Professional Documents
Culture Documents
القانون التجاري 2020
القانون التجاري 2020
مالحظة:
المحور األول
األعمال التجارية
1
• األعمال التجارية المنفردة :تكتسب الصفة التجارية ولو وقعت مرة واحدة .مثال :الشراء من أجل
البيع ،أعمال البنوك (المادة 2من القانون التجاري).
• المقاوالت :ال تكتسب الصفة التجارية إال إذا وقعت في شكل مشروع أو مقاولة .مثل مقاولة النقل،
مقاولة التأمين(المادة 2قانون تجارية جزائري) .وتتميز المقاولة بخاصيتين :أوال تكرار العمل والقيام به
على وجه االمتهان وفي شكل مقاولة وايجاد تنظيم أو هيئة غرضها تحقيق هذه األعمال .ثانيا أن يمتد
هذا التكرار بوسائل مادية ومعنوية وبشرية.
المادة 2من القانون التجاري الجزائري ،أورد تعدادا لألعمال التجارية على سبيل المثال ،كما يلي:
-كل شراء للمنقوالت إلعادة بيعها أو بعد تحويلها وشغلها،
-كل شراء للعقارات إلعادة بيعها،
-كل مقاولة لتأجير المنقوالت أو العقارات،
لكي يعتبر الشراء بقصد البيع عمال تجاريا منفردا البد من توافر عدة عمليات منها :الشراء ويشمل كل
تملك بمقابل مبلغا معينا من النقود أو عينا ،كما هو الحال في المقايضة ،فإذا تملك المنقول أو العقار
بغير مقابل ،كما في الهبة أو الوصية ،أو اإلرث ،فإن بيعه بعد ذلك ال يعتبر عمال تجاريا حتى ولو كان
التملك تصحبه نية البيع ،لذا يجب أن يسبق البيع عملية الشراء بمقابل ،واستنادا إلى ذلك ،فإن هناك
أعماال تخرج من نطاق األعمال التجارية نظ ار لعدم اقترانها بالشراء ،ومثالها االنتاج الزراعي ،فقد جرى
العرف على استبعاد الزراعة وكل ما يتعلق بها من إنتاج عن نطاق القانون التجاري ولذا فبيع المزارع
لمحصوالته الزراعية يعد عمال مدنيا ،ألن بيع المحصوالت الزراعية لم يسبقه شراء.
كما يشترط ورود الشراء على منقول أو عقار :يعرف المنقول بأنه كل شيء يمكن نقله من مكان إلى
آخر دون تلف ،ألنه شيء غير مستقر بحيزه وغير ثابت ،وقد يكون المنقول ماديا كالبضائع والسلع .وقد
يكون معنويا ،كالبراءات االختراع والعالمات التجارية ....أما العقار بهو الشيء الثابت المستقر بحيزه،
بحيث ال يمكن نقله من مكان آلخر.
ويشترط أيضا ،أن يكون بقصد البيع ،لكي يعتبر العمل تجاريا ،يجب أن يكون شراء المنقول أو
العقار بقصد إعادة بيعه ويجب أن تتوافر نية البيع أثناء عملية الشراء ،إذ لو قام المشتري بالشراء بقصد
االستعمال الشخصي ،ثم بعدها قام ببيعه لسبب ما ،فإن هذا الشراء ال يعتبر عمال تجاريا رغم ما يتبعه م
عملية البيع.
2
مثال : 1األعمال الذهنية والفنية ،تعتبر أعماال مدنية ،ألنها لم تسبقها عملية الشراء والربح الذي
يتحصل عليه المؤلف أو الفنان ما هو إال مكافأة مقابل أتعابه و ال يعد ربحا ،واذا ما صاحبت األعمال
الذهنية بعض األعمال التجارية الالزمة لبيع المؤلف ،كشراء األوراق ،أو األدوات االزمة للرسم ،فإن هذه
األعمال تعتبر ثانوية ،وليس لها أهمية تذكر بالنسبة للعمل الذهني الذي يقدمه ،غير أن كل من يقوم
بالوساطة لبيع هذه األعمال ،يعد عمال تجاريا ،كدور النشر ،أو دور العرض.
مثال :2النشاط الذي يقوم به أصحاب المهن الحرة ،ال يعد من قبيل األعمال التجارية ،ألن هؤالء
يقومون باستثمار ملكاتهم الفكرية .واذا ما اقترنت ممارسة المهن الحرة ببعض األعمال التجارية كالشراء
ألجل البيع ،فيظل لهذه األعمال الطابع المدني إذا كانت ضرورية للممارسة المهن الحرة ،أما إذا كانت
غير الزمة لممارستها فتأخذ الطابع التجاري(.مهنة الصيدلة اعتبرها القضاء الفرنسي من ضمن األعمال
التجارية ،ألن نشاط الصيدلي ينحصر في شراء األدوية وبيعها).
