Professional Documents
Culture Documents
تلخيص الطالبة:
الرا محمد خميس المجدوبة
معهد الدعوة والدراسات اإلسالمية
الشعبة المسائية – المستوى الثاني -أ
1
مقدمة
تعني عبارة (علوم القرآن) المباحث والدراس ات ال تي كتبت ح ول الق رآن الك ريم ،وهي
تتناول أربعة موض وعات أساس ية ،األول :مص در الق رآن أو كيفي ة إنزال ه وتلقي الن بي
صلى هللا عليه وسلم له ،والثاني :كتابة القرآن وجمع ه ونس خه في المص احف ،والث الث:
تالوة القرآن وقراءاته ،والرابع :تفسير القرآن وكيفية فهم آياته .ويتألف كل موض وع من
ه ذه الموض وعات من ع دد من المب احث ال تي يتك ون من مجموعه ا م ا يع رف بعل وم
القرآن ،ويتصل بعلوم القرآن أيضا المباحث المتعلقة بفض ائل الق رآن ،والدراس ات ال تي
تبحث في وجوه إعجازه.
وقد اخترت كتاب االتق ان في عل وم الق ران لإلم ام الس يوطي رحم ه هللا للتلخيص لم ادة
أصول التفسير لما تضمنه من كل المعاني السابقة فيما يتعلق بعلوم القران وبما یتمیز فی
تصنيف كتابه من خصائص:
أوال :مقدمته الرائعة التی افتتح بها ه ذا الکت اب :وتحدث فيها عن عل وم الق رآن،
وما دون فی هذا العلم ،والمراج ع التی اعتم د علیه ا ،والمص نفات التی کتبت فی
هذه العلوم
ثالث ا :وضوح منهج ه فی تلخيص الكتب األخ ری :وق د ذک ر التلخيص فی ع دة
مواطن ،وبین المصنفات التی اعتم د علیها فص له ،مث ال ذل ك م ا ورد فی الن وع
الخامس والثالثين من االتقان فی آداب التالوة ،قال« :أف رده بالتص نيف جماع ة،
منهم النووي فی«التبیان».
رابعا :إن هذا الكتاب الموسوعي عبارة عن ِسفر ضخم يبحث في العلوم المتعلق ة
بالقرآن الكريم مثل :مواطن النزول وأوقاته ووقائعه ،والق راءات وأس انيد رواي ة
الق رآن الك ريم ،واأللف اظ القرآني ة والتجوي د ،وأحك ام الق رآن كالع ام والخ اص،
والمجمل والمبين ،والمطلق والمقيد ،والناسخ والمنسوخ ،وغ ير ذل ك مم ا يتعل ق
بالعلوم القرآنية ،مع شرح هذه األمور والتمثيل عليها وعد شروطها ،وهذا الكتاب
يعتبر عم دة الب احثين والك اتبين في ه ذا الفن؛ ألن ه ق د جم ع م ا س بقه من الكتب
المؤلفة في عل وم الق رآن .حيث ذك ر في ه المؤل ف ثم انين نو ًع ا من أن واع عل وم
2
القرآن على سبيل اإلدماج واإلجمال ،ثم قال بعد سردها نوعًا نوعًا« :ولو ن وعت
باعتبار ما أدمجته فيها لزادت على الثالثمائة».
وابدأ بإذن هللا بنب ذة عن المؤل ف رحم ه هللا وخص ائص كتاب ه ومن ثم المنهج المتب ع في
تأليفه كتاب االتقان في علوم القران
انتقل بعدها ان شاء هللا الى تبويب محتويات الكتاب ومن ثم نبذة يسيرة عن كل نوع ذكره
االمام السيوطي واخيرا بعض التوصيات والمقترحات
هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي ،جالل الدين
إمام حافظ مؤرخ أديب .له نحو 600مصنف ،ولد سنة ( 849هـ) ونشأ في القاهرة يتيما
(مات والده وعمره خمس سنوات) ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس ،وخال بنفسه في
روضة المقياس ،على النيل ،منزويا عن أصحابه جميعا ،كأنه ال يعرف أحدا منهم ،فألف
أكثر كتبه .وكان األغنياء واألمراء يزورونه ويعرضون عليه األموال والهدايا فيردها.
وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه ،وأرسل إليه هدايا فردها .وبقي على ذلك إلى أن
توفي سنة ( 911هـ).
بلغت مصادر اإلتقان ( )50مصدرا على وجه اإلجمال وشملت أحد عشر علما :في
التفسير وعلوم القرآن والعقيدة ،والفقه واألصول والسيرة ،والزهد والسلوك ،واللغة
والتراجم العامة والخاصة ،والفنون العامة .وقد نقل من بعض الكتب التي بخط مؤلفيها
كجمال القراء للسخاوي ،ومختصر المستدرك للذهبي.
