) ()1
فاطر :خالق ،الرابط :ضمير مستتر ،تقديره( :هو) ت واألرْ ِ
ض فا ِط ُر السّموا ِ 11
الخلق :اإليجاد من العدم ،على غير مثال سابق. ت واألرض ق السّموا ِ و ِم ْن آيتِ ِه خل ُ 28
يتفطرن :يتشققن ،والفعل (تكاد) يدل على قرب وقوع ت يتفطرْ نَ ِم ْن فَوْ قِ ِه ّن تكا ُد السّموا ِ 1
الحدث ،لكنه لم يقع بعد.
1
) https://www.Kaheel7.com
) )2من آيات اإلعجاز العلمي (األرض في القرآن) :زغلول النجار ،ص .134 ،139
) )3الظواهر الكونية والطبيعية ،عماد إبراهيم ،ص .21
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
29
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
-1جاءت لفظة (السموات) في صيغة جمع المؤنث السالم ،ذات التأنيث المجازي في جميع الحاالت ،أما
كلمة (األرض) فوردت مفردة ،ما عدا كناية ظرف المكان عنها (فوقهن) ما يعني جمعها وتأنيثها.
-2ناسبت لفظة (مقاليد) السموات؛ ألنها عبارة عن أبواب ،يلزم فتحها بمفتاح.
-3تعدد اإلحالة:
أ-هلل :للتعبير عن ملكيته لهما ،أو مفاتيحهما له ،أو أنه خالقهما.
ب-للسموات :لتدل على مقاربة أن تتشقق.
ت-للمالئكة :لمغفرتهم للمؤمنين في األرض.
-1تق ّدمت (شبه الجملة) لالختصاص ،حين كان فاعل الحدث :هللا – في خمسة مواضع -
-1صيغت كافة الجمل في صورة الجملة االسمية؛ ما يعني ثبات ولزوم الظاهرة.
خامسا :المستوى النصي:
( الشورى) عنوان السورة:
معناها اللغوي :يقول ابن منظور :وأشار عليه بأمر كذا :أمره به .وهي الشورى والمشورة ،بضم الشين،
مفعُلة وال تكون مفعولة ألنها مصدر والمصادر ال تجيء على مثال مفعولة ،وإن جاءت على مثال
وفالن خيّ ٌر شيّرٌ ،أي يصلح ٌ مفعول ،وكذلك المشورة ،وتقول منه :شاورته في األمر واستشرته بمعنى.
مشورة، َ وشوارا ،واستشاره :طلب منه المشورة ...قال الفراء :المشورة أصلها للمشاورة ،وشاوره ُمشاورة ِ
1
المشورة مف َعلة اشتق من اإلشارة) ( .
َ ثم نُقلت إلى مشورة لخفتها .الليث:
لقد أق ّر القرآن مبدأ (الشورى) كما كان معموال به في المجتمع القبلي قبل اإلسالم ،يقول خالد العسلي :ويت ّم
أن يختار من يخلفه من اختيار السّيد بانتخاب ح ّر بين األفراد الذكور ال بالوراثة ،كما يستطيع سيد القبيلة ْ
أن العرب لم تكن تفضل أن يخلف االبن أباه ،لما يج ّر ذلك من بين أبنائه أو إخوته أو أحفاده ،والواقع ّ
تقرير مبدأ الوراثة في الرئاسة ولما قد يؤدي إليه من تقييد حرية البدوي ،وهكذا فإن طريقة انتخاب رئيس
القبيلة تتجلى فيها الشورى ،والحكمة وال ُمثل العليا في الحكم؛ ولكي ينال الرئيس ثقة القبيلة ،فالبد له من
صفات تؤهله للسيادة في قومه ،وهذه الصفات هي :خلقية وليست وراثية ،وتُع ّد حيوية للمجتمع البدوي...
