‫تقرير تحت عنوان‬

‫تسوية منازعات التجارة الدولية بالمغرب‬

‫من إعداد الطالب الباحث ‪ :‬أنـــــــس بنموســـــى‬

‫رقم بطاقة التعريف الوطنية ‪CD700349 :‬‬

‫الرقــــــم الوطــــــني ‪1513757978 :‬‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2023 _ 2024‬‬
‫مع ما خلفته الحرب العالمية الثانية من آثار وخيمة ألقت بظلها السلبي على االقتصاد‬

‫العالمي ‪ ,‬فقد أصبح التعاون الدولي في مجال المبادالت التجارية بين الدول أمرا ال محيد عنه‬

‫في سبيل إرساء أسس و دعائم نظام اقتصادي عالمي متعدد األطراف ‪.‬‬

‫من هنا فقد تطورت التجارة الدولية عبر اتفاقيات دولية كانت في بعض األحيان متكافئة‪ ،‬وفي‬

‫أخرى مجحفة خصوصا مع ظهور استثناءات على حرية التجارة الدولية من بعض الدول‬

‫بحجة حماية اقتصادها الوطني‪ ،‬مما أدى لتشنج عالقات التجارة الدولية بين الدول نظرا‬

‫إلجراءات حمائية تقوم على النزعة الفردية و هو ما يعتبر إخالال بنظام التعاون االقتصادي‬

‫الدولي‪ ،‬األمر الذي دفع بالمجتمع الدولي نحو وضع ميثاق دولي يضبط المبادالت التجارية‬

‫كميثاق هافانا والذي انعقد في اكتوبر ‪ 1946‬ونوقشت نصوصه في مؤتمر جنيف سنة‪1947‬‬

‫والذي لم يكتب له النجاح لعدم اكتمال النصاب الالزم لتنفيذه بسبب رفض الواليات المتحدة‬

‫األمريكية لتتوالى الجهود بعد ذلك لعقد اتفاقية تنظم التجارة الدولية‪ ،‬فتكللت بتوقيع االثفاقية‬

‫العامة للتعريفة الجمركية والتجارة "جات" التي اعتبرت الوثيقة الوحيدة التي تختص بالسياسة‬

‫التجارية الدولية لمدة نصف القرن‪ ،‬وأشرفت على عدد من الجوالت التفاوضية الحاسمة‬

‫أبرزها جولة األورغواي ‪1986 _ 1993‬والتي أسفرت عن انشاء منظمة التجارة العالمية‬

‫بموجب اتفاقية مراكش في ابريل ‪ 1994‬ودخلت حيز التنفيذ في يناير ‪ 1995‬حيث تم اقتران‬

‫المسائل الموضوعية للتجارة الدولية بالمسائل التنظيمية وتم تحقيق تواجد تنظيم دولي متعدد‬

‫األطراف للتجارة الدولية من خالل منظمة دولية قادرة على ادارته وتحريكه وضمان تنفيذه‬

‫بل و أبعد من ذلك تم استحداث عدة اليات لتسوية المنازعات التجارية الدولية األطراف و‬

‫لعل هذا المحور األخير يشكل موضوع بحثنا‪.‬‬

‫ولقد كانت منازعات التجارة الدولية تٌفض و يتم تسويتها بواسطة منهج قاعدة اإلسناد الموروث‬

‫على الفقيه " سافيتيه " الذي ظل مهيمنا لفترة طويلة من الزمن في فض المنازعات التي‬

‫تثيرها العالقات الخاصة ذات الطابع الدولي ال سيما تلك المتعلقة بالتجارة الدولية خصوصا ‪.‬‬

‫إال أنه و بسبب عدم توافق القوانين الوطنية التي يسند لها االختصاص في نهاية المسلسل‬

‫التنازعي مع حاجة منازعات التجارة الدولية‪ , 1‬دعى الفقه إلى هجر منهج قاعدة اإلسناد‬

‫لصالح مناهج أخرى و في مقدمتها منهج القواعد المادية أو القواعد المباشرة التطبيق في حق‬

‫التجارة الدولية و قضاياها ‪.‬‬

‫ولقد برزت القواعد المادية في بدايتها مع تكون مدن الفينيقيين على شواطئ البحر المتوسط‬

‫حيث وسعت اثفاقاتها مع المدن و الدول األخرى الحصول على امتيازات تجارية توحد‬

‫بمقتضاها قواعد تنظيم نشاطها التجاري عبر الحدود بما فيها القواعد القانونية الممثلة في‬

‫االثفاقات ال تي أبرمها القرطاجيون مع روما أثناء حرب البونيك ‪ ,‬و مع ذلك لم يعرف قانون‬

‫التجارة كقانون مستقل إال في العصور الوسطى عندما أصبحت التجارة الدولية تعبر حدود‬

‫أقوام مختلفة و قد تطور و تبلور عبر العصور إلى أن أصبح نظام قانوني قائم بذاته في مجال‬

‫التجارة الدولية‪. 2‬‬

‫و تشير تسوية منازعات التجارة الدولية إلى مختلف الوسائل و اإلجراءات التي يمكن‬

‫استخدامها لحل النزاعات التجارية بين األطراف من دول مختلفة ‪ ,‬و تتضمن آليات فعالة في‬

