You are on page 1of 19

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التربية والتعليم‬


‫جامعة اإلمام محمد بن سعود‬
‫المقدمة‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫‪ -1‬إن االهتمام بموضوع طاعة أولي األمر من الناحية الشرعية العقدية أو السياسية أو االجتماعية كان‬
‫نادرا ً مما شجعني على بحث هذا الموضوع الذي يعد قيمة حضارية كبرى‪ ،‬تقوم عليها مدنية المجتمعات‬
‫وترافق التطور البشري بل يدين له بفضل النماء السريع والواسع الذي هيأ له فرص العمل الجاد لخدمة‬
‫المجتمع ورفاهيته‪.‬‬
‫‪ -2‬إن طاعة أولي األمر المرجوة هي تلك الطاعة القائمة على صفاء السريرة وشفافية النفوس ونقاء‬
‫الضمائر التي ترتفع بالمجتمع إلى إشعاعية نور الفضيلة القائمة على التقوى كما قال تعالى‪﴿ :‬فَٱتَّقُوا َّ‬
‫ٱَّللَ‬
‫ون﴾ ال تلك الطاعة التي تعد سيفا ً يسلطها األقوياء على رقاب الضعفاء‪ ،‬بل هي عالقة حميمة‬ ‫َوأَ ِطيعُ ِ‬
‫سداها المحبة واأللفة بين العبد وربه وبين العباد فيما بينهم‪،‬‬
‫‪ -3‬طاعة ولي األمر يجب أن تكون تلك الطاعة التي تقوم على االلتزام و الخوف ال تثمر ما تثمره الطاعة‬
‫القائمة على روح التألف اإلنساني و التكاتف االجتماعي‪ ،‬فقوله تعالى‪ ﴿ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ‬
‫سو َل َوأُو ِلي اْلَم ِر ِمنكُم﴾ مهد له قوله صلى هللا عليه وسلم (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن‬ ‫َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬
‫رعيته)) مما يهيب بهذا الكل إلى االطالق بروح منكرة للذات مفعمة باإليمان وحب الوطن و األمة تجد‬
‫راحتها في أن تسدي الخير و إن اعترض هذا الخير و المشقة ألنها منطلقة من مبدأ الثقة بين اآلمر و‬
‫المأمور‪ ،‬و التسليم بأن المقدم هو مصلحة األمة ال مصلحة األشخاص‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ -1‬من أهم أسباب اختيار الموضوع طاعة أولي األمر التساؤل عن حدود هذه الطاعة وأهميتها وأبعادها في‬
‫الحياة بما يقتضيه القرآن الكريم ويشمل ذلك الحياة األسرية السيما العالقات الزوجية ثم توسعت دائرة‬
‫التساؤل للتساؤل عن طاعة المرؤوس لرئيسه والمحكوم لحاكمه ليتجسد موضوع البحث وفق منهج‬
‫التفسير الموضوعي بعنوان " طاعة أولي اْلمر في القرآن الكريم"‪.‬‬
‫‪ -2‬إن موضوع طاعة أولي األمر من الموضوعات التي تحتاج إلى ضبط في تصنيف مستقل يرجع إليه كل‬
‫من يريد معرفة مجال الطاعة وأبعادها سواء الطاعة العقدية أو السياسية أو االجتماعية‪ ،‬وفق ما حدده‬
‫‪1‬‬
‫الكتاب وأرشدت إليه السنة‪ ،‬فيغني الباحثين عن الضياع في ثنايا الكتب المختلفة بحثا ً عن تصور سليم أو‬
‫نظرية في الموضوع‪ ،‬أسال هللا أن يوفقني إلى تحقيق ذلك‪.‬‬

‫\‬
‫أهداف الموضوع‪:‬‬

‫يهدف البحث إلى التعريف بمصطلح الطاعة و مصطلح ولي األمر لغا ً و اصطالحا ً و تفسير اآليات التي‬
‫لها عالقة بموضوع طاعة أولي األمر في القرآن الكريم‪ ،‬ومناقـشتها مناقشة موضوعية متجردة بإيراد ما‬
‫ورد عليهـا مـن اعتراضـات ومناقـشات‪ ،‬وصـوال إلى الـرأي الراجح؛ ليسهل الرجوع إليها‪ ،‬والعثور عليها‬
‫بأقل جهد ووقت‪ ،‬خاصة و إن موضوع طاعة أولي األمر يحتاج إلى ضبط في تصنيف مستقل يرجع إليه‬
‫كل من يريد معرفة طاعة أولي األمر وأبعادها سواء الطاعة العقدية أو السياسية أو االجتماعية‪ ،‬وفق ما‬
‫هو في القرآن والسنة‪ ،‬فيغني الباحثين عن الضياع في ثنايا الكتب المختلفة بحثا ً عن تصور سليم أو نظرية‬
‫في الموضوع‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫إن موضوع " طاعة أولي األمر في القرآن الكريم" يفرض علينا البحث عن مجاالت الطاعة والبحث عن‬
‫أبعادها‪ ،‬وكل هذا من خالل القرآن الكريم‪.‬‬

‫فشرعت بالتقديم للموضوع بمقدمة ثم تمهيد تضمن حقيقة الطاعة اللغوية واالصطالحية‪ ،‬وتضمن حقيقة‬
‫ولي األمر لغويا ً واصطالحياً‪ ،‬وبعدها قسمت الموضوع حسب ما تقتضيه اآليات القرآنية إلى مبحثين‬
‫المبحث األول عن تفسير اآلية رقم (‪ )59‬من سورة النساء ويتضمن نصها ومعاني مفرداتها وشرحها وما‬
‫يستفاد من اآلية‪ ،‬والمبحث الثاني عن تفسير اآلية رقم (‪ )83‬من سورة النساء ويتضمن نصها ومعاني‬
‫مفرداتها وشرحها وما يستفاد من اآلية ثم ختمت بحثي بخاتمة تشتمل على أهم النتائج والتوصيات‪ ،‬فجاءت‬
‫خطة بحثي المفصلة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫خطة البحث تشمل‪:‬‬

