You are on page 1of 15

‫األستاذة بعوش دليلة‪-‬معهد العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫مالحظة‪:‬‬

‫‪-‬نركز في االمتحان على المحور األول(األعمال التجارية)‪.‬‬

‫أما المحور الثاني سنركز على العناوين التالية فقط ‪:‬‬

‫‪-‬خصائص عقد الشركة‪.‬‬

‫‪-‬النظرية العامة للشركات‪.‬‬

‫‪-‬األركان الموضوعية العامة لعقد الشركة‪.‬‬

‫‪-‬األركان الموضوعية الخاصة لعقد الشركة‪.‬‬

‫‪-‬كيفية إجراء االمتحان‪ :‬تكون بطريقة ‪.qcm‬‬

‫المحور األول‬

‫األعمال التجارية‬

‫المبحث األول‪ :‬األعمال التجارية الموضوعية‬

‫تشمل األعمال التجارية بحسب موضوعها طائفتين من األعمال‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫• األعمال التجارية المنفردة‪ :‬تكتسب الصفة التجارية ولو وقعت مرة واحدة‪ .‬مثال‪ :‬الشراء من أجل‬
‫البيع‪ ،‬أعمال البنوك (المادة ‪ 2‬من القانون التجاري)‪.‬‬

‫• المقاوالت ‪ :‬ال تكتسب الصفة التجارية إال إذا وقعت في شكل مشروع أو مقاولة‪ .‬مثل مقاولة النقل‪،‬‬
‫مقاولة التأمين(المادة ‪ 2‬قانون تجارية جزائري)‪ .‬وتتميز المقاولة بخاصيتين‪ :‬أوال تكرار العمل والقيام به‬
‫على وجه االمتهان وفي شكل مقاولة وايجاد تنظيم أو هيئة غرضها تحقيق هذه األعمال‪ .‬ثانيا أن يمتد‬
‫هذا التكرار بوسائل مادية ومعنوية وبشرية‪.‬‬

‫المادة ‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬أورد تعدادا لألعمال التجارية على سبيل المثال‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬كل شراء للمنقوالت إلعادة بيعها أو بعد تحويلها وشغلها‪،‬‬
‫‪-‬كل شراء للعقارات إلعادة بيعها‪،‬‬
‫‪-‬كل مقاولة لتأجير المنقوالت أو العقارات‪،‬‬
‫لكي يعتبر الشراء بقصد البيع عمال تجاريا منفردا البد من توافر عدة عمليات منها‪ :‬الشراء ويشمل كل‬
‫تملك بمقابل مبلغا معينا من النقود أو عينا‪ ،‬كما هو الحال في المقايضة‪ ،‬فإذا تملك المنقول أو العقار‬
‫بغير مقابل‪ ،‬كما في الهبة أو الوصية‪ ،‬أو اإلرث‪ ،‬فإن بيعه بعد ذلك ال يعتبر عمال تجاريا حتى ولو كان‬
‫التملك تصحبه نية البيع‪ ،‬لذا يجب أن يسبق البيع عملية الشراء بمقابل‪ ،‬واستنادا إلى ذلك‪ ،‬فإن هناك‬
‫أعماال تخرج من نطاق األعمال التجارية نظ ار لعدم اقترانها بالشراء‪ ،‬ومثالها االنتاج الزراعي‪ ،‬فقد جرى‬
‫العرف على استبعاد الزراعة وكل ما يتعلق بها من إنتاج عن نطاق القانون التجاري ولذا فبيع المزارع‬
‫لمحصوالته الزراعية يعد عمال مدنيا‪ ،‬ألن بيع المحصوالت الزراعية لم يسبقه شراء‪.‬‬
‫كما يشترط ورود الشراء على منقول أو عقار‪ :‬يعرف المنقول بأنه كل شيء يمكن نقله من مكان إلى‬
‫آخر دون تلف‪ ،‬ألنه شيء غير مستقر بحيزه وغير ثابت‪ ،‬وقد يكون المنقول ماديا كالبضائع والسلع‪ .‬وقد‬
‫يكون معنويا‪ ،‬كالبراءات االختراع والعالمات التجارية‪ ....‬أما العقار بهو الشيء الثابت المستقر بحيزه‪،‬‬
‫بحيث ال يمكن نقله من مكان آلخر‪.‬‬