‫‪ _ 1‬أمينة الخياط ‪ " :‬القانون المطبق على العقد الدولي " ‪ ,‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ‪ ,‬جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية‬
‫و االقتصادية و االجتماعيىة بالرباط ‪ ,‬السنة الجامعية ‪ , 2008 _2009 :‬ص ‪205 :‬‬
‫‪ _ 2‬محمد طارق ‪ " :‬منهج القواعد الموضوعية في العالقات الخاصة الدولية " ‪ ,‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ‪ ,‬جامعة سيدي محمد‬
‫بن عبد هللا كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بفاس ‪ ,‬السنة الجامعية ‪ , 2011_2012 :‬ص ‪ 4 :‬و ما يليها‬
‫هذا المضمار من قبيل‪ :‬التحكيم و الوساطة و التسوية القضائية ‪ ,‬و يعتبر المغرب من اوائل‬

‫الدول العربية و اإلفريقية التي تتوفر على منظومة تشريعية مالئمة لتسوية منازعات التجارة‬

‫الدولية و هو ما يترتب عنه أن الشركات الدولية التي تتعامل مع نظيرتها المغربية يمكنها‬

‫االعتماد على آليات تسوية المنازعات بكل ثقة و أريحية ‪.‬‬

‫وقد انخرط المغرب في في برنامج إصالحي عميق تمخض عنه إصالح العديد من القوانين‬

‫التي تهم التجارة الدولية و االستثمار بغية عصرنة اإلطار القانوني و المؤسساتي إلى غاية‬

‫صدور القانون ‪1 05_08‬المتعلق بالوسائل البديلة لفض النزاعات ‪.‬‬

‫أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫و تبرز أهمية الموضوع المعنون ب " تسوية منازعات التجارة الدولية بالمغرب " من‬

‫الجانب النظري في كون أن تسوية منازعات التجارة الدولية تمثل جزءا أساسيا من استراتيجية‬

‫المغرب لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة و تعزيز تواجده في الساحة الدولية من خالل آليات‬

‫تسوية ذات فعالية قانونية يمكن عبرها للمملكة المغربية تحقيق التوازن و العدالة في ميدان‬

‫التجارة الدولية و تعزيز مكانتها كشريك تجاري رئيسي في الساحة الدولية ‪ ,‬و لعل هذا ما‬

‫يعكس األهمية العملية لموضوعنا و المتجلية أساسا في مدى فعالية بعض آليات التسوية‬

‫المنصوص عليها ضمن قانون المسطرة المدنية في الباب المتعلق بالتحكيم و الوساطة االثفاقية‬

‫في حل مختلف المنازعات المثارة في ميدان التجارة الدولية ‪.‬‬

‫‪ _ 1‬القانون ‪ 05-08‬يهم تعويض الباب الثامن من القسم الخاص من قانون المسطرة المدنية يتعلق بالتحكيم و الوساطة االثفاقية كما تمت المصادقة‬
‫عليه بتاريخ ‪ 24‬يوليوز ‪ , 2007‬جريدة رسمية عدد ‪ 5584‬بتاريخ ‪ 06‬دجنبر ‪2007‬‬
 ‫إشكالية الموضوع ‪:‬‬

‫ردفا على ما سبق ‪ ,‬تصادفنا إشكالية عريضة للموضوع مفادها ‪:‬‬

‫إلى أي حد تمكنت آليات تسوية منازعات التجارة الدولية في المغرب ذات الطابع الدولي‬

‫من توفير إطار قانوني فعال و مؤثر لحل النزاعات التجارية و تعزيز االستدامة االقتصادية‬

‫في البالد ؟‬

‫هذه اإلشكالية الرئيسية تتفرع عنها مجموعة من األسئلة الفرعية و المتجلية في اآلتي ‪:‬‬

‫• كيف يمكن قياس تأثير تسوية المنازعات التجارية الدولية على االستدامة االقتصادية‬

‫في المغرب و زيادة االستثمارات و فرص الشغل ؟‬

‫• هل تمثل آليات تسوية منازعات التجارة الدولية معيارا قانونيا فعاال لضمان العدالة‬

‫االقتصادية بالمغرب ؟‬

‫التصميم المقترح للموضوع ‪:‬‬

‫إن البحث في موضوع ‪ " :‬تسوية منازعات التجارة الدولية بالمغرب " و تماشيا مع األشكالية‬

‫المقترحة كمدخل للبحث في الموضوع و الغوص في تحليله ‪ ,‬ارتأينا أن نعمل على تحقيق‬

‫هذا المبتغى اآلخير من خالل اعتمادنا على تصميم منهجي من فصلين ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬التحكيم كآلية لتسوية المنازعات التجارية الدولية بالمغرب ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬الوساطة و التسوية القضائية كآليات لتسوية منازعات التجارة الدولية‬

‫بالمغرب ‪.‬‬
 ‫المنهج المعتمد ‪:‬‬

‫و من أجل اإللمام بموضوع ‪ " :‬تسوية منازعات التجارية الدولية بالمغرب " ارتأينا االعتماد‬

