‫المقدمة‬

‫أ‪ .‬تمهيد‬
‫يعتبر علم االقتصاد من أهم العلوم األساسية التي يستعين بها اإلنسان في مختلف مجاالت الحياة‪ ،‬حيث‬
‫يساعده على دراسة حياته وكيفية تعامله مع الموارد المتاحة له واستعماله لها لتغطية احتياجاته األساسية‪،‬‬
‫فبفضل االقتصاد اليوم أستطاع اإلنسان أن يضع خطط و آليات لصنع قرارات تمكنه من معرفة‬
‫االحتماالت المتوقعة مستقبال‪.‬‬
‫وتعتبر المؤسسة االقتصادية من أهم الركائز التي تعتمد عليها اقتصاديات الدول لتحقيق أهدافها‬
‫المختلفة وبذلك تنقاد نحو التطور والتنمية على المستوى الدولي و الوطني بشكل خاص‪ .‬وكثيرا ما تواجه‬
‫المؤسسة االقتصادية العديد من التحديات نتيجة ما يشهده عالم األعمال من تطور سريع وواسع في المجال‬
‫االقتصادي‪ ،‬وينعكس عليها بشكل أو بأخر‪ ،‬هذا ما يجعلها دائما في مواجهة محيط يتميز بالمنافسة الشديدة‬
‫و غالبا ما يكون هدفها هو البقاء واالستمرار‪.‬‬
‫في خضم هذه المفاهيم نجد عنصر الزبائن كأهم العناصر المتعاملة مع المؤسسة والمرتبطة بحجم نشاطها‪،‬‬
‫فالزبون يعتبر المحرك األساسي للمؤسسة حيث تسعى هذه األخيرة دائما إلرضائه من خالل الخدمات التي‬
‫تقدمها له‪ .‬وتسعى المؤسسة االقتصادية إلى متابعة زبائنها و الحصول على بيانات دقيقة‪ ،‬سريعة وفعالة عن‬
‫حركاتهم و ذالك من خالل معامالتها التجارية ويعتبر ذلك من أهم الشروط ألي إدارة ناجحة‪.‬‬

‫ب ‪ .‬اإلشكالية‪:‬‬

‫في ظل ماسبق نطرح اشكالة دراستنا كما يلي‪:‬‬

‫كيف يتم تسجيل الزبائن محاسبيا في مؤسسة سونلغاز ورقلة خالل السنة المالية ‪ 2022‬؟‬

‫األسئلة الفرعية ‪:‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية السابقة قمنا بتقسيمها الى األسئلة الفرعية التالية ‪:‬‬

‫ماهية الزبائن وكيف تسجل محاسبيا في المؤسسة االقتصادية ؟‬ ‫‪‬‬

‫كيف تتم عملية المعالجة المحاسبية للزبائن العاديين في مؤسسة سونلغاز‬ ‫·‬ ‫‪‬‬
‫ورقلة لسنة ‪2022‬؟‬

‫كيف تتم عملية المعالجة المحاسبية للزبائن المشكوك فيهم في مؤسسة سونلغاز‬ ‫‪‬‬
‫ورقلة لسنة ‪2022‬؟‬

‫كيف تتم عملية المعالجة المحاسبية للزبائن المعدومين في مؤسسة سونلغاز ورقلة‬ ‫‪‬‬
‫لسنة ‪2022‬؟‬

