You are on page 1of 3

‫ثانيا ‪ -‬أنواع األعمال التجارية‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري على ثالث أنواع من األعمال التجارية على سبيل المثال ال الحصر وهي األعمال التجارية‬
‫الموضوعية المادة الثانية من ق ت واألعمال التجارية بحسب الشكل المادة الثالثة من نفس القانون ‪ ،‬باإلضافة إلى األعمال‬
‫التجارية بالتبعية المادة الرابعة من نفس القانون ‪ ،‬هذا وذهب الفقهاء إلى القول بوجود أعمال مختلطة بحيث يكون العمل‬
‫الواحد تجاريا بالنسبة لطرف من أطراف العقد ومدنيا بالنسبة للطرف اآلخر وسنحاول توضيح ذلك على الشكل اآلتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬األعمال التجارية الموضوعية‪:‬‬

‫عدد المشرع الجزا ئري األعمال التجارية الموضوعية بموجب المادة الثانية من القانون التجاري ‪ ،‬وهي األعمال التي تتعلق‬
‫بتداول الثروات بهدف المضاربة على أن تتم في شكل مقاولة متى اقتضى القانون ذلك ‪ .‬وتنقسم هذه األعمال إلى طائفتين‬
‫أعمال تجارية منفردة واألعمال التجارية في شكل مقاولة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬األعمال التجارية المنفردة ‪:‬‬

‫إن األعمال التجارية المنفردة هي تلك األعمال التي تعتبر تجارية وتخضع ألحكام القانون التجاري ولو قام بها الشخص مرة‬
‫واحدة ‪ ،‬ووفقا لنص المادة الثانية من القانون التجاري يمكن تصنيف األعمال التجارية المنفردة إلى الشراء من أجل البيع‬
‫والعمليات المصرفية وعمليات الصرف وعمليات السمسرة والوساطة ‪.‬‬

‫‪ 1-1‬الشراء من أجل البيع ‪:‬‬

‫يعتبر العمل التجاري الشراء من أجل البيع من أهم األعمال التجارية ‪ ،‬إذا يقوم هذا النوع من العمل على تبادل وتوزيع‬
‫الثروات حتى ولو قام الشخص مرة واحدة ‪ ،‬وهذا طبقا لما نصت عليه المادة األولى الفقرة األولى من ق ت ج بقولها ‪" :‬‬
‫يعتبر عمال تجاريا كل شراء للمنقوالت إلعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها " ‪ ،‬كما نصت أيضا الفقرة الثانية من نفس‬
‫المادة على أنه ‪ " :‬كل شراء للعقارات إلعادة بيعها ‪ .‬يتضح من كال الفقرتين المذكورتين أنه العتبار عملية الشراء من أجل‬
‫البيع تجارية بحسب الموضوع وهي‪ :‬أن يكون هناك الشراء‪،‬‬

‫‪-‬أن يكون محل الشراء منقول أو عقار ‪،‬‬

‫أن يكون الشراء بقصد البيع مع تحقيق الربح ‪,‬‬

‫‪ -1-1-1-‬الشراء ‪:‬‬

‫يقصد بالشراء كل تملك بمقابل سواء كان نقديا أو عين يا ‪ ،‬كما هو الحال في عقد المقايضة ‪ ،‬أما إذا تم تملك المنقول أو العقار‬
‫بغير مقابل كما في الهبة أو الوصية أو اإلرث فإن بيعه بعد ذلك ال يعتبر عمال تجاريا ألنه لم يسبق له الشراء ‪ ،‬وكذا الحال‬
‫بالنسبة لألعمال الزراعية والمهن الحرة ( كعمل الطبيب والمهندس المحاسب ‪ ) ...‬واإلنتاج الذهني والفكري ‪.‬‬

‫وعليه فاألعمال الزراعية ال تعتبر عمال تجاريا وذلك النتقاء عنصر الشراء ‪ ،‬وينطبق هذا الحكم على ما يلزم المزارع إلنتاج‬
‫المحصوالت الزراعية سواء فيما يتعلق بشراء البذور واألسمدة وشراء المواشي لتربيتها وشراء اآلالت الزراعية ‪ ،‬إال إذا لجأ‬
‫إلى أساليب االستغالل الكبير والطرق التجارية من استخدام اآلالت والعمال والتعامل مع البنوك حيث تأخذ طبيعة المشروع (‬
‫المقاولة التجارية وهذا ما كرسه المشرع الجزائري بموجب المادة الثانية الفقرة السابعة ) ‪.‬‬

