You are on page 1of 30

‫جامعة االحقاف‬

‫كلية العلوم اإلسالمية‬

‫حترير مصطلح املكي واملدين من القرآن‬

‫وعالقتهام بني الناسخ واملنسوخ‬


‫إعدد الطالب‪:‬‬

‫فضيل نور‬

‫إرشاف األستاذ‪:‬‬

‫الدكتور أصفياء الرمحن فيصل‬

‫استكامل ملتطلبات درجة البكالوريوس من قسم القرآن وعلومه‬


‫العام جامعي ‪2023-2022 :‬‬

‫‪1‬‬
‫استفتاح‬
‫ﭐ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐ‬

‫‪1‬‬
‫ﱭ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ‬
‫ﱮ‬ ‫ﱡﭐﱫﱬ‬

‫‪ 1‬سورة النساء‪82:‬‬
‫أ‌‬
‫إهداء‬
‫• إىل سيدي قرة عيني ونور القلبي سيدنا حممد صيل اهلل عليه وسلم وعىل آله وصحبه وسلم‬

‫• إىل والديت العزيزة أطال اهلل عمرها ومنعها اهلل يف حياهتا من كل مكروه ‪.‬‬

‫• إىل والدي العزيز أطال اهلل عمره ومنعه اهلل يف حياته من كل مكروه‪.‬‬

‫ب‬
‫‌‬
‫شكر وتقدير‬
‫من مل يشكر الناس مل يشكراهلل عز وجل؛ انطالقا ألمر اهلل ورسول اهلل‪ ،‬أما بعد‪.‬‬

‫فأقدم خالص الشكري بعد ريب ثم رسول صل اهلل عليه وسلم إىل ‪:‬‬

‫• إىل الدكتور اصفياء الرمحن فيصل‬

‫• إىل مجيع األساتذة بجامعة األحقاف‬

‫• إىل مجيع أصحايب بجامعة األحقاف‪ ،‬خصوصا اىل الدفعة األوىل القرأن وعلومه‬

‫ج‌‬
‫مقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني محدا يوايف نعمه ويكافئ مزيده ياربنا لك احلمد كام ينبغي جلالل‬

‫‪،‬وجهك وعظيم سلطانك فلك احلمد حتى ترىض ولك احلمد إذا رضيت ولك احلمد بعد الرىض‬

‫والصالة والسالم األمتان األكمالن عىل املصطفى من عدنان نبينا حممد صلوات ريب وسالمه عليه‬

‫وعىل آله األطهار وأصحابه األخيار ومن مشى عىل هنجهم وسار إل يوم الوقوف بني يديك ياملك‬

‫ياقهار‪.‬‬

‫فإن منمن دواعي أن نشارك يف هذا البحث العظيم استكامل ملتطلبات درجة‬

‫البكالوريوس‪ ،‬وقد حدد لنا موضوع البحث‪ ،‬وهو حترير مصطلح املكي واملدين من القرآن‬

‫وغالقتهام بني الناسخ والنسوخ ولذلك سأبني لكم كيف نعرف الفرق بني املكي واملدين من حيث‬

‫اللغة والصطالحا ‪،‬وعلقة ذلك باالذي نزل يف املكة و يف املدينة ‪،‬هل هناك فرق بينهام ؟ وهل بينهام‬

‫عموم وخصوص ؟ وهل هناك ناسخ واملنسوخ؟‪.‬‬

‫وهلذا رأيت إشكاالت هلذا املوضوع حيتاج إىل من يقوم بتحرير حلها وإن كان األمر فيه‬

‫صعوبة‪ ،‬ولكن أسأله جلت قدرته العون والتوفيق يف هذا العمل‪ ،‬ومع اجلد والجتهاد والبحث‬

‫يكون الوصول إل الغاية التي نطلبها‪ ،‬وهي أن خيرج البحث كامال وجامعا يف بابه مرضيا عند اهلل‬

‫ورسوله عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫د‌‬
‫متهيد‬
‫ومن خالل هذا البحث الذي سميناه حترير مصطلح املكي واملدين من القرآن‬

‫وسأقدم للقارئ مستعينا باهلل ومسرتشدا هبداه مباحث ومطالب هذا البحث كام يأيت ‪:‬‬

‫أول ‪:‬تتبع أمهية املوضوع‪.‬‬

‫• معرفة معنى املصطالحات الواردة يف البحث لغة وصطالحا‪.‬‬

‫• معرفة الكم املرتتب عليه ‪.‬‬

‫• معرفة سبب نزوهلا‪.‬‬

‫• معرفة الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سبب اختيار البحث‪.‬‬

‫من األسباب التي جتعلني أختار هذا املوضوع ‪:‬‬

‫• أن النفس متيل إل أن تذوق لذة حترير مصطالح املكي واملدين من القران وعالقتهام بني‬

‫الناسخ واملنسوخ حيث أشعر قوة الندماج مع املوضوع ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أهداف البحث‬

‫• توضيح الفرق بني املكي واملدين من خالل اراء علامء هذه الفن‪.‬‬

‫• معرفة الناسخ واملنسوخ بني املكي واملدين ‪.‬‬

‫• معرفة الفوئد بني الناسخ والسوخ‪.‬‬

‫ه‌‬
‫رابعا ‪:‬منهج البحث‬

‫• لقد استعملت املنهج التارخيي ألنه يبحث عن املكي واملدين من حيث تارخيية كمثل يف‬

‫أسباب النزول القرآن وكيف جتمع القرآن بني املكي واملدين بشكل العام‪.‬‬

‫• ويقوم أيضا هذ البحث بالبحث اإلستقراء ألنه يبحث عن بعض اجلزئية من مسائل بني‬

‫املكي واملدين وبني الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫• املنهج التحليليي يتجيل هذ املنهج يف عالقة بني املكي واملدين من حيث الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫خامسا ‪:‬خطة البحث‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬حترير مصطلح املكي واملدين من القرآن‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تعريف املكي واملدين‪.‬‬

‫• املطلب األول ‪ :‬تعريف املكي‪.‬‬

‫• املطلب الثاين‪ :‬تعريف املدين‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪:‬مصطالحات املكي واملدين‪.‬‬

‫• املطلب األول ‪ :‬اعتبار الزمن و املكان واملخاطب النزول يف املكي‪.‬‬

‫• املطلب الثاين ‪ :‬اعتبار الزمن و املكان واملخاطب النزول يف املدينة‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪:‬ضوابط ملعرفة املكي واملدين‪.‬‬

‫• املطلب األول ‪ :‬ضوابط املكي ومميزاته املوضوعية‪.‬‬

‫• املطلب الثاين ‪ :‬ضوابط املدين ومميزاته املوضوعية‪.‬‬

‫و‌‬
‫املبحث الرابع ‪:‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املكي واملدين‪.‬‬

