You are on page 1of 57

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة ديالى‬
‫كلية العلوم االسالمية‬

‫موقف الفقه االسالمي من شروط اللقيط‬

‫بحث مقدم الى مجلس كليه العلوم االسالمية جامعة ديالى كجزء من متطلبات‬
‫نيل درجة البكالوريوس في الشريعة االسالمية‬

‫من قبل‬

‫ميسم ثائر عواد‬

‫‪1445‬هـ‬ ‫‪2024‬م‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﭼ‬

‫صدق هللا العظيم‬


‫سورة النساء‪١١٣ :‬‬

‫أ‬
‫اقرار المشرف‬

‫اشهد بان البحث الموسوم‬

‫والمقدم من قبل الطالب‬

‫‪-1‬‬

‫‪-2‬‬

‫قد تم تحت اشرافي وقد استكمل الشروط الموضوعية والشكلية وارشحه للمناقشة‬

‫االسم‪:‬‬

‫التاريخ‪:‬‬

‫التوقيع‪:‬‬

‫ب‬
‫االهداء‬

‫الى من أشرق النور في وجهه ‪ ....‬ونزل القرآن على رأسه ‪ ...‬حبيبنا وشفيعنا‬
‫محمد(صلى هللا عليه وسلم)‬

‫الى ‪ ....‬مالك الحياة ‪ ...‬رمز المحبة والحنان والتفاني وكان دعائها سر النجاح‬
‫وحنانها بلسم الجراح ‪ ....‬امي‬

‫الى ‪....‬من نحمل اسمهم بكل افتخار ‪ ...‬ابي‬

‫الى ‪ .....‬القلوب الطاهرة الرقيقة والنفوس البريئة رياحين حياتي اخوتنا‬


‫الغوالي ‪ ....‬الى اصدقائنا االعزاء‬

‫الى‪ .....‬األساندة االجالء‬

‫اليهم جميعا نهدي ثمرة جهدنا المتواضع ‪.....‬‬

‫ت‬
‫شكر وتقدير‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على خير الخلق نبي الرحم‪YY‬ة محم‪YY‬د (ص‪YY‬لى‬
‫هللا عليه وسلم) وبعد‪..‬‬

‫) المش‪YY‬رف‬ ‫نتقدم بالشكر الجزيل الى استاذنا الفاضل (‬


‫على هذا البحث لرعايته العلمية وما قدم‪Y‬ه من جه‪Y‬د ومالحظ‪Y‬ات مهم‪Y‬ة س‪Y‬اهمت في‬
‫اغناء البحث وتوجيهاته في مرحل‪YY‬ة الكتاب‪YY‬ة ومتابعت‪YY‬ه المس‪YY‬تمرة في مراح‪YY‬ل البحث‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر وجميل العرفان ألهلي وجميع اصدقائنا ‪.‬‬

‫قائمة المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪1-2‬‬ ‫المقدمة ‪:‬‬

‫ث‬
‫‪3-21‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬تعريف اللقيط ‪.‬‬
‫‪3-3‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬تعريف اللقيط في اللغة‬
‫‪3-11‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬تعريف اللقيط في االصطالح‬
‫‪12-21‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الحكم التكليفي‬
‫‪22-39‬‬ ‫المطلب االول‪:‬في التقاط ما يمتنع من السباع ويقوى‬
‫على ورود الماء‬
‫‪38-42‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬االلتقاط في طريق غير مسلوك‬
‫‪39-39‬‬ ‫في لقطة مكة‬
‫المبحث الثالث‪ /‬وفيه عدة مطالب‬
‫‪40-41‬‬ ‫المطلب االول‪/‬‬
‫‪41-44‬‬ ‫المطلب الثاني‪ /‬في ميراث اللقيط‬
‫‪44-46‬‬ ‫المطلب الثالث‪ /‬حرية اللقيط‬
‫‪47-48‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪49-51‬‬ ‫قائمة المصادر‬

‫ج‬
‫المقـدمـة‬
‫الحم د هلل رب الع المين ‪ ،‬والص الة والس الم على س يد المرس لين ‪ ،‬وعلى آل ه وص حبه‬
‫أجمعين ‪ ،‬أما بعد ‪..‬‬
‫فهذا بحث موجز في أحكام اللقيط في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬تناولت في ه أهم مالمح هذا الجانب‬
‫المهم من الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وذلك أن عناية الشرع المطهر بالضعفاء في المجتمع اإلسالمي‬
‫ـ على وجه العموم ـ واللقطاء واأليتام ـ على وجه الخصوص ـ عناية كبيرة ‪ ،‬وهي بذلك تمثل‬
‫مظهرا من مظاهر رحمة اإلسالم العامة الشاملة كما قال تعالى لرسوله الكريم (وما أرسلناك‬
‫إال رحم ة للع المين )‪ ،‬وج اء رج ل إلى الن بي يش كو قس وة قلب ه ‪ ،‬فق ال ل ه ‪ ":‬أتحب أن يلين‬
‫قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسحه رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك‬
‫" ‪ ،‬وعن عي اض ق ال ‪ :‬ق ال رس ول اهلل ‪ ":‬أه ل الجن ة ثالث ة ‪ :‬ذو س لطان مقس ط متص دق‬
‫موفق‪ ،‬ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ‪ ،‬وعفيف متعفف ذو عيال ونصوص‬
‫كثيرة تدل على تأكيد الشرع المطهر لخلق الرحمة في نفوس المسلمين لما لهذا الصفة النبيلة‬
‫من أثر عظيم على الفرد والمجتمع ‪.‬‬
‫وعناية الشريعة الغراء باأليتام واللقطاء لم تقف عند حث المسلمين على رحمتهم والعطف‬
‫عليهم واإلحسان إليهم ‪ ،‬وإ نما تجاوزت ذلك إلى سّن جملة من األحكام الفقهية التي تمث ل نظام ا‬
‫متكامال لرعاية اللقطاء في المجتمع المسلم بما يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم المادية والمعنوية ‪،‬‬
‫ويدفع عنهم ضرر التعيير والتحقير وضياع الحقوق والمصالح ‪.‬‬
‫ومن هنا يأتي هذا البحث الموجز لتسليط الضوء على بعض تلك األحكام الفقهية التي ذكره ا‬
‫الفقه اء في مص نفاتهم المختلف ة مس تندين في تقريره ا إلى النص وص الش رعية والقواع د الكلي ة‬
‫والمقاصد العامة للشريعة المطهرة‬

‫‪1‬‬
‫خطة البحـث ‪:‬‬
‫وق د اقتض ت طبيع ة الموض وع أن أقس مه إلى مقدم ة وعش رة مب احث وخاتم ة ‪ ،‬وذل ك على‬
‫النحو التالي ‪:‬‬
‫المقدمة ‪ :‬وتتناول سبب اختيار الموضوع وأهميته وخطة البحث ومنهج البحث ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف اللقيط ‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬تعريف اللقيط في اللغة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحكم التكليفي‬
‫المطلب االول‪:‬في التقاط ما يمتنع من السباع ويقوى على ورود الماء‬
‫المطلب الثاني‪:‬االلتقاط في طريق غير مسلوك‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر‬
‫منهج البحـث ‪:‬‬
‫أوًال ‪ :‬بيان مواضع اآليات التي ورد ذكرها في ثنايا البحث بذكر اسم السورة ورقم اآلية في‬
‫الهامش ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬تخريج األحاديث النبوية الواردة في البحث من كتب السنة المعتبرة ما أمكن‪.‬‬
‫ثالثـًا ‪ :‬الرج وع إلى المص ادر األص يلة والمراج ع المعتم دة ل دى الم ذاهب الفقهي ة عن د بي ان‬
‫األحكام الشرعية مع توثيق ذلك بذكر المصدر والجزء والصفحة بالهامش ‪.‬‬
‫رابع ـًا ‪ :‬س لكت في البحث طريق ة االتجاه ات الفقهي ة ‪ ،‬من خالل ذك ر الم ذاهب المتفق ة في‬
‫اتجاه واحد وذكر المخالفين لهم في اتجاه آخر ‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬حرصت على ذكر أدلة كل اتجاه فقهي بالرجوع إلى المصادر األصيلة‪ ،‬واتبعت‬
‫ذلك بذكر ما ورد على تلك األدلة من مناقشات إن وجدت ‪ ،‬ثم أرجح ما ظهر لي رجحانه مع‬
‫بيان سبب الترجيح ‪.‬‬
‫سادسًا ‪ :‬ختمت البحث بذكر قائمة المصادر والمراجع وفهرس الموضوعات ‪.‬‬
‫وفي الخت ام أس أل اهلل أن يك ون ه ذا البحث موفق ا للص واب بعي دا عن الزل ل ‪ ،‬وأن يك ون‬
‫مفي دا في موض وعه لمن اطل ع علي ه من طلب ة العلم والب احثين في الفق ه اإلس المي وعم وم‬
‫المسلمين ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث االول‬
‫تعريف اللقيط‬
‫المطلب االول‬
‫تعريف اللقيط في اللغة‬
‫اللقيط في اللغة ‪ :‬فعي ل بمع نى مفع ول أي ملق وط كقتي ل وج ريح وط ريح ‪ ،‬مش تق من اللق ط‬
‫وهو أخذ شيء من األرض ‪ ،‬والتقط الشيء لقطه كما في قوله تعالى ‪ ( :‬فالتقطه آل فرعون )‬
‫واللقيط اسم للطفل الملقى أو الطفل المأخوذ والمرفوع عادة ‪ ،‬فكانت تسميته لقيطا باعتبار‬ ‫(‪)1‬‬

‫العاقبة ألنه يلقط عادة أي يؤخذ ويرفع‪ ،‬وتسمية الشيء باسم عاقبته أمر شائع في اللغة كما قال‬
‫(‪ )2‬فس مى العنب خم را ‪،‬‬ ‫تعالى على لسان أحد صاحبي السجن ‪ (:‬إني أراني أعصر خمرا )‬
‫(‪)4‬‬
‫وسمى الحي الذي يحتمل الموت ميتا باسم العاقبة‬ ‫(‪)3‬‬
‫وقال ‪ ( :‬إنك ميت وإ نهم ميتون )‬
‫فاللقي ط في اللغ ة ‪ :‬ه و الطف ل ـ ذك را ك ان أم أن ثى ـ ال ذي ال يع رف أب واه ويوج د ملقى في‬
‫الطريق ونحوه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫تعريف اللقيط في اصطالح الفقهاء‬

‫يتق ارب التعري ف اللغ وي والتعري ف االص طالحي اال ان ه في التعري ف االص طالحي يوج د‬
‫نوع من الحصر وهذا ما سيتضح من خالل التعريفات االتية‬

‫‪-1‬األحناف‪:‬‬

‫‪)(1‬سورة القصص‪ ،‬اآلية ‪8‬‬


‫‪)(2‬سورة يوسف‪ ،‬جزء من اآلية ‪36‬‬
‫‪)(3‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية ‪30‬‬
‫‪)(4‬لسان العرب‪ ،‬ألبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور األفريقي المصري‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‬
‫‪-‬‬
‫لبنان‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪ ، 269 - 268‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ألبي الُح سين أحمد بن فارس بن زكريا‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ج‬
‫‪،5‬‬
‫ص‪262‬‬

‫‪3‬‬
‫(‪)5‬‬
‫فقد عرف األحناف اللقيط بأنه‪ " :‬اسم لحي مولود طرحه أهله خو فا من العيلة أو الريبة‬

‫شرح التعريف‪:‬‬

‫" اسم لحي مولود" المراد به ما كان من بني آدم فما كان من حيوان فهو لقطة ال لقيطا‪.‬‬

‫" طرحه أهله" أي تركوه‪ ،‬والطرح يكون ألسباب عدة‪.‬‬

‫" خو فا من العيلة" أي من الفقر‪.‬‬

‫" فرا را من تهمة الريبة" أي الشك‪ ،‬والمراد منها هنا الزنا‪.‬‬

‫‪-2‬المالكية‪:‬‬

‫‪)(5‬كتاب المبسوط‪ :‬لشمس الدين السرخسي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪ ، 10 -‬ص ‪ ، 209‬شرح فتح‬
‫القدير‪:‬‬
‫لإلمام كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي السكندري المعروف بابن همام‪ ،‬علي الهداية شرح بداية‬
‫المبتدي‪ :‬لشيخ اإلسالم برهان الدين علي بن أبي بكر المرغيناني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪، 6 -‬‬
‫ص ‪ ، 103‬اللباب في شرح الكتاب‪ :‬للشيخ عبد الغني الغنيمي الدمشقي الحنفي‪ ،‬علي المختصر المشتهر باسم‬
‫))الكتاب(( الذي صنفه اإلمام أبو الحسين أحمد بن محمد القدورى‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪، 2 -‬‬
‫ص ‪، 205‬‬
‫تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق‪ :‬لفخر الدين عثمان بن علي الزيلعي‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1313 ،‬ه‪ ،‬المطبعة‬
‫الكبرى‬
‫األميرية‪ ،‬ج ‪، 3‬ص ‪ ، 297‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ :‬لإلمام عالء الدين أبي بكر بن مسعود‬
‫الكاساني‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ 1406 ،‬ه ‪ 1987‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪ ، 6 -‬ص ‪ ، 197‬مجمع األنهر‪:‬‬
‫لعبد الرحمن‬
‫بن محمد بن سليمان الكليبولي‪ ،‬في شرح ملتقي األبحر‪ :‬إلبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي‪ ،‬ومعه الدر‬
‫المنتقي في شرح الملتقي‪ :‬للشيخ محمد بن علي الحصني‪ ،‬دار الكتب العليمة‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪ ، 2 -‬ص‬
‫‪، 519‬‬
‫الفتاوى الهندية المعروفة بالفتاوى العالمكيرية في مذهب اإلمام األعظم أبي حنيفة‪ :‬العالمة الُهمام موالنا الشيخ‬
‫نظام‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪ ، 2 -‬ص ‪ ، 304‬رد المحتار علي الدر المختار شرح تنوير‬
‫األبصار‪:‬‬
‫لمحمد أمين الشهير بابن عابدين‪ ،‬دار عالم الكتاب‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 423‬‬

‫‪4‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وعرف المالكية اللقيط بأنه‪ " :‬صغير آدمي لم يعلم أبواه وال رقه"‬

‫شرح التعريف‪:‬‬

‫" صغير آدمي" جنس للقيط‪.‬‬

‫" لم يعلم أبواه" خرج به من علم أبواه )ولد الزانية( ألن أمه معلومة فهي أولى بحضانته‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫" وال رقه" خرج به من علم رقه ألنه يعتبر لقطة ال لقيطا‬

‫(‪)3‬‬
‫وعرفه ابن حاجب بأنه‪ " :‬طفل ضائع ال كافل له‬

‫‪)(2‬حاشية الدسوقي‪ :‬لشمس الدين الشيخ محمد عرفة الدسوقي‪ ،‬علي الشرح الكبير‪ :‬ألبي البركات أحمد‬
‫الدردير‪ ،‬وبهامشه الشرح المذكور مع تقريرات للعالمة سيدي الشيخ محمد عليش‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪،‬‬
‫ج ‪ ، 4‬ص ‪ ، 124‬الشرح الصغير علي أقرب المسالك إلي مذهب اإلمام مالك‪ :‬ألبي البركات أحمد الدردير‪،‬‬
‫وبالهامش حاشية العالمة الشيخ أحمد بن محمد الصاوي المالكي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪– 178‬‬
‫‪ ، 179‬شرح منح الجليل علي مختصر العالمة خليل‪ :‬للشيخ محمد عليش‪ ،‬وبهامشه حاشيته المسماة تسهيل‬
‫منح الجليل‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪ ، 130‬بلغة السالك ألقرب المسالك‪ :‬للشيخ أحمد الصاوي‪ ،‬علي الشرح الصغير‬
‫للشيخ ألحمد الدردير‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1415 ،‬ه ‪ 1995‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪ ، 64‬الفواكه‬
‫الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪ :‬للعالمة أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي المالكي‪ 1431 ،‬ه‬
‫‪ 2010‬م‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا لبنان‪ ،‬ج ‪ ، 2 -‬ص ‪ ، 273‬شرح حدود ابن عرفة الموسوم ))الهداية‬
‫الكافية الشافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية ألبي عبد اهلل محمد األنصاري ال رصاع‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ 1489‬ه ‪ 1993‬م‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬القسم الثاني‪ ،‬ص ‪565‬‬
‫‪)(2‬ألن من أهم الفروق بين اللقطة واللقيط هو أن اللقيط إنسان حر واللقطة هي عبارة عن مال‪ ،‬ومن الفروق‬
‫أيضا‪:‬‬
‫أ‪ -‬يكفي االشهاد على اللقيط مرة واحدة‪ ،‬أما اللقطة على الراجح من أقوال الفقهاء فإن تعريفها يكون حسب‬
‫قيمتها يو ما أو أسبو عا أو عا ما‪ ،‬ويجب أن يكون نها را وفي مجمع من الناس‪.‬‬

‫ب‪ -‬اللقيط ال يملكه الملتقط وال غيره مهما طالت جهالة نسبه ومكثه عتد الملتقط‪ ،‬أما اللقطة فقد يمتلكها ‪-‬‬
‫ملتقطها إذا لم يحضر صاحبها ولو بعد حين‪.‬‬

