You are on page 1of 20

‫م‬2019 /‫شباط‬ ‫ جامعة بابل‬/ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية‬ 42/‫العدد‬

‫تجليات الهمزة وااللف او تخفيهما‬


‫في الدرس الصوتي العربي‬
‫دراسة تحليلية في ضوء المستويين الفوناتيكي والفونولوجي‬
‫ حيدر فخري ميران‬.‫د‬.‫أ‬ ‫ منى يوسـف حسيـــن‬.‫د‬.‫م‬.‫أ‬
‫ جامعة بابل‬/‫كلية اآلداب‬
The manifestations of the Hamza and the Thousand or hide them
In the Arabic audio lesson
Analytical study in the light of phonetic and phonological levels
Ass. Prof. Dr. Mona Yousef Hussein
Prof. Dr. Haidar Fakhri Miran
College of Arts\ University of Babylon
Dr.mmm3@yahoo.com Munayoussif678@yahoo.com
1- Abstract
2- This is a research in the Arabic language concerned with the study of two letters of the
most complex and changing letters in the Arabic language system, we have endeavored to follow
them in linguists of the old and modern through the articulation of their linguistic positions and
their linguistic behavior and specifically in the functional composition of both voices. One, the
frequency of their appearance is manifested, and the other is mitigated or facilitated or changed
or deleted, so the consensus of the linguists on the imbalance of instability in the Arab structure.
Thus, we dealt with the exits of the two letters at the Arab scholars and the way in which each of
them exited the sound effect which was employed by the sonic machine from traffic in the
places of pronunciation in light of what is associated with the solar spectra. The second subject
was full of function for both of them. , And then replace in the erection of a letter somewhere
else, let us talk about the tilt to be the end of the journey in these two voices.
Key words: Voice of Hamza, Voice of the Thousand, Hamzah and Alf, Hamzah between, replacement.
‫الملخص‬
‫ سعينا جاهدين‬،‫هذا بحث في اللغة العربية معني بدراسة حرفين من حروفها اّلكثر تشعبا وتغيي ار في النظام اللغوي العربي‬
‫ وسلوكها اللغوي وبالتحديد عند التركيب الوظيفي لكال‬،‫لتتبعها عند اللغويين من القدامى والمحدثين من خالل تبيان مواقعها النطقية‬
‫ واخرى يخفف او يسهل او يبدل او‬،‫ فتارة يتجلى ظهورهما‬،‫ وعند متابعتنا لهما كانا ّل يكادان اّلستقرار على حالة واحدة‬،‫الصوتين‬
.‫ لذا كان اجماع اللغوين على اعتاللها لعدم استقرارها في البنية العربية‬،‫يحذف‬
‫وعليه تناولنا مخارج الحرفين عند علماء العربية وتبيان الكيفية في خروج كل منهما مضيفين اّلثر الصوتي التي وظفته اّللة‬
‫ وكان المبحث الثاني حافال بالوظيفة‬،‫الصوتية من حركة مرور في مواضع النطق في ضوء ما تضمنته مرسمة اّلطياف الشمسية‬
‫ قم عرجنا‬،‫ ومن ثم اّلبدال في اقامة حرف مكان اخر‬،‫لكليهما واخص اّلدغام وما يتضمنه من اّلدخال في باب المماثلة التقدمية‬
.‫الحديث عن اّلمالة لتكون نهاية الرحلة في هذين الصوتين‬
.‫ اّلبدال‬،‫ همزة بين بين‬،‫ الهمزة واّللف‬،‫ صوت اّللف‬،‫ صوت الهمزة‬:‫الكلمات االفتتاحية‬
‫المقدمة‬
‫ الفوناتيكي (الصوت‬:‫هذا بحث في الدرس الصوتي العربي المعني بدراسة الحروف دراسة تحليلية وصفية على المستويين‬
‫ في ضوء التحليلين اّلنفي‬،‫ ولعل ما يعنينا من جل اّلصوات العربية هو دراسة حرفي الهمزة واّللف‬،)‫ والفونولوجي (التركيب‬،)‫المفرد‬

1658
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫الذكر‪ ،‬وتبيان الوظيفية الصوتية لديهما من اجل الوصول الى بيان التضارب اّليدلوجي بين القدامى من جهة‪ ،‬والمحدثين من جهة‬
‫اخرى‪ ،‬في تجلي كال الصوتين او غيابها في اصوات الحلق بصورة خاصة‪ ،‬والمجاميع الصوتية من جهة عامة‪ ،‬وبين هذا وذاك نرفد‬
‫النصوص تلو النصوص مدققين ومعالجين هذا التباين الصوتي في كل موضع من مواضع الحرفين‪ ،‬ومن اجل الوقوف على ذلك ّل بد‬
‫من تبيان مناهج المعنيين في كل نظام صوتي وما يترتب عليه من سلوكيات لغوية قادرة على التمايز بين المخارج بوصفها فونيما‪ ،‬او‬
‫التمايز العائلي بحكم التجاور بوصفه ألفونا‪.‬‬
‫ان العالقة بين الهمزة واّللف عالقة جدلية بين القدامى والمحدثين‪ ،‬فكثي ار ما تباينت اآلراء في عدد حروف العربية التسع‬
‫الم ْع َجم ألفًا‪.‬‬
‫سمى في ّأول حروف ُ‬
‫أن الهمزة هي التي تُ ّ‬
‫والعشرين فتارة تامة واخرى ناقصة من اسقاط الهمزة‪ ،‬قال ابن يعيش‪( :‬اعلم ّ‬
‫ثقلت عندهم‪.)1( ).‬وقال الكناش‪:‬‬‫صور بصورة األلف‪ ،‬وهي في الحقيقة َن ْبرةٌ تخرج من أقصى الحلق‪ ،‬ولذلك ُ‬
‫ألنها تُ َّ‬
‫سموها ألفًا؛ ّ‬
‫واّنما ّ‬
‫تسمى في أول حروف المعجم باأللف) (‪ ،)2‬وعليه تناولنا دراسة الحرفين دراسة صوتية مفردة من الحيث المخرج والصفات‬
‫(وهي التي ّ‬
‫من جهة‪ ،‬ووظيفيته التركيبية في (اّلدغام واّلبدال واّلمالة) من جهة ثانية‪ ،‬وهو ما انمازت فيه هذه الدراسة في تخصيص سلوك‬
‫الصوتين بين الظهور والتحقيق‪ ،‬او التخفيف واّلضمار‪ ،‬لننهي جدّل طالما واكب كال الحرفين‪ ،‬وما هذا اّل جهد المقل‪ ،‬ومن وثق بماء‬
‫لم يضمأ والعاقبة للمتقين والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫المبحث االول‪ :‬صوتا الهمزة وااللف عند االفراد‬
‫توطئة‪:‬‬
‫بات واضحا للدارس الصوتي والمتفحص ّلراء الصوتيين العرب ان هناك تباينا واضحا في تجليات كال الصوتين داخل‬
‫المجموعة الصوتية‪ ،‬سواء كانت هذه المجموعة معنية بالتتابع الصوتي المحض‪ ،‬او التتابع الصوتي المعجمي‪ ،‬واخص باّلخير ما بينه‬
‫الخليل بن احمد الفراهيدي في تبنيه لهذه اّلصوات وتجليها في مواضع غير ما اجمع عليه الصوتيون‪ ،‬وفي هذا قول بائن نوضحه من‬
‫خالل مجريات البحث‪.‬‬
‫لقد اهتم علماء العربية بهذين الصوتين عناية خاصة‪ ،‬ولعل البحث عما كتب في اشكاليات علم الصوت في السلوك الوظيفي‬
‫لهما يكاد تجف به اّلقالم واخص بالذكر النظام الوظيفي على مستوى التركيب ّل سيما في بابي (اّلعالل واّلبدال)‪ ،‬حيث ّلحظ‬
‫الصرفيون تقلبهما وتبادل صورهما بما يجاورهما من حروف او ما يجانسهما من حركات‪ ،‬وبين هذا وذاك بدا التأثر واضحا عند‬
‫الصوت المفرد نفسه فتارة يعامل معاملة الحرف‪ ،‬واخرى معاملة الحركة وهذا اّلخير ما زجت به اآلراء الصوتية عند المحدثين من عد‬
‫اّللف حركة او حركتين او اكثر(‪ .)3‬معتمدين من قول سيبويه‪( :‬انما الحركات من اّللف والياء والواو) (‪ .)4‬وقوله‪( :‬الفتحة من اّللف‪،‬‬
‫والكسرة من الياء‪ ،‬والضمة من الواو‪ )5( ).‬والفرق بين الحرف والحركة انما يكون في الكمية(‪ .)6‬وهذا الوصف انما يتجلى عند الواو والياء‬
‫المديتين‪ ،‬فسيبويه لم يفرق في ترتيبه المخرجي بين الياء او الواو المدية و غير المدية حيث عدهما من وسط اللسان وما يليه من الحنك‬
‫اّلعلى(‪ . )7‬ومن ثم يحمل كالمه على ان الياء المدية تخرج من مخرج الياء غير المدية(‪ .)8‬قال الداني‪( :‬الياء حرف مد مجهور يخرج‬
‫من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك(‪ .)9‬وقال القرطبي‪( :‬الكسرة ليس من الشفة و انما هو من مخرج الياء من شجر الفم)(‪.)10‬‬

‫(‪ )1‬شرح المفصل‪.515/5:‬‬


‫(‪ )2‬الكناش في فني النحو والصرف‪.321/2:‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬التشكيل الصوتي للغة العربية‪ 46-41 :‬المدخل الى علم اللغة ومناهج البحث ‪ ،96‬دراسة الصوت اللغوي‪.329:‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب‪.101/4:‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب‪.242/4:‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬التشكيل الصوتي للغة العربية‪ 46-41 :‬المدخل الى علم اللغة ومناهج البحث ‪ ،96‬دراسة الصوت اللغوي‪.329:‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪. 433/4 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬جهد المقل ‪.109 :‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬التحديد في االتقان و التجويد ‪.169 :‬‬
‫(‪ )10‬الموضح في التجويد ‪.209 :‬‬
‫‪1659‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫وهذا ما توصل اليه العلم الحديث‪ ،‬قال د‪ .‬ابراهيم انيس‪( :‬ففي تكون (الياء) نلحظ ان اللسان يكون قريبا في موضع النطق‬
‫بصوت اللين (‪ )i‬غير ان الفراغ بين اللسان ووسط الحنك اّلعلى حين النطق بالياء يكون اضيق منه في حالة النطق بصوت اللين (‪)i‬‬
‫مما يترتب عليه انا نسمع ذلك النوع الضعيف من الحفيف‪ ،‬فالياء ّلنها تشمل في النطق بها على حفيف‪ ،‬يمكن ان تعد صوتاً ساكناً‪،‬‬
‫اما اذا نظر الى موقع اللسان معها فهي اقرب شبهاً بصوت اللين (‪ )i‬لهذا اصطلح المحدثون على تسمية الياء بشبه صوت اللين‪.)1().‬‬
‫ومهما يكن من امر فان التمايز بين اّلصوات الواقعة في السلسلة الكالمية امر مشخص ومحدد المواضع سواء كان مفردا او‬
‫مركبا ولعل ما يوحي للتناقض في ذلك مما يرده نصه هنا او هناك فال مسوغ اّل المنهج او الرؤى لذلك العالم او غيره‪ .‬ومما يأتي‬
‫توضيح عن تجليات كال الصوتين وعلى النحو اّلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬صوت الهمزة‪:‬‬
‫الهمزة‪ :‬هي صوت لغوي اجمع النحاة (قدامى‪ /‬محدثون) على مخرجه بالرغم من اختالف التسمية سواء من اقصى الحلق(‪ .)2‬او‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أما‬
‫فتحة المزمار ‪ .‬او الحنجرة ‪ .‬فهي تدل على انها اعمق اّلصوات نطقاً او انها تخرج من اول مواضع النطق ‪ .‬قال الخليل‪):‬و ّ‬
‫الهمزة فمخرجها من أقصى الحلق‪ ،‬مهتوتة مضغوطة‪ ،‬فإذا ُرفِّه عنها ّلنت فصارت الياء والواو واأللف عن غير طريق الحروف‬
‫الصحاح((‪ . )6‬ويبدو ان التعارض واضح عن موقف الخليل في كتاب العين حين اخرج الهمزة من اصوات الحلق والحقها مع الحروف‬
‫الجوف(اّللف والواو والياء)‪.‬‬
‫قال الخليل‪( :‬في العربية تسعة وعشرون حرفا‪ :‬منها خمسة وعشرون حرفاً صحاحاً لها أحواز ومدارج‪ ،‬وأربعة أحرف جوف‬
‫وس ّميت جوفاً ألنها تخرج من الجوف فال تقع في مدرجة من مدارج اللسان‪ ،‬وّل من مدارج‬
‫وهي‪ :‬الواو والياء واأللف اللينة والهمزة‪ُ ،‬‬
‫(‪)7‬‬
‫الحلق وّل من مدارج اللهاة‪ ،‬إنما هي هاوية في الهواء فلم يكن لها حيز تنسب إليه اّل الجوف‪. ).‬‬
‫َّ‬
‫إن المتعن في فكر الخليل الصوتي يلحظ جليا عناية الرجل بالحروف العربية عناية وظيفية ّل مفردة‪ ،‬فلو احتكمنا الى‬
‫معطيات علم الصوت الحديث لو وجدنا الكثير من الحروف وقعت غير موقعها‪ ،‬مما يحيل من الصعوبة بمكان ان الخليل قد أخطأ في‬
‫ذلك مع النظر الى الجهد الكبير المقدم في كتاب العين‪ ،‬بل ان الحروف اذا اخذت مأخذها من األصواتيين في الكتاب ّلختلط الحابل‬
‫بالنابل‪ ،‬وألوقعتنا الدقة الصوتية في مشاكل كبيرة تخالف توجه صاحب التأليف‪ ،‬واضرب مثال بسيطا في ذلك‪ :‬ان حروف وسط اللسان‬
‫عند الـأصواتيين هي‪( :‬ج‪ ،‬ش‪ ،‬ي)(‪ ،)8‬في حين اخرج الخليل حرف الياء وادخل الضاد فيما يسمى بالمجموعة الشجرية لتصبح (ج‪،‬‬
‫ش‪ ،‬ض)(‪ . )9‬وّلن الخليل كان حريصا على انتاج مجاميع صوتية ّل تالف منها كلمة عربية فعل فعله(‪ ،)10‬فلو ادخل الياء لتولدت‬
‫كلمتان عربيتان فصيحتان هما‪ :‬جيش ويشج(‪ .)11‬وهذا ما ّل يرتضيه الخليل‪ .‬وما اوردهن بعض المحدثين من وجود خلط‬
‫واضطراب(‪ ،)12‬او زيادات واجتهادات في النقل(‪ .)13‬امر غير مقبول وّل يصمد اما البحث العلمي‪ .‬ومن الغريب ان د‪.‬كمال بشر تبع‬
‫هذا النهج حين قال‪ ( :‬اغلب الظن ان الخلط في موضوع الهمزة (وغيرها) على نحو ما جاء في كتاب العين المنسوب الى الخليل ليس‬

