You are on page 1of 10

2022:‫السنة‬02‫العدد‬02 :‫المجلد‬ ‫طال ئع اللغة وبدا ئع األدب‬

‫علم األصوات الوظيفي بين الموروث اللغوي وعلم اللغة الحديث‬


"‫دراسة تأصيلية بين "ابن جنّي" و" تروبسكوي‬
Phonology between linguistic heritage and modern linguistics
Rooting study between "Ibn Jenny" and " Trubetskoy"


‫سامي بودالل‬
samiboudlal@univ-jijel.dz :)‫(الجزائر‬-‫جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل‬

2022 /01 /31 :‫تاريخ النشر‬ 2022 /01/23 :‫تاريخ النشر‬ 2022 /01/07 :‫تاريخ االرسال‬
:‫الملخص‬
ّ ّ ‫الدراسة إلى إبراز دور االتجاه الوظيفي في‬
ّ ‫تهدف هذه‬
‫ والكشف عن خصائصه وقوانينه التي تكمن وراء‬،‫الدرس الصوتي‬
‫ فال يمكن دراسة الجملة في بنيتها الصوتية‬،‫ ودراستها دراسة موضوعية تنسجم مع علم اللغة الحديث‬،‫إبدال األصوات وتغييرها‬
ّ ‫جزءا‬
،‫مهما في تكوين البنية الداللية‬ ً ‫ لكونها‬،‫ بل يجب البحث في خصوصية الفونيمات واملورفيمات املكونة لهذه الجملة‬،‫فحسب‬
ّ ‫"السكاكي" و "الجرجاني" اهتموا‬
ّ ‫ "ابن جني" و‬:‫اللغة القدامى مثل‬ ّ ّ ‫وألن علم األصوات يرتبط بعلم الداللة‬
ّ
‫بالدراسة‬ ‫فإن علماء‬
.‫ ومخارج األصوات ووظائفها املختلفة‬،‫ وخصائص حروف اللغة‬، ‫الصوتية‬
ّ
‫ والدرس اللساني‬،‫ ما هي العالقة بين الدرس الصوتي العربي القديم‬:‫ والتي مفادها‬،‫على هذا األساس تأتي إشكالية دراستنا‬
‫ لذلك فإننا اخترنا مقاربة تأصيلية بين الدرس الصوتي عند ابن جني و‬،‫الحديث في ظل البحث الوظيفي لعلم األصوات؟‬
.‫ إلحداث مقارنة وممايزة باحثين بذلك عن جذور الدرس اللساني الحديث في الثراث العربي القديم‬،‫تروبسكوي‬
.‫ الفونيم – املورفيم‬-‫ اللسانيات الحديثة‬-‫ اللسانيات التراثية‬-‫ علم األصوات الوظيفي‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract:
This study aims to highlight the role of functional direction in Acoustic linguistics, and to reveal its
characteristics and laws that underlie voice substitution and change, and its study is an objective study
consistent with modern linguistics, it is not possible to study the sentence in its vocal structure only, but we
must search for the specificity of phonemes and morphemes forming these The sentence, as it is an important
part of the formation of semantic structure, and because phonology is related to semantics, ancient linguists
such as: "Ibn Jenni", "Al-Sakaki" and "Al-Jarjani" were interested in phonological study, the characteristics
of language letters, and the vocal outputs and their various functions.
On this basis comes the problem of our study, which is: What is the relationship between the old Arabic
phonemic lesson and the modern linguistic lesson in light of the functional research of phonology?
,Therefore, we chose an original approach between the phonemic lesson of "Ibn Jenny" and "Nicolay
Trubetskoy", to make a comparison and differentiation in search of The roots of the modern linguistic lesson
in the ancient Arab heritage.

Key words phonology - heritage linguistics - modern linguistics - phoneme - morphim


*** *** ***

samiboudlal@univ-jijel.dz :‫ جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل الجزائر‬

50
‫المجلد‪02 :‬العدد‪02‬السنة‪2022:‬‬ ‫طال ئع اللغة وبدا ئع األدب‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مخصصة بعينها من اللغويين‪ ،‬كما‬ ‫على نماذج‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫سنفعل نحن اآلن في هذه الورقة العملية‪ ،‬التي من‬ ‫قدم علماء اللغة قديما وحديثا في مجال علم‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫خاللها نسلط الضوء على البحث الصوتي الوظيفي‬ ‫األصوات دراسات معمقة في الوصف الدقيق‬
‫عند (تروبسكوي) ونظيره (ابن ّ‬ ‫ّ‬
‫إال ّ‬ ‫ّ‬
‫جني)‪ ،‬هي دراسة‬ ‫أن‬ ‫واملفصل ملخارج األصوات ووظائفها املتعددة‪،‬‬
‫مقارنة وصفية للوقوف على تأصيل البحث الصوتي‬ ‫الصوتية‬ ‫الدراسات ّ‬ ‫هناك اختالف بينها‪ ،‬فقد كانت ّ‬
‫الغربي لدى العرب من خالل االقتصار فقط على‬ ‫القديمة تقتصر على وسائل وطرائق بسيطة‬
‫ُ‬
‫لغويين األول من العرب القدامى والثاني من الغرب‬ ‫باستخدام التجريب التقليدي‪ّ ،‬أما املحدثون فقد‬
‫املحدثين‪ ،‬وألن األصالة في الحقيقة تقابل التقليد‬ ‫جد متطورة لم تكن ّ‬
‫ميسرة‬ ‫استعانوا بوسائل ّ‬
‫ّ‬
‫فإن األصيل هو الذي ال يكون نسخة لغيره‪ ،‬وهذا ما‬ ‫لعلمائنا القدامى‪ ،‬منهم (ابن جني‪ ،‬والسكاكي‪،‬‬
‫يضعنا أما تساؤل جوهري‪- :‬ما هي العالقة بين‬ ‫والجاحظ‪ ،‬وسبويه‪ ،)...‬والتي انحصر درسهم اللغوي‬
‫الدرس الصوتي العربي القديم‪ ،‬والدرس اللساني‬ ‫الصوتي على وصف جهاز النطق اإلنساني و بيان‬ ‫ّ‬
‫الحديث في ظل البحث الوظيفي لعلم األصوات؟؛ وما‬ ‫مخارج أصوات اللغة العربية‪ ،‬والتعرف على صفاتها؛‬
‫ّ‬ ‫بيد ّ‬
‫هي األصول اللسانية بين الدرس الصوتي عند ابن‬ ‫أن هذا لم يمنع اللغويين القدامى من تقديم‬
‫جني و تروبسكوي‪ ،‬وأهم نقاط االئتالف واإلخالف‬ ‫ّ‬ ‫الداللة واملعنى‪ ،‬فقد‬ ‫نظرية صوتية ترتبط بمجال ّ‬
‫بينهما؟‪.‬‬ ‫التعرف على صفات األصوات عملية‬ ‫كان املقصد من ّ‬
‫‪ -1‬علم األصوات الوظيفي مقاربة اصطالحية‪:‬‬ ‫مرتبطة بطريقة أو أخرى بتوضيح الفروقات‬
‫ُ‬
‫تكثر املصطلحات في مجال الدراسات‬ ‫الجوهرية للحروف ملعرفة داللتها ووقعها على الجهاز‬
‫اللغوية‪ ،‬ومع ذلك ليس هناك اتفاق بين اللغويين‬ ‫السمعي‪ ،‬ولفهم عمليتي تحديد مخارج األصوات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتعرف على صفاتها بات من الضروري‬
‫الغرب على تحديد مدلوالتها بشكل دقيق‪ ،‬كما أنه ال‬ ‫التحدث‪،‬‬
‫يوجد في املقابل اتفاق بين علماء اللغة العرب على‬ ‫ولو باختصار عن علم األصوات الوظيفي الذي‬
‫ّ‬
‫توحيد املصطلح اللغوي‪ ،‬وعلم األصوات الوظيفي‬ ‫يرتبط باستعماالت الصوت الداللية ووظائفها داخل‬
‫أحد املصطلحات التي هي األخرى دخلت حيز‬ ‫شكل هذا النوع من‬ ‫ّ‬ ‫الكلمة و الجملة معا‪ ،‬وقد‬
‫ّ‬
‫التدقيق االصطالحي واملعجمي ألنه يتداخل مع‬ ‫الدراسات فرعا خاصا في الدرس اللساني الحديث‬
‫(الفونيتكس‪،‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫أخرى‬ ‫مصطلحات‬ ‫يعرف بعلم (الفونولوجيا ‪ )La phonologie‬السيما‬
‫والفونيميكس‪ ،‬واملورفولوجي)‪.‬‬ ‫عند لغويين مدرسة براغ الوظيفية أمثال‪،‬‬
‫تعد مدرسة براغ أو ّل من طرحت هذا‬ ‫ّ‬ ‫(جاكسون‪ ،‬وتروبسكوي‪ ،‬وأندريه مارتينيه)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املصطلح بشكل دقيق مع أنه "استعمل قبلها‬ ‫واملتمعن في مجمل دراساتهم يجد أنها تلتقي مع‬
‫بعشرات السنين في علم اللغة االنجليزي واألمريكي‬ ‫الدرس اللساني الصوتي العربي القديم‪ ،‬وكثيرة هي‬ ‫ّ‬
‫بمعنى (تاريخ األصوات)‪ ،‬أي دراسة التغيرات‬ ‫الدراسات التي تناولت هذا املوضوع‪ ،‬لكن كانت‬
‫والتحوالت التي تحدث في أصوات اللغة نتيجة‬ ‫دراسات عامة‪ ،‬ال تقوم وفقا إلسقاطات تفصيلية‬