‫ت‪ .‬فرضيات البحث‪:‬‬

 ‫بناء على بعض األسئلة الفرعية المطروحة سابقا حول موضوع البحث‪ ،‬يمكن تحديد مجموعة من‬
‫الفرضيات التي سنقوم باختبارها و المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫يعرف الزبون انه شخص طبيعي أو معنوي الذي يقوم بالدفع مقابل الحصول على منتجات أو‬ ‫‪‬‬
‫خدمة تقدمها الشركة ما ‪ .‬بهدف تغطية حاجياته الشخصية آو حاجة المؤسسة لتحقيق أهدافها ‪ ,‬حيث‬
‫يسجل نظام المحاسبي ‪ SCF‬الزبائن حسب أنواعهم و هم الزبائن العاديون والزبائن المشكوك فيهم‬
‫والزبائن المعدومين‬
‫يتم التسجيل المحاسبي لفواتير البيع للزبائن في مؤسسة سونلغاز ورقلة خالل السنة المالية ‪2023‬‬ ‫‪‬‬
‫حسب ما ينص عليه النظام المحاسبي المـــــالي ‪.SCF‬‬
‫يتم التسجيل المحاسبي لعملية تحصيل مبيعات مؤسسة سونلغاز ورقلة خالل السنة المالية ‪2023‬‬ ‫‪‬‬
‫حسب ما ينص عليه النظام المحاسبي المالي ‪.SCF‬‬
‫يتم التسجيل المحاسبي لمؤنه تدني الزبائن في مؤسسة سونلغاز ورقلة خالل السنة المالية‬ ‫‪‬‬
‫‪2023‬حسب ما ينص عليه النظام المحاسبي المالي ‪.SCF‬‬
‫يتم التسجيل المحاسبي للزبائن المعدومين في مؤسسة سونلغاز ورقلة خالل السنة المالية‬ ‫‪‬‬
‫‪2023‬حسب ما بنص عليه النظام المحاسبي المالي ‪. SCF‬‬
‫‪:‬ث‪ . .‬مبررات اختيار الموضوع‬
‫‪:‬هناك عدة أسباب الختيار هذا الموضوع منها ما هو ذاتي وما هو موضوعي نوجز ها فيما يلي‬
‫‪ ‬الدوافع الذاتية‪:‬‬
‫‪ ‬الرغبة الشخصية في دراسة المواضيع المرتبطة بالتخصص‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار الموضوع لالستفادة به خاصة في الحياة المهنية‪.‬‬
‫‪ ‬الدوافع الموضوعية‪:‬‬
‫‪ ‬التطرق إلى هذا الموضوع بغية فتح مجال البحث أمام المهتمين به مستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬كون الدراسة من المواضيع المطروحة في الساحة االقتصادية والمهنية حاليا‪.‬‬

‫ج‪ . .‬أهمية وأهداف الموضوع‪:‬‬

‫تتجسد أهمية هذه الدراسة في إبراز الدور الذي تلعبه المحاسبة في المؤسسة االقتصادية و معرفة‬
‫الممارسات المحاسبية مع الزبائن في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬مما يجعله موضوع مهم يفيد الطلبة‬
‫والباحثين ويساهم في رفع مستوى معرفتهم بالممارسات المحاسبية في المؤسسات االقتصادية الجزائرية‬
‫‪.‬حيث يهدف هذا البحث إلى التعرف على المعالجة المحاسبية للزبائن (بمختلف أنواعهم) في مؤسسة‬
‫‪ .‬سونلغاز ورقلة واكتساب معلومات جديدة فيما يخص محاسبة المؤسسات االقتصادية‬

‫ح‪ .‬حدود الدراسة‬

 ‫تم حصر الدراسة التي قمنا بمعالجتها تحت موضوع المعالجة المحاسبية للزبائن في مؤسسة سونلغاز‬
‫‪ :‬ورقلة ضمن إطار محدد و ذلك من خالل‬
‫‪ ‬الحدود الزمنية ‪ :‬دامة مدة الدرسة ستة أشهر ‪.‬‬
‫‪ ‬الحدود المكانية ‪ :‬مؤسسة سونالغاز ورقلة‬

‫خ‪ .‬المنهج و األدوات المستخدمة ‪:‬‬

‫قمنا بإعداد البحث اعتمادا على المنهج الوصفي التحليلي الشامل حيث يقوم بتعريف المؤسسة االقتصادية و‬
‫يزودنا بالمعلومات الخاصة بها و أعمالها ‪.‬‬

‫د‪ .‬هيكل البحث ‪:‬‬

‫من أجل معالجة إشكالية الدراسة و تحقيق أهدافها‪ ,‬قمنا بتقسيم البحث إلى فصلين اثنين الجزء النظري و‬
‫الجزء التطبيقي ‪ ،‬حيث يتكون الفصل األول من مبحثين كاألتي ‪:‬‬