‫• املطلب األول ‪ :‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املكي‪.‬‬

‫• املطلب الثاين ‪ :‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املدين‪.‬‬

‫املبحث الرابع ‪ :‬أسباب االختالف يف تعيني املكي واملدين‪.‬‬

‫الفصل الثاين ‪ :‬عالقة املكي واملدين وبني الناسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬العالقة بني املكي واملدين وبني النسخ واملنسوخ‪.‬‬

‫• املطلب األول ‪:‬تعريف الناسخ واملنسوخ لغة وصطالحا‪.‬‬

‫• املطلب الثاين ‪ :‬النسخ يف االصطالح فهو رفع الكم الرشعى بدليل رشعى متأخر‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬رضوب مثال عىل العالقة بني املكي واملدين وبني الناسخ واملنسوخ ‪.‬‬

‫املبحث الثالثل ‪ :‬فائدة يف أقسام الناسخ واملنسوخ من القرآن‪.‬‬

‫• املطلب األول ‪ :‬فائدة يف أقسام الناسخ من القرآن ‪.‬‬

‫• املطلب الثاين ‪ :‬فائدة يف أقسام املنسوخ يف القرآن‪.‬‬

‫خامتة ‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪.‬‬

‫فهرس ‪.‬‬

‫ز‌‬
‫الفصل األول ‪ :‬حترير مصطلح املكي واملدين من القرآن‬
‫وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬التعريف اللغوي املكي واملدين‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬مصطالحات املكي واملدين‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬ضوابط ملعرفة املكي واملدين‪.‬‬

‫املبحث الرابع ‪:‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املكي واملدين‪.‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬التعريف اللغوي املكي واملدين‪.‬‬


‫املطلب األول ‪ :‬تعريف املكي‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬املكي لغة ‪:‬بفتح امليم وتشديد الكاف نسبة اىل أرشف بقعة عىل وجه األرض ‪,‬منزل‬
‫‪1‬‬
‫األنبياء ومهبط الوحي‪.‬‬

‫جاءت يف مقاييس اللغة كلمة مك؛ امليم والكاف أصل صحيح يدل عىل انتقاء العظم‪ ،‬ثم‬

‫يقاس عىل ذلك‪ ،‬يقولون‪ :‬متككت العظم‪ :‬أخرجت ُمه‪ ،‬وامتك الفصيل ما يف رضع أمه‪ :‬رشبه‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫والتمكك‪ :‬االستقصاء‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أخذ اسم مكة‪ ،‬ألهنا كاملجرى للامء‪ ،‬فهو ينجذب إليها‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن السمعاين ‪ ،‬األنساب (‪)417/12‬‬


‫‪ 2‬أمحد بن فارس (‪ ،)1979‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬صفحة‪ ،275-274 :‬جزء‪.5 :‬‬
‫‪3‬اليب الفتح العثمان بن جين النحوي‪ ،‬سر صناعة االعراب‪ ،‬ابب القاف (‪)287/1‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أسامء مكة املكرمة‬

‫أطلقت عىل مكة املكرمة أسامء كثرية‪ ،‬منها ما ورد يف القرآن الكريم‪ ،‬والسنة النبوية‪ ،‬وكالم‬
‫‪1‬‬
‫العرب‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬

‫• أم القرى ‪ :‬حيث سامها اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬هبذا االسم يف القرآن الكريم‪ ،‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱻﱼ‬
‫‪2‬‬
‫ﱽﱾﱿﲋﱠ‌‪.‬‬

‫• البلد األمني‪ :‬سامها املوىل ‪-‬عز وجل‪ -‬البلد األمني‪ ،‬وجاء ذلك يف معرض القسم‪ ،‬حيث‬

‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱡﱢﱣﱤﱠ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫• بكة ‪ :‬ورد ذكرها يف القرآن الكريم بلفظ بكة‪ ،‬حيث ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲇﲈﲉﲊﲋﲌ‬

‫ﲍﲎﲏﲐﲑ ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫• وجاء أن بكة هي موضع البيت‪ ،‬ومكة هي ما حول البيت‪ ،‬وقيل‪ :‬سميت بكة ألن أقدام زائرهيا‬

‫يبك بعضها بعضا‪ ،‬وقيل‪ :‬بكة موضع البيت‪ ،‬ومكة هو الرم كله‪ ،‬وقيل‪ :‬بل بكة يقصد هبا‪ :‬الكعبة‬

‫واملسجد‪ ،‬ومكة مكان يطلق عىل بطن الوادي الذي ذكره اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬يف سورة الفتح‪ ،‬حيث جاء‬

‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍ‬

‫ﱎ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ﱏ‬

‫‪1‬‬
‫أمحد بن فارس (‪ ،)1979‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬صفحة‪ ،275-274 :‬جزء‪.5 :‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة األنعام‪ ،‬آية‪.92 :‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة التني‪ ،‬آية ‪.3 :‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬آية‪.96 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الفتح‪ ،‬آية‪.24 :‬‬
‫‪2‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬تعريف املدين‪.‬‬

‫أوال ‪:‬املدينة لغة‬

‫املرص اجلامع‪ ،‬عىل وزن فعيلة‪ ،‬مأخوذة من مدن باملكان أي‪ :‬أقام فيه‪ ،‬وقيل‪ :‬مفعلة ألهنا من‬
‫‪1‬‬
‫دان‪ ،‬واجلمع‪ :‬مدن‪ ،‬ومدائن‪.‬‬

‫املدينة‪ :‬مدينة الرسول ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬والنسبة إليها‪ :‬مدين‪ ،‬ويف الطري‪ :‬مديني‪.‬‬

‫وكل أرض يبنى هلا حصن يف أصطمتها‪ :‬فهومدينتها‪ .‬ومتدين فالن‪ :‬إذا متلك وتنعم‪ .‬ومدن‬
‫‪2‬‬
‫باملكان‪ :‬أقام به‪.‬‬

‫وغلب إطالق " املدينة " معرفا بأل لدى املسلمني عىل مدينة الرسول صىل اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ويكثر أن يقال‪ " :‬املدينة املنورة " إشارة إىل أهنا منورة بأنوار ساكنها عليه أفضل الصالة والسالم‪.‬‬

‫واملدين نسبة غلبت عىل مدينة رسول اهلل ﷺ‪ .‬قال السمعاين ‪(( 4‬اكثر ما ينسب اليها‬
‫‪5‬‬
‫يقال ‪:‬املدين ‪،‬واملديني))‪.‬‬