‫ويشترط أيضا‪ ،‬أن يكون بقصد البيع‪ ،‬لكي يعتبر العمل تجاريا‪ ،‬يجب أن يكون شراء المنقول أو‬
‫العقار بقصد إعادة بيعه ويجب أن تتوافر نية البيع أثناء عملية الشراء‪ ،‬إذ لو قام المشتري بالشراء بقصد‬
‫االستعمال الشخصي‪ ،‬ثم بعدها قام ببيعه لسبب ما‪ ،‬فإن هذا الشراء ال يعتبر عمال تجاريا رغم ما يتبعه م‬
‫عملية البيع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مثال‪ : 1‬األعمال الذهنية والفنية‪ ،‬تعتبر أعماال مدنية‪ ،‬ألنها لم تسبقها عملية الشراء والربح الذي‬
‫يتحصل عليه المؤلف أو الفنان ما هو إال مكافأة مقابل أتعابه و ال يعد ربحا‪ ،‬واذا ما صاحبت األعمال‬
‫الذهنية بعض األعمال التجارية الالزمة لبيع المؤلف‪ ،‬كشراء األوراق‪ ،‬أو األدوات االزمة للرسم‪ ،‬فإن هذه‬
‫األعمال تعتبر ثانوية‪ ،‬وليس لها أهمية تذكر بالنسبة للعمل الذهني الذي يقدمه‪ ،‬غير أن كل من يقوم‬
‫بالوساطة لبيع هذه األعمال‪ ،‬يعد عمال تجاريا‪ ،‬كدور النشر‪ ،‬أو دور العرض‪.‬‬
‫مثال‪ :2‬النشاط الذي يقوم به أصحاب المهن الحرة‪ ،‬ال يعد من قبيل األعمال التجارية‪ ،‬ألن هؤالء‬
‫يقومون باستثمار ملكاتهم الفكرية‪ .‬واذا ما اقترنت ممارسة المهن الحرة ببعض األعمال التجارية كالشراء‬
‫ألجل البيع‪ ،‬فيظل لهذه األعمال الطابع المدني إذا كانت ضرورية للممارسة المهن الحرة‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫غير الزمة لممارستها فتأخذ الطابع التجاري‪(.‬مهنة الصيدلة اعتبرها القضاء الفرنسي من ضمن األعمال‬
‫التجارية‪ ،‬ألن نشاط الصيدلي ينحصر في شراء األدوية وبيعها)‪.‬‬
‫‪-‬كل مقاولة لإلنتاج أو التحويل أو االصالح‪ :‬كمن يقوم بإنتاج القطن ويقوم بتحويله إلى نسيج أو‬
‫بإنتاج المواد الخام وصناعتها‪ ،‬كاستخراج الحديد وصناعة السيارات‪.....‬‬
‫‪-‬كل مقاولة للبناء أو الحفر أو لتمهيد األرض‪ :‬مثل مقاولة ترميم المباني ورصف الطرق واقامة‬
‫الجسور وانشاء األنفاق والمطارات‪.‬‬
‫‪-‬كل مقاولة للتوريد أو الخدمات‪ :‬مثل عقود التوريد‪ ،‬حيث يلتزم المتعهد بتسليم متتابع لكميات من‬
‫السلع خالل فترات منتظمة‪ ،‬كتوريد األغذية للمستشفيات والمدارس أو توريد المياه والكهرباء والغاز أو‬
‫توريد األوراق للصحف أو توريد الوقود للسفن‪.‬‬
‫‪-‬كل مقاولة الستغالل المناجم أو المناجم السطحية أو مقالع الحجارة أو منتوجات األرض األخرى‪:‬‬
‫جميع المعادن الطبيعية من ذهب أو فضة أو بترول أو حديد أو ملح أو ماء أي استغالل المناجم أو‬
‫استغالل أي منتجات أخرى كانت على سطح األرض أو في باطنها كقلع األحجار وتهيئتها للبناء أو صيد‬
‫السمك و إقامة مصنع لتصبيره ‪.‬‬
‫‪-‬كل مقاولة الستغالل النقل أو االنتقال‪ :‬يقصد بالنقل‪ ،‬نقل البضائع والحيوانات ويقصد باالنتقال‪،‬‬
‫انتقال االنسان بوسائل النقل المختلفة‪.‬‬
‫‪-‬كل مقاولة الستغالل المالهي العمومية أو االنتاج الفكري‪ :‬مثل دور السينما والمسارح والسرك ‪.....‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬كل مقاولة للتأمينات‪ :‬التامين هو تعهد شخص يسمى المؤمن‪ ،‬وغالبا ما يكون شركة بان يؤدي إلى‬
‫شخص آخر يسمى المؤمن له مبلغا من المال عند تحقيق الخطر المؤمن ‪ ،‬في مقابل قسط التأمين‬
‫الدوري الذي يؤديه المؤمن له للمؤمن‪.‬‬
‫‪-‬كل مقاولة الستغالل المخازن العمومية‪ :‬المخازن العمومية هي عبارة عن محالت كبيرة تنحصر‬
‫نشاطها في إيداع البضائع من المودعين نظير أجر‪ ،‬وتقوم هذه المحالت أو المخازن بحفظ السلع بمقابل‬
‫وتصدر صكوك تسمى سند التخزين تمثل البضاعة المودعة ويمكن بتحويل هذه الصكوك إلى الغير‪ ،‬بيع‬
‫البضاعة المودعة أو رهنها دون حاجة إلى نقلها من هذه المخازن‪.‬‬
‫‪-‬كل مقاولة لبيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة بالتجزئة‪،‬‬
‫‪-‬كل عملية مصرفية أو عملية صرف أو سمسرة أو خاصة بالعمولة‪ :‬األعمال المصرفية يقصد بها‬
‫األعمال التي تقوم بها البنوك‪ ،‬إذ تعد أعماال تجارية‪ ،‬وعمليات البنوك كثيرة ومتنوعة‪ ،‬فتقوم البنوك عادة‬
‫بإصدار األوراق المالية و تتوسط بين الجمهور الذي يكتسب في األسهم والسندات‪ ،‬وبين الشركة أو‬
‫الدولة التي تصدر هذه األوراق مقابل عمولة تتقاضاها عن هذه الوساطة كما تتوسط البنوك في االدخار‬
‫واالستثمار بقصد تحقيق الربح وتستقبل الودائع النقدية من المذخرين لقاء فائدة أو بدون فوائد‪ ،‬ثم تستخدم‬
‫هذه الودائع في إقراض األفراد بفائدة أعلى‪ ،‬كذلك تقوم البنوك بفتح الحسابات الجارية و االعتمادات‬
‫المستندية‪.....‬وتعتبر العمليات المصرفية تجارية بالنسبة للمصرف ولو وقعت منفردة‪ ،‬أما بالنسبة للعميل‬
‫فتعتبر مدنية إال إذا كانت قد صدرت من تاجر لشؤون تتعلق بتجارته‪.‬‬
‫اما السمسرة‪ ،‬فتعتبر عقد بمقتضاه يتعهد شخص مقابل عمولة معينة بالسعي إلى التقريب من الطرفين‬
‫أو أكثر كي يتعاقدا‪ ،‬فعمل السمسار يقتصر على السعي إلتمام التعاقد و ال يعتبر وكيال عن األطراف إذ‬
‫ال يقوم بتنفيذ أي التزام‪ ،‬كما ال يعتبر طرفا في العقد الذي يتم بينهما‪ .‬ويعتبر عمل السمسار أيا كان‬
‫عمال تجاريا دون تمييز بين الصفقات التي يبرمها أكانت مدنية أو تجارية‪.‬‬
‫أما عمليات الصرف‪ ،‬فتقوم بها البنوك والصيارفة المحترفون فيجنون من ورائها ربحا يتمثل في الفرق‬
‫بين ثمن شراء النقود وثمن بيعهاـ ويظهر هذا في العمولة التي يتقاضاها عن كل عملية صرف يقومون بها‬
‫وكل عملية صرف تعد عمال تجاريا حتى لو وقعت من شخص غير تاجر‪.‬‬
‫‪-‬كل عملية توسط لشراء وبيع العقارات أو المحالت التجارية والقيم العقارية‪،‬‬
‫‪-‬كل مقاولة لصنع أو شراء أو بيع و إعادة بيع السفن للمالحة البحرية‪،‬‬
‫‪-‬كل شراء وبيع لعتاد أو مؤن للسفن‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-‬كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة‪ :‬قد يؤجر مالك السفينة‪ ،‬بأن يضع تحت تصرف‬
‫المستأجر السفينة مقابل أجرة معلومة‪ ،‬وهذا لفترة زمنية محدودة‪ .‬وقد يتم تأجير السفينة بالرحلة أو تأجيرها‬
‫بكاملها أو تأجير جزء منها أو قصد نقل األشخاص‪ .‬فهذا يعد عمال تجاريا كما أن كل قرض أو اقتراض‬
‫بالمغامرة يعد عمال تجاريا‪ .‬والقرض أو االقتراض بالمغامرة‪ ،‬هو عبارة عن عقد يتم بين مجهز السفينة‬
‫والمقرض الذي يمنح مبلغا من المال قصد تجهيز السفينة أو شراء بضاعة وايصالها إلى ميناء معين‪.‬‬
‫ويعد هذا العقد احتماليا ألن أثناء قيام السفينة برحلتها تتعرض ألخطار كهطول أمطار غزيرة تتسبب‬
‫في هالك البضاعة أو هبوب رياح تلحق أض ار ار بالسفينة وبحمولتها‪ .‬فالقرض في هذه الحالة يتحمل‬
‫مخاطر السفينة مع مجهزها‪ .‬فإذا هلكت السفينة‪ ،‬ضاع عن المقرض مبلغ القرض أي خسره‪ ،‬أما إذا‬
‫عادت السفينة سالمة فإن المقرض يستوفي القرض ومعه فائدة معتبرة أي أرباح هامة‪.‬‬
‫‪-‬كل عقود التأمين و العقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية‪ :‬ويعرف عقد التأمين البحري بأنه العقد‬
‫الذي يتعهد بمقتضاه شخص يسمى المؤمن بتعويض شخص آخر يسمى المؤمن له عن الضرر الناشئ‬
‫نظير قسط معين‪ .‬والتأمين البحري هو حق عيني تبعي ينشأ عن السفينة‪ ،‬فهو يشملها ويشمل جميع‬
‫التصرفات الالزمة ألنها جزء من السفينة‪.‬‬
‫‪-‬كل االتفاقيات و االتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم وايجارهم‪،‬‬
‫‪-‬كل الرحالت البحرية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األعمال التجارية بالتبعية‬

