Professional Documents
Culture Documents
جامعة ديالى
كلية العلوم االسالمية
بحث مقدم الى مجلس كليه العلوم االسالمية جامعة ديالى كجزء من متطلبات
نيل درجة البكالوريوس في الشريعة االسالمية
من قبل
1445هـ 2024م
بسم هللا الرحمن الرحيم
ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ
ﰂ ﰃ ﭼ
أ
اقرار المشرف
-1
-2
قد تم تحت اشرافي وقد استكمل الشروط الموضوعية والشكلية وارشحه للمناقشة
االسم:
التاريخ:
التوقيع:
ب
االهداء
الى من أشرق النور في وجهه ....ونزل القرآن على رأسه ...حبيبنا وشفيعنا
محمد(صلى هللا عليه وسلم)
الى ....مالك الحياة ...رمز المحبة والحنان والتفاني وكان دعائها سر النجاح
وحنانها بلسم الجراح ....امي
ت
شكر وتقدير
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على خير الخلق نبي الرحمYYة محمYYد (صYYلى
هللا عليه وسلم) وبعد..
قائمة المحتويات
الصفحة الموضوع
1-2 المقدمة :
ث
3-21 المبحث األول :تعريف اللقيط .
3-3 المطلب االول :تعريف اللقيط في اللغة
3-11 المطلب الثاني:تعريف اللقيط في االصطالح
12-21 المبحث الثاني :الحكم التكليفي
22-39 المطلب االول:في التقاط ما يمتنع من السباع ويقوى
على ورود الماء
38-42 المطلب الثاني:االلتقاط في طريق غير مسلوك
39-39 في لقطة مكة
المبحث الثالث /وفيه عدة مطالب
40-41 المطلب االول/
41-44 المطلب الثاني /في ميراث اللقيط
44-46 المطلب الثالث /حرية اللقيط
47-48 الخاتمة
49-51 قائمة المصادر
ج
المقـدمـة
الحم د هلل رب الع المين ،والص الة والس الم على س يد المرس لين ،وعلى آل ه وص حبه
أجمعين ،أما بعد ..
فهذا بحث موجز في أحكام اللقيط في الفقه اإلسالمي ،تناولت في ه أهم مالمح هذا الجانب
المهم من الشريعة اإلسالمية ،وذلك أن عناية الشرع المطهر بالضعفاء في المجتمع اإلسالمي
ـ على وجه العموم ـ واللقطاء واأليتام ـ على وجه الخصوص ـ عناية كبيرة ،وهي بذلك تمثل
مظهرا من مظاهر رحمة اإلسالم العامة الشاملة كما قال تعالى لرسوله الكريم (وما أرسلناك
إال رحم ة للع المين ) ،وج اء رج ل إلى الن بي يش كو قس وة قلب ه ،فق ال ل ه ":أتحب أن يلين
قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسحه رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك
" ،وعن عي اض ق ال :ق ال رس ول اهلل ":أه ل الجن ة ثالث ة :ذو س لطان مقس ط متص دق
موفق ،ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ،وعفيف متعفف ذو عيال ونصوص
كثيرة تدل على تأكيد الشرع المطهر لخلق الرحمة في نفوس المسلمين لما لهذا الصفة النبيلة
من أثر عظيم على الفرد والمجتمع .
وعناية الشريعة الغراء باأليتام واللقطاء لم تقف عند حث المسلمين على رحمتهم والعطف
عليهم واإلحسان إليهم ،وإ نما تجاوزت ذلك إلى سّن جملة من األحكام الفقهية التي تمث ل نظام ا
متكامال لرعاية اللقطاء في المجتمع المسلم بما يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم المادية والمعنوية ،
ويدفع عنهم ضرر التعيير والتحقير وضياع الحقوق والمصالح .
ومن هنا يأتي هذا البحث الموجز لتسليط الضوء على بعض تلك األحكام الفقهية التي ذكره ا
الفقه اء في مص نفاتهم المختلف ة مس تندين في تقريره ا إلى النص وص الش رعية والقواع د الكلي ة
والمقاصد العامة للشريعة المطهرة
1
خطة البحـث :
وق د اقتض ت طبيع ة الموض وع أن أقس مه إلى مقدم ة وعش رة مب احث وخاتم ة ،وذل ك على
النحو التالي :
المقدمة :وتتناول سبب اختيار الموضوع وأهميته وخطة البحث ومنهج البحث .
المبحث األول :تعريف اللقيط .
المطلب االول :تعريف اللقيط في اللغة
المبحث الثاني :الحكم التكليفي
المطلب االول:في التقاط ما يمتنع من السباع ويقوى على ورود الماء
المطلب الثاني:االلتقاط في طريق غير مسلوك
الخاتمة
قائمة المصادر
منهج البحـث :
أوًال :بيان مواضع اآليات التي ورد ذكرها في ثنايا البحث بذكر اسم السورة ورقم اآلية في
الهامش .
ثانيًا :تخريج األحاديث النبوية الواردة في البحث من كتب السنة المعتبرة ما أمكن.
ثالثـًا :الرج وع إلى المص ادر األص يلة والمراج ع المعتم دة ل دى الم ذاهب الفقهي ة عن د بي ان
األحكام الشرعية مع توثيق ذلك بذكر المصدر والجزء والصفحة بالهامش .
رابع ـًا :س لكت في البحث طريق ة االتجاه ات الفقهي ة ،من خالل ذك ر الم ذاهب المتفق ة في
اتجاه واحد وذكر المخالفين لهم في اتجاه آخر .
خامسًا :حرصت على ذكر أدلة كل اتجاه فقهي بالرجوع إلى المصادر األصيلة ،واتبعت
ذلك بذكر ما ورد على تلك األدلة من مناقشات إن وجدت ،ثم أرجح ما ظهر لي رجحانه مع
بيان سبب الترجيح .
سادسًا :ختمت البحث بذكر قائمة المصادر والمراجع وفهرس الموضوعات .
وفي الخت ام أس أل اهلل أن يك ون ه ذا البحث موفق ا للص واب بعي دا عن الزل ل ،وأن يك ون
مفي دا في موض وعه لمن اطل ع علي ه من طلب ة العلم والب احثين في الفق ه اإلس المي وعم وم
المسلمين ،وصلى اهلل وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
2
المبحث االول
تعريف اللقيط
المطلب االول
تعريف اللقيط في اللغة
اللقيط في اللغة :فعي ل بمع نى مفع ول أي ملق وط كقتي ل وج ريح وط ريح ،مش تق من اللق ط
وهو أخذ شيء من األرض ،والتقط الشيء لقطه كما في قوله تعالى ( :فالتقطه آل فرعون )
واللقيط اسم للطفل الملقى أو الطفل المأخوذ والمرفوع عادة ،فكانت تسميته لقيطا باعتبار ()1
العاقبة ألنه يلقط عادة أي يؤخذ ويرفع ،وتسمية الشيء باسم عاقبته أمر شائع في اللغة كما قال
( )2فس مى العنب خم را ، تعالى على لسان أحد صاحبي السجن (:إني أراني أعصر خمرا )
()4
وسمى الحي الذي يحتمل الموت ميتا باسم العاقبة ()3
وقال ( :إنك ميت وإ نهم ميتون )
فاللقي ط في اللغ ة :ه و الطف ل ـ ذك را ك ان أم أن ثى ـ ال ذي ال يع رف أب واه ويوج د ملقى في
الطريق ونحوه .
المطلب الثاني
يتق ارب التعري ف اللغ وي والتعري ف االص طالحي اال ان ه في التعري ف االص طالحي يوج د
نوع من الحصر وهذا ما سيتضح من خالل التعريفات االتية
-1األحناف:
3
()5
فقد عرف األحناف اللقيط بأنه " :اسم لحي مولود طرحه أهله خو فا من العيلة أو الريبة
شرح التعريف:
" اسم لحي مولود" المراد به ما كان من بني آدم فما كان من حيوان فهو لقطة ال لقيطا.
-2المالكية:
)(5كتاب المبسوط :لشمس الدين السرخسي ،دار المعرفة ،بيروت لبنان ،ج ، 10 -ص ، 209شرح فتح
القدير:
لإلمام كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي السكندري المعروف بابن همام ،علي الهداية شرح بداية
المبتدي :لشيخ اإلسالم برهان الدين علي بن أبي بكر المرغيناني ،دار الكتب العلمية ،بيروت لبنان ،ج ، 6 -
ص ، 103اللباب في شرح الكتاب :للشيخ عبد الغني الغنيمي الدمشقي الحنفي ،علي المختصر المشتهر باسم
))الكتاب(( الذي صنفه اإلمام أبو الحسين أحمد بن محمد القدورى ،المكتبة العلمية ،بيروت لبنان ،ج ، 2 -
ص ، 205
تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق :لفخر الدين عثمان بن علي الزيلعي ،الطبعة األولى 1313 ،ه ،المطبعة
الكبرى
األميرية ،ج ، 3ص ، 297بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع :لإلمام عالء الدين أبي بكر بن مسعود
الكاساني،
الطبعة الثانية 1406 ،ه 1987م ،دار الكتب العلمية ،بيروت لبنان ،ج ، 6 -ص ، 197مجمع األنهر:
لعبد الرحمن
بن محمد بن سليمان الكليبولي ،في شرح ملتقي األبحر :إلبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي ،ومعه الدر
المنتقي في شرح الملتقي :للشيخ محمد بن علي الحصني ،دار الكتب العليمة ،بيروت لبنان ،ج ، 2 -ص
، 519
الفتاوى الهندية المعروفة بالفتاوى العالمكيرية في مذهب اإلمام األعظم أبي حنيفة :العالمة الُهمام موالنا الشيخ
نظام ،دار الكتب العلمية ،بيروت لبنان ،ج ، 2 -ص ، 304رد المحتار علي الدر المختار شرح تنوير
األبصار:
لمحمد أمين الشهير بابن عابدين ،دار عالم الكتاب ،الرياض ،ج ، 6ص . 423
4
()2
وعرف المالكية اللقيط بأنه " :صغير آدمي لم يعلم أبواه وال رقه"
شرح التعريف:
" لم يعلم أبواه" خرج به من علم أبواه )ولد الزانية( ألن أمه معلومة فهي أولى بحضانته.
()2
" وال رقه" خرج به من علم رقه ألنه يعتبر لقطة ال لقيطا
()3
وعرفه ابن حاجب بأنه " :طفل ضائع ال كافل له
)(2حاشية الدسوقي :لشمس الدين الشيخ محمد عرفة الدسوقي ،علي الشرح الكبير :ألبي البركات أحمد
الدردير ،وبهامشه الشرح المذكور مع تقريرات للعالمة سيدي الشيخ محمد عليش ،دار إحياء الكتب العربية،
ج ، 4ص ، 124الشرح الصغير علي أقرب المسالك إلي مذهب اإلمام مالك :ألبي البركات أحمد الدردير،
وبالهامش حاشية العالمة الشيخ أحمد بن محمد الصاوي المالكي ،دار المعارف ،القاهرة ،ج ، 4ص – 178
، 179شرح منح الجليل علي مختصر العالمة خليل :للشيخ محمد عليش ،وبهامشه حاشيته المسماة تسهيل
منح الجليل ،ج ، 4ص ، 130بلغة السالك ألقرب المسالك :للشيخ أحمد الصاوي ،علي الشرح الصغير
للشيخ ألحمد الدردير ،الطبعة األولى 1415 ،ه 1995م ،دار الكتب العلمية ،ج ، 4ص ، 64الفواكه
الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني :للعالمة أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي المالكي 1431 ،ه
2010م ،المكتبة العصرية ،صيدا لبنان ،ج ، 2 -ص ، 273شرح حدود ابن عرفة الموسوم ))الهداية
الكافية الشافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية ألبي عبد اهلل محمد األنصاري ال رصاع ،الطبعة األولى،
1489ه 1993م ،دار الغرب اإلسالمي ،القسم الثاني ،ص 565
)(2ألن من أهم الفروق بين اللقطة واللقيط هو أن اللقيط إنسان حر واللقطة هي عبارة عن مال ،ومن الفروق
أيضا:
أ -يكفي االشهاد على اللقيط مرة واحدة ،أما اللقطة على الراجح من أقوال الفقهاء فإن تعريفها يكون حسب
قيمتها يو ما أو أسبو عا أو عا ما ،ويجب أن يكون نها را وفي مجمع من الناس.