‫(‪ )1‬االصوات اللغوية‪.43 :‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.433 /4 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬دروس في علم اصوات العربية‪.123 -121 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬علم اللغة (السعران) ‪.157 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الفكر الصوتي عند ابي البركات االنباري‪.12 :‬‬
‫(‪ )6‬العين‪ ،52/1 :‬تهذيب اللغة‪.44/1 :‬‬
‫(‪ )7‬العين‪ ،52/1 :‬تهذيب اللغة‪.44/1 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،433/4 :‬سر صناعة االعراب‪.45/1 :‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬العين‪.58-57/1:‬‬
‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬التفكير الصوتي عند الخليل‪ ،27:‬الضاد في النظام الصوتي العربي مع دراسة كتب الفروق‪.20:‬‬
‫(‪ )11‬ينظر‪ :‬التفكير الصوتي عند الخليل‪.37:‬‬
‫(‪ )12‬ينظر‪ :‬دراسات في علم اللغة‪ ،118-117:‬من مباحث الهمزة العربية‪ ، :‬د‪ .‬عبد الحليم النجار ‪ ،‬في مجلة كلية االداب ‪ -‬جامعة القاهرة‪ ،‬مج‪ ،1:‬ج‪،1:‬‬
‫‪ ،1959‬ص‪ ،3‬والمصوتات عند علماء العربية‪ ،‬د‪ .‬غانم قدوري‪ ،‬مجلة كلية الشريعة – جامعة بغداد‪ ،‬ع ‪ ،1979 ،5:‬ص‪.419‬‬
‫(‪ )13‬ينظر‪ :‬علم اللغة العام (االصوات)‪.114 :‬‬
‫‪1660‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫مصدره الخليل نفسه‪ ،‬وانما يرجع الى تالمذته الذين خانهم التوفيق في تدوين آراء الشيخ كما القاها عليهم او كما اراد لها ان تكون ‪...‬‬
‫ومن المعتقد كذلك ان في الكتاب زيادات واضافات ادخلها عليه بعض هؤّلء التالميذ او رواة الكتاب عبر اّلجيال المتعاقبة‪.)1().‬‬
‫فالحق‪ّ ،‬ل تناقض في مخرج الهمزة عند الخليل فهو صوت صحيح عند اّلفراد (مهتوتة مضغوطة) وحرف علة عند التركيب‬
‫(اذا رفه عنها ّلنت ‪ ...‬عن غير الحروف الصحاح)‪ّ .‬لن السبب) بيان طبيعتها الصرفية‪ ،‬إذ وجد أن هذه األصوات أكثر األصوات‬
‫يسوغ له إدخال الهمزة في هذه الطائفّة من األصوات‪.)2().‬‬
‫اللغوية اعتالّلً وانقالباً وسقوطاً؛ وهو أمر ّ‬
‫وقد ذكر الخليل نفسه نصا يؤكد ما اسسناه حين قال‪( :‬والحروف الثالثة الجوف ّل صوت لها وّل جرس‪ ،‬وهي الواو والياء‬
‫القيسي)ت‪436-‬ه)أن مخرج الهمزة‬
‫ّ‬ ‫واّللف اللينة وسائر الحروف مجروسة‪ ،).‬وبرر بعضهم فعل الخليل فقد ذكر م ّك ّي بن أبي طالب‬
‫من أقصى الحلق الذي يتصل بالجوف(‪.)3‬‬
‫أما سيبويه فقد حدد موضعها من اقصى الحلق(‪ .)4‬وقد تبعه جمهور اللغويين(‪ .)5‬وقال ابن يعيش‪):‬الهمزة والهاء من أول مخارج‬
‫ك أن الهمزة أول)(‪.)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫مما يلي الصدر‪ ،‬فأقصاه الهمزة‪ . ).‬وقال ابن الحاجب‪):‬جعلوا للهمزة ‪ ...‬أقصى الحلق‪ ،‬وّل ش ّ‬
‫الحلق ّ‬
‫اما المحدثين فقد كانت لهم رؤى اوجزنا بها القول في صدر باب الهمزة‪ ،‬وخالصتها انهم حين اختلفوا في مكان وّلدتها اّل‬
‫انهم يجتمعون ان الهمزة اعمق نطقا‪ ،‬وقد تمثلت اراؤهم على النحو اّلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬من اقصى الحلق‪ :‬قال جان كانتينو‪( :‬فعال فان هذا الحرف حرف شديد اقصى حلقي‪.)8().‬‬
‫‪ .2‬من المزمار‪ :‬قال ابراهيم انيس‪( :‬اما مخرج الهمزة المحققة فهو من المزمار نفسه‪ ،‬اذ عند النطق بالهمزة تنطبق فتحة المزمار‬
‫انطباقا تاما فال يسمح بمرور الهواء الى الحلق ثم تنفرج فتحة المزمار فجاة فيسمع صوت انفجاري هو ما نعبر عنه بالهمزة‪.)9().‬‬
‫‪ .3‬من الحنجرة‪ :‬قال السعران‪( :‬همزة القطع‪ :‬يحدث هذا الصوت بأن تسد الفتحة الموجودة بين الوترين الصوتيين‪ ،‬وذلك بانطباق‬
‫الوترين انطباقا تاما فال يسمح للهواء بالنفاذ من الحنجرة‪ ،‬يضغط الهواء فيما دون الحنجرة‪ ،‬ثم ينفرج الوتران فينفذ الهواء من بينهما‬
‫(‪)10‬‬
‫الح َمد واصفاً ومحدداً مخرج الهمزة‪َّ :‬‬
‫(بأنه‬ ‫فجأة محدثا صوتا انفجاريا فهمزة القطع صوت صامت حنجري انفجاري) ‪.‬يقول الدكتور َ‬
‫بناء على وصف الوترين اللذين تصدر عنهما الهمزة بالوترين السفليين‪ ،‬تميي اًز لهما عن الوترين العلويين اللذين كانا‬
‫(حنجري سفلي) ً‬
‫(‪)11‬‬
‫أما‬
‫يسمي الوترين الصوتيين الحقيقيين (الصادقين) بالسفليين‪ّ ،‬‬
‫الح َمد ّ‬
‫يوصفان بالكاذبين‪ ،‬وأقترحت تسميتهما بالعلويين) ‪ .‬فالدكتور َ‬
‫أن لهما وظيفة في إنتاج بعض األصوات‬ ‫ألنه نفى صفة الكذب عنهما ورأى َّ‬‫الوتران الكاذبان؛ فيسميهما بالوترين العلويين؛ َّ‬
‫الحلقية(‪ ،)12‬إذ يقول‪(( :‬وأنا أدعو في هذا المقام إلى ترك وصفهما بالكاذبين أو الزائفين‪ ،‬واقترح تسميتهما بالوترين العلويين‪.)13().‬‬
‫صفوة القول من لدن المحدثين نتوجها براي د‪.‬غانم قدوري الحمد من خالل عرض موضوع صوت الهاء‪ ،‬فقد ذهب الحمد الى‬
‫فإن القدماء والمحدثين ذهبوا إلى َّأنه من مخرج الهمزة إّلّ َّأنه ينتج‬
‫((أما صوت الهاء َّ‬
‫عدم دقة القدماء والمحدثين في مخرج الهاء بقوله‪َّ :‬‬
‫بتباعد الوترين الصوتيين (السفليين) ويندفع الهواء بينهما ُم ْح ِدثاً حفيفاً يتشكل منه صوت الهاء‪ ،‬فالهاء بهذا الوصف صوت‬

‫(‪ )1‬دراسات في علم اللغة‪.68/1 :‬‬


‫(‪ )2‬في االصوات اللغوية‪.16 :‬‬
‫(‪)3‬ينظر‪ :‬الرعاية‪.142:‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.433/4:‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬المقتضب‪ ،192/1 :‬سر صناعة االعراب‪ ،45/1 :‬اسرار العربية‪.47:‬‬
‫(‪ )6‬شرح المفصل‪.516/5:‬‬
‫(‪ )7‬شرح المفصل‪.915/2 :‬‬
‫(‪ )8‬دروس في علم اصوات العربية‪.123:‬‬
‫(‪ )9‬االصوات اللغوية‪.77:‬‬
‫(‪ )10‬علم اللغة مقدمة للقارئ العربي‪.131 :‬‬
‫(‪ )11‬أبحاث جديدة في علم األصوات والتجويد ‪.154‬‬
‫(‪ )12‬مخارج الحروف الصامتة عند د‪.‬غانم قدوري الحمد‪.60:‬‬
‫(‪ )13‬أبحاث جديدة في علم األصوات والتجويد ‪.151‬‬
‫‪1661‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫حنجري)) ‪ ،‬ولم يتَّفق الدكتور َ‬


‫الح َمد مع هذا الوصف القديم‪َّ ،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أن مخرج‬‫وقدم لنا وجهة نظره في مخرج الهاء بقوله‪(( :‬وترجح عندي َّ‬
‫الهاء هو من بين الوترين الصوتيين العلويين اللذين وصفا بالكاذبين [‪ ]...‬فالهاء يتم نطقه بتقارب الوترين العلويين‪ ،‬ويندفع َّ‬
‫النفَس‬
‫خاللهما في ممر ضيق فيحدث الحفيف الذي يتشكل منه صوت الهاء‪ ،‬مع بقاء الوترين الصوتين السفليين متباعدين [‪ ،]...‬ويتحصَّل‬
‫النحو‪ :‬الهاء صوت حنجري (علوي) رخو(أي إحتكاكي) مهموس))(‪.)2‬‬
‫من ذلك وصف الهاء صوتياً على هذا َّ‬
‫ولكي يتحقق من صحة ما ذهب إليه ذكر تجربتين ذاتيتين‪ّ ،‬بين فيهما موضع الصوتين‪ ،‬إحداهما‪ ،‬إذ ((يمكنك تكرار نطق‬
‫أهـ)‪ ،‬أو (ءءءء)‪ ،‬وتكرار نطق (هـ هـ هـ هـ)‪ ،‬فسوف تحس َّ‬
‫أن مخرج الهاء من نقطة أعلى من النقطة التي‬ ‫أء‪ْ ،‬‬
‫أهـ‪ْ ،‬‬
‫أء‪ْ ،‬‬‫الهمزة والهاء ( ْ‬
‫يخرج منها صوت الهمزة))(‪.)3‬‬
‫واألخرى فـ((لو َّأنك نطقت صوت الهاء بقوة ونحوت به نحو الحاء (ههههههححححح) لوجدت َّ‬
‫أن الحاء تخرج من حيث ينقطع‬
‫صوت الهاء‪ ،‬ومعنى ذلك َّ‬
‫أن مخرج الهاء أعلى من مخرج الهمزة‪ ،‬وذلك الموضع هو من بين الوتريين العلويين حين يقترب أحدهما من‬
‫اآلخر))(‪.)4‬‬
‫هذا وجه في الهمزة عند علماء الصوت قديما وحديثا‪ ،‬من اقحامها رسما وصوتا في مخارج الحروف وهؤّلء يشكلون اّلجماع‬
‫اّلوسع في طائفة اّلصواتيين ولعل ما خالفهم (كما سيتبين) هو خالف منهج‪ ،‬ونقول‪ :‬ان اّلخفاء في هذا الصوت لم يسلم حتى من‬
‫الذين اوقفوه رسما وصوتا ضمن اّلبجدية الصوتية‪ ،‬حيث اختلفوا في صفته بين الجهر او الهمس محاولين اخفاء ذاك اّلنفجار المقترن‬
‫مع شدته ليكون صوتا خفيا عند ناطقي العربية‪ ،‬ولعل عند متابعتنا تعقبنا لمفهوم الوصف تبين ان خالفا وقع في صفتها ايضا‪ ،‬اذ‬
‫يذهب القدامى الى ان الهمزة من اّلصوات المجهورة(‪ .)5‬في حين يذهب المحدثون الى ان الهمزة ّل مجهورة وّل مهموسة(‪ .)6‬او مهموسة‬
‫عند بعضهم(‪ . )7‬غير ان الهمزة القديمة والحديثة هي هي فلم يصور لنا احد ان الهمزة القديمة مختلفة في النطق عن الهمزة الحديثة(‪.)8‬‬
‫فلعل القضية قضية اختالف بالمنهج في تحديد مفهوم الجهر‪ ،‬فمذهب القدامى يقتضي تحديد الجهر باآلتي(‪:)9‬‬
‫اخفض صوتك بالحرف الى ادنا ما تستطيع ‪ ...‬رد الصوت بالحرف ‪ ...‬اجر النفس وانت تقوم بهذه المحاولة‪.‬‬
‫اما المحدثون فقد اعتمدوا في تحديد الجهر والهمس على اهتزاز اّلوتار الصوتية من عدمها(‪ .)10‬لكنهم وجهوا المفهوم في تفسير‬
‫الجهر عند القدامى ّل سيما ما توارد عند المحدثين من رواية السيرافي عن اّلخفش(‪ .)11‬من ان الجهر عن سيبويه هو صوت‬
‫الصدر(‪ .)12‬وهو صدى الذبذبات التي تحدث في الوترين الصوتيين بالحنجرة‪ ،‬وهذا الصدى نحس به وّل شك في الصدر كما نحس به‬
‫حين نسد اّلذنين باألصابع او حين تضع الكف على الجبهة(‪ .)13‬اّلمر الذي حملهم الى القول‪ :‬ان الطاء والقاف القديمة قد تطورت‬