-كل مقاولة لإلنتاج أو التحويل أو االصالح :كمن يقوم بإنتاج القطن ويقوم بتحويله إلى نسيج أو
بإنتاج المواد الخام وصناعتها ،كاستخراج الحديد وصناعة السيارات.....
-كل مقاولة للبناء أو الحفر أو لتمهيد األرض :مثل مقاولة ترميم المباني ورصف الطرق واقامة
الجسور وانشاء األنفاق والمطارات.
-كل مقاولة للتوريد أو الخدمات :مثل عقود التوريد ،حيث يلتزم المتعهد بتسليم متتابع لكميات من
السلع خالل فترات منتظمة ،كتوريد األغذية للمستشفيات والمدارس أو توريد المياه والكهرباء والغاز أو
توريد األوراق للصحف أو توريد الوقود للسفن.
-كل مقاولة الستغالل المناجم أو المناجم السطحية أو مقالع الحجارة أو منتوجات األرض األخرى:
جميع المعادن الطبيعية من ذهب أو فضة أو بترول أو حديد أو ملح أو ماء أي استغالل المناجم أو
استغالل أي منتجات أخرى كانت على سطح األرض أو في باطنها كقلع األحجار وتهيئتها للبناء أو صيد
السمك و إقامة مصنع لتصبيره .
-كل مقاولة الستغالل النقل أو االنتقال :يقصد بالنقل ،نقل البضائع والحيوانات ويقصد باالنتقال،
انتقال االنسان بوسائل النقل المختلفة.
-كل مقاولة الستغالل المالهي العمومية أو االنتاج الفكري :مثل دور السينما والمسارح والسرك .....
3
-كل مقاولة للتأمينات :التامين هو تعهد شخص يسمى المؤمن ،وغالبا ما يكون شركة بان يؤدي إلى
شخص آخر يسمى المؤمن له مبلغا من المال عند تحقيق الخطر المؤمن ،في مقابل قسط التأمين
الدوري الذي يؤديه المؤمن له للمؤمن.
-كل مقاولة الستغالل المخازن العمومية :المخازن العمومية هي عبارة عن محالت كبيرة تنحصر
نشاطها في إيداع البضائع من المودعين نظير أجر ،وتقوم هذه المحالت أو المخازن بحفظ السلع بمقابل
وتصدر صكوك تسمى سند التخزين تمثل البضاعة المودعة ويمكن بتحويل هذه الصكوك إلى الغير ،بيع
البضاعة المودعة أو رهنها دون حاجة إلى نقلها من هذه المخازن.
-كل مقاولة لبيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة بالتجزئة،
-كل عملية مصرفية أو عملية صرف أو سمسرة أو خاصة بالعمولة :األعمال المصرفية يقصد بها
األعمال التي تقوم بها البنوك ،إذ تعد أعماال تجارية ،وعمليات البنوك كثيرة ومتنوعة ،فتقوم البنوك عادة
بإصدار األوراق المالية و تتوسط بين الجمهور الذي يكتسب في األسهم والسندات ،وبين الشركة أو
الدولة التي تصدر هذه األوراق مقابل عمولة تتقاضاها عن هذه الوساطة كما تتوسط البنوك في االدخار
واالستثمار بقصد تحقيق الربح وتستقبل الودائع النقدية من المذخرين لقاء فائدة أو بدون فوائد ،ثم تستخدم
هذه الودائع في إقراض األفراد بفائدة أعلى ،كذلك تقوم البنوك بفتح الحسابات الجارية و االعتمادات
المستندية.....وتعتبر العمليات المصرفية تجارية بالنسبة للمصرف ولو وقعت منفردة ،أما بالنسبة للعميل
فتعتبر مدنية إال إذا كانت قد صدرت من تاجر لشؤون تتعلق بتجارته.
اما السمسرة ،فتعتبر عقد بمقتضاه يتعهد شخص مقابل عمولة معينة بالسعي إلى التقريب من الطرفين
أو أكثر كي يتعاقدا ،فعمل السمسار يقتصر على السعي إلتمام التعاقد و ال يعتبر وكيال عن األطراف إذ
ال يقوم بتنفيذ أي التزام ،كما ال يعتبر طرفا في العقد الذي يتم بينهما .ويعتبر عمل السمسار أيا كان
عمال تجاريا دون تمييز بين الصفقات التي يبرمها أكانت مدنية أو تجارية.
