You are on page 1of 40

‫تلخيص كتاب‬

‫االتقان في علوم القران‬


‫مقدم للدكتور‪:‬‬
‫عبد السالم المجيدي‬

‫تلخيص الطالبة‪:‬‬
‫الرا محمد خميس المجدوبة‬
‫معهد الدعوة والدراسات اإلسالمية‬
‫الشعبة المسائية – المستوى الثاني ‪-‬أ‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫تعني عبارة (علوم القرآن) المباحث والدراس ات ال تي كتبت ح ول الق رآن الك ريم‪ ،‬وهي‬
‫تتناول أربعة موض وعات أساس ية‪ ،‬األول‪ :‬مص در الق رآن أو كيفي ة إنزال ه وتلقي الن بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم له‪ ،‬والثاني‪ :‬كتابة القرآن وجمع ه ونس خه في المص احف‪ ،‬والث الث‪:‬‬
‫تالوة القرآن وقراءاته‪ ،‬والرابع‪ :‬تفسير القرآن وكيفية فهم آياته‪ .‬ويتألف كل موض وع من‬
‫ه ذه الموض وعات من ع دد من المب احث ال تي يتك ون من مجموعه ا م ا يع رف بعل وم‬
‫القرآن‪ ،‬ويتصل بعلوم القرآن أيضا المباحث المتعلقة بفض ائل الق رآن‪ ،‬والدراس ات ال تي‬
‫تبحث في وجوه إعجازه‪.‬‬

‫وقد اخترت كتاب االتق ان في عل وم الق ران لإلم ام الس يوطي رحم ه هللا للتلخيص لم ادة‬
‫أصول التفسير لما تضمنه من كل المعاني السابقة فيما يتعلق بعلوم القران وبما یتمیز فی‬
‫تصنيف كتابه من خصائص‪:‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬مقدمته الرائعة التی افتتح بها ه ذا الکت اب‪ :‬وتحدث فيها عن عل وم الق رآن‪،‬‬
‫وما دون فی هذا العلم‪ ،‬والمراج ع التی اعتم د علیه ا‪ ،‬والمص نفات التی کتبت فی‬
‫هذه العلوم‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬ذك ره فی بدایة ک ل ن وع (والم راد ب ه الفصل) من أف راد ذل ك الموض وع‬


‫بالتص نيف‪ ،‬مبت دئا الفق رة األولى بقول ه‪ :‬أف رده بالتص نيف جماع ة‪ ،‬ومنهم فالن‬
‫وفالن‪...‬‬

‫‪ ‬ثالث ا‪ :‬وضوح منهج ه فی تلخيص الكتب األخ ری‪ :‬وق د ذک ر التلخيص فی ع دة‬
‫مواطن‪ ،‬وبین المصنفات التی اعتم د علیها فص له‪ ،‬مث ال ذل ك م ا ورد فی الن وع‬
‫الخامس والثالثين من االتقان فی آداب التالوة‪ ،‬قال‪« :‬أف رده بالتص نيف جماع ة‪،‬‬
‫منهم النووي فی«التبیان»‪.‬‬

‫‪ ‬رابعا‪ :‬إن هذا الكتاب الموسوعي عبارة عن ِسفر ضخم يبحث في العلوم المتعلق ة‬
‫بالقرآن الكريم مثل‪ :‬مواطن النزول وأوقاته ووقائعه‪ ،‬والق راءات وأس انيد رواي ة‬
‫الق رآن الك ريم‪ ،‬واأللف اظ القرآني ة والتجوي د‪ ،‬وأحك ام الق رآن كالع ام والخ اص‪،‬‬
‫والمجمل والمبين‪ ،‬والمطلق والمقيد‪ ،‬والناسخ والمنسوخ‪ ،‬وغ ير ذل ك مم ا يتعل ق‬
‫بالعلوم القرآنية‪ ،‬مع شرح هذه األمور والتمثيل عليها وعد شروطها‪ ،‬وهذا الكتاب‬
‫يعتبر عم دة الب احثين والك اتبين في ه ذا الفن؛ ألن ه ق د جم ع م ا س بقه من الكتب‬
‫المؤلفة في عل وم الق رآن‪ .‬حيث ذك ر في ه المؤل ف ثم انين نو ًع ا من أن واع عل وم‬

‫‪2‬‬
‫القرآن على سبيل اإلدماج واإلجمال‪ ،‬ثم قال بعد سردها نوعًا نوعًا‪« :‬ولو ن وعت‬
‫باعتبار ما أدمجته فيها لزادت على الثالثمائة»‪.‬‬

‫وابدأ بإذن هللا بنب ذة عن المؤل ف رحم ه هللا وخص ائص كتاب ه ومن ثم المنهج المتب ع في‬
‫تأليفه كتاب االتقان في علوم القران‬

‫انتقل بعدها ان شاء هللا الى تبويب محتويات الكتاب ومن ثم نبذة يسيرة عن كل نوع ذكره‬
‫االمام السيوطي واخيرا بعض التوصيات والمقترحات‬

‫واسأل هللا عز وجل القبول والسداد‪.‬‬

‫نبذة عن مؤلف االتقان في علوم القران‬

‫هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي‪ ،‬جالل الدين‬
‫إمام حافظ مؤرخ أديب‪ .‬له نحو ‪ 600‬مصنف‪ ،‬ولد سنة (‪ 849‬هـ) ونشأ في القاهرة يتيما‬
‫(مات والده وعمره خمس سنوات) ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس‪ ،‬وخال بنفسه في‬
‫روضة المقياس‪ ،‬على النيل‪ ،‬منزويا عن أصحابه جميعا‪ ،‬كأنه ال يعرف أحدا منهم‪ ،‬فألف‬
‫أكثر كتبه‪ .‬وكان األغنياء واألمراء يزورونه ويعرضون عليه األموال والهدايا فيردها‪.‬‬
‫وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه‪ ،‬وأرسل إليه هدايا فردها‪ .‬وبقي على ذلك إلى أن‬
‫توفي سنة (‪ 911‬هـ)‪.‬‬

‫خصائص كتاب اإلتقان في علوم القران‬

‫بلغت مصادر اإلتقان (‪ )50‬مصدرا على وجه اإلجمال وشملت أحد عشر علما‪ :‬في‬
‫التفسير وعلوم القرآن والعقيدة‪ ،‬والفقه واألصول والسيرة‪ ،‬والزهد والسلوك‪ ،‬واللغة‬
‫والتراجم العامة والخاصة‪ ،‬والفنون العامة‪ .‬وقد نقل من بعض الكتب التي بخط مؤلفيها‬
‫كجمال القراء للسخاوي‪ ،‬ومختصر المستدرك للذهبي‪.‬‬

‫ومن خصائصه إجادته في بعض أنواع علوم القرآن‪ ،‬كعامه وخاصه‪ ،‬وطبقات‬
‫المفسرين‪ ،‬اهتمامه بالمسائل المهمة‪ ،‬واإلعراض في الغالب عن األمور التي ال يُرى‬
‫طائل تحتها‪ .‬وانتقاده لبعض األقوال التي حكاها في كتابه‪ ،‬بسبب ضعف القول أو ألنه ال‬
‫مستند له‪ ،‬أو لقصور في القول‪ ،‬وتص ّدر كثيرا من المباحث بأهم المصنفات في النوع‬
‫المندرج تحته‪ ،‬ولقد يسّر السيوطي بما جمعه سبل البحث والدراسة‪ ،‬كونه جمع مادة‬
‫علمية يصعب على الكثير االطالع عليها في مظانها‪ .‬ويعد اإلتقان من أمهات الكتب‬
‫المعتمد عليها في الدراسات القرآنية‪ .‬وبهذا فقد استطاع السيوطي في كثير من أنواع‬
‫علوم القرآن تلخيص كالم أهل العلم بعبارة سهلة واضحة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫منهج السيوطي في تأليف اإلتقان في علوم القران‬

‫‪ ‬اتسم منهج السيوطي بظاهرة التلخيص واالختصار في معظم مباحثه‪ ،‬ويؤكد هذه‬
‫الظاهرة حبه الستيعاب األقوال في تأليفه‪ ،‬ولكونه جعل اإلتقان مقدمة لتفسيره‬
‫الكبير (مجمع البحرين) فلم يتأنق في تحبيره كما فعل في غيره من الكتب‪.‬‬
‫‪ ‬ويلحظ على السيوطي كثرة تكرار المباحث المتشابهة في مؤلفاته المتعددة‬
‫‪ ‬ومن منهجه مراعاة التناسب في ارتباط بعض األنواع ببعض‪.‬‬
‫‪ ‬ومن منهجه أنه يسوق كالم بعض المصنفين بأسانيدهم‪ ،‬ويذكر أقوال غير‬
‫الشافعية في المسائل التكليفية التي ينبني عليها عمل‪.‬‬
‫‪ ‬استشهاده ببعض األبيات الشعرية التي فيها شاهد لقوله‪.‬‬
‫‪ ‬عزو األحاديث واآلثار التي ينقلها – غالبا – من مجاميع السنة واألجزاء‬
‫الحديثية‪.‬‬
‫‪ ‬ومن منهجه أنه يوافق الزركشي في ذكر مسألة بعينها لكنه يخالفه في المصدر‬
‫الذي نقل منه فقد ينقل الزركشي مسألة من كتاب الداني‪ ،‬ثم يذكر السيوطي نفس‬
‫المسألة لكنه ينقلها من المصاحف لبن أبي داود‪.‬‬
‫‪ ‬أحيانا ينقل من البرهان دون ذكر اسم الكتاب أو مؤلفه ويكتفي بعبارة‪( :‬قال‬
‫بعضهم) أو (وقال آخرون) وقد ورد ذلك في (‪ )60‬موضعا‪ ،‬وقد صرح باسم‬
‫الزركشي أو بكتابه في (‪ )43‬موضعا‪.‬‬
‫‪ ‬أحيانا ينقل عن الزركشي في موضع بال تصريح ثم ينقل عنه كالما في نفس‬
‫الموضوع بذكر اسمه‪ ،‬فقد نقل عنه في تعريف التفسير بذكر عبارة (قال بعضهم)‬
‫ثم نقل بعد ذلك تعريفا آخر للتفسير ذكره الزركشي في مقدمة البرهان وصرح‬
‫باسمه‪.‬‬

‫مقدمة االمام السيوطي رحمه هللا تعالى بقلمه رحمه هللا‪:‬‬

‫وهذه فهرست أنواعه ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا وحمدت هللا كثيرا‬
‫وقوي العزم على إبراز ما أضمرته وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته‬
‫فوضعت هذا الكتاب العلي الشأن الجلي البرهان الكثير الفوائد واإلتقان ورتبت أنواعه‬
‫ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان وأدمجت بعض األنواع في بعض وفصلت ما حقه أن‬
‫يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد والشوارد ما يشنف اآلذان وسميته‬
‫ب اإلتقان في علوم القرآن وسترى في كل نوع منه إن شاء هللا تعالى ما يصلح أن يكون‬
‫بالتصنيف مفردا وستروى من مناهله العذبة ريا ال ظمأ بعده أبدا وقد جعلته مقدمة‬
‫للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته ب مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع‬
‫لتحرير الرواية وتقرير الدراية ومن هللا استمد التوفيق والهداية والمعونة والرعاية إنه‬
‫قريب مجيب وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت وإليه أنيب ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫محتويات الكتاب‬

‫النوع األول معرفة المكي والمدني‬


‫الثاني معرفة الحضري والسفري‬
‫الثالث النهاري والليلي‬
‫الرابع الصيفي والشتائي‬
‫الخامس الفراشي والنومى‬
‫السادس األرضي والسمائي‬
‫السابع أول ما نزل‬
‫الثامن آخر ما نزل‬
‫التاسع أسباب النزول‬
‫العاشر ما نزل على لسان بعض الصحابة‬
‫الحادي عشر ما تكرر نزوله‬
‫الثاني عشر ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه‬

