You are on page 1of 20

‫جامعة الجزائر‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم التجارية‬

‫تحت عنوان‬

‫دور الرقابة الداخلية في تحسين اداء المؤسسة‬

‫دراسة حالة السونطراك حول تسيير‬


‫المخزونات‬
‫مذكرة مقدمة لالستكمال متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم التجارية‬
‫تخصص محاسبة و تدقيق‬
‫تحت اشراف االستاذ‬ ‫من اعداد الطالبتان‬
‫_ مخلوفي مريم _‬ ‫احالم لعرينونة‬
‫فلاير كامل _‬

‫اعضاء لجنة المناقشة‬


‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم و اللقب‬

‫السنة الدراسية ‪2022/2023‬‬


‫ةؤةمؤؤ‬
‫إهداء‬
‫بعد بسم اهلل الرحمن الرحيم والصالة والسالم على أشرف المرسلين أما‬
‫‪:‬بعد‬

‫اهدي ثمرة جهدي هذه إلى أحن وأعز مخلوقين لي في الدنيا أمي‬
‫الغالية التي أكن لها االحترام والتقدير والحب فهي لم تكف يوما عن‬
‫رفع يديها داعية لي بالنجاح وتقديم النصائح التي بها أنارت مساري‬
‫‪.‬الدراسي‬

‫أبي العزيز الذي سهر وتعب لتحقيق مطالبنا ورغباتنا وعدم تحسيسنا‬
‫‪.‬بالحاجة يوما‬

‫بدون أن ننسى أخواني ورفاق دربي الذين كانوا لي سنداً في‬


‫‪.‬مشوار الحياة كل في مقامه‬

‫أسئل اهلل لهم دوام األخوة‬

‫وإلى طلبة الدفعة كل بإسمه خاصة أعز صديقاتي‬

‫احالم‬
‫إهداء‬
‫بعد بسم اهلل الرحمن الرحيم والصالة والسالم على أشرف المرسلين‬
‫أما بعد‪ :‬إلى أحلى هدية في الحياة إلى معنى الحب والحنان إلى‬
‫بسمة الحياة وسر الوجود وأنقى إنسان بحر االطمئنان وسريان‬
‫‪.‬االمان‪ ،‬إلى من كان دعائها سر نجاحي‪" ...‬أمي" حفظها اهلل‬

‫إلى مالكي في الحياة من جرع الكأس فارغا ليسقيني قطرة حب‬


‫إلى من كلت أنامله ليقدم لنا لحظة سعادة إلى من حصد االشواك‬
‫عن دربي ليمهد لي طريق العلم إلى القلب الكبير‪" ...‬ابي"‬
‫‪.‬رحمك اهلل‬

‫إلى من كانوا يضيئون لي الطريق من ساندوا ظهري وقت الحاجة‬


‫ودعموا إيماني وقت الضياع إخوتي‪ :‬نورة‪ ،‬نبيلة‪ ،‬ياسمين‪ I،‬أمينة‪،‬‬
‫عبد القادر‪ ،‬فاتح‪ ،‬وإلى صغار العائلة‪ :‬نائلة ومحمد أبناء أختي‪،‬‬
‫‪.‬ومحمد ابن أخي‪ ،‬إلى زوج أختي مخزومي صادق‬

