Professional Documents
Culture Documents
الوىسن الدزاسي:
1431هـ1432-هـ
2010م2011-م
بسم هللا ّالرمحــــن ّالرحــــــمي
قبل أن نشكر العباد نشكر ربّ العباد ،فاللّهم أرزقنا حّبك و حبّ من ينفعنا حبّه عندك.
رشيد غ ّنام ،الذي ساعدني بكل ما أمده هللا من قوة في نجاز هذا البحث بمالحظاته
و ال ّ
شكر الجزيل لعمال مكتبة الدكتور أحمد عروة بجامعة العلوم اإلسالمية
لل ك ّل من لم تسعهم مساحة الورقة ،فأبل قلبنا لل أن يجعلهم هللا نازلين في رحابه.
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقدمة
كل أمة من أىم الثوابت اليت تقوم عليها احلضارات ،إذ بدوهنا ال ميكن أن تقوم اجملتمعات .
تعترب اللغة عند ّ
واللغة العربية أحسن لغة عرفتها البشرية ،كيف ال و قد شرفت بأن كانت لغة الذكر فكان جديرا بالعلوم اللغوية أن
لح ََافِظُو َن «(احلجر )9و زلاولة تيسري فهمو و نطقو على ادلسلمني و األعاجم من أجل محايتو من نَ َّزلْنَا ِّ
الذ ْك َر َو إنَّا لَهُ َ
اللحن والتحريف ،يضاف إىل ذلك قيام علوم استخدمت كأدوات لفهم ىذا الكتاب ادلعجز يف ألفاظو وأسلوبو مثل :علم
النحو والصرف و الداللة و الصوت ،ىذا اآلخري الذي لقي اىتماما كبريا من طرف علماء اللغة األوائل ،بل تعداه إىل
الفقهاء و علماء التجويد و أصحاب القراءات القرآنية ،حيث يع ّد الصوت اللغوي ،العنصر الرئيس يف بناء اللغة ،فاللغة
اليت تتألف من رلموعة من األنظمة تبدأ بالنظام الصويت ،الذي تبىن منو الكلمات و اجلمل ،أل ّن أبنية الكالم تتألف أصال
من األصوات اليت تنتظم يف تشكيل صويت لتؤلف الكلمات؛ اليت تدخل يف عالقات سياقية مع كلمات أخر لبناء الرتكيب
النحوي الداليل ،الذي ىو غاية االرتباطات الصوتية ادلتتابعة بانتظام ،و اليت تؤول إىل معىن .و ىذا الصوت ال يقل أمهية
و عناية عند العلماء احملدثني ،حيث ساندهتم يف دراستهم ذلذا الصوت ،الوسائل ادلخربية احلديثة وعلم التشريح فتع ّددت
جوانبو سواء على ادلستوى النطقي ،أو الفيزيولوجي ،أو السمعي ،أو الوظيفي و ىو األىم حيث ال يدرس الصوت مبعزل
عن وظيفتو الفونولوجية .و على ىذا األساس تناولت لونا من ألوان اإلعجاز القرآين دتثل يف ظاىريت التفخيم الرتقيق وآثرمها
يف القراءات القرآنية ،كما تع ّد من أىم ادلسائل اليت تناوذلا علماء التجويد وأصحاب القراءات و مدى جتلّيهما يف تالوة
أ
وىل داللة ىاتني الظاىرتني يف علم األصوات ىي نفسها يف علم القراءات وعلم التجويد؟.
ّأما عن األسباب اليت دفعتنا إىل اختيار التفخيم و الرتقيق و آثرمها يف القراءات القرآنية موضوعا لبحثنا فهي:
-1أ ّن ظاىريت التفخيم و الرتقيق دتتازان مبالمح صوتية تستحق نظرا إضافيا و حتليال جديدا .
-2اشتمال القراءات القرآنية على كثري من الضوابط اآلدائية اليت ال جندىا يف مصادر اللغة العربية األخرى ،ككتب النحو
التحري يف النقل ،و ىذا ما شهد لو كثري من الباحثني ،فقد ضبط الرواة
-3استناد القراءات القرآنية إىل دقة التوثيق و ّ
وجوه ىذه القراءات ضبطا دقيقا جيعلنا نطمئن إليها كل االطمئنان.
و جل
عز و ّ
كما وقع اختيارنا يف اجلانب التطبيقي ،على لغة القرآن الكرمي ،كونو األجدر دراسة ،فهو كالم اهلل ّ
ىو بناء فريد ذو ىندسة فنية ،باإلضافة إىل حب اإلطالع .
ّأما عن األىداف اليت يسعى ىذا البحث إىل حتقيقها فتتمثل يف ما يلي:
-1معرفة أمهية ىذا الرتاث الصويت يف ضوء التقدم العلمي اللساين احلديث و مكانتو بني النظريات و ادلناىج احلديثة.
-2زلاولة االستفادة من ىذا الرتاث الصويت خلدمة اللغة العربية ،و ال سيما يف اجلوانب التطبيقية.
ولكي يكون حتليل ادلوضوع دقيقا غري متشعب نسجنا حولو خطة محلت يف فحواىا :دتهيدا ،و ثالثة فصول تسبق
فأما التمهيد فقد خصصنا احلديث فيو عن علم األصوات والذي يقسم إىل قسمني مها :علم
مبقدمة و ختتتم خبادتة ّ .
األصوات العام ىذا اآلخري الذي حيتوي على ثالثة فروع وىي:علم األصوات النطقي أو الفسيولوجي،علم األصوات
،أما القسم الثاين فهو علم األصوات الوظيفي وما ميتاز بو من مظاىر.
األكوستيكي أو الفيزيائي ،وعلم األصوات السمعي ّ
ب
عرجنا فيو احلديث عن القراءات القرآنية من خالل ،تعريف القراءة لغة و اصطالحا ،وكذلك نشأة القراءات
كذلك ّ
القرآنية و تطورىا منذ نزول الوحي ،إىل أن صارت علما مدونا لو رجالو ومناىجو و مصطلحاتو ،و تصنيف علماء
و ّأما الفصل األول :فكان موسوما بعلم األصوات اللغوية بصورة خاصة ،تناولنا فيو تعريفا للصوت اللغوي لغة
اصطالحا ،مثّ تصنيف األصوات إىل صامتة ،و صائتة ،مثّ سلارج األصوات ؛ حيث تعرضنا فيو بداية إىل ماىية اجلهاز
النطقي ،و األعضاء ادلسامهة يف عملية إنتاج الصوت ،و أخريا سلارج األصوات من حيث عدد ادلخارج و احلروف اليت خترج
منها .كما تناولنا يف هناية ىذا الفصل ،صفات األصوات بني النظرة القدمية و احلديثة.
ّأما الفصل الثالث،فهو ذوزلتوى تطبيقي،حيث نسقط ما ورد يف الفصل النظري الثاين على عينة من القرآن الكرمي،وادلتمثلة
يف سورة الكهف،أي ندرج التقسيمات الثالثة ادلذكورة سابقا على السورة،زلاولني استخراج كل األمثلة اليت تتناسب وإيّاىا
تبني نسبة تواترىا.
مع ىذه التقسيمات،إىل جانب رسومات بيانية ّ
ولبلوغ اذلدف ادلرجو،فرضت علينا طبيعة البحث استخدام ادلنهج الوصفي التحليلي ،وذلك لوصف ادلادة اللغوية
،وإبراز احلقائق العلمية،إضافة إىل ادلنهج اإلحصائي االستنتاجي يف اجلانب التطبيقي،زلاولني قدر ادلستطاع التعليل يف
حدود اإلمكان.
ت
ّأما ادلراجع اليت استندت عليها فهي على سبيل ادلثال ال احلصر '':النشر يف القراءات العشر'' البن اجلزري،و''الكتاب''
لسيبويو''،والربىان يف علوم القرآن ''لبدر الدين الزركشي،و''بغية عباد الرمحان لتحقيق جتويد القرآن''حملمد بن شحاده
الغول ،و''علم األصوات'' لكمال بشر.
لكن كان والبد لكل عمل فكري أكادميي،أن يواجو رلموعة من ادلصاعب ،من بينها ندرة ادلراجع التطبيقية،وعدم
احلصول على بعض الكتب منها،احلواشي ادلفهمة البن اجلزري،ولطائف اإلشارات للقسطالين.
ث
الفصل التمهيدي
إ ّف الطبيعة تتمتع بكوهنا أ ّف ّّ ُّا أصواتا متعددة و كثَتة و حصرىا جتريبيا غَت شلكن إىل حد ما اآلف ،
أل ّف األجهزة التكنولوجية تثبت يوميا أ ّف ىناؾ صورا من األصوات مل تكن معروفة لدى البشر ،و لكن الصوت البشري دتيز
بكونو قابال للمالحظة و احلصر ،فهو من جهة الطبيعة مظهر فيزيائي و من جهة الوظيفة فلو قيمة يف إصلاز األصوات
البشرية .إ ّف الصوت اللغوي البشري من حيث اإلصلاز ،ىو من األصوات الطبيعية اليت ػلدثها جهاز النطق يف اإلنساف ،و
الذي يدرؾ بالسمع .وىذا ما يطلق عليو بعلم األصوات العام أو الصوتيات أو الفوناتيكا ،)1( Phoneticsالذي يدرس
األصوات اللغوية وصفا و تصنيفا مبعزؿ عن وظيفتها الفونولوجية ،و ىذا يعٍت أ ّهنا هتتم بدراسة آلية إنشاء األصوات اليت
تستعمل للكالـ من طرؼ النظاـ الصويت ،و معرفة األعضاء اليت تسمح بالنطق ،و تشكل األمواج الصوتية و األثر
السمعي الذي حتدثو على ادلستمع .و ىذا العلم الذي يتفرغ بدوره إىل ثالثة فروع و ىي:
وىو أقدـ فروع علم األصوات و أرسخها قدما و أكثرىا حظّا يف االنتشار يف البيئات اللغوية كلّها ،و مرجع
ذلك إىل وظيفة ىذا الفرع يف ادليداف ادلخصص لو .فهو يبحث أعضاء النطق لدى اإلنساف و نشاطها يف إصدار األصوات
و طبيعة وظائفها ،و دراسة األصوات النارتة عنها (.)2
و ىو حديث العهد بالوجود نسبيا ،و ىو ؽلثل ادلرحلة الوسطى بُت الفرعُت اآلخرين ،و كاف ظهوره نتيجة لتقدـ العلوـ
الطبيعية و الفيزيائية أي اعتماده على ىذه العلوـ إىل أف خصص ذلذا ادليداف اسم ىو ( علم األصوات األكوستيكي ((( )3
نسبة إىل Ocousticو ىو فرع من الفيزياء ) ، (Physicsكما يشار إليو أحيانا بػ ( :علم األصوات الفيزيائي (( ،)4من
باب إطالؽ العاـ وإرادة اخلاص.
عن ّأما وظيفتو فهو يقوـ على حتليل الذبذبات الصوتية اليت تستقبلها أذف السامع ادلنتشرة يف اذلواء بوصفها ناجتة
ذبذبات ذرات اذلواء يف اجلهاز النطقي ادلصاحبة حلركات أعضاء ىذا اجلهاز و يف ميكانيكية اجلهاز السمعي ( .)5ػ ػ ػ ػ ػ ػ
-1زين كامل اخلوبيسكي :األصوات اللغوية ،دار ادلعرفة ،اإلسكندرية ،دط ،دت ،ص .19
-2زلمد علي عبد الكرمي الرد يٍت :فصوؿ يف علم اللغة ،دار اذلدى ،عُت املية – اجلزائر،دط2007 ،ـ،ص.121
-5زلمد علي عبد الكرمي الرد يٍت :فصوؿ غي علم اللغة ،ص .121
6
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
أما الفرع الثالث :و ىو علم األصوات السمعي ):( Auditory phonetics
ّ
()1
بو أىم الفروع لعلم األصوات و قد عٍت
و ىو العلم الذي يبحث يف إدراؾ ىذه األصوات ،و يعد من ّ
ادلتخصصوف ختصصا دقيقا يف فسيولوجيا اجلهاز السمعي ،و علم النفس اإلدراكي ،و بعض اللغويُت يقصر دراستو على
الناحية النفسية فقط ،)2( ،فهو يعٌت بدراسة الذبذبات مبساعدة أعضاء السمع للوصوؿ إىل كيفية استقباذلا.
وعليو فإ ّف ىذا العلم الذي سبق الذكر إليو بفروعو الثالثة ال يع ّد أحدث شيء يف علم األصوات بل ىو شيء عاـ
وغَت مكتمل إالّ من خالؿ دراسة الصوت اللغوي و ىو داخل البنية اللغوية ووظيفة تلك األصوات يف اللغة و القواعد اليت
تضبطها لكي تعطي تركيبات ذات معٌت و ىو ما يعرؼ بػ علم األصوات الوظيفي أو ما يطلق عليو النظم الصوتية ،أو
علم التشكيل الصويت ،أو الفونولوجيا ، Phonologyو كما يقوؿ حسام البهنساوي '' :و ىو العلم الذي ينهض على
دراسة الصوت اللغوي و ىو داخل البنية اللغوية من حيث توزيعو و عالقة ذلك بادلعٌت و القوانُت العامة اليت حتكم ىذه العملية ''( ،)3أي
يهتم بتناوؿ الصوت اللغوي داخل البنية من حيث عالقتو باألصوات األخرى من ناحية ،أو وظيفة الصوت يف حتديد ادلعٌت
من ناحية أخرى ،فالفونولوجيا العربية ذلا أسسها العامة اليت دتيزىا عن الفونولوجيا اإلصلليزية أو الفرنسية أو غَت ذلك ،
تكوف ىذه اللغة ،الًتاكيب ادلسموح ُّا ذلذه األصوات يف
فلكل لغة ظلط صويت خاص يتمثل يف رلموعة األصوات اليت ّ
» الفونيم « الذي لعل أبرز مظاىر ىذا العلم ىو
الكلمات كذلك عمليات حذؼ و إضافة و تغيَت األصوات ،و ّ
أسست لو نظريات و اختلفت يف حتديد مفهومو من باحث آلخر ،فكل باحث نظر إىل الفونيم من جهة نظر ختدـ
عرفو دي سوسير بأنّو '':رلموع التأثَتات السمعية ،و احلركات منهجيتو ،و ىو قبل كل شيء ذو مفهوـ وظيفي ،حيث ّ
()4
عرؼ تروبتسكوي الفونيم'':بأنّو الوحدة
ّ ،كما النطقية للوحدات ادلسموعة ،و الوحدات ادلنطوقة ،بل منهما يشرط اآلخر''
الرغم من ىذه االختالفات يف ماىية ّ على ، ()5
الفونولوجية اليت ال يقبل التجزئة إىل وحدات فونولوجية أخرى أصغر منها يف لغة معينة''
الفونيم إالّ أ ّهنا تشًتؾ يف نقاط أساسية ،وىي أ ّف الفونيم أصغر وحدة صوتية غَت قابلة للقسمة إىل وحدات أصغر و أ ّف
يف ادلعٌت ،فلو وضعنا (ص) مكاف (س) يف (سار) للفونيم دور وظيفي إذا استبدؿ الفونيم بآخر ػلدث تغَت
ألصبحت الكلمة ( صار) و ينتج اختالؼ يف ادلعٌت.
ػػػػػػػ
علي اخلويل :مدخل إىل علم اللغة ،دار الفالح ،دط2000،ـ ،ص .30
-1زلمد ّ
-2زلمد علي عبد الكرمي الرديٍت :فصوؿ يف علم اللغة ،ص.121
-3حساـ البهنساوي :علم األصوات ،مكتبة الثقافة الدينية ،ط 2004 ،1ـ ،ص .26
-4عصاـ نور الدين:علم وظائف األصوات اللغوية الفونولوجيا ،دار الفكر اللبناين ،بَتوت ،دط1992 ،ـ ،ص .64
:اللسانيات النشأة و التطور ،ديواف ادلطبوعات اجلامعية ،ط2007 ،3ـ ،ص .143 -5أزتد مؤمن
7
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
أ -فونيمات قطعية :و يطلق عليها أيضا فونيمات تركيبية أل ّف الكالـ يًتكب منها .وفونيمات خطية لتوايل
الوحدات فيها بصورة خطية ،تتمثل يف الصوامت و الصوائت.
ب -فونيمات فوقطعية :و ىي تصاحب الفونيمات القطعية ،تظهر يف الكالـ و ال تظهر يف الكتابة وتشمل:ادلقطع
،النرب ،النغمات ،و الفواصل (.)1
و إىل جانب الفوناـ ىناؾ مظاىر أخرى يستند إليها علم األصوات الوظيفي أو الفونولوجي لألصوات منها :ادلقطع
النربو التنغيم و الفاصلة.
فالمقطع يف تعريف علمي لو ما دعا إليو اللغوي فيرث على أنّو جزء من أجزاء الكلمة ادلسلم ُّا شأنو يف ذلك شأف
غَته من ادلصطلحات اللغوية األخرى كاالسم و الفعل ( ،)2إضافة إىل ذلك النظر يف ادلقاطع من حيث بنيتها و مكوناهتا
كل لغة على حدا ،حيث أ ّف لكل لغة
و كيفيات تتابعها فهي دتثل حزما يف سلسلة الكالـ.أيضا كيفية استعمالو يف ّ
خواصها و شليزاهتا يف تتابع ىذه احلزـ.
يف حُت أ ّف النبر مصطلح أطلق يف القدمي على اذلمز و ارتفاع الصوت أثناء الكالـ .كما صلد يف حتديد علماء اللغة
يعرفو خالد بقولو '':إ ّف النرب مصطلح
احملدثُت دلصطلح النرب شيئا قريبا من حتديد علماء العربية القدامى ذلذا ادلصطلح و ّ
صويت يعٍت الضغط على مقطع من مقاطع الكلمة ليجعلو بارزا و أوضح يف ادلسمع عن غَته من مقاطع الكلمة'' ( ،)3فهو
يرى أ ّف النرب ظاىرة صوتية تكمن يف وضوح مقطع من مقاطع الكلمة دوف ادلقاطع األخرى و ينجلي ىذا النرب -أي
الوضوح و بروز الصوت -من خالؿ التتابع الصويت أثناء الكالـ و ذلك يتطلب بذؿ جهد و طاقة عند استخدامو ألعضاء
النطق.
ّأما التنغيم فهو جرس الكالـ و حسن الصوت يف القراءة و ىو رفع الصوت و خفضو و يعد قمة الظواىر الصوتية،
و يطلق عليو بعض الدراسيُت مبوسيقى الكالـ أو التلوين ادلوسيقي ،و نغمات الكالـ دائما يف تغَت من أداء إىل آخر و
من موقف إىل موقف و من حالة نفسية إىل أخرى ،وللنغمات مدى من حيث االرتفاع و االطلفاض حتسو األذف ادلدربة،
فعندما ترتفع درجة التلوين ادلوسيقي ػلصل على تنغيم مرتفع ،و عندما تنخفض ىذه الدرجة حتصل على تنغيم منخفض
ّأما إذا لزمت ىذه الدرجة مستوى واحدا فاحلاصل إذف نغمة مستوية (.)4
ػػػػػػػػ
-2زلمد إسحاؽ العناين :مدخل إىل الصوتيات ،دار وائل ،ط2008 ،1ـ ،ص .73
-3خالد قاسم بٍت دومي :دالالت الظاىرة الصوتية يف القرآف الكرمي ،جدار العادلي ،عماف ،األردف ،دط2006،ـ ،ص .143
-4كماؿ بشر :علم األصوات ،دار غريب ،القاىرة ،دط 2000 ،ـ ،ص .534 ،533
8
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
ومن خالؿ ىذا كلو نستنتج أ ّف التنغيم عبارة عن تغَتات تنتاب و تلحق الصوت من صعود إىل ىبوط حتدث يف
اللغة حسب احلالة اليت يكوف عليها ،فالتنغيم ىو ادلفصح عن ادلشاعر واذلواجس و االنفعاالت النفسية اليت تنتاب اإلنساف
من حُت إىل آخر تبعا لتغَت مشاعره يف اَّتمع الذي يتواجد فيو.
و إ ّف للتنغيم وظائف متنوعة يف التحليل اللغوي و يف عملية اإليصاؿ االجتماعي بُت ادلتكلمُت منها )1( :وظيفة داللية
سياقية ،كما أ ّف لو دور يف إبراز الطبقات اإلجتماعية و الثقافية ادلختلفة يف إطار رلتمع معُت ،كذلك لو دور أساسي يف
التعريف بُت معاين الكلمة يف بعض اللغات على ادلستوى ادلعجمي و يكوف اإلختالؼ يف درجة النغمة .إىل جانب ذلك
لو وظيفة ضلوية ؛ إذ ىي العامل الفاعل يف التمييز بُت أظلاط الًتكيب والتفريق بُت أجناسها النحوية ،فبتنغيم نربز أ ّف
ادلنطوؽ مكتمل من حيث معناه و مبناه أـ غَت مكتمل ،و غَتىا من الوظائف.
ّأما الفاصلة :فهي ظاىرة صوتية مرتبطة بطبيعة الًتكيب و الفاصلة يف القرآف الكرمي ىي الكلمة اليت ختتم ُّا كل آية
من آيات القرآف الكرمي ،و تقع عند االسًتاحة يف اخلطاب لتحسُت الكالـ ُّا ،و ىي الطريقة اليت يبُت القرآف ُّا سائر
الكالـ ،و مسيت فواصل أل ّهنا تنفصل عند الكلمات (.)2
( وعليو نقوؿ أ ّف ىذين النوعُت من الدراسة أي علم األصوات ( الفوناتيك) و علم األصوات الوظيفي
و الفونولوجيا) ،يعتمد أحدعلا على اآلخر ،و علا متكامالف ،و من العبث أف ضلاوؿ أف نقرر أيّهما أفضل من اآلخر،
تبعا ذلذا ػلسن جتميع الدراستُت معا حتت التسمية العامة التقليدية » علم األصوات اللغوية«(.)3
ػػػػػػ
-1ينظر :كماؿ بشر ،علم األصوات ،ص .543 ،539
-2فضيلة مسعودي :التكرارية الصوتية يف القراءات القرآنية ،دار احلامد ،األردف ،ط2008 ، 1ـ ،ص .48 ،47
-3زلمود السعراف :علم اللغة مقدمة للقارىء العريب ،دار النهضة العربية ،بَتوت ،لبناف ،دط ،دت ،ص .201
9
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
القراءات القرآنية:
من اَّمع عليو بُت ادلؤرخُت و الباحثُت قدمائهم و زلدثيهم أ ّف القرآف الكرمي غداة نزولو كاف لو تأثَت كبَت يف
عم رتيع مظاىر احلياة يف شبو اجلزيرة العربية ،بل امتد أثره إىل ما وراءىا ليشمل أشلا
دنيا الناس .إذ أحدث انقالبا شامال ّ
أخرى ،فكاف ذلك التغيَت إيذانا ببدء عهد جديد ،ذي مظاىر جديدة ،انطلق من تغيَت عقيدة اَّتمع العريب من الشرؾ
لتعم بعد ذلك رتيع جوانب احلياة يف ىذا اَّتمع الروحية و العلمية و الثقافية .فكاف القرآف
إىل اإلؽلاف باهلل و توحيدهّ ،
الكرمي دافعا و زلركا جلميع ادلناقشات و البحوث اليت أصبحت فيما بعد بذورا حقيقية لشىت العلوـ و تعترب ىذه العلوـ أوىل
يف العلوـ اإلسالمية اليت تبلورت يف صدر اإلسالـ ،و تناقلها الصحابة عن طريق ادلشافهة حىت عصر التدوين
منتصف ؽ 2ىػ ،مثّ تعددت ىذه الدراسات وتشعبت مباحثها ،و ألفت فيها كتب كثَتة فيما بعد ،حيث رتع بدر
الدين الزركشي ( ت 794ىػ) يف كتابو ''الربىاف يف علوـ القرآف'' سبعة و أربعُت نوعا من مباحث علوـ القرآف و غيهم من
ادلؤلفُت .إال أ ّف ما يهمنا من ىذه العلوـ ىو علم القراءات القرآنية الذي أصبح فيما بعد أصال لعلوـ أخرى ،كعلم
النحو ،و علم البالغة .....و لذا صلد أىل التفسَت يعودوف إليو دلعرفة أوجو القراءة آلية من اآليات قبل تفسَتىا مثلما يعود
إليو النحاة دلعرفة تلك األوجو قبل إعراب آية من اآليات ...و ىكذا .و حبكم ذلك السبق فإ ّف مباحث ىذا العلم تعد
مادة غنية تشتمل على كثَت من ادلسائل الدقيقة يف سلتلف العلوـ و خاصة العلوـ اللسانية ؛أل ّهنا حبكم العالقة التارؼلية
القائمة بُت اللغة العربية و القرآف الكرمي ،تعد نافذة نرى من خالذلا فًتة ىامة يف تاريخ العلوـ اللسانية عندنا أي
اللسانيات العربيةو جوانب أىم يف تأدية اللغة العربية من الناحية الصوتية يف تلك الفًتة.
فما حقيقة ىذا العلم ؟كيف نشأ وتطور ؟ وذلك ما سنجيب عليو يف ىذا الفصل .
- 1تعريف القراءة:
أ -لغة :رتع قراءة ،و ىي مصدر قرأ ،يقاؿ :قرأ يقرأ قراءة و قرآنا .و قرأت الشيء قرآنا :رتعتو و ضممت
بعضو إىل بعض .و مسي القرآف قرآنا ألنّو رتع القصص ،واألمر ،و النهي ،و الوعد ،و الوعيد ،و اآليات ،و السور ،
بعضها إىل بعض و ىو مصدر كالغفراف و الكفراف ،و قد يطلق على الصالة ؛أل ّف فيها قراءة تسمية للشيء ببعضو ،و
على القراءة نفسيها (.)1
ػػػػػػ
-1ابن منظور :لساف العرب ،ج ،12مادة (قرأ) ،دار صادر ،ط2004 ،ـ ،ص .129 ،128
10
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
ب-اصطالحا:
و علم يعرؼ منو اتفاؽ الناقلُت لكتاب اهلل ،و اختالفهم يف اللغة ،و اإلعراب ،و احلذؼ ،و اإلثبات ،و الفصل،
بعزو ( )1الناقلة (.)2
الوصل ،من حيث النقل ،أو يقاؿ :علم بكيفية أداء كلمات القرآف واختالفها ّ
كذلك يقوؿ الزركشي ( ت 794ىػ) '' :ىي اختالف ألفاظ الوحي المذكور في كتاب الحروف أو كيفيتها من تخفيف و تثقيل و
غيرىا'' (.)3
فالقراءات ىي تلك الوجوه اللغوية و الصوتية اليت أباح اهلل ُّا قراءة القرآف تيسَتا و ختفيفا على العباد (.)4
ال شك أ ّف الرجوع إىل اجلانب التارؼلي ألي علم يكشف كثَتا عن جوانبو الفنية ،و من ىنا فإ ّف احلديث عن
ظلهد لو بنبذة تارؼلية ضلاوؿ من خالذلا أف ضلدد نشأتو و ادلراحل اليت
مباحث ىذا العلم أي علم القراءات يقتضي منّا أف ّ
مر ُّا إىل أف صار علما مستقال عن بقية العلوـ اإلسالمية األخرى.