‫وقد ثار خالف بين الفقه والقضاء حول تصنيع المن توجات الزراعية وإعادة بيعها ‪ ،‬ففي هذه الحالة إذا كان التصنيع مكمال‬
‫للنشاط الزراعي فيعد العمل مدنيا ‪ ،‬أما إذا تغلب التصنيع على االستغالل الزراعي فيعد عمال تجاريا ‪ .‬فالعبرة هنا بالنشاط‬
‫الرئيسي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كما ثار أيضا اإلشكال حول قيام المزارع بتربية المواشي ثم بيعها ه ل يعتبر عمال تجاريا ؟ غير أنه إذا كانت تربية المواشي‬
‫متصلة بالزراعة فبعد عمال مدنيا ( مثال إذا اكانت األعالف مما ينتجه الفالح أو على أرضه الفالحية ) ‪ ،‬أما إذا كانت تربية‬
‫المواشي عمال مستقال فهو عمال تجاريا ( مثال في حالة استأجر األرض ثم بيع المواشي أو شراء األعالف)‬

‫‪ -2-1-1‬أن يرد الشراء على منقول أو عقار‪ :‬يجب العتبار الشراء عمال تجاريا أن يرد على منقول أو عقار طبقا لما نصت‬
‫عليه المادة الثانية الفقرتين األولى والثانية من القانون التجاري‪.‬‬

‫فبالنسبة لشراء المنقول يستوي أن يكون منقوال ماديا كالبضائع أو معنويا كبراءات االختراع األسهم والسندات ‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لشراء العقار من أجل إعادة بيعه فإنه يتطلب إجراءات طويلة وهذا ما ال يتفق مع مبدأي السرعة والسهولة في اإلجراءات‬
‫التي يقوم عليها القانون التجاري ‪ ،‬لكن مع تطور الحياة االقتصادية ظهرت أعماال تجارية تتناول المضاربة في األموال‬
‫العقارية ‪.‬‬

‫وتجب اإلشارة في هذا المقام أن القصد هنا من الشراء هو شراء حق الملكية ‪ ،‬وكذا التوسط لشراء وبيع العقارات ( م ‪2‬‬
‫الفقرة ‪ 14‬من ق ت ج ) ‪ ،‬بشرط أن يكون الشراء مصحوبا بقصد إعادة بيعه ‪ ،‬أما شراء العقار بقصد تأجيره ال يعد عمال‬
‫تجاريا إال إذا كانت هناك مقاولة تجارية لتأجير العقارات ( م ‪ 2‬الفقرة ‪. ) 3‬‬

‫‪ | -3-1‬قصد البيع وتحقيق الربح‪:‬‬

‫ال يعتبر شراء المنقول أو العقار عمال تجاريا إال إذا تم بقصد البيع ‪ ،‬ويجب أن يتوفر قصد البيع وقت الشراء ال وقت البيع ‪.‬‬

‫والجدير بالمالحظة أن إثبات قصد البيع عند الشراء مسألة واقعية تخضع للسلطة التقديرية للقاضي ‪ ،‬ويقع عبء اإلثبات على‬
‫الذي يدعي الصفة التجارية ‪ ،‬ويكون اإلثبات بكافة الطرق تطبيقا لمبدأ حرية اإلثبات في المسائل التجارية ‪.‬‬

‫هذا ويشترط أيضا أن يكون الغرض من الشراء واعادة البيع هو المضاربة على تحقيق الربح ‪ ،‬حيث يعتبر هذا القصد‬
‫العنصر الجوهري في العمل التجاري ‪ ،‬حتى لو لم يتحقق الربح لسبب ما ‪ ،‬كأن يضطر التاجر لبيع منتجاته بخسارة ‪.‬‬

‫‪ -2-1‬العمليات المصرفية وعمليات الصرف ‪ :‬نصت المادة الثانية الفقرة ‪ 13‬من القانون التجاري على أنه ‪ " :‬يعد عمال‬
‫تجاريا بحسب موضوعه ‪ :‬كل عملية مصرفية أو عملية صرف‬

‫‪1-2-1 -‬العمليات المصرفية ‪:‬‬

‫يقصد بها جميع العمليات التي تقوم بها البنوك من تلقي األموال من الجمهور ( الودائع النقدية البنكية ) ‪ ،‬عمليات االقتراض‬
‫وضع وسائل دفع للجمهور ‪ ،‬إيجار الخزائن الحديدية ‪ ،‬وفتح الحسابات الجارية ‪.‬‬

‫وقد اعتبر المشر ع الجزائري العمليات المصرفية أعماال تجارية منفردة ولو وقعت مرة واحدة طبقا لما نصت المادة الثانية‬
‫الفقرة ‪ 13‬من القانون التجاري ‪ ،‬إذا يقتصر األمر هنا على البنك والتجار الذين يتعاملون معه ‪ ،‬غير أنه كان العميل غير تاجر‬
‫ولم تكن العملية متعلقة بتجارته فإنها تعتبر مدنية بالنسبة له ‪.‬‬

