Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الرابعة
المحاضرة الرابعة
نص المشرع الجزائري على ثالث أنواع من األعمال التجارية على سبيل المثال ال الحصر وهي األعمال التجارية
الموضوعية المادة الثانية من ق ت واألعمال التجارية بحسب الشكل المادة الثالثة من نفس القانون ،باإلضافة إلى األعمال
التجارية بالتبعية المادة الرابعة من نفس القانون ،هذا وذهب الفقهاء إلى القول بوجود أعمال مختلطة بحيث يكون العمل
الواحد تجاريا بالنسبة لطرف من أطراف العقد ومدنيا بالنسبة للطرف اآلخر وسنحاول توضيح ذلك على الشكل اآلتي :
عدد المشرع الجزا ئري األعمال التجارية الموضوعية بموجب المادة الثانية من القانون التجاري ،وهي األعمال التي تتعلق
بتداول الثروات بهدف المضاربة على أن تتم في شكل مقاولة متى اقتضى القانون ذلك .وتنقسم هذه األعمال إلى طائفتين
أعمال تجارية منفردة واألعمال التجارية في شكل مقاولة .
إن األعمال التجارية المنفردة هي تلك األعمال التي تعتبر تجارية وتخضع ألحكام القانون التجاري ولو قام بها الشخص مرة
واحدة ،ووفقا لنص المادة الثانية من القانون التجاري يمكن تصنيف األعمال التجارية المنفردة إلى الشراء من أجل البيع
والعمليات المصرفية وعمليات الصرف وعمليات السمسرة والوساطة .
يعتبر العمل التجاري الشراء من أجل البيع من أهم األعمال التجارية ،إذا يقوم هذا النوع من العمل على تبادل وتوزيع
الثروات حتى ولو قام الشخص مرة واحدة ،وهذا طبقا لما نصت عليه المادة األولى الفقرة األولى من ق ت ج بقولها " :
يعتبر عمال تجاريا كل شراء للمنقوالت إلعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها " ،كما نصت أيضا الفقرة الثانية من نفس
المادة على أنه " :كل شراء للعقارات إلعادة بيعها .يتضح من كال الفقرتين المذكورتين أنه العتبار عملية الشراء من أجل
البيع تجارية بحسب الموضوع وهي :أن يكون هناك الشراء،
-1-1-1-الشراء :
يقصد بالشراء كل تملك بمقابل سواء كان نقديا أو عين يا ،كما هو الحال في عقد المقايضة ،أما إذا تم تملك المنقول أو العقار
بغير مقابل كما في الهبة أو الوصية أو اإلرث فإن بيعه بعد ذلك ال يعتبر عمال تجاريا ألنه لم يسبق له الشراء ،وكذا الحال
بالنسبة لألعمال الزراعية والمهن الحرة ( كعمل الطبيب والمهندس المحاسب ) ...واإلنتاج الذهني والفكري .
وعليه فاألعمال الزراعية ال تعتبر عمال تجاريا وذلك النتقاء عنصر الشراء ،وينطبق هذا الحكم على ما يلزم المزارع إلنتاج
المحصوالت الزراعية سواء فيما يتعلق بشراء البذور واألسمدة وشراء المواشي لتربيتها وشراء اآلالت الزراعية ،إال إذا لجأ
إلى أساليب االستغالل الكبير والطرق التجارية من استخدام اآلالت والعمال والتعامل مع البنوك حيث تأخذ طبيعة المشروع (
المقاولة التجارية وهذا ما كرسه المشرع الجزائري بموجب المادة الثانية الفقرة السابعة ) .
وقد ثار خالف بين الفقه والقضاء حول تصنيع المن توجات الزراعية وإعادة بيعها ،ففي هذه الحالة إذا كان التصنيع مكمال
للنشاط الزراعي فيعد العمل مدنيا ،أما إذا تغلب التصنيع على االستغالل الزراعي فيعد عمال تجاريا .فالعبرة هنا بالنشاط
الرئيسي .
1
كما ثار أيضا اإلشكال حول قيام المزارع بتربية المواشي ثم بيعها ه ل يعتبر عمال تجاريا ؟ غير أنه إذا كانت تربية المواشي
متصلة بالزراعة فبعد عمال مدنيا ( مثال إذا اكانت األعالف مما ينتجه الفالح أو على أرضه الفالحية ) ،أما إذا كانت تربية
المواشي عمال مستقال فهو عمال تجاريا ( مثال في حالة استأجر األرض ثم بيع المواشي أو شراء األعالف)
-2-1-1أن يرد الشراء على منقول أو عقار :يجب العتبار الشراء عمال تجاريا أن يرد على منقول أو عقار طبقا لما نصت
عليه المادة الثانية الفقرتين األولى والثانية من القانون التجاري.
فبالنسبة لشراء المنقول يستوي أن يكون منقوال ماديا كالبضائع أو معنويا كبراءات االختراع األسهم والسندات ،أما بالنسبة
لشراء العقار من أجل إعادة بيعه فإنه يتطلب إجراءات طويلة وهذا ما ال يتفق مع مبدأي السرعة والسهولة في اإلجراءات
التي يقوم عليها القانون التجاري ،لكن مع تطور الحياة االقتصادية ظهرت أعماال تجارية تتناول المضاربة في األموال
العقارية .
وتجب اإلشارة في هذا المقام أن القصد هنا من الشراء هو شراء حق الملكية ،وكذا التوسط لشراء وبيع العقارات ( م 2
الفقرة 14من ق ت ج ) ،بشرط أن يكون الشراء مصحوبا بقصد إعادة بيعه ،أما شراء العقار بقصد تأجيره ال يعد عمال
تجاريا إال إذا كانت هناك مقاولة تجارية لتأجير العقارات ( م 2الفقرة . ) 3
ال يعتبر شراء المنقول أو العقار عمال تجاريا إال إذا تم بقصد البيع ،ويجب أن يتوفر قصد البيع وقت الشراء ال وقت البيع .