إن طبيعة البدو وشعورهم بالمساواة جعلت الناس يحلون مشاكلهم عن طريق الشورى ،والنقاش داخل
مجلس القبيلة :الذي هو عبارة عن دار ندوة لهم )2( .ومعناها االصطالحي ،يقول البوطي :ولعل أجمع
تعريف ل لشورى بمعناها الفقهي العام الشامل لمختلف أنواعها هو القول بأنها :رجوع اإلمام أو القاضي أو
أن التشاور مظهر حياتي لم ينزل فيه نص قرآني آحاد المكلفين في أمر لم يُستبن حكمه بنص )3( .ما يعني ْ
أو نبوي صريح ،إنه استنباط من مصادر الشريعة وقياس على أحداث سابقة أو ُمشابهة ،وهذا المسلك أقره
ألن األمر بالشورى ورد في السورة القرآن ،وأمر به المسلمين ،بل واختصهم به ورفعه إلى مرتبة العبادة؛ ّ
بين فريضتين :الصالة واإلنفاق ،يقول تعالى " :وأقَا ُموا الصّالة وأ ْم ُرهُ ْم ُش ِو َرى بَ ْينَهُ ْم َو ِم ّما َرزَ ْقنَاهُ ْم
أن أهل المشورة لهم ميزات عقلية ونفسية تخصهم دون غيرهم ،إنّها طابع يُ ْنفِقُونَ " ( )39كما يدل على ّ
أساسي في القبيلة من قبل إنشاء الدولة ،وتكون شاملة لكل مجاالت الحياة؛ لذلك صاغها هللا بالجملة
االسمية لثباتها واستقرارها بين أفراد المجتمع.
البنية العميقة :وتشاوروا في األمور بينكم.
أمرهم :مصدر +ضمير الغائبين ( للمبالغة) وهو ظرف مجازي.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
31
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
شورى :مصدر للفعل (شاور) وهي تُسند للمتشاورين ،أصلها :تشاور المتشاورون.
بينهم :ظرف (صفة للشورى) يدل على اختصاص أهل المشورة فقط.
(الشورى) مبدأ من مبادئ القيادة اإلسالمية ،احتلت مكانا رائدا فريدا :أال وهو عنوان السورة
( عنوان النص ) هو أول ما يواجه المتلقي للنص ،وهو كذلك سمة النص ،ومن ثم يحتل مكانة مهمة في
التحليل ،وكيف اتصل ببقية أركان النص؟ وما نمط التماسك والمرجعية بينه وبين النص )1( .إنها توجّه
األنظار إلى عظيم شأنها ووجوب التمسك بها ،لقد أسهمت في تماسك النص القرآني عن طريق الدعوة
للتآزر والوحدة على قول واحد يتفق عليه الموحّدون ،فبعد ّ
أن رسّخ هللا تعالى دعائم الربوبية في السورة،
أتبعها بتدعيم منهج التشاور ،وهو مبدأ سمعي أي يعتمد على التفاف بعض الناس حول َم ْن أختير من
بينهم؛ ليتولى مقاليد الح ّل والربط ،وهم ينصتون لما يقوله ،هكذا يتواصل اإلصغاء من أول السورة ،إلى
الهدف من نزولها.
والتعبير يجعل أمرهم كله شورى؛ ليُصبغ الحياة كلها بهذه الصبغة ،فهذا الطابع إذن أعم وأشمل من الدولة
في حياة المسلمين ،إنه طابع الجماعة اإلسالمية في كل حاالتها ،ولو كانت الدولة بمعناها الخاص لم تقم
بعد ...كان طابع الشورى مبكرا وكان مدلوله أوسع وأعمق من محيط الدولة ،إنه طابع ذاتي للحياة
اإلسالمية)2( .
لم تحتل لفظة (الشورى) مكانا تنغيميا بارزا كالمقطع الرابع المنبور مثال بل خالفته؛ ألنها تمتد باأللف؛
لذلك تراجعت إلى وسط اآلية ،وكذلك وسط السورة.
لم ترد كلمة (الشورى) في القرآن ،إال في هذه السورة فقط ،ولمرة واحدة؛ ما يدل على تفردها ألهميتها
كمنهج للمسلمين.
السبك والحبك:
بأن السورتين (مريم أما عالقة السورة بغيرها من السور ،فلقد أوضحها البقاعي بقوله :إيذانا ّ
أن آخر مريم " :فَإ ْن َما يَسّرْ نَاهُ بِلِ َسانِكَ "
والشورى) دائرة واحدة محيطة بالدين متصلة ال انفصام لها ،وذلك ّ
أن السورة المناظرة للشورى هي سورة هو أول الشورى " َكذلِكَ أوْ َح ْينَا إلَ ْيكَ " ( )3أي ّ
أن البقاعي يرى ّ
مريم ،وهذا نوع آخر من التماسك الداللي.