‫الثالث عشر معرفة ما نزل مفرقا وما نزل جمعا‬


‫الرابع عشر ما نزل مشيعا وما نزل مفردا‬
‫الخامس عشر ما أنزل منه على بعض األنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي‬
‫السادس عشر في كيفية إنزاله‬
‫السابع عشر في معرفة أسمائه وأسماء سوره‬
‫الثامن عشر في جمعه وترتيبه‪X‬‬
‫التاسع عشر في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه‬
‫العشرون في حفاظه ورواته‬
‫الحادي والعشرون في العالي والنازل‬
‫الثاني والعشرون معرفة المتواتر‬
‫الثالث والعشرون في المشهور‬
‫الرابع والعشرون في اآلحاد‬
‫الخامس والعشرون في الشاذ‬
‫السادس والعشرون الموضوع‬
‫السابع والعشرون المدرج‬
‫الثامن والعشرون في معرفة الوقف واالبتداء‬
‫التاسع والعشرون في بيان الموصول لفظا المفصول معنى‬
‫الثالثون في اإلمالة والفتح وما بينهما‬

‫‪5‬‬
‫الحادي والثالثون في اإلدغام واإلظهار واإلخفاء واإلقالب‬
‫الثاني والثالثون في المد والقصر‬
‫الثالث والثالثون في تخفيف الهمزة‬
‫الرابع والثالثون في كيفية تحمله‬
‫الخامس والثالثون في آداب تالوته‬
‫السادس والثالثون في معرفة غريبه‪X‬‬
‫السابع والثالثون فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز‬
‫الثامن والثالثون فيما وقع فيه بغير لغة العرب‬

‫التاسع والثالثون في معرفة الوجوه والنظائر‬


‫األربعون في معرفة معاني األدوات التي يحتاج إليها المفسر‬
‫الحادي واألربعون في معرفة إعرابه‬
‫الثاني واألربعون في قواعد مهمة‪ X‬يحتاج المفسر إلى معرفتها‬
‫الثالث واألربعون في المحكم والمتشابه‪X‬‬
‫الرابع واألربعون في مقدمه ومؤخره‬
‫الخامس واألربعون في خاصه وعامه‬
‫السادس واألربعون في مجمله ومبينه‬
‫السابع واألربعون في ناسخه ومنسوخه‬
‫الثامن واألربعون في مشكله وموهم االختالف والتناقض‬
‫التاسع واألربعون في مطلقه ومقيده‬
‫الخمسون في منطوقه ومفهومه‪X‬‬
‫الحادي والخمسون في وجوه مخاطباته‬
‫الثاني والخمسون في حقيقته ومجازه‬
‫الثالث والخمسون في تشبيهه واستعارته‬
‫الرابع والخمسون في كناياته وتعريضه‬
‫الخامس والخمسون في الحصر واالختصاص‬
‫السادس والخمسون في اإليجاز واإلطناب‬
‫السابع والخمسون في الخبر واإلنشاء‬
‫الثامن والخمسون في بدائع القرآن‬
‫التاسع والخمسون في فواصل اآلي‬
‫الستون في فواتح السور‬
‫الحادي والستون في خواتم السور‬
‫الثاني والستون في مناسبة اآليات والسور‬
‫الثالث والستون في اآليات المشتبهات‬

‫‪6‬‬
‫الرابع والستون في إعجاز القرآن‬
‫الخامس والستون في العلوم المستنبطة‪ X‬من القرآن‬

‫السادس والستون في أمثاله‬


‫السابع والستون في أقسامه‬
‫الثامن والستون في جدله‬
‫التاسع والستون في األسماء والكنى واأللقاب‬
‫السبعون في مبهماته‪X‬‬
‫الحادي والسبعون في أسماء من نزل فيهم القرآن‬
‫الثاني والسبعون في فضائل القرآن‬
‫الثالث والسبعون في أفضل القرآن وفاضله‬
‫الرابع والسبعون في مفردات القرآن‬
‫الخامس والسبعون في خواصه‬
‫السادس والسبعون في رسوم الخط وآداب كتابته‬
‫السابع والسبعون في معرفة تأويله وتفسيره وبيان شرفه والحاجة إليه‬
‫الثامن والسبعون في شروط المفسر وآدابه‬
‫التاسع والسبعون في غرائب التفسير‬
‫الثمانون في طبقات المفسرين‬

‫‪7‬‬
‫النوع األول‬
‫في معرفة المكي والمدني ‪:‬‬

‫قال أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري في كتاب التنبيه على فضل علوم‬
‫القرآن من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة والمدينة وما‬
‫نزل بمكة وحكمه مدني وما نزل بالمدينة وحكمه مكي وما نزل بمكة في أهل المدينة وما‬
‫نزل بالمدينة في أهل مكة وما يشبه نزول المكي في المدني وما يشبه نزول المدني في‬
‫المكي وما نزل بالجحفة وما نزل ببيت المقدس وما نزل بالطائف وما نزل بالحديبية وما‬
‫نزل ليال وما نزل نهارا وما نزل مشيعا وما نزل مفردا واآليات المدنيات في السور‬
‫المكية واآليات المكيات في السور المدنية وما حمل من مكة إلى المدينة وما حمل من‬
‫المدينة إلى مكة وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة وما نزل مجمال وما نزل مفسرا‬
‫وما اختلفوا فيه فقال بعضهم مدني وبعضهم مكي فهذه خمسة وعشرون وجها من لم‬
‫يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب هللا تعالى ‪.‬‬

‫ضوابط في المكي والمدني ‪:‬‬


‫أخرج الحاكم في مستدركه والبيهقي في الدالئل والبزار في مسنده من طريق األعمش‬
‫عن إبراهيم عن علقمة عن عبد هللا قال ما كان يا أيها الذين آمنوا أنزل بالمدينة وما كان‬
‫يا أيها الناس فبمكة وأخرجه أبو عبيد في الفضائل عن علقمة مرسال‪.‬‬
‫وقال الجعبري لمعرفة المكي والمدني طريقان سماعي وقياسي فالسماعي ما وصل إلينا‬
‫نزوله بأحدهما‬
‫والقياسي كل سورة فيها يا أيها الناس فقط أو كال أو أولها حرف تهج سوى الزهراوين‬
‫والرعد أو فيها قصة آدم وإبليس سوى البقرة فهي مكية وكل سورة فيها قصص األنبياء‬
‫واألمم الخالية مكية وكل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية‬

‫النوع الثاني‬
‫في معرفة الحضري والسفري ‪:‬‬
‫أمثلة الحضري كثيرة وأما السفري فله أمثلة تتبعتها منها واتخذوا من مقام إبراهيم‬
‫مصلى نزلت بمكة عام حجة الوداع فأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال لما‬
‫طاف النبي قال له عمر هذا مقام أبينا إبراهيم قال قال نعم قال أفال نتخذه مصلى فنزلت‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه مر بمقام‬
‫إبراهيم فقال يا رسول هللا أليس نقوم مقام خليل ربنا قال بلى قال أفال نتخذه مصلى فلم‬
‫يلبث إال يسيرا حتى نزلت‬

‫‪8‬‬
‫النوع الثالث‬
‫معرفة النهاري والليلي‬
‫قال االمام السيوطي‪ :‬أمثلة النهاري كثيرة قال ابن حبيب نزل أكثر القرآن نهارا وأما‬
‫الليل فتتبعت له أمثلة‬
‫منها آية تحويل القبلة ففي الصحيحين من حديث ابن عمر بينما الناس بقباء في صالة‬
‫الصبح إذا أتاهم آت فقال إن النبي قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة‬

‫النوع الرابع‬
‫الصيفي والشتائي‬
‫قال الواحدي أنزل هللا في الكاللة آيتين إحداهما في الشتاء وهي التي في أول النساء‬
‫واألخرى في الصيف وهي التي في آخرها‬
‫وفي صحيح مسلم عن عمر ما راجعت رسول هللا في شيء ما راجعته في الكاللة وما‬
‫أغلظ في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري وقال يا عمر أال تكفيك آية‬
‫الصيف التي في آخر سورة النساء‬
‫النوع الخامس‬
‫الفراشي والنومى‬
‫من أمثلة الفراشي قوله وهللا يعصمك من الناس كما تقدم وآية الثالثة الذين خلفوا ففي‬
‫الصحيح أنها نزلت وقد بقي من الليل ثلثه وهو عند أم سلمة‬
‫وأما النومى فمن أمثلته سورة الكوثر لما روى مسلم عن أنس قال بينا رسول هللا بين‬
‫أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول هللا فقال أنزل‬
‫على آنفا سورة فقرأ بسم هللا الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن‬
‫شانئك هو األبتر‬

‫النوع السادس‬
‫األرضي والسمائي‬
‫تقدم قول ابن العربي إن من القرآن سمائيا وأرضيا وما نزل بين السماء واألرض وما‬
‫نزل تحت األرض في الغار قال وأخبرنا أبو بكر الفهري قال أنبأنا التميمي أنبأنا هبة هللا‬
‫المفسر قال نزل القرآن بين مكة والمدينة إال ست آيات نزلت ال في األرض وال في‬
‫السماء ثالث في سورة الصافات وما منا إال له مقام معلوم اآليات الثالث وواحدة في‬
‫الزخرف واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا اآلية واآليتان من آخر سورة البقرة نزلت ليلة‬
‫المعراج‬

‫‪9‬‬
‫النوع السابع‬
‫معرفة أول ما نزل‬
‫اختلف في أول ما نزل من القرآن على أقوال‬
‫أحدها وهو الصحيح اقرأ باسم ربك‬
‫روى الشيخان وغيرهما عن عائشة قالت أول ما بدئ به رسول هللا من الوحي الرؤيا‬
‫الصادقة في النوم فكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخالء فكان‬
‫يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة رضي هللا‬
‫عنها فتزوده لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ قال‬
‫رسول هللا فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ‬
‫فقلت ما أنا بقارئ فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا‬
‫بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى‬
‫بلغ ما لم يعلم فرجع بها رسول هللا ترجف بوادره ‪ . . .‬الحديث‬
‫وأخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدالئل وصححاه عن عائشة قالت أول سورة‬
‫نزلت من القرآن اقرأ باسم ربك‬

‫النوع الثامن‬
‫معرفة آخر ما نزل‬
‫فيه اختالف‬
‫فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال آخر آية نزلت يستفتونك قل هللا يفتيكم في‬
‫الكاللة وآخر سورة نزلت براءة‬
‫وأخرج البخاري عن ابن عباس قال آخر آية نزلت آية الربا‬
‫وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا‬
‫ما بقي من الربا وعند أحمد وابن ماجه عن عمر من آخر ما نزل آية الربا‬
‫وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا عمر فقال إن من آخر القرآن نزوال‬
‫آية الربا‬
‫وأخرج النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال آخر شيء نزل من القرآن واتقوا‬
‫يوما ترجعون فيه اآلية‬
‫وأخرج ابن مردويه نحوه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بلفظ آخر آية نزلت‬
‫وأخرجه ابن جرير من طريق العوفي والضحاك عن ابن عباس‬
‫وقال الفريابي في تفسيره حدثنا سفيان عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس قال‬
‫آخر آية نزلت واتقوا يوما ترجعون فيه إلى هللا اآلية وكان بين نزولها وبين موت النبي‬
‫أحد وثمانون يوما‬

‫‪10‬‬
‫النوع التاسع‬
‫معرفة سبب النزول‬
‫أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري ومن أشهرها كتاب‬
‫الواحدي‬

‫قال الجعبري نزول القرآن على قسمين قسم نزل ابتداء وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال‬
‫قال الواحدي ال يمكن تفسير اآلية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها‬

‫النوع العاشر‬
‫فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة‬
‫هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول واألصل فيه موافقات عمر وقد أفردها بالتصنيف‬
‫جماعة‬
‫وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول هللا قال إن هللا جعل الحق على لسان عمر‬
‫وقلبه قال ابن عمر وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال إال نزل القرآن على نحو ما قال‬
‫عمر‬
‫وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن‬