ب -اللقيط ال يملكه الملتقط وال غيره مهما طالت جهالة نسبه ومكثه عتد الملتقط ،أما اللقطة فقد يمتلكها -
ملتقطها إذا لم يحضر صاحبها ولو بعد حين.
ج -يطرح اللقيط غالبا عمد ا ،أما اللقطة فال تطرح عمد ا ألن المال ال يطرحه أحد عمد ا إال في حاالت -
نادرة ،كالخوف من حاكم ظالم أو الخوف من اللصوص.
د يمكن التقاط اللقيط من أي مكان ،بينما اللقطة يستثنى منها التقاط لقطة الحرم ،إال للمعرف أو لموكل -
في حفظ األمانات
)(3مواهب الجليل لشرح مختصر خليل :ألبي عبد اهلل محمد بن محمد المغربي المعروف بالحطاب الرعيني،
5
-3الشافعية:
أما الشافعية فعرفوا اللقيط بأنه " :كل صغير منبوذ في شارع أو مسجد أو نحو ذلك ال
()1
كافل له معلوم ولو مميز ا لحاجته إلى التعهد"
شرح التعريف:
طبعة خاصة 1423 ،ه 2003م ،دار عالم الكتب ،المملكة العربية السعودية ،ج ، 8ص ، 53أسهل
المدارك شرح
إرشاد السالك في فقه إمام األئمة مالك :ألبي بكر بن حسن الكشناوي ،الطبعة الثانية ،دار الفكر ،بيروت لبنان،
-
ج ، 3ص . 79
(1)(1مغني المحتاج إلي معرفة معاني ألفاظ المنهاج :لشمس الدين محمد بن محمد الخطيب الشربيني1421 ،
ه
2000م ،دار الكتب العلمية ،بيروت لبنان ،ج ، 3 -ص ، 598اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع :لشمس
الدين محمد
بن محمد الخطيب الشربيني ،الطبعة الثالثة 1425 ،ه 2004م ،دار الكتب العلمية ،بيروت لبنان ،ج ، 2 -
ص ، 186أسني المطالب شرح روض الطالب :أبي يحي زكريا األنصاري ،وبهامشه حاشية أبي العباس
الرملي
الكبير األنصاري ،ج ، 2ص . 496
وقالوا في تعريفه أيضا " كل طفل ضائع ال كافل له يسمي لقيطا وملقوطا باعتبار أنه يلقط ،ومنبوذ ا باعتبار
أنه
نبذ من أهله أي ألقي في الطريق ونحوه ".
انظر حاشيتا قليوبي وعميرة :األولى لشهاب الدين أحمد بن أحمد بن سالمة القليوبي ،والثانية لشهاب الدين
أحمد
البرلسي الملقب بعميرة ،علي منهاج الطالبين لإلمام أبي زكريا يحي بن شرف النووي ،الطبعة الثالثة1375 ،
ه
1956م ،مطبعة مصطفي الحلبي وأوالده ،مصر ،ج ، 3ص ، 123روضة الطالبين وعمدة المفتين :لإلمام
النووي ،الطبعة الثالثة 1412 ،ه 1991م ،المكتب اإلسالمي ،ج ، 5ص . 418
وُع رف أيض ا اللقيط " بأنه طفل نبيذ بنحو شارع ال يعرف له مدع " انظر في هذا نهاية المحتاج إلي شرح
المنهاج :لشمس الدين محمد بن أبي العباس األنصاري الشهير بالشافعي الصغير ،ومعه حاشية أبي الضياء
نور
الدين الشبراملي القاهري ،وحاشية أحمد بن عبد الرزاق بن أحمد المعروف بالمغربي الرشيدي ،الطبعة
الثالثة،
6
"ص غير" قي د خ رج ب ه الب الغ الس تغنائه عن الحف ظ إال أن يك ون مجنون ا أو بالغ ا تع رض
للهالك.
" منبوذ" هو الذي ينبذ دون التمييز ونبذه في الغالب إما لكونه من فاحشة خوفا من العار أو
للعجز عن مؤنته.
" ال كافل له معلوم" المراد بالكافل هنا األب والجد ومن يقوم مقامهما
-4الحنابلة:
وعرف الحنابلة اللقيط بأنه " :طفل ال يعرف نسبه وال رقه نبذ أو ضل ما بين والدته
()1
إلى سن التمييز ،وقيل والمميز لقيط أيضا إلى البلوغ وعليه األكثر
أ -انهما يشتمالن على العبد وغيره والعبد لقطة ال لقيط الن العبد في حكم المال
ب -يفهم من التعريفين انه الضائع والمنبوذ شيء واحد وفي الحقيقة هما مختلف ان اذ المنبوذ
من كان تركه قصدا على خالف الضائع
1424ه 2003م ،دار الكتب العلمية ،بيروت لبنان ،ج ، 5 -ص 446
)(1حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع :لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي ،الطبعة
األولى 1398 ،ه ،ج ، 5ص ، 518معونة أولي النهي شرح المنتهي ))منتهي اإلرادات(( :لإلمام محمد بن
أحمد
الفتوحي الحنبلي الشهير بابن النجار ،الطبعة الخامسة 1429 ،ه 2008م ،مكتبة األسدي ،مكة المكرمة ،ج
،7
ص ، 116مطالب أولي النهي في شرح غاية المنتهي :للشيخ مصطفي السيوطي الرحيباني ،المكتب
اإلسالمي،
دمشق ،ج ، 4ص ، 243الشرح الممتع علي زاد المستقنع :للعالمة محمد بن صالح العثيمين ،الطبعة األولى
426ه ،دار ابن الجوزي ،الدمام المملكة العربية السعودية ،ج ، 10 -ص ، 383الشرح المختصر علي
متن زاد المستقنع بتحليل ألفاظه وتقريب معانيه :لمعالي الشيخ صالح بن فوزان بن عبد اهلل الفوزان ،الطبعة
األولي 1424،ه 2004م ،دار العاصمة ،الرياض المملكة العربية السعودية ،ج ، 3 -ص 271
7
شرح التعريف:
" ال ُيعرف نسبه " قيد خرج به من كان معروف النسب فال يسمى لقيطا.
ومما تجدر مالحظته من تعريفات الفقهاء للقيط نجد أنها اتفقت في بعض األمور
1-اتفقت علي أن حديث الوالدة والصبي غير المميز والمميز يعد لقيطا.
2-كما اتفقت على أن اللقيط ال يعرف أهله وال نسبه فيخرج بذلك من عرف أهله ،وكذلك
من عرفت أمه بأن يكون ولد زنا مث ال فال يعد لقيطا.
3-اتفقت التعريفات على أن اللقيط محتاج إلى االلتقاط واألخذ لحاجته إلى الرعاية والقيام
حيث ذهب بعض الفقهاء إلى اعتبار البالغ لقيطا ما دام غير قادر على الكسب بالنسبة
)(1حاشية الصاوي :ألحمد الصاوي المالكي ،دار المعارف ،القاهرة ،ج ، 4ص 179
8
وذهب البعض اآلخر إلى اعتبار البالغ غير العاقل أنه لقيط لحاجته إلى الرعاية
()1
والتعهد
()2
اختالفهم في المنبوذ
فرق بعض الفقهاء بين اللقيط والمنبوذ ،حيث يطلق لفظ المنبوذ على ولد الزنا خاصة،
فقد ُس ئل اإلمام مالك فيمن قال :لرجل يا منبوذ ،فقال " :ال يعلم منبوذ إال ولد الزنا(. )3
وذهب بعض الفقهاء إلى أن اللقيط والمنبوذ بمعنى واحد ،من حيث أن النبذ هو اإللقاء
والطرح.
()4
وقال صحاب المغني " :الطفل المنبوذ"
)(1مغني المحتاج إلي معرفة معاني ألفاظ المنهاج ،للشربيني ،مرجع سابق ،ج ، 3ص 597
)( 2فالمنبوذ هو الطفل الملقى والمطروح ،ويسمى المنبوذ لقيطا باعتبار مآله بعد أن يلقى ويطرح يتم لقطه،
وتفاؤال الستصالح حاله ،إذا فلفظ المنبوذ أعم من لفظ اللقيط ،حيث إنه يشمله ويشمل غيره ،أما اللقيط فيكون
جزءا من هذا المنبوذ ،أو يحمل هذا اللفظ عند إلقائه بداية .
انظر وجيه عبد اهلل سليمان أبو معيلق :أحكام اللقيط في الفقه اإلسالمي مقارنة بقانون األحوال الشخصية
المعمول به في غزة ،رسالة ماجستير قدمت لكلية الشريعة والقانون ،الجامعة اإلسالمية ،غزة 1427 ،ه
2006م ،ص . 6
)(3شرح حدود ابن عرفة ،ألبي عبد اهلل محمد األنصاري ،مرجع سابق ،ص ، 566منح الجليل علي مختصر
العالمة خليل ،لمحمد عليش ،مرجع سابق ،ج ، 4ص . 130
)(4المغني :للعالمة موفق الدين أبي محمد عبد اهلل بن أحمد بن محمد ابن قدامة ،دار الكتاب العربي ،ج ، 6
ص ، 374الشرح الكبير لإلمام شمس الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد ابن قدامة
المقدسي ،دار الكتاب العربي ،ج ، 6ص "374قال الحارثي :تعريف اللقيط بالمنبوذ يحتاج إلي إضمار
لتضاد ما بين اللقط والنبذ...ألن الطفل قد يكون ضائعا
ال منبوذ ا ،ومنهم من عرفه بأنه الضائع وفيه ما فيه .وقوله الطفل يعني :في الواقع في الغالب وإ ال فهو لقيط
إلي
سن التمييز فقط علي الصحيح من المذهب ،وقيل والمميز أيضا إلي البلوغ قال في الفائق :وهو المشهور،
9
وقال الشربيني " :ويسمى ملقو طا باعتبار أنه يلقط ،ومنبوذا باعتبار أنه ينبذ إذا ألقي في
الطرق ونحوه
()1
وذهب فريق آخر إلى أن الطفل يعد منبوذا ما دام مطروحا وال يسمى لقيطا إال بعد أخذه،
()2
وقيل :المنبوذ ما وجد بفور والدته واللقيط بخالفه
ذهب بعض الفقهاء إلى أن اللقيط هو من كان حديث الوالدة طرحه أهله ،وال يعتبر
الضائع لقيطا.
وذهب بعضهم اآلخر بأن الضائع يعد لقيطا وال يعرف أبواه.
وقال الزركشي :هذا المذهب ،قال في التلخيص :والمختار عند أصحابنا أن المميز يكون لقيط ا " اإلنصاف
في
معرفة الراجح من الخالف :لعالء الدين أبي الحسن علي بن سليمان الماوردي ،الطبعة األولى 1374 ،ه
1955م ،ج ، 6ص ، 432مطالب أولي النهي في شرح غاية المنتهي ،للرحيباني ،مرجع سابق ،ج ، 4
ص ، 243
الفروع :للعالمة شمس الدين محمد مفلح المقدسي ،ومعه تصحيح الفروع لعالء الدين علي المرداوي ،الطبعة
األولى 1424 ،ه 2003م ،دار المؤيد ،الرياض ،ج ، 7ص ، 321منار= = السبيل في شرح الدليل:
للشيخ
إبراهيم محمد سالم ضويان ،الطبعة األولى ،مؤسسة دار السالم ،دمشق ،ج ، 1ص ، 465معونة أولي
النهي
شرح المنتهي ،للفتوحي ،مرجع سابق ،ج ، 7ص 116
)(1مغني المحتاج إلي معرفة معاني ألفاظ المنهاج ،للشربيني ،مرجع سابق ،ج ، 3ص ، 597شرح حدود
ابن
عرفة ،ألبي عبد اهلل األنصاري ،مرجع سابق ،ص . 566
)(2حاشية الدسوقي ،لشمس الدين عرفة الدسوقي ،ج ، 4ص 12
10
()1
" صبي لم يبلغ نبذه أهله أو ضاع منهم التقط لحفظه ورعايته"
شرح التعريف:
" نبذه أهله أو ضاع منهم" يشمل جميع أسباب النبذ والطرح.
" التقط لحفظه ورعايته" فيخرج به من ال يحتاج إلى الحفظ والرعاية كالبالغ ،كما يخرج به
()2
وُع رف اللقيط أيضا بأنه " :آدمي يؤخذ لحاجة إلى الرعاية ،منبوذا كان أو ضائعا
شرح التعريف:
" يؤخذ لحاجة إلى الرعاية" قيد خرج به البالغ العاقل لعدم حاجته للرعاية والحفظ.
