Professional Documents
Culture Documents
إن التطور الكبير الذي شهده العالم خالل القرن التاسع عشر ال سيما في المجال اإلقتصادي أدى
لتطور الشركات االقتصادية من حيث شكلها و حجمها و نشاطاتها و طريقة تسييرها ،فتحولت تلك
الشركات الصغيرة و المتوسطة ذات التعامالت البسيطة و المباشرة إلى شركات كبيرة الحجم و
متعددة األنشطة ذات عمليات معقدة ،كما تخطت الشركات الحدود الجغرافية ،فظهرت شركات
متعددة الجنسيات ،بسياسات مختلفة و معقدة من إندماج و توسع بهدف تعظيم حصتها من الربح
باألسواق العالمية ،حيث أدى هذا التطور لضرورة فصل ملكية الشركات عن تسييرها و إدارتها ،أو
كما يعرف في بعض البلدان نظرية المنشأة المسيرة أو نظرية الوكالة ،نتيجة لهذا التطور زادت
الحاجة للمراجعة أو التدقيق كأداة تمكن المساهمين و أصحاب المصالح اآلخرين من اإلطمئنان على
دقة و سالمة القوائم المالية المعدة من طرف اإلدارة .و من ناحية أخرى فإن زيادة أهمية البيانات
المالية والتوسع في استخدامها بواسطة مختلف الجهات و األفراد أصحاب المصلحة من مستخدمي
البیانات سواء أطراف داخلية أو خارجية أضفى أهمیة كبرى على عملية مراجعة الحسابات.
والجزائر من بين الدول التي لطالما سعت وراء تحسين جودة المعلومات من خالل تفعيل دور
المدقق في إبداء رأيه حول مصداقية وشفافية المعلومات ،حيث تم استحداث قوانين جديدة تمنح
مراجع الحسابات حرية و استقاللية تامة من أجل الوصول لمعلومة دقيقة و صادقة ،و من أجل
مساعدة المراجع في عمله ظهرت العديد من القوانين و التشريعات التي تهدف لتنطيم و ضبط مهنة
المراجعة و منها القانون 01-10المعمول به حاليا ،كما تم استحداث بعض المعايير الجزائرية
للتدقيق و التي تعتبر توجيهية للمراجع تساعده في الوصول لألهداف المرجوة وفق خطة واضحة و
منطمة.
اإلشكالية الرئيسية:
التساؤالت الفرعية:
لإلجابة على هذه اإلشكالية ،تم تقسيمها إلى التساؤالت الفرعية التالية:
هل هناك اجراءات عملية لمراجعة الحسابات في الجزائر؟
ما هي االضافة التي تقدمها معايير التدقيق الجزائرية لعملية مراجعة الحسابات؟
الفرضيات:
تعتبر معايير التدقيق بمثابة اإلرشادات العامة التي تؤدي إلى توجيه و ترشيد المراجع أثناء القيام
بعمله من أجل تكوين رأي فني صادق حول البيانات المحاسبية.
-كسب معارف اكاديمية و خبرات تقنية في مجال المراجعة المحاسبية و اجراءات عمل محافظ
الحسابات.
-أهمية الموضوع و بغية التعرف أكثر على الواقع العملي لعملية المراجعة المحاسبية.
تلعب مهنة المراجعة الخارجية أهمية كبيرة في العملية الرقابية على المؤسسات و في اعطاء صورة
صادقة للقوائم المالية للشركات ،مما يساهم في تحريك عجلة االقتصاد و اختيار السياسات المالية
المناسبة للدولة و كذا للشركات و المتعاملين مع الشركات ،و للوصول الى الهدف األسمى من
عملية المراجعة وجب التعرف على أساسيات عملية المراجعة و منهجيتها و المعايير الواجب التقيد
بها من طرف ممارسي مهنة المراجعة.
تهدف هذه الدراسة الى التعرف على منهجية عملية المراجعة و تحديد معايير العمل التي يتقيد بها
مراجع الحسابات منذ بداية المهمة الى غاية إبداء رأيه ،كما تهدف الى التعرف على المعايير
الجزائرية للتدقيق التي أصدرها المجلس الوطني للمحاسبة منذ سنة ،2011و التي تهدف في
مجملها للسعي الى توحيد منهجية عمل مراجعي الحسابات داخل الوطن و توافقها مع ما هو معمول
به على الصعيد الدولي ،باالضافة الى التعرف على التنظيم المهني لمهنة محافظ الحسابات في
الجزائر.
الحدود المكانية :تتعلق هذه الدراسة بالجزائر ،كما تضمنت دراسة ميدانية عن طريق االستبيان
لعينة من محافظي الحسابات بواليتي باتنة و سطيف.
-شريقي عمر ،التنظيم المهني للمراجعة ،أطروحة دكتوراه ،حيث حاول الباحث من خالل هذه
الدراسة التعرف على التنظيم المهني السائد لمهنة المراجعة في كل من الجزائر وتونس والمملكة
المغربية ،ومن ثم إجراء دراسة مقارنة بين التنظيمات الثالثة للدول السابقة ،كما يهدف من هذه
الدراسة إلى تحسين تنظيم مهنة المراجعة في الجزائر ،وذلك من خالل الحفاظ على العناصر
االيجابية في التنظيم ومعالجة أوجه القصور الموجودة فيه.
-محمد أمين لونيسية ،تطور مهنة التدقيق في الجزائر و أثره على تحسين جودة المعلومة المالية،
أطروحة دكتوراه،
بناءا على طبيعة اإلشكال المطروح وبغية الوصول إلى األهداف المرجوة في هذا البحث ،وقصد
اإلحاطة بجوانب موضوع الدراسة والتمكن منه ،استخدمنا المناهج المعتمدة في الدراسات المالية
واالقتصادية ،وعليه فإن المنهج المستخدم كان المنهج الوصفي لسرد الحقائق المتعلقة بتاريخ
المراجعة وتطورها ومن خالل االستعانة بالمصادر العلمية ذات العالقة بموضوعات المعلومات
المحاسبية ،مراجعة الحسابات ،المراجع الخارجي ،كما اعتمدنا األداة التحليلية في باقي األطوار
النظرية للبحث ،باإلضافة إلى األداة اإلحصائية بالنسبة للدراسة التطبيقية باالستعانة ببرنامج
التحليل اإلحصائي (Statistical Package for social science )SPSS
حيث قمنا بتحليل نتائج كل محور من االستبيان واختبار فرضيات الدراسة ومن خالله تم التوصل
لنتائج المتعلقة بموضوع الدراسة.
صعوبات الدراسة :
أهم الصعوبات التي اعترضت الدراسة هي :
-قلة الدراسات السابقة التي تناولت موضوع المراجعة من الجانب العملي و االجرائي .
-عدم التجاوب االيجابي للمهنيين و االكاديميين من مجتمع الدراسة
-قلة المراجع من داخل الوطن .
-االعتماد فقط على النصوص القانونية كمصدر في الحديث عن المعايير الجزائرية للتدقيق .
هيكل الدراسة :
تناولنا هذا الموضوع من خالل ثالثة فصول إضافة إلى مقدمة عامة و خاتمة عامة ،قسم البحث
حسب المنهجية التالية:
الفصل األول كان تحت عنوان اإلطار النظري لمراجعة الحسابات ،و الذي تطرق لإلطار النظري
و اإلطار العام للمراجعة باإلضافة لإلجراءات العملية للمراجعة.
أما الفصل الثاني كان عنوانه مراجعة الحسابات في الجزائر في ظل المعايير الجزائرية للتدقيق
،NAAحيث تضمن مبحثين األول تحت عنوان مدخل لمراجعة الحسابات في الجزائر و الثاني
معايير التدقيق الجزائرية.
و خصص الفصل الثالث للدراسة الميدانية و التي كانت عبارة عن إستبيان لمجموعة من مكاتب
محافظي حسابات بواليتي سطيف و باتنة.
الفصل األول :اإلطار النظري لمراجعة الحسابات
تمهيد :
تعتبر المراجعة أحد أهم العلوم االجتماعية التي تلعب دورا بارزا في االدارة االقتصادية للشركة،
فهي األداة التي تضفي الثقة في قوائمها المالية ،و تساهم في اتخاذ أنسب القرارات في الوقت
المناسب و على األساس الصحيح سواء بالنسبة للشركة أو للمستثمرين اآلخرين و األطراف
االخرى المتعاملة معها ،مما يساهم في بلوغ الشركة لهدفها من تعظيم ربحها و توسعة نشاطها و
أيضا حماية أصولها و قوائمها المالية من مخاطر الغش و التالعب ،فمن هنا يظهر جليا الدور الذي
تلعبه المراجعة في الحياة االقتصادية للشركات و مدى ارتباطها الوثيق بأهداف الشركة .
و إنطالقا مما سبق فقد قسمنا هذا الفصل إلى ثالث مباحث ،األول تحت عنوان اإلطار النظري
للمراجعة أما المبحث الثاني فتحت عنوان اإلطار العام للمراجعة و بالنسبة للمبحث الثالث فكان
تحت عنوان اإلجراءات العملية للمراجعة.
المبحث األول :االطار النظري للمراجعة .
لقد عرفت المراجعة تطورات عديدة منذ ظهورها في العصور القديمة إلى غاية اآلن ،و هناك
الكثير من المحاوالت من الهيئات العلمية و المهنية و الباحثين إليجاد نظرية للمراجعة ،رغم هذا
فإن النظرية المحاسبية حظيت باهتمام أكبر ،لذلك فأحيانا عدم اإللمام بالمفاهيم األساسية للمراجعة
يتم الوصول إليه عن طريق نظرية المحاسبة ،و لكن هذا ال يعني عدم وجود إطار نظري
للمراجعة ،فقد أصبح للمراجعة إطار نظري يتضمن مجموعة من المفاهيم و الفروص و المعايير و
األهداف و اإلجراءات.
و عليه سيتم التطرق في هذا المبحث إلى المفاهيم األساسية للمراجعة من خالل التعريف و التطور،
األهداف و األهمية ،الفروص و المعايير و األنواع.
سنتعرف في هذا الفرع على مجموعة من التعاريف للمراجعة لبعض الهيئات الرسمية المختلفة و
لبعض المفكرين و الباحثين.
عرفتها جمعية المحاسبة األمريكية بأنها " هي عملية منتظمة للحصول على القرائن
المرتبطة بالعناصر الدالة على األحداث اإلقتصادية و تقييمها بطريقة موضوعية لغرض
التأكد من درجة مسايرة هذه العناصر للمعايير الموضوعية ثم توصيل نتائج ذلك لألطراف
1
المعنية" .