أما عمليات الصرف ،فتقوم بها البنوك والصيارفة المحترفون فيجنون من ورائها ربحا يتمثل في الفرق
بين ثمن شراء النقود وثمن بيعهاـ ويظهر هذا في العمولة التي يتقاضاها عن كل عملية صرف يقومون بها
وكل عملية صرف تعد عمال تجاريا حتى لو وقعت من شخص غير تاجر.
-كل عملية توسط لشراء وبيع العقارات أو المحالت التجارية والقيم العقارية،
-كل مقاولة لصنع أو شراء أو بيع و إعادة بيع السفن للمالحة البحرية،
-كل شراء وبيع لعتاد أو مؤن للسفن،
4
-كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة :قد يؤجر مالك السفينة ،بأن يضع تحت تصرف
المستأجر السفينة مقابل أجرة معلومة ،وهذا لفترة زمنية محدودة .وقد يتم تأجير السفينة بالرحلة أو تأجيرها
بكاملها أو تأجير جزء منها أو قصد نقل األشخاص .فهذا يعد عمال تجاريا كما أن كل قرض أو اقتراض
بالمغامرة يعد عمال تجاريا .والقرض أو االقتراض بالمغامرة ،هو عبارة عن عقد يتم بين مجهز السفينة
والمقرض الذي يمنح مبلغا من المال قصد تجهيز السفينة أو شراء بضاعة وايصالها إلى ميناء معين.
ويعد هذا العقد احتماليا ألن أثناء قيام السفينة برحلتها تتعرض ألخطار كهطول أمطار غزيرة تتسبب
في هالك البضاعة أو هبوب رياح تلحق أض ار ار بالسفينة وبحمولتها .فالقرض في هذه الحالة يتحمل
مخاطر السفينة مع مجهزها .فإذا هلكت السفينة ،ضاع عن المقرض مبلغ القرض أي خسره ،أما إذا
عادت السفينة سالمة فإن المقرض يستوفي القرض ومعه فائدة معتبرة أي أرباح هامة.
-كل عقود التأمين و العقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية :ويعرف عقد التأمين البحري بأنه العقد
الذي يتعهد بمقتضاه شخص يسمى المؤمن بتعويض شخص آخر يسمى المؤمن له عن الضرر الناشئ
نظير قسط معين .والتأمين البحري هو حق عيني تبعي ينشأ عن السفينة ،فهو يشملها ويشمل جميع
التصرفات الالزمة ألنها جزء من السفينة.
-كل االتفاقيات و االتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم وايجارهم،
-كل الرحالت البحرية.
المبحث الثاني :األعمال التجارية بالتبعية
إن نظرية األعمال التجارية ال تقتصر على الناحية الموضوعية فحسب ،كي يعتبر العمل تجاريا ،بل
تتوسع في ذلك وتضفى الصفة التجارية على أساس شخصي محض استنادا إلى صفة الشخص القائم
بالعمل ،وحقيقة األمر هي أن هذا العمل يعد مدنيا بطبيعته نظ ار لكونه يخرج من التعداد القانوني لألعمال
التجارية التي أوردتها المادة 2من القانون التجاري الجزائري ،بحيث لو صدر مثل هذا العمل من شخص
غير تاجر ،الحتفظ بصفته المدنية البحتة غير أنه بما أن هذا العمل يقوم به التاجر لشؤون تتعلق
بتجارته ،فقد أصبح هذا العمل تابعا لهذه الشؤون وبالتالي ،فهذه التبعية أكسبته الصفة التجارية.
فمصدر تجارية هذا العمل ال يكمن في طبيعته ،وانما يكمن في مهنة القائم ب ،كشراء التاجر األثاث
أو الدفاتر لمحله التجاري.....
تنص المادة 4من القانون التجاري :يعد عمال تجاريا بالتبعية".
5
-األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجة متجره،
-االلتزامات بين التجار".
من خالل نص المادة 4أعاله يشترط العتبار العمل تجاريا بالتبعية ،توفر ما يلي:
• ضرورة اكتساب صفة التاجر :تنص المادة 1من القانون التجاري " :يعد تاج ار كل شخص طبيعي
أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له ،مالم يقضي القانون بخالف ذلك".
• ارتباط العمل بالمهنة التجارية :بمعنى أن الصفة التجارية ال تثبت إال ألعمال التاجر التي تتعلق
بتجارته ،فإذا انتفى هذا االرتباط بقي العمل محتفظا بطابعه المدني.