‫إلى من سعدت برفقتهم في دروب الحياة ندى ومنال‪ ،‬وإلى كل‬


‫فريال‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫شكر‬
‫إهداء‬
‫فهرس المحتويات‬
‫قائمة االشكال و الجداول‬
‫الملخص‬
‫المقـدمة العامـة‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى نظام الرقابة الداخلية‬
‫تمهيد الفصل األول‬
‫المبحث االول‪ :‬مفاهيم أساسية حول الرقابة الداخلية‬
‫المطلب األول ‪ :‬نبذة تاريخية عن نظام الرقابة الداخلية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف الرقابة الداخلية‬
‫المطلب الرابع‪ :‬خصائص الرقابة الداخلية ومقوماتها األساسية‬
‫ الملخص‬:
‫تهدف هذه الدراسة إلى معرفة دور الرقابة الداخلية في تحسين األداء في المؤسسة‬
‫ وذلك من خالل التطرق إلى جميع المفاهيم والمتغيرات المحيطة بمصطلح‬،‫اإلقتصادية‬
‫ وكذا التوجه إلى تحليل األداء في المؤسسة‬،‫الرقابة الداخلية من مبادئ ومعايير وغيرها‬
‫ وإسقاط كل هذه المتغيرات على واقع‬،‫ودوافع تحسينه وكذا العوامل المؤثرة في هذه العملية‬
‫المؤسسة الجزائرية حيث وقع اختيارنا على مجمع سونلغاز‬.
‫وقد توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها الدور الذي تؤديه الرقابة الداخلية‬
‫في تحسين األداء والمتمثل في تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف واكتشاف اإلنحرافات‬
‫ وإصالحها من أجل تحسين أداء المؤسسة واالرتقاء به‬.

Abstrait:

Cette étude vise à connaitre le rôle du contrôle interne dans


l'amélioration de la performance de l'institution économique et
ce, en abordant tous les concepts et variables entourant le
terme contrôle interne y compris les principes, les normes etc.
Notamment, la tendance à analyser la performance de
l'institution et les vecteurs de son amélioration, les facteurs
affectant ce processus et la projection de toutes ces variables
sur la réalité de l'institution algérienne, et à partir desquels nous
avons choisis le complexe Sonelgaz .

Cette étude a abouti à un ensemble de résultats dont le plus


important est le rôle du contrôle interne dans l'amélioration des
performances portant sur l'identification des points de forces et
de faiblesses, la délimitation des carences et à leurs corrections
afin de participer à l'amélioration et à la progression des
performances de l'institution .

