Professional Documents
Culture Documents
أوال .تعريف االتفاقيات الجبائية الدولية :االتفاقيات الضريبية الدولية ،هي عبارة عن تلك املعاهدات الدولية اليت يكون موضوعها ضرييب حمض .وهي ختتلف عن االتفاقيات
اليت حتتوي على بعض النصوص واألحكام الضريبية كاتفاقيات التعاون يف اجملال العلمي أو الثقايف أو التقين .فاملقصود باالتفاقيات الضريبية الدولية هي تلك اليت يكون
موضوعها عاما و تقوم بتنظيم العالقات الضريبية بني دولتني أو أكثر بالنسبة جملموعة من الضرائب ،خاصة منها الضرائب على الدخل و الثروة و الرتكات ،و ميكن أن تشمل
ضرائب أخرى.
وجتدر اإلشارة إىل أن األصل هو عدم تعارض القوانني والنظم الضريبية للدول مع مضمون االتفاقيات الضريبية اليت تربمها ،حيث يعترب كل منهما مكمال لآلخر ،كما تعد
القوانني الضريبية مرجعا ال غىن عنه لتفسري بعض املصطلحات أو النصوص االتفاقية الغامضة وغري الواضحة .لكنه قد حيدث يف بعض احلاالت تعارض بينهما ،و نظرا لكون
االتفاقيات حتتل مكانة أمسى من القانون الداخلي للدولة ،فإن األحكام االتفاقية هي اليت تسري وتطبق .
ثانيا .أنواع االتفاقيات الجبائية الدولية :يوجد نوعان من االتفاقيات الضريبية مها اتفاقيات ضريبة ثنائية و أخرى متعددة األطراف:
.1االتفاقيات الضريبة الثنائية :هي تلك املعاهدات الضريبية اليت تربم بني دولتني فقط ،وهي الشكل األكثر شيوعا ،و ما مييزها هو سهولة التوصل إىل اتفاق حول
اإلجراءات واألساليب اليت ميكن من خالهلا تنظيم العالقات الضريبية بني الدولتني املتعاقدتني وجتنب حدوث مشكلة ازدواج ضرييب بالنسبة للمكلفني الذين تربطهم عالقات
اجتماعية (اإلقامة) و اقتصادية (ممارسة نشاط اقتصادي) بالبلدين معا إذ تعد أكثر فعالية حلل تلك املشكلة ،إال أن جمال تطبيقه يبقى حمدودا بالدولتني طريف املعاهدة فقط
أي على نطاق ضيق.
.2االتفاقيات الضريبية المتعددة األطراف :تربم بني أكثر من دولتني ونادرا ما يتم اللجوء إىل عقد مثل هذه املعاهدات ،ألن الوصول إىل حلول للمشاكل الضريبية بني
جمموعة من الدول يعترب عملية صعبة ومعقدة و تتطلب جهودا كبرية للتنسيق من أجل إرضاء مجيع األطراف ،خاصة يف ظل اختالف األنظمة الضريبية لكل منها غري أن
هذا الشكل من االتفاقيات له قدرة اكرب على حل مشكلة التعدد الضرييب و باألخص احلالة الثالثية يف فرض الضريبة على املكلف.
ثالثا .أهداف االتفاقيات الجبائية الدولية :هتدف االتفاقيات اجلبائية الدولية إىل:
تفادي حدوث مشكلة ازدواج ضرييب دويل كهدف أساسي ،من خالل حتديد جمال االختصاص الضرييب لكل دولة طرف يف االتفاقية .حيث ميكن أن مينح احلق يف فرض
الضريبة إلحدى الدولتني فقط (سواء كانت دولة إقامة املكلف أو الدولة مصدر الدخل) ويف هذه احلالة فإنه يتم القضاء كليا على تلك املشكلة ،وإما أن يوزع احلق يف
فرض الضريبة على كلتا الدولتني مع االتفاق على طرق وتقنيات ملعاجلة االزدواج الضرييب كإعفاء املكلف من دفع الضريبة يف دولة إقامته بالنسبة لدخل حققه يف دولة
أخرى.
حماربة كل من التهرب الضرييب الدويل ،عن طريق تبادل املعلومات بني السلطات الضريبية للدول املتعاقدة حول الوعاء الضرييب للمكلفني املعنيني ،باإلضافة إىل تقدمي
الدول املتعاقدة لبعضها البعض املساعدة يف حتصيل الضرائب.
منع التمييز بني شخص حامل جلنسية الدولة و آخر ال ميلك جنسيتها ،بالنسبة للضرائب وااللتزامات الضريبية اليت على هذا األخري أدائها و اليت جيب أال تكون أكثر عبئا
من تلك اليت يتحملها الشخص الذي حيمل جنسيتها.
تفادي عرقلة التدفق احلر للتجارة و االستثمار و نقل التكنولوجيا على الصعيد الدويل.
رابعا .مراحل ابرام االتفاقية الدولية :من أجل إبرام أي معاهدة دولية ،مبا يف ذلك املعاهدات الضريبية ،البد من املرور بأربع مراحل أساسية و املتمثلة يف مرحلة املفاوضات
و حترير املعاهدة ،مث مرحلة التوقيع ،و بعدها مرحلة التصديق على املعاهدة و أخريا مرحلة النشر يف اجلريدة الرمسية:
مرحلة ألمفاوضات بالنسبة لالتفاقيات الضريبية الدولية بصفة خاصة فإن مرحلة املفاوضة غالبا ما تتم مبشاركة األجهزة التالية للدولتني. أ.
-وزارة اخلارجية و اليت هتتم باجلانب الدبلوماسي و السياسي للمفاوضات .