‫‪ 1‬القاموس احمليط وخمتار الصحاح‪.‬‬


‫‪ 2‬إمساعيل بن عباد بن العباس ‪ ،‬احمليط يف اللغة (‪)2/353‬‬
‫‪ 3‬صاحل عبد السميع االيب االزهري ‪ ،‬جواهر اإلكليل ( ‪.)267 / 1‬‬
‫‪ 4‬هو سعيد عبد الكرمي بن حممد منصور السمعاين ‪،‬الف األنساب والتجبري يف املعجم الكبري ‪،‬تويف ‪-‬رمحة للا‪-‬‬
‫سنة (‪ 562‬ه)‬
‫‪5‬للسمعاين ‪ ،‬األنساب (‪)35/5‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانيا ‪:‬أسامء املدينة املنورة‬

‫كانت املدينة تسمى قبل اإلسالم يثرب‪ ،‬فسامها النبي صىل اهلل عليه وسلم " املدينة " وقال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أمرت بقرية تأكل القرى‪ .‬يقولون يثرب وهي املدينة‪ .‬تنفي الناس كام ينفي الكري خبث الديد‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬مصطالحات املكي واملدين‪:‬‬


‫للعلامء يف الفرق بني املكي واملدين ثالثة آراء اصطالحية‪ ،‬كل رأي منها بني عىل اعتبار خاص‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬باعتبار الزمن واملكان واملخاطب النزول يف املكي‪.‬‬

‫فااملكي عنده ثالثة مصطالحات‪:‬‬

‫األول ‪ :‬ما نزل قبل اهلجرة وإن كان بغري مكة‪.‬‬

‫الثاين ‪ :‬أن املكي ما نزل بمكة ولو بعد اهلجرة‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن املكي ما وقع خطابا ألهل مكة‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬باعتبار الزمن واملكان واملخاطب النزول يف املدينة‪.‬‬

‫واملدين عنده ثالثة مصطالحات‪:‬‬

‫األول ‪ :‬واملدين ما نزل بعداهلجرة سواء نزل بمكة أم باملدينة عام الفتح أو عام حجة الوداع أم بسفر‬

‫من األسفار‪.‬‬

‫الثاين ‪ :‬واملدين ما نزل باملدينة وعىل هذا تثبت الواسطة فام نزل باألسفار ال يطلق عليه مكي وال‬

‫مدين‪ .‬وقد أخرج الطَباين يف الكبري من طريق الوليد بن مسلم عن عفري بن معدان عن ابن عامر عن‬

‫‪1‬‬
‫حديث‪ " :‬أمرت بقرية أتكل القرى‪ ." . . .‬أخرجه البخاري (الفتح ‪ ،87 / 3‬ومسلم ‪ )1006 / 2‬من‬
‫حديث أيب هريرة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أيب أمامة قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪" :‬أنزل القرآن يف ثالثة أمكنة‪ :‬مكة واملدينة والشام‬
‫‪1‬‬
‫"‪.‬‬

‫قال الوليد‪ :‬يعني بيت املقدس‪ .‬وقال الشيخ عامد الدين بن كثري‪ :‬بل تفسريه بتبوك أحسن‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ويدخل يف مكة ضواحيها كاملنزل بمنى وعرفات والديبية ويف املدينة ضواحيها كاملنزل ببدر‬
‫‪2‬‬
‫وأحد وسلع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الثالث ‪:‬املدين ما وقع خطابا ألهل املدينة ‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪:‬ضوابط ملعرفة املكي واملدين‪.‬‬


‫املطلب األول ‪ :‬ضوابط املكي ومميزاته املوضوعية‪:‬‬

‫‪ - 1‬كل سورة فيها سجدة فهي مكية‪.‬‬

‫‪ - 2‬كل سورة فيها لفظ (كال) فهي مكية‪ .‬ومل ترد إال يف النصف األخري من القرآن الكريم‪.‬‬

‫يقول مكي بن أيب طالب عن لفظة "كال" ‪...:‬مل تقع يف القرآن إال يف سورة مكية ألن التهديد‬

‫والوعيد اكثر ما نزل بمكة ‪ ،‬أل اكثر عتو املرشكني وجتَبهم كان بمكة فإذا رايت سورة فيها "كال"‬
‫‪4‬‬
‫فاعلم أهنا مكية‪.‬‬

‫‪ - 3‬كل سورة فيها‪ :‬يا أهيا الناس وليس فيها‪ :‬يا أهيا الذين آمنوا فهي مكية إال أواخر سورة الج يا‬

‫أهيا الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ‪ ....‬اآلية‪.‬‬

‫‪ 1‬جممع الزوائد (‪ ، )157 /7‬مرجع سابق‪ ،‬وقال اهليثمي‪« :‬رواه الطرباين وفيه عفري بن معدان وهو ضعيف» ‪.‬‬
‫‪ 2‬شيخ اإلسالم جالل الدين عبد الرمن السيوطي ‪،‬االتقان يف علوم القران (‪)1/12‬‬
‫‪ 3‬شيخ اإلسالم جالل الدين عبد الرمن السيوطي ‪،‬أإلتقان يف علوم القرأن (‪)36،37/1‬‬
‫‪4‬‬
‫ملكي بن أيب طالب ‪ ،‬شرح كال بلى ونعم ص ‪ 23‬ج ‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ - 4‬كل سورة فيها قصص األنبياء واألمم الغابرة فهي مكية سوى سورة البقرة‪.‬‬

‫‪ - 5‬كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى سورة البقرة‪.‬‬

‫‪ - 6‬كل سورة تفتتح بحروف اهلجاء مثل امل والر وحم ونحوها فهي مكية سوى سورة البقرة وآل‬

‫عمران واختلفوا يف سورة الرعد‪.‬‬

‫هذا من ناحية الضوابط‪.‬‬

‫أما من ناحية املميزات املوضوعية وخصائص األسلوب املكي فيمكن إمجاهلا فيام ييل‪:‬‬

‫‪ - 1‬الدعوة إىل التوحيد‪ ،‬وعبادة اهلل وحده‪ ،‬وإثبات الرسالة‪ ،‬وإثبات البعث واجلزاء‪ .‬وذكر القيامة‬

‫وهوهلا‪ .‬والنار وعذاهبا‪ ،‬واجلنة ونعيمها‪ ،‬وجمادلة املرشكني بالَباهني العقلية واآليات الكونية‪.‬‬

‫‪ - 2‬وضع األسس العامة للترشيع والفضائل األخالقية التي يقوم عليها كيان املجتمع‪ .‬وفضح‬

‫جرائم املرشكني يف سفك الدماء‪ ،‬وأكل أموال اليتامى ظلام‪ ،‬ووأد البنات‪ ،‬وما كانوا عليه من سوء‬

‫العادات‪.‬‬

‫‪ - 3‬ذكر قصص األنبياء واألمم السابقة زجرا هلم حتى يعتَبوا بمصري املكذبني قبلهم وتسلية‬

‫لرسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم حتى يصَب عىل أذاهم ويطمئن إىل نرص اهلل تعاىل له عليهم‪.‬‬