‫أ‪.‬المبحث األول ‪ :‬حيث شمل تعريفات و مفاهيم أساسية حول الزبائن و يتكون من ثالثة‬ ‫‪‬‬
‫مطالب ‪ :‬مفهوم الزبون ‪ ،‬أنواع الزبائن ‪ ،‬أهمية الزبائن و خصائص الزبائن ‪.‬‬
‫ب‪.‬المبحث الثاني ‪ :‬التسجيل المحاسبي لزبائن حسب النظام المحاسبي المالي ‪ SCF‬و‬ ‫‪‬‬
‫يتكون من ثالث مطالب ‪ :‬التسجيل المحاسبي للزبائن العاديون ‪ ،‬المشكوك فيهم و‬
‫المعدومين ‪.‬‬

‫أما في الفصل الثاني التطبيقي تم االعتماد كذلك على النظام الوصفي الذي يشمل إستراتيجية المتابعة‬
‫المحاسبية للزبون على مستوى المؤسسة االقتصادية‪ ،‬قسم هذا الجزء إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الطريقة و األدوات المستخدمة‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النتائج و المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫الفصل األول النظري بعنوان ‪ :‬اإلطار النظري‬
‫للزبائن في المؤسسة االقتصادية‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫إن موضوع المؤسسة االقتص‪FF‬ادية ك‪FF‬ان و ال ي‪FF‬زال الي‪FF‬وم مقص‪FF‬دا للدراس‪FF‬ات العلمي‪FF‬ة و‬
‫االقتصادية‪ ،‬و األبحاث النظرية و الميداني‪FF‬ة‪ ،‬فالمؤسس‪FF‬ة االقتص‪FF‬ادية هي المح‪FF‬رك األساس‪FF‬ي‬
‫القتص‪FF‬اديات دول الع‪FF‬الم‪ ،‬حيث يق‪FF‬وم الزب‪FF‬ائن و المتع‪FF‬املين بتحريكه‪FF‬ا لتحقي‪FF‬ق أرباحه‪FF‬ا و‬
‫أهدافها‪.‬‬
‫يعتبر الزبائن و المتعاملين من أهم العناص‪FF‬ر ال‪FF‬تي تمكن المؤسس‪FF‬ات اإلقتص‪FF‬ادية من تحقي‪FF‬ق‬
‫أهدافها و الحفاظ مع ديمومتها ‪ ،‬حيث يق‪FF‬وم باس‪FF‬تهالك الس‪FF‬لع و المنتج‪FF‬ات و الخ‪FF‬دمات ال‪FF‬تي‬
‫تق‪FF‬دمها المؤسس‪F‬ة االقتص‪FF‬ادية بمقاب‪FF‬ل ال‪FF‬دفع ‪.‬في ه‪FF‬ذه العملي‪FF‬ة تق‪FF‬وم المؤسس‪F‬ة بتحص‪FF‬يل رقم‬
‫أعماله‪FF‬ا ثم تق‪FF‬وم بتس‪FF‬جيل ه‪FF‬ذه العملي‪FF‬ات محاس‪FF‬بيا حس‪FF‬ب النظ‪FF‬ام المحاس‪FF‬بي المس‪FF‬تخدم ‪.‬‬
‫فالتسجيل المحاسبي هو شرح مفصل على ما تم القيام به في هذه العملية‪.‬‬
‫من خالل هذا الفصل النظري سنتطرق إلى ‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أهم المفاهيم المتعلقة بالزبائن‬ ‫‪.1‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬التسجيالت المحاسبية للزبائن في المؤسسة االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
 ‫المبحث األول ‪ :‬المفاهيم األساسية المتعلقة بالزبائن ‪:‬‬

‫يحتوي المبحث األول على مفاهيم أساسية حول الزبائن وهي مختلفة باختالف استخدام الناس لهذا‬
‫المصطلح عبر التاريخ وصفته و أهميته‪ ،‬و قد تم تقسيم هذا المبحث إلى مطلب يتناول الشرح بالتفصيل‬
‫المكثف حول الزبائن‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الزبائن ‪.‬‬

‫يعرف الزبون على أنه ذلك الشخص الذي يشتري شيء بالمقابل و قد يكون هذا الشيء‬
‫سلعة أو خدمة و هو الشراء بالمقابل ‪ ،‬و يختلف التعريف من أحد إلئ اخر ‪,‬‬

‫كما يعرف على أنه "ذلك الفرد الذي يقوم بالبحث عن سلعة أو خدمة ما وشراؤها‬
‫الستخدامه الخاص أو استخدامه العائلي"‪1 .‬‬