المبحث الثالث :األعمال التجارية بحسب الشكل
تنص المادة 3من القانون التجاري ،على أنه يعد عمال تجاريا بحسب شكله:
-التعامل بالسفتجة بين كل األشخاص :السفتجة ورقة ثالثية األطراف تتضمن أم ار صاد ار من شخص
يسمى الساحب إلى بأن يدفع ألمر شخص ثالث يسمى المسحوب عليه بأن يدفع ألمر شخص ثالث هو
المستفيد أو الحامل مبلغا معينا من النقود بمجرد االطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعيين .وبما أن
السفتجة هي أداة ائتمان ،فإن المستفيد ال يحفظ بها إلى حلول أجلها بل يقوم بتظهيرها إلى أن تستقر في
يد الحامل األخير الذي يقدمها إلى المسحوب عليه للوفاء بقيمتها .ولقد اعتبر المشرع الجزائري السفتجة
عمال تجاريا واذن فكل العمليات الواردة عليها من سحب وقبول أو تظهير أو ضمان أو وفاء ،تعتبر عمال
تجاريا سواء صدرت من تاجر أو غير تاجر باستثناء القاصر ،إذ تنص المادة 393من القانون التجاري
تنص ":إن السفتجة التي توقع من القصر الذين ليسوا تجا ار تكون باطلة بالنسبة لهم بدون أن ينال ذلك
من الحقوق التي يختص بها كل من الطرفين بمقتضى المادة 191من القانون المدني."......
-الشركات التجارية :الشركة عقد يتم بين شخصين أو أكثر قصد القيام بعمل مشترك وتقسيم ما ينتج
عنه من ربح وخسارة ،غير أن عقد الشركة ليس كغيره من العقود إذ يترتب عليه نشوء شخص معنوي
يتمتع بكيان ذاتي مستقل عن شخصية األشخاص الذين قاموا بتكوينه .وبذلك تعد كل من شركات
التضامن وشركات التوصية والشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات المساهمة تجارية بحكم شكلها
مهما يكن موضوعها .
-وكاالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها :يقصد بها تلك الوكاالت ومكاتب األعمال التي يقوم فيها
األشخاص بأداء شؤون الغير مقابل أجر يحدد بمبلغ ثابت يتم االتفاق عليه مسبقا أو يحدد بنسبة مؤوية
من قيمة الصفقة التي تتوسط الوكاالت والمكاتب بحسب األعمال التي يقوم بها ومثالها مكاتب التخديم
6
ووكالة األنباء و االعالن ومكاتب السياحة والوساطة في الزواج ....ويالحظ أن اصطالح الوكاالت و
المكاتب اصطالح واسع يشمل كل األعمال التي تتضمن مضاربة على أعمال الغير أو التوسط في إتمام
الصفقات أيا كانت طبيعتها ولو كانت تقوم بنشاط مدني .ولقد أضفى عليها الصفة التجارية وهذا نظ ار
للشكل والتنظيم الذي تتخذه للقيام بأعمالها على وجه االمتهان للمضاربة وجني الربح ،فضال عن أن
المشرع على حماية الجمهور الذي يتعامل مع أصحاب الوكاالت والمكاتب فأخضعها لقواعد القانون
التجاري حتى يمكن شهر إفالسها في حالة عجزها عن أداء خدمتها.
-العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية :المحل التجاري هو مجموعة من األموال المادية والمعنوية
مثل البضائع واالسم التجاري والشهرة التجارية واالتصال بالعمالء وبراءة االختراع إلى غير ذلك ،أي هو
عبارة عن وحدة مستقلة قانونا يستند إليها التاجر لمباشرة تجارته .وطبقا لما نص عليه المشرع ،فإن أي
تصرف يرد على المحل التجاري من بيع أو شراء أو رهن أو تأجير يعد عمال تجاريا سواء ورد التصرف
على المحل باعتباره وحدة مستقلة أو ورد على أحد عناصره المكونة له كأن يرد التصرف مثال على
البضائع أو براءة االختراع.
-كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية أو الجوية :استنادا إلى هذا النص ،تعد العقود المتعلقة
بالتجارة البحرية أو الجوية عمال تجاريا بحسب شكله .وعلى هذا األساس فالعقود الواردة على إنشاء السفن
أو شرائها أو بيعها أو تأجيرها طالما كانت السفن معدة للمالحة التجارية أي أنها تدخل في نطاق
االستغالل التجاري لجني الربح.