‫النوع الحادي عشر‬


‫ما تكرر نزوله‬
‫صرح جماعة من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله قال ابن الحصار‬
‫قد يتكرر نزول اآلية تذكيرا وموعظة وذكر من ذلك خواتيم سورة النحل وأول سورة‬
‫الروم‬
‫وذكر ابن كثير منه آية الروح وذكر قوم منه الفاتحة وذكر بعضهم منه قوله ما كان‬
‫للنبي والذين آمنوا اآلية‬
‫وقال الزركشي في البرهان قد ينزل الشيء مرتين تعظيما لشأنه وتذكيرا عند حدوث‬
‫سببه خوف نسيانه ثم ذكر منه آية الروح وقوله وأقم الصالة طرفي النهار‬

‫النوع الثاني عشر‬


‫ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه‬
‫قال الزركشي في البرهان قد يكون النزول سابقا على الحكم كقوله قد أفلح من تزكى‬
‫وذكر اسم ربه فصلى فقد روى البيهقي وغيره عن ابن عمر أنها نزلت في زكاة الفطر‬
‫وأخرج البزار نحوه مرفوعا‬
‫وقال بعضهم ال أدري ما وجه هذا التأويل ألن السورة مكية ولم يكن بمكة عيد وال زكاة‬
‫وال صوم وأجاب البغوي بأنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال ال أقسم‬
‫بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد فالسورة مكية وقد ظهر أثر الحل يوم فتح مكة حتى قال‬
‫أحلت لي ساعة من نهار وكذلك نزل بمكة سيهزم الجمع ويولون الدبر قال عمر بن‬
‫‪11‬‬
‫الخطاب فقلت أي جمع فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول هللا في‬
‫آثارهم مصلتا بالسيف ويقول سيهزم الجمع ويولون الدبر فكانت ليوم بدر أخرجه‬
‫الطبراني في األوسط‬
‫وكذلك قوله جند ما هنالك مهزوم من األحزاب قال قتادة وعده هللا وهو يومئذ بمكة أنه‬
‫سيهزم جندا من المشركين فجاء تأويلها يوم بدر أخرجه ابن أبي حاتم‬
‫ومثله أيضا قوله تعالى قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله قل جاء الحق قال السيف واآلية مكية‬
‫متقدمة على فرض القتال ويؤيد تفسير ابن مسعود ما أخرجه‬

‫النوع الثالث عشر‬


‫ما نزل مفرقا وما نزل جمعا‬
‫األول غالب القرآن ومن أمثلته في السور القصار اقرأ أول ما نزل منها إلى قوله ما لم‬
‫يعلم والضحى أول ما نزل منها إلى قوله فترضى كما في حديث الطبراني‬
‫ومن أمثلة الثاني سورة الفاتحة واإلخالص والكوثر وتبت ولم يكن والنصر والمعوذتان‬
‫نزلتا معا‬
‫النوع الرابع عشر‬
‫ما نزل مشيعا وما نزل مفردا‬
‫قال ابن حبيب وتبعه ابن النقيب من القرآن ما نزل مشيعا وهو سورة األنعام شيعها‬
‫سبعون ألف ملك وفاتحة الكتاب نزلت ومعها ثمانون ألف ملك وآية الكرسي نزلت‬
‫ومعها ثالثون ألف ملك وسورة يس نزلت ومعها ثالثون ألف ملك واسأل من أرسلنا من‬
‫قبلك من رسلنا نزلت ومعها عشرون ألف ملك وسائر القرآن نزل به جبريل مفردا بال‬
‫تشييع‬

‫النوع الخامس عشر‬


‫ما أنزل منه على بعض األنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي‬
‫من الثاني الفاتحة وآية الكرسي وخاتمة البقرة كما تقدم في األحاديث قريبا‬
‫وروى مسلم عن ابن عباس أتى النبي ملك فقال أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي‬
‫قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة‬
‫وروى البيهقي عن ابن عباس قال أغفل الناس آية من كتاب هللا لم تنزل على أحد قبل‬
‫النبي إال أن يكون سليمان بن داود بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫النوع السادس عشر‬


‫في كيفية إنزاله‬
‫قال تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وقال إنا أنزلناه في ليلة القدر‬
‫اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثالثة أقوال‬

‫‪12‬‬
‫أحدها وهو األصح األشهر أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد‬
‫ذلك منجما في عشرين سنة أو ثالث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخالف‬
‫في مدة إقامته بمكة بعد البعثة‬
‫وأخرج الحاكم والبيهقي وغيرهما من طريق منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‬
‫قال أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم وكان هللا‬
‫ينزله على رسول هللا بعضه في أثر بعض‬

‫النوع السابع عشر‬


‫في معرفة أسمائه وأسماء سوره‬
‫قال الجاحظ سمى هللا كتابه اسما مخالفا لما سمى العرب كالمهم على الجملة والتفصيل‬
‫سمى جملته قرآنا‬

‫وحكمة حكمة بالغة‬


‫وحكيما تلك آيات الكتاب الحكيم‬
‫ومهيمنا مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه‬
‫وحبال واعتصموا بحبل هللا‬
‫وصراطا مستقيما وأن هذا صراطي مستقيما‬
‫وقيما قيما لينذر بأسا شديدا‬
‫وقوال وفصال إنه لقول فصل‬
‫ونبأ عظيما عم يتساءلون عن النبأ العظيم‬

‫وعجبا قرآنا عجبا‬


‫وبشرى هدى وبشرى‬
‫ومجيدا بل هو قرآن مجيد‬
‫وزبورا ولقد كتبنا في الزبور‬
‫وبشيرا ونذيرا كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا‬
‫وعزيزا وإنه لكتاب عزيز‬
‫وبالغا هذا بالغ للناس‬
‫وقصصا أحسن القصص‬
‫وسماه أربعة أسماء في آية واحدة في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة انتهى‬

‫وأما القرآن فاختلف فيه فقال جماعة هو اسم علم غير مشتق خاص بكالم هللا فهو غير‬
‫مهموز وبه قرأ ابن كثير وهو مروي عن الشافعي أخرج البيهقي والخطيب وغيرهما‬
‫عنه أنه كان يهمز قرأت وال يهمز القرآن ويقول القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من‬
‫قرأت ولكنه اسم لكتاب هللا مثل التوراة واإلنجيل‬

‫‪13‬‬
‫وقال قوم منهم األشعري هو مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدهما إلى‬
‫اآلخر وسمي به لقران السور واآليات والحروف فيه‬

‫النوع الثامن عشر‬


‫في جمعه وترتيبه‪X‬‬
‫قال الديرعاقولي في فوائده حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري‬
‫عن عبيد عن زيد بن ثابت قال قبض النبي ولم يكن القرآن جمع في شيء‪.‬‬
‫قال الخطابي إنما لم يجمع القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض‬
‫أحكامه أو تالوته فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم هللا الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده‬
‫الصادق بضمان حفظه على هذه األمة فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر‬
‫وقد كان القرآن كتب كله في عهد رسول هللا لكن غير مجموع في موضع واحد وال‬
‫مرتب السور‬

‫النوع التاسع عشر‬


‫في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه‬
‫أما سوره فمائة وأربع عشرة سورة بإجماع من يعتد به وقيل وثالث عشرة بجعل‬
‫األنفال وبراءة سورة واحدة‬
‫وأخرج عن أبي رجاء قال سألت الحسن عن األنفال وبراءة سورتان أم سورة قال‬
‫سورتان‬
‫ونقل مثل قول أبي روق عن مجاهد وأخرجه ابن أبي حاتم عن سفيان‬
‫وأخرج ابن أشته عن ابن لهيعة قال يقولون إن براءة من يسألونك وإنما لم تكتب براءة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم ألنها من يسألونك وشبهتهم اشتباه الطرفين وعدم البسملة ويرده‬
‫تسمية النبي كال منهما‬
‫ونقل صاحب اإلقناع أن البسملة ثابتة لبراءة في مصحف ابن مسعود قال وال يؤخذ بهذا‬
‫قال القشيري الصحيح أن التسمية لم تكن فيها ألن جبريل عليه السالم لم ينزل بها فيها‬
‫وفي المستدرك عن ابن عباس قال سألت علي بن أبي طالب لم لم تكتب في براءة بسم‬
‫هللا الرحمن الرحيم قال ألنها أمان وبراءة نزلت بالسيف‬
‫وعن مالك أن أولها لما سقط سقط معه البسملة فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها‬

‫النوع العشرون‬
‫في معرفة حفاظه ورواته‬
‫روى البخاري عن عبد هللا بن عمرو بن العاص قال سمعت النبي يقول خذوا القرآن من‬
‫أربعة من عبد هللا بن مسعود وسالم ومعاذ وأبي بن كعب أي تعلموا منهم واألربعة‬
‫المذكورون اثنان من المهاجرين وهما المبتدأ بهما واثنان من األنصار وسالم هو ابن‬
‫معقل مولى أبي حذيفة ومعاذ هو ابن جبل‬

‫‪14‬‬
‫النوع الحادي والعشرون‬
‫في معرفة العالي والنازل من أسانيده‬
‫أعلم أن طلب علو اإلسناد سنة فإنه قرب إلى هللا تعالى‬
‫والقرب من رسول هللا من حيث العدد بإسناد نظيف غير ضعيف وهو أفضل أنواع العلو‬
‫وأجلها‬

‫النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون‬


‫معرفة المتواتر والمشهور واآلحاد والشاذ والموضوع والمدرج‬

‫القاضي جالل الدين البلقيني قال القراءة تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ فالمتواتر‬
‫القراءات السبعة المشهورة واآلحاد قراءات الثالثة التي هي تمام العشر ويلحق بها قراءة‬
‫الصحابة والشاذ قراءات التابعين كاألعمش ويحيى بن وثاب وابن جبير ونحوهم‬
‫وهذا الكالم فيه نظر يعرف مما سنذكره وأحسن من تكلم في هذا النوع إمام القراء في‬
‫زمانه شيخ شيوخنا أبو الخير بن الجزري قال في أول كتابه النشر كل قراءة وافقت‬
‫العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتماال وصح سندها فهي‬
‫القراءة الصحيحة التي ال يجوز ردها وال يحل إنكارها بل هي من األحرف السبعة التي‬
‫نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن األئمة السبعة أم عن العشرة أم‬
‫عن غيرهم من األئمة المقبولين ومتى اختل ركن من هذه األركان الثالثة أطلق عليها‬
‫ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم‬

‫النوع الثامن والعشرون‬


‫في معرفة الوقف واالبتداء‬
‫هو فن جليل به يعرف كيف أداء القراءة‬
‫واألصل فيه ما أخرج النحاس قال حدثنا محمد بن جعفر األنباري حدثنا هالل بن العالء‬
‫بن أبي وعبد هللا بن جعفر قاال حدثنا عبد هللا بن عمر الزرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن‬
‫القاسم بن عوف البكري قال سمعت عبد هللا ابن عمر يقول لقد عشنا برهة من دهرنا وإن‬
‫أحدنا ليؤتى اإليمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد فنتعلم حاللها وحرامها وما‬
‫ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ولقد رأينا اليوم رجاال يؤتى‬
‫أحدهم القرآن قبل اإليمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره وال زاجره‬
‫وال ما ينبغي أن يوقف عنده منه قال النحاس فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتعلمون‬
‫األوقاف كما يتعلمون القرآن‬