والجدير بالمالحظة أن إثبات قصد البيع عند الشراء مسألة واقعية تخضع للسلطة التقديرية للقاضي ،ويقع عبء اإلثبات على
الذي يدعي الصفة التجارية ،ويكون اإلثبات بكافة الطرق تطبيقا لمبدأ حرية اإلثبات في المسائل التجارية .
هذا ويشترط أيضا أن يكون الغرض من الشراء واعادة البيع هو المضاربة على تحقيق الربح ،حيث يعتبر هذا القصد
العنصر الجوهري في العمل التجاري ،حتى لو لم يتحقق الربح لسبب ما ،كأن يضطر التاجر لبيع منتجاته بخسارة .
-2-1العمليات المصرفية وعمليات الصرف :نصت المادة الثانية الفقرة 13من القانون التجاري على أنه " :يعد عمال
تجاريا بحسب موضوعه :كل عملية مصرفية أو عملية صرف
يقصد بها جميع العمليات التي تقوم بها البنوك من تلقي األموال من الجمهور ( الودائع النقدية البنكية ) ،عمليات االقتراض
وضع وسائل دفع للجمهور ،إيجار الخزائن الحديدية ،وفتح الحسابات الجارية .
وقد اعتبر المشر ع الجزائري العمليات المصرفية أعماال تجارية منفردة ولو وقعت مرة واحدة طبقا لما نصت المادة الثانية
الفقرة 13من القانون التجاري ،إذا يقتصر األمر هنا على البنك والتجار الذين يتعاملون معه ،غير أنه كان العميل غير تاجر
ولم تكن العملية متعلقة بتجارته فإنها تعتبر مدنية بالنسبة له .
يقصد بعمليات الصرف مبادلة النقد بالنقد ،وله صورتان ،تكمن الصورة األولى في صرف يدوي أو محلي ويتمثل في مبادلة
نقود وطنية بنقود أجنبية ،والصور الثانية تسمى الصرف المسحوب كان تتم العملية بتسليم نقود في مكان معين مقابل استالم
نقود أخرى في مكان آخر ،ويتم هذا الصرف مقابل عمولة يتقاضها البنك عن كل عملية الصرف .
وعليه فإنه يشترط في عمليات الصرف سواء كان الصرف محلي أو مسحوب تحقيق الربح من جانب الصيرفي أو البنك ،أما
بالنسبة للعميل فال تعتبر عمال تجاريا إال إذا قام بها تاجرا تحقيقا لنشاطه التجاري وهنا تعد عمال تجاريا بالتبعية.
2
-3-1عمليات السمسرة والوكالة بعمولة:
اعتبر المشرع الجزائري بموجب المادة الثانية الفقرة 13و 15من القانون التجاري عمليات السمسرة أو الخاصة بالعمولة
عمليات تجارية بحسب الموضوع حتى ولو وقعت مرة واحدة بغض النظر عن صفة القائم بها ..
ويقصد بالسمسرة عند يلتزم بمقتضاه الوسيط ( السمسار ) بتقريب وجها ت النظر بين شخصين من أجل إبرام عقد وذلك مقابل
أجر ،وهذا األخير عادة ما يكون نسبة مئوية منقيمة الصفقة ،وتجب اإلشارة إلى أن دور السمسار ينتهي بمجرد إبرام العقد
سواء نفذ بعد ذلك أو لم ينفذ .فالسمسار غير مسئول عن تنفيذ العقد المبرم وليس لوساطته أثر ال بصفته الشخصية وال
كضامن ألحد الطرفين .
وتعد السمسرة عمال تجاريا سواء كانت الصفقة التي توسط فيها مدنية أو تجارية ،أما بالنسبة لألطراف العقد فصفتهما تتحدد
وفقا لطبيعتهما .
أما بالنسبة للوكيل بالعمولة فيقصد به قيام شخص يسمى الوكيل بالعمولة بتصرفات قانونية باسمه الخاص ولحساب موكله
مقابل أجر يسمى العمولة لذلك فهو طرف في العقد ومسئول عن تنفيذه ،وعليه فالوكالة بالعمولة تعد عمال تجاريا منفرد ولو
وقعت مرة واحدة بغض النظر عن طبيعة التصرف ،أما بالنسبة للموكل فهي تجارية إذا كان تاجرا أو تتعلق بشؤون تجارته .
وتجب اإلشار ة إلى أن الوكيل العادي يبرم العقد باسم ولحساب موكله ،كما ال يستحق من حيث األصل أجر على وكالته ما لم
يتم االتفاق على غير ذلك .
هذا وتعتبر كل عملية وساطة لشراء وبيع العقارات أو المحالت التجارية والقيم العقارية أعماال تجارية منفردة طبقا لما نصت
عليه المادة الثانية الفقرة 14من القانون التجاري الجزائري .
نص المشرع الجزائري بموجب المادة الثانية من القانون التجاري إلى جانب األعمال التجارية المنفردة على مجموعة أخرى
من األعمال ولم يعتبرها تجارية إال إذا تمت في شكل مقاولة ،أي بناء على تكرار وتنظيم كما سبق اإلشارة سابقا إلى مفهوم
المقاولة ،ولقد نص المشرع على إحدى عشرة ( ) 11مقاولة وهذا التعداد وارد على سبيل المثال ال الحصر كمقاولة تأخير
المنقوالت والعقارات ،ومقاولة اإلنتاج أو التحويل أو اإلصالح ...إلخ
3