‫إن نظرية األعمال التجارية ال تقتصر على الناحية الموضوعية فحسب‪ ،‬كي يعتبر العمل تجاريا‪ ،‬بل‬
‫تتوسع في ذلك وتضفى الصفة التجارية على أساس شخصي محض استنادا إلى صفة الشخص القائم‬
‫بالعمل‪ ،‬وحقيقة األمر هي أن هذا العمل يعد مدنيا بطبيعته نظ ار لكونه يخرج من التعداد القانوني لألعمال‬
‫التجارية التي أوردتها المادة ‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬بحيث لو صدر مثل هذا العمل من شخص‬
‫غير تاجر‪ ،‬الحتفظ بصفته المدنية البحتة غير أنه بما أن هذا العمل يقوم به التاجر لشؤون تتعلق‬
‫بتجارته‪ ،‬فقد أصبح هذا العمل تابعا لهذه الشؤون وبالتالي‪ ،‬فهذه التبعية أكسبته الصفة التجارية‪.‬‬
‫فمصدر تجارية هذا العمل ال يكمن في طبيعته‪ ،‬وانما يكمن في مهنة القائم ب‪ ،‬كشراء التاجر األثاث‬
‫أو الدفاتر لمحله التجاري‪.....‬‬
‫تنص المادة ‪ 4‬من القانون التجاري‪ :‬يعد عمال تجاريا بالتبعية"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-‬األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجة متجره‪،‬‬
‫‪-‬االلتزامات بين التجار"‪.‬‬
‫من خالل نص المادة ‪ 4‬أعاله يشترط العتبار العمل تجاريا بالتبعية‪ ،‬توفر ما يلي‪:‬‬
‫• ضرورة اكتساب صفة التاجر‪ :‬تنص المادة ‪ 1‬من القانون التجاري‪ " :‬يعد تاج ار كل شخص طبيعي‬
‫أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له‪ ،‬مالم يقضي القانون بخالف ذلك"‪.‬‬
‫• ارتباط العمل بالمهنة التجارية‪ :‬بمعنى أن الصفة التجارية ال تثبت إال ألعمال التاجر التي تتعلق‬
‫بتجارته‪ ،‬فإذا انتفى هذا االرتباط بقي العمل محتفظا بطابعه المدني‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬األعمال التجارية بحسب الشكل‬
‫تنص المادة ‪ 3‬من القانون التجاري‪ ،‬على أنه يعد عمال تجاريا بحسب شكله‪:‬‬
‫‪-‬التعامل بالسفتجة بين كل األشخاص‪ :‬السفتجة ورقة ثالثية األطراف تتضمن أم ار صاد ار من شخص‬
‫يسمى الساحب إلى بأن يدفع ألمر شخص ثالث يسمى المسحوب عليه بأن يدفع ألمر شخص ثالث هو‬
‫المستفيد أو الحامل مبلغا معينا من النقود بمجرد االطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعيين‪ .‬وبما أن‬
‫السفتجة هي أداة ائتمان‪ ،‬فإن المستفيد ال يحفظ بها إلى حلول أجلها بل يقوم بتظهيرها إلى أن تستقر في‬
‫يد الحامل األخير الذي يقدمها إلى المسحوب عليه للوفاء بقيمتها‪ .‬ولقد اعتبر المشرع الجزائري السفتجة‬
‫عمال تجاريا واذن فكل العمليات الواردة عليها من سحب وقبول أو تظهير أو ضمان أو وفاء‪ ،‬تعتبر عمال‬
‫تجاريا سواء صدرت من تاجر أو غير تاجر باستثناء القاصر‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 393‬من القانون التجاري‬
‫تنص‪ ":‬إن السفتجة التي توقع من القصر الذين ليسوا تجا ار تكون باطلة بالنسبة لهم بدون أن ينال ذلك‬
‫من الحقوق التي يختص بها كل من الطرفين بمقتضى المادة ‪ 191‬من القانون المدني‪."......‬‬
‫‪-‬الشركات التجارية‪ :‬الشركة عقد يتم بين شخصين أو أكثر قصد القيام بعمل مشترك وتقسيم ما ينتج‬
‫عنه من ربح وخسارة‪ ،‬غير أن عقد الشركة ليس كغيره من العقود إذ يترتب عليه نشوء شخص معنوي‬
‫يتمتع بكيان ذاتي مستقل عن شخصية األشخاص الذين قاموا بتكوينه‪ .‬وبذلك تعد كل من شركات‬
‫التضامن وشركات التوصية والشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات المساهمة تجارية بحكم شكلها‬
‫مهما يكن موضوعها ‪.‬‬
‫‪-‬وكاالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها‪ :‬يقصد بها تلك الوكاالت ومكاتب األعمال التي يقوم فيها‬
‫األشخاص بأداء شؤون الغير مقابل أجر يحدد بمبلغ ثابت يتم االتفاق عليه مسبقا أو يحدد بنسبة مؤوية‬
‫من قيمة الصفقة التي تتوسط الوكاالت والمكاتب بحسب األعمال التي يقوم بها ومثالها مكاتب التخديم‬

