Professional Documents
Culture Documents
القانون التجاري-1-1
القانون التجاري-1-1
ً
أوال :الدفاتر التجارية اإللزامية:
ً
ألزم املشرع التاجر بمسك دفاتر معينة ،تدعى الدفاتر التجارية ،وتسجيل جميع العمليات التجارية فيها وفق ضوابط محددة .وذلك إدراكا من
املشرع ألهمية الدفاتر التجارية ،وملا لها من فوائد عديدة سواء للتاجر نفسه أو للغير – املتعاملين – أو خزينة الدولة – ضرائب ،جمارك –
حيث أوجبت املادة ( )16من قانون التجارة على كل تاجر أن ينظم على األقل الدفاتر الثالثة اآلتية وهي:
.1دفتر اليومية:
ً ً
وهو أهم الدفاتر التجارية اإللزامية التي يمسكها التاجر ،ويشكل سجال كامال لجميع التصرفات التي يقوم بها التاجر ،ودفتر
اليومية يتضمن نوعين من البيانات وهي:
ً
أ .العمليات املتعلقة بأعمال التاجر من بيع وشراء وقبض وصرف واستالم وتسليم واستدانة وإيفاء نقدا أو باألوراق التجارية
…الخ.
ب .املبالغ التي ينفقها التاجر على نفسه وعائلته
ويجب قيد العمليات التجارية في دفتر اليومية بشكل يومي .أما املبالغ التي أنفقها التاجر على نفسه وعائلته فيتم قيدها في
دفتر اليومية نهاية كل شهر.
ً
وغالبا ما يكون هناك دفاتر يومية مساعدة مثل دفتر مشتريات وآخر مبيعات وآخر للصندوق وهذا ما نصت عليه املادة
(/16أ) من قانون التجارة.
.2دفتر صور الرسائل:
ن
وهي ما نصت عليه أحكام املادة (/16ب) من قانو التجارة وهي دفتر صور الرسائل ويجب أن تنسخ فيه الرسائل والبرقيات
ً
التي يرسلها كما يحفظ به ويرتب الرسائل أو البرقيات التي يتلقاها وغالبا ما تكون عبارة عن ملف وينظمها التاجر وفق إتباع
األساليب الحديثة في حفظ وتسجيل املراسالت.
ويفيد ذلك في إثبات الكثير من العقود التجارية التي تتم باملراسلة.
.3دفتر الجرد وامليزانية:
ألزمت املادة (/16ج) من قانون التجارة على التاجر أن يكون لديه دفتر الجرد وامليزانية اللذان يجب تنظيمهما مرة على األقل
في كل سنة ويتم فيه حصر املوجودات واملطلوبات وبيان حساب األرباح والخسائر.
ً
ى
وتتم عملية الجرد غالبا في نهاية كل سنة مالية وإعداد امليزانية ،وهذا النوع من الدفاتر له أهمية كبر حيث يستطيع
التاجر معرفة مركزه املالي .وفي حال إفالس التاجر يسلم هذا الدفتر إلى وكيل التفليسه ملعرفة ما للتاجر من حقوق وما عليه
من التزامات .وتستخلص من هذه الدفاتر حساب األرباح والخسائر وإعداد امليزانية السنوية