You are on page 1of 2

‫ب األعمال التجارية بحسب الشكل‪:‬‬

‫تناول المشرع الجزائري األعمال التجارية بحسب الشكل بموجب نص المادة الثالثة من القانون التجاري ‪ ،‬حيث أصبغ الصفة‬
‫التجارية على بعض األعمال التي تتخذ شكال معينا بغض النظر عن موضوعها فيما إذا كان عمال تجاريا أو عمال مدنيا ‪،‬‬

‫‪ -1‬السفتجة‬

‫السفتجة عبارة عن سند تجار ي يحرر وفق شكل معين حدده القانون ‪ ،‬يتضمن أمر صادر من شخص يسمى الساحب إلى‬
‫شخص يسمى المسحوب عليه بأن يدفع ألمر شخص ثالث هو المستفيد الحامل مبلغا من النقود بمجرد اإلطالع أو في ميعاد‬
‫معين أو قابل للتعبين ‪.‬‬

‫ويعد التعامل بالسفتجة عمال تجاريا بحسب الشكل بين كل األشخاص طبقا لما نصت عليه المادة الثالثة الفقرة األولى من‬
‫القانون التجاري ‪ ،‬كما نصت على ذلك أيضا المادة ‪ 383‬من ق ت ج ‪ " :‬تعتبر السفتجة عمال تجاريا مهما كان األشخاص ‪.‬‬
‫هذا وأحب المشرع الجزائري أن تتضمن السفتجة بيانات الزامية نصت عليها المادة ‪ 390‬من في ت ج وإال فقدت الصفة‬
‫التجارية لتصبح مجرد سند عادي ‪.‬‬

‫والجدير بالمالحظة أن السفتجة أداة وفاء وائتمان ومن أهم صفاتها التداول من حامل إلى آخر عن طريق التطهير إلى أن‬
‫تستقر في يد الحامل األخير الذي يقدمها إلى المسحوب عليه للوفاء بقيمتها ‪ ،‬وعليه فكل العلميات الواردة عليها من سحب‬
‫وقبول أو تظهير أو ضمانا تعد عمال تجاريا بحسب الشكل سواء صدرت من تاجر أو غير تاجر باستثناء القاصر طبقا لما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 393‬من قت ج ( تبطل السفتجة بالنسبة للقاصر إال أنها تبقى صحيحة الستقاللية التوقيع)‬

‫‪ - 2‬الشركات التجارية‪:‬‬

‫إن المقصود بالشركات التجارية في مفهوم المادة الثالثة من القانون التجاري هي الشركات التجارية بحسب الشكل وليس‬
‫الشركات المدنية ‪ ،‬فكان النص القانوني صريحا بنصه على الصفة التجارية للشركة ومهما كان هدفها ( الغرض الذي أنشأت‬
‫الشركة من أجله ) سواء كان تجاريا أو مدنيا ‪ ،‬ووفقا لنص المادة ‪ 544‬من ق ت ج على أنه ‪ " :‬يحدد الطابع التجاري لشركة‬
‫إما بشكلها أو موضوعها ‪ ،‬تعد شركات التضامن وشركات التوصية والشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات المساهمة‬
‫تجارية بحكم شكلها مهما كان موضوعها ‪.‬‬

‫‪ - 3‬الوكاالت ومكاتب األعمال ‪:‬‬

‫يقصد بها تلك المكاتب التي تؤد ي خدمات للجمهور مقابل أجر معين أو نسبة معينة من قيمة الصفقة التي تتوسط فيها ‪,‬‬
‫والخدمات التي تقدمها هذه المكاتب تتمثل في ‪ :‬السياحة ‪ ،‬اإلعالن ‪ ،‬ووكاالت األنباء ‪ ،‬تلخيص البضائع من الجمهور ‪،‬‬
‫الوساطة الزواج ‪.‬‬

‫وبهذا فاألعمال التي تقوم بها هذه المكاتب ووكاالت عب ارة عن بيع الخدمات للجمهور ‪ ،‬والصفة التجارية تلحق نشاط هذه‬
‫المكاتب بسبب الشكل أو التنظيم الذي يباشر فيه النشاط وهو مكاتب أو وكالة ‪ ,‬حيث أخضع المشرع الجزائري الوكاالت‬
‫ومكاتب األعمال للقانون التجاري من حيث االختصاص القضائي واإلثبات وتطبيق نظام اإلفالس والتزام أصحاب هذه‬
‫المكاتب بمسك الدفاتر التجارية والقيد في السجل التجاري وهذا حماية للغير المتعامل مع هذه الوكاالت ‪.‬‬

‫‪ 4‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‬

‫يقصد بالمحل التجاري مجموعة العناصر المادية كالبضائع واآلالت ومعنوية كالعمالء والسمعة التجارية التي يستخدمها‬
‫التاجر في مزاولة نشاطه التجاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وقد اعتبر المشرع الجزائري بموجب المادة الثالثة الفقرة الرابعة كل العلميات المتعلقة بالمحل التجاري أعماال تجارية بحسب‬
‫الشكل مهما كانت صفة الشخص القائم بالعملية سواء كان تاجر أو غير تاجر‪.‬‬

‫‪ - 5‬العقود التجارية المتعلقة بالتجارة الجوية والبحرية‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة الثالثة الفقرة الخامسة من القانون التجاري أضفى المشرع الجزائري الصفة التجارية على كل عقد يتعلق‬
‫بالتجارة الجوية وا لبحرية دون سائر االلتزامات الناشئة عن هذه التجارة ‪ ،‬ومن أمثلة هذه العقود عقد إنشاء الطائرات والسفن‬
‫وشرائها وبيعها واستئجار أو تأجير الطائرات أو سفن ‪ ،‬والتأمين البحري ‪ ،‬عقود نقل البضائع واألشخاص ‪.‬‬

‫ويشترط المشرع لكي يكتسب العمل الصفة التجارية بحسب الشكل ‪:‬‬

‫أن يكون العمل عقدا من حيث الشكل والموضوع ‪،‬‬


‫أن يتعلق موضوع العقد بالتجارة البحرية والجوية ‪،‬‬
‫أن يكون الغرض من التعاقد االستغالل التجاري قصد المضاربة وتحقيق الربح ‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن اإلشارة إلى أن المشرع اعتبر العقود المتعلقة بالتجارية البحرية أعماال تجارية بحسب الشكل بموجب المادة‬
‫الثالثة منه‪ ،‬كما اعتبرها أيضا أعماال تجارية بحسب الموضوع حسب ما جاء في نص المادة الثانية من نفس القانون وهذا ما‬
‫يجعلنا نتساءل عن التكييف القانوني الصائب للعقود التجارة البحرية هل تكيف على أنها أعمال تجارية بحسب الشكل أم أعمال‬
‫تجارية بحسب الشكل؟‪.‬‬

‫‪2‬‬

You might also like