-تتقاطع السورة مع سور الحواميم التسعة ،ومع السور التي افتتحت بالحروف المقطعة غيرها( 29سورة)
وأيضا مع السور المكية؛ ما يؤكد إرساء قواعد السبك والحبك بينهم ،لكنها تنفرد عن غيرها بداللة (المبدأ)
وهو (الشورى) حيث لم تعبر أي سورة من ( 113سورة) في القرآن بإقرار منهج للناس سواها.
-تتسع دائرة اإلسناد لتشمل السورة بصفتها الوحدة الكبرى ،فالمسند إليه هو هللا تعالى ،والعالقة بينه وبين
المتلقين متنوعة مع( :النبي – المؤمنين – الظالمين) تقول نعيمة سيد :يع ّد إذن الحبك أعم من السبك
وأعمق منه ،حيث يطلب الحبك من المتلقي النظر إلى ما هو ليس شكليا وال معجميا ،بل إلى عالقات خفية
قائمة داخل النص المراد دراسته ،حيث يهتم بترابط المفاهيم والعالقات الداللية المتحققة داخله)1( .
) ) 1علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق :صبحي الفقي ،ج ،1ص.91
) )2في ظالل القرآن :سيد قطب ،ص .3191
( )3نظم الدرر في مناسبات اآليات والسور :البقاعي ،ج ،14ص .232 ،231
) )4اللسانيات والنص القرآني :نعيمة سيد ،ص .131
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
31
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
نتـــــــــــــــائج البــــــــــــــــــــــــــــــــحث:
أوال :المستوى الصوتي
-1انمازت سورة الشورى بتوزيع الحروف المقطعة على آيتين؛ لترسخ سمة االستماع والتطريب.
(-2عسق) ترتيب الحروف الثالثة بهذا الشكل لم يرد إال في هذه السورة ،فحرف (العين) هو أعالها
نسبة ،وقد تواتر ( )99مرة في ألفاظ السورة ،ثم تتابع حرفا السين والقاف حيث وردا ( )11مرة لكل
منهما ،وهي تٌعد ( شفرة ) السورة ،وحُق لها ْ
أن تُسمى بها .إنها تعبر عن المقطع المنبور الحرفي.
-3التنغيم الناشئ عن م ّد الحركات الطويلة للمقطع المنبور ،تساوت فيه األمداء النسبية في كل الحاالت،
أن الزمن في نطق الياء الطويلة أو الواو الطويلة أو األلف الطويلة يستغرق زمنا واحدا ،وهو ما يجهله أي ّ
قرّاء القرآن ألنهم يجتهدون في الزيادة والنقصان ،لكن جهاز (اإلسبكتروجرافي) دلّنا على الصواب ،بل
اختلفت معالم األمداء ( وهي مناطق ضغط الطاقة ) فالمعلم الثاني والثالث في الياء الطويلة أطول من
غيره؛ مما يُظهر العلة في ارتفاع نسبة حركة الياء الطويلة في ( )38مقطعا؛ إلعطاء مساحة أطول في
النطق عن الواو واأللف.
تقع حركة األلف الممدودة في المعلم األول وقد وردت مرتين لقصر المعلم األول ،على الرغم من خفتها
في النطق؛ لذلك وقع النبر على المقطع األخير الرابع في حالة الوقف في كل اآليات ،سواء أكان المد
بالياء أو الواو أو األلف.
-1تنوعت المقاطع المنبورة الرابعة ،لكن ارتفعت نسبة اللفظة ذات المقطعين ،المك ّونة من:
النوع األول (ص ح) والنوع الرابع (ص ح ح ص) حيث تواترت ثالثا وأربعين مرة بنسبة % 91
ألن النص القرآني يؤثره لسهولته. ّ
-1كان الوقف سمة أساسية؛ ليتيح الفرصة لألصوات الساكنة لتظهر على حقيقتها في السمع ،وليوحد
تنغيم اآليات عند ترتيلها ،وبخاصة المن ّون آخره بالكسر لسهولته.