ُّجتمع كتب تاريخ القرآف على أ ّف آياتو نزلت متفرقة و ذلك حبسب احلاجة اليت تكوف سببا يف النزوؿ ،و لكي يسهل
االلتزاـ و العمل مبا جاء بو ،كما أشار القرآف نفسو إىل ذلك يف قولو تعاىلَ » :و قُ ْرأ َََ ََنًا فَ َرقْنَاهُ لِتَ ْق َرأَهُ َعلَى الن ِ
َّاس
ٍ
يل ََ ََ ًَا «(اإلسراء ،)106و كاف الصحابة رضواف اهلل تعاىل عليهم يتلقوف الوحي بشغف كبَت، َعلَى ُم ْكث َو نَ َّزلْنَاهُ تَ ْن ِز َ
قصد التنافس يف قراءتو و حفظو ومعرفة األحكاـ اليت يتضمنها ،و من مثّ الشروع يف االلتزاـ ُّا و العمل على ىدى منها،
و يف ذلك يقوؿ الدكتور زلمد عبد اهلل دراز ....'' :و ؽلكننا أف نتصور إذف مدى االىتماـ الذي كاف يثَته القرآف الكرمي
إىل اإلسالـ يف نفوس ادلؤمنُت ،فقد كاف بالنسبة إليهم غذاء الروح و قاعدة السلوؾ ،ونصوص الصالة و أداء الدعوة
كل شؤوف احلياة'' (.)5
كاف نشيدىم و تارؼلهم ،كاف دستورىم يف ّ
ػػػػػػ
-1عزو اخلرب إىل فالف :إسناده إليو.
-2القسطالين :لطائف اإلشارات ،ج ،1ص ، 170نقال عن :د .زلمد أسعد النادري :فقو اللغة مناىلة و مسائلة ،ادلكتبة العصرية ،صيدا ،بَتوت ،ط 1
1425ىػ2005 ،ـ ،ص .163
-3مسَت البدي :أثر القراءات و القرآف يف النحو العريب ،دار الكتب الثقافية ،الكويت ،دط ،دت ،ص .309
-4منصور كايف :علم القراءات ،دار العلوـ ،اجلزائر ،دط 2008 ،ـ ،ص .07
عبد العظيم علي ،مراجعة زلمد بدوي ،دار القلم ،الكويت ،دط1980 ،ـ ،ص . 34 -5ينظر :زلمد عبد اهلل دراز ،مدخل إىل القرآف الكرمي ،تر
11
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
الذ ْك َر َو إِنَّا
و قد قضت احلكمة اإلذلية أف يتكفل اهلل حبفظ ىذا القرآف ،و ىذا ما أك ّدتو اآلية الكرؽلة » :إِنَّا نَ ْح ُن نَ َّزلْنَا ِّ
لَوُ لَ َحافِظُونَا « (احلجر)9و قد دتثّل ىذا احلفظ يف وجهُت أساسيُت :وجو القراءة و التالوة باحلفظ يف الصدور،و ووجو
الكتابة باحلفظ يف السطور .و علم القراءات منذ نشأتو األوىل ذو ارتباط وثيق ُّذين الوجهُت ادلتكاملُت.
يف وؽلكن أف ظليّز يف تطوره بُت عدة مراحل باعتبار التطور الزمٍت أوال،وباعتبار اخلطوات العلمية اليت حققها
كل مرحلة ثانيا ،وسنقف عند أىم األحداث اليت ذلا صلة مباشرة بتطوره ،دوف التعرض إىل كثَت من القضايا اجلزئية اليت
ذكرىا مؤرخو القرآف الكرمي و الباحثوف يف الدراسات القرآنية،وؽلكن أف صلمل ىذه ادلراحل فيما يلي :
أ -القراءات القرآنية في عهد النبي صلى اهلل عليو و سلم :
كاف النيب صلى اهلل عليو وسلم يتلقى القرآف الكرمي عن الروح األمُت جربيل عليو السالـ متعجال حفظو سلافة
عز و جل بقولوَ » :سنُ ْق ِرُؤ َك فَ َال تَ ْن ِ
اء اهللُ « (األعلى ،)7 ،6كما ؼلربه القرآف سى إ َّ َما َ َ
َ ّ النسياف ،فيطمئنو ادلوىل ّ
جل توىل رتعو و قراءتو ،و ما عليو إالّ أف يتبع القراءة ؛ قاؿ تعاىل » :إِ َّن َعلَْي نَا َج ْم َعوُ َو قُ ْرأَنَوُ فَِإذَا قَ َرأَنَاهُعز و ّ بأ ّف اهلل ّ
فَاْتَّبِ ْع قُ ْرأَنَوُ«(القيامة ،)18،17و تشَت ىذه اآلية الكرؽلة و غَتىا من اآليات إىل أحد الرافدين األساسُت يف حفظ القرآف
الكرمي و ىو جانب القراءة الذي كاف الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم حريصا عليو ،إذ كاف يرتل القرآف و يعلّم أصحابو
القراءة و الًتتيل نقال عن جربيل عليو السالـ ،غَت أ ّف ما ينبغي أف تلفت االنتباه إليو ىو أ ّف قراءة النيب صلى اهلل عليو و
'' أقرأني جبريل عليو السالم على سلم كانت تأخذ منذ البداية أوجها عديدة تيسَتا على أمتو وثبت عنو أنّو قاؿ :
حرف فراجعتو ،ثم لم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف '' (.)1
و لعل قصة ىشاـ بن حكيم اليت ذكرىا علماء القراءات خَت ذليل على أ ّف اختالؼ أوجو القراءة عن النيب صلى اهلل
عليو و سلم ،فقد أخرج الشيخاف من حديث عمر بن اخلطاب قاؿ '' :سمعت ىشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان
على غير ما أقرأىا ،فقلت :يا رسول اهلل أني سمعت ىذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها ،فقال رسول اهلل صلى اهلل عليو
و سلم :أرسلو إقرأ :فقرأ القراءة التي سمعتو يقرأ ،فقال رسول اهلل صلى اهلل عليو و سلم :ىكذا أنزلت ،ثم قال لي :إقرأ
فقرأت ،فقال ىكذا أنزلت إ ّن ىذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فأقرؤوا ما تيسر منو '' (.)2
ػػػػػػػ
-1الًتمذي :السنن ،ج، 5مطبعة بوالؽ ،مصر ،دط 1292 ،ىػ ،احلديث رقم .2944
-2البخاري :الصحيح،مطبعة البوالؽ ،باب أنزؿ القرآف على سبعة أحرؼ 1312 ،ىػ .
12
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
و قد اختلف العلماء يف معٌت األحرؼ السبعة فقاؿ ابن عريب :مل يأت يف معٌت ىذه السبع نص و ال أثر و اختلف الناس
يف تعيينها (.)1
و من اآلراء الواردة يف ذلك أيضا أ ّف ادلراد باألحرؼ السبعة » اللغات« و السر يف إنزالو على سبع لغات تسهليو على
الناس؛ و ىو أف يقرأ كل قوـ من العرب بلغتهم ،و ما جرت عليو عادهتم من اإلظهار والتفخيم و اذلمز ،و غَت ذلك من
الطرؼ و الوجو (.)3
وجود اللغات إىل سبعة أوجو منها يف الكلمة الواحدة فإ ّف احلرؼ ىو َّ
وخالصة القوؿ أ ّف البدايات األوىل لعلم القراءات كانت مرتبطة بنزوؿ الوحي بدليل نقلي يتمثل يف اآليات القرآنية اليت
تأمر النيب صلى اهلل عليو و سلم و عامة ادلسلمُت بالعناية جبانب القراءة و التالوة الصحيحة ،اليت ينزؿ ُّا رسوؿ الوحي
جربيل عليو السالـ .و دليل عقلي يتمثل يف حاجة الصحابة إىل تعلّم قراءة القرآف مباشرة باالستماع إىل قراءة النيب صلى
اهلل عليو و سلم ،أل ّف آيات القرآف ىي جوىر الدين اإلسالمي اجلديد يف جزيرة العرب ،و أل ّف تالوتو عبادة كما ثبت
من أحاديث الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم ،و منها ما رواه الًتميذي يف سننو قاؿ '' :قال رسول اهلل صلى اهلل عليو و سلم
:من قرأ حرفا من كتاب اهلل فلو بو حسنة ،و الحسنة بعشر أمثالها ،أقول لكم ،آلم حرف ،و لكن ألف حرف ،و م
حرف ،و ميم حرف '' (.)4
ّأما عن التدوين ،فإ ّف الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم كاف أميّا ال يعرؼ القراءة و الكتابة ،و قد شهد القرآف الكرمي بذلك يف
الم ْب ِطلُو َن « (العنكبوت ، )48فقد
اب ُ ك إِ ًذا َّ ْرتَ َ ت تَ ْت لُوا ِم ْن قَ ْبلِ ِو ِم ْن ِك ََ ٍ
تاب َو َ تَ ُخطُّوُ بِيَ ِمينِ َ قولو تعاىلَ » :و َما ُك ْن َ
جل كاف
عز و ّكاف الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم حريصا على تكليف الصحابة الذين يتقنوف الكتابة بتدوين كل آية تنزؿ بتوقيفو ّ
يأمرىم بوضع كل آية يف موضعها احمل ّدد ذلا.
ػػػػػػ
-1بدر الدين الزركشي :الربىاف يف علوـ القرآف ،ج،2دار ادلعرفة ،لبناف،دط1972 ،ـ ،ص.212
-4الًتمذي :السنن ،كتاب فضائل القرآف ،ج، 5الباب ، 16احلديث رقم .2910
13
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
'' كان رسول كما جاء ذلك يف احلديث الذي رواه الًتمذي ،بسند يف سننو عن عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو قاؿ :
اهلل صلى اهلل عليو و سلم إذا نزلت عليو اآلية :فيقول :ضعوا ىذه اآلية في السورة التي يذكر فيها كذا و كذا'' (.)1
يف ّأما فيما ؼلص حديث األحرؼ السبعة ادلرتبط بفكرة القراءات القرآنية ،فخَت من ال مس حقيقتو و ُوفّق
الربط بُت مضمونو و مناسبتو و بُت واقع العرب اللغوي ،ىو ابن قتيبة الدينوري ( ت 2 76ىػ).
أولها :االختالؼ يف إعراب الكلمة ،أو يف حركة بنائها مبا ال يزيلها عن صورهتا يف الكتاب ،و ال يغَت معناىا ،ضلو قولو
يفَ ( :و ور «(سبأ )17و » َو َى ْل يُ َ َاز إِ َّ ال َك ُف ُ
ور «.فحجة دلن قرأ بالنوف تعاىلَ » :و َى ْل نُ َ ا ِزي إِ َّ ال َك ُف َ
اى ْم) و ىي قراءة األعمش فيما
حجة (صلازي) قولو تعاؿ ( َجَزيْػنَ ُ
أبوعليّ :
ّ َى ْل نُ َ ا ِزي ) و ( ال َك ُفور ََ) بالنصب فقد قاؿ
تى
( َح َّ جل و إف بٍت الفعل للمفعوؿ بو و ىذا مثل قولو تعاىل: عز و ّ زعموا ،و من قاؿ ( يُ َ َاز ) فاَّازي اهلل ّ
الكفور و غَته ِ ع َع ْن قُلُوبِ ِه ْم) و ( فَ َّز َ
ع َع ْن قُلُوب ِه ْم) .و ّأما قولو ( َو َى ْل يُ َ َاز إِ َّ ال َك ُف ُ
ور ) و إِذَا فُ ِّز َ
ُ
ص الكفور ُّذا ؛أل ّف ادلؤمن قد يُ َكف َُّر عنو ذنوبو بطاعاتو فال غلازى على ذنوبو اليت {غلري على ىذا فِ ْعلُو} و إّظلا ُخ َّ
ط فال يكفَّر عن سيآتو ؛كما يكفَّر عن سيآت ادلؤمن (.)3 تُ َكف َُّر ،و الكافر عملو ػلب ُ
يف و الوجو الثاني :أف يكوف االختالؼ يف إعراب الكلمة و حركة بنائها مبا يغَت معناىا و ال يزيلها عن صورهتا
َس َفا ِرنَا « إالّ أ ّف ابن كثَت و ِ
َس َفا ِرنَا « (سبأ )19و » َربُّنَا بَ َ
اع َد بَ ْي َن أ ْ الكتاب ،ضلو قولو تعاىلَ » :ربَّنَا بَاع ْد بَ ْي َن أ ْ
فاع َل و فَػ َّع َل قد غليئاف
علي :ذكر سيبويو َ : أبو عمرو قرأوىا مشددة العُت يف قولو تعاىلَ » :ربَّنَا بَ ِّع ْد « وقد قاؿ أبو ّ
ب ،و اللفظاف رتيعا على
ب و قَػَّر َ
اع َد و بػَ َّع َد من ذلك ،و كذلك خالفو قَ َار َ
ف ،فيجوز بَ َ
ض َّع َ
فو َ
اع َ
ضَ دلعٌت كقوذلم َ :
يف معٌت الطّلب والدعاء ،و ادلعٌت الوجهُت على أ ّهنم كرىوا ما كانوا فيو من السعة و اخلصب و كفاية الكدح
ادلعيشة(. )4
ػػػػػػػ
– 1الًتمذي :السنن ،كتاب تفسَت القرآف ،ج ، 5الباب ، 10احلديث رقم .3086
-2زلمود أزتد الصغَت :القراءات الشاذة و توجيهها النحوي ،دار الفكر ،دمشق ،سورية ،ط 1419 ،1ىػ1999 ،ـ ،ص.18
-3علي احلسن الغ ّفار الفارسي :احلجة للقراء السبعة أئمة األمطار باحلجاز العراؽ و الشاـ ،تح بدر الدين قهوجي ،بشَت حوبيبايل ،راجعو و دققو عبد العزيز
رباح ،أزتد يوسف الدقاؽ ،ج ، 6دار ادلأموف للًتاث ،بَتوت ،دمشق ،دط ،دت ،ص .18 ،17 ،
14
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
والوجو الثالث :أف يكوف االختالؼ يف حروؼ الكلمة دوف إعراُّا مبا يغَت معناىا ،و ال يزيل صورهتا .ضلو قولو تعاىل:
( ش ُرَىا«(البقرةّ ، )259أما حجة من قرأ بفتح النوف ،و ضم الشُتف نُْن ِش ُزَىا « و » نَ ْن ُ » و انْظُر إِلَى ِ
العظَ ِام َك ْي َ َ ْ
ضتُوُ ،قاؿ: الدابَّةُ ( ،)1وحسرتػُها أنا ،وغاض ادلاءِ ،
وغ ْ ت َ نػَْنشرىا) ،فإنّو يكوف من نَشر ادليت و نشرتُو أنا ،مثل :حسر ِ
ُ َ َْ َ َ ََ ُ ََ ّ ُ ُ َُ
س (.)2 َك ْم قَ ْد َح َس ْرنا ِم ْن َع َالةٍ َعْن ِ
إذَا َما َعال نَ ْشًزا ِحصا ٌف ُرلَلَّ ُل (.)3 ترى الثعلب احلَ ْوِ َّ
يل فيها كأنَّوُ
من النشوز
ُ يريد :شرفا من األرض ،و مكانا مرتفعا ،فتقدير ( نػُْن ِش ُزَىا) نرفع بعضها إىل بعض لإلحياء ،و من ىذا :
أو وزا
شً ت ِم ْن بَ ْعلِها نُ ُ
ادلرأةِ إّظلا ىو أف تَػْنبُػ َو عن الزوج يف العِشرة فال تالئمو .يف التنزيل » َو إِ ْن إِ ْم َرأَةٌ َخافَ ْ
إِ ْع َر ً
اضا «(النساء .)4( ) 129
ال يغَت معناىا ،ضلو قولو تعاىل: و الوجو الرابع :أف يكوف االختالؼ يف الكلمة مبا يغَت صورهتا يف الكتاب و
الم ْن ُف ِ ِ الم ْن ُف ِ ِ
وش«(القارعة . )5 وش« و » َكالع ْه ِن َ اللوف َ
» َك ُ
ض ٍ
ود « » َو طَْل ٍع َم ْن ُ و الوجو الخامس :أف يكوف االختالؼ يف الكلمة ،مبا يزيل صورهتا و معناىا ،ضلو قولو تعاىل:
و » طَ ْل ٍ « (.الواقعة .)29
ِ
الم ْوت بِ َ
الح ِّ « ت َس ْك َرةُ َ
اء ْ
» َو َج َ و الوجو السادس :أف يكوف االختالؼ بالتقدمي و التأخَت ،ضلو قولو تعاىل:
ت س ْكرةُ الح ِّ بِالمو ِ
ت « (ؽ. )19 اء ْ َ َ َ َ ْ و » َو َج َ
ػػػػػػ
-3البيت لألخطل يف ديوانو ، 23/1من قصيدة يف مدح خالد بن عبد اهلل بن أسيد ،كاف أحد أجواد العرب يف اإلسالـ ،و كاف جواد أىل الشاـ .نقال عن:
علي احلسن الغ ّفار الفارسي :احلجة للقراء السبعة ،ج ، 2ص . 379
15
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
-4علي احلسن الغ ّفار الفارسي :احلجة للقراء السبعة ،ج ، 2ص .379
أي: قاؿ أبو الفتح :لك يف ىذه الباء ضرباف من التقدير :إف شئت علقتها بنفس ( جاءت) ،كقولك :جئت بزيد ،
ِ
ت بو).َجأْتُوُ ( جْئ َ
أحضرتو و أ َ
أي: و إف شئت علقتها مبحذوؼ ،و جعلتها حاال ،أي :و جاءت سكرة احلق و معها ادلوت ،كقولنا :خرج بثيابو،
و ثيابو عليو.
قيل :إلشًتاكها يف احلاؿ ،و قرب إحداعلا من صالحبتها صار كأ ّف كل واحدة منهما جائية باألخرى؛أل ّهنما ازدزتتا يف
احلاؿ ،و اشتبكتا حىت صارت كل واحدة منهما جائية بصاحبتها ،كما يقوؿ الرجالف ادلتوفياف يف الوقت الواحد إىل
ادلكاف -كل واحد منهما لصاحبو :-ال أرى أ أنا سبقتك ،أـ أنت سبقتٍت ؟ (. )1
جر تقديره ( :ليأكلوا من ذتره و ما عملتو أيديهم) ،و غلوز أف تق ّدر (ما) نافية فيكوف ادلعٌت ( :
فموضع ( ما) على ىذا ٌّ
الزا ِرعُو َن « ( الواقعة
يقوي ذلك » :أَفَ َرأَيْتُ ْم َّما تَ ْح ُرثُو َن أَأَنْتُ ْم تَ ْزَرعُونَوُ أ َْم نَ ْح ُن َّ
ليأكلوامن ذتره ،ومل تفعلو أيديهم) ،و ّ
، ) 64 ،63و من ق ّدر ىذا التقدير مل يكن صلة ،و إذا مل يكن صلة مل يقتضى اذلاء الراجعة إىل ادلوصوؿ (.)2
ػػػػػػ
-1ابن جٍت :احملتسب يف تبيُت وجوه شواذ القراءات اإليضاح عنها ،ج ،2تح علي النّجدى ناصف و د .عبد احلليم النّجار و د .عبد الفتاح إمساعيل شليب،
اَّلس األعلى للشؤوف اإلسالمية ،جلنة إحياء كتب السنة ،القاىرة ،دط 1415 ،ىػ1994 ،ـ ،ص.284 ،283
16
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
-2علي احلسن الغ ّفار الفارسي :احلجة للقراء السبعة ،ج ،6ص . 40
بعد أف انتقل الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم إىل الرفيق األعلى ،طرأت على ساحة الدولة اإلسالمية عصرئذ
أحداث جديدة مل تكن معروفة من ذي قبل ،لعل أعلها تلك احلروب اليت وقعت بُت اجليش اإلسالمي من جهة و بُت
بعض ادلرت ّدين عن اإلسالـ من جهة ثانية ،و اليت عُرفت يف التاريخ اإلسالمي :حبروب الردة ،و يف ىذه احلروب وقعت يف
عهد أبو بكر الصديق رضي اهلل تعاىل عنو استشهد عدد كبَت من خَتة الصحابة رضي اهلل تعاىل عنهم ،وكاف أغلبهم من
َح َفظَِة القرآف الكرمي ،فبدأ ىاجس اخلوؼ على اندثار القرآف الكرمي يُساور كبار الصحابة ،و خاصة أبو بكر الصديق و
عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنهما.
و ُجت ِمع أغلب ادلصادر على أ ّف التفكَت يف رتع القرآف الكرمي يف مصحف واحد كاف وليد ىذه الظروؼ اجلديدة اليت
طرأت على الدولة اإلسالمية يف عهد أيب بكر فقد نقل أبو عمرو الداين (ت 444ىػ) عدة روايات ُّذا ادلعٌت منها قولو :
'' أول من جمع القرآن الكريم بين اللوحين أبو بكر رضي اهلل عنو '' ( )1و منها كذلك الرواية اليت تنقلها عن زيد بن ثابت
بسند وفيها يقوؿ '' :إ ّن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنو جاء إلى أبي بكر اللدي فقال :إ ّن القتل قد أسرع في ّ
قراء القرآن
فاكتُبوُ ،فقال أبو بكر :فكيف نلنع بشيء لم يأمرنا فيو رسول اهلل صلى اهلل عليو و سلم بأمر ،و لم يعهد إليو فيو عهدا؟ فقال
عمر :افعل ىذا -و اهلل -خير ،فلم يزل عمر يأبى بكر حتى أر اهلل أبا بكر مثل ما رأ عمر.
قال زيد :فدعاني أبو بكر فقال :إنّك رجل اب قد كنت تكتب الوحي لرسول اهلل صلى اهلل عليو و سلم فاجمع القرآن و كتبو،
فقال زيد ألبي بكر :كيف تلنعون بشيء لم يأمركم فيو رسول اهلل صلى اهلل عليو و سلم بأمر و لم يعهد إليكم فيو عهدا ؟ قال:
فلم يزل بي أبو بكر حتى أراني اهلل مثل الذي رأي أبو بكر و عمر .فقال :و اهلل لو كلّفوني نقل ال بال لكان أيسر من الذي
الع ُس ِب'' (.)2
الرقاع و من األضالع و ُ
كلّفوني ،قال ( أي زيد) ،ف علت أتتبع القرآن من صدور الرجال و من ّ
ػػػػػػ
-1الداين :ادلقنع يف رسم مصاحف األمطار ،تح زلمد الصادؽ قمحاوي ،مكتبة الكليات األزىرية ،القاىرة ،دط 1978ـ ،ص .13
الرقاع رتع رقعة و ىي القطعة من اجللد أو القماش ( ابن منظور :لساف العرب ،ج ،5مادة ( رؽ ع ) ،ص ).285
-2ادلرجع نفسو ،ص .14و ّ
17
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
الع ُسب رتع عيسب و ىو جريد النحل( ابن منظور :لساف العرب ،ج ،9مادة ( ع س ب ) ،ص .) 197
و ُ
و واضح من خالؿ ىذه الرواية و غَتىا من الروايات اليت تعددت طرقها و احتدت مضامينها أف عملية رتع القرآف الكرمي
يف مصحف واحد مل تكن عملية عفوية بل كانت نتاج تفكَت عميق يكتنفو التثبت و الدقة العلمية ،كما أ ّهنا مل تكن
وليدة مبادرة فردية و إّظلا نتاج عملي شوري بُت كبار الصحابة ،و كاف نتاج ىذا العمل إستناده إىل أحد كتاب الوحي يف
حياة الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم.
و شاىد العرضة اآلخَتة لتالوة القرآف الكرمي ،كما ثبت يف كثَت من األحاديث النبوية و إذا تأملنا ادلنهج الذي سلكو زيد
يف تدوينو للقرآف الكرمي و جدناه يستند إىل حفظو و قراءتو أوال ،و إىل حفظ و قراءة غَته من رجاؿ القرآف ثانيا ،و إىل
ادل ّدونات اليت بقيت عند الصحابة يف عهد الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم ثالثا .و ىذا ما يفهم من قولو''فجعلت أتتبع القرآف
الرقاع'' .
من صدور الرجاؿ و ّ
و يستنتج من كل ما سبق أ ّف القراءات القرآنية يف عهد أيب بكر الصديق ىي امتداد دلا روي عن النيب صلى اهلل عليو وسلم .و
الفارؽ بُت ادلرحلتُت ىو أ ّف القراءات يف ادلرحلة األوىل اعتمدت على ادلشافهة يف النقل و على التدوين الفردي من طرؼ بعض
الصحابة ّ ،أما ادلرحلة الثانية اعتمدت على ادلشافهة و التدوين الرمسي ادلتمثل يف ادلصحف الذي كتب يف عهد أيب بكر الصديق
حىت خالفة عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو ،وقد علّق الزركشي
وبقي عنده حىت وفاتو ،مث عند ''حفصة''بنت عمر بن اخلطاب ّ
المنزل من غير زيادة و نقلان
على ىذا اَّمع بقولو .. '' :و في ىذا إثبات ظاىر أ ّن اللحابة جمعوا بين الدفتين القرآن ّ
...و ىذا الترتيب كان منو صلى اهلل عليو و سلم بتوقيف لهم على ذلك ،و أ ّن ىذه اآلية عقب تلك اآلية ،فثبت أن سعي
اللحابة في جمعو في موضع واحد في ترتيب'' (.)1
لقد اتسعت رقعة الدولة اإلسالمية يف عهد اخلليفة الثالث عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو أؽلا اتساع ،و انتشر
الصحابة يف كل أرجائها ،فاحتُت بلدانا كثَتة ،ناشرين اإلسالـ بُت شعوُّا ،معلّمُت القرآف ألبنائها ،فدخلت اإلسالـ شعوب
أو رواه عن كل بالوجو الذي مسعتو عن رسوؿ اهلل
كثَتة و متنوعة يف أجناسها و لغاهتا ،فكاف لصحابة يقرؤوف القرآف ّ
غَته شلّن مسع عن رسوؿ اهلل ،و تزايد عدد القراء فتشعبت القراءات ،و كثرت وجوىها ،كما كثر اجلدؿ و ادلَِراءُ بُت الناس
الريبة إىل غَتىا من القراءات ،و زتل كبار الصحابة
كل يتمسك بقراءتو ناظرا بعُت ّ
حياؿ ىذه الوجوه من القراءات و أصبح ّ
كل من ىو
ىذا األمر زلمل اجل ّد ،و أدركوا أ ّف من ىذه االختالفات أف توقد نار الفتنة بُت ادلسلمُت و حتيك يف صدر ّ
حديث عهد باإلسالـ.
ػػػػػ
18
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
الرواية األولى :فهي ما ذكره أبو عمرو الداين بسنده سلربا ..'':أ ّن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان و كانوا يقاتلون
حتى
ّ على' مرج أرمينية' ،فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين إنّي قد سمعت الناس اختلفوا في القرآن اختالف اليهود و النلار
ثم
أ ّن الرجل ليقوم فيقول :ىذه قراءة فالن ،قال :فأرسل عثمان إلى حفلة ،أن أرسلي إلينا اللحف فننسخها في الملاحف ّ
نردىا إليك ،قال :فأرسلت إليو باللحف ،قال :فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت و إلى عبد اهلل بن عمرو بن العاص و إلى عبد
اهلل بن الزبير ،و إلى ابن عباس ،و إلى عبد الرحمان بن الحارث بن ىشام ،فقال :أنسخوا ىذه اللحف في ملحف واحد ،و قال
للنفر القريشيين :إن اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه على لسان قريش،فإنّما نزل بلسانهم .قال زيد :ف علنا نختلف في
الشيء ،ثم ن مع أمرنا على رأي أحد ،فاختلفوا في» التابوت« فقال زيد » :التابوه« ،و قال النفر القر يون » :التابوت« ،قال
حتى رفعنا ذلك إلى عثمان فقال :أكتبوه » التابوت« ،فإنّما أنزل القرآن على لسان
إلي ّ
:فأبيت أن أرجع إليهم ،و أبَ ْو أن يوجعوا ّ
قريش''(.)1
لعل أوؿ ما نسجلو حوؿ ىذه الرواية أ ّف الباعث الذي كاف وراء عمل عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو غَت الباحث
و ّ
الذي كاف وراء عمل أيب بكر الصديق فضال عن الظروؼ ادلختلفة بُت الفًتتُت؛ أل ّف غاية عثماف بن عفاف من نسخ
ع ّدة مصاحف نقال عن الصحف اليت كانت عند » حفصة« ىي استعباد القراءات الضعيفة اليت ال سند ذلا يف الرواية و
القراء على الوجو الصحيح من األداء الذي قرئت بو اآليات يف عهد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو و سلم ومن مثّ
التدوين ،و رتع ّ
استعباد الفتنة اليت كادت أف تقع ،و التحريف الذي أوشك أف يطرأ .و ُّذا كاف عمل اخلليفة عثماف بن عفاف احللقة
الثالثة يف تطور علم القراءات اعتمد منهجا علميا ىو امتداد دلا قاـ بو اخلليفة األوؿ أبو بكر الصديق من حيث االرتكاز
على أساسُت علا :الرواية و التدوينّ ،أما األساس األوؿ فيمثل يف طلب صحف أيب بكر الصديق من حفصة بنت عمر و
جعلها مرجعا للتدوينّ ،أما األساس الثاين فيمثل يف استدعائو حفظة القرآف الكرمي ،و أغلبهم كاف من كتّاب الوحي
مثل :زيد بن ثابت ،عبد اهلل بن عمرو بن العاص ....و غَتعلا شلّن َرَوْو القراءة رواية عن الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم و
مسعوا منو ،و حضروا تدوينها يف عهد أيب بكر الصديق رضي اهلل عنو .