‫‪51‬‬
‫سامي بودالل‬
‫وكذا التغيرات التشكيلية كاملماثلة و املخالفة كما‬ ‫تطورها‪ ،‬وهو حينئذ يكون مرادفا ملا يسم‬
‫سنرى فيما بعد‪.‬‬ ‫(‪ ،)Historical‬وتستعمل "براغ" مصطلح‬
‫أما في الدراسات اللغوية العربية فنجد‬ ‫(‪ )Phonologie‬على عكس ما استعمله فيرديناند‬
‫املصطلح (‪ )phonologie‬إلى نطاق واسع نظرا‬ ‫دي سوسير (‪ )Ferdinand de Saussure‬للداللة‬
‫الرتباط الدرس اللساني العربي الحديث بالدراسات‬ ‫على فرع من علم اللغة التاريخي‪ ،‬فهي تعتبره فرع من‬
‫اللسانية الغربية‪ ،‬لكنه في أول مرة ترجم للعربية إلى‬ ‫علم اللغة الذي يعالج الظواهر الصوتية من ناحية‬
‫"علم األصوات التنظيمي" و "علم الوظائف‬ ‫وظيفتها اللغوية‪ ،‬ولذلك نجد الروس ي نيكوالي‬
‫ّ‬
‫األصوات"‪ ،‬ونجد اللساني "تمام حسان" قد‬ ‫تروبسکوي (‪ )Nikolai Trubetzkoy‬يعتبر‬
‫أصطلح على املصطلح "التشكيل الصوتي" ‪ ،‬وقد‬ ‫الفونولوجيا فرعا من علم اللغة ّأما فونوتيك‬
‫أطلق هذا املصطلح على فرع من العلم وظيفته‬ ‫(‪ )phonetics‬فقد أخرجه كل من "تروبسكوي‬
‫النظر في التركيب الصوتي للوحدات الصرفية‪ ،‬فهو‬ ‫ً‬
‫خالصا من‬ ‫وجاكبسون" من علم اللغة واعتبراه علما‬
‫يحلل ويصف ما يعرض لهذه الفورفيمات من صور‬ ‫العلوم الطبيعية يقدم يد املساعدة لعلم اللغة"‪،1‬‬
‫صوتية بحسب السياق الذي تقع فيه"‪ ،4‬أي ّ‬ ‫ّ‬
‫أن هذا‬ ‫والعيب في هذا املصطلح أنه مشتق من لفظ‬
‫العلم يرتبط بدراسة األبعاد الوظيفية الوحدة‬ ‫(‪ )phonème‬وربما يوهم أن مباحثه مقصورة على‬
‫الصوتية الدالة‪ ،‬إضافة للفظة داخل سياق الجملة‪.‬‬ ‫الفونيمات فقط‪ ،‬مع أن مباحثه أشمل"‪ ،2‬كما‬
‫أن علم األصوات الوظيفي‬ ‫من هنا نستنتج ّ‬ ‫استعمله هاملسليف (‪ )Hjelmslev‬املصطلح وعرفه‬
‫(‪ )phonologie‬يعني بتحديد السمات العامة التي‬ ‫بقوله‪" :‬هو العلم الذي يعالج الفونيمات على وجه‬
‫هوية الصوت في لغة ما ووظائفها‬ ‫تتكون منها ّ‬ ‫الحصر باعتبارها تشكل عناصر اللغة‪ّ ،‬‬
‫وأن‬
‫املتعددة ‪ ،‬الستخالص القوانين التي تخضع لها ‪،‬‬ ‫االستعمال الفونيماتيكي هو تحقيق الفونيم‬
‫والنتائج اللغوية التي تترتب على كل منها مثل ‪ :‬النبر ‪،‬‬ ‫بالنطق‪ ،‬وهذا هو موضوع علم األصوات إذا نظرنا‬
‫التنغيم ‪ ،‬اإلبدال ‪ ،‬الوقف والعنصر الذي يشكل‬ ‫إلى دراسة الصوت املتصلة بحركة الكالم وهو‬
‫موضوعه ( الفونيم ‪.) phonème‬‬ ‫موضوع علم الفونولوجيا إذا نظرنا إلى دراسة‬
‫ّ‬
‫‪-2‬علم األصوات الوظيفي في الدرس الصوتي‬ ‫الصوت املتصلة بنظام اللغة"‪ ،3‬علم األصوات‬
‫العربي‪:‬‬ ‫الوظيفي عموما يظهر بمسميات عديدة مثل‪ :‬علم‬
‫ّ‬
‫لو تمعنا في علم األصوات الوظيفي الحديث‬ ‫األصوات التشكيلي والتنظيمي‪ ،‬أو وظيفية األصوات‪،‬‬
‫عند الغرب لوجدنا مباحث كثيرة من هذا العلم‬ ‫و غيرها من املسميات التي أطلقت على العلم الذي‬
‫الحديث كانت معروفة عند علماء اللغة العربية‬ ‫يعني بدراسة وظائف األصوات و العالقة األثرية بين‬
‫قديما وحديثا‪ ،‬وعلى هذا األساس لم تكن مسائل‬ ‫األصوات‪ ،‬ألن وظيفة الصوت ال تظهر إال من خالل‬
‫تعلق األصوات بعضها ببعض مخلوقة من العدم في‬ ‫مجموعات صوتية ذات داللة‪ ،‬إذ يندرج هذا العلم‬
‫هذا العصر الحديث بل جمعت اآلراء املتعلقة‬ ‫عموما دراسة الظواهر الصوتية كالفونيم و املقطع ‪،‬‬
‫بمباحثها الصوتية تحت هذا االسم هو الحديث ‪،‬‬ ‫وأخرى سياقه كالنبر و التنغيم والفواصل الصوتية‬
‫فالحداثة لالسم وليست للمباحث التي عرفت فيما‬