‫‪6‬‬
‫ووكالة األنباء و االعالن ومكاتب السياحة والوساطة في الزواج‪ ....‬ويالحظ أن اصطالح الوكاالت و‬
‫المكاتب اصطالح واسع يشمل كل األعمال التي تتضمن مضاربة على أعمال الغير أو التوسط في إتمام‬
‫الصفقات أيا كانت طبيعتها ولو كانت تقوم بنشاط مدني‪ .‬ولقد أضفى عليها الصفة التجارية وهذا نظ ار‬
‫للشكل والتنظيم الذي تتخذه للقيام بأعمالها على وجه االمتهان للمضاربة وجني الربح‪ ،‬فضال عن أن‬
‫المشرع على حماية الجمهور الذي يتعامل مع أصحاب الوكاالت والمكاتب فأخضعها لقواعد القانون‬
‫التجاري حتى يمكن شهر إفالسها في حالة عجزها عن أداء خدمتها‪.‬‬
‫‪-‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‪ :‬المحل التجاري هو مجموعة من األموال المادية والمعنوية‬
‫مثل البضائع واالسم التجاري والشهرة التجارية واالتصال بالعمالء وبراءة االختراع إلى غير ذلك‪ ،‬أي هو‬
‫عبارة عن وحدة مستقلة قانونا يستند إليها التاجر لمباشرة تجارته‪ .‬وطبقا لما نص عليه المشرع‪ ،‬فإن أي‬
‫تصرف يرد على المحل التجاري من بيع أو شراء أو رهن أو تأجير يعد عمال تجاريا سواء ورد التصرف‬
‫على المحل باعتباره وحدة مستقلة أو ورد على أحد عناصره المكونة له كأن يرد التصرف مثال على‬
‫البضائع أو براءة االختراع‪.‬‬
‫‪ -‬كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية أو الجوية‪ :‬استنادا إلى هذا النص‪ ،‬تعد العقود المتعلقة‬
‫بالتجارة البحرية أو الجوية عمال تجاريا بحسب شكله‪ .‬وعلى هذا األساس فالعقود الواردة على إنشاء السفن‬
‫أو شرائها أو بيعها أو تأجيرها طالما كانت السفن معدة للمالحة التجارية أي أنها تدخل في نطاق‬
‫االستغالل التجاري لجني الربح‪.‬‬
‫المحور الثاني‬
‫الشركات التجارية‬
‫إن النشاط التجاري‪ ،‬على خالف النشاط المدني‪ ،‬غالبا ما تنطوي ممارسته على مخاطر تجارية ومالية‬
‫كبيرة‪ ،‬كما أن القيام به يحتاج إلى تدبير أموال ضخمة‪ .‬ومن هذا المنظور‪ ،‬فإن االنسان منذ القدم‪ ،‬تكونت‬
‫لديه عقيدة بضرورة التعاون مع اآلخرين إلنجاز وتنفيذ المشروعات المختلفة‪ ،‬وكذا في الوقت الحالي حيث‬
‫أن ضروريات االقتصاديات الحديثة ال يمكن تلبيتها بواسطة الوسائل التي يمتلكها الفرد‪.‬‬
‫وفكرة الشركة في الواقع تقوم على تعاون عدة أشخاص من أجل مباشرة نشاط معين‪ ،‬غالبا ما يكون‬
‫تجاريا مع انعقاد نيتهم على اقتسام ما ينتج عن ممارسته من أرباح وخسائر‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المبحث األول‬
‫خصائص عقد الشركة‬
‫‪-‬عقد شكلي‪ :‬نصت المادة ‪ 418‬قانون مدني جزائري‪ ،‬ال تنعقد الشركة إال بالكتابة‪.‬‬
‫‪-‬عقد ملزم‪ :‬في عقد الشركة كل شريك يلتزم نحو الشركة والعكس صحيح فقبل أن يوجد هذا العقد‬
‫يوجد عقد آخر الذي يقوم بين الشركاء فيلتزم بعضهم اتجاه البعض اآلخر‪.‬‬
‫‪-‬عقد معاوضة‪ :‬أي كل شريك يقوم بتقديم حصته في رأس مال الشركة ويحصل على قدر من األرباح‪.‬‬
‫‪-‬عقد محدد‪ :‬غير احتيالي‪ ،‬فالشريك يعرف ما يقدم وقدر ما يؤخذ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫النظرية العامة للشركات‬
‫نصت المادة ‪ 416‬من القانون المدني الجزائري على تعريف الشركة‪ ،‬كما يلي‪ " :‬الشركة عقد بمقتضاه‬
‫يلتزم شخصان طبيعيا أو اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط مشترك بتقديم حصة من عمل أو‬
‫مال أو نقد بهدف اقتسام الربح الذي ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة‬
‫كما يتحملون الخسائر التي تنجر عن ذلك ‪.‬‬
‫إذا كان عقد الشركة‪ ،‬بالمعنى السابق‪ ،‬يتشابه مع غيره من العقود من حيث شروط انعقاده وشروط‬
‫صحته‪ ،‬إال أنه ستميز عن غيره من العقود من حيث أن ابرامه يترتب عليه ميالد شخص معنوي جديد‬
‫يتمتع بكيان قانوني مستقبل عن الشركاء المكونين له‪.‬‬
‫إن الشركة‪ ،‬عقد ككل العقود‪ ،‬يلزم النعقاده توافر أركان ثالث هي الرضا والمحل والسبب‪ .‬ولكن‪ ،‬كما‬
‫قلنا‪ ،‬بالنظر إلى أنه يتمخض عن ابرامه ميالد شخص معنوي جديد‪ ،‬فإنه يجب أن يتوافر إلى جانب هذه‬
‫األركان الموضوعية العامة‪ ،‬أركان موضوعية خاصة‪ ،‬و أركان شكلية‪.‬‬
‫فإذا ما توافرت هذه األركان‪ ،‬نشأت الشركة صحيحة قادرة على البدئ في تحقيق الغرض الذي قامت‬
‫من أجله والدخول مع الغير في عالقات قانونية‪ ،‬أما إذا تخلفت كل أو بعض منها‪ ،‬بطل عقد الشركة‪،‬‬
‫ولهذا البطالن أنواع مختلفة منها ما فيه خروج على بعض القواعد العامة لنظرية البطالن‪ ،‬وخصوصا‬
‫فيما يتعلق باآلثار التي تترتب على الحكم بالبطالن‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫األركان الموضوعية العامة لعقد الشركة‬
‫إن األركان الموضوعية لعقد الشركة ال تختلف عن تلك االركان التي يطلبها المشرع لصحة وابرام‬
‫العقود األخرى‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬يلزم لصحة عقد الشركة‪ ،‬تراضي األطراف‪ ،‬وجود محل ممكن ومشروع‪،‬‬