-وزارة املالية ،وبالتحديد إدارة التشريع الضرييب اليت هتتم باجلانب التقين للمفاوضات .ويزود املتفاوضون بآراء اإلدارات األخرى املعنية باالتفاقية ،وكذلك آراء املتعاملني
االقتصاديني ذوي األنشطة الدولية ،من خالل تعبريهم عن الصعوبات واملشاكل اليت تواجههم من الناحية الضريبية عند توسيعهم ألنشطتهم خارج الوطن.
ب .مرحلة التوقيع:عادة ما يتم التوقيع على االتفاقية من طرف األطراف املتفاوضة واملخولة بذلك ،كنتيجة هنائية بعد صياغة نصها .لكن هذا التوقيع ال يكون له
بالضرورة قوة إلزامية للدولتني املتعاقدتني إال إذا نصت املعاهدة على ذلك أو أن تكون للدولتني نية يف ذلك ،فإذا كان للتوقيع قوة إلزامية ،ال بد من الرجوع إىل القانون
الداخلي للدولة املتعاقدة للتأكد من أن هذا اإلجراء كاف اللتزامها .أما إذا مل يكن للتوقيع تلك القوة ،فيصبح هذا اإلجراء جمرد تأكيد لصحة نص املعاهدة دون أن
يؤدي إىل التزام الدولتني املتعاقدتني بتطبيقها ،ويف هذه احلالة ال بد أن يلي مرحلة التوقيع ،إجراء رمسي آخر واملتمثل يف التصديق حىت تلتزم بعده الدولتني بتنفيذ
املعاهدة.
ت .مرحلة التصديق :يتم التصديق على املعاهدة الدولية من طرف اجلهة احلكومية املخولة بذلك ،وفقا ملا حيدده دستور كل بالد ،وغالبا ما متثل هذه اجلهة يف رئيس
الدولة ،إذ يعترب الطرف الذي ميلك صالحية التصديق على املعاهدة اليت وقع عليها ممثل الدولة ،لكن بعد قبوهلا من طرف الربملان ،الذي توكل إليه مهمة دراسة
مشروعها و التصويت عليها ،فإذا وافق عليها ،يقوم رئيس الدولة بإجراء التصديق.ومل حيدد القانون الدويل األسلوب الواجب إتباعه يف التصديق على املعاهدات ،و ترك
9
ذلك للقانون الداخلي لكل دولة من أجل وضع اإلجراءات املناسبة للتصديق .و نشري إىل أنه قد جرى العرف أن يثبت التصديق يف وثيقة مكتوبة حتتوى نص
املعاهدة و توقع من طرف رئيس الدولة ومن طرف وزير خارجيتها.
ث .مرحلة نشر المعاهدة :إن نشر املعاهدة هو عبارة عن إجراء داخلي يرمي إىل إضفاء الصفة القانونية عليها بعد التصديق عليها حىت تتقيد هبا سلطات الدولة و
أفرادها .أي أن نشر املعاهدة يف اجلريدة الرمسية للدولة يسمح جبعلها علنية و ميكن للجميع االطالع على ما جاء يف نصها.
خامسا .محتوى االتفاقيات الجبائية الدولية( اتفاقية منظمة التنعاون والتنمية االقتصادية لمنع االزدواج الضريبي نموذجا).
إن أول ما حتدده أية اتفاقية ضريبية هو اجملال الذي تطبق فيه ،والذي جيب أن يكون واضحا و دقيقا ،و هو ضروري لتفادي حدوث التباس أو مشاكل عند تطبيق األحكام
االتفاقية بسبب غيابه أو عدم وضوحه ،و يدخل جمال التطبيق ضمن احملتوى العام لالتفاقيات ،إىل جانب عناصر أخرى ،من بينها توزيع احلق يف فرض الضريبة بني الدول
املتعاقدة ،وحتديد طرق تفادي االزدواج الضرييب ،والذي سوف نستعرضه على ضوء االتفاقية النموذجية ملنظمة التعاون و التنمية االقتصادية لتفادي االزدواج الضرييب بالنسبة
للضريبة على الدخل و الثروة بني دولتني لسنة 3002.
.1مجال تطبيق االتفاقيات الضريبية الدولية:
أ .األشخاص المعنيون باالتفاقية :من الضروري أن حتدد الدولتان املتعاقدتان يف نص االتفاقية الضريبية املربمة بينهما األشخاص الذين تسري عليهم أحكامهاا .و غالبا ما
يكون ذلك من خالل املواد األوىل منها .ولقد أصبح هناك إمجاع بني الدول على أن األشخاص الذين تطبق عليهم االتفاقية هم أولئك الذين يقيمون بإحدى الدولتني
املتعاقدتني أو بكلتيهما معا .مبعىن أنه يستند لضابط اإلقامة الستفادة املكلفني من األحكام و اإلجراءات االتفاقية ،وهو ما نصت عليه املادة األوىل من االتفاقية النموذجية
ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية.
ب.الضرائب التي تشملها االتفاقية :إن الضرائب اليت تشملها االتفاقيات الضريبية الدولية لتفادي االزدواج الضرييب تتمثل عادة يف الضرائب على الدخل و الضرائب على
رأس املال أو الثروة وفقا لالتفاقية النموذجية ملنظمة التعاون و التنمية االقتصادية وكذلك لالتفاقية النموذجية هليئة األمم املتحدة.