‫‪ - 4‬قرص الفواصل مع قلة األلفاظ وإجياز العبارة بام يقرع املسامع ويصعق القلوب ويؤكد املعنى‬

‫بكثرة القسم‪.‬‬

‫هذه هي ضوابط ومميزات وخصائص املكي بإجياز‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬ضوابط املدين ومميزاته املوضوعية‪.‬‬

‫‪ - 1‬كل سورة فيها فريضة أو حد من حدود اهلل تعاىل فهي مدنية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ - 2‬كل سورة فيها ذكر املنافقني فهي مدنية‪ .‬سوى سورة العنكبوت فإهنا مكية‪.‬‬

‫‪ - 3‬كل سورة فيها جمادلة أهل الكتاب فهي مدنية‪ :‬هذا من ناحية الضوابط‪.‬‬

‫أما من ناحية املميزات املوضوعية وخصائص األسلوب فيمكن إمجاهلا فيام ييل‪:‬‬

‫‪ - 1‬بيان العبادات‪ ،‬واملعامالت‪ ،‬والدود‪ ،‬ونظام األرسة‪ ،‬واملواريث‪ ،‬وفضيلة اجلهاد‪ ،‬والصالت‬

‫االجتامعية‪ ،‬والعالقات الدولية يف السلم والرب‪ ،‬وقواعد الكم‪ ،‬ومسائل الترشيع‪.‬‬

‫‪ُ - 2‬ماطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ودعوهتم إىل اإلسالم وبيان حتريفهم لكتب اهلل تعاىل‬

‫وجتنيهم عىل الق‪ .‬واختالفهم من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم‪.‬‬

‫‪ - 3‬الكشف عن سلوك املنافقني وحتليل نفسيتهم وإزاحة الستار عن جناياهتم وبيان خطرهم عىل‬

‫الدين‪.‬‬

‫‪ - 4‬طول املقاطع واآليات يف أسلوب يقرر الرشيعة ويوضح أهدافها ومراميها ‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫املبحث الرابع ‪:‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املكي واملدين‪.‬‬


‫املطلب األول ‪ :‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املكي‪.‬‬

‫‪ .1‬تتسم السور واآليات املكية بالقرص يف السور‪،‬واإلجياز يف األيات ‪،‬وها هو جزء "عم" أغلبه‬

‫مكي وهو قصري السور‪،‬قصرية اآليات بل النصف اآلخر من القرآن معظمة مكي ويتصف‬

‫بذلك الوصف ‪ .‬وذالك أن موضوعات اخلطاب وحال املخاطبني تقتيض ذلكاإلجاز‪.‬‬

‫‪ .2‬كثرة القسم والتشبيه ‪،‬ورضب األمثال‬

‫‪1‬حممد بن امحد معبد‪ ،‬نفحات من علوم القران (‪)33،34/1‬‬


‫‪7‬‬
‫‪ .3‬ظهر األسلوب التأكيد ‪،‬وتكرار البعض اجلمل والكلامت كام يف سورة "الرمحن"‪،‬كام تكررت‬

‫لفظة "كال" واستقلت باجلزء املكي فقط من القرآنالكريم‪.‬‬

‫‪ .4‬متانة العبارة وقوهتا ‪ ،‬وكثرة الفواصل وجتانسها ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ .5‬شيوع األسلوب اإلنشائي من امر وهني ‪ ،‬واستفهام ‪ ،‬ومتن وتقرير ‪....‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املدين‪.‬‬

‫‪ .1‬بيان العبادات‪ ،‬واملعامالت‪ ،‬والدود‪ ،‬ونظام األرسة‪ ،‬واملواريث‪ ،‬وفضيلة اجلهاد‪،‬‬

‫والصالت االجتامعية‪ ،‬والعالقات الدولية يف السلم والرب‪ ،‬وقواعد الكم‪ ،‬ومسائل‬

‫الترشيع‪.‬‬

‫‪ُ .2‬ماطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى‪ ،‬ودعوهتم إىل اإلسالم‪ ،‬وبيان حتريفهم لكتب اهلل‪،‬‬

‫وجتنيهم عىل الق‪ ،‬واختالفهم من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم‪.‬‬

‫‪ .3‬الكشف عن سلوك املنافقني‪ ،‬وحتليل نفسيتهم‪ ،‬وإزاحة الستار عن خباياهم‪ ،‬وبيان خطرهم‬

‫عىل الدين‪.‬‬

‫‪ .4‬طول املقاطع واآليات يف أسلوب يقرر الرشيعة ويوضح أهدافها ومراميها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حممد حممد أبو شهبة ‪ ،‬مدخل لدراسة القرآن ص ‪230‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬عالقة املكي واملدين وبني الناسخ واملنسوخ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة املباحث‪.‬‬

‫املبحث األول ‪‌:‬التعريف الناسخ واملنسوخ لغة واصطالحا‪.‬‬

‫املبحث ااول ‪ :‬العالقة بني املكي واملدين وبني الناسخ واملنسوخ مع التمثيل‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬فائدة يف أقسام الناسخ والنسوخ من القرآن‪.‬‬

‫املبحث األول ‪:‬التعريف الناسخ واملنسوخ لغة واصطالحا‪.‬‬


‫وفيه مسائل‬

‫املطلب األول ‪ :‬تعريف الناسخ واملنسوخ لغة واصطالحا‪.‬‬


‫يأتى النسخ يف كالم العرب عىل ثالثة أوجه‪.‬‬

‫األول ‪ :‬أن يكون مأخوذا من قول العرب‪ :‬نسخت الكتاب‪ ،‬اذا نقلت ما فيه اىل كتاب آخر‪،‬‬

‫فهذا مل يغري املنسوخ منه انام صار نظريا له‪ ،‬أى نسخة ثانية منه‪.‬‬

‫وهذا النسخ ال يدخل يف النسخ الذى هو موضوع بحثنا‪.‬‬

‫والثانى ‪ :‬أن يكون مأخوذا من قول العرب‪ :‬نسخت الشمس الظل‪ ،‬اذا أزالته وحلت حمله‪،‬‬

‫وهذا املعنى هو الذى يدخل يف موضوع ناسخ القرآن ومنسوخه‪.‬‬

‫والثالث ‪ :‬أن يكون ماخوذا من قول العرب‪ :‬نسخت الريح االثار‪ ،‬اذا أزالتها فلم يبق منها‬

‫عوض وال حلت الريح حمل االثار‪.‬‬

‫هذا هو معنى السنخ يف اللغة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬النسخ يف االصطالح فهو رفع الكم الرشعى بدليل رشعى متأخر‪.‬‬

‫فالكم املرفوع بسمى (املنسوخ) ‪ ،‬والدليل الرافع يسمى (الناسخ) ويسمى الرفع (النسخ) ‪.‬‬