()3
كما عرفه البعض بأنه " :طفل مجهول الهوية نبذه أهله أو ضاع منهم
)(1سعيدي زيدان :أحكام اللقيط ،دراسة تأصيلية تطبيقية )رسالة ماجستير( ،قدمت لكلية العلوم اإلسالمية،
جامعة الجزائر ،سنة 1426ه 2005م ،ص 36
)(2منير عبد الغني أبو الهيجاء :أحكام اللقيط بين الشريعة اإلسالمية والقانون )رسالة ماجستير( ،قدمت لكلية
الدراسات العليا ،جامعة الخليل ،سنة 1427ه 2006م ،ص 10
)(3دكتور وليد خالد الربيع :أحكام اللقيط في الفقه اإلسالمي ،دراسة فقهية مقارنة ،بحث ُم قدم لكلية الشريعة
والدراسات اإلسالمية ،جامعة الكويت 1425 ،ه 2004م ،ص 3
11
شرح التعريف:
" مجهول الهوية" قيد خرج به من كان معلوم الهوية )معلوم نسبه(.
وعرف ه الش يخ الف وزان بأن ه " :ه و الطف ل ال ذي يوج د منب وذا أو يض ل عن أهل ه وال يع رف
()1
نسبه في الحالين
شرح التعريف:
كما عرفه الدكتور عبد الكريم زيدان بأنه " :ولد حديث الوالدة نبذه أهله ،أو صغير لم
()2
يبلغ نبذه أهله أو ضاع منهم وسواء كان ذكرا أو أنثى"
شرح التعريف:
)(1الملخص الفقهي ،للشيخ صالح بن فوزان بن عبد اهلل آل فوزان ،الطبعة الرابعة 1422 ،ه 2001م ،دار
ابن
الجوزي ،الدمام المملكة العربية السعودية ،ص . 316 -
)(2المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة اإلسالمية ،الدكتور عبد الكريم زيدان ،مؤسسة
الرسالة ،ج ، 9ص 417
12
" حديث الوالدة" أي بعد والدته مباشرة.
التعريف المختار:
ومن مجموع ما مضي من تعريفات يعد تعريف الدكتور عبد الكريم زيدان من أفضل
التعريفات وأشملها.
ولكن يالحظ على التعريف أنه اعتبر الضائع لقي طا كما ذهب إليه الحنابلة ،والصحيح
أن الض ائع يع د لقط ة ال لقي ط ا ،وال يمكنن ا الق ول ب أن الض ائع يؤخ ذ باعتب اره لقي ط ،إذ ا
فاللقي ط ه و من نب ذه أو طرح ه أهل ه فق ط ،وال نق ول أن ه ه و من ض اع من أهل ه ،ب ل نق ول إن
الضائع ُيبحث عن أهله .فيكون التعريف علي النحو التالي:
" اللقيط ولد حديث الوالدة نبذه أهله ،أو صغير لم يبلغ نبذه أهله ،سواء كان ذكًر ا أو
أنثى".
13
المبحث الثاني
الحكم التكليفي
اختلف الفقهاء في حكم اخذ اللقطة على اقوال ونظرا الختالف الحكم باختالف حال الملتقط
ومكان االلتقاط رايت ان احرر اقوال كل مذهب على حده ثم اجملها بعد ذلك مع ذكر االدلة
القول االول
ذهب الحنفية الى انه يحرم رفع اللقطة اذا اخذها لنفسه ويندب رفعه ا ان امن الملتقط على
نفسه واال فالترك اولى من الرفع وان خاف عليها من الضياع فرفعها واجب وقال في البدائع
()1
يستحب
والق ول ب الوجوب ه و م ا علي ه عام ة كتب الحنفي ة واس تحب الكاس اني في ب دائع الص نائع
االلتق اط اذا خ اف عليه ا وغف ل عن ذك ر الق ول ب الوجوب وال ذي علي ه عام ة كتب الحنفي ة فه ل
يقال للحنفية في المسالة قوالن او يقال هذا خطا من الكاساني حيث لم يذكر الوجوب مع انه
المنصوص فيكون وهما منه فيه تامل واهلل اعلم.
()2
جاء في االختيار لتعليل المختار واخذها افضل وان خاف ضياعها فواجب
)(1لهداية شرح البداية 2/175االختيار لتعليل المختار 2/175البحر الرائق 5/162العنايه شرح الهداية6/119
تبيين الحقائق3/301
)(2االختيار لتعليل المختار 3/32
14
القول الثاني
فان علم خيانة نفسه حرم االخذ خاف الخونه ام ال وان لم يخف الخونة كره االلتقاط علم
امانه نفسه او يشك فيها هذا هو تحرير مذهب المالكية
واختار بعض المالكية بان الملتقط ان وثق بامانه نفسه ولم يخف عليها ففيها ثالثه اقوال
()2
:الثالث الكراهة
جاء في حاشيه الصاوي على الشرح الصغير حاصل هذا المبحث ان مريد االلتقاط اما ان
يعلم امان ة نفس ه او خيانته ا او يش ك فيه ا وفي ك ل ام ا ان يخ اف الخ ائن ل و ت رك االخ ذ او ال
فيجب االخ ذ بش رطين ان خ اف الخ ائن ولم يعلم خيان ة نفس ه ب ان علم امانته ا او ش ك فيه ا ف ان
علم خيانة نفسه حرم االخذ خاف الخائن ام ال وان لم يخف الخائن كره علم امانة نفس ه او ش ك
فيه ا ه ذا حاص ل م ا يؤخ ذ من الش ارح وه و التحري ر واعلم ان ه اذا لم يخ ف خائن ا وعلم امان ة
نفسه فثالثه اقوال االستحباب والكراهة والتفضيل ويستحب فيما له بال ويكره في غيره
اختار التونسي من هذه االقوال الكراهة مطلقا واما اذا لم يخف خائنا ويشك في امانة نفسه
فالكراه ة اتفاق ا( )3وق ال ابن ش اص (وليس ب واجب -يع ني االلتق اط) اال ان يك ون بين ق وم غ ير
)(1بدائع الصنائع6/200
)(2حاشية الصاوي على شرح الصغير 40/169حاشية الدسوقي 4/119مواهب الجليل 6/71الذخيره9/89
الفروق للقرافي 4/33البيان والتحصيل 13/354شرح الخرشتي 7/123القوانين الفقهيه :ص 224المقدمات
الممهدات 2/874شرح الكبير 4/119الفواكه الدواني 2/172بدايه المجتهد 2/228وانظر لالستزاده
االستذكار 7/245التمهيد 3/108المنتقى للباجي6/134
)(3حاشية الصاوي4/169
15
م امونين واالم ام غ ير ع دل لكن ان وث ق بامان ة نفس ه فاالخ ذ مس تحب وروي تخص يص
()1
االستحباب بما له بال فان علم الخيانة من نفسه فاالخذ محرم عليه وان خافها كره االخذ.
جاء في منح الجليل وما احسن قول ابن الحاجب تابعا البن شاص (وااللتقاط حرام على من
علم خيان ه نفس ه ومك روه للخ ائف وفي الم امون االس تحباب) والكراه ه واالس تحباب فيم ا ل ه
والوجوب ان خاف عليها الخونة
()2
وق ال الب اجي فام ا ج واز اخ ذها فق د روي ن افع عن ابن عم ر رض ي اهلل عن ه ان ه ك ان يم ر
باللقطة فال ياخذها وفي العتبيه من سماع ابن القاسم عن مالك انه قال :ال احب ان ياخذها من
وجدها اال ان يكون لها قدر
وروى عنه اشهب :اما الدنانير وشيء له بال فاحب الي ان ياخذ وليس كالدراهم وما ال بال
له ال احب له ان يؤخذ الدرهم ومعنى ذلك ان الشيءالكثير الذي له بال يخاف عليه الضياع ان
()3
تركه فاخذه له على وجه التعريف به والحفظ له الى ان يجده صاحبه من اعمال البر
القول الثالث
مــذهب الشــافعية نق ل ع ز الش افعي نص ان في المس الة اح دهما ق ال في مختص ر الم زني :ال
()4
احب الحد ترك لقطة وجدها اذا كان امينا عليها
()5
وقال في االم ال يجوز الحد ترك لقطة وجدها اذا كان من اهل االمانة
16
احــدهما يس تحب االلتق اط لواث ق بامان ة نفس ه ويك ره تركه ا لئال تق ع في ي دي خ ائن وانم ا لم
يجب االلتقاط النها امانة او كسب وكل منهما ال يجب ابتداء
واخت ار اب و العب اس واب و اس حاق حم ل النص ين على ح الين مختلفين فالموض ع ال ذي ق ال
يستحب له اخذها اذا كان ال يخاف عليها من الضياع كما لو كانت في موضع يعلم امانة اهلها
والموض ع ال ذي ق ال يجب علي ه اخ ذها اذا ك انت في موض ع يخ اف عليه ا من الض ياع واخت ار
هذا التفصيل السبكي.