كما عرفها االتحاد األوروبي لخبراء اإلقتصاد و المحاسبة كالتالي '' إن هدف المراجعة من
الناحية المالية هو التعبير عن رأي إذا ما كانت هذه النتائج المالية آلخر السنة تعطي صورة
.أحمد قايد نور الدين ،التدقيق المحاسبي وفقا للمعايير الدولية ،األردن ،دار الجنان للنشر و التوزيع ،2015 ،ص.09 1
صادقة و حقيقية عن أعمال المؤسسة مع التأكد من تطبيق اإلجراءات و القوانين المعتمدة
2
في المؤسسة".
عرفت أيضا بأنها " هي عملية فحص منظم للمعلومات بواسطة شخص مؤهل فني و مستقل
عن معدي و مستخدمي المعلومات ،بقصد جمع و تقييم أدلة و قرائن إثبات موثوق فيها ،و
3
إيصال نتيجة الفحص و التحقق إلى مستخدم المعلومات".
تم تعريفها أيضا بأنها " عملية جمع و تقييم األدلة عن المعلومات لتحديد مدى التوافق مع
المعايير المقررة سلفا و التقرير عن ذلك ،و يجدب أداء المراجعة بواسطة شخص كفء و
4
مستقل".
كما عرفها « »Bonnaultو «»Germondعل أنها " إختبار تقني صارم و بناء
بأسلوب فني من طرف مهني مؤهل و مستقل بغية إعطاء رأي محلل على نوعية و
مصداقية المعلومات المالية المقدمة من طرف المؤسسة ،على مدى احترام الواجبات في
إعداد هذه المعلومات في كل الظروف و على مدى إحترام القوانين و المبادئ المحاسبية
المعمول بها في التعبير عن الصورة الصادقة للموجودات و الوضعية المالية و نتائج
5
المؤسسة".
وعليه يمكن القول أن المراجعة هي عملية فحص انتقادي منظم ألنظمة الرقابة الداخلية و
البيانات المثبتة في الدفاتر و السجالت و القوائم المالية للمؤسسة باستعمال مجموعة من
المبادئ و المعايير و األساليب التقنية يقوم بها شخص فني مؤهل و مستقل بهدف إبداء
رأي فني و محايد حول صدق و عدالة القوائم المالية.
. 3محمد فضل مسعد ،خالد راغب الخطيب ،دراسة متعمقة في تدقيق الحسابات ،األردن ،دار كنوز المعرفة العلمية ،2009 ،ص17
. 4ألفين أرينز ،جيمس لوبيك ،المراجعة مدخل متكامل ،ترجمة محمد محمد عبد القادر الديسطي ،الجزء ،1المملكة العربية السعودية،
دار المريخ ،ص. 21
5
. Lionnel.c et Gerard.v, Audit et Control Interne-aspects financiers opérationnels et strategiques-
Dalloze,Paris,1992,p21.
الفرع الثاني :التطور التاريخي للمراجعة
إن المتتبع ألثر المراجعه عبر التاريخ يدرك بأن هذه األخيره جاءت نتيجة الحاجة الماسة لها بغية
بسط الرقابه من طرف رؤساء القبائل أو الجماعات أو أصحاب المال والحكومات على الذين
يقومون بعمليه التحصيل ،الدفع واالحتفاظ بالمواد في المخزونات نيابة عنهم ،فعلى حسب خالد أمين
فان المراجعة ترجع الى حكومات قدماء المصريين واليونان الذين استخدموا المراجعين بغية التأكد
من صحة الحسابات العامة ،وكان المراجع وقتها يستمع إلى القيود المثبتة بالدفاتر والسجالت
6
الموقوف على مدى سالمتها من كل التالعبات و األخطاء و بالتالي صحتها.
سيتم التطرق للتطور التاريخي للمراجعة على المستوى العالمي على ثالث مراحل كما يلي :
وبالرجوع إلى الوثائق التاريخية تبين أن حكومات قدماء المصريين واإلغريق ( اليونان) ثم
الرومان الذين كانوا يقومون بتسجيل العمليات النقدية ثم يراجعونها للتأكد من صحتها ،حيث كانت
تعقد جلسة استماع عامة يتم فيها قراءة الحسابات المالية بصوت مرتفع ،وبعد الجلسة يقدم
المراجعون تقاريرهم ،وقد تحسنت عمليات التسجيل والمراجعة بعد اكتشاف طريقة القيد المزدوج
7
في القرن الخامس عشر عام 1494م عن طريق العالم اإليطالي. Luca Paciolo
فقد تميزت الحضارة الفرعونية على سبيل المثال بتطوير الزراعة و البناء ،و بالنظر للدور الهام
الذي اكتسبته الزراعة ،فقد اهتمت بتسجيل حركة المخزونات في ظل اكتشاف ورق البرادي ،حيث
تم استعماله كسجالت محاسبية لتسهيل عملية مراجعة حسابات المخزون ،في ظل الظروف التي
أدت إلى تقسيم الدول لعدة مناطق مختلفة لمراقبة مدى مساهمتها في المحصول المخزن ،و خير
دليل على المراجعة في هذه الفترة هو اقتراح سيدنا يوسف عليه السالم كما جاء في النص القرآني
ف أَيُّهَا
وس ُ
من سورة يوسف بعد أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ،بسم اهلل الرحمن الرحيم '' ُي ُ
سات لَ َعلِّيُخر يابِ ٍ جاف وس ْب ِع س ْنب ٍ ِ رات ِس ٍ
يق أَ ْفتِنا ِفي س ْب ِع بقَ ٍ الص ِّ
ض ٍر َوأ َ َ
الت ُخ ْ مان َي ْأ ُكلُهُ َّن َس ْبعٌ ع ٌ َ َ ُ ُ َ َ ِّد ُ
قال تَْزرعون سبع ِسنِين َدأَبا فَما حص ْدتُم فَ َذروه ِفي س ْنبِل ِه ِإالَّ الن ِ َّ أ َْر ِجعُ ِإلَى َّ
ُُ َ َ ْ ُ ُ َ ً ون (َ ْ َ َ ُ َ َ )46 اس لَ َعلهُ ْم َي ْعلَ ُم َ
. 6محمد التهامي طواهر و مسعود صديقي ،المراجعة وتدقيق الحسابات :اإلطار النظري والممارسة التطبيقية ،الطبعة ،2الجزائر ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،2005 ،ص6
. 7أمين السيد أحمد لطفي ،مراجعات مختلفة ألغراض مختلفة ،القاهرة ،الدار الجامعية ، 2005 ،ص 3
ِ َّ ِ ِ ك َس ْبعٌ ِش ٌ َقِلياًل ِم َّما تَْأ ُكلُون ( )47ثَُّم يأْتِي ِم ْن بع ِد ِ
داد َي ْأ ُكْل َن ما قَ َّد ْمتُ ْم لَهُ َّن ِإال َقلياًل م َّما تُ ْحصُن َ
ون ( ذل َ َْ َ َ
8
'')48صدق اهلل العظيم .
حيث ظهرت فكرة مراجعة المخزون من أجل مجابهة األزمات الالحقة ،و كان يتم حساب السنابل
عبر وضع عدد معين في شكل حزم و عدها و بعد ذلك يتم تخزينها و تتم مراجعة المخزونات
عبر دورات معينة فيما بعد و تأتي العبرة هنا في أن المخزون إذا تم فركه خسر قيمته و يصعب
9
عده حتى وان تم وزن المحصول المخزن يفقد ميزانه ويخف لجفافه عند سنوات القحط.
كما عرفت أيضا اإلمبراطورية الرومانية مفهوم المراجعة في أوج عهدها حيث اهتمت بجانبين
أساسين هما:
التشريع القانوني و التنظيم اإلداري إلدارة شؤونها المالية من ضرائب وجباية ،من خالل تعيين
مراجعين تابعين لإلمبراطور يقدمون له حصيلة أعمالهم المتمثلة في مراجعة جميع ممتلكات
اإلمبراطورية وحمايتها من عمليات الغش والتالعب ،كما تضمن عهد اإلمبراطورية الرومانية
الدفاتر المحاسبية التي تتلى على مسامع الحاكم بحضور مستشاريه للوقوف على ممتلكاته لمنع أو
10
اكتشاف أي تصرفات غير مسؤولة من قبل القيمين على ذلك.
كما أن الموثق )المراجع ( وقتها يستمع إلى القيود المثبتة في الدفاتر والسجالت للوقوف على مدى
11
صحتها ،هكذا نجد كلمة AUDITمشتقة من الكلمة الالتينية AUDIRو معناها يستمع.
في هذه المرحلة اتسع نطاق المراجعة ليشمل النشاط الصناعي وذلك بظهور الثورة الصناعية،
حيث زادت أهمية اكتشاف التالعب واإلختالس بسبب فصل ملكية رأس المال عن اإلدارة الذي أدى
إلى ظهور نظرية الوكالة ،وقد ظهرت في هذه المرحلة اتجاهات جديدة في المراجعة وهي
كما تضمن قانون شركات المساهمة البريطاني سنة 1844في هذه الفترة بصدور أول تشريع
يتعلق بالمراجعة الحديثة ،حيث تطلب هذا التشريع قيام مساهم أو أكثر بفحص الميزانية المعدة من
طرف مديري الشركة ،أي أنه أعطى الحق للمساهمين لفحص دفاتر وسجالت الشركة واالستفسار
من الموظفين واإلدارة إذا لزم األمر ،كما أوجب إعداد الميزانية والتصديق عليها من طرف مدقق
13
وايداعها لدى مجلس شركات المساهمة مع تقديم نسخة لكل مساهم.
مع توسع الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر وما صاحبها من إتساع حجم المشروعات
الصناعية إتساعا كبيرا نتيجة ظهور و إستخدام اآلالت في الصناعة ،و الذي بدوره أدى إلى ظهور
شركات المساهمة الضخمة لتدير االموال الالزمة للصناعة ،تزايد اإلهتمام بالمراجعة و الطلب
عليها ،حيث كان من الضروري وجود من يقوم بطمأنة المالكين و حمايتهم من األفراد ( المدراء)
الذين يتولون إدارة شؤون المنشأة ،فظهرت الحاجة إلى اإلستعانة بآلية مهنية لها من التأهيل العلمي
و العملي مايمكنها من فحص أعمال الشركة و تدقيق السجالت و المعلومات المالية التي أعدتها
اإلدارة و إعداد التقرير بنتائج ذلك الفحص و التدقيق ،حتى يستطيع المساهمون الوقوف على مدى
كفاءة إدارة الشركة و امانتها ،و تمثلت هذه اآللية في المحاسبين والمدققين القانونيين الذين يطلق
14
عليهم البعض مراقبي الحسابات (المراجعون الخارجيون).