19
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
ػػػػػػ
- 1ينظر :الزركشي ،الربىاف ،ج ، 1ص .15 ،14
بينهم قتال ،فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال :عندي تختلفون و تكذبون و تلحنون فيو؟ .يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس
إمام ي معهم قال :و كان في المس د فكثروا ،فكانوا إذا تماروا في اآلية يقولون إنّو :أقرأ رسول صلى اهلل عليو و سلم ،ىذه اآلية
فالن ابن فالن و ىو على رأس ثالثة أميال من المدينة ،فيبعث إليو في يء ،فيقولون كيف أقرأك رسول اهلل صلى اهلل عليو و سلم
آية كذا و آية كذا؟ فيكتبون كما قال'' (.)1
وواضح من خالؿ ما سبق من اعتماد القراءات على ادلكتوب من جهة و ادلروي من جهة ثانية ،أ ّف ىذا الرأي
رلانب للصواب من ع ّدة وجوه أعلها أ ّف القراءات القرآنية كما رأينا مل تكن تستند إىل ادلكتوب وحده ،بل تستند أيضا إىل
النيب صلى اهلل عليو و سلم .
احلفظ و النقل الشفهي منذ عهد ّ
د -مرحلة الثراء و التخلص العلمي :
بعد اجلهود اآلنفة الذكر عرب ادلراحل ادلختلفة ظهر علماء سلتصوف يف علم القراءات عملوا على تعميق مباحث
ىذا العلم ،و تأصيلها و التوسيع فيها حتدوىم يف ذلك خدمة القرآف الكرمي ،و خصوصا بعد أف قاؿ العلماء بوجوب كل
علم ػلتاج إليو ادلسلموف يف دينهم ودنياىم وجوبا كفائيا ( ،)2فأصبح علما مستقال لو رجالو ومؤلفاتو و منهجو و ىذا
أىم مباحثو يف عصر التدوين ، دونت ّ على امتداد القرنُت الثالث والرابع اذلجريُت بصورة خاصة و ال سيما بعد أف ّ
دونت ،فكتبت فيما و ّ قاؿ ابن خلدوف ...'' :ومل يزؿ القراء يتداولوف ىذه القراءات و روايتها إىل أف كتبت العلوـ
()3
كتب من العلوـ و صارت صناعة سلصوصة و علما منفردا ،و تناقلو الناس بادلشرؽ واألندلس يف جيل بعد جيل ''
و ادلشهور عند ادلؤرخُت أ ّف ّأوؿ من رتع ىذه القراءات يف كتاب ىو أبو عبيد القاسم بن سالـ ( ت 224ىػ) و توالت
ادلؤلفات بعده بكثرة و منها '' :كتاب السبعة قي القراءات '' البن رلاىد ( ت 324ىػ) وكتاب ''التيسَت يف القراءات
( ت 833ىػ) و غَتىا السبع'' أليب عمرو الداين (ت 444ىػ) و ''كتاب النشر يف القراءات العشر '' البن اجلزري
من ادلؤلفات اليت كتبت يف القراءات القرآنية.
بل ويف ىذه ادلرحلة وصل علم القراءات إىل قمة نضجو ،فلم يعد رلرد نقل لكيفية يف القراءة و ضبط لسندىا ،
توسعت مباحثو و صنفت تصنيفا علميا دقيقا ،فبخصوص الرواية و التوثيق وضعت شروط لصحة القراءة ،و حسب
ادلؤرخُت فإ ّف ّأوؿ من وضعها ىو ابن رلاىد وىي :
ػػػػػػ
-1الداين :ادلقنع ،ص .17
20
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
-2زلمد مبارؾ :بُت الثقافتُت الغربية و اإلسالمية ،دار الفكر ،سوريا ،د ط1980 ،ـ ،ص .17
-3ابن خلدوف :ادلقدمة ،دار الكتاب اللبناين ،بَتوت ،دط1979 ،ـ ،ص .784
ووافقت وقد أكد ابن اجلزري تلك الشروط اليت وضعها ابن رلاىد فقاؿ '' :كل قراءة وافقت العربية ولو بوجو ،
ردىا و يحل إنكارىا ،بل ىي من
أحد الملاحف العثمانية و لو احتما ،و ص ّ سندىا ،فهي القراءة اللحيحة التي ي وز ّ
األحرف السبعة التي نزل بها القرآن ،ووجب على النّاس قبولها سواء كانت عن األئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرىم من
أم األئمة المقبولين .و متى اختل ركن من ىذه األركان الثالثة أطل عليها ضعيفة أو اذة أو باطلة ،سواء كانت عن السبعة
عمن ىو أكثر منهم ،ىذا ىو اللحي عند أئمة التحقي من السلف و الخلف '' (.)1
و و ىذه الشروط اليت يعمل ُّا علماء القراءات رلتمعة تعترب خالصة لالعتبارات و ادلقاييس اليت اعتمدىا الصحابة
تابعوىم من قبل ،و رأيناىا يف ادلراحل السابقة ّ ،أما الشرط األوؿ فهو يستند إىل التدوين و ذلك أل ّف التدوين آيات القرآف
التحري والدقة العلمية أل ّف احلفظ وحده قد ال
الكرمي روعيت فيو مسائل القراءات وأوجو األداء الصويت ،ويف ذلك زيادة يف ّ
يكفي.
ّأما الشرط الثاين فهو ؽلنع دخوؿ قراءات اللحن إىل القراءة الصحيحة ادلتواترة ،فقد يلحن قارئ يف قراءة آية من القرآف
الكرمي ،فيتناقلها النّاس ظنا منهم أ ّهنا قراءة من القراءات ادلروية الصحيحة ،وإىل ذلك أشار ابن رلاىد حُت قاؿ:
'' ....و منهم ( أي عامة ّ
القراء ) من يؤدي ما سمعو ممن أخذ عنو ليس عنده إ ّ األداء لما تعلم ،يعرف اإلعراب و غيره،
فذلك الحافظ فال يلبث مثلو أن ينسى إذا طال عهده ،فيضيع اإلعراب لش ّدة تشابهو ،و كثرة فتحو و ضمو و كسره في اآلية
ل ٌر بالمعاني يرجع إليو ،و إنّما اعتماده على حفظو و سماعو ،وقد ينسى الحافظ
الواحدة؛ ألنّو يعتمد على علم العربية و بو بَ َ
يبرئ نفسو ،و عسى أن فيضيع السماع ،وتشتبو عليو الحروف ،فيقرأ بلحن يعرفو ،و تدعوه الشبهة إلى أن يرويو عن غيره و ّ
وج َس َر على لزومو و اإلصرار عليو ''(.)2
يكون عند النّاس مل ّدقا فَ يُ ْح َم ُل ذلك عنو و قد نسيو ووىم فيوَ ،
غَت أ ّف الشرط ادلتمثل يف موافقة القراءة للعربية ،فهو مقيد و زل ّدد عندىم بعبارة ''و لو بوجو من الوجوه '‘.ويف ذلك إشارة
إىل أ ّف القراءة مستويات سلتلفة ،مثلما أ ّف اللغة العربية مراتب سلتلفة ففيها الوجو األفصح ،و فيها الوجو الفصيح ،واألقل
حىت نصل إىل الوجو الشاذ ،و ىذه مسألة ىي من األعلية مبكاف ؛أل ّهنا تعٍت أ ّف القراءات على اختالؼ درجاهتافصاحةّ ،
الصحيحة و الشاذة و ما بينهما تعكس مستويات اللغة العربية.
ػػػػػػ
21
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
-1ابن اجلزري :النشر يف القراءات العشر ،ج ، 1مكتبة مصطفى ،مصر ،د ط ،د ت ،ص.9
-2أبو بكر بن رلاىد :كتاب السبعة يف القراءات ،تح د .شوقي ضيف ،دار ادلعارؼ ،مصر ،د ط 1972 ،ـ ،ص . 45
ّأما الشرط ادلتعلق بالتواتر أو صحة السند ،فمعناه أف يروي القراءة رتاعة يستحيل تواطئهم على الكذب عن مثلهم،
و ىكذا إىل أف ينتهي ذلك إىل الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم دوف انقطاع يف السند ( ،)1أل ّف العلم بالعربية وكتابة ادلصحف
'' ...و منهم متبعة ،و يف ذلك يقوؿ ابن رلاىد: قد يدفعاف بالقارئ إىل أف يقرأ مبا مل يثبت رواية و القراءة سنة ّ
من يُعرب قراءتو،و يبلر المعاني ،و يعرف اللغات ،و علم لو بالقراءات و اختالف النّاس و اآلثار ،فربما دعاه بلره
وحظْ ِره
إلى)2أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ بو أحد من الماضين ،فيكون بذلك مبتدعا و قد رويت في كراىة ذلك َ باإلعراب
(
أحاديث '' .
ولذا صلد أ ّف كثَتا من القراءات ادلنسوبة إىل كبار الصحابة الّذين ال يُطْ َعن يف فصاحتهم مل ترؽ إىل مصاحف القراءات
علي كرـ اهلل وجهو ،و ىي يف رلموعها ال خترج عن رسم الصحيحة ...''.فهذه رتلة من القراءات ادلنسوبة إىل ّ
ادلصحف ،و مع ذلك فهي موصوفة بالشذوذ أل ّهنا مل تصل إىل قوة التواتر يف الرواية '' (.)3
لقد كاف ابن رلاىد سباقا إىل وضع الشروط اآلنفة الذكر و تبعو علماء القراءات فيما بعد يف األخذ ُّا ،و على ضوء
تلك الشروط مت تصنيف القراءات القرآنية إىل أنواع سلتلفة ،فكل قراءة توفرت فيها الشروط اليت ذكرناىا تسمى قراءة صحيحة
ّ ،أما القراءة اليت حلقها ضعف بانعداـ شرط من الشروط السابقة فهي قراءة شاذة ،و دلا رأى ابن رلاىد ما رأى من كثرة
ّ
القراءات و اختالفها يف عصره ،فضال عن تقاصر اذلمم عن استيعاُّا و معرفة أصحاُّا اجتهد -باعتماد الشروط ادلذكورة-
القراء سبعة عرفت قراءهتم بالقراءات السبع.
فاختار من ّ
القراء السبعة الذين اختارىم من كل مصر من تلك األمصار فكانوا كما يلي:
ّأما ّ
و ''اختار من المدينة نافعا ( ت 169ى ) ،و من م ّكة ابن كثير ( ت 120ى ) ،و من الكوفة عاصما ( ت 128ى )،
حمزة ( ت 156ى ) ،و الكسائي ( ت 189ى ) ،و من البلرة أبا عمرو بن العالء ( ت 154ى ) ،و من الشام عبد اهلل بن عامر (
القراء المتق ّدمون عنده سبعة'' (.)4
ّ ت 118ى ) ،و بذلك أصب
و قد نبّو علماء القراءات إىل التباس قد يقع فيو غَت ادلختصُت يف ىذا العلم ،و ىو عدـ التفريق بُت القراءات السبع اليت
اختارىا ابن رلاىد و بُت األحرؼ السبعة اليت نصت عليها األحاديث النبوية ،و قد بيّنو أف ال عالقة ذلذه بتلك ؛ أل ّف
لعل سبب ىذا االلتباس ىو القراء السبعة مل يظهروا إالّ يف زماف متأخر حسما يظهر من تاريخ وفاة كل واحد منهم ،و ّّ
كل منها.
تشابو العدد يف ّ
ػػػػػػ
-1سامل زلمد زليسن :اإلشارات اجلليلة يف القراءات السبع من طريق الشاطبية ،مكتبة الكليات األزىرية ،القاىرة ،دط ،دت ،ص.15
-3عبد العاؿ سامل مكرـ و أزتد سلتار عمر :معجم القراءات القرآنية ،ج ، 1مطبوعات جامعة الكويت ،الكويت ،ط1982 ، 1ـ ،ص. 16
-4شوقي ضيف :مقدمة كتاب السبعة يف القراءات البن رلاىد ،دار ادلعارؼ ،مصر ،دط1972 ،ـ ،ص .21
وىكذا و بعد تصنيف العلماء ذلذه القراءات أصبح ىذا العلم رواية و دراية كما يقوؿ القدماء ،وخاصة بعد ظهور
رلموعة من ادلؤلفات اليت كتبها ضلاة اشتغلوا أيضا ُّذا العلم و احتجوا فيها لكل قراءة بكالـ العرب ،وبيّنوا عللها
احلجة يف القراءات
ووجوىها استنادا إىل اللغة العربية ،و ذلك ما صلده عند اإلماـ ابن خالويو ( ت 370ىػ) ،يف كتابة '' ّ
احتج بعضهم للقراءات
احلجة يف علل القراءات السبع '' ،كما ّ علي الفارسي (ت 377ىػ) ،يف كتابو '' ّ السبع'' و أيب ّ
الشاذّة مثلها فعل ابن جٍت يف كتابو '' احملتسب يف تبيُت وجوه شواذ القراءات '' ،كذلك أ ّهنم تعمقوا يف مباحث ىذا العلم
فتحددت كثَت من مفاىيمو ،كما ضبطت ادلصطلحات ال ّدالة على تلك ادلفاىيم شأنو يف ذلك شأف بقية العلوـ اإلسالمية
األخرى ،فهناؾ القراءة و الرواية و الطريق و الوجو.
خالص ة:
من كل ما سبق طللص إىل القوؿ أف علم القراءات ىو أحد العلوـ اإلسالمية ادلتعلقة بالقرآف الكرمي ،ارتبطت البدايات
األوىل لنشأنو بنزوؿ الوحي على النيب صلى اهلل عليو و سلم الذي كاف حريصا على قراءة القرآف الكرمي و ترتيلو ،مثلما
و كاف حريصا على تعلم القراءة ألصحابو ،الذين كانوا يتنافسوف يف ذلك تنافسا كبَتا ،و كانت قراءتو صلى اهلل عليو
سلم تأخذ وجوىا متعددة تيسَتا على أمتو كما ثبتت عنو أحاديث كثَتة ال سيما أف لغات ( ذلجات) من أنزؿ إليهم
لكل أف يقرأ بلغتو ،و ىو ما وضحتو األحاديث
فيسر ّجل حرجا يف قراءتو ّ
عز و ّ القرآف كانت متباينة ،فلم غلعل اهلل ّ
النبوية أيضا.
ػػػػػػ
،الرواة (قالوف ،ورش )،الطرؽ (أبو نشيط ،احللواين،األزرؽ واألصفهاين).
-1نافع (القارئ) ّ
23
علم األصوات و القراءات القرآنية الفصل التمهيدي ..........................................
( يسموف
ومنذ ذلك الوقت ظهرت طائفة من الصحابة عرفت بتعهدىا للقرآف الكرمي قراءة و ترتيال ،وكانوا ّ
القراء) ،و منهم اخللفاء الراشدوف ،زيد بن ثابت ،و عبد اهلل بن مسعود ،وعبد اهلل بن عباس ،وغَتىم كثَت.
ّ
الرواية و النقل و كانت ادلشافهة ىي الرافد األوؿ ذلذا العلم ؛أل ّف ىدفو ىو
وبدأت وجوه القراءات جتد طريقها إىل ّ
احملافظة على أداء آيات القرآف الكرمي و النطق ُّا على الكيفية اليت نزؿ ُّا ،كما كاف التدوين ىو الرافد الثاين يف
إثبات القراءة ،و خاصة يف عهد أيب بكر الصديق الّذي متّ فيو تدوين أوؿ مصحف ،فاعتمد الكتّاب على ىذين
تشعبت
القراء و ّ
الرافدين .و بتويل اخلليفة الثالث عثماف بن عفاف مقاليد اخلالفة ،اتسعت رقعة الدولة اإلسالمية،وكثر ّ
القراءات ،فقاـ بنشر ادلصحف الذي كتبو أبو بكر الصديق ،و مل تكن غايتو حفظ القرآف من االندثار فحسب ،بل
ووزعت
ّ كل قراءة ضعيفة ،مراعاة ذلك يف ادلصاحف اليت كتبت
ورد ّ
الصحيح منهاّ ،ضبط القراءات القرآنية بإثبات ّ
على األمصار ،و بذلك خطا علم القراءات خطوة كربى و بدأت معادلو تتضح أكثر.
ويف هناية القرف 2ىػ دخل ىذا العلم مرحلة التخصص العلمي ،فتعمقت مباحثو و ضبطت مصطلحاتو ،فأصبح
فدونت مباحثو و ظهرت مؤلفاتو اخلاصة بو.
علما مستقال بذاتو ،و جاء عصر التدوين ّ
وعليو فإ ّف فائدة اختالؼ القراءات و تنوعها كما ذكر ذلك ابن اجلزري (:)1
تنوع اللفظ بكلمة
فكل قراءة مبنزلة اآلية ،أل ّف ّ
-1يف ذلك البالغة و كماؿ اإلعجاز ،و غاية االختصار ،و رتاؿ اإلغلازّ ،
يقوـ مقاـ آية.
وال -2فيها من عظيم الربىاف وواضح الداللة على أنّو من عند اهلل ،ألنّو مع تنوعو مل يتطرؽ إليو تضاد ،وال تناقض،
يبُت بعضو بعضا.
ختالف ،بل كلّو يصدؽ بعضو بعضا ،و ّ
-3سهولة حفظو و تيسَت نقلو على ىذه األمة ،فإ ّف من ػلفظ كلمة ذات أوجو أسهل عليو وأقرب إىل فهمو من حفظو
رتال من الكالـ تؤدي معاين تلك القراءات ادلختلفات ،ال سيما فيما إذا كاف خطّو واحدا ،فذلك أسهل حفظا و أيسر
لفظا.
ؼلل عصر من العصور من إماـ حجة قائم بنقل كتاب اهلل و إتقاف حروفو
ادلنزؿ ،إذ مل ُ
-4حفظ اهلل كتابو و صيانة كالمو ّ
و رواياتو و قراءاتو.
ػػػػػػ
-1ينظر :ابن اجلزري ،النشر يف القراءات العشر ،ج ،1ص . 54 ،52
24
الفصل األول
األصوات اللغوية
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
إ ّف اؽبدؼ من الدراسة الصوتية ىو حفظ األلسن الناطقة بالعربية من الغلط ك الزلل ك االكبراؼ ،ك ال سيما
للمادة الصوتية
عند قراءة القرآف الكرًن .ك درس علماء اللغة العربية القدماء الصوت ضمن دراساهتم اللغوية فلم تكن معاعبتهم ّ
مستقلة ،إذ كانت اؼبادة الصوتية منتشرة يف كتبهم كما ىو اغباؿ يف موضوعات النحو ،ك الصرؼ ،على كبو ما نراه يف
للمربد ( ت 285ىػ ) ك ( الكتاب )لسيبويو ( ت 180قػ) ،ك غَتىا من الكتب ....فعلى سبيل اؼبثاؿ :
كتاب ( .المقتضب) ّ
ت أغلب اؼبؤلفات اللغوية بطريقة متماثلة،إذ يقدـ لو بالتعريف بعدد األصوات العربية ،مث ذكر ـبارجها ،مث
موضوع اإلدغاـ تناكؿق
ذكر صفاهتا ( .)1لذا قبد أ ّف علماء العربية جيمعوف عددا من اؼبوضوعات الصوتية كعدد اؼبخارج ،كعدد األصوات ،ك ـبارج
األصوات ك صفاهتا عند تناكؽبم ؼبوضوع صويت كاحد ضمن معاعبتهم للموضوعات اللغوية األخرل ،كما تناكلت كتب القراءات
ك علم التج كيد ىذه اؼبادة الصوتية أيضا كانتشرت اؼبعلومات الصوتية بُت طيات ىذه الكتب مثل ( :النشر في القراءات
) كغَتىا ،كما أ ّف الدرس الصويت ( ت 444ىػ العشر ) البن اعبزرم ( ت 833قػ) .ك (التسيير في القراءات السبع) للداين
اغبديث ال خيتلف عما تناكلو علماء اللغة العربية القدامى ك علماء القراءات ك التجويد يف موضوعات اؼبادة الصوتية -الذم
يعتمد بدكره على الوسائل اؼبخربية كاألجهزة اغبديثة -إالّ يف أمور طفيفة حبيث سندرج ىذه االختالفات تدرجييا يف نقاط كجيزة.
-1تعريف الصوت:
أ -لغة:
الصوت :صوت فالف بفال ف تصوماتأم دعاه ،ك صات يصوت صوتا فهو صائت دبعٌت صائح .ككل ضرب من
األغنيات صوت من األصوات .ك رجل صائت :حسن الصوت شديد ق ،كرجل صيت :حسن الصوت .ك فالف الصيت :لو
صيت ك ذكر يف الناس حسن (.)2
* ك الصوت صبع أصوات ك قد صات يصوت ك يصات صوتا ك أصات ك صوت بو :كلو ناد ل ،ك يقاؿ :صوت يصوت
تصويتا ،فهو مصوت ،ك ذلك إذا صوت بإنساف فدعاه.ك يقاؿ :صات مصوت صوتا فهو صائت ،معناه صائح (.)3
ػػػػػػػػػػػ
-1ينظر :سيبويو ،الكتاب ج ، 2علّف عليو ك كضع حواشيو ك فهارسو :د إـيل بديع يعقوب ،دار الكتب العلمية ،بَتكت ،لبناف ،ط،1
-2اػبليل بن أضبد الفراىيدم :العُت ،باب الصاد ،دار الكتب العلمية ،بَتكت ،دط2003،ـ،ص. 421
-3ابن منظور :لساف العرب ،ج،8باب الصاد ،دار صادر ،بَتكت ،ط جديدة ،دت ،ص.302
*ك الصيت الذكر اغبسن يف الناس ،يقاؿ ذىب صيتو (.)1
26
ب -اصطالحا:
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
عرض خيرج مع النفس مستطيال متصال حىت يعرض لو يف اغبلق ،ك الفم ،ك الشفتُت مقاطع تثنيو عن امتداده كاستطالتو ،
عرؼ أضبد بن ؿبمد اعبز رم الصوت بأنّو '' :ىواء متموج بتصادـ جسمين ك من ّ حرؼ .كما ّ فيسمى اؼبقطع أينما عرض لو ا
()2
ثم
عم بو'' ( ،)3ك ىو تعريف يتفق مع قوؿ ابن جٍت ،إذ جعل أساس الصوت النفس ك العارض الذم يضيق النفس يف اغبلق ،ك
يف الفم كالشفتُت .معٌت ذلك أ ّف الصوت اللغوم ىو ظاىرة ظبعية حيدث بأ ّف تيار النفس اػبارج من الرئتُت يعرض لو
اغبنجرة ،أك يف الفم ،أك بُت الشفتُت عارض يضيق طريقو فال حيدث صوت إالّ بعاملُت :أحدمها النفس ،ك ثانيهما العا رض.
كذلك أ ّف الصوت ''عملية حركية يقوـ هبا اعبهاز النطقي ك تصاحبها آثار ظبعية معينة من ربريك اؽبواء ،فيما بُت مصدر
إرساؿ الصوت ،ك ىو اعبهاز النطقي ،كمركز استقبالو ك ىو األذف'' (.)4
يعرفو إبراىيم أنيس قائال '' :الصوت ىو ككل األصوات ينشأ من ذبذبات مصدرىا في الغالب الحنجرة لدل اإلنساف فعند اندفاع
ك ّ
عد صدكرىا عن الفم أك األنف تنتقل خالؿ الهواء الخارجي على شكل
النفس من الرئتين يمر بالحنجرة فيحدث تلك االىتزازات التي ب
موجات حتى تصل إلى األذف'' (.)5
في ؼدريس فيقوؿ يف الصوت '' :إ ّف ما يسمى صوتا ىو األثر الواقع على األذف ،بعض حركات ذبذبية للهواء ،كالذبذبات
ّأما ف
اللغة يحدثىا الجهاز الصوتي للمتكلم'' (.)6
ؼالصوت إذف عملية يقوـ هبا اعبهاز الصويت ك ذلك ب إ حداث اىتزازات تنقل على شكل موجات حىت تصل إُف األذف ،
نتيجة اندفاع ىواء أك نفس من أماكن معينة ضمن اعبهاز الصويت.
ػػػػػػػػػ
-1ابن فارس :معجم مقاييس اللغة ،ج،3تح:عبد السالـ ؿبمد صاكرة ،دار اعبيل ،بَتكت ،دط،دت،ص.319
-2ابن جٍت :سر صناعة اإلعراب،ج،1تح:مصطفى السقا كأصحابو ،مطبعة البايب اغبليب ،القاىرة ،ط1،1954ـ،ص.66
-6فندريس :اللغة ،ترعبد اغبميدالدكاخلى ك ؿبمد القصاص،مكتبة األقبلو اؼبصرية ،القاىرة ،دط1950،ـ،ص.43
27
كاؼبالحظ أ ّف احملدثُت من اللغويُت َف خيتلفو ا كثَتا عن ابن جٍت يف ربديد ( مصطلح الصوت) سول يف التفاصيل البسيطة
،معٌت ذلك أ ّف عملية الصوت تقتضي ثالثة عناصر ىي .)1(:
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
كجود جسم يف حالة تذبذب .
كجود كسط تنتقل يفق الذبذبة الصادرة عن اعبسم اؼبتذبذب.
كجود جسم يتقبل ىذه الذبذبات.
تلف مادتو علم الصوت فإنّو :األثر السمعي الذم يصدر طواعية عن تلك األعضاء اليت نستنتج أ ّف الصوت اللغوم الذم ؤ
يطلق عليها اسم »جهاز النطق « ك ىو سبثيل للعناصر الثالثة اليت أحملنا إليها ،فأعضاء النطق سبثل العن صر األكؿ ،ك األثر
السمعي اؼبتعلق بالصوت من حيث انتقاؿ موجاتو يف اؽبواء ديثل العنصر الثاين ّ ،أما أذف اؼبستمع اليت تتلقل تلك الذبذبات فإ ّّنا
تشكل العنصر الثالث.
-2تصنيف األصوات:
حيدث الصوت اللغوم حُت يندفع اؽبواء من الرئتُت ك يدخل اغبنجرة حيث الوتراف الصوتياف فإذا صادفو ـ ا مشدكدين
ك يتحدد مر من غَت أف يهزمها ،ك على أية حاؿ خيرج من اغبنجرة ليسلك يف الفم
ىزمها ،كإذا صادفو ـ ا ك قد ارزبيا ّ
نوع الصوت اللغوم ك معظم صفاتو ،استناد على ىذا تصنف األصوات حبسب اعًتاض اؽبواء اَففبعث من الرئتُت بأم شكل من
األشكاؿ .ك عليو فاألصوات اللغوية صنفُت :صامتة ،ك صائةت.