‫المقدمة العامة‬
‫المقدمة العامة‪:‬‬
‫أصبح من المعروف‪ i‬أن المؤسسات‪ i‬في حالة سباق نحو المستقبل لما لها من تحديات وشدة المنافسة من‬
‫المحيط الخارجي الذي يتميز بتطور سريع عبر الزمن في شتى المجاالت االقتصادية االجتماعية‬
‫السياسية والتكنولوجية‪ ،‬وفي‪ i‬نطاق توسيع المبادالت التجارية وتشابكها‪ ،‬ونتيجة لهذا التطور‪ i‬أصبح االداء‬
‫المالي للمؤسسة وعملية تقييمه من أهم الركائز‪ i‬التي تسمح باتخاذ وتقييم قرارات المؤسسة االدارية‬
‫والمالية المختلفة‪.‬‬
‫كما يعتبر من أهم األهداف التي تسعى إليها المؤسسة لتحقيق تقدمها وازدهارها‪ i‬إيجاد حلول تسمح‬
‫ببقائها‪ ،‬مما أدى بها إلى السعي نحو إيجاد أساليب وبرامج تسيير المؤسسة‪ ،‬وحتى تحقق المؤسسة هذه‬
‫البرامج لجأت إلى استخدام نظام الرقابة الداخلية والذي يعتبر خط دفاع قوي‪ i‬يضمن ويحمي مصالح‬
‫المؤسسة‪ ،‬حيث يعتبر العين الساهرة التي تحقق سالمة تدفق أموالها وتوزيعها‪ ،‬واكتشاف‪ i‬االخطاء إذا‬
‫وقعت فور‪ i‬حدوثها وقبل أن يزداد أمرها‪.‬‬
‫‪ ‬فعند احترام متطلبات واجراءات تطبيق نظام الرقابة الداخلية بشكل جيد ومناسب ‪ ‬تستطيع المؤسسة‬
‫تقييم أدائها‪ ،‬فهو شبيه بالجهاز‪ i‬الهضمي‪ i‬لإلنسان الذي ينظم حركات أعضاء الجسم لتؤدي وظيفتها‬
‫بطريقة صحيحة ومتناسقة ولذا أصبح وجوده مثل هذه األنظمة ضرورة حتمية لكل مؤسسة من أجل‬
‫نجاح أكبر‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تكمن أهمية الموضوع‪ i‬المختار قيمته العلمية في الحاجة إلى نظام الرقابة الداخلية الذي يساعد المؤسسة‬
‫لتحقيق أهدافها‪ ،‬والذي يعتبر كأداة فعالة ال يمكن االستغناء عنها بالمؤسسة االقتصادية ذلك بالنظر‪ i‬لتطور‬
‫واتساع‪ i‬حجم المشاريع لتسهيل التحكم في تسييرها‪i.‬‬
‫اهداف البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تسعى الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ابراز مفهوم الرقابة الداخلية ومدى أهميتها في األداء المالي المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد إطار نظري لألداء وعالقته بالرقابة الداخلية‪.‬‬
‫‪ ‬محاولة تقديم معلومة عن مدى مساهمة الرقابة الداخلية في تحسين أداء المؤسسة من خالل ذكر‬
‫بعض مبادئها‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫ان اختيارنا للموضوع‪ i‬الذي جاء نتحت عنوان "دور الرقابة الداخلية في تحسين أداء المؤسسة" يعود‬
‫ألسباب عدة ومن أهمها‪:‬‬
‫أهمية نظام الرقابة الداخلية في تحسين أداء المؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اهمية الموضوع البالغة لدى مسيري المؤسسات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة المنافسة بين المؤسسات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرغبة الشخصية في دراسة الموضوع‪i.‬‬ ‫‪‬‬
‫بحكم التخصص في مجال المحاسبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن التساؤل الجوهري الذي نحاول اإلجابة عليه من خالل هذه المذكرة هو اإلشكالية‬
‫الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬كيف يساهم نظام الرقابة الداخلية في تحسين األداء المالي للمؤسسة؟‬
‫بغية اإللمام لهذا الموضوع بصفة أكثر يمكن طرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما هو مفهوم نظام الرقابة الداخلية؟‬
‫‪ ‬ماذا نقصد باألداء المالي وتقييمه؟‬
‫‪ ‬هل يساعد نظام الرقابة الداخلية في تحسين األداء المالي للمؤسسة محل الدراسة؟‬
‫‪ ‬الفرضيات‪:‬‬
‫لتسهيل معالجة إشكالية البحث يمكن االعتماد على بعض الفرضيات والتي تتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تعتبر الرقابة الداخلية من األنظمة العامة للتسيير‪ i‬الجيد للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم األداء المالي هو تشخيص الصحة المالية للمؤسسة ومعرفة مدى قدرتها على خلق قيمة‬