و مع بداية القرن العشرين وبموجب قانون الشركات الصادر عام 1900م أخذت المراجعة
الخارجية شكال إلزاميا ،و لقد نظمت قوانين الشركات اإلنجليزية المتعاقبة بعد ذلك معايير تأهيل
.عبد الفتاح الصحن ،مبادئ وأسس المراجعة علما وعمال ،اإلسكندرية-مصر ،مؤسسة شباب الجامعة( ،د.ت) ،ص 06 12
.محمد أمين لونيسية ،تطور مهنة التدقيق في الجزائر و أثره على تحسين جودة المعلومات المالية ،أطروحة دكتوراه ،جامعة محمد 13
.زياني عبد الحق.مطبوعة محاضرات في مراجعة و تدقيق الحسابات ،جامعة ابن خلدون تيارت ،2018-2017 ،ص.4 14
المراجع و المعلومات التي يجب أن تحتويها القوائم المالية و كذلك تقرير المراجع ،و لقد صدر في
15
المقابل أول كتاب شامل عن التدقيق في إنجلترا في عام 1892م.
أصبح الهدف الرئيسي في هذه الفترة هو التأكد من صحة و عدالة المركز المالي ،و أصبح اكتشاف
و منع الخطأ هدفا فرعيا مع تأكيد أهمية االعتراف بنظام الرقابة الداخلية ،و تغيير أسلوب التدقيق
التفصيلي الى استعمال العينات و أهمية الربط بين حجم العينة و كيفية اختيارها و مدى فعالية نظام
16
الرقابة الداخلية.
وقد أدى ازدياد الطلب على خدمات المحاسبين والمراجعين إلى ظهور معاهد وجمعيات مهنية
لتنظيم المهنة ورعاية مصالح أعضائها في المجتمعات العريقة في المحاسبة ،وأهم ذلك الموجودة
في بريطانيا والواليات المتحدة األمريكية.
ومن ناحية التطور التاريخي في العالم العربي فكان السبق لمصر في مزاولة مهنة المراجعة ،فقد
بقيت المراجعة دون تنظيم حتى سنة 1909حيث صدر قانون تنظيم المهنة ،أما في العراق فكانت
التشريعات مستمدة من القانون البريطاني والهندي من سنة 1919حتى سنة ، 1957وكذلك في
سوريا ولبنان تطبيق القانون التجاري سنة 1850لغاية إصدار القانون التجاري اللبناني سنة 1943
17
والسوري سنة .1949
منذ 1960إلى غاية نهاية الثمانينات شهدت المراجعة عدة تطورات نتيجة عدد من األحداث ،من
أهمها انهيار العديد من المؤسسات ،ففي الواليات المتحدة انهارت مؤسسات القروض واالدخار
Savings and Lndustryوكان من أسبابها وجود غش وتالعبات من قبل القائمين عليها ،وكانت
.21
خسائرها تجاوزت عشرات الباليين من الدوالرات ،وكذلك االنهيار غير المتوقع للعديد من
المؤسسات والشركات في العالم في أكتوبر 1987والمعروف بانهيار األسواق المالية.
تلك األحداث وغيرها جددت التساؤالت عن دور المراجعين في اكتشاف الغش والتالعبات ،وخالل
هذه الفترة صدرت عدد من المعايير تطالب المراجعين بمسؤولية أكبر نحو اكتشاف الغش والتقرير
عنه والتأكيد على أهمية نظام الرقابة الداخلية ودوره في منع الغش والتالعب ،وأن هناك مسؤولية
18
أكبر على المراجعين في فحص نظام الرقابة الداخلية والتقرير عنه للجهات المعنية.
أهم ما ميز هذه الفترة من تطور في المراجعة هو زيادة أهمية اإلعتماد على الرقابة الداخلية ،و
زيادة استخدام األساليب العلمية مثل األسلوب الرياضي و االجراءات التحليلية و خرائط التدفق و
العينات االحصائية و بحوث العمليات ،كما تركزت أكثر أهداف المراجعة في ابداء الرأي حول
صدق و عدالة القوائم المالية في ظل احترام المعايير و المبادئ المنصوص عليها.
. 18عبد السالم عبد اهلل سعيد أبو سرعة ،التكامل بين المراجعة الداخلية والمراجعة الخارجية ،رسالة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة
الماجستير في العلوم التجارية فرع محاسبة وتدقيق ،جامعة الجزائر ،2010-2009 ،ص ص.6،5 ،
المطلب الثاني :أهمية و أهداف المراجعة
إن مراجعة الحسابات وسيلة و ليست غاية ،حيث أن خدمات مراجعة الحسابات أصبحت وسيلة
إيصال للمعلومات لمتخذي القرارات سواء داخل الوحدة االقتصادية او للجهات المتعددة خارج
الوحدة االقتصادية ،مثل المستثمرين ،العمالء ،البنوك ،جهات التخطيط واالشراف في الدولة و
غيرها ،وقديما كانت النظرة الى أهداف مراجعة الحسابات قاصرة على أنها مجرد وسيلة الكتشاف
الغش والخطأ أو محاوالت التالعب والتزوير في الدفاتر والسجالت المحاسبية ،ولكن هذه النظرة
ألهداف مراجعة الحسابات تغيرت حيث أن إكتشاف هذه العوامل تتحقق تلقائيا أثناء المراحل
والخطوات التنفيذية لعملية مراجعة الحسابات ،بإعتبار أن الناتج الرئيسي لعملية مراجعة الحسابات
هو إبداء المراجع لرأيه الفني المحايد في القوائم المالية ،و أن اكتشاف الغش و التزوير ...الخ هو
19
الناتج الفرعي لعملية المراجعة.
و يمكن تقسيم أهداف المراجعة ألهداف عامة و أهداف خاصة (ميدانية) كالتالي:
20
.Iاألهداف العامة:
-التأكد من صحة و دقة البيانات المحاسبية المثبته في دفاتر المؤسسة وسجالتها وتقرير مدى
االعتماد عليها؛
-الحصول على رأي فني محايد حول مطابقة القوائم المالية كما هو مقيد في الدفاتر و السجالت.
-تقليل فرص األخطاء والغش عن طريق تدعيم أنظمة الرقابة الداخلية المستخدمة لدى المؤسسة.
أما في الوقت الحالي فقد توسعت أهداف المراجعة في ظل توسع أهداف المؤسسات لتشمل :
.محمد فضل مسعد ،خالد راغب الخطيب ،مرجع سبق ذكره ،ص18 19
20
.أحمد قايد نور الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص ص11،12 ،
-تدقيق الخطط ومتابعة تقييمها والتعرف على ما حققته من أهداف ودراسة األسباب التي حالت
دون الوصول الى األهداف المحددة؛
-القضاء على اإلسراف من خالل تحقيق أقصى كفاية انتاجية في جميع نواحي النشاط؛
-تخفيض خطر التدقيق وذلك لصعوبة تقدير آثار عملية المراجعة على العميل او المنشأة محل
المراجعة.
تمثل هذه األهداف الوسيلة التي تتحول بها معايير التدقيق إلى إجراءات تدقيق للمراجع ،و تتحدد
21
فيما يلي:
.1الشمولية :في المعلومة المالية المقدمة لمختلف األطراف المستخدمة لها ،تقاس الشمولية على مقدار
التعبير الحقيقي على كل األحداث المالية المصاحبة لفترة التدقيق؛
الوجود والتحقق :حقيقة توفر جميع العناصر الواردة في جانبي الميزانية أصول وخصوم؛ .2
الملكية والمديونية :التأكد من أن جميع العناصر الموجودة في الميزانية هي ملك للمؤسسة .3
محل المراجعة وان المديونية تخص فقط األوجه المنشأة لها؛
التقييم والتخصيص :لألحداث المحاسبية دون مبالغة وال ازدواجية في التعامل مع عناصر .4
الميزانية ،كاإلهتالك والمؤونة وشهرة المحل؛
العرض واإلفصاح :يعتبر هذا الهدف من األهداف البالغة األهمية باعتباره أساس قيام عملية .5
المراجعة للوقوف على مدى صحة وصدق المعلومات المالية والوثائق المثبتة للحدث؛
التسجيل المحاسبي :تعتمد المراجعة في أولى خطواتها على فحص القوائم المالية بناءا .6
على ما جاء في الدفاتر والمستندات المحاسبية المكونة للحجة ،كأداة وبرهان مثبت لشرعية عمل
مراجع الحسابات ،فعدم توفر الدفاتر والمستندات المحاسبية يصعب التحقق من حقيقة تسجيل
العمليات المالية واحترام التوقيت المتزامن و وقوع الحدث المالي ،كما يصعب التحقق من اإلقفال
الصحيح للحسابات وتحديد األرصدة النهائية.
تكمن أهمية المراجعة في كونها وسيلة تهدف الى خدمة العديد من األطراف الطالبين لخدماتها
22
ومخرجاتها ،وكل طرف حسب الحاجة ،و من المستفيدين من المراجعة نذكر:
.بلقاضي بلقاسم ،مطبوعة محاضرات في المراجعة المحاسبية و المالية ،جامعة امحمد بوقرة بومرداس ،2016/2017 ،ص ص، 22
14،13
الدائنون و الموردون :ان سالمة المركز المالي تعطي الثقة المطلوبة في المعلومات .VII
والتي تتم بين المؤسسة ومتعامليها ودائنيها حيث يمكن ان يستعين بالمراجع في القوائم
الماليه والمركز المالي ،فهي تعتبر كأساس لتقرير الحالة المالية و لتحديد اتجاهها.
25
.IIمن حيث اإللزام :تنقسم المراجعة من حيث االلزام الى قسمين كالتالي:
23
. HAMINI Allel , L’audit comptable et financier , Alger, BERTI édition , 2002, P 07
. 24محمد التهامي طواهر و مسعود صديقي ،مرجع سبق ذكره ،ص30
. 25محمد أمين لونيسة ،مرجع سبق ذكره ،ص13
مراجعة إلزامية :مراجعة قانونية موجبة بنصوص تلزم على الشركات اعتماد مراجع .1
خارجي معتمد يقوم بالتأكد من صحة المعلومات المعلن عنها وصدقها ،في خطوة لحفظ حقوق
األفراد والمستثمرين المحتملين أو حق الدولة في الضرائب ويعاقب كل من يخالف القوانين.