ومن خصائصه إجادته في بعض أنواع علوم القرآن ،كعامه وخاصه ،وطبقات
المفسرين ،اهتمامه بالمسائل المهمة ،واإلعراض في الغالب عن األمور التي ال يُرى
طائل تحتها .وانتقاده لبعض األقوال التي حكاها في كتابه ،بسبب ضعف القول أو ألنه ال
مستند له ،أو لقصور في القول ،وتص ّدر كثيرا من المباحث بأهم المصنفات في النوع
المندرج تحته ،ولقد يسّر السيوطي بما جمعه سبل البحث والدراسة ،كونه جمع مادة
علمية يصعب على الكثير االطالع عليها في مظانها .ويعد اإلتقان من أمهات الكتب
المعتمد عليها في الدراسات القرآنية .وبهذا فقد استطاع السيوطي في كثير من أنواع
علوم القرآن تلخيص كالم أهل العلم بعبارة سهلة واضحة.
3
منهج السيوطي في تأليف اإلتقان في علوم القران
اتسم منهج السيوطي بظاهرة التلخيص واالختصار في معظم مباحثه ،ويؤكد هذه
الظاهرة حبه الستيعاب األقوال في تأليفه ،ولكونه جعل اإلتقان مقدمة لتفسيره
الكبير (مجمع البحرين) فلم يتأنق في تحبيره كما فعل في غيره من الكتب.
ويلحظ على السيوطي كثرة تكرار المباحث المتشابهة في مؤلفاته المتعددة
ومن منهجه مراعاة التناسب في ارتباط بعض األنواع ببعض.
ومن منهجه أنه يسوق كالم بعض المصنفين بأسانيدهم ،ويذكر أقوال غير
الشافعية في المسائل التكليفية التي ينبني عليها عمل.
استشهاده ببعض األبيات الشعرية التي فيها شاهد لقوله.
عزو األحاديث واآلثار التي ينقلها – غالبا – من مجاميع السنة واألجزاء
الحديثية.
ومن منهجه أنه يوافق الزركشي في ذكر مسألة بعينها لكنه يخالفه في المصدر
الذي نقل منه فقد ينقل الزركشي مسألة من كتاب الداني ،ثم يذكر السيوطي نفس
المسألة لكنه ينقلها من المصاحف لبن أبي داود.
أحيانا ينقل من البرهان دون ذكر اسم الكتاب أو مؤلفه ويكتفي بعبارة( :قال
بعضهم) أو (وقال آخرون) وقد ورد ذلك في ( )60موضعا ،وقد صرح باسم
الزركشي أو بكتابه في ( )43موضعا.
أحيانا ينقل عن الزركشي في موضع بال تصريح ثم ينقل عنه كالما في نفس
الموضوع بذكر اسمه ،فقد نقل عنه في تعريف التفسير بذكر عبارة (قال بعضهم)
ثم نقل بعد ذلك تعريفا آخر للتفسير ذكره الزركشي في مقدمة البرهان وصرح
باسمه.
وهذه فهرست أنواعه ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا وحمدت هللا كثيرا
وقوي العزم على إبراز ما أضمرته وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته
فوضعت هذا الكتاب العلي الشأن الجلي البرهان الكثير الفوائد واإلتقان ورتبت أنواعه
ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان وأدمجت بعض األنواع في بعض وفصلت ما حقه أن
يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد والشوارد ما يشنف اآلذان وسميته
ب اإلتقان في علوم القرآن وسترى في كل نوع منه إن شاء هللا تعالى ما يصلح أن يكون
بالتصنيف مفردا وستروى من مناهله العذبة ريا ال ظمأ بعده أبدا وقد جعلته مقدمة
للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته ب مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع
لتحرير الرواية وتقرير الدراية ومن هللا استمد التوفيق والهداية والمعونة والرعاية إنه
قريب مجيب وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت وإليه أنيب .
4
محتويات الكتاب
5
الحادي والثالثون في اإلدغام واإلظهار واإلخفاء واإلقالب
الثاني والثالثون في المد والقصر
الثالث والثالثون في تخفيف الهمزة
الرابع والثالثون في كيفية تحمله
الخامس والثالثون في آداب تالوته
السادس والثالثون في معرفة غريبهX
السابع والثالثون فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز
الثامن والثالثون فيما وقع فيه بغير لغة العرب
6
الرابع والستون في إعجاز القرآن
الخامس والستون في العلوم المستنبطة Xمن القرآن
7
النوع األول
في معرفة المكي والمدني :
قال أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري في كتاب التنبيه على فضل علوم
القرآن من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة والمدينة وما
نزل بمكة وحكمه مدني وما نزل بالمدينة وحكمه مكي وما نزل بمكة في أهل المدينة وما
نزل بالمدينة في أهل مكة وما يشبه نزول المكي في المدني وما يشبه نزول المدني في
المكي وما نزل بالجحفة وما نزل ببيت المقدس وما نزل بالطائف وما نزل بالحديبية وما
نزل ليال وما نزل نهارا وما نزل مشيعا وما نزل مفردا واآليات المدنيات في السور
المكية واآليات المكيات في السور المدنية وما حمل من مكة إلى المدينة وما حمل من
المدينة إلى مكة وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة وما نزل مجمال وما نزل مفسرا
وما اختلفوا فيه فقال بعضهم مدني وبعضهم مكي فهذه خمسة وعشرون وجها من لم
يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب هللا تعالى .