‫‪52‬‬
‫سامي بودالل‬
‫الدراسات الصوتية العربية‪ ،‬على غرار دراسات "ابن‬ ‫كالعلماء العرب على األقل‪ -‬الذين بقوا فيها‪ ،‬وقد‬
‫جني" الذي هو محل‬ ‫فارس" و"الجاحظ" و"ابن ّ‬ ‫شهد لهم املحدثون باألعمال العلمية الجليلة التي‬
‫دراستنا في هذه املقالة العلمية‪.‬‬ ‫أدركوها في زمانهم خدمة العربية ولغة القرآن بخاصة‬
‫ناقش اللغويون املحدثون من عرب أيضا‬ ‫في ناحية أداته وترتيله‪ ،‬أوصلهم إلى التحقيق‬
‫مجال الدراسة الوظيفي لألصوات‪ ،‬فكانوا فيه‬ ‫الوصفي للصوت العربي مخرجا وصفات بما يكشف‬
‫كالقدامی بين مؤيد ورافض‪ ،‬فنجد على سبيل املثال‬ ‫عن أنهم يملكون فكرة تتضمن خافية وخطوطا لهذا‬
‫"فارس الشدياق" الذي ألف عدة كتب كان جل‬ ‫املستوى من الدراسة‪.‬‬
‫اهتمامه فيها منصبا على العالقة بين األصوات و‬ ‫ّ‬
‫وكانت البداية العلمية للدراسة الصوتية‬
‫مدلولتها‪ ،‬و ما يتعلق بذلك من إبدال و قلب إلى غير‬ ‫النحو وعلومه‪ ،‬وكان الباعث‬ ‫عند العرب قبل بداية ّ‬
‫ذلك من قضايا الداللية‪ ،‬و أبرز هذه الكتب كتابه‬ ‫لظهروها االهتمام بظاهرة اللحن في القراءات‬
‫"سرالليالي في القلب و اإلبدال" الذي كما هو واضح‬ ‫القرآنية كأحد األسباب للعناية بالصوتيات العربية‪،‬‬
‫ّ ّ‬
‫من عنوانه مخصص ملسائل القلب و اإلبدال‪ ،‬غير‬ ‫أن اللحن له معان‬ ‫وجاء في لسان العرب لالبن منظور‬
‫أن هنا لم يمنعه الحديث عن مناسبة أصوات الهجاء‬ ‫منها أنه" من األصوات املصوغة وجمعه ألحان‪،‬‬
‫ملعانيها في مقدمة الكتاب‪ ،‬كما أنه أشار فيه إلى كتاب‬ ‫ولحن في قراءته إذا غرد وطرب فيها ألحان وهو لحن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اسمه "منتهى العجب في خصائص لغة العرب"‪ ،7‬وفي‬ ‫الناس إذا كان أحسنهم قراءة أو غناء"‪ ،5‬فاللحن‬
‫املقابل نجد "رفائيل نخلة اليسوعي" يعتقد ثالثة‬ ‫مرتبط أساسا باملجال الصوتي للحرف أو الكلمة‪،‬‬
‫فصول في "غرائب اللغة" يتناول فيها بعض مظاهر‬ ‫لكن كان الغرض منه الحفظ على الداللة واملعنى‪،‬‬
‫الداللة الصوتية‪ ،‬فمن ذلك حكاية أصوات األشياء‬ ‫فقد تفطنوا للعالقة بين الصوت واملعنى قبل‬
‫التي رأي أن كلما كلماتها كثيرة في لغتنا‪ ،‬و قد ميزنا بين‬ ‫الدخول في مرحلة التقعيد للغة العربية‪ ،‬وهذه‬
‫نوعين منها‪ ،‬األول على أوزان شتى‪ ،‬و الثاني على وزن‬ ‫العناية العلمية بالصوت اللغوي كان األولى من نوعها‬
‫فعقع ومشتقاته ‪ ،‬فمن األول "عوى و نبح الكلب‪ ،‬و‬ ‫ألنها كان في مرحلة التدوين التي استعدت الكثير من‬
‫ماء القط‪ ،‬فحق الحمار صهل الحصان " و من الثاني‬ ‫اللغويين العرب للتوقف عندها‪ ،‬ومثال ذلك نجد ّ‬
‫أن‬
‫"تعتع تختخ‪ ،‬ثغثغ‪ ،‬عطعط " ‪ ،8‬وكذلك الحال مع "‬ ‫جهود (الخليل بن أحمد الفراهيدي) في هذا املجال‬
‫مازن املبارك" يرى أن الداللة الصوتية عنده هي‬ ‫قصدت أسرار العربية من خالل أقواله التي أمالها‬
‫داللة حركات اإلعراب‪ ،‬فبعد استعراضه ألراء‬ ‫على "سيبويه" وعلى "الليث بن املظفر" وما نقل له‪-‬‬
‫املعارضين الداللة الحركات على املعاني يتساءل عن‬ ‫للخليل في تهذيب اللغة لألزهري وكتاب الجمهرة "البن‬
‫الفرق بين الجد بالفتح والجد بالكسر إن يكن فرقا‬ ‫دريد"‪ ،‬التي لم يقتصر فيها على بحث املستوى‬
‫في الصوت"‪ ،9‬حيث استنتج أن حركات اإلعراب هي‬ ‫الصوتي في مخرجه وصفته ال غير كما فعل علماء‬
‫حركات صوتية تسهم في تغيير الداللة بطريقة‬ ‫اليونان وفالسفتهم أو كما انتهى إليه علماء الهند بل‬
‫مباشرة‪ ،‬وأن العالمة الصوتية من أوضح أنواع‬ ‫اتسم بحثه بالسمة العملية التي أفادت الحقا أصول‬
‫العالمات املعترف بها‪.‬‬ ‫النحو في مستوياته الصوتية والصرفية والنحوية‬
‫والداللية‪ ،6" .‬فالدراسات كثيرة ومعمقة في مجال‬