ج .النطاق المكاني لالتفاقيات الجبائية الدولية :يتحدد النطاق املكاين لتطبيق االتفاقية الضريبية يف أغلب االتفاقيات ،باملناطق اليت متارس فيها الدولتني املتعاقدتني
سيادتيهما السياسية .وتقوم كل دولة بتحديد دقيق لذلك اجملال يف نص االتفاقية وبطريقة واضحة صرحية.حيث ميكن لكلتا الدولتني تطبيق االتفاقية املربمة على مجيع املناطق
واألقاليم التابعة هلما سياسيا ،كما ميكن أن يتم استثناء بعض املناطق من النطاق املكاين الذي تسري داخله االتفاقية واليت تعترب جزءا ال يتجزأ من أقاليمها ،إذ تتمتع هذه
املناطق بسيادة ضريبية جتعلها غري ملزمة بتطبيق املعاهدات ذات الطبيعة الضريبية واليت تعقدها الدول اليت تنتمي إليها هذه األقاليم .فعلى سبيل املثال ال تعترب املعاهدات اليت
تربمها اململكة الربيطانية مع دول أخرى سارية داخل بعض اجلزر التابعة هلا سياسيا كجزيرة كاميان وجزيرة مان وبالنسبة للواليات املتحدة األمريكية ال يدخل عادة ضمن
النطاق املكاين التفاقياهتا الضريبية بعض الدول مثل بورتوريكو .وأغلب هذه املناطق عبارة عن أقاليم ما وراء البحار و جنات ضريبية.
وميكن للدولتني طريف املعاهدة توسيع نطاق تطبيق االتفاقية( ،و ذلك بعد إبرامها) على املناطق اليت كانت تعترب خارجه باتفاق بني الدولتني بالطريقة املناسبة).
د.النطاق الزمني لتطبيق االتفاقية الضريبية الدولية :يرتبط النطاق الزمين لالتفاقية الضريبية بتاريخ دخوهلا حيز التنفيذ وتاريخ إهناء العمل هبا من طرف الدولتني املتعاقدتني.
ه.المحتوى العام لالتفاقيات الضريبية الدولية :حتتوي معظم االتفاقيات الضريبية الدولية اليت تعقد بني الدول على مواد مستوحاة من االتفاقية النموذجية ملنظمة التعاون و
التنمية االقتصادية ،أو االتفاقية النموذجية ملنظمة األمم املتحدة .وتتكون تلك املعاهدات من ثالثني مادة تقريبا ،و تأيت يف أربع جمموعات:
-المجموعة األولى(مواد تمهيدية) :تتكون من مواد متهيدية حيدد من خالهلا جمال تطبيق االتفاقية بالنسبة لألشخاص والضرائب وكذلك األقاليم اليت تطبق داخلها هذه
االتفاقية ،باإلضافة إىل تقدمي بعض التعاريف مثل تعريف املقصود مبصطلح شخص ( شخص طبيعي أو شركة ) و حتديد مفهوم مصطلح مقيم و املنشأة املستقرة حيث يسمح
هذا املفهوم مبنح احلق يف فرض الضريبة للدولة اليت تتواجد هبا هذه املنشأة.
-المجموعة الثانية(توزيع الحق في فرض الضريبة) :يتم من خالهلا توزيع احلق يف فرض الضريبة بني الدولتني املتعاقدتني .حيث حتدد االتفاقية الضريبية الدولة اليت هلا احلق
يف فرض الضريبة بالنسبة لكل نوع من أنواع الدخول ،فيمكن أن مينح ذلك احلق مبوجب االتفاقية إىل إحدى الدولتني ا أي إما دولة اإلقامة وإما دولة املصدر ،كما ميكن أن
يتم اقتسام احلق يف فرض الضريبة بني الدولتني ،وإتباع إىل جانب ذلك طرقا لتفادي االزدواج الضرييب أو التقليل من العبء الضرييب الذي يتحمله املكلف يف الدولتني.
-المجموعة الثالثة(تفادي االزدواج الضريبي) :تضم طرق و تقنيات تفادي مشكلة االزدواج الضرييب الدويل .فإذا مت مبوجب االتفاقية منح احلق يف فرض الضريبة إلحدى
الدولتني فقط دون األخرى ،فإن مشكلة االزدواج الضرييب تتالشى تلقائيا ،أما إذا وزع احلق يف فرض الضريبة بني الدولتني املتعاقدتني فيجب مقابل ذلك ،أن تتبع طرقا
وتقنيات لتجنب تلك املشكلة ،ولقد اعتمدت االتفاقية النموذجية ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية طريقتني أساسيتني لتفادي االزدواج الضرييب الدويل ومها طريقة اإلعفاء
وطريقة اخلصم.
-المجموعة الرابعة(اإلجراءات الختامية ) :هي عبارة عن جمموعة من املواد تتعلق بتطبيق االتفاقية و إجراءات حماربة التهرب و الغش الضرييب الدويل.
أ -تطبيق االتفاقية :وتتضمن بصفة عامة العناصر التالية - :دخول االتفاقية حيز التنفيذ و إلغاؤها - .إجراءات ودية و اليت هتدف إلجياد حلول للصعوبات املتعلقة بتطبيق
االتفاقية - .مبدأ عدم التمييز.
10
ب -محاربة التهرب والغش الضريبي الدولي :ويعترب اهلدف الثاين الذي تسعى إىل حتقيقه االتفاقيات الضريبية ،بعد االزدواج الضرييب الدويل ،حيث تضم عادة االتفاقيات
الضريبية ،إجراءات معينة للوصول إىل ذلك اهلدف ،و املتمثلة يف تبادل املعلومات بني اجلهات املختصة يف الدولتني و املساعدة يف حتصيل الضرائب.