‫لمجابهة المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬يساهم نظام الرقابة الداخلية في تحسين األداء المالي وتطويره بمجمع‪ ‬سونلغاز بالجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬المنهج المتبع‪:‬‬
‫‪ ‬سيتم االعتماد المنهج الوصفي والتحليلي لإلجابة على اإلشكالية المطروحة واثبات صحة او نفي‬
‫الفرضيات وهذا من خالل جمع وتحليل مختلف المعلومات عن الرقابة الداخلية وتحسين األداء المالي‪ ،‬ثم‬
‫التطرق‪ i‬إلى منهج دراسة حالة من خالل تطبيق النتائج المستعرضة نظريا‪ i‬في مؤسسة سونلغاز‪ i‬بالجزائر‬
‫الوسطى‪i.‬‬
‫إطار البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يهتم هذا البحث بدراسة الرقابة الداخلية ودورها في تقييم أداء المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬حدود البحث‪:‬‬
‫‪ ‬الحدود المفاهيمية‪ :‬هذه الدراسة تحاول الربط بين موضوع‪ i‬الرقابة الداخلية وتأثره بتقييم أداء‬
‫المؤسسة‪ ،‬من خالل تحديد المفاهيم المتعلقة لكل منهما‪.‬‬
‫‪ ‬الحدود المكانية‪ :‬إلسقاط الجانب الدراسي على الواقع الحالي تم إجراء الدراسة في مؤسسة‬
‫سونلغاز بالجزائر الوسطى‪i.‬‬
‫‪ ‬الحدود الزمانية‪ :‬تمت الدراسة في الفترة الممتدة من ‪ 2023‬إلى ‪.2024‬‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ ‬تقسيم البحث‪:‬‬
‫إلثبات صحة الفرضيات‪ ،‬تم تقسيم البحث إلى ثالث فصول‪ ،‬فصالن يمثالن جانب نظري وفصل جانب‬
‫تطبيقي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬بعنوان مدخل إلى نظام‪ i‬الرقابة الداخلية وبتقسيم‪ i‬هذا الفصل إلى ثالث مباحث اين يتم‬
‫التطرق‪ i‬في المبحث األول على المفاهيم األساسية لنظام الرقابة الداخلية‪ ،‬ثم مكونات وإجراءات نظام‬
‫‪.‬الرقابة الداخلية كمبحث ثاني‪ ،‬ومن ثم تطرقنا في المبحث الثالث إلى تقييم نظام الرقابة الداخلية‬
‫الفصل الثاني‪ :‬يتضمن هذا الفصل على مساهمة نظام الرقابة الداخلية في تحسين أداء المؤسسة‬
‫وبتقسيمه إلى ثالث مباحث‪ ،‬ففي المبحث األول تطرقنا إلى مفاهيم حول أداء المؤسسة‪ ،‬ثم ماهية تحسين‬
‫‪.‬األداء المالي والعوامل المؤثرة فيه‪ ،‬وكمبحث أخير ذكرنا تأثير الرقابة الداخلية في تحسين أداء المؤسسة‬
‫‪:‬الفصل الثالث‬
‫وفي‪ i‬النهاية الخروج بخاتمة تتضمن أهم النتائج المتواصل إليها في الدراسة إضافة إلى التوصيات‪i‬‬
‫‪.‬واالقتراحات‬
‫‪:‬الفصل األول‬
‫مدخل إلى نظام الرقابة الداخلية‬
‫تمهيد الفصل األول ‪:‬‬
‫إن التطورات والتغيرات التي حدثت للمؤسسات مثل كبر حجمها وتعدد نشاطاتها‪ i‬وتعدد أصنافها‪ ،‬وكذا‬
‫تنوع عملياتها أدى إلى تسهيل اإلختالسات والغش والتالعبات‪ ،‬فأصبح من الضروري إنتهاج أسلوب‬
‫رقابة داخلية فعال‪ ،‬فإن وجود‪ i‬رقابة داخلية يضمن سير مختلف العمليات داخلها‪ ،‬ويضمن أيضا تحقيق‬
‫األهداف المسطرة‪ ،‬وبالتالي‪ i‬يتيح لإلدارة الطمانينة‪.‬‬
‫إن المراجع يعتمد في المراجعة على تقييم نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬ويعتبر‪ i‬من أهم خطواتها‪ ،‬وذلك بغية‬
‫إكتشاف‪ i‬مواطن الضعف والقوة فيه‪ ،‬فكلما كان نظام الرقابة الداخلية المطبق‪ i‬سليما وقويا كان دليل على‬
‫صحة وسالمة البيانات والمعلومات‪ ،‬وبالتالي إمكانية اإلعتماد عليه‪.‬‬
‫لقد زادت أهمية اإلهتمام بوظيفة الرقابة الداخلية‪ ،‬حيث أصبحت أمرا حتميا وضروريا‪i‬‬
‫في المؤسسات وعلى جميع أوجه النشاط لهذا تم تقسيم هذا الفصل إلى ثالث مباحث ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم أساسية حول الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مكونات وإجراءات نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تقييم نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول الرقابة الداخلية‬