النوع الثاني
في معرفة الحضري والسفري :
أمثلة الحضري كثيرة وأما السفري فله أمثلة تتبعتها منها واتخذوا من مقام إبراهيم
مصلى نزلت بمكة عام حجة الوداع فأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال لما
طاف النبي قال له عمر هذا مقام أبينا إبراهيم قال قال نعم قال أفال نتخذه مصلى فنزلت
وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه مر بمقام
إبراهيم فقال يا رسول هللا أليس نقوم مقام خليل ربنا قال بلى قال أفال نتخذه مصلى فلم
يلبث إال يسيرا حتى نزلت
8
النوع الثالث
معرفة النهاري والليلي
قال االمام السيوطي :أمثلة النهاري كثيرة قال ابن حبيب نزل أكثر القرآن نهارا وأما
الليل فتتبعت له أمثلة
منها آية تحويل القبلة ففي الصحيحين من حديث ابن عمر بينما الناس بقباء في صالة
الصبح إذا أتاهم آت فقال إن النبي قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة
النوع الرابع
الصيفي والشتائي
قال الواحدي أنزل هللا في الكاللة آيتين إحداهما في الشتاء وهي التي في أول النساء
واألخرى في الصيف وهي التي في آخرها
وفي صحيح مسلم عن عمر ما راجعت رسول هللا في شيء ما راجعته في الكاللة وما
أغلظ في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري وقال يا عمر أال تكفيك آية
الصيف التي في آخر سورة النساء
النوع الخامس
الفراشي والنومى
من أمثلة الفراشي قوله وهللا يعصمك من الناس كما تقدم وآية الثالثة الذين خلفوا ففي
الصحيح أنها نزلت وقد بقي من الليل ثلثه وهو عند أم سلمة
وأما النومى فمن أمثلته سورة الكوثر لما روى مسلم عن أنس قال بينا رسول هللا بين
أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول هللا فقال أنزل
على آنفا سورة فقرأ بسم هللا الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن
شانئك هو األبتر
النوع السادس
األرضي والسمائي
تقدم قول ابن العربي إن من القرآن سمائيا وأرضيا وما نزل بين السماء واألرض وما
نزل تحت األرض في الغار قال وأخبرنا أبو بكر الفهري قال أنبأنا التميمي أنبأنا هبة هللا
المفسر قال نزل القرآن بين مكة والمدينة إال ست آيات نزلت ال في األرض وال في
السماء ثالث في سورة الصافات وما منا إال له مقام معلوم اآليات الثالث وواحدة في
الزخرف واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا اآلية واآليتان من آخر سورة البقرة نزلت ليلة
المعراج
9
النوع السابع
معرفة أول ما نزل
اختلف في أول ما نزل من القرآن على أقوال
أحدها وهو الصحيح اقرأ باسم ربك
روى الشيخان وغيرهما عن عائشة قالت أول ما بدئ به رسول هللا من الوحي الرؤيا
الصادقة في النوم فكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخالء فكان
يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة رضي هللا
عنها فتزوده لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ قال
رسول هللا فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ
فقلت ما أنا بقارئ فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا
بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى
بلغ ما لم يعلم فرجع بها رسول هللا ترجف بوادره . . .الحديث
وأخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدالئل وصححاه عن عائشة قالت أول سورة
نزلت من القرآن اقرأ باسم ربك
النوع الثامن
معرفة آخر ما نزل
فيه اختالف
فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال آخر آية نزلت يستفتونك قل هللا يفتيكم في
الكاللة وآخر سورة نزلت براءة
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال آخر آية نزلت آية الربا
وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا
ما بقي من الربا وعند أحمد وابن ماجه عن عمر من آخر ما نزل آية الربا
وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا عمر فقال إن من آخر القرآن نزوال
آية الربا
وأخرج النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال آخر شيء نزل من القرآن واتقوا
يوما ترجعون فيه اآلية
وأخرج ابن مردويه نحوه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بلفظ آخر آية نزلت
وأخرجه ابن جرير من طريق العوفي والضحاك عن ابن عباس
وقال الفريابي في تفسيره حدثنا سفيان عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس قال
آخر آية نزلت واتقوا يوما ترجعون فيه إلى هللا اآلية وكان بين نزولها وبين موت النبي
أحد وثمانون يوما
10
النوع التاسع
معرفة سبب النزول
أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري ومن أشهرها كتاب
الواحدي
قال الجعبري نزول القرآن على قسمين قسم نزل ابتداء وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال
قال الواحدي ال يمكن تفسير اآلية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها
النوع العاشر
فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة
هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول واألصل فيه موافقات عمر وقد أفردها بالتصنيف
جماعة
وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول هللا قال إن هللا جعل الحق على لسان عمر
وقلبه قال ابن عمر وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال إال نزل القرآن على نحو ما قال
عمر
وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن
12
أحدها وهو األصح األشهر أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد
ذلك منجما في عشرين سنة أو ثالث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخالف
في مدة إقامته بمكة بعد البعثة
وأخرج الحاكم والبيهقي وغيرهما من طريق منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم وكان هللا
ينزله على رسول هللا بعضه في أثر بعض
وأما القرآن فاختلف فيه فقال جماعة هو اسم علم غير مشتق خاص بكالم هللا فهو غير
مهموز وبه قرأ ابن كثير وهو مروي عن الشافعي أخرج البيهقي والخطيب وغيرهما
عنه أنه كان يهمز قرأت وال يهمز القرآن ويقول القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من
قرأت ولكنه اسم لكتاب هللا مثل التوراة واإلنجيل
13
وقال قوم منهم األشعري هو مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدهما إلى
اآلخر وسمي به لقران السور واآليات والحروف فيه
النوع العشرون
في معرفة حفاظه ورواته
روى البخاري عن عبد هللا بن عمرو بن العاص قال سمعت النبي يقول خذوا القرآن من
أربعة من عبد هللا بن مسعود وسالم ومعاذ وأبي بن كعب أي تعلموا منهم واألربعة
المذكورون اثنان من المهاجرين وهما المبتدأ بهما واثنان من األنصار وسالم هو ابن
معقل مولى أبي حذيفة ومعاذ هو ابن جبل
14
النوع الحادي والعشرون
في معرفة العالي والنازل من أسانيده
أعلم أن طلب علو اإلسناد سنة فإنه قرب إلى هللا تعالى
والقرب من رسول هللا من حيث العدد بإسناد نظيف غير ضعيف وهو أفضل أنواع العلو
وأجلها
القاضي جالل الدين البلقيني قال القراءة تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ فالمتواتر
القراءات السبعة المشهورة واآلحاد قراءات الثالثة التي هي تمام العشر ويلحق بها قراءة
الصحابة والشاذ قراءات التابعين كاألعمش ويحيى بن وثاب وابن جبير ونحوهم
وهذا الكالم فيه نظر يعرف مما سنذكره وأحسن من تكلم في هذا النوع إمام القراء في
زمانه شيخ شيوخنا أبو الخير بن الجزري قال في أول كتابه النشر كل قراءة وافقت
العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتماال وصح سندها فهي
القراءة الصحيحة التي ال يجوز ردها وال يحل إنكارها بل هي من األحرف السبعة التي
نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن األئمة السبعة أم عن العشرة أم
عن غيرهم من األئمة المقبولين ومتى اختل ركن من هذه األركان الثالثة أطلق عليها
ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم
النوع الثالثون
في اإلمالة والفتح وما بينهما
أفرده بالتصنيف جماعة من القراء منهم ابن القاصح عمل كتابه قرة العين في الفتح
واإلمالة وبين اللفظين
قال الداني الفتح واإلمالة لغتان مشهورتان فاشيتان على ألسنة الفصحاء من العرب
الذين نزل القرآن بلغتهم فالفتح لغة أهل الحجاز واإلمالة لغة عامة أهل نجد من تميم
وأسد وقيس قال واألصل فيها حديث حذيفة مرفوعا إقرؤوا القرآن بلحون العرب
وأصواتها وإياكم وأصوات أهل الفسق وأهل الكتابين
17
كبيرا لكثرة وقوعه إذ الحركة أكثر من السكون وقيل لتأثيره في إسكان المتحرك قبل
إدغامه وقيل لما فيه من الصعوبة وقيل لشموله نوعي المثلين والجنسين والمتقاربين
والمشهور بنسبته إليه من اإلئمة العشرة هو أبو عمرو بن العالء وورد عن جماعة
خارج العشرة كالحسن البصري واألعمش وابن محيصن وغيرهم
اعلم أن الهمز لما كان أثقل الحروف نطقا وأبعدها مخرجا تنوع العرب في تخفيفه بأنواع
التخفيف وكانت قريش وأهل الحجاز أكثرهم له تخفيفا ولذلك أكثر ما يرد تخفيفه من
طرقهم كابن كثير من رواية ابن فليح وكنافع من رواية ورش وكأبي عمرو فإن مادة
قراءته عن أهل الحجاز
وقد أخرج ابن عدي من طريق موسى بن عبيدة عن نافع عن ابن عمر قال ما همز
رسول هللا وال أبو بكر وال عمر وال الخلفاء وإنما الهمز بدعة ابتدعوها من بعدهم
-وأحكام الهمز كثيرة ال يحصيها أقل من مجلد والذي نورده هنا أن تحقيقه أربعة أنواع
18
أحدها النقل لحركته إلى الساكن قبله فيسقط نحو قد أفلح بفتح الدال وبه قرأ نافع من
طريق ورش وذلك حيث كان الساكن صحيحا آخرا والهمزة أوال واستثنى أصحاب
يعقوب عن ورش كتابيه إني ظننت فسكنوا الهاء وحققوا
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر ال حسد إال في اثنتين رجل آتاه هللا القرآن فهو يقوم
به آناء الليل وآناء النهار وروى الترمذي من حديث ابن مسعود من قرأ حرفا من كتاب