‫فعملية النسخ عىل هذا تقتىض منسوخا وهو الكم الذى كان مقررا سابقا‪ ،‬وتقتىض ناسخا‪ ،‬وهو‬
‫‪1‬‬
‫الدليل الالحق ‪.‬‬

‫ذكر الصوليني تعاريف عديدة لنسخ يف اصطالح ‪ ،‬وبام أن املقام ال يتسع هنا ال ستعراض‬

‫هذه تعريفات كلها وعرضها للنقد واملناقشة فسأكتفي هنا بالتعريف الذي إشتهر عند مجهور‬

‫أصوليون ‪ ،‬وهو تعريف ابن الاجب حيث عرفة بقوله ‪(( :‬رفع الكم الرشعي بدليل رشعي‬
‫‪2‬‬
‫متأخر ))‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬رضوب مثال عىل العالقة بني املكي واملدين وبني الناسخ واملنسوخ ‪.‬‬
‫تَبز لنا مدى العالقة بيني املكي واملدين وبني الناسخ والنسوخ اذا علمنا أن معرفة الناسخ‬

‫واملنسوخ تتوقف املكي واملدين ‪ ،‬فقد أخرج اإلمام مسلم يف صحيحه بسنده عن سعيد بن جبري‪،‬‬

‫قال‪ :‬قلت البن عباس‪ :‬أملن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فتلوت عليه هذه اآلية التي‬

‫يف الفرقان ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎ‬

‫ﱏﱘﱠ‪ .‬قال‪« :‬هذه آية مكية نسختها آية مدنية» ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲃﲄﲅﲆ‬ ‫‪3‬‬

‫ﲇﲈﲉﲓﱠ‪.‬‬
‫‪5 4‬‬

‫‪ 1‬أمحد بن فارس بن زكرايء القزويين الرازي‪ ،‬يف معىن النسخ‪ :‬مقاييس اللغة ص ‪ 424‬ج ‪5‬‬
‫‪ 2‬خمتصر ابن احلجب مع شرح لعضد ‪ ،‬ومعها حاشية التفتازاين عليه (‪)185/2‬‬
‫‪ 3‬سورة الفرقان ‪68 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النساء ‪93 :‬‬
‫‪5‬‬
‫مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم ص ‪ 2318‬ج ‪ 4‬رقم ‪2023‬‬
‫‪10‬‬
‫وبض النظر عن خالف أهل العلم يف توبة القاتل املتعمد فإن الذي يعنينا يف قول ابن عباس‬

‫هذا كمثال هو ربطةقضية النسخ بمعرفة املكي واملدين ‪ ،‬فقد وضع ابن عباس – ريض اهلل عنه‪ -‬هنا‬

‫لبنة قاعدة مهمة من القواعد علم املكي واملدين ‪ ،‬وهي ‪ :‬أن املدين ينسخ املكي بخالف املكي فإن ال‬

‫ينسخ املدين ‪.‬‬

‫ومن األمثلة نزل يف املكة ثم نسخ يف املدينة ‪.‬‬

‫‪ -1‬حدثني املثنى قال‪ ،‬حدثنا الجاج بن املنهال قال‪ ،‬حدثنا مهام قال‪ ،‬حدثنا حييى قال‪ ،‬سمعت‬

‫ﲌﲒﱠ ‪ ،1‬قال‪ :‬كانوا يصلون نحو بيت املقدس‬


‫قتادة يف ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲈﲉﲊﲋ ﲍ‬
‫ورسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم بمكة قبل اهلجرة‪ ،‬وبعد ما هاجر رسول اهلل صىل اهلل عليه‬

‫وسلم صىل نحو بيت املقدس ستة عرش شهرا‪ ،‬ثم وجه بعد ذلك نحو الكعبة البيت الرام‪.‬‬

‫ﲕﲗﲘﲙ‬
‫ﲖ‬ ‫فنسخها اهلل يف آية أخرى ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲓﲔ‬

‫ﲛﲝﲞﲟﲠﲡﲳﱠ ﭐ‪ ، 2.‬قال‪ :‬فنسخت هذه اآلية‬


‫ﲜ‬ ‫ﲚ‬
‫‪3‬‬
‫ما كان قبلها من أمر القبلة‪.‬‬

‫‪ -2‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆ ﱿ ﱠ ‪ 4.‬قال ‪:‬‬

‫فأنزلت هذه اآلية فتوارث املسلمون باهلجرة ‪ ،‬فكان ال يرث األعريب املسلم من املهاجر‬

‫املسلمني شيئا ‪ .‬ثم نسخ ذلك بعد يف سورة األحزب ‪ ،‬فقال عز وجل ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﳈ‬

‫‪ 1‬سورة البقرة ‪115 :‬‬


‫‪ 2‬سورة البقرة‪144 :‬‬
‫‪ 3‬أبو جعفر الطربي ‪ ،‬جامع البيان يف أتويل القرآن (‪)529/2‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة االنفال ‪72 :‬‬
‫‪11‬‬
‫ﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﭐﱠ‪ 1.‬فخلط اهلل عز وجل بعضهم ببعض وصارات‬

‫ﳀﳇﱠ‌‬
‫ﳁ‬ ‫املوارث بامللك ‪ .‬وعن قوله عز وجل ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲻﲼﲽﲾﲿ‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫يقول ‪ :‬ايل اولياؤكم من اهل الرشك وصية ‪ ،‬ال مرياث هلم ‪ .‬فأجز اهلل عز وجل الوصية ‪ ،‬وال‬

‫مرياث هلم ‪‌ 3.‬‬

‫‪ -3‬وعن قوله ﭧﭐﭨﭐﱡﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛ‬

‫ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﲨ ﲩ‬

‫ﲪﲫﲬﲭﲮﱠ‪ 4.‬ثم نسخ منها حرف واحد ‪ ،‬ال ينبغي ألحد أن‬

‫يستغفر لوالديه ومها مرشكانوال يقول ‪ :‬رب ارمحهام كام ربياين صغريا‪ ،‬ولكن خيفض هلام‬

‫جناح الذل من الرمحة ويصاحبهام يف الدنيا معروفا ‪ ،‬وﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱓﱔﱕ‬


‫‪5‬‬
‫ﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱧﱠ‪.‬‬

‫املبحث الثالثل ‪ :‬فائدة يف أقسام الناسخ واملنسوخ من القرآن‪.‬‬


‫املطلب األول ‪ :‬فائدة يف أقسام الناسخ من القرآن‪.‬‬

‫وهو ثالثة ‪:‬‬

‫‌‬ ‫األول ‪ :‬أن يكون الناسخ فرضا واملنسوخ كان فرضا وال جيوز فعل املنسوخ بعد نسخه نحو‬