ىي اليت تنشأ من ج راء مصاد ةؼاؽبواء عائقا يف موضع من اؼبواضع يعوقو عن مركر اؽبواء مركرا حرا إُف خارج الفم ('' )2
يفكببس اكبباسا ؿبكما فال يسمح باؼبركر غبظة من الزمن يتبعها ذلك الصوت االنفجارم أك يضيق ؾبراه ،فيحدث النفس نوعا
من الصفَت أك اغبفيف'')3(.كتشتمل الصوامت أصواب حركؼ العربية صبيعها عدا حركؼ اؼب ّد ك اللُّت .
ػػػػػػ
-1أضبد ـبتار عمر :دراسة الصوت اللغوم ،عاَف الكتب ،القاىرة ،ط 1981 ،2ـ ،ص .4
كمق ،دار الكتب الوطنية ،بنغازم ،ط 1996 ، 1ـ ،ص .95
- 2نوزاد حسن أضبد :اؼبنهج الوصفي يف كتاب سيب
ت Wowels:
بّ -أما الصائة
28
فقد امتزجت اغبركات ك أصوات اؼب ّد بنسق صويت خاص هبا ًن مزىا عن باقي أصوات العربية بصفات ،كخصائص ،ك
عالقات ،ك ظواىر صوتية خاصة .ك صبعتىا تسميا ت متعددة أبرزىا الصوائت ك اؼبصو تات ،ك غَتىا .ك الصفة اليت تختص هبا
كىو أصوات حركؼ اؼب ّد أك اغبركات ىي '' :كيفية مركر الهواء في الحلق ك الفم ك خلو مجراه من حوائل ك موافع« (.)1
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
كاحد من عدة مصطلحات استعلمت للداللة على ىذه األصوات ك اغبركات كالعلة ( ،)2ك ىي ليست ذات مكاف نطق ؿبدد
الشفتف مها من األعضاء األساسية اليت تؤثر يف تغيَت شكل اؼبمر اؽبوائي يف حاؿ إنتاج الصوائت ( )4ك
ا ( ،)3حبيث أ ّف اللساف ك
بػ أصوات الم ّد ىي ستة :ثالثة منها قصار ك تعرؼ بالحركات ( الفتحة ك الضمة ك الكسرة ) ك ثالثة طواؿ ك تعرؼ
(األلف ك اؿماء ك الواك ) .قاؿ سيبويو '' :حركؼ اللّين ىي حركؼ الم ّد التي يم ّد بها الصوت ،ك تلك الحركؼ :األلف ك الواك ،ك
اؿماء '')5(.
إذف فما توصل إليو سيبو مق يف كصفو ألصوات اؼب ّد ك اللُّت اعتمادا على تجربتو الذاتية ،جاء مطابقا َفا كصفق علم الصوت
اغبديث ؽبا ،اؼبعتمد على ذبارب ـبترب الصوت ،فقد توصلت ( اؼبدرسة الفو فكلوجية الفرنسية) إُف أ ّف أصوات اؼب ّد يف اللغة العربية
في الطوؿ تشتمل على ستة أصوات '' موزعة بالتساكم على ثالثة صويت
ات قصيرة ىي :الكسرة كالفتحة ك الضمة ،التي تتميز
''(.)6 ات الطويلة األخرل :اؿماء ،ك الواك ك األلف
ك في الكم عن الصويت
فبا نلحظو أ ّف تصنيف الصوامت ك الصوائت من كجهة نظر علماء اللغة العربية القدامى ك من كجهة نظر علماء اللغة اغبديث
ليس ىنالك اختالؼ يف التصنيف سول اختالؼ يف التسميات ّأما احملتول فال خالؼ فيو .ك ىذا يزيدنا أكثر فخرا دبا ق ّدمو
العلماء العرب القدامى ك كذا مدل فطنتهم ك دقتهم ك مدل صياغة تج ربتهم الذاتية ،حيث أصبحوا متميزين على الرغم من
عدـ كجود الوسائل اؼبخربية لتثبيت ما كصلت بو مالحظا هتم الذاتية.
ػػػػػػ
-2سباـ حساف :مناىج البحث يف اللغة ،دار الثقافة ،اؼبغرب ،د ط 1400 ،ىػ1979 ،ـ ،ص .136
-3حساـ البهنساكم :علم األصوات ،مكتبة الثقافة الدينية ،ط 2004 ، 1ـ ،ص .43
-4كماؿ بشر :دراسات يف علم اللغة ،دار اؼبعارؼ ،مصر ،د ط 1969،ـ ،ص . 201
-6حبيث يف فونولوجيا اللغة العربية 171 ،نقالعن :نوزاد حسن أضبد :اؼبنهج الوصفي يف كتاب سيبوبو ،ص .97
29
-3مخارج األصوات:
أكؿ كاجب على د ارس األصوات ىو معرفة ما يسمى ( أعضاء النطق ) من حيث تكوينها ،ك من حيث كيفية استعماؽبا
يف تكوين األصوات الكالمية ،أم من حيث كظائفها ( ،)1كما أ ّف ىذه األعضاء اليت جر ل االصطالح على تسميتها أعضاء
النطق ال تنحصر كظيفتها يف إحداث األصوات ،بل إ ّف ؽبا كظائف أخرل :كالذكؽ للساف ،ك كسر الطعاـ ك طحنو لألسناف ك
األضراس ،ك الشم لألنف ،ك التنفس ؽبا ك للرئتُت ،إُف غَت ذلك .فهذا اعبهاز اختلفوا يف تسميتو فمنهم من يطلق عليو جهاز
تصويت ( ، )2ك منهم من يقوؿ أعضاء النطق ( ،)3ك ال حصر يف إدراج كل اؼبسميات أل ّّنا تشًتؾ يف كظائف عامة .ك ىذا
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
ما ذىب إليو كماؿ بشر الذم ارتأل أ ّف تسمية أعضاء معينة أعضاء نطق تسمية ؾبازية ،أل ّف إصدار األصوات الكالمية ما ىو
إالّ كظيفة كاحدة من الوظائف اليت تقوـ هبا ىذه األعضاء فتسميتها بأعضاء النطق إذف ،ىي تسمية من باب التوسيع ك اجملاز
(.)4
كعليو فإ ّف أعضاء آلة اؿفطق اليت كصفها احملدثين ،ك ىي ؾبموع األعضاء اؼبكونة عبهاز النطق كتبلغ اثٍت عشر عضوا ،بعضها
ذباكيف ( )5ك ىي :الشفتاف ،األسناف ،اللساف ،اللثة ،اغبنك ،التجريف األفؼم ،اللهاة ،اغبلق ،الوتراف الصوتياف ،اٌف فجرة ،القص ةب
اؽبوائية ،الرئتاف ،ك تتفاكت ىذه األعضاء يف الدكر الذم تقوـ بو عملية التصويت .ك فيما يلي نوجز القوؿ يف ىذه األعضاء.)6( :
- 1الشفتافLips:
من أعضاء النطق اؼبهمة ،ك مها عضواف متحركاف يشكالف مدخل الفم ،ك يتخذاف أكضاعا ـبتلفة حاؿ النطق ك يؤثر
ذلك على نوع األصوات ك صفاهتا .ك يظهر ىذا التأثَت بوجو خاص يف نطق اغبركات.
ك قد تنطبق الشفتاف انطباؽ تا ما كما قد تنفرجاف ك يتباعد ما بينهما إُف أقصى ح ّد ك بُت ىاتُت الدرجتُت من االنطباؽ ك االنفتاح
درجات ـبتلفة ،ك يحدث االنطباؽ التاـ يف نطق الباء ،ك حيدث االنفراج يف كثَت من األصوات كالكسرة العربية مثال.
ػػػػػػػ
-1ؿبمود السعراف :علم اللغة مقدمة للقارلء العريب ،دار النهضة العربية ،بَتكت لبناف ،د ط ،دت ،ص . 131
م :دركس يف علم أصوات العربية ،تر صاٌف القرمادم ،دط ،دت ،ص . 17
-2جاف كانتُتك
-4كماؿ بشر :علم اللغة العاـ األصوات ،دار اؼبعارؼ ،القاىرة ،دط1973،ـ ،ص.16
البحث لتوحد مصادرنا مرجعا ؼبا يف ىذا -5ديكن اعتبار صبيع ما كرد من كتابات يف ( علم األصوات) متضمنة جهاز النطق ك أعضاءه ك الواردة يف ثبت
ك تشابو اؼبادة العلمية فيها صبيعها
-6زين كامل اػبويسكي :األصوات اللغوية ،دار اؼبعرفة ،اإلسكندرية ،دط،دت،ص .90. 84
30
-2األسنافTeeth:
ك لألسناف كظائف مهمة يف عدد من األصوات ،ك عددىا اثنتاف ك ثالثوف عند البالغ ك قد يعتمد عليها اللساف كما يف نطق الداؿ
ؼ السفلى حاؿ النطق بالفاء.كالتاء عند بعض الناس ،كما تقع األسناف العليا فوؽ الش ة
-3اللسافTongue:
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
غبمي قابل للحركة ك السحب يف كل اذباه ،ك ىو يؤدم الدكر اؼبهم يف عملية النطق ،ك ألمهيتو ظبيت بو اللغات ك
ىو عضو ّ
مقسمو علماء األصوات إُف عدة أقساـ .
أقصى اللساف ( مؤخرق) ، Back of the Tomgueك ىو اعبزء اؼبقابل للحنك اللُّت أك ما يسمى بأقصى أ -
اغبنك.
كسط اللساف ( مقدـ ق) ، Front of the Tongueك ىو اعبزء الذم يقابل اغبنك الصلب أك ما يسمى ب -
بوسط اغبنك.
طرؼ اللساف ،Blade of the Tongueك ىو اعبزء الذم يقابل اللثة . ت -
-4اللثةAlveolar :
غبمي ؿبدب يقع خلف األسناف العليا ك أماـ اغبنك الصلب .ك يستخدـ علماء التجويد مصطلح اغبنك األعلى ك قد
ك ىو جزء ّ
سبقهم علماء العربية إُف ذلك االستخداـ ،ك منهم ابن يعيش الذم أطلق عليها ( فطع اؿغار األعلى) ( )1
-5الحنكPalate :
العلوم ،ك ىو صلب بالضركرة لفصل الفم عف األنف ،كيسمى اغبنك ّ كىو سقف الفم ،ك اعبزء األمامي منو ـكوف من عظم الفك
اللحمي منو فيسمى اغبنك الرخو أك اللُّت ،كمن اللغومين من يسميو
ّ اػبلفي
ّ الصلب ،ك من اللغويُت من يسم يو( الغار) (ّ ، )2أما اعبزء
اػبلفي
ّ خالؼ للحنك الصلب حيث يتأخر إُف اػبلف كير تفع حىت يتصل باعبدار ا ( الطبق) ( ،)3ك ىو من األعضاء اؼبتحركة اؼبرنة ،
الشراب ،فيمنع دخولو إُف األنف. الطعاـ ك ّ
للحلق أثناء بلع ّ
ػػػػػػ
-1ابن يعيش :شرح اؼبفصل ،ج ،10عاَف الكتب ،بَتكت ،د ط ،د ت ،ص .125
31
ك يقسمو علماء األصوات إُف - :أقصى اغبنك.
-كسط اغبنك.
-أدىن اغبنك.
كىو ذبويف يندفع اؽبواء من خاللو عندما ينخفض اغبنك اللُّت فيفتح الطريق أماـ اؽبواء اػبارج من الرئتُت ليمر من طريق
األنف ،ك ىذه ىي اغباؿ عند النطق بالنوف ك اؼبيم العربيتُت.
-7اللّهاةUvula :
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
غبمي من أقصى سقؼ الفم يتدُف على أصل اللساف ك يشرؼ على اغبلق ،ك ىي األعضاء اؼبتحركة ، ىي عضو ّ
األنفي عند النطق باألصوات الفموية ،ك ت نزؿ أسفل قليالّ حيث تتأخر قليال يف ارتفاع فتمنع انسياب اؽبواء إُف التجويف
ك فتسمح بتسرب اؽبواء إُف التجويف األنفي ،ك ذلك عند النطق باألصوات األنفية ( ،)1حيث قاؿ مكي '' :اللهاة بين الفم
ّ
الحلق''كما ظبّاىا البعض بلساف اؼبزمار (.)2
-8الحلقPharynx :
ـباطي لزج ،أك مها عبارة عن ّ أك اغببالف ك الصوتيات أك اغبباؿ الصوتية ك ىي عبارة عن أحزمة غبمية مغطاة بغشاء
شفتُت سبتداف باغبنجرة نفسها أفقيا من اػبلف إُف األماـ ،ك يلتقياف عند ذلك الربكز الذم نسميو بتفاحة آدـ ،ك يسمى الفراغ
بُت الوتراف الصوتُت باؼبزمار ،Glattisك قد ينفرج الوتراف أك ينق بضاف حىت يلمس أحدمها اآلخر ،يف نغلق فبر اؽبواء ّنائيا ،ك
قد يقًتب أحدمها يف اآلخر لدرجة تسمح دبركر اؽبواء ك لكن بشدة كعسر ،ك من مثّ يتذبذباف ك يصدراف نغمة موسيقية ،ك
معٌت ذلك أ ّف الوترين الصوتيُت ؽبما قدرة على اغبركة ك على ازباذ أكضاع ـبتلفة تؤثر يف األصوات الكالمية.
ػػػػػػػ
-1مكي بن أيب طالب :الرعاية يف ذبويد القراءةك ربقيق لفظ التالكة ،تح أضبد حسن فرحات ،دار عمار ،األردف ،دط1973،ـ،ص.54
-2ؿبمد إسحاؽ العناين :مدخل إُف الصوتيات ،دار كائل ،ط2008 ،1ـ ،ص.25
ك ىي العضو األساسي للصوت اإلنساين ؛أل ّّنا تشتمل على الوترين الصوتيُت اللذين مقتزاف مع معظم األصوات ىزات
منتظمة أمكن عدىا يف الثانية ك ترتب عليها معر ةؼحدة الصوت .فاغبنجرة عبارة عن حجرة متسعة نوعا ما ك مكوفة من ثالثة
العلوم منها ناقص االستدارة من اػبلف ك عريض بارز من األماـ ،ك يعرؼ اعبزء البارز منو بتفاحة أدـ،
ّ غضاريف :األكؿ أك
من اٍفلف . ّأما الغضركؼ الثاين فهو كامل االستدارة ،ك الثالث مكوف من قطعتُت ـكضوعتُت فوؽ الغضركؼ الثاين
كبسبتد يف العفؽ إُف الصدر أماـ اؼبرمء ك تبقى ؾبوفة باستمرار لوجود حلقات غضركفية
ك تسمى قصبة الرئة ،ك ىي أفبة
بػ (األكتار غَت كاملة االستدارة من اػبلف ،ك ىي مغلقة من طرفها األعلى بواسطة تضخم مزدكج ك ىو ما يسمى
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
الصوتية) أك (فتحة اغبنجرة) ك تتفرع من جزئها األسفل إُف فرعُت يسمياف الشعبتين ،تتصل كاحدة منهما بالرئة اليمٌت ك الثانية
بالرئة اليسرل ،ك تكوف للصوت دبنزلة فراغ رفمينّ خصوصا عند ما يكوف الصوت عميقا.
-12الرئتافLungs :
كل صوت
كل منها يف إحداث الكالـ ك عزكا ّ
كفؤكد أ ّف العرب القدماء عرفوا الكثَت من أعضاء اعبهاز 33النطقي ك ميزكا دكر ّ
إُف ـبرجو ،ك لقد أشار إُف ىذا جاف كانتينمك بقولو '' :ك قد كاف العرب يعرفوف أكثر ىذه األعضاء ك يطلقوف عليها أسماء ذات دقة
كافية'' (.)1
ك إشارتو ىذه تأكيدا ؼبا أشار إليو اػبليل يف مقدمة العُت ،إُف ( اغبلق ك اللهاة ،ك نطع الغار ،ك اللساف ك أسلتو ،كشجر الفم،
ؼ ،)2( ) ...مستعينا دبا هتيأ لو من كسائل النطق الذايت .
ك اللثة ك الش ة
كاآلف ك قد فرغنا من التعريف بأعضاء النطق ك تأكدنا من أ ّف العرب عرفوا معظم أجهزة النطق ،ال ننسى أف نسجل أ ّف ىذه
األعضاء لعبت دكرا كبَتا يف تسمية األصوات دبسـ ياهتا ،ك كل صوت يعزل إُف اؼبوضع الذم خرج منو ك يسمى ـبرجا لو حيث''
يصادؼ اؽبواء يف اندفاعو إُف اػبارج أنواعا من الضغط ك الكبح ك التعويق ،ك اؽبواء حُت يكبح يولّد صوتا'' (.)3
أم أ ّف النقطة اليت جيرم عندىا اعًتاض اؽبواء ،ك ذلك عند التقاء عضوين من أعضاء النطق ،أك اقًتاهبما ،ك انغالقهما
يعرؼ ''باؼبخرج'' يقوؿ اؿد افم '':كمعنى المخرج أنو الموضع الذم ينشأ منو الحرؼ ''(،)4
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
اب الجزرم '':ك ىو عبارة عن الحيز المولد ؿلحرؼ '' ( ،)5ك مؽصدكف باغبرؼ ىنا الصوت . كذلك يقوؿ ف
إذف ىذه التعريفات للمخرج ال تتناقض فيما بينها ك ىي متفقة يف أ ّف اؼبخرج ىو النقطة اؼبعينة من آلة النطق اليت ينشأ منىا
الصوت أك يظهر فيها كيتميز ،نتيجة لتضيمؽ ؾبرل اؽبواء أك غلقو مثّ إطالقو ،ك ىي تعريفات تتطابق مع كجهة نظر علماء األصوات
على استمرار الصوت ك درجة الفموم يعتمد
ّ األنفي أك
ّ احملدثُت يقوؿ ماريوبام '' :ك إ ّف التمييز بُت أصوات اللغة سواء منها
إظباعو ،ك قوة إنتاجو ،ك فوؽ كل ىذا على اؼبخرج ،ك كلمة اؼبخرج تشَت إُف النقطة احملددة يف اعبهاز النطقي اليت يتم عندىا تعديل
()6
كضعو''.
ػػػػػػػ
-1جاف كاتنينيو :دركس يف علم أصوات العربية ،ص.18
-4أبو عمرك اؿد اين :التحديد يف اإلتقاف كالتجويد ،تح غامن قدكرم اغبمد ،دار عمار ،األردف.د ط ،دت ،ص.16
دار صفاء ،عماف ،ط ،1 ، 10فقالعن :ميفرت يوسف كاظم احملياكم :الدرس الصويت عند أضبد اعبزرم ، -5ابن اعبزرم :اغبواشي اؼبفهمة ،ص
1431ق2010،ـ،ص.68
ككاف لعدد من علماء العربية آراء خاصة بعدد ـبارج اغبركؼ34ك طرائ ؽ متبا منة يعينوف من خالؽبا عدد ىذه اؼبخارج .ك قد
تباينت ىذه اآلراء فبا أدل إُف اختالفهم يف عدد ـبارج األصوات العربية ''فسيبكيو'' مثال :جعلها ستة عشر ـبرجا كتبعو يف
ذلك '' ابن جني '' ،حيث أسقطوا ـبرج اغبركؼ اعبوفية ،اليت ىي حركؼ اؼب ّد ك اللُّت .كبعضهم جعلها سبعة عشر ـبرجا
مثل :ابن الج زرم الّذم يقوؿّ ... '' :أما مخارج الحركؼ فقد اختلفوا في عددىا فالصحيح المختار عندنا ،ك عند من تق ّدمنا من
المحققين ،ؾالخليل من أحمد ك مكي بن أبي طالب ك أبي القاسم الهذلي ..سبعة عشر مخرجا ك ىذا الّذم يظهر من حيث االختيار ك
ىو الذم أثبتو عل ّم بن سينا في مؤلف أفرده في مخارج الحركؼ كصفاتها ''(.)1
كما نالحظ من ىذا القوؿ أنّو ال يثبت أماـ اغبقيقة العلمية ،فما نسب للخليل ال ينطبق على ما جاء يف كتاب العُت،
فاؼبخارج عنده شبانية ـبارج لن تصل إُف العدد الذم نسبو ابن اعبزرم للخليل.
ّأما ما نسب إُف مكي من أنّو قد جعل ـبارج اغبركؼ سبعة عشر ـبرجا فهذا الكالـ م دح ضو كالـ مكي نفسو ،إذ قاؿ'' :
فيجب أف تعلم أ ّف الحركؼ التي تألف منها الكالـ ستة عشر مخرجا ''(.)2
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
كَف يرد عند ابن سينا ما يشَت إُف أنّو ع ّد ـبارج اغبركؼ س بعة عشر ـبرجا (ّ ،)3أما إذا انتقلنا إُف علماء الصوت احملدثُت
قبدىم قد اختلفوا مع علماء العربية القدماء يف ىذه اؼبسألة ،ك اختلفوا فيما بينهم فنجد أحمد مختار عمر إُف أ ّف عدد اؼبخارج
()4
عشرة ـبارج رئيسية ،ك لكنّو ع ّدىا أحد عشر ـبرجا ك ذلك حُت كزع األصوات ـبرج يا؛ ألنّو قسم ـبرج الغار على قسمُت.
السعراف ـبارج اغبركؼ أحد عشر ـبرجا ( ،)5كغَتىم ،حيث نالحظ من ىذا التطور الكبَت يف ؾباؿ األصوات كع ّد محمكد ّ
،ك ظهور األجهزة اغبديثة َف حيل دكف اختالؼ احملدثُت يف ـبارج اغبركؼ ؛ ك ذلك أل ّف ربديد ىذه اؼبخارج يرتبط بوجهة نظر
ذاتية فمنهم من جيعل عدد اغبركؼ تابعة ؼبخرج كاحد ،ك منهم من مصنفها لعدة ـبارج .
ػػػػػػػ
-1ينظر :ابن اعبزرم ،النشر يف القراءات العشر ،ج ، 1ص.198
.114 ص -2مكي بن أيب طالب :الرعاية يف تجكيد القراءة ك ربقيق لفظ التالكة ،
-3ينظر :ابن سبنا :أسباب حدكث اغبركؼ ،تح ؿبمد حساف الطياف ،حيي ـ ير علم ،تقدًن ك مراجعة ،د شاكر الفحاـ ك أضبد راتب النفاح ،مطبوعات ؾبمع اللغة
العربية ،دمشق ،ط 1043 ، 1ىػ ،ـ ،ص .85 ،72
-4ينظر :أضبد ـبتار عمر ،دراسة الصوت اللغوم ،ص .272 ،270
-5ينظر :ؿبمكد السعراف ،علم اللغة مقدمة للقارئ العريب ،ص . 200 ، 199
35
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
الًتتيب
مالحظات العصر اغبديث ابن اعبزرم ابن جين سيبويو موضوع اؼبخرج
اؼبخرج
اؽبمزة ،ىػ
اؼبخرج 3 ،2 ،1أصوات اؽبمزة ىػ (حنجرية) اؽبمزة ،ىػ كذلك أقصى اغبلق -1
األلف
حلقية مع اختالؼ يف اؼبوضع كذلك حلقية كذلك = ع–ج كسط اغبلق -2
اغبلقي بعدا أك قربا ؽ – ؽبوية = = غ–خ أدىن الفم -3
أصوات طبقية يف العصر اغبديث كـبرجها فما فوؽ ذلك من أقصى اللساف ك
غ-خ-ؾ-ؽ = = ؽ -4
أقصى اغبنك ما فوقو من اغبنك األعلى.
ك من أسفل ذلك ك أدىن إُف مقدـ
= = ؾ -5
الفم.
نسب إُف شجر الفم (
كظباىا القدماء شجرية ة كسط اللساف بينو ك بُت كسط
كذلك غارية = = ج.ش.م -6
اػبليل) العُت ص65 اغبنك األعلى.
من أكؿ حافة اللساف ك ما يليها من
لثم
ك ىو عند احملدثُت أسناين ك = = = ض -7
األضراس.
من أدىن حافة اللساف إُف منتهى
حديثلثوية
ا ك اصطالح عليها ؿ.ر.ف = = ؿ -8
طرفو فما فوؽ مقدـ األسناف.
من طرؼ اللساف بينو ك بُت ما فوؽ
باالشًتاؾ مع اؼبخرج اللثوم ف ف ف ف -9
الثنايا .
من ـبرج النوف غَت أنو أدخل يف
= = 36 = ر -10
ظهر اللساف
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
من ـبرج كاحد ىو األسناف اللثوم ز.س.ص = = ط .د .ت ما بُت طرؼ اللساف ك أصوؿ الثنايا -11
ض .ط .د .ت = = ز.س.ص ما بُت طرؼ اللساف ك فوؽ الثنايا -12
ما بُت طرؼ اللساف ك أطراؼ
أصوات أسنانية كذلك = = ظ .ذ .ث -13
الثنايا
الشف السفلل ك أطراؼ
من باطن ة
صوت أسناين شفوم = = = ؼ -14
الثنايا العليا
أصوات شفوية = = = ب.ـ.ك ما بُت الشفتُت -15
يشرؾ يف إخراجها اللثوم ك األفؼم = = = ف اػبفيفة من اػبياشًن -16
37
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
كما نستنتجو من ىذه اؼبقارنة اؼبتواضعة لًتتيب ـبارج األصوات العربية عند القدماء كاحملدثُت.
أكال :ال ّدقة الفائقة لًتتيب ـبارج األصوات عند القدماء ؛إالّ أ ّّنم اختلفوا يف عدد اؼبخارج حيث أ ّف سيبويو ك ابن حٍت ع ّدا
ـبارج األصوات ستة عشر ـبرجا ّ ،أما ابن اعبزرم ؼعّدىا سبعة عشر ـبرجا ،ك ذلك بإسقاطهم ـبرج اغبركؼ اعبوفية ،حيث
جعلوا ـبرج األلف من أقصى اغبلق.
ثانيا :ندرة استعماؿ الوسائل اؼبخربية إالّ أ ّّنم توصلوا إُف نتائج أكدهتا الصوتيات اغبديثة اليت استندت على األجهزة اؼبخرب ية
اغبديثة مثل ،أ ّّنم يتفقوف مع القدماء يف ـبرج ( العُت ك اغباء) من كسط اغبلق ،كذلك بالنسبة إُف ـبرج ( اعبيم ك اؿشين ك
ّأما اؿماء ) ك ىو كذلك عند احملدثُت ؛مع اختالؼ يف التعبَت عف ( كسط اغبنك) فجعلو بعضهم اغبنك الصلب أك الغا ر.
ربالذاتية لكال الطرفُت ك التطور الكبَت يف ؾباؿ األصوات ك ظهور األجهزة اغبديثة
فيما اختلفوا فيو فذلك يعود إُف التج ة
اؼبساندة للطرؼ اآلخر ( احملدثُت).
-04صفات األصوات:
صفة اغبرؼ حلية صوتية تصحبو عند نطقو كاًف ىر أك اؽبمس أك الش ّدة أك الرخاكة ....اٍف ،ك ىي ربدث دبراعاة الناطق
ؽبا ،ك هتيئتو أعضاء نطقو إلصطحابوا أداء اغبرؼ )1( .فالصوت ينتج من عملية مركبة يف الغالب من تدخل بعض أعضاء آةؿ
ك ىناؾ النطق يف تيار اؿنفس يف نقطة معينة ىي اليت تسمى اؼبخرج ،ك ىذه ىي العملية األساسية يف إنتاج الصوت ،
عمليات أخرل ـصاحبة ربدث يف بعض أعضاء النطق كعملية اىتزاز الوترين الصوتيُت اليت تسمى اعبهر)2( .
فهذه العمليات اؼبصاحبة ؼبا خيص الصوت يف اؼبخرج ىي اليت تسمى بالصفات .إذف فهذه اآلخَتة ىي '' كيفيات مصاحبة
لتكوف اغبركؼ يف اؼبخرج سواء كانت تبُت كيفية مركر اؽبواء يف نقطة اؼبخرج أـ توضح عملية نطقية ثانوية تشكل جزءا مهما يف
ّ
سبيزه عن غَته''( )3كللصفات قيمة جوىرية ىي أ ّّنا كسيلة للتمييز بُت األصوات اؼبتحدة اؼبخارج.