‫المقدمة‪ :‬وتشمل التالي‪:‬‬


‫أهمية الموضوع‬
‫أسباب اختيار الموضوع‬
‫أهداف الموضوع‬
‫وخطة البحث‬
‫منهج البحث‬
‫التمهيد‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف الطاعة لغا ً واصطالحا ً‬
‫ثانياً‪ :‬تعريف ولي األمر لغا ً واصطالحا ً‬
‫المبحث اْلول‪ :‬تفسير اآلية رقم‪ 59 :‬من سورة النساء‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬نص اآلية الكريمة‬
‫ثانياً‪ :‬معاني المفردات‬
‫ثالثاً‪ :‬الشرح اإلجمالي لآلية‬
‫رابعاً‪ :‬ما يستفاد من اآلية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تفسير اآلية رقم‪ 83 :‬من سورة النساء‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬نص اآلية الكريمة‬
‫ثانياً‪ :‬معاني المفردات‬
‫ثالثاً‪ :‬الشرح اإلجمالي لآلية‬
‫رابعاً‪ :‬ما يستفاد من اآلية‬
‫الخاتمة‪ :‬وتشمل التالي‪:‬‬
‫أبرز نتائج البحث وتوصياته‬
‫الفهارس العلمية‬

‫‪3‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬

‫إلنجاز هذه البحث سوف اتبع المنهج االستقرائي وذلك بتتبع جزيئات الموضوع ومحاولة حصرها وفق‬
‫الخطة المقترحة‪.‬‬

‫حرصت على االلتزام بهذا البحث وفق المنهج التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬شعرت عن تفسير اآليات حسب ما تعالجه مراعيا ً األمانة العلمية في النقل‪ ،‬فأحلت على كل مصدر‬
‫أو مرجع نقلت عنه في الهامش بذكر اسم الكاتب أوالً ثم عنوان الكتاب والجزء إن وجد أوالً ثم‬
‫الصفحة‪ ،‬مع ذكر معلومات الكتاب الكاملة عند ذكره أول مرة‪.‬‬
‫‪ .2‬حرصت على كتابة اآليات القرآنية برسم المصحف عند ذكرها ألول مرة‪ ،‬واالحاله على اسم‬
‫السورة ورقم اآلية في الهامش‪.‬‬
‫‪ .3‬كما حاولت تتبع كل األحاديث التي وظفتها في البحث تخريجا ً معتمدة في كثير من األحيان على‬
‫قرص المكتبة الشاملة‪ ،‬خاصة في نهاية البحث‬
‫‪ .4‬إذا تعلق األمر بشروح لغوية أحلت على المصنف صم التصنيف ثم مادة الكلمة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التمهيد‬

‫أوالً‪ :‬تعريف الطاعة لغةً‬


‫واصطالحاً‪:‬‬
‫تعريف الطاعة لغاً‪:‬‬
‫الطاعة مادتها طوع‪ ،‬يقول الجوهري في الصحاح‪ (( :‬طوع فالن طوع يديك‪ ،‬أي منقاد لك‪ ،‬وفرس طوع العنان‬
‫إذا كانت سلسا واالستطاعة‪ :‬اإلطاعة))‪ ،1‬و يقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة‪ (( :‬الطاء و الواو و العين‬
‫أصل صحيح واحد يدل على االصطحاب و االنقياد‪ ،‬يقال طاعة يطوعه‪ ،‬إذا انقاد معه ومضى ألمره‪ ،‬و أطاعه‬
‫بمعنى طاع له ويقال لمن وافق غيره‪ :‬قد طاوعه و االستطاعة مشتقة من الطوع‪ ،‬كأنها كانت في األصل‬
‫االستطواع‪ ،‬فلما اسقطت الواو جعلت الهاء بدالً منها‪ ،‬مثل قياس االستعانة و االستعاذة والعرب تقول تطاوع‬
‫لهذا األمر حتى تستطيعه‪ ،‬ثم يقولون‪ :‬تطوع‪ ،‬أي تكلف استطاعته‪ ،‬و أما قولهم في التبرع بالشيء‪ :‬قد تطوع‬
‫به‪ ،‬فهو من الباب‪ ،‬لكنه لم يلزمه‪ ،‬لكنه انقاد مع خير أحب أن يفعله‪ ،‬وال يقال هذا إال في باب الخير والبر‪ ،‬ويقال‬
‫للمجاهدة الذين يتطوعون بالجهاد‪ :‬المطوعة‪ ،‬بتشديد الطاء والواو‪ ،‬و أصله المتطوعة‪ ،‬ثم أدغمت التاء في‬
‫ط ِوعِينَ ِمنَ ْالمؤْ ِمنِينَ ﴾ ‪ -2‬أراد وهللا أعلم المتطوعين‪.3)) .‬‬
‫الطاء قال تعالى‪ ﴿ :‬الَّذِينَ يَ ْل ِمزونَ ْالم َّ‬

‫فالطاعة بمعنى االصطحاب واالنقياد والمضي ألمر المطيع والتطوع بمعنى التبرع‪ .‬وعليه فإن االستطاعة‬
‫والتطوع مختلفان عن معنى الطاعة وإن كان التطوع تكلف الطاعة‪.‬‬

‫لقد أطلقت الطاعة عدة إطالقات لغوية فاستخدمت بمعنى الن وإنقاد ومضى ألمره ووافقه ولم يمتنع واتسع له‬
‫وأمكنه وحان صرامة وأدرك ثمره وأمكنه أن يجتني ويفعل به ما يشتهيه ويحبه وسلسلة ولينة ال تنازع قائدها‬
‫ورخصت وسهلت وتابعت وشجعت وأعانت وأجابت إلى وسمحت وسهلت تدور كلها حول معنى واحد هو‬
‫االنقياد والخضوع‪.‬‬

‫‪ 1‬الجوهري‪ :‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية مادة الطوع‪.‬‬


‫‪ 2‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.79‬‬
‫‪ 3‬أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا‪ :‬معجم مقاييس اللغة مادة طوع‪ ،‬تحقيق وضبط عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الجبل –‬
‫بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪1411/1:‬هـ ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫تعريف الطاعة اصطالحاً‪:‬‬
‫إن العلماء لم يتفقوا على اصطالح واحد يطلقونه على الطاعة بل كل أهل اختصاص أطلقوه بما يتماشى مع‬
‫مجالهم مما ال يخرج عن معناها اللغوي فهناك من قال إن لها معنى دينيا ً ينصرف إلى االئتمار بأوامر هللا تعالى‪،‬‬
‫ولها معنى أخالقيا ً وهو التقيد بالواجب‪ ،‬وإجابة من يدعو إليه باستمرار‪ ،‬فصيرها بذلك المعنى خلقاً‪ ،‬وفضيلة‬
‫من فضائل القرآن الكريم‪ ،‬في حين أطلق عليها الفقهاء معنى ال يخرج عن دائرة اللغوية لكنه خاص بهم‪ ،‬وكل‬
‫هذه المعاني نجدها في القرآن الكريم كما سنرى‪.‬‬