‫ج ‪-‬يطرح اللقيط غالبا عمد ا‪ ،‬أما اللقطة فال تطرح عمد ا ألن المال ال يطرحه أحد عمد ا إال في حاالت ‪-‬‬
‫نادرة‪ ،‬كالخوف من حاكم ظالم أو الخوف من اللصوص‪.‬‬
‫د يمكن التقاط اللقيط من أي مكان‪ ،‬بينما اللقطة يستثنى منها التقاط لقطة الحرم‪ ،‬إال للمعرف أو لموكل ‪-‬‬
‫في حفظ األمانات‬
‫‪)(3‬مواهب الجليل لشرح مختصر خليل‪ :‬ألبي عبد اهلل محمد بن محمد المغربي المعروف بالحطاب الرعيني‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-3‬الشافعية‪:‬‬

‫أما الشافعية فعرفوا اللقيط بأنه‪ " :‬كل صغير منبوذ في شارع أو مسجد أو نحو ذلك ال‬

‫(‪)1‬‬
‫كافل له معلوم ولو مميز ا لحاجته إلى التعهد"‬

‫شرح التعريف‪:‬‬

‫طبعة خاصة‪ 1423 ،‬ه ‪ 2003‬م‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ج ‪ ، 8‬ص ‪ ، 53‬أسهل‬
‫المدارك شرح‬
‫إرشاد السالك في فقه إمام األئمة مالك‪ :‬ألبي بكر بن حسن الكشناوي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت لبنان‪،‬‬
‫‪-‬‬
‫ج ‪ ، 3‬ص ‪. 79‬‬
‫‪ (1)(1‬مغني المحتاج إلي معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ :‬لشمس الدين محمد بن محمد الخطيب الشربيني‪1421 ،‬‬
‫ه‬
‫‪ 2000‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪ ، 3 -‬ص ‪ ، 598‬اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع‪ :‬لشمس‬
‫الدين محمد‬
‫بن محمد الخطيب الشربيني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ 1425 ،‬ه ‪ 2004‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪، 2 -‬‬
‫ص ‪ ، 186‬أسني المطالب شرح روض الطالب‪ :‬أبي يحي زكريا األنصاري‪ ،‬وبهامشه حاشية أبي العباس‬
‫الرملي‬
‫الكبير األنصاري‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 496‬‬
‫وقالوا في تعريفه أيضا " كل طفل ضائع ال كافل له يسمي لقيطا وملقوطا باعتبار أنه يلقط‪ ،‬ومنبوذ ا باعتبار‬
‫أنه‬
‫نبذ من أهله أي ألقي في الطريق ونحوه "‪.‬‬
‫انظر حاشيتا قليوبي وعميرة‪ :‬األولى لشهاب الدين أحمد بن أحمد بن سالمة القليوبي‪ ،‬والثانية لشهاب الدين‬
‫أحمد‬
‫البرلسي الملقب بعميرة‪ ،‬علي منهاج الطالبين لإلمام أبي زكريا يحي بن شرف النووي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1375 ،‬‬
‫ه‬
‫‪ 1956‬م‪ ،‬مطبعة مصطفي الحلبي وأوالده‪ ،‬مصر‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪ ، 123‬روضة الطالبين وعمدة المفتين‪ :‬لإلمام‬
‫النووي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ 1412 ،‬ه ‪ 1991‬م‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 418‬‬
‫وُع رف أيض ا اللقيط " بأنه طفل نبيذ بنحو شارع ال يعرف له مدع " انظر في هذا نهاية المحتاج إلي شرح‬
‫المنهاج‪ :‬لشمس الدين محمد بن أبي العباس األنصاري الشهير بالشافعي الصغير‪ ،‬ومعه حاشية أبي الضياء‬
‫نور‬
‫الدين الشبراملي القاهري‪ ،‬وحاشية أحمد بن عبد الرزاق بن أحمد المعروف بالمغربي الرشيدي‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫"ص غير" قي د خ رج ب ه الب الغ الس تغنائه عن الحف ظ إال أن يك ون مجنون ا أو بالغ ا تع رض‬
‫للهالك‪.‬‬

‫" منبوذ" هو الذي ينبذ دون التمييز ونبذه في الغالب إما لكونه من فاحشة خوفا من العار أو‬

‫للعجز عن مؤنته‪.‬‬

‫" ال كافل له معلوم" المراد بالكافل هنا األب والجد ومن يقوم مقامهما‬

‫‪-4‬الحنابلة‪:‬‬

‫وعرف الحنابلة اللقيط بأنه‪ " :‬طفل ال يعرف نسبه وال رقه نبذ أو ضل ما بين والدته‬

‫(‪)1‬‬
‫إلى سن التمييز‪ ،‬وقيل والمميز لقيط أيضا إلى البلوغ وعليه األكثر‬

‫يالحظ على التعريفين السابقين ما يلي‬

‫أ‪ -‬انهما يشتمالن على العبد وغيره والعبد لقطة ال لقيط الن العبد في حكم المال‬

‫ب‪ -‬يفهم من التعريفين انه الضائع والمنبوذ شيء واحد وفي الحقيقة هما مختلف ان اذ المنبوذ‬
‫من كان تركه قصدا على خالف الضائع‬

‫‪ 1424‬ه ‪ 2003‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج ‪ ، 5 -‬ص ‪446‬‬
‫‪)(1‬حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع‪ :‬لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ 1398 ،‬ه ‪،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪ ، 518‬معونة أولي النهي شرح المنتهي ))منتهي اإلرادات((‪ :‬لإلمام محمد بن‬
‫أحمد‬
‫الفتوحي الحنبلي الشهير بابن النجار‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ 1429 ،‬ه ‪ 2008‬م‪ ،‬مكتبة األسدي‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬ج‬
‫‪،7‬‬
‫ص ‪ ، 116‬مطالب أولي النهي في شرح غاية المنتهي‪ :‬للشيخ مصطفي السيوطي الرحيباني‪ ،‬المكتب‬
‫اإلسالمي‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪ ، 243‬الشرح الممتع علي زاد المستقنع‪ :‬للعالمة محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ 426‬ه‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬الدمام المملكة العربية السعودية‪ ،‬ج ‪ ، 10 -‬ص ‪ ، 383‬الشرح المختصر علي‬
‫متن زاد المستقنع بتحليل ألفاظه وتقريب معانيه‪ :‬لمعالي الشيخ صالح بن فوزان بن عبد اهلل الفوزان‪ ،‬الطبعة‬
‫األولي‪ 1424،‬ه ‪ 2004‬م‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض المملكة العربية السعودية‪ ،‬ج ‪ ، 3 -‬ص ‪271‬‬

‫‪7‬‬
‫شرح التعريف‪:‬‬

‫" طفل " الطفل من دون التمييز‪.‬‬

‫" ال ُيعرف نسبه " قيد خرج به من كان معروف النسب فال يسمى لقيطا‪.‬‬

‫" وال رقه" أي ال يعرف ممن هو وال لمن هو‪.‬‬

‫" نبذ" أي وجد منبوذا‪.‬‬

‫" أو ضل" أي ضل الطريق‪.‬‬

‫ومما تجدر مالحظته من تعريفات الفقهاء للقيط نجد أنها اتفقت في بعض األمور‬

‫واختلفت في البعض اآلخر‪:‬‬

‫أما أوجه االتفاق فهي‪:‬‬

‫‪ 1-‬اتفقت علي أن حديث الوالدة والصبي غير المميز والمميز يعد لقيطا‪.‬‬

‫‪ 2-‬كما اتفقت على أن اللقيط ال يعرف أهله وال نسبه فيخرج بذلك من عرف أهله‪ ،‬وكذلك‬

‫من عرفت أمه بأن يكون ولد زنا مث ال فال يعد لقيطا‪.‬‬

‫‪ 3-‬اتفقت التعريفات على أن اللقيط محتاج إلى االلتقاط واألخذ لحاجته إلى الرعاية والقيام‬

‫بما يحتاج إليه من نفقة وحضانة ونحو ذلك‪.‬‬

‫وأما أوجه االختالف فهي‪:‬‬

‫اختالفهم في البالغ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حيث ذهب بعض الفقهاء إلى اعتبار البالغ لقيطا ما دام غير قادر على الكسب بالنسبة‬

‫للذكر‪ ،‬وبالنسبة لألنثى حتى دخول الزوج بها‬


‫(‪)1‬‬

‫‪)(1‬حاشية الصاوي‪ :‬ألحمد الصاوي المالكي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪179‬‬

‫‪8‬‬
‫وذهب البعض اآلخر إلى اعتبار البالغ غير العاقل أنه لقيط لحاجته إلى الرعاية‬

‫(‪)1‬‬
‫والتعهد‬

‫(‪)2‬‬
‫اختالفهم في المنبوذ‬ ‫‪‬‬

‫فرق بعض الفقهاء بين اللقيط والمنبوذ‪ ،‬حيث يطلق لفظ المنبوذ على ولد الزنا خاصة‪،‬‬

‫فقد ُس ئل اإلمام مالك فيمن قال‪ :‬لرجل يا منبوذ‪ ،‬فقال‪ " :‬ال يعلم منبوذ إال ولد الزنا(‪. )3‬‬

‫وذهب بعض الفقهاء إلى أن اللقيط والمنبوذ بمعنى واحد‪ ،‬من حيث أن النبذ هو اإللقاء‬

‫والطرح‪.‬‬

‫فقد قال الجوهري‪ " :‬المنبوذ اللقيط"‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫وقال صحاب المغني‪ " :‬الطفل المنبوذ"‬

‫‪)(1‬مغني المحتاج إلي معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ ،‬للشربيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪597‬‬
‫‪)( 2‬فالمنبوذ هو الطفل الملقى والمطروح‪ ،‬ويسمى المنبوذ لقيطا باعتبار مآله بعد أن يلقى ويطرح يتم لقطه‪،‬‬
‫وتفاؤال الستصالح حاله‪ ،‬إذا فلفظ المنبوذ أعم من لفظ اللقيط‪ ،‬حيث إنه يشمله ويشمل غيره‪ ،‬أما اللقيط فيكون‬
‫جزءا من هذا المنبوذ‪ ،‬أو يحمل هذا اللفظ عند إلقائه بداية ‪.‬‬
‫انظر وجيه عبد اهلل سليمان أبو معيلق‪ :‬أحكام اللقيط في الفقه اإلسالمي مقارنة بقانون األحوال الشخصية‬
‫المعمول به في غزة‪ ،‬رسالة ماجستير قدمت لكلية الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ 1427 ،‬ه‬
‫‪ 2006‬م‪ ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪)(3‬شرح حدود ابن عرفة‪ ،‬ألبي عبد اهلل محمد األنصاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ، 566‬منح الجليل علي مختصر‬
‫العالمة خليل‪ ،‬لمحمد عليش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 130‬‬
‫‪)(4‬المغني‪ :‬للعالمة موفق الدين أبي محمد عبد اهلل بن أحمد بن محمد ابن قدامة‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ج ‪، 6‬‬
‫ص ‪ ، 374‬الشرح الكبير لإلمام شمس الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد ابن قدامة‬
‫المقدسي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪ "374‬قال الحارثي‪ :‬تعريف اللقيط بالمنبوذ يحتاج إلي إضمار‬
‫لتضاد ما بين اللقط والنبذ‪...‬ألن الطفل قد يكون ضائعا‬
‫ال منبوذ ا‪ ،‬ومنهم من عرفه بأنه الضائع وفيه ما فيه‪ .‬وقوله الطفل يعني‪ :‬في الواقع في الغالب وإ ال فهو لقيط‬
‫إلي‬
‫سن التمييز فقط علي الصحيح من المذهب‪ ،‬وقيل والمميز أيضا إلي البلوغ قال في الفائق‪ :‬وهو المشهور‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫وقال الشربيني‪ " :‬ويسمى ملقو طا باعتبار أنه يلقط‪ ،‬ومنبوذا باعتبار أنه ينبذ إذا ألقي في‬
‫الطرق ونحوه‬
‫(‪)1‬‬

‫وذهب فريق آخر إلى أن الطفل يعد منبوذا ما دام مطروحا وال يسمى لقيطا إال بعد أخذه‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وقيل‪ :‬المنبوذ ما وجد بفور والدته واللقيط بخالفه‬

‫اختالفهم في الضائع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ذهب بعض الفقهاء إلى أن اللقيط هو من كان حديث الوالدة طرحه أهله‪ ،‬وال يعتبر‬

‫الضائع لقيطا‪.‬‬

‫وذهب بعضهم اآلخر بأن الضائع يعد لقيطا وال يعرف أبواه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف اللقيط عند الفقهاء المحدثين‪:‬‬

‫ُع رف اللقيط بتعريفات كثيرة أذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ُ 1-‬ع رف اللقيط بأنه‪:‬‬

‫وقال الزركشي‪ :‬هذا المذهب‪ ،‬قال في التلخيص‪ :‬والمختار عند أصحابنا أن المميز يكون لقيط ا " اإلنصاف‬
‫في‬
‫معرفة الراجح من الخالف‪ :‬لعالء الدين أبي الحسن علي بن سليمان الماوردي‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1374 ،‬ه‬
‫‪ 1955‬م‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪ ، 432‬مطالب أولي النهي في شرح غاية المنتهي‪ ،‬للرحيباني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪، 4‬‬
‫ص ‪، 243‬‬
‫الفروع‪ :‬للعالمة شمس الدين محمد مفلح المقدسي‪ ،‬ومعه تصحيح الفروع لعالء الدين علي المرداوي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ 1424 ،‬ه ‪ 2003‬م‪ ،‬دار المؤيد‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪ ، 321‬منار= = السبيل في شرح الدليل‪:‬‬
‫للشيخ‬
‫إبراهيم محمد سالم ضويان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة دار السالم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ ، 465‬معونة أولي‬
‫النهي‬
‫شرح المنتهي‪ ،‬للفتوحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪116‬‬
‫‪)(1‬مغني المحتاج إلي معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ ،‬للشربيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪ ، 597‬شرح حدود‬
‫ابن‬
‫عرفة‪ ،‬ألبي عبد اهلل األنصاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 566‬‬
‫‪)(2‬حاشية الدسوقي‪ ،‬لشمس الدين عرفة الدسوقي‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪12‬‬

‫‪10‬‬
‫(‪)1‬‬
‫" صبي لم يبلغ نبذه أهله أو ضاع منهم التقط لحفظه ورعايته"‬

‫شرح التعريف‪:‬‬

‫" صبي" لفظ عام يشمل الذكر واألنثى‪.‬‬

‫" صغير" سواء كان ذكرا أو أنثى‪.‬‬

‫" لم يبلغ" قيد خرج به البالغ‪.‬‬

‫" نبذه أهله أو ضاع منهم" يشمل جميع أسباب النبذ والطرح‪.‬‬

‫" التقط لحفظه ورعايته" فيخرج به من ال يحتاج إلى الحفظ والرعاية كالبالغ‪ ،‬كما يخرج به‬

‫التقاطه إلهماله وتضييعه باستغالله‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫وُع رف اللقيط أيضا بأنه‪ " :‬آدمي يؤخذ لحاجة إلى الرعاية‪ ،‬منبوذا كان أو ضائعا‬

‫شرح التعريف‪:‬‬

‫" آدمي" من كان من بني آدم‪.‬‬

‫" يؤخذ لحاجة إلى الرعاية" قيد خرج به البالغ العاقل لعدم حاجته للرعاية والحفظ‪.‬‬

‫" منبوذ ا" وجد منبوذا‪.‬‬

‫" كان أو ضائعا" من ضاع من أهله‪ ،‬أي ما كان دون التمييز‬

‫(‪)3‬‬
‫كما عرفه البعض بأنه‪ " :‬طفل مجهول الهوية نبذه أهله أو ضاع منهم‬

‫‪)(1‬سعيدي زيدان‪ :‬أحكام اللقيط‪ ،‬دراسة تأصيلية تطبيقية )رسالة ماجستير(‪ ،‬قدمت لكلية العلوم اإلسالمية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪ 1426‬ه ‪ 2005‬م‪ ،‬ص ‪36‬‬
‫‪)(2‬منير عبد الغني أبو الهيجاء‪ :‬أحكام اللقيط بين الشريعة اإلسالمية والقانون )رسالة ماجستير(‪ ،‬قدمت لكلية‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬جامعة الخليل‪ ،‬سنة ‪ 1427‬ه ‪ 2006‬م‪ ،‬ص ‪10‬‬
‫‪)(3‬دكتور وليد خالد الربيع‪ :‬أحكام اللقيط في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دراسة فقهية مقارنة‪ ،‬بحث ُم قدم لكلية الشريعة‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة الكويت‪ 1425 ،‬ه ‪ 2004‬م‪ ،‬ص ‪3‬‬

‫‪11‬‬
‫شرح التعريف‪:‬‬

‫" طفل" جنس للقيط‪.‬‬

‫" مجهول الهوية" قيد خرج به من كان معلوم الهوية )معلوم نسبه(‪.‬‬

‫" نبذه أهله" أي تركوه في شارع أو مسجد ونحوه بفور والدته‪.‬‬

‫" أو ضاع منهم" يشمل ذلك المميز وغير المميز‪.‬‬

‫وعرف ه الش يخ الف وزان بأن ه‪ " :‬ه و الطف ل ال ذي يوج د منب وذا أو يض ل عن أهل ه وال يع رف‬
‫(‪)1‬‬
‫نسبه في الحالين‬

‫شرح التعريف‪:‬‬

‫" الطفل" يشمل الذكر واألنثى‪.‬‬

‫" يوجد منبو ذا" يوجد منبوذا في شارع أو مسجد ونحوه‪.‬‬

‫" يضل عن أهله" قيد خرج به حديث الوالدة‪.‬‬

‫" ال يعرف نسبه" يخرج به من كان معلوم النسب‪.‬‬

‫كما عرفه الدكتور عبد الكريم زيدان بأنه ‪ " :‬ولد حديث الوالدة نبذه أهله‪ ،‬أو صغير لم‬