‫وجود سبب مشروع‪.‬‬
‫واألهلية‪ :‬إن الشريك في الشركة يجب أن يكون بالغا من العمر ‪19‬سنة وهو السن القانوني الذي حدده‬
‫المشرع لممارسة التصرفات القانونية‪ ،‬أما إذا كان هذا الشريك بالغا من العمر ‪ 18‬سنة فيكون مسموحا له‬
‫بممارسة التجارة‪ ،‬وذلك بعد حصوله على إذن من الجهة المختصة‪ ،‬ويكون مصادقا عليه من طرف‬
‫المحكمة‪ ،‬غير أن قواعد األهلية تختلف باختالف الشركات‪.‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫األركان الموضوعية الخاصة لعقد الشركة‬
‫إلى جانب األركان الموضوعية العامة‪ ،‬يشترط توافر أركان موضوعية خاصة تتمثل في تعدد الشركاء‪،‬‬
‫تقديم الحصص‪ ،‬اقتسام األرباح و الخسائر‪ ،‬نية المشاركة‪.‬‬
‫• تعدد الشركاء‪ :‬يلزم إلبرام عقد الشركة تعدد الشركاء أي وجود شريكين أو أكثر‪ .‬وهذا واضح من نص‬
‫المادة ‪ 416‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬وان كان جانب من الفقه‪ ،‬يرى بأنه ال يجوز اعتبار تعدد‬
‫الشركاء أحد االركان الموضوعية الخاصة‪ ،‬وذلك ألن الشركة هي عقد ومن م فهي تفترض وجود‬
‫شخصين على األقل‪ ،‬كما أنها تتأسس على المشاركة بتقديم الحصص وهو ما يفترض وجود أكثر من‬
‫شخص‪.‬‬
‫•تقديم حصص‪ :‬لكي نكون بصدد شركة فال بد أن يشارك كل شريك في رأس المال حتى ولو كانت‬
‫الشركة ال تتمتع بالشخصية المعنوية مثل شركة المحاصة‪.‬‬
‫والواقع أن هذا الشرط بديهي ومنطقي‪ ،‬ذلك ألن محل عقد الشركة هو النشاط االقتصادي أو التجاري‬
‫أو الصناعي الذي تمارسه الشركة‪ ،‬ومن ثم فكيف تتمكن الشركة من القيام بهذا النشاط بدون وجود رأس‬
‫مال‪ .‬فإذا لم يقدم أحد الشركاء أو بعضهم حصة من مال أو عمل‪ ،‬فال وجود للشركة‪ .‬ومساهمة الشريك‬
‫في شركات األموال تأخذ صورة األسهم‪ .‬ويشترط في الحصة أن تكون حقيقية ال صورية‪ ،‬والحصة التي‬
‫يلتزم الشريك بتقديمها قد تكون حصة نقدية‪ ،‬أو حصة عينية‪ ،‬أو حصة بالعمل‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الحصة النقدية‪ :‬هي حصة بدفع مبلغ من النقود في مقابل امتالك الشريك لحصص بالنسبة لشركات‬
‫األشخاص او اسهم بالنسبة لشركات األموال‪ .‬هذا الدفع قد يتم نقدا أو بشيك أو عن طريق تحويل‬
‫مصرفي‪.....‬‬
‫الحصة العينية‪ :‬هي الحصة التي يكون محلها شيئا آخر غير النقود‪ ،‬فهو قد يكون عقا ار كتقديم قطعة‬
‫أرض‪ ،‬أو مبنى ليكون مق ار للشركة)‪ ،‬وقد يكون منقوال ماديا(اآلالت‪ ،‬معدات)‪ ،‬أو معنويا(براءة اختراع‪،‬‬
‫عالمة تجارية‪ ،‬اسم تجاري‪)....‬‬
‫الحصة بالعمل‪ :‬قد ال يكون محل حصة الشريك مبلغ من النقود أو شيئا منقوال أو عقارا‪ ،‬وانما عمل‬
‫يقدمه الشريك إلى الشركة‪ .‬والحصة بالعمل تتضمن التزام الشريك بتكريس كل أو جزء من أنشطته لصالح‬
‫الشركة واضعا تحت تصرفها خبرته أو معرفته الفنية أو المهنية‪...‬ويشترط أن يباشر الشريك العمل الذي‬
‫تعهد بتقديمه كحصة لحساب الشركة وليس لحساب نفسه أو لحساب الغير‪.‬‬
‫•اقتسام األرباح و الخسائر‪ :‬سبب عقد الشركة هو تحقيق الربح‪ ،‬فإذا ما تحقق هذا الربح فإنه يقسم‬
‫فيما بين الشركاء‪ ،‬أما إذا لم يتحقق‪ ،‬فإن الشركاء يشتركون في تحمل الخسارة‪ ،‬فالشركاء كما يستفيدون‬
‫جميعا من األرباح يجب عليهم أن يتحملوا الخسارة‪ .‬ومن هنا فإن اقتسام األرباح و الخسائر يعد أحد‬
‫األركان الجوهرية لعقد الشركة‪ ،‬فإذا انتفى هذا الركن أصبح عقد الشركة باطال‪.‬‬
‫• نية المشاركة‪ :‬إلى جانب األركان الثالثة السابقة‪ ،‬فال بد من توافر ركن رابع وهو نية المشاركة‪.‬‬
‫ويعرف الفقه نية المشاركة بأنها إرادة الشركاء في التعاون االيجابي بهدف تحقيق الغرض الذي قامت‬
‫من أجله الشركة‪ .‬وهذا التعاون كما هو واضح من هذا التعريف‪ ،‬يجب أن تتوافر فيه عدة مواصفات‪.‬‬
‫فمن ناحية أولى‪ ،‬فال بد أن يكون ايجابيا و إراديا‪ ،‬بمعنى أن يبذل الشريك كل ما في وسعه لتحقيق‬
‫غرض الشركة‪ ،‬فعليه أال ينظر إلى شركائه على أنهم منافسون و إنما بصفتهم شركاء له‪ ،‬وأن يبتعد عن‬
‫كل ما من شأنه االضرار بمصلحة الشركة وذلك بعدم العمل في شركة منافسة‪ ،‬أو افشاء أسرار شركته‪،‬‬
‫فالشريك ليس مقرضا يقدم النقود ويظل بعد ذلك ساكنا إلى أن يحل ميعاد استحقاق الفوائد‪ ،‬وانما هو‬
‫شريك عليه أن يعمل في إطار الغرض الذي أنشئت من أجله الشركة‪.‬‬
‫ولكن يجب مالحظة أن ديناميكية و إيجابية دور الشريك تختلفان باختالف الشكل الذي تتخذه الشركة‪.‬‬
‫فدور الشريك يكون أكثر وضوحا و أكثر فاعلية في شركات األشخاص عنه في شركات األموال وذلك‬
‫ألن األولى تقوم على االعتبار الشخصي وبالتالي فالرغبة في التعاون و االتحاد وقبول المخاطر تكون‬
‫أقوى منها في شركات األموال التي تقوم على االعتبار المالي‪ .‬كما أنه يكون أكثر فاعلية لدى الشركاء‬