‫عرفها صاحب القاموس الفقهي بقوله‪:‬‬

‫ٱَّلل َجه َد أَي َٰ َمنِ ِهم لَئِن‬ ‫((الطاعة‪ :‬االنقياد والموافقة‪ ،‬وقيل ال يكون إال عن أمر وفي الكتاب العزيز ﴿ َوأَق َ‬
‫س ُموا ِب َّ ِ‬
‫ير ِب َما تَع َملُونَ ﴾‪ 4‬أي قد علم هللا طاعتكم‪ ،‬إنما هي‬ ‫ٱَّلل َخ ِب ٌۢ ٌ‬
‫طاعَةٌ َّمع ُروفَةٌ ۚ إِنَّ َّ َ‬ ‫أَ َمرتَ ُهم لَيَخ ُر ُجنَّ ۖ قُل َّال ت ُق ِ‬
‫س ُموا ۖ َ‬
‫قول ال فعل معه وكلما حلفتم كذبتم‪ .‬وقيل ليكن أمركم طاعة بالمعروف من غير حلف وال إقسام‪.‬‬

‫عند الحنفية‪ :‬فعل ما يثلب عليه توقف على نية أو ال‪ ،‬عرف من يفعله ألجله أو ال‪ .‬وعند الشافعية‪ :‬هي اإلتيان‬
‫بالمأمور به واالنتهاء عن المنهي عنه‪ .‬وعند الظاهرية‪ :‬هي اإليمان‪.5‬‬

‫فذكر صاحب القاموس الفقهي تعريف كل من الحنفية والشافعية والظاهرية للطاعة وفرق بينهما حيث ال تتوقف‬
‫الطاعة عند الحنفية والشافعية والظاهرية للطاعة وفرق بينهما حيث ال تتوقف الطاعة عند الحنفية على النية أو‬
‫على معرفة من يفعل ألجله‪ ،‬وهي عند الشافعية إتيان بالمأمور وانتهاء عن المنهي‪ ،‬في حين هي عند الظاهرية‬
‫بمعنى اإليمان‪ .‬ونجد تفاصيل كثيرة حول موضوع الطاعة في موسوعة مصطلحات علم الكالم قد نتوه لو‬
‫توغلنا في أعماقها ننقل قول صاحبها‪(( :‬طاعة‪ :‬إن المعصية فعل ما نهيت عنه‪ ،‬والطاعة فعل ما أمرت به‪ ،‬فكل‬
‫من أمر بشيء ففعله فقد أطاع األمر له وكل من نهي عن شيء ففعله فقد عصى الناهي له‪ ،‬الطاعة هي التي‬
‫تؤدي على األمر ال على ما يسر ويتلذذ‪ ،‬ألن للعباد فيما أعطاهم هللا الشهوات لذات وسرورا ً ومحال وصف هللا‬
‫بالطاعة لهم))‪.‬‬

‫يتضح لنا بأن الطاعة فعل المأمورات‪ ،‬فهي ال تكون إال عن أمر وبأن الطاعة ال تكون عن لذة وسرور دائما ً‪.‬‬

‫‪ 4‬سورة النور‪ ،‬اآلية ‪.53‬‬


‫ً‬
‫الفقه لغة واصطالحا ‪ ،234‬دار الفكر دمشق – سوريا‪ ،‬ط‪1408/2 :‬ـه ‪1988‬م‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ 5‬سعدي أبو جيب‪ :‬القاموس‬
‫‪6‬‬
‫ثانياً‪ :‬تعريف ولي اْلمر لغةً واصطالحاً‪:‬‬

‫تعريف ولي اْلمر لغاً‪:‬‬


‫الولي القريب والنصير والصاحب وهو خالف العدو‪ .‬يقول المولى عز وجل ﴿ َيا أَ ُّي َها الَّ ِذينَ آ َمنُوا َال تَت َّ ِخذُوا‬
‫ق﴾‪ 6‬وقال سبحانه ﴿ َيا أَ ُّي َها الَّ ِذينَ آ َمنُوا‬ ‫عد َُّوكُم أَو ِل َيا َء ت ُلقُونَ ِإلَي ِهم ِبال َم َو َّد ِة َو َقد َكفَ ُروا ِب َما َجا َءكُم ِمنَ ال َح ِ‬
‫عد ُِوي َو َ‬
‫َ‬
‫ور﴾‪ .7‬وقال تعالى‬ ‫ب القُبُ ِ‬ ‫ار ِمن أَص َحا ِ‬ ‫س ال ُكفَّ ُ‬ ‫سوا ِمنَ اآل ِخ َر ِة َك َما يَئِ َ‬ ‫علَي ِهم قَد يَئِ ُ‬ ‫َّللاُ َ‬
‫ب َّ‬
‫غ ِض َ‬‫َال تَتَ َولَّوا قَو ًما َ‬
‫ص َالةَ‬
‫وف َويَن َهونَ ع َِن ال ُمنك َِر َويُ ِقي ُمونَ ال َّ‬ ‫ض ۚ يَأ ُم ُرونَ بِال َمع ُر ِ‬ ‫ض ُهم أَو ِليَا ُء بَع ٍ‬ ‫﴿ َوال ُمؤ ِمنُونَ َوال ُمؤ ِمنَاتُ َبع ُ‬
‫‪8‬‬ ‫ع ِز ٌ‬
‫يز َح ِكي ٌم﴾‪.‬‬ ‫َّللاُ ۗإِنَّ َّ‬
‫َّللاَ َ‬ ‫سولَهُ ۚ أُو َٰلَئِكَ َ‬
‫سيَر َح ُم ُه ُم َّ‬ ‫الزكَاةَ َويُ ِطيعُونَ َّ‬
‫َّللاَ َو َر ُ‬ ‫َويُؤت ُونَ َّ‬

‫وولى المرء من يلي أمره ويقوم مقامه كولي الصبي والمجنون وكالوكيل‪ .‬وولى المرء أيضا من يقوم بأمره بعد‬
‫وفاته من ذوي قرابته‪ ،‬وهذه الوالية من أسباب التوارث‪.‬‬