تكوف الصوت ك ّ
ّ
ك ك قد نالت ىذه الصفات اىتماـ علماء العربية قدديا ك كذا علماء التجويد كالقراءات القرآنية من بينهم ( سيبويو
ابن جين ،كابن اعبزرم) حيث َف يكن ىناؾ اختالؼ كبَت بينهم ك بُت احملدثُت من علماء األصوات ،حيث يعتمد األكائل يف
اغبس يف حُت أ ّف احملدثُت يعتمدكف على التقدـ العلمي التجرييب الذم أفاد من األجهزة ك اآلالت
ذلك على الذكؽ ك ّ
ػػػػػػ
-1ؿبمد حسن جيل :اؼبختصر يف أصوات اللغة العربية دراسة نظرية تطبيقية ،مكتبة اآلداب ،القاىرة ،ط 1427 ، 4ىػ 2006 ،ـ ،ص .55
-2ينظر :أضبد ـبتار عمر ،دراسة الصوت اللغوم ،ص .107 ،102
-3ينظر :غامن قدكرم اغبمد ،الدراسات الصوتية عند علماء التجكيد ،دار عمار ،األردف ،د ط 2003،ـ ،ص 110 ،101
38
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
اغبديثة، ،إالّ أ ّّنم اختلفوا يف بعض التسميات ،ك اتفقوا يف اصطالحات أخرل ؛ أل ّف اللغة مشركة بينهما .فبعض علماء األصوات
صفت ؽبا ضد ك صفات ال ضد لوا. بصفهتا إُف صفات عامة كصفات خاصة ،ك ابن اعبزرم يقسمها إُف ا يقسموف اغبركؼ ا
كصف سيبويو أصوات اغبركؼ اجملهورة بقولو '' :فالمجهورة حرؼ أشبع االعتماد في موضعو ك منع النّفس أف مجرم معو ّ
حتى
ظل ّقو
حرؼصبعت يف عبارة ّ (:
ينقضي االعتماد عليو ك مجرم الصوت '' ( ،)1كجعل اغبركؼ اجملهورة يف اللغة العربية تسعة عشر ا
ض إذ غزا ُجند مطيع)
َربَ َ
يف حتى جرل النَّفس معو '' ( ،)2ك جعل اغبركؼ اؼبهموسة عشرة صبعت
ّأما اؼبهموس فحرؼ " أُضعف االعتماد في موضعو ّ
عبارة ( :سكت فحثو شخص ).
ع عدد من العلماء مثل ( :ابن جين ك ابن اعبزرم )ىذا التعريف .ككاضح من تعريف سيبويو للجمهور ك اؼبهموس أنّو ك قد اتب
جعل جرياف النَّػ َفس مع اغبرؼ أك توؽؼق أساسا يف التمييز بينهما ،فإذا جرل النَّػ َفس مع النطق باغبرؼ كاف مهموسا ،ك إذا
رب الذاتية ك ذكقو يف معرفة صفة اغبرؼ. منع النَّػ َفس من اعبرياف ّ
حىت ينتهي النطق كاف ؾبهورا ،حيث اعتمد على تج تو
كعرؼ احملدثوف اجملهور ''بأنّو الصوت الّذم يهتز معو الوتراف الصوتياف''( ،)3كاؼبهموس ىو الّذم ''ال يهتز معو الوتراف الصوتياف ك
ّ
ال يسمع لهما رنين حين النطق بو ''( ،)4ك من قراءة تعريف احملدثُت ديكن إدراؾ الفرؽ بُت مفهومي اعبهر كاؽبمس عند القدماء ك
ال ينبغي أف احملدثُت ،فال يتشابو اؼبفهوماف سول يف لفظ اعبهر ك اؽبمس ّ ،أما معنامها فهو ـبتلف ،كعلى ىذا األساس
حياكم القدماء على األساس الذم كصفو احملدثوف ،بل جيب أف ندرؾ إف كانوا مصيبُت يف مفهوـىم أكال.
ػػػػػػ
-1سيبويو :الكتاب ،ج ، 4ص.434
-3صالح الدين :اؼبدخل إُف علم األصوات دراسة مقارنة ،دار اإلرباد ،القاىرة ،ط1981 1ـ ،ص .34
39
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
كما أ ّّنم اختلفوا يف أصوات ىي - :عند احملدثوف ك القدماء -اؽبمزة ،ك القاؼ ،كالطاء فهي مثال:عن (الطاء) ؾبهورة عند
يرجح إبراىيم أنيس أ ّف صوت ( الطاء) قد طر ء عليو تغيَت حيث يرل '' أ ّف صوت الطاء
سيبويو ك مهموسة عند احملدثُت حيث ّ
كما كصفها القدماء كاف يشبو الضاد اغبديثة لدل اؼبصريُت ''(.)1
ككذلك بالنسبة للهمزة فهي عند القدماء صوت ؾبهور (ّ ،)2أما عند احملدثين فهي مهموسة ( ،)3ك كصفها آخركف بأ ّّنا
،ك ليست ؾبهورة ك ال مهموسة ؛''أل ّف فتحة اؼبزمار معها مغلقة إغالقا تاما ،فال فسم ع ؽبذا ذبذبة الوترين الصوتيُت
،ك إ ّف ال يسمح للهواء باؼبركر إُف اغبلق إالّ حُت تنفرج فتحة اؼبزمار ذلك االنفراج الفجائي الذم ينتج اؽبمزة ''()4
االختالؼ بُت سيبويو ك احملدثين يف صفة اؽبمزة اعتمادا على اختالؼ اؼبراد باعبهر ك اؽبمس ال يعٍت '' أ ّف مهزة اليوـ غَت مهزة
العرب يوـ كصفت األصوات ،فاؽبمزة صوت ثابت ،كصفتو ـبتلف يفقا بُت احملدثُت ك القدماء'' (.)5
* الصوت اؼبتوسط :أك ما يعرؼ عند سيبويو ك ابن اعبزرم بالصوت ( ما بُت الشدة ك الرخوة ).
فالشديد ىو الذم'' يمنع الصوت أف مجرم فيو ''( ،)6فمعٌت ذلك حبس النَّػ َفس يف ـبرج اغبرؼ .
ّ
ػػػػػػ
-1إبراىبم أنيس :األصوات اللغوية ،ص . 62
الثبت ،ص ، 27نقال عن :نوزاد حسن أضبد ،اؼبنهج الوصفي يف كتاب سيبويو ،ص.111
-5ينظر :أصوات العربية بُت التحوؿ ك ا
40
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
الشديدة ؾبموعة يف عبارة ( أَأج ُد قط بكت) ّأما احملدثوف ّ
فالشديد عندىم ىو '' انحباس تاـ لمجرل الهواء الخارج كاغبركؼ ّ
من الرئتين في موضع معين مما يؤدم إلى ضغط الهواء بعدىا ،ك ينطلق الهواء فجأة فيحدث الصوتاالنفجارم'' (.)1
أجريت فيو الصوت '' ( ،)2أم ىو الذم ال ينحبس اؽبواء يف ـبرجو ح بسا تاما ،ك ذلك بأف يضيؽ ؾبرل
َأ ّأما الرخو فما ''
النفس باقًتاب عضوين كبو بعضهما يف ـبرج اغبرؼ ،دكف أف يقفل اجملرل ،فيحدث النفس يف أثناء مركره دبخرج الصوت
ت تبعا لنسبة ضيق اجملرل (.)3
خفيفا مسموعا نسبق
فصرح بوصف العُت بذلك حُت قاؿ '' :ك ّأما العين
كىنالك ؾبموعة ثالثة من اغبركؼ ع ّدىا سيبويو بُت الرخوة ك الشديدة ّ ،
الرخوة ك الشديدة ،تصل إلى الترديد فيها لشبهها بالحاء '' ( ،)4ك ىي تتفق مع أظبا ق العلماء احملدثوف باؼبتوسطة اليت يجد
فبين ّ
ك النفس فيها منفذا يسرب منو إُف اػبارج على الرغم من التقاء العضويُت يف ـبرج الصوت اَف فطكؽ ،ك ذلك مثل :اؿالّـ
اؼبيم ك النوف ك غَتىا ،ك من ىنا ظبيت ىذه األصوات باؼبتوسطة أم اليت ليست شديدة ك ال رخوة (.)5
بفطنتو كفبا يالحظ يف األفكار األساسية عن اعبهر ك اؽبمس ك الشدة كالرخاكة اليت توصل إليها سيبويو كمن تبعو
أنّو يلتقي مع الدرس اغبديث من غَت '' أف يكوف على علم بالناحية التشرحيية من كجود كترين صوتيُت يقوماف بوظائف معينة مع
بعض األصوات''(.)6
ج -اإلطباؽ ك االنفتاح:
فاإلطباؽ ىو '' رفع اللساف إلى حاذاه من الحنك األعلى في مواضع الحركؼ المطبقة كىي ( ص،ض،ط،،ظ) بحيث ينحصر
()7 الصوت فيها بين اللساف ك الحنك إلى موضع الحرؼ''.
ػػػػػػ
-1ؿبمود السعراف :علم اللغة مقدمة للقارئ العريب ،ص .116
-5غامن قدكرم اغبمد :الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ،ص .123
41
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
كىناؾ من دارسي على األصوات مظناف أ ّف التفخًن ك اإلطباؽ مصطلحاف مدالف على مضموف كاحد ،ك ىو ظن ال يثمر شيوعو يف
ؼؽ كبَت من الناحية النطقية إذ يقوؿ سمير '':فالصوت اؼبطبق ىو الذم يتم إنتاجو:
إثبات صحتو ،فالفرؽ بُت اؼبصطلحُت ر
منهن
ك االنفتاح ضد اإلطباؽ ك ما سول ذلك من اغبركؼ ك '' اؼبنفتح ة كل ما سول ذلك من اغبركؼ ؛ألنّك ال تطبق لشيء ّ
أك كليهما لسانك ،ترفعو إُف اغبنك األعلى '' )2( .فحقيقة االنفتاح أنّو عدـ اجتماع االرتفاعُت -أقصى اللساف أك طرؼ
عن اغبنك -سواء كقع ارتفاع كاحد أك انتفى االرتفاعاف معا (.)3
ففتحة ،غَت أ ّّنم أدخلوا حركؼ كالواقع أ ّف البحث الصويت اغبديث قد تابع سيبويو يف ما يتعلق باألصوات اؼبطبقة كاَف
(القاؼ ،ك اؿغين ك اٍفاء ) ضمن األصوات اؼبطبقة (.)4
األصوات اؼبستعلية ىي تلك األصوات اليت يرتفع فيها مؤخر اللساف كبو اللهاة يف أثناء النطق هبا فيخرج الصوت غليضا
ك الطاء ك الظاء ك العُت كل من الصاد ك الضاد
مفخما ،لكن دكف مبالغة يف تغليظ النطق ،حيث كصف سيبويو ّ
()5
القاؼ ك اػباء على أ ّّنا حركؼ استعالء أل ّّنا مستعلية إُف اغبنك األعلى (،)6
ػػػػػػ
.144 عضوية ك نطقية ك فيزيائية ،دار كائل للنشر ،األدرف ،دط 2003،ـ ،ص ، 143 مق :األصوات اللغويةرؤية
-1ظبَت الشريف استيت
-4ينظر :أضبد ـبتار عمر ،دراسة الصوت اللغوم ،ص .279 ، 278
42
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
ك قد اتّبعو يف ىذا التعريف ابن اعبزرم فسمت مستعلية'' إلستعالء اللساف عند النطق بها إلى الحنك ''(.)1ك قد صبعت ىذه
األصوات يف قولو ( خص ضغط قط) ،يف حُت أف حساـ البهنساكم يقوؿ '' :األصوات المستعلية في اللغة العربية الفصح ل
()2
ىي( :القاؼ ،ك اؿغين ،ك اؿخاء)''.
ّأما اإلستفاؿ فهو اكبطاط أقصى اللساف عند خركج اغبرؼ من اغبنك إُف عمق الفم ك حركفو ىي ما عدا اؼبستعلية (.)3
( اإلذالؽ من الذلق ؛ ك معناه :الطرؼ ،ك منو أطلق مصطلح إذالؽ على األحرؼ اليت زبرج من طرؼ اللساف :
خف اليت فيها ،فصارت األحرؼ ُّ
الذلق ستة ؼ ( :ب ،ؼ ،ـ) ك ظبيت أحرؼ ذالقة لل ةؿ ،ف ،ر) ك اليت زبرج من طرؼ الش ة
ك ـبرجها ديتاز بالسهولة ك اؿيسر (.)4
ك االصمات :ك ىو ضد الذالقة ،ك حركفو ىي بقية اغبركؼ –أم ما عدا حركؼ الذالقة -ك ظبيت مصمتة لثقلها (.)5
كىو إعادة الشيء مرة أك أكثر ،ك ىي يف العربية صوت الراء فقط ،يصدر ىذا الصوت بتكرار ضربات اللساف على
مؤخر اللثة تكرار ا سريعا ،ك من مث كانت تسمية الراء بالصوت اؼبكرر ،ك يكوف اللساف مسًتخيا يف طريق اؽبواء اػبارج من
الرئتُت ك تتذبذب األكتار الصوتية عند النطق بو (.)6
ػػػػػػ
-1مَتفت يوسف كاظم احملياكم :الدرس الصويت ،ص .137
-4ؿبمد ؿبمد داكد :العربية ك علم اللغة اغبديث ،دار غريب ،جامعة قناة السويس ،القاىرة ،ط 2006 ، 1ـ ،ص . 127
-5اؼبرجع نفسو ،ص .127
43
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
م -االنحراؼ:
كيعرؼ سيبويو االكبراؼ مقوؿ'' :ك منها ( أم اغبركؼ) اؼبنحر ؼ ،ك ىو حرؼ شديد جرل فيو الصوت الكبراؼ اللساف
ّ
مع الصوت ،ك َف معًتض على الصوت كاعًتاض اغبركؼ الشديدة ،ك ىو الالّـ ك إف شئت مددت فيها الصوت ،كليس
كالرخوة ،أل ّف طرؼ اللساف ال يتجاىف عن موضعو ،ك ليس خيرج الصوت من موضع الالّـ ،ك لكن من ناحييت مستدؽ اللساف
فوؽ ذلك'' (.)1
ف -الصفير:
من يقصد بو شدة كضوح الصوت يف السمع بسبب االحتكاؾ الشديد يف اؼبخرج ،فيخرج الصوت مصحوبا بدرجة
()3
الصفَت ،ك أصواتو ثالثة ( ص ،ز ،س) .
ر -التفشم:
ىو صفة ناذبة عن كضع اللساف عند النطق بالشُت ،حيث يش تغل ـبرجها مساحة كبَتة ينتج عنو انتشار اؽبواء يف الفم،
()4
ك لوال ىذا التفشي لصارت الشين سينا .
ز -اإلستطالة:
كىي صفة خاصة بصوت الضاد ،ك اؼبراد هبا استطالة اؼبخرج ك اتصالو دبخرج الالّـ اعبا نبية ،ك متبع استطالة اؼبخرج
غرؽ زمنا أكرب (.)5
استطالة الصوت ،حيث يست
ػػػػػػ
-1سيبويو :الكتاب ،ج ،4ص .435
44
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
حىت
ّ حىت اتصلت دبخرج الالّـ ك الشُت كذلك
يف حُت أ ّف سيبويو أضاؼ إؿ الضاد الشُت ؛أل ّف الضاد استطالت لرخاكهتا ّ
اتصلت دبخرج الطاء .)6( .
ك قبمع كل ىذه الصفات فيما قالو العالمة الشيخ ؿبمد اعبزرم الشافعي يف منت اعبزرية ( :)7
ػػػػػ
-1سيبويو :الكتاب ،ج ،2ص .412
-7الشافعي :منت اعبزرية يف فن التجكيد ،باب الصفات ،دار الفرقاف ،د ط ،دت ،ص .7
45
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
صفات
في العصر الحديث ابن الجزرم أبن جني سيبويو
الحركؼ
ء ،ؽ ،ج ،ت ،د، ء ،ؽ ،ج ،ت ،د،
ء ،ؽ ،ج ،ؾ ،د ،ب،ت الشديدة
ب،ؾ ب،ط،ؾ
ب ،ت ،د ،ط ،ؾ ،ؼ،
االنفجارية
ج،ض
خ ،س ،ح ،ظ ،ش،
ق ،ح ،غ ،خ ،ش ،ص،
ص ،ىػ ،ز ،ك ،ض، نفسو الرخوة
ض ،ز ،س ،ظ ،ث ،ذ ،ؼ
غ ،ث ،م ،أ ،ؼ ،ذ
ث ،ح ،خ ،ز ،س ،ش،
االحتكاكية
ص ،ظ ،ع ،غ ،ؼ
أ ،ع ،م ،ـ ،ؿ ،ف، ما بُت الشدة ك
ؿ ،ف ،ع ،ـ،ر ع
ر،ك الرخوة
ك ،ب ،ؿ ،ر ،ـ ،ف اؼبتوسطة
د ،ا ،ع ،غ ،ؼ ،ج ،م،
نفسو نفسو ض ،ؿ ،ف ،ر ،ط ،د ،ز ، اجملهورة
ظ ،ذ ،ب ،ـ ،ك
ب ،ج ،د ،ذ ،ر ،ز ،ظ،
ع ،غ ،ؿ ،ـ ،ف ،ك، اجملهورة
م،ط
ىػ ،ح ،خ ،ؾ ،ش ،س ،ت،
نفسو نفسو اؼبهموسة
ص ،ث ،ؼ
ث ،ح ،خ ،س ،ش ،ص،
اؼبهموسة
ظ ،ؼ ،ؽ ،ؾ ،ىػ
نفسو نفسو نفسو ص ،ط ،ظ ،ض اؼبطبقة
46
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
(تابع ) جدكؿ صفات الحركؼ عند القدماء ك المحدثين :
صفات
في العصر الحديث ابن الجزرم أبن جني سيبويو
الحركؼ
أ ،ب ،ث ،ت ،ج ،د ،ؼ،
ح،خ ،ع ،غ ،ؼ ،ؽ ،ؾ،
نفسو نفسو نفسو اَفففتحة
ؿ ،ـ ،ىػ ،ك ،م ،ز ،ر ،س
،ش د ،ذ،ف
الالـ الالـ الالـ الالـ اؼبنحرفة
ر ر ر ر اؼبكرر
نفسو نفسو نفسو ص ،ض ،ط ،ظ ،غ ،ؽ ،خ اؼبستعلية
أ ،ب ،ت ،ث ،جػ ح ،د ،
نفسو نفسو نفسو ذ ،ر،ز ،ش،س ؼ ،ع ،ؾ ، تف
اؼبس لة
ؿ ،ـ ،ف ،ك ،ىػ ،م
نفسو نفسو نفسو ص ،ز ،س الصؼير
نفسو نفسو نفسو ش التفشي
ض ض ض ،ش ض ،ش االستطالة
أ ،ك ،م أ ،ك ،م اؼبعتلة
47
الفصل األول . ...............................................................................................األصوات اللغوية
كما نستنتجو من ىذه اؼبقارنة اؼبتواضعة لتقسيم صفات األصوات العربية عند القدماء كاحملدثُت :
اتفقوا يف تعريف اغبرؼ الشديد ك تعداده ّأما احملدثوف فأطلقوا عليو أكال :إ ّف سيبويو ك ابن جٍت ك ابن اعبزرم قد
مصطلح انفجارم كذلك بالنسبة لتعريف اغبرؼ الرخو فقد اتفق القدماء فيو كيطلق عليو احملدثين مصطلح احتكاكي.
سيبويو َف ثانيا :اتفق العلماء القدماء يف تسمية اغبركؼ اليت بُت الشدة ك الرخاكة بػ ( ما بُت الشدة كالرخوة) لكن
يذكر عّنا إالّ حرفا كاحدا ك ىو ( العُت) ّأما ابن جٍت فقد ذكرىا كلّها ك عدىا شبانيةّ ،أما ابن اعبزرم فعدىا طبسة أحرؼ ،ك
أطلق عليها احملدثوف مصطلح (اؼبتوسطة).
ا بُت أربعة ثالثا :إ ّف احملدثين قد نظركا إُف اغبركؼ الشديدة ك الرخوة ك ما بينهما نظرة كاسعة النطاؽ كميزك
مصطلحات ىي االنفجارية ك اإلحتكارية ،ك اؼبتوسطة ،ك اؼبركبة .
رابعا :بعد دراسة األصوات اجملهورة ك اؼبهموسة ك الشديدة ك الرخوة ك اؼبتوسطة عند القدماء نالحظ أف التقسيمات
جاءت يف ؾبموعها متداخلة ،كالتعريفات ليست كاضحة كتنقصها الدقة يف بعض األحياف.
خامسا :إ ّف تعريف سيبويو ك ابن اعبزرم للجهر ك اؽبمس ال يعتمد على االىتزازات اليت ربدث ؿألكتار الصوتية أثناء
العملية الصوتية أك انعداـ ىذه االىتزازات ،ك إّّنا يقوـ على جرياف النّفس ،ك يرجع ذلك لعدـ معرفة القدماء بتشريح اغبنجرة ك
اعبهاز الصويت بصفة عامة ك ليس ذلك قصورا منهم ك إّّنا مرده اؼبستول العلمي آنذاؾ األمر الذم جعل كصفها غامضا يتصف
بعدـ الوضوح يف تعريفها.
اليت سابعا :إ ّف بعض صفات األصوات اشًتؾ فيها القدماء ك احملدثوف ك َف تكن بينهما إالّ فركؽ طفيفة جدا تلك
قبدىا يف كصؼ األصوات » اؼبنحرفة « ك كذلك األصوات اؼبكررة.
ثامنا :إ ّف ابن جٍت يقسم األصوات تقسيما آخر حبسب صفاهتا إُف "صحيحة ك معتلة" ك أنّو منفرد هبذه اؼبصطلحات
أحيانا َف قبدىا عند سيبويو،ك يرل أ ّف صبيع األصوات العربية صحيحة ما عدا ( األلف ك الواك ك الياء ) فهي معتلة.
تاسعا :يضمؼ العلماء احملدثوف صويت (الظاء ك القاؼ )عن األصوات اؼبهموسة العشرة اليت ع ّدىا القدماء ك يرجع ذلك للتقدـ
العلمي بعدما سبكن العلماء من تشريح اغبنجرة ك إدراؾ ما للوترين الصوتيُت من كظيفة خاصة يف العملية الصوتية بصفة عامة ك
يف اعبهر ك اؽبمس بصفة خاصة.
48
الفصل الثاني
التفخيم والترقيق
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
ىناؾ عالقات تًتتب على الصوت اللغوي حبسب ما حيملو من صفات،وعلى ىذا األساس تربط ىذه الصفات
الصوت باألصوات اجملاورة لو ،و يكوف لنوع الصفات اليت ديلكها الصوت األثر األكرب يف تسهيل النطق و إكسابو
مرونة يف اللفظ و حتديد تأثره مبا جياوره .و تتميز الصوامت العربية بأشكاؿ سلتلفة و متعددة من التأثَتات الصوتية فيما بُت
الصوامت شكلت ظواىر ىامة يف اللغة العربية ،تناوذلا كتب اللغة و النحو و الصوت ،مستمدة فيها حبسب حالة شلر اذلواء
أثناء النطق ،و ذلك أنّو ينتظم اخلاصة الفارقة بينها ،حيث أ ّف ىناؾ صفات أصلية للحروؼ و ىي اليت تالزـ احلرؼ
باستمرار كاذلمس و اجلهر و القلقلة و غَتىا ،و ىناؾ صفات عارضة للحروؼ وىي اليت تع ِر ُ
ض لو أحيانا و تن ّفك عنو
أحيانا أخرى ،و أمهّها التّفخيم و الًتقيق.
أ -التّفخيم:
اصطالحا :عبارة عن تسمُت احلرؼ و على ىذا فالًتقيق اضلطاط والتفخيم ارتفاع (.)2
أو ىو عبارة عن مسن يدخل على جسم احلرؼ -أي صوتو ، -فيمتلئ الفم بصداه و التفخيم والتغليط و التسمُت مبعٌت
الراء التّفخيم .كذلك يقاؿ أ ّف التفخيم '' :سمن يطرأ على الحرؼ فيمتلئ الفم
واحد لكن ادلستعمل يف الالّـ التغليط و يف ّ
بصداه و يُطَبَّ ُق بتوسيع التجويف الداخلي للفم مع استعالء اللساف من أقصاه إلى الحنك األعلى ،وتضييق فتحة الشفتين ،فعندئذ
يسمى
الصدى الّذي ّ
إذا خرج الصوت من مخرجو فإنّو يصطدـ باللساف ،فيتجو في تجاويف الفم و الشفتين ،فينتج عن ذلك ّ
()3
التّفخيم ''
ػػػػػػ
-1ابن منظور :لساف العرب ،ج ،15مادة ( فخم) ،ص .346
ب -الترقيق:
أو بعبارة أخرى ىو :ضلوؿ يدخل على جسم احلرؼ فال ديتلئ الفم بصداه .كذلك يقاؿ أ ّف الًتقيق ىو '' :فحالة تطرأ على
الحرؼ فال يكوف لو صدى في الفم ،و يُطَبَّق بتضييق التجويف الداخلي للفم مع انخفاض اللساف من أقصاه إلى قاع الفم ،وفتح ما
بين الشفتين أفقيا ،فعندئذ إذا خرج الصوت من مخرجو ،فإنّو يجد الطريق أمامو سالكا إلى الخارج ،فال يصطدـ بشيء ،وال يجد
يسمى الترقيق ''(.)3
صدى و ىذا ما ّ
يف صلد أ ّف العرب استخدموا عدة مصطلحات ( أو صفات) لإلشارة إىل الظاىرين الصوتيتُت اليت دتيز بعض األصوات
اللغة العربية عن غَتىا ،و على الرغم من أ ّف ىذه ادلصطلحات مل تكن دقيقة ،إالّ أ ّّنا عكست مقدار الوعي الصويت
عندىم ،و قدرهتم على التمييز بُت األصوات ادلفخمة و غَت ادلفخمة ،ىذه ادلصطلحات ىي اإلطباؽ و االستعالء ،و
ّأما الًتقيق فتلزمو صفة معينة كاالستفاؿ ،و عندما نبحث عن دالالت ىذه ادلصطلحات عند العرب و خصوصا عند
علماء العرب األصواتيُت أمثاؿ ،سيبويو ،و ابن جٍت ،و ابن اجلزري ،و غَتىم ،صلدىا تشًتؾ مجيعا يف تفسَت الظاىرة
الصوتية ،على الرغم من اختالفها من قريب أو بعيد مع ادلفهوـ الصويت احلديث ذلا.
يع ّد سيبويو أوؿ من أشار إىل األصوات ادلطبقة ،فلم صلد ذكرا لظاىرة التفخيم عند أستاذة اخلليل .فقد وصف سيبويو لنا
ظاىرة اإلطباؽ بقولو '' :ومن الحروؼ المطبقة و المنفتحةّ ،
فأما المطبقة فالصاد و الضاد و الطاء و الظاء ،والمنفتحة ،كل ما
منهن لسانك ترفعو إلى الحنك األعلى ،و ىذه الحروؼ األربعة إذا وضعت لسانك
سوى ذلك من الحروؼ ؛ألنّك ال تطبق لشيء ّ
مواضعهن إلى ما حاذى الحنك األعلى من اللساف ترفعو إلى الحنك فإذا وضعت لسانك فالصوت
ّ مواضعهن انطبق لسانك من
ّ في
محصور فيما بين اللساف والحنك إلى موضع الحروؼ ''(.)4
ػػػػػػػ
-1ابن منظور :لساف العرب ،ج ،6مادة ( رقق) ،ص .412
51
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
- 2اإلطباؽ ضد االنفتاح.
- 5أ ّف اإلطباؽ حيصر الصوت ( و معناه األثر السمعي ) بُت اللساف و احلنك.