‫‪53‬‬
‫سامي بودالل‬
‫املعجمات التي تحتفظ بين دفوفها عشرات اآلالف‬ ‫‪-3‬علم األصوات الوظيفي في الدرس الصوتي‬
‫من الكلمات"‪ ، 11‬ولكن ما لبثت إال وظهرت البنيوية‬ ‫الغربي‪:‬‬
‫الوظيفية التي اهتمت بالدراسة الوظيفية لألصوات‬ ‫لم تكن هناك دراسات صوتية للغرب قديما‬
‫على رأسها مدرسة براغ لكل أعالمها‪.‬‬ ‫لعلم (الفونولوجيا) كما نعرفها في العصر الحديث‬
‫أحدثت مدرسة براغ " فرقا كبيرا بين علم‬ ‫لكن كانت له مالمح واضحة في دراسات الهنود حول‬
‫األصوات )‪ (la phonetique‬وعلم األصوات‬ ‫اكتساب األصوات ملعانيها‪ ،‬و تفرقوا في ذلك مذاهب‬
‫الوظيفي )‪ (la phonologie‬وقد ركزت هذه املدرسة‬ ‫بين قائل بأن اللغة هبة إلهيه و قائل بأنها من وضع‬
‫تعد الفونيمات (األصوات)‬ ‫على د اسة الفونيم ألنها ّ‬ ‫البشر و أخر يذهب ‪ ،‬إلى أنها قديمة‪ ،‬نشأت ألفاظها‬
‫ر‬
‫تنتمي إلى اللغة بينما عدت األصوات الكالمية تنتمي‬ ‫من محاكاة ألفاظ الطبيعية على غرار الرومان فلم‬
‫إلى الكالم إذ ركزت على دراسة الفونيم وتطوير‬ ‫يزيدوا كثيرا على ما أنحره اليونانيون في مجال علم‬
‫نظرية األصوات الكالمية أي النظرية الفونولوجية"‬ ‫األصوات‪ ،‬و قد رأى روبين أن الدرس الصوتي عند‬
‫‪ ،12‬ومن بين إنجازات هذه املدرسة منها ‪ :‬إنجازات‬ ‫الرومان و حتى عند اليونان ال يبلغ مبلغ الدرس‬
‫(تربسكوي) الذي كان عضوا فعاال في حلقة براغ وقد‬ ‫الصوتي عند الهنود و العرب‪ ،10‬وفي القرن الثامن‬
‫عد كتابه مبادئ الصيانة ( ‪principles of‬‬ ‫عشر اكتشفت اللغة السنسکرتية‪ ،‬فنشطت حركة‬
‫‪ )phonologie‬والذي أكمله بقليل من املصدر‬ ‫املقارنة بين اللغات األوروبية و اللغة السنسكرتية‬
‫األساس ي إليضاح منهجه الوظيفي في دراسة األصوات‬ ‫وكانت لحروفها املكتوبة هي املعتمد املقارنين وفي‬
‫ومنها مجموعة من التقابالت " التقابل الخاص‬ ‫القرن التاسع عشر ومع تطور العلوم الفيزيائية‬
‫(‪ ،)privale opposition‬لم تقتصر على هذا‬ ‫تطورت الدراسة التجريبية لألصوات‪ ،‬و ظهرت‬
‫فحسب فيما يخص الدرس الصوتي بل شملت كل‬ ‫الصوتيات التجريبية التي تعتمد على األجهزة و‬
‫السمات الصوتية "يعتبر النغم سمة مختصة باملنحى‬ ‫اآلالت لقياس الصوت و دراسة ظواهره‪ ،‬وكانت‬
‫التناغمي الذي يشكل محصلة ضرورية لتذبذبات‬ ‫ممهدا لظهور الدراسة الوظيفية لعلم األصوات‬
‫املزمار فاألقسام التي تسبق وتلي نقطة معينة من‬ ‫وتحديدا في املدرسة البنيوية براغ‪ ،‬إال أن الجدل ظل‬
‫املنحى التناغمي محددة أليا بضرورة ربطها بالنغمات‬ ‫قائما في أرويا حول الدراسات الصوتية(‪)Phonetics‬‬
‫الدقيقة املشابهة بعضها البعض ويقال عن النغمات‬ ‫وأصبح اللغويون يؤثرون الدراسة اآللية ملعظم‬
‫أنها تناغمية حينما تكون سمتها املالئمة في االتجاه‬ ‫الظواهر اللغة و صارت الغلبة ألولئك املعارضين‬
‫الحائد لجزء من املنحى التناغمي الهابط‪ ،‬أو ّ‬
‫موحد‬ ‫مبدأ الربط بين األصوات ومدلوالتها‪ ،‬وتكاد تنحصر‬
‫إلى غير ذلك"‪ ،13‬وقد اهتمت هذه املدرسة بالظواهر‬ ‫أدلتهم في "كون الكلمة الواحدة تعبر عن عدة معان‬
‫الصوتية أو ما يعرف بالفونولوجيا وانصب أغلب‬ ‫وهو ما يعرف باملشترك اللفظي‪ ،‬وأن األصوات‬
‫اهتماماتها على املستوى الصوتي واملنهج املنطبق‬ ‫تخضع للتطور املستمر على توالي األيام‪ّ ،‬‬
‫وأن املعين‬
‫عليه " مثال ‪ :‬لو أخذنا مدونة مكونة من قاد ‪ -‬عاد ‪-‬‬ ‫الواحد قد يعبر عنه بعدة كلمات مختلفة األصوات‬
‫ساد ثم قمنا بتقطيعها إلى أصغر الوحدات غير‬ ‫أن األصوات ذات‬ ‫وهو ما يعبرون عنه بالترادف‪ ،‬كما ّ‬
‫الدالة الفونيمات اتضحت لنا الفوارق والتشابه على‬ ‫الداللة الصوتية قليلة في جميع اللغات بالنظر‬

‫‪54‬‬
‫سامي بودالل‬
‫ومن جهة أخرى نجد املدرسة التوليدية التحويلية‬ ‫مستوى املخرج موضع النطق أو الصفة "‪،14‬‬
‫والتي كان مؤسسها (نعوم تشومسکی) فركزت هذه‬ ‫فاملستوى الصوتي للكلمة متكون من وحدات دالة‬
‫املدرسة على األنماط الصوتية في اللغة اإلنجليزية‬ ‫ووحدات غير دالة وبهذا الصدد تتبين كل الفوارق‬
‫( ‪les types phonologique de la langue‬‬ ‫املوجودة في كل وحدة ‪ ،‬إذ أن هناك عدة تقطيعات‬
‫‪ )anglaise‬فهذه املدرسة هي مدرسة غنية‬ ‫ألغلب الوحدات الصوتية وقد ركز دارس ي الصوت‬
‫بمكتسباتها ومبادئها أما املستوى الفونولوجي هو‬ ‫اللغوي في هذه املدرسة على تقطيعين ‪:‬التقطيع األولي‬
‫املستوى األرقى الذي أشار إليه (نعوم تشومسكي) "‬ ‫هو تقطيع متكون من الكلمات الدالة (‪)Moneme‬‬
‫إن الفرضيات اللسانية التي تنطلق منها دراسة‬ ‫وخير دليل على ذلك ‪ :‬أحضر الولد الكتاب أحضر‬
‫األصوات اللغوية منها النظرية الفونولوجية‬ ‫أل‪ /‬ولد ‪/‬أل‪ /‬كتاب أما فيما يخص التقطيع الثانوي‬
‫التوليدية التحويلية وفونولوجية اإلنجليزية " ‪،19‬‬ ‫هو بدوره يقوم بتحليل الوحدات املستقلة ذات‬
‫تقوم هذه النظرية على فرضيات جعلت هذه املدرسة‬ ‫املحتوى الصوتي والداللي إلى الفونيمات‪ ،‬أي إلى‬
‫في قمة االرتقاء في جميع املستويات خاصة في‬ ‫أصغر الوحدات الصوتية املجردة من املعنى "‪، 15‬‬
‫املستوى الصوتي‪ ،‬فهذا األخير أو الفونولوجي يعتمد‬ ‫فهذا التقطيع هو تقطيع أساس ي يمكن دارس ي‬
‫في دراسة للكلمة أو الصوت عدة طرق "الفونولوجيا‬ ‫الصوت اللغوي من فهم ودراسة وتحليل كل‬
‫(‪ )phonology‬ويختص بذلك الطريقة التي يمكن‬ ‫الوحدات املوجودة في الكلمة الواحدة‪.‬‬
‫أن تتألف بها األصوات في أية لغة كانت مثل ‪ :‬نأخذ‬ ‫لم يقتصر الدرس الصوتي الوظيفي على‬
‫‪ ،20 "went‬فمعنى هذا أن املستوى الصوتي شمل‬ ‫مدرسة براغ فقط بل شملت دراساته حتى املدرسة‬
‫أن (تشومسكي) يؤمن بمبدأ‬ ‫جميع اللغات‪ ،‬أين ّ‬ ‫اإلنجليزية الذي كان مؤسسها (فیرث) وقد قامت‬
‫الشمولية والكلية في الدراسة اللغوية‪.‬‬ ‫هذه املدرسة على نزعتين " إن األصوات الوظيفية أي‬
‫الدرس الصوتي الوظيفي بین ابن جني و‬ ‫‪ّ -4‬‬ ‫الفونولوجية تنطلق في بحثها على املبادئ‬
‫تروبسكوي‪:‬‬ ‫الفونولوجية والدراسات الدقيقة في مباحث‬
‫يفرق (تروبسکوی) بادی األمر بين علم‬ ‫ّ‬ ‫األصوات اللغوية "‪ ،16‬فهذه النزعة اعتمدت على‬
‫األصوات وعلم األصوات الوظيفي والذي يطلق عليه‬ ‫مبادئ دقيقة في مباحث الصوت اللغوي‪ ،‬أما النزعة‬
‫أيضا كثيرا في كتبه ب ــ‪(:‬علم الصياتة)‪ ‬متابعا فصل‬ ‫الثانية فهي « داللية واعتمدت في بحثها للظواهر‬
‫دي سوسير بين (اللغة والكالم)‪ ،‬بين البنية اللغوية‬ ‫اللغوية على السياق ومقتض ى الحال »‪ ، 17‬فالدراسة‬
‫ّ‬
‫الصوت‬ ‫والفعل النشاط الكالمي‪ ،‬وألن جوهر‬ ‫الصوتية تخطت ذلك إلى الدراسة الداللية أي‬
‫بالنسبة له ال يكمن في خاصيته الفيزيائية‪ ،‬بل في‬ ‫الصوت في هذه املدرسة كان على صورة عقلية أي‬
‫الوظيفة الفارقة داخل نظام صوتي محدد‪ ،‬فقد‬ ‫صوت مفرد ومجرد‪ ،‬فالصوت في هذه املدرسة هو‬
‫طالب إلى جانب علم األصوات(‪ )Phonetics‬الذي له‬ ‫ذات مدلول عقلي وأغلب اهتماماته كانت منصبة‬
‫عالقة باألصوات بوصفها وحدات فيزيائية ‪ -‬سمعية ‪،‬‬ ‫على الصوتية الوظيفية وعلم الداللة وهذا دليل على‬
‫بعلم أصوات جديد أساسا‪ ،‬يطلق عليه علم أصوات‬ ‫أنه يشغل منصب في قسم الصوتيات "پری (فيرث)‬
‫البنية اللغوية أو الفونولوجيا"‪ ،21‬وبالتالي فإن بحثه‬ ‫أن النظم الصوتية هي هياكل مبتكرة ومنتظمة "‪،18‬‬