مراجعة إختيارية :مراجعة يقرها المساهمين مطلوبة من مجلس اإلدارة لزيادة هامش .2
األمان والتأكد من السير الحسن لجميع وظائف ومصالح المنشأة في خطوة احترازية تحسبا ألي
خطر ،كما يمكن أن تعتمد المراجعة االختيارية للوقوف على يقين أحد وظائف اإلدارة محل شكوك
مثال " التعاقد مع مراجع خارجي لتدقيق السيولة في حالة تسجيل أي أخطاء تذكر على مستوى
المجلس فيما يخص بطء التحصيل أو التسديد".
26
.IIIمن حيث مجال أو نطاق المراجعة :
مراجعة كاملة :هو التدقيق الذي يتعلق بجميع البيانات المالية ،و يعطي المدقق رأيه عن .1
جميع البيانات المالية و ليس عن جزء منها ،و قد يكون هذا التدقيق تفصيليا أو اختياريا.
مراجعة جزئية :و يتعلق بجزء معين من البيانات المالية ،و ليس بجميعها ،و بالتالي فان .2
المدقق يعطي رأيه في ذلك الجزء الذي قام بتدقيقه فقط .و في هذا النوع من التدقيق البد أن يكون
هناك عقد خاص يبين طبيعة المهمة و حدودها.
.زياني عبد الحق ،مطبوعة محاضرات في مراجعة و تدقيق الحسابات ،جامعة ابن خلدون تيارت ،2018-2017 ،ص25 26
. . 27شريقي عمر ،التنظيم المهني للمراجعة -دراسة مقارنة بين الجزائر وتونس والمملكة المغربية ،أطروحة دكتوراه في العلوم
االقتصادية ،جامعة سطيف ،2011/2012 ،1ص26
الصغيرة التي ال تتعدد فيها العمليات بصورة كبيرة ،بحيث يمكن للمراجع أن يقوم بها خالل فترة
28
زمنية قصيرة.
29
.Vمن حيث مدى الفحص أو حجم االختبارات :
مراجعة تفصيلية :في هذا النوع من المراجعة يتم فحص كل القيود والدفاتر والسجالت .1
والحسابات والمستندات وبصفة شاملة ،أي ال يتم استثناء أية عملية قامت بها المؤسسة خالل السنة،
وتناسب هذه المراجعـة المؤسسات الصغيرة ألن استخدامها في المؤسسات الكبيرة يؤدي إلى زيادة
أعباء عملية المراجعـة وتعارضها مع عاملي الوقت والتكلفة اللذين يجب مراعاتهما باستمرار.
مراجعة اختبارية :يقوم المراجع هنا باختبار عينة وفقا ألساليب معينة قد تكون وفقا .2
لتقديره الشخصي (العينات الحكمية) ،وقد تكون باستخدام علم اإلحصاء (عينات إحصائية) ،وإ ن
اتباع المراجع ألحد هذين األسلوبين يعتمد على خبرته ومدى إلمامه بالمفاهيم اإلحصائية مثل:
العينة ،المجتمع ،الوسط الحسابي ،اإلنحراف المعياري ،التوزيع الطبيعي ،وكذلك طرق اختيار
العينات ...إلخ.
. 28سهير شعراوي جمعة ،أصول المراجعة ،الطبعة السابعة معدلة ،القاهرة ،مطابع الدار الهندسية ،2003 ،ص31
.29ديلمي عمر ،أثر المراجعة الخارجية على مصداقية المعلومة المحاسبية بالمؤسسة اإلقتصادية ،مذكرة ماجستير في علوم التسيير غير
منشورة ،جامعة باتنة ،2008/2009 ،ص.08
.30محمود السيد الناغي ،المعايير الدولية للمراجعة :تحليل وإ طار للتطبيق ،المنصورة-مصر ،المكتبة العصرية ،2000 ،ص26
.31محمد التهامي طواهر ،مسعود صديقي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص15-12 ،
.Iقابلية البيانات للفحص :ينبع هذا الفرض من المعايير المستخدمة لتقييم المعلومات المحاسبية
من جهة ،ومصداقية المعلومات المقدمة من جهة أخرى ،حيث تتمحور المراجعة على فحص
البيانات والمستندات المحاسبية بغية الحكم على المعلومات المالية الناتجة عن النظام المحاسبي
المعتمد ،و تتمثل هذه المعايير فيما يلي:
-مالءمة المعلومات؛
-قابلية الفحص؛
-قابلية القياس الكمي؛
-عدم التحيز في التسجيل.
.IIعدم وجود تعارض حتمي بين مصلحة المراجع واإلدارة :يقوم هذا الفرض على تبادل المنافع
بين اإلدارة والمراجع ،حيث أن اإلدارة تقدم معلومات واقعية للمراجع الذي يبدي على أساسها
رأيه الفني المحايد ،وفي نفس الوقت يقوم المراجع بتزويد اإلدارة بمعلومات صالحة التخاذ
قرارات سليمة.
.IIIخلو المعلومات التي تقدم للفحص من أية أخطاء تواطئية :يشير هذا الفرض لمسؤولية
المراجع في بذل العناية المهنية الكافية الكتشاف األخطاء الواضحة ،وعدم مسؤوليته على
اكتشاف األخطاء والتالعبات التي تم التواطؤ فيها خاصة عند تقيده بمعايير المراجعة المتعارف
عليها.
.IVوجود نظام سليم للرقابة الداخلية :إن وجود نظام سليم وقوي للرقابة الداخلية داخل المؤسسة
يسمح بالتقليل من األخطاء والتالعبات ،كما يجعل عملية المراجعة اقتصادية عن طريق االكتفاء
بالمراجعة االختبارية بدال من المراجعة التفصيلية.
.Vالتطبيق المناسب للمبادئ المحاسبية :يقوم هذا الفرض على أنه قد تم إعداد القوائم المالية
وفقا للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها ،إذ يعتبر اإللتزام بالمبادئ المحاسبية مؤشرا حقيقيا
للحكم على مدى صالحية القوائم المالية الختامية وتمثيلها للمركز المالي الحقيقي للمؤسسة.
.VIالمفردات التي كانت صحيحة في الماضي سوف تبقى كذلك في المستقبل :سالمة العمليات
التي قامت بها المؤسسة في الماضي و اتمامها وفق إجراءات سليمة وضمن نظام سليم للرقابة
الداخلية دليل على سالمتها في المستقبل ،ولذلك فإنه من الضروري على المراجع بذل العناية
المهنية الالزمة لكشف مواطن الضعف في إجراءات النظام المفروض ،وخاصة مع إدخال
النظم اآللية لمعالجة البيانات التي أصبحت تهدد بعدم صالحية هذه الفرضية في المؤسسات
الحديثة.
مراجع الحسابات يزاول عمله كمراجع فقط :حسب هذا الفرض ،يتولى المراجع مهامه .VII
حسب اإلتفاقية المبرمة بينه وبين المؤسسة محل المراجعة ،بشرط عدم إخالل هذه اإلتفاقية
بمعايير المراجعة والتي على رأسها معيار اإلستقالل.
المصدر :ألفين أريتر ،جيمس لوبك ،المراجعة :مدخل متكامل ج( ،1ترجمة :د.محمد محمد عبد
القادر الديسطي) ،دار المريخ للنشر ،الرياض ،2009 ،ص.42
يالحظ من خالل الشكل أعاله أنه تم تقسيم معايير المراجعة إلى ثالث مجموعات ،حيث تهتم
المجموعة األولى بشخص المراجع و صفاته ،بينما تهتم المجموعة الثانية من المعايير بتنفيذ
اجراءات المراجعة و لهذا تسمى المعايير اإلجرائية ،في حين تهتم المجموعة الثالثة بتقرير المراجع
من حيث الشكل والمضمون.
المبحث الثاني :اإلجراءات العملية للمراجعة
تمهيد :
يمكن تلخيص إجراءات المراجعة في برنامج المراجعة إبتداء من اإلعداد والتخطيط وانتهاء بكتابة
التقرير النهائي للجهة المعنية ،حيث انها تعبر عن التصرفات والممارسات أو السلوك الواجب أداؤه
من طرف المراجع لتحقيق نشاطه وتنفيذه ،وبعبارة أخرى ،فإن إجراءات المراجعة تعبر عن
34
الوسيلة التي من خاللها يقوم المراجع بتنفيذ مهمته.
لذلك و بغية وصول مراجع الحسابات لهدفه المتمثل في إبداء رأيه الفني المحايد حول القوائم المالية
و المركز المالي الصافي للمؤسسة ،فإنه البد أن يسلك منهجية معينة تضم أربعة مراحل ضرورية
و متكاملة ،حيث تضم كل مرحلة بعض الخطوات و االجراءات يقوم بها المراجع لالنتقال للمرحلة
األخرى ،حيث تبدأ بمرحلة التمهيد للمراجعة و التي تتضمن تشخيص المهمة و التعرف على
المؤسسة ،ثم تأتي المرحلة الثانية التي تتضمن دراسة و تقييم نظام الرقابة الداخلية حيث أن سالمة
نظام الرقابة الداخلية يعتبر دليل مادي على سالمة و مصداقية المعلومات المتواجدة بالقوائم المالية
الختامية ،و على أساسه يتم زيادة أو تقليص اجراءات المراجعة التي يجريها على الحسابات و
القوائم المالية و هي المرحلة الثالثة ،ليخلص المراجع أخيرا الى إعداد تقريره و إبداء رأيه الفني
المحايد .
-التمهيد للمراجعة
-إعداد التقرير.
. 34أمين السيد احمد لطفي ،إرشادات المراجعة ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،1993 ،ص.10
المطلب األول :التمهيد للمراجعة
تتميز هذه المرحلة من المراجعة باألهمية البالغة و خاصة بالنسبة للمراجع الذي يقوم بمراجعة
حسابات المؤسسة ألول مرة ،حيث تمكنه من اإلطالع على كل المؤشرات التقنية ،القانونية ،الجبائية
و االجتماعية حول المؤسسة التي سيقوم بمراجعتها ،و يمكن تقسيم هذه المرحلة الى قسمين:
بعد قبول المراجع للمهمة الموكلة إليه من طرف المؤسسة طبقا لالجراءات المنصوص عليها
قانونا ،عليه التأكد من صحة التعيين و من أنه ال يقع تحت طائلة حاالت التنافي والممنوعات
الشرعية والقانونية المنصوص عليها ،ال سيما في القانون التجاري والقانون 01-10المنظم لمهنة
المحاسبة في الجزائر.