‫الداللة اللغوية لولي األمر‪:‬‬

‫ضافًا‪ ،‬كقولك (أولو بأس شديد)‪.‬‬


‫أولو‪ :‬أولي بمعنى ذوي‪ ،‬ال يفرد له واحد‪ ،‬وال يأتي إال م َ‬
‫أميرا‪ ،‬واألمير‪ :‬الملك لنفاذ أمره بين‬
‫األمر‪ :‬أشار ابن منظور بقوله (أمر الرجل يأمر إمارة‪ ،‬إذا صار عليهم ً‬
‫اإلمارة)‪ ،‬وقال الجوهري‪( :‬األمير ذو األمر‪ ،‬وقد أمر فالن‪ ،‬وأ ِم َر بالضم أي صار أَ ِمي ًْرا‪ ،‬واإلمارة الوالية‪،‬‬
‫يقال‪ :‬فالن أمر وأَ َّم َر عليه إذا كان َوا ِلياً)‪ ،‬فأولو األمر الرؤساء وأهل العلم‪.‬‬

‫تعريف ولي اْلمر اصطالحاً‪:‬‬


‫أولو األمر هم أصحاب األمر‪ ،‬ونميل إلى اعتبارهم هم السلطة التنفيذية المشروعة‪ ،‬ولقد اختلف أهل التأويل في‬
‫معنى ( أولي األمر ) الذين أمر المولى تبارك وتعالى عباده بطاعتهم‪ ،‬بين أن يكون المقصود هم األمراء أم‬
‫أهل العلم والفقه وأهل الفقه والدين أو هم أصحاب محمد – صلى هللا عليه وسلم – أو هم أبوبكر وعمر – رضي‬
‫هللا عنهما‪ ،‬ولقد قال الطبري مرجحاً‪ (( :‬أولى األقوال في ذلك بالصواب‪ ،‬قول من قال‪ :‬هم األمراء والوالة‪،‬‬
‫لصحة األخبار عن رسول هللا – صلى هللا عليه وسلم – باألمر بطاعة األئمة والوالة فيما كان هلل طاعة وللمسلمين‬

‫‪ 6‬سورة الممتحنة‪ ،‬اآلية ‪1‬‬


‫‪ 7‬سورة الممتحنة‪ ،‬اآلية ‪13‬‬
‫‪ 8‬سورة التوبة اآلية ‪71‬‬
‫‪7‬‬
‫مصلحة))‪ ،9‬أي ما يسمى اآلن بالسلطة التنفيذية‪ ،‬ولعلهم سموا أولي األمر‪ ،‬لكونهم يتولون أمور األمة أي تنفيذ‬
‫الشرع في الواقع الحياة العملية‪.‬‬

‫إن ابن عاشور يرجح كون أولي األمر هم المتولون شؤون الناس وأمورهم سواء بالخالفة ونحوها‪ ،‬أو من يتأمر‬
‫على جماعة ليس لها سلطان أو من كان قدوة بسبب صفات كمال فيه وحصرها في اإلسالم والعلم والعدالة‪،‬‬
‫وفي الحقيقة األمر يدور في ذلك إن أدخلنا الحكمة في العلم‪ .‬وبذلك يكون هذا القول مؤيدا ً لما رجحناه من أن‬
‫كل من تولى أمرا ً من أمور المسلمين وجبت طاعته فيما تواله إن لم يكن في ذلك معصية هلل‪ ،‬وقد يحسن بنا أن‬
‫‪10‬‬
‫نحصره في السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫الداللة االصطالحية ألولي األمر‪:‬‬

‫إن أولي األمر من المسلمين‪َ ،‬م ْن يقوم بشأنهم في أمر دينهم‪ ،‬وجميع ما يؤدي إلى صالحهم‪.‬‬
‫أولو األمر‪ :‬أي أصحاب التصرف في شأن األمة‪ ،‬الذين يملكون زمام األمور‪ ،‬وبيدهم قيادة األمور‪.‬‬
‫أولو األمر‪ :‬الذين بهم يرتدع الناس فوالة األمر هم من يقومون بشأن أمر المسلمين؛ لصالح دينهم ودنياهم‪ ،‬وهم‬
‫أصحاب التصرف في األمة‪ ،‬وبيدهم قيادتها وبهم يرتدع الناس‪ .‬وقد ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم‪ ،‬فقال‬
‫سو َل َوأُو ِلي اْلَم ِر ِمنكُم﴾‪ ،‬ولقد فسر العلماء والة األمر‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫هللا تعالى‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫في اآلية بعدة تفسيرات‪ ،‬منها‪:‬‬

‫المراد بهم األمراء‪ ،‬العلماء‪ ،‬أصحاب محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أبو بكر وعمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أنها عامة‬
‫في كل أولي األمر‪ ،‬من األمراء والعلماء ولقد فسر أبو هريرة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬أولي األمر بأنهم األمراء‪.‬‬

‫وهو المراد من البحث عن التعريف اصطالحا ً‪ ،‬حيث إن والة األمر هم الذين بيدهم زمام أمر المسلمين‪.‬‬

‫الطبي‪ :‬جامع البيان يف تأويل القرآن‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬رببوت – لبنان‪ ،‬ط‪1412/1:‬ـه ‪1992 -‬م‪.‬‬ ‫‪ 9‬ر‬
‫الطبي‪ :‬ابن جرير ر‬
‫‪ 10‬ابن عاشور‪ :‬التحرير والتنوير‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫المبحث اْلول‪ :‬تفسير اآلية رقم‪ 59‬من سورة النساء‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬نص اآلية الكريمة‬

‫ش أي ٍء‬ ‫سو َل َوأُو ِلي أاْل َ أم ِر ِمن ُك أم ۖ فَ ِإن تَنَ َ‬


‫از أعت ُ أم فِي َ‬ ‫َّللا َوأ َ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ِين آ َمنُوا أ َ ِطيعُوا َّ َ‬
‫﴿يَا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫س ُن ت َأ أ ِو ا‬ ‫َٰ‬
‫يًل﴾‪11‬‬
‫اَّلل َوا أليَ أو ِم أاْل ِخ ِر ۚ ذَ ِلكَ َخي ٌأر َوأَحأ َ‬ ‫سو ِل ِإن كُنت ُ أم ت ُ أؤ ِمنُ َ‬
‫ون ِب َّ ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫فَ ُردُّوهُ ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬

‫ثانيا ً‪ :‬معاني المفردات‬


‫معناها‬ ‫المفردات‬
‫يا أيها الذين صدَّقوا هللا ورسوله وعملوا بشرعه‬ ‫َيا أَيُّ َها ا َّلذِينَ آ َمنوا‬
‫استجيبوا ألوامر هللا تعالى وال تعصوه‪ ،‬واستجيبوا للرسول صلى هللا‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعوا َّ‬
‫الرسو َل َوأو ِلي ْاأل َ ْم ِر‬ ‫أَ ِطيعوا َّ‬
‫عليه وسلم فيما جاء به من الحق‪ ،‬وأطيعوا والة أمركم في غير معصية‬ ‫ِمنك ْم‬
‫هللا‬
‫فإن اختلفتم في شيء بينكم‪ ،‬فأرجعوا الحكم فيه إلى كتاب هللا تعالى وسنة‬ ‫ش ْيءٍ فَردُّوه ِإلَى َّ‬
‫َّللاِ‬ ‫َفإِن تَنَازَ عْت ْم فِي َ‬
‫رسوله محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إن كنتم تؤمنون حق اإليمان باهلل‬ ‫ْ‬
‫اَّلل َواليَ ْو ِم ْاآل ِخ ِر‬
‫الرسو ِل ِإن كنت ْم تؤْ ِمنونَ ِب َّ ِ‬‫َو َّ‬
‫تعالى وبيوم الحساب‬
‫أجمل عاقبةً وأحمد مآالً‬ ‫سن تَأ ْ ِو ً‬
‫يال‬ ‫أَحْ َ‬

‫‪12‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬الشرح اإلجمالي لآلية‬

‫قوله تعالى‪( :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم) اختلفوا في (أولي األمر) قال‬
‫ابن عباس وجابر رضي هللا عنهم ‪:‬هم الفقهاء والعلماء الذين يعلمون الناس معالم دينهم‪ ،‬وهو قول الحسن‬
‫والضحاك ومجاهد‪ ،‬ودليله قوله تعالى‪ " :‬ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه‬
‫منهم " (النساء ‪.)83 -‬‬

‫وقال أبو هريرة‪ :‬هم األمراء والوالة‪ .‬وقال علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‪ :‬حق على اإلمام أن يحكم بما‬
‫أنزل هللا ويؤدي األمانة فإذا فعل ذلك فحق على الرعية أن يسمعوا ويطيعوا‪ .‬أخبرنا أبو علي حسان بن سعد‬
‫المنيعي‪ ،‬أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي‪ ،‬أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان‪ ،‬أنا أحمد بن‬
‫يوسف السلمي‪ ،‬أنا عبد الرزاق‪ ،‬أنا معمر‪ ،‬عن همام بن منبه أنا أبو هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا‬

‫‪ 11‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.59‬‬


‫‪ 12‬البغوي‪ :‬أبو أحمد الشافعي البغوي‪ :‬تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬من أطاعني فقد أطاع هللا‪ ،‬ومن عصاني فقد عصى هللا‪ ،‬ومن يطع األمير فقد أطاعني‪،‬‬
‫ومن يعص األمير فقد عصاني "‪.‬‬

‫أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي‪ ،‬أنا أحمد بن عبد هللا النعيمي‪ ،‬أخبرنا محمد بن يوسف‪ ،‬أنا محمد بن‬
‫إسماعيل أنا مسدد‪ ،‬أنا يحيى بن سعيد‪ ،‬عن عبيد هللا حدثني‪ ،‬نافع‪ ،‬عن عبد هللا رضي هللا عنهم عن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم قال‪ " :‬السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره‪ ،‬ما لم يؤمر بمعصية‪ ،‬فإذا أمر بمعصية‬
‫فال سمع وال طاعة"‪.‬‬

‫أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن محمد الدراوردي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت أنا أبو‬
‫إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي‪ ،‬أنا أبو مصعب‪ ،‬عن مالك بن أنس‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ ،‬أخبرنا عبادة‬
‫بن الوليد بن عبادة أن أباه أخبره عن عبادة بن الصامت قال‪ " :‬بايعنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على السمع‬
‫والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره‪ ،‬وعلى أثرة علينا وعلى أال ننازع األمر أهله‪ ،‬وعلى أن نقول‬
‫بالحق أينما كنا ال نخاف في هللا لومة الئم‪.‬‬

‫أخبرنا أبو عبد هللا عبد الرحمن بن عبيد هللا بن أحمد القفال‪ ،‬أنا أبو منصور أحمد بن الفضل البروجردي‪ ،‬أنا‬
‫أبو بكر بن محمد بن همدان الصيرفي‪ ،‬أنا محمد بن يوسف الكديمي‪ ،‬قال أخبرنا أبو داود الطيالسي‪ ،‬عن شعبة‪،‬‬
‫عن أبي التياح‪ ،‬عن أنس رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ألبي ذر‪ " :‬اسمع وأطع ولو لعبد‬
‫حبشي كأن رأسه زبيب" ‪.‬‬

‫أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي‪ ،‬أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي‪ ،‬أنا أبو العباس‪ ،‬أنا‬
‫محمد بن أحمد المحبوبي‪ ،‬أنا أبو عيسى الترمذي‪ ،‬أنا موسى بن عبد الرحمن الكندي‪ ،‬أنا زيد بن الحباب أنا‬
‫معاوية بن صالح‪ ،‬حدثني سليم بن عامر‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا أمامة رضي هللا عنه يقول‪ :‬سمعت رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال‪ " :‬اتقوا هللا وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم‬
‫وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم"‪ .‬وقيل‪ :‬المراد أمراء السرايا‪ ،‬أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد‬
‫بن عبد هللا النعيمي‪ ،‬أنا محمد بن يوسف‪ ،‬أنا محمد بن إسماعيل‪ ،‬أنا صدقة بن الفضل‪ ،‬أنا حجاج بن محمد‪ ،‬عن‬
‫يعلى بن مسلم‪ ،‬عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‪ ،‬في قوله تعالى‪( :‬وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم) قال ‪:‬‬
‫نزلت في عبيد هللا بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي صلى هللا عليه وسلم في سرية وقال عكرمة‪ :‬أراد‬
‫بأولي األمر أبا بكر وعمر رضي هللا عنهما‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫حدثنا أبو المظفر محمد بن أحمد التيمي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ‪ ،‬أخبرنا خيثمة بن‬
‫سليمان بن حيدرة األطرابلسي ‪ ،‬أنا عمرو بن أبي عرزة بالكوفة ‪ ،‬أخبرنا ثابت بن موسى العابد ‪ ،‬عن سفيان‬
‫بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي ‪ ،‬عن حذيفة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إني ال أدري ما بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " ‪ ،‬رضي هللا عنهما‪.‬‬
‫وقال عطاء ‪ :‬هم المهاجرون واألنصار والتابعون لهم بإحسان بدليل قوله تعالى ( والسابقون األولون من‬
‫المهاجرين واألنصار ) اآلية‪.‬‬