‫‪55‬‬
‫سامي بودالل‬
‫الصوت دراسة وصفية من ناحية مخارجها فحسب‪،‬‬ ‫تمركز في األول على التفرقة بين العلمية من الناحية‬
‫فقد تعدى ذلك إلى دراسة الصوت وتغيراته وكيفية‬ ‫العملية " فعلم األصوات بالنسبة هو علم الجانب‬
‫الداللة بحيث يعطي ّ‬ ‫ّ‬
‫تشكل ّ‬
‫الصوت وظيفة في البنية‬ ‫املادي من الكالم اإلنساني‪ ،‬أما الفونولوجيا فعلى‬
‫اللغوية كما هو الحال عند تربسكوي‪ّ ،‬‬
‫ويفرق (ابن‬ ‫العكس من ذلك لم يهتم بالصوت إال بذلك الذي‬
‫جني) بين الحرف والصوت فيقول‪ " :‬أعلم أن الصوت‬ ‫يؤدي وظيفة محددة في البنية اللغوية‪ ،‬وهكذا ال‬
‫عرض يخرج مع النفس مستطيال متصال‪ ،‬حتى‬ ‫يعني علم الفونولوجيا بالخاصية الفيزيائية‬
‫يعرض له في الحلق والفم والشفتين‪ ،‬مقاطع تثنيه‬ ‫النظام اللغوي‪ ،‬وال‬ ‫لألصوات‪ ،‬بل بوظيفتها في كل ّ‬
‫عن امتداده واستطالته فيسمى املقطع أينما عرض‬ ‫تؤدي األصوات وظيفتها التواصلية إال من خالل‬
‫له حرفا‪ ،‬وتختلف أجراس الحروف‪ ،‬حسب اختالف‬ ‫قيمتها املعرفية املتبادلة في النظام اللغوي"‪ ،22‬من‬
‫مقاطعها‪ ،‬وإذا تفطنت لذلك وجدته على ما ذكرته‬ ‫هنا نرى أن تروبسكري يطلق على األصوات التي لها‬
‫لصوت من أقص ى حلقك‪،‬‬ ‫لك ‪ ،‬أال ترى أنك تبتدئ ا ّ‬ ‫خاصية فارقة للمعنى والفونيمات بالوحدات‬
‫ثم تبلغ به أي املقاطع شئت‪ ،‬فتجد له جرسا ما‪ ،‬فإن‬ ‫الصوتية الوظيفية العاملة في النظام اللغوي‪.‬‬
‫انتقلت عنه راجعا منه‪ ،‬أو متجاوزا له‪ ،‬ثم قطعت‪،‬‬ ‫ومن جهة أخرى جاءت كتب( ابن جني)‬
‫أحسست عند ذلك صدى غير الصدی األول ؛ وذلك‬ ‫حافلة القضايا الصوتية‪" ،‬وفيها وضع األسس األولى‬
‫نحو الكاف ‪ ،‬فإنك إذا قطعت بها‪ ،‬سمعت هنا صدى‬ ‫ملعالم علم األصوات فاعتمد على منهج يقوم على‬
‫ما‪ ،‬فإن رجعت إلى القاف سمعت غيره‪ ،‬وإن جزت إلى‬ ‫الوصف الدقيق والشرح والتعليل والتوجيه فتعرض‬
‫الجيم‪ ،‬سمعت غير ذينك األولين"‪ ،25‬فابن جني يفهم‬ ‫إلى وصف مخارج األصوات بطريقة تشريحية دقيقة‬
‫الصوت هنا على أنه صوت ذبذبة األوتار الصوتية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ومقسما إياها أقساما مختلفة‪،‬‬ ‫ذاكرا صفاتها العامة‬
‫وإن لم يصرح بذلك‪ ،‬أما الحرف فإنه يرادف في كالمه‬ ‫ثم تطرق إلى التغيرات التي تعترض الصوت في الكلمة‬
‫مخرج الصوت‪ ،‬و ذلك واضح من قوله بعد ذلك‪" :‬و‬ ‫وهو ما يسمى باإلعالل‪ ،‬والقلب‪ ،‬واإلدغام‪ ،‬والنقل‪،‬‬
‫حد منقطع الصوت وغايته "‪ ،26‬ومثل هذا‬ ‫الحرف ّ‬ ‫والحذف‪ ،‬ثم تحدث عن مبدأ املخالفة واملماثلة‬
‫للصوت والحرف عند ابن جني الذي يعتبر‬ ‫الفهم ّ‬ ‫إن ابن جني‬ ‫والتباعد وأثره في فصاحة الكلمة"‪ ،23‬كما ّ‬
‫الحرف هيئة للصوت عارضة له‪ ،‬يتميز بها عن صوت‬ ‫يوضح عالقة الصوت بالداللة فيقول‪" :‬فأما مقابلة‬
‫ّ‬
‫فتصور‬ ‫آخر مثله في ّ‬
‫الحدة والثقل تميزا في املسموع‪،‬‬ ‫األلفاظ بما يشاكل أصواتها من األحداث فباب‬
‫تصور حديث جدا في‬‫(الفونيم ) باملعنى الذي قدمناه ّ‬ ‫عظيم واسع‪ ...‬وذلك أنهم كثيرا ما يجعلون أصوات‬
‫علم اللغة ‪ ،‬وفي علم األصوات اللغوية لدى العلماء‬ ‫الحروف على سمة األحداث ّ‬
‫املعبر عنها‪ ،‬فيعدلونها‬
‫املحدثين ‪ ،‬يحث الحظوا أن أصوات أي لغة من‬ ‫ويحتذون عليها‪ ...‬من ذلك قولهم خضم وقضم‪،‬‬
‫وأن ما نسميه صوتا‬‫الحد لها في واقع األمر‪ّ ،‬‬
‫اللغات‪ّ ،‬‬ ‫فالخضم ألكل الرطب كالبطيخ‪ ،‬والقضم لليابس‪،‬‬
‫واحدا‪ ،‬قد يتردد هو نفسه في كلمة من الكلمات‪،‬‬ ‫الدابة شعيرها ونحو ذلك‪ ...‬فاختاروا‬ ‫نحو قضمت ّ‬
‫أكثر من مرة ‪ ،‬ولكنه الينطق بنفس الصورة في كل‬ ‫الخاء لرخاوتها للرطب‪ ،‬والقاف لصالبتها لليابس‪،‬‬
‫مرة ‪ ،‬فإننا إذا نطقنا كلمة مثل‪ " :‬بطر"‪ ،‬فإننا نجد‬ ‫حذوا ملسموع األصوات على محسوس األحداث"‪،24‬‬
‫أن صوت الفتحة األولى في هذه الكلمة ‪ ،‬غير الفتحة‬ ‫وبالتالي فإن دراسة ابن جني لم تقتصر على دراسة‬