‫فصل في كيفية الوقف على أواخر الكلم‬


‫للوقف في كالم العرب أوجه متعددة والمستعمل منها عند أئمة‬
‫‪15‬‬
‫القراءة تسعة السكون والروم واإلشمام واإلبدال والنقل واإلدغام والحذف واإلثبات‬
‫واإللحاق‬
‫فأما السكون فهو األصل في الوقف على الكلمة المحركة وصال ألن معنى الوقف الترك‬
‫والقطع وألنه ضد االبتداء فكما ال يبتدأ بساكن ال يوقف على متحرك وهو اختيار كثير‬
‫من القراء‬
‫وأما الروم فهو عند القراء عبارة عن النطق ببعض الحركة وقال بعضهم تضعيف‬
‫الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها قال ابن الجزري وكال القولين واحد ويختص‬
‫بالمرفوع والمجزوم والمضموم والمكسور بخالف المفتوح ألن الفتحة خفيفة إذا خرج‬
‫بعضها خرج سائرها فال تقبل التبعيض‬
‫وأما اإلشمام فهو عبارة عن اإلشارة إلى الحركة من غير تصويت وقيل أن تجعل‬
‫شفتيك على صورتها وكالهما واحد ويختص بالضمة سواء كانت حركة إعراب أم بناء‬
‫إذا كانت الزمة أما العارضة وميم الجمع عند من ضم وهاء التأنيث فال روم في ذلك وال‬
‫إشمام وقيد ابن الجزري هاء التأنيث بما يوقف عليها بالهاء بخالف ما يوقف عليها بالتاء‬
‫للرسم ثم إن الوقف بالروم واإلشمام ورد عن أبي عمرو والكوفيين نصا ولم يأت عن‬
‫الباقين فيه شيء واستحبه أهل األداء في قراءتهم أيضا وفائدته بيان الحركة التي تثبت‬
‫في الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو الناظر كيف تلك الحركة الموقوف‬
‫عليها‬
‫وأما اإلبدال ففي االسم المنصوب المنون يوقف عليه باأللف بدال من التنوين ومثله إذن‬
‫وفي االسم المفرد المؤنث بالتاء يوقف عليها بالهاء بدال منها وفيما آخره همزة متطرفة‬
‫بعد حركة أو ألف فإنه يوقف عليه عند حمزة بإبدالها حرف مد من جنس ما قبلها ثم إن‬
‫كان ألفا جاز حذفها نحو أقرأ ونبئ ويبدأ و إن امرؤ و من شاطئ و يشاء و من السماء و‬
‫من ماء‬
‫وأما النقل ففيما آخره همزة بعد ساكن فإنه يوقف عليه عند حمزة بنقل حركتها إليه‬
‫فتحرك بهاء ثم تحذف هي سواء أكان الساكن صحيحا نحو دفء ملء ينظر المرء لكل‬
‫باب منهم جزء بين المرء وقلبه بين المرء وزوجه يخرج الخبء وال ثامن لها أم ياء أو‬
‫واوا أصليتين سواء كانتا حرف مد نحو المسيء وجيء ويضيء أن تبوء لتنوء وما‬
‫عملت من سوء أم لين نحو شيء قوم سوء مثل السوء وأما اإلدغام ففيما آخره همز بعد‬
‫ياء أو واو زائدتين فإنه يوقف عليه عند حمزة أيضا باإلدغام بعد إبدال الهمز من جنس‬
‫ما قبله نحو النسيء و بريء و قروء‬
‫وأما الحذف ففي الياءات الزوائد عند من يثبتها وصال ويحذفها وقفا وياءات الزوائد‬
‫وهي التي لم ترسم مائة وإحدى وعشرون منها خمس وثالثون في حشو اآلي والباقي في‬
‫رؤوس اآلي فنافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو جعفر يثبتونها في الوصل دون‬
‫الوقف وابن كثير ويعقوب يثبتان في الحالين وابن عامر وعاصم وخلف يحذفون في‬
‫الحالين وربما خرج بعضهم عن أصله في بعضها‬
‫وأما اإلثبات ففي الياءات المحذوفات وصال عند من يثبتها وقفا نحو هاد و وال و واق و‬
‫‪16‬‬
‫باق‬
‫وأما اإللحاق فما يلحق آخر الكلم من هاءات السكت عند من يلحقها في عم و فيم و بم و‬
‫لم و مم والنون المشددة من جمع اإلناث نحو هن و مثلهن والنون المفتوحة نحو العالمين‬
‫و الذين و المفلحون والمشدد المبني نحو أال تعلو علي و خلقت بيدي و مصرخي و لدي‬

‫النوع التاسع والعشرون‬


‫في بيان الموصول لفظا المفصول معنى‬
‫وهو نوع مهم جدير أن يفرد بالتصنيف وهو أصل كبير في الوقف ولهذا جعلته عقبه وبه‬
‫يحصل حل إشكاالت وكشف معضالت كثيرة من ذلك قوله تعالى هو الذي خلقكم من‬
‫نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها إلى قوله جعال له شركاء فيما آتاهما فتعالى‬
‫هللا عما يشركون فإن اآلية في قصة آدم وحواء كما يفهمه السياق وصرح به في حديث‬
‫أخرجه أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه من طريق الحسن عن سمرة مرفوعا‬
‫وأخرجه ابن أبي حاتم وغيره بسند صحيح عن ابن عباس لكن آخر اآلية مشكل حيث‬
‫نسب اإلشراك إلى آدم وحواء وآدم نبي مكلم واألنبياء معصومون من الشرك قبل النبوة‬
‫وبعدها إجماعا وقد جر ذلك بعضهم إلى حمل اآلية على غير آدم وحواء وأنها في رجل‬
‫وزوجته كانا من أهل الملك وتعدى إلى تعليل الحديث والحكم بنكارته وما زلت في وقفة‬
‫من ذلك حتى رأيت ابن أبي حاتم قال أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا أحمد بن‬
‫مفضل حدثنا أسباط عن السدي في قوله فتعالى هللا عما يشركون قال هذه فصل من آية‬
‫آدم خاصة في آلهة العرب‬

‫النوع الثالثون‬
‫في اإلمالة والفتح وما بينهما‬
‫أفرده بالتصنيف جماعة من القراء منهم ابن القاصح عمل كتابه قرة العين في الفتح‬
‫واإلمالة وبين اللفظين‬
‫قال الداني الفتح واإلمالة لغتان مشهورتان فاشيتان على ألسنة الفصحاء من العرب‬
‫الذين نزل القرآن بلغتهم فالفتح لغة أهل الحجاز واإلمالة لغة عامة أهل نجد من تميم‬
‫وأسد وقيس قال واألصل فيها حديث حذيفة مرفوعا إقرؤوا القرآن بلحون العرب‬
‫وأصواتها وإياكم وأصوات أهل الفسق وأهل الكتابين‬

‫النوع الحادي والثالثون‬


‫في اإلدغام واإلظهار واإلخفاء واإلقالب‬
‫أفرد ذلك بالتصنيف جماعة من القراء‬
‫اإلدغام هو اللفظ بحرفين حرفا كالثاني مشددا وينقسم إلى كبير وصغير‬
‫اإلدغام الكبير‬
‫فالكبير ما كان أول الحرفين فيه متحركا سواء كانا مثلين أم جنسين أم متقاربين وسمي‬

‫‪17‬‬
‫كبيرا لكثرة وقوعه إذ الحركة أكثر من السكون وقيل لتأثيره في إسكان المتحرك قبل‬
‫إدغامه وقيل لما فيه من الصعوبة وقيل لشموله نوعي المثلين والجنسين والمتقاربين‬
‫والمشهور بنسبته إليه من اإلئمة العشرة هو أبو عمرو بن العالء وورد عن جماعة‬
‫خارج العشرة كالحسن البصري واألعمش وابن محيصن وغيرهم‬

‫النوع الثاني والثالثون‬


‫في المد والقصر‬
‫أفرده جماعة من القراء بالتصنيف واألصل في المد ما أخرجه سعيد ابن منصور في‬
‫سننه حدثنا شهاب بن خراش حدثني مسعود بن يزيد الكندي قال كان ابن مسعود يقرئ‬
‫رجال فقرأ الرجل إنما الصدقات للفقراء والمساكين مرسلة فقال ابن مسعود ما هكذا‬
‫أقرأنيها رسول هللا فقال كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن فقال أقرأنيها إنما الصدقات‬
‫للفقراء والمساكين فمد وهذا حديث حسن جليل حجة ونص في الباب رجال إسناده ثقات‬
‫أخرجه الطبراني في الكبير‬
‫المد عبارة عن زيادة مط في حرف المد على المد الطبيعي وهو الذي ال تقوم ذات‬
‫حرف المد دونه‬
‫والقصر ترك تلك الزيادة وإبقاء المد الطبيعي على حاله‬
‫وحرف المد األلف مطلقا والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما‬
‫قبلها‬
‫وسببه لفظي ومعنوي فاللفظي إما همز أو سكون فالهمز يكون بعد حرف المد وقبله‬
‫والثاني نحو آدم ورأى وإيمان وخاطئين وأوتوا والموؤودة‬

‫النوع الثالث والثالثون‬

‫في تخفيف الهمز‬

‫اعلم أن الهمز لما كان أثقل الحروف نطقا وأبعدها مخرجا تنوع العرب في تخفيفه بأنواع‬
‫التخفيف وكانت قريش وأهل الحجاز أكثرهم له تخفيفا ولذلك أكثر ما يرد تخفيفه من‬
‫طرقهم كابن كثير من رواية ابن فليح وكنافع من رواية ورش وكأبي عمرو فإن مادة‬
‫قراءته عن أهل الحجاز‬

‫وقد أخرج ابن عدي من طريق موسى بن عبيدة عن نافع عن ابن عمر قال ما همز‬
‫رسول هللا وال أبو بكر وال عمر وال الخلفاء وإنما الهمز بدعة ابتدعوها من بعدهم‬

‫‪ -‬وأحكام الهمز كثيرة ال يحصيها أقل من مجلد والذي نورده هنا أن تحقيقه أربعة أنواع‬

‫‪18‬‬
‫أحدها النقل لحركته إلى الساكن قبله فيسقط نحو قد أفلح بفتح الدال وبه قرأ نافع من‬
‫طريق ورش وذلك حيث كان الساكن صحيحا آخرا والهمزة أوال واستثنى أصحاب‬
‫يعقوب عن ورش كتابيه إني ظننت فسكنوا الهاء وحققوا‬

‫النوع الرابع والثالثون‬


‫في كيفية تحمله‬
‫حفظ القرآن فرض كفاية على األمة صرح به الجرجاني في الشافي والعبادي‬
‫وغيرهما‪ .‬قال الجويني والمعنى فيه أال ينقطع عدد التواتر فيه فال يتطرق إليه التبديل‬
‫والتحريف فإن قام بذلك قوم يبلغون هذا العدد سقط عن الباقين وإال أثم الكل‬
‫وتعليمه أيضا فرض كفاية وهو من أفضل القرب ففي الصحيح خيركم من تعلم القرآن‬
‫وعلمه‬

‫النوع الخامس والثالثون‬


‫في آداب تالوته وتاليه‬

‫وفي الصحيحين من حديث ابن عمر ال حسد إال في اثنتين رجل آتاه هللا القرآن فهو يقوم‬
‫به آناء الليل وآناء النهار وروى الترمذي من حديث ابن مسعود من قرأ حرفا من كتاب‬
‫هللا فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها وأخرج من حديث أبي سعيد عن النبي يقول الرب‬
‫سبحانه وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين‬
‫وفضل كالم هللا على سائر الكالم كفضل هللا على سائر خلقه‬

‫النوع السادس والثالثون‬


‫في معرفة غريبه‬
‫أفرده بالتصنيف خالئق ال يحصون منهم أبو عبيدة وأبو عمر الزاهد وابن دريد ومن‬
‫أشهرها كتاب العزيزي فقد أقام في تأليفه خمس عشرة سنة يحرره هو وشيخه أبو بكر‬
‫بن األنباري‬
‫ومن أحسنها المفردات للراغب وألبي حيان في ذلك تأليف مختصر في كراسين‬

‫النوع السابع والثالثون‬


‫فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز‬

‫أخرج أبو عبيد من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله وأنتم سامدون قال الغناء وهي‬
‫يمانية وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة هي بالحميرية وأخرج أبو عبيد عن الحسن قال‬
‫كنا ال ندري ما األرائك حتى لقينا رجل من أهل اليمن فأخبرنا أن األريكة عندهم الحجلة‬
‫فيها السرير‬

