You are on page 1of 5

‫تعريف القانون التجاري ‪ :‬هو وليد البيئة التجارية‪ ،‬وهو فرع من القانون الخاص ويعرف بأنه مجموعة القواعد

واألحكام التي تطبق على طائفة‬


‫من األنشطة واملعامالت التجارية تعرف باألعمال التجارية وعلى فئة من األشخاص الطبيعية واألشخاص املعنوية تسمى التجار‪.‬‬
‫وقد بينت املادة (‪ )2/1‬من قانون التجارة رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 1966‬موضوع القانون التجاري بنصها (يتضمن هذا القانون من جهة القواعد‬
‫املختصة باألعمال التجارية التي يقوم بها أي شخص مهما كانت صفته القانونية ويتضمن من جهة األحكام التي تطبق على األشخاص الذين‬
‫اتخذوا التجارة مهنة)‪.‬‬
‫ويثور التساؤل عن سبب عدم تطبيق القانون املدني على األعمال التجارية ويعود ذلك لسببين جوهريين وهما‪:‬‬
‫‪ .1‬السرعة في اإلنجاز والبت‪ :‬وهي أن األعمال التجارية تتطلب طبيعتها السرعة في إبرام العقد والتنفيذ ومعرضه لتقلبات األسعار أو قابلة‬
‫للتلف‪ ،‬على عكس األعمال املدنية التي تتصف بالبطء‪.‬‬
‫‪ .2‬حماية االئتمان‪ :‬ويتمثل هذا االئتمان بتسهيل آجال الوفاء‪ ،‬ويستطيع التاجر تمويل عملياته التجارية بالرغم من عدم توافر السيولة‬
‫النقدية لديه وقت إبرام العقد‪.‬‬
‫ويتضح من ذلك أن القانون التجاري في أغلب أحكامه ينطبق على من اتخذ التجارة مهنة‪ ،‬أي اكتسب صفة التاجر وسنبين ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار‪ :‬حددت املادة (‪ )1/9‬من قانون التجارة التجار كما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬األشخاص الذين تكون مهنتهم القيام بأعمال تجارية‪.‬‬
‫ً‬
‫ب‪ .‬الشركات التي يكون موضوعها تجاريا‪.‬‬
‫ويتضح من هذا النص أن كلمة األشخاص الواردة بالنص أعاله تنصرف إلى األفراد واألشخاص الطبيعيين وال تشمل األشخاص الحكميين‬
‫وفق أحكام املادة (‪ )13‬من قانون التجارة والتي تنص (ال تعد الدولة ودوائرها وال البلديات واللجان والنوادي والجمعيات ذات الشخصية‬
‫االعتبارية من التجار وإن قامت بمعامالت تجارية إال أن معامالتها املذكورة تكون خاضعة ألحكام قانون التجارة)‪.‬‬
‫وأبين فيما يلي شروط اكتساب الشخص الطبيعي لصفة التاجر وشروط اكتساب الشركة لصفة التاجر على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يقوم الشخص بأعمال تجارية بحكم ماهيتها الذاتية املنصوص عليها باملادة (‪ )6‬وهي‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬تعد األعمال التالية بحكم ماهيتها الذاتية أعماال تجارية برية‪:‬‬
‫أ‪ .‬شراء البضائع وغيرها من املنقوالت املادية ألجل بيعها بربح ما سواء بيعت على حالتها أم بعد شغلها أو تحويلها‪.‬‬
‫ب‪ .‬شراء تلك األشياء املنقولة نفسها ألجل تأجيرها أو استئجارها ألجل تأجيرها ثانية‪.‬‬
‫ج‪ .‬البيع أو االستئجار أو التأجير ثانية لألشياء املشتراة أو املستأجرة على الوجه املبين فيما تقدم‪.‬‬