()1
وال يستحب االلتقاط لغير واثق بامانه نفسه ويكره لفاسق الن ال تدعوه نفسه الى الخيانه
ج اء في المه ذب روى الم زني ان ه ق ال :ال احب تركه ا وق ال في االم اليج وز تركه ا ,فمن
اصحابنا من قال فيه قوالن احدهما ال يجب النها امانة فلم يجب اخذها كالوديعة والثاني يجب
وقال ابو العباس وابو اسحاق وغيرهما ان كانت في موضع ال يخاف عليه المانة اهله لم
يجب علي ه الن غ يره يق وم مقام ه في حفظه ا وان ك انت في موض ع يخ اف عليه ا لقل ه امان ة
اهل ه وجب الن غ يره ال يقوم مقام ه فتعين علي ه وحم ل القولين على هذين الح الين ف ان تركه ا
()2
ولم يوجد شيء من ذلك ولهذا ال يضمن الوديعة اذا ترك اخذها فكذلك اللقطة
القول الرابع
ذهب الحنابل ة الى ان الملتقط ان امن نفس ه عليها وقوي على تعريفه ا فل ه اخذها واالفض ل
()3
تركها وقال ابو الخطاب اخذها افضل اذا وجدها بمضيعة وامن نفسه عليها
ج اء في االقن اع ومن امن نفس ه عليه ا وق وي على تعريفه ا فل ه اخ ذها واالفض ل تركه ا ول و
()4
وجدها بمضيعه وان عجز عن تعريفها فليس له اخذها
)(1الحاوي الكبير 8/10المهذب 1/429انس المطالب 2/487مغني المحتاج 2/406البيان في مذهب االمام
الشافعي 7/520روضه الطالبين 5/391نهايه المحتاج5/427
)(2المهذب1/429
)(3لكافي البن قدامه 2/351االقناع2/299
)(4االقناع في فقه االمام احمد2/299
17
فاذا علمت تحرير حكم المسالة في كل مذهب من المذاهب الفقهية ناتي الى اجمالها م ع ذك ر
االدله فاقول :اللقطة لها ثالثه احوال
الحال االول:ان يعلم من نفسه الخيانه فهنا يحرم عليه االلتقاط النه بمنزله الغاص ب والن في
اخذ تضيع لما لغيره فيحرم اتالفه وكما لو نوى كتمانها او نوى تملكها في الحال
(ج )1196رواه مسلم من طريق عبد اهلل بن وهب قال اخبرني عمرو بن الحارث عن بكر
بن سواده عن ابي سالم الجيشاني عن زيد بن خالد الجهني عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
()1
انه قال :من اوى ضاله فهو ضال ما لم يعرفها
هذا الحديث بهذا اللفظ من افراد مسلم وحديث زيد بن خالد في الصحيحين بغير هذا اللفظ
()2
وابو سالم الجيشاني ما لم يوثقه اال ابن حبان والعجلي وقيل له صحبه
الحالة الثانية
ان يث ق بامان ة نفس ه وال يخش ى على اللقط ة فهن ا اخ ذها ال يح رم والخالف في االفض ل وق د
اختلفوا فيه على اقوال:
االول اذ تحب اخذوها وهو مذهب الحنفيه والشافعيه واختيار بعض المالكيه
الدليل االول(ج )1197-رواه البخاري من طريق ربيعه بن ابي عبد الرحمن ان يزيد مولى
المنبعث عن زي د بن خال د الجه ني ان رجال س ال رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم عن اللقط ة
فقال :عرفها سنه ثم اعرف وعائها وعفاصها ثم استنفق بها فان جاء ربها فادها اليه ,قال :يا
رسول اهلل فظالة الغنم ؟قال :خذها فانما هي لك او الخيك او للذئب ,قال :يا رسول اهلل فظالة
االبل؟ ق ال :فغض ب رسول اهلل ص لى اهلل علي ه وسلم حتى احمرت وجنت اه او احمر وجهه ثم
()3
قال :مالك ولها معها حذائها وسقائها حتى يلقاها ربها
18
فقد دل الحديث على استحباب االلتقاط من وجهين:
الوجه االول
ان الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم ام ر باخ ذ الش اة بقول ه :خ ذها فانم ا هي ل ك او الخي ك او
للذئب ومعلوم ان اللقطة مثلها بجامع ان كل منهما ال يمتنع على من اراده باهالك او فساد
الوجه الثاني
ان الرسول صلى اهلل عليه وسلم امر بتعريفها ولم يقل له كما قال في االبل دعها حتى يلقاها
فدل ذلك على ان االفضل اخذها وتعريفها
ويناقش:
اما االمر باخذ الشاة فهو ليس للندب النه قال جوابا على سؤال السائل فيحمل على االرشاد
ونعم يك ون االم ر للوج وب او للن دب ل و ان الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم ام ر باخ ذها ابت داء
دون ان يكون ذلك مرتبا على السؤال السائل واهلل اعلم
اما كون النبي صلى اهلل عليه وسلم لم ينهى السائل عن اخذها كما نهاه في حالة االبل فهو
دلي ل على ج واز االلتق اط وال يمكن ان يك ون ت رك النهي دليال على االس تحباب ب ل يطلب
االستحباب من دليل اخر
الدليل الثاني ان اخذ اللقطة اذا وثق بامانة نفسه فيه صيانة المال لغير من الضياع وانما لم
يجب الن ه في مك ان ال يخ اف عليه ا الن ص احبها س وف يفتش عنه ا في المح ل ال ذي فق دها
ويجدها ويظفر بماله
القول الثاني
19
(ج )1198-روى البخاري عن طريق منصور عن طلحه عن انس رضي اهلل عنه قال :مر
()1
النبي صلى اهلل عليه وسلم بتمره في الطريق فقال :لوال انني اخاف ان تكون صدقه الكلتها
فلم يجع ل الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم حكم الثم رة حكم اللقط ة وهك ذا س ائر المحق رات من
االموال ال يكون لها حكم اللقطة وسوف نناقش ان شاء اهلل تعالى حكم يسير اللقطة في مبحث
مستقل
القول الثالث
القول الرابع
الدليل االول رواه االمام احمد قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا حميد يعني الطويل حدثنا
الحسن بن مطرف عن ابيه ان رجل قال :يا رسول اهلل هوام االبل نصيبها قال ضالة المسلم
()2
حق النار
()3
اختلف في ارساله ووصوله والراجح وصله ورجاله ثقات
ويناقش:
بان الحديث في هوام االبل وقد ورد النهي عن اخذ ظالة االبل لكونها تمتنع عن نفسها عن
الس باع وت رد الم اء وال يمكن ان يق ال ان العبره ة بعم وم اللف ظ الن ه ق د ورد االم ر باخ ذ ظال ة
الغنم وعل ل ذل ك ب ان تركه ا يعرض ها للتل ف ب ان ياكله ا ال ذئب واذن في اخ ذ اللقط ة من غ ير
الحيوان بشرط ان يعرفها
20
الدليل الثاني
(ث)299-ما رواه مالك عن نافع ان رجال وجد لقطة فجاء الى عبد اهلل بن عمر فقال له
اني وجدت لقطة فماذا ترى فيها؟ فقال له عبد اهلل بن عمر عرفها قال :قد فعلت قال :زد قال:
()1
قد فعلت فقال عبد اهلل :ال امرك ان تاكلها ولو شئت لم تاخذها
وروى ابن ابي شيبة في المصنف عن طريق عبد اهلل بن دينار قال قلت البن عمر وجدت
()3
(صحيح) ()2
نقطه قال ولم اخذتها
الدليل الثاني (ث)300-ما رواه عبد الرزاق عن الثوري عن قابوس بن ابي ظبيان
(عن ابيه)
()4
()5
عن ابن عباس كان يقول ال ترفع اللقطة لست منها في شيء وقال تركها خير من اخذها
قال ابن المنذر ((اختلف اهل العلم في اخذ اللقطه فكرهت طائفة اخذها روينا هذا القول عن
()6
ابن عمر وابن عباس)).
وق ال ابن قدام ة ((االفض ل ت رك االلتق اط روي معفي ذل ك عن ابن عب اس وابن عم ر وال
نعرف لهما مخالفا في الصحابة ))
الدليل الثالث
)(1الموطأ 2/758
)(2المصنف22091
)(3ورواه ابن شيبة في المصنف 22061عن طريق ايوب عن نافع
)(4سقط من اسناد عبد الرزاق لفظه ابيه والتصيب من مصنف ابن ابي شيبه 22084وسنن البيهقي
6/192ومحل ابن حزم7/114
وقابوس ال يروي عن ابن عباس وانما يروي عن ابيه عن ابن عباس
)(5عبد الرزاق 18624وهو في مصنف ابن ابي شيبه22084
)(6االشراف على مذهب العلماء6/368
21
ان في االلتقاط تعريضا لنفسه للوقوع في االثم فقد ياكلها قبل ان يقوم بحقها وقد يقصر بما
يجب لها من تعريفها واداء االمانة فيها وكان تركه اولى واسلم كوالية مال اليتيم
الراجح :
ان االخذ مع االمن على النقطه يدور على معنيين احدهما الوصول الى ص احبها عن طريق
تعريفها وفي هذا حفظ المال لصاحبه وهو مطلوب
الثاني اكتساب اللقطه عن طريق تعريفها واالكتساب االزلى فيه االباحه لهذا نقول ان اخذيها
بنيه حفظها لصاحبها كان ذلك مستحبا وان اخذها رغوه في تملكها بعد القيام بتعريفها كان ذلك
مباحا واهلل اعلم
الحاله الثالثة
ان يخ اف على اللقط ة من الخون ة ف اختلفوا في وجوب اخذها فقي ل يجب اخذها وهو مذهب
الحنفية والمالكية واحد القولين في مذهب الشافعية واختاره بعض الحنابلة
وقيل ال يجب اخذها وهو مذهب الشافعية والحنابله واختاره الكاساني من الحنفية
فقيل االفضل تركها الثر ابن عمر وابن عباس المتقدمين وال مخالفة لهما من الصحابه وه ذا
هو المشهور من المذهب
وقيل االفضل اخذها اختاروه بعضهم لما في ذلك من حفظ مال اخيك المسلم
الدليل االول قال تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ) التوبه 71 /فاذا كان
وليه وجب عليه حفظ ماله
ونوقش هذا بان المراد بهذه االيه النصرة ووالية الدين بداللة انه قال (يامرون بالمعروف
وينهون عن المنكر ويقيمون الصالة وياتون الزكاة) التوبه 71 /
22
الدليل الثاني ان في تركها تضييعا لها وقد نهى النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال (ان اهلل جل
وعال حرم عليكم عقوق االمهات ووأد البنات ومنعا وهات
()1
وكره لكم ثالثا قيل وقال وكثره السؤال واضاعة المال)
الــدليل الثــالث القي اس على ض الة الغنم فانه ا لم ا ك ان يخ اف عليه ا من ال ذئب ام ر الش ارع
الملتقط ان ياخذها
(ج )1201-لم ا رواه البخ اري عن طري ق ربيع ه بن ابي عب د ال رحمن عن يزي د م واله
المنبعث
الــدليل الرابــع القي اس على حراس ة النفس المس لم ف اذا وجب على المس لم حراس ة نفس اخي ه
المسلم وجب عليه حراسة ماله فان حرمة المال كحرمة النفس
االصل في حقيقة اللقطة ان فيها معنى الكسب من جهة ان الملتقط يتملكها ان اراد بشرط ان
يقوم بما يجب لها وفيها معنى االمانه من جهه انها لو تلفت في يد الملتقط في مدة التعريف او
قب ل االش تغال به ا فانه ا ال تك ون مض مون على الملتق ط وكالهم ا الكس ب واالمان ة ال مع نى
لوجوبه
الراجح:
ان االلتقاط ال يجب انما هو مباح وقد يستحب بشروط ان يعلم امانة نفسه وان يقوى على
تعريفها والقدرة على حفظها وان يكون الباعث على اخذها حفظ حق صاحبها النه اذا اخذها
23
رغب ة في تملكه ا ك ان االكتس اب ه و الب اعث على اخ ذها واالكتس اب االص ل في ه االباح ة واهلل
اعلم
[م ]١٩٨٣ -اختلف العلماء في ضالة اإلبل ،وكذا كل حيوان يمتنع من السباع ويقوى على
ورود الماء على قولين:
القول األول:
يجوز التقاط اإلبل وغيرها من الحيوانات ،واألفضل أن يأخذها ويعرفها كغيرها ,وال يتركها
تض يع ،وه ذا م ذهب الحنفي ة ،وقي ده بعض المالكي ة فيم ا إذا خ اف عليه ا من أخ ذ خ ائن كم ا لو
()1
كان في فساد من الزمان ،وعليه حمل فعل عثمان بن عفان -رضي اهلل عنه -
)(1المبسوط ( ، )١٠ /١١تحفة الفقهاء ( ، )٣٥٦ /٣بدائع الصنائع ( ، )٢٠٠ /٦االختيار لتعليل المختار (/٣
، )٣٤البيان والتحصيل ( ، )٣٦٠ /١٥بداية المجتهد ( ، )٢٣١ /٢حاشية الدسوقي (. )١٢٢ /٤
24
()2
جاء في االختيار لتعليل المختار" :ويجوز التقاط اإلبل والبقر والغنم وسائر الحيوانات"
ج اء في حاش ية الدس وقي" :أم ا في ال زمن ال ذي فس د ف الحكم في ه أن تؤخ ذ وتع رف ،ف إن لم
تعرف بيعت ووقف ثمثها لربها ،فإذا أيس منه تصدق به كما فعل عثمان لما دخل الناس في
()2
زمنه الفساد وقد روي ذلك عن مالك"
القول الثاني:
ذهب المالكي ة إلى أن االختي ار في ض الة اإلب ل تركه ا ،ف إن أخ ذها وجب تعريفه ا ،ف إن لم
. ()3
تعرف ردت حيث وجدت
وه ذا حكم ض الة اإلب ل في جمي ع األزمن ة في مش هور الم ذهب ،وقي ل :إنم ا ه و في زم ان
العدل ،وأن األفضل في زمان غير العدل التقاطها(.)4
وروى ابن وهب ،ق ال :س معت مالًك ا والليث يقوالن في ض الة اإلب ل :من وج دها في القرى
أخذها ،وعرفها ،ومن وجدها في الصحارى فال يقربها(.)5
25
جاء في بداية المجتهد" :القسم الثالث :فهو كاإلبل ،أعني أن االختيار عنده فيه الترك للنص
الوارد في ذلك ،فإن أخذها وجب تعريفها ،واالختيار تركها".
وقيل في المذهب :هو عام في جميع األزمنة .وقيل :إنما هو في زمان العدل ،وأن األفضل
في زمان غير العدل التقاطها (".)1
وجاء في حاشية الدسوقي" :المعتمد من مذهب مالك تركها مطلًق ا قال في المقدمات بعد أن
ذك ر ع دم التق اط اإلب ل ،قي ل :إن ذل ك في جمي ع الزم ان ،وه و ظ اهر ق ول مال ك في المدون ة
والعتبية".
وقي ل :ه و خ اص ب زمن الع دل ،وص الح الن اس ،وأم ا في ال زمن ال ذي فس د ف الحكم في ه أن
تؤخذ وتعرف ،فإن لم تعرف بيعت ووقف ثمنها لربها فإذا أيس منه تصدق به كما فعل عثمان
لما دخل الناس في زمنه الفساد وقد روي ذلك عن مالك أيًض ا (".)2
القول الثالث:
ذهب الشافعية إلى أن ضالة اإلبل ،وكذا كل حيوان يدفع عن نفسه صغار السباع إما بقوة
جسمه كالخيل والبقر والحمير ،وإ ما بعدوه كالغزال ،واألرنب أو بجناحه كالطير ،فهذا النوع
إن وجد في الصحراء اآلمنة فال يجوز التقاطها للتملك.
فإن كان الواجد هو السلطان جاز؛ ألن للسلطان والية في حفظ مال الغائب من المسلمين.