المحور الثاني
الشركات التجارية
إن النشاط التجاري ،على خالف النشاط المدني ،غالبا ما تنطوي ممارسته على مخاطر تجارية ومالية
كبيرة ،كما أن القيام به يحتاج إلى تدبير أموال ضخمة .ومن هذا المنظور ،فإن االنسان منذ القدم ،تكونت
لديه عقيدة بضرورة التعاون مع اآلخرين إلنجاز وتنفيذ المشروعات المختلفة ،وكذا في الوقت الحالي حيث
أن ضروريات االقتصاديات الحديثة ال يمكن تلبيتها بواسطة الوسائل التي يمتلكها الفرد.
وفكرة الشركة في الواقع تقوم على تعاون عدة أشخاص من أجل مباشرة نشاط معين ،غالبا ما يكون
تجاريا مع انعقاد نيتهم على اقتسام ما ينتج عن ممارسته من أرباح وخسائر.
7
المبحث األول
خصائص عقد الشركة
-عقد شكلي :نصت المادة 418قانون مدني جزائري ،ال تنعقد الشركة إال بالكتابة.
-عقد ملزم :في عقد الشركة كل شريك يلتزم نحو الشركة والعكس صحيح فقبل أن يوجد هذا العقد
يوجد عقد آخر الذي يقوم بين الشركاء فيلتزم بعضهم اتجاه البعض اآلخر.
-عقد معاوضة :أي كل شريك يقوم بتقديم حصته في رأس مال الشركة ويحصل على قدر من األرباح.
-عقد محدد :غير احتيالي ،فالشريك يعرف ما يقدم وقدر ما يؤخذ.
المبحث الثاني
النظرية العامة للشركات
نصت المادة 416من القانون المدني الجزائري على تعريف الشركة ،كما يلي " :الشركة عقد بمقتضاه
يلتزم شخصان طبيعيا أو اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط مشترك بتقديم حصة من عمل أو
مال أو نقد بهدف اقتسام الربح الذي ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة
كما يتحملون الخسائر التي تنجر عن ذلك .
إذا كان عقد الشركة ،بالمعنى السابق ،يتشابه مع غيره من العقود من حيث شروط انعقاده وشروط
صحته ،إال أنه ستميز عن غيره من العقود من حيث أن ابرامه يترتب عليه ميالد شخص معنوي جديد
يتمتع بكيان قانوني مستقبل عن الشركاء المكونين له.
إن الشركة ،عقد ككل العقود ،يلزم النعقاده توافر أركان ثالث هي الرضا والمحل والسبب .ولكن ،كما
قلنا ،بالنظر إلى أنه يتمخض عن ابرامه ميالد شخص معنوي جديد ،فإنه يجب أن يتوافر إلى جانب هذه
األركان الموضوعية العامة ،أركان موضوعية خاصة ،و أركان شكلية.
فإذا ما توافرت هذه األركان ،نشأت الشركة صحيحة قادرة على البدئ في تحقيق الغرض الذي قامت
من أجله والدخول مع الغير في عالقات قانونية ،أما إذا تخلفت كل أو بعض منها ،بطل عقد الشركة،
ولهذا البطالن أنواع مختلفة منها ما فيه خروج على بعض القواعد العامة لنظرية البطالن ،وخصوصا
فيما يتعلق باآلثار التي تترتب على الحكم بالبطالن.
8
المبحث الثالث
األركان الموضوعية العامة لعقد الشركة
إن األركان الموضوعية لعقد الشركة ال تختلف عن تلك االركان التي يطلبها المشرع لصحة وابرام
العقود األخرى .وبناء على ذلك ،يلزم لصحة عقد الشركة ،تراضي األطراف ،وجود محل ممكن ومشروع،
وجود سبب مشروع.
واألهلية :إن الشريك في الشركة يجب أن يكون بالغا من العمر 19سنة وهو السن القانوني الذي حدده
المشرع لممارسة التصرفات القانونية ،أما إذا كان هذا الشريك بالغا من العمر 18سنة فيكون مسموحا له
بممارسة التجارة ،وذلك بعد حصوله على إذن من الجهة المختصة ،ويكون مصادقا عليه من طرف
المحكمة ،غير أن قواعد األهلية تختلف باختالف الشركات.
المبحث الرابع
األركان الموضوعية الخاصة لعقد الشركة
إلى جانب األركان الموضوعية العامة ،يشترط توافر أركان موضوعية خاصة تتمثل في تعدد الشركاء،
تقديم الحصص ،اقتسام األرباح و الخسائر ،نية المشاركة.