‫د‪ .‬أعمال الصرافة واملبادلة املالية ومعامالت املصارف العامة والخاصة‪.‬‬
‫ه‪ .‬توريد املواد‪.‬‬
‫و‪ .‬أعمال الصناعة وأن تكن مقترنة باستثمار زراعي إال إذا كان تحويل املواد يتم بعمل يدوي بسيط‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ز‪ .‬النقل برا أو جوا أو على سطح املاء‪.‬‬
‫ح‪ .‬املعاملة والسمسرة‬
‫ط‪ .‬التأمين بأنواعه‬
‫ي‪ .‬املشاهد واملعارض العامة‬
‫ك‪ .‬التزام الطبع‬
‫ل‪ .‬التخزين العام‬
‫م‪ .‬املناجم والبترول‬
‫ن‪ .‬األعمال العقارية‬
‫س‪ .‬شراء العقارات لبيعها بربح‬
‫ع‪ .‬وكالة األشغال‬
‫‪ .2‬وتعد كذلك من األعمال التجارية البرية بحكم ماهيتها الذاتية األعمال التي يمكن اعتبارها مماثلة لألعمال املتقدمة لتشابه صفاتها‬
‫وغاياتها‪.‬‬
‫واملادة (‪ )7‬والتي تنص ‪:‬‬
‫ً‬
‫تعد أعماال تجارية بحرية‪:‬‬
‫ً‬
‫أ‪ .‬كل مشروع إلنشاء أو شراء بواخر معدة للمالحة الداخلية أ و الخارجية بقصد استثمارها تجاريا أو بيعها وكل بيع للبواخر املشتراة‬
‫على هذا الوجه‪.‬‬
‫ب‪ .‬جميع اإلرساليات البحرية وكل عملية تتعلق بها كشراء أو بيع لوازمها من حبال وأشرعة ومؤن‪.‬‬
‫ج‪ .‬إجارة السفن أو التزام النقل عليها واإلقراض أو االستقراض البحري‪.‬‬
‫د‪ .‬وسائر العقود املختصة بالتجارة البحرية كاالتفاقات واملقاوالت على أجور البحارة وبدل خدمتهم أو استخدامهم للعمل على بواخر‬
‫تجارية‪.‬‬
‫‪ .2‬االحتراف‪:‬‬
‫واالحتراف الفعلي وهو مباشرة األعمال التجارية بصفة مستمرة وثابتة وهي مصدر الرزق للشخص‪ ،‬ويمارس هذا العمل بصورة اعتيادية‬
‫ومنظمة بقصد الربح من هذا العمل ويسمى هذا العمل باالحتراف الفعلي ويشترط لكي يضفي احتراف العمل على القائم به صفة التاجر‬
‫توافر العناصر التالية‪:‬‬
‫· نوع العمل‪:‬‬
‫ً‬
‫يجب أن يكون العمل الذي يمارسه ذلك الشخص عمال من األعمال التجارية كالذي يحترف شراء أو بيع البضائع بقصد تحقيق‬
‫الربح أو الذي يضارب باألسواق املالية أو الذي يمتهن أعمال الوكالة والوساطة وغيرها‪ .‬ومن يمتهن األعمال املدنية ال يكتسب صفة‬
‫التاجر إال إذا زاول أعمال تجارية باإلضافة لعمله‪ .‬مثل األستاذ الذي يشتري الورق لطباعة مؤلفاته أو الرسام الذي يستأجر محل‬
‫لعرض رسومه أو الطبيب الذي يشتري بعض األدوية الستعمالها في عيادته‪.‬‬
‫· طبيعة العمل‪:‬‬
‫ً‬
‫يجب أن يكون العمل التجاري الذي يمارسه الشخص الطبيعي على وجه التكرار من األعمال التجارية التي تدر عليه دخال – مثل‬
‫صاحب مصنع‪ ،‬مطعم‪ ،‬متجر‪..‬الخ ‪.-‬‬
‫· تكرار العمل‪:‬‬
‫ي‬
‫يجب أن يتكرر العمل التجار الذي يمارسه الشخص الطبيعي حتى يكتسب صفة التاجر‪.‬‬
‫· ممارسة العمل أصالة‪:‬‬
‫يجب أن يقوم الشخص بممارسة العمل التجاري لحسابه الخاص وليس نيابة عن غيره ويتحمل هو مخاطر املشروع ويجني أرباحه‪.‬‬
‫ً‬
‫فالذي يشتغل بمحل أو مصنع بأجور شهرية أو يومية دون أن يكون شريكا ويتعاطى األعمال التجارية لذلك املحل أو املصنع نيابة‬