‫أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد هللا بن محمود‪ ،‬أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد هللا الخالل‪ ،‬أنا عبد هللا بن المبارك‪،‬‬
‫عن إسماعيل المكي‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي هللا عنهم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ " :‬مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام ال يصلح الطعام إال بالملح " قال ‪ :‬قال الحسن ‪ :‬قد ذهب ملحنا‬
‫فكيف نصلح‪.‬‬

‫قوله عز وجل‪( :‬فإن تنازعتم) أي ‪:‬اختلفتم‪( ،‬في شيء) من أمر دينكم‪ ،‬والتنازع‪ :‬اختالف اآلراء وأصله من‬
‫النزع فكأن المتنازعين يتجاذبان ويتمانعان‪( ،‬فردوه إلى هللا والرسول) أي‪ :‬إلى كتاب هللا وإلى رسوله ما دام‬
‫حيا وبعد وفاته إلى سنته‪ ،‬والرد إلى الكتاب والسنة واجب إن وجد فيهما‪ ،‬فإن لم يوجد فسبيله االجتهاد‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫الرد إلى هللا تعالى والرسول أن يقول لما ال يعلم‪ :‬هللا ورسوله أعلم (إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر ذلك)‬
‫أي‪ :‬الرد إلى هللا والرسول‪( ،‬خير وأحسن تأويال) أي‪ :‬أحسن مآال وعاقبة‪.‬‬

‫رابعا ً‪ :‬ما يستفاد من اآلية‬


‫• هذه اآلية هي النص المركزي في هذا البحث‪ ،‬وهي أصل من أصول علم أصول الفقه‪ ،‬ما يستفاد من‬
‫هذه اآلية أن أمر المولى تبارك وتعالى على ترتيب معين بالطاعة فبدأ بالعمدة والمرجعية وهي طاعة‬
‫المولى تبارك وتعالى مقررا ً لإليمان بموافقة ما أمر به‪ ،‬ثم أتبعه باألمر بطاعة الرسول – صلى هللا‬
‫عليه وسلم – ثم اتبعه بأولي األمر مع ما تحمله هذه الكلمة من معان سواء أكانوا حكاما ً أو علماء ممن‬
‫هم أهل حل وعقد في األمة بشرط عدم األمر بمعصية‪.‬‬
‫• ولقد بينت األصول الثالثة الكتاب والسنة واإلجماع كما أضافت القياس الذي يحمل في معناه التنازع‬
‫فيرد إلى األصول‪ .‬وهذا الترتيب مقصود منه سبحانه وتعالى‪ ،‬لبيان األصول األربعة‪.‬‬
‫• فاألمر هنا يفيد الوجوب ايضاً‪ ،‬وجوب اتباع أوامره سبحانه وتعالى واالنتهاء عن فاألمر وطاعة أوامره‬
‫صلى هللا عليه وسلم وأوامر من يتولى أمور المسلمين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تفسير اآلية رقم‪ 83‬من‬
‫سورة النساء‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬نص اآلية الكريمة‬

‫سو ِل َوإِلَ َٰى أُو ِلي اْلَم ِر ِمن ُهم لَعَ ِل َمهُ الَّ ِذينَ‬ ‫الر ُ‬ ‫ف أَذَاعُوا بِ ِه ۗ َولَو َردُّوهُ إِلَى َّ‬ ‫﴿وإِذَا َجا َءهُم أَم ٌر ِمنَ اْلَم ِن أَ ِو ال َخو ِ‬
‫َ‬
‫طانَ إِ َّال قَ ِل ً‬
‫يال﴾‬ ‫علَيكُم َو َرح َمتُهُ َالتَّبَعت ُ ُم الشَّي َ‬ ‫طونَهُ ِمن ُهم ۗ َولَو َال فَض ُل َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫يَستَنبِ ُ‬

‫ثانيا ً‪ :‬معاني المفردات‬


‫معناها‬ ‫المفردات‬
‫وإذا جاء هؤالء المنافقين أمر مما فيه أمن المسلمين وسرورهم‪ ،‬أو‬ ‫َو ِإذَا َجا َءه ْم أَ ْم ٌر ِمنَ ْاأل َ ْم ِن أَ ِو ْالخ َْو ِ‬
‫ف‬
‫خوفهم وحزنهم‪.‬‬
‫أفشوه وأشاعوه وذلك مفسدة‪.‬‬ ‫أَذَاعوا بِ ِه‬
‫ولو تأنوا وأرجعوا األمر إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وإلى أهل‬ ‫الرسو ِل َو ِإلَى أو ِلي ْاأل َ ْم ِر‬ ‫َولَ ْو َردُّوه ِإلَى َّ‬
‫الرأي والعلم والنصح‪.‬‬ ‫ِم ْنه ْم لَ َع ِل َمه‬
‫يستخرجون تدبيره‪ ،‬أو ِعلمه‪.‬‬ ‫َي ْستَن ِبطونَه‬
‫ولوال فضل هللا عليكم باإلسالم ورحمته بكم بالقرآن ‪ -‬أيها المؤمنون ‪-‬‬ ‫علَيْك ْم َو َرحْ َمته َالتَّبَ ْعتم‬ ‫َولَ ْو َال فَضْل َّ ِ‬
‫َّللا َ‬
‫فعافاكم مما ابتلى به هؤالء المنافقين؛ التبعتم وساوس الشيطان إال قليالً‬ ‫طانَ إِ َّال قَ ِل ً‬
‫يال‬ ‫ش ْي َ‬
‫ال َّ‬
‫منكم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬الشرح اإلجمالي لآلية‬

‫قوله تعالى ‪ ( :‬وإذا جاءهم أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به ) إنكار على من يبادر إلى األمور قبل تحققها ‪،‬‬
‫فيخبر بها ويفشيها وينشرها ‪ ،‬وقد ال يكون لها صحة ‪.‬وقد قال مسلم في " مقدمة صحيحه " حدثنا أبو بكر بن‬
‫أبي شيبة ‪ ،‬حدثنا علي بن حفص ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن خبيب بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن حفص بن عاصم ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ " :‬كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع " وكذا رواه أبو داود في‬
‫كتاب " األدب " من سننه ‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن إشكاب ‪ ،‬عن علي بن حفص ‪ ،‬عن شعبة ورواه مسلم‬
‫أيضا من حديث معاذ بن هشام العنبري ‪ ،‬وعبد الرحمن بن مهدي ‪ .‬وأخرجه أبو داود أيضا من حديث حفص‬
‫بن عمر النمري‪ ،‬ثالثتهم عن شعبة‪ ،‬عن خبيب عن حفص بن عاصم‪ ،‬به مرسال‪ .‬وفي الصحيحين عن المغيرة‬
‫بن شعبة‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نهى عن قيل وقال أي‪ :‬الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من‬
‫غير تثبت‪ ،‬وال تدبر‪ ،‬وال تبين‪ .‬وفي سنن أبي داود أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ " :‬بئس مطية الرجل‬