.2توزيع االختصاص الضريبي في إطار االتفاقيات الضريبية الدولية:
أ .معايير توزيع االختصاص الضريبي :يتم توزيع االختصاص الضرييب أو احلق يف فرض الضريبة بني كل من دولة إقامة املكلف ودولة مصدر الدخل ،باتفاق بينهم ،مبوجب
معاهدة ضريبية ،من أجل تفادي مشكلة االزدواج الضرييب الدويل ،حيث حيدد جمال االختصاص الضرييب لكل منهما ،وبالنسبة لكل فئة من فئات الدخل .و يتم ذلك وفقا
جملموعة من املعايري:
-معيار اإلقامة الضريبية للمكلف :طبقا لالتفاقية النموذجية ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية ،يكون للدولة اليت يقيم فيها املكلف ،األولوية يف إخضاع الدخول .
-معيار مصدر الدخل ،إذ ميكن لدولة ما ،احلصول على احلق يف فرض الضريبة ،على دخل يعود لشخص غري مقيم هبا ،إذا حتقق هذا الدخل داخل إقليمها .ويوجد مصدر
الدخل ،بصفة عامة ،يف الدولة اليت ميارس فيها املكلف نشاطا ،يدر عليه دخال أو رحبا ،و على سبيل املثال ،يعترب البلد مصدر الدخل ،بالنسبة لفئة األجور ،ذلك البلد
الذي يزاول فيه الشخص عمله.
-معيار المنشأة المستقرة :هو ذو أمهية بالغة يف حتديد الدولة اليت مينح هلا احلق يف فرض الضريبة بالنسبة ألرباح الشركات ، ،ويتعلق بتلك الشركات اليت متارس أنشطة
خارج موطن إقامتها بصفة دائمة .يعترب مفهوم املنشأة املستقرة من أهم املفاهيم اليت تتناوهلا االتفاقيات ،ويسمح حتديدها بفرض الضريبة فقط من طرف الدولة اليت توجد هبا
هذه املنشأة ،دون أن ختضع للضريبة مرة أخرى يف الدولة اليت يوجد هبا املقر الرئيسي للشركة املالكة للمنشأة املستقرة.
ب.توزيع االختصاص الضريبي بالنسبة لفئات الدخل ونوع الضريبة:
ب.أ :توزيع االختصاص الضريبي بالنسبة للضريبة على الدخل:
-الدخول العقارية :مينح احلق يف فرض الضريبة للدولة اليت توجد هبا األمالك العقارية ،أي الدولة مصدر الدخل(املادة 6من االتفاقية النموذجية ملنظمة ).(OECD
-أرباح الشركات والمؤسسات :إذا كانت شركة أو مؤسسة تابعة لدولة متعاقدة ،متارس نشاطا يف الدولة األخرى ،يف غياب منشأة مستقرة ،فإن أرباح هذه الشركة أو
املؤسسة ،ال ختضع للضريبة إال يف الدولة اليت هي تابعة هلا.أما إذا كان لتلك الشركة أو املؤسسة منشأة مستقرة يف الدولة األخرى ،فستخضع للضريبة يف هذه الدولة ،بالنسبة
لألرباح املنسوبة للمنشأة املستقرة .حسب ما نصت عليه االتفاقية النموذجية ملنظمة).(OECD
-الدخول من المالحة البحرية و الجوية :طبقا للمادة ) ( 8من االتفاقية النموذجية ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية ،فإن األرباح الناجتة عن استغالل السفن أو
الطائرات ،يف حركة النقل الدويل ،ال ختضع للضريبة إال يف الدولة املتعاقدة اليت يوجد هبا مقر اإلدارة الفعلي .وحسب نفس املادة ،إذا كان مقر اإلدارة الفعلية لشركة مالحة
حبرية ،يوجد على منت سفينة ،فإن هذا املقر يعترب موجودا يف الدولة اليت يوجد هبا ميناء قيد هذه السفينة ،ويف حالة مل يكن هلا ميناء قيد ،اعترب املقر موجودا يف الدولة اليت
يقيم هبا مستغل السفينة.
-أرباح المؤسسات المشتركة :قد تساهم شركة تابعة إلحدى الدولتني املتعاقدتني ،يف رأس مال( أو يف إدارة أو مراقبة) شركة أخرى تتواجد يف الدولة املتعاقدة األخرى ،كما
قد يساهم نفس األشخاص يف رأس مال(أو يف إدارة أو مراقبة)كلتا الشركتني ،و نتيجة هلذه العالقة ،قد تتعامالن وفقا لشروط ،لن تتفق عليها الشركتني لو مل تربطهما تلك
العالقة ،فإن األرباح اليت لوال هذه الشروط ،لكانت قد حققتها إحدى الشركتني ،ميكن إدراجها ضمن أرباح هذه الشركة ،وإخضاعها للضريبة.
-أرباح األسهم :إن أرباح األسهم ختضع للضريبة يف الدولة اليت يقيم فيها املستفيد من هذه األرباح .كما ختضع أيضا يف الدولة اليت توجد هبا الشركة الدافعة لألرباح ( الدولة
مصدر الربح) ،حسب تشريعها ،وفقا لالتفاقية النموذجية ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية.مع حتديد لسقف جيب أال يتعداه معدل الضريبة يف الدولة املصدر ،من أجل
ختفيض العبء الضرييب على املستفيد من األرباح.
-الفوائد :ختضع الفوائد للضريبة يف الدولة اليت يقيم هبا املستفيد منها ( أو املستلم للفوائد) ،وأيضا يف الدولة اليت نشأت فيها هذه الفوائد ،أي الدولة اليت يقيم فيها املدين،
وفقا ملا ينص عليه تشريعها ( نفس املعاملة اليت تتلقاھا أرباح األسهم) ،حيث يتم اقتسام احلق يف فرض الضريبة بني الدولتني ،غري أن تلك االتفاقية حددت سقفا ملعدل
الضريبة الذي تفرضه الدولة اليت تنشأ فيها الفوائد ،يف احلالة اليت يكون فيها الشخص املستقبل لتلك الفوائد ،و املقيم يف الدولة املتعاقدة األخرى ،هو املستفيد الفعلي منها ،و
يتمثل هذا السقف يف 10 %من املبلغ اإلمجايل للفوائد.