هللا فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها وأخرج من حديث أبي سعيد عن النبي يقول الرب
سبحانه وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين
وفضل كالم هللا على سائر الكالم كفضل هللا على سائر خلقه
أخرج أبو عبيد من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله وأنتم سامدون قال الغناء وهي
يمانية وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة هي بالحميرية وأخرج أبو عبيد عن الحسن قال
كنا ال ندري ما األرائك حتى لقينا رجل من أهل اليمن فأخبرنا أن األريكة عندهم الحجلة
فيها السرير
19
النوع الثامن والثالثون
فيما وقع فيه بغير لغة العرب
قال أبو عبيدة إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد
أعظم القول ومن زعم أن كذابا بالنبطية فقد أكبر القول
وقال ابن فارس لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما
عجزت عن اإلتيان بمثله ألنه أتى بلغات ال يعرفونها
النوع التاسع والثالثون
في معرفة الوجوه والنظائر
صنف فيها قديما مقاتل بن سليمان ومن المتأخرين ابن الجوزي وابن الدامغاني وأبو
الحسين محمد بن عبد الصمد المصري وابن فارس وآخرون
فالوجوه للفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ األمة وقد أفردت في هذا الفن
كتابا سميته معترك األقران في مشترك القرآن
والنظائر كاأللفاظ المتواطئة وقيل النظائر في اللفظ والوجوه في المعاني وضعف ألنه
لو أريد هذا لكان الجمع في األلفاظ المشتركة وهم يذكرون في تلك الكتب اللفظ الذي
معناه واحد في مواضع كثيرة فيجعلون الوجوه نوعا ألقسام والنظائر نوعا آخر
وقد جعل بعضهم ذلك من أنواع معجزات القرآن حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف إلى
عشرين وجها وأكثر وأقل وال يوجد ذلك في كالم البشر
النوع األربعون
في معرفة معاني األدوات التي يحتاج إليها المفسر
وأعني باألدوات الحروف وما شاكلها من األسماء واألفعال والظروف
ومن أفضل ما قرات قول ابن عباس :قال الحمد هلل الذي قال عن صالتهم ساهون ولم
يقل في صالتهم
20
وكذا قوله تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن قال مكي ليس في كتاب هللا آية
إشتملت على ضمائر أكثر منها فإن فيها خمسة وعشرين ضميرا ومن ثم ال يعدل إلى
المنفصل إال بعد تعذر المتصل بأن يقع في اإلبتداء نحو إياك نعبد أو بعد إال نحو وقضى
ربك أال تعبدوا إال إياه
22
النوع الحادي والخمسون
في وجوه مخاطباته
أحدها خطاب العام والمراد به العموم كقوله هللا الذي خلقكم والثاني خطاب الخاص
والمراد به الخصوص كقوله أكفرتم بعد إيمانكم يأيها الرسول بلغ
الثالث خطاب العام والمراد به الخصوص كقوله يأيها الناس اتقوا ربكم لم يدخل فيه
األطفال
23
النوع الخامس والخمسون
في الحصر واالختصاص
أما الحصر ويقال له القصر فهو تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص ويقال أيضا
إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه
وينقسم إلى قصر الموصوف على الصفة وقصر الصفة على الموصوف وكل منهما إما
حقيقي وإما مجازي
24
واإليغال والتتميم والتكميل واالحتراس واالستقصاء والتذييل والزيادة والترديد والتكرار
والتفسير واإليضاح ونفي الشيء بإيجابه والمذهب الكالمي والقول بالموجب والمناقضة
واألنتقال واألسجال والتسليم والتمكين والتوشيح والتسهيم ورد العجز على الصدر
وتشابه األطراف ولزوم ما ال يلزم والتخيير والتسجيع والتسريع واإليهام وهو التورية
واالستخدام وااللتفات واالطراد واالنسجام واإلدماج واالفتنان واالقتدار وائتالف اللفظ
مع اللفظ وائتالف اللفظ مع المعنى واالستدراك واالستثناء واالقتصاص واإلبدال وتأكيد
المدح بما يشبه الذم والتفويت والتغاير والتقسيم والتدبيج والتنكيت والتجريد والتعديد
والترتيب والترقي والتدلي والتضمين والجناس والجمع والتفريق والجمع والتقسيم
والجمع مع التفريق والتقسيم وجمع المؤتلف والمختلف وحسن النسق وعتاب المرء نفسه
والعكس والعنوان والفرائد والقسم واللف والنشر والمشاكلة والمزاوجة والمبالغة
والمطابقة والمقابلة والمواربة والمراجعة والنزاهة واإلبداع والمقارنة وحسن االبتداء
وحسن الختام وحسن التخلص واالستطراد
النوع التاسع والخمسون
في فواصل اآلي
الفاصلة كلمة آخر اآلية كقافية الشعر وقرينة السجع
وقال الداني كلمة آخر الجملة
قال الجعبري وهو خالف المصطلح وال دليل له في تمثيل سيبويه ب يوم يأت و ما كنا
نبغ وليسا رأس آي ألن مراده الفواصل اللغوية ال الصناعية
وقال القاضي أبو بكر الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع يقع بها إفهام المعاني
وفرق الداني بين الفواصل ورؤوس اآلي فقال الفاصلة هي الكالم المنفصل عما بعده
والكالم المنفصل قد يكون رأس آية وغير رأس وكذلك الفواصل يكن رؤوس أي
وغيرها وكل رأس آية فاصلة والوصل أن يكون غير فاصلة أو فاصلة وصلها لتقدم