‫كثب‬ ‫‪13‬‬
‫تفسب ابن ر‬
‫ر‬
‫‪12‬‬
‫زعموا عليه "‪ .‬وفي الصحيح‪ " :‬من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "‪ .‬ويذكر هاهنا حديث‬
‫عمر بن الخطاب المتفق عليه‪ ،‬حين بلغه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم طلق نساءه‪ ،‬فجاءه من منزله حتى‬
‫دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك‪ ،‬فلم يصبر حتى استأذن على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فاستفهامه‪:‬‬
‫أطلقت نساءك؟ قال‪ " :‬ال " فقلت‪ :‬هللا أكبر وذكر الحديث بطوله‪ .‬وعند مسلم‪ :‬فقلت‪ :‬أطلقتهن؟ فقال‪ " :‬ال "‬
‫فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي‪ :‬لم يطلق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نساءه‪ .‬ونزلت هذه اآلية‪:‬‬
‫(وإذا جاءهم أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه الذين‬
‫يستنبطونه منهم )فكنت أنا استنبطت ذلك األمر‪ .‬ومعنى قوله‪( :‬يستنبطونه) أي‪ :‬يستخرجونه ويستعملونه من‬
‫معادنه‪ ،‬يقال‪ :‬استنبط الرجل العين‪ ،‬إذا حفرها واستخرجها من قعورها‪ .‬ومعنى قوله‪( :‬التبعتم الشيطان إال قليال)‬
‫قال علي بن أبي طلحة‪ ،‬عن ابن عباس‪ :‬يعني المؤمنين‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪( :‬التبعتم‬
‫الشيطان إال قليال) يعني‪ :‬كلكم‪ .‬واستشهد من نصر هذا القول ‪.‬بقول الطرماح بن حكيم‪ ،‬في مدح يزيد بن المهلب‪:‬‬
‫فيه ‪.‬‬ ‫أشم كثير يدي النوال قليل المثالب والقادحة يعني‪ :‬ال مثالب له‪ ،‬وال قادحة‬

‫رابعا ً‪ :‬ما يستفاد من اآلية‬


‫• في هذه اآلية فائدة وهي تأديب من هللا لعباده عن فعلهم هذا غير الالئق‪.‬‬
‫• أنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من األمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق باألمن وسرور المؤمنين‪،‬‬
‫أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا وال يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر‪ ،‬بل يردونه إلى الرسول‬
‫وإلى أولي األمر منهم‪ ،‬أه ِل الرأي‪ :‬والعلم والنصح والعقل والرزانة‪ ،‬الذين يعرفون األمور ويعرفون‬
‫المصالح وضدها‪ .‬فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم‬
‫فعلوا ذلك‪ .‬وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته‪ ،‬لم يذيعوه‪،‬‬
‫وفي هذه اآلية دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من األمور ينبغي أن يولَّى َم ْن هو‬
‫أهل لذلك ويجعل إلى أهله‪ ،‬وال يتقدم بين أيديهم‪ ،‬فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسالمة من الخطأ‪.‬‬
‫• وفي هذه اآلية قيمة جميلة وهي النهي عن العجلة والتسرع لنشر األمور من حين سماعها‪ ،‬واألمر‬
‫بالتأمل قبل الكالم والنظر فيه‪ ،‬هل هو مصلحة‪ ،‬في ْقدِم عليه اإلنسان؟ أم ال‪ ،‬فيحجم عنه‬
‫يستفاد من هذه اآلية أن اإلنسان بطبعه ظالم جاهل‪ ،‬فال تأمره نفسه إال بالشر‪ .‬فإذا لجأ إلى ربه واعتصم‬ ‫•‬
‫به واجتهد في ذلك‪ ،‬لطف به ربه ووفقه لكل خير‪ ،‬وعصمه من الشيطان الرجيم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الخاتمة‬
‫إن وجوب طاعة أولي األمر من أهم األمور التي أمرنا هللا تعالى ورسوله بها وقد استخلصت مجموعة من‬
‫النتائج‪.‬‬

‫أبرز نتائج البحث‪:‬‬


‫‪ -1‬توصلنا من خالل هذا البحث أن طاعة أولي األمر طاعة هلل ورسوله‪ ،‬وهي في الرتبة الثالثة‪ ،‬ألنه ال‬
‫طاعة لولي األمر في معصية هللا أو الرسول‪ ،‬وهي بعد ذلك عبادة‪ ،‬ألن طاعة ولي األمر طاعة هلل‪.‬‬
‫‪ -2‬وولي األمر هو كل من يتولى شؤون المسلمين في مجال من مجاالت الحياة‪ ،‬وأعالها حاكم المسلمين‪،‬‬
‫لكن لهذه الطاعة أسسا ً تقوم عليها‪ ،‬أهمها أن يكون ولي األمر مؤمنا ً أمينا ً يحكم بالعدل ويتصف بالعدالة‪.‬‬
‫‪ -3‬تنضبط الطاعة المأمور بها أن تكون في حدود االستطاعة وأن تكون في المعروف وفي غير معصية‬
‫هللا‪.‬‬
‫‪ -4‬إن السمع والطاعة لولي األمر أصل عظيم اجتمع عليه أهل السنة والجماعة بداللة الكتاب والسنة‬
‫واالجماع وأقوال السلف إذا تضافرت بوجودها على الرعية‪.‬‬
‫‪ -5‬هناك ضوابط لطاعة أولي األمر في الشريعة اإلسالمية لكي تصبح طاعة مشروعة منها ما يتعلق‬
‫بالمطاع ومنها ما يتعلق بالطائع‪.‬‬
‫‪ -6‬للسمع والطاعة ألولي األمر دور فعال في تحقيق األمن واالستقرار واالجتماعي وعدم الفرقة وفي‬
‫حماية مقاصد الشرع‪.‬‬
‫‪ -7‬توصلنا من خالل هذا البحث أن طاعة أولي األمر طاعة هلل ورسوله‪ ،‬وهي في الرتبة الثالثة‪ ،‬ألنه ال‬
‫طاعة لولي األمر في معصية هللا أو الرسول‪ ،‬وهي بعد ذلك عبادة‪ ،‬ألن طاعة ولي األمر طاعة هلل‪.‬‬
‫‪ -8‬وولي األمر هو كل من يتولى شؤون المسلمين في مجال من مجاالت الحياة‪ ،‬وأعالها حاكم المسلمين‪،‬‬
‫لكن لهذه الطاعة أسسا ً تقوم عليها‪ ،‬أهمها أن يكون ولي األمر مؤمنا ً أمينا ً يحكم بالعدل ويتصف بالعدالة‪.‬‬
‫‪ -9‬تنضبط الطاعة المأمور بها أن تكون في حدود االستطاعة وأن تكون في المعروف وفي غير معصية‬
‫هللا‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫على العلماء العمل على توحيد األمة على اختالف أفكارها ومذاهبها ومناهجها ما دامت ال تخرج عن منهج‬
‫القرآن والسنة فللعلماء دور بارز على مدار التاريخ في توجيه األمة الوجهة الصحيحة وتحديد مكامن الخطر‪.‬‬
‫ولذا فالبد من إطاعة أولي األمر والحث على ذلك‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المصادر العلمية‪:‬‬

