‫جامعة االحقاف‬

‫كلية العلوم اإلسالمية‬

‫تحرير مصطلح المكي والمدني من القرآن‬

‫إعدد الطالب‪:‬‬

‫فضلي نور‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬

‫الدكتور أصفياء الرحمن‪ .‬فيصل‬

‫استكماالً لمتطلبات درجة البكالوريوس من قسم القرآن وعلومه‬

‫العام جامعي ‪ 2023-2022 :‬م‬

‫‪1‬‬
 ‫االستفتاح‬
‫اختِاَل فًا َكثِ ًريا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ﱠ‪.‬‬ ‫ﭧﭐﭨﭐ ﱡَأفَاَل َيتَ َدبَُّرو َن الْ ُق ْرآ َن َولَ ْو َكا َن م ْن عْند َغرْيِ اللَّه لََو َج ُدوا فيه ْ‬
‫‪1‬‬

‫‪ 1‬سورة النساء‪82:‬‬
‫‪1‬‬
 ‫اهداء‬
‫إلى سيدي قرة عيين ونور القليب سيدنا محمد صىل اهلل عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم‬ ‫‪‬‬
‫إىل والدتنا العزيزة أطال اهلل عمرها ومنعها اهلل يف حياهتا من كل مكروه‪*.‬‬ ‫‪‬‬
‫إىل والدنا العزيز أطال اهلل عمره ومنعه اهلل يف حياته من كل مكروه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
 ‫شكر وتقدير‬
‫من مل يشكر الناس مل يشكراهلل عز وجل؛ انطالقا ألمر اهلل ورسول اهلل‪ ،‬أما بعد‪.‬‬

‫فأقدم خالص الشكري بعد ريب مث رسول صل اهلل عليه وسلم إىل‪:‬‬

‫إىل الدكتور اصفياء الرمحن فيصل‬ ‫‪‬‬

‫إىل مجيع األساتذة جبامعة األحقاف‬ ‫‪‬‬
‫إىل مجيع أصحاب جبامعة األحقاف‪ ،‬خصوصا اىل الدفعة األوىل القرأن وعلومه‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
 ‫مقدمة‪.‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني محداً يوايف نعمه ويكافئ مزيده ياربنا لك احلمد كما ينبغي جلالل وجهك‬
‫وعظيم سلطانك فلك احلمد حىت ترضى ولك احلمد إذا رضيت ولك احلمد بعد الرضى‪ ،‬والصالة والسالم‬
‫األمتان األكمالن على املصطفى من عدنان نبينا حممد صلوات ريب وسالمه عليه وعلى آله األطهار وأصحابه‬
‫األخيار ومن مشى على هنجهم وسار إىل يوم الوقوف بني يديك ياملك ياقهار‪.‬‬

‫فإن من من دواعي أن نشارك يف هذا البحث العظيم استكماالً ملتطلبات درجة البكالوريوس‪،‬وقد‬
‫ُحدد لنا موضوع البحث‪ ،‬وهو تحرير مصطلح المكي والمدني من القرآن ولذلك سأبني لكم كيف نعرف‬
‫الفرق بني املكي واملدين من حيث اللغة والصطالح ‪،‬وعلقة ذلك باالذي نزل يف املكة و يف املدينة ‪،‬هل هناك‬
‫فرق بينهما ؟ وهل بينهما عموم وخصوص ؟‬

‫وهلذا رأيت إشكاالت هلذا املوضوع حيتاج إىل من يقوم بتحرير حلهاوإن كان األمر فيه صعوبة‪،‬‬
‫ولكن أسأله جلَّت قدرته العون والتوفيق يف هذا العمل‪ ،‬ومع اجلد واالجتهاد والبحث يكون الوصول إىل الغاية‬
‫اليت نطلبها‪ ،‬وهي أن خيرج البحث كامالً وجامعاً يف بابه مرضياً عند اهلل ورسوله عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫تمهيد‬
‫ومن خالل هذا البحث الذي مسيناه حترير مصطلح املكي واملدين من القرآن‬

‫وسأقدم للقارئ مستعينا باهلل ومسرتشدا هبداه مباحث ومطالب هذا البحث كما يأيت ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تتبع أهمية الموضوع من خالل اللفظ اآلتية ‪.‬‬