‫ان وجود وسائل الرقابة الداخلية فرضت نفسها نتيجة متغيرات حقيقية تشهدها المؤسسات اإلقتصادية‬
‫كالتطور الملحوظ في شكلها القانوني‪ ،‬والتزايد‪ i‬الكبير في المعامالت واإلنساع على مستوى‪ i‬النشاط وتعقد‬
‫نواحيه اإلدارية المالية والتنظيمية‪ ،‬ولقد زاد اإلهتمام بوظيفة الرقابة الداخلية إذ أصبحت تمارس على‬
‫جميع نشاطات المؤسسة‪ ،‬وهذا حتى يكون نظام الرقابة الداخلية قوي‪ i‬وسليم يساعد اإلدارة على إتخاذ‬
‫القرارات السليمة‪.‬‬
‫يستعرض هذا المبحث موضوع الرقابة الداخلية‪ ،‬قصد إبراز أهمية وجود نظام سليم يتحكم في‬
‫المؤسسات‪ i‬على إختالف أنواعها‪ ،‬بحيث تتناول فيه اربع مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المنبذة تاريخية عن نظام الرقابة الداخلية‬


‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الرقابة الداخلية‬
‫المطلب الثاث ‪ :‬المطلب أهداف وأهمية الرقابة الداخلية‬
‫المطلب الرابع‪ :‬خصائص الرقابة الداخلية ومقوماتها‪ i‬األساسية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬نبذة تاريخية عن نظام الرقابة الداخلية‬


‫تقوم المؤسسة على مجموعة من األهداف التي تسعى إلى تحقيقها‪ ،‬ويتم‪ i‬هذا من خالل تسخير‪ i‬مجموعة‬
‫من الموارد المادية المالية‪ ،‬والبشرية باإلضافة إلى مختلف أشكال التكنولوجية حيث تواجه المؤسسة‬
‫تحديا كبيرا فيما يخص اإلستغالل األمثل لهذه الموارد ضمن التشريعات القانونية التي تمارس فيها‬
‫المؤسسة نشاطها وللتأقلم مع هذه التحديات وتعليل المخاطر‪ i‬الممكنة تقوم اإلدارة بتصميم‪ i‬وتنفيذ مجموعة‬
‫من اإلجراءات تتالءم مع نشاط المؤسسة وتساعد على تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫مراحل تطور تعريف نظام الرقابة الداخلية ‪:‬‬

‫تطور‪ i‬مفهوم الرقابة الداخلية بتطور‪ i‬المجتمعات البشرية‪ ،‬حيث وجدت منذ القديم‪ ،‬إال أنه يمكن القول بأنه‬
‫منذ البداية لم تظهر الرقابة الداخلية إلى الوجود يمفهومها‪ i‬الحالي إال بعد الثورة الصناعية‪.‬‬

‫ونتيجة لتطور النشاط االقتصادي وزيادة حجم المؤسسات وندرة الموارد االقتصادية المتاحة وانفصال‬
‫الملكية عن إدارة المؤسسة أدى ذلك إلى تطور‪ i‬مفهوم الرقابة من مجرد ضبط داخلي يهدف إلى‬
‫المحافظة على األصول ودقة الحسابات المختلفة المفهوم التقليدي للرقابة الداخلية إلى ضرورة وجود‬
‫نظام فعال الرقابة الداخلية بالمفهوم الحالي والذي يحقق أهداف كثيرة للمؤسسة‪ ،‬وعلى هذا األساس يمكن‬
‫‪1‬‬
‫أن نميز المراحل التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬محمد بوتين‪ i‬المراجعة ومراقبة الحسابات من النظرية الى التطبيق‪ i‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003،‬ص‪8‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى ‪ :‬كان الشكل السائد للمشروعات هو المنشأة الفردية‪ ،‬واهتمام‪ i‬أصحاب هذه المنشأة‬
‫بحماية النقدية من السرقة أو اإلختالس‪ ،‬ثم إمتدت هذه الوسائل لتشمل بعض األصول األخرى من‬