تعريفها
وأما القياسي فهو ما ألحق من المحتمل غير المنصوص بالمنصوص لمناسب وال
محذور في ذلك ألنه ال زيادة وال نقصان وإنما غايته إنه محل فصل أو وصل والوقف
على كل كلمة جائز ووصل القرآن كله جائز فاحتاج القياس إلى طريق تعرفه فنقول
فاصلة اآلية كقرينة السجعة في النثر وقافية البيت في الشعر وما يذكر من عيوب القافية
من اختالف الحركة واإلشباع والتوجيه فليس بعيب في الفاصلة
وجاز االنتقال في الفاصلة والقرنية وقافية األرجوزة من نوع إلى آخر بخالف قافية
القصيدة ومن ثم ترى يرجعون مع عليم والميعاد مع الثواب والطارق مع الثاقب
النوع الستون
في فواتح السور
أفردها بالتأليف ابن أبي األصبع في كتاب سماه الخواطر السوانح في أسرار الفواتح
وأنا ألخص هنا ما ذكره مع زوائد من غيره
25
اعلم أن هللا افتتح سور القرآن بعشرة أنواع من الكالم ال يخرج شيء من السور عنها
األول الثناء عليه تعالى والثناء قسمان إثبات لصفات المدح ونفي وتنزيه من صفات
النقص فاألول التحميد في خمس سور وتبارك في سورتين والثاني التسبيح في سبع سور
قال الكرماني في متشابه القرآن التسبيح كلمة استأثر هللا بها فبدأ بالمصدر في بني
إسرائيل ألنه األصل ثم بالماضي في الحديد والحشر ألنه أسبق الزمانين ثم بالمضارع
في الجمعة والتغابن ثم باألمر في األعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها
الثاني حروف التهجي في تسع وعشرين سورة وقد مضى الكالم عليها مستوعبا في
نوع المتشابه ويأتي اإللمام بمناسباتها في نوع المناسبات
الثالث النداء في عشر سور خمس بنداء الرسول األحزاب والطالق والتحريم والمزمل
والمدثر وخمس بنداء األمة النساء والمائدة والحج والحجرات والممتحنة
الرابع الجمل الخبرية نحو يسألونك عن األنفال براءة من هللا أتى أمر هللا اقترب للناس
حسابهم قد أفلح المؤمنون
26
النوع الثاني والستون
في مناسبة اآليات والسور
أفرده بالتأليف العالمة أبو جعفر بن الزبير شيخ أبي حيان في كتاب سماه البرهان في
مناسبة ترتيب سور القرآن ومن أهل العصر الشيخ برهان الدين البقاعي في كتاب سماه
نظم الدرر في تناسب اآلي والسور وكتابي الذي صنعته في أسرار التنزيل كافل بذلك
جامع لمناسبات السور واآليات مع ما تضمنه من بيان وجوه اإلعجاز وأساليب البالغة
وقد لخصت منه مناسبات السور خاصة في جزء لطيف سميته تناسق الدرر في تناسب
السور
وعلم المناسبة علم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته
وممن أكثر فيه اإلمام فخر الدين وقال في تفسيره
أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط
النوع الثالث والستون
في اآليات المشتبهات
والقصد به إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة بل تأتي في موضع
واحد مقدما وفي آخر مؤخرا كقوله في البقرة وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة وفي
األعراف وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا
وفي البقرة وما أهل به لغير هللا وسائر القرآن وما أهل لغير هللا به
النوع الخامس والستون
في العلوم المستنبطة من القرآن
قال تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء وقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء
وقال ستكون فتن قيل وما المخرج منها قال كتاب هللا فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم
وحكم ما بينكم
أخرجه الترمذي وغيره
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر
األولين واآلخرين قال البيهقي يعني أصول العلم
وأخرج البيهقي عن الحسن قال أنزل هللا مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها
التوراة واإلنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثالثة الفرقان
وقال اإلمام الشافعي رضي هللا عنه جميع ما تقوله األمة شرح للسنة وجميع السنة شرح
للقرآن
وقال أيضا جميع ما حكم به النبي فهو مما فهمه من القرآن
قلت ويؤيد هذا قوله إني ال أحل إال ما أحل هللا وال أحرم إال ما حرم هللا في كتابه أخرجه
بهذا اللفظ الشافعي في األم
وقال سعيد بن جبير ما بلغني حديث عن رسول هللا على وجهه إال وجدت مصداقه في
كتاب هللا
27
النوع الرابع والستون
في إعجاز القرآن
اعلم أن المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة وهي إما حسية وإما
عقلية وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لبالدتهم وقلة بصيرتهم وأكثر معجزات هذه
األمة عقلية لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم وألن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر
إلى يوم القيامة خصت بالمعجزة العقلية الباقية ليراها ذوو البصائر كما قال ما من األنبياء نبي
إال أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه هللا إلي فأرجو أن أكون
أكثرهم تابعا
النوع الخامس والستون
في العلوم المستنبطة من القرآن