‫(‪)2‬‬
‫يبلغ نبذه أهله أو ضاع منهم وسواء كان ذكرا أو أنثى"‬

‫شرح التعريف‪:‬‬

‫" ولد" يشمل الذكر واألنثى‪.‬‬

‫‪)(1‬الملخص الفقهي‪ ،‬للشيخ صالح بن فوزان بن عبد اهلل آل فوزان‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ 1422 ،‬ه ‪ 2001‬م‪ ،‬دار‬
‫ابن‬
‫الجوزي‪ ،‬الدمام المملكة العربية السعودية‪ ،‬ص ‪. 316 -‬‬
‫‪)(2‬المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬الدكتور عبد الكريم زيدان‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪417‬‬

‫‪12‬‬
‫" حديث الوالدة" أي بعد والدته مباشرة‪.‬‬

‫" نبذه أهله" تركه أهله لسبب ما‪.‬‬

‫" أو صغير" من كان دون التمييز‪.‬‬

‫" لم يبلغ " من كان مميزا‪.‬‬

‫أو ضاع منهم" بأن يضل طريق الوصول إليهم‬

‫التعريف المختار‪:‬‬

‫ومن مجموع ما مضي من تعريفات يعد تعريف الدكتور عبد الكريم زيدان من أفضل‬

‫التعريفات وأشملها‪.‬‬

‫ولكن يالحظ على التعريف أنه اعتبر الضائع لقي طا كما ذهب إليه الحنابلة‪ ،‬والصحيح‬

‫أن الض ائع يع د لقط ة ال لقي ط ا‪ ،‬وال يمكنن ا الق ول ب أن الض ائع يؤخ ذ باعتب اره لقي ط‪ ،‬إذ ا‬
‫فاللقي ط ه و من نب ذه أو طرح ه أهل ه فق ط‪ ،‬وال نق ول أن ه ه و من ض اع من أهل ه‪ ،‬ب ل نق ول إن‬
‫الضائع ُيبحث عن أهله‪ .‬فيكون التعريف علي النحو التالي‪:‬‬

‫" اللقيط ولد حديث الوالدة نبذه أهله‪ ،‬أو صغير لم يبلغ نبذه أهله‪ ،‬سواء كان ذكًر ا أو‬

‫أنثى"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫الحكم التكليفي‬

‫اختلف الفقهاء في حكم اخذ اللقطة على اقوال ونظرا الختالف الحكم باختالف حال الملتقط‬
‫ومكان االلتقاط رايت ان احرر اقوال كل مذهب على حده ثم اجملها بعد ذلك مع ذكر االدلة‬

‫القول االول‬

‫ذهب الحنفية الى انه يحرم رفع اللقطة اذا اخذها لنفسه ويندب رفعه ا ان امن الملتقط على‬
‫نفسه واال فالترك اولى من الرفع وان خاف عليها من الضياع فرفعها واجب وقال في البدائع‬
‫(‪)1‬‬
‫يستحب‬

‫والق ول ب الوجوب ه و م ا علي ه عام ة كتب الحنفي ة واس تحب الكاس اني في ب دائع الص نائع‬
‫االلتق اط اذا خ اف عليه ا وغف ل عن ذك ر الق ول ب الوجوب وال ذي علي ه عام ة كتب الحنفي ة فه ل‬
‫يقال للحنفية في المسالة قوالن او يقال هذا خطا من الكاساني حيث لم يذكر الوجوب مع انه‬
‫المنصوص فيكون وهما منه فيه تامل واهلل اعلم‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫جاء في االختيار لتعليل المختار واخذها افضل وان خاف ضياعها فواجب‬

‫‪)(1‬لهداية شرح البداية‪ 2/175‬االختيار لتعليل المختار‪ 2/175‬البحر الرائق‪ 5/162‬العنايه شرح الهداية‪6/119‬‬
‫تبيين الحقائق‪3/301‬‬
‫‪ )(2‬االختيار لتعليل المختار ‪3/32‬‬

‫‪14‬‬
‫القول الثاني‬

‫ق ول المالكي ة ب ان الملتق ط ام ا ان يعلم امان ه نفس ه او خيانته ا او يش ك فيه ا وفي ك ل ام ا ان‬


‫يخاف الخونة على اللقطة او فيجب االخذ بشرطين ان خاف الخونة على اللقطة ولم يعلم خيان ة‬
‫(‪)1‬‬
‫نفسه بان علم امانتها او شك فيها‬

‫فان علم خيانة نفسه حرم االخذ خاف الخونه ام ال وان لم يخف الخونة كره االلتقاط علم‬
‫امانه نفسه او يشك فيها هذا هو تحرير مذهب المالكية‬

‫واختار بعض المالكية بان الملتقط ان وثق بامانه نفسه ولم يخف عليها ففيها ثالثه اقوال‬

‫االول ‪:‬االستحباب مطلقا‬

‫الثاني‪ :‬االستحباب فيما له بال فقط‬

‫(‪)2‬‬
‫‪:‬الثالث الكراهة‬

‫جاء في حاشيه الصاوي على الشرح الصغير حاصل هذا المبحث ان مريد االلتقاط اما ان‬
‫يعلم امان ة نفس ه او خيانته ا او يش ك فيه ا وفي ك ل ام ا ان يخ اف الخ ائن ل و ت رك االخ ذ او ال‬
‫فيجب االخ ذ بش رطين ان خ اف الخ ائن ولم يعلم خيان ة نفس ه ب ان علم امانته ا او ش ك فيه ا ف ان‬
‫علم خيانة نفسه حرم االخذ خاف الخائن ام ال وان لم يخف الخائن كره علم امانة نفس ه او ش ك‬
‫فيه ا ه ذا حاص ل م ا يؤخ ذ من الش ارح وه و التحري ر واعلم ان ه اذا لم يخ ف خائن ا وعلم امان ة‬
‫نفسه فثالثه اقوال االستحباب والكراهة والتفضيل ويستحب فيما له بال ويكره في غيره‬

‫اختار التونسي من هذه االقوال الكراهة مطلقا واما اذا لم يخف خائنا ويشك في امانة نفسه‬
‫فالكراه ة اتفاق ا(‪ )3‬وق ال ابن ش اص (وليس ب واجب ‪-‬يع ني االلتق اط) اال ان يك ون بين ق وم غ ير‬

‫‪ )(1‬بدائع الصنائع‪6/200‬‬
‫‪)(2‬حاشية الصاوي على شرح الصغير ‪40/169‬حاشية الدسوقي‪ 4/119‬مواهب الجليل‪ 6/71‬الذخيره‪9/89‬‬
‫الفروق للقرافي‪ 4/33‬البيان والتحصيل‪ 13/354‬شرح الخرشتي‪ 7/123‬القوانين الفقهيه ‪:‬ص ‪ 224‬المقدمات‬
‫الممهدات ‪ 2/874‬شرح الكبير‪ 4/119‬الفواكه الدواني‪ 2/172‬بدايه المجتهد‪ 2/228‬وانظر لالستزاده‬
‫االستذكار‪ 7/245‬التمهيد‪ 3/108‬المنتقى للباجي‪6/134‬‬
‫‪ )(3‬حاشية الصاوي‪4/169‬‬

‫‪15‬‬
‫م امونين واالم ام غ ير ع دل لكن ان وث ق بامان ة نفس ه فاالخ ذ مس تحب وروي تخص يص‬
‫(‪)1‬‬
‫االستحباب بما له بال فان علم الخيانة من نفسه فاالخذ محرم عليه وان خافها كره االخذ‪.‬‬

‫جاء في منح الجليل وما احسن قول ابن الحاجب تابعا البن شاص (وااللتقاط حرام على من‬
‫علم خيان ه نفس ه ومك روه للخ ائف وفي الم امون االس تحباب) والكراه ه واالس تحباب فيم ا ل ه‬
‫والوجوب ان خاف عليها الخونة‬
‫(‪)2‬‬

‫وق ال الب اجي فام ا ج واز اخ ذها فق د روي ن افع عن ابن عم ر رض ي اهلل عن ه ان ه ك ان يم ر‬
‫باللقطة فال ياخذها وفي العتبيه من سماع ابن القاسم عن مالك انه قال‪ :‬ال احب ان ياخذها من‬
‫وجدها اال ان يكون لها قدر‬

‫وقال في موضع اخر واما الشيء الذي له بال فارى له اخذه‬

‫وروى عنه اشهب‪ :‬اما الدنانير وشيء له بال فاحب الي ان ياخذ وليس كالدراهم وما ال بال‬
‫له ال احب له ان يؤخذ الدرهم ومعنى ذلك ان الشيءالكثير الذي له بال يخاف عليه الضياع ان‬
‫(‪)3‬‬
‫تركه فاخذه له على وجه التعريف به والحفظ له الى ان يجده صاحبه من اعمال البر‬

‫القول الثالث‬

‫مــذهب الشــافعية نق ل ع ز الش افعي نص ان في المس الة اح دهما ق ال في مختص ر الم زني ‪:‬ال‬
‫(‪)4‬‬
‫احب الحد ترك لقطة وجدها اذا كان امينا عليها‬

‫(‪)5‬‬
‫وقال في االم ال يجوز الحد ترك لقطة وجدها اذا كان من اهل االمانة‬

‫واختلف اصحابه كذلك فمنهم من قال فيه قوالن‬

‫‪ )(1‬عقد الجواهر الثمينة‪3/988‬‬


‫‪ )(2‬منح الجليل‪8/230‬‬
‫‪ )(3‬المنتقى للباجي ‪6/134‬‬
‫‪ )(4‬مختصر المزني ‪135:‬‬
‫‪ )(5‬االم‪4/66‬‬

‫‪16‬‬
‫احــدهما يس تحب االلتق اط لواث ق بامان ة نفس ه ويك ره تركه ا لئال تق ع في ي دي خ ائن وانم ا لم‬
‫يجب االلتقاط النها امانة او كسب وكل منهما ال يجب ابتداء‬

‫الثاني يجب عليه االلتقاط صيانة للمال من الضياع‬

‫واخت ار اب و العب اس واب و اس حاق حم ل النص ين على ح الين مختلفين فالموض ع ال ذي ق ال‬
‫يستحب له اخذها اذا كان ال يخاف عليها من الضياع كما لو كانت في موضع يعلم امانة اهلها‬
‫والموض ع ال ذي ق ال يجب علي ه اخ ذها اذا ك انت في موض ع يخ اف عليه ا من الض ياع واخت ار‬
‫هذا التفصيل السبكي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وال يستحب االلتقاط لغير واثق بامانه نفسه ويكره لفاسق الن ال تدعوه نفسه الى الخيانه‬

‫ج اء في المه ذب روى الم زني ان ه ق ال‪ :‬ال احب تركه ا وق ال في االم اليج وز تركه ا ‪ ,‬فمن‬
‫اصحابنا من قال فيه قوالن احدهما ال يجب النها امانة فلم يجب اخذها كالوديعة والثاني يجب‬

‫وقال ابو العباس وابو اسحاق وغيرهما ان كانت في موضع ال يخاف عليه المانة اهله لم‬
‫يجب علي ه الن غ يره يق وم مقام ه في حفظه ا وان ك انت في موض ع يخ اف عليه ا لقل ه امان ة‬
‫اهل ه وجب الن غ يره ال يقوم مقام ه فتعين علي ه وحم ل القولين على هذين الح الين ف ان تركه ا‬
‫(‪)2‬‬
‫ولم يوجد شيء من ذلك ولهذا ال يضمن الوديعة اذا ترك اخذها فكذلك اللقطة‬

‫القول الرابع‬

‫ذهب الحنابل ة الى ان الملتقط ان امن نفس ه عليها وقوي على تعريفه ا فل ه اخذها واالفض ل‬
‫(‪)3‬‬
‫تركها وقال ابو الخطاب اخذها افضل اذا وجدها بمضيعة وامن نفسه عليها‬

‫ج اء في االقن اع ومن امن نفس ه عليه ا وق وي على تعريفه ا فل ه اخ ذها واالفض ل تركه ا ول و‬
‫(‪)4‬‬
‫وجدها بمضيعه وان عجز عن تعريفها فليس له اخذها‬

‫‪)(1‬الحاوي الكبير‪ 8/10‬المهذب‪ 1/429‬انس المطالب ‪2/487‬مغني المحتاج‪ 2/406‬البيان في مذهب االمام‬
‫الشافعي‪ 7/520‬روضه الطالبين‪ 5/391‬نهايه المحتاج‪5/427‬‬
‫‪)(2‬المهذب‪1/429‬‬
‫‪)(3‬لكافي البن قدامه‪ 2/351‬االقناع‪2/299‬‬
‫‪ )(4‬االقناع في فقه االمام احمد‪2/299‬‬

‫‪17‬‬
‫فاذا علمت تحرير حكم المسالة في كل مذهب من المذاهب الفقهية ناتي الى اجمالها م ع ذك ر‬
‫االدله فاقول‪ :‬اللقطة لها ثالثه احوال‬

‫الحال االول‪:‬ان يعلم من نفسه الخيانه فهنا يحرم عليه االلتقاط النه بمنزله الغاص ب والن في‬
‫اخذ تضيع لما لغيره فيحرم اتالفه وكما لو نوى كتمانها او نوى تملكها في الحال‬

‫(ج‪ )1196‬رواه مسلم من طريق عبد اهلل بن وهب قال اخبرني عمرو بن الحارث عن بكر‬
‫بن سواده عن ابي سالم الجيشاني عن زيد بن خالد الجهني عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫(‪)1‬‬
‫انه قال‪ :‬من اوى ضاله فهو ضال ما لم يعرفها‬

‫هذا الحديث بهذا اللفظ من افراد مسلم وحديث زيد بن خالد في الصحيحين بغير هذا اللفظ‬
‫(‪)2‬‬
‫وابو سالم الجيشاني ما لم يوثقه اال ابن حبان والعجلي وقيل له صحبه‬

‫الحالة الثانية‬

‫ان يث ق بامان ة نفس ه وال يخش ى على اللقط ة فهن ا اخ ذها ال يح رم والخالف في االفض ل وق د‬
‫اختلفوا فيه على اقوال‪:‬‬

‫االول اذ تحب اخذوها وهو مذهب الحنفيه والشافعيه واختيار بعض المالكيه‬

‫دليل من قال باالستحباب‬

‫الدليل االول(ج‪ )1197-‬رواه البخاري من طريق ربيعه بن ابي عبد الرحمن ان يزيد مولى‬
‫المنبعث عن زي د بن خال د الجه ني ان رجال س ال رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم عن اللقط ة‬
‫فقال‪ :‬عرفها سنه ثم اعرف وعائها وعفاصها ثم استنفق بها فان جاء ربها فادها اليه ‪,‬قال ‪:‬يا‬
‫رسول اهلل فظالة الغنم ؟قال‪ :‬خذها فانما هي لك او الخيك او للذئب ‪,‬قال‪ :‬يا رسول اهلل فظالة‬
‫االبل؟ ق ال‪ :‬فغض ب رسول اهلل ص لى اهلل علي ه وسلم حتى احمرت وجنت اه او احمر وجهه ثم‬
‫(‪)3‬‬
‫قال‪ :‬مالك ولها معها حذائها وسقائها حتى يلقاها ربها‬

‫‪ )(1‬صحيح مسلم ‪1725‬‬


‫‪ )(2‬قال ابو نعيم في الحلية‪ :‬لم يروه بهذا اللفظ اال عمرو بن الحارث عن ابي سالم ‪10‬هـ وفيه اشاره الى علة‬
‫التفرد‬
‫‪)(3‬‬

‫‪18‬‬
‫فقد دل الحديث على استحباب االلتقاط من وجهين‪:‬‬

‫الوجه االول‬

‫ان الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم ام ر باخ ذ الش اة بقول ه‪ :‬خ ذها فانم ا هي ل ك او الخي ك او‬
‫للذئب ومعلوم ان اللقطة مثلها بجامع ان كل منهما ال يمتنع على من اراده باهالك او فساد‬

‫الوجه الثاني‬

‫ان الرسول صلى اهلل عليه وسلم امر بتعريفها ولم يقل له كما قال في االبل دعها حتى يلقاها‬
‫فدل ذلك على ان االفضل اخذها وتعريفها‬

‫ويناقش‪:‬‬

‫اما االمر باخذ الشاة فهو ليس للندب النه قال جوابا على سؤال السائل فيحمل على االرشاد‬
‫ونعم يك ون االم ر للوج وب او للن دب ل و ان الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم ام ر باخ ذها ابت داء‬
‫دون ان يكون ذلك مرتبا على السؤال السائل واهلل اعلم‬

‫اما كون النبي صلى اهلل عليه وسلم لم ينهى السائل عن اخذها كما نهاه في حالة االبل فهو‬
‫دلي ل على ج واز االلتق اط وال يمكن ان يك ون ت رك النهي دليال على االس تحباب ب ل يطلب‬
‫االستحباب من دليل اخر‬

‫الدليل الثاني ان اخذ اللقطة اذا وثق بامانة نفسه فيه صيانة المال لغير من الضياع وانما لم‬
‫يجب الن ه في مك ان ال يخ اف عليه ا الن ص احبها س وف يفتش عنه ا في المح ل ال ذي فق دها‬
‫ويجدها ويظفر بماله‬

‫القول الثاني‬

‫‪19‬‬
‫(ج‪ )1198-‬روى البخاري عن طريق منصور عن طلحه عن انس رضي اهلل عنه قال‪ :‬مر‬
‫(‪)1‬‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم بتمره في الطريق فقال‪ :‬لوال انني اخاف ان تكون صدقه الكلتها‬

‫فلم يجع ل الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم حكم الثم رة حكم اللقط ة وهك ذا س ائر المحق رات من‬
‫االموال ال يكون لها حكم اللقطة وسوف نناقش ان شاء اهلل تعالى حكم يسير اللقطة في مبحث‬
‫مستقل‬