‫‪56‬‬
‫سامي بودالل‬
‫ولقد اكتشف تروبسكوي وظيفتين‬ ‫الثانية ‪ ،‬من الناحية الصوتية ‪ ،‬وغير الفتحة الثالثة‪،‬‬
‫أساسيتين في مجال الفونولوجيا‪" ،‬الوظيفة التمييزية‬ ‫ومع أن هذه الفتحات الثالث متغايرة فيما بينها‪ ،‬فإن‬
‫‪ ،distinctive function‬والوظيفة املحددة‬ ‫تغير في وظيفة ّ‬
‫أي منها‪ ،‬فال‬ ‫هذا التغاير ال يؤدي إلى ّ‬
‫تبين الحدود بين مبنى‬‫‪ demarcative function‬التي ّ‬ ‫يكون للكلمة معنى معين إذا استخدمنا فيها فتحة من‬
‫لغوي‪ ،‬وآخر في السلسلة الكالمية‪ّ ،‬‬
‫وتعزز التماسك‬ ‫هذه الفتحات ‪ ،‬ثم يتغير املعنى إذا غيرنا هذه الفتحة‬
‫في املبنى اللغوي الواحد كي يبدو موحدا‪ ،‬وإذا كانت‬ ‫بفتحة أخرى ‪ ،‬والوظيفة اللغوية هي التي تجعلنا‬
‫الوظيفة التمييزية تنشأ عن مقابلة الصيتات بعضها‬ ‫نتغاض ى عن أمثال هذه التنوعات ‪ ،‬التي يقض ي بها‬
‫ببعض‪ ،‬فإن الوظيفة املحددة تنشأ عن استخدام‬ ‫سياق صوتي معين‪.27‬‬
‫‪suprasegmental‬‬ ‫السمات فوق املقطعية‬ ‫ّ‬ ‫وتطرق ابن جني أيضا للتغيرات ّ‬
‫الصوتية التي‬
‫‪ features‬التي تتعلق بسلسلة صياتية مكونة من‬ ‫تحدث للكلمة محددا عوامل ذلك" فعقد بابا لها‬
‫ّ‬
‫صيتين فأكثر‪ ،‬وذلك كالنبر ‪ ، stress‬والنغمة ‪،tone‬‬ ‫وعرف اإلدغام بأنه تقريب صوت من صوت وقسمه‬
‫والطول ‪ ،length‬فالنبر مثال يميز بين صيغة االسم‬ ‫إلى اإلدغام األكبر واإلدغام األصغر‪ ،‬وبين أن الثاني‬
‫في الكلمة اإلنجليزية ‪ import‬وصيغتها الفعلية‬ ‫هو تقريب الحرف من الحرف‪ ،‬وأدرج تحته أنواعا من‬
‫‪ ،30 import‬حيث يكون ّ‬ ‫ّ‬
‫النبر في االسم على املقطع‬ ‫التغيير كالقلب واإلخفاء واإلبدال مثل اصبر‪ ،‬وقطع‪،‬‬
‫وأطره"‪ ،28‬وفي املقابل نجد ّ‬ ‫ّ‬
‫األول‪ ،‬وفي الفعل على املقطع الثاني‪ ،‬وهناك سببان‬ ‫أن تربسکوي قد أعطى‬
‫السمة فوق مقطعية‪ ،‬أو عروضية‬ ‫لالعتبار هذه ّ‬ ‫اهتماما كبيرا بالعالقات االستبدالية بين الصيتات‪،‬‬
‫أولها‪ ،‬أن النبر مسألة تتعلق بطغيان أو إبراز ملقطع‬ ‫فوازن بينها معتمدا في تمييز بعضها من بعض على‬
‫على املقاطع األخرى التي تشترك معه في املبنى نفسه‪،‬‬ ‫السمات التي تميز إحداها من األخرى‪ ،‬كمال أشار إلى‬
‫ّ‬
‫التحقق‬ ‫أو في املباني املصاحبة له‪ ،‬وثانيها‪ ،‬أن‬ ‫أنواع من التقابالت التي تقع بين الصيتات‪ ،‬نذكر‬
‫ّ‬ ‫الصوتي ّ‬‫ّ‬
‫للنبر ال يمكن أن يوصف بأنه سابق‪ ،‬أو‬ ‫منها‪29:‬‬

‫الحق من الناحية الزمانية للتحقق الصوتي ملا‬ ‫أ‪-‬التقابل الخاص( ‪ :)private opposition‬وذلك‬
‫يحاذيه من عناصر صياتية أخرى‪ ،‬وفي هذا يختلف‬ ‫حين يكون املميز بين الصيتتين سمة واحدة كما في‬
‫عن السمات املقطعية التي يمكن أن نقول فيها‬ ‫التقابل بين التاء والدال اللذين نقول في التمييز‬
‫يعبر عن‬‫ذلك‪ ،31‬لذلك فإن التقابل بين الصيتات ّ‬ ‫بينهما أن الدال‪ /‬د‪ /‬مجهورة‪ ،‬والتاء ‪/‬ت‪ /‬مهموسة‪.‬‬
‫اختالفهما‪" ،‬واختالف معاني الكلمات بناء على ذلك‪،‬‬ ‫ب‪ -‬التقابل التدريجي (‪:)gradual opposition‬‬
‫فإن التقابل بين بعض التنوعات الصوتية‬ ‫وذلك حين يكون االختالف بين الصيتات ناشئا عن‬
‫‪ allophones‬للصيتة الواحدة قد يكون له وظيفة‬ ‫سمة التدرج كما في الفرق بين الصيتة القصيرة‬
‫تعبيرية ‪ ،expressive function‬فكلما ضاقت فتحة‬ ‫الكسرة العربية ‪ ،‬ومقابلتها األطول ياء املد‪.‬‬
‫الصائتتين ‪ /au/‬في لهجة لندن معبر ذلك عن تدني‬ ‫ج‪ -‬التقابل املتكافئ (‪:)auivalent opposition‬‬
‫مكانة املتكلم االجتماعية‪ ،‬وكذا فإن نطق الضاد داال‬ ‫وذلك حين يكون للصيتة سمة مميزة ليست في‬
‫عند النساء في مصر كما في كلمة (تفضل) ّ‬
‫يعبر عن‬ ‫الصيتات األخرى‪ ،‬كما في التاء ‪/‬ت‪ ، /‬والكاف‪.‬‬
‫جنس املتكلم‪ ،32".‬وقد ذكر ابن جني كلمة املقطع‬