و يف ىذا التحديد يكشف سيبويو عن أمهية اللساف و دوره يف إنتاج ادلفخمات و ادلالحظ أ ّف سيبويو يف تعريفو يستخدـ
اإلطباؽ و التفخيم مبعٌت واحد.
يعرؼ ابن جٍت اإلطباؽ فيقوؿ'' :إف ترفع ظهر لسانك إلى الحنك األعلى مطبقا لو )1 ( '' .مل يضف ابن جٍت يف تعريفو
و ّ
لإلطباؽ شيئا جديدا إىل تعريف سيبويو ،كما أنّو يف تقسيمو لألصوات من حيث اإلطباؽ و االنفتاح اتبع تقسيم سيبويو
ذلا ،فع ّد الضاد و الطاء و الصاد والظاء من األصوات ادلطبقة،و ما عداىا مفتوح غَت مطبق'' .وللحروؼ انقساـ آخر إلى
اإلطباؽ واالنفتاح،فالمطبقة أربعة وىي الضاد والصاد والطاء والظاء ،وما سوى ذلك فمفتوح غير مطبق )2(''.
ّأما اإلطباؽ فارتفاع مؤخر اللساف يف اجتاه الطبق ،حبيث ال يتصل بو على حُت جيرى النطق يف مكاف آخر غَت الطبق،
يغلب أف يكوف طرؼ اللساف أحد األعضاء العاملة فيو'' (.)3
ػػػػػػ
-1ابن جٍت :سر صناعة اإلعراب ،ج ، 1ص.70
52
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
-و أصوات اإلطباؽ ىي » :الصاد ،والضاد ،والطاء ،والظاء« ،كما كانت عند القدماء.
كما أنّنا صلد سيبويو حيدد حروؼ االستعالء بسبعة و ىي » :الصاد ،و الضاد ،والطاء ،والظاء ،والغُت ،والقاؼ،
ابن واخلاء« و اليت كما يقوؿ أ ّّنا دتنع اإلمالة ؛أل ّّنا حروؼ مستعلية إىل احلنك األعلى ( ،)1و قد أشار إىل ىذا
اجلزري حيث أ ّف ىذه احلروؼ اليت ذكرىا سيبويو و اليت أطلق عليها مصطلح '' االستعالء ''ىي أيضا عنده تلزـ التفخيم
وخص بقوة التفخيم أصوات اإلطباؽ ( الصاد ،والضاد ،والطاء ،والظاء). ّ
و ما نلخص إليو أ ّف احملدثوف مل يأتوا بالشيء الكثَت حوؿ قضية اإلطباؽ و االستعالء و مل تتع ّد إضافتهم سوى بعض
وفرىا ذلم التقدـ العلمي بصفة عامة مثل االختالؼ يف التسمية حيث يستخدموف ع ّدة مصطلحات التفاصيل العلمية اليت ّ
كل حسب اجتهاده ونظرتو لظاىرة
لإلشارة إىل الظاىرة الصوتية اليت تصاحب بعض األصوات يف اللغة العربية و ذلجاهتا ّ
( Emphatic ( Emphasisتفخيم) و منو صفة الصوت التفخيم نفسها .و من ىذه ادلصطلحات ،
مفخم)،ومصطلح ( Velarigationاإلطباؽ) و منو ادلطبق .Velarized
ػػػػػػ
-1سيبويو :الكتاب ،ج ،4ص .128
-2قاسم الربيسم :علم الصوت العريب ،دار الكنوز ،بَتوت ،ط2005 ، 1ـ ،ص .78 ،77
53
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
ّأما فيما خيص الًتقيق فهي باقي احلروؼ ما عدا حروؼ اإلطباؽ و االستعالء و ىي اليت خصها سيبويو باحلروؼ
ادلنفتحة و مل يذكر ذلا تعريفا واضحا و اكتفى بالقوؿ'' :و المنفتحة كل ما سوى ذلك من الحروؼ ألنّك ال تطبق للشيء ّ
منهن
لسانك ترفع إلى الحنك األعلى'' ( . )1و قد سار على ىذا النهج ابن جٍت ( )2وابن اجلزري حيث أ ّف األصوات ادلستفلة ال
الراء يف بعض األحواؿ (.)3
جيوز تفخيمها و ىي مرفقة دائما إالّ ما وردت الرواية بتفخيمو كالالّـ و ّ
ويرى بعض الباحثُت احملدثُت أ ّف اإلطباؽ يساوي التفخيم و االنفتاح عدـ التفخيم ( ،)4و خلّص ابن اجلزري أسباب
التفخيم يف اإلطباؽ و االستعالء حيث يقوؿ:
أي خصص احلروؼ ادلطبقة األربعة (ص ،ض ، ،ط ،،ظ ) من بُت سائر حروؼ االستعالء السبعة ( ص ،ض ،ط ،ظ،
ع ،غ ،ؽ) بكوف ادلطبقة أقوى تفخيما و أعطى مثالُت:
ػػػػػػػ
-1سيبويو :الكتاب ،ج ،4ص .406
-3ابن اجلزري :احلواشي ادلفهمة ،ص 21نفال عن:مَتفت يوسف كاظم احملياوي :الدرس الصويت ،ص .223
-5ادلقدمة اجلزرية ،ص، 27نقال عن :مَتفت يوسف كاظم احملياوي :الدرس الصويت ،ص .224
54
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
تعريف الترقيق :ضلوؿ يدخل على صوت احلرؼ فال ديتلئ تعريف التفخيم :ضخامة تدخل على صوت احلرؼ حىت
الفم بصداه. ديتلئ الفم بصداه.
الحروؼ الحروؼ
مجيع باقي احلروؼ ط ،ض ،ظ،ص ،ؽ ،غ ،خ
و تسمى أحرؼ االستعالء التفخيم ( خص ،ضغط ،قظ) و تسمى أحرؼ اإلستفاؿ
كذلك تسمى أحرؼ االنفتاح و تسمى أيضا أحرؼ اإلطباؽ التفخيم
( ص ،ض ،ط ،ظ)
األمثلة :اؿتائبوف ،اؿعابدوف ،احلامدوف األمثلة :خالدين ،اؿصادقُت ،اؿضادلُت
إالّ احلروؼ ادلفخمة بصفة دائمة ىي احلروؼ االستعالء السبعة اجملموعة يف ( خص ،ضغط ،قظ)
نتبُت أ ّف حروؼ االستعالء يف
أ ّف التفخيم فيها يتفاوت باعتبار ما يتصف بو احلرؼ من صفات قوية أو ضعيفة و من ىذا ّ
القوة على ىذا الًتتيب:
ػػػػػػ
-1ينظر :أمحد سلتار عمر ،دراسة الصوت اللغوي ،ص .279 ،278
55
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
و االنفتاح وتتصف بصفتُت قويتُت مها سابعها :اخلاء تتصف بثالث صفات ضعيفة و ىي اذلمس و الرخاوة
االستعالء و اإلصمات.
و ىذا و قدمت الصاد على القاؼ مع أ ّف القاؼ فيها صفات القوة أكثر ،بسبب كوف الصاد مطبقة والقاؼ منفتحة
ادلطبق مطلقا أقوى يف التفخيم من ادلنفتح.
و ختتص حروؼ اإلطباؽ األربعة بتفخيم أقوى ( :ص ،ض ،ط ،ظ) و ىذا باعتبار صفات احلروؼ ّ ،أما باعتبار حركة
لكل حرؼ من حروؼ التفخيم.احلرؼ ( فتحة ،ضمة ،كسرة )..فالتفخيم درجات مخس و ىي ّ
طَائعُت، -1المرتبة األولى :و ىي أعلى التفخيم :أف يكوف حرؼ التفخيم مفتوحا بعده ألف ،مثل :
ضالُت ،اؿظَانُت.
اؿ َ
َطلبا، -2المرتبة الثانية :و ىي أقل قوة من األوىل :و ىي أف يكوف احلرؼ مفتوحا ليس بعده ألف مثل :
صبر.
ضربَ ،ظملَ ،
َ
-3المرتبة الثالثة :و ىي أدىن من الثانية يف القوة :و ىي أف يكوف احلرؼ مضمونا سواء كاف بعده واو أو
صرفت.
ظملُ ،
طرُ ،
ليس بعده واو مثل :اض ُ
ْطعمهم ،أ ْطوارا، -4المرتبة الرابعة :و ىي أدىن من الثالثة يف القوة :و ىي أف يكوف احلرؼ ساكنا مثل :أ
ضرب.
إ ْ
و من العلماء من قاؿ أ ّف حرؼ االستعالء إذا كاف ساكنا يتبع حركة ما قبلو يف التفخيم فإف كاف ما قبلو مفتوحا فخم
درجة ادلفتوح و إف كاف مضموما فخم درجة ادلضموـ و ىكذا ( ،)1و الذي أراه أ ّف الرأي األوؿ ىو أقرب إىل الصواب ،و
ذلك أل ّف مجهور علماء التجويد جعلوا الساكن مرتبة فلو كاف تابعا دلا قبلو لكانت ادلراتب أربعا و ليست مخسا ،إف يكوف
الساكن الذي قبلو مفتوح من ادلرتبة الثانية و الساكن الذي قبلو مضموـ من ادلرتبة الثالثة والساكن الذي قبلو مكسور من
ادلرتبة الرابعة وعندئذ ال حاجة إىل خامسة.
ِطبتمِ ،ظال، -5المرتبة الخامسة :و ىي أدىن من الرابعة يف القوة :و ىي أف يكوف احلرؼ مكسورا مثل :
خ ِ
صديا ،دا ِخرين.
ػػػػػ
-1زلمد بن شحاده الغوؿ :بغية عباد الرمحاف لتحقيق جتويد القرآف ،دار ابن القيم ،ط 1416 ، 5ىػ1995 ،ـ ،ص .163
56
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
-1الطاء :ال تكوف إالّ مفخمة و ىي أقوى احلروؼ اذلجائية أل ّف مجيع صفاهتا قوية فيجب مراعاة ذلك عند تفخيمها.
-3الظاء :ال تكوف إالّ مفخمة ،و لكن ينبغي بياّنا حىت ال تتحوؿ إىل ذاؿ خاصة إذا سكنت وجاء بعدىا تاء كما
ْت).
يف ( أ َْو َعظ َ
-4الصاد :ال تكوف إالّ مفخمة ،و لكن ينبغي بياّنا حىت ال تتحوؿ إىل سُت خاصة إذا سكنت وجاء بعدىا تاء كما يف
(الم ِ
صطَّف َ
ين) ،أو تتحوؿ إىل صاد إذا جاورت ُ ْ ( َح َر ْصتُ ْم) ،أو تقًتب من الزاي إذا سكنت و جاء بعدىا طاء كما يف
الصاد كما يف ( الوسطى) و(يبسط).
-5القاؼ :ال تكوف إالّ مفخمة ،و لكن ينبغي بياّنا حىت ال تتحوؿ إىل GUو ذلك بسبب إسقاط صفة االستعالء
منها.
يف ( -6الغين :ال تكوف إالّ مفخمة ،و لكن جيب إظهارىا خاصة إذا سكنت و جاء بعدىا أحد حروؼ احللق كما
أَفْ ِر ْغ َعلَْيػنَا) أو جاء بعدىا القاؼ كما يف ( الَ تُ ِز ْغ قُػلُوبَػنَا) ،لقرهبا من القاؼ سلرجا و صفة.
-7الخاء :ال تكوف إالّ مفخمة ،و لكن ليحذر من ترقيقها كما عند بعض النّاس ،كما يف (ال َخالِ ُق).
مالحظة :اخلاء الساكنة إذا جاورت الراء ادلفخمة فإّنا تفخم تفخيما قويا للمجاورة ليحصل التناسب بينهما كما يف
( اجا) من وقولو تعاىل » َو يُ ْخ ِر ُج ُك ْم إِ ْخ َر ً
اجا« { نوح }18و ما شاهبها يف ادلصحف كما يف خاء ( إِ ْخ َر ً خاء
اخرج) من وقولو تعاىل » و قَال ِ
َت ا ْخ ُر ْج َعلَْي ِه َّن« {.يوسف}31 َ ُْ
ػػػػػػ
-1ينظر :زلمد بن شحاده الغوؿ ،بغية عباد الرمحاف لتحقيق جتويد القرآف ،ص .165 ،164
57
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
و يف ىذه ادلسألة يقوؿ شيخ مشاخيي اإلماـ ادلتويل – رمحو اهلل -
من أجل ٍ
راء بعدىا إذ فُ ّخمت ،أ ىػ (.)1 و خاءٌ إخراج بتفخيم أتَت
و قد نظم مراتب التفخيم األسس صاحب اجلواىر الغوايل قاؿ رمحو اهلل تعاىل.)2( :
ادلراد من األمر بالًتقيق يف قولو ( رقّق) ليس الًتقيق احلقيقي اآليت بعد حروؼ اإلستفاؿ ،وإمنا ىو تفخيم بالنسبة حلروؼ
اإلستفاؿ و مساه أئمتنا التفخيم النسيب)3( .
احلروؼ ادلرققة بصفة دائمة ىي حروؼ اإلستفاؿ االثناف و العشروف الباقية عن حروؼ االستعالء ما عدا الالـ
و الراء و األلف فإ ّف ذلا أحكاما خاصة ،إالّ أ ّف بعض ىذه احلروؼ قد يكوف فيها آكد دلا يعًتي اللساف من أمور تدفعو
إىل ختفيضها ،و إليك بياف ما يعًتي كل حرؼ منها على حدة.)4( :
-1الهمزة :فاذلمزة مرققة مطلقا سواء كانت مهزة قطع أو مهزة وصل مبتدى هبا إالّ أنّو جيب جتنب ختفيفهما إذا اعًتى
يف { الح ْم ُد لِلَّو} ،و كما يف كل لفظ يأيت بعدىا حرؼ مفخم كما
اللساف ما يدفعو إىل تفخيمها كما يف لفظ { َ
{ َصلَ َح} ،و كما إذا جاء بعدىا رلانسها أو مقارهبا كاذلاء ،و العُت ،و احلاء كما يف { ْاى ِدنَا} ،
الطََّال ِؽ} {،أ ْ
أَ ْعطَى} { ،أ َ
َح ُّقق}.
-2الباء :فالباء مرققة مطلقا و ال يكوف مفخمة حباؿ و لكن جيب احلذر من تفخيمها إذا أوذلا حرؼ استعالء سواء كاف مباشرا
{ بَػ ْر ٌؽ} أو بينهما ألف أو جاء بعدىا حرفاف مفخماف مثاؿ :األوؿ { بطَل} و مثاؿ الثاين { ب ِ
اط ٌل} و مثاؿ الثالثَ َ َ
ط} . اطل} { ،ب ِ
اس ٌ ِ
َ كما جيب احلذر من ادلبالغة يف ترقيقها لئال تصبح كأ ّّنا شلالة كما يف { بَ ٌ
ػػػػػػ
-1أنظر ّناية القوؿ ادلفيد ،ص 102نقال عن :عبد الفتاح السيد ادلرصفي :ىداية القارئ إىل جتويد كالـ الباري ،ج ، 1دار الفجر اإلسالمية ،ادلدينة ادلنورة ،ط، 1
1421ىػ2001 ،ـ ،ص . 110
-3عبد الفتاح السيّد ادلرصفي :ىداية القارئ إىل جتويد كالـ الباري ،ص .110 ، 108
-4ينظر :زلمد شحاده الغوؿ ،بغية عباد الرمحاف لتحقيق جتويد القرآف ،ص .171 ، 166
58
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
يف -3التاء :فالتاء ال تكوف إالّ مرققة،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها إذا جاء بعدىا حرؼ استعالء كما
(أَفَػتَط َْم ُعو َف).
يف { -4الثاء :فالثاء ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة عليها وعلى ترقيقها إذا وليها حرؼ استعالء كما
يَػثْػ َق ُفوُك ْم} كما جيب احملافظة على بياّنا إذا جاءت ساكنة ووليها حرؼ يقارهبا كما يف { لَّبِثْ َ
ت}.
{ تِ َج َارةٍ } كما -5الجيم :فاجليم ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها ألف كما يف
جيب ضبطها يف سلرجها حىت ال ختالط الشُت أو الكاؼ ،كما جيب احملافظة على شدهتا خاصة إذا جاء بعدىا حرؼ مهس
َّت}. كما يف { ْ
اجتُث ْ
{ -6الحاء :فاحلاء ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها إذا وليها حرؼ استعالء كما يف
أو الح ِام ُدو َف} ،كما جيب بياّنا خاصة إذا وليها رلانسها أو مقارهبا كالعُت
الح ُّقق } أووليها ألف كما يف { َ
ص َ ص َح َ
َح ْ
َص َف َح َع ْنػ ُه ْم} و { َو َسبِّ ْحوُ}.
احلاء ،كما يف { فَأ ْ
أو -7الداؿ :ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وقعت بُت حريف استعالء بينهما ألف
الص ْد ِع } كما جيب
ص َّد َؽ } ،أو جاءت بعد حرؼ استعالء كما يف { َّ من غَت ألف مثاؿِ ِ َّ { :
ين } و مثاؿ الثاين { َ
الصادق َ
بياّنا إذا كانت بدال عن تاء كما يف قولو { ُم ْز َد َج ٌر} و {تَػ ْز َد ِرى}.
يف -8الذاؿ :فالذاؿ ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ مفخم كما
ورا} ،كما جيب بياّنا
ورا} ،حيث تلتبس بػ { َم ْحظُ ً
{ أَأَنْ َذ ْرتَػ ُه ْم} و خاصة إذا كاف يؤدي إىل التباسها بالظاء كما يف { َم ْح ُذ ً
إذا جاء بعدىا نوف كما يف { و إِ ْذ نَػتَػ ْقنَا}.
يف { -9الزاي :فالزاي ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ مفخم كما
الزقُ ِوـ}.كما جيب بياّنا خاصة إذا سكنت وجاء بعدىا جيم كما يف { يُػ ْزِجى} أو جاء بعدىا حرؼ مهس كما
َزْر ًعا} َّ { ،
يف { َكنَػ ْزتُ ْم} حىت ال تتحوؿ إىل سُت.
يف { -10السين :فالسُت ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ استعالء كما
{ ورا} أو جاء بعدىا التاء كما يف { ُم ْستَ ِق ٍيم } ،دلا يف التاء من الشدة ،أو كاف يؤدي إىل التباسها بالصاد كما يف
َم ْسطُ ً
صى} و { يُ ْس َحبُو َف} بػ { يُ ْص َحبُو َف} .
سى} ،حيث تلتبس بػ { َع َ
َع َ
-11الشين :ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ استعالء أو فصل بينهما و
أو بينو ألف مثاؿ األوؿ { َشطْر } َ { ،ش ِ
اط ٍئ} كما جيب بياف التشفي فيها خاصة إذا سكنت أو كانت مشددة َ
جاورىا جيم كما يف { َش َج َرةٍ} .
59
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
ين} ،أو وليها -12العين :ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها ألف كما يف { ِ ِ
العابد َ
َ
ف} ،كما جيب بياف جهرىا وشدهتا ش} ،أو فصل بينهما و بُت ادلفخم بألف كما يف { َع ِ
اص ٌ حرؼ مفخم كما يف { َ
الع ْر ِ
الع ْص ِر} .
خاصة إذا جاء بعدىا حرؼ مهس كما يف { َو َ
-13الفاء :ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ استعالء كما يف { فَطََر} ،أو
فصل بينهما و بينو بألف من يف { فَ ِ
اط َر}.
يف { -14الكاؼ :ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ استعالء كما
ص ِاح ٍب} .
َك َ
-15الميم :حرؼ غنة إذا كاف مدغما أو سلفيا ،و إذا كاف متحركا أو ساكنا مظهرا فال يكوف إالّ مرققا و لكن جيب
ص ٍة} ،أو سبقو حرؼ تفخيم كما يف { لِيَط َْمِ َّن}.
احملافظة على ترقيقو خاصة إذا وليو حرؼ تفخيم كما يف { َم ْخ َم َ
-16النوف :حرؼ غنة إذا كاف مدغما أو سلفيا ،و إذا حتركت أو سكنت و ىي مظهرة فال تكوف إالّ مرققة و لكن جيب
يف { احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ تفخيم كما يف ( ِِيَط َْمِ َّن قَػ ْلبِي) ،أو فصل بينهما بألف كما
نَِاظََرةٌ}.أو جاء بعدىا ألف كما يف { النَِّار}.
{ األَنْػ َه ُار } ، -17الهاء :ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ األلف كما يف
{ كما جيب بياّنا خاصة إذا كانت مكسورة كما يف { َعلَْي ِه ْم} ،أو وليت احلاء { َسبِّ ْحوُ} ،أو وقعت بُت األلفُت
َس َّو َاىا} ،أو كانت ساكنة { ْاى ِدنَا}
ب }، -18الواو :ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ مفخم كما يف { َوَ َ
ض َر َ
الوا ِر ِث} ،أو فصل بينهما و بينو حرؼ االستعالء ألف كما يف { ُش َوا ٌا} .
أو وليها حرؼ األلف { َ
-19الياء :ال تكوف إالّ مرققة ،و لكن جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ مفخم كما يف { يَ ْخ ُر ُج} ،أو
السيَ َارةِ} .
فصل بينهما و بينو ألف { َّ
مالحظة :يالحظ أ ّف ارتفاع نسبة اخلطأ يف التفخيم و الًتقيق مرده إىل اللهجات احمللية ،فاللفظ الذي تفخم بعض حروفو
ادلرققة يف ذلجاهتا احمللية إذا كاف لو مثيل يف القرآف جتدنا نفخمو .واللفظ الذي نرقق بعض حروفو ادلفخمة يف ذلجاتنا
احمللية إذا كاف لو مثيل يف القرآف جتدنا نرققو ،و غالبا ما يكوف ذلك إذا جاء بعد احلرؼ ألف مد أو جاور حرؼ استعالء.
مالحظة :ينبغي عدـ ادلبالغة يف ترقيق ىذه احلرؼ حىت ال تصبح كأ ّّنا شلالة.
60
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
و خالصة القوؿ ما أشار إليو ا بن اجلزري يف ادلقدمة اجلزرية حوؿ احلروؼ ادلرققة دائما بقولو (.)1
و ِ ِ ِ
حاذ َر ْف تفخيم لفظ األلف أحرؼ فَػ َرقِّػ َق ْن ُم ْستَفالً ْ
من
ض
و الميم من مخمصة و من َم َر ْ و ليتلطف و على اا و ال ال ْ
فاحرص على الش ّدة و الجهر الذي و باء بػر ٍؽ باطل بهم ِ
بذي َ َ َْ
ربػوةٍ اجتثّت ِ
وح ُّقج الفج ػػر الصبر
َْ َ كحب ّ
فيها و في الجيم ّ
و إف يكن في الوقف كاف أبينا و بيّػنَ ْن مقلقالً إف سكنا
احلروؼ اليت ينتاهبا التفخيم و الًتقيق ثالثة ىي :الراء و الالـ و األلف و يتبعها الغنة وإليك بياف أحواذلا:
أ -أحكاـ ألف المد :ألف ادلد ال توصف بتفخيم و ال بًتقيق و لكنها تتبع حالة احلرؼ الذي قبلها فإف كاف مستفال
تبعتو يف الًتقيق كما يف { األنهار} ،و غَتىا إالّ يف الالّـ و الراء.
ّأما يف الراء فال تكوف معها األلف إالّ و تكوف الراء مفخمة أل ّّنا عندئذ يلتزـ أف تكوف مفتوحة وعلى ىذا فال تكوف
األلف مع الراء إالّ مفخمة.
ػػػػػػ
-1ابن اجلزري :ادلقدمة اجلزرية ،نقال عن :عبد الفتاح السيّد ،ىداية القارئ إىل جتويد كالـ الباري ،ص .116 ،115
61
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
وإف كاف الذي قبلها أحد حروؼ االستعالء تبعتو يف التفخيم و عند ذلك يكوف يف أعلى درجاتو كما يف { الطّامة} { ،
ضالّين}.
ال ّ
و لقد حذر ابن اجلزري من تفخيم األلف قائال :وحاذرف تفخيم لفظ األلف (.)1
فإ ّف ذلك قد فشا كثَتا و أخذ عن العجم تقليدا ،و ذلك ال جيوز ،و األلف حرؼ ىواء ال توصف بتفخيم و ال ترقيق ،بل
دلا قبلو إف كاف مفخما فخم ،إف كاف مرققا رقق خالفا دلن أطلق ترقيقو ،و إف كاف قبلو حرؼ تفخيم ( ،)2و تكوف األلف
مالزمة للفتحة ،و ال يكوف قبل األلف إالّ مفتوحا فإذا كانت الفتحة على صوت مستعل ،أو شبهو استعملت األلف
للزومها ذلا ،و إذا كانت على صوت مستفل استفلت األلف للزومها للفتحة (،)3
ومل خيالف احملدثوف القدماء يف كالمهم عن األلف ،إذ قاؿ الدكتور كماؿ بشر '':فالفتحة مثال قد تكوف مفخمة ،و قد تكوف
مرققة ،و قد تكوف بين التفخيم و الترقيق ،فهي مفخمة مع أصوات اإلطباؽ و ىي الصاد ،و الضاد ،و الطاء ،و الظاء ،و ىي
في ىذه الحالة الوسطى بين التفخيم والترقيق مع القاؼ ،و الغين ،و الخاء ،و لكنها مرققة في المواقع الصوتية األخرى ،فلدينا إذا
بحسب المنطق الفعلي ثالثة أمثلة للفتحة أو ستة حين تأخذ الطوؿ و القصر في االعتبار ،إذ إ ّف الفتحة الطويلة يعتريها ما يعتري
الفتحة القصيرة من التفخيم '' (.)4
و أود أف أبُت أ ّف الالـ يف غَت لفظ اجلاللة ال تكوف إالّ مرققة،
قبل البدء ببياف أحكاـ تفخيمها و ترقيقها ّ
جيب احملافظة على ترقيقها خاصة إذا وليها حرؼ تفخيم كما يف { وليتلطف } سواء كانت الالـ غَت مفتوحة أـ كانت
مضمومة ،أو مكسورة ،أو ساكنة ،أو كاف احلرؼ قبلها من تلك احلروؼ الثالثة ،الصاد ،و الطاء ،و الظاء ،مضموما أو
فخم الالـ ادلفتوحة إذا وقعت بعد حرؼ من احلروؼ الثالثة اليت ىي : مكسورا ،وجب الًتقيق .وصلد ورش وحده من ّ
الصاد ،و الطاء ،والظاء.وكاف ذلك احلرؼ مفتوحا أو ساكنا مثل { َوطَلَبًا }.و لو يف الالـ ادلفتوحة إذا وقع بينهما و بُت
أحد احلروؼ الثالثة ألف { فصاال } { ،طاؿ } ،التفخيم و ىو األشهر اعتدادا بقوة حرؼ االستعالء ،والًتقيق للفصل
باأللف (.)5
ػػػػػػ
-1ابن اجلزري :ادلقدمة اجلزرية ،نقال عن :عبد الفتاح السيد ،ىداية القارئ إىل جتويد كالـ الباري ،ص .115
-2ابن اجلزري :شرح طيبة النشر ، 136نقال عن :مَتفت كاظم احملياوي ،الدرس الصويت ،ص .223
62
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
ويف لفظ اجلاللة تفخم و ترقق حسب حركة احلرؼ الذي قبلها ،فإف كاف مفتوحا أو مضموما فخمت ،وإف كاف مكسورا
()1
رققت ،و يقوؿ ابن اجلزري يف باب الالمات:
ضمو
للكل بعد فتحو أو ّ
ِّ و فُ ّخمت في اا و اللّهم ْو
فخمت ،أ ّف ىذه الالـ لو وقعت بعد كسرة رققت للجميع وىو كذلك
فخم الالـ و كذلك ّو فهم من قوؿ ىذين اإلمامُت و ّ
بشرط أف تكوف الكسرة خالصة سواء كانت متصلة أـ منفصلة أصلية كانت أـ عارضة.