‫‪ 1‬سورة االنفال ‪75 :‬‬


‫‪ 2‬سورة األحزب ‪6 :‬‬
‫‪ 3‬القرطيب ‪ ،‬الناسخ واملنسوخ يف القرآن الكرمي ص ‪129‬‬
‫‪ 4‬سورة اإلسراء ‪24-23 :‬‬
‫‪ 5‬سورة األنعام ‪136 :‬‬
‫‪12‬‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱘﱠﭐ‪ 1.‬اآلية نسخ آية البس إىل املوت بآية‬
‫اجللد‪.‬‬
‫قال بعض العلامء هذه اآلية نسخ اهلل أوهلا بآخرها وهو قوله {أو جيعل اهلل هلن سبيال} وبني‬

‫السبيل ما هو بآية اجللد‪.‬‬

‫الثاين ‪ :‬أن يكون الناسخ فرضا واملنسوخ كان فرضا ونحن ُمريون يف فعل الفرض املنسوخ‬

‫وتركه نحو ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳭﱠ ‪ 2.‬اآلية ففرض عىل املؤمن‬

‫الواحد أال ينهزم من عرشة من املرشكني ثم نسخ بﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲕﲖﲗﲘﲙ‬

‫ﲛﲝﲞﲟﲠﲡﲢ ﲩﱠ‌‪ 3.‬ففرض عىل املؤمن الواحد أال‬


‫ﲜ‬ ‫ﲚ‬
‫ينهزم من اثنني من املرشكني‪‌ .‬‬

‫وفعل الفرض املنسوخ غري حمرم بل جائز لنا فعله ونحن مأجورون عليه فلو وقف واحد من‬
‫املؤمنني لعرشة من املرشكني صار حمتسبا منتظرا للنرص من اهلل الذي جاء به وعده الصادق مل يكن‬

‫ﭐ‬ ‫عاصيا بل جزاؤه األجر الكبري ‪.‬ﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺ ﲁﱠﭐ‬

‫‪ 4.‬اآلية وقال بعضهم ومثل هذا ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲇﲈﲉﲊﲋ ﲶﱠ‌‪ 5.‬نسخ فرض‬
‫صيامه ما كان كتب عىل الذين من قبلنا من صوم عاشوراء وصيام ثالثة أيام من كل شهر فهذا فرض‬
‫نسخ فرضا فعل املنسوخ جاءئز لنا ونحن عليه مأجرون ‌‬

‫‪ 1‬سورة النساء‪15 :‬‬


‫‪ 2‬سورة املمتحنة ‪11 :‬‬
‫‪ 3‬سورة األنفال‪66 :‬‬
‫‪4‬سورة البقرة‪249 :‬‬

‫‪ 5‬سورة البقرة‪185 :‬‬

‫‪13‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن يكون الناسخ أمرا برتك العمل باملنسوخ الذي كان فرضا ونحن ُمريون يف فعل‬

‫املنسوخ وتركه وفعله أفضل وذلك ما نسخ من قيام الليل بعد أن كان فرضا‬

‫ومثله ما كان فرضا عىل املسلمني من حتريم األكل والرشب والوطء يف شهر رمضان بعد‬

‫النوم فهذا الناسخ أمر برتك املنسوخ مع أن لنا فعله‬

‫وزاد بعضهم قسام رابعا وهو أن يكون الناسخ فرضا واملنسوخ كان ندبا كالقتال كان ندبا ثم‬

‫صار فرضا قال بعضهم وهذا يف القيقة ال يسمى نسخا وإنام هذا أمر مؤكد وال رخصة فيه وتاركه‬

‫عاص معاقب‬

‫‪1‬‬
‫واألول كان تاركه حمروم األجر ال غري فصار َصيح األمر فارضا للقتال‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬فائدة يف أقسام املنسوخ يف القرآن‬

‫هو ستة ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬ما رفع رسمه من غري بدل منه وبقى حكمه جممعا عليه نحو آية الرجم قال اإلمام‬

‫عمر واهلل لقد قرأنا عىل عهد رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم ال ترغبوا عن آبائكم فإن ذلك كفر بكم‬

‫الشيخ والشيخة إذا زنيا فارمجومها البتة نكاال من اهلل واهلل عزيز حكيم وقد رجم عليه الصالة‬

‫والسالم املحصنني وهو املراد بالشيخ والشيخة‪.‬‬

‫الثاين ‪ :‬ما رفع حكمه بحكم آية أخرى وبقي رسمه وكالمها ثابت باللفظ واخلط يف‬

‫املصحف املجمع عليه ‪ ،‬وهذا هو األكثر يف املنسوخ كآيتي عدة الوفاة قال هبة اهلل إن هذا يف ثالث‬

‫وستني سورة‬

‫‪1‬‬
‫أمحد الكرمى املقدسي احلنبلى ‪ ،‬قالئد املرجان يف بيان الناسخ واملنسوخ يف القرآن ص ‪31-30‬‬

‫‪14‬‬
‫الثالث ‪ :‬ما رفع حكمه ورسمه وزال حفظه من القلوب‪.‬‬

‫وإنام علم ذلك من أخبار اآلحاد كام روي عن أيب موسى األشعري أنه قال نزلت سورة نحو‬

‫براءة ثم رفعت‪.‬‬

‫وروى هبة اهلل البغدادي يف كتابه عن أنس بن مالك أنه قال كنا نقرأ عىل عهد رسول اهلل صىل‬

‫اهلل عليه وسلم سورة تعدهلا سورة التوبة ما أحفظ منها إال آية واحدة وهي لو أن ألبن آدم واديني‬

‫من ذهب البتغى هلام ثالثا ولو أن له ثالثا البتغى إليهام رابعا فال يمَل جوف ابن آدم إال الرتاب‬

‫ويتوب اهلل عىل من تاب وكذلك روى ابن مسعود قال أقرأين النبي صىل اهلل عليه وسلم آية فحفظها‬

‫وأثبتها يف مصحفي فلام كان الليل رجعت إىل حفظي فلم أجدها وغدوت عىل مصحفي فإذا التوراة‬

‫بيضاء فأخَبت رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم فقال يل يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة‬

‫وذكروا أن سورة األحزاب كانت مثل سورة البقرة فرفع أكثرها‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬ما رفع حكمه ورسمه ومل يزل حفظه من القلوب فلذلك وقع االختالف يف العمل‬
‫بالناسخ وهذا أيضا إنام علم من طريق أخبار اآلحاد نحو حديث مسلم عن عائشة ريض اهلل عنها‬
‫كان فيام أنزل اهلل عرش رضعات معلومات فنسخت بخمس معلومات فحكم العرش رضعات غري‬

‫معمول به إمجاعا وإنام اخلالف يف التحريم برضعة واحدة عىل نص القرآن يف ﭧﭐﭨ ﭐ‬

‫ﱡﭐﲁﲂﲃﲪﱠ‌‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫قلت ‪ -‬أمحد الكرمى املقديس النبىل‪ : -‬وبظاهر نص القرآن أخذت النفية واملالكية‬

