You are on page 1of 3

‫إن تطبيق ش روط المعي ار الق انوني أو المعي ار االقتص ادي منف ردة ال يض في على بعض‬

‫العقود الصفة الدولية رغم دوليتها وهذا يدعونا إلى القول أن أنسب المع ايير ال ذي يمكن من‬
‫خالله تمييز دولية العقد التجاري هو ذل ك المعي ار ال ذي اعتم ده القض اء الفرنس ي الح ديث‬
‫بالجمع بين المعيار القانوني والمعيار االقتصادي لتحديد الصفة الدولية للعقد التجاري ‪.‬‬

‫المعيار المزدوج‪:‬‬
‫وض ع ه ذا المعي ار القض اء الفرنس ي الح ديث و ه ذا نتيج ة للتطبيق ات القض ائية للمعي ار‬
‫االقتصادي الذي كان َوليد االجتهادات القضائية الفرنس ية فيم ا س بق‪ ،‬ولع ل التط بيق كش ف‬
‫عن ثغرات في المعيار االقتصادي رأت المحاكم تفاديها عن طريق دمج المعيار االقتص ادي‬
‫والمعيار القانوني عند تصديها للحكم بدولية العقد ومن أسباب ذلك كما ج اء في الحكم ال ذي‬
‫أص درته محكم ة اس تئناف تول وز في ‪ 26‬اكت وبر ‪ 1982‬أن الجم ع بين المعي ارين يجس د‬
‫الصفة اآلجنبية للرابطة العقدية على نحو أفضل وعلى هذا النحو ال يكتفي القض اء الفرنس ي‬
‫الحديث عند تقرير دولية عقود المعامالت المالي ة ب التحقق من وج ود العنص ر اآلجن بي في‬
‫الرابطة العقدية الذي يتطلب ه المعي ار الق انوني‪ ،‬وإنم ا يح رص أيض ا على التأك د من تعل ق‬
‫اآلمر بمصالح التجارة الدولية وفقا لما يقتض يه المعي ار االقتص ادي ون رى أن ه ذا المعي ار‬
‫المزدوج الذي ابتكره القضاء الفرنس ي الح ديث ه و اآلنس ب لتحدي د الص فة الدولي ة للعق د‬
‫التجاري‪ ،‬ذلك أن المعايير المتبعة لتحديد الصفة الدولية للروابط العقدية االخرى مثل روابط‬
‫اآلحوال الشخصية‪ ،‬وروابط العمل الدولية وغيرها تختلف عن الروابط التجاري ة ال تي تمس‬
‫مصالح التجارة الدولية وتؤدي إلى انتق ال رؤوس اآلم وال من دول ة إلى أخ رى مم ا ينبغي‬
‫معه ع دم االعت داد فق ط بوج ود العنص ر اآلجن بي ال ذي ق د ي ؤدي إلى إث ارة مس ألة تن ازع‬
‫القوانين دون أن يكون هناك مساس بالمصالح التجارية الدولية‪ ،‬ولهذا ينبغي إعم ال المعي ار‬
‫االقتصادي بجانب المعيار القانوني ألن العالقة في اآلساس تمس مصالح التجارة الدولية‪.‬‬

‫وعلى ذلك فأنه ليس هناك تعريف موحد متفق عليه للعقد الدولي وأن االتفاقيات الدولية ال تي‬
‫نظمت بعض مسائل التجارة العالمية لم تعتمد معيارا موحدا لتحدي د الص فة الدولي ة للعق ود‪،‬‬
‫وأن المعايير المتبعة لتحديد الصفة الدولية للعقد ه و المعي ار الق انوني والمعي ار االقتص ادي‬
‫والمعيار المزدوج وأن أنسب المعايير لتحديد الصفة الدولية للعقد هو المعيار المزدوج ال ذي‬
‫جمع بين المعيارين االقتصادي والقانوني الذي يعتد بالعنصر اآلجنبي الفاعل ‪.‬‬
‫هناك قضايا عملية تتحقق فيها الدولية وفقا للمعي ار االقتص ادي وهي في نفس ال وقت تحق ق‬
‫النتيجة التي يريد تحقيقها المعيار القانوني ومن ضمن هذه القضايا‪:‬‬
‫قضية هشت بتاريخ ‪ 04‬جويلية ‪ 1972‬حيث أصدرت محكمة النقض الفرنسية حكم ا جم ع‬
‫فيه بين المعيارين و وقائع هذه القضية تتمثل في إبرام شركات بوسمان عقد توكي ل تج اري‬
‫مع مواطن فرنس ي هش ت في هولن دا و بموجب ه يت ولى هش ت تس ويق منتج ات الش ركات‬
‫بفرنسا ولحسابها‪ ،‬وتقرر في هذا الحكم‪" :‬حيث أن العق د المتن ازع علي ه ال ذي أب رم بهولن دا‬
‫بين شركة تجارية خاضعة للقانون الهولندي‪ ،‬ومواطن فرنسي يعتبر عقدا دوليا‪ ،‬أي (العق د)‬
‫يرتبط بأنظم ة قانوني ة ص ادرة عن ع دة دول‪ ،‬وأن ه يكتس ي ه ذه الص فة اس تنادا إلى مك ان‬
‫إبرامه بهولندا‪ ،‬وجنسية طرفيه المختلفة (المعيار القانوني)‪ ،‬وموضوعه الذي كان يتمث ل في‬
‫إعطاء "هشت" المواطن الفرنسي‪ ،‬صالحية القيام بتصرفات قانونية باسم الشركة الهولندية‪،‬‬
‫بغية رفع حجم صادرات هذه الشركة من البضائع بفرنسا‪(.‬المعيار االقتصادي)‪.‬‬

‫وإلى جانب الحكم في القضية السابقة هناك حكم آخر يشبهه من حيث الوقائع فقط فالشركات‬
‫في ه ذه القض ية ال تخض ع للق انون الهولن دي ب ل إلى الق انون الس ويدي‪ ،‬والمهم في ق رار‬
‫محكمة النقض بهذا الشأن الصادر بتاريخ ‪ 09/11/1984‬هو ارتكازها أساسا على المعيار‬
‫الق انوني في تحدي د الطبيع ة الدولي ة للعق د‪ ،‬دون أن يتجاه ل المعي ار االقتص ادي أيض ا‪،‬‬
‫واعتبرت أن "العق د ال ذي ي برم في الس ويد وفي فرنس ا بين ش ركتين تج اريتين س ويديتين‪،‬‬
‫والفرنسي هو دولي‪ ،‬يتصل بأنظمة قانونية مختلفة تعود لعدة دول أما (المعيار القانوني) فل ه‬
‫صفة الدولية باعتباره اختالف جنسية األطراف المتعاقدة وموض وعه األساس ي ه و إعط اء‬
‫ص الحيات للوكي ل بالقي ام في فرنس ا بأعم ال قانوني ة باس م ش ركات أجنبي ة به دف تنش يط‬
‫االستيراد إلى فرنسا‪ ،‬البضائع منتجة في الخارج (المعيار االقتصادي)‪.‬‬

You might also like