ثانيا :المستوى اللفظي
( رقمنة المقطع الرابع المنبور اللفظي) تنوعت كاآلتي:
أ -من حيث الحرف األخير ومنها:
-1المتماثل ،وحروفه (الميم – الراء – النون) و تُحبذها اللغة العربية؛ لوضوحها في السمع.
-2يتنوع الصوت الممدود الختالف السياق ،فجاء (بالواو) حين عرض صفات المؤمنين ،ثم انتقل إلى
( الياء ) عند حديثه عن الظالمين ،ويمكن من خالل المقطع الرابع المنبور وحده تفسير اآليات؛ ألنه يمثل
الضوء العاكس ألوائل اآليات ،وهو ما يُسمى حديثا Flash Back
-3قد تتغير األصوات لتتوافق مع المقطع المنبور ،لكنها في األصل مختلفة ،كما في:
(غفو ٌر شكو ٌر ...علي ٌم بذات الصدور) :األصل :عليم بالقلوب ،لكنه آثر الصدور لتتماهى مع شكور.
-1المتقارب ،ويمثله( :األصوات المائعة م – ل – ر – ن) لقربها لطبيعة أصوات اللين ،فهي واضحة في
السمع لجهرها – ما عدا الراء – (إنها مجهورة ،لكنها ليست قريبة من أصوات اللين)
هذه األصوات بخاصة تدعم مهارة االستماع ،التي تنادي بها السورة.
-1من مهام المقطع الرابع المنبور :المسك بحُجز اآلية بعده ،وهو من عالقة التمكين.
-9تكرار لفظة (سبيل) في المقطع المنبور ثالث مرات ،وظهورها للمرة الرابعة بتوكيد القصر أول اآلية؛
يرفع التنغيم في هذا المقطع ،كما يرتفع طرف اللسان إلى اللثة ،مع خروج الهواء من جانبي الفم( ،فالالم)
صوت مجهور؛ والعلة في إيثارها :أنها أغلب وقوعا في الخير.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
32
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
-4أسهم الخط العثماني في رفع الحُجب عن داللة بعض اآليات ،نحو( :الجوار) حيث حُذفت (الياء) في
كتابتها؛ حتى ال تختلط بمعنى (الجارية :الخادمة) وكذلك نُقص األلف في (األعلم) :الشواهق.
ت -بحسب الوزن ،وهي أنواع:
-1المتوازي ،وهو أشرفها حيث تتفق الكلمتان في الوزن وحروف المقطع المنبور ،نحو :اتحاد الوزن
ي = ب ني = -بو = ُ -م = ب ني -بو = - العروضي ( ب )- -في( :يُنيبُ ُ /مريبُ ) ُ
-2المتوازن ،حيث يُراعى في مقاطع الكالم الوزن فقط ،نحو( :قدي ٌر /أنيبُ )
قديرن ب = - -أنيبو ب - -انتقل صوت المقطع المنبور من الراء إلى الباء ل ّما اتجه للنبي.
أن يتفقا في حروف المقطع الرابع المنبور ال في الوزن ،نحو: -3ال ُمطرّفْ :
(كفورن) = ب ( - -أذ ُذكورا) = -ب ( - -قديرن) = ب - -
-1ارتفاع المقطع الرابع المنبور المنتهي بالراء بنسبة ()%39؛ لما له من وضوح وقوة ،فهو الصوت
التكراري الوحيد حيث يضرب مقدم اللسان طرف اللثة (الغار) ضربات متكررة.
-1ارتفاع صيغ المشتقات في المقطع الرابع المنبور،وهو ما تفضله اللغة العربية ،فوزن (فعيل) ورد
( )28مرة ،ووزن (فعول) ( )3مرات ،وكذلك (اسم الفاعل) بنسبة .%94
-9أسهم المقطع الرابع المنبور في التماسك الشكلي (السبك) للسورة.
ثالثا :المستوى التركيبي
أوال :الجملة األولىَ ( Collocation:ك َذلِكَ يُ ِ
وحي إلَ ْيكَ ) ()3
-1صاحبت لفظة (كذلك) كلمة (الوحي) ثالث مرات ،عند اختصاصها بالنبي عليه الصالة والسالم ،كما
احتفظت بموقعها أول كل آية؛ لالهتمام بالمشار إليه ،بمعنى :كذلك اإليحاء يوحي هللاُ إليك؛ ما يعني
اإلعجاز اللغوي لها.