‫أهمها المخزون‪.‬‬
‫لقد تم تعريف نظام الرقابة من طرف المعهد األمريكي للمحاسبين سنة ‪ ،1936‬على أنه "مجموعة من‬
‫الوسائل تتبناها المنشأة لحماية النقدية واألصول‪ i‬األخرى وكذلك لضمان الدقة الحسابية للعمليات المثبتة‬
‫للدفاتر" حيث أطلق المحاسبون على الرقابة الداخلية إصطالح الضبط‪ i‬الداخلي‪.‬‬

‫‪-‬المرحلة الثانية ‪ :‬توسع حجم المنشات وبالتالي‪ i‬عملياتها‪ ،‬وتطور‪ i‬تعريف الرقابة الداخلية ليشمل‬
‫مجموعة الوسائل واإلجراءات التي تساعد على تقليل احتماالت األخطاء والغش باإلضافة إلى حماية‬
‫النقدية واألصول‪ i‬األخرى‪.‬‬
‫في هذه المرحلة ركز تعريف نظام الرقابة الداخلية على الوسائل واإلجراءات التي تهدف إلى تقليل‬
‫الغش واألخطاء‪ i‬وحماية أصول المؤسسة‪.‬‬

‫‪-‬المرحلة الثالثة ‪ :‬زاد اإلهتمام بتحقيق كفاءة استخدام الموارد المتاحة للمنشأة‪ ،‬حيث تم تعريف هذه‬
‫األخيرة في ‪ ،1949‬بأنها الخطة التنظيمية وجمع الطرق والمقاييس المتناسقة التي تتبناها المنشأة‬
‫الحماية أصولها‪ ،‬وفحص دقة البيانات المحاسبية ودرجة اإلعتماد عليها‪ ،‬واإلرتقاء بالكفاءة اإلنتاجية‬
‫وتشجيع‪ i‬االلتزام بما تقضي به السياسات اإلدارية المرسومة‪.‬‬

‫‪-‬المرحلة الرابعة ‪ :‬في هذه المرحلة أصبح ينظر‪ i‬لنظام الرقابة الداخلية بمنظور شامل‪ ،‬والذي يرى أنه‬
‫يشمل كامل النظم الجزئية حيث يعرف‪ ( i‬بمنهج النظم ) وهذا بإعتباره أنه نظام شامل يتكون من‬
‫مجموعة من األنظمة الجزئية والتي تصلف إلى نوعين ‪ :‬نظام الرقابة التنظيمي‪ i‬والنظام الرقابة‬
‫اإلجرائي‪. i‬‬

‫‪ -‬المرحلة الخامسة ‪ :‬أصبح ينظر للرقابة الداخلية على أساس الهدف منها حيث تم تصنيف أربعة أهداف‬
‫تسعى اإلدارة لتحقيقها وهذا وفق‪ i‬لتعريف ‪ COSO‬حيث تمحور‪ i‬حول االلتزام بتشريعات‪ i‬والقوانين‪،‬‬
‫وتوفير‪ i‬معلومات مالية موثقة‪ ،‬إستغالل الموارد بكفاءة‪ ،‬وحماية األصول‪ ،‬في هذه المرحلة أصبح يأخذ‬
‫بعين االعتبار أصحاب المصالح من خالل توفير معلومات موثقة لمستخدمي‪ i‬القوائم المالية‪ ،‬واحترام‬
‫القوانين والتعليمات‪ i‬سواء على مستوى المحيط الداخلي أو الخارجي للمؤسسة‪ ،‬من جهة أخرى يسعى إلى‬
‫حماية أموال المساهمين واستغاللها‪ i‬بكفاءة‪.‬‬

‫‪ -‬المرحلة السادسة ‪ :‬مع تزايد مخاطر األعمال والتوجيهات‪ i‬التي شاهدتها ممارسات األعمال‬
‫وتعقيدها أصبح مدخل إدارة مخاطر هو السائد كمنظور جديد لمدى فعالية نظام الرقابة الداخلية وقدرته‬
‫على تحقيق األهداف التي أنشأت من أجلها المؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الرقابة الداخلية‬