إن المراجع عند اقتراح عليه مهمة مراجعة الحسابات من طرف مؤسسة معينة ،فإنه يكون ملزما
بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات على هذه المؤسسة ،حيث تلعب خبرة المراجع في هذه
35
المرحلة دورا كبيرا ،والهدف األساسي من تشخيص مهمة المراجعة هو تقييم:
-و في أي آجال؟
كما يجب عليه تقييم الصعوبات التي يمكن أن تواجهه أثناء تنفيذ مهمته ،و دراسة االمكانيات
المتاحة التمام المهمة .
36
الفرع الثاني :التعرف الشامل على المؤسسة
من المهام األساسية التي يقوم بها مراجع الحسابات قبل وضع خطة برنامج مراجعة الحسابات،
قيامه بالحصول على البيانات والمعلومات األساسية عن المؤسسة محل مراجعة الحسابات ،ولعل
الهدف من وراء ذلك هو تسهيل مهمته بالقاء الضوء على كثير من المشاكل التي قد تصادفه اثناء
.35شريقي عمر ،مرجع سبق ذكره ،ص86
. 36محمد فضل مسعد ،خالد راغب الخطيب ،مرجع سبق ذكره ،ص ص128،129 ،
القيام بعملية المراجعة ،ففي حال شركات االشخاص يطلع المراجع على عقد الشركة لمعرفة :رأس
المال ،حصص الشركاء ،كيفية توزيع األرباح و الخسائر ،من له حق اإلدارة من الشركاء ،مرتبات
الشركاء المديرين ،حدود المسحوبات ،فوائد رأس المال و المسحوبات و كذلك معرفة توزيع
السلطات و المسؤوليات بين العاملين في المؤسسة.
أما في شركات المساهمة يقوم المراجع بالحصول على البيانات األولية واالطالع على عقد التأسيس
والقانون النظامي للمؤسسة ،والهيكل التنظيمي و حدود السلطات الممنوحة لمجلس االدارة و معرفة
من لهم حق التوقيع االداري والمالي على المستندات المختلفة ومعرفة رأس مال المؤسسة وتوزيعه
على األسهم والقرارات واألحكام الخاصة بالفترة المالية وكيفيه تكوين المخصصات واالحتياطات
وتوزيع األرباح وأسلوب إعداد القوائم المالية.
كما يقوم مراجع الحسابات بدراسة دقيقة للنظام المحاسبي المطبق في المؤسسة ،و يقوم باإلطالع
على نتائج األعمال و المركز المالي للسنوات السابقة ،و دراسة تقرير المراجع السابق و فحص أية
تحفظات تناولها التقرير السابق أو وردت بتقارير مجلس اإلدارة.
يقوم المراجع أيضا بزيارات ميدانية ،للتعرف على مواقع المؤسسة و اإلدارات و األقسام ،و كذا
مواقع األقسام الحساسة كالخزينة و مخازن المواد الخام و مخازن المنتجات التامة و معرفة تسلسل
العمليات في مراكز االنتاج و طرق التخزين و الصرف للمواد ...الخ.
كل هذه المعلومات التي يجمعها المراجع في هذه المرحلة يجب أن ترتب في الملف الدائم الذي
يفتحه المراجع للمؤسسة ،كما يمكنه في نهاية هذه المرحلة إعادة النظر في برنامج تدخله المسطّر.
في إطار مهمته العامة ،يطلع مراجع الحسابات على عناصر الرقابة الداخلية الدقيقة المطبقة من قبل
المؤسسة قصد تجنب مخاطر األخطاء المعتبرة في مجمل الحسابات ،وكذا اإلثباتات المتعلقة بتدفقات
37
العمليات و األحداث المحاسبية للفترة.
. 37القرار المؤرخ في 24جويلية ، 2013يحدد محتوى معايير تقارير محافظ الحسابات ،الفصل السابع :معيار التقرير حول إجراءات
الرقابة الداخلية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،2014 ،العدد ،24ص18
و قبل الخوض في إجراءات تقييم و دراسة نظام الرقابة الداخلية ،إرتأينا أن نوضح بصورة
مختصرة مفهوم نظام الرقابة الداخلية كما يلي:
عرفتها جمعية المدققين األمريكيين كالتالي" :الرقابة الداخلية هي اإلجراءات و الطرق المستخدمة
في الشركة من أجل الحفاظ على النقدية واألصول األخرى بجانب التأكد من الدقة الكتابية لعملية
38
مسك الدفاتر".
كما عرفتها لجنة طرائق التدقيق المنبثقة عن المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين على أنها" :
تشمل الخطة التنظيمية و وسائل التنسيق والمقاييس المتبعة في المشروع بهدف حماية أصوله
وضبط ومراجعة البيانات المحاسبية والتأكد من دقتها ومدى االعتماد عليها وزيادة الكفاية اإلنتاجية
وتشجيع العاملين على التمسك بالسياسات اإلدارية الموضوعة".
39
من خالل التعاريف يتضح أن أهداف الرقابة الداخلية تتلخص في :
-حماية األصول؛
.38مصطفى صالح سالمة ،مفاهيم حديثة في الرقابة الداخلية والمالية ،ط ،1عمان-األردن ،دار البداية ناشرون وموزعون ،2010 ،ص
ص.12،13 ،
. 39عبد الفتاح الصحن و أحمد نور ،الرقابة و مراجعة الحسابات ،مؤسسة شباب الجامعة للطباعة و النشر ،االسكندرية ،بدون سنة نشر،
ص.263
. 40أحمد قايد نور الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص50
الرقابة الداخلية اإلدارية : .1
و يكون الهدف من هذه الرقابة متابعة اإللتزام بالسياسات اإلدارية الموضوعة و في الخريطة
التنظيمية للمؤسسة ،لما لهذه الجوانب من تأثير غير مباشر على النواحي المالية و المحاسبية ،حيث
تشتمل هذه الرقابة على كل ما هو إداري بالمؤسسة.
الرقابة الداخلية المحاسبية: .2
وهي كل االجراءات المرتبطة مباشرة بحماية األصول ومدى الوقوف على السجالت المالية وما
تنتجه من بيانات وتقارير ،و بالتالي يكمن الهدف هنا في حماية أصل المؤسسة من جهة و سالمة
المعالجة المحاسبية من جهة أخرى .
41
الفرع الثالث :مقومات نظام الرقابة الداخلية
يقوم نظام الرقابة الداخلية الجيد على خمسة ركائز أساسية سنوضحها كالتالي:
.Iخطة تنظيمية إدارية الجيدة
.IIنظام محاسبي سليم
.IIIنظام مستندي دقيق
.IVنظام تكاليف مناسب
.Vنظام فعال للحوافز.
42
. KHELASSI Réda, l'audit interne : audit opérationnel, 2ème édition, Alger, édition Houma, 2005, p 88
. 43شريقي عمر ،مرجع سبق ذكره ،ص.90
. 44محمد بوتين ،المراجعة و مراقبة الحسابات من النظرية إلى التطبيق ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،2003 ،ص .44
. 45المكان نفسه.
بعد اعتماد المراجع الختبارات اإلستمرارية التي ذكرناها سابقا يمكن له أن يقف عند على
نقاط ضعف نظام الرقابة الداخلية و التي تحدث نتيجة عدم أو سوء تطبيق نقاط القوة من جهة،
46
باالضافة لوجود نقاط ضعف و التي توصل إليها عند تقييمه األولي للنظام.
و هنا يمكن التمييز بين نقاط الضعف التي لها تأثير على الحسابات السنوية و هنا وجب على
المراجع تسجيلها من أجل تحديد أعمال المراجعة الضرورية لتقييم التأثيرات الفعلية على الحسابات،
و نقاط الضعف التي ليس لها تأثير على الحسابات السنوية و هنا يقوم بتبليغها لمسؤولي المؤسسة
47
من أجل تحسين النظام
.VIتحرير تقرير حول نظام الرقابة الداخلية :
الهدف من هذه المرحلة هو إعطاء نتائج تقييم الرقابة الداخلية في المؤسسة على ضوء ما
تحصل عليه من اإلجراءات سابقة الذكر.
يقوم المراجع بكتابة تقرير حول نقاط ضعف نظام الرقابة الداخلية حيث يسمح هذا التقرير للمؤسسة
48
بتصحيح هذه االجراءات و التي بدورها تزيد من موثوقية الحسابات.
قسمنا هذا المطلب إلى فرعين ،الفرع األول يتعلق بأدلة اإلثبات و الفرع الثاني يتمثل في فحص
القوائم المالية.
. 49محمد نصر الهواري ،محمد توفيق محمد ،أصول المراجعة والرقابة الداخلية ،القاهرة ،مكتبة الشباب ،1997/1998،ص263
. 50شريقي عمر ،مرجع سبق ذكره ،ص.33
.IIIأنواع أدلة اإلثبات
هناك عدة أنواع من أدلة اإلثبات في المراجعة ،سنلخص أهمها فيما يلي:
-1الوجود الفعلي :يعتبر من أقوى أدلة اإلثبات في عملية المراجعة ،إال أنه على المراجع أن ال يكتفي
51
بمالحظة وجود األصل بل يجب التأكد من الملكية عبر التحقق المستندي.
-2المستندات :تعتبر المستندات من أكثر أدلة اإلثبات من حيث الكمية ،و تعد المستندات أيضا دليل
52
أكثر حجية من أي نوع اخر من أدلة اإلثبات ،و تشمل المستندات على ثالثة أنواع:
-المستندات التي يرسلها الغير للمؤسسة كفواتير الشراء مثال؛
-المستندات الداخلية للمؤسسة كفواتير البيع؛
-المستندات التي ترسل الى المدقق مباشرة.
يجب أن يكون المستند صحيح لكي يتم االعتماد عليه من طرف المراجع و لكي يكون صحيح هناك
53
شروط يجب مراعاتها كاالتي:
-أن يكون المستند موجه باسم المؤسسة؛
-أن ال يخرج تاريخه عن الفترة المحاسبية محل المراجعة؛
-أن يكون المستند أصل ليس صورة منه؛
-أن يخص المستند أحداث أو عمليات تدخل ضمن نشاط المؤسسة محل المراجعة؛
-أن يستوف المستند للشروط الشكلية و الموضوعية و القانونية ،و أن ال يحتوي على شطب
أو كشط أو حذف أو تعديل بداخله؛
-ينبغي على المراجع بعد تدقيقه للمستند و مطابقته للقيد المحاسبي التأشير عليه باإللغاء لعدم
تكرار استخدامه.