-اإلتاوات :حسب منوذج منظمة (OECD)،ال ختضع اإلتاوات للضريبة ،إال يف دولة إقامة املستفيد الفعلي منها .وتكون بذلك قد منحت احلق يف فرض الضريبة على
هذه الفئة من الدخل ،إىل دولة إقامة املستفيد الفعلي فقط ،مما يسمح بتفادي االزدواج الضرييب ،لكن باملقابل ،فإن هذا اإلجراء ال خيدم سوى مصاحل الدول املتقدمة ،اليت
غالبا ما متثل دولة إقامة املستفيد من اإلتاوات.
-األرباح الرأسمالية :فيما يتعلق بالتصرف يف األمالك العقارية السالفة الذكر ،فإن األرباح الناجتة من هذا التصرف ختضع ،للضريبة يف الدولة اليت توجد هبا تلك األمالك .
ونالحظ أن احلق يف اإلخضاع الضرييب منح ،يف هذه احلالة ،للدولة مصدر الدخل فقط ،مما يسمح بتفادي االزدواج الضرييب.
11
-الدخول من المهن غير المستقلة :إن األجر واملكافآت اليت يتقاضاه شخص مقيم يف إحدى الدولتني ،نتيجة ملمارسته لعمل بأجر يف الدولة املتعاقدة األخرى ،ختضع
للضريبة يف هذه األخرية ،حسب االتفاقية النموذجية ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية .لكن توجد بعض احلاالت اليت ال ختضع فيها تلك األجور أو املكافآت املماثلة
للضريبة يف تلك الدولة األخرى ( الدولة اليت ميارس فيها الشخص عمله) ،و إمنا فقط يف دولة إقامة الشخص الذي يتقاضاها.
-مكافآت أعضاء مجلس اإلدارة :ختضع أتعاب احلضور واملكافآت املماثلة ،اليت حيصل عليها مقيم يف دولة متعاقدة ،بصفته عضوا يف جملس إدارة أو مراقبة شركة مقيمة يف
الدولة املتعاقدة األخرى ،للضريبة يف هذه األخرية (معيار مصدر الدخل).
-دخول الفنانون والرياضيون :ختضع الدخول اليت حيققها الفنانون والرياضيون ،املقيمون يف دولة متعاقدة ،للضريبة يف الدولة اليت ميارسون فيها نشاطاهتم ،حسب منوذج
املنظمة.
-المعاشات :حسب منوذج منظمة التعاون والتنمية ،ال ختضع املعاشات واملكافآت املدفوعة لشخص مقيم يف دولة متعاقدة ،مقابل عمل سابق ،للضريبة إال يف هذه الدولة .
ومن الواضح أنه مت األخذ مبعيار اإلقامة لتحديد الدولة اليت من حقها فرض الضريبة ،يف إطار االتفاقية النموذجية ،كما يؤدي ذلك إىل جتنب حدوث مشكلة ازدواج ضرييب.
-دخول الوظائف العامة :استندت اللجنة الضريبية هلذه املنظمة عند توزيعها للحق يف فرض الضريبة ،إىل إقامة الشخص املقدم للخدمات ،إىل جانب جنسيته ،و هي من
بني احلاالت القليلة اليت تستند فيها االتفاقية ملعيار اجلنسية.
-المبالغ المحصلة من طرف الطلبة:املبالغ اليت حيصل عليها طالب يف دولة متعاقدة من أجل تغطية مصاريف دراسته ،ال ختضع للضريبة يف الدولة اليت يزاول فيها هذا
الطالب ،دراسته ،شرط أن يتحصل عليها من خارج هذه الدولة.
-الدخول األخرى :طبقا ملا نصت االتفاقية النموذجية ملنظمة (OECD)،فإن عناصر الدخل اليت مل يتم تناوهلا يف املواد السابقة ،فإهنا ختضع للضريبة يف دولة إقامة
املستفيد منها فقط ،تفاديا حلدوث ازدواج ضرييب.
ب.ب .توزيع االختصاص الضريبي بالنسبة للضريبة على الثروة :تتطرق االتفاقيات إىل توزيع احلق يف فرض الضريبة بالنسبة للثروة حسب األجزاء املكونة هلا.كما يلي:
-الثروة املكونة من األمالك العقارية ،املنصوص عليها يف املادة ) ،( 6ختضع للضريبة يف الدولة اليت تتواجد فيها هذه األمالك.
-الثروة املكونة من األمالك املنقولة ،اليت تشكل جزءا من أصول منشأة دائمة تابعة لشركة مقيمة يف دولة متعاقدة ،وأن تلك املنشأة املستقرة متواجدة يف الدولة املتعاقدة
األخرى ،فإن تلك الثروة ختضع للضريبة يف هذه األخرية ( أي يف الدولة اليت تتواجد فيها املنشأة املستقرة).
-الثروة املكونة من السفن والطائرات ،املستخدمة يف النقل الدويل ،أو األمالك املنقولة املتعلقة باستغالل تلك السفن والطائرات ختضع للضريبة يف الدولة اليت يوجد هبا مقر
اإلدارة الفعلية للمؤسسة املستغلة.
-أما العناصر األخرى املكونة لثروة مقيم يف دولة متعاقدة ،فتخضع للضريبة يف هذه الدولة فقط.