قبل أف نبدأ ببياف أحكامها من حيث التفخيم و الًتقيق أود أف أبُت أ ّف بعض األمور ادلتعلقة هبا ،فهي أوال
انفردت بصفة التكرير و كما علمنا يف باب صفات احلروؼ الالزمة أ ّف ىذه الصفة تعرؼ لتجنيب و يكوف اجتناهبا
بتثبيت طرؼ اللساف بأصوؿ الثنايا العليا ،كما أ ّّنا تتصف بصفة االضلراؼ ،فال ينبغي أف تبالغ لئال تتحوؿ إىل الـ.
و بعد ىذه ادلقدمة عن الراء نبدأ ببياف أحكامها من حيث الًتقيق و التفخيم فنقوؿ:
للراء من حيث التفخيم و الًتقيق ثالث حاالت ىي :التفخيم ،و الًتقيق ،و جواز الوجهُت.
-1أف تكوف مفتوحة أو مضمومة :سواء كانت ىذه الراء تقع أوال أو وسطا أو آخرا ،سلففة كانت أو مشددة ،مثل:
» ُكلَّ َما ُرِزقُوا« { البقرة ِ » ،}25م َر ًاء« { الكهف .}22
-2أف تكوف قبل الراء ادلتوسطة الساكنة ( في الوصل و الوقف ) :فتحة أو ضمة مثل »:الَ تَػ ْرفَػ ُعوا« { احلجرات .}2
-3أف تكوف قبل الراء الساكنة ادلتوسطة ( في الوصل و الوقف ) :كسرة عارضة سواء كانت ىذه الكسرة مع الراء يف كلمتها أـ
كانت منفصلة عنها ،و نقصد بالعارض ىنا مهزة الوصل ،مثلْ » :ارِجعُوا« { يوسف » ،}81إِ ِف ْارتَػ ْبتُ ْم« { الطالؽ .}4
ػػػػػػػ
-1ابن اجلزري :ادلقدمة اجلزرية ،نقال عن :زلمد شحاده الغوؿ ،بغية عباد الرمحاف ،ص .120
-2ينظر :الدرر اللوامع يف أصل مقرأ اإلماـ نافع لإلماـ ابن بري رضي اهلل عنو ،بشرح ادلارغٍت ،ص ،155نقال عن :ادلرحع نفسو ،ص .122
-3ينظر :ابن اجلزري ،النشر يف القراءات العشر،ج،2ص.93كماؿ بش ،علم األصوات ،ص.456زلمد البيومي ،الفتح الرباين يف القراءات ،ص .93 ،92
63
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
-4أف تكوف قبل الراء الساكنة ادلتوسطة كسرة أصلية منفصلة عنها مثل » :الَّ ِذي ْارتَ َ
ضى« { النور.}55
-5أف تكوف بعد الراء الساكنة كسر أصلي ،و بعدىا حرؼ االستعالء يف كلمة واحدة ،و يشًتط أف يكوف غَت مكسور
( االستعالء) مثل » :ف ِي قِ ْرطَ ٍ
اس« { األنعاـ .}7
فاى ُج ْر « -6أف تكوف قبل الراء الساكنة ( في الوصل و الوقف ) ادلتطرقة فتحة أو ضمة مثل » :فَالَ تَػ ْق َه ْر «َ »،و ِّ
الر ْج َز ْ
{ الضحى .}10 ،9
و -7أف يسبق الراء الساكنة يف الوقف ادلتحركة يف الوصل ( -متطرقة دائما ) -فتحة أو ضمة سواء ختلل بُت الفتحة
الضمة ساكن أـ ال مثل » :ال َق َم ْر «{ القمر » ،}01اليُ ْس ْر «{ البقرة.}185
{ -8أف يسبق الراء الساكنة يف الوقف ادلتحركة يف الوصل ألف ادلد بشرط نصب الراء ادلتطرقة » إِ َّف األَبْػ َر َار «
االنفطار .}13
ور «{ الشوري .}23 -9أف يسبق الراء الساكنة يف الوقف ادلتحركة يف الوصل واو ادلد مثل »:إِ َّف ااَ غَ ُف ٌ
ور َش ُك ٌ
المرتبة الثالثة :و ىي أدىن من الثانية ،و ىي أف تكوف ساكنة قبلها كسر عارض ،أو أف تكوف ساكنة قبلها كسر أصلي و
بعدىا حرؼ استعالء غَت مكسور .
المرتبة الرابعة :و ىي أدىن من الثالثة ،و ىي أف تكوف مضمومة بعدىا واو ادل ّد ،أو ساكنة قبلها ضمة ،أو ساكنة قبلها
واو ادل ّد ،أو ساكنة قبلها ساكن قبلو مضموـ.
-1أف تكوف الراء ادلتحركة ( في الوصل و الوقف ) مكسورة سواء كانت ىذه الراء تقع أوال ،أو وسطا ،أويف النهاية ،سلففة
اب« {التوبة .}20 اؿ« { النور َ » ،}37و فِي ِّ
الرقَ ِ كانت أو مشددة مثلِ » :ر َج ٌ
ػػػػػػ
-2ينظر :ابن اجلزري ،النشر،ج،2ص.95وكماؿ بشر ،علم األصوات ،ص.459و الداين ،التحديد يف اإلتقاف و التجويد،ص.200
64
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
-2أف تكوف قبل الراء الساكنة ( في الوصل و الوقف) ادلتوسطة كسر أصلي و بعدىا حرؼ إستفاؿ ( واجب اجتماع ىذه
الشروط كلها يف آف واحد ألنّو إذا اختل شرط فخمت ) مثل » :فِ ْر َع ْوف« { البقرة .}50
-3إذا كاف ساكنة و قبلها كسر أصلي ،و بعدىا حرؼ استعالء يف كلمة أخرى مثل » :أَنْ ِذ ْر قَػ ْوَم َك« { نوح .}1
-4إذا كانت ساكنة متطرفة بعد كسرة مثل » :قُ ْم فَأَنْ ِذ ْر« { ادلدثر .}2
-5أف تسبق الراء الساكنة ادلتطرفة -يف الوقف ادلتحركة يف الوصل -كسرة ،و إذا ختلل بُت الكسرة و الراء ساكن بشرط
أالّ يكوف حرؼ استعالءُ » :ك ِف ْر« { القمر.}14
» -6أف تسبق الراء الساكنة ادلتطرفة ياء ساكنة سواء كانت حرؼ م ّد مثل » :بَ ِص ْير« { البقرة ،}233أو حرؼ لُت
الس ْيػ ْر« {سبأ » ،}18ال َخ ْيػ ْر« { احلج . }77
َّ
-2أف تكوف ساكنة قبلها كسر أصلي ،و بعدىا يف نفس الكلمة حرؼ استعالء مكسور.
إىل -3أف تكوف ساكنة بسبب الوقف مكسورة عند الوصل ،و بعدىا ياء زلذوفة ،فإنّو جيوز فيها الًتقيق بالنظر
أ ّّنا مكسورة بعدىا ياء حذفت ختفيفا كما يف { يَ ْس ِر} و جيوز فيها التفخيم بالنظر إىل أ ّّنا ساكنة قبلها ساكن قبلو مفتوح
أو مضموـ.
الغن أُلِ ْ
ف. العكس في ّ
ُ ما قبلها و الروـ كالوصل و تَػ ْتبَ ُع األَلِ َ
ف و ّ
الغن ألف'' معناه أف الغنّة بعكس األلف ،فهي تابعة دلا بعدىا تفخيما و ترقيقا ،فإذا كاف
ىذا و قولو '':و العكس يف ّ
فخمت و ىي تكوف مع ( الطاء ،و الصاد ،والضاد ،و الظاء و القاؼ) أل ّّنا من حروؼ احلرؼ الذي بعدىا مفخما ّ
اإلخفاء ،
65
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
ّأما الغُت و اخلاء فليس معهما غنّة أل ّّنما من حروؼ اإلظهار (.)1
'' و الغنّة صفة مالزمة لصوتي النوف و الميم تحركا أو سكنا ظاىرين ،أو مخففتين ،أو مدغمتين ،و ىي في الساكن أكمل
من المتحرؾ،و في المخفي أزيد من المظهر ،و في المدغم أوفى من المخفي ''( ، )2و يرى الدكتور إبراىيم أنيس أ ّف اإلخفاء
ىو '':ميل النوف إلى مخرج الصوت المجاور لها '' (.)3
و ّأما إذا كاف احلرؼ الذي بعدىا مرققا رققت ،و ىي تكوف مع ( التاء ،و الثاء و اجليم و الداؿ والذاؿ ،و الزاي،
السُت ،و الفاء ،و الكاؼ) فإ ّّنا ترقق تبعا ذلا و بقية حروؼ اإلستفاؿ ليست من حروؼ اإلخفاء (.)4
'' و إنّما و احلكم يف ىذه اللغنّة الناجتة عن النوف الساكنة و الناجتة غن التنوين سواء .و ذكر الداين سبب اإلخفاء قائال:
'' أخفيا فصار عندىن ال مظهرين وال مدغمين ،وغنّتهما مع ذلك باقية ،ومخرجهما من الخيشوـ خاصة ،وال عمل للساف فيهما
(.)5
ػػػػػػػ
-1زلمد بن شحاده الغوؿ :بغية عباد الرمحاف لتحقيق جتويد القرآف ،ص .179 ،178
-2ينظر :احلواشي ادلفهمة ،32نقال عن :مَتفت يوسف كاظم احملياوي ،الدرس الصويت ،ص .203
66
التفخيم والترقيق الفصل الثاني .......................................................................
-
67
الفصل اللثلل (تطبيقي)
التفخيم والترقيق في سورة الكهف
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
تمهي ــد:
استندت يف ىذا اعبانب التطبيقي اؼبوسم بالتفخيم ك الرتقيق يف سورة الكهف ،حيث بلغ عدد حركفها
ٌ
ك 6425حرفا ،اؼبنهج الوصفي التحليلي اإلحصائي يصف فيو أصوات التفخيم كالرتقيق ؿبددا أدناطها ك صورىا
األحكاـ اليت زبضع ؽبما من خالؿ ىذه السورة.
ك تنقسم ىذه اغبركؼ اؽبجائية إىل ثالثة أقساـ كما أشرؼ إليها سابقا يف الفصل الثاٍل ك ىي:
قسم مفخم دائما.
قسم مرقق دائما.
قسم مفخم تارة ك مرقق تارة أخرل .
بالنسبة للمفخم دائما فقد أدرجت كل اغبركؼ اؼبوجودة يف السورة ،ك ذلك لقلة عددىا من حيث اغبركؼ ،إىل جانب
تنوع مرتبتها من خالؿ حركة اغبرؼ من أعلى التفخيم إىل أدٌل التفخيم إىل أدٌل ...اخل.
خضوعها ألحكاـ خاصة ،ك ٌ
لكل حرؼ من حركؼ اؼبرققة دائما ،من
متنوعة ٌ
فأما القسم الثاٍل اؼبتعلق باؼبرفق دائما ،فقد اكتفيت بإعطاء أمثلة ٌ
ٌ
بداية السورة ك كسطها ك هنايتها ،ك ذلك لكثرهتا ك طغياهنا يف السورة ،كعدد حركفها أكثر من حركؼ التفخيم أم كل
اغبركؼ ما عدا أحرؼ التفخيم دائما.
ٌأما القسم اآلخري اؼبخصص باغبركؼ اؼبفخمة تارة ك اؼبرققة تارة أخرل ،ك ىي :الالـ ،ك الراء ،كألف اؼب ٌد ،ك أحكاـ غنٌة
اإلخفاء اغبقيقي .فقد أدرجت كل الكلمات اليت كردت فيها ىذه اغبركؼ سواء كانت مفخمة أـ مرققة.
ك يف هناية كل قسم استندت إىل جدكؿ إحصائي أقارف فيو نسبة كركد ىذه اغبركؼ مع التعليل ك االستنتاج.
69
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
70
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
71
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
77 -
تتى -أى ىؽلٍى
ؽريىوة
-ىٍ
77 -
ض
-يى ٍن ىؽ َّش
73
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
74
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
80- الـ
غي-اؿ ي
76
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
78
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
79
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ما نستنتجو من ىذا اعبدكؿ اؼبخصص للحركؼ اؼبفخمة دائما ،ك ىي أكىل تقسيمات اغبركؼ اؽبجائية بالنسبة للتفخيم ك
الرتقيق ما يلي:
ك -1فاغبركؼ اؼبفخمة دائما ىي متفق عليها عند اعبميع سواء كانوا علماء عرب قدامى لغويني مثل ،سيبويو
(خص ،ضغط ،قظ) ك ىي ما يطلق ابن ج ،أك علماء القراءات التجويد ،أك علماء ؿبدثني فهي ؾبموعة عندىم يف
عليها حبركؼ االستعالء ٌ ،أما اغبركؼ األربعة ك اؼبعركفة حبركؼ اإلطباؽ ك ىي (ص ،ض ،ط ،ظ) ،فهي ذات تفخيم
ذنا اإلطباؽ أقول ،حيث كل مطبق مستعل كلي كل مستعل مطبق ،ك بالتايل ىذه اغبركؼ األربعة سبتاز بصنفني
ك االستعالء.
تنوع كركد ىذه اغبركؼ اؼبستعلية يف سورة الكهف ،من أكؽبا إىل هنايتها ،إذ عند النطق وا صبيعا يف حاؿ التفخيم
ٌ -2
تعلو مؤخرة اللساف حنو اعبزء اػبلفي من اغبنك األعلى.
* باعتبار صفة اغبرؼ األقول فهي على الرتتيب الطاء مث الضاد مث الظاء مث الصاد مث القاؼ مث الغني فاػباء .
ٌ -4أما من خالؿ رتبة التفخيم فهي طب مراتب ،ك ىي متصلة حبركة اغبرؼ ك لكل مرتبة ميزة سبتاز وا عن األخرل يف
اغبركة ك قوة التفخيم ،ك قد تع ٌددت الكلمات اليت كردت فيها حركؼ االستعالء اؼبفخمة كفق رتبة التفخيم بعدد ـبتلف
من الكلمات ك ذلك يعود إىل طبيعة السورة ،ك إىل اغبركؼ اؼبفخمة اؼبوجودة فيها.
متنوعة من خالؿ كقوعها يف الكلمة ،حيث جندىا يف أكؿ الكلمة ،أك يف كسطها ،أك يف هنايتها.
-5اغبركؼ ٌ
80
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
110
100
90
80
70
60
50
40
30
20
10
0
عمدة بيانية تمثل عدد الكلمات لكل مرتبة من مراتب التفخيم الخمسة بسورة الكهف
81
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
الوثيقة – - 01التعليــق:
ٌأما بالنسبة للرسم البياٍل يف الوثيقة األكىل فهو حوصلة عبدكؿ اإلحصاء الفارط ،حيث نالحظ. :
-1أ ٌف عدد الكلمات لكل مرتبة متقاربة فيما بينها تقريبا ،حيث أ ٌف اغبركؼ اؼبفخمة ذات اؼبرتبة األكىل يف 80كلمة أم
ما يعادؿ تقريبا نسبة ،%24.09ك ذلك أ ٌف رتبة اغبركؼ األكىل بداية بالطاء ،فالضاد ،فالصاد ،فالقاؼ ،فالعني مث اػباء،
فهي أقول اؼبراتب يف التفخيم ك ذلك يعود إىل طبيعة اغبكم كطبيعة حركة اغبرؼ.
103كلمة أم ما يعادؿ %31.02كذلك يعود ٌ -2أما اؼبرتبة الثانية فهي أكثر انتلار يف السورة ،حيث جاءت يف
إىل طبيعة اغبكم ك حركة اغبرؼ .
قد ٌ -3أما اؼبرتبة الثالثة ،ك الرابعة ،ك اػبامسة فعدد الكلمات اليت كردت وا مقاربة جدا ،حيث أ ٌف اؼبرتبة الثالثة
كردت يف 52كلمة أم ما يعادؿ تقريبا نسبة ،%15.66ك الرابعة فعدد الكلمات اليت كردت وا ىو 44كلمة أم ما
عن األكىل يعادؿ نسبة ٌ ، %13.25أما اػبامسة فقد كردت يف 53كلمة أم بنسبة ،%15.96ك ىي ال زبتلف
ك الثانية يف التعليل من حيث طبيعة اغبكم ك حركة اغبرؼ.
82
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
85
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
86
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
89
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
90
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
91
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
92
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
93
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
1- عٍؿ
-يى ٍج ى
1- عىك نجا
-ى
2- مٍع يمىلو ىف
-ى
5- ً -عٍوؿـ
6- عَّشؿىؾ
-فى ىل ى
94 ،7،11 ،6- -ىع ىلل
7- عنىا -ىج لٍى
63 ،9 - ع ىجبنا -ى
12 - اى ٍمعٍػنى ي بثى
-ى
12 - ً
-ل ىن ٍعىى
28 - -يى ٍدعيك ىف
نفسػ ػػو العين
28 - اؾعيٍػنى ى -ى
76 - بٍعىد ىىا -ى
76 - -عيٍذ نرا
77 - -علىٍي ًو
79 - مٍعىمليوف -ى
82 - ؼعىتٍؿوي -ى
83 - -علىٍي يك ٍم
92 ،85 - ع
بى -أىتٍ ى
86 - عيٍ ون
-ى
101 - ع
-ىس ٍمان
110 ،7 - عىمالن -ى
95
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
98
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
99
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
100
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
103
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
-3أ ٌف الرتقيق مهما كانت حركة اغبرؼ ( فتحة ،ضمة ،كسرة ،سكوف) ،يف ٌأكؿ الكلمة أك يف كسطها أك يف هنايتها،
سواء سبقها حرؼ استعالء أـ أتى بعدىا فهي مرققة دائما ك رنب إظهارىا مع حركؼ االستعالء .
تنوع الكلمات يف السورة من حيث ترقيق اغبركؼ من بدايتها إىل هنايتها ،كذلك أ ٌف ىذه الكلمات زبتلف داللتهاٌ -4
حسب السياؽ الواردة فيو.
تنوعت سواء كانت حرؼ أـ اسم ،أـ فعل أـ صفة أـ كاف على صيغة صرفية ........اخل .
-5ىذه الكلمات ٌ
-6ك أ ٌف اغبكم يف ىذه اغبركؼ اؼبرققة دائما ىي كاحد عند اعبميع ( أم التعليل) ،خبالؼ اغبركؼ اؼبفخمة دائما ؛ فإ ٌف
كل حرؼ مستعل لو حكم خاص يوافق مرتبتو يف التفخيم. ٌ
104
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
106
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ػػػػػػ
107
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
108
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
أك لي بعدىا كاك اؼب ٌد . 34 - -األىنٍػ ىها ير
37 ،34 - -ىمثىهر
34 - -يزنىا ًكيريق
36 - -أى ٍك يىر
ث
42 - ت ً
-يرد ٍد ى
43 - -عر ً
كش ىها يي
صيركنىوي
-يػىٍن ي
95 ،)2(46 ،)2(4 - -ىخ ٍيهر
45 - -تى ٍذ يركهي
47 - -ني ىس ِّيير
55 - فكا -يى ٍستىػ ٍغ يًر
106 ،105 ،102 ،56 - فا
-ىك يرىك
56 - -أىنٍ ًذ يركا
نفسػػو 58 - -الغى يفوير
ٌأما من خالؿ رتبة التفخيم فهي أدٌل 66 - -ير ٍش ندا
من الثالثة يف التفخيم. 81 - -ير ٍضبنا
82 - -اعبً ىدا ير
86 - ب-تى ٍغير ي
97 - -يىظٍوى يركهي الرابعة
102 - -ىكير يسلًي
109 - -البى ٍح ير
110 - -بى ىهر
16 - -يىػٍن يٍر
17 - -يـ ٍرًش ندا
فعلى الرغم من نف رتبة التفخيم إالٌ أ ٌف 19 - ظٍر -فىػٍليىػٍن ي
حالة الراء زبتلف عن سابقتها ، 24 - -ا ٍذ يؾٍر
حيث أ ٌف ىذه الراء ساكنة ك ما قبلها 29 - ٍف
-فىػٍليىك ٍير
مضموـ ،فكلٌما كردت وذه اغبالة فهي 31 ،29 - -يـ ٍرتىػ ىف نعا
مفخمة دائما. 40 - مرًس ىل ٍ -ي
56 - -يفٍرًس يل
56 - ني ً
-ا ٍير ىسل ى
110
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ك ما نستنتجو من ىذا اعبدكؿ اؼبخصص ألحكاـ الراء يف القسم األكؿ منها اؼبتمثل يف حاالت ........الراء مفخمة
دائما ما يلي:
-1إف ؽبذه الراء أحكاـ خاصة كضعها أئمة من العلماء ك القراء ك أعالـ التجويد إحرتامها كتطبيقها أما ذبويد القرآف
الكرَل..
-2تنوع كركد الراء يف القرآف الكرَل خاصة يف سورة الكهف سواء كانت مفتوحة أك مضمومة أك ساكنة مع توفر شركط
لكل من ىذه اغبركات ،كذلك تنوع كقوعها يف الكلمة سواء كانت يف أكؿ الكلمة أك يف كسطها أك يف آخرىا ـبففة كانت
أك ملددة
-3أف الراء أربع مراتب للتفخيم ك ىي متنوعة حسب حركة الراء كما أف ىذه اؼبراتب ذبمع كل حاالت الراء اؼبفخمة ،
غري أف اؼبالحظ يف سورة الكهف ىو عدـ كركد بع حاالت الراء اؼبفخمة ك ذلك حسب تسلسل مراتب التفخيم ،بل
اننا جند يف اؼبرتبة الواحدة حالة كاحدة كما يف اؼبرتبة الثالثة أك جند يف اؼبرتبة الواحدة حالتني فق ك باقي اغباالت تغري
موجودة مثل :حالة الراء الساكنة قبلها ألف اؼبد أك ساكنة قبلها ساكن قبلو مفتوح ،ىذا يف اؼبرتبة الثانية ،كمثلها باقي
حرؼ
111
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
كما نستنتجو من ىذا اعبدكؿ اؼبخصص ألحكاـ الراء يف القسم األكؿ منها اؼبتمثل يف حاالت كركد الراء مفخمة دائما
ما يلي:
تنوع كركد الراء يف القرآف الكرَل خاصة يف سورة الكهف ،سواء كانت مفتوحة أك مضمومة أك ساكنة مع توفر
ٌ -2
يف تنوع كقوعها يف الكلمة سواء كانت يف أكؿ الكلمة أك يف كسطها أك
لكل من ىذه اغبركات ،كذلك ٌ
شركط ٌ
آخرىا ،ـبففة كانت أك ملددة.
-3أ ٌف للراء أربع مراتب للتفخيم ،ك ىي متنوعة حسب حركة الراء ،كما أ ٌف ىذه اؼبراتب ذبمع كل حاالت الراء اؼبفخمة ،
غري أ ٌف اؼبالحظ يف سورة الكهف ىو عدـ كركد بع حاالت الراء اؼبفخمة ك ذلك حسب تسلسل مراتب التفخيم ،بل
إنٌنا جند يف اؼبرتبة الواحدة حالة كاحدة كما يف اؼبرتبة الثالثة ،أك جند يف اؼبرتبة الواحدة حالتني فق ك باقي اغباالت غري
موجودة مثل :حالة الراء الساكنة قبلها ألف اؼبد أك ساكنة قبلها ساكن قبلو مفتوح ،ىذا يف اؼبرتبة الثانية ،كمثلها يف
ك الرابعة مثل باقي اؼبراتب كالثالثة مثل :حالة الراء الساكنة قبلها كسر أصلي ك بعدىا حرؼ استعالء غري مكسور،
حالة الراء الساكنة قبلها ساكن قبلو مضموـ ،ك غريىا من اغباالت ك رٌدبا يعود ذلك إىل طبيعة األسلوب القصصي
اؼبعتمد يف السورة ،حيث غلب عليها الطابع القصصي كإلحتواءىا على ثالث قصص معرفة.
-4كما جند يف اآلية الواحدة تكرار الكلمة نفسها ع ٌدة مرات ،إالٌ أ ٌهنا من حيث حركة الراء فهي نفسهاٌ ،أما يف السياؽ
فهي زبتلف من كلمة إىل أخرل حسب ما يقتضيو اؼبقاـ ،حيث لكل مقاؿ مقاـ.
112
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
113
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
114
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ك ما نستنتجو من خالؿ ىذا اعبدكؿ اؼبخصص ألحكاـ الراء يف القسم الثاٍل ؽبا اؼبتمثل يف حاالت الراء اؼبرققة دائما ما
يلي:
-1إف ؽبذه الراء أحكاما خاصة وا متفق عليها عند صبيع القراء.
-2أف ؽبا حاالت عديدة إال أهنا يف سورة الكهف كردت حالتني فق ك ذنا :اغبالة األكىل ،أف تأيت مكسوة سواء كانت
ىذه الراء يف أكؿ الكلمة أك كسطها أك يف هنايتها ـبففة كانت أك ملددة ك ىي موجودة بصورة كثرية عن اغبالة الثانية ،ك
اليت تتمثل يف كوهنا ساكنة ما قبلها مكسور كما بعدىا حرؼ استفاؿ ،حبيث أنو تلج سول كلمة كاحدة ك ىي:
» مرفقا«.
أما باقي اغباالت اليت ترقق فيها الراء ،فهي معدكمة نظرا لقلة الراء الساكنة بصورة الكهف.
-3أما فيما سنص اغبالة الثالثة للراء ك اليت تتثمل يف :جواز التفخيم ك الرتقيق للراء معا ،فإنو يتم العثور على أم
مثاؿ :ألم حالة من حاالهتا بسورة الكهف ،ألف كل اغباالت ترتب بالراء الساكنة ك ىي بدكرىا شبو منعدمة يف السورة
ك جندىا يف سور أخرل غري سورة الكهف مثل » :مصر«يوسف ، 21القطر سبأ 12ففيها رنوز الوجهاف.
أ -أحكام الالم المفخمة دائما ( :يف لفظ اعباللة) و المرققة دائما ( يف لفظ اعباللة)
115
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
117
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
-يؽٍنىؿا
86 ،50 ،14 -
-ىى يؤالىًء
118
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
17 -
119
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
;
64 ،62،63 ،60 ،37 ،35 ،34 ،21 ،19 - -قىا ىؿ
98 -
ؽؿ
-يٍ
110 ،109 ،103 ،83 ،29 ،24 ،22 -
-قىا ًه
ئؿ
19 -
-ىبًؿثٍتي ٍم
)2(19 -
-لىبًثٍػنىا
19 -
ىعىؿيـ
-أ ٍ
26 ،22 ،21 ،19 -
-اؼب ًدينى ًة
ى
120
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
121
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
122
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
123
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
125
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
126
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
127
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
107 -
سًؿم
-ىك ير ي
س ً
108 - -الف ٍرىد ٍك ى
128
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ك ما نستنتجو من ىذا اعبدكؿ اؼبخصص ألحكاـ الالـ سواء كانت الـ لفظ اعباللة أـ الالـ بغري لفظ اعباللة ما يلي:
-1قلٌة كركد الـ لفظ اعباللة اؼبفخمة منها أك اؼبرققة ،ك ذلك يعود إىل األحكاـ اػباصة وما ،ك قلٌة كجود ىذه األحكاـ
السرد القصصي اؼبوجود يف السورة للفت االنتباه إىل مدل العرب ك اغبكم
يف سورة الكهف .ك ردبا يعود ذلك بسبب ٌ
اؼبوجودة فيها ،ك جعل اؼبقرئ يتلوؽ ؼبعرفتها ك ذبيي عواطفو كأحاسيسو.
ٌ -2أما الالـ يف غري لفظ اعباللة فنسبة كركدىا كثرية جدا ،ك ذلك يعود إىل عدـ كجود أحكاـ تنفرد وا ،مثل الالـ يف
لفظ اعباللة ،ك بذلك طغت عليها يف سورة الكهف.