‫(‪ )1‬أبحاث جديدة في علم األصوات والتجويد ‪ ،154‬ينظر‪ :‬مخارج األصوات الصامتة عند ال دكتور غانم قدوري حمد في ضوء الدراسات القديمة والحديثة‪.‬‬
‫مجلة مركز بابل للدراسات التاريخية والحضارية‪ ،‬مج‪ ،2:‬ع‪ ،2012 ،1:‬ص‪64‬‬
‫(‪ )2‬أبحاث جديدة في علم األصوات والتجويد ‪ ،154‬ينظر‪ :‬مخارج األصوات الصامتة عند الدكتور غانم قدوري حمد في ضوء الدراسات القديمة والحديثة‪:‬‬
‫‪.64‬‬
‫(‪ )3‬أبحاث جديدة في علم األصوات والتجويد ‪ ،154‬ينظر‪ :‬مخارج األصوات الصامتة عند الدكتور غانم قدوري حمد في ضوء الدراسات القديمة والحديثة‪:‬‬
‫‪.64‬‬
‫(‪ )4‬أبحاث جديدة في علم األصوات والتجويد ‪ ،155-154‬ينظر‪ :‬مخارج األصوات الصامتة عند الدكتور غانم قدوري حمد في ضوء الدراسات القديمة‬
‫والحديثة‪.64 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.434 /4 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬االصوات اللغوية‪ ،72 :‬وعلم اللغة العام(االصوات)‪.112 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬اصوات اللغة‪ ،183 :‬ومناهج البحث في اللغة‪.125 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬اصوات العربية بين التحول والثبات‪ ،31 :‬المنهج الوصفي في كتاب سيبويه‪.111 :‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬اصوات العربية بين التحول والثبات‪.28 -27 :‬‬
‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ‪.147 -146 :‬‬
‫(‪ )11‬ينظر‪ :‬االصوات اللغوية‪ ،89 :‬وينظر‪ :‬العربية الفصحى‪ ،200 -199 :‬الدراسات الصوتية عند علماء التجويد‪.131 -130 :‬‬
‫(‪ )12‬لم يذكر سيبويه مصطلح (صوت الصدر) في الكتاب اال مرة واحدة عند حروف القلقلة‪ .‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.175 /4 :‬‬
‫(‪ )13‬ينظر‪ :‬االصوات اللغوية‪.90 :‬‬
‫‪1662‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫في اللهجات الحديثة تطو اًر ملحوظاً من انتقاء صفة الجهر واحالل الهمس مكانها(‪ .)1‬اّل ان الجميع يتفقون على ثبات الصوت الفصيح‬
‫في قراءة القران وعدم تحوله الى غيره(‪.)2‬‬
‫وعليه يمكن القول‪ :‬ان الخالف الوصفي عند الهمزة انما هو خالف في المنهج ّل في اللفظ‪ ،‬وان تسخير منهج على آخر ضالة‬
‫كبرى في تفسير اّلصوات بين عصر وآخر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صوت االلف‪:‬‬
‫األلف صوت لغوي احتار علماء العربية القدامى والمحدثين في التحقق من مكان نطقه فتارة يضعونه بين األصوات الهوائية(‪،)3‬‬
‫ت جوفاً‬ ‫وس ِّمَي ْ‬ ‫َّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫وتارة مع اّلصوات الحلقية ‪ .‬فاألول مذهب الخليل القاضي بهوائيتها‪ ،‬حين قال‪( :‬الواو والياء واأللف الل َينة‪ .‬والهمزة‪ُ ،‬‬
‫مدرج اللهاة‪َّ ،‬إنما هي هاوية في الهواء فلم‬ ‫الح ْلق‪ ،‬وّل من ِ‬ ‫مدارج الَّلسان‪ ،‬وّل من ِ‬
‫مدارج َ‬ ‫ألنها تَ ْخ ُرُج من الجوف فال تَقَعُ في مدرجة من ِ‬
‫الياء هوائية أي أنها في الهواء‪ )5().‬فصارت الياء والواو‬ ‫ف‪ .‬وكان يقول كثي ار‪ :‬األلِ ُ َّ‬
‫ف الل َينةُ والواو و ُ‬ ‫الج ْو َ‬
‫يكن لها َحيز تُنسب إليه إّل َ‬
‫واأللف عن غير طريقة الح ِ‬
‫روف الصَّحاح(‪.)6‬‬ ‫ُ‬
‫هذا التصور الذي قدمه الخليل بن احمد الفراهيدي في موضوعة اّللف في طرحه للحرف من الحلق والحاقه بالحروف العليلة‬
‫انما يتناسب مع السلوك التركيبي المقدم في كتاب العين وهو ما مررنا ذكره في صدر الحديث عن صوت الهمزة‪ ،‬ولعلنا لو تتبعنا مفهوم‬
‫(س ِّميت ُجوفاً ألنها تخرج من الجوف فال تقع في مدرجة‬
‫الجوف في استعماّلت اّلصواتيين لبررنا ما يخالف ذلك‪ ،‬فالحروف الجوف ُ‬
‫من مدارج اللسان‪ ،‬وّل من مدارج الحلق‪ ،‬وّل من مدارج اللهاة)(‪ .)7‬فهي هوائية ّل احتكاك لها في اي مدرجة من مدارج الجهاز النطقي‪،‬‬
‫فالصوت بهوائيته ّل ينتج حرفا فال بد من كيفية تميزه عن الحروف الجوف اّلخر من الواو والياء‪ ،‬وهذا التميز يشترك فيه كل اعضاء‬
‫النطق فضال عن صفاته‪.‬‬
‫فالثاني‪ :‬مذهب سيبويه بانها من اقصى الحلق وذلك حين قال‪ " :‬ولحروف العربية ستة عشر مخرجاً‪ :‬فللحلق منها ثالثة‪:‬‬
‫فأقصاها مخرجاً‪ :‬الهمزة والهاء واّللف)(‪ .)8‬وهذا الراي ّلقى اهتمام الباحثين قديما وحديثا‪ ،‬فالنظر الى اللغويين القدامى‪ ،‬فقد اشاد‬
‫بمعظمهم راي سيبويه‪ ،‬واستحسنوه وان اختلف بعضهم في شيء انما في بعض فروعه‪ ،‬من ذلك ما نقله ابن يعيش عن ابي الحسن‬
‫لتباعدها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اجها‬
‫الصدر مخرُج الهمزة‪ ،‬ولذلك ثقُل إخر ُ‬
‫َ‬ ‫اّلخفش قوله‪( :‬فمن ذلك الحلق‪ ،‬وفيه ثالثةُ مخارَج‪ ،‬فأقصاها من أسفله إلى ما يلي‬
‫ثم الهاء‪ .‬ومخرُج الهاء هو مخرُج األلف‪ّ ،‬ل قبله‪ ،‬وّل‬
‫أن ترتيبها‪ :‬الهمزةُ‪ّ ،‬‬
‫األلف‪ ،‬هكذا يقول سيبويه‪ .‬وزعم أبو الحسن ّ‬
‫ُ‬ ‫ثم الهاء‪ ،‬وبعدها‬
‫ّ‬
‫حركنا األلف‪ ،‬انقلبت إلى أقرب الحروف إليها‪ ،‬وهي الهمزة‪ ،‬ولو كانت الهاء من مخرجه‪ ،‬لكانت‬ ‫بعده‪ ،‬والذي يد ّل على فساده ّأننا متى ّ‬
‫ثم العين والحاء من َو َسط الحلق‪.)9().‬‬
‫هاء‪ّ .‬‬
‫حركتَها أن تصير ً‬
‫أقرب إليها من الهمزة‪ ،‬فكان ينبغي إذا ّ‬
‫َ‬
‫ومن الجدير بالذكر ان ا الفراء اسقط اّللف من حروف الحلق حين سما (الحروف الستة) وهي‪( :‬الهمزة‪ ،‬والعين‪ ،‬والغين‪،‬‬
‫والحاء‪ ،‬والخاء‪ ،‬والهاء)(‪ ،)10‬ويتوافق مع اللغويين من ابعاد اّللف من الحلق من جهة ثانية‪ ،‬وقد تبع الفراء اّلخفش بهذا المصطلح في‬
‫معانيه حين قال‪( :‬والحروف الستة‪ :‬الخاء والحاء والعين والغين والهمزة والهاء)(‪ .)11‬فالهمزة من اّللف ّل قبلها وّل بعدها(‪ .)1‬وقد تبنى‬
‫اثبات هذا المصطلح (الحروف الستة) للفراء بعض الباحثين المحدثين(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬األصوات اللغوية‪ ،67 ،51 :‬التطور النحوي‪ ،17 :‬التشكل الصوتي‪ ،21 :‬اثر القراءات‪.208 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اصوات العربية بين التحول والثبات‪.30 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬ارتشاف الضرب‪ ،5 /1 :‬شرح الشافية(البن جماعة)‪.335 /1 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬االصول في النحو‪ .400/3:‬اللباب في علل البناء واالعراب‪.462/2:‬الممتع الكبير في التصريف‪ .432/1 :‬شرح الشافية ‪.920/2:‬‬
‫(‪ )5‬العين‪.58/1:‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬العين‪.52/1:‬‬
‫(‪ )7‬العين ‪(57/1‬المقدمة)‪.‬‬
‫(‪ )8‬شرح المفصل‪.516/5 :‬‬
‫(‪ )9‬االصول في النحو‪ ،400/3:‬وينظر‪ :‬اللباب في علل البناء واالعراب‪.462/2:‬الممتع الكبير في التصريف‪ .432/1 :‬شرح الشافية ‪.920/2:‬‬
‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬معاني القران‪ .112 /2 :‬أشار سيبويه الى هذه الحروف في أكثر من موضع من دون ذكر لأللف‪ .‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.454 ،101/4:‬‬
‫(‪ )11‬معاني القران‪.5/1:‬‬
‫‪1663‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫تقول الباحثة ابتهال كاصد الزيدي‪( :‬ولم يذكروا مخارج هذه اّلصوات على وجه التحديد‪ ،‬ولكن تسميتها لها بالحروف الستة‬
‫إما أن تكون قائمة على أساس اشتراكها في الصفة‪ ،‬واما على أساس اشتراكها في المخرج‪ ،‬ولما لم تكن بينها صفة تجمعها لم يبق اّل‬
‫أنها لم تسم بهذه التسمية اّل ّلتفاقها في المخرج وهو الحلق‪ ،‬فهما إذن قد حددا مخرجها وان لم يصرحا بذلك)(‪ .)3‬فضال عن إلحاقه‬
‫(الواو‪ ،‬والياء) كحرفي ِّ‬
‫مد ليس من الفم والشفتين يؤيد عدم وضع اّللف من الحلق‪ ،‬وسياتي بالتفصيل بيان حرفي المد‪.‬‬
‫وانضم ابن درستويه للمعارضين عن قول سيبويه ‪.‬قال ابن درستويه (‪347‬ه)‪( :‬وليست األلف من الحروف الحلقية‪ ،‬وّل لها‬
‫معتمد في حلق وّل غيره‪ ،‬ألنها من الحروف الهاوية في الجوف‪ ،‬وانما مقطعها في أقصى الحلق‪ ،‬والحروف كلها مقطعها هناك‪ّ ،‬لن‬
‫الصوت كله انما يخرج من الحلق ثم يحصره المعتمد فيصيره حرفاً‪ .)4().‬ونسب الى ابي الحسن بن شريح بن محمد هذا المذهب ايضاً‪،‬‬
‫واليك نصه‪( :‬ان اّللف هوائية ّل مخرج لها فحروف الحلق عنده ستة وقد روى هذا عن الخليل‪ .)5().‬ويأتي ابو علي القالي إلنكارها‬
‫بقوله‪( :‬فأقصاها الهمزة ثم الهاء ثم العين ثم الحاء ثم الغين ثم الخاء ثم القاف ثم الكاف ثم الضاد ثم الجيم ثم الشين ثم الياء ثم الالم ثم‬
‫الراء ثم النون ثم الطاء ثم الدال ثم التاء ثم الصاد ثم الزاى ثم السين ثم الظاء ثم الذال ثم الثاء ثم الفاء ثم الباء ثم الميم ثم الواو‪ .‬ولم‬
‫نذكر األلف ألنها ّل تكون كلمة أولها ألف‪ ،‬من أجل أنه ّل يمكن اّلبتداء بالساكن ّلعتياصه على الناطق‪.)6().‬‬
‫إّل َّ‬
‫أن هناك فريقاً من النحاة التمس العذر لسيبويه‪ ،‬قال الجعبري‪( :‬ومعنى جعل سيبويه اّللف من مخرج الهمزة ان مبدأه‬
‫الحلق ثم يميل ويمر على الكل ومن ثم ينسب الى كل مخرج‪ .)7().‬وقال علي بن سلطان القاري(‪1014‬ه)‪( :‬الحاصل ان اّللف على‬
‫نوعين لينة وغيرها فهو اعم لغة واعتبا اًر وان كان مغاي اًر للهمزة اصطالحاً وان مخرج الهمزة محقق ومخرج اّللف مقدر‪.)8().‬‬
‫أما المحدثون فوصفوا صنيع سيبويه بالخطأ(‪ ،)9‬قال د‪ .‬كمال محمد بشر‪( :‬ان ابجدية سيبويه على ما نفهم هي ابجدية‬
‫اّلصوات الصامتة ‪ Consonants‬او الحروف الصحاح بعبارتهم‪ .‬واّللف في هذا السياق ّل يمكن ان تكون اّل حركة هي الفتحة‬
‫الطويلة‪ .‬وذكرها هنا كان يوجب عليه ذكر الواو والياء الممدودتين او الحركتين‪ .‬ولكنه لم يفعل‪ ،‬ومن ثم جاز لنا ان نعترض عليه من‬
‫جهتين‪:‬‬
‫أ‪ .‬ليس لأللف مكان من هذه اّلبجدية ألنها حركة خالصة‪.‬‬
‫ب‪ .‬وعلى فرض قبول وضعها في هذه اّلبجدية على ضرب من التسامح فليس هذا موضعها‪ .‬انها ليست من منطقة الهمزة او اية‬
‫منطقة اخرى يخرج منها حرف صامت‪ .‬ان اّللف بوصفها حركة انما ينسب نطقها الى وضع اللسان وجزء معين منه‪ ،‬هو وسطه‬
‫تقريباً‪.)10().‬‬
‫وقال د‪ .‬غالب المطلبي‪( :‬ما فعله سيبويه من حشر اّلصوات اّللف والواو والياء في داخل ذلك الترتيب الصوتي امر ّل‬
‫يمكن تسويغه‪ ،‬فاأللف من جهة يمكن ان يوضع من اصوات اقصى الحلق‪ .‬اذ انه صوت مد ّل حيز له)(‪ .)11‬وقال د‪ .‬محمد فتيح‪:‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬االصوات اللغوية‪.95:‬‬