‫عن صاحبه ال يكتسب صفة التاجر وإنما الذي يكتسبها صاحب املصلحة نفسه‪.‬‬
‫أما االحتراف الحكمي فقد نصت عليه أحكام املادة (‪ )11‬من قانون التجارة (كل من أعلن في الصحف أو النشرات أو أية واسطة أخرى‬
‫ً‬
‫عن املحل الذي أسسه وفتحه لالشتغال باألعمال التجارية ُيعد تاجرا وإن لم يتخذ التجارة مهنة مألوفة له)‪.‬‬
‫والحكمة من ذلك حماية من يتعامل مع الغير وإخضاع من يتعامل بذلك اللتزامات التجار ونظام اإلفالس‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يقوم باألعمال التجارية لحسابه الخاص‪:‬‬
‫بحيث يتحمل الخسائر مثلما يكسب األرباح وتكون مسؤوليته تجاه الغير غير محدودة (تضامنية)‪.‬‬
‫‪ .4‬األهلية التجارية‪:‬‬
‫ً‬
‫يشترط الكتساب صفة التاجر أن يكون الشخص متمتعا باألهلية التجارية وفق أحكام املادة (‪ )15‬من قانون التجارة التي أخضعت‬
‫األهلية التجارية ألحكام القانون املدني التي حددت األهلية كما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬أن يبلغ سن الرشد (‪ )18‬سنة متمتعا بقواه العقلية ولم يحجر عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ال يكون فاقد التمييز لصغر في السن (لم يبلغ السابعة من عمره) أو عته أو جنون‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ . 3‬كل من بلغ سن التمييز (أكثر من سبع سنوات) ولم يبلغ سن الرشد وكل من بلغ سن الرشد وكان سفيها أو ذا غفله يكون ناقص‬
‫األهلية‪.‬‬
‫‪ .4‬السفيه وذو الغفلة حسب حكم املحكمة‪.‬‬
‫واجبات التاجر‬
‫حدد قانون التجارة واجبات على التجار وذلك حماية لنظام االئتمان وتنظيم النشاط التجاري بالشكل الذي يعود بالنفع على التاجر نفسه‬
‫وعلى الغير الذي يتعامل معه وذلك ملا للقوانين واألنظمة التجارية من أهمية في ازدهار النشاط االقتصادي ومن ضمن هذه الواجبات ما يلي‪:‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬الدفاتر التجارية اإللزامية‪:‬‬
‫ً‬
‫ألزم املشرع التاجر بمسك دفاتر معينة‪ ،‬تدعى الدفاتر التجارية‪ ،‬وتسجيل جميع العمليات التجارية فيها وفق ضوابط محددة‪ .‬وذلك إدراكا من‬
‫املشرع ألهمية الدفاتر التجارية‪ ،‬وملا لها من فوائد عديدة سواء للتاجر نفسه أو للغير – املتعاملين – أو خزينة الدولة – ضرائب‪ ،‬جمارك –‬
‫حيث أوجبت املادة (‪ )16‬من قانون التجارة على كل تاجر أن ينظم على األقل الدفاتر الثالثة اآلتية وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬دفتر اليومية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وهو أهم الدفاتر التجارية اإللزامية التي يمسكها التاجر‪ ،‬ويشكل سجال كامال لجميع التصرفات التي يقوم بها التاجر‪ ،‬ودفتر‬
‫اليومية يتضمن نوعين من البيانات وهي‪:‬‬
‫ً‬
‫أ‪ .‬العمليات املتعلقة بأعمال التاجر من بيع وشراء وقبض وصرف واستالم وتسليم واستدانة وإيفاء نقدا أو باألوراق التجارية‬