أص حهما يج وز؛ ألن ه يأخ ذها للحف ظ على ص احبها فج از كالس لطان ،وه و المنص وص لئال
يأخذها خائن فتضيع.
26
فإن أخذها للتملك ضمنها؛ ألنه تعدى بأخذها فضمنها كالغاصب ،وال يبرأ عن الضمان بالرد
إلى ذلك الموضع.
وإ ن دفعه ا إلى الس لطان ففي ه وجه ان أص حهما أن ه ي برأ وه و الم ذهب؛ ألن للس لطان والي ة
على الغائب في حفظ ما يخاف عليه من ماله ،ولهذا لو وجدها السلطان جاز له أخذها للحفظ
على مالكها ،فإذا أخذها غيره وسلمها إليه بريء من الضمان.
وإ ن وجدها في صحراء غير آمنة بأن كان الزمن زمن نهب جاز التقاطه للحفظ والتملك.
وإ ن وجدها في بلدة أو قرية ،أو في موضع قريب منها فوجهان ،أو قوالن:
وأصحهما :جوازه؛ ألنها في العمارة تضيع بتسلط الخونة ،هذا تفصيل مذهب الشافعية(.)1
ويج وز في األص ح التقاطه ا في المص ر مطلًق ا للتمل ك أو للحف ظ ،ومثل ه في الص حراء إذا لم
تكن آمنة كما لو كان الزمن زمن نهب.
ج اء في روض ة الط البين" :م ا يمتن ع من ص غار الس باع بفض ل قوت ه ،كاإلب ل ،والخي ل،
والبغ ال ،والحم ير ،أو بش دة ع دوه ك األرانب ،والظب اء المملوك ة ،أو بطيران ه كالحم ام ،ف إن
وجدها في مفازة ،فللحاكم ونوابه أخذها للحفظ .وفي جواز أخذها لآلحاد للحفظ وجهان":
أصحهما عند الشيخ أبي حامد ،والمتولي ،وغيرهما :جوازه ،وهو المنصوص ،لئال يأخذها
خائن فتضيع.
وأما أخذها للتملك ،فال يجوز ألحد ،فمن أخذها للتملك ضمنها ,وال يبرأ عن الضمان بالرد
إلى ذلك الموضع.
)(1الحاوي الكبير ( ، )٢٦ ،٦ - ٥ /٨المهذب ( ، )٤٣١ /١روضة الطالبين ( ، )٤٠٣ /٥أسنى المطالب (/٢
، )٤٨٩البيان للعمراني ( ، )٥٤٠ - ٥٣٩ /٧حاشية الجمل ( ، )٦٠٦ - ٦٠٥ /٣إعانة الطالبين ()٢٤٩ /٣
27
فإن دفعها إلى القاضي ،بريء على األصح.
وإ ن وجدها في بلدة أو قرية ،أو في موضع قريب منها ،فوجهان أو قوالن.
أح دهما :ال يج وز التقاطه ا للتمل ك كالمف ازة .وأص حهما :ج وازه؛ ألنه ا في العم ارة تض يع
بتسلط الخونة.
وقي ل :ال يج وز قطع ا .ف إن منعن ا ،فالتقاطه ا بقص د التمل ك كم ا ذكرن ا في التقاطه ا من
الص حراء ...ه ذا كل ه إذا ك ان زم ان أمن .فأم ا في زمن النهب ،والفس اد ،فيج وز التقاطه ا
قطًع ا ،وسواء وجدت في الصحراء أو العمران (".)1
القول الرابع:
ذهب الحنابلة إلى أن ما يمتنع من صغار السباع كاإلبل والبقر والخيل والبغال..
الوجــه الثــاني :أن عثم ان ه و اِإل م ام ،واإلم ام ن ائب عن آح اد المس لمين في حف ظ أم والهم،
والقي ام على مص الحهم ،وم ا أقام ه المس لمون إماًم ا إال من أج ل مص الحهم في ال دين وال دنيا،
ومنها حفظ المال الضال لصاحبه ،فكان كيد الوكيل بالنسبة للموكل بخالف آحاد الرعية فال
يأخذ ضالة اإلبل.
الوجه الثالث :أن عثم ان رأى أن الن اس ق د دَّب إليهم فس اد األخالق وال ذمم ،وامت دت أي ديهم
إلى الحرام ،فأخذ بالمقصود الشرعي من التفريق بين ضالة اإلبل وبين ضالة الغنم ،فالحديث
واضح في أَّن الفرق بين الغنم وبين اإلبل عدم األمن على األولى ،واألمن على الثانية ،والحكم
28
الُم عَّل ُل بعل ة يتغ ير إذا تغ يرت تل ك العل ة ،فك ان معنى الح ديث :ال تلتق ط اإلب ل الض الة م ا دمت
آمنة ،ومفهومه ،التقطها إذا كانت غير آمنة أو غير مأمونة.
(ح )١٢٠٣ -اس تدلوا بح ديث زي د بن خال د الجه ني المتق دم :أن رجال س أل رس ول اهلل -
صلى اهلل عليه وسلم -عن ضالة الغنم؟ قال :خذها ،فإنما هي لك أو ألخيك أو للذئب .ق ال :يا
رس ول اهلل ،فض الة اإلب ل؟ ق ال :فغض ب رس ول اهلل -ص لى اهلل علي ه وس لم -ح تى احم رت
()1
وجنتاه -أو احمر وجهه -ثم قال :ما لك ولها ،معها حذاؤها وسقاؤها ،حتى يلقاها ربها
وجه االستدالل:
أن غض ب الن بي -ص لى اهلل علي ه وس لم -واحم رار وجه ه ك ل ذل ك ي دل على أن النهي
للتحريم ،وليس للكراهة
اس تدلوا بح ديث زي د بن خال د -رض ي اهلل عن ه -في الص حيح :أن أعرابًّي ا س أل الن بي -
ص لى اهلل علي ه وس لم -عن اللقط ة ،والض الة ،وفي ه :وس أله عن ض الة اإلب ل؟ فتمع ر وجه ه،
وقال :ما لك ولها ،معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء ،وتأكل الشجر ،دعها حتى يجدها ربها،
()2
وسأله عن ضالة الغنم؟ فقال" :هي لك أو ألخيك أو للذئب
وجه االستدالل:
أن قوله -صلى اهلل عليه وسلم -في ضوال اإلبل معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل
الش جر يختص بالبادية التي يكون فيها الماء والش جر دون العصر ،وهي تمنع صغار السباع
29
عن أنفس ها في البادي ة وال تق در على من ع الن اس في المص ر .والش اة تؤك ل في البادي ة؛ ألن
الذئب يأكلها ،وهو ال يأكلها في المصر فاختلف معناهما في البادية والمصر فاختلف حكمهما
()3
أن أخذ مال الغير بنية إحرازه وحفظه لصاحبه من باب التعاون على البر والتقوى ،وإ نما
ف ارقت ض الة اإلب ل غيره ا ك الغنم وال دراهم ،ف إن الغنم ل ه أن يتملكه ا ،وك ذا ال دراهم إذا ق ام
بتعريفه ا ،بخالف اإلب ل فإن ه لم ا ك ان ال خ وف عليه ا من الس باع والعطش لم تلح ق ب الغنم
والدراهم ،ونهي عن أخذها بنية أكلها أو التصرف فيها.
ح ديث زي د بن خال د الجه ني المتق دم واض ح في أَّن الف رق بين الغنم وبين اإلب ل ع دم األمن
على األولى ،واألمن على الثانية ،والحكم الُم عَّل َل بعلة يتغير إذا تغيرت تلك العلة ،فكان معنى
الح ديث :ال تلتقط اإلبل الض الة م ا دمت آمن ة ،ومفهوم ه ،التقطه ا إذا كانت غير آمن ة أو غير
مأمونة ،وألن الشارع لما أمر بترك اإلبل كان مقصوده وصولها إلى ربها ،وقد كان في ترك
اإلبل في ذلك الوقت سبيل لرجوع المال إلى صاحبه ،فإذا تغير الزمان ،وصار تركها طريًق ا
لتلفها كان االلتقاط هو المتعين لتحقق مقصود الشارع به ،وهو وصوله إلى ربه ،وأقصى ما
في ح ديث زي د بن خال د الجه ني أن يك ون عاًّم ا في ك ل األوق ات خص من ه بعض ال وقت
بضرورة العقل.
الراجح:
أخ ذ لقط ة اإلب ل وغيره ا من الحيوان ات ال تي ت رد الم اء ،وال يخ اف عليه ا من الج وع منهي
عن ه باألح اديث الص حيحة ،وإ ذا ك ان هن اك ع ارض ي دعو ألخ ذها خوًف ا عليه ا من الهالك أو
السرقة جاز أخذها لمصلحة ربها ،إال أن ذلك ال يعني أنه يتملكها بالتعريف ،واهلل أعلم.
30
[م ]١٩٨٤ -اختلفت أق وال العلم اء في كيفي ة التص رف في الحي وان الض ال إذا ك ان ال
يمتنع من صغار السباع كالشاة ونحوها ،وهذا تفصيل أقوالهم في المسألة:
القول األول:
يج وز التق اط ض الة الحي وان من غ ير ف رق بين اإلب ل والغنم ،واألفض ل أن يأخ ذها ويعرفه ا
()1
كغيرها ،وال يتركها تضيع ،وهذا مذهب الحنفية
()2
جاء في االختيار لتعليل المختار" :ويجوز التقاط اإلبل والبقر والغنم وسائر الحيوانات"
دليل الحنفية:
أن هذه الضالة يتوهم ضياعها ،فيستحب أخذها وتعريفها صيانة ألموال الناس.
القول الثاني:
ذهب المالكية إلى أن الشاة إذا وجدها في الصحراء ،ولم يتيسر حملها وال سوقها للعمران،
فله أكلها ,وال يعرفها ,وال ضمان عليه
ف إن تيس ر حمله ا أو س وقها للعم ران حملت ،أو س يقت وعرفه ا وجوًب ا ,وليس ل ه أكله ا ،ف إن
أكلها ضمنها ،فإن حملها مذبوحة فربها أحق بها إن علم به قبل أكلها ،وعليه أجرة حمله ا ،وإ ن
وجد الشاة فيما قرب من العمران وجب عليه تعريفها هذا هو المعتمد في المذهب (.)3
وقيل :يجوز أكلها في الصحراء ولو تيسر سوقها للعمران ،وهو ظاهر المدونة (.)4
()5
وقال سحنون :إذا أكلها يضمن قيمتها لربها إذا علم به بعد ذلك
)(1المبسوط ( ، )١٠ /١١فتح القدير ( ، )١٢٤ /٦الهداية شرح البداية ( ، )١٧٦ /٢تحفة الفقهاء (، )٣٥٦ /٣
بدائع الصنائع ( ، )٢٠٥ /٦االختيار لتعليل المختار ()٣٤ /٣
)(2االختيار لتعليل المختار (. )٣٤ /٣
)(3حاشية الدسوقي ( ، )١٢٢ /٤الشرح الصغير مع حاشية الصاوي ( /٤شرح الخرشي (، )١٢٧ /٧
المقدمات الممهدات ( ، )٤٨٠ /٢منح الجليل (. )٢٤٠ /٨
)(4المدونة ( ، )١٧٥ /٦وسننقل إن شاء اهلل تعالى نص المدونة عند االنتقال إلى نقل النصوص ،وانظر
التهذيب في اختصار المدونة ()٣٧٦ /٤
)(5حاشية الدسوقي (. )١٢٢ /٤
31
قال الدردير :في الشرح الكبير" :وله أكل شاة وجدها بفيفاء ،ولم يتيسر حملها للعمران ،وال
ضمان ،فإن حملها للعمران ولو مذبوحة فربها أحق بها إن علم ،وعليه أجرة حملها ،ووجب
تعريفها إن حملها حية كما لو وجدها بقرب العمران ،أو اختلطت بغنمه في المرعى" (.)1
وق ال الخرش ي" :من وج د ش اة بالنفيف اء ف ذبحها فيه ا وأكله ا فإن ه ال ض مان علي ه على
المش هور ،وس واء أكله ا في الص حراء أو في العم ران ،لكن إن حمله ا أو الطع ام إلى العم ران
ووجده ربه فهو أحق به ،وليدفع له أجرة حمله ،فإن أتى بها" حية إلى العمران فعليه تعريفها
أو يدفعها لمن يشق به يعرفها؛ ألنها صارت كاللقطة (".)2
وج اء في المدون ة" :قلت -أي س حنون -أرأيت من التق ط ش اة في في افي األرض أو بين
المنازل؟"
قال -أي ابن القاسم -سألت مالكا عن ضالة الغنم يصيبها الرجل؟
قال :قال مالك :أما ما كان قرب القرى فال يأكلها ,وليضمها إلى أقرب القرى إليها يعرفها
فيه ا .ق ال :وأم ا م ا ك ان في فل وات األرض والمهام ه ،ف إن تل ك يأكله ا وال يعرفه ا .ف إن ج اء
صاحبها فليس له عليه من ثمنها قليل وال كثير.