• تعدد الشركاء :يلزم إلبرام عقد الشركة تعدد الشركاء أي وجود شريكين أو أكثر .وهذا واضح من نص
المادة 416من القانون المدني الجزائري ،وان كان جانب من الفقه ،يرى بأنه ال يجوز اعتبار تعدد
الشركاء أحد االركان الموضوعية الخاصة ،وذلك ألن الشركة هي عقد ومن م فهي تفترض وجود
شخصين على األقل ،كما أنها تتأسس على المشاركة بتقديم الحصص وهو ما يفترض وجود أكثر من
شخص.
•تقديم حصص :لكي نكون بصدد شركة فال بد أن يشارك كل شريك في رأس المال حتى ولو كانت
الشركة ال تتمتع بالشخصية المعنوية مثل شركة المحاصة.
والواقع أن هذا الشرط بديهي ومنطقي ،ذلك ألن محل عقد الشركة هو النشاط االقتصادي أو التجاري
أو الصناعي الذي تمارسه الشركة ،ومن ثم فكيف تتمكن الشركة من القيام بهذا النشاط بدون وجود رأس
مال .فإذا لم يقدم أحد الشركاء أو بعضهم حصة من مال أو عمل ،فال وجود للشركة .ومساهمة الشريك
في شركات األموال تأخذ صورة األسهم .ويشترط في الحصة أن تكون حقيقية ال صورية ،والحصة التي
يلتزم الشريك بتقديمها قد تكون حصة نقدية ،أو حصة عينية ،أو حصة بالعمل.
9
الحصة النقدية :هي حصة بدفع مبلغ من النقود في مقابل امتالك الشريك لحصص بالنسبة لشركات
األشخاص او اسهم بالنسبة لشركات األموال .هذا الدفع قد يتم نقدا أو بشيك أو عن طريق تحويل
مصرفي.....
الحصة العينية :هي الحصة التي يكون محلها شيئا آخر غير النقود ،فهو قد يكون عقا ار كتقديم قطعة
أرض ،أو مبنى ليكون مق ار للشركة) ،وقد يكون منقوال ماديا(اآلالت ،معدات) ،أو معنويا(براءة اختراع،
عالمة تجارية ،اسم تجاري)....
الحصة بالعمل :قد ال يكون محل حصة الشريك مبلغ من النقود أو شيئا منقوال أو عقارا ،وانما عمل
يقدمه الشريك إلى الشركة .والحصة بالعمل تتضمن التزام الشريك بتكريس كل أو جزء من أنشطته لصالح
الشركة واضعا تحت تصرفها خبرته أو معرفته الفنية أو المهنية...ويشترط أن يباشر الشريك العمل الذي
تعهد بتقديمه كحصة لحساب الشركة وليس لحساب نفسه أو لحساب الغير.
•اقتسام األرباح و الخسائر :سبب عقد الشركة هو تحقيق الربح ،فإذا ما تحقق هذا الربح فإنه يقسم
فيما بين الشركاء ،أما إذا لم يتحقق ،فإن الشركاء يشتركون في تحمل الخسارة ،فالشركاء كما يستفيدون
جميعا من األرباح يجب عليهم أن يتحملوا الخسارة .ومن هنا فإن اقتسام األرباح و الخسائر يعد أحد
األركان الجوهرية لعقد الشركة ،فإذا انتفى هذا الركن أصبح عقد الشركة باطال.
• نية المشاركة :إلى جانب األركان الثالثة السابقة ،فال بد من توافر ركن رابع وهو نية المشاركة.
ويعرف الفقه نية المشاركة بأنها إرادة الشركاء في التعاون االيجابي بهدف تحقيق الغرض الذي قامت
من أجله الشركة .وهذا التعاون كما هو واضح من هذا التعريف ،يجب أن تتوافر فيه عدة مواصفات.
فمن ناحية أولى ،فال بد أن يكون ايجابيا و إراديا ،بمعنى أن يبذل الشريك كل ما في وسعه لتحقيق
غرض الشركة ،فعليه أال ينظر إلى شركائه على أنهم منافسون و إنما بصفتهم شركاء له ،وأن يبتعد عن
كل ما من شأنه االضرار بمصلحة الشركة وذلك بعدم العمل في شركة منافسة ،أو افشاء أسرار شركته،
فالشريك ليس مقرضا يقدم النقود ويظل بعد ذلك ساكنا إلى أن يحل ميعاد استحقاق الفوائد ،وانما هو
شريك عليه أن يعمل في إطار الغرض الذي أنشئت من أجله الشركة.