.3اإلقرارات المعدة خارج المؤسسة:
تعد هذه اإلقرارات المكتوبة من طرف المتعاملين مع المؤسسة من موردين و عمالء و بنوك و
إدارات ،تتضمن شهادات على صحة أرصدة الحسابات و المصادقة عليها أو عكس ذلك ،و هو ما
54
يعطي للمراجع دليال من خارج المؤسسة يؤكد أو ينفي المعلومات المقدمة له.
.4اإلقرارات المعدة داخل المؤسسة :
. 51زاهرة عاطف سواد ،مراجعة الحسابات و التدقيق ،ط ،1عمان-األردن ،دار الراية ،2009 ،ص156
. 52المكان نفسه.
.محمد فضل مسعد و خالد راغب الخطيب ،مرجع سبق ذكره ،ص .166 53
-1الجرد الفعلي:
59
-2المصادقات:
هي شكل من أشكال الشهادات و اإلقرارات ،تصدرها إدارة المؤسسة تحت إشراف مراجع
الحسابات ،ليقر فيها الطرف المدين أو الدائن بصحة أو عدم صحة الرصيد الخاص به و الناتج عن
تعامله مع المؤسسة في تاريخ معين ،حيث يوجه الرد مباشرة للمراجع ،و تنقسم المصادقات إلى
ثالث أقسام كما يلي:
-المصادقات اإليجابية:
يطلب فيها من المرسل إليه الرد بصحة أو خطأ الرصيد المدون في المصادقة؛
-المصادقة السلبية :
يطلب فيها الرد اذا كان الرصيد المدون في المصادقة غير صحيح ،و يعاب على هذا
النوع من المصادقات هو اعتبار الرصيد صحيح بمجرد عدم الرد و الذي ربما يكون نتيجة عدم
إهتمام المرسل إليه؛
-المصادقات المجردة (العمياء) :
.محمد فضل مسعد و خالد راغب الخطيب ،مرجع سبق ذكره ،ص ص164،163 ، 58
-3اإلستفسارات:
يقوم هذا النظام على توجيه أسئلة و الحصول على إجابات مرضية ،و تتدرج هذه اإلجابات من
إجابات رسمية مكتوبة إلى مناقشات شفوية بين المراجع و موظفي المؤسسة ،حيث يستطيع المراجع
باستعماله لهذه الوسيلة الحصول على الكثير من المعلومات عن كثير من األمور التي قد تبدو له
غامضة ،و للحصول على أدلة مرضية فمن األفضل طرح العديد من األسئلة المترابطة ببعضها و
االعتماد على اإلجابات طالما كانت معقولة و متناسقة .و ما يميز هذا النوع من الوسائل أن
اإلجابات على االستفسارات ال تعتبر من أدلة اإلثبات القوية التي يمكن للمراجع اإلعتماد عليها
باعتبار عدة أسباب منها درجة معرفة الشخص الموجه إليه االستفسار بالموضوع محل البحث ،و
60
درجة مسؤولية و أمانة هذا الشخص ،و كذا هل لهذا الشخص مصلحة في الموصوع.
-4المراجعة الحسابية:
يقوم المراجع هنا بالتحقق من صحة العمليات الحسابية التي يقوم بها المحاسب ،أو تلك
الموجودة في الدفاتر و السجالت و المستندات المحاسبية ،و التأكد أن التوازن حقيقي في العمليات
61
الحسابية و ليس صوري.
62
و يشمل نطاق المراجعة الحسابية ما يلي :
-مراجعة المجاميع الموجودة في ميزان المراجعة وكذلك عناصر األصول والخصوم والتأكد من
صحة الرصيد الممثل لصافي الربح أو الخسارة؛
-مراجعة حسابية ألرصدة دفاتر األستاذ؛
-مراجعة الكشوف التحليلية المقدمة إلى مراجع الحسابات مثل الكشوف التحليلية لإلضافات
الرأسمالية وكشوف االستهالك ،وذلك بغرض التأكد من صحة هذه المجاميع؛
-تدقيق قوائم الجرد والحسابات الختامية من الناحية الحسابية.
-5المراجعة المستندية:
يمكن إعتبار المراجعة المستندية هي المحور الرئيسي في عملية المراجعة ،و ال يجب أن
تقتصر المراجعة المستندية على إجراءات المطابقة بين القيود المستندية و المستندات المؤيدة لها ،و
ال على إستيفاء المستند للنواحي الشكلية و القانونية و التنظيمية فقط ،و إنما يجب التأكد من جوهر
63
المستند بمعني التأكد من أن المستند يدل على عملية تمت فعال و نفذت في إطار اجراءات سليمة.
-7المقاربة البنكية:
يقوم المراجع من خالل هته الوسيلة بفحص عمليات المقاربة البنكية التي تعدها المؤسسة ،كما
يمكن له أن يأخذ عينة و يقوم هو بنفسه بالمقاربة البنكية ليتأكد من صحة األرصدة و مطابقة
التسجيالت المحاسبية مع الكشوف البنكية ،و يكتشف الفروقات و يرى كيف تعاملت معها ادارة
المؤسسة ،و تكمن أدلة اإلثبات التي يتحصل عليها المراجع من خالل هته الوسيلة في محاضر
66
المقاربات البنكية ،و التي يستعملها فيما بعد لتدعيم رأيه.
69
.Iالتحقق من حسابات األصول الثابتة
تشمل األصول الثابتة عناصر اإلستثمارات (أراضي ،بناءات ،منشآت تقنية ،المعدات
الصناعية...،الخ) ،حيث أن هذه الحسابات تعتبر قليلة الحركة المحاسبية في المؤسسة ألنها دائمة
داخل المؤسسة ما عدا تسجيل اإلهتالكات السنوية و تسجيل التنازالت ان وجدت.
و منه فإن المراجع يجب أن يتحقق من هذه العناصر كما يلي:
-1الكمال :يتأكد المراجع هنا من أن المعلومات المسجلة بالقوائم المالية الختامية تعكس الواقع الحقيقي
للعنصر المعني ،من خالل التحقق من األرصدة األولية لكل عنصر و القيام بالمراجعة المستندية و
الحسابية للتأكد من التسجيل المحاسبي لكل اإلضافات و حذف كل التنازالت خالل الدورة ،مع تتبع
خطوات المعالجة المحاسبية ،كما يتأكد المراجع من صحة التسجيالت المحاسبية لإلهتالكات ،و
70
.IIالتحقق من المخزونات
تشمل المخزونات على كل العناصر التي تمر عبر المخزن ،سواء كانت منتجات تنتجها
المؤسسة أو المشتريات المختلفة للمؤسسة كالمواد األولية أو البضائع ،لذلك وجب على المراجع
التحقق من عناصر المخزون بإعتبار حركية عناصر المخزون المستمرة ،و يقوم المراجع للتحقق
من الخزونات باآلتي:
-1الكمال :يتحقق المراجع من أن كل العمليات المتعلقة بالمخزون قد تم تسجيلها محاسبيا ،حيث أن
الرصيد الظاهر بالقوائم المالية الختامية هو رصيد آخر المدة ،لذلك على المراجع التحقق من صحة
المعالجة المحاسبية لكل العمليات.
-2الوجود :يتحقق المراجع من الوجود الفعلي للمخزونات ،و ذلك بالوقوف على واقع عملية الجرد و
توجيهها وفق ما تنص عليه التشريعات المعمول بها.
71
.IIIالتحقق من الحقوق و الديون
الحقوق و الديون وجهان لعملة واحدة حيث أن الديون تمثل إلتزام على المؤسسة تجاه الغير أما
الحقوق فالعكس ،و بعبارة أخرى فالديون تكون نتيجة تدفق مادي إلى المؤسسة أو تدفق مالي
(قروض طويلة األجل ،قروض قصيرة األجل) أما الحقوق فتكون نتيجة تدفق مادي خارج المؤسسة
أو تدفق مالي متمثل في التسبيقات المقدمة من طرفها ،يقوم المراجع بالتحقق من كل عناصر
الحقوق و الديون و التي تترجم العديد من العمليات التي قامت بها المؤسسة ،فالحقوق مثال تتكون
من التسبيقات المقدمة من طرف المؤسسة ،حسابات العمالء ،الرسوم القابلة لالسترجاع ،الخزينة،
أما الديون فتتكون من الديون القصيرة و الطويلة و المتوسطة األجل ،و يمكن للمراجع أن يتحقق
من هذه العناصر كما يلي:
-1الكمال :يتأكد المراجع من التسجيل المحاسبي لكل العمليات المتعلقة بالحقوق و الديون.
-2الوجود :يتحقق المراجع من الوجود الغعلي للحقوق و الديون من خالل المقاربات الضرورية بين
ما هو مسجل محاسبيا و ما هو مسجل عند الغير ،كأن يتأكد من رصيد مورد معين مع ما هو
مسجل عنده عن طريق المصادقات التي يتحصل عليها المراجع.
-3الملكية :يتأكد المراجع من أن كل الحقوق و الديون المسجلة بالقوائم المالية الختامية لها عالقة
مباشرة مع المؤسسة و هي طرف فيها ،أي أن الحقوق حق للمؤسسة و الديون هي إلتزام على
المؤسسة.
-4التقييم :يتحقق من أن تقييم الحقوق و الديون قد تم وفق طرق معتمدة للتقييم ،و يستعمل في ذلك
المراجعة المستندية و الحسابية.
74
.Vالتحقق من النواتج و األعباء
إن حسابات التسيير هي المكونات األساسية لجدول حسابات النتائج ( )TCRو بتفاعلها تنتج
حسابات النتائج ،و تتميز هذه الحسابات برصيد أولي يساوي الصفر بإعتبار أن رصيد السنة
. 75المقرر رقم ،002المؤرخ في 04فيفري ، 2016المتضمن المعايير الجزائرية للتدقيق ،المعيار الجزائري للتدقيق رقم ،560ص 2
الشكل رقم :2األحداث الالحقة لتاريخ الميزانية.
أعمال الرقابة
Source: Lionnel collins, Gérard valin, audit et contrôle interne: aspects financiers,
opérationnels et stratégiques, 4ème édition, Dalloz, Paris, 1992, p. 153.
.IIIمذكرة التجميع:
هذه المذكرة تسمح للمراجع بتلخيص العناصر المعبرة في المهمة و االجراءات المتخذة ،ويجب أن
77
تتضمن:
-وصف األحداث الهامة التي سجلتها نشاطات المؤسسة (منتوج جديد ،مصنع جديد)...؛
76
. IGF, guide d’audit, Algérie, 1992, p 4103.
77
. Loc. cit, p 2184.