.3طرق تفادي االزدواج الضريبي القانوني لقد اقرتحت أوىل االتفاقيات الضريبية النموذجية لكل من منظمة التعاون والتنمية االقتصادية وهيئة األمم املتحدة ،أربع طرق
ملعاجلة االزدواج الضرييب الدويل ،و اليت ميكن إجيازها فيما يلي:
-طريقة اإلعفاء :تقتضي هذه الطريقة عدم فرض الضريبة من طرف دولة إقامة املكلف على الدخل (الثروة) اخلاضع للضريبة من قبل الدولة مصدر الدخل.
-طرقة الخصم :تتمثل هذه الطريقة يف خصم دولة إقامة املكلف من الضريبة املستحقة الدفع هبا ،على دخله(أو ثروته) ،مبلغ الضريبة املدفوع يف الدولة املصدر الدخل
بالنسبة للدخل الذي حتقق هبا (أو تلك الثروة).
-طريقة اقتسام اإليراد :و تتمثل هذه الطريقة يف فرض الضريبة من طرف إحدى الدولتني املتعاقدتني ،ووفقا ملا حتدده االتفاقية الضريبية املربمة بينهما ،على أن تقوم هذه
الدولة بتحويل جزء من الضريبة اليت حصلتها إىل الدولة املتعاقدة األخرى.
-طريقة توزيع المادة الخاضعة للضريبة :تقتضي هذه الطريقة ،بأن تقوم الدولتني املتعاقدتني بفرض الضريبة بالتناوب على املكلف ،حسب فئة الدخل احملقق ،مبوجب
اتفاقية ضريبية بينهما ،كأن ختتص إحدى الدولتني يف فرض الضريبة أرباح األسهم ،و أن ختتص الدولة املتعاقدة األخرى يف فرض الضريبة على فئة املعاشات.
إن كال من طريقة اقتسام اإليراد و طريقة توزيع املادة اخلاضعة للضريبة ،قد مت التخلي عن العمل هبما ،ألن كلتامها تتطلب تنسيقا وتعاونا كبريا بني اإلدارات الضريبية
للدول املتعاقدة .أما فيما يتعلق بطريقيت اإلعفاء واخلصم ،فال تزال الدول تتبعهما لتفادي االزدواج الضرييب يف إطار االتفاقيات الضريبية اليت تربمها ،ومها الطريقتان املعتمدتان
يف االتفاقيات النموذجية ملنظمة التعاون و التنمية االقتصادية ،و هليئة األمم املتحدة.
12
المحور الخامس :المنافسة الضريبية الدولية.
أدى التنافس العاملي على جذب رؤوس األموال االستثمارية إىل اتساع جمال املنافسة الضريبية بني دوله ،عرب تسابقها يف منح احلوافز الضريبية لتشجيع االستثمار و توفري
املناخ املالئم لنموه.
أوال.مفهوم المنافسة الضريبية :أنتج االهتمام الواسع و املتزايد من قبل الباحثني يف هذا املوضوع العديد من التعاريف نورد البعض منها فيما يلي:
.1تعريف ": Janeba.Eهي اإلجراء الضرييب الذي تقوم به الدولة من جانب واحد لتشجيع االستثمار أو توسيع الوعاء الضرييب من خالل ختفيض معدالت الضريبة أو
منح اإلعفاءات".
.2تعريف ": philippe Diderهي نتيجة لظاهرة العوملة و تعرب عن العالقة بني الدولة و املستثمرين ،خاصة يف ظل التبادل التجاري احلر الذي يتم خارج احلدود
اإلقليمية للدول مبا ميكن من حترير حركة رؤوس األموال ،و من مث فهي اخلفض غري املرتقب لنسب الضرائب من قبل الدولة".
.3تعريف ":Marini philippeهي الفوارق املوجودة بني األنظمة الضريبية للدول نتيجة تنامي ظاهرة التنافسية الضريبية بينها ،من أجل السيطرة على مورد عاملي
مهم متمثل يف تدفق رأس املال األجنيب ألي دولة ،مما خيلق تباينا يف أداء هذه الدول من اجلانب الضرييب وفق التنافس الضرييب احلاصل بينها ،مما يؤدي إىل الصراع من
أجل البقاء ،و يهدد الدول اليت ال متلك مؤهالت و إمكانات البقاء ،فتنسحب من السوق ،و هذا ما حدث يف دول أوربا".
.4تعريف منظمة التعاون االقتصادي و التنمية " :هي ظاهرة عاملية حتصل عندما تتنافس الدول فيما بينها من أجل احلصول على أكرب حجم من تدفقات االستثمار
الدويل ،أو توفري مناخ مساعد الستقطاب االستثمار األجنيب املباشر ،مما يوفر للمستثمر بدائل الختيار البلد املراد االستثمار فيه".
استخالصا مما سبق ميكن تعريف املنافسة الضريبية على أهنا " نتيجة جملموعة االجراءات الضريبية اليت تقوم هبا الدولة كشكل من أشكال الدعم أو احلماية لصادراهتا،
واستقطاب رؤوس األموال حلفز االستثمار ،دون مراعاة للسياسات الضريبية املنتهجة من طرف الدول املنافسة هلا".
ثانيا.أنواع المنافسة الضريبية :تعددت معايري تصنيف املنافسة ا لضريبية ،غري أن املهم هو ربط التصنيف مبا يرتتب عنها من اجيابيات أو سلبيات ،و على هذا األساس تصنف
إىل منافسة ضارة و منافسة غري ضارة:
.1المنافسة الضريبية الضارة :تدعى أيضا باملنافسة الضريبية غري املشروعة ،نتيجة الضرر الذي تسببه للدول املضيفة لالستثمار أو الدول املشاركة يف السوق على السواء .و
يتجلى هذا الضرر بالنسبة للدول األوىل يف التضحية جبزء من مواردها ألجل جذب االستثمار األجنيب دون االنتباه إىل املخاطر اليت قد ترتتب عن تلك التضحية ،فيما
يتعرض الصنف الثاين من الدول إىل أضرار معتربة نتيجة عدم استقطاهبا لال ستثمار األجنيب من ذلك ضياع فرص االستفادة من التكنولوجيا املتقدمة املرافقة لالستثمارات
األجنبية ،و حرماهنا من التدفقات املالية بالعملة الصعبة.