‫القول الثالث‬

‫يكره اخذها وهو مذهب المالكية‬

‫القول الرابع‬

‫االفضل تركها وهو مذهب الحنابلة‬

‫وحجه هذين القولين‬

‫الدليل االول رواه االمام احمد قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا حميد يعني الطويل حدثنا‬
‫الحسن بن مطرف عن ابيه ان رجل قال‪ :‬يا رسول اهلل هوام االبل نصيبها قال ضالة المسلم‬
‫(‪)2‬‬
‫حق النار‬

‫(‪)3‬‬
‫اختلف في ارساله ووصوله والراجح وصله ورجاله ثقات‬

‫ويناقش‪:‬‬

‫بان الحديث في هوام االبل وقد ورد النهي عن اخذ ظالة االبل لكونها تمتنع عن نفسها عن‬
‫الس باع وت رد الم اء وال يمكن ان يق ال ان العبره ة بعم وم اللف ظ الن ه ق د ورد االم ر باخ ذ ظال ة‬
‫الغنم وعل ل ذل ك ب ان تركه ا يعرض ها للتل ف ب ان ياكله ا ال ذئب واذن في اخ ذ اللقط ة من غ ير‬
‫الحيوان بشرط ان يعرفها‬

‫‪ )(1‬صحيح البخاري‪ 2431‬وصحيح مسلم‪1071‬‬


‫‪ )(2‬مسند احمد‪4/25‬‬
‫‪ )(3‬سبق تخريجه‬

‫‪20‬‬
‫الدليل الثاني‬

‫(ث‪)299-‬ما رواه مالك عن نافع ان رجال وجد لقطة فجاء الى عبد اهلل بن عمر فقال له‬
‫اني وجدت لقطة فماذا ترى فيها؟ فقال له عبد اهلل بن عمر عرفها قال‪ :‬قد فعلت قال‪ :‬زد قال‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قد فعلت فقال عبد اهلل‪ :‬ال امرك ان تاكلها ولو شئت لم تاخذها‬

‫وروى ابن ابي شيبة في المصنف عن طريق عبد اهلل بن دينار قال قلت البن عمر وجدت‬
‫(‪)3‬‬
‫(صحيح)‬ ‫(‪)2‬‬
‫نقطه قال ولم اخذتها‬

‫الدليل الثاني (ث‪)300-‬ما رواه عبد الرزاق عن الثوري عن قابوس بن ابي ظبيان‬

‫(عن ابيه)‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫عن ابن عباس كان يقول ال ترفع اللقطة لست منها في شيء وقال تركها خير من اخذها‬

‫(ضعيف قابوس بن ابي ظبيان وتكلم فيه)‬

‫قال ابن المنذر ((اختلف اهل العلم في اخذ اللقطه فكرهت طائفة اخذها روينا هذا القول عن‬
‫(‪)6‬‬
‫ابن عمر وابن عباس))‪.‬‬

‫وق ال ابن قدام ة ((االفض ل ت رك االلتق اط روي معفي ذل ك عن ابن عب اس وابن عم ر وال‬
‫نعرف لهما مخالفا في الصحابة ))‬

‫الدليل الثالث‬

‫‪ )(1‬الموطأ ‪2/758‬‬
‫‪ )(2‬المصنف‪22091‬‬
‫‪ )(3‬ورواه ابن شيبة في المصنف ‪ 22061‬عن طريق ايوب عن نافع‬
‫‪ )(4‬سقط من اسناد عبد الرزاق لفظه ابيه والتصيب من مصنف ابن ابي شيبه ‪22084‬وسنن البيهقي‬
‫‪6/192‬ومحل ابن حزم‪7/114‬‬
‫وقابوس ال يروي عن ابن عباس وانما يروي عن ابيه عن ابن عباس‬
‫‪)(5‬عبد الرزاق‪ 18624‬وهو في مصنف ابن ابي شيبه‪22084‬‬
‫‪)(6‬االشراف على مذهب العلماء‪6/368‬‬

‫‪21‬‬
‫ان في االلتقاط تعريضا لنفسه للوقوع في االثم فقد ياكلها قبل ان يقوم بحقها وقد يقصر بما‬
‫يجب لها من تعريفها واداء االمانة فيها وكان تركه اولى واسلم كوالية مال اليتيم‬

‫الراجح ‪:‬‬

‫ان االخذ مع االمن على النقطه يدور على معنيين احدهما الوصول الى ص احبها عن طريق‬
‫تعريفها وفي هذا حفظ المال لصاحبه وهو مطلوب‬

‫الثاني اكتساب اللقطه عن طريق تعريفها واالكتساب االزلى فيه االباحه لهذا نقول ان اخذيها‬
‫بنيه حفظها لصاحبها كان ذلك مستحبا وان اخذها رغوه في تملكها بعد القيام بتعريفها كان ذلك‬
‫مباحا واهلل اعلم‬

‫الحاله الثالثة‬

‫ان يخ اف على اللقط ة من الخون ة ف اختلفوا في وجوب اخذها فقي ل يجب اخذها وهو مذهب‬
‫الحنفية والمالكية واحد القولين في مذهب الشافعية واختاره بعض الحنابلة‬

‫وقيل ال يجب اخذها وهو مذهب الشافعية والحنابله واختاره الكاساني من الحنفية‬

‫واختلف الحنابلة في االفضل‬

‫فقيل االفضل تركها الثر ابن عمر وابن عباس المتقدمين وال مخالفة لهما من الصحابه وه ذا‬
‫هو المشهور من المذهب‬

‫وقيل االفضل اخذها اختاروه بعضهم لما في ذلك من حفظ مال اخيك المسلم‬

‫والدليل من قال بوجوب االلتقاط‬

‫الدليل االول قال تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ) التوبه ‪ 71 /‬فاذا كان‬
‫وليه وجب عليه حفظ ماله‬

‫ونوقش هذا بان المراد بهذه االيه النصرة ووالية الدين بداللة انه قال (يامرون بالمعروف‬
‫وينهون عن المنكر ويقيمون الصالة وياتون الزكاة) التوبه ‪71 /‬‬

‫‪22‬‬
‫الدليل الثاني ان في تركها تضييعا لها وقد نهى النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال (ان اهلل جل‬
‫وعال حرم عليكم عقوق االمهات ووأد البنات ومنعا وهات‬

‫(‪)1‬‬
‫وكره لكم ثالثا قيل وقال وكثره السؤال واضاعة المال)‬

‫ون وقش ه ذا بان ه ال ترك ال يك ون تض يعا ب ل ه و امتن اع من حف ظ م ال لم يلزم ه حفظ ه ولم‬


‫يلتزمه واالمتناع من ذلك ال يكون تضيعا كاالمتناع عن قبول الوديعة‬

‫الــدليل الثــالث القي اس على ض الة الغنم فانه ا لم ا ك ان يخ اف عليه ا من ال ذئب ام ر الش ارع‬
‫الملتقط ان ياخذها‬

‫(ج‪ )1201-‬لم ا رواه البخ اري عن طري ق ربيع ه بن ابي عب د ال رحمن عن يزي د م واله‬
‫المنبعث‬

‫عن زي د عن خال د الجه ني ان رجال س أل الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم عن اللقط ة فق ال‬


‫عرفها سنة ثم اعرف وكائها وعفاصها ثم استنفق بها‬

‫الــدليل الرابــع القي اس على حراس ة النفس المس لم ف اذا وجب على المس لم حراس ة نفس اخي ه‬
‫المسلم وجب عليه حراسة ماله فان حرمة المال كحرمة النفس‬

‫دليل من قال ال يجب االلتقاط مطلقا‬

‫االصل في حقيقة اللقطة ان فيها معنى الكسب من جهة ان الملتقط يتملكها ان اراد بشرط ان‬
‫يقوم بما يجب لها وفيها معنى االمانه من جهه انها لو تلفت في يد الملتقط في مدة التعريف او‬
‫قب ل االش تغال به ا فانه ا ال تك ون مض مون على الملتق ط وكالهم ا الكس ب واالمان ة ال مع نى‬
‫لوجوبه‬

‫الراجح‪:‬‬

‫ان االلتقاط ال يجب انما هو مباح وقد يستحب بشروط ان يعلم امانة نفسه وان يقوى على‬
‫تعريفها والقدرة على حفظها وان يكون الباعث على اخذها حفظ حق صاحبها النه اذا اخذها‬

‫‪ )(1‬صحيح مسلم‪ 593‬ورواه البخاري ‪1477‬‬

‫‪23‬‬
‫رغب ة في تملكه ا ك ان االكتس اب ه و الب اعث على اخ ذها واالكتس اب االص ل في ه االباح ة واهلل‬
‫اعلم‬

‫في التقاط ما يمتنع من السباع ويقوى على ورود الماء‬

‫االلتقاط شرع لمصلحة المالك لهذا نهي عن التقاط ضالة اإلبل‪.‬‬

‫[م ‪ ]١٩٨٣ -‬اختلف العلماء في ضالة اإلبل‪ ،‬وكذا كل حيوان يمتنع من السباع ويقوى على‬
‫ورود الماء على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫يجوز التقاط اإلبل وغيرها من الحيوانات‪ ،‬واألفضل أن يأخذها ويعرفها كغيرها‪ ,‬وال يتركها‬
‫تض يع‪ ،‬وه ذا م ذهب الحنفي ة‪ ،‬وقي ده بعض المالكي ة فيم ا إذا خ اف عليه ا من أخ ذ خ ائن كم ا لو‬
‫(‪)1‬‬
‫كان في فساد من الزمان‪ ،‬وعليه حمل فعل عثمان بن عفان ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪-‬‬

‫‪)(1‬المبسوط (‪ ، )١٠ /١١‬تحفة الفقهاء (‪ ، )٣٥٦ /٣‬بدائع الصنائع (‪ ، )٢٠٠ /٦‬االختيار لتعليل المختار (‪/٣‬‬
‫‪ ، )٣٤‬البيان والتحصيل (‪ ، )٣٦٠ /١٥‬بداية المجتهد (‪ ، )٢٣١ /٢‬حاشية الدسوقي (‪. )١٢٢ /٤‬‬

‫‪24‬‬
‫(‪)2‬‬
‫جاء في االختيار لتعليل المختار‪" :‬ويجوز التقاط اإلبل والبقر والغنم وسائر الحيوانات"‬

‫ج اء في حاش ية الدس وقي‪" :‬أم ا في ال زمن ال ذي فس د ف الحكم في ه أن تؤخ ذ وتع رف‪ ،‬ف إن لم‬
‫تعرف بيعت ووقف ثمثها لربها‪ ،‬فإذا أيس منه تصدق به كما فعل عثمان لما دخل الناس في‬
‫(‪)2‬‬
‫زمنه الفساد وقد روي ذلك عن مالك"‬

‫القول الثاني‪:‬‬

‫ذهب المالكي ة إلى أن االختي ار في ض الة اإلب ل تركه ا‪ ،‬ف إن أخ ذها وجب تعريفه ا‪ ،‬ف إن لم‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫تعرف ردت حيث وجدت‬

‫وه ذا حكم ض الة اإلب ل في جمي ع األزمن ة في مش هور الم ذهب‪ ،‬وقي ل‪ :‬إنم ا ه و في زم ان‬
‫العدل‪ ،‬وأن األفضل في زمان غير العدل التقاطها(‪.)4‬‬

‫وروى ابن وهب‪ ،‬ق ال‪ :‬س معت مالًك ا والليث يقوالن في ض الة اإلب ل‪ :‬من وج دها في القرى‬
‫أخذها‪ ،‬وعرفها‪ ،‬ومن وجدها في الصحارى فال يقربها(‪.)5‬‬

‫‪)(2‬االختيار لتعليل المختار (‪)٣٤ /٣‬‬


‫‪)(2‬حاشية الدسوقي (‪)١٢٢ /٤‬‬
‫‪)(3‬حاشية الدسوقي (‪)١٢٢ /٤‬‬
‫‪)(4‬المقدمات الممهدات (‪ ، )٤٨١ /٢‬بداية المجتهد (‪ ، )٢٣١ /٢‬الذخيرة للقرافي (‪ ، )٩٨ /٩‬الخرشي (‪/٧‬‬
‫‪ ، )١٢٧‬حاشية الدسوقي (‪ ، )١٢٢ /٤‬حاشية الصاوي على الشرح الصغير (‪)١٧٦ /٤‬‬
‫‪)(5‬بداية المجتهد (‪)٢٣١ /٢‬‬

‫‪25‬‬
‫جاء في بداية المجتهد‪" :‬القسم الثالث‪ :‬فهو كاإلبل‪ ،‬أعني أن االختيار عنده فيه الترك للنص‬
‫الوارد في ذلك‪ ،‬فإن أخذها وجب تعريفها‪ ،‬واالختيار تركها‪".‬‬

‫وقيل في المذهب‪ :‬هو عام في جميع األزمنة‪ .‬وقيل‪ :‬إنما هو في زمان العدل‪ ،‬وأن األفضل‬
‫في زمان غير العدل التقاطها (‪".)1‬‬

‫وجاء في حاشية الدسوقي‪" :‬المعتمد من مذهب مالك تركها مطلًق ا قال في المقدمات بعد أن‬
‫ذك ر ع دم التق اط اإلب ل‪ ،‬قي ل‪ :‬إن ذل ك في جمي ع الزم ان‪ ،‬وه و ظ اهر ق ول مال ك في المدون ة‬
‫والعتبية‪".‬‬

‫وقي ل‪ :‬ه و خ اص ب زمن الع دل‪ ،‬وص الح الن اس‪ ،‬وأم ا في ال زمن ال ذي فس د ف الحكم في ه أن‬
‫تؤخذ وتعرف‪ ،‬فإن لم تعرف بيعت ووقف ثمنها لربها فإذا أيس منه تصدق به كما فعل عثمان‬
‫لما دخل الناس في زمنه الفساد وقد روي ذلك عن مالك أيًض ا (‪".)2‬‬

‫القول الثالث‪:‬‬

‫ذهب الشافعية إلى أن ضالة اإلبل‪ ،‬وكذا كل حيوان يدفع عن نفسه صغار السباع إما بقوة‬
‫جسمه كالخيل والبقر والحمير‪ ،‬وإ ما بعدوه كالغزال‪ ،‬واألرنب أو بجناحه كالطير‪ ،‬فهذا النوع‬
‫إن وجد في الصحراء اآلمنة فال يجوز التقاطها للتملك‪.‬‬

‫هذا حكم التقاطها للتملك‪ ،‬وأما حكم التقاطها للحفظ؟‬

‫فإن كان الواجد هو السلطان جاز؛ ألن للسلطان والية في حفظ مال الغائب من المسلمين‪.‬‬

‫وإ ن كان الواجد لها من الرعية ففيه وجهان‪:‬‬

‫أص حهما يج وز؛ ألن ه يأخ ذها للحف ظ على ص احبها فج از كالس لطان‪ ،‬وه و المنص وص لئال‬
‫يأخذها خائن فتضيع‪.‬‬

‫‪)(1‬االستذكار (‪)٢٤٥ /٧‬‬


‫‪)(2‬حاشية الدسوقي (‪)١٢٢ /٤‬‬

‫‪26‬‬
‫فإن أخذها للتملك ضمنها؛ ألنه تعدى بأخذها فضمنها كالغاصب‪ ،‬وال يبرأ عن الضمان بالرد‬
‫إلى ذلك الموضع‪.‬‬

‫وإ ن دفعه ا إلى الس لطان ففي ه وجه ان أص حهما أن ه ي برأ وه و الم ذهب؛ ألن للس لطان والي ة‬
‫على الغائب في حفظ ما يخاف عليه من ماله‪ ،‬ولهذا لو وجدها السلطان جاز له أخذها للحفظ‬
‫على مالكها‪ ،‬فإذا أخذها غيره وسلمها إليه بريء من الضمان‪.‬‬

‫وإ ن وجدها في صحراء غير آمنة بأن كان الزمن زمن نهب جاز التقاطه للحفظ والتملك‪.‬‬

‫وإ ن وجدها في بلدة أو قرية‪ ،‬أو في موضع قريب منها فوجهان‪ ،‬أو قوالن‪:‬‬

‫أحدهما‪ :‬ال يجوز التقاطها للتملك كالمفازة‪.‬‬

‫وأصحهما‪ :‬جوازه؛ ألنها في العمارة تضيع بتسلط الخونة‪ ،‬هذا تفصيل مذهب الشافعية(‪.)1‬‬

‫وملخصه‪ :‬جواز التقاطها للحفظ مطلًقا في الصحراء والمصر‪.‬‬

‫وال يجوز التقاطها للتملك في الصحراء اآلمنة‪ ،‬ويجوز للحفظ في األصح‪.‬‬

‫ويج وز في األص ح التقاطه ا في المص ر مطلًق ا للتمل ك أو للحف ظ‪ ،‬ومثل ه في الص حراء إذا لم‬
‫تكن آمنة كما لو كان الزمن زمن نهب‪.‬‬

‫ج اء في روض ة الط البين‪" :‬م ا يمتن ع من ص غار الس باع بفض ل قوت ه‪ ،‬كاإلب ل‪ ،‬والخي ل‪،‬‬
‫والبغ ال‪ ،‬والحم ير‪ ،‬أو بش دة ع دوه ك األرانب‪ ،‬والظب اء المملوك ة‪ ،‬أو بطيران ه كالحم ام‪ ،‬ف إن‬
‫وجدها في مفازة‪ ،‬فللحاكم ونوابه أخذها للحفظ‪ .‬وفي جواز أخذها لآلحاد للحفظ وجهان‪":‬‬