-وصف المشاكل التي واجهت المراجع و الحلول المتخذة ،و من المهم جدا أن تكون هذه الفقرة
واضحة ألنها تلعب دور كبير في الرأي الذي يعبر عنه المراجع ،و تجنب اتخاذ المواقف المتناقضة
من سنة ألخرى؛
-قائمة النقاط العالقة و التي يجب أن تعالج قبل تحرير التقرير مثال :وثائق ينتظر استالمها،
مصادقات قيد اإلنتظار...الخ.
.78القرار المؤرخ في 24جانفي ،2013يحدد محتوى معايير تقارير مراجع الحسابات ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية،
العدد ،2014 ،24ص ص.22-13 ،
التمهيدية و يمكن أن أن تأخذ الفقرة التمهيدية الشكل التالي " :لقد قمنا بمراجعة الميزانية المرفقة
للشركة ...كما هي في 31/12/2019و بيانات حسابات النتائج و بيان التغير في حقوق الملكية و
التدفقات النقدية المتعلقة بها للسنة المنتهية بذلك التاريخ و ملخص للسياسات و اإليضاحات التفسيرية
األخرى" ،كما أشار المعيار إلى إدراج تاريخ التقرير و هو تاريخ إنتهاء العمل الميداني ،باإلضافة
إلى عنوان المراجع و توقيعه.
-1.2الرأي حول القوائم المالية :يشير إلى أهداف و طبيعة مهمة المراقبة ،مع توضيح أن
األشغال التي أنجزها قد تمت طبقا لمعايير المهنة وأنها تشكل قاعدة منطقية للتعبير عن رأيه حول
الحسابات السنوية .و يعبر المراجع عن رأيه حسب الحاالت التالية:
رأي بالقبول(دون تحفظ): أ-
بأنها منتظمة
يتم التعبير عن الرأي بالقبول من خالل مصادقة مراجع الحسابات على القوائم المالية ّ
وصادقة في جميع جوانبها المعتبرة ،وفقا للقواعد و المبادئ المحاسبية المعمول بها ،كما تقدم
صورة مطابقة للوضعية المالية و وصعية الذمة و النجاعة و خزينة المؤسسة عند نهاية السنة
المالية.
يمكن هذا الرأي أن يرفق بمالحظات و معاينات ذات طابع حيادي موجهة إلى تنوير قارئ
الحسابات السنوية.
رأي بتحفظ (أو بتحفظات): ب-
يتم التعبير عن الرأي بتحفظ (أو بتحفظات) من خالل مصادقة مراجع الحسابات بتحفظ على القوائم
المالية بأنها منتظمة وصادقة في جميع جوانبها المعتبرة وفقا للقواعد والمبادئ المحاسبية سارية
المفعول ،كما تقدم صورة مطابقة لنتيجة عمليات السنة المنصرمة وكذا الوضعية المالية وممتلكات
الكيان في نهاية هذه السنة المالية.
يجب على مراجع الحسابات أن يبين بوضوح في فقرة ،تسبق التعبير عن الرأي ،التحفظات المعبر
عنها ،مع تقدير جحمها إذا أمكن قصد إبراز تأثيرها حول النتيجة والوضعية المالية للكيان.
ت -رأي بالرفض:
يتم التعبير عن هذا الرأي من خالل رفض مبرر بوضوح من طرف مراجع الحسابات ،المصادقة
على القوائم المالية وأنه لم يتم إعدادها في جميع جوانبها المعتبرة وفقا للقواعد والمبادئ المحاسبية
سارية المفعول.
يجب أن يبين مراجع الحسابات بوضوح في فقرة قبل التعبير عن الرأي ،التحفضات التي دفعته إلى
رفضه للمصادقة مع تقدير جحمها إذا أمكن قصد إبراز تأثيرها حول النتيجة والوضعية المالية
للكيان.
يؤدي مراجع الحسابات مهمته المتعلقة بفحص الحسابات السنوية وإ عداد تقريره العام المتعلق
بالتعبير عن الرأي ،في أجل قدره خمسة وأربعين( ) 45يوما من تاريخ استالم الحسابات السنوية
المضبوطة من طرف جهاز التسيير المؤهل ،ويجب أن يتطابق تاريخ التقرير مع تاريخ االنتهاء
الفعلي من مهمة الرقابة.
معيار تقرير التعبير عن الرأي حول الحسابات المدعمة والحسابات المدمجة: -2
يتم إعداد هذا التقرير ،وفق المبادئ األساسية وكيفيات تطبيقها المنصوص عليها في المعيار المتعلق
بتقرير المصادقة على الحسابات الفردية ،ال يختلف هذا التقرير عن التقرير العام في جزئه األول،
إال في المصطلحات المستعملة في تعريف الحسابات الخاضعة لدراسة مراجع الحسابات.
معيار التقرير حول االتفاقيات المنظمة: -3
يهدف هذا المعيار إلى التعريف بالمبادئ األساسية وتحديد كيفيات التطبيق المتعلقة بتدخل مراجع
الحسابات بخصوص االتفاقيات المنظمة وكذا محتوى التقرير الخاص لمراجع الحسابات.
تعد إتفاقيات منظمة كل اإلتفاقيات (عدا تلك المتعلقة بالعمليات الجارية) المبرمة في ظروف عادية
على نحو مباشر أو غير مباشر أو عن طريق وسيط ،بين المؤسسو و األشخاص المعنيين اآلتيين:
-رئيس مجلس إدارتها؛
-الرئيس المدير العام لها؛
-أحد أعضاء مجلس إدارتها؛
-عضو من أعضاء المكتب المسير أو من مجلس المراقبة؛
-ممثلون عن األشخاص المعنويين أعضاء مجلس اإلدارة؛
-األشخاص المعنويين أعضاء مجلس اإلدارة؛
-المسيرون و المسيرون المتضامنون؛
-المساهمون أو الشركاء الحاملون لمساهمة معتبرة.
يقدم مراجع الحسابات تقريرا خاصا حول االتفاقيات المنظمة موجها إلعالم أعضاء الجمعية العامة
والجهاز التداولي المؤهل الذي تم استدعاؤه للموافقة أوالفصل في تقريره.
يتضمن هذا التقرير الخاص االتفاقيات التي تم إخطار محافظ الحسابات بها أو التي
اكتشفها بمناسبة أداء مهام الرقابة المسندة إليه.
ال يقدم مراجع الحسابات في تقريره الخاص بأي حال من األحوال أي رأي حول
جدوى أو صحة أو مالءمة االتفاقيات.
معيار التقرير حول المبلغ اإلجمالي ألعلى خمس ( ) 05أو عشر تعويضات: -4
يتم من خالل هذا المعيار إعداد كشف مفصل عن التعويضات المدفوعة ( ) 05أو ( ) 10
أشخاص األعلى أجرا الذي يتم تسليمه إلى مراجع الحسابات ،من مسؤولية الجهاز المسير للمؤسسة،
ويتضمن هذا الكشف:
-التعويضات الخام التي تشمل كل االمتيازات والتعويضات المحصلة ،مهما كان شكلها وصفتها،
باستثناء تسديد المصاريف غير الجزافية؛
-التعويضات المدفوعة لألشخاص األجراء العاملين بطريقة حصرية ودائمة في الشركة المعني
واألجراء العاملين بالتوقيت الجزئي واألجراء العاملين في فروع في الخارج.
يتأكد مراجع الحسابات من أن المبلغ المفصل للتعويضات ،يتطابق مع المعلومات المتحصل عليها
التي دقق فيها مسبقا ،ويعد التقرير الخاص بالمصادقة إلثبات التعويضات المنصوص عليها في
األحكام القانونية.
معيار التقرير حول االمتيازات الخاصة الممنوحة للمستخدمين: -5
يهدف هذا المعيار إلى التعريف بالمبادئ األساسية وتحديد كيفيات التطبيق التي تخص تدخل مراجع
الحسابات المتعلق باالمتيازات الخاصة الممنوحة لمستخدمي الشركة وكذا محتوى التقرير الخاص
لمراجع الحسابات .تتمثل االمتيازات الخاصة ،النقدية أو العينية ،الممنوحة لمستخدمي الشركة في
تلك التي ال تتعلق بالتعويض العادي أو المعتاد للخدمات المقدمة ،تعد الشركة كشفا سنويا اسميا
لالمتيازات الخاصة الممنوحة للمستخدمين.
تتم المصادقة على مبلغها اإلجمالي من طرف مراجع الحسابات ،استنادا إلى المعلومات المقدمة
وتلك المحتمل ارتباطها خالل مهمته.
معيار التقرير حول تطور نتيجة السنوات 05األخير والنتيجة حسب السهم أو حسب -6
الحصة االجتماعية:
يهدف هذا المعيار إلى التعريف بالمبادئ األساسية تحديد كيفيات التطبيق المتعلقة بتدخل مراجع
الحسابات فيما يخص عرض تطور نتيجة الدورة والنتيجة حسب السهم أو حسب الحصة
االجتماعية ،للسنوات 05األخير أو كل دورة مقفلة منذ تأسيس الشركة أو دمجها في الشركة أخرى
في حالة ما إذا كان العدد أقل من 05ويهدف كذلك إلى تحديد محتوى التقرير الخاص بمراجع
الحسابات.
يتم إعداد تطور النتيجة على شكل جدول على مدى الخمس سنوات األخيرة ،يعرض العناصر
التالية :النتيجة قبل الضريبة ،الضريبة على األرباح ،النتيجة الصافية ،عدد األسهم أو الحصص
االجتماعية المكونة لرأس المال االجتماعي ،النتيجة حسب السهم أو الحصة االجتماعية ،مساهمات
العمال في النتيجة.
معيار التقرير حول إجراءات الرقابة الداخلية: -7
يهدف هذا المعيار إلى التعريف بالمبادئ األساسية وتحديد كيفيات التطبيق المتعلقة بمعرفة أنظمة
المحاسبة والرقابة الداخلية من طرف مراجع الحسابات وكذا محتوى تقريره الخاص.
عندما تقوم الشركة بإعداد تقرير حول إجراءات الرقابة الداخلية ،بموجب األحكام التنظيمية ،التي
لها تأثير معتبر على معالجة المعلومة المالية والمحاسبية ،يقوم مراجع الحسابات بتقديم تقرير خاص
يقدر من خالله صدق التقرير المرسل من قبل المؤسسة للجمعية العامة والجهاز التداولي المؤهل،
استنادا لألشغال المنجزة من طرفه ،ويتضمن هذا التقرير تقييمه لصدق المعلومات الواردة في تقرير
المؤسسة وليس حول اإلجراءات في حد ذاتها.