لصعوبة احلكم على أجراء ضرييب معني ( منح مزايا ) على أنه ضار أو غري ضار ،فقد سعت دول االحتاد األوريب ودول منظمة التعاون االقتصادي و التنمية إىل وضع جمموعة
من املعايري لتحديد املمارسات الضريبية الضارة ،متثلت فيما يلي:
ا) .المعايير المرتبطة بالحوافز الضريبية :أبرز معايري حتدديد املمارسات الضريبية يف هذا اجملال هي - :مدى منح املزايا الضريبية إىل غري املقيمني أو إىل معامالت تتم مع
غري املقيمني؛ -مدى فصل و عزل السوق احمللي حىت ال يستفيد غري املقيمني من املزايا املمنوحة ؛ -مدى منح مزايا ضريبية ،حىت و إن مل يوجد أي نشاط اقتصادي
حقيقي أو أي حضور اقتصادي جوهري يف الدول األعضاء يف االحتاد األوريب و منظمة التعاون و التنمية االقتصادية؛ -مدى شفافية منح املزايا الضريبية ،و ما إذا كان انعدام
الشفافية الضريبية ناتج من كون القواعد القانونية املعمول هبا كانت موضوع تسامح غري شفاف على املستوى اإلداري؛
ب) .المعايير المرتبطة بأسعار التحويالت :تتمثل يف مدى احرتام القواعد الدولية املطبقة على أسعار التحويالت بني الشركات متعددة اجلنسيات وفروعها اليت تضمنتها
املبادئ التوجيهية لعمل هذا النوع من املؤسسات الصادرة عن منظمة التعاون االقتصادي والتنمية؛
ج) .المعايير المرتبطة بالمادة الخاضعة للضريبة و االتفاقيات الضريبية الدولية :و تتعلق هذه املعايري مبا يلي - :مدى وجود اصطناعية يف تعريف و حتديد القاعدة أو
املادة اخلاضعة للضريبة؛ -مدى دخول الدولة يف شبكة واسعة من االتفاقيات الدولية أو ترقيتها ألنظمة ضريبية تفضيلية كوسيلة لتخفيض الضريبة.
تعد اجلنات الضريبية الشكل األكثر إضرارا من املنافسة الضريب ية نتيجة مستويات اإلخضاع املنخفضة اليت تقرها األنظمة الضريبية هبا من جهة ،و إحتضاهنا لألنشطة املالية
خارج احلدود.
.2المنافسة الضريبية غير الضارة :تدعى املنافسة الضريبية املشروعة ،و تستمد مشروعيتها من عدم تسببها يف أضرار للدول املعنية هبا ،فهي حتقق منافعا للدول املستقبلة
لالستثمار و الدول املستثمرة على السواء .فهي متكن من جذب االستثمار األجنيب و إقامة الشراكة يف جمال االستثمار و غريها ،و ما يتبع ذلك من توفري مناصب الشغل
و غريها.
ثالثا .آثار المنافسة الضريبية :تبعا لتصنيف املنافسة الضريبية اعتمادا على معي ار الضرر الذي قد تسببه من عدمه ،فإن هذه الظاهرة قد ترتتب عنها العديد من اآلثار ،منها
االجيابية و منها السلبية ،كما سنوضحه فيما يلي:
-1اآلثار االيجابية :يرتتب عن املنافسة غري الضارة العديد من املزايا بالنسبة للدول املضيفة لالستثمار ،و كذا املستثمرين األجانب ،ميكن إجياز أمهها يف اآليت:
ا) -جذب االستثمارات األجنبية :تعد الضريبة من أهم العناصر املشكلة للمناخ االستثماري ،و تؤثر بشكل كبري على فرص جناح او فشل املشروعات االستثمارية يف بلد
ما ،و بذلك تطرح املنافسة الضريبية أمام املستثمر العديد من البدائل و اخليا رات للمفاضلة بني االستثمار يف دولته األصلية أو يف غريها من الدول ،و ذلك حبسب مستوى
13
الضغط الضرييب ،فهو يفضل االستثمار يف الدول املضيفة إذا كانت تتيح له أفضل االمتيازات الضريبية و على حساب دولته األصلية نتيجة ارتفاع مستوى الضغط الضرييب
هبا ،و العكس صحيح؛
ب) -توفير فرص العمل :حيث تسهم اإلجراءات التحفيزية بشكل فعال يف خفض التكاليف و حتفيز املشروعات االستثمارية على االستمرار يف أنشطتها و توسعها ،مبا
يؤدي إىل توفري أكرب قدر ممكن من مناصب الشغل؛
ج) -توفير السيولة بالعملة الصعبة :نتيجة التنافس بني املستثمرين األجا نب ،تتمكن الدول املضيفة من توفري موارد كبرية من العملة الصعبة ،ميكنها توظيفها يف تغطية
احتياجاهتا االقتصادية؛
د) -المزايا المرتبطة بالسيادة و مواجهة الدول :يرى أنصار املنافسة الضريبية أن هلا مزايا أخرى كوهنا تسمح - :لكل دولة ( منطقة ،إقليم ،بلدية ) مبمارسة سيادهتا و
بتنوع اخليارات؛ -لكل الدول بتعويض العوائق اجلغرافية مثل البعد عن األسواق؛ -مبحاربة ميل بعض الدول إىل إخضاع رأس املال أكثر من العمل و االستهالك.