‫‪19‬‬
‫النوع الثامن والثالثون‬
‫فيما وقع فيه بغير لغة العرب‬
‫قال أبو عبيدة إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد‬
‫أعظم القول ومن زعم أن كذابا بالنبطية فقد أكبر القول‬
‫وقال ابن فارس لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما‬
‫عجزت عن اإلتيان بمثله ألنه أتى بلغات ال يعرفونها‬
‫النوع التاسع والثالثون‬
‫في معرفة الوجوه والنظائر‬
‫صنف فيها قديما مقاتل بن سليمان ومن المتأخرين ابن الجوزي وابن الدامغاني وأبو‬
‫الحسين محمد بن عبد الصمد المصري وابن فارس وآخرون‬
‫فالوجوه للفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ األمة وقد أفردت في هذا الفن‬
‫كتابا سميته معترك األقران في مشترك القرآن‬
‫والنظائر كاأللفاظ المتواطئة وقيل النظائر في اللفظ والوجوه في المعاني وضعف ألنه‬
‫لو أريد هذا لكان الجمع في األلفاظ المشتركة وهم يذكرون في تلك الكتب اللفظ الذي‬
‫معناه واحد في مواضع كثيرة فيجعلون الوجوه نوعا ألقسام والنظائر نوعا آخر‬
‫وقد جعل بعضهم ذلك من أنواع معجزات القرآن حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف إلى‬
‫عشرين وجها وأكثر وأقل وال يوجد ذلك في كالم البشر‬

‫النوع األربعون‬
‫في معرفة معاني األدوات التي يحتاج إليها المفسر‬
‫وأعني باألدوات الحروف وما شاكلها من األسماء واألفعال والظروف‬

‫ومن أفضل ما قرات قول ابن عباس‪ :‬قال الحمد هلل الذي قال عن صالتهم ساهون ولم‬
‫يقل في صالتهم‬

‫النوع الحادي واألربعون‬


‫في معرفة إعرابه‬
‫ومن فوائد هذا النوع معرفة المعنى ألن اإلعراب يميز المعاني ويوقف على أغراض‬
‫المتكلمين‬
‫النوع الثاني واألربعون‬
‫في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها‬
‫قاعدة في الضمائر‬
‫ألف ابن األنباري في بيان الضمائر الواقعة في القرآن مجلدين وأصل وضع الضمير‬
‫لإلختصار ولهذا قام قوله أعد هللا لهم مغفرة وأجرا عظيما مقام خمسة وعشرين كلمة لو‬
‫أتى بها مظهرة‬

‫‪20‬‬
‫وكذا قوله تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن قال مكي ليس في كتاب هللا آية‬
‫إشتملت على ضمائر أكثر منها فإن فيها خمسة وعشرين ضميرا ومن ثم ال يعدل إلى‬
‫المنفصل إال بعد تعذر المتصل بأن يقع في اإلبتداء نحو إياك نعبد أو بعد إال نحو وقضى‬
‫ربك أال تعبدوا إال إياه‬

‫النوع الثالث واألربعون‬


‫في المحكم والمتشابه‬
‫قال تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات‬
‫وقد حكى ابن حبيب النيسابوري في المسألة ثالثة أقوال‬
‫أحدها أن القرآن كله محكم لقوله تعالى كتاب أحكمت أياته‬
‫الثاني كله متشابه لقوله تعالى كتابا متشابها مثاني‬
‫الثالث وهو الصحيح انقسامه إلى محكم ومتشابه لآلية المصدر بها‬

‫النوع الرابع واألربعون‬


‫في مقدمه ومؤخره‬
‫وهو قسمان‬
‫األول ما أشكل معناه بحسب الظاهر فلما عرف أنه من باب التقديم والتأخير اتضح‬
‫النوع الخامس واألربعون‬
‫في عامه وخاصه‬
‫العام لفظ يستغرق الصالح له من غير حصر وصيغته كل مبتدأة نحو كل من عليها فان‬
‫أو تابعة نحو فسجد المالئكة كلهم أجمعون‬
‫وأي وما ومن شرطا واستفهاما وموصوال نحو أياما تدعو فله األسماء الحسنى إنكم وما‬
‫تعبدون من دون هللا حصب جهنم من يعمل سوءا يجز به‬
‫والجمع المضاف نحو يوصيكم هللا في أوالدكم‬
‫والمعرف بأل نحو قد أفلح المؤمنون فاقتتلوا المشركين‬
‫واسم الجنس المضاف نحو فليحذر الذين يخالفون عن أمره أي كل أمر هللا‬

‫النوع السادس واألربعون‬


‫في مجمله ومبينه‪X‬‬
‫المجمل مالم تتضح داللته وهو واقع في القرآن خالفا لداود الظاهري وفي جواز بقائه‬
‫مجمال أقوال أصحها ال يبقى المكلف بالعمل به بخالف غيره‬

‫النوع السابع واألربعون‬


‫في ناسخه ومنسوخه‪X‬‬
‫قال األئمة ال يجوز ألحد أن يفسر كتاب هللا إال بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ‬
‫وقد قال علي لقاض أتعرف الناسخ من المنسوخ قال ال قال هلكت وأهلكت‬
‫‪21‬‬
‫وفي هذا النوع مسائل‬
‫األولى يرد النسخ بمعنى اإلزالة ومنه قوله فينسخ هللا ما يلقي الشيطان ثم يحكم هللا آياته‬
‫وبمعنى التبديل ومنه وإذا بدلنا آية مكان آية‬
‫وبمعنى التحويل كتناسخ المواريث بمعنى تحويل الميراث من واحد إلى واحد‬
‫وبمعنى النقل من موضع إلى موضع ومنه نسخت الكتاب إذا نقلت ما فيه حاكيا للفظه‬
‫وخطه‬
‫قال مكي وهذا الوجه ال يصح أن يكون في القرآن وأنكر على النحاس إجازته ذلك‬
‫محتجا بأن الناسخ فيه ال يأتي بلفظ المنسوخ وأنه إنما يأتي بلفظ آخر‬

‫النوع الثامن واألربعون‬


‫في مشكله وموهم االختالف والتناقض‬
‫والمراد به ما يوهم التعارض بين اآليات وكالمه تعالى منزه عن ذلك كما قال ولو كان‬
‫من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا كثيرا ولكن قد يقع للمبتدئ ما يوهم اختالفا وليس به‬
‫في الحقيقة فاحتيج إلزالته كما صنف في مختلف الحديث وبيان الجمع بين األحاديث‬
‫المتعارضة وقد تكلم في ذلك ابن عباس وحكى عنه التوقف في بعضها‬

‫النوع التاسع واألربعون‬


‫في مطلقه ومقيده‬
‫المطلق الدال على الماهية بال قيد وهو مع المقيد كالعام مع الخاص قال العلماء متى وجد‬
‫دليل على تقييد المطلق صير إليه وإال فال بل يبقى المطلق على إطالقه والمقيد على‬
‫تقييده ألن هللا تعالى خاطبنا بلغة العرب‬
‫والضابط أن هللا إذا حكم في شيء بصفة أو شرط ثم ورد حكم آخر مطلقا نظر فإن لم‬
‫يكن له أصل يرد إليه إال ذلك الحكم المقيد وجب تقييده به وإن كان له أصل غيره لم يكن‬
‫رده إلى أحدهما بأولى من اآلخر فاألول مثل اشتراط العدالة في الشهود على الرجعة‬
‫والفرق والوصية في قوله وأشهدوا ذوى عدل منكم وقوله شهادة بينكم إذا حضر أحدكم‬
‫الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم وقد أطلق الشهادة في البيوع وغيرها في قوله‬
‫وأشهدوا إذا تبايعتم فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم‬
‫النوع الخمسون‬
‫في منطوقه ومفهومه‬
‫المنطوق ما دل عليه اللفظ في محل النطق فإن أفاد معنى ال يحتمل غيره فالنص أو مع‬
‫احتمال غيره احتماال مرجوحا فالظاهر نحو فمن اضطر غير باغ وال عاد فإن الباغي‬
‫يطلق على الجاهل وعلى الظالم وهو فيه أظهر وأغلب‬

‫‪22‬‬
‫النوع الحادي والخمسون‬
‫في وجوه مخاطباته‬
‫أحدها خطاب العام والمراد به العموم كقوله هللا الذي خلقكم والثاني خطاب الخاص‬
‫والمراد به الخصوص كقوله أكفرتم بعد إيمانكم يأيها الرسول بلغ‬
‫الثالث خطاب العام والمراد به الخصوص كقوله يأيها الناس اتقوا ربكم لم يدخل فيه‬
‫األطفال‬

‫النوع الثاني والخمسون‬


‫في حقيقته ومجازه‬
‫ال خالف في وقوع الحقائق في القرآن وهي كل لفظ بقي على موضوعه وال تقديم فيه‬
‫وال تأخير وهذا أكثر الكالم وأما المجاز فالجمهور أيضا على وقوعه فيه‬

‫النوع الثالث والخمسون‬


‫في تشبيهه واستعاراته‬
‫التشبيه نوع من أشرف أنواع البالغة وأعالها وقال بعضهم هو أن تثبت للمشبه حكما‬
‫من أحكام المشبه به والغرض منه تأنيس النفس بإخراجها من خفي إلى جلي وإدنائه‬
‫البعيد من القريب ليفيد بيانا‬
‫وقيل الكشف عن المعنى المقصود مع االختصار‬
‫وأدواته حروف وأسماء وأفعال فالحروف الكاف نحو كرماد وكأن نحو كأنه رءوس‬
‫الشياطين‬
‫واألسماء مثل وشبه ونحوهما مما يشتق من المماثلة والمشابهة قال الطيبي وال تستعمل‬
‫مثل إال في حال أو صفة لها شأن‬

‫النوع الرابع والخمسون‬


‫في كناياته وتعريضه‪X‬‬
‫هما من أنواع البالغة وأساليب الفصاحة و الكناية أبلغ من التصريح‬
‫وعرفها أهل البيان بأنها لفظ أريد به الزم معناه‬
‫وقال الطيبي ترك التصريح بالشيء إلى ما يساويه في اللزوم فينتقل منه إلى الملزوم‬
‫وأنكر وقوعها في القرآن من أنكر المجاز فيه بناء على أنها مجاز وقد تقدم الخالف في‬
‫ذلك‬
‫وللكناية أسباب‬
‫أحدها التنبيه على عظم القدرة نحو هو الذي خلقكم من نفس واحدة كناية عن آدم ثانيها‬
‫ترك اللفظ إلى ما هو أجمل نحو إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة‬
‫فكنى بالنعجة عن المرأة كعادة العرب في ذلك ألن ترك التصريح بذكر النساء أجمل منه‬
‫ولهذا لم تذكر في القرآن امرأة باسمها إال مريم‬

‫‪23‬‬
‫النوع الخامس والخمسون‬
‫في الحصر واالختصاص‬
‫أما الحصر ويقال له القصر فهو تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص ويقال أيضا‬
‫إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه‬
‫وينقسم إلى قصر الموصوف على الصفة وقصر الصفة على الموصوف وكل منهما إما‬
‫حقيقي وإما مجازي‬

‫النوع السادس والخمسون‬


‫في اإليجاز واإلطناب‬
‫أنهما من أعظم أنواع البالغة حتى نقل صاحب سر الفصاحة عن بعضهم أنه قال البالغة‬
‫هي اإليجاز واإلطناب‬
‫قال صاحب الكشاف كما أنه يجب على البليغ في مظان اإلجمال أن يجمل ويوجز فكذلك‬
‫الواجب عليه في موارد التفصيل أن يفصل ويشبع أنشد الجاحظ‬
‫يرمون بالخطب الطوال وتارة ‪ ...‬وحى المالحظ خيفة الرقباء‬