‫‪10‬‬
‫الذين يشاركون في إدارة شؤون الشركة(الشركاء المتضامنون) عنه لدى األشخاص الذين تقتصر مهمتهم‬
‫على تمويل الشركة بتقديم الحصص(الشركاء الموصيين)‪ .‬كما يجب مالحظة‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬أن‬
‫المساواة في بين الشركاء ليست مطلقة حيث أن السلطات و الحقوق التي يتمتع بها كل شريك ليست‬
‫متطابقة‪ .‬ولكن عدم التطابق هذا ال ينفي فكرة المساواة وذلك ألن هناك حد أدنى من الحقوق التي يتمتع‬
‫به جميع الشركاء وتكون مرتبطة باكتساب صفة الشريك‪ ،‬فكل شريك له حق مراقبة الشركة له وله في‬
‫سبيل ذلك حق االطالع على دفاترها وفحص حساباتها‪ ،‬كما له حق التصويت ومناقشة ق ارراتها‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬األركان الشكلية لعقد الشركة‬
‫تنص المادة ‪ 59‬من االمر رقم ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬على أن‬
‫العقد يتم بمجرد أ ن يتبادل الطرفان التعبير عن ارادتيهما المتطابقتين دون االخالل بالنصوص القانونية‬
‫ويتجلى من ذلك‪ ،‬أن المشرع اخذ بمبدأ الرضائية في العقود‪ ،‬إال أنه لم يكتف به فقد اورد في عدة مواضع‬
‫اشتراط ركن الشكلية في عقود معينة نظ ار ألهميتها وخطورتها في نفس الوقت‪ ،‬ويمكن اجمال الشروط‬
‫الشكلية لعقد الشركة في ما يلي ‪:‬‬
‫•الكتابة‬
‫وهي الزمة لالنعقاد الصحيح لعقد الشركة فهي ليست مجرد دليل اثبات ‪ ،‬اذ التالزم واضح بين السند‬
‫ودليل اثبات الوقائع المتضمنة فيه كتابة‪.‬‬
‫ان الكتابة تهم الغير الذي يتعامل مع الشركة بقدر ماتهم الشركاء انفسهم لما للكتابة من لفت نظر وتنبيه‬
‫للمتعاقد لما هو مقدم عليه‪ ،‬وبالتالي زيادة الدقة في تحديد نطاقه وآثاره أما بالنسبة للغير فال وجود للعقد‬
‫ما لم يتم االمضاء الذي هو جزء من الكتابة‪.‬‬
‫وكل تغير في بنود العقد او زيادة او نقصان في راس المال او النشاط او العنوان أوكل ما يتعلق بالشركة‬
‫البد ان يقع مكتوبا ويلحق بالعقد التأسيسي وكل مخالفة لذلك تعرض العقد للبطالن‪.‬‬
‫ويتخذ عقد الشركة شكال رسميا صاد ار عن جهة ذات سلطة واختصاص في هذا المجال‪ ،‬وعادة ما يحرره‬
‫الموثق ويؤشر عليه ولكي تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية ال بد من تسجيلها أو قيدها في السجل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫•الشهر‬
‫إن كان العقد يلزم المتعاقدين دون غيرهما فانه يسرى كذلك في حق الغير‪ ،‬فال يحق للغير تجاهل‬
‫التصرفات القانونية التي تتم بين العاقدين اذ يمكن االحتجاج بها في مواجهة‪.‬‬
‫وتضمنت المادة ‪ 549‬من التقنين التجاري النص على ان الشخصية المعنوية للشركة ال تكون حجة على‬
‫الغير اال بعد استيفاء اجراءات الشهر التي ينص عليها القانون والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪-‬ايداع نسخة من ملخص العقد التأسيسي للشركة في السجل التجاري قصد قيده‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-‬نشر ملخص القانون التأسيسي والعقد االبتدائي في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‪.‬‬
‫‪-‬نشر ملخص العقد التأسيسي في جريدة يومية وطنية‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬جزاء تخلف أركان الشركة‬