‫أصحهما عند الشيخ أبي حامد‪ ،‬والمتولي‪ ،‬وغيرهما‪ :‬جوازه‪ ،‬وهو المنصوص‪ ،‬لئال يأخذها‬
‫خائن فتضيع‪.‬‬

‫وأما أخذها للتملك‪ ،‬فال يجوز ألحد‪ ،‬فمن أخذها للتملك ضمنها‪ ,‬وال يبرأ عن الضمان بالرد‬
‫إلى ذلك الموضع‪.‬‬

‫‪)(1‬الحاوي الكبير (‪ ، )٢٦ ،٦ - ٥ /٨‬المهذب (‪ ، )٤٣١ /١‬روضة الطالبين (‪ ، )٤٠٣ /٥‬أسنى المطالب (‪/٢‬‬
‫‪ ، )٤٨٩‬البيان للعمراني (‪ ، )٥٤٠ - ٥٣٩ /٧‬حاشية الجمل (‪ ، )٦٠٦ - ٦٠٥ /٣‬إعانة الطالبين (‪)٢٤٩ /٣‬‬

‫‪27‬‬
‫فإن دفعها إلى القاضي‪ ،‬بريء على األصح‪.‬‬

‫وإ ن وجدها في بلدة أو قرية‪ ،‬أو في موضع قريب منها‪ ،‬فوجهان أو قوالن‪.‬‬

‫أح دهما‪ :‬ال يج وز التقاطه ا للتمل ك كالمف ازة‪ .‬وأص حهما‪ :‬ج وازه؛ ألنه ا في العم ارة تض يع‬
‫بتسلط الخونة‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬يجوز قطًع ا‪.‬‬

‫وقي ل‪ :‬ال يج وز قطع ا‪ .‬ف إن منعن ا‪ ،‬فالتقاطه ا بقص د التمل ك كم ا ذكرن ا في التقاطه ا من‬
‫الص حراء ‪ ...‬ه ذا كل ه إذا ك ان زم ان أمن‪ .‬فأم ا في زمن النهب‪ ،‬والفس اد‪ ،‬فيج وز التقاطه ا‬
‫قطًع ا‪ ،‬وسواء وجدت في الصحراء أو العمران (‪".)1‬‬

‫القول الرابع‪:‬‬

‫ذهب الحنابلة إلى أن ما يمتنع من صغار السباع كاإلبل والبقر والخيل والبغال‪..‬‬

‫(منقطع‪ ،‬الزهري لم يدرك عمر وال عثمان)‬

‫يجاب عن ذلك بأكثر من وجه‪:‬‬

‫الوجه األول‪ :‬أن األثر ضعيف‪.‬‬

‫الوجــه الثــاني‪ :‬أن عثم ان ه و اِإل م ام‪ ،‬واإلم ام ن ائب عن آح اد المس لمين في حف ظ أم والهم‪،‬‬
‫والقي ام على مص الحهم‪ ،‬وم ا أقام ه المس لمون إماًم ا إال من أج ل مص الحهم في ال دين وال دنيا‪،‬‬
‫ومنها حفظ المال الضال لصاحبه‪ ،‬فكان كيد الوكيل بالنسبة للموكل بخالف آحاد الرعية فال‬
‫يأخذ ضالة اإلبل‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬أن عثم ان رأى أن الن اس ق د دَّب إليهم فس اد األخالق وال ذمم‪ ،‬وامت دت أي ديهم‬
‫إلى الحرام‪ ،‬فأخذ بالمقصود الشرعي من التفريق بين ضالة اإلبل وبين ضالة الغنم‪ ،‬فالحديث‬
‫واضح في أَّن الفرق بين الغنم وبين اإلبل عدم األمن على األولى‪ ،‬واألمن على الثانية‪ ،‬والحكم‬

‫‪)(1‬روضة الطالبين (‪. )٤٠٣ - ٤٠٢ /٥‬‬

‫‪28‬‬
‫الُم عَّل ُل بعل ة يتغ ير إذا تغ يرت تل ك العل ة‪ ،‬فك ان معنى الح ديث‪ :‬ال تلتق ط اإلب ل الض الة م ا دمت‬
‫آمنة‪ ،‬ومفهومه‪ ،‬التقطها إذا كانت غير آمنة أو غير مأمونة‪.‬‬

‫‪ °‬دليل من قال‪ :‬ال يجيز التقاط ضالة اإلبل مطلًقا‪:‬‬

‫(ح ‪ )١٢٠٣ -‬اس تدلوا بح ديث زي د بن خال د الجه ني المتق دم‪ :‬أن رجال س أل رس ول اهلل ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬عن ضالة الغنم؟ قال‪ :‬خذها‪ ،‬فإنما هي لك أو ألخيك أو للذئب‪ .‬ق ال‪ :‬يا‬
‫رس ول اهلل‪ ،‬فض الة اإلب ل؟ ق ال‪ :‬فغض ب رس ول اهلل ‪ -‬ص لى اهلل علي ه وس لم ‪ -‬ح تى احم رت‬
‫(‪)1‬‬
‫وجنتاه ‪-‬أو احمر وجهه‪ -‬ثم قال‪ :‬ما لك ولها‪ ،‬معها حذاؤها وسقاؤها‪ ،‬حتى يلقاها ربها‬

‫وجه االستدالل‪:‬‬

‫أن غض ب الن بي ‪ -‬ص لى اهلل علي ه وس لم ‪ -‬واحم رار وجه ه ك ل ذل ك ي دل على أن النهي‬
‫للتحريم‪ ،‬وليس للكراهة‬

‫دليل من فرق بين الصحراء اآلمنة وبين المصر‪:‬‬

‫اس تدلوا بح ديث زي د بن خال د ‪ -‬رض ي اهلل عن ه ‪ -‬في الص حيح‪ :‬أن أعرابًّي ا س أل الن بي ‪-‬‬
‫ص لى اهلل علي ه وس لم ‪ -‬عن اللقط ة‪ ،‬والض الة‪ ،‬وفي ه‪ :‬وس أله عن ض الة اإلب ل؟ فتمع ر وجه ه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ما لك ولها‪ ،‬معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء‪ ،‬وتأكل الشجر‪ ،‬دعها حتى يجدها ربها‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وسأله عن ضالة الغنم؟ فقال‪" :‬هي لك أو ألخيك أو للذئب‬

‫وجه االستدالل‪:‬‬

‫أن قوله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬في ضوال اإلبل معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل‬
‫الش جر يختص بالبادية التي يكون فيها الماء والش جر دون العصر‪ ،‬وهي تمنع صغار السباع‬

‫‪)(1‬صحيح البخاري (‪ ، )٦١١٢‬وهو في مسلم (‪)١٧٢٢‬‬


‫‪)(2‬صحيح البخاري (‪ ، )٢٤٣٨‬ومسلم (‪)١٧٢٢‬‬

‫‪29‬‬
‫عن أنفس ها في البادي ة وال تق در على من ع الن اس في المص ر‪ .‬والش اة تؤك ل في البادي ة؛ ألن‬
‫الذئب يأكلها‪ ،‬وهو ال يأكلها في المصر فاختلف معناهما في البادية والمصر فاختلف حكمهما‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ °‬دليل القائلين بأن أخذها للحفظ ال للتملك جائز مطلًقا‪:‬‬

‫أن أخذ مال الغير بنية إحرازه وحفظه لصاحبه من باب التعاون على البر والتقوى‪ ،‬وإ نما‬
‫ف ارقت ض الة اإلب ل غيره ا ك الغنم وال دراهم‪ ،‬ف إن الغنم ل ه أن يتملكه ا‪ ،‬وك ذا ال دراهم إذا ق ام‬
‫بتعريفه ا‪ ،‬بخالف اإلب ل فإن ه لم ا ك ان ال خ وف عليه ا من الس باع والعطش لم تلح ق ب الغنم‬
‫والدراهم‪ ،‬ونهي عن أخذها بنية أكلها أو التصرف فيها‪.‬‬

‫دليل من قال‪ :‬إذا خاف على اإلبل جاز التقاطها‪:‬‬

‫ح ديث زي د بن خال د الجه ني المتق دم واض ح في أَّن الف رق بين الغنم وبين اإلب ل ع دم األمن‬
‫على األولى‪ ،‬واألمن على الثانية‪ ،‬والحكم الُم عَّل َل بعلة يتغير إذا تغيرت تلك العلة‪ ،‬فكان معنى‬
‫الح ديث‪ :‬ال تلتقط اإلبل الض الة م ا دمت آمن ة‪ ،‬ومفهوم ه‪ ،‬التقطه ا إذا كانت غير آمن ة أو غير‬
‫مأمونة‪ ،‬وألن الشارع لما أمر بترك اإلبل كان مقصوده وصولها إلى ربها‪ ،‬وقد كان في ترك‬
‫اإلبل في ذلك الوقت سبيل لرجوع المال إلى صاحبه‪ ،‬فإذا تغير الزمان‪ ،‬وصار تركها طريًق ا‬
‫لتلفها كان االلتقاط هو المتعين لتحقق مقصود الشارع به‪ ،‬وهو وصوله إلى ربه‪ ،‬وأقصى ما‬
‫في ح ديث زي د بن خال د الجه ني أن يك ون عاًّم ا في ك ل األوق ات خص من ه بعض ال وقت‬
‫بضرورة العقل‪.‬‬

‫هذا ما وقفت عليه من األقوال وأدلتها‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫الراجح‪:‬‬

‫أخ ذ لقط ة اإلب ل وغيره ا من الحيوان ات ال تي ت رد الم اء‪ ،‬وال يخ اف عليه ا من الج وع منهي‬
‫عن ه باألح اديث الص حيحة‪ ،‬وإ ذا ك ان هن اك ع ارض ي دعو ألخ ذها خوًف ا عليه ا من الهالك أو‬
‫السرقة جاز أخذها لمصلحة ربها‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني أنه يتملكها بالتعريف‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪)(3‬انظر الحاوي الكبير (‪)٢٦ /٨‬‬

‫‪30‬‬
‫[م ‪ ]١٩٨٤ -‬اختلفت أق وال العلم اء في كيفي ة التص رف في الحي وان الض ال إذا ك ان ال‬
‫يمتنع من صغار السباع كالشاة ونحوها‪ ،‬وهذا تفصيل أقوالهم في المسألة‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫يج وز التق اط ض الة الحي وان من غ ير ف رق بين اإلب ل والغنم‪ ،‬واألفض ل أن يأخ ذها ويعرفه ا‬
‫(‪)1‬‬
‫كغيرها‪ ،‬وال يتركها تضيع‪ ،‬وهذا مذهب الحنفية‬

‫(‪)2‬‬
‫جاء في االختيار لتعليل المختار‪" :‬ويجوز التقاط اإلبل والبقر والغنم وسائر الحيوانات"‬

‫دليل الحنفية‪:‬‬

‫أن هذه الضالة يتوهم ضياعها‪ ،‬فيستحب أخذها وتعريفها صيانة ألموال الناس‪.‬‬

‫القول الثاني‪:‬‬

‫ذهب المالكية إلى أن الشاة إذا وجدها في الصحراء‪ ،‬ولم يتيسر حملها وال سوقها للعمران‪،‬‬
‫فله أكلها‪ ,‬وال يعرفها‪ ,‬وال ضمان عليه‬

‫ف إن تيس ر حمله ا أو س وقها للعم ران حملت‪ ،‬أو س يقت وعرفه ا وجوًب ا‪ ,‬وليس ل ه أكله ا‪ ،‬ف إن‬
‫أكلها ضمنها‪ ،‬فإن حملها مذبوحة فربها أحق بها إن علم به قبل أكلها‪ ،‬وعليه أجرة حمله ا‪ ،‬وإ ن‬
‫وجد الشاة فيما قرب من العمران وجب عليه تعريفها هذا هو المعتمد في المذهب (‪.)3‬‬

‫وقيل‪ :‬يجوز أكلها في الصحراء ولو تيسر سوقها للعمران‪ ،‬وهو ظاهر المدونة (‪.)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫وقال سحنون‪ :‬إذا أكلها يضمن قيمتها لربها إذا علم به بعد ذلك‬

‫‪)(1‬المبسوط (‪ ، )١٠ /١١‬فتح القدير (‪ ، )١٢٤ /٦‬الهداية شرح البداية (‪ ، )١٧٦ /٢‬تحفة الفقهاء (‪، )٣٥٦ /٣‬‬
‫بدائع الصنائع (‪ ، )٢٠٥ /٦‬االختيار لتعليل المختار (‪)٣٤ /٣‬‬
‫‪)(2‬االختيار لتعليل المختار (‪. )٣٤ /٣‬‬
‫‪)(3‬حاشية الدسوقي (‪ ، )١٢٢ /٤‬الشرح الصغير مع حاشية الصاوي (‪ /٤‬شرح الخرشي (‪، )١٢٧ /٧‬‬
‫المقدمات الممهدات (‪ ، )٤٨٠ /٢‬منح الجليل (‪. )٢٤٠ /٨‬‬
‫‪)(4‬المدونة (‪ ، )١٧٥ /٦‬وسننقل إن شاء اهلل تعالى نص المدونة عند االنتقال إلى نقل النصوص‪ ،‬وانظر‬
‫التهذيب في اختصار المدونة (‪)٣٧٦ /٤‬‬
‫‪)(5‬حاشية الدسوقي (‪. )١٢٢ /٤‬‬

‫‪31‬‬
‫قال الدردير‪ :‬في الشرح الكبير‪" :‬وله أكل شاة وجدها بفيفاء‪ ،‬ولم يتيسر حملها للعمران‪ ،‬وال‬
‫ضمان‪ ،‬فإن حملها للعمران ولو مذبوحة فربها أحق بها إن علم‪ ،‬وعليه أجرة حملها‪ ،‬ووجب‬
‫تعريفها إن حملها حية كما لو وجدها بقرب العمران‪ ،‬أو اختلطت بغنمه في المرعى" (‪.)1‬‬

‫وق ال الخرش ي‪" :‬من وج د ش اة بالنفيف اء ف ذبحها فيه ا وأكله ا فإن ه ال ض مان علي ه على‬
‫المش هور‪ ،‬وس واء أكله ا في الص حراء أو في العم ران‪ ،‬لكن إن حمله ا أو الطع ام إلى العم ران‬
‫ووجده ربه فهو أحق به‪ ،‬وليدفع له أجرة حمله‪ ،‬فإن أتى بها" حية إلى العمران فعليه تعريفها‬
‫أو يدفعها لمن يشق به يعرفها؛ ألنها صارت كاللقطة (‪".)2‬‬

‫وج اء في المدون ة‪" :‬قلت ‪-‬أي س حنون‪ -‬أرأيت من التق ط ش اة في في افي األرض أو بين‬
‫المنازل؟"‬

‫قال ‪-‬أي ابن القاسم‪ -‬سألت مالكا عن ضالة الغنم يصيبها الرجل؟‬

‫قال‪ :‬قال مالك‪ :‬أما ما كان قرب القرى فال يأكلها‪ ,‬وليضمها إلى أقرب القرى إليها يعرفها‬
‫فيه ا‪ .‬ق ال‪ :‬وأم ا م ا ك ان في فل وات األرض والمهام ه‪ ،‬ف إن تل ك يأكله ا وال يعرفه ا‪ .‬ف إن ج اء‬
‫صاحبها فليس له عليه من ثمنها قليل وال كثير‪.‬‬

‫وكذلك قال مالك‪ ،‬قال‪ :‬أال ترى أن النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬قال في الحديث‪ :‬هي ل ك‬
‫أو ألخيك أو للذئب "(‪".)3‬‬

‫دليل المالكية على التفريق بين الصحراء والعمران‪:‬‬

‫أن قول ه في ض الة الغنم‪( :‬هي ل ك أو ألخي ك أو لل ذئب) إش ارة إلى أن ه ذا حكمه ا إذا ك ان‬
‫يخش ى عليه ا ال ذئب‪ ،‬وفي العم ران ال يخش ى عليه ا من ال ذئب فيك ون حكمه ا حكم اللقط ة‪ ،‬من‬
‫أخذها وجب عليه تعريفها كسائر األموال‪.‬‬

‫القول الثالث‪:‬‬

‫‪)(1‬الشرح الكبير (‪. )١٢٢ /٤‬‬


‫‪)(2‬شرح الخرشي (‪)١٢٧ /٧‬‬
‫‪)(3‬المدونة (‪)١٧٥ /٦‬‬

‫‪32‬‬
‫ذهب الشافعية إلى أن ضالة الغنم وكذا كل حيوان مأكول ال يمتنع بنفسه عن صغار السباع‬
‫إن وجده في الصحراء كان الواجد مخيًر ا بين ثالثة أشياء‪:‬‬

‫أحدها‪ :‬أن يمسكها‪ ،‬ويعرفها‪ ،‬ثم يتملكها‪.‬‬

‫الثــاني‪ :‬أن يبيعه ا ويس تقل واج دها ب البيع إن لم يج د حاكًم ا‪ ،‬وإ ن وج ده اس تأذنه في ال بيع‪،‬‬
‫ويحفظ ثمنها‪ ،‬ويعرفها‪ ،‬ثم يتملك الثمن‪.‬‬

‫الثــالث‪ :‬أن يأكله ا إن ك انت مأكول ة ويغ رم قيمته ا‪ .‬والخص لة األولى أولى من الثاني ة؛ ألن ه‬
‫يحف ظ العين على ص احبها‪ ،‬والثاني ة أولى من الثالث ة؛ ألن ه إذا أكله ا اس تباحها قب ل الح ول‪ ،‬وإ ذا‬
‫باع لم يملك الثمن إال بعد الحول‪.‬‬