‫(‪َ )2‬ت َب َّنى هذا المفهوم محققو الكتاب حين علقوا على قول الفراء (والظعن يثقل فِي القراءة ويخفف ألن ثانيه عين‪ ،‬والعربُ تفعل َذلِ َ‬
‫ك ِبما َكانَ ثانيه أحد‬
‫الستة)‪.‬فقال‪( :‬يريد أحرف الحلق‪ .‬وهي‪ :‬الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء‪ .).‬معاني القران(الهامش)‪ ، 112 /2 :‬وينظر‪ :‬علم االصوات في كتب‬
‫معاني القران‪.31-30:‬‬
‫(‪ )3‬علم االصوات في كتب معاني القران‪.32-31:‬‬
‫(‪ )4‬تصحيح الفصيح‪.108 /1 :‬‬
‫(‪)5‬ارتشاف الضرب‪ ،5 /1 :‬وينظر‪ :‬شرح الشافية(البن جماعة)‪.335 /1 :‬‬
‫(‪ )6‬المقصور والممدود البي علي القالي‪.11:‬‬
‫(‪ )7‬شرح الشافية (البن جماعة)‪.335 /1 :‬‬
‫(‪ )8‬المنح الفكرية على متن الجذرية‪.8 :‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬األصوات اللغوية‪ ،95:‬التفكير اللغوي بين القديم والجديد‪.214 -213 :‬‬
‫(‪ )10‬التفكير اللغوي بين القديم والجديد‪.214 -213 :‬‬
‫(‪ )11‬في االصوات اللغوية‪79 :‬‬
‫‪1664‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫(ليس صحيحاً ما ذكره سيبويه من مخرج اّلصوات الهمزة والهاء واّللف ّلن الصوتين اّلولين مخرجهما الحنجرة‪ ،‬وّلن مخرج الصوت‬
‫الثالث يمكن اعتباره فموياً)(‪.)1‬‬
‫إن اّللف صوت حلقي في مدرجة من مدارج الحلق ولعل التغاير في مخرجي الواو والياء المدية او غير‬ ‫صفوة القول – ّ‬
‫المدية سمح للصوتين التزاوج الوظيفي بوصفهما حرفين مختلفين او ما يسموهما المحدثون شبه صامت‪ ،‬الى التعدد المخرجي وهذا ما ّل‬
‫تسمح له الدراسات الصوتية الحديثة التي اصرت على هوائيته دون الحلق‪ ،‬لذا سنتابع سلوك الواو والياء في الدرس الصوتي لنقل كلمتنا‬
‫في هذا الحرف على النحو اّلتي‪:‬‬
‫إن القول بخروج أصوات الواو والياء فضال عن اّللف من الفم قو ٌل عام ّل يحدده مكان بعينه داخل الجهاز النطقي‪ ،‬أو بعبارة أدق‬
‫أ‪ّ .‬‬
‫ليس ما لألصوات الصامتة من مخرج يحدده المصوتان اّليجابي والسلبي بان يلتقيا فيحدثا حبسة كاملة او يقتربا بحيث يحتك الهواء‬
‫حين مروره بهما(‪ .)2‬فال أثر لالحتكاك في اصدار هذه اّلصوات عند علماء الصوتيات(‪.)3‬‬
‫ب‪ .‬ان الواو الياء تسلك في الدراسات الصوتية مسلكين(‪:)4‬‬
‫اولها "الحركات ‪ vowels‬فالياء والواو ليستا اّل رم از لحركة طويلة هي الضمة و الكسرة بل ان القدامى كانوا يطلقون على‬
‫الضمة والكسرة بالواو والياء الصغيرتين والفرق مع حركاتها ّل يتجاوز الكمية في انتاجها(‪ .)5‬ثانيهما‪ :‬الصوامت ‪ consonants‬لما‬
‫يمتا از من خصائص نطقية ووظيفية تقربهما من الحروف الصحيحة لذا اطلق عليهما (نصف صائت) من نحو بيت وولد(‪.)6‬‬
‫ج‪َّ .‬‬
‫إن اللغويين ما بعد سيبويه حاولوا جاهدين ان يجعلوا للياء والواو مخرجين‪ :‬مخرج حال كونها مدية (الجوف)‪ ،‬ومخرج حال كونها‬
‫غير مدية (وسط اللسان)(‪ .)7‬مع ان سيبويه اطلق لفظة الياء في ترتيبه لألصوات من دون فصل‪.‬‬
‫وهذا يحمل الباحثان على القول‪َّ :‬‬
‫إن الياء والواو المديتين تخرج من مخرج الواو والياء غير المديتين وهو وسط اللسان وما يقابله‬
‫لكن الفارق من حيث اّلتساع أو عدمه(‪ .)8‬ويتجلى ذلك من جملة الحقائق اللغوية قال الداني عن الياء‪ :‬هي(حرف مد مجهور‪ ...‬يخرج‬
‫من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك‪.)9( ).‬وقال عبد الوهاب القرطبي عند حديثه بان الحركات تخرج من مخرج حروف المد‪( :‬الكسرة‬
‫ليس من الشفة‪ ،‬وانما هو مخرج الياء من شجر الفم)(‪ .)10‬وهذا ما توصل اليه العلم الحديث‪ ،‬قال د‪ .‬ابراهيم انيس‪( :‬ففي تكون (الياء)‬
‫نلحظ ان اللسان يكون قريبا في موضع النطق بصوت اللين (‪ )i‬غير ان الفراغ بين اللسان ووسط الحنك اّلعلى حين النطق بالياء‬
‫يكون اضيق منه في حالة النطق بصوت اللين (‪ )i‬مما يترتب عليه انا نسمع ذلك النوع الضعيف من الحفيف‪ ،‬فالياء ألنها تشمل في‬
‫النطق بها على حفيف‪ ،‬يمكن ان تعد صوتاً ساكناً‪ ،‬اما اذا نظر الى موقع اللسان معها فهي اقرب شبهاً بصوت اللين (‪ )i‬لهذا اصطلح‬
‫المحدثون على تسمية الياء بشبه صوت اللين‪.)11().‬‬
‫د‪ .‬ان سيبويه اطلق لفظة الواو من دون تحديد‪ ،‬وهذا يحمل كالمه على اطالق الواو للنوعين كالهما‪ .‬قال المرعشي(‪1150‬ه)‪( :‬وقال‬
‫سيبويه انها ستة عشر‪ ،‬فجعل اّللف من مخرج الهمزة والواو والياء المديين من مخرجيهما غير مديين كذا قال‪ .)12().‬قال د‪.‬هنري‬
‫فليش‪( :‬اما فيما يخص الواو والياء فان مخرجهما يبقى كما هو‪ ،‬ساكنتين كانتا او متحركتين‪ ،‬وانما الذي يتغير هو سلوكهما‪،‬‬

‫(‪ )1‬في الفكر اللغوي‪.138 :‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬في الفكر اللغوي‪.140:‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬في األصوات اللغوية‪.70:‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الضاد في النظام الصوتي العربي مع دراسة كتب الفروق‪.44:‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬سر صناعة االعراب‪ ،17/1 :‬االصوات اللغوية‪.38 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬علم اللغة العام(االصوات)‪.86 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬الجمهرة‪ ،7 /1 :‬والرعاية‪.153 ،101 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬الضاد في النظام الصوتي العربي‪.46 :‬‬
‫(‪ )9‬التحديد في االتفاق والتجويد‪.169 :‬‬
‫(‪ )10‬الموضح في التجويد‪.209 :‬‬
‫(‪ )11‬االصوات اللغوية‪.43 :‬‬
‫(‪ )12‬جهد المقل‪.95 :‬‬
‫‪1665‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫فالمتحركة ياء كانت او واواً‪ ،‬تكسب قوة اكبر‪ ،‬اذ يمكن ان تكون مثل الحروف الصحيحة‪ ،‬وهي كذلك فعالً‪ ،‬حيث يكون لكل مخرج‬
‫مستقل حرف مستقل‪ .‬من اجل هذا لم يتصور العرب هذه الحروف بصورتين‪ :‬ياء ساكنة وياء متحركة‪ ،‬واواً ساكنة وواواً متحركة‪،‬‬
‫وانما تصورها بصورة هذا الحرف الوحيد‪ ،‬فقد اشتمل الحرف على اّلمكانيتين‪ :‬الصوت وهو الكسرة (‪ )i‬او الضمة (‪ (u‬والصامت‬
‫وهو الياء (‪ )y‬او الواو (‪.)1().)w‬‬
‫فالحق في وصف األلف ما ذكره سيبويه ومن تبعه‪ ،‬والحجة في ذلك‪ :‬ان ترتيب سيبويه لألصوات العربية لم يكن للصوامت‬
‫فحسب إنما للصوائت كذلك‪ ،‬فسيبويه اعتمد التدرجات في الضيق واّلتساع وما بينها ّلستيعاب الصوائت الطويلة والقصيرة‪ ،‬فظهر للياء‬
‫والواو أخوات في تلك التدرجات‪ .‬فإذا تعذر للقدامى تحديد األلف كمخرج فعليهم التيقن بوجوده جوفا مما بين أقصى الحلق وما يقابله في‬
‫هذا الجوف اذا اعتمدنا نظرية الترتيب الشمولي لحروف العربية عند سيبويه؟!(‪.)2‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صوتا الهمزة وااللف عند التركيب‬
‫أوال‪ :‬ادغام‪ :‬وهو في اللغة اّلدخال(‪ .)3‬وفي اّلصطالح‪( :‬ان تصل حرفا ساكنا بحرف مثله متحرك من غير ان تفصل بينهما بحركة‬
‫او وقف فيصيران لشدة اتصالهما كحرف واحد ترتفع اللسان عنهما رفعة واحدة شديدة فيصير الحرف اّلول كالمستهلك ّل‬
‫على حقيقة التداخل واّلدغام من نحو مد وشد‪.)4().‬‬
‫ان الغرض من اّلدغام هو طلب الخفة فقد ثقل على المتكلم التكرير والعودة الى الحرف بعد النطق به وصار ذلك ضيقا في‬
‫الكالم بمنزلة الضيق في الخطو على المقيد ألنه اذا منعه القيد من توسيع الخطو صار كانه انما يقيد قدمه الى موضعها الذي نقلها‬
‫منه فثقل ذلك عليه فلما كان تكرير الحرف كذلك حاولوا تخفيفه بان يدغموا احدهما في اّلخر(‪.)5‬‬
‫ادغام الهمزة وادغام االلف‪:‬‬
‫ألنهم إذا التقت همزتان في‬
‫وسؤل جمع سائل‪ّ ،‬‬ ‫أما الهمزة فال تدغم في مثلها ّإّل أن تكون عينا مضاعفة‪ ،‬نحو‪ :‬سأّل‪ ،‬وسأّل‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫كالمهم ألزموا الثانية التخفيف‪ ،‬فتنقلب واوا أو ياء أو ألفا‪ ،‬فتبعد عنها ‪ .‬وقد منع سيبويه ادغامها في مثلها قائال‪( :‬وأما الهمزتان فليس‬
‫فيهما إدغام في مثل قولك‪ ،‬ق أر أبوك‪ ،‬وأقرىء أباك‪ ،‬ألنك ّل يجوز لك أن تقول ق أر أبوك فتحققهما فتصير كأنك إنما أدغمت ما يجوز‬
‫فيه البيان‪ ،‬ألن المنفصلين يجوز فيهما البيان أبداً‪ ،‬فال يجريان مجرى ذلك‪ .‬وكذلك قالته العرب وهو قول الخليل ويونس‪.‬وزعموا أن ابن‬
‫رديء‪ ،‬فيجوز اإلدغام في قول هؤّلء‪ .‬وهو رديء‪.)7().‬‬
‫ٌ‬ ‫أناس معه‪ .‬وقد تكلم ببعضه العرب وهو‬
‫أبي إسحاق كان يحقق الهمزتين و ٌ‬
‫فسيبويه انما منعها لسلوك صوت الهمزة التي تميزه عن بقية اّلصوات من حيث قوتها وتهوعها‪ ،‬فهي حرف ثقيل‪ ،‬وقد وصفها‬
‫بانها‪( :‬نبرة في الصدر تخرج باجتهاد‪ ،‬وهي ابعد الحروف مخرجا‪ ،‬فثقل ذلك عليهم ّلنه كالتهوع‪ .)8().‬ومن خالل نصي سيبويه يلحظ‬
‫منع اّلدغام في الهمز ألمرين هما‪:‬‬
‫‪ .1‬اّلدغام تضعيف الحرف فال مسامحة في قبول مضاعفة الثقيل ّلن العرب تهرب من الثقل الى الخفة لذا يكون البيان ههنا اولى من‬
‫اّلدغام‪.‬‬
‫‪ .2‬لم يفت على سيبويه مسالة التحقيق في الهمزتين ان اجتمعتا لتسكن اّلول وتحرك الثاني في قولك‪ :‬ق أَر أبوك لتصبح‪ :‬ق ْأر أبوك محققا‬
‫الهمز‪( ،‬إنما أدغمت ما يجوز فيه البيان‪ ،‬ألن المنفصلين يجوز فيهما البيان أبداً‪ ،‬فال يجريان مجرى ذلك‪ .‬وكذلك قالته العرب وهو‬
‫رديء‪ ،‬فيجوز اإلدغام في قول هؤّلء‪ .‬وهو رديء)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫قول الخليل ويونس‪ ).‬ووسمه بالرديء (وقد تكلم ببعضه العرب وهو‬

‫(‪ )1‬التفكير الصوتي عند العرب‪.64 :‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪:‬البحث الصوتي عند ابن اياز‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات االسالمية‪ ،‬العدد‪ ،2007 ،10:‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬العين‪ ،359/4 :‬اللسان‪.202/12:‬‬
‫(‪ )4‬التعريفات‪.16 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬البديع في علم العربية‪.632/2 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬شرح المفصل‪.530/5 :‬‬
‫(‪ )7‬الكتاب‪.443/4 :‬‬
‫(‪ )8‬الكتاب‪.548/3 :‬‬
‫‪1666‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫وقد حاول ابو سعيد السيرافي القفز على راي سيبويه من اعتبار البيان ههنا اولى من اّلدغام ليعلن ان سيبويه لم يمانع اّلدغام‬
‫في الهمزتين المحققتين‪ ،‬قائال‪( :‬قد ذكرنا في تفسير باب الهمز ما يجب في التقاء الهمزتين من تالشي احدهما وتحقيق اّلخرى‪ ،‬ومتى‬
‫لينت احدهما فقد خرجت عن جنس الهمز‪ ،‬فال يجوز ادغامهما في اّلخرى‪ّ ،‬لنه ّل يدغم الشي فيما ليس من جنسه‪ ،‬وذكر عن قوم‬
‫تحقيق الهمزتين‪ ،‬وانه يجوز اّلدغام عند هؤّلء وذلك انه اذا حقق الهمزتين وجمع بينهما فقد صيرهما كحرفين يلتقيان‪ ،‬دالين او ميمين‬
‫وما شابه ذلك‪ ،‬فاذا اجتمعت الهمزتان وكانت اّلولى ساكنة وحققهما محقق فبالضرورة تدغم اّلولى في الثانية‪ ،‬وتوهم بعض القراء ان‬
‫سيبويه انكر ادغام الهمزة‪ ،‬وليس اّلمر على ما توهمه وانما انكر على مذهب من خفف الهمزة وهو المختار عنده‪.)1().‬‬
‫فعبارات‪:‬‬
‫‪( -‬وذكر عن قوم تحقيق الهمزتين‪ ،‬وانه يجوز اّلدغام عند هؤّلء وذلك انه اذا حقق الهمزتين وجمع بينهما فقد صيرهما كحرفين‬
‫يلتقيان‪ ،‬دالين او ميمين وما شابه ذلك)‪.‬‬
‫‪( -‬فاذا اجتمعت الهمزتان وكانت اّلولى ساكنة وحققهما محقق فبالضرورة تدغم اّلولى في الثانية)‪.‬‬
‫‪( -‬وتوهم بعض القراء ان سيبويه انكر ادغام الهمزة‪ ،‬وليس اّلمر على ما توهمه وانما انكر على مذهب من خفف الهمزة وهو المختار‬
‫عنده)‪.‬‬
‫تشير في مجملها الى تطويع نص سيبويه في مسالة الجمع بين الهمزتين بالجواز في ادغامها او اظهارها‪ ،‬متناسيا وصفه لهذا‬
‫اّلدغام بالرديء‪ .‬فال ادغام عند سيبويه سواء بالتحقيق في (ق اْر) او التخفيف في (ق ار أبوك)‪ .‬فكالهما يلزم البيان‪ .‬وتبع ابن الحاجب هذا‬
‫الوهم حين ذكر قول بعضهم (أن سيبويه أنكر إدغام الهمزة‪ ،‬وليس اّلمر على ما توهموا‪ ،‬بل إنما أنكره على مذهب من يخفف الهمزة‪،‬‬
‫كما هو المختار عنده‪ ،‬وقد بين سيبويه ذلك بقوله‪ :‬ويجوز اّلدغام في قول هؤّلء‪ ،‬يعني على تلك اللغة الرديئة)(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫يقلبون األولى ألفا ألنها‬ ‫وأما أهل الحجاز فيخففون الهمزتين؛ ألنه لو لم تكن إّل واحدة لخففت فيقولون في اق أر آية‪( :‬اق ار آية)‬
‫ساكنة وقبلها فتحة ويجعلون الثانية بين بين وكان أبو زيد يجيز إدغام الهمزة في الهمزة ويحكى ذلك عن العرب ويقول (اقرأيه) يجعلها‬
‫كسائر الحروف ومن خفف األولى وحقق الثانية قال (اق ار آية) ويجعل األولى ألفا ويجعل الثانية همزة ومن حقق األولى وخفف الثانية‬
‫قال‪( :‬إقرأيه) فيلقي حركة الهمزة الثانية على الساكن الذي قبلها ويحذفها كما بينا في مثل ذلك(‪.)4‬‬
‫إن إدغام الهمزة في مقاربها سواء أكانت عينا مضاعفة أم غيرهما فممتنع‪ ،‬لما ثبت فيها من جواز التخفيف‬
‫‪ -‬صفوة القول ‪ّ -‬‬
‫إما أن تحذف فال إدغام واما أن تسهّل فتصير كحروف‬ ‫ألنها ّ‬
‫الذي يحصل به سهولتها وعند التخفيف يتع ّذر اإلدغام‪ّ ،‬‬
‫اللين‪ ،‬فال إدغام على أنها همزة بل تدغم على ّأنها حرف لين‪ ،‬واذا امتنع إدغامها في مقاربها امتنع إدغام مقاربها فيها‬
‫ألن الهمزة أدخل الحروف في الحلق(‪.)5‬‬ ‫ألنه يؤدي إلى إدغام األدخل في الفم في األدخل في الحلق‪ّ ،‬‬ ‫كذلك‪ ،‬و ّ‬
‫(تقدم الكالم عليها في تخفيف الهمزة‪ .‬واذا كانت قد استُثقلت‪ ،‬فهي مع مثلها أثق ُل‪ ،‬فلذلك إذا التقت همزتان في‬
‫قال ابن يعيش‪ّ :‬‬
‫باب في التخفيف هو أ َْولى بهما من اّلدغام‪ .‬فال تدغم الهمزة ّإّل أن تُليَّن إلى الواو‪ ،‬أو إلى‬ ‫ادغام فيهما‪ .‬ولهما ٌ‬ ‫َ‬ ‫غير موضع العين‪ ،‬فال‬
‫اّلدغام‬ ‫"رؤَية"‪"ِ :‬رَّيةٌ"‪ ،‬إذا خفّفوا‪ ،‬فيجوز‬ ‫الياء‪ ،‬فتُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ياء أو وا ًو‪ ،‬كقولنا في ْ‬
‫ادغامها على ّأنها ٌ‬
‫ُ‬ ‫تدغم الو ُاو والياء فيه‪ ،‬فحينئذ يجوز‬‫صادف ما ّ‬
‫ياء‪ ،‬كقولهم‪" :‬طَ َوْيته طَيًّا"‪ ،‬وأصله‪ :‬طَ ْوًيا‪ .‬فال‬
‫فألنه و ٌاو ساكنةٌ بعدها ٌ‬‫فألن الواو ُي ْن َوى بها الهمزةُ‪ .‬ومن ادغم‪ّ ،‬‬
‫وترُكه‪ .‬فمن لم يدغم‪ّ ،‬‬
‫و"رّاس"‪ ،‬و"جأّار"‬
‫"سأّال"‪َ ،‬أ‬
‫مما عينه همزةٌ‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫عينا مضاعفةً‪ ،‬وذلك في "فَ ّعال"‪ ،‬و"فُعَّل"‪ ،‬وما أشبههما ّ‬
‫تدغم في مثلها‪ّ ،‬إّل أن يكون ً‬
‫فأما إذا التقت همزتان في غير‬
‫و"جوٌر‪ّ ...‬‬
‫َّ‬ ‫"س َّو ٌل"‪،‬‬
‫ّلدغمت وقلت‪ُ :‬‬
‫َ‬ ‫و"جائرا" على "فُعَّل"‬
‫ً‬ ‫"سائال"‬
‫ً‬ ‫"الجؤار"‪ ،‬وهو الصوت‪ .‬ولو جمعت‬
‫من ُ‬