‫ارتبط مفهوم الرقابة الداخلية بتطور‪ i‬المؤسسة والنشاط‪ i‬التجاري إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اآلن فقد‬
‫كانت مقتصرة فقط على الوظائف واألقسام‪ i‬المحاسبية والمالية لتتسع فيما بعد وتعمم على جميع األنشطة‬
‫‪2‬‬
‫الموجودة في المؤسسة تتضمن الرقابة الداخلية عدة تعاريف‪ i‬منها‪:‬‬

‫‪- 2‬محمد بوتين‪ ،‬نفس المرجع‪،‬ص‪10‬‬


‫التعريف األول‪ :‬عرف المجلس الوطني للمحاسبة الرقابة الداخلية بأنها‪:‬‬
‫"مجموعة من االحتياطات التي تساهم في التحكم في المؤسسة‪ ،‬تسمح من جهة بالحماية والحفاظ‬
‫‪3‬‬
‫على الممتلكات وعلى نوعية المعلومات ومن جهة أخرى تساهم في تطبيق‪ i‬التعليمات اإلدارية"‪.‬‬
‫التعريف الثاني‪ :‬عرفت منظمة الخبراء المحاسبين والمحاسبين المعتمدين الفرنسيين سنة ‪ 1977‬الرقابة‬
‫الداخلية كآالتي‪:‬‬
‫‪" ‬هي مجموعة من الضمانات والتأكيدات التي تساهم في التحكم في المؤسسة‪ ،‬وتهدف من جهة إلى‬
‫ضمان الحماية لكافة الممتلكات والمعلومات الى تطبيق‪ i‬تعليمات اإلدارة وتحسين األداء من جهة أخرى‬
‫‪4‬‬
‫وتحديد‪ i‬إجراءات وطرق‪ i‬الرقابة لكل نشاط من أنشطة المؤسسة من اجل الحفاظ على استمراريتها"‪i.‬‬
‫التعريف الثالث‪ :‬عرف المعهد األمريكي سنة ‪ 1944‬الرقابة الداخلية بأنها‪:‬‬
‫"تتضمن الخطة التنظيمية وكافة الطرق والمقاييس واإلجراءات المتنافسة والمتبناة من أجل حماية‬
‫موجوداتها وضمان الدقة والثقة في البيانات المحاسبية وتشجيع االلتزام بالسياسات‪ i‬اإلدارية الموضوعة‪،‬‬
‫ورفع‪ i‬الكفاءة اإلنتاجية"‪.‬‬
‫التعريف الرابع‪ :‬عرفت الجمعية األمريكية للمحاسبين العامين الرقابة الداخلية كاالتي‪:‬‬
‫‪" ‬الرقابة الداخلية هي اإلجراءات والطرق‪ i‬المستخدمة في المشروع‪ i‬من أجل الحفاظ على النقدية‬
‫واألموال‪ i‬األخرى‪ i‬بجانب التأكد من الدقة الكتابية لعملية إمساك الدفاتر"‪.‬‬
‫‪ ‬ومن خالل هذه التعريفات يمكننا استنتاج تعريف‪ i‬شامل للرقابة الداخلية أنها‪:‬‬
‫عملية لضمان تحقيق اهداف المؤسسة بفعالية وكفاءة واصدار تقارير مالية موثوق‪ i‬بها‪ ،‬واالمتثال للقوانين‬
‫‪5‬‬
‫واللوائح‪.‬‬

‫‪ - 3‬عطا هللا احمد سويلم الحسبان‪ ،‬الرقابة الداخلية والتدقيق في بيئة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة االولى‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪55‬‬

‫‪ - 4‬عطا هللا احمد سويلم الحسبان‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪52‬‬


‫‪ - 5‬عطا هللا احمد سويلم الحسبان‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪50‬‬

You might also like