قال تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء وقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء
وقال ستكون فتن قيل وما المخرج منها قال كتاب هللا فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما
بينكم
أخرجه الترمذي وغيره
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر األولين
واآلخرين قال البيهقي يعني أصول العلم
وأخرج البيهقي عن الحسن قال أنزل هللا مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها التوراة
واإلنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثالثة الفرقان
وقال اإلمام الشافعي رضي هللا عنه جميع ما تقوله األمة شرح للسنة وجميع السنة شرح
للقرآن
وقال أيضا جميع ما حكم به النبي فهو مما فهمه من القرآن
قلت ويؤيد هذا قوله إني ال أحل إال ما أحل هللا وال أحرم إال ما حرم هللا في كتابه أخرجه بهذا
اللفظ الشافعي في األم
وقال سعيد بن جبير ما بلغني حديث عن رسول هللا على وجهه إال وجدت مصداقه في كتاب
هللا
28
فائدة
عقد جعفر بن شمس الخالفة في كتاب اآلداب بابا في ألفاظ من القرآن جارية مجرى المثل
وهذا هو النوع البديعي المسمى بإرسال المثل وأورد من ذلك قوله تعالى
ليس لها من دون هللا كاشفة
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
اآلن حصحص الحق
29
النوع السابع والستون
في أقسام القرآن
أفرده ابن القيم بالتصنيف في مجلد سماه التبيان والقصد بالقسم تحقيق الخبر توكيده حتى
جعلوا مثل وهللا يشهد إن المنافقين لكاذبون قسما وإن كان فيه إخبار بشهادة ألنه لما جاء
توكيدا للخبر سمي قسما
وقد قيل ما معنى القسم منه تعالى فإنه إن كان ألجل المؤمن فالمؤمن مصدق بمجرد
اإلخبار من غير قسم وإن كان ألجل الكافر فال يفيده
وأجيب بأن القرآن نزل بلغة العرب ومن عادتها القسم إذا أرادات أن تؤكد أمرا
وأجاب أبو القاسم القشيري بأن هللا ذكر القسم لكمال الحجة وتأكيدها وذلك أن الحكم
يفصل باثنين إما بالشهادة وإما بالقسم فذكر تعالى في كتابه النوعين حتى ال يبقى لهم
حجة فقال شهد هللا أنه ال إله إال هو والمالئكة وأولو العلم وقال قل إي وربي إنه لحق
وعن بعض األعراب أنه لما سمع قوله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب
السماء واآلرض إنه لحق صرخ وقال من ذا الذي أغضب الجليل حتى ألجأه إلى اليمين
وال يكون القسم إال باسم معظم وقد أقسم هللا تعالى بنفسه في القرآن في سبعة مواضع
اآلية المذكورة بقوله قل إي وربي
30
النوع التاسع والستون
فيما وقع في القرآن من األسماء والكنى واأللقاب
في القرآن من أسماء األنبياء والمرسلين خمس وعشرون هم مشاهيرهم
أسماء األنبياء والمرسلين في القرآن
قال الجواليقي أسماء األنبياء كلها أعجمية إال أربعة آدم وصالح وشعيب ومحمد
إبراهيم قال الجواليقي هو اسم قديم ليس بعربي وقد تكلمت به العرب على وجوه أشهرها
إبراهيم وقالوا إبراهام وقرئ به في السبع
وإبراهيم بحذف الياء وإبرهم وهو اسم سرياني معناه أب رحيم وقيل مشتق من البرهمة
وهي شدة النظر حكاه الكرماني في عجائبه
النوع السبعون
في المبهمات
أفرده بالتأليف السهيلي ثم ابن عساكر ثم القاضي بدر الدين بن جماعة
ولي فيه تأليف لطيف جمع فوائد الكتب المذكورة مع زوائد أخرى على صغر حجمه جدا
وكان من السلف من يعتني به كثيرا
قال عكرمة طلبت الذي خرج من بيته مهاجرا إلى هللا ورسوله ثم أدركه الموت أربع
عشرة سنة
أسباب اإلبهام في القرآن
ولإلبهام في القرآن أسباب
أحدهما اإلستغناء ببيانه مع موضع آخر كقوله صراط الذين أنعمت عليهم فإنه مبين في
قوله مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
اما الثاني أن يتعين إلشتهاره كقوله وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ولم يقل حواء
ألنه ليس له غيرها
النوع الحادي والسبعون
في أسماء من نزل فيهم القرآن
ومن أمثلته ما أخرجه أحمد والبخاري في األدب عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت في
أربع آيات يسألونك عن األنفال ووصينا اإلنسان بوالديه حسنا وآية تحريم الخمر وآية
الميراث وأخرج ابن أبي حاتم عن رفاعة القرظي قال نزلت ولقد وصلنا لهم القول في
عشرة أنا أحدهم وأخرج الطبراني عن أبي جمعه جنيد بن سبع وقيل حبيب بن سباع قال
فينا نزلت ولوال رجال مؤمنون ونساء مؤمنات وكنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتين
31
النوع الثاني والسبعون
في فضائل القرآن
أفرده بالتصنيف أبو بكر بن أبي شيبة والنسائي وأبو عبيد القاسم بن سالم وابن
الضريس وآخرون وقد صح فيه أحاديث باعتبار الجملة وفي بعض السور على التعيين
ووضع في فضائل القرآن أحاديث كثيرة ولذلك صنفت كتابا سميته خمائل الزهر في
أخرج ابن ماجه وغيره من حديث ابن مسعود عليكم بالشفاءين العسل والقرآن
وأخرج أيضا من حديث علي خير الدواء القرآن