‫النوع السابع والخمسون‬


‫في الخبر واإلنشاء‬
‫اعلم أن الحذاق من النحاة وغيرهم وأهل البيان قاطبة على انحصار الكالم فيهما وأنه‬
‫ليس له قسم ثالث‬
‫وادعى قوم أن أقسام الكالم عشرة نداء ومسألة وأمر وتشفع وتعجب وقسم وشرط‬
‫ووضع وشك واستفهام‬
‫وقيل تسعة بإسقاط االستفهام لدخوله في المسألة‬
‫وقيل ثمانية بإسقاط التشفع لدخوله فيها‬
‫وقيل سبعة بإسقاط الشك ألنه من قسم الخبر‬
‫وقال األخفش هي ستة خبر واستخبار وألمر ونهي ونداء وتمن‬
‫وقال بعضهم خمسة خبر وأمر وتصريح وطلب ونداء‬
‫وقال قوم أربعة خبر واستخبار وطلب ونداء‬
‫وقال كثيرون ثالثة خبر وطلب وإنشاء قالوا ألن الكالم إما أن يحتمل التصديق‬
‫والتكذيب أو ال األول الخبر والثاني إن اقترن معناه بلفظه فهو اإلنشاء وإن لم يقترن بل‬
‫تأخر عنه فهو الطلب‬

‫النوع الثامن والخمسون‬


‫في بدائع القرآن‬
‫أفرده بالتصنيف ابن أبي األصبع فأورد فيه نحو مائة نوع وهي المجاز واالستعارة‬
‫والتشبيه والكناية واإلرداف والتمثيل واإليجاز واإلتساع واإلشارة والمساواة والبسط‬

‫‪24‬‬
‫واإليغال والتتميم والتكميل واالحتراس واالستقصاء والتذييل والزيادة والترديد والتكرار‬
‫والتفسير واإليضاح ونفي الشيء بإيجابه والمذهب الكالمي والقول بالموجب والمناقضة‬
‫واألنتقال واألسجال والتسليم والتمكين والتوشيح والتسهيم ورد العجز على الصدر‬
‫وتشابه األطراف ولزوم ما ال يلزم والتخيير والتسجيع والتسريع واإليهام وهو التورية‬
‫واالستخدام وااللتفات واالطراد واالنسجام واإلدماج واالفتنان واالقتدار وائتالف اللفظ‬
‫مع اللفظ وائتالف اللفظ مع المعنى واالستدراك واالستثناء واالقتصاص واإلبدال وتأكيد‬
‫المدح بما يشبه الذم والتفويت والتغاير والتقسيم والتدبيج والتنكيت والتجريد والتعديد‬
‫والترتيب والترقي والتدلي والتضمين والجناس والجمع والتفريق والجمع والتقسيم‬
‫والجمع مع التفريق والتقسيم وجمع المؤتلف والمختلف وحسن النسق وعتاب المرء نفسه‬
‫والعكس والعنوان والفرائد والقسم واللف والنشر والمشاكلة والمزاوجة والمبالغة‬
‫والمطابقة والمقابلة والمواربة والمراجعة والنزاهة واإلبداع والمقارنة وحسن االبتداء‬
‫وحسن الختام وحسن التخلص واالستطراد‬
‫النوع التاسع والخمسون‬
‫في فواصل اآلي‬
‫الفاصلة كلمة آخر اآلية كقافية الشعر وقرينة السجع‬
‫وقال الداني كلمة آخر الجملة‬
‫قال الجعبري وهو خالف المصطلح وال دليل له في تمثيل سيبويه ب يوم يأت و ما كنا‬
‫نبغ وليسا رأس آي ألن مراده الفواصل اللغوية ال الصناعية‬
‫وقال القاضي أبو بكر الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع يقع بها إفهام المعاني‬
‫وفرق الداني بين الفواصل ورؤوس اآلي فقال الفاصلة هي الكالم المنفصل عما بعده‬
‫والكالم المنفصل قد يكون رأس آية وغير رأس وكذلك الفواصل يكن رؤوس أي‬
‫وغيرها وكل رأس آية فاصلة والوصل أن يكون غير فاصلة أو فاصلة وصلها لتقدم‬
‫تعريفها‬
‫وأما القياسي فهو ما ألحق من المحتمل غير المنصوص بالمنصوص لمناسب وال‬
‫محذور في ذلك ألنه ال زيادة وال نقصان وإنما غايته إنه محل فصل أو وصل والوقف‬
‫على كل كلمة جائز ووصل القرآن كله جائز فاحتاج القياس إلى طريق تعرفه فنقول‬
‫فاصلة اآلية كقرينة السجعة في النثر وقافية البيت في الشعر وما يذكر من عيوب القافية‬
‫من اختالف الحركة واإلشباع والتوجيه فليس بعيب في الفاصلة‬
‫وجاز االنتقال في الفاصلة والقرنية وقافية األرجوزة من نوع إلى آخر بخالف قافية‬
‫القصيدة ومن ثم ترى يرجعون مع عليم والميعاد مع الثواب والطارق مع الثاقب‬

‫النوع الستون‬
‫في فواتح السور‬
‫أفردها بالتأليف ابن أبي األصبع في كتاب سماه الخواطر السوانح في أسرار الفواتح‬
‫وأنا ألخص هنا ما ذكره مع زوائد من غيره‬

‫‪25‬‬
‫اعلم أن هللا افتتح سور القرآن بعشرة أنواع من الكالم ال يخرج شيء من السور عنها‬
‫األول الثناء عليه تعالى والثناء قسمان إثبات لصفات المدح ونفي وتنزيه من صفات‬
‫النقص فاألول التحميد في خمس سور وتبارك في سورتين والثاني التسبيح في سبع سور‬

‫قال الكرماني في متشابه القرآن التسبيح كلمة استأثر هللا بها فبدأ بالمصدر في بني‬
‫إسرائيل ألنه األصل ثم بالماضي في الحديد والحشر ألنه أسبق الزمانين ثم بالمضارع‬
‫في الجمعة والتغابن ثم باألمر في األعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها‬
‫الثاني حروف التهجي في تسع وعشرين سورة وقد مضى الكالم عليها مستوعبا في‬
‫نوع المتشابه ويأتي اإللمام بمناسباتها في نوع المناسبات‬
‫الثالث النداء في عشر سور خمس بنداء الرسول األحزاب والطالق والتحريم والمزمل‬
‫والمدثر وخمس بنداء األمة النساء والمائدة والحج والحجرات والممتحنة‬
‫الرابع الجمل الخبرية نحو يسألونك عن األنفال براءة من هللا أتى أمر هللا اقترب للناس‬
‫حسابهم قد أفلح المؤمنون‬

‫النوع الحادي والستون‬


‫في خواتم السور‬
‫هى أيضا مثل الفواتح فى الحسن ألنها آخر ما يقرع األسماع فلهذا جاءت متضمنة‬
‫للمعاني البديعة مع إيذان السامع بانتهاء الكالم حتى يبقى معه للنفوس تشوق إلى ما يذكر‬
‫بعد ألنها بين أدعية ووصايا وفرائض وتحميد وتهليل ومواعظ ووعد ووعيد إلى غير‬
‫ذلك كتفصيل جملة المطلوب في خاتمة الفاتحة إذ المطلوب األعلى اإليمان المحفوظ من‬
‫المعاصي المسببة لغضب هللا والضالل ففصل جملة ذلك بقوله الذين أنعمت عليهم‬
‫والمراد المؤمنون ولذلك أطلق اإلنعام ولم يقيده ليتناول كل إنعام ألن من أنعم هللا عليه‬
‫بنعمة اإليمان فقد أنعم عليه بكل نعمة ألنها مستتبعة لجميع النعم ثم وصفهم بقوله غير‬
‫المغضوب عليهم وال الضالين يعني أنهم جمعوا بين النعم المطلقة وهي نعمة اإليمان‬
‫وبين السالمة من غضب هللا تعالى والضالل المسببين عن معاصيه وتعدي حدوده‬
‫وكالدعاء الذي اشتملت عليه اآليتان من آخر سورة البقرة‬
‫وكالوصايا التي ختمت بها سورة آل عمران‬
‫والفرائض التي ختمت بها سورة النساء وحسن الختم بها لما فيها من أحكام الموت الذي‬
‫هو آخر أمر كل حي وألنها آخر ما أنزل من األحكام‬
‫وكالتبجيل والتعظيم الذي ختمت به المائدة‬
‫وكالوعد والوعيد الذي ختمت به األنعام‬
‫وكالتحريض على العبادة بوصف حال المالئكة الذي ختمت به األعراف‬
‫وكالحض على الجهاد وصلة األرحام الذي ختم به األنفال‬

‫‪26‬‬
‫النوع الثاني والستون‬
‫في مناسبة اآليات والسور‬
‫أفرده بالتأليف العالمة أبو جعفر بن الزبير شيخ أبي حيان في كتاب سماه البرهان في‬
‫مناسبة ترتيب سور القرآن ومن أهل العصر الشيخ برهان الدين البقاعي في كتاب سماه‬
‫نظم الدرر في تناسب اآلي والسور وكتابي الذي صنعته في أسرار التنزيل كافل بذلك‬
‫جامع لمناسبات السور واآليات مع ما تضمنه من بيان وجوه اإلعجاز وأساليب البالغة‬
‫وقد لخصت منه مناسبات السور خاصة في جزء لطيف سميته تناسق الدرر في تناسب‬
‫السور‬
‫وعلم المناسبة علم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته‬
‫وممن أكثر فيه اإلمام فخر الدين وقال في تفسيره‬
‫أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط‬
‫النوع الثالث والستون‬
‫في اآليات المشتبهات‬
‫والقصد به إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة بل تأتي في موضع‬
‫واحد مقدما وفي آخر مؤخرا كقوله في البقرة وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة وفي‬
‫األعراف وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا‬
‫وفي البقرة وما أهل به لغير هللا وسائر القرآن وما أهل لغير هللا به‬
‫النوع الخامس والستون‬
‫في العلوم المستنبطة من القرآن‬
‫قال تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء وقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء‬
‫وقال ستكون فتن قيل وما المخرج منها قال كتاب هللا فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم‬
‫وحكم ما بينكم‬
‫أخرجه الترمذي وغيره‬
‫وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر‬
‫األولين واآلخرين قال البيهقي يعني أصول العلم‬
‫وأخرج البيهقي عن الحسن قال أنزل هللا مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها‬
‫التوراة واإلنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثالثة الفرقان‬
‫وقال اإلمام الشافعي رضي هللا عنه جميع ما تقوله األمة شرح للسنة وجميع السنة شرح‬
‫للقرآن‬
‫وقال أيضا جميع ما حكم به النبي فهو مما فهمه من القرآن‬
‫قلت ويؤيد هذا قوله إني ال أحل إال ما أحل هللا وال أحرم إال ما حرم هللا في كتابه أخرجه‬
‫بهذا اللفظ الشافعي في األم‬
‫وقال سعيد بن جبير ما بلغني حديث عن رسول هللا على وجهه إال وجدت مصداقه في‬
‫كتاب هللا‬

‫‪27‬‬
‫النوع الرابع والستون‬
‫في إعجاز القرآن‬
‫اعلم أن المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة وهي إما حسية وإما‬
‫عقلية وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لبالدتهم وقلة بصيرتهم وأكثر معجزات هذه‬
‫األمة عقلية لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم وألن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر‬
‫إلى يوم القيامة خصت بالمعجزة العقلية الباقية ليراها ذوو البصائر كما قال ما من األنبياء نبي‬
‫إال أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه هللا إلي فأرجو أن أكون‬
‫أكثرهم تابعا‬
‫النوع الخامس والستون‬
‫في العلوم المستنبطة من القرآن‬
‫قال تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء وقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء‬
‫وقال ستكون فتن قيل وما المخرج منها قال كتاب هللا فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما‬
‫بينكم‬
‫أخرجه الترمذي وغيره‬
‫وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر األولين‬
‫واآلخرين قال البيهقي يعني أصول العلم‬
‫وأخرج البيهقي عن الحسن قال أنزل هللا مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها التوراة‬
‫واإلنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثالثة الفرقان‬
‫وقال اإلمام الشافعي رضي هللا عنه جميع ما تقوله األمة شرح للسنة وجميع السنة شرح‬
‫للقرآن‬
‫وقال أيضا جميع ما حكم به النبي فهو مما فهمه من القرآن‬
‫قلت ويؤيد هذا قوله إني ال أحل إال ما أحل هللا وال أحرم إال ما حرم هللا في كتابه أخرجه بهذا‬
‫اللفظ الشافعي في األم‬
‫وقال سعيد بن جبير ما بلغني حديث عن رسول هللا على وجهه إال وجدت مصداقه في كتاب‬
‫هللا‬