‫‪57‬‬
‫سامي بودالل‬
‫ّ‬
‫أخرى أي يقوم بالتفريق بين الكلمات‪ ،‬وبه تمكن من‬ ‫عند حديثه عن مخارج الحروف فقال‪" :‬أعلم أن‬
‫تحديد حروف اللغة العربية التسعة والعشرين‪ْ ،‬‬
‫وإن‬ ‫الصوت عرض يخرج مع النفس مستطيال متصال‬
‫كان بهذا التحديد مقلدا لسابقيه أمثال الخليل‬ ‫حتى يعرض له في الحلق والفم والشفتين مقاطع‬
‫أن كالمه عنه تأكيدا له ‪ ،‬وبما ّ‬ ‫ّ‬
‫إال ّ‬
‫أن ابن‬ ‫وسبويه‬ ‫تثنية عن امتداده واستطالته‪ ،‬فيسمى املقطع أينما‬
‫جني قد توصل إلى أهم وظائف الفونيم‪ ،‬فإنه‬ ‫عرض له حرفا‪ ،‬وتختلف الحروف بحسب اختالف‬
‫بالتأكيد كان يفقه فكرة الفونيم وكان على وعي بها‪،‬‬ ‫مقاطعها "‪ ،33‬وذكر أيضا كلمة املقاطع في قوله‪" :‬أال‬
‫أن ما توصل إليه يغني عن‬ ‫وإن لم يصرح بذلك‪ ،‬إال ّ‬ ‫ترى أن العناية في الشعر إنما هي بالقوافي ألنها‬
‫كل تصريح‪.‬‬ ‫املقاطع‪ ،‬وفي السجع كمثل ذلك‪ ،34"...‬وبالتالي فإننا‬
‫مما سبق نستنتج أن كال من ابن جني‬ ‫ّ‬ ‫لنا أن ابن جني استعمل كلمة مقطع ومقاطع بمفهوم‬
‫وتربسكوي يعتبران املقطع الصوتي (املورفيم ) هو‬ ‫غير الذي يعرفه ويفهمه العلماء املحدثون‪ ،‬و ملح ابن‬
‫أصغر وحدة صرفية في بنية الكلمة‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫ّ‬
‫أن تغيرها‬ ‫جني إلى ما يعرف بــ‪( :‬الفونيم)‪ ،‬وهي أنه قد يتردد‬
‫إال ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن كالهما لم يستعمل هذا‬ ‫يغير في املعنى‪،‬‬ ‫الصوت نفسه أكثر من مرة في كلمة من الكلمات‪،‬‬
‫الصوت باعتباره أصغر‬ ‫املصطلح أثناء الحديث عن ّ‬ ‫ولكنه ينطق في كل مرة نطقا خاصا به أي‪ :‬الصوت‬
‫وحدة صوتية من ناحية اإلبدال والتغيرات‬ ‫الذي يختلف باختالف سياقه الصوتي‪ ،‬فقد ذكر‬
‫السيمات املتعددة‬ ‫والتقابالت التي تحدث بسبب ّ‬ ‫ابن جني ذلك قائال‪" :‬وذلك أن العين إذا كانت ساكنة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للحرف وربطها بوظيفتها الداللية داخل الكلمة‪ ،‬بيد‬ ‫فليس سكونها كسكون الالم وسأوضح لك حقيقة‬
‫أن الدراسة املقطعية للصوت تتداخل مع كثيرا مع‬ ‫ّ‬ ‫ذلك لتعجب من لطف غموضه وذلك أن الحرف‬
‫الدراسة الوظيفية للجملة‪ ،‬والتي هي ليست محل‬ ‫الساكن ليست حالة إذا أدرجته إلى ما بعده كحاله‬
‫دراستنا‪.‬‬ ‫إذا وقفت عليه "‪ ، 35‬وهذا يعني أن النون مثال تتنوع‬
‫خاتمة‪:‬‬ ‫بحسب سياقها الصوتي‪ ،‬فالنون في كلمة (نهر)‬
‫من خالل ما سبق نخلص ملجموعة من‬ ‫تختلف من الناحية الصوتية عن اللون في كلمة‬
‫النتائج نلخصها في ما يلي‪:‬‬ ‫(منك)‪ ،‬كما أشار أيضا إلى الداللة املستمدة من‬ ‫ْ‬
‫‪-1‬لم تكن الدراسة الوظيفية للصوت وليدة العصر‬ ‫الصيغ الصرفية‪ ،‬مثل التي على وزن الفعالن وقال‬ ‫ّ‬
‫الحديث‪ ،‬بل كان الدرس الصوتي العربي مليئا‬ ‫أنهما تأتي لالضطراب والحركة نحو النقزان والغليان‬
‫بالقضايا الصوتية التي أعادت املدارس الغربية‬ ‫والغثيان ‪ ...‬واملصادر الرباعية املضعفة تأتي للتكرير‬
‫إثارتها بشكل علمي وعملي يتناسب مع التطور‬ ‫نحو الزعزعة والقلقلة ‪ ...‬وغيرها من الصيغ"‪، 36‬‬
‫الحاصل في مجال اللغويات‪.‬‬ ‫"حد منقطع‬‫ونظر ابن جني أيضا إلى الحرف على ّأنه‪ّ :‬‬
‫‪-2‬لم تقتصر الدراسة الصوتية عند ابن جني‬ ‫سمى املقطع حرفا‬ ‫الصوت و غايته و طرفه " ‪ ،37‬وقد ّ‬
‫وتربسكوي على دراسة مخارج األصوات وسماتها‪ ،‬بل‬ ‫أيضا‪ ،‬وهو ما يعرض للصوت فيثنيه على امتداده‪،‬‬
‫تعدت إلى دراسة وظائفها داخل النظام اللغوي‪،‬‬ ‫فقال‪" :‬فيسمى املقطع أينما عرض له حرفا "‪ ،38‬هذا‬
‫وارتبط بحثهما بعالقة علم األصوات بالداللة‪.‬‬ ‫ما يعني أن (الفونيم) كفكرة كان موجودا في فكر ابن‬
‫يميز كلمة عن‬ ‫جني‪ ،‬و لذلك توصل إلى أن الفونيم ّ‬