‫(‪ )1‬شرح كتاب سيبويه‪.407/5 :‬‬


‫(‪ )2‬شرح الشافية ‪.236/3 :‬‬
‫(‪ )3‬كما تلفظها العامة اليوم في مجالس العزاء (قرا‪/‬يه)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح كتاب سيبويه‪.286/4 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬شرح كتاب سيبويه‪.286/4 :‬‬
‫‪1667‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫أن ابن‬
‫أن سيبويه حكى ّ‬
‫ّلزما‪ ،‬غير ّ‬
‫ادغام‪ ،‬فإذا قلت‪" :‬قَ َأَر أَبوك"‪ ،‬فقد اجتمع همزتان‪ ،‬وان كان التخفيف إلحداهما ً‬
‫َ‬ ‫موضع العين‪ ،‬فال‬
‫أبي إسحاق كان يحقّق الهمزتين‪ ،‬و ّأنها لغة رديئة ِ‬
‫لناس من العرب‪.)1().‬‬
‫أما ادغام اّللف فال يتحقق عند النحويين او القراء‪ ،‬فاأللف ّل تدغم في حرف وّل حرف يدغم فيها‪ّ ،‬لنها ساكنة ابدا فال يمكن‬
‫ادغام ما قبلها فيها وّل يمكن ادغامها ّلن الحرف انما يدغم في مثله وليس اّللف مثل متحرك فيصبح اّلدغام فيها لذا امتنع ادغام‬
‫اّللفين مطلقاً(‪.)2‬‬
‫المدغم‬
‫ألن الثاني من ّ‬‫قال ابن يعيش‪( :‬األلف ّل تدغم في مثلها‪ ،‬وّل فيما يقاربها‪ ،‬إذ لو ادغمت في مثلها‪ ،‬لصارتا غير ألفين‪ّ ،‬‬
‫ساكنا‪ .‬فامتنع فيها مع ما‬
‫ً‬ ‫األو ُل ّل يكون ّإّل كالثاني‪ ،‬وان كان‬
‫يؤدي إلى قلبها همزة‪ ،‬و ّ‬
‫حرك‪ ،‬فتحري ُكها ّ‬
‫األلف ّل تُ َّ‬
‫متحرًكا‪ ،‬و ُ‬
‫ّ‬ ‫ّل يكون َّإّل‬
‫يصح تحريك األلف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫متحرك‪ ،‬وّل‬
‫ّ‬ ‫ألذن اّلدغام ّل يكون َّإّل في‬
‫قارَبها ما امتنع فيها مع مثلها‪ .‬وان شئت أن تقول‪ّ :‬ل تدغم في مثلها؛ ّ‬ ‫َ‬
‫(‪)3‬‬
‫المد واّلستطالة‪ ،‬فاعرفه) ‪.‬‬
‫لئال يزول ما فيها من زيادة ّ‬ ‫وّل تدغم في مقارب؛ ّ‬
‫خالصة القول‪ -‬في كال الصوتين انهما باب اّلدغام يدخل كل الحروف اّل اّللف والهمزة‪ .‬فاأللف ّل تدغم في حرف وّل حرف‬
‫يدغم فيها‪ّ ،‬لنها ساكنة ابدا فال يمكن ادغام ما قبلها فيها وّل يمكن ادغامها ّلن الحرف انما يدغم في مثله وليس اّللف مثل متحرك‬
‫فيصبح اّلدغام فيها لذا امتنع ادغام اّللفين مطلقا ‪.‬واما الهمزة فثقيلة جدا ولذلك يخففها اهل التخفيف منفردة فاذا انضم اليها غيرها‬
‫ازداد الثقل فالزمت احداهما البدل فيزول اجتماع المثلين فال يدغم اّل ان تكونا عينين نحو سال وراس فإنها تدغم وّل تبدل ّلنه لو‬
‫ابدلت احدهما ّلختلفت العينان والعينان ابدا في كالم العرب ّل يكونان اّل مثلين‪ .‬اما باقي الحروف اذا اجتمع منها مثلين لزم ادغام‬
‫اّلول في الثاني(‪.)4‬‬
‫يدغم فيه‬
‫وتدغم فيها‪ .‬فما كان منها أدخ َل في الحلق لم ّ‬
‫تدغم ّ‬
‫(يدغم وّل يدغم فيه وهي الهمزة واأللف‪ .‬وسائرها ّ‬ ‫قال ابن يعيش‪ّ :‬‬
‫أقرب إلى الفم‪ ،‬فلذلك أدغمت الهاء في‬
‫ألن الهاء أدخ ُل في الحلق‪ ،‬والحاء ُ‬
‫َّم ًال"؛ ّ‬
‫"اجَبه ح َ‬
‫تدغم في الحاء‪ ،‬نحو‪ْ :‬‬ ‫األدخ ُل في الفم‪ .‬فالهاء ّ‬
‫أقرب إلى الفم‪ ،‬وذلك من قبل أن الحرف إذا‬
‫ألن العين ُ‬‫تدغم العين في الحاء؛ ّ‬ ‫نحو‪"ِ :‬ا ْم َد ْح ِه ً‬
‫الّل"‪ .‬وّل ّ‬ ‫يدغم الحاء في الهاء‪َ ،‬‬
‫الحاء‪ ،‬ولم ّ‬
‫تصع ٌد في الحلق إلى الفم‪ .‬واذا ُعكس ذلك‪ ،‬كان ذلك بمنزلة الهُ ِو ّ‬
‫ي بعد الصعود‬ ‫ّ‬ ‫أدخل في الحلق‪ ،‬و ُّادغم فيما بعده كان في ذلك‬
‫َ‬ ‫كان‬
‫(‪)5‬‬
‫عكسا) ‪.‬‬
‫ً‬ ‫والرجوع‬
‫ثانيا‪ :‬االبدال الصرفي في اخفاء الهمزة وااللف‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫االبدال‪ :‬اقامة حرف مكان حرف لعلة صرفية دفعا للثقل‪ .‬حيث يعتمد على قواعد صرفية ضمن معالجات صوتية ‪ .‬وهذه الحروف‬
‫المبدلة هي‪ :‬الهمزة‪ ،‬واّللف‪ ،‬والهاء‪ ،‬والياء‪ ،‬والنون‪ ،‬والتاء‪ ،‬والسين‪ ،‬والميم‪ ،‬والطاء‪ ،‬والدال‪ ،‬والتاء(‪ .)7‬وقد اخرج ابن يعيش الذال‬
‫وادخل الجيم عوضا عنها(‪.)8‬‬
‫اذن – الهمزة واّللف من حروف اّلبدال الصرفي اذ يلحظ تقلبها عن اصلها تخفيفا او تقليبا ‪.‬وهو حال احر العلة‪ ،‬فمن‬
‫المعروف ان حروف العلة ثالثة (اّللف والواو والياء) واضافوا الهمزة ّلنهم راوها ّل تثبت على حال فيصيبها التغيير والحذف(‪ .)9‬لكنها‬
‫رغم عدم استقرارها ّل يطلق على تبدلها باّلعالل كما في باقي حروف العلة‪ ،‬انما يشار لها بالتخفيف‪ ،‬وتخيفها يكون بقلب الهمزة حرف‬

‫(‪ )1‬شرح المفصل‪.530/5 :‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬االدغام الصرفي‪ ،‬د‪ .‬فائزة بنت عمر بن علي‪ ،‬مجلة البحوث االسالمية‪ ،‬ع‪1422 ،64:‬ه‪ ،‬ص‪.354‬‬
‫(‪ )3‬شرح المفصل‪.530/5:‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪:‬االدغام الصرفي‪.354:‬‬
‫(‪ )5‬الكناش في فني النحو والصرف‪.322/2 :‬‬
‫(‪ ) 6‬ينظر‪ :‬ظاهرة االعالل واالبدال في العربية بين القدامى والمحدثين‪ .‬د‪.‬محمد حماس عبد اللطيف‪ ،‬في مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة‪ ،‬ج‪،48-46 :‬‬
‫‪ 1981‬ص‪.153‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.241-235/4:‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬شرح الملوكي في التصريف‪.213:‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬الصرف الواضح‪.317:‬‬
‫‪1668‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫ِ‬
‫علة اخر او حذفها او جعلها بين بين ‪ .‬قال اّلزهري‪( :‬والهمزة كالحرف الصَّحيح‪ ،‬غير أَن لَهَا حاّلت من التَّْليين و َ‬
‫(‪)1‬‬
‫الح ْذف واإلبدال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والتَّحقيق‪ِ ّ ،‬‬
‫الجوف‪َ ،‬ولَْي َست من ا ْلجوف إَِّن َما ه َي حلقية في أ ْق َ‬
‫صى ا ْلحلق‪.)2().‬‬ ‫تعتل فيهَا‪ ،‬فأُلحقت باألحرف المعتلة ُ‬
‫تخفيف الهمزة‪:‬‬
‫وهو التليين(‪ .)3‬ويجمعه اّلبدال والحذف وبين بين(‪ .)4‬ومما ياتي تفصيل في ذلك على النحو اّلتي‪:‬‬
‫‪.1‬قلب الهمزة‪:‬‬
‫ويكون بأحد حروف العلة وهو على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ .‬القلب وجوبا‪ :‬ويكون في موضع واحد وذلك اذا وقعت الهمزة ساكنة بعد همزة متحركة فانها تقلب حرفا يجانس حركة ما قبلها‪،‬‬
‫فان كانت قبلها فتحة انقلبت الفا‪ ،‬وان كانت قبلها كسرة انقلبت ياء‪ ،‬وان كانت قبلها ضمة انقلبت واوا من نحو‪ :‬آمنت من‬
‫أَأْمنت‪ ،‬وايثار من إإثار‪ ،‬وأوثر من أُأثر(‪.)5‬‬
‫ب‪ .‬القلب جوا از‪ :‬اذا وقعت الهمزة بعد حرف متحرك غير الهمزة‪ ،‬فلك ان تقلبها حرفا يجانس حركة ما قبلها‪ ،‬من نحو قولك في‬
‫فأس‪ :‬فاس‪ ،‬وفي بئر‪ :‬بير‪ ،‬وفي سؤر‪ :‬سور‪ ،‬وان شئت تركتها على تحقيقها(‪.)6‬‬
‫‪ .2‬حذف الهمزة‪ :‬تحذف وجوبا في (يرى) مضارع (راى) وفي امر كل وخذ من اكل واخذ(‪.)7‬‬
‫‪ .3‬اّلبدال‪ :‬ويراد منها ابدال الهمزة بأحد حروف العلة‪ ،‬وقد حفظ الصرفيون منها ابدال الهمزة واو او ياء‪ ،‬وذلك في المواضع اّلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬قلب الهمزة ياء‪:‬‬
‫‪ -‬من الفعل الماضي المعتل العين ومهموز الالم من نحو (جاء) عند صياغته بوزن فاعل يكون‪ :‬جائي‪ ،‬واّلصل‪ :‬جااء امتنع توالي‬
‫اّلمثال في كالم العرب‪ ،‬فابدلوا عين فاعل همزة لتصبح (جاءء) تطرف الهمزة وكسر ما قبلها فقلبت ياء لتصبح (جائي)(‪.)8‬‬
‫وثمة تأويل في هذه المسالة وهي ان الفعل جاء مضارعه يجيء واسم الفاعل (جايء) وههنا اما ان يحدث قلب مكاني بين‬
‫الهمزة والياء (جائي)وهو قول قول الخليل(‪ .)9‬او وقعت الياء ثالثة بعد الف فاعل فتقلب الى همزة (جاءء) وعليه تطرفت الهمزة وكسر ما‬
‫قبلها لتصبح (جائي)(‪.)10‬‬
‫مقرو‪ ،‬وهذه مقروةٌ‪ ،‬وفي أفيئس وهو تحقير أفؤس‬ ‫سي يا فتى‪ ،‬وفي مقروء‪ ،‬ومقروءة‪ :‬هذا ٌّ‬ ‫النسىء َّ‬
‫الن ٌّ‬ ‫‪ -‬قولك في خطيئة خطيَّة‪ ،‬وفي َّ‬
‫الهدو‪ ،‬في َّأنها لم تجيء لتلحق‬ ‫ِّ‬ ‫خطية وواو‬
‫أفيس‪ ،‬وفي بريئة بريَّة‪ ،‬وفي سويئل وهو تحقير سائل سويِّل‪ ،‬فياء التحقير بمنزلة ياء ّ‬ ‫ٌ‬
‫طية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫همزة أَن تَقلبها كالحرف الذي قبلهَا فَتَقول في َخط َيئة َخ ّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)11‬‬
‫تحرك أبداً بمنزلة األلف ‪ .‬قال المبرد‪( :‬فإ ّن تَ ْخفيف ا ْل َ‬ ‫بناء ببناء‪ ،‬وّل َّ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫لحركت َش ْيئا َّل يجوز أَن َيتَ َحَّرك أَبدا ألَنها‬
‫همزة على َهذه الياء َو َهذه ا ْل َواو ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫مقروة وِانما فعلت َذلك ألَنك لَو أَلقيت َح َرَكة ا ْل َ‬ ‫وءة ّ‬ ‫َوِفي َم ْق ُر َ‬
‫ومرمي‪.)12().‬‬ ‫ومغزو‬ ‫لي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫للمد فَهُ َو بِ َم ْن ِزلَة األَلف إِّلَّ أ َّ‬
‫َن ا ِإلدغام فيه َجائز ألََّنه ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عدو ود ّ‬ ‫مما يدغم َك َما تَقول ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)13‬‬
‫نبي‪ ،‬عند بعض القراءات السبع‪ ،‬فنافع يق أر‪" :‬النبيء" بالهمز في جميع القرآن ‪ .‬وقد رده النحويون‪ ،‬قال ابن‬ ‫‪ -‬قولك في نبيء‪ٌّ :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحاجب (وقول النحويين فيه‪ :‬التزم قلب الهمزة ياء وادغامها في نبي وبرية‪ ،‬غير صحيح لثبوت الهمزة فيهما)‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‪ ،66/3:‬وشرح الملوكي‪.214:‬‬