‫وإ ن وج ده في العم ران‪ ،‬فل ه اإلمس اك م ع التعري ف والتمل ك‪ ،‬ول ه ال بيع والتعري ف وتمل ك‬
‫الثمن‪.‬‬

‫وفي األكل قوالن‪ ،‬أظهرهما عند األكثرين‪ :‬المنع؛ ألن البيع في العمران أسهل هذا إذا كانت‬
‫مأكولة‪.‬‬

‫فأما الجحش وصغار ما ال يؤكل فله فيه خصلتان‪:‬‬

‫األولى‪ :‬أن يمسكها‪ ،‬ويعرفها‪ ،‬ثم يتملكها‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن يبيعها‪ ،‬ويحفظ ثمنها‪ ،‬ويعرفها‪ ،‬ثم يتملك الثمن‪.‬‬

‫وفي جواز تملكها في الحال‪ ،‬وجهان‪ ،‬أصحهما‪ :‬ال يجوز تملكها حتى تعرف سنة كغيرها‬
‫(‪)1‬‬

‫قال النووي في منهاج الطالبين‪" :‬وما ال يمتنع منها كشاة يجوز التقاطه لتملك‬

‫‪)(1‬روضة الطالبين (‪ ، )٤٠٣ /٥‬مغني المحتاج (‪ ، )٤١٠ /٢‬نهاية المحتاج (‪ ، )٤٣٤ /٥‬الحاوي الكبير (‪/٨‬‬
‫‪ ، )٢٦ ،٦‬المهذب (‪ ، )٤٣١ /١‬أسنى المطالب (‪ ، )٤٨٩ /٢‬نهاية المطلب (‪ ، )٤٨٣ ،٤٧٨ /٨‬البيان‬
‫للعمراني (‪ ، )٥٤٠ /٧‬حاشية الجمل (‪ ، )٦٠٦ - ٦٠٥ /٣‬إعانة الطالبين (‪)٢٤٩ /٣‬‬

‫‪33‬‬
‫في القري ة والمف ازة ويتخ ير آخ ذه من مف ازة‪ ،‬ف إن ش اء عرف ه وتملك ه ‪-‬أو باع ه وحف ظ ثمن ه‬
‫وعرفه ا ثم تملك ه‪ -‬أو أكل ه وغ رم قيمت ه إن ظه ر مالك ه‪ ،‬ف إن أخ ذ من العم ران فل ه الخص لتان‬
‫األوليان ال الثالثة في األصح (‪".)1‬‬

‫دليل الشافعية على جواز تملكها في الحال بالقيمة‪:‬‬

‫قوله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬هي لك أو ألخيك أو للذئب) فقوله‪( :‬هي لك) دليل على إباحة‬
‫تملكها في الحال‪ ،‬والخبر محمول على أنه أراد‪ :‬بعوضها؛ ألن هذا الحيوان ملك لغيره فلم يكن‬
‫له تملكه بغير عوض‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ولقوله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬ال يحل مال امريء مسلم إال بطيب نفس منه‬

‫وألنها لقطة يلزمه ردها مع بقائها فوجب أن يلزمه غرمها عند استهالكها قياًس ا على اللقطة‬
‫في األموال‪.‬‬

‫وألنها ضالة فوجب أن تضمن باالستهالك كاإلبل‪.‬‬

‫وأما دليلهم على جواز إمساكها‪ ،‬وتعريفها‪ ،‬ثم تملكها‪:‬‬

‫أنه يجوز أن يجري في ضالة الغنم ونحوها حكم اللقطة‪ ،‬فإذا جاز إمساك األموال من غير‬
‫الحيوان‪ ،‬وتعريفها‪ ،‬ثم تملكها جاز ذلك في للحيوان‬

‫يتطوع بالنفقة عليها؛ ألن الرجوع بالنفقة عليها مضر بصاحبها؛ ألنه قد ينفق عليها أكثر من‬
‫ثمنها‪.‬‬

‫‪)(1‬منهاج الطالبين (ص ‪٨٢‬‬


‫‪)( 2‬معنى الحديث ثابت في الصحيحين من حديث أبي بكرة المتفق عليه عند البخاري (‪ ، )١٧٤١‬ومسلم (‬
‫‪ ، )١٦٧٩‬ورواه البخاري (‪ )١٧٣٩‬من حديث ابن عباس (‪ ، )١٧٣٩‬ومسلم من حديث جابر له (‪. )١٢١٨‬‬
‫وحرمة مال المسلم مقطوع به‪ ،‬مجمع عليه‪ .‬هذا من حيث الفقه‪.‬‬
‫وأما دراسة الحديث من حيث اإلسناد فقد سبق تخريج طرق الحديث في عقد الشفعة‪ ،‬انظر (‪)١٥٩ /١٠‬‬

‫‪34‬‬
‫(ح ‪ )١٢٠٤ -‬ولما رواه زيد بن خالد الجهني‪ :‬أن رجاًل سأل رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ -‬عن اللقطة‪ ،‬فقال‪ :‬عرفها سنة‪ ،‬ثم اعرف وكاءها وعفاصها‪ ،‬ثم استنفق بها‪ ،‬فإن جاء‬
‫(‪)1‬‬
‫ربها فأدها إليه‬

‫وأما الدليل على جواز بيعها وحفظ ثمنها‪ ،‬ويعرفها‪ ،‬ثم يتملك الثمن‪.‬‬

‫فالقي اس‪ ،‬ف إذا ج از أن يتملكه ا في الح ال ب دون تعري ف‪ ،‬ج از من ب اب أولى أن يبيعه ا‪،‬‬
‫ويعرفها‪ ،‬ثم يتملك الثمن‪.‬‬

‫القول الرابع‪ :‬مذهب الحنابلة‪.‬‬

‫في مذهب الحنابلة قوالن‪:‬‬

‫أحدهما‪ :‬وهو المشهور أنه يلزم الملتقط للشاة ونحوها فعل األحظ من أكلها وعليه قيمتها‪ ،‬أو‬
‫بيعها وحفظ ثمنها لصاحبها‪ ,‬وال يحتاج إلى إذن اإلمام في األكل والبيع‪ ،‬ويلزمه حفظ صفتها‬
‫فيهما‪ ،‬أو حفظها واإلنفاق عليها من ماله‪ ،‬وال يملكه فإذا جاء صاحبه استلمه‪ ،‬ويرجع الملتقط‬
‫بم ا أنف ق على الحي وان إن ن وى الرج وع‪ ،‬م ا لم يتع د ب أن التقط ه ال ليعرف ه‪ ،‬أو بني ة تملك ه في‬
‫الحال (‪ ،)2‬ف إن اس توت الثالث ة خ ير بينه ا‪ .‬ق ال الح ارثي‪ :‬وأولى األم ور الحفظ م ع اإلنفاق‪ ،‬ثم‬
‫(‪)3‬‬
‫البيع وحفظ الثمن‪ ،‬ثم األكل وغرم القيمة‬

‫وحجة هذا القول‪:‬‬

‫أما الدليل على جواز أكلها‪ ،‬فلقوله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬وقد سئل عن ضالة الغنم‪ :‬هي‬
‫لك‪ ،‬أو ألخيك‪ ،‬أو للذئب‪ ،‬فجعلها له في الحال‪ ,‬ألنه سوى بينه وبين الذئب‪ ،‬والذئب ال يستأني‬
‫بأكلها؛ وألن في أكل الحيوان في الحال إغناء عن اإلنفاق عليه؛ وحراسة لماليته على صاحبه‬
‫إذا جاء‪ ،‬وإ ذا أراد أكله حفظ صفته‪ ،‬فمتى جاء ربه فوصفه؛ غرم له قيمته بكمالها‪.‬‬

‫وأما الدليل على جواز بيعه‪:‬‬

‫‪)(1‬صحيح البخاري (‪ ، )٦١١٢‬وهو في مسلم (‪. )١٧٢٢‬‬


‫‪)(2‬وفيه رواية أخرى‪ :‬أنه ال يرجع بشيء‪ ،‬واألولى هي المذهب‪ .‬انظر الشرح الكبير على المقنع (‪. )٣٣٩ /٦‬‬
‫‪)(3‬اإلنصاف (‪ ، )٤٠٧ ،٤٠٤ /٦‬اإلقناع في مذهب اِإل مام أحمد (‪ ، )٤٠٠ /٢‬كشاف لقناع (‪، )٢١٤ /٤‬‬
‫مطالب أولي النهى (‪ ، )٢٢٥ /٤‬الكافي البن قدامة (‪ ، )٣٥٨ /٢‬المغني (‪)٢٨ /٦‬‬

‫‪35‬‬
‫فألنه إذا جاز أكله فبيعه لصاحبه أولى بالجواز‪ ،‬ويجب حفظ ثمنه لصاحبه‪.‬‬

‫وأما الدليل على أنه ال يملك بالتقاطه ولو بثمن المثل‪:‬‬

‫فقياًس ا على ولي اليتم ال يبيع من نفسه‪.‬‬

‫وأما الدليل على جواز حفظها لصاحبها‪:‬‬

‫فألن هذا هو األصل باعتبار أنه مال مملوك للغير‪.‬‬

‫وأما الدليل على الرجوع بالنفقة إذا أنفق بنية الرجوع‪:‬‬

‫فألن ه أنف ق على اللقط ة لحفظه ا ولمص لحة مالكه ا‪ ،‬فك ان من م ال ص احبها‪ ،‬وك ل من أنف ق‬
‫على مال غيره من أجل حفظه فإن له الرجوع بالنفقة على المذهب بشرط أن يكون قد أنفق‬
‫عليها بنية الرجوع‪ ،‬فإن أنفق متبرًع ا لم يرجع‬

‫الرواية الثانية في مذهب الحنابلة‪:‬‬

‫(‪:)1‬‬
‫ال يجوز التقاط الشاة ونحوها مما ال يمتنع من صغار السباع إال لإلمام‬

‫ودليل هذه الرواية‪:‬‬

‫م ا رواه اإلم ام أحم د‪ ،‬ق ال‪ :‬ح دثنا يح يى بن زكري ا ‪-‬وه و ابن أبي زائ دة‪ -‬ح دثنا أب و حي ان‬
‫ال تيمي‪ ،‬عن الض حاك بن المن ذر‪ ،‬عن من ذر بن جري ر‪ ،‬عن جري ر بن عب د اهلل ق ال‪ :‬س معت‬
‫(‪)2‬‬
‫رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬يقول‪ :‬ال يؤوي الضالة إال ضال‬

‫‪)(1‬اإلنصاف (‪ ، )٤٠٧ /٦‬الكافي البن قدامة (‪ ، )٣٥٧ /٢‬المغني (‪ ، )٢٨ /٦‬المبدع (‪ ، )٢٧٨ /٥‬شرح‬
‫منتهى اإلرادات (‪)٣٨٠ /٢‬‬
‫‪)(2‬رواه أحمد عن يحيى بن بن زكريا كما في إسناد الباب (‪ )٣٦٠ /٤‬مرفوًع ا إلى النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ ،-‬ورواه ابن أبي شيبة عن يحيى بن زكريا في المصنف (‪ )٢٢٠٩٣‬موقوًفا من قول جرير‪ ،‬وفي‬
‫المسند له كما في إتحاف الخيرة المهرة (‪ )٤٠٢٢‬مرفوًع ا من قول النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪.-‬‬

‫‪36‬‬
‫روى بن المسيب‪ ،‬أن عمر بن الخطاب قال‪ :‬ال يضم الضوال إال ضال (‪.)1‬‬

‫[صحيح]‬

‫ويجاب عنه بجوابين‪:‬‬

‫الجواب األول‪:‬‬

‫أن المقصود ال يضم الضالة إال ضال أي يضمها لملكه بدون القيام بحقها من التعريف‪:‬‬

‫(ح ‪ )١٢٠٦ -‬فق د روى مس لم من طري ق عب د اهلل بن وهب‪ ،‬ق ال‪ :‬أخ برني عم رو بن‬
‫الح ارث‪ ،‬عن بك ر بن س وادة‪ ،‬عن أبي س الم الجيش اني‪ ،‬عن زي د بن خال د الجه ني‪ ،‬عن رس ول‬
‫(‪)2‬‬
‫اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪ :‬من آوى ضالة فهو ضال‪ ،‬ما لم يعرفها‬

‫(ث ‪ )٣٠٥ -‬وروى ابن أبي ش يبة في المص نف‪ ،‬ق ال‪ :‬ح دثنا زي د بن الحب اب‪ ،‬عن عب د‬
‫الرحمن بن شريح‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو قبيل‪ ،‬عن عبد اهلل بن عمرو أن رجاًل قال‪ :‬التقطت ديناًر ا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ال يأوي الضالة إال الضال‪ ،‬قال‪ :‬فأهوى به الرجل ليرمي به‪ ،‬فقال‪ :‬ال تفعل‪ ،‬قال‪ :‬فما‬
‫أصنع به؟ قال‪ :‬تعرفه‪ ،‬فإن جاء صاحبه فرده إليه‪ ،‬وإ ال فتصدق به (‪.)3‬‬

‫الجواب الثاني‪:‬‬

‫أن إطالق ه مع ارض للمرف وع عن الن بي ‪ -‬ص لى اهلل علي ه وس لم ‪ ،-‬والمرف وع مق دم علي ه‪،‬‬
‫فإما أن نرده لذلك‪ ،‬وإ ما أن نحمله على الضالة المنهي عن أخذها‪ ،‬وهي ضالة اإلبل كما حمله‬
‫(‪)4‬‬
‫على ذلك يحيى بن سعيد األنصاري في مصنف عبد الرزاق‬

‫االلتقاط في طريق غير مسلوك‬

‫‪)(1‬المصنف (‪ ، )١٨٦١١‬ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (‪ )٢٢٠٩٥‬حدثنا وكيع‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا همام‪ ،‬عن‬
‫قتادة به‪.‬‬
‫‪)(2‬صحيح مسلم (‪. )١٧٢٥‬‬
‫‪)(3‬مصنف ابن أبي شيبة (‪. )٢٢٠٥٢‬‬
‫‪)(4‬المصنف (‪)١٨٦١٢‬‬

‫‪37‬‬
‫[م ‪ ]١٩٨٥ -‬إذا وجد لقطة في طريق غير مسلوك‪ ،‬فهل تعتبر لقطة يجب تعريفها‪ ،‬أو تأخذ‬
‫حكم الركاز‪ ،‬بحيث يملكها واجدها دون تعريف‪ ،‬ويجب عليه فيها الخمس؟‬

‫نص على هذه المسألة الحنابلة‪ ،‬ولهم فيها قوالن‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫أنها لقطة يجب تعريفها على الصحيح من مذهب الحنابلة‪ ،‬وأحد القولين عن ابن تيمية (‪.)1‬‬

‫ق ال في اإلنص اف‪" :‬ل و وج د لقط ة في غ ير طري ق م أتي‪ :‬فهي لقط ة‪ .‬على الص حيح من‬
‫المذهب‪ .‬قدمه في الفائق ‪.)2( "..‬‬

‫وفي كش اف القن اع‪" :‬وإ ن وج د لقط ة في غير طري ق م أتي‪ ،‬أي‪ :‬مس لوك فهي لقط ة تع رف‪،‬‬
‫كالتي في الطريق المسلوك" (‪.)3‬‬

‫وفي مجموع الفتاوى‪" :‬وسئل‪ :‬عن رجل لقي لقطة في وسط فالة‪ ،‬وقد أنشد عليها إلى حيث‬
‫دخل إلى بلده‪.‬‬

‫فأجاب‪ :‬يعرفها سنة قريبا من المكان الذي وجدها فيه فإن لم يجد بعد سنة صاحبها فله أن‬
‫يتصرف فيها وله أن يتصدق بها‪ .‬واهلل أعلم "(‪".)4‬‬

‫القول الثاني‪:‬‬

‫ذهب بعض الحنابلة واختاره ابن تيمية في أحد قوليه أنه في حكم الركاز‪.‬‬

‫ج اء في اإلنص اف‪" :‬اخت ار الش يخ تقي ال دين ‪ -‬رض ي اهلل عن ه‪ :‬أن ه كالرك از‪ ،‬واخت اره في‬
‫الفائق‪ .‬وجعله في الفروع‪ :‬توجيها له" (‪.)5‬‬

‫‪)(1‬اإلنصاف (‪ ، )٤٢٩ /٦‬اإلقناع في فقه الحنابلة (‪ ، )٤٠٤ /٢‬كشاف القناع (‪ ، )٢٢٤ /٤‬مطالب أولي النهى‬
‫(‪)٢٢٨ /٤‬‬
‫‪)(2‬اإلنصاف (‪. )٤٢٩ /٦‬‬
‫‪)(3‬كشاف القناع (‪. )٢٢٤ /٤‬‬
‫‪)(4‬مجموع الفتاوى (‪، )٤١١ /٣٠‬‬
‫‪)(5‬اإلنصاف (‪ ، )٤٢٩ /٦‬وانظر االختيارات (ص ‪. )١٦٩‬‬

‫‪38‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قال في الفروع‪" :‬ويتوجه جعل لقطة موضع غير مأتي كركاز"‬

‫ودليل هذا القول‪:‬‬

‫(ح ‪ )١٢٠٧ -‬ما رواه النسائي من طريق عبد اهلل بن األخنس‪ ،‬عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬عن اللقطة؟ فقال‪ :‬ما كان في‬
‫طري ق م أتي أو في قري ة ع امرة فعرفه ا س نة‪ ،‬ف إن ج اء ص احبها وإ ال ذل ك‪ ،‬وم ا لم يكن في‬
‫طريق مأتي وال في قرية عامرة ففيه وفي الركاز الخمس (‪.)2‬‬