‫النوع السادس والستون‬


‫في أمثال القرآن‬
‫وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول هللا ان القرآن نزل على خمسة أوجه حالل‬
‫وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فاعملوا بالحالل واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا‬
‫بالمتشابه واعتبروا باألمثال‬
‫قال الماوردي من أعظم علم القرآن علم أمثاله والناس في غفلة عنه الشتغالهم باألمثال‬
‫وإغفالهم الممثالت والمثل بال ممثل كالفرس بال لجام والناقة بال زمام‬
‫وقال غيره قد عده الشافعي مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن فقال ثم معرفة ما‬
‫ضرب فيه من األمثال الدوال على طاعته المبينة الجتناب معصيته‬

‫‪28‬‬
‫فائدة‬
‫عقد جعفر بن شمس الخالفة في كتاب اآلداب بابا في ألفاظ من القرآن جارية مجرى المثل‬
‫وهذا هو النوع البديعي المسمى بإرسال المثل وأورد من ذلك قوله تعالى‬
‫ليس لها من دون هللا كاشفة‬
‫لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون‬
‫اآلن حصحص الحق‬

‫وضرب لنا مثال ونسي خلقه‬


‫ذلك بما قدمت يداك‬
‫قضي األمر الذي فيه تستفتيان‬
‫أليس الصبح بقريب‬
‫وحيل بينهما وبين ما يشتهون‬
‫لكل نبإ مستقر‬
‫وال يحيق المكر السيء إال بأهله‬
‫قل كل يعمل على شاكلته‬
‫وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم‬
‫كل نفس بما كسبت رهينة‬
‫ما على الرسول إال البالغ‬
‫ما على المحسنين من سبيل‬
‫هل جزاء اإلحسان إال اإلحسان‬
‫كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة‬
‫اآلن وقد عصيت قبل‬
‫تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى‬
‫وال ينبئك مثل خبير‬
‫كل حزب بما لديهم فرحون‬

‫ولو علم هللا فيهم خيرا ألسمعهم‬


‫وقليل من عبادي الشكور‬
‫ال يكلف هللا نفسا إال وسعها‬
‫قل ال يستوي الخبيث والطيب‬
‫ظهر الفساد في البر والبحر‬
‫ضعف الطالب والمطلوب‬
‫لمثل هذا فليعمل العاملون‬
‫وقليل ما هم‬
‫فاعتبروا يا أولي األبصار‬
‫في ألفاظ أخر‬

‫‪29‬‬
‫النوع السابع والستون‬
‫في أقسام القرآن‬
‫أفرده ابن القيم بالتصنيف في مجلد سماه التبيان والقصد بالقسم تحقيق الخبر توكيده حتى‬
‫جعلوا مثل وهللا يشهد إن المنافقين لكاذبون قسما وإن كان فيه إخبار بشهادة ألنه لما جاء‬
‫توكيدا للخبر سمي قسما‬
‫وقد قيل ما معنى القسم منه تعالى فإنه إن كان ألجل المؤمن فالمؤمن مصدق بمجرد‬
‫اإلخبار من غير قسم وإن كان ألجل الكافر فال يفيده‬
‫وأجيب بأن القرآن نزل بلغة العرب ومن عادتها القسم إذا أرادات أن تؤكد أمرا‬
‫وأجاب أبو القاسم القشيري بأن هللا ذكر القسم لكمال الحجة وتأكيدها وذلك أن الحكم‬
‫يفصل باثنين إما بالشهادة وإما بالقسم فذكر تعالى في كتابه النوعين حتى ال يبقى لهم‬
‫حجة فقال شهد هللا أنه ال إله إال هو والمالئكة وأولو العلم وقال قل إي وربي إنه لحق‬
‫وعن بعض األعراب أنه لما سمع قوله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب‬
‫السماء واآلرض إنه لحق صرخ وقال من ذا الذي أغضب الجليل حتى ألجأه إلى اليمين‬
‫وال يكون القسم إال باسم معظم وقد أقسم هللا تعالى بنفسه في القرآن في سبعة مواضع‬
‫اآلية المذكورة بقوله قل إي وربي‬

‫النوع الثامن والستون‬


‫في جدل القرآن‬
‫أفرده بالتصنيف نجم الدين الطوفي قال العلماء قد اشتمل القرآن العظيم على جميع‬
‫أنواع البراهين واألدلة وما من برهان وداللة وتقسيم وتحذير يبنى من كليات المعلومات‬
‫العقلية والسمعية إال وكتاب هللا قد نطق به لكن أورده على عادة العرب دون دقائق طرق‬
‫المتكلمين ألمرين‬
‫أحدهما بسبب ما قاله وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه ليبين لهم‬
‫والثاني أن المائل إلى طريق المحاجة هو العاجز عن إقامة الحجة بالجليل من الكالم فإن‬
‫من استطاع أن يفهم باألوضح الذي يفهمه األكثرون لم ينحط إلى األغمض الذي ال‬
‫يعرفه إال األقلون ولم يكن ملغزا فأخرج تعالى مخاطباته في محاجة خلقه في أجلى‬
‫صورة ليفهم العامة من جليلها ما يقنعهم وتلزمهم الحجة وتفهم الخواص من أثنائها ما‬
‫يربى على ما أدركه فهم الخطباء‬
‫وقال ابن أبي اإلصبع زعم الجاحظ أن المذهب الكالمي ال يوجد منه شيء في القرآن‬
‫وهو مشحون به وتعريفه أنه احتجاج المتكلم على ما يريد إثباته بحجة تقطع المعاند له‬
‫فيه على طريقة أرباب الكالم‬
‫ومنه نوع منطقي تستنتج منه النتائج الصحيحة من المقدمات الصادقة فإن اإلسالميين من‬
‫أهل هذا العلم‬

‫‪30‬‬
‫النوع التاسع والستون‬
‫فيما وقع في القرآن من األسماء والكنى واأللقاب‬
‫في القرآن من أسماء األنبياء والمرسلين خمس وعشرون هم مشاهيرهم‬
‫أسماء األنبياء والمرسلين في القرآن‬
‫قال الجواليقي أسماء األنبياء كلها أعجمية إال أربعة آدم وصالح وشعيب ومحمد‬

‫إبراهيم قال الجواليقي هو اسم قديم ليس بعربي وقد تكلمت به العرب على وجوه أشهرها‬
‫إبراهيم وقالوا إبراهام وقرئ به في السبع‬
‫وإبراهيم بحذف الياء وإبرهم وهو اسم سرياني معناه أب رحيم وقيل مشتق من البرهمة‬
‫وهي شدة النظر حكاه الكرماني في عجائبه‬
‫النوع السبعون‬
‫في المبهمات‬
‫أفرده بالتأليف السهيلي ثم ابن عساكر ثم القاضي بدر الدين بن جماعة‬
‫ولي فيه تأليف لطيف جمع فوائد الكتب المذكورة مع زوائد أخرى على صغر حجمه جدا‬
‫وكان من السلف من يعتني به كثيرا‬
‫قال عكرمة طلبت الذي خرج من بيته مهاجرا إلى هللا ورسوله ثم أدركه الموت أربع‬
‫عشرة سنة‬
‫أسباب اإلبهام في القرآن‬
‫ولإلبهام في القرآن أسباب‬
‫أحدهما اإلستغناء ببيانه مع موضع آخر كقوله صراط الذين أنعمت عليهم فإنه مبين في‬
‫قوله مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‬
‫اما الثاني أن يتعين إلشتهاره كقوله وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ولم يقل حواء‬
‫ألنه ليس له غيرها‬
‫النوع الحادي والسبعون‬
‫في أسماء من نزل فيهم القرآن‬
‫ومن أمثلته ما أخرجه أحمد والبخاري في األدب عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت في‬
‫أربع آيات يسألونك عن األنفال ووصينا اإلنسان بوالديه حسنا وآية تحريم الخمر وآية‬
‫الميراث وأخرج ابن أبي حاتم عن رفاعة القرظي قال نزلت ولقد وصلنا لهم القول في‬
‫عشرة أنا أحدهم وأخرج الطبراني عن أبي جمعه جنيد بن سبع وقيل حبيب بن سباع قال‬
‫فينا نزلت ولوال رجال مؤمنون ونساء مؤمنات وكنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتين‬

‫‪31‬‬
‫النوع الثاني والسبعون‬
‫في فضائل القرآن‬
‫أفرده بالتصنيف أبو بكر بن أبي شيبة والنسائي وأبو عبيد القاسم بن سالم وابن‬
‫الضريس وآخرون وقد صح فيه أحاديث باعتبار الجملة وفي بعض السور على التعيين‬
‫ووضع في فضائل القرآن أحاديث كثيرة ولذلك صنفت كتابا سميته خمائل الزهر في‬

‫النوع الثالث والسبعون‬


‫في أفضل القرآن وفاضله‬
‫اختلف الناس هل في القرآن شيء أفضل من شيء فذهب اإلمام أبو الحسن األشعري‬
‫والقاضي أبو بكر الباقالني وابن حبان إلى المنع ألن الجميع كالم هللا ولئال يوهم‬
‫التفضيل نقص المفضل عليه‬

‫النوع الرابع والسبعون‬


‫في مفردات القرآن‬
‫أخرج السلفي في المختار من الطيوريات عن الشعبي قال لقي عمر بن الخطاب ركبا‬
‫في سفر فيهم ابن مسعود فأمر رجال يناديهم من أين القوم قالوا أقبلنا من الفج العميق‬
‫نريد البيت العتيق فقال عمر إن فيهم لعالما وأمر رجال أن يناديهم أي القرآن أعظم‬
‫فأجابه عبد هللا هللا ال إله إال هو الحي القيوم قال نادهم أي القرآن أحكم فقال ابن مسعود‬
‫إن هللا يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى قال نادهم أي القرآن أجمع فقال فمن‬
‫يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فقال نادهم أي القرآن أحزن‬
‫فقال من يعمل سوءا يجز به فقال نادهم أي القرآن أرجى فقال قل يا عبادي الذين أسرفوا‬
‫على أنفسهم ‪ . .‬اآلية فقال أفيكم ابن مسعود قالوا نعم‬
‫النوع الخامس والسبعون‬
‫في خواص القرآن‬

‫أخرج ابن ماجه وغيره من حديث ابن مسعود عليكم بالشفاءين العسل والقرآن‬
‫وأخرج أيضا من حديث علي خير الدواء القرآن‬
‫وأخرج أبو عبيد عن طلحة بن مصرف قال كان يقال إذا قرئ القرآن عند المريض وجد‬
‫لذلك خفة‬
‫وأخرج البيهقي في الشعب عن واثلة بن األسقع أن رجال شكا إلى النبي وجع حلقه قال‬
‫عليك بقراءة القرآن‬

‫‪32‬‬
‫النوع السادس والسبعون‬
‫في مرسوم الخط وآداب كتابته‬
‫أفرده بالتصنيف خالئق من المتقدمين والمتأخرين منهم أبو عمرو الداني وألف في‬
‫توجيه ما خالف قواعد الخط منه أبو العباس المراكشي كتابا سماه عنوان الدليل في‬
‫مرسوم خط التنزيل بين فيه أن هذه األحرف إنما اختلف حالها في الخط بحسب اختالف‬
‫أحوال معاني كلماتها‬