‫‪ - 1‬حسين وليد عباس الجنابي ‪ ،‬إدارة عالقات الزبون ‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوويع ‪ ،‬عمان‪ ، 2017 ،‬ص‪16‬‬

‫قد يستخدم مصطلح الزبون للداللة على أشياء مختلفة عن المفهوم الشائع لدى عامة الناس‬
‫والمتمثل في المشتري‪ ،‬فقد يطلق على كل عنصر من عناصر بيئة المؤسسة‪ ،‬كما قد يطلق هذا‬
‫المصطلح على أشياء ال عالقة لها بالبيع والشراء مثل ما كان معروف في‬
‫روما )إيطاليا( حيث كان يسمى زبون كل شخص يتحصن تحت حماية شخصية قوية ذات‬
‫‪2‬‬ ‫نفوذ‪ ،‬غير أننا في هذا العنصر سنحاول توضيح هذا المصطلح من منظور تسويقي‬

‫‪ 2‬بوطالب ابراهيم‪ ،‬محاضرات في إدارة عالقات الزبائن‪،‬جامعة أمحمد بوقرة بومدراس ‪ ،‬ص ‪,.65‬‬

‫وعّر ف أيضا محفوظ أحمد جودة الزبون "هو ذلك المشتري للخدمات الفعلي أو المتوقع ولديه الّر غبة‬
‫والقدرة في شراء تلك الخدمة كما أّن ه يشكل الهدف النهائي ألية عملية تسويقية ألنه هو مفتاح نجاح‬
‫المؤسسة أو فشلها‪3،".‬‬
‫‪ 3‬محفوظ أحمد جودة‪ ،‬إدارة الجودة الشاملة مفاهيم وتطبيقات‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2006 ،‬‬

‫ص‪71‬‬
‫في حين كان تعريف الزبون بالنسبة لعالء فرحات على أنه "ذلك الشخص الداخلي أو الخارجي والذي يقت‪FF‬ني منتج منظم‪FF‬ة م‪FF‬ا من‬
‫السوق الصناعي أو االستهالكي أو الّداخلي داخل المنظمة لتحقيق حاجات‪F‬ه ورغبات‪F‬ه أو رغب‪F‬ات العائل‪F‬ة عن طري‪F‬ق عملي‪F‬ة الش‪FF‬راء أو‬
‫المبادلة‪" 4‬‬

‫‪ 4‬عالء فرحات ‪ ،‬أميرة الخبابي‪ ،‬إدارة المعرفة "إدارة معرفة الزبون" – دار الصفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ، 2009 ،‬ص‪.‬‬
‫‪75‬‬

‫في خضم كل هذه التعريفات ينحصر مصطلح الزبون على أنه المستهلك النهائي للمنتجات أو الخدمات فهو عنصر‬
‫اساسي في أي عملية شراء أو البيع ‪.‬‬

‫توصل الباحثون بعد التعمق في موضوع الزبائن إلى أن الزبائن نوعان و هما ‪:‬‬

‫_ الزبائن الداخليين ‪ :‬ويقصد بالزبون الداخلي المورد البشري في المؤسسة‪ 1 .‬وهو األشخاص العاملين في جميع‬
‫األقسام الذين يتعاملون مع بعضهم البعض إلنجاز األعمال ذات جودة تتالءم مع متطلباتهم ومتطلبات الغير‪.‬‬

‫‪ 1‬ال‪P‬داوي الش‪P‬يخ‪ ،‬تفعي‪P‬ل رض‪P‬ا الزب‪P‬ون كم‪P‬دخل اس‪P‬تراتيجي لبن‪P‬اء والئ‪PP‬ه‪ ،‬م‪P‬ذكرة ماجس‪P‬تير غ‪P‬ير منش‪P‬ورة‪ ،‬جامع‪P‬ة الجزائ‪P‬ر‪،‬‬
‫‪ . 2006‬ص ‪11‬‬
‫_ الزبائن الخارجيين ‪ :‬وهم الذين تكون بينهم و بين المؤسسة المنتجة خدمة و يتلقونها في شكل نهائي ‪ ،‬أو قد تطون‬
‫متج فيكونوا بذلك هم المستهلكين األخيرين ‪.‬‬