إن التماسك النصي بين أول السورة ووسطها وآخرها تترجمه -2احتلت مكان الصدارة وهو االفتتاحّ ،
أحداث الوحي ،التي تواترت ست مرات.
فالمسند إليه واحد ،وهو( :هللا تعالى) والمتلقي :متعدد ،وهم( :النبي – الرسل – بعض البشر)
-3اختُصت صيغة (الفعل) الماضي ،أو صيغة المضارع الدال على الزمن الماضي ،عندما يتجه الحديث
إلى النبي أو الرسل؛ ما يدل على الوحي المباشر ،وقد تع ّدى بالحرف (إلى) أربع مرات ،أو (بالباء) مرة
واحدة ،لكن جاءت صيغة (المصدر) حين اتجه الحديث إلى البشر ،في صورة االستثناء المنفي ،التي تُعبر
عن الوحي بشكل غير مباشر.
ثانيا :صفات الربوبية واأللوهية
من الربوبية -1 :صفات متعلقة بالخلق:
-1تنوعت أفعال هللا بين اإليجاب وهي النسبة األكبر ،حيث بلغت ( )19مرة وهي رحمة بعباده ،أما
أن أفعال الربوبية احتفظت األفعال السالبة التي تخص البشر فهي األقل ،جاءت ( )10مرات ،كما أالحظ ّ
بموقعها وسط اآليات ( 39مرة) بنسبة% 19 :
-2ظهور لفظ الجاللة صريحا في بعض الجمل؛ ما يدل على جالل حضوره.
-3تماسكت اآليات شكليا بكل أنواع الضمائر؛ ألنها تكتسب أهميتها بصفتها نائبة عن األسماء واألفعال
والعبارات والجمل ،فتحقق اإليجاز.
-1أسهم الخط العثماني في قراءة بعض الدالالت ،نحو ( :يبسطُ – يم ُح – وراء)
-2أفعال المشيئة (المسبوقة باألداة)
-1إنها تنصرف إلى صفات الربوبية ،حيث تواترت ( )11مرة ،وجاءت في موضع واحد
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
33
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
لتوحيد األلوهية متعلقة بالمؤمنين ،وأهم ما تنماز به :أنها تُسبق بأدوات ذات دالالت متنوعة ،نحوَ (:م ْن)
اسم موصول للعاقل ،وهو أعلى نسبة ،فجاء ( )9مرات ،والرابط :ضمير مستتر ،واإلحالة داخلية سابقة.
النتيجة :لعبت الضمائر دورا مهما في تماسك النص الخاص بمشيئته تعالى ،وكذلك اإلحالة الداخلية التي
أن الغرض األقوى الذي حملته السورة هو: تؤكد شهود هللا تعالى ،وحضور المؤمنين؛ مما يجعلني أستنت ُج ّ
ألن العرب كانوا يعبدون آلهة ال إرادة لها ،فجاءت لتُبطل مزاعمهم. مشيئة هللا المتعددة؛ ّ
الحسنى
-3أسماء هللا وصفاته ُ
-1تمثل األسماء والصفات التماسك الداللي للسورة.
-2تقع ُج ّل الصفات في سياق اإلثبات ،ما عدا صفة واحدة منفية.
-3ارتفاع نسبة (ضمير الفصل) الذي يعبر عن اإلحالة الداخلية السابقة؛ ما يد ّل على حضور الذات العليّا،
حيث تواتر ( )9مرات.
-1زيادة اسمين أو صفتين متتابعتين بدون حرف عطف؛ إلضافة جالل وهيبة السميه تعالى.
-4توحيد األلوهية ( يتعلق بأفعال العباد)
-1أفعال النبي عليه الصالة والسالم:
-1يتمثل إخالص التأله هلل من جانب النبي عليه الصالة والسالم في ( )18مظهرا باإليجاب ،وهذه النسبة
أعلى من السلب ،حيث وردت ( )9مرات؛ لترسم له الطريق فيما له وما عليه.