‫النوع السابع والسبعون‬


‫في معرفة تفسيره‪ X‬وتأويله وبيان شرفه والحاجة إليه‬

‫التفسير تفعيل من الفسر وهو البيان والكشف ويقال هو مقلوب السفر تقول أسفر الصبح‬
‫إذا أضاء وقيل مأخوذ من التفسرة وهي اسم لما يعرف به الطبيب المرض‬
‫والتأويل أصله من األول وهو الرجوع فكأنه صرف اآلية إلى ما تحتمله من المعاني‬
‫وقيل من اإليالة وهي السياسة كأن المؤول للكالم ساس الكالم ووضع المعنى فيه‬
‫موضعه‬
‫وقال الراغب التفسير أعم من التأويل وأكثر استعماله في األلفاظ ومفرداتها وأكثر‬
‫استعمال التأويل في المعاني والجمل وأكثر ما يستعمل في الكتب اإللهية والتفسير‬
‫يستعمل فيها وفي غيرها‬
‫وقال غيره التفسير بيان لفظ ال يحتمل إال وجها واحدا والتأويل توجيه لفظ متوجه إلى‬
‫معان مختلفة إلى واحد منها بما ظهر من األدلة‬
‫النوع الثامن والسبعون‬
‫في معرفة شروط المفسر وآدابه‬

‫قال العلماء من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أوال من القرآن فما أجمل منه في مكان‬
‫فقد فسر في موضع آخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر منه‬
‫وقد ألف ابن الجوزي كتابا فيما أجمل في القرآن في موضع وفسر في موضع آخر منه‬
‫فإن أعياه ذلك طلبه من السنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له وقد قال الشافعي رضي‬
‫هللا عنه كل ما حكم به رسول هللا فهو مما فهمه من القرآن قال تعالى إنا أنزلنا إليك‬
‫الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك هللا‬

‫فإن لم يجده في السنة رجع إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن‬
‫واألحوال عند نزوله ولما اختصوا به من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح‬

‫‪33‬‬
‫النوع التاسع والسبعون‬
‫في غرائب التفسير‬
‫ألف فيه محمود بن حمزة الكرماني كتابا في مجلدين سماه العجائب والغرائب ضمنه‬
‫أقواال ذكرت في معاني آيات منكرة ال يحل االعتماد عليها وال ذكرها إال للتحذير منها‬
‫من ذلك قول من قال في حمعسق إن الحاء حرب علي ومعاوية والميم والية المروانية‬
‫والعين والية العباسية والسين والية السفيانية والقاف قدوة مهدي حكاه أبو مسلم ثم قال‬
‫أردت بذلك أن يعلم أن فيمن يدعي العلم حمقى‬
‫ومن ذلك قول من قال في آلم معنى ألف ألف هللا محمدا فبعثه نبيا ومعنى الم المه‬
‫الجاحدون وأنكروه ومعنى ميم الجاحدون المنكرون من الموم وهو البرسام‬
‫ومن ذلك قول من قال في ولكم في القصاص حياة يا أولي األلباب إنه قصص القرآن‬

‫النوع الثمانون‬
‫في طبقات المفسرين‬
‫تفسير الصحابة‬
‫اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة الخلفاء األربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن‬
‫كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى األشعري وعبد هللا بن الزبير‬
‫أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب‬
‫والرواية عن الثالثة نزرة جدا وكأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم كما أن ذلك هو السبب‬
‫في قلة رواية أبي بكر رضي هللا عنه للحديث وال أحفظ عن أبي بكر رضي هللا عنه في‬
‫التفسير إال آثارا قليلة جدا ال تكاد تجاوز العشرة‬
‫وأما علي فروى عنه الكثير وقد روى معمر عن وهب بن عبد هللا عن أبي الطفيل قال‬
‫شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فوهللا ال تسألوني عن شيء إال أخبرتكم وسلوني‬
‫عن كتاب هللا فوهللا ما من آية إال وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جب‬

‫‪34‬‬
‫مقترحات وتوصيات‬

‫‪ .1‬توحيد جهود المشتغلين بعلوم القرآن والتفسير‪ ،‬على المستوى العالمي وذلك‬
‫بتبادل المعلومات والخبرات‪.‬‬

‫‪ .2‬تنظيم دورات علمية بصفة منتظمة‪ ،‬إلعادة االعتبار لثقافة القرآن‪ ،‬وجعلها‬
‫مهيمنة على تفكير اإلنسان‪.‬‬

‫‪ .3‬عمل برنامج تلفزيوني مصور فيه نخبة من علماء االمة ممن يعملون في مجال‬
‫علوم القران‬

‫‪ .4‬اإلعالن من مسابقات بحثية دولية لتشجيع الباحثين واألساتذة وطلبة العلم على‬
‫مزيد من البحث إلثراء المكتبة العربية من علوم القران‪.‬‬

‫‪ .5‬تدريس كتاب االتقان في علوم القران وغيره من الكتب المتخصصة بعلوم‬


‫القران لطلبة العلم وطالب الدراسات العليا في الجامعات في كليات الشريعة ومعاهد‬
‫الدعوة وأصول الدين‪.‬‬

‫والحمد لله رب العالمين‬

‫‪35‬‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫‪3-2‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪3‬‬ ‫نبذة عن المؤلف‬

‫‪3‬‬ ‫خصائص كتاب االتقان في علوم القران‬

‫‪4‬‬ ‫منهج السيوطي في تأليف االتقان في علوم القران‬

‫‪4‬‬ ‫مقدمة بقلم االمام السيوطي رحمه هللا‬

‫‪7- 5‬‬ ‫تبويب محتويات الكتاب‬

‫‪8‬‬ ‫النوع األول معرفة المكي والمدني‬

‫‪8‬‬ ‫الثاني معرفة الحضري والسفري‬

‫‪9‬‬ ‫الثالث النهاري والليلي‬

‫‪9‬‬ ‫الرابع الصيفي والشتائي‬

‫‪9‬‬ ‫الخامس الفراشي والنومى‬

‫‪9‬‬ ‫السادس األرضي والسمائي‬

‫‪10‬‬ ‫السابع أول ما نزل‬

‫‪10‬‬ ‫الثامن آخر ما نزل‬

‫‪11‬‬ ‫التاسع أسباب النزول‬

‫‪11‬‬ ‫العاشر ما نزل على لسان بعض الصحابة‬

‫‪11‬‬ ‫الحادي عشر ما تكرر نزوله‬

‫‪36‬‬
‫‪11‬‬ ‫الثاني عشر ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه‬

‫‪12‬‬ ‫الثالث عشر معرفة ما نزل مفرقا وما نزل جمعا‬

‫‪12‬‬ ‫الرابع عشر ما نزل مشيعا وما نزل مفردا‬

‫الخامس عشر ما أنزل منه على بعض األنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي ‪12‬‬

‫‪13‬‬ ‫السادس عشر في كيفية إنزاله‬

‫‪13‬‬ ‫السابع عشر في معرفة أسمائه وأسماء سوره‬

‫‪14‬‬ ‫الثامن عشر في جمعه وترتيبه‬

‫‪14‬‬ ‫التاسع عشر في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه‬

‫‪15‬‬ ‫العشرون في حفاظه ورواته‬

‫‪15‬‬ ‫الحادي والعشرون في العالي والنازل‬

‫‪15‬‬ ‫الثاني والعشرون معرفة المتواتر‬

‫‪15‬‬ ‫الثالث والعشرون في المشهور‬

‫‪15‬‬ ‫الرابع والعشرون في اآلحاد‬

‫‪15‬‬ ‫الخامس والعشرون في الشاذ‬

‫‪15‬‬ ‫السادس والعشرون الموضوع‬

‫‪15‬‬ ‫السابع والعشرون المدرج‬

‫‪16-15‬‬ ‫الثامن والعشرون في معرفة الوقف واالبتداء‬

‫‪17‬‬ ‫التاسع والعشرون في بيان الموصول لفظا المفصول معنى‬

‫‪17‬‬ ‫الثالثون في اإلمالة والفتح وما بينهما‬

‫‪18‬‬ ‫الحادي والثالثون في اإلدغام واإلظهار واإلخفاء واإلقالب‬

‫‪37‬‬
‫‪18‬‬ ‫الثاني والثالثون في المد والقصر‬

‫‪19‬‬ ‫الثالث والثالثون في تخفيف الهمزة‬

‫‪19‬‬ ‫الرابع والثالثون في كيفية تحمله‬

‫‪20‬‬ ‫الخامس والثالثون في آداب تالوته‬

‫‪20‬‬ ‫السادس والثالثون في معرفة غريبه‬

‫‪20‬‬ ‫السابع والثالثون فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز‬

‫‪20‬‬ ‫الثامن والثالثون فيما وقع فيه بغير لغة العرب‬

‫‪20‬‬ ‫التاسع والثالثون في معرفة الوجوه والنظائر‬

‫‪21‬‬ ‫األربعون في معرفة معاني األدوات التي يحتاج إليها المفسر‬

‫‪21‬‬ ‫الحادي واألربعون في معرفة إعرابه‬

‫‪21‬‬ ‫الثاني واألربعون في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها‬

‫‪21‬‬ ‫الثالث واألربعون في المحكم والمتشابه‬

‫‪21‬‬ ‫الرابع واألربعون في مقدمه ومؤخره‬

‫‪22‬‬ ‫الخامس واألربعون في خاصه وعامه‬

‫‪22‬‬ ‫السادس واألربعون في مجمله ومبينه‬

‫‪22‬‬ ‫السابع واألربعون في ناسخه ومنسوخه‬

‫‪22‬‬ ‫الثامن واألربعون في مشكله وموهم االختالف والتناقض‬

‫‪23‬‬ ‫التاسع واألربعون في مطلقه ومقيده‬

‫‪23‬‬ ‫الخمسون في منطوقه ومفهومه‬

‫‪23‬‬ ‫الحادي والخمسون في وجوه مخاطباته‬

‫‪38‬‬
‫‪23‬‬ ‫الثاني والخمسون في حقيقته ومجازه‬

‫‪23‬‬ ‫الثالث والخمسون في تشبيهه واستعارته‬

‫‪24‬‬ ‫الرابع والخمسون في كناياته وتعريضه‬

‫‪24‬‬ ‫الخامس والخمسون في الحصر واالختصاص‬

‫‪24‬‬ ‫السادس والخمسون في اإليجاز واإلطناب‬

‫‪25‬‬ ‫السابع والخمسون في الخبر واإلنشاء‬

‫‪25‬‬ ‫الثامن والخمسون في بدائع القرآن‬

‫‪26‬‬ ‫التاسع والخمسون في فواصل اآلي‬

‫‪26‬‬ ‫الستون في فواتح السور‬

‫‪27‬‬ ‫الحادي والستون في خواتم السور‬

‫‪27‬‬ ‫الثاني والستون في مناسبة اآليات والسور‬

‫‪28‬‬ ‫الثالث والستون في اآليات المشتبهات‬

‫‪28‬‬ ‫الرابع والستون في إعجاز القرآن‬

‫‪29‬‬ ‫الخامس والستون في العلوم المستنبطة من القرآن‬

‫‪29‬‬ ‫السادس والستون في أمثاله‬

‫‪30‬‬ ‫السابع والستون في أقسامه‬

‫‪31‬‬ ‫الثامن والستون في جدله‬

‫‪31‬‬ ‫التاسع والستون في األسماء والكنى واأللقاب‬

‫‪31‬‬ ‫السبعون في مبهماته‬

‫‪32‬‬ ‫الحادي والسبعون في أسماء من نزل فيهم القرآن‬

‫‪39‬‬
‫‪32‬‬ ‫الثاني والسبعون في فضائل القرآن‬

‫‪32‬‬ ‫الثالث والسبعون في أفضل القرآن وفاضله‬

‫‪32‬‬ ‫الرابع والسبعون في مفردات القرآن‬

‫‪33‬‬ ‫الخامس والسبعون في خواصه‬

‫‪33‬‬ ‫السادس والسبعون في رسوم الخط وآداب كتابته‬

‫‪33‬‬ ‫السابع والسبعون في معرفة تأويله وتفسيره وبيان شرفه والحاجة إليه‬

‫‪34‬‬ ‫الثامن والسبعون في شروط المفسر وآدابه‬

‫‪34‬‬ ‫التاسع والسبعون في غرائب التفسير‬

‫‪34‬‬ ‫الثمانون في طبقات المفسرين‬

‫‪35‬‬ ‫مقترحات وتوصيات‬

‫‪40-36‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪40‬‬

You might also like