‫…الخ‪.‬‬
‫ب‪ .‬املبالغ التي ينفقها التاجر على نفسه وعائلته‬
‫ويجب قيد العمليات التجارية في دفتر اليومية بشكل يومي‪ .‬أما املبالغ التي أنفقها التاجر على نفسه وعائلته فيتم قيدها في‬
‫دفتر اليومية نهاية كل شهر‪.‬‬
‫ً‬
‫وغالبا ما يكون هناك دفاتر يومية مساعدة مثل دفتر مشتريات وآخر مبيعات وآخر للصندوق وهذا ما نصت عليه املادة‬
‫(‪/16‬أ) من قانون التجارة‪.‬‬
‫‪ .2‬دفتر صور الرسائل‪:‬‬
‫ن‬
‫وهي ما نصت عليه أحكام املادة (‪/16‬ب) من قانو التجارة وهي دفتر صور الرسائل ويجب أن تنسخ فيه الرسائل والبرقيات‬
‫ً‬
‫التي يرسلها كما يحفظ به ويرتب الرسائل أو البرقيات التي يتلقاها وغالبا ما تكون عبارة عن ملف وينظمها التاجر وفق إتباع‬
‫األساليب الحديثة في حفظ وتسجيل املراسالت‪.‬‬
‫ويفيد ذلك في إثبات الكثير من العقود التجارية التي تتم باملراسلة‪.‬‬
‫‪ .3‬دفتر الجرد وامليزانية‪:‬‬
‫ألزمت املادة (‪/16‬ج) من قانون التجارة على التاجر أن يكون لديه دفتر الجرد وامليزانية اللذان يجب تنظيمهما مرة على األقل‬
‫في كل سنة ويتم فيه حصر املوجودات واملطلوبات وبيان حساب األرباح والخسائر‪.‬‬
‫ً‬
‫ى‬
‫وتتم عملية الجرد غالبا في نهاية كل سنة مالية وإعداد امليزانية‪ ،‬وهذا النوع من الدفاتر له أهمية كبر حيث يستطيع‬
‫التاجر معرفة مركزه املالي‪ .‬وفي حال إفالس التاجر يسلم هذا الدفتر إلى وكيل التفليسه ملعرفة ما للتاجر من حقوق وما عليه‬
‫من التزامات‪ .‬وتستخلص من هذه الدفاتر حساب األرباح والخسائر وإعداد امليزانية السنوية‪.‬‬
‫ويجب أن تكون الدفاتر املذكورة أعاله على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬منظمة بحسب التاريخ وبال بياض وال فراغ وال نقل إلى الهامش وال محو وال تحشية أو طمس بين السطور بل يجب أن يتم‬
‫تصحيح أي خطأ حسب القواعد املحاسبية املتبعة وإال اعتبر التصحيح من قبيل التالعب في صحة البيانات التي‬
‫تحتويها الدفاتر وفق أحكام املادة (‪ )17‬من قانون التجارة‪.‬‬
‫‪ .2‬يجب ترقيم الدفاتر والتأشير عليها وتوقيعها من مراقب السجل التجاري في وزارة الصناعة والتجارة وفق أحكام املادة‬
‫(‪ )18‬من قانون التجارة والغرض من ذلك ملنع التالعب والتزوير ألنها تستعمل كمستندات لإلثبات للتاجر نفسه‬
‫وللمتعاملين معه‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب على التاجر أن يحفظ الدفاتر بعد اختتامها مدة عشر سنوات وفق أحكام املادة (‪ )19‬من قانون التجارة ويبدأ‬
‫سريان مدتها من تاريخ آخر قيد أدخل في الدفتر أو من تاريخ آخر مراسلة حفظت بامللف‪.‬‬
‫‪ .4‬تسلم الدفاتر بكاملها أو نسخ عنها إلى القضاء في أحوال اإلرث وقسمة األموال والصلح الواقي من اإلفالس وفي األحوال‬
‫املنصوص عليها في قانون أصول املحاكمات الحقوقية وفق أحكام املادة (‪ )20‬من قانون التجارة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الدفاتر التجارية واالختيارية‪:‬‬