‫‪ - 2-1 2‬عمليات الصرف ‪:‬‬

‫يقصد بعمليات الصرف مبادلة النقد بالنقد‪ ،‬وله صورتان‪ ،‬تكمن الصورة األولى في صرف يدوي أو محلي ويتمثل في مبادلة‬
‫نقود وطنية بنقود أجنبية‪ ،‬والصور الثانية تسمى الصرف المسحوب كان تتم العملية بتسليم نقود في مكان معين مقابل استالم‬
‫نقود أخرى في مكان آخر‪ ،‬ويتم هذا الصرف مقابل عمولة يتقاضها البنك عن كل عملية الصرف ‪.‬‬

‫وعليه فإنه يشترط في عمليات الصرف سواء كان الصرف محلي أو مسحوب تحقيق الربح من جانب الصيرفي أو البنك‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للعميل فال تعتبر عمال تجاريا إال إذا قام بها تاجرا تحقيقا لنشاطه التجاري وهنا تعد عمال تجاريا بالتبعية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -3-1‬عمليات السمسرة والوكالة بعمولة‪:‬‬

‫اعتبر المشرع الجزائري بموجب المادة الثانية الفقرة ‪ 13‬و ‪ 15‬من القانون التجاري عمليات السمسرة أو الخاصة بالعمولة‬
‫عمليات تجارية بحسب الموضوع حتى ولو وقعت مرة واحدة بغض النظر عن صفة القائم بها ‪..‬‬

‫ويقصد بالسمسرة عند يلتزم بمقتضاه الوسيط ( السمسار ) بتقريب وجها ت النظر بين شخصين من أجل إبرام عقد وذلك مقابل‬
‫أجر ‪ ،‬وهذا األخير عادة ما يكون نسبة مئوية منقيمة الصفقة ‪ ،‬وتجب اإلشارة إلى أن دور السمسار ينتهي بمجرد إبرام العقد‬
‫سواء نفذ بعد ذلك أو لم ينفذ ‪ .‬فالسمسار غير مسئول عن تنفيذ العقد المبرم وليس لوساطته أثر ال بصفته الشخصية وال‬
‫كضامن ألحد الطرفين ‪.‬‬

‫وتعد السمسرة عمال تجاريا سواء كانت الصفقة التي توسط فيها مدنية أو تجارية ‪ ،‬أما بالنسبة لألطراف العقد فصفتهما تتحدد‬
‫وفقا لطبيعتهما ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للوكيل بالعمولة فيقصد به قيام شخص يسمى الوكيل بالعمولة بتصرفات قانونية باسمه الخاص ولحساب موكله‬
‫مقابل أجر يسمى العمولة لذلك فهو طرف في العقد ومسئول عن تنفيذه ‪ ،‬وعليه فالوكالة بالعمولة تعد عمال تجاريا منفرد ولو‬
‫وقعت مرة واحدة بغض النظر عن طبيعة التصرف ‪ ،‬أما بالنسبة للموكل فهي تجارية إذا كان تاجرا أو تتعلق بشؤون تجارته ‪.‬‬
‫وتجب اإلشار ة إلى أن الوكيل العادي يبرم العقد باسم ولحساب موكله ‪ ،‬كما ال يستحق من حيث األصل أجر على وكالته ما لم‬
‫يتم االتفاق على غير ذلك ‪.‬‬

‫هذا وتعتبر كل عملية وساطة لشراء وبيع العقارات أو المحالت التجارية والقيم العقارية أعماال تجارية منفردة طبقا لما نصت‬
‫عليه المادة الثانية الفقرة ‪ 14‬من القانون التجاري الجزائري ‪.‬‬

‫‪ -2‬المقاوالت التجارية ‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري بموجب المادة الثانية من القانون التجاري إلى جانب األعمال التجارية المنفردة على مجموعة أخرى‬
‫من األعمال ولم يعتبرها تجارية إال إذا تمت في شكل مقاولة ‪ ،‬أي بناء على تكرار وتنظيم كما سبق اإلشارة سابقا إلى مفهوم‬
‫المقاولة ‪ ،‬ولقد نص المشرع على إحدى عشرة ( ‪ ) 11‬مقاولة وهذا التعداد وارد على سبيل المثال ال الحصر كمقاولة تأخير‬
‫المنقوالت والعقارات ‪ ،‬ومقاولة اإلنتاج أو التحويل أو اإلصالح ‪ ...‬إلخ‬

‫‪3‬‬

You might also like