ولكن يجب مالحظة أن ديناميكية و إيجابية دور الشريك تختلفان باختالف الشكل الذي تتخذه الشركة.
فدور الشريك يكون أكثر وضوحا و أكثر فاعلية في شركات األشخاص عنه في شركات األموال وذلك
ألن األولى تقوم على االعتبار الشخصي وبالتالي فالرغبة في التعاون و االتحاد وقبول المخاطر تكون
أقوى منها في شركات األموال التي تقوم على االعتبار المالي .كما أنه يكون أكثر فاعلية لدى الشركاء
10
الذين يشاركون في إدارة شؤون الشركة(الشركاء المتضامنون) عنه لدى األشخاص الذين تقتصر مهمتهم
على تمويل الشركة بتقديم الحصص(الشركاء الموصيين) .كما يجب مالحظة ،من جهة أخرى ،أن
المساواة في بين الشركاء ليست مطلقة حيث أن السلطات و الحقوق التي يتمتع بها كل شريك ليست
متطابقة .ولكن عدم التطابق هذا ال ينفي فكرة المساواة وذلك ألن هناك حد أدنى من الحقوق التي يتمتع
به جميع الشركاء وتكون مرتبطة باكتساب صفة الشريك ،فكل شريك له حق مراقبة الشركة له وله في
سبيل ذلك حق االطالع على دفاترها وفحص حساباتها ،كما له حق التصويت ومناقشة ق ارراتها.
المبحث الخامس :األركان الشكلية لعقد الشركة
تنص المادة 59من االمر رقم 58/75المؤرخ في 1975/09/26المتضمن القانون المدني ،على أن
العقد يتم بمجرد أ ن يتبادل الطرفان التعبير عن ارادتيهما المتطابقتين دون االخالل بالنصوص القانونية
ويتجلى من ذلك ،أن المشرع اخذ بمبدأ الرضائية في العقود ،إال أنه لم يكتف به فقد اورد في عدة مواضع
اشتراط ركن الشكلية في عقود معينة نظ ار ألهميتها وخطورتها في نفس الوقت ،ويمكن اجمال الشروط
الشكلية لعقد الشركة في ما يلي :
•الكتابة
وهي الزمة لالنعقاد الصحيح لعقد الشركة فهي ليست مجرد دليل اثبات ،اذ التالزم واضح بين السند
ودليل اثبات الوقائع المتضمنة فيه كتابة.
ان الكتابة تهم الغير الذي يتعامل مع الشركة بقدر ماتهم الشركاء انفسهم لما للكتابة من لفت نظر وتنبيه
للمتعاقد لما هو مقدم عليه ،وبالتالي زيادة الدقة في تحديد نطاقه وآثاره أما بالنسبة للغير فال وجود للعقد
ما لم يتم االمضاء الذي هو جزء من الكتابة.
وكل تغير في بنود العقد او زيادة او نقصان في راس المال او النشاط او العنوان أوكل ما يتعلق بالشركة
البد ان يقع مكتوبا ويلحق بالعقد التأسيسي وكل مخالفة لذلك تعرض العقد للبطالن.
ويتخذ عقد الشركة شكال رسميا صاد ار عن جهة ذات سلطة واختصاص في هذا المجال ،وعادة ما يحرره
الموثق ويؤشر عليه ولكي تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية ال بد من تسجيلها أو قيدها في السجل
التجاري.
•الشهر
إن كان العقد يلزم المتعاقدين دون غيرهما فانه يسرى كذلك في حق الغير ،فال يحق للغير تجاهل
التصرفات القانونية التي تتم بين العاقدين اذ يمكن االحتجاج بها في مواجهة.
وتضمنت المادة 549من التقنين التجاري النص على ان الشخصية المعنوية للشركة ال تكون حجة على
الغير اال بعد استيفاء اجراءات الشهر التي ينص عليها القانون والمتمثلة في:
-ايداع نسخة من ملخص العقد التأسيسي للشركة في السجل التجاري قصد قيده.
11
-نشر ملخص القانون التأسيسي والعقد االبتدائي في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية.
-نشر ملخص العقد التأسيسي في جريدة يومية وطنية.
قد يؤدي تخلف ركن من أركان الشركة سواء كان ركنا موضوعيا أو ركنا خاصا أو ركنا شكليا الى ترتيب
جزاء وهو البطالن ،وهذا االخير يتغير تبعا للركن المتخلف حيث قد يكون بطالنا مطلقا وقد يكون بطالن
نسبي ،كما قد يكون بطالنا من نوع خاص.