‫ً‬
‫وهي الدفاتر التي جرى التجار على تنظيمها دون أن يكون ملزمين بذلك قانونا‪ .‬وهي تختلف باختالف نشاط كل تاجر وطبيعة وحجم عمله‬
‫وأهم هذه الدفاتر ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬دفتر األستاذ‪:‬‬
‫ل‬
‫وتنظم الحسابات في دفتر األستاذ في صورة جدو يتألف من شقين متقابلين‪:‬‬
‫ً‬
‫· الجزء األيمن منه تدون العمليات التي تجعل الحساب دائن ويرمز له محاسبيا بالجانب (له)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫· الجزء األيسر‪-‬املقابل له‪ -‬تدون العمليات التي تجعل الحساب دائنا ويرمز لها محاسبيا بالجانب (منه)‪.‬‬
‫ويتألف دفتر األستاذ من ثالث مجموعات‪:‬‬
‫· حسابات شخصية باسم األشخاص الذين يتعاملون مع التاجر‪.‬‬
‫· حسابات عامة تمثل األصول التي يتألف منها املحل التجاري‪ -‬رأس املال‪ ،‬الصندوق‪ ،‬البضاعة‪ ،‬اآلالت…‪.‬الخ‪.‬‬
‫· حسابات اسمية تمثل إيرادات أو نفقات أو أرباح أو خسائر‪.‬‬
‫‪ .2‬دفتر املسودة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويتم تدوين جميع العمليات التجارية فور وقوعها تمهيدا لنقلها في نهاية اليوم على دفتر اليومية بشكل أصولي ومنظم تفاديا‬
‫للوقوع في أي خطأ‪.‬‬
‫‪ .3‬دفتر املستودع‪:‬‬
‫وتكون فيه جميع البضائع التي تدخل املستودع والتي تخرج منه‪ ،‬ويستعمل في ذلك بطاقات الصنف ملعرفة كم الرصيد‪.‬‬
‫‪ .4‬دفتر الصندوق‪:‬‬
‫ق‬
‫وتسجل فيه جميع املبالغ التي تدخل الصندو والتي تخرج منه‪.‬‬
‫‪ .5‬دفتر األوراق التجارية‪ :‬وتسجل في هذا الدفتر تفصيالت وتواريخ استحقاق األوراق التجارية (شيكات‪ ،‬كمبياالت‪..‬الخ) التي يجب‬
‫تحصيلها من الغير‪ ،‬أو التي سيدفعها التاجر للغير‪.‬‬

‫قوة الدفاتر التجارية في اإلثبات‬

‫الحالة األولى‪:‬‬
‫عندما يريد التاجر االستناد على دفاتره التجارية ضد خصمه‪:‬‬
‫حيث نظمت املادة (‪ )2/16‬من قانون البينات بالنص (دفاتر التجار اإلجبارية … تصلح ألن تكون حجة لصاحبها في املعامالت املختصة بتجارته‬
‫إذا كانت منظمة وكان الخالف بينه وبين تاجر)‪.‬‬
‫ً‬
‫لقد أجاز املشرع للتاجر حق اإلثبات خالفا للقاعدة املدنية التي تقض ي بعدم جواز اصطناع الشخص الدليل لنفسه ضد خصمه‪ ،‬والتاجر‬
‫يستند في هذه الحالة على دفاتره التي نظمها هو ويستعملها كدليل ضد خصمه‪ .‬وسبب هذه اإلجازة أن األصل في األمور التجارية هو إمكانية‬
‫إثباتها بجميع طرق اإلثبات مهما بلغت قيمتها‪ .‬أي إمكانية إثبات األمور التجارية باليمين والبينة واإلقرار والقرائن‪ .‬وبالتالي ليس من العدل أن‬
‫يسمح للغير باستعمال جميع طرق اإلثبات ضد التاجر وال يسمح للتاجر باستعمال دفاتره‪ ،‬ال سيما أن القانون أجاز لخصمه االستناد على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دفاتر التاجر ألنها إقرار كتابي حيث نصت املادة (‪( )1/16‬دفاتر التجار اإلجبارية تكون حجة على صاحبها سواء كانت منظمة تنظيما قانونيا أو‬