-2كانت اإلحالة خارجية في كل المواضع ،حيث لم يُذكر اسم النبي عليه الصالة والسالم.
-2أفعال المؤمنين
-1تنوعت أفعال المؤمنين.
-2تساوت نسبة (اإلحالة الخارجية) حيث لم يُذكر المسند إليه (المؤمنون) في (خمسة) مواضع ،مع
(اإلحالة الداخلية السابقة) التي يُذكرون فيها؛ ما يدل على حُسن جزائهم ،سواء أ ُذكروا أم ال.
-3ارتفعت نسبة الشرط ( )1مرات؛ لتزيد التماسك بين جنبات أفعال المؤمنين ،حين يأتي الجواب من هللا.
ثالثا :جزاء الظالمين والمؤمنين يوم القيامة
-1زادت نسبة جزاء الظالمين في اآلخرة ،وبلغت ( )9مواضع ،وصاحبت (الصفة) الموصوف في خمسة
مواضع؛ نكاية في تهديدهم ،حيث تميل السورة إلى التهديد والوعيد بالعذاب ،أكثر من الترغيب بالجنة.
-2آثر النص القرآني استعمال المسند إليه ،بلفظ (الظالمون) ورد ( )1مرات.
-2تعددت أسماء يوم القيامة ( )9مرات ،وهو تأكيد لوجوده حيث أنكروه.
رابعا :ظاهرة تقديم (الجار والمجرور)
-1يُع ّد التقديم أحد أهم أركان علم المعاني.
-2آثر النص القرآني تقديم الجار والمجرور ،زادت أفعال الربوبية ،تواترت ( )4مرات للُقصر.
-3ترك التقديم أثرا في التركيب ،حيث أضاف إليه بعضا من حروف الجر ،مثلِ ( :م ْن /الباء)
-1لقد حملت حروف الجر مسؤولية التقديم على عاتقها؛ فتحولت المعادلة من:
أ←ب :ب←أ
-1مواضع التقديم :الجائز – وهو األكثر -وواجب.
-9تعدد المسند إليه الخاص بالعصاة ،مثل( :المشركون – ال ُمجادلون – الذين يؤثرون الدنيا) لتنوعهم
رابعا :المستوى الداللي
-1داللة ( الولي ) على معنيين مختلفين
-1تواترت ( )9مرات ،وكان لها معنيان مختلفان ،األول :الناصر ،الثاني :األصنام والشركاء.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
34
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
-2ظهر التقابل بين السلب واإليجاب :السلب للكافرين حيث ترتفع نسبتها ( )9مرات ،نحو:
هللا ِم ْن َول ّي " ( )31أما اإليجاب :هلل ،ورد مرتين ،مثل " :فاهللُ هُ َو ْال َول ُي " ( )8 دون ِ
ِ " و َما ل ُك ْم ِمنَ
--3حينما تكون صورة (الولي) المفرد باإليجاب ،يكون الرابط (بضمير الفصل) ،إنها تحمل عقيدة
التوحيد ،وتنفي التعدد في شكله اإلفرادي السلبي والجمعي؛ لذلك ارتفعت نسبة تواترها ( )9مرات.
-2درجات الظلم (داللة مكثفة)
-1تواترت مادة (ظ ل م) ( )9مرات ،ودلت على معنيين :األول الكفار ،الثاني مجاوزة الحد.
-2امتدت داللة الظلم في الدنيا؛ حتى اكتسى الظالمون بصفة الكفر ،وتماهت عقوبتها في اآلخرة؛ مما
جعل النص القرآني يؤثرها على لفظة (الكافرين) تواترت ( )1مرات ،وصيغت (باسم الفاعل) الجمعي؛
ليدل على كثرتهم ،ولزوم الصفة فيهم.
-3تنوعت صيغ (الظلم :مجاوزة الحد) بين( :اسم الفاعل – المصدر – الفعل المضارع) ما يعني شمول
حاالتها ،وتواترت ثالث مرات؛ لتنبهنا إلى فداحته.
(-3السماوات واألرض) بمعنى الكون ،أو ظاهرة فلكية.
-1تواتر استعمالهما ( )4مرات بداللتين:
أوال :بمعنى (الكون) لكن القرآن لم يستعمل هذه اللفظة.