وكذلك قال مالك ،قال :أال ترى أن النبي -صلى اهلل عليه وسلم -قال في الحديث :هي ل ك
أو ألخيك أو للذئب "(".)3
أن قول ه في ض الة الغنم( :هي ل ك أو ألخي ك أو لل ذئب) إش ارة إلى أن ه ذا حكمه ا إذا ك ان
يخش ى عليه ا ال ذئب ،وفي العم ران ال يخش ى عليه ا من ال ذئب فيك ون حكمه ا حكم اللقط ة ،من
أخذها وجب عليه تعريفها كسائر األموال.
القول الثالث:
32
ذهب الشافعية إلى أن ضالة الغنم وكذا كل حيوان مأكول ال يمتنع بنفسه عن صغار السباع
إن وجده في الصحراء كان الواجد مخيًر ا بين ثالثة أشياء:
الثــاني :أن يبيعه ا ويس تقل واج دها ب البيع إن لم يج د حاكًم ا ،وإ ن وج ده اس تأذنه في ال بيع،
ويحفظ ثمنها ،ويعرفها ،ثم يتملك الثمن.
الثــالث :أن يأكله ا إن ك انت مأكول ة ويغ رم قيمته ا .والخص لة األولى أولى من الثاني ة؛ ألن ه
يحف ظ العين على ص احبها ،والثاني ة أولى من الثالث ة؛ ألن ه إذا أكله ا اس تباحها قب ل الح ول ،وإ ذا
باع لم يملك الثمن إال بعد الحول.
وإ ن وج ده في العم ران ،فل ه اإلمس اك م ع التعري ف والتمل ك ،ول ه ال بيع والتعري ف وتمل ك
الثمن.
وفي األكل قوالن ،أظهرهما عند األكثرين :المنع؛ ألن البيع في العمران أسهل هذا إذا كانت
مأكولة.
وفي جواز تملكها في الحال ،وجهان ،أصحهما :ال يجوز تملكها حتى تعرف سنة كغيرها
()1
قال النووي في منهاج الطالبين" :وما ال يمتنع منها كشاة يجوز التقاطه لتملك
)(1روضة الطالبين ( ، )٤٠٣ /٥مغني المحتاج ( ، )٤١٠ /٢نهاية المحتاج ( ، )٤٣٤ /٥الحاوي الكبير (/٨
، )٢٦ ،٦المهذب ( ، )٤٣١ /١أسنى المطالب ( ، )٤٨٩ /٢نهاية المطلب ( ، )٤٨٣ ،٤٧٨ /٨البيان
للعمراني ( ، )٥٤٠ /٧حاشية الجمل ( ، )٦٠٦ - ٦٠٥ /٣إعانة الطالبين ()٢٤٩ /٣
33
في القري ة والمف ازة ويتخ ير آخ ذه من مف ازة ،ف إن ش اء عرف ه وتملك ه -أو باع ه وحف ظ ثمن ه
وعرفه ا ثم تملك ه -أو أكل ه وغ رم قيمت ه إن ظه ر مالك ه ،ف إن أخ ذ من العم ران فل ه الخص لتان
األوليان ال الثالثة في األصح (".)1
قوله -صلى اهلل عليه وسلم( :هي لك أو ألخيك أو للذئب) فقوله( :هي لك) دليل على إباحة
تملكها في الحال ،والخبر محمول على أنه أراد :بعوضها؛ ألن هذا الحيوان ملك لغيره فلم يكن
له تملكه بغير عوض.
()2
ولقوله -صلى اهلل عليه وسلم :ال يحل مال امريء مسلم إال بطيب نفس منه
وألنها لقطة يلزمه ردها مع بقائها فوجب أن يلزمه غرمها عند استهالكها قياًس ا على اللقطة
في األموال.
أنه يجوز أن يجري في ضالة الغنم ونحوها حكم اللقطة ،فإذا جاز إمساك األموال من غير
الحيوان ،وتعريفها ،ثم تملكها جاز ذلك في للحيوان
يتطوع بالنفقة عليها؛ ألن الرجوع بالنفقة عليها مضر بصاحبها؛ ألنه قد ينفق عليها أكثر من
ثمنها.
34
(ح )١٢٠٤ -ولما رواه زيد بن خالد الجهني :أن رجاًل سأل رسول اهلل -صلى اهلل عليه
وسلم -عن اللقطة ،فقال :عرفها سنة ،ثم اعرف وكاءها وعفاصها ،ثم استنفق بها ،فإن جاء
()1
ربها فأدها إليه
وأما الدليل على جواز بيعها وحفظ ثمنها ،ويعرفها ،ثم يتملك الثمن.
فالقي اس ،ف إذا ج از أن يتملكه ا في الح ال ب دون تعري ف ،ج از من ب اب أولى أن يبيعه ا،
ويعرفها ،ثم يتملك الثمن.
أحدهما :وهو المشهور أنه يلزم الملتقط للشاة ونحوها فعل األحظ من أكلها وعليه قيمتها ،أو
بيعها وحفظ ثمنها لصاحبها ,وال يحتاج إلى إذن اإلمام في األكل والبيع ،ويلزمه حفظ صفتها
فيهما ،أو حفظها واإلنفاق عليها من ماله ،وال يملكه فإذا جاء صاحبه استلمه ،ويرجع الملتقط
بم ا أنف ق على الحي وان إن ن وى الرج وع ،م ا لم يتع د ب أن التقط ه ال ليعرف ه ،أو بني ة تملك ه في
الحال ( ،)2ف إن اس توت الثالث ة خ ير بينه ا .ق ال الح ارثي :وأولى األم ور الحفظ م ع اإلنفاق ،ثم
()3
البيع وحفظ الثمن ،ثم األكل وغرم القيمة
أما الدليل على جواز أكلها ،فلقوله -صلى اهلل عليه وسلم -وقد سئل عن ضالة الغنم :هي
لك ،أو ألخيك ،أو للذئب ،فجعلها له في الحال ,ألنه سوى بينه وبين الذئب ،والذئب ال يستأني
بأكلها؛ وألن في أكل الحيوان في الحال إغناء عن اإلنفاق عليه؛ وحراسة لماليته على صاحبه
إذا جاء ،وإ ذا أراد أكله حفظ صفته ،فمتى جاء ربه فوصفه؛ غرم له قيمته بكمالها.
35
فألنه إذا جاز أكله فبيعه لصاحبه أولى بالجواز ،ويجب حفظ ثمنه لصاحبه.
فألن ه أنف ق على اللقط ة لحفظه ا ولمص لحة مالكه ا ،فك ان من م ال ص احبها ،وك ل من أنف ق
على مال غيره من أجل حفظه فإن له الرجوع بالنفقة على المذهب بشرط أن يكون قد أنفق
عليها بنية الرجوع ،فإن أنفق متبرًع ا لم يرجع
(:)1
ال يجوز التقاط الشاة ونحوها مما ال يمتنع من صغار السباع إال لإلمام
م ا رواه اإلم ام أحم د ،ق ال :ح دثنا يح يى بن زكري ا -وه و ابن أبي زائ دة -ح دثنا أب و حي ان
ال تيمي ،عن الض حاك بن المن ذر ،عن من ذر بن جري ر ،عن جري ر بن عب د اهلل ق ال :س معت
()2
رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم -يقول :ال يؤوي الضالة إال ضال
)(1اإلنصاف ( ، )٤٠٧ /٦الكافي البن قدامة ( ، )٣٥٧ /٢المغني ( ، )٢٨ /٦المبدع ( ، )٢٧٨ /٥شرح
منتهى اإلرادات ()٣٨٠ /٢
)(2رواه أحمد عن يحيى بن بن زكريا كما في إسناد الباب ( )٣٦٠ /٤مرفوًع ا إلى النبي -صلى اهلل عليه
وسلم ،-ورواه ابن أبي شيبة عن يحيى بن زكريا في المصنف ( )٢٢٠٩٣موقوًفا من قول جرير ،وفي
المسند له كما في إتحاف الخيرة المهرة ( )٤٠٢٢مرفوًع ا من قول النبي -صلى اهلل عليه وسلم .-
36
روى بن المسيب ،أن عمر بن الخطاب قال :ال يضم الضوال إال ضال (.)1
[صحيح]
الجواب األول:
أن المقصود ال يضم الضالة إال ضال أي يضمها لملكه بدون القيام بحقها من التعريف:
(ح )١٢٠٦ -فق د روى مس لم من طري ق عب د اهلل بن وهب ،ق ال :أخ برني عم رو بن
الح ارث ،عن بك ر بن س وادة ،عن أبي س الم الجيش اني ،عن زي د بن خال د الجه ني ،عن رس ول
()2
اهلل -صلى اهلل عليه وسلم -أنه قال :من آوى ضالة فهو ضال ،ما لم يعرفها
(ث )٣٠٥ -وروى ابن أبي ش يبة في المص نف ،ق ال :ح دثنا زي د بن الحب اب ،عن عب د
الرحمن بن شريح ،قال :حدثني أبو قبيل ،عن عبد اهلل بن عمرو أن رجاًل قال :التقطت ديناًر ا،
فقال :ال يأوي الضالة إال الضال ،قال :فأهوى به الرجل ليرمي به ،فقال :ال تفعل ،قال :فما
أصنع به؟ قال :تعرفه ،فإن جاء صاحبه فرده إليه ،وإ ال فتصدق به (.)3
الجواب الثاني:
أن إطالق ه مع ارض للمرف وع عن الن بي -ص لى اهلل علي ه وس لم ،-والمرف وع مق دم علي ه،
فإما أن نرده لذلك ،وإ ما أن نحمله على الضالة المنهي عن أخذها ،وهي ضالة اإلبل كما حمله
()4
على ذلك يحيى بن سعيد األنصاري في مصنف عبد الرزاق
)(1المصنف ( ، )١٨٦١١ورواه ابن أبي شيبة في المصنف ( )٢٢٠٩٥حدثنا وكيع ،قال :حدثنا همام ،عن
قتادة به.
)(2صحيح مسلم (. )١٧٢٥
)(3مصنف ابن أبي شيبة (. )٢٢٠٥٢
)(4المصنف ()١٨٦١٢
37
[م ]١٩٨٥ -إذا وجد لقطة في طريق غير مسلوك ،فهل تعتبر لقطة يجب تعريفها ،أو تأخذ
حكم الركاز ،بحيث يملكها واجدها دون تعريف ،ويجب عليه فيها الخمس؟
القول األول:
أنها لقطة يجب تعريفها على الصحيح من مذهب الحنابلة ،وأحد القولين عن ابن تيمية (.)1
ق ال في اإلنص اف" :ل و وج د لقط ة في غ ير طري ق م أتي :فهي لقط ة .على الص حيح من
المذهب .قدمه في الفائق .)2( "..
وفي كش اف القن اع" :وإ ن وج د لقط ة في غير طري ق م أتي ،أي :مس لوك فهي لقط ة تع رف،
كالتي في الطريق المسلوك" (.)3
وفي مجموع الفتاوى" :وسئل :عن رجل لقي لقطة في وسط فالة ،وقد أنشد عليها إلى حيث
دخل إلى بلده.
فأجاب :يعرفها سنة قريبا من المكان الذي وجدها فيه فإن لم يجد بعد سنة صاحبها فله أن
يتصرف فيها وله أن يتصدق بها .واهلل أعلم "(".)4
القول الثاني:
ذهب بعض الحنابلة واختاره ابن تيمية في أحد قوليه أنه في حكم الركاز.