‫‪58‬‬
‫سامي بودالل‬
‫أن أهم وظائف(الصوت)‬ ‫‪-3‬توصل ابن جني إلى ّ‬
‫‪ - 11‬إبراهيم أنيس ‪ :‬داللة األلفاظ‪ ،‬مكتبة األنجلو مصرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.144‬‬ ‫الفونيم‪ ،‬على رغم أنه لم يكن يفقه فكرة الفونيم‬
‫‪ - 12‬سعيد شنوقة‪ :‬مدخل إلى املدارس اللسانية‪ ،‬ص ‪.75‬‬ ‫وكان على وعي بها‪ ،‬وإن لم يصرح بذلك‪ ،‬إال ّ‬
‫أن ما‬
‫‪ - 13‬أندريه مارتينيه ‪ :‬وظيفة األلسنة وديناميتها ‪ ،‬تر‪ :‬نادر سراج مؤسسة‬ ‫ّ‬
‫بن راشد آل كلثوم‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬ط ‪ ،1‬د ت‪ ،‬ص ‪.275‬‬ ‫توصل إليه يغني عن كل تصريح‪ ،‬أنه دراسته للصوت‬
‫‪ - 14‬شفيقة العلوي‪ :‬محاضرات في املدارس اللسانية املعاصرة‪ ،‬أبحاث‬ ‫وظيفيا كانت أصيلة وسباقة من الدراسة الصوتية‬
‫للترجمة والنشروالتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،2004 ،1‬ص ‪.17‬‬
‫‪ - 15‬املرجع نفسه" ص ‪19‬‬ ‫الوظيفية التي جاء بها تربسكوي‪.‬‬
‫‪ - 16‬سعيد شنوقة ‪ ،‬مدخل إلى املدارس اللسانية املعاصرة‪ ،‬ص ‪78‬‬ ‫‪ -4‬ال تؤدي األصوات وظيفتها التواصلية إال من خالل‬
‫‪ - 17‬محمد محمد يونس علي ‪ ،‬مدخل إلى اللسانيات‪ ،‬دار الكتاب الجديد‬
‫املتحدة ‪ ،‬بیروت – لبنان ‪ ، -‬ط ‪ ، 1‬د ت ‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫قيمتها املعرفية املتبادلة في النظام اللغوي‪ ،‬والتي‬
‫‪ - 18‬صالح الدين بن صالح حسنین‪ ،‬دراسات في علم اللغة الوصفي‬ ‫تتكون في عالقات اإلبدال والقلب‪ ،‬والتغيرات‬
‫والتاريخي واملقارن‪ ،‬دار العلوم للطباعة والنشر ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية ‪ ،‬ط ‪.1‬ص‪8‬‬
‫الصوتية املتعددة‪.‬‬
‫‪ - 19‬نعمان بوقرة ‪ :‬املدارس اللسانية املعاصرة ‪ ،‬مكتبة اآلداب ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪ -5‬اتسمت دراسة تربسكوي بالعملية واملوضوعية‬
‫د ط ‪ ،‬د ت ‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫ذات الطابع التجريبي على كل اللغات بشكل شمولي‪،‬‬
‫‪ - 20‬جون ليونز ‪ :‬نظرية تشومسكي اللغوية‪ ،‬تر ‪ :‬حلمي خليل ‪ ،‬دار املعرفة‬
‫الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬ط ‪ ، ،1‬ص ‪53-52‬‬ ‫في حين اقتصرت عند ابن جني بالوصف والنمذجة‬
‫‪ ‬علم الصياتة‪ :‬يهتم هذا العلم باألصوات الكالمية ذات الصلة بالداللة‪،‬‬ ‫وتقديم أمثلة للتغيرات الصوتية من وظائف اللغة‬
‫تلك املسمات بالسيتات )‪ ،(phomemes‬وتنوعاتها الصوتية في لغة ما‬
‫وخصائصها وأنظمتها‪ ،‬والقواعد الصياتية التي تحكمها‪ .‬أنظر‪ :‬محمد‬ ‫العربية في شكلها الصوتي بشكل عام‪.‬‬
‫محمد علي يونس‪ :‬مدخل إلى اللسانيات‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ - 21‬جرهارد هلبش‪ :‬تاريخ علم اللغة الحديث تر‪ :‬سعيد حسن بحیري‪،‬‬
‫مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص ص ‪.98-97‬‬
‫‪ - 22‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.97‬‬
‫‪ - 23‬ابن جني‪ ،‬سر صناعة اإلعراب‪ ،‬تحقيق مصطفى السقا وآخرين‪،‬‬
‫مطبعة مصطفى البابي‪،‬ط‪ ،1954 ،1‬ص ص‪18 ،17‬‬
‫هوامش الدراسة‪:‬‬
‫‪- 24‬ابن جني‪ :‬الخصائص مج‪ ،2‬تح‪ :‬محمد علي النجار‪ ،‬دار الكتب‬
‫‪ - 1‬أحمد مختار عمر‪ ،‬دراسة الصوت اللغوي‪ ،‬عالم الكتب بیروت‬
‫املصرية‪ ،‬مصر‪ ،‬دط‪ ،2006،‬ص‪.187‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دط‪ ،1997 ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ - 25‬ابن جني‪ :‬سرصناعة اإلعراب مج‪ ،1‬ص‪.06‬‬
‫‪ - 2‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.67‬‬
‫‪ - 26‬املرجع نفسه‪ ، :‬ص‪.16‬‬
‫‪ - 3‬املرجع نفسه‪ :‬ص ص‪.67،68‬‬
‫‪ - 27‬رمضان عبد التواب‪ :‬املدخل إلى علم اللغة‪ ،‬ومناهج البحث اللغوي‪،‬‬
‫‪ - 4‬املرجع نفسه‪ :‬ص ص‪.69،70،‬‬
‫مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1997 ،3‬ص ص ‪.85،86‬‬
‫‪ - 5‬بوعناني سعاد أمينة‪ :‬الدرس الصوتي عند علماء القرن الخامس‬
‫‪ - 28‬ابن جني‪ :‬الخصائص مج‪ ،2‬ص‪.1945‬‬
‫الهجري ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه ‪ ،‬في علوم اللغة العربية‪ ،‬جامعة‬
‫‪ - 29‬محمد محمد يونس علي‪ :‬مدخل إلى اللسانيات‪ ،‬ص ص ‪.77 ،76‬‬
‫وهران ‪ ، 2011/2010 ،‬ص ‪15-11‬‬
‫‪ - 30‬املرجع نفسه‪ :‬ص ‪.77‬‬
‫‪ - 6‬السعيد شنوقة‪ :‬مدخل إلى املدارس اللسانية املعاصرة ‪ ،‬املكتبة‬
‫‪ - 31‬املرجع نفسه‪ :‬ص ‪.77‬‬
‫األزهرية للتراث ‪ ,‬الجزيرة للنشروالتوزيع‪ ,‬القاهرة‪ ،‬ط‪.76 ،2008 ،1‬‬
‫‪ - 32‬املرجع نفسه‪:‬ص ‪.78‬‬
‫‪ - 7‬صالح سليم عبد القادر الفاخري‪ :‬داللة الصوتية في اللغة العربية‪،‬‬
‫‪ - 33‬ابن جني ‪ ،‬سرصناعة اإلعراب‪ ،‬مج‪ ،1‬ص‪.19‬‬
‫مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،2011 ،1‬ص‪.55‬‬
‫‪ - 34‬ابن جني ‪ ،‬الخصائص‪ ،‬مج‪ ،1‬ص‪.82‬‬
‫‪ - 8‬ريفائل نخلة اليسوعي‪ :‬غرائب اللغة‪ ،‬املطبعة الكاثلوثية‪ ،‬بیروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ - 35‬املصدر نفسه‪ :‬مج‪ ،1‬ص‪.57‬‬
‫‪ ،1959‬ص ص ‪.45-44‬‬
‫‪ - 36‬املصدر نفسه‪ :‬مج‪ ،2‬ن ص‪.‬‬
‫‪ - 9‬مازن مبارك‪ :‬نحو وعي لغوي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بیروت‪ ،‬ط‪،1979 ،1‬‬
‫‪ - 37‬ابن جني أبو الفتح عثمان‪ ،‬سر صناعة اإلعراب ‪ ،‬تح‪ :‬محمد حسن‬
‫ص ‪.93‬‬
‫اسماعيل‪ ،‬أحمد رشدي شحاتة عامر‪ ،‬دار الكتب العلمية بیروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ - 10‬خلفية بوجادي‪ :‬محاضرات في علم الداللة‪ ،‬بيت الحكمة للنشر‪،‬‬
‫‪ ،2000‬مج‪ ،1‬ص‪.28‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2012 ،2‬ص‪.34‬‬
‫‪ - 38‬املصدرنفسه‪ :‬مج‪ ،1‬ص‪*** *** ***.19‬‬

‫‪59‬‬

You might also like