‫معرفة معىن املصطالحات الواردة يف البحث لغة وصطالحا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫معرفة حكم املرتتب عليه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معرفة سبب نزوهلا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا ‪:‬سبب اختيار البحث ‪.‬‬

‫من األسباب اليت جتعلين أختار هذا املوضوع ‪:‬‬

‫أن النفس متيل إىل أن تذوق لذة حترير مصطالح املكي واملدين من القران وأثرمها يف احلكم الشرعي‬ ‫‪‬‬
‫حيث أشعر قوة االندماج مع املوضوع ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬أهداف البحث‬
‫توضيح الفرق بني املكي واملدين من خالل اراء علماء هذه الفن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رابعا ‪ :‬منهج البحث‬

‫الوصفي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خامسا ‪:‬خطة البحث‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬تحرير مصطلح المكي والمدني من القرآن‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف المكي والمدني‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف المكي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف المدني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬‬
 ‫المبحث الثاني‪:‬مصطالحات المكي والمدني‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اعتبار الزمن و المكان ةالمخاطب النزول في المكي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اعتبار الزمن و المكان ةالمخاطب النزول في المدينة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬ضوابط لمعرفة‪ .‬المكي والمدني‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ضوابط المكي ومميزاته الموضوعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ضوابط المدني ومميزاته الموضوعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الثاني ‪:‬القواعد ةاألحكام الشرعية المرتبطة بالمكي والمدني‪.‬‬

‫البحث األول ‪:‬قاعدة التدريج في األحكام الشرعية تطبيقاتيها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬بيان قاعدة التدريج في األحكام الشرعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬تطبيقة التدريج في األحكام الشرعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪.:‬‬

‫المطلب األول ‪.:‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪.:‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪.:‬‬

‫المطلب األول ‪.:‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪.:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪6‬‬
 ‫الفصل األول‬

‫تحرير مصطلح المكي والمدني من القرآن‬

‫وفيه ثالثة المباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف اللغوي المكي والمدني‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مصطالحات المكي والمدني‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬ضوابط لمعرفة‪ .‬المكي والمدني‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التعريف اللغوي المكي والمدني‪.‬‬

‫األول ‪ :‬تعريف المكي‬

‫أوال ‪ :‬المكي لغة ‪:‬بفتح امليم وتشديد الكاف نسبة اىل أشرف بقعة على وجه األرض ‪,‬منزل األنبياء‬
‫‪0‬‬
‫ومهبط الوحي‪.‬‬

‫ك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اس َعلَى َذل َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص ِح ٌ ُّ‬ ‫جاءت يف مقاييس اللغة كلمة م َّ ِ‬
‫يح يَ ُدل َعلَى انْت َقاء الْ َعظْم‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫َأص ٌل َ‬
‫اف ْ‬‫يم َوالْ َك ُ‬
‫ك؛ الْم ُ‬ ‫َ‬
‫صيل* ما يِف ضر ِع ُِّأم ِه‪َ :‬ش ِربه‪ ،‬والتَّم ُّك ُ اِل ِ‬ ‫ت الْعظْم‪َ :‬أخرجت خُمَّه‪ ،‬وامتَ َّ ِ‬
‫ِ‬
‫َي ُقولُو َن‪ :‬مَتَ َّك َك َ ُ ْ َ َ ْ ُ َ ْ‬
‫‪0‬‬
‫صاءُ‪.‬‬ ‫ك‪ :‬ا ْست ْق َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ك الْ َف ُ َ‬
‫‪0‬‬
‫أخذ اسم مكة‪ ،‬ألهنا كاجملرى للماء‪ ،‬فهو ينجذب إليها‪.‬‬

‫كرمة‬
‫الم َّ‬
‫ثانيا ‪ :‬أسماء م ّكة ُ‬
‫‪0‬‬
‫ُأطلِقت على م ّكة املكرمة أمساء كثرية‪ ،‬منها ما ورد يف القرآن الكرمي‪ ،‬والسنّة النبويّة‪ ،‬وكالم العرب‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬

‫‪ 0‬ابن السمعاين ‪,‬األنساب (‪)12/417‬‬

‫‪ 0‬أمحد بن فارس (‪ ،)1979‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬صفحة‪ ،275-274 :‬جزء‪.5 :‬‬
‫‪ 0‬اليب الفتح العثمان بن جين النحوي‪ ،‬سر صناعة االعراب‪ ،‬باب القاف (‪)1/287‬‬
‫‪ 0‬أمحد بن فارس (‪ ،)1979‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬صفحة‪ ،275-274 :‬جزء‪.5 :‬‬
‫‪7‬‬
 ‫أم القرى ‪ :‬حيث مساها اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬هبذا االسم يف القرآن الكرمي‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬ولِت ِ‬
‫نذ َر َُّأم ال ُقرى َو َمن‬ ‫‪‬‬
‫َُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪0‬‬
‫َحوهَل ا)‪.‬‬
‫(و َهـ َذا‬‫وجل‪ -‬البلد األمني‪ ،‬وجاء ذلك يف معرض ال َق َسم‪ ،‬حيث قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫‪-‬عز ّ‬ ‫البلد األمني‪ :‬مسّاها املوىل ّ‬ ‫‪‬‬
‫الَْبلَ ِد اَأْلمني)‪.‬‬
‫ِ ِ ‪0‬‬

‫َّاس لَلَّ ِذي بِبَ َّكةَ‬

‫ت ُو ِض َع لِلن ِ‬
‫ب ّكة ‪ :‬ورد ِذكرها يف القرآن الكرمي بلفظ ب ّكة‪ ،‬حيث قال سبحانه‪ِ( :‬إ َّن ََّأو َل بي ٍ‬
‫َْ‬ ‫‪‬‬
‫ِ‬
‫ُمبَ َار ًكا َو ُه ًدى لِّْل َعالَم َ‬
‫‪0‬‬
‫ني)‪.‬‬
‫يبك بعضها‬
‫موضع البيت‪ ،‬وم ّكة هي ما حول البيت‪ ،‬وقيل‪ :‬مُسِّيت ب ّكة أل ّن أقدام زائريها ّ‬
‫ُ‬ ‫وجاء أ ّن ب ّكة هي‬ ‫‪‬‬
‫قصد هبا‪ :‬الكعبة واملسجد‪ ،‬وم ّكة‬ ‫بعضاً‪ ،‬وقيل‪ :‬ب ّكة موضع البيت‪ ،‬ومكة هو احلرم كلّه‪ ،‬وقيل‪ :‬بل ب ّكة يُ َ‬
‫ف َأيْ ِد َي ُه ْم‬
‫(و ُه َو الَّ ِذي َك َّ‬
‫مكان يُطلَ ُق على بطن الوادي الذي ذكره اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬يف سورة الفتح‪ ،‬حيث جاء‪َ :‬‬
‫‪0‬‬ ‫عن ُكم وَأي ِدي ُكم عْنهم بِبطْ ِن م َّكةَ ِمن بع ِد َأ ْن َأظْ َفر ُكم علَي ِهم و َكا َن اهلل مِب َا َتعملُو َن ب ِ‬
‫ص ًريا)‪.‬‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫َ ْ َْ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ََْْ ْ َُ َ َ‬
‫الثاني ‪ :‬تعريف المدني‬

‫المدينة لغة‪ :‬املصر اجلامع‪ ،‬على وزن فعيلة‪ ،‬مأخوذة من مدن باملكان أي‪ :‬أقام فيه‪ ،‬وقيل‪ :‬مفعلة ألهنا‬
‫‪0‬‬
‫من دان‪ ،‬واجلمع‪ :‬مدن‪ ،‬ومدائن‪.‬‬

‫وغلب إطالق " املدينة " معرفا بأل لدى املسلمني على مدينة الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ويكثر أن يقال‪" :‬‬
‫‪0‬‬
‫املدينة املنورة " إشارة إىل أهنا منورة بأنوار ساكنها عليه أفضل الصالة والسالم‪.‬‬

‫والمدني نسبة غلبت على مدينة رسول اهلل ﷺ‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫قال السمعاين ‪(( 0‬اكثر ما ينسب اليها يقال ‪:‬املدين ‪،‬واملديين))‪.‬‬