‫التفاسير‪:‬‬
‫‪ -1‬ابن عاشور‪ :‬محمد الطاهر ابن عاشور‪ :‬التحرير والتنوير‪ ،‬دار سحنون للنشر والتوزيع – تونس‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن كثير‪ :‬عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬دار األندلس للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪1400/2:‬هـ ‪1980 -‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬البغوي‪ :‬أبو أحمد الشافعي البغوي‪ :‬تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪1993 :‬م‪.‬‬

‫كتب الحديث الشريف‪:‬‬


‫‪ -1‬ابن أبي شبيب‪ :‬أبو بكر عبد هللا بن محمد بن شيبة‪ :‬المصنف في األحاديث واآلثار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‬
‫– لبنان‪ ،‬ط‪1989/1:‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن أبي عاصم‪ :‬األحاد والمثاني‪ ،‬دار الراية – الرياض‪ ،‬ط‪1991/1:‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن الجوزي‪ :‬عبد الرحمن بن علي بن الجوزي‪ :‬الموضوعات‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬‬
‫ط‪1403/2:‬هـ ‪1983-‬م‪.‬‬

‫كتب اللغة والمعاجم‪:‬‬


‫‪ -1‬ابن فارس‪ :‬أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا‪ :‬معاجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق وضبط عبد السالم محمد‬
‫هارون‪ ،‬دار الجبل – بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪1411/1:‬هـ ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر بيروت – لبنان ط‪1300/1:‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬الجوهري‪ :‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري‪ :‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬تحقيق إميل‬
‫يديع يعقوب – محمد نبيل طريفي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪1420/1:‬هـ ‪1999-‬م‪.‬‬

‫مصادر عامة‪:‬‬
‫‪ -1‬ابن تيمية‪ :‬مجموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -2‬الطبري‪ :‬تاريخ الطبري‪ ،‬تاريخ األمم والملوك‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪1995 :‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬العثيمين‪ :‬محمد بن صالح العثيمين‪ :‬شرح العقيدة السفارينية‪ ،‬خرج أحاديثه وآياته وعلق عليه إسالم‬
‫منصور عبد الحميد‪ ،‬دار البصيرة اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫علوم القرآن الكريم‪:‬‬


‫‪ -1‬معاني القرآن‪ .‬المؤلف‪ :‬أبو جعفر النحاس أمحد بن محمد (المتوفي)‪338 :‬هـ‪.‬‬
‫‪ -2‬معاني القرآن‪ .‬المؤلف‪ :‬أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد هللا بن منظور الديلمي الفراء (المتوفي)‬
‫‪207‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المفردات في غريب القرآن‪ .‬المؤلف‪ :‬أبو القاسم الحسني بن محمد المعروف بالراغب األصفهاني‬
‫(المتوفي)‪50 :‬هـ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفهرس‬

‫المقدمة ‪1...........................................................................................................................‬‬
‫أهمية الموضوع‪1........................................................................................................... :‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪1..................................................................................................:‬‬
‫أهداف الموضوع‪2.......................................................................................................... :‬‬
‫خطة البحث‪2................................................................................................................. :‬‬
‫منهج البحث‪4................................................................................................................ :‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف الطاعة لغةً واصطالحاً‪5...................................................................................:‬‬
‫التمهيد‪5............................................................................................................................‬‬
‫تعريف الطاعة لغاً‪5...................................................................................................... :‬‬
‫تعريف الطاعة اصطالحاً‪6............................................................................................. :‬‬
‫ثانياً‪ :‬تعريف ولي األمر لغةً واصطالحاً‪7...............................................................................:‬‬
‫تعريف ولي األمر لغاً‪7.................................................................................................. :‬‬
‫تعريف ولي األمر اصطالحاً‪7......................................................................................... :‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تفسير اآلية رقم‪ 59‬من سورة النساء‪9................................................................... :‬‬
‫أوالً‪ :‬نص اآلية الكريمة ‪9...................................................................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬معاني المفردات ‪9......................................................................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الشرح اإلجمالي لآلية ‪9...............................................................................................‬‬
‫رابعاً‪ :‬ما يستفاد من اآلية ‪11 ...............................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تفسير اآلية رقم‪ 83‬من سورة النساء‪12 ................................................................ :‬‬
‫أوالً‪ :‬نص اآلية الكريمة ‪12 ................................................................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬معاني المفردات ‪12 ...................................................................................................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الشرح اإلجمالي لآلية ‪12 ............................................................................................‬‬
‫رابعاً‪ :‬ما يستفاد من اآلية ‪13 ...............................................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪14 ........................................................................................................................‬‬
‫‪17‬‬
‫أبرز نتائج البحث‪14 ....................................................................................................... :‬‬
‫التوصيات‪15 ................................................................................................................ :‬‬
‫المصادر العلمية‪16 ............................................................................................................:‬‬
‫التفاسير‪16 ................................................................................................................... :‬‬
‫كتب الحديث الشريف‪16 .................................................................................................. :‬‬
‫كتب اللغة والمعاجم‪16 .................................................................................................... :‬‬
‫مصادر عامة‪16 ............................................................................................................ :‬‬
‫الفهرس ‪17 .......................................................................................................................‬‬

‫‪18‬‬

You might also like