.2اآلثار السلبية :تتجلى أبرز سلبيات املنافسة الضريبية الضارة يف:
ا) .االزدواج الضريبي الدولي :حيث حيُتمل خضوع الدخل أو الربح ألكثر من مرة للضريبة أو لعدة ضرائب متشاهبة أو متماثلة يف دول خمتلفة ،نتيجة تأثري قواعد اإلقليم
اليت تقرها القوانني الضريبية الداخلية هلذه الدول خاصة يف غياب االتفاقيات الضريبية الدولية .حيث جيد املستثمر نفسه حتت طائلة قوانني أكثر من دولة واحدة،فقد
خيضع لقانون الدولة األوىل استنادا لفكرة اجلنسية ،و الثانية استنادا لفكرة اإلقامة و الثالثة استنادا لفكرة مصدر الدخل؛
ب) .التهرب الضريبي الدولي :نتيجة استغالل الثغرات والنقائص والتسهيالت يف التشريعات الضريبية الداخلية واالتفاقيات الضريبية ،من أجل جتنب الضرائب أو التخفيف
من عبئها؛
ج) .تآكل الوعاء الضريبي :تؤدي املنافسة الضريبية إىل تآكل الوعاء الضرييب و االخنفاض املستمر يف احلصيلة الضريبية ،بسبب التخفيضات املتتالية أو اإلعفاءات اليت تُزايد
الدولة على منحها .كما تتأثر الدول األخرى بكل إجراء ضرييب تقوم به هذه الدولة من خالل نقص حصتها من رأس املال املستثمر أو نتيجة لقيامها بإجراء مضاد يتمثل
يف منح حوافز و إعفاءات أكثر ،ما يقلل من مواردها الضريبية ،و هو ما يعرف بالتأثريات اخلارجية للضريبة .و قد أظهرت دراسة قام هبا الباحثان & Thomsen
Woolcockعام 1992مدى االخنفاض املستمر الذي حلق بأسعار الضرائب يف بعض الدول األوربية ،حيث خفضت ضريبة الدخل على الشركات ما بني عامي
1992و 1992من %44إىل %29يف بلجيكا ،ومن %40إىل %29يف الدمنارك ،ومن %40إىل %24يف ايرلندا ومن %49إىل %46يف اليونان ،و
من %40إىل %24يف بريطانيا.
د) .تشويه هيكل التجارة و االستثمار العالمي :تتيح املنافسة اجملال أمام الشركات االستثمارية و خاصة دولية النشاط ،للتخطيط الضرييب الدويل الذي يقوم على اختيار
االستثمار يف الدول اليت تقدم مزايا أفضل ،أو تساعد على جتنب الضرائب دون القيام باستثمارات حقيقة فيها ،ما يتسبب يف تشويه هيكل التجارة و االستثمار العاملي ،و
تزايد األعباء اإلدارية اليت تتحملها الدول ملواجهة تصرفات هذه الشركات ،دون حصوهلا على إيرادات ضريبية مهمة ،مما يفاقم العجز املوازين و خيفض النفقات العامة ،و قد
جيرب ذلك الدول إىل تبين نظم ضريبية ارتدادية للحد من إساءة املستثمرين لسياسات التحفيز الضرييب.
ه) .اختالل قرارات االستثمار و رفع األعباء الضريبية و كلفة االستثمار :حبسب معارضيها ،فإهنا تؤدي إىل:
-اختالالت يف قرارات توطني املشاريع؛ -حتميل األعباء الضريبية لألوعية األقل حركية؛ -قد تكون مكلفة من حيث جذب االستثمارات و األنشطة االقتصادية للمكان
غري املناسب ،مما يؤدي إىل اخنفاض اإليرادات أو سوء استخدامها.
رابعا.آليات مواجهة المنافسة الضريبية الضارة :لضمان الفعالية يف مواجهة املنافسة الضريبية الضارة ،يقرتح البعض أن يتم ذلك من خالل املراحل الثالثة التالية:
-1قيام كل دولة بتحديد التدابير و الممارسات التي قد تكون مصدر ضرر ضريبي :و يف هذا االطار قامت منظمة التعاون االقتصادي و التنمية بإنشاء منتدى حول
املمارسات الضريبية الضارة ،إضافة اىل تبادل املعلومات بني الدول خبصوص املمارسات الضارة؛
-2تقييم الطابع الضار أو غير الضار ألي إجراء ضريبي :عن طريق حتديد اآلثار اليت حيدثها على الدول األخرى من أية طبيعة كانت؛
-3تطبيق التوصيات و التوجيهات الخاصة بمحاربة المنافسة الضريبية الضارة :و املتمثلة يف:
أ) -احملافظة على الوضع القائم من خالل عدم اعتماد تدابري جديدة ميكن اعتبارها ضارة؛
ب) -اإللغاء ،من خالل فحص املمارسات و القوانني املعمول هبا و تطهريها من املمارسات الضارة؛
ج) -التعاون الكامل بني الدول يف حماربة التهرب الضرييب من خالل تبادل املعلومات و طبقا لقوانني كل دولة؛
د) -العمل على و ضع ال تدابري املضادة للتعسف ،و املضادة للممارسات الضارة ضمن القوانني الضريبية و االتفاقيات املانعة لالزدواج الضرييب،و يتم ذلك من خالل التنسيق
الضرييب بني الدول ،كونه اآللية األهم ملواجهة املنافسة الضريبية ،و الذي سيكون حمتوى احملور املوايل.
14