ج اء في اإلنص اف" :اخت ار الش يخ تقي ال دين -رض ي اهلل عن ه :أن ه كالرك از ،واخت اره في
الفائق .وجعله في الفروع :توجيها له" (.)5
)(1اإلنصاف ( ، )٤٢٩ /٦اإلقناع في فقه الحنابلة ( ، )٤٠٤ /٢كشاف القناع ( ، )٢٢٤ /٤مطالب أولي النهى
()٢٢٨ /٤
)(2اإلنصاف (. )٤٢٩ /٦
)(3كشاف القناع (. )٢٢٤ /٤
)(4مجموع الفتاوى (، )٤١١ /٣٠
)(5اإلنصاف ( ، )٤٢٩ /٦وانظر االختيارات (ص . )١٦٩
38
()1
قال في الفروع" :ويتوجه جعل لقطة موضع غير مأتي كركاز"
(ح )١٢٠٧ -ما رواه النسائي من طريق عبد اهلل بن األخنس ،عن عمرو بن شعيب ،عن
أبيه ،عن جده ،قال :سئل رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم -عن اللقطة؟ فقال :ما كان في
طري ق م أتي أو في قري ة ع امرة فعرفه ا س نة ،ف إن ج اء ص احبها وإ ال ذل ك ،وم ا لم يكن في
طريق مأتي وال في قرية عامرة ففيه وفي الركاز الخمس (.)2
الراجح:
إذا ثبت حديث عمرو بن شعيب ،فإنه حجة في الباب ،وإ ن كان ما ينفرد به عمرو بن شعيب
في النفس من ه ش يء ،وق د رواه عن ه جماع ة كث يرون ،يزي د بعض هم على بعض مم ا ي دل على
عدم ضبط الحديث ،واهلل أعلم ،وسوف يأتي تخريجه عند الكالم على ذكر العدد في اللقطة.
ق د رجح ش يخنا محَّم د بن ع ثيمين أن ه ذه اللقط ة كس ائر األم وال ال تي ال ي رجى وج ود
أصحابها ،كالعواري ،والودائع ،والغصوب ،وغيرها ،وقد ذكر األصحاب :أنه يتصدق بها عن
ص احبها مض مونة ،وأن أحم د نص على ج واز بيعه ا والتص دق بثمنه ا ،أي :إذا لم تكن أثماًن ا،
وأنه ال يجوز لمن هي في يده األكل منها ،وإ ن كان محتاًج ا.
غ ير أن ابن رجب ذك ر في القواع د ،عن القاض ي تخريًج ا بج واز أكل ه إذا ك ان فق يًر ا على
الروايتين في جواز شراء الوكيل من نفسه ،وأفتى به الشيخ تقي الدين في الغاصب إذا تاب.
فعلى هذا :يكون حكم هذه اللقط ة حكم تلك األموال على الخالف المذكور ،وقول القاضي:
ليس ببعي د ،وربم ا يس تأنس ل ه بح ديث المج امع في نه ار رمض ان؛ على أح د االحتم الين في
الح ديث ،وه و أن الرسول -ص لى اهلل علي ه وس لم -أعط اه كف ارة نفس ه ،وأم ا على االحتمال
الث اني -وه و س قوطها عن ه ،لفق ره ،وه و أق رب -فال ش اهد في ه ،ولكن تؤخ ذ من نص وص
39
أخرى .ويفرق بينها وبين مسألة المجامع :أن كفارة المجامع عن نفسه بخالف ذاك ،واهلل أعلم
()1
"
القول األول:
حكم لقط ة مك ة كحكم لقط ة س ائر البل دان من حيث ج واز االلتق اط ،والتعري ف لم دة س نة،
وجواز التملك بعد التعريف ،وهذا مذهب الجمهور ،وأحد الوجهين في مذهب الشافعية (.)2
جاء في الهداية شرح البداية" :ولقطة الحل والحرم سواء ،وقال الش افعي :يجب التعريف في
لقطة الحرم إلى أن يجيء صاحبها .)3( "...
المطلب االول
(م – )٢٠٨٢نص الفقهاء على أن نفقة اللقيط تكون في مال ه إن وجد مع ه م ال ،أو وهب
ل ه ،أو ك ان مس تحقا في م ال ع ام ك األموال الموقوف ة على اللقط اء أو الموص ى به ا لهم على
خالف بين الفقه اء ه ل يت ولى الملتق ط اإلنف اق بنفس ه م ع الق درة على مراجع ة الح اكم ،أو ال ب د
40
من مراجع ة الح اكم في النفق ة؛ ألن ه ليس ل ه والي ة على اللقي ط ،والخالف فيه ا
()1
كالخالف في اإلنفاق على اللقطة ،وقد تقدم
انما وجبت عليه النفقه في ماله اذا كان له مال قياسا على نفقة الطفل اذا كان له مال فانها
تجب في ماله دون مال ابيه فهذا اولى.
(م – )۲۰۸۳وإ ذا لم يكن ل ه م ال ع ام وال خ اص فال تجب النفق ة على الملتق ط ،وحكي
اإلجماع على ذلك ،قال ابن المنذر :
وألن أسباب وجوب النفقة من القرابة ،والزوجية والملك ،والوالء ،منتفية ،وااللتقاط إنما هو
تخليص له من الهالك ،وتبرع بحفظه ،فال يوجب ذلك النفقة.
[م ]٢٠٨٤ -وقد اختلف العلماء في الجهة التي يجب أن تنفق على اللقيط على قولين:
القول األول:
أن ه ينف ق علي ه من بيت الم ال ،وه و م ذهب الجمه ور من الحنفي ة ،والمالكي ة،
. ()3
والشافعية في أظهر القولين ،والحنابلة
)(1تحفة الفقهاء ( ، )٣٥٢ /٣بدائع الصنائع ( ، )١٩٨ /٦تبيين الحقائق ( ، )٢٩٧ /٣الجوهرة النيرة (/١
، )٣٥٣حاشية ابن عابدين ( ، )٢٧٠ /٤الشرح الكبير ( ، )١٢٥ - ١٢٤ /٤الخرشي (، )١٣١ /٧
الذخيرة ( ، )١٣٢ /٩القوانين الفقهية (ص ، )٢٢٥الشرح الصغير مع حاشية الصاوي (، )١٧٩ /٤
المهذب ( ، )٤٣٥ /١مغني المحتاج ( ، )٤٢١ /٢أسنى المطالب ( ، )٤٩٨ /٢نهاية المحتاج (، )٤٥٣ /٥
نهاية المطلب (٥٠٩ /٨
)(2اإلشراف ()٣٥٩ /٦
)(3تحفة الفقهاء ( ، )٣٥٢ /٣بدائع الصنائع ( ، )١٩٨ /٦تبيين الحقائق ( ، )٢٩٧ /٣الجوهرة النيرة (/١
، )٣٥٣حاشية ابن عابدين ( ، )٢٧٠ /٤الشرح الكبير ( ، )١٢٥ - ١٢٤ /٤الخرشي ( ، )١٣١ /٧الذخيرة
( ، )١٣٢ /٩القوانين الفقهية (ص ، )٢٢٥الشرح الصغير مع حاشية الصاوي ( ، )١٧٩ /٤المهذب (/١
، )٤٣٥مغني المحتاج ( ، )٤٢١ /٢أسنى المطالب ( ، )٤٩٨ /٢نهاية المحتاج ( ، )٤٥٣ /٥نهاية المطلب (
41
. ()1
وقال بعض الشافعية :ولو كان محكوًم ا بكفره
جاء في مغني المحتاج" :فإن لم يعرف له أي اللقيط مال عام وال خاص فاألظهر أنه ينفق
عليه من بيت المال من سهم المصالح بال رجوع كما صرح به"
المطلب الثاني
[م ]٢٠٨٨ -إذا مات اللقيط فقد اختلف العلماء فيمن يرثه على ثالثة أقوال:
القول األول:
اللقيط حر يرثه بيت المال ،إال أن يوالي أحًد ا بعد ما أدرك فإن إرثه يكون لمن وااله ،وال
يكون والء اللقيط للذي التقطه إال أن يواليه ،بشرط أال يكون قد تأكد والؤه لبيت المال قبل
المواالة ،وذلك بأن يعقل عنه بيت المال جناية ،فإن عقل عنه قبل مواالته أحًد ا فإنه ال يملك أن
يوالي أحًد ا ،وهذا مذهب الحنفية (.)2
جاء في البناية" :واللقيط حر ،جنايته على بيت المال ،وميراثه لبيت المال ،فإذا أدرك كان
له أن يوالي من شاء ،إال إذا عقل عنه بيت المال فميراثه لبيت المال ،وليس له أن يوالي أحًد ا"
()3
، )٥٠٩ /٨روضة الطالبين ( ، )٤٢٥ /٥المغني ( ، )٣٧ /٦اإلنصاف ( ، )٤٣٣ /٦الكافي البن قدامة (/٢
)٣٦٤
)(1نظر نهاية المحتاج (. )٤٥٣ /٥
)(2المبسوط للسرخسي ( )١١٣ /٨و ( ، )٢١٣ /١٠المبسوط للشيباني (األصل) ( ، )٢٤٦ - ٢٤٥ /٤بدائع
الصنائع ( ، )١١٩ /٦البحر الرائق ( ، )١٥٦ /٥الفتاوى الهندية ( ، )٢٨٦ /٢تحفة الفقهاء (، )٣٥٢ /٣
البناية شرح الهداية ()٣٠ /١١
)(3لبناية شرح الهداية (. )٣٠ /١١
42
َّلِذ ِل ِل ِم ِّل
قال تعالى َ﴿ :و ِلُك َج َع ْلَنا َمَو ا َي َّم ا َتَر َك اْلَو ا َد اِن َو اَأْلْقَر ُبوَن َو ا يَن َع َقَدْت َأْي َم ُتُك ْم َفَتاُتوُهْم
َنِص يَبُهْم ﴾
وجه االستدالل:
أن اهلل -سبحانه وتعالى -جعل عقد المواالة من أسباب اإلرث ،حيث أمر بإعطائهم
نصيبهم.
ونوقش:
(ث )٣١٧-فقد روى البخاري من طريق سعيد بن جبير ،عن ابن عباس -رضي اهلل
عنهما َ{ ،-و ِلُك ٍّل َج َع ْلَنا َمَو اِلَي } [النساء ، ]٣٣ :قال :ورثةَ{ .و اَّلِذ يَن َع َقَدْت َأْي َم اُنُك ْم } ،كان
المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري األنصاري ،دون ذوي رحمه لألخوة التي آخى
النبي -صلى اهلل عليه وسلم -بينهم ،فلما نزلتَ{ :و ِلُك ٍّل َج َع ْلَنا َمَو اِلَي } [النساء ]٣٣ :نسخت،
ثم قالَ{ :و اَّلِذ يَن َع َقَدْت َأْي َم اُنُك ْم َفآُتوُهْم َنِص يَبُهْم } من النصر والرفادة والنصيحة ،وقد ذهب
()1
الميراث ،ويوصي له
وروى أبو داود من طريق علي بن حسين ،عن أبيه -يعني حسين بن واقد -عن يزيد
َّلِذ
النحوي ،عن عكرمة ،عن ابن عباس -رضي اهلل عنه ،-قالَ{ :و ا يَن َع َقَدْت َأْي َم اُنُك ْم َفآُتوُهْم
َنِص يَبُهْم } [النساء ، ]٣٣ :كان الرجل يحالف الرجل ،ليس بينهما نسب ،فيرث أحدهما اآلخر،
()2
فنسخ ذلك األنفال ،فقال تعالىَ{ :و ُأوُلو اَأْلْر َح اِم َبْعُض ُهْم َأْو َلى ِبَبْع ٍض } [األحزاب]٦ :
()3
[ضعيف ،والمعروف أنه من قول عكرمة ،ويكفي األثر السابق]
43
دليل الجمهور على أن ميراثه لبيت المال:
الدليل األول:
أن أسباب الميراث الشرعي ثالثة :النكاح ،والوالء بالعتق ،والنسب ،وااللتقاط ليس واحًد ا
منها.
()1
وقد أخرج الشيخان من حديث عائشة في قصة بريرة ،وفيه :إنما الوالء لمن أعتق
الدليل الثاني:
أن نفقته على بيت مال المسلمين ،فكذلك ميراثه له؛ ألن الغنم بالغرم.
(ث )٣١٩-روى مال ك في الموط أ عن ابن ش هاب ،عن س نين أبي جميل ة رج ل من ب ني
سليم ،أنه وجد منبوذا في زمان عمر بن الخطاب ،قال :فجئت به إلى عمر بن الخطاب ،فقال:
"م ا حمل ك على أخ ذ ه ذه النس مة" ؟ فق ال :وج دتها ض ائعة فأخ ذتها ،فق ال ل ه عريف ه :ي ا أم ير
المؤمنين إنه رجل صالح ،فقال له عمر :أكذلك؟ قال :نعم ،فقال عمر بن الخطاب" :اذهب فهو
()2
حر ولك ،والؤه وعلينا نفقته
وقد رواه الحاكم في المستدرك ( )٣٤٦ /٤من طريق محمد بن موسى بن حاتم ،حدثنا علي بن الحسن بن
شقيق ،أنبأ الحسين بن واقد به.