‫فحرموا برضعة وبحديث عائشة أخذت الشافعية والنابلة فحرموا بخمس رضعات‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة النساء‪23 :‬‬


‫‪15‬‬
‫اخلامس ما فرض العمل به لعلة ثم ترك العمل لزوال العلة املوجبة وبقى اللفظ واخلط نحو‬

‫ﲷﳖ‬
‫ﲸ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳭﭐﱠﭐ‪ .‬اآلية و ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲵﲶ‬ ‫‪1‬‬

‫ﱠ‌‪‌2.‬كل ذلك أمروا به بسبب املهادنة التي كانت بينه عليه الصالة والسالم وبني مرشكي قريش ثم‬

‫زال ذلك الفرض لزوال العلة وهي اهلدنة‪.‬‬

‫السادس ما حصل من مفهوم اخلطاب بقرآن متلو ونسخ وبقى املفهوم منه متلوا نحو‬

‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﳅﭐﱠ ﭐ‪ 3.‬فهم من هذا أن السكر‬


‫‪4‬‬
‫جائز إذا مل يقرب به الصالة فنسخ ذلك املفهوم بقوله ﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱓﱔﱕﱖﱠ ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫فحرم اخلمر والسكر من اخلمر وبقى اللفظ املفهوم منه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة املمتحنة ‪11 :‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة املمتحنة ‪10 :‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة النساء ‪43 :‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة املائدة ‪91 :‬‬
‫‪ 5‬أمحد الكرمى املقدسي احلنبلى ‪ ،‬قالئد املرجان يف بيان الناسخ واملنسوخ يف القرآن ص ‪29-25‬‬

‫‪16‬‬
‫اخلامتة‬
‫المد اهلل الذي بنعمته تتم الصالات وهذاه هي خامتة البحث املتواضع وهي عبارة عن ذكر‬
‫ُمترص أهلم النتائج املستفادة منه ‪:‬‬
‫‪ )1‬يبحث عن املكي واملدين من حيث تعريفات واصطالحات و اخلطاب بينهام وضوابط‬
‫والفوائد ‪.‬‬
‫‪ )2‬بيان عن املسألة عن الناسخ واملنسوخ وعالقتها بني املكي واملدين‪.‬‬
‫وأخريا وإن كنت أكملت هذا البحث اال أنني ال أخلو من اخلطأ والنسيان فلذا أرجو من القارئ‬
‫النصح والبان ‪.‬‬
‫واهلل أعلم‬

‫‪17‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫القرآن الكريم‬

‫أبو السن عيل بن خلف بن عبد املالك بن بطال القرطبي (ت ‪ 261‬ه) ‪ ،‬التذكار يف‬

‫أفضال األذكار عدد الصفحات ‪ ، 356‬النارش دار البيان ‪.‬‬

‫اإلتقان يف علوم القرآن ‪ :‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي (املتوىف‪:‬‬
‫‪911‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم ‪ ،‬النارش‪ :‬اهليئة املرصية العامة للكتاب‪،‬‬
‫الطبعة‪1394 :‬هـ‪ 1974 /‬م ‪ ،‬عدد األجزاء‪4 :‬‬
‫االنتصار للقرآن ‪ :‬حممد بن الطيب بن حممد بن جعفر بن القاسم‪ ،‬القايض أبو بكر‬
‫الباقالين املالكي (املتوىف‪403 :‬هـ) ‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد عصام القضاة ‪،‬النارش‪ :‬دار الفتح ‪-‬‬
‫عامن‪ ،‬دار ابن حزم ‪ -‬بريوت‬
‫األنساب ‪ :‬عبد الكريم بن حممد بن منصور التميمي السمعاين املروزي‪ ،‬أبو سعد‬

‫(املتوىف‪562 :‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد الرمحن بن حييى املعلمي اليامين وغريه ‪ ،‬النارش‪ :‬جملس‬

‫دائرة املعارف العثامنية‪ ،‬حيدر آباد ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1382 ،‬هـ ‪ 1962 -‬م ‪ ،‬عدد‬

‫األجزاء‪1 :‬‬

‫التحبري يف املعجم الكبري ‪ :‬عبد الكريم بن حممد بن منصور التميمي السمعاين املروزي‪،‬‬
‫أبو سعد (املتوىف‪562 :‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬منرية ناجي سامل ‪ ،‬النارش‪ :‬رئاسة ديوان األوقاف –‬
‫بغداد ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1395 ،‬هـ‪1975 -‬م ‪ ،‬عدد األجزاء‪.2 :‬‬
‫التحبري يف املعجم الكبري ‪ :‬عبد الكريم بن حممد بن منصور التميمي السمعاين املروزي‪،‬‬
‫أبو سعد (املتوىف‪562 :‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬منرية ناجي سامل ‪ ،‬النارش‪ :‬رئاسة ديوان األوقاف –‬
‫بغداد ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1395 ،‬هـ‪1975 -‬م ‪ ،‬عدد األجزاء‪.2 :‬‬
‫ترمجة التقريرات عىل (قاعدة يف فضائل القرآن) لشيخ اإلسالم ابن تيمية ؟؟؟؟‬

‫‪18‬‬
‫جامع البيان يف تأويل القرآن ‪ ،‬حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب اآلميل‪ ،‬أبو‬

‫جعفر الطَبي (املتوىف‪310 :‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬أمحد حممد شاكر ‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪،‬‬

‫الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1420 ،‬هـ ‪ 2000 -‬م ‪ ،‬عدد األجزاء‪.24 :‬‬

‫اجلامع املسند الصحيح املخترص من أمور رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم وسننه وأيامه =‬
‫صحيح البخاري ‪ :‬حممد بن إسامعيل أبو عبداهلل البخاري اجلعفي (ت ‪ 256‬ه )‬
‫‪،‬املحقق‪ :‬حممد زهري بن ناَص الناَص ‪ ،‬النارش‪ :‬دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية‬
‫بإضافة ترقيم ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي) ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1422 ،‬هـ ‪ ،‬عدد األجزاء‪:‬‬
‫‪.9‬‬
‫جواهر اإلكليل رشح العالمة الشيخ خليل يف املذهب اإلمام إمام دار التنزيل ‪ :‬الشيخ‬
‫صالح عبد السميع اآليب األزهري( تويف سنة ‪ 1335‬ه ‪ 1916/‬م) ‪ ،‬عدد األجزاء ‪، 2‬‬
‫دار النرش املكتبة ‪ ،‬الثقفية ‪ :‬بريوت ‪.‬‬
‫رس صناعة اإلعراب ‪ :‬أبو الفتح عثامن بن جني املوصيل (املتوىف‪392 :‬هـ) ‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية بريوت‪-‬لبنان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األويل ‪1421‬هـ‪2000 -‬م ‪ ،‬عدد األجزاء‪2 :‬‬
‫رشح كال بىل ونعم والوقف عىل كل واحدة منهن يف كتاب اهلل عز وجل ‪ ،‬مكي بن ايب‬