‫أسماء المدينة المنورة‬

‫‪ 0‬سورة األنعام‪ ،‬آية‪.92 :‬‬

‫‪ 0‬سورة التني‪ ،‬آية ‪.3 :‬‬
‫‪ 0‬سورة آل عمران‪ ،‬آية‪.96 :‬‬
‫‪ 0‬سورة الفتح‪ ،‬آية‪.24 :‬‬
‫‪ 0‬القاموس احمليط وخمتار الصحاح‪.‬‬
‫‪ 0‬صاحل عبد السميع االيب االزهري ‪ ،‬جواهر اإلكليل ( ‪.)267 / 1‬‬
‫‪ 0‬هو سعيد عبد الكرمي بن حممد منصور* السمعاين ‪،‬الف األنساب والتجبري يف املعجم الكبري ‪،‬تويف ‪-‬رمحة اهلل‪-‬سنة (‪ 562‬ه)‬
‫‪ 0‬األنساب (‪)5/35‬‬
‫‪8‬‬
 ‫كانت املدينة تسمى قبل اإلسالم يثرب‪ ،‬فسماها النيب صلى اهلل عليه وسلم " املدينة " وقال‪ :‬أمرت‬
‫‪0‬‬
‫بقرية تأكل القرى‪ .‬يقولون يثرب وهي املدينة‪ .‬تنفي الناس كما ينفي الكري خبث احلديد‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مصطالحات المكي والمدني‪:‬‬

‫للعلماء يف الفرق بني املكي واملدين ثالثة آراء اصطالحية‪ ،‬كل رأي منها بُيِن َ على اعتبار خاص‪.‬‬

‫األول‪ :‬باعتبار الزمن والمكان والمخاطب النزول في المكي‪.‬‬

‫فالمكي عنده ثالثة مصطالحات‪:‬‬

‫األول ‪ :‬ما نزل قبل اهلجرة وإن كان بغري مكة‪.‬‬

‫َأن الْ َم ِّك َّي َما َنَز َل مِب َ َّكةَ َولَ ْو َب ْع َد اهْلِ ْجَر ِة‪.‬‬
‫الثاين ‪َّ :‬‬

‫َأِله ِل َم َّكةَ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫َأن الْ َم ِّك َّي َما َوقَ َع خطَابًا ْ‬
‫ث‪َّ :‬‬
‫الثَّال ُ‬
‫الثاني‪ :‬باعتبار الزمن والمكان والمخاطب النزول في المدينة‪.‬‬

‫والمدني عنده ثالثة مصطالحات‪:‬‬

‫األول ‪َ :‬والْ َم َديِن َّ َما نََز َل َب ْع َد َها َس َواءٌ نََز َل مِب َ َّكةَ َْأم بِالْ َم ِدينَ ِة َع َام الْ َفْت ِح َْأو َع َام ِح َّج ِة الْ َو َد ِ‬
‫اع َْأم بِ َس َف ٍر ِم َن‬
‫اَأْلس َفا ِر‪.‬‬
‫ْ‬
‫اَأْلس َفا ِر اَل يُطْلَ ُق َعلَْي ِه َم ِّك ٌّي َواَل َم َديِن ٌّ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت الْ َواسطَةُ فَ َما َنَز َل بِ ْ‬ ‫الثاين ‪َ :‬والْ َم َديِن ُّ َما نََز َل بِالْ َمدينَة َو َعلَى َه َذا َتثْبُ ُ‬
‫وقَ ْد َأخرج الطَّبرايِن ُّ يِف الْ َكبِ ِري ِمن طَ ِر ِيق الْولِ ِ‬
‫يد بْ ِن ُم ْسلِ ٍم َع ْن عُ َفرْيِ بْ ِن َم ْع َدا َن َع ِن ابْ ِن َع ِام ٍر َع ْن َأيِب َُأم َامةَ قَ َال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫قَ َال رس ُ ِ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم‪ُ" :‬أنْ ِز َل الْ ُق ْرآ ُن يِف ثَاَل ثَة َْأمكنَة‪َ :‬م َّكةَ َوالْ َمدينَةَ َوالش َ‬‫ول اللَّه َ‬
‫‪0‬‬
‫َّام "‪.‬‬ ‫َُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأح َس ُن‪.‬‬ ‫اد الدِّي ِن بْ ُن َكث ٍري‪ :‬بَ ْل َت ْفسريُهُ بِتَبُوك ْ‬ ‫ت الْ َم ْقد ِس‪َ .‬وقَ َال الشَّْي ُخ ع َم ُ‬ ‫يد‪َ :‬ي ْعيِن َبْي َ‬
‫قَ َال الْ َول ُ‬
‫ُأح ٍد‬ ‫ِ ِ‬
‫ض َواح َيها َكالْ ُمَنَّزل ببَ ْد ٍر َو ُ‬
‫ات واحْل َديبِيةَ ويِف الْم ِدينَ ِة ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ مِبِ‬
‫ض َواح َيها َكالْ َمْن ِزل ىَن َو َعَرفَ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫ُقْلت‪ :‬وي ْدخل يِف م َّكةَ ِ‬
‫ُ ََ ُ ُ َ َ‬
‫‪0‬‬
‫َو َس ْل ٍع‪.‬‬