‫(‪ )2‬تهذيب اللغة ‪.490/15:‬‬
‫(‪ )3‬هو مصطلح الخليل بن احمد‪ .‬ينظر‪ :‬العين‪.249/8:‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‪.20/2:‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬شرح التصريح على التوضيح‪ ،704/2:‬اللباب في علل البناء واالعراب‪ ،207/2 :‬شذا العرف في فن الصرف‪.137 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬سر صناعة االعراب‪ ،738/2:‬المفتاح في علم الصرف‪ ،94 :‬شرح شافية ابن الحاجب‪ ،313/2 :‬شرح المفصل‪.266/5 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‪.41/3 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬اللباب في علل البناء واالعراب‪.488/2:‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬المفصل في صنعة االعراب‪ ،527 :‬شرح الشافية‪.708/2 :‬‬
‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬االصول في النحو‪ ،406/2 :‬المقتضب‪ ،115/1 :‬المفصل في صنعة االعراب‪ ،527 :‬شرح الشافية‪.708/2 :‬‬
‫(‪ )11‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،547/3 :‬االصول في النحو‪.399/2:‬‬
‫(‪ )12‬المقتضب‪.161/1 :‬‬
‫(‪ )13‬ينظر‪ :‬الحجة في القراءات السبع‪ ،81/1 :‬اتحاف فضالء البشر في القراءات االربعة عشر‪.82:‬‬
‫‪1669‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫‪ -‬القول في جمع خطيئة خطايا‪:‬‬


‫هي من الخالف الصرفي بين النحويين‪ ،‬ونقلتها كتب الخالف بانه بين البصريين والكوفيين(‪ ،)2‬واّلمر ّل عالقة بذيك‬
‫المدرستين‪ ،‬فقد ذهب الخليل بن احمد ان جمع خطيئة خطايا‪ ،‬وتبناه جمهور الكوفيين(‪ .)3‬وهو ما تبناه ابن جني في الخصائص(‪.)4‬‬
‫وحجتهم من حجة الخليل سابق الذكر‪ ،‬قال ابو البركات اّلنباري‪( :‬أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا‪ :‬إنما قلنا إن وزنه فعالي‪ ،‬وذلك ألن‬
‫األصل أن يقال في جمع خطيئة "خطايئ" مثل خطايع‪ ،‬إّل أنه قدمت الهمزة على البناء؛ لئال يؤدي اإلبدال الياء همزة كما تبدل في‬
‫صحيفة وصحائف وكتيبة وكتائب لوقوعها قبل الطرف بحرف؛ ألنهم يجرون ما قبل الطرف بحرف من هذا النوع مجرى الطرف في‬
‫اإلبدال‪ ،‬وهم يبدلون من الياء إذا وقت طرفا وقبلها الف زائدة همزة‪ ،‬فلو لم تقدم الهمزة على الياء في خطايئ لكان يؤدي إلى اجتماع‬
‫همزتين‪ ،‬وذلك مرفوض في كالمهم ولم يأت في كالمهم الجمع بين همزتين في كلمة إّل في قول الشاعر(‪ :)5‬فإنك ّل تدري متى الموت‬
‫جائئ ‪ ...‬ولكن أقصى مادة الموت عاجل‬
‫ولهذا قال الخليل بن أحمد‪ :‬جائية مقلوبة‪ ،‬ووزنه فاعلة‪ ،‬فصارت خطائي مثل خطاعي‪ ،‬ثم أبدلوا من الكسرة فتحة ومن الياء‬
‫الفا‪ ،‬فصارت خطاءا‪ ،‬مثل خطاعا‪ ،‬فحصلت همزة بين الفين‪ ،‬واأللف قريبة من الهمزة‪ ،‬فقلبوا من الهمزة ياء ف ار ار من اجتماع األمثال‪،‬‬
‫فصار خطايا على وزن فعالي)(‪.)6‬‬
‫وذهب سيبويه وجمهور البصريين إلى أن "خطايا" على وزن فعائل(‪ .)7‬ألن خطايا جمع خطيئة؛ وخطيئة على وزن فعيلة‪ ،‬وفعيلة‬
‫يجمع على فعائل لتصبح خطايئ(‪ .)8‬لذا اوجبوها بهذا الجمع بعد خمسة اعمال هي‪ :‬أولها‪ :‬إبدال الياء همزة (خطاءء)‪ ،‬وثانيها‪ :‬إبدال‬
‫فتحة(خطاءي)‪ .‬ورابعها‪ :‬قلب الياء ألفًا (خطاءا)‪ .‬وخامسها‪ :‬قلب األلف‬ ‫(خطاءي)‪ .‬وثالثها‪ :‬قلب كسر الهمزة األولى‬ ‫ِ‬ ‫الهمزة الثانية ياء‬
‫َ‬
‫(‪)9‬‬
‫ياء على الترتيب(خطايا)‪ .‬هذا مذهب سيبويه‪ ،‬وجمهور البصريين ‪.‬‬
‫اعلَم فأَبدلت إِحدى الهمزتين ياء لئالَّ‬
‫َ‬ ‫ان أَصلها أَن تلتقي همزتان فَتَقول َخطَائِ ِئ فَ ْ‬ ‫ِ‬
‫قال المبرد‪َ ( :‬خط َيئة فِإن جمعتها قلت َخطَ َايا َو َك َ‬
‫وياء خرجت إِلى َباب ّ‬
‫مطية)(‪.)10‬‬ ‫همزة ٌ‬ ‫فلما اجتمعت َ‬ ‫تلتقي همزتان ّ‬
‫تان فتنكبوا‬‫فكان يجتمعُ همز ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َحائف َ‬ ‫طائي مثل َ‬ ‫يقال فيها‪َ :‬خ ٌ‬ ‫َن َ‬ ‫ياس َعلَى ذلك أ ْ‬‫كان الق ُ‬ ‫صحيفة َ‬ ‫(خطيئةٌ مث ُل‪َ :‬‬ ‫وقال ابن السراج‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫"فَ َعائِ َل" إلى "فَ َع َائ َل" كما قَالوا في َم َد ِاري‪َ :‬م َد َارى‬
‫يقولون‪َّ :‬إنهُ لما نق َل وقعت الهمزةُ َ‬
‫بين‬ ‫َ‬ ‫النحويون‬
‫َ‬ ‫اع َل"‪ .‬و‬ ‫وكان َم َد ِاري‪َ :‬مفَاع ُل فجعلوه َ‬
‫"مفَ َ‬ ‫َ‬
‫ثالثة أَلفات وه َذا المعنى َّإنما يقع إ َذا ِ‬
‫كانت الهمزةُ عارضةً في الجم ِع‬ ‫ِ‬ ‫بين‬ ‫ك بها ألََّن َ‬ ‫اء‪ :‬قالوا‪ :‬واَّنما "فُ ِع َل" ذل َ‬ ‫أ ِ‬
‫ُ‬ ‫جمعت َ‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ُبدلت َي ً‬
‫َلفين فأ ْ‬
‫وبابها لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع ِم َن‬ ‫تقدير قدروهُ ّل أ َّ‬
‫األصول مثل‪َ :‬حوكة واستحوَذ فَ َخطايا ُ‬ ‫األشياء على‬ ‫بعض‬
‫ُ‬ ‫العرب كما قد تأتي‬ ‫َصل ُس َ‬‫َن َهذا األ َ‬ ‫وهذا ٌ‬ ‫َ‬
‫الياء‪.)11().‬‬
‫ُيسمع فيه إّل ُ‬
‫‪ .4‬الهمزة بين بين‪ :‬هي الهمزة التي تجعل بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها ؛ فإن كانت مكسورة فجعلت بين بين فهي بين‬
‫الهمزة والياء نحو قولنا في بئس‪ :‬بيس‪ .‬وان كانت مضمومة فجعلت بين بين فهي بين الهمزة والواو نحو قولنا في رؤوف‪ :‬رووف‪.‬‬
‫وان كانت مفتوحة فجعلت بين بين‪ ،‬فهي بين الهمزة واأللف نحو قولنا في سأل‪ :‬سال(‪ .)12‬قال سيبويه‪( :‬تبدل مكانها األلف إذا كان‬

‫(‪ )1‬شرح الشافية‪.687/2 :‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪.663/2 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪.663/2:‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الخصائص‪.488/2:‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪.663/2:‬‬
‫(‪ )6‬االنصاف في مسائل الخالف‪.663/2:‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪.663/2:‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪.663/2:‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬شرح التصريح على التوضيح‪ ،700/2 :‬الصرف الواضح‪.329 :‬‬
‫(‪ )10‬المقتضب‪.139/1 :‬‬
‫(‪ )11‬االصول في النحو‪.341/3 :‬‬
‫(‪ )12‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‪ ،917/2:‬اللسان‪.27-26/1:‬‬
‫‪1670‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫متلئب‪ ،‬نحو ما ذكرنا‪ .‬واَّنما‬