ثانيا :بمعنى الظاهرة الكونية ( تشقق السماء) وهذه الحالة لم تحدث بشكل كامل بعد.
-2جاءت لفظة (السموات) في صيغة جمع المؤنث السالم ،ذات التأنيث المجازي في جميع الحاالت ،أما
كلمة (األرض) فوردت مفردة ،ما عدا كناية ظرف المكان عنها (فوقهن) ما يعني جمعها وتأنيثها.
-3ناسبت لفظة (مقاليد) للسموات؛ ألنها عبارة عن أبواب ،يلزم فتحها بمفتاح.
-1تعددت اإلحالة (هلل – للسموات – للمالئكة)
-1صيغت كافة الجمل في صورة الجملة االسمية؛ ما يعني ثبات ولزوم الظاهرة.
خامسا :المستوى النصي:
(الشورى) عنوان السورة:
-1لقد أق ّر القرآن مبدأ (الشورى) كما كان معموال به في المجتمع القبلي قبل اإلسالم ،ما يعني ْ
أن التشاور
مظهر حياتي لم ينزل فيه نص قرآني أو نبوي صريح ،إنه استنباط من مصادر الشريعة وقياس على
أحداث سابقة أو ُمشابهة.
-2هي مبدأ من مبادئ القيادة اإلسالمية ،احتلت مكانا رائدا فريدا :أال وهو عنوان السورة ،لقد
أسهمت في تماسك النص القرآني عن طريق الدعوة للتآزر والوحدة على قول واحد يتفق عليه الموحّدون،
أن رسّخ هللا تعالى دعائم الربوبية في السورة ،أتبعها بتدعيم منهج التشاور ،وهو مبدأ سمعي أي يعتمد فبعد ّ
على التفاف بعض الناس حول َم ْن أختير من بينهم؛ ليتولى مقاليد الح ّل والربط ،وهم ينصتون لما يقوله،
هكذا يتواصل اإلصغاء من أول السورة ،إلى الهدف من نزولها.
-3لم تحتل لفظة (الشورى) مكانا تنغيميا بارزا كالمقطع الرابع المنبور مثال ،ولم ترد في القرآن إال في
هذه السورة فقط ولمرة واحدة؛ ما يدل على تفردها ألهميتها كمنهج للمسلمين.
-1توطدت عالقتها بسورة مريم ،حيث يسيران في دائرة واحدة محيطة بالدين متصلة ال انفصام لها،
أن آخر مريم " :فَإ ْن َما يَسّرْ نَاهُ بِلِ َسانِكَ " هو أول الشورى " َكذلِكَ أوْ َح ْينَا إلَ ْيكَ " وهذا نوع آخر من وذلك ّ
التماسك الداللي ،ويُطلق عليه مصطلح :السبك والحبك.
-1تتسع دائرة اإلسناد لتشمل السورة بصفتها الوحدة الكبرى ،فالمسند إليه هو هللا تعالى ،والعالقة بينه
وبين المتلقين متنوعة مع( :النبي – المؤمنين – الظالمين)
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
35
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
أهـــــــــــــــم المراجع:
-اإلتقان في علوم القرآن :السيوطي ،ت :شعيب األرنؤوط ،مؤسسة الرسالة ،بيروت لبنان ،ط .2009 ،1
-أسماء هللا الحسنى :الشعراوي ،مطبوعات أخبار اليوم ،القاهرة.1883 ،
-األصوات اللغوية :إبراهيم أنيس ،مكتبة األنجلو المصرية ،ط .1841 ،1
-البرهان في علوم القرآن :الزركشي ،ت :أبي الفضل الدمياطي ،دار الحديث بالقاهرة .2009
-التشكيل الصوتي في اللغة العربية (فونولوجيا العربية) سلمان العاني ،تر :ياسر المالح ،النادي األدبي
الثقافي ،جدة المملكة السعودية ،ط .1893 ،1
-تفسير التحرير والتنوير :ابن عاشور ،تونس الدار التونسية ،1891 ،ج.21
-التفسير الكبير ومفاتيح الغيب :الفخر الرازي ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،لبنان – بيروت ،ط
،1891 ،1ج .24
-الجالل والجمال في رسم الكلمة في القرآن :حسام القليني ،مكتبة وهبة – ط ،1القاهرة .2009
-دراسة أدبية لنصوص من القرآن :محمد ال ُمبارك ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت -لبنان،
ط 1889 ،1م.