يتضمن التقرير الخاص لمراجع الحسابات حول اإلجراءات الرقابة الداخلية ،الذي يتم إرساله إلى
الجمعية العامة:
-عنوان التقرير ،المرسل إليه وتاريخ أهداف تدخالته؛
-فقرة تتضمن وصفا للواجبات المطبقة من أجل إبداء الرأي حول المعلومات الواردة في تقرير
المؤسسة؛
-خاتمة على شكل مالحظات أو بدون مالحظات حول المعلومات الواردة في تقرير المؤسسة.
معيار التقرير حول استمرارية االستغالل: -8
يهدف هذا المعيار إلى التعريف بالمبادئ األساسية وتحديد كيفيات التطبيق المتعلقة بدور مراجع
الحسابات بالنسبة إلى االتفاقية المحاسبية القاعدية حول استمرارية االستغالل التي يستند عليها إعداد
الحسابات ،بما فيها التقييم الذي تم إعداده من طرف المديرية حول قدرة المؤسسة على متابعة
استغاللها أو نشاطها وكذا محتوى التقرير الخاص لمراجع الحسابات.
يحلل مراجع الحسابات في إطار مهمته ،بعض الوقائع أو األحداث المأخوذة بعين االعتبار جملة أو
كل على حدى والتي تشكل مؤشرات تؤدي إلى التساؤل حول إمكانية إستمرارية االستغالل السيما:
مؤشرات ذات طبيعة مالية ،ومؤشرات ذات طبيعة عملية ،ومؤشرات أخرى.
معيار التقرير المتعلق بحيازة أسهم الضمان: -9
يهدف هذا المعيار إلى التعريف بالمبادئ األساسية وتحديد كيفيات التطبيق التي تخص تدخل مراجع
الحسابات المتعلق بأسهم الضمان التي يجب أن يحوز عليها المتصرفون أو أعضاء مجلس المراقبة
لشركات األسهم وكذا محتوى تقرير مراجع الحسابات.
ال يصيغ مراجع الحسابات خالصات حول أشغاله إال عندما يستخرج إختالالت يجب أن يبلغها غلى
األجهزة المختصة المؤهلة و إلى الجمعية العامة.
يؤدي غياب اإلشارة إلى اإلختالالت إلى إعتبار ضمنيا أن مراجع الحسابات لم يكتشفها أثناء القيام
بواجباته.
عندما يكون رأس المال اإلجتماعي للمؤسسة كليا أو باألغلبية من حيازة الدولة ،فإن مراجع
الحسابات يعفى من تقديم هذا التقرير.
-10معيار التقرير المتعلق بعملية رفع رأس المال:
يهدف هذا المعيار إلى التعرف بالمبادئ األساسية وتحديد كيفيات التطبيق المتعلقة بتدخل مراجع
الحسابات كما هو منصوص عليه ،السيما في أحكام المادة 700الفقرة 3من القانون التجاري عند
رفع رأس المال اإلجتماعي وكذا محتوى التقرير الخاص لمراجع الحسابات.
يتضمن تقرير مراجع الحسابات المقدم للجمعية العامة الغير العادية وللجهاز التداولي المؤهل الذي
يرخص رفع رأس المال ،السيما المعلومات التالية:
-التذكير بالنصوص التشريعية والتنظيمية المطبقة؛
-فقرة تتضمن الفحوصات المنجزة وال سيما حول كيفيات تثبيت سعر اإلصدار وحول احترام
الحق التفاضلي لالكتتاب؛
-استنتاجات تشير للمالحظات أو لغياب المالحظات حول عملية رفع رأس المال.
ال يصرح مراجع الحسابات بمالئمة عملية رفع رأس المال.
-11معيار التقرير المتعلق بعملية تخفيض رأس المال:
يتضمن تقرير مراجع الحسابات المقدم للجمعية العامة غير العادية وللجهاز التداولي المؤهل الذي
يرخص تخفيض رأس المال ،على الخصوص المعلومات التالية:
-التذكير بالنصوص التشريعية والتنظيمية المطبقة؛
-فقرة حول الفحوصات المنجزة؛
-خالصات تتضمن مالحظات أو تشير لغياب مالحظات حول عملية تخفيض رأس المال.
ال يصرح مراجع الحسابات بمالئمة عملية تخفيض رأس المال.
-12معيار التقرير المتعلق بإصدار قيم منقولة أخرى:
يقوم مراجع الحسابات بإعداد تقريرين األول يقدم للجمعية العامة غير العادية والجهاز التداولي،
والثاني تقرير تكميلي ،حيث يحتوي األول على المعلومات التالية:
-التذكير بالنصوص التشريعية والتنظيمية المطبقة؛
-فقرة تتضمن الفحوصات المنجزة؛
-إشارة تبين أن الواجبات قد تمثلت في التحقق من كيفيات تحديد سعر اإلصدار سندات رأس
المال الواجب إصدارها ،مثلما هي مبينة في التقرير المنجز من طرف الهيئة المختصة؛
-استنتاجات مرفقة ،عند االقتضاء ،بمالحظات حول كيفيات تحديد سعر إصدار سندات رأس
المال الواجب إصدارها؛
-اإلشارة إلى استحالة إبداء رأي حول الشروط النهائية لإلصدار وأنه سيتم إصدار تقرير
تكميلي عند تحقيق اإلصدار؛
-يحرر خالصة حول صدق المعلومات المقدمة باألرقام المأخوذة من حسابات الشركة والواردة
في تقرير الجهاز المختص؛
-يقدم مالحظات ،السيما في حالة نقص المعلومات في تقرير الجهاز المختص حول عناصر
حساب سعر إصدار سندات رأس المال الواجب إصدارها أو حول مبلغه.
أما التقرير التكميلي يحرره المراجع بعد اإلنتهاء من عملية المراجعة ويبين من خالله:
-يقدر المعلومات المقدمة في تقرير الجهاز المختص للجمعية العامة؛
-يبين فيما إذا وجدت مالحظات حول مطابقة شكل العملية بالنظر إلى التصريح الممنوح من
قبل الجمعية والبيانات المقدمة لها؛
-يدلي برأيه ،بالنظر إلى الشروط النهائية لإلصدار ،حول المبلغ النهائي وكذا حول تأثير
اإلصدار على وضعية أصحاب السندات والقيم المنقولة التي تسمح بدخوله رأس المال ،المقدر
مقارنة برؤوس األموال الخاصة.
. 79المرسوم التنفيذي ،202-11المؤرخ في 26ماي ، ، 2011يحدد معايير تقارير مراجع الحسابات وأشكال أجال إرسالها ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،2011 ،30ص ص.19،20 ،
يكون التسليم مقابل وصل إستالم ،كما نصت المادة 3من القرار المؤرخ في 24جانفي 2013
الذي يحدد محتوى معايير تقارير مراجع الحسابات بأنه يجب ان توضع مختلف الوثائق الضرورية
إلعداد تقارير المراجع تحت تصرف هذا األخير قبل خمسة و أربعين ( )45يوم على األقل من
80
تاريخ إنعقاد الجمعية العامة العادية أو هيئة التداول المؤهلة.
خالصة الفصل:
من خالل هذا الفصل تبينت لنا عدة أمور من بينها األهمية البالغة للمراجعة منذ القدم و أيضا
تطورها عبر التاريخ و خاصة مع تطور الشركات و ظهور شركات كبيرة و ظهور شركات
المساهمة و الشركات متعددة الجنسيات ،مما أدى بأصحاب المؤسسات و الدول إلى اإلهتمام أكثر
بالمراجعة و األمر الذي سهل على الدول تطوير المراجعة هو متابعة معايير المراجعة من طرف
الهيئات الدولية و تطويرها لمعايير المراجعة حيث أنه كلما ظهرت أحداث إقتصادية من أزمات
إقتصادية أو هزات مالية لكبرى الشركات عالميا كلما تطورت معها المراجعة حتما ،و اليوم
المراجعة الخارجية تعتبر علم بحد ذاتها لها معايير و قواعد و إجراءات واجب إتباعها و لها
فروض و مبادئ ال يجب تجاوزها أو الخروج عنها ،و نفس األمر بالنسبة للمهني المستقل القائم
على المراجعة و الذي مهما تغيرت المصطلحات التي تطلق عليه من مراجع مستقل أو المدقق
المستقل أو محافظ الحسابات ...إلخ ،فاليوم أصبحت لهذا المهني معايير و ضوابط و قوانين تنظم
مهنته و تضبط قواعد هذه المهنة بالغة األهمية ،و الجزائر و كسائر دول العالم تبنت اإلصالحات
في هذا الميدان حيث أنه و بظهور القانون 01-10الذي ينظم مهنة المراجعة و يضبط كيفية
ممارستها و يحدد كل السلوكيات و المسؤوليات و الشروط الواجب توفرها في المراجع المستقل و
الذي يصطلح عليه رسميا محافظ الحسابات ،بدأت المعايير الجزائرية للتدقيق بالصدور على
مراحل ،و التي من شأنها ضبط هذه المهنة أكثر و توفير اإلرشادات الالزمة للمراجعين و كذا
توحيد منهجية العمل في هذا المجال ،حيث سنتطرق لهذه المعايير بالتفصيل في الفصل الثاني،
بعدما تطرقنا في الفصل األول لإلطار النظري للمراجعة و حاولنا أن نوظف كل معارفنا األكاديمية
و المعارف السابقة المتعلقة بالجانب العملي أو المنهجية العملية للمراجعة ،حيث عرجنا على مختلف
التعاريف للمراجعة و نبذة عن تطورها التاريخي لننتقل بعدها إلى األهداف و األهمية التي تكتسيها
. 80القرار المؤرخ في 24جانفي ، 2013يحدد محتوى معايير تقارير مراجع الحسابات ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد
،2014 ،24ص ص.23-22 ،
المراجعة مذكرين بفروضها و مبادئها و معاييرها و كذا أنواعها ،لننتهي بالجانب العملي الذي
قسمناه ألربعة مراحل رئيسية يقوم بها مراجع الحسابات فبعد أن يمهد المراجع لعملية المراجعة و
يتعرف على المؤسسة و يضبط رسالة المهمة التي أوكلت إليه يقوم مباشرة بدراسة و تقييم نظام
الرقابة الداخلية الذي يعد عمود الرقابة في المؤسسة و أساس تخطيط المراجعة الخارجية ،لينتقل
بعد ذلك إلى جمع أدلة اإلثبات و فحص القوائم المالية الختامية ،و ينهي عمله بتحرير التقرير العام
الذي يعبر فيه عن رأيه الفني المحايد حول صدق و عدالة القوائم المالية للمؤسسة محل المراجعة.