12
اذا تخلفت االركان الشكلية في عقد الشركة فهذا سوف يؤدي حتما الى بطالنها وهذا يوجب ان يكون عقد
الشركة مكتوبا اال كان باطال وكذلك يكون باطال كل ما ادخل على العقد من تعديالت اذا لم يكن له نفس
الشكل الذي يكسبه ذلك العقد.
وهذا البطالن المترتب يعد بطالنا من نوع خاص ( )2اذ ليس بالبطالن المطلق رغم انه يجوز ان يتمسك
به كل من له مصلحة في ذلك كما يجوز للمحكمة ان تقضي به من تلقاء نفسها وليس بالبطالن النسبي
رغم انه يجوز تصحيحه.
أنواع الشركات
لقد ذكر المشرع الجزائري بعض األنواع وهي تختلف اختالفا مبينا و يمكن تقسيمها إلى ثالث اقسام:
شركات األشخاص ،شركات األموال ،الشركات المختلطة.
فصل أول :شركات االشخاص
وهي الشركات التي يكون فيها االعتبار الشخصي هو الغالب و يكون لشخص الشريك محل إعتبار و
أهمية في تكوين الشركة ،واالعتبار الشخصي يؤدي الى إبرام عقد الشركة على أساس الثقة المتبادلة بين
الشركاء.
كما يؤدي الى تعامل الغير مع الشركة على أساس الثقة بالشركاء لما يتمتعون به من مؤهالت شخصية ،
و ينتج عن ذلك مسؤولية هؤالء الشركاء في أموالهم الشخصية عن ديون الشركة ،باإلضافة الى ما قدموه
في الشركة.
و لكن درجة الثقة بأشخاص الشركاء تختلف باختالف نوع الشركة ،ووضع الشريك فيها و استعداده لتحمل
المسؤولية بأمواله الخاصة ،باإلضافة الى ما قدمه للشركة ،و من هنا تنشأ األنواع المختلفة لشركات
األشخاص.
و شركات األشخاص أخذ بها القانون التجاري الجزائري في المواد ( من 551الى ) 563و هي شركة
التضامن ،شركة التوصية البسيطة ،شركة المحاصة.
المبحث االول :شركـــة التضامـــن
شركات التضامن هي أسبق الشركات ظهو ار و أكثرها انتشا ار في الواقع العملي بسبب مالءمتها لالستغالل
التجاري المحدود الذي يقوم به ،عدد قليل من الشركاء تضمهم روابط شخصية كالقرابة أو الصداقة ،
فاالعتبار الشخصي في هذه الشركات ظاهر و جلي ،ولذلك يطلق عليها النموذج األمثل لشركات
األشخاص.
المبحث الثاني :شركة التوصية البسيطة
شركة التوصية البسيطة هي شركة أشخاص تقوم بأعمالها تحت عنوان تجاري وتشمل فيئتين من الشركاء
13
،فيئة الشركاء المتضامنين الذين يحق لهم دون سواهم أن يقوموا بأعمالها اإلدارية و هم مسؤولون
بصفتهم الشخصية على سبيل التضامن عن إيفاء ديون الشركة ،وفيئة الشركاء الموصين الذين يقدمون
المال و ال يلــزم كل منهــم إال بنسبـ ــة ما قدمه ،ويجتمع في هذه الشركة خصائص عقد الشركة و القرض
مما يدفعنا الى دراسة كيفية إنشاء عقد هذه الشركــة و كذا تحديد طبيعة مركز الشركاء الموصون الى
جانب تحديد نقاط االختالف بين مراكز الشركاء الموصين و مراكز الشركاء المتضامنين.
المبحث الثاني :الشركة ذات المسؤولية المحدودة ومنشاة ذات الشخص الوحيد
تنص المادة 564ق ت ج على انه (( تؤسس الشركة ذات المسؤولية المحدودة من شخص واحد او
14
عدة اشخاص ال يتحملون الخسائر اال في حدود ما قدموه من حصص)) .اذا كانت الشركة ذات
المسؤولية المحدودة المؤسسة طبقا للفقرة السابقة ال تضم اال شخصا واحدا كشريك وحيد تسمى هده
الشركة مؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة .والمالحظ من خالل قراءة هده المادة ان
المشرع الجزائري خرق القاعدة التي تقول انه ادا قل عدد الشركاء عن شريكين تنحل الشركة واعتبر
الشركات ذات المسؤولية المحدودة التي تضم شخصا واحدا فقط صحيحة وتستمر ولكن كمؤسسة مع
محافظتها على نفس االحكام التي تخضع لها لو كانت تضم اكثر من شريك.
15