‫الراجح‪:‬‬

‫إذا ثبت حديث عمرو بن شعيب‪ ،‬فإنه حجة في الباب‪ ،‬وإ ن كان ما ينفرد به عمرو بن شعيب‬
‫في النفس من ه ش يء‪ ،‬وق د رواه عن ه جماع ة كث يرون‪ ،‬يزي د بعض هم على بعض مم ا ي دل على‬
‫عدم ضبط الحديث‪ ،‬واهلل أعلم‪ ،‬وسوف يأتي تخريجه عند الكالم على ذكر العدد في اللقطة‪.‬‬

‫ق د رجح ش يخنا محَّم د بن ع ثيمين أن ه ذه اللقط ة كس ائر األم وال ال تي ال ي رجى وج ود‬
‫أصحابها‪ ،‬كالعواري‪ ،‬والودائع‪ ،‬والغصوب‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وقد ذكر األصحاب‪ :‬أنه يتصدق بها عن‬
‫ص احبها مض مونة‪ ،‬وأن أحم د نص على ج واز بيعه ا والتص دق بثمنه ا‪ ،‬أي‪ :‬إذا لم تكن أثماًن ا‪،‬‬
‫وأنه ال يجوز لمن هي في يده األكل منها‪ ،‬وإ ن كان محتاًج ا‪.‬‬

‫غ ير أن ابن رجب ذك ر في القواع د‪ ،‬عن القاض ي تخريًج ا بج واز أكل ه إذا ك ان فق يًر ا على‬
‫الروايتين في جواز شراء الوكيل من نفسه‪ ،‬وأفتى به الشيخ تقي الدين في الغاصب إذا تاب‪.‬‬

‫فعلى هذا‪ :‬يكون حكم هذه اللقط ة حكم تلك األموال على الخالف المذكور‪ ،‬وقول القاضي‪:‬‬
‫ليس ببعي د‪ ،‬وربم ا يس تأنس ل ه بح ديث المج امع في نه ار رمض ان؛ على أح د االحتم الين في‬
‫الح ديث‪ ،‬وه و أن الرسول ‪ -‬ص لى اهلل علي ه وس لم ‪ -‬أعط اه كف ارة نفس ه‪ ،‬وأم ا على االحتمال‬
‫الث اني ‪-‬وه و س قوطها عن ه‪ ،‬لفق ره‪ ،‬وه و أق رب‪ -‬فال ش اهد في ه‪ ،‬ولكن تؤخ ذ من نص وص‬

‫‪)(1‬الفروع (‪)٤٣٤ /٤‬‬


‫‪)(2‬لمجتبى(‪ ، )٢٤٩٤‬والسنن الكبرى)‪، (٢٢٨٣‬‬

‫‪39‬‬
‫أخرى‪ .‬ويفرق بينها وبين مسألة المجامع‪ :‬أن كفارة المجامع عن نفسه بخالف ذاك‪ ،‬واهلل أعلم‬
‫(‪)1‬‬
‫"‬

‫في لقطة مكة‬

‫[م ‪ ]١٩٨٦ -‬اختلف العلماء في لقطة مكة على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫حكم لقط ة مك ة كحكم لقط ة س ائر البل دان من حيث ج واز االلتق اط‪ ،‬والتعري ف لم دة س نة‪،‬‬
‫وجواز التملك بعد التعريف‪ ،‬وهذا مذهب الجمهور‪ ،‬وأحد الوجهين في مذهب الشافعية (‪.)2‬‬

‫جاء في الهداية شرح البداية‪" :‬ولقطة الحل والحرم سواء‪ ،‬وقال الش افعي‪ :‬يجب التعريف في‬
‫لقطة الحرم إلى أن يجيء صاحبها ‪.)3( "...‬‬

‫المبحث الثالث‪ /‬وفيه عدة مطالب‬

‫المطلب االول‬

‫(م – ‪ )٢٠٨٢‬نص الفقهاء على أن نفقة اللقيط تكون في مال ه إن وجد مع ه م ال‪ ،‬أو وهب‬
‫ل ه‪ ،‬أو ك ان مس تحقا في م ال ع ام ك األموال الموقوف ة على اللقط اء أو الموص ى به ا لهم على‬
‫خالف بين الفقه اء ه ل يت ولى الملتق ط اإلنف اق بنفس ه م ع الق درة على مراجع ة الح اكم‪ ،‬أو ال ب د‬

‫‪)(1‬المنتقى من فرائد الفوائد (ص ‪٧٥‬‬


‫‪)(2‬مدة القاريء شرح صحيح البخاري (‪ ، )١٦٦ /٢‬فتح القدير البن الهمام (‪ ، )١٢٨ /٦‬غمز عيون البصائر‬
‫(‪ ، )٥١ /٤‬بدائع الصنائع (‪ ، )٢٠٢ /٦‬حاشية ابن عابدين (‪ ، )٢٧٩ /٤‬شرح البخاري البن بطال (‪/٦‬‬
‫‪ ، )٥٥٦‬الذخيرة للقرافي (‪ ، )١١٤ /٩‬مواهب الجليل (‪ ، )٧٤ /٦‬شرح الخرشي (‪ ، )١٢٥ /٧‬الفواكه الدواني‬
‫(‪ ، )١٧٣ /٢‬حاشية الصاوي على الشرح الصغير (‪ ، )١٧٢ /٤‬فتح الباري (‪ ، )٨٨ /٥‬شرح النووي على‬
‫صحيح مسلم (‪ ، )١٢٦ /٩‬الحاوي الكبير (‪ ، )٥ /٨‬الوسيط (‪ ، )٢٩٨ /٤‬روضة الطالبين (‪ ، )٤١٢ /٥‬نهاية‬
‫المطلب (‪ ، )٤٨٩ /٨‬مسائل أحمد وإ سحاق رواية الكوسج (‪ ، )٢٣١٦ /٥‬المغني (‪ ، )١١ /٦‬الروايتان‬
‫والوجهان (‪ ، )٩ /٢‬اإلنصاف (‪)٤١٤ ،٤١٣ /٦‬‬
‫‪)(3‬الهداية شرح البداية (‪)٤١٩ /٢‬‬

‫‪40‬‬
‫من مراجع ة الح اكم في النفق ة؛ ألن ه ليس ل ه والي ة على اللقي ط‪ ،‬والخالف فيه ا‬
‫(‪)1‬‬
‫كالخالف في اإلنفاق على اللقطة‪ ،‬وقد تقدم‬

‫وجه وجوب النفقة عليه في ماله‬

‫انما وجبت عليه النفقه في ماله اذا كان له مال قياسا على نفقة الطفل اذا كان له مال فانها‬
‫تجب في ماله دون مال ابيه فهذا اولى‪.‬‬

‫(م – ‪ )۲۰۸۳‬وإ ذا لم يكن ل ه م ال ع ام وال خ اص فال تجب النفق ة على الملتق ط‪ ،‬وحكي‬
‫اإلجماع على ذلك‪ ،‬قال ابن المنذر ‪:‬‬

‫"أجم ع ك ل من نحف ظ عن ه من أه ل العلم على أن نفق ة اللقي ط غ ير واجب ة على الملتق ط‬


‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫كوجوب نفقة ولد إن كان له"‬

‫وألن أسباب وجوب النفقة من القرابة‪ ،‬والزوجية والملك‪ ،‬والوالء‪ ،‬منتفية‪ ،‬وااللتقاط إنما هو‬
‫تخليص له من الهالك‪ ،‬وتبرع بحفظه‪ ،‬فال يوجب ذلك النفقة‪.‬‬

‫[م ‪ ]٢٠٨٤ -‬وقد اختلف العلماء في الجهة التي يجب أن تنفق على اللقيط على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫أن ه ينف ق علي ه من بيت الم ال‪ ،‬وه و م ذهب الجمه ور من الحنفي ة‪ ،‬والمالكي ة‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫والشافعية في أظهر القولين‪ ،‬والحنابلة‬

‫‪)(1‬تحفة الفقهاء (‪ ، )٣٥٢ /٣‬بدائع الصنائع (‪ ، )١٩٨ /٦‬تبيين الحقائق (‪ ، )٢٩٧ /٣‬الجوهرة النيرة (‪/١‬‬
‫‪ ، )٣٥٣‬حاشية ابن عابدين (‪ ، )٢٧٠ /٤‬الشرح الكبير (‪ ، )١٢٥ - ١٢٤ /٤‬الخرشي (‪، )١٣١ /٧‬‬
‫الذخيرة (‪ ، )١٣٢ /٩‬القوانين الفقهية (ص ‪ ، )٢٢٥‬الشرح الصغير مع حاشية الصاوي (‪، )١٧٩ /٤‬‬
‫المهذب (‪ ، )٤٣٥ /١‬مغني المحتاج (‪ ، )٤٢١ /٢‬أسنى المطالب (‪ ، )٤٩٨ /٢‬نهاية المحتاج (‪، )٤٥٣ /٥‬‬
‫نهاية المطلب (‪٥٠٩ /٨‬‬
‫‪)(2‬اإلشراف (‪)٣٥٩ /٦‬‬
‫‪)(3‬تحفة الفقهاء (‪ ، )٣٥٢ /٣‬بدائع الصنائع (‪ ، )١٩٨ /٦‬تبيين الحقائق (‪ ، )٢٩٧ /٣‬الجوهرة النيرة (‪/١‬‬
‫‪ ، )٣٥٣‬حاشية ابن عابدين (‪ ، )٢٧٠ /٤‬الشرح الكبير (‪ ، )١٢٥ - ١٢٤ /٤‬الخرشي (‪ ، )١٣١ /٧‬الذخيرة‬
‫(‪ ، )١٣٢ /٩‬القوانين الفقهية (ص ‪ ، )٢٢٥‬الشرح الصغير مع حاشية الصاوي (‪ ، )١٧٩ /٤‬المهذب (‪/١‬‬
‫‪ ، )٤٣٥‬مغني المحتاج (‪ ، )٤٢١ /٢‬أسنى المطالب (‪ ، )٤٩٨ /٢‬نهاية المحتاج (‪ ، )٤٥٣ /٥‬نهاية المطلب (‬

‫‪41‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وقال بعض الشافعية‪ :‬ولو كان محكوًم ا بكفره‬

‫جاء في مغني المحتاج‪" :‬فإن لم يعرف له أي اللقيط مال عام وال خاص فاألظهر أنه ينفق‬
‫عليه من بيت المال من سهم المصالح بال رجوع كما صرح به"‬

‫المطلب الثاني‬

‫في ميراث اللقيط‬

‫[م ‪ ]٢٠٨٨ -‬إذا مات اللقيط فقد اختلف العلماء فيمن يرثه على ثالثة أقوال‪:‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫اللقيط حر يرثه بيت المال‪ ،‬إال أن يوالي أحًد ا بعد ما أدرك فإن إرثه يكون لمن وااله‪ ،‬وال‬
‫يكون والء اللقيط للذي التقطه إال أن يواليه‪ ،‬بشرط أال يكون قد تأكد والؤه لبيت المال قبل‬
‫المواالة‪ ،‬وذلك بأن يعقل عنه بيت المال جناية‪ ،‬فإن عقل عنه قبل مواالته أحًد ا فإنه ال يملك أن‬
‫يوالي أحًد ا‪ ،‬وهذا مذهب الحنفية (‪.)2‬‬

‫جاء في البناية‪" :‬واللقيط حر‪ ،‬جنايته على بيت المال‪ ،‬وميراثه لبيت المال‪ ،‬فإذا أدرك كان‬
‫له أن يوالي من شاء‪ ،‬إال إذا عقل عنه بيت المال فميراثه لبيت المال‪ ،‬وليس له أن يوالي أحًد ا"‬
‫(‪)3‬‬

‫دليل الحنفية على ثبوت اإلرث بالمواالة‬

‫الدليل األول ‪:‬‬

‫‪ ، )٥٠٩ /٨‬روضة الطالبين (‪ ، )٤٢٥ /٥‬المغني (‪ ، )٣٧ /٦‬اإلنصاف (‪ ، )٤٣٣ /٦‬الكافي البن قدامة (‪/٢‬‬
‫‪)٣٦٤‬‬
‫‪)(1‬نظر نهاية المحتاج (‪. )٤٥٣ /٥‬‬
‫‪)(2‬المبسوط للسرخسي (‪ )١١٣ /٨‬و (‪ ، )٢١٣ /١٠‬المبسوط للشيباني (األصل) (‪ ، )٢٤٦ - ٢٤٥ /٤‬بدائع‬
‫الصنائع (‪ ، )١١٩ /٦‬البحر الرائق (‪ ، )١٥٦ /٥‬الفتاوى الهندية (‪ ، )٢٨٦ /٢‬تحفة الفقهاء (‪، )٣٥٢ /٣‬‬
‫البناية شرح الهداية (‪)٣٠ /١١‬‬
‫‪)(3‬لبناية شرح الهداية (‪. )٣٠ /١١‬‬

‫‪42‬‬
‫َّلِذ‬ ‫ِل‬ ‫ِل ِم‬ ‫ِّل‬
‫قال تعالى ‪َ﴿ :‬و ِلُك َج َع ْلَنا َمَو ا َي َّم ا َتَر َك اْلَو ا َد اِن َو اَأْلْقَر ُبوَن َو ا يَن َع َقَدْت َأْي َم ُتُك ْم َفَتاُتوُهْم‬
‫َنِص يَبُهْم ﴾‬

‫وجه االستدالل‪:‬‬

‫أن اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬جعل عقد المواالة من أسباب اإلرث‪ ،‬حيث أمر بإعطائهم‬
‫نصيبهم‪.‬‬

‫ونوقش‪:‬‬

‫بأن هذا كان في أول اإلسالم‪ ،‬ثم نسخ‪.‬‬

‫(ث‪ )٣١٧-‬فقد روى البخاري من طريق سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي اهلل‬
‫عنهما ‪َ{ ،-‬و ِلُك ٍّل َج َع ْلَنا َمَو اِلَي } [النساء‪ ، ]٣٣ :‬قال‪ :‬ورثة‪َ{ .‬و اَّلِذ يَن َع َقَدْت َأْي َم اُنُك ْم } ‪ ،‬كان‬
‫المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري األنصاري‪ ،‬دون ذوي رحمه لألخوة التي آخى‬
‫النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬بينهم‪ ،‬فلما نزلت‪َ{ :‬و ِلُك ٍّل َج َع ْلَنا َمَو اِلَي } [النساء‪ ]٣٣ :‬نسخت‪،‬‬
‫ثم قال‪َ{ :‬و اَّلِذ يَن َع َقَدْت َأْي َم اُنُك ْم َفآُتوُهْم َنِص يَبُهْم } من النصر والرفادة والنصيحة‪ ،‬وقد ذهب‬
‫(‪)1‬‬
‫الميراث‪ ،‬ويوصي له‬

‫وروى أبو داود من طريق علي بن حسين‪ ،‬عن أبيه ‪-‬يعني حسين بن واقد‪ -‬عن يزيد‬
‫َّلِذ‬
‫النحوي‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ ،-‬قال‪َ{ :‬و ا يَن َع َقَدْت َأْي َم اُنُك ْم َفآُتوُهْم‬
‫َنِص يَبُهْم } [النساء‪ ، ]٣٣ :‬كان الرجل يحالف الرجل‪ ،‬ليس بينهما نسب‪ ،‬فيرث أحدهما اآلخر‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فنسخ ذلك األنفال‪ ،‬فقال تعالى‪َ{ :‬و ُأوُلو اَأْلْر َح اِم َبْعُض ُهْم َأْو َلى ِبَبْع ٍض } [األحزاب‪]٦ :‬‬

‫(‪)3‬‬
‫[ضعيف‪ ،‬والمعروف أنه من قول عكرمة‪ ،‬ويكفي األثر السابق]‬

‫‪)(1‬صحيح البخاري (‪)٤٥٨٠‬‬


‫‪)(2‬سنن أبي داود (‪ ، )٢٩٢١‬ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (‪. )٢٦٢ /٦‬‬
‫‪ )(3‬هذا إسناد ليس بالقوي‪ ،‬في إسناده علي بن حسين بن واقد‪ ،‬ذكره العقيلي في الضعفاء‪ ،‬وقال‪ :‬ال يتابع على‬
‫حديثه = وقال أبو حاتم الرازي‪ :‬ضعيف الحديث‪.‬‬
‫وذكره ابن حبان في ثقاته‪ ،‬وقال النسائي‪ :‬ليس به بأس‪.‬‬
‫وكان إسحاق بن راهويه سيء الرأي فيه إلرجائه‪.‬‬
‫وفي التقريب‪ :‬صدوق يهم‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫دليل الجمهور على أن ميراثه لبيت المال‪:‬‬

‫الدليل األول‪:‬‬

‫أن أسباب الميراث الشرعي ثالثة‪ :‬النكاح‪ ،‬والوالء بالعتق‪ ،‬والنسب‪ ،‬وااللتقاط ليس واحًد ا‬
‫منها‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وقد أخرج الشيخان من حديث عائشة في قصة بريرة‪ ،‬وفيه‪ :‬إنما الوالء لمن أعتق‬

‫واللقيط لم يعتق‪ ،‬وإ نما التقط‪ ،‬وهو حر‪.‬‬

‫الدليل الثاني‪:‬‬

‫أن نفقته على بيت مال المسلمين‪ ،‬فكذلك ميراثه له؛ ألن الغنم بالغرم‪.‬‬

‫(ث‪ )٣١٩-‬روى مال ك في الموط أ عن ابن ش هاب‪ ،‬عن س نين أبي جميل ة رج ل من ب ني‬
‫سليم‪ ،‬أنه وجد منبوذا في زمان عمر بن الخطاب‪ ،‬قال‪ :‬فجئت به إلى عمر بن الخطاب‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"م ا حمل ك على أخ ذ ه ذه النس مة" ؟ فق ال‪ :‬وج دتها ض ائعة فأخ ذتها‪ ،‬فق ال ل ه عريف ه‪ :‬ي ا أم ير‬
‫المؤمنين إنه رجل صالح‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬أكذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال عمر بن الخطاب‪" :‬اذهب فهو‬
‫(‪)2‬‬
‫حر ولك‪ ،‬والؤه وعلينا نفقته‬