‫ٍّ‬ ‫ما قبلها مفتوحاً‪ ،‬والياء إذا كان ما قبلها مكسو اًر‪ ،‬والواو إذا كان ما قبلها مضموماً‪ .‬وليس ذا بقياس‬
‫يحفظ عن العرب كما يحفظ الشيء الذي تبدل التَّاء من واوه‪ ،‬نحو أتلجت‪ ،‬فال يجعل قياساً في كل شيء من هذا الباب‪ ،‬واَّنما هي‬
‫بد ٌل من واو أولجت)(‪.)1‬‬
‫الجيِّدة على التحقيق فِإذا َخفَّ ْف َ‬ ‫ِ‬
‫من ذلك قوله تعالى‪(( :‬إِنما َن ْح ُن ُم ْستَ ْه ِزئون اللّهُ َي ْستَ ْه ِزئُ بهم)) ‪ ،‬قال الزجاج‪( :‬القراءة َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ت الهمزة‬
‫ياء فَتُ ْق َأَر ُم ْستَ ْه ِزُيون(‪.)5())4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ت الهمزةَ بين الواو والهمزة فقلت ُم ْستَ ْه ِزئون فهذا اّلختيار بعد التحقيق ويجوز أَن ُيبدل منها ٌ‬ ‫َج َع ْل َ‬
‫وقد اختلف النحويون في حركة تسهيل الهمز‪ ،‬فذهب الكوفيون إلى أن همزة َب ْي َن َب ْي َن ساكنة(‪ .)6‬وذهب البصريون إلى أنها‬
‫َب ْي َن ّل يجوز أن تقع مبتدأة‪ ،‬ولو كانت متحركة لجاز أن تقع مبتدأة‪ ،‬فلما امتنع‬ ‫متحركة(‪ .)7‬واحتج الكوفيون على سكونها أن همزة َب ْي َن‬
‫به‪ .‬وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا‪ :‬الدليل على أنها متحركة أنها تقع مخففة‬ ‫اّلبتداء بها د ّل على أنها ساكنة؛ ألن الساكن ّل ُي ْبتَ َدأ‬
‫َب ْي َن َب ْي َن في الشعر وبعدها ساكن في الموضع الذي لو اجتمع فيه ساكنان ّلنكسر البيت كقول األعشى(‪:)8‬‬
‫ود ْهٌر ُم ْف ِس ٌد َخبِ ُل‬ ‫الزَم ِ‬
‫ان َ‬ ‫ِ‬
‫َضَّر بِه ‪َ ...‬رْي ُ‬
‫ب َّ‬ ‫َت رجال أعشى أ َ‬
‫َن َأر ْ‬
‫أَأ ْ‬
‫فالنون ساكنة وقبلها همزة مخففة َب ْي َن َب ْي َن‪ ،‬فعلم أنها متحركة؛ ّلستحالة التقاء الساكنين في هذا الموضع‪ ،‬وهذا ألن الهمزة إنما‬
‫يأت اجتماع الهمزتين في شيء‪.)9().‬‬ ‫جعلت ب ْين ب ْين كراهية ّلجتماع الهمزتين؛ ألنهم يستثقلون ذلك‪ ،‬ولم ِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫ت حركتها وقربت من‬ ‫ِ‬
‫اختُل َس ْ‬
‫وقد رد ابو البركات دعوى الكوفيين بقوله‪( :‬إنما لم يجز أن تقع مبتدأة ألنها إذا جعلت َب ْي َن َب ْي َن ْ‬
‫الساكن‪ ،‬واّلبتداء إنما يكون بما تمكنت فيه حركته‪ ،‬واذا جعلت َب ْي َن َب ْي َن فقد زال ذلك التمكن وقربت من الساكن‪ ،‬وكما ّل يجوز اّلبتداء‬
‫بالساكن فكذلك ّل يجوز اّلبتداء بما قرب منه‪ .)10().‬واليه اشار ابن الحاجب‪( :‬فلو كانت الهمزة المخففة في الحكم ساكنة ّللتقى‬
‫ساكنان‪ ،‬وذلك ّل يكون في الشعر إّل في القوافي)(‪ .)11‬وهذا الراي يتوافق مع المحدثين‪ ،‬قال د‪.‬تمام حسان‪( :‬هي همزة متحركة تكون‬
‫بعد الف او بعد حركة‪ ،‬فتصير في النطق مجرد خفقة صدرية ّل يصاحبها اقفال لألوتار الصوتية‪.)12().‬‬
‫ابدال االلف بأحد حروف العلة‬
‫(‪)13‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ .1‬قلب اّللف واوا‪ :‬تقلب اّللف واوا في موضعين هما‬
‫فاعل عند البناء للمجهول‪ ،‬اذ تقلب اّللف واوا فتصير‪ :‬فوعل‪ ،‬نحو‬
‫اّلول‪ :‬عند ضم ما قبل اّللف وذلك في اّلفعال التي على وزن َ‬
‫شارك‪ :‬شورك‪ ،‬قاتل‪ :‬قوتل‪ ،‬اي‪ :‬قلبت اّللف واوا ألجل الضم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬في الصفات على وزن فاعلة ويجمع جمع تكسير فانه يصير على وزن فواعل‪ ،‬وذلك بقلب اّللف واوا‪ ،‬نحو‪ :‬شاعرة وشواعر‪،‬‬
‫وكاتبة وكواتب‪ ،‬وفارسة فوارس‪ ،‬وجائزة جوائز‪ ،‬وصائمة صوائم‪.‬‬
‫‪ .2‬قلب اّللف ياء‪ :‬تقلب اّللف ياء في موضعين هما(‪:)14‬‬
‫اّلول‪ :‬أن يعرض كسر ما قبلها‪ ،‬كقولك في جمع مصباح ودينار‪ :‬مصابيح ودنانير‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكتاب‪ ،554/3:‬الدراسات الصوتية والصرفية في نقول ابن منظور في لسان العرب عن ابي اسحاق الزجاج‪.35:‬‬
‫(‪ )2‬البقرة‪.14/‬‬
‫(‪ )3‬تلفظ ‪ :‬مستهزوون‪ ،‬وهو تخفيف الهمز بين بين القريب‪.‬‬
‫(‪ )4‬هو تخفيف الهمز بين بين البعيد‪.‬‬
‫(‪ )5‬اللسان‪ ،58/15:‬الدراسات الصوتية والصرفية في نقول ابن منظور في لسان العرب عن ابي اسحاق الزجاج‪.35:‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪ ،598/2: :‬شرحان على مراح االرواح‪ ،103/1:‬القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث‪.105:‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪ ،598/2: :‬اللغة العربية معناها ومبناها‪.53:‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬االنصاف في مسائل الخالف‪.598/2: :‬‬
‫(‪ )9‬االنصاف في مسائل الخالف‪.599-598/2:‬‬
‫(‪ )10‬االنصاف في مسائل الخالف‪.600/2: :‬‬
‫(‪ )11‬شرح الشافية‪.333/4:‬‬
‫(‪ )12‬اللغة العربية معناها ومبناها‪ ،53:‬الدراسات الصوتية والصرفية في نقول ابن منظور في لسان العرب عن ابي اسحاق الزجاج‪.35:‬‬
‫(‪ )13‬ينظر‪ :‬الصرف الواضح‪.232-231 :‬‬
‫(‪ )14‬ينظر‪ :‬شرح االشموني‪.102/4 :‬‬
‫‪1671‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫الثاني‪ :‬أن يقع قبلها ياء التصغير‪ ،‬كقولك في تصغير غزال‪ :‬غزيل‪.‬‬
‫قال اّلزهري‪( :‬وأما إبدالها من األلف ففي مسألتين‪ :‬إحداهما‪ :‬أن ينكسر ما قبلها كقولك في" جمع "مصباح‪ :‬مصابيح‪ ،‬وفي"‬
‫جمع "مفتاح‪ ،‬مفاتيح‪ ،‬وكذلك تصغيرهما" كقولك في تصغير "مصباح‪ :‬مصيبيح"‪ ،‬وفي تصغير "مفتاح‪ :‬مفيتيح" فتقلب األلف في‬
‫التكسير والتصغير ياء ّلنكسار ما قبلها‪.‬‬
‫المسألة "الثانية‪ :‬أن يقع قبلها ياء تصغير كقولك في" تصغير "غالم‪ :‬غليم" ألن ما بعد ياء التصغير ّل يكون إّل متحرًكا‪،‬‬
‫واأللف ّل تقبل الحركة‪ ،‬وما قبل األلف ّل يكون إّل متحرًكا‪ ،‬وياء التصغير ّل تكون إّل ساكنة‪ ،‬فوجب قلب األلف حرفًا يتحرك بعد ياء‬
‫التصغير‪ ،‬وّل يمنع سكون ما قبله‪ ،‬فقلبت األلف‪ ،‬لمناسبتها ما قبلها)(‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬إمالة االلف نحو الياء‪:‬‬
‫االمالة‪ :‬ان تميل بالفتحة نحو‪ .‬الكسرة وباأللف نحو الياء(‪.)2‬وتشير الى ضرب من التقرب واّلنسجام بين اصوات المد(‪ .)3‬فاذا ما‬
‫اشتملت كلمة ما على بعض الحركات المتباينة تراها تتطور محاولة تقريب تلك الحركات المختلفة فيها(‪ .)4‬فالغرض منها (طلبا‬
‫للتشاكل لئال تختلف اّلصوات فتتنافر وهي تختص بلغة اهل الحجاز ومن جاورهم من بني تميم وغيرهم وهي فرع على التفخيم‪،‬‬
‫والتفخيم هو اّلصل بدليل ان اّلمالة تفتقر الـى اسباب توجبها‪ ،‬وليس التفخيم كذلك)(‪.)5‬‬
‫فقد ذهب سيبويه الى ان اّللف تمال اذا كان بعدها حرف مكسور وذلك قولك عابد وعالم وانما امالوها للكسرة التي بعدها ارادوا‬
‫ان يقربوها منها التماس الخفة(‪ .)6‬وقال‪ :‬ان العرب امالوا المفتوح كما امالوا اّللف ّلن الفتحة من اّللف وشبه الفتحة بالكسرة كشبه‬
‫اّللف بالياء(‪ .)7‬وتبع سيبويه بهذا جل علماء العربية(‪ .)8‬اّل المبرد الذي يرى ان اّلمالة تكون حين تقارب اّللف مما يشاكلها كسرة او‬
‫ياء(‪ . )9‬والذي دفعه الى ذلك اجماع اهل اللغة ان الفتحة تسبق اّللف دائما حتى يصدق على اّللف ان تكون حرف مد(‪ .)10‬ومنه قوله‬
‫ِ‬
‫يم))(‪ )11‬اذ قرات‪ :‬مجريها ومرسيها(‪)12‬؟‬ ‫اها إِ َّن َربِّي لَ َغفُ ٌ‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫((وقَا َل ْارَكُبوا ِفيهَا بِ ْسِم اللَّ ِه َم ْج َر َ‬
‫اها َو ُم ْر َس َ‬ ‫تعالى َ‬
‫هذه مواضع التركيب التي حققت او بدلت او خففت صوتي الهمزة واّللف‪ ،‬بحكم اّلنظمة الصوتية الواجبة لتبدلها تيسي ار للنطق‬
‫تارة او تماشيا مع قواعد العربية الخاصة بتأثير اّلقوى على اّلضعف تارة اخرى‪ّ ،‬ل سيما ان كال الحرفين هما ّل يستقران وظيفيا فكانا‬
‫اثباتا للمتعلمين ان يكونا من حروف العلة بال جدل‪.‬‬
‫الخاتمـــة‬
‫توصلت الدراسة الى النتائج اّلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬ان دراسة حرفي الهمزة واّللف‪ ،‬في ضوء التحليليين اّلنفي الذكر يمنح الحرفين حقهما من السلوك اللغوي‪ّ ،‬ل سما مع تبيان‬
‫الوظيفية الصوتية لدى الصوتين بغية الوصول الى بيان التضارب اّليدلوجي بين القدامى من جهة‪ ،‬والمحدثين من جهة اخرى‪ ،‬من‬
‫حيث تجلي كال الصوتين او غيابها في اصوات الحلق بصورة خاصة‪ ،‬والمجاميع الصوتية من جهة عامة‪.‬‬

‫(‪ )1‬شرح التصريح على التوضيح‪ ،709/2 :‬شرحا على مراح االرواح في علم الصرف‪.143/1:‬‬
‫(‪ )2‬ينظر ‪ :‬اسرار العربية ‪.348 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬اللهجات العربية في التراث ‪. 203/1 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر ‪ :‬اللهجات العربية في التراث ‪. 203/1 :‬‬
‫(‪ )5‬اسرار العربية ‪.349 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر ‪ :‬الكتاب ‪.117/4 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر ‪ :‬الكتاب ‪.142/4 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر ‪ :‬سر صناعة االعراب‪ ،58/1 :‬الجمل في النحو ‪.394 :‬‬
‫(‪ )9‬ينظر ‪ :‬المقتضب ‪. 46/1 :‬‬
‫(‪ )10‬ينظر ‪ :‬شرح الشافية ‪. 4/ 3 :‬‬
‫(‪ )11‬هود ‪.41/‬‬
‫(‪ )12‬ينظر‪ :‬المبسوط في القراءات العشر‪ ،239/1:‬اتحاف فضالء البشر في القراءات االربعة عشر‪.321:‬‬
‫‪1672‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫‪ . 2‬بينت الدراسة ان الترتيب الصوتي عند سيبويه كان ترتيبا جامعا شامال للصوامت واشباه الصوامت‪ ،‬وهذا ما يحقق صحة اّللف‬
‫ضمن الحروف الحلقية وتفنيد دعوة حذفها والحاقها بالجوف‪.‬‬
‫‪َّ .3‬‬
‫إن المتعن في فكر الخليل الصوتي يلحظ جليا عناية الرجل بالحروف العربية عناية وظيفية ّل مفردة‪ ،‬فلو احتكمنا الى معطيات علم‬
‫الصوت الحديث لو وجدنا الكثير من الحروف وقعت غير موقعها‪ ،‬مما يحيل من الصعوبة بمكان ان الخليل قد أخطأ في ذلك مع‬
‫النظر الى الجهد الكبير المقدم في كتاب العين‪.‬‬
‫‪ .4‬اثبتت الدراسة ان ّل تناقض في مخرج الهمزة عند الخليل فهو صوت صحيح عند اّلفراد (مهتوتة مضغوطة) وحرف علة عند‬
‫التركيب (اذا رفه عنها ّلنت‪...‬عن غير الحروف الصحاح)‪ّ .‬لن السبب)بيان طبيعتها الصرفية‪ ،‬إذ وجد أن هذه األصوات أكثر‬
‫يسوغ له إدخال الهمزة في هذه الطائفّة من األصوات‪.‬‬
‫األصوات اللغوية اعتالّلً وانقالباً وسقوطاً؛ وهو أمر ّ‬
‫‪ . 5‬كشف الدراسة ان القدامى والمحدثين اجمعوا على ان الهمزة من اعمق اّلصوات نطقا‪ ،‬لكنهم اختلفوا في الة النطق المنتجة‪ ،‬ذروة‬
‫الخالف كان خالفا وصفيا ساعيا الى عدم تحققها (تسهيال او تخفيفا)‬
‫‪ .6‬اوضحت الدراسة ان التصور الذي قدمه الخليل بن احمد الفراهيدي في موضوعة اّللف في طرحه للحرف من الحلق والحاقه‬
‫بالحروف العليلة انما يتناسب مع السلوك التركيبي المقدم في كتاب العين وهو ما مررنا ذكره في صدر الحديث عن صوت الهمزة‪.‬‬
‫‪ .7‬تناولت الدراسة موقف المحدثين الرافض لأللف ضمن اّلصوات الحلقية‪ ،‬وان ما تبنته اجهزة الصوت تثبت خطا صنيع سيبويه‪،‬‬
‫فليس لأللف مكان من هذه اّلبجدية ألنها حركة خالصة‪ .‬وعلى فرض قبول وضعها في هذه اّلبجدية على ضرب من التسامح‬
‫فليس هذا موضعها‪ .‬فهي ليست من منطقة الهمزة او اية منطقة اخرى يخرج منها حرف صامت‪.‬‬
‫‪ .8‬منع سيبويه ادغام الهمزة في اختها‪ ،‬وقد وردت بعض النصوص من امثال السيرافي وابن الحاجب تشير في مجملها الى تطويع نص‬
‫سيبويه في مسالة الجمع بين الهمزتين بالجواز في ادغامها او اظهارها‪ ،‬متناسيين وصفه لهذا اّلدغام بالرديء‪ .‬فال ادغام عند‬
‫سيبويه سواء بالتحقيق في (ق ْار) او التخفيف في (ق ار أبوك)‪ .‬فكالهما يلزم البيان‪.‬‬
‫ألنه يؤدي إلى إدغام األدخل في الفم في األدخل‬
‫‪ .9‬من البديهي امتناع ادغام الهمزة في اختها يمنع ايضا ادغام مقاربها او العكس‪ّ ،‬‬
‫ألن الهمزة أدخل الحروف في الحلق‪.‬‬
‫في الحلق‪ّ ،‬‬
‫‪ . 10‬يلحظ للقارئ ان الهمزة واّللف من حروف اّلبدال الصرفي اذ يلحظ تقلبها عن اصلها تخفيفا او تقليبا ‪.‬وهو حال احر العلة‪ ،‬فمن‬
‫المعروف ان حروف العلة ثالثة (اّللف والواو والياء) واضافوا الهمزة ّلنهم راوها ّل تثبت على حال فيصيبها التغيير والحذف‪ .‬لكنها‬
‫رغم عدم استقرارها ّل يطلق على تبدلها باّلعالل كما في باقي حروف العلة‪ ،‬انما يشار لها بالتخفيف‪ ،‬وتخيفها يكون بقلب الهمزة‬
‫حرف علة اخر او حذفها او جعلها بين بين‪.‬‬
‫جريدة المظان‬
‫عمار‪َ ،‬ع َّمان‪ ،‬ط‪2011 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬أبحاث جديدة في علم األصوات والتجويد‪ ،‬للدكتور غانم قدوري الحمد‪ ،‬دار َّ‬
‫‪ .3‬إتحاف فضالء البشر بالقراءات األربعة عشر المسمى منتهى األماني والمسرات في علوم القراءات‪ ،‬للشيخ أحمد بن محمد البنا‬
‫(‪1117‬ه)‪ ،‬حقَّقه‪ :‬د‪ .‬شعبان محمد إسماعيل‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ومكتبة الكليات األزهرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1987 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬اثر القراءات في األصوات والنحو العربي أبو عمر بن العالء‪ ،‬عبد الصبور شاهين‪ .‬مطبعة المدني‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬اّلدغام الصرفي‪ ،‬د‪ .‬فائزة بنت عمر بن علي‪ ،‬مجلة البحوث اّلسالمية‪ ،‬ع‪1422 ،64 :‬ه‪.‬‬
‫‪ .6‬ارتشاف الضرب من لسان العرب‪ ،‬ألبي حيان األندلسي(‪745‬هـ)‪ ،‬تحقيق وشرح‪ ،‬الدكتور رجب عثمان محمد‪ ،‬ومراجعة الدكتور‬
‫رمضان عبد التواب‪ ،‬مكتبة الخانجي بالقاهرة‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬ط‪1998 ،1‬م‪.‬‬