وهذه متابعة من علي بن الحسن بن شفيق إال أن في إسناد الحاكم محمد بن موسى بن حاتم ،ضعيف الحديث،
ذكره الذهبي في الميزان ( ، )٥١ /٤ونقل عن القاسم السياري أنه قال :أنا بريء من عهدته.
وقد رواه الطبري في تفسيره -طعبة هجر ( )٦٧٥ /٦وفي تهذيب اآلثار الجزء المفقود ( )١١من طريق
َّلِذ
يحيى بن واضح ،عن الحسين بن واقد ،عن يزيد النحوي ،عن عكرمة ،والحسن البصري ،في قولهَ{ :و ا يَن
َع َقَدْت َأْي َم اُنُك ْم َفآُتوُهْم َنِص يَبُهْم ِإَّن الَّلَه َك اَن َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِه يًد ا} [النساء ، ]٣٣ :قال :كان الرجل يحالف
الرجل ،ليس بينهما نسب ،فيرث أحدهما اآلخر ،فنسخ اهلل ذلك في األنفال ،فقالَ{ :و ُأوُلو اَأْلْر َح اِم َبْعُض ُهْم َأْو َلى
ِبَبْع ٍض ِف ي ِك َتاِب الَّلِه } [األحزاب . ]٦ :وهذا هو المعروف.
وقد رواه ابن الجوزي في نواسخ القرآن من طريق أبي داود ،عن أحمد بن محمد المروزي ،عن علي بن
الحسين ،عن أبيه ،عن يزيد النحوي ،عن عكرمة والحسن من قولهما.
)(1البخاري ( ، )١٤٩٣مسلم ()١٥٠٤
)(2الموطأ ( ، )٧٣٨ /٢ومن طريق مالك رواه الشافعي في مسنده (. )٤٥٦
44
المطلب الثالث
حرية اللقيط
القول االول
ان اللقيط حر وهو قول عامة اهل العلم وهو مروي عن عمر وعلي رضي اهلل عنهما وبه
والحنابل ة ()3
والث وري ()2و الش افعي ()1
ق ال عم ر بن عب د العزي ز والحنفي ة والش عبي ومال ك
()5
()4والظاهرية
()6
قال ابن المنذر :اجمع عوام اهل العلم على ان اللقيط حر
القول الثاني
انه حر اذا كان الملتقط قد التقطه للحسبة فهو حر وان كان اراد بالتقاطه ان يسترقه فذلك له
وهو قول النخعي
ورواه الطحاوي في مشكل اآلثار ( )٣١١ /٧من طريق سفيان ،عن الزهري
)(1هو مالك بن انس بن مالك بن ابي عامر بن عمر بن عيمان االصبحي المدني اختلفت الروايه في سنه
والدته فتذكرها بين سنه 97 / 90هـ امام دار الهجره واحد االئمه االربعه واليه ينسب مذهب المالكيه
انظر ابراهيم بن علي ابن فرحون الدياج المذهب واحد على 82القاهره دار التراث واالعالم 257 / 52
)(2هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري كان سيد زمانه في علوم الدين ولد سنه 97هـ في الكوفه سكن مكه
والمدينه له من الكتب الجامع الكبير والجامع الصغير توفي في البصره سنه 161هجريه االعالم 3/4
ووفيات االعيان 386 /2
)(3هو محمد بن ادريس بن عباس وينسب اليه مذهبه الشافعيه ولد بمكه سنه 150هـ درس على مسلم بن خالد
له مصنفات في الفقه واالصول منها االم والرساله توفي سنه 204هجريه
تهذيب االسماء واللغات 144 /1بيروت دار الكتب العلميه ووفيات االعيان 164 /4
)(4المبسوط 21والبحر الرائق 155 /5وبدائع الصنائع 197 /6وشرح فتح القدير 110 /6والعنايه على
الهدايه 110 /6وعايشيه بن عابدين 434 /3والحرشي على مختصر خليل 139 /7وحاشيه العدوي /7
139وروضه الطالبين 442 /5والمهذب 1/48ومغني المحتاج 425 /2وتكمله المجموع 1286 / 15
)(5هو ابو بكر بن محمد بن ابراهيم بن المنذر النيسابوري ولد سنه 242هـ كان فقيها عالما له مؤلفات كثيره
منها كتاب االشراف والمبسوط واالجماع توفي بمكه سنه 319هـ وفيات االعيان 207 /4واالعالم 294 /5
)(6المغني 374 /6والكتاب المصنف 530 /6
45
ادلة القول االول
اوال -ما روي عن عمر وعلي رضي اهلل عنهما ولم يعلم لهما مخالف فكان اجماعا
-1ما روي عن سنين بن ابي جميلة انه وجد منبوذا من زمن عمر بن الخطاب فجاء به
الى عمر فقال له :ما حملك على اخذ هذا النسمه؟ فقال :وجدتها ضائعه فاخذتها فقال له عرفه
()1
يا امير المؤمنين انه رجل صالح قال :اكذلك قال نعم قال عمر فاذهب فهو حر
()2
-2ماروي عن علي رضي اهلل عنه انه قال المنبوذ حر
ثانيا
-1باعتبار الدار فالدار دار حرية فمن كان فيها فهو حر باعتبار الظاهر
-2باعتبار الغلبة الن الغلبة في من يكن دار االسالم االحرار المسلمون والحكم للغالب
-3والن االصل في االدميين الحرية فان اهلل سبحانه وتعالى خلق ادم وذريته واحرارا
وانما الرق عارض واذا لم يعلم المعارض فيبقى حكم االصل
()3
-1ما روي ان عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه انه اعتنق لقيطا
()5
وما روي ان رجال التقط لقيطا فاتى به عليا فاعتقه
46
التراجح
هو قول عامة اهل العلم الن ما ورد عن عمر وعلي رضي اهلل عنهما من االثار فهي
متعارضة فنرجع الى االخذ باالصل والغالب فاالصل في االدميين الحرية وال يعد عنه اال
المعارض ثم ان قول النخعي قول شذ فيه من الخلفاء والعلماء
()1
الخاتمة
وفي الخت ام أحم د اهلل تع الى إذ يس ر وأع ان على إتم ام ه ذا البحث الم وجز ،وس تتناول ه ذه
الخاتمة أبرز وأهم النتائج التي توصل إليها البحث :
)(1المغني 6/375
47
-2التق اط اللقيط ف رض عين إن خش ي علي ه الهالك ولم يوج د أح د غير الملتق ط ،ف إن وجد
غيره ولم يخش عليه الهالك فالتقاطه فرض كفاية .
- 3اتفق العلماء على أن اللقيط حر ولو التقطه عبد ،وال يقبل إقراره على نفسه بالرق .
-5اختل ف العلم اء في حكمه ا من حيث الن دب وغ يره ق ال الحنفي ة والش افعية :األفض ل
االلتقاط؛ ألن من واجب المسلم أن يحفظ مال أخيه المسلم ،بدليل قوله – صلى اهلل عليه وسلم
:-حين سئل عن اللقطة(( :اعِر ْف وكاءها وِع فاَص ها ثم عِّر ْفها سنة ،فإن لم تعرفها فاستنِفْقها،
ولتكن عندك وديعة ،فإن جاء طالُبها يوًم ا من الدهر فأِّد ها إليه)).
• وق ال المالكي ة والحنابل ة بكراه ة االلتق اط؛ لم ا ذهب إلي ه ابن عم ر وابن عب اس ،وأن ه
تعريض لنفسه ألكل الحرام ،ولما يخاف أيًض ا من التقصير فيما يجب لها من تعريفها ورِّد ها
لصاحبها وترك التعدي عليها.
• وإ ن ك ان الحي وان ال يمتن ع بنفس ه – ك الغنم ،أو البع ير الم ريض ،أو الف رس المكس ور –
جاز التقاطه؛ لقوله – صلى اهلل عليه وسلم – لما ُس ِئل عن ضاَّلة الغنم(( :خذها؛ فإنما هي لك
أو ألخيك أو للذئب)).
-2وإ ن ك ان الش يء الض ائع غ يَر حي وان :وه و الم ال الس اقط ال ذي ال ُيع َر ف مالك ه ،فق د
ذكرنا االختالف في حكم اللقطة.
48
واهلل تعالى أعلم
وصلى اهلل وسلم وعلى عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قائمة المصادر
* القرآن الكريم
مراجع التفسير
تفسير القرآن العظيم البن كثير ـ دار المعرفة بيررت 1982
الجامع ألحكام القرآن ـ محمد بن أحمد القرطبي –دار إحياء التراث ط2سنة.1966
49
مراجع الحديث الشريف وشروحه
سنن أبي داود – سليمان بن األشعث السجستاني – دار الفكر .
سنن ابن ماجه –محمد بن يزيد القزويني – دار الفكر .
سنن الترمذي ـ محمد بن عيسى الترمذي ـ دار الفكر بيروت 1980
شرح صحيح مسلم –يحيى بن شرف النووي – دار الفكر .
صحيح البخاري ـ محمد بن إسماعيل البخاري ـ المكتبة العصرية بيروت
صحيح مسلم – مسلم بن الحجاج النيسابوري –مكتبة الرشد الرياض
فتح الباري بشرح صحيح البخاري – أحمد بن حجر العسقالني – دار الفكر .
المصنف – عبد الرزاق بن همام الصنعاني –المكتب اإلسالمي .
مراجع المذهب الحنفي
بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع – أبو بكر بن مسعود الكاساني – دار الكتب
العلمية.
البناية في شرح الهداية ـ محمود بن أحمد العيني ـ دار الفكر
تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق – عثمان بن علي الزيلعي – دار الكتاب
اإلسالمي.
تكملة شرح فتح القدير – أحمد بن قودر (قاضي زادة )-دار الفكر .
رد المحتار على الدر المختار ( حاشية ابن عابدين ) –محمد أمين ابن عابدين –
دار إحياء التراث العربي.
المبسوط – محمد بن أبي سهل السرخسي –دار المعرفة .
مراجع المذهب المالكي
التاج واإلكليل – محمد بن يوسف المواق-دار الفكر -ط.1992– 3
حاشية الدسوقي على الشرح الكبير – محمد بن عرفة الدسوقي –دار إحياء الكتب
العربية.
الخرشي على مختصر خليل – محمد الخرشي – دار صادر.
الذخيرة ـ أحمد بن إدريس القرافي ـ دار الغرب اإلسالمي .
شرح حدود ابن عرفة – محمد األنصاري – وزارة األوقاف المغربية .
50
شرح الزرقاني على مختصر خليل – محمد عبد العظيم الزرقاني –دار الفكر .
الفواكه الدواني – أحمد بن غنيم النفراوي – دار المعرفة .
مواهب الجليل بشرح مختصر خليل –محمد بن محمد الحطاب – دار الفكر .
مراجع المذهب الشافعي
أسنى المطالب شرح روض الطالب – زكريا األنصاري –دار الكتاب اإلسالمي .
روضة الطالبين وعمدة المفتين –يحيى بن شرف النووي –المكتب اإلسالمي
المجموع شرح المهذب ـ للنووي ـ دار الفكر
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج –محمد الخطيب الشربيني –دار
الفكر.
المهذب في الفقه ـ ألبي اسحق إبراهيم بن علي الشيرازي ـ مطبعة عيسى الحلبي
مراجع المذهب الحنبلي
اإلنص اف في معرف ة ال راجح من الخالف – علي بن س ليمان الم رداوي –دار
إحياء التراث العربي.
حاشية الروض المربع – عبد الرحمن بن محمد النجدي –الرئاسة العامة للبحوث
العلمية واإلفتاء – الرياض .
مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى ـ مصطفى الرحيباني ـ
معونة أولي النهى شرح المنتهى ـ محمد بن أحمد الفتوحي
المغني – عبد اهلل بن أحمد بن قدامة – دار الكتب العلمية .
المعاجم اللغوية ومراجع المصطلحات
التعريفات – علي بن محمد الجرجاني – دار الكتاب العربي .
التوقيف على مهمات التعاريف – محمد عبد الرؤوف المناوي –دار الفكر
المعاصر
51