‫قد يؤدي تخلف ركن من أركان الشركة سواء كان ركنا موضوعيا أو ركنا خاصا أو ركنا شكليا الى ترتيب‬
‫جزاء وهو البطالن‪ ،‬وهذا االخير يتغير تبعا للركن المتخلف حيث قد يكون بطالنا مطلقا وقد يكون بطالن‬
‫نسبي‪ ،‬كما قد يكون بطالنا من نوع خاص‪.‬‬

‫البطالن لتخلف االركان الموضوعية‬


‫البطالن لتخلف االركان الموضوعية العامة‬
‫البطالن المؤسس على عيوب الرضا‬
‫اذا أصيب رضا احد الشركاء بعيب من العيوب كالغلط واالكراه أو التدليس أو كان الشريك قاص ار أو‬
‫ناقص االهلية فإن الجزاء المترتب على هذا العيب هو البطالن الذي يسري في حقه فحسب دون سائر‬
‫الشركاء‪ ،‬أي أن البطالن النسبي يقتصر على الشريك الذي شاب رضاؤه عيب او الشريك القاصر أو‬
‫ناقص االهلية‪.‬‬
‫البطالن المؤسس على عدم مشروعية الموضوع او السبب‬
‫إن كون موضوع عقد الشركة او سببه غير مشروع أي مخالف للنظام العام واآلداب العامة كأن يكون‬
‫مثال تجارة مخدرات او اسلحة‪ ،‬فان الجزاء المترتب هنا هو البطالن المطلق الذي يحق لكل ذي مصلحة‬
‫التمسك به سواء كان من الغير او من الشركاء‪ ,‬كما يجوز للمحكمة ان تقضي به من تلقاء نفسها وال‬
‫يزول هذا النوع من البطالن باإلجازة ‪ ،‬وتسقط دعوى البطالن بمضي ‪ 15‬سنة من وقت ابرام العقد‪.‬‬
‫البطالن لتخلف االركان الموضوعية الخاصة‬
‫يعتبر تخلف احد االركان الموضوعية الخاصة في عقد الشركة انعداما لها وليس بطالنا‪ .‬ألن بتخلف احد‬
‫هذه االركان نكون قد مسسنا بالمقومات واالسس التي تقوم عليها الشركة لكي تكون من ذلك شخصا‬
‫‪.‬معنويا يتمتع بكيان مستقل‪.‬‬
‫واذا تخلف ركن تقديم الحصص وهو من اهم الركائز التي تقوم عليها الشركات باعتبارها بحاجة الى راس‬
‫‪.‬المال لتسيير المشروع تنعدم الشركة‪.‬‬
‫)‪.‬او في حالة تخلف ركن نية المشاركة والذي يعتد به عند قيام الشخصية المعنوية للشركة‪.‬‬
‫البطالن المؤسس على تخلف االركان الشكلية‬

‫‪12‬‬
‫اذا تخلفت االركان الشكلية في عقد الشركة فهذا سوف يؤدي حتما الى بطالنها وهذا يوجب ان يكون عقد‬
‫الشركة مكتوبا اال كان باطال وكذلك يكون باطال كل ما ادخل على العقد من تعديالت اذا لم يكن له نفس‬
‫الشكل الذي يكسبه ذلك العقد‪.‬‬

‫وهذا البطالن المترتب يعد بطالنا من نوع خاص (‪ )2‬اذ ليس بالبطالن المطلق رغم انه يجوز ان يتمسك‬
‫به كل من له مصلحة في ذلك كما يجوز للمحكمة ان تقضي به من تلقاء نفسها وليس بالبطالن النسبي‬
‫رغم انه يجوز تصحيحه‪.‬‬