-دراسة عن الرياح في القرآن وسبل تخفيف آثارها :أحمد البناء و حامد حسن ،بغداد .2012
-شذا العرف في فن الصرف :أحمد الحمالوي تح :ناجي حجازي ،مكتبة الرشد ناشرون2001 ،
-الشورى في اإلسالم :البوطي ،المجمع الملكي ،ع ّمان األردن ،1898 ،ج .2
-الشورى في العُرف القبلي :خالد العسيلي ،المجمع الملكي ،ع ّمان -األردن ،1898 ،ج .1
-صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ،ت :شعيب األرنؤوط ،ط الرسالة ،بيروت ط .1899
-صفوة التفاسير :الصابوني ،دار الرشيد ،حلب – سوريا.
-صور البديع (فن األسجاع) :علي الجُندي ،دار المعارف ،1812ج .1
-الظواهر الكونية والطبيعية :عماد إبراهيم .849 – 844 – 80 – 3189 -1
-علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق (دراسة تطبيقية على السور المكية) :صبحي الفقي ،دار قباء
القاهرة ،2000ج .1
-عناصر الكون :إسحاق أريموف ،تر :محمد الشحات ،دار النهضة العربية القاهرة.
-الفاصلة في القرآن :محمد الحسْناوي ،دار ع ّمار ،ع ّمان – األردن ،ط .2000 ،2
-في ظالل القرآن :سيد قطب ،دار الشروق ،القاهرة بيروت ،ط ،32ج .2003 ،21
-لسان العرب :ابن منظور ،مادة (ش و ر) دار المعارف – القاهرة.
-اللسانيات والنص القرآني (الفاصلة القرآنية أنموذجا) دراسة نصانية لمعيار (السبك والحبك) نعيمة سيد
أحمد ،أطروحة دكتوراه ،الجزائر 2020م.
-لمسات بيانية في نصوص التنزيل :السّا ِمرّائي ،دار ع ّمار ،األردن ،ط .2003 ،3
-مجمع اللغة العربية في خمسين عاما :شوقي ضيف ،ط .1891 ،1
-المدخل إلى علم اللغة (ومناهج البحث اللغوي) :رمضان عبد التواب ،مكتبة الخانجي ،ط 1884 ،3م.
-مسائل الرازي وأجوبتها من غرائب آي التنزيل :الرازي ،ط :مصطفى الحلبي ،القاهرة 1891م.
-المصباح المنير :الفيومي ،تح :عبد العظيم الشناوي ،دار المعارف.
-المعجم الوسيط :مجمع اللغة العربية بالقاهرة ،ط ،1891 ،3ج .1
-من آيات اإلعجاز العلمي (األرض في القرآن) :زغلول النجار ،دار المعرفة بيروت – لبنان.
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
36
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
( دراسة بينية )
-النسبة الذهبية :نضال قسّوم :يوتيوب2020/ 2 / 9 ،م.
-نظم الدرر في مناسبات اآليات والسور :البقاعي ،دار الكتاب اإلسالمي بالقاهرة .1891
- Archimedes Principle Applications in 10 Daily life, Studious Guy, Retrieved 6-
12-2021-Edited.
- Daniel Jones: The phoneme, its nature and use. Cambridge University Press
.122009, P.
-https://www.meshbak.sa
المختصر المفيد في دالئل أقسام التوحيد :عبد الرازق البدر ،دار اإلمام أحمد.
https://www.noor.book.com
- www.alukah.net
توحيد األسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية :محمد صديق
-Mawdaa3.com 16-4-2012 -
http://taders.com/tdbr/eloquence/7459
-كتاب المقدمات في الجغرافيا الطبيعيةhttps://Shamla.Ws/book/8569/1 :
المجلد 24العدد (2023) 7 مجلة البحث العلمي في اآلداب (اللغات وآدابها)
37
جدولة الظواهر اللغوية في سورة الشورى
) ( دراسة بينية