‫وقد رواه الحاكم في المستدرك (‪ )٣٤٦ /٤‬من طريق محمد بن موسى بن حاتم‪ ،‬حدثنا علي بن الحسن بن‬
‫شقيق‪ ،‬أنبأ الحسين بن واقد به‪.‬‬
‫وهذه متابعة من علي بن الحسن بن شفيق إال أن في إسناد الحاكم محمد بن موسى بن حاتم‪ ،‬ضعيف الحديث‪،‬‬
‫ذكره الذهبي في الميزان (‪ ، )٥١ /٤‬ونقل عن القاسم السياري أنه قال‪ :‬أنا بريء من عهدته‪.‬‬
‫وقد رواه الطبري في تفسيره ‪ -‬طعبة هجر (‪ )٦٧٥ /٦‬وفي تهذيب اآلثار الجزء المفقود (‪ )١١‬من طريق‬
‫َّلِذ‬
‫يحيى بن واضح‪ ،‬عن الحسين بن واقد‪ ،‬عن يزيد النحوي‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬والحسن البصري‪ ،‬في قوله‪َ{ :‬و ا يَن‬
‫َع َقَدْت َأْي َم اُنُك ْم َفآُتوُهْم َنِص يَبُهْم ِإَّن الَّلَه َك اَن َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِه يًد ا} [النساء‪ ، ]٣٣ :‬قال‪ :‬كان الرجل يحالف‬
‫الرجل‪ ،‬ليس بينهما نسب‪ ،‬فيرث أحدهما اآلخر‪ ،‬فنسخ اهلل ذلك في األنفال‪ ،‬فقال‪َ{ :‬و ُأوُلو اَأْلْر َح اِم َبْعُض ُهْم َأْو َلى‬
‫ِبَبْع ٍض ِف ي ِك َتاِب الَّلِه } [األحزاب‪ . ]٦ :‬وهذا هو المعروف‪.‬‬
‫وقد رواه ابن الجوزي في نواسخ القرآن من طريق أبي داود‪ ،‬عن أحمد بن محمد المروزي‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يزيد النحوي‪ ،‬عن عكرمة والحسن من قولهما‪.‬‬
‫‪)(1‬البخاري (‪ ، )١٤٩٣‬مسلم (‪)١٥٠٤‬‬
‫‪)(2‬الموطأ (‪ ، )٧٣٨ /٢‬ومن طريق مالك رواه الشافعي في مسنده (‪. )٤٥٦‬‬

‫‪44‬‬
‫المطلب الثالث‬

‫حرية اللقيط‬

‫اختلف الفقهاء في حرية اللقيط على قولين‬

‫القول االول‬

‫ان اللقيط حر وهو قول عامة اهل العلم وهو مروي عن عمر وعلي رضي اهلل عنهما وبه‬
‫والحنابل ة‬ ‫(‪)3‬‬
‫والث وري (‪)2‬و الش افعي‬ ‫(‪)1‬‬
‫ق ال عم ر بن عب د العزي ز والحنفي ة والش عبي ومال ك‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)4‬والظاهرية‬

‫(‪)6‬‬
‫قال ابن المنذر ‪:‬اجمع عوام اهل العلم على ان اللقيط حر‬

‫القول الثاني‬

‫انه حر اذا كان الملتقط قد التقطه للحسبة فهو حر وان كان اراد بالتقاطه ان يسترقه فذلك له‬
‫وهو قول النخعي‬

‫ورواه الطحاوي في مشكل اآلثار (‪ )٣١١ /٧‬من طريق سفيان‪ ،‬عن الزهري‬
‫‪ )(1‬هو مالك بن انس بن مالك بن ابي عامر بن عمر بن عيمان االصبحي المدني اختلفت الروايه في سنه‬
‫والدته فتذكرها بين سنه ‪ 97 / 90‬هـ امام دار الهجره واحد االئمه االربعه واليه ينسب مذهب المالكيه‬
‫انظر ابراهيم بن علي ابن فرحون الدياج المذهب واحد على ‪ 82‬القاهره دار التراث واالعالم ‪257 / 52‬‬
‫‪ )(2‬هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري كان سيد زمانه في علوم الدين ولد سنه ‪ 97‬هـ في الكوفه سكن مكه‬
‫والمدينه له من الكتب الجامع الكبير والجامع الصغير توفي في البصره سنه ‪ 161‬هجريه االعالم ‪3/4‬‬
‫ووفيات االعيان ‪386 /2‬‬
‫‪)(3‬هو محمد بن ادريس بن عباس وينسب اليه مذهبه الشافعيه ولد بمكه سنه ‪ 150‬هـ درس على مسلم بن خالد‬
‫له مصنفات في الفقه واالصول منها االم والرساله توفي سنه ‪ 204‬هجريه‬
‫تهذيب االسماء واللغات ‪ 144 /1‬بيروت دار الكتب العلميه ووفيات االعيان ‪164 /4‬‬
‫‪)(4‬المبسوط ‪ 21‬والبحر الرائق ‪ 155 /5‬وبدائع الصنائع ‪ 197 /6‬وشرح فتح القدير ‪ 110 /6‬والعنايه على‬
‫الهدايه ‪ 110 /6‬وعايشيه بن عابدين ‪ 434 /3‬والحرشي على مختصر خليل ‪ 139 /7‬وحاشيه العدوي ‪/7‬‬
‫‪ 139‬وروضه الطالبين ‪ 442 /5‬والمهذب ‪ 1/48‬ومغني المحتاج ‪ 425 /2‬وتكمله المجموع ‪1286 / 15‬‬
‫‪)(5‬هو ابو بكر بن محمد بن ابراهيم بن المنذر النيسابوري ولد سنه ‪ 242‬هـ كان فقيها عالما له مؤلفات كثيره‬
‫منها كتاب االشراف والمبسوط واالجماع توفي بمكه سنه ‪ 319‬هـ وفيات االعيان ‪ 207 /4‬واالعالم ‪294 /5‬‬
‫‪)(6‬المغني ‪ 374 /6‬والكتاب المصنف ‪530 /6‬‬

‫‪45‬‬
‫ادلة القول االول‬

‫اوال‪ -‬ما روي عن عمر وعلي رضي اهلل عنهما ولم يعلم لهما مخالف فكان اجماعا‬

‫‪ -1‬ما روي عن سنين بن ابي جميلة انه وجد منبوذا من زمن عمر بن الخطاب فجاء به‬
‫الى عمر فقال له ‪:‬ما حملك على اخذ هذا النسمه؟ فقال ‪:‬وجدتها ضائعه فاخذتها فقال له عرفه‬
‫(‪)1‬‬
‫يا امير المؤمنين انه رجل صالح قال ‪:‬اكذلك قال نعم قال عمر فاذهب فهو حر‬

‫(‪)2‬‬
‫‪-2‬ماروي عن علي رضي اهلل عنه انه قال المنبوذ حر‬

‫ثانيا‬

‫‪ -1‬باعتبار الدار فالدار دار حرية فمن كان فيها فهو حر باعتبار الظاهر‬

‫‪ -2‬باعتبار الغلبة الن الغلبة في من يكن دار االسالم االحرار المسلمون والحكم للغالب‬

‫‪ -3‬والن االصل في االدميين الحرية فان اهلل سبحانه وتعالى خلق ادم وذريته واحرارا‬
‫وانما الرق عارض واذا لم يعلم المعارض فيبقى حكم االصل‬

‫ادلة القول الثاني‬

‫ما ورد عن الصحابة رضي اهلل عنهم في ذلك‬

‫(‪)3‬‬
‫‪-1‬ما روي ان عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه انه اعتنق لقيطا‬

‫‪ -2‬ما روي عنه ايضا انه قال انهم مملوكون‬


‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫وما روي ان رجال التقط لقيطا فاتى به عليا فاعتقه‬

‫‪)(1‬مشكل االثار ‪ 67 /4‬والكتاب المصنف في االحاديث واالثار ‪406 / 11‬‬


‫المبسوط تسعى على ‪ 209‬والبحر الرائق خمسه على ‪ 155‬ومغني المحتاج اثنين على ‪ 425‬وتكمله المجموع‬
‫‪ 15‬على ‪286‬‬
‫‪)(2‬المبسوط ‪ 209 /9‬والبحر الرائق ‪ 155 /5‬ومغني المحتاج ‪ 425 /2‬وتكمله المجموع ‪286 / 15‬‬
‫‪)(3‬الكتاب المصنف ‪529 /6‬‬
‫‪)(4‬الكتاب المصنف ‪530 /6‬‬
‫‪)(5‬الكتاب المصنف ‪528 /6‬‬

‫‪46‬‬
‫التراجح‬

‫هو قول عامة اهل العلم الن ما ورد عن عمر وعلي رضي اهلل عنهما من االثار فهي‬
‫متعارضة فنرجع الى االخذ باالصل والغالب فاالصل في االدميين الحرية وال يعد عنه اال‬
‫المعارض ثم ان قول النخعي قول شذ فيه من الخلفاء والعلماء‬
‫(‪)1‬‬

‫الخاتمة‬

‫وفي الخت ام أحم د اهلل تع الى إذ يس ر وأع ان على إتم ام ه ذا البحث الم وجز ‪ ،‬وس تتناول ه ذه‬
‫الخاتمة أبرز وأهم النتائج التي توصل إليها البحث ‪:‬‬

‫‪-1‬اللقيط هو طفل مجهول الهوية نبذه أهله أو ضاع منهم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬المغني ‪6/375‬‬

‫‪47‬‬
‫‪-2‬التق اط اللقيط ف رض عين إن خش ي علي ه الهالك ولم يوج د أح د غير الملتق ط ‪ ،‬ف إن وجد‬
‫غيره ولم يخش عليه الهالك فالتقاطه فرض كفاية ‪.‬‬

‫‪- 3‬اتفق العلماء على أن اللقيط حر ولو التقطه عبد ‪ ،‬وال يقبل إقراره على نفسه بالرق ‪.‬‬

‫‪-4‬الُّلَقطة‪ ::‬هي الشيء الملتقط؛ أي‪ :‬المأخوذ من األرض‬

‫‪-5‬اختل ف العلم اء في حكمه ا من حيث الن دب وغ يره ق ال الحنفي ة والش افعية‪ :‬األفض ل‬
‫االلتقاط؛ ألن من واجب المسلم أن يحفظ مال أخيه المسلم‪ ،‬بدليل قوله – صلى اهلل عليه وسلم‬
‫‪ :-‬حين سئل عن اللقطة‪(( :‬اعِر ْف وكاءها وِع فاَص ها ثم عِّر ْفها سنة‪ ،‬فإن لم تعرفها فاستنِفْقها‪،‬‬
‫ولتكن عندك وديعة‪ ،‬فإن جاء طالُبها يوًم ا من الدهر فأِّد ها إليه))‪.‬‬

‫• وق ال المالكي ة والحنابل ة بكراه ة االلتق اط؛ لم ا ذهب إلي ه ابن عم ر وابن عب اس‪ ،‬وأن ه‬
‫تعريض لنفسه ألكل الحرام‪ ،‬ولما يخاف أيًض ا من التقصير فيما يجب لها من تعريفها ورِّد ها‬
‫لصاحبها وترك التعدي عليها‪.‬‬

‫‪-6‬الشيء الضائع قد يكون حيواًنا‪ ،‬وقد يكون غير حيوان‪:‬‬

‫‪ -1‬ف إن ك ان حيواًن ا ينظ ر‪ :‬ف إن ك ان مم ا يمتن ُع بنفِس ه – أي يحمي نفس ه – لم َيُج ْز ل ه‬


‫التقاطها؛ فقد جاء في الحديث أنه سئل النبي – صلى اهلل عليه وسلم – عن ضاَّلة اإلبل؟ فقال‪:‬‬
‫((ما لك ولها‪ ،‬دعها‪ ،‬معها حذاؤها وسقاؤها‪َ ،‬تِر ُد الماء‪ ،‬وتأكل الشجر حتى يج َد ها صاحُبها))‪،‬‬
‫وِق ْس على اإلبل ما في معناها من الحيوانات التي تقدر على االمتناع بنفسها من عدوها‪.‬‬

‫• وإ ن ك ان الحي وان ال يمتن ع بنفس ه – ك الغنم‪ ،‬أو البع ير الم ريض‪ ،‬أو الف رس المكس ور –‬
‫جاز التقاطه؛ لقوله – صلى اهلل عليه وسلم – لما ُس ِئل عن ضاَّلة الغنم‪(( :‬خذها؛ فإنما هي لك‬
‫أو ألخيك أو للذئب))‪.‬‬

‫‪ -2‬وإ ن ك ان الش يء الض ائع غ يَر حي وان‪ :‬وه و الم ال الس اقط ال ذي ال ُيع َر ف مالك ه‪ ،‬فق د‬
‫ذكرنا االختالف في حكم اللقطة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫واهلل تعالى أعلم‬

‫وصلى اهلل وسلم وعلى عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬

‫قائمة المصادر‬

‫* القرآن الكريم‬
‫مراجع التفسير‬
‫تفسير القرآن العظيم البن كثير ـ دار المعرفة بيررت ‪1982‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ـ محمد بن أحمد القرطبي –دار إحياء التراث ط‪2‬سنة‪.1966‬‬

‫‪49‬‬
‫مراجع الحديث الشريف وشروحه‬
‫سنن أبي داود – سليمان بن األشعث السجستاني – دار الفكر ‪.‬‬
‫سنن ابن ماجه –محمد بن يزيد القزويني – دار الفكر ‪.‬‬
‫سنن الترمذي ـ محمد بن عيسى الترمذي ـ دار الفكر بيروت ‪1980‬‬
‫شرح صحيح مسلم –يحيى بن شرف النووي – دار الفكر ‪.‬‬
‫صحيح البخاري ـ محمد بن إسماعيل البخاري ـ المكتبة العصرية بيروت‬
‫صحيح مسلم – مسلم بن الحجاج النيسابوري –مكتبة الرشد الرياض‬
‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري – أحمد بن حجر العسقالني – دار الفكر ‪.‬‬
‫المصنف – عبد الرزاق بن همام الصنعاني –المكتب اإلسالمي ‪.‬‬
‫مراجع المذهب الحنفي‬
‫بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع – أبو بكر بن مسعود الكاساني – دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫البناية في شرح الهداية ـ محمود بن أحمد العيني ـ دار الفكر‬
‫تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق – عثمان بن علي الزيلعي – دار الكتاب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫تكملة شرح فتح القدير – أحمد بن قودر (قاضي زادة )‪-‬دار الفكر ‪.‬‬
‫رد المحتار على الدر المختار ( حاشية ابن عابدين ) –محمد أمين ابن عابدين –‬
‫دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫المبسوط – محمد بن أبي سهل السرخسي –دار المعرفة ‪.‬‬
‫مراجع المذهب المالكي‬
‫التاج واإلكليل – محمد بن يوسف المواق‪-‬دار الفكر ‪ -‬ط‪.1992– 3‬‬
‫حاشية الدسوقي على الشرح الكبير – محمد بن عرفة الدسوقي –دار إحياء الكتب‬
‫العربية‪.‬‬
‫الخرشي على مختصر خليل – محمد الخرشي – دار صادر‪.‬‬
‫الذخيرة ـ أحمد بن إدريس القرافي ـ دار الغرب اإلسالمي ‪.‬‬
‫شرح حدود ابن عرفة – محمد األنصاري – وزارة األوقاف المغربية ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫شرح الزرقاني على مختصر خليل – محمد عبد العظيم الزرقاني –دار الفكر ‪.‬‬
‫الفواكه الدواني – أحمد بن غنيم النفراوي – دار المعرفة ‪.‬‬
‫مواهب الجليل بشرح مختصر خليل –محمد بن محمد الحطاب – دار الفكر ‪.‬‬
‫مراجع المذهب الشافعي‬
‫أسنى المطالب شرح روض الطالب – زكريا األنصاري –دار الكتاب اإلسالمي ‪.‬‬
‫روضة الطالبين وعمدة المفتين –يحيى بن شرف النووي –المكتب اإلسالمي‬
‫المجموع شرح المهذب ـ للنووي ـ دار الفكر‬
‫مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج –محمد الخطيب الشربيني –دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫المهذب في الفقه ـ ألبي اسحق إبراهيم بن علي الشيرازي ـ مطبعة عيسى الحلبي‬
‫مراجع المذهب الحنبلي‬
‫اإلنص اف في معرف ة ال راجح من الخالف – علي بن س ليمان الم رداوي –دار‬
‫إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫حاشية الروض المربع – عبد الرحمن بن محمد النجدي –الرئاسة العامة للبحوث‬
‫العلمية واإلفتاء – الرياض ‪.‬‬
‫مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى ـ مصطفى الرحيباني ـ‬
‫معونة أولي النهى شرح المنتهى ـ محمد بن أحمد الفتوحي‬
‫المغني – عبد اهلل بن أحمد بن قدامة – دار الكتب العلمية ‪.‬‬
‫المعاجم اللغوية ومراجع المصطلحات‬
‫التعريفات – علي بن محمد الجرجاني – دار الكتاب العربي ‪.‬‬
‫التوقيف على مهمات التعاريف – محمد عبد الرؤوف المناوي –دار الفكر‬
‫المعاصر‬

‫‪51‬‬

You might also like