وأخرج أبو عبيد عن طلحة بن مصرف قال كان يقال إذا قرئ القرآن عند المريض وجد
لذلك خفة
وأخرج البيهقي في الشعب عن واثلة بن األسقع أن رجال شكا إلى النبي وجع حلقه قال
عليك بقراءة القرآن
32
النوع السادس والسبعون
في مرسوم الخط وآداب كتابته
أفرده بالتصنيف خالئق من المتقدمين والمتأخرين منهم أبو عمرو الداني وألف في
توجيه ما خالف قواعد الخط منه أبو العباس المراكشي كتابا سماه عنوان الدليل في
مرسوم خط التنزيل بين فيه أن هذه األحرف إنما اختلف حالها في الخط بحسب اختالف
أحوال معاني كلماتها
التفسير تفعيل من الفسر وهو البيان والكشف ويقال هو مقلوب السفر تقول أسفر الصبح
إذا أضاء وقيل مأخوذ من التفسرة وهي اسم لما يعرف به الطبيب المرض
والتأويل أصله من األول وهو الرجوع فكأنه صرف اآلية إلى ما تحتمله من المعاني
وقيل من اإليالة وهي السياسة كأن المؤول للكالم ساس الكالم ووضع المعنى فيه
موضعه
وقال الراغب التفسير أعم من التأويل وأكثر استعماله في األلفاظ ومفرداتها وأكثر
استعمال التأويل في المعاني والجمل وأكثر ما يستعمل في الكتب اإللهية والتفسير
يستعمل فيها وفي غيرها
وقال غيره التفسير بيان لفظ ال يحتمل إال وجها واحدا والتأويل توجيه لفظ متوجه إلى
معان مختلفة إلى واحد منها بما ظهر من األدلة
النوع الثامن والسبعون
في معرفة شروط المفسر وآدابه
قال العلماء من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أوال من القرآن فما أجمل منه في مكان
فقد فسر في موضع آخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر منه
وقد ألف ابن الجوزي كتابا فيما أجمل في القرآن في موضع وفسر في موضع آخر منه
فإن أعياه ذلك طلبه من السنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له وقد قال الشافعي رضي
هللا عنه كل ما حكم به رسول هللا فهو مما فهمه من القرآن قال تعالى إنا أنزلنا إليك
الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك هللا
فإن لم يجده في السنة رجع إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن
واألحوال عند نزوله ولما اختصوا به من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح
33
النوع التاسع والسبعون
في غرائب التفسير
ألف فيه محمود بن حمزة الكرماني كتابا في مجلدين سماه العجائب والغرائب ضمنه
أقواال ذكرت في معاني آيات منكرة ال يحل االعتماد عليها وال ذكرها إال للتحذير منها
من ذلك قول من قال في حمعسق إن الحاء حرب علي ومعاوية والميم والية المروانية
والعين والية العباسية والسين والية السفيانية والقاف قدوة مهدي حكاه أبو مسلم ثم قال
أردت بذلك أن يعلم أن فيمن يدعي العلم حمقى
ومن ذلك قول من قال في آلم معنى ألف ألف هللا محمدا فبعثه نبيا ومعنى الم المه
الجاحدون وأنكروه ومعنى ميم الجاحدون المنكرون من الموم وهو البرسام
ومن ذلك قول من قال في ولكم في القصاص حياة يا أولي األلباب إنه قصص القرآن
النوع الثمانون
في طبقات المفسرين
تفسير الصحابة
اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة الخلفاء األربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن
كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى األشعري وعبد هللا بن الزبير
أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب
والرواية عن الثالثة نزرة جدا وكأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم كما أن ذلك هو السبب
في قلة رواية أبي بكر رضي هللا عنه للحديث وال أحفظ عن أبي بكر رضي هللا عنه في
التفسير إال آثارا قليلة جدا ال تكاد تجاوز العشرة
وأما علي فروى عنه الكثير وقد روى معمر عن وهب بن عبد هللا عن أبي الطفيل قال
شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فوهللا ال تسألوني عن شيء إال أخبرتكم وسلوني
عن كتاب هللا فوهللا ما من آية إال وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جب
34
مقترحات وتوصيات
.1توحيد جهود المشتغلين بعلوم القرآن والتفسير ،على المستوى العالمي وذلك
بتبادل المعلومات والخبرات.
.2تنظيم دورات علمية بصفة منتظمة ،إلعادة االعتبار لثقافة القرآن ،وجعلها
مهيمنة على تفكير اإلنسان.
.3عمل برنامج تلفزيوني مصور فيه نخبة من علماء االمة ممن يعملون في مجال
علوم القران
.4اإلعالن من مسابقات بحثية دولية لتشجيع الباحثين واألساتذة وطلبة العلم على
مزيد من البحث إلثراء المكتبة العربية من علوم القران.
35
الفهرس
الصفحة العنوان
3-2 المقدمة
36
11 الثاني عشر ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه
الخامس عشر ما أنزل منه على بعض األنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي 12
37
18 الثاني والثالثون في المد والقصر
38
23 الثاني والخمسون في حقيقته ومجازه
39
32 الثاني والسبعون في فضائل القرآن
33 السابع والسبعون في معرفة تأويله وتفسيره وبيان شرفه والحاجة إليه
40-36 الفهرس
40