‫أنواع الشركات‬
‫لقد ذكر المشرع الجزائري بعض األنواع وهي تختلف اختالفا مبينا و يمكن تقسيمها إلى ثالث اقسام‪:‬‬
‫شركات األشخاص‪ ،‬شركات األموال‪ ،‬الشركات المختلطة‪.‬‬
‫فصل أول‪ :‬شركات االشخاص‬
‫وهي الشركات التي يكون فيها االعتبار الشخصي هو الغالب و يكون لشخص الشريك محل إعتبار و‬
‫أهمية في تكوين الشركة ‪ ،‬واالعتبار الشخصي يؤدي الى إبرام عقد الشركة على أساس الثقة المتبادلة بين‬
‫الشركاء‪.‬‬
‫كما يؤدي الى تعامل الغير مع الشركة على أساس الثقة بالشركاء لما يتمتعون به من مؤهالت شخصية ‪،‬‬
‫و ينتج عن ذلك مسؤولية هؤالء الشركاء في أموالهم الشخصية عن ديون الشركة ‪ ،‬باإلضافة الى ما قدموه‬
‫في الشركة‪.‬‬
‫و لكن درجة الثقة بأشخاص الشركاء تختلف باختالف نوع الشركة‪ ،‬ووضع الشريك فيها و استعداده لتحمل‬
‫المسؤولية بأمواله الخاصة ‪ ،‬باإلضافة الى ما قدمه للشركة ‪ ،‬و من هنا تنشأ األنواع المختلفة لشركات‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫و شركات األشخاص أخذ بها القانون التجاري الجزائري في المواد ( من ‪ 551‬الى ‪ ) 563‬و هي شركة‬
‫التضامن ‪ ،‬شركة التوصية البسيطة ‪ ،‬شركة المحاصة‪.‬‬
‫المبحث االول‪ :‬شركـــة التضامـــن‬
‫شركات التضامن هي أسبق الشركات ظهو ار و أكثرها انتشا ار في الواقع العملي بسبب مالءمتها لالستغالل‬
‫التجاري المحدود الذي يقوم به ‪ ،‬عدد قليل من الشركاء تضمهم روابط شخصية كالقرابة أو الصداقة ‪،‬‬
‫فاالعتبار الشخصي في هذه الشركات ظاهر و جلي ‪ ،‬ولذلك يطلق عليها النموذج األمثل لشركات‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬شركة التوصية البسيطة‬
‫شركة التوصية البسيطة هي شركة أشخاص تقوم بأعمالها تحت عنوان تجاري وتشمل فيئتين من الشركاء‬

‫‪13‬‬
‫‪ ،‬فيئة الشركاء المتضامنين الذين يحق لهم دون سواهم أن يقوموا بأعمالها اإلدارية و هم مسؤولون‬
‫بصفتهم الشخصية على سبيل التضامن عن إيفاء ديون الشركة ‪ ،‬وفيئة الشركاء الموصين الذين يقدمون‬
‫المال و ال يلــزم كل منهــم إال بنسبـ ــة ما قدمه‪ ،‬ويجتمع في هذه الشركة خصائص عقد الشركة و القرض‬
‫مما يدفعنا الى دراسة كيفية إنشاء عقد هذه الشركــة و كذا تحديد طبيعة مركز الشركاء الموصون الى‬
‫جانب تحديد نقاط االختالف بين مراكز الشركاء الموصين و مراكز الشركاء المتضامنين‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬شركـــة المحاصـــة‬


‫شركة المحاصة هي عقد يبرمه شخصان او اكثر بهدف انجاز عمليات تجارية ويلتزم فيه كل شريك‬
‫بتقديم حصة من المال او العمل لتحقيق هده العمليات واقتسام ما قد ينشا عنها من ربح او خسارة دون ان‬
‫تشكل هده الحصص راسماال للشركة اال انها ال تتمتع بالشخصية المعنوية وهي ليست معدة الطالع الغير‬
‫عليها وال تخضع لمعامالت النشر المفروضة على الشركات التجارية االخرى‪.‬‬
‫وهذا التعريف مستخلص من احكام المود ‪ 795‬مكرر‪-01‬مكرر‪-02‬مكرر‪-03‬مكرر‪-04‬مكرر‪ 05‬ق ت‬
‫ج‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬شركـــات االمـــوال‬


‫شركات االموال هي التي يكون فيها االعتبار المالي هو اساس تكوينها وتقوم على جمع االموال وال تكون‬
‫مسؤولية الشريك فيها اال بقدر ما يملكه من اسهم ولدلك ال اهمية لالعتبار الشخصي في هده الشركات‬
‫فال تنقضي بوفاة احد الشركاء االخرين وقد صنفنا شركات االموال الى اربعة انواع‪:‬‬
‫ـ الشركة ذات المسؤولية المحدودة ومنشاة ذات الشخص الوحيد‪.‬‬
‫ـ شركات المساهمة ـ شركات التوصية باألسهم‬
‫وتجدر االشارة الى ان تصنيفنا للشركة ذات المسؤولية المحدودة ضمن شركات االموال يرجع الى ان هده‬
‫االخيرة تقترب من شركات االموال وتحمل بعض خصائصها فنجد ان مسؤولية كل شريك فيها محدودة‬
‫بقدر ما اسهم به في راس المال كما انها ال تتأثر بوفاة احد الشركاء او شهر افالسه‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬شركة المساهمة‬
‫شركة المساهمة هي الشركة التي يقسم رأسمالها إلى أسهم متساوية القيمة وقابلة للتداول‪ ،‬وال يسأل‬
‫الشركاء فيها إال بقدر قيمة أسهمهم‪ ،‬وال تعنون بإسم أحد الشركاء‪ ،‬وتخضع في تأسيسها وفي إدارتها‬
‫إلجراءات وقواعد خاصة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة ومنشاة ذات الشخص الوحيد‬
‫تنص المادة ‪ 564‬ق ت ج على انه (( تؤسس الشركة ذات المسؤولية المحدودة من شخص واحد او‬

‫‪14‬‬
‫عدة اشخاص ال يتحملون الخسائر اال في حدود ما قدموه من حصص)) ‪.‬اذا كانت الشركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة المؤسسة طبقا للفقرة السابقة ال تضم اال شخصا واحدا كشريك وحيد تسمى هده‬
‫الشركة مؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة‪ .‬والمالحظ من خالل قراءة هده المادة ان‬
‫المشرع الجزائري خرق القاعدة التي تقول انه ادا قل عدد الشركاء عن شريكين تنحل الشركة واعتبر‬
‫الشركات ذات المسؤولية المحدودة التي تضم شخصا واحدا فقط صحيحة وتستمر ولكن كمؤسسة مع‬
‫محافظتها على نفس االحكام التي تخضع لها لو كانت تضم اكثر من شريك‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like