‫على المنهج التحليلي من خالل تحليل المادة العلمية من نصوص قانونية ذات صلة بالموضوع‬

‫إضافة إلى تحليل اآلراء الفقهية المتعلقة بهذا األخير‪ ,‬باإلضافة إلى اتباعنا للمنهج الوصفي‬

‫من خالل تقديم مختلف المعلومات المتعلقة بموضوع البحث من مفاهيم و تعاريف و أعمال‬

‫قضائية لها عالقة بموضوع بحثنا ‪.‬‬

‫خطة الدراسة ‪:‬‬

‫نبين من خالل الجدول أسفله خطتنا المرسومة إلتمام البحث ‪:‬‬

‫الفصل الثاني‬ ‫الفصل األول‬ ‫السنة‬

‫جمع الرصيد المعرفي ‪ :‬مصادر _ تفريغ محتوى الرصيد المرجعي ‪.‬‬ ‫األولى‬
‫فقهية ‪ ,‬مراجع قانونية ‪ ,‬أطرايح و _ إعداد تصميم أولي لألطروحة ‪.‬‬

‫رسائل جامعية ‪ ,‬مقاالت ‪ ,‬اجتهادات‬

‫قضائية ……‬

‫المشاركة بالموضوع في الندوات و الشروع في تحرير األطروحة ‪.‬‬ ‫الثانية‬

‫الملتقيات العلمية ‪.‬‬

‫استكمال إعداد البحث و تنقيحه في _ االنتهاء من وضع اللمسات األخيرة‬ ‫الثالثة‬

‫على األطروحة ‪.‬‬ ‫تنسيق تام مع الدكتور المشرف ‪.‬‬

‫_ مناقشة األطروحة ‪.‬‬

 ‫الئحة المصادر و المراجع‬

‫الكتب العامة‬

‫محمدين جالل وفاء ‪ " :‬التحكيم تحت مظلة المركز الدولي لتسوية منازعات‬ ‫•‬

‫اإلستثمار " ‪ ,‬المطبعة الجامعية ‪ ,‬مصر ‪.1995 ,‬‬

‫عبد المجيد منير ‪ " :‬قضاء التحكيم في منازعات التجارة الدولية " ‪ ,‬دار المطبوعات‬ ‫•‬

‫الجامعية اإلسكندرية _ مصر ‪.1995 ,‬‬

‫صالح محمد محمود بدر الدين ‪ " :‬النظام القانوني لتسوية المنازعات في منظمة‬ ‫•‬

‫التجارة العالمية " ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة ‪.2004 ,‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ " :‬تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية " ‪،‬‬ ‫•‬

‫دار العربية‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬

‫أحمد بالق‪ ":‬قواعد التنازع و القواعد المادية في منازعات عقود التجارة الدولية "‪،‬‬ ‫•‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي الخاص‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ‪,‬‬

‫الجزائر كلية الحقوق و العلوم السياسية‪.2011-2010 ،‬‬

 ‫األطاريح و الرسائل‬

‫• أمينة الخياط‪” :‬القانون المطبق على العقد الدولي”‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬

‫الحقوق‪،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية الرباط‬

‫أكدال ‪ ,‬السنة الجامعية ‪.2009-2008 :‬‬

‫• محمد طارق‪” :‬منهج القواعد الموضوعية في العالقات الخاصة الدولية” ‪،‬أطروحة‬

‫لنيل الدكتورة في القانون الخاص‪،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا كلية العلوم القانونية‬

‫واالقتصادية واالجتماعية بفاس ‪ ,‬السنة الجامعية ‪.2012- 2011 :‬‬

‫• عبد الرؤوف أوالد سالم ‪ " :‬الية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية " ‪,‬‬

‫مذكرة لنيل الماجستير في قانون األعمال ‪ ،‬كلية حقوق والعلوم سياسية‪ ،‬جامعة قاصدي‬

‫مرباح‪ ،‬ورقلة الجزائر ‪ ,‬السنة الجامعية ‪. 2014_2013 :‬‬

‫• سميرة عماروش ‪ " :‬تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية وأثرها على مبدا‬

‫السيادة" ‪ ,‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون‬

‫اعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2015 _ 2014 :‬‬

‫• فاطمة الزهراء محبوب ‪ " :‬التحكيم المؤسساتي كآلية لتسوية منازعات التجارة الدولية‬

‫‪ -‬غرفة التجارة الدولية بباريس نموذجا " ‪ ,‬رسالة لنيل دلبوم الماستر في القانون‬

‫الخاص جامعة سيدي محمد بن عبد هللا كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‬

‫بفاس ‪ ,‬السنة الجامعية ‪.2019_2018 :‬‬

 ‫المراجع باللغة الفرنسية‬

• Manuel sur le règlement pacifique des différends entre Etats,

Publication des Nations Unis, New York, OLA/ COD/2612, 1992

• JEAN ROBERT ; L’ arbitrage de droit interne et droit

internationale , Dalloz , Paris _ France , 1993