‫طالب القييس ‪ ،‬النارش دار عامر للنرش والتوزيع تاريخ النارش ‪ ، 2003/01/01‬الطبعة‬

‫‪ 2010 /10/06‬م ‪،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ 1422‬هـ ‪ 2001 -‬م ‪ ،‬عدد األجزاء‪.2 :‬‬

‫عظمة القرآن الكريم ‪ :‬حممود بن امحد بن صالح الدويس ‪ ،‬النارش ‪ :‬دار اإلبن اجلوزي‬

‫الطبعة األوىل (‪1426‬ه) عدد الصفحات ‪. 705‬‬

‫فحات من علوم القرآن ‪ :‬حممد أمحد حممد معبد (املتوىف‪1430 :‬هـ) ‪ ،‬النارش‪ :‬دار السالم‬
‫– القاهرة ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1426 :،‬هـ ‪ 2005 -‬م ‪ ،‬عدد األجزاء‪.1 :‬‬
‫القاموس املحيط ‪ :‬جمد الدين أبو طاهر حممد بن يعقوب الفريوزآبادى (املتوىف‪817 :‬هـ)‬
‫‪ ،‬حتقيق‪ :‬مكتب حتقيق الرتاث يف مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بإرشاف‪ :‬حممد نعيم العرقسويس ‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫النارش‪ :‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬بريوت – لبنان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثامنة‪،‬‬
‫‪ 1426‬هـ ‪ 2005 -‬م ‪ ،‬عدد األجزاء‪1 :‬‬
‫قالئد املرجان يف بيان الناسخ واملنسوخ يف القرآن ‪ ،‬مرعي بن يوسف بن أبى بكر بن‬

‫أمحد الكرمى املقديس النبىل (املتوىف‪1033 :‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬سامي عطا حسن ‪ ،‬النارش‪:‬‬

‫دار القرآن الكريم – الكويت ‪ ،‬عدد األجزاء‪.1 :‬‬

‫املحيط يف اللغة ‪ :‬إسامعيل بن عباد بن العباس‪ ،‬أبو القاسم الطالقاين‪ ،‬املشهور بالصاحب‬
‫بن عباد (املتوىف‪385 :‬هـ) ‪،‬‬
‫املدخل لدراسة القرآن الكريم ‪ :‬حممد بن حممد بن سويلم أبو شهبة (املتوىف‪1403 :‬هـ)‪،‬‬
‫النارش‪ :‬مكتبه السنة – القاهرة ‪،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م ‪،‬عدد األجزاء‪.1 :‬‬
‫املسند الصحيح املخترص بنقل العدل عن العدل إىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم ‪:‬‬

‫املؤلف‪ :‬مسلم بن الجاج أبو السن القشريي النيسابوري (املتوىف‪261 :‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪:‬‬

‫حممد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬النارش‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت ‪ ،‬عدد األجزاء‪.5 :‬‬

‫معجم مقاييس اللغة ‪ :‬أمحد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬أبو السني (املتوىف‪:‬‬

‫‪395‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد السالم حممد هارون ‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬عام النرش‪1399 :‬هـ‬

‫‪1979 -‬م ‪ ،‬عدد األجزاء‪.6 :‬‬

‫مناهل العرفان يف علوم القرآن ‪ :‬حممد عبد العظيم الزرقاين (املتوىف‪1367 :‬هـ) ‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫مطبعة عيسى البايب اللبي ورشكاه ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬عدد األجزاء‪.2 :‬‬
‫الناسخ واملنسوخ يف القرآن الكريم ‪ ،‬أبو حممد عيل بن أمحد بن سعيد بن حزم األندليس‬

‫القرطبي الظاهري (املتوىف‪456 :‬هـ) ‪ ،‬املحقق‪ :‬د‪ .‬عبد الغفار سليامن البنداري ‪ ،‬النارش‪:‬‬

‫دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1406 ،‬هـ ‪ 1986 -‬م ‪ ،‬عدد‬

‫األجزاء‪. :‬‬

‫‪20‬‬
‫فهرس املوضوعات‬

‫استفتاح ‪.........................................................................................‬أ‬

‫إهداء ‪..........................................................................................‬ب‬

‫شكر وتقدير ‪ ...................................................................................‬ج‬

‫مقدمة ‪ ..........................................................................................‬د‬

‫متهيد ‪ ...........................................................................................‬ه‬

‫الفصل األول ‪ :‬حترير مصطلح املكي واملدين من القرآن ‪1..........................................‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬التعريف اللغوي املكي واملدين‪1................................................. .‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬تعريف املكي‪1 ................................................................ .‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬تعريف املدين‪3 ................................................................. .‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬مصطالحات املكي واملدين‪4..................................................... :‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬باعتبار الزمن واملكان واملخاطب النزول يف املكي‪4 ............................ .‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬باعتبار الزمن واملكان واملخاطب النزول يف املدينة‪4 ............................. .‬‬

‫املبحث الثالث ‪:‬ضوابط ملعرفة املكي واملدين‪5.................................................... .‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬ضوابط املكي ومميزاته املوضوعية‪5 ............................................ :‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬ضوابط املدين ومميزاته املوضوعية‪6 ............................................. .‬‬

‫املبحث الرابع ‪:‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املكي واملدين‪7................................ .‬‬

‫‪21‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املكي‪7 .................................... .‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬اخلصائص األسلوبية للسور واآلية املدين‪8 ..................................... .‬‬

‫الفصل الثاين ‪ :‬عالقة املكي واملدين وبني الناسخ واملنسوخ‪9...................................... .‬‬

‫املبحث األول ‪:‬التعريف الناسخ واملنسوخ لغة واصطالحا‪9...................................... .‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬تعريف الناسخ واملنسوخ لغة واصطالحا‪9...................................... .‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬النسخ يف االصطالح فهو رفع الكم الرشعى بدليل رشعى متأخر‪10 .......... .‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬رضوب مثال عىل العالقة بني املكي واملدين وبني الناسخ واملنسوخ ‪10 ............ .‬‬

‫املبحث الثالثل ‪ :‬فائدة يف أقسام الناسخ واملنسوخ من القرآن‪12 .................................. .‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬فائدة يف أقسام الناسخ من القرآن وهو ثالثة ‪12 .................................‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬فائدة يف أقسام املنسوخ يف القرآن ‪14 .............................................‬‬

‫اخلامتة ‪17 ........................................................................................‬‬

‫قائمة املراجع ‪18 .................................................................................‬‬

‫فهرس املوضوعات ‪21 ...........................................................................‬‬

‫‪22‬‬

You might also like