-3كما نالحظ أ ٌف ىذه الالـ متنوعة من خالؿ موقعها يف الكلمة ،سواء كانت ىذه الكلمة حرؼ مثل :حرؼ اعبر
لن ،أك حرؼ شرط :لى ٍو ،لى ٍوالى ك غريىا من اغبركؼ. ً ً ًً
[ل ىكل ىماتو] أك حرؼ جزـ مثل ، :أك حرؼ نصب مثلٍ :
الل ٍم ،القرنني......اخل ً َّش ً َّش ً
ين ،أك كردت يف "آؿ التعريف" مثل :الف ٍرىد ٍكس ،ى
أك جندىا اسم موصوؿ مثل :الذم ،الذ ى
129
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
فهذه داللة على عظمة اػبالق ،كعلى معجزة القرآف الكرَل ،كبالغتو،كدقتو،كضبطو،كنزكلو ،كتنوعو لسلب قلوب النٌاس
بو،كحب قراءتو كتالكتو.
ٌ للعمل بو كاإلشناف
130
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
100- ض
-ىع ٍر ان
دبا أ ٌف اغبرؼ الذم قبلها ىو حرؼ
استعالء ،ك نظرا ألنٌو من اغبركؼ 18 - -أىيٍػ ىق نا
اض
اؼبفخمة دائما ؛فإنٌو تتبعو يف التفخيم، 22 - مفخمة
-ىظا ًىنرا
سواء كانت متصلة بالكلمة أك منفصلة
50 ،29 - -لً َّش ً ً
عنها. ني
لظا لم ى
35 -
ً
-ىظا ه
131
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ص ًغبنا
-ىا
-اىؽىؿ
،63 ،62 ،60 ،37 ،35 ،34 ،21 ،19 -
،73 ،72 ،71 ،70 ،69 ،67 ،66 ،64
،99 ،87 ،79 ،78 ،77 ،76 ،75 ،74
98 ،96
132
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
2- ىجنرا
-أٍ
18 - -ىفرا نرا
18 - ً -ذ ىرا ىعٍي ًو
22 -
-ىرابًعي يه ٍم
133
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
134
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
96- قًطٍنرا
135
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
136
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ألف المــد:
ب ً
)2(49 ،1 - تى
-الك ا ى
3- نيًً
-ىـاكث ى
دبا أ ٌف اغبرؼ الذم قبلها مستفل ك أ ٌف
اإلستفاؿ من اغبركؼ اؼبرققة دائما ،فهي 57 ،35 ،20 ،3 - -أىبى ندا
مرققة
تتبعو يف الرتقيق ،ك ىذه األلف سواء 4- -ىكلى ندا
كانت متصلة بالكلمة أك منفصلة عنها.
5- -ا ئً
آلبًه ٍم
ى
137
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
7- -ىـا
7- -لىوىا
8- -ىعلىٍيوى ا
8- صعً ن
يدا -ى
8- -يجيرنزا
9- ب
-ىع ىج ا ن
138
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
139
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ٍُّلىا
-الد ٍ ً -ىا
28 - 26 ،19 -
-أى ٍغ ىف ٍل اىن
28 -
ً -ذ ٍك ًر اىف
28 -
-ىى ىوا يق
39 ،)2(29 -
ش ءى
-ىا
140
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
141
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
59 ،48 - -ىخلى ٍق اىن يك ٍم ،50 ،45 ،43 ،34 - -فى َّشج ٍر اىف
،80 ،79 ،54
49 - -ىم ٍو ًع ندا ً -خالى ىؽبيىما
،109 ،98 ،)2(82
49 - م ىكيٍػلى ىىا
-اى -ىاؾ ىف
110
142
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
65 - ً -عٍن ىد اىف 55 ،54 - -لً اَّش
لن ًس
65 - -ىك ىعلَّش ٍم اىن يق 54 - -اإلنٍ ىا يف
65 - -لَّش يد اىف 55 - -ىجا ءى يى ٍم
65 - 58 ،55 -
ً -ع ٍل نما ب
الع ىذا ي
-ى
66 - 56 -
-ير ٍش ندا -يي اىج ًد يؿ
71 - 56 -
ب ً البًط ول
-ىرك اى -اى
71 - 56 -
-ىخىرقىوى ا -يى يزنكا
71 - 108 ،57 -
ىخىرقٍػتىوى ا
-أى -ىعٍنوى ا
77 ،71 - 57 -
73 - -أ ٍىىلىوى ا 57 - -يى ىدا يق مرققة
143
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
107 ،79 - ً -ج ىدا نرا 62 - -ىسىر ان
ب
وى اىم
-أىبي ي ً -عبى ًاد اىف
110 ،88 ،82 - 65 -
صاًلً ىاح
-ى ني يق
ءاتىػ ٍىا
82 - 65 -
َّشى اىم
ىشد ي-أي
144
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
110 - ً -م ىدا ندا 87 - -يح ٍس انن
110 - -إًَّشًلىا 88 - ب
-ىع ىذا ان
110 - 88 -
-ىكا ًح هد -ىجىزاءن
110- 90 -
-بًعً ابدةً -أ ٍىم ًر اىف
ىى
91 -
-يدكنًوىا
93 -
ىحطٍ اىن
-أى
93 -
-يدكهنًً ىما
145
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ب
-نػى ٍق ان
98 -
146
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
17 -
ع ٍف ىك ٍه ًف ًه ٍم
-ى
17 -
ٌأما إذا كانت غنٌة اؼبيم ك النوف الساكنتني مرققة ،فهذا -قـ ًيف فىجوةو
18 - ٍى يٍ
يع أ ٌهنا تتبع حالة اغبرؼ اؼبرقق الذم يأيت بعدىا كما مرققة
يف ىذه الكلمات اؼبذكورة. 19 - ً -ـ ٍفيقٍـ فًىر نارا
20 -
-لىبًثٍ ٍـي
ت فىابٍػ ىعثيوا
22 -
كؾٍـ ًيف ًملَّشتً ًه ٍم -ييعً ي
يد ي
22 -
-ىس ًاد يسوي ٍـ ىك ٍلبيػ يه ٍم
27 -
-ثى ًامنيوي ٍـ ىك ٍلبيػ يه ٍم
147
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ع ٍف ًذ ٍك ًرنىا
-ى
)2(29 -
-فى ىم ٍف ىشاءى
29 -
-بًًو ٍـ يسىر ًادقيػ ىها
31 -
ً -ـ ٍف ىٍربتً ًه ٍم
31 -
ً -ـ ٍف ىذ ىى و
ب
31 -
ً -ـ ٍف يسٍن يد وس
33 -
تلً ٍم
-ىٍ ىظٍ
148
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
149
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
76 ،70 - ٍ -ىٍ يًرب
ً
78 -76 - -إ ٍف ىشاءى
150
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
-1قلٌة كركد غنٌة اإلخفاء اغبقيقي بعد حركؼ التفخيم يف سورة الكهف ،ك ذلك أ ٌف حركؼ التفخيم ؿبدكدة بسبعة
أحرؼ ،ك يف الغنٌة حذؼ منها اثناف ذنا :الغني ك اػباء ،ػبلوذنا من الغنٌة ك لكوهنما من حركؼ اإلظهار.
ٌ -2أما كركد غنٌة اإلخفاء اغبقيقي بعد حركؼ الرتقيق،فهي كثرية مقارنة بسابقها ،ك ذلك كوف حركؼ الرتقيق أكثر عددا
من حركؼ التفخيم.
-3كذلك أ ٌف عند إظهار الغنٌة تتقدـ اللهاة إىل اإلماـ فتخلي ؾبرل الصوت ليخرج من اػبيلوـ ،حيث زبرج منها اؼبيم ك
النوف.
151
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
ٌأما ما نستنتجو من خالؿ جدكيل ألف اؼبد ك غنة اإلخفاء اغبقيقي ما يلي:
-1ألف اؼب ٌد زبتلف عن غنٌة اإلخفاء اغبقيقي يف اغبكم ،حيث أ ٌف األكىل تتبع حالة اغبرؼ الذم قبلها ،فإف كاف
مستفال تبعو يف الرتقيق ،ك إف كاف اغبرؼ الذم قبلها مفخم فهي تتبعو يف التفخيم ،سواء كانت متصلة أـ منفصلة .
ٌأما الثانية فهي تتبع حالة اغبرؼ الذم يأيت بعدىا ،فإف كاف مفخم فإ ٌهنا تفخم تبعا لو ،ك إف كاف مرققا فإ ٌهنا ترقق
تبعا لو.
متنوعة ،ك أكثر كركدىا مرققة ،سواء كانت كاردة يف حرؼ مثل:
-2نالحظ كذلك أ ٌف ألف اؼب ٌد ترد يف سورة الكهف ٌ
أك ىذا ،ـ ا ...اخل ،أك يف اسم مثل :العذاب ،اإلن ا ف ،غالـ ا ..اخل ،أك يف الفعل ( سواء كاف فعل ماضي
سفرف ،اؾ نت ...اخل.
يجدؿ ،ا
مضارع) مثل :ا
كذلك األمر مع غنٌة اإلخفاء اغبقيقي ،فهي ال زبتلف عن ألف اؼب ٌد يف التنوع ك الرتقيق ،ك ذلك أ ٌف حركؼ الرتقيق أكثر
عددا من حركؼ التفخيم ،ك إ ٌف التفخيم سنضع ألحكاـ خاصة ،خبالؼ الرتقيق اليت تتفق جلٌى أحكامو مع سورة
الكهف.
اغبكم
مرققة مفخمة
األحرؼ
152
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
400
380
360
340
320
300
280
260
240
220
200
180
160
140
120
100
80
60
40
20
0
153
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
من خالؿ الوثيقة الثانية ك اليت ىي عبارة عن جدكؿ إحصائي للحركؼ اؼبفخمة تارة كاؼبرققة تارة أخرل ،ك اؼبوضحة برسم
بياٍل فإنٌنا خنلص إىل أ ٌف:
-1عدد اغباالت اليت تكوف فيها كل من الراء ك الالـ ك ألف اؼب ٌد ك غنٌة اإلخفاء اغبقيقي مفخمة ،قد بلغ 334حالة،
حيث أ ٌف الراء قد كردت مفخمة يف 193كلمة ،أم ما يعادؿ نسبة %57,78ك ىي أعلى نسبة ٌ ،أما الالم فقد
كردت مفخمة يف 10كلمات فق ،أم يعادؿ ٌ ،%3أما ألف الم ّد فقد احتلت اؼبرتبة الثانية يف الرتتيب ،إذ أ ٌهنا كردت
يف 127كلمة /حالة ،دبا يعادؿ نسبة ، %38.02لتحتل غنّة اإلخفاء اؼبرتبة الرابعة لوركدىا يف 4حاالت فقط ،أم
ما يعادؿ نسبة .%1.2
-2عدد اغباالت اليت تكوف فيها اغبركؼ السابقة مرققة ىو 896 :حالة ،حيث أ ٌف الراء كانت األقل كركدا ،حبيث أ ٌهنا
جاءت يف 29كلمة فق ،أم ما يعادؿ نسبة ٌ ،%3.23أما الالـ فقد كردت يف 398كلمة ،أم ما يعادؿ نسبة
، %44.41ك ىي أعلى نسبة .لتليها يف الرتتيب ألف المد بوركده ا يف 395كلمة ،أم ما يعادؿ نسبة ، %44.10
لتحتل غنٌة اإلخفاء اؼبرتبة الثالثة أل ٌهنا جاءت يف 74كلمة ،ما يعادؿ نسبة .%8.25
-3عدد اغباالت اليت تكوف فيها كل من الراء ،ك الالـ ،ك ألف اؼب ٌد ك غنٌة اإلخفاء مفخمة ،أقل بكثري من عدد اغباالت
اليت تكوف فيها مرققة ،ك ىذا راجع إىل توافق شركط ترقيقها مع سورة الكهف ،على عك شركط تفخيمها إذ جندىا
نادرا ما توافق السورة .
154
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
عدد الكلمات
1400
1300
1200
1100
1100
1000
900
800
700
600
100كلمة المقياس 01 :سم
500
02حكم 02سم
400
300
200
100
مفخمة مرققة اغبكم
155
الفصل الثالث ( :تطبيقي).........................................التفخيم و الترقيق في سورة الكهف
من خالؿ الوثيقة الثالثة ك اليت تتضمن جدكؿ لإلحصاء ك الذم توضيحو يف رسم بياٍل ،معنوف بعدد اغبركؼ اؼبفخمة
ك اؼبرقمة بسورة الكهف فإنٌنا نستنتج ما يلي:
666حرف ،أم ما يعادؿ نسبة ٌ ،%10.36أما عدد -1العدد الكلي للحركؼ اؼبفخمة بسورة الكهف قد بلغ
اغبركؼ اؼبرققة فهو ما يعادؿ نسبة ،%22.23ك ىي نسبة تقريبية فق ؛ أل ٌف ىذه األخرية ما ىي إالٌ نسبة األمثلة
اليت تقدشنها ،فنظرا لكثرة اغبركؼ اؼبرققة بسورة الكهف فإنٌنا نتمكن من اإلحاطة جبميعها ،ك ألجل معرفة العدد
اغبقيقي أك النسبة اغبقيقية للحركؼ اؼبرققة فقد عبأنا إىل العمليات اغبسابية،حيث أننا أخذنا بعني االعتبار العدد الكلي
للحركؼ اؼبوجودة بسورة الكهف ك الذم يبلغ 6425حرفا ،مث قمنا بطرحو من العدد الكلي للحركؼ اؼبفخمة فكانت
نتيجة ذلك ىو 5463حرفا مرققا ،أم ما يعادؿ نسبة %89.64 ،كبالتايل فإ ٌف عدد اغبركؼ اؼبرققة بسورة الكهف
أكثر بكثري من عدد اغبركؼ اؼبفخمة ،ك ىذا راجع إىل أ ٌف اغبركؼ اؼبفخمة قليلة،كأكثر من ىذا فهي مقيدة بأحكاـ
كشركط كثرية،على عك اغبركؼ اؼبرققة ذات اللركط القليلة ،باإلضافة إىل كثرهتا ،إذ أ ٌف حركؼ اإلستفاؿ فق بلغ
عددىا 18حرفا.
156
خات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة
ثجاجة من حيثما جئناه
إ ّن القرآن العظيم ،وإ ّن عظمتو لطافحة زاخرة باىرة ،و إ ّّنا لتشع فيّاضة و ّىاجة َ
،فهو كون حي ثري مفتوح ،مكتنز متزن غاية االتزان ،و ىو خارق يف منظومتو التعبريية اإلفضائية ،و ىندسة بنائو ،أو
عالئق دوالو و مداوالتو .مثّ إنّو فعالية قولية زلكمة ادلنطقية و اإلقناع ،عجيبة التأثريية ،سبارس دبقوذلا الفكري الوجداين
على ادلتلقي سلطة فنية روحية ،يف حداء رفيق لروحو و ضمريه و عقلو ،و ذوقو .و القرآن يف ذلك منهل لإلنسانية كلها،
و عطاء مبسوط بني يديها ،و ال ينقطع .و كذا بعث فيها اخلشوع .و قد خلصنا إىل:
يف -1أ ّن الدرس الصويت لقي العناية الفائقة من العرب القدامى و علماء التجويد و القراءات القرآنية ،فكانت ذلم
ذلك آثارىم ادلتعددة ،و اليت سبثلت يف تناوذلم جلهاز النطق لدى اإلنسان و سلارج الصوات و صفاهتا ،و أعضاء النطق و
وظائفها ،و قد اعتمدت دراساهتم على ادلالحظة الذاتية واحلّس السمعي ،و أ ّن احملدثني من علماء اللغة يعتمدون اليوم
يف دراساهتم يف علم األصوات،على الوسائل التقنية احلديثة ،من أجهزة وسلتربات،وعلى علم تشريح األعضاء ،دلا مل يكن
ميسرا من قبل للعلماء العرب القدامى ،حيث يعرتف احملدثون بأ ّن كثريا من ادلبادئ ،و النظريات اللغوية احلديثة ،يف علم
و يف ىذا اعرتاف بدقة األصوات ،جاءت مطابقة دلا سبق أن ّقرره علماء القراءات ،منذ أكثر من عشرة قرون،
جهود علماء اللغة القدامى و علماء القراءات القرآنية و عمقها.
-2مل يكن ىناك اختالف بني العلماء العرب القدامى و احملدثني ،إالّ يف أمور طفيفة ،كاالختالف يف التسمية مثل:
صفتا الشديد و الرخو عند العلماء العرب القدامى و أصحاب القراءات و علماء التجويدّ ،أما احملدثني فيطلقون على
صفة الشديد االنفجاري ) ،(Plosiveو صفة الرخو ،يطلقون عليو االحتكاكي).(Erecative
-3أسهم علماء التجويد و القراءات القرآنية بقدر ال جيحد يف الدراسات الصوتية ،و كان اذلدف من ىذا العلم تثبيت
أصول التالوة على وفق قراءة الرسول (ص) اليت تال هبا القرآن الكرمي على أصحابو أيام البعثة.
-4يعترب علم القراءات القرآنية األصل ألغلب العلوم اللسانية على اختالف أنواعها ؛أل ّن اختالف وجوه القراءة كان
يثري عند علماء القراءات ادلسائل الصوتية و الصرفية و النحوية و البالغية وغريىا.
-5إ ّن الصوتيات العربية ال تنحصر فقط فيما صلده عند النحاة ،بل وجدت و بشكل عملي تطبيقي عند علماء
القراءات و التجويد.
-6كثرية ىي ادلسائل الصوتية اليت تناوذلا علماء القراءات يف حبوثهم ،إذ تتعدى نطاق اجلهد الفردي و البحث الواحد،
و ربتاج إىل جهود أكرب و حبوث أوسع و أمشل لدراستها و استغالل نتائج الدراسة يف خدمة اللغة العربية.
-7إ ّن ادلسائل الصوتية اليت حبثها علماء القراءات ،و محلتها إلينا ادلصادر ادلختلفة مسائل أصيلة ،مل ينقلوىا عن غريىم
من األمم ،على خالف ما يعقده بعض الباحثني ،و ىي نابعة من تأمالهتم يف آيات القرآن الكرمي و وجوه أدائها ،إذ
حسهم الصويت يف دراستها ،وفق منهج واضح اخلطوات قادىم إىل نتائج معتربه.
وظفوا ّ
159
-8إ ّن اجلهود اليت بذذلا علماء القراءات يف رلال دراسة األصوات ،ووصلوا فيها إىل نتائج ىامة كانت ذلا أىداف
تعليمية ،تتمثل يف تعليم الناس كيفية إتقان تالوة آيات القرآن الكرمي.
-10إ ّن للحروف العربية خصائصها ،و صفاهتا ،و شليزاهتا ،و أ ّن ىذه اخلصائص ،و ادلميزات ،والصفات ،مرتبطة
ارتباطا وثيقا باخلط العريب األمر الذي ضمن ذلا البقاء و االستمرار و الثبات.
و -11اىتم أصحاب القراءات القرآنية و علماء التجويد ،بصفات ذلا أمهية كبرية يف تالوة القرآن الكرمي،
ىي التفخيم و الرتقيق ،حيث زنالت حضا كبريا من دراساهتم الصوتية ،و ىذه الظاىرتني تطرق إليها علماء اللغة العربية
القدامى و احملدثني ،و لكن ليس بصورة كبرية ،إالّ ما قدمو علماء القراءات و علماء التجويد بالتدقيق والتفصيل فيها.
لكل منهما حروف خاصة هبا ،و أ ّن ىذه احلروف خاضعة ألحكام خاصة ،ذبعلها ربتمل حيث أ ّن التفخيم و الرتقيق ّ
و أ ّن ىذا التقسيم ال التفخيم دائما ،أو ربتمل الرتقيق دائما ،أو ربتمل التفخيم تارة و الرتقيق تارة أخرى،
خيتلف عند العلماء احملدثني.
-12إ ّن التفخيم حيمل صفات أخرى تدل عليو مثل :االستعالء و اإلطباق ،كذلك بالنسبة للرتقيق ،ذلا صفات أخرى
تدل عليها مثل :اإلستفال و االنفتاح ،و تنجلي ىذه احلروف عند النطق هبا ،وتالوة عند االستماع إليها.
-13و ذلا أثر كبري يف القرآن الكرمي عامة ،و يف سورة الكهف خاصة ،حيث يغلب عليها الطابع القصصي ،ويطغى
عليها الرتقيق أكثر من التفخيم ،و ذلك أ ّن التفخيم حروفو زلدودة العدد ،و ىي سبعة أحرف ادلطلق عليها حروف
االستعالء ( ط ،ض ،ص،ظ ،ق ،غ،خ) ،إىل جانب أ ّّنا زبضع ألحكام معرتف هبا عند مجيع القراء ّ ،أما الرتقيق فهي
باقي احلروف و عددىا تسعة عشر حرفا ،و ال زبضع ألي أحكام،إالّ يف حروف زلددة وىي (الراء،والالم،وألف
ادل ّد،وأحكام غنّة اإلخفاء احلقيقي).
و و يف األخري ،و بعد الرحلة العلمية الشاقة ،مع كالم اهلل الّذي ال نزعم أنّنا أحطنا بو؛ أل ّن ذلك شلا ال يدرك ،
حسبنا أنّنا ما ضقنا جبد ،و ال خبلنا دبنة ،فمواطن اإلصابة عندنا من توفيق العزيز احلكيم ،فنسأل اهلل أن يرفع ىذا العمل
درجة العلم النافع.
160
ق ائمة المراجع والمصادر
-1القـرآن الكــريــم برواية حفص عن عاصم.
-2الحديث الشريف:
-1إبراىيم أنيس :األصوات اللغوية ،مطبعة األجنلو ادلصرية ،مصر ،ط1981، 6م.
-4أمحد مؤمن :اللسانيات النشأة و التطور،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،ط 2007، 3م.
-5بدر الدين الزركشي :الربىان يف علوم القران ،ج ،2دار ادلعرفة ،لبنان ،دط 1972،م.
-6أبو بكر بن رلاىد :كتاب السبعة يف القراءات،تح د شوقي ضيف،دار ادلعارف ،مصر،دط1972،م.
حسان :
-7متّام ّ
أ -اللغة العربية معناىا و مبناىا ،دار الثقافة ،ادلغرب ،دط 1994،م.
-8جان كانتينيو :دروس يف علم األصوات العربية ،تر صاحل القرمادي ،دط ،دت
أ -سر صناعة اإلعراب ،ج، 1تح مصطفى السقا و أصحابو ،مطبعة البايب احلليب ،القاىرة ،ط1954، 1م.
162
-11حسام البهنساوي :علم األصوات ،مكتبة الثقافة الدينية ،ط 2004، 1م.
-12خالد قاسم بين دومي :دالالت الظاىرة الصوتية يف القران الكرمي ،جدار العادلي ،عمان ،األردن ،دط 2006،م.
-14اخلليل بن أمحد الفراىيدي :العني ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،دط 2003،م.
-15زين كامل اخلويسكي :األصوات اللغوية ،دار ادلعرفة ،االسكندرية ،د ط ،د ت .
-16سامل زلمد زليسن :اإلشارات اجلليلة يف القراءات السبع عن طريق الشاطبية ،مكتبة الكليات األزىرية ،القاىرة ،د ط ،د ت.
-17مسري البدي :أثر القراءات و القرآن يف النحو العريب ،دار الكتب الثقافية ،الكويت ،د ط ،د ت .
- 18مسري الشريف استيتيو :األصوات اللغوية رؤية عضوية و نطقيـة و فيزيائيـة ،دار وائـل ،األردن ،د ط 2003،م.
-19سيبويو :الكتاب ،ج ، 4علّق عليو و وضح حواشيو و فهارسو ،د إميل بديع يعقوب ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،لبنان
حسان الطيان،حيي مري علم،تقدمي و مراجعة ،د شاكر الفحام و أمحد راتب
-20ابن سينا :أسباب حدوث احلروف،تح زلمد ّ
النفاح،مطبوعات رلمع اللغةع ،دمشق،ط1997-1043 ، 1م.
-21الشافعي :منت اجلزرية يف فن التجويد ،باب الصفات ،دار الفرقان ،د ط ،د ت .
-22شوقي ضيف :مقدمة كتاب السبعة يف القراءات البن رلاىد ،دار ادلعارف ،مصر ،دط 1972 ،م .
-23صالح الدين :ادلدخل إىل علم األصوات دراسة مقارنة ،دار االحتاد ،القاىرة ،ط1981، 1م.
-24عبد العال سامل مكرم و أمحد سلتار عمر :معجم القراءات القرآنية ،ج ، 1مطبوعات جامعة الكويت ،الكويت ،ط،1
1982م .
-25عصام نور ال ّدين :علم وظائف األصوات اللغوية الفونولوجيا ،دار الفكر اللبناين ،بريوت ،د ط 1992 ،م .
ب -ادلقنع يف رسم مصاحف األمصار ،تح زلمد الصادق قمحاوي،مكتبة الكليات األزىرية،القاىرة،دط1978،م .
163
-28غاًل قدوري احلمد :الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ،دار عمار ،عمان ،األردن ،د ط 2003 ،م .
-29ابن فارس :معجم مقاييس اللغة،ج ، 3تح عبد السالم زلمد صاورة،دار اجليل،بريوت،دط،دت.
-30عبـد الفتّـاح السيّـد ادلرصفـي :ىدايـة القـارئ إلـى جتويـد كالم الباري ،ج ، 1دار الفجــر اإلسالمية
-32فندريس :اللغة ،تر عبد احلميد الدواخلي و زلمد القصاص ،مكتبة االجنلوا ادلصرية ،القاىرة ،د ط 1950 ،م .
-33قاسم الربيسم :علم الصوت العريب ،دار الكنوز ،بريوت ،ط2005 ،1م.
-34كمال بشر:
ب -علم األصوات ،دار غريب ،القاىرة ،د ط 2000 ،م .
ج -علم اللغة العام األصوات ،دار ادلعارف ،القاىرة ،د ط 1973 ،م .
-35زلمد إسحاق العناين :مدخل إىل الصوتيات ،دار وائل ،ط 2008 ، 1م .
-38زلمد بن شحاده الغول :بغية عباد الرمحان لتحقيق جتويد القرآن ،دار ابن القيم ،ط1416 ، 5ه 1995 -م .
- 39زلمد عبد اهلل دراز :مدخل إىل القرآن الكرمي ،تر عبد العظيم علي ،مراجعة زلمد بدوي ،دار القلم ،الكويت ،د ط،
1980م.
علي اخلويل :مدخل إىل علم اللغة ،دار الفالح ،د ط 2000 ،م .
-40زلمد ّ
علي عبد الكرمي الرديين :فصـول يف علم اللغـة ،دار اذلـدى ،عني مليلــة ،اجلزائــر ،د ط 2007 ،م.
-41زلمد ّ
– 42زلمد مبارك :بني الثقافتني الغربية و اإلسالمية ،دار الفكر ،سوريا ،د ط 1980 ،م .
-43زلمد زلمد داود :العربية و علم اللغة احلديث ،دار غريب ،جامعة قناة السويس ،القاىرة ،ط 2006 ، 1م .
164
-44زلمود أمحد الصغري :القراءات الشاذة وتوجيهها النّحوي،دار الفكر،دمشق،سورية،ط1419،1ه1999،م.
-46مكي بن أيب طالب :الرعاية يف جتويد القراءة و حتقيق لفظ التالوة ،تح أمحد حسن فرحات ،دار عمار ،األردن ،د ط ،
1973م .
-49مريفت يوسف كاظم احملياوي :الدرس الصويت عند أمحد بن زلمد اجلزري،دار صفاء،عمان،ط1431،1ه2010،م.
165
الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهرس
الفهرس
-شكر و تقدير
-مقدمة
-الفصل التمهيدي :علم األصوات و القراءات القرآنية
-1علم األصوات العام 06................................................................
1-2الفونيم 07...................................................................
خاتمــــة159..................................................................................... :