‫‪1673‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫‪ .7‬أسرار العربية‪ ،‬ابو البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد األنباري(‪577‬هـ)‪ ،‬تحقيق محمد بهجت األثري‪ ،‬مطبوعات‬
‫المجمع العلمي العربي بدمشق‪1957 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬أصوات العربية بين التحول والثبات‪ ،‬للدكتور حسام النعيمي‪ ،‬سلسلة بيت الحكمة‪ ،‬بغداد‪1989 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬أصوات اللغة‪ ،‬للدكتور عبد الرحمن أيوب‪ ،‬مطبعة دار التأليف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1963 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬األصوات اللغوية‪ ،‬للدكتور إبراهيم أنيس‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬مطبعة محمد عبد الكريم حسان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2007 ،3‬م‪.‬‬
‫السراج(‪316‬هـ)‪ ،‬تحقيق الدكتور عبد الحسين الفتلي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ .11‬األصول في النحو‪ ،‬ألبي بكر محمد بن سهل بن َّ‬
‫ط‪1996 ،3‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬األنصاف في مسائل الخالف بين النحويين‪ :‬البصريين والكوفيين‪ ،‬أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد‬
‫األنباري(ت‪577-‬هـ)‪.‬تح‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد ‪.1982‬‬
‫‪ .13‬البحث الصوتي عند ابن اياز‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات اّلسالمية‪ ،‬العدد‪.2007 ،10 :‬‬
‫‪ .14‬البديع في علم العربية‪ .‬مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن‬
‫األثير (المتوفى‪ 606 :‬هـ)‪.‬تحقيق ودراسة‪ :‬د‪ .‬فتحي أحمد علي الدين‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪ 1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫عمان‪،‬‬
‫عمار‪َّ ،‬‬
‫‪ .15‬التحديد في اإلتقان والتجويد‪ ،‬ألبي عمرو عثمان بن سعيد الداني‪ ،‬دراسة وتحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد‪ ،‬دار َّ‬
‫ط‪2000 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬التشكيل الصوتي في اللغة العربية فونولوجيا العربية‪ ،‬للدكتور سلمان حسن العاني‪ ،‬ترجمة الدكتور ياسر المالَّح‪ ،‬مراجعة الدكتور‬
‫محمد محمود غالي‪ ،‬النادي األدبي الثقافي‪ِ ،‬ج َّدة‪ ،‬السعودية‪ ،‬مطبعة دار البالد‪ ،‬ط‪1983 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .17‬تصحيح الفصيح‪ ،‬عبد اهلل بن جعفر بن درستويه(ت‪347-‬هـ)‪.‬تح‪ :‬عبد اهلل الجبوري‪ ،‬مطبعة اإلرشاد –بغداد‪.1975 ،‬‬
‫‪ .18‬التطور النحوي للغة العربية‪ ،‬براغشتراسر‪ .‬أخرجه وصححه وعلق عليه‪ ،‬د‪ .‬رمضان عبد التواب‪ ،‬مكتبة الخانجي –القاهرة‪ ،‬دار‬
‫الرفاعي بالرياض‪ ،‬مطبعة المجد‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬التعريفات‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني(ت‪816-‬هـ)‪.‬تح‪ :‬ابراهيم اّلبياري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1405 ،1‬هـ‪.‬‬
‫‪ .20‬التفكير الصوتي عند الخليل ‪ .‬د‪ .‬حلمي خليل‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ .21‬التفكير الصوتي عند العرب في ضوء سر صناعة اّلعراب‪ .‬هنري فلش‪ ،‬تعريب د‪ .‬عبد الصبور شاهين‪ ،‬مجلة مجمع اللغة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج‪.1968 ،23 :‬‬
‫‪ .22‬التفكير اللغوي بين القديم الجديد‪ ،‬د‪ .‬كمال محمد بشر‪ .‬دار الثقافة العربية‪ ،‬مطبعة دار الهاني ‪1991-1990‬م‪.‬‬
‫‪ .23‬تهذيب اللغة‪ ،‬ابو منصور محمد بن احمد األزهري(ت‪370-‬هـ)‪.‬تح‪ :‬د‪ .‬عبد السالم هارون واخرين‪ ،‬الدار المصرية للتأليف‬
‫والترجمة‪.1964 ،‬‬
‫‪ .24‬الجمل في النحو‪ ،‬ألبي قاسم الزجاجي(‪340‬هـ)‪ ،‬تحقيق الدكتور علي توفيق الحمد‪ ،‬مؤسسة الرسالة ببيروت‪ ،‬ودار األمل باألردن‪،‬‬
‫ط‪1984 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .25‬جمهرة اللغة‪ ،‬ألبي بكر محمد بن الحسن بن دريد(‪321‬هـ)‪ ،‬حققه َّ‬
‫وقدم له الدكتور رمزي منير بعلبكي‪ ،‬دار العلم للماليين‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪1987 ،1‬م‪.‬‬
‫عمان‪،‬‬
‫عمار‪َّ ،‬‬
‫‪ .26‬جهد المقل‪ ،‬لمحمد بن أبي بكر المرعشي الملقب بساجقلي زادة‪ ،‬دراسة وتحقيق الدكتور سالم قدوري الحمد‪ ،‬دار َّ‬
‫ط‪2008 ،2‬م‪.‬‬

‫‪1674‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫‪ .27‬الحجة في القراءات السبع ‪ .‬أبو عبد اهلل الحسين بن أحمد بن خالويه (المتوفى‪370 :‬هـ)‪ ،‬المحقق‪ :‬د‪ .‬عبد العال سالم مكرم‪،‬‬
‫األستاذ المساعد بكلية اآلداب ‪ -‬جامعة الكويت‪ ،‬دار الشروق – بيروت‪ ،‬ط ‪ 1401 ،4‬هـ‪.‬‬
‫‪ .28‬الخصائص‪ ،‬ابن جني‪ .‬تح‪ :‬محمد علي النجار‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪-‬بغداد‪ ،‬ط‪1999 ،4‬م‪.‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪2007 ،2‬م‪.‬‬
‫عمار‪َّ ،‬‬
‫‪ .29‬الدراسات الصوتية عند علماء التجويد‪ ،‬للدكتور غانم قدوري الحمد‪ ،‬دار َّ‬
‫‪ .30‬الدراسات الصوتية والصرفية في نقول ابن منظور في لسان العرب عن ابي اسحاق الزجاج‪ .‬زينب حسن‪ ،‬رسالة ماجستير من‬
‫كلية التربية‪ /‬جامعة كربالء سنة‪.2016 ،‬‬
‫‪ .31‬دراسات في علم اللغة (القسم الثاني)‪ ،‬د‪ .‬كمال محمد بشر‪ .‬دار المعارف‪-‬بمصر‪ ،‬ط‪.1971 ،2‬‬
‫‪ .32‬دراسة الصوت اللغوي‪ ،‬للدكتور أحمد مختار عمر‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2006 ،4‬م‪.‬‬
‫‪ .33‬دروس في علم أصوات العربية‪ ،‬لجان كانتينو‪ ،‬نقله إلى العربية صالح القرمادي‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اّلقتصادية‬
‫واّلجتماعية‪ ،‬الجامعة التونسية‪1965 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .34‬الرعاية بتجويد القراءة وتحقيق لفظ التالوة بعلم مراتب الحروف ومخارجها وصفاتها وألقابها وتفسير معانيها وتعليلها وبيان‬
‫الحركات التي تلزمها‪ ،‬ألبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (‪437‬هـ)‪ ،‬تحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات‪ ،‬دار الكتب العربية‪،‬‬
‫دمشق‪1973 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .35‬سر صناعة اإلعراب‪ ،‬ألبي الفتح عثمان بن ِّ‬
‫جني‪ ،‬تحقيق محمد حسن محمد إسماعيل‪ ،‬وأحمد رشدي شحاتة عامر‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2007 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ .36‬شذا العرف في فن الصرف‪ ،‬احمد الحمالوي‪ .‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‪ -‬بمصر‪ ،‬ط‪1964 ،15‬م‪.‬‬
‫‪ .37‬شرح اّلشموني على ألفية ابن مالك‪ ،‬أبو علي بن محمد اإلشموني(ت‪929-‬هـ)‪.‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬مطبعة دار‬
‫اّلتحاد‪ ،‬ط‪1975 ،3‬م‪.‬‬
‫الجرجاوي‬
‫ّ‬ ‫‪ .38‬شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو‪ .‬خالد بن عبد اهلل بن أبي بكر بن محمد‬
‫األزهري‪ ،‬زين الدين المصري‪ ،‬وكان يعرف بالوقاد (المتوفى‪905 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪-‬بيروت‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .39‬شرح شافية ابن الحاجب‪ ،‬رضي الدين اّلستراباذي (‪686‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد نور الحسن‪ ،‬محمد الزفزاف‪ ،‬محمد محيي الدين عبد‬
‫الحميد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .40‬شرح الشافية ‪.‬الجاربردي (‪746‬هـ)‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ ،‬حسين عيدان مطر‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية اّلداب‪ ،‬جامعة الكوفة‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .41‬شرح كتاب سيبويه‪ .‬أبو سعيد السيرافي الحسن بن عبد اهلل بن المرزبان (المتوفى‪ 368 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد حسن مهدلي‪ ،‬علي‬
‫سيد علي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪2008 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .42‬شرح المفصل‪ ،‬موفق الدين بن يعيش النحوي(ت‪643-‬هـ)‪.‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت (د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ .43‬شرح الملوكي في التصريف‪ ،‬ابن يعيش‪ .‬إدارة الطباعة المنيرية‪-‬بمصر (د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ .44‬شرحان على مراح اّلرواح ‪ .‬شمس الدين أحمد المعروف بديكنقوز أو دنقوز (المتوفى‪855 :‬هـ)‪ ،‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى‬
‫البابي الحلبي وأوّلده بمصر‪ ،‬ط ‪1959 ،3‬م‪.‬‬
‫‪ .45‬الصرف الواضح‪ ،‬عبد الجبار علوان النايلة‪ .‬مديرية دار الكتب للطباعة والنشر‪-‬جامعة الموصل‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .46‬الضاد في النظام الصوتي العربي مع دراسة كتب الفروق‪ .‬حيدر فخري ميران‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬من كلية التربية‪ /‬الجامعة‬
‫المستنصرية سنة ‪.2000‬‬
‫‪ .47‬ظاهرة اّلعالل واّلبدال في العربية بين القدامى والمحدثين‪ .‬د‪ .‬محمد حماس عبد اللطيف‪ ،‬في مجلة مجمع اللغة العربية في‬
‫القاهرة‪ ،‬ج‪.1981 ،48-46 :‬‬

‫‪1675‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫‪ .48‬العربية الفصحى نحو بناء لغوي جديد‪ ،‬هنري فلش‪ .‬تعريب‪ :‬د‪.‬عبد الصبور شاهين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1983 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ .49‬علم اللغة العام (قسم األصوات)‪ ،‬للدكتور كمال محمد بشر‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1975 ،4‬م‪.‬‬
‫‪ .50‬علم اللغة مقدمة للقارئ العربي‪ ،‬للدكتور محمود السعران‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ .51‬العين‪ ،‬الخليل بن احمد الفراهيدي(ت‪170-‬هـ)‪.‬تح‪ :‬د‪ .‬مهدي المخزومي‪ ،‬ود‪ .‬إبراهيم السامرائي‪ .‬و ازرة الثقافة واإلعالم (العراق)‬
‫دار الرشيد‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .52‬علم اّلصوات في كتب معاني القران‪ ،‬ابتهال كاصد الزيدي‪ ،‬دار اسامة‪ ،‬عمان‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .53‬في األصوات اللغوية‪ ،‬دراسة في أصوات المد العربية‪ ،‬للدكتور غالب المطلبي‪ ،‬منشورات وزرة الثقافة واإلعالم العراقية‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ .54‬في الفكر اللغوي‪ ،‬د‪ .‬محمد فتيح‪ .‬دار الفكر العربي‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪1989 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .55‬القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث‪ ،‬د‪ .‬عبد الصبور شاهين‪ .‬مكتبة الخانجي‪-‬بالقاهرة‪1966 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .56‬الفكر الصوتي عند ابي البركات اّلنباري‪ .‬د‪ .‬حيدر فخري ميران‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬ع‪ ،6 :‬سنة ‪.2005‬‬
‫‪ .57‬الكناش في فني النحو والصرف‪ .‬أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد ابن عمر بن شاهنشاه بن أيوب‪،‬‬
‫الملك المؤيد‪ ،‬صاحب حماة (المتوفى‪ 732 :‬هـ)‪.‬دراسة وتحقيق‪ :‬الدكتور رياض بن حسن الخوام‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة‪:‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ .58‬اللباب في علل البناء اإلعراب‪ ،‬أبو البقاء العكبري‪ .‬تح‪ :‬غازي مختار طليمات‪ ،‬دار الفكر‪-‬دمشق‪ ،‬ط‪1995 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .59‬لسان العرب‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين بن منظور(‪711‬هـ)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫جدة‪ ،‬ط‪.1985 ،1‬‬ ‫الكوفيون من اإلدغام‪ ،‬للسيرافي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬صبيح التميمي‪ ،‬دار البيان العربي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .60‬ما ذكره‬
‫تمام حسان‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء المغرب‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .61‬اللغة العربية معناها ومبناها‪ ،‬للدكتور َّ‬
‫‪ .62‬اللهجات العربية في التراث‪ .‬د‪.‬احمد علم الدين الجندي‪ ،‬مطبعة دار العربية‪ ،‬للكتاب‪.1983 ،‬‬
‫ى‪ ،‬أبو بكر (المتوفى‪381 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سبيع حمزة حاكيمي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪ .63‬المبسوط في القراءات العشر‪ ،‬أحمد بن الحسين بن م ْهران النيسابور ّ‬
‫مجمع اللغة العربية – دمشق‪. 1981 ،‬‬
‫‪ .64‬مخارج األصوات الص امتة عند الدكتور غانم قدوري حمد في ضوء الدراسات القديمة والحديثة‪ .‬مجلة مركز بابل للدراسات‬
‫التاريخية والحضارية‪ ،‬مج‪ ،2 :‬ع‪ ،2012 ،1 :‬ص‪.64‬‬
‫‪ .65‬المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي‪ ،‬للدكتور رمضان عبد التواب‪ ،‬مكتبة الخانجي بالقاهرة‪ ،‬ط‪1997 ،3‬م‪.‬‬
‫‪ .66‬معاني القرآن‪ ،‬ألبي زكريا الفراء(‪207‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي وعبد الفتاح إسماعيل شلبي‪ ،‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1983 ،3‬م‪.‬‬
‫‪ .67‬المفتاح في الصرف‪ .‬عبد القاهر الجرجاني(ت‪471 -‬هـ)‪.‬تح‪ :‬د‪.‬علي توفيق الحمد‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪-‬بيروت‪ ،‬ط‪1987 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .68‬المفصل في علم العربية‪ ،‬أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري(ت‪538-‬هـ)‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪( ،2‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ .69‬المقتضب‪ ،‬أبو العباس المبرد‪ .‬تح‪ :‬محمد عبد الخالق عضيمة‪ ،‬عالم الكتب بيروت‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ .70‬المقصور والممدود ‪ .‬أبو علي القالي إسماعيل بن القاسم (‪280‬هـ‪356-‬هـ)‪.‬المحقق‪ :‬د‪ .‬أحمد عبد المجيد هريدي (أبو نهلة)‪.‬‬
‫مكتبة الخانجي – القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .71‬المصوتات عند علماء العربية‪ ،‬د‪ .‬غانم قدوري‪ ،‬مجلة كلية الشريعة – جامعة بغداد‪ ،‬ع‪.1979 :5 :‬‬
‫‪ .72‬الممتع في التصريف‪ ،‬ابن عصفور اّلشبيلي‪ .‬تحقيق‪ :‬فخر الدين قباوة‪ ،‬دار األوقاف‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1978 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ .73‬مناهج البحث في اللغة‪ ،‬تمام حسان‪ .‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1979 ،‬م‪.‬‬

‫‪1676‬‬
‫شباط‪2019 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪42/‬‬

‫‪ .74‬المنح الفكرية على متن الجزرية‪ ،‬المال علي القاري(ت‪1014-‬هـ)‪ ،‬المطبعة الميمنية‪1322 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .75‬المنهج الوصفي في كتاب سيبويه‪ .‬د‪ .‬نوزاد حسن احمد‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .76‬من مباحث الهمزة العربية‪ ،:‬د‪ .‬عبد الحليم النجار‪ ،‬في مجلة كلية اآلداب ‪ -‬جامعة القاهرة‪ ،‬مج‪ ،1 :‬ج‪.1959 ،1 :‬‬
‫‪ .77‬الموضح في التجويد‪ ،‬عبد الوهاب بن محمد القرطبي (‪461‬هـ)‪ ،‬تقديم وتحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد‪ ،‬مراجعة الدكتور أحمد‬
‫مختار عمر‪ ،‬معهد المخطوطات‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‪.‬‬

‫‪1677‬‬

You might also like