‫لم تكن…‪.).‬‬
‫وأن القوانين لم تطلق هذا االستثناء من قاعدة عدم جواز اصطناع الدليل من الشخص الذي يستند إليها إنما مقيد باألمور التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬يجب أن يكون الخصم تاجر‪ ،‬فال يجوز للتاجر أن يستند على دفاتره التجارية إال إذا كان خصمه تاجر وهذا ما نصت عليه املادة‬
‫(‪ )15‬من قانون البينات (دفاتر التجار ال يكون حجة على غير التجار)‪.‬‬
‫والحكمة من ذلك أن غير التاجر ال يستطيع أن يبرز دفاتر ضد دفاتر التاجر‪ .‬أما إذا كان الخصم تاجر فله إبراز دفاتره مقابل‬
‫دفاتر خصمه‪ ،‬وفي مقابله الدفاتر بين الطرفين قد تظهر الحقيقة للمحكمة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬يجب أن يكون النزاع منصبا على عمل تجاري‪ ،‬أما إذا كان العمل غير تجاري فيجب أال يسمح للتاجر استعمال دفاتره في اإلثبات ألن‬
‫خصمه التاجر ال يدخل في دفاتره تصرفاته املدنية وهو غير ملزم قانون بذلك‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫عندما يرد الخصم االستناد على دفاتر خصمه التاجر‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يجوز للخصم االستناد على دفاتر خصمه التاجر سواء كان الخصم تاجر أم غير تاجر وسواء كان التصرف أو العمل موضوع النزاع عمال تجاريا‬
‫أو غير تجاري وذلك وفق ما نصت عليه املادة (‪ )15‬بقولها (دفاتر التجار ال يكون حجة على غير التجار إال أن البيانات الواردة فيها عما أورده‬
‫ً‬
‫التجار تصلح أساسا يجيز للمحكمة أن توجه اليمين املتمم ألي من الطرفين)‪.‬‬
‫وقد قبل املشرع استعمال الدفاتر التجارية بهذه الصورة استثناء من قاعدة عامة في اإلثبات مفادها عدم جواز إلزام شخص بتقديم الدليل‬
‫ضد نفسه‪ ،‬وسبب قبول هذا االستثناء‪ ،‬أن املشرع ألزم التجار مسك الدفاتر التجارية لتنظيم أعمالهم التجارية وحماية املتعاملين (الغير)‬
‫وتعتبر هذه الدفاتر من قبل اإلقرار املكتوب‪ ،‬ويفترض أن التاجر ثبتها لصحتها وإال قد يوقع تحت طائلة املسؤولية الجزائية‪ ،‬وإلمكانية استناد‬
‫الخصم على دفاتر التاجر ال بد من توفير ما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬ال يجوز ملن استند على دفاتر خصمه التاجر أن بجزيء ما ورد فيها فيأخذ منها قسم الذي يؤد دعواه ويترك ما كان مناقضا لدعوة وفق‬
‫(‪/16‬أ‪)1/‬‬ ‫املادة‬ ‫أحكام‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(…… ولكن ال يجوز ملن يريد أن يستخلص منها دليال لنفسه أن يجزأ ما ورد فيها ويستبعد ما كان مناقضا لدعواه)‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تكون الدفاتر منظمة‪ ،‬حسب األصول املحاسبية املعترف فيها‪ ،‬ألن الدفاتر غير املنظمة ال تكون دليل ملصلحة تاجر ضد تاجر‪ ،‬فمن باب‬
‫أولى أن ال تكون حجة ضد غير التجار‪.‬‬

You might also like