‫‪ 0‬حديث‪ " :‬أمرت بقرية تأكل القرى‪ ." . . .‬أخرجه البخاري (الفتح ‪ ،87 / 3‬ومسلم* ‪ )1006 / 2‬من حديث أيب‬
‫هريرة‪.‬‬
‫‪ 0‬جممع الزوائد (‪ ، )157 /7‬مرجع سابق‪ ،‬وقال اهليثمي‪« :‬رواه الطرباين وفيه عفري بن معدان وهو ضعيف» ‪.‬‬
‫‪ 0‬شيخ اإلسالم جالل الدين عبد الرمن السيوطي ‪،‬االتقان يف علوم القران (‪)12/1‬‬
‫‪9‬‬
 ‫‪0‬‬ ‫الثالث ‪َ:‬الْم َديِن ُّ ما وقَع ِخطَابا َأِله ِل الْم ِدينَ ِة ومُحِ ل علَى ه َذا َقو ُل اب ِن مسع ٍ‬
‫ود اآْل يِت ‪.‬‬‫َ َ َ َ ً ْ َ َ َ َ َ ْ ْ َ ُْ‬

‫المبحث الثالث ‪:‬ضوابط لمعرفة‪ .‬المكي والمدني‬

‫أوال‪ :‬ضوابط المكي ومميزاته الموضوعية‪:‬‬

‫‪ - 1‬كل سورة فيها سجدة فهي مكية‪.‬‬

‫‪ - 2‬كل سورة فيها لفظ (كال) فهي مكية‪ .‬ومل ترد إال يف النصف األخري من القرآن الكرمي‪.‬‬

‫ين َآمنُوا فهي مكية إال أواخر سورة احلج يا َأيُّ َها‬ ‫َّ ِ‬
‫َّاس وليس فيها‪ :‬يا َأيُّ َها الذ َ‬
‫‪ - 3‬كل سورة فيها‪ :‬يا َأيُّ َها الن ُ‬
‫اس ُج ُدوا ‪ *....‬اآلية‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َآمنُوا ْار َكعُوا َو ْ‬
‫الذ َ‬
‫‪ - 4‬كل سورة فيها قصص األنبياء واألمم الغابرة فهي مكية سوى سورة البقرة‪.‬‬

‫‪ - 5‬كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى سورة البقرة‪.‬‬

‫‪ - 6‬كل سورة تفتتح حبروف اهلجاء مثل امل والر وحم وحنوها فهي مكية سوى سورة البقرة وآل عمران‬
‫واختلفوا يف سورة الرعد‪.‬‬

‫هذا من ناحية الضوابط‪.‬‬

‫أما من ناحية المميزات الموضوعية وخصائص األسلوب المكي فيمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬الدعوة إىل التوحيد‪ ،‬وعبادة اهلل وحده‪ ،‬وإثبات الرسالة‪ ،‬وإثبات البعث واجلزاء‪ .‬وذكر القيامة وهوهلا‪.‬‬
‫والنار وعذاهبا‪ ،‬واجلنة ونعيمها‪ ،‬وجمادلة املشركني بالرباهني العقلية واآليات الكونية‪.‬‬

‫‪ - 2‬وضع األسس العامة للتشريع والفضائل األخالقية اليت يقوم عليها كيان اجملتمع‪ .‬وفضح جرائم املشركني‬
‫يف سفك الدماء‪ ،‬وأكل أموال اليتامى ظلما‪ ،‬ووأد البنات‪ ،‬وما كانوا عليه من سوء العادات‪.‬‬

‫‪ - 3‬ذكر قصص األنبياء واألمم السابقة زجرا هلم حىت يعتربوا مبصري املكذبني قبلهم وتسلية لرسول اهلل صلّى‬
‫اهلل عليه وسلم حىت يصرب على أذاهم ويطمئن إىل نصر اهلل تعاىل له عليهم‪.‬‬

‫‪ - 4‬قصر الفواصل مع قلة األلفاظ وإجياز العبارة مبا يقرع املسامع ويصعق القلوبويؤكد املعىن بكثرة القسم‪.‬‬

‫شيخ اإلسالم جالل الدين عبد الرمن السيوطي ‪،‬أإلتقان يف علوم القرأن (‪)1/36،37‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬
 ‫هذه هي ضوابط ومميزات وخصائص املكي بإجياز‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط المدني ومميزاته الموضوعية‪:‬‬

‫‪ - 1‬كل سورة فيها فريضة أو ح ّد من حدود اهلل تعاىل فهي مدنية‪.‬‬

‫‪ - 2‬كل سورة فيها ذكر املنافقني فهي مدنية‪ .‬سوى سورة العنكبوت فإهنا مكية‪.‬‬

‫‪ - 3‬كل سورة فيها جمادلة أهل الكتاب فهي مدنية‪ :‬هذا من ناحية الضوابط‪.‬‬

‫أما من ناحية المميزات الموضوعية وخصائص األسلوب فيمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬بيان العبادات‪ ،‬واملعامالت‪ ،‬واحلدود‪ ،‬ونظام األسرة‪ ،‬واملواريث‪ ،‬وفضيلة اجلهاد‪ ،‬والصالت االجتماعية‪،‬‬
‫والعالقات الدولية يف السلم واحلرب‪ *،‬وقواعد احلكم‪ ،‬ومسائل التشريع‪.‬‬

‫‪ - 2‬خماطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ودعوهتم إىل اإلسالم وبيان حتريفهم لكتب اهلل تعاىل وجتنيهم‬
‫على احلق‪ .‬واختالفهم من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم‪.‬‬

‫‪ - 3‬الكشف عن سلوك املنافقني وحتليل نفسيتهم وإزاحة الستار عن جناياهتم وبيان خطرهم على الدين‪.‬‬

‫‪ - 4‬طول املقاطع واآليات يف أسلوب يقرر الشريعة ويوضح أهدافها ومراميها ‪...‬‬
‫‪0‬‬
‫واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪0‬حممد بن امحد معبد‪ ،‬نفحات من علوم القران (‪)1/33،34‬‬

‫‪11‬‬
 ‫الخاتمة‬
‫احلمد اهلل الذي بنعمته تتم الصاحلات وهذا خامتة البحث املتواضع وهي عبارة عن ذكر خمتصر أهلم‬
‫النتائج املستفادة منه ‪:‬‬
‫‪)1‬‬
‫وأخيرا وإن كنت أكملت هذا البحث اال أنني ال أخلو من الخطأ والنسيان فلذا أرجو من القارئ النصح‬
‫والبان‪.‬‬
‫واهلل أعلم‬

‫فهرس والمصادر والمراجع‬

‫‪ . 1‬القران الكرمي‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪12‬‬
 ‫فهرس الموضوعات‬

‫‪...................................................................................................................................................1‬االستفتاح‬
‫‪........................................................................................................................................................2‬اهداء‬
‫‪................................................................................................................................................3‬شكر وتقدير‬
‫‪.......................................................................................................................................................4‬مقدمة‬
‫‪....................................................................................................................................................17‬الخاتمة‬
‫‪..........................................................................................................................17‬فهرس والمصادر والمراجع‬
‫‪....................................................................................................................................17‬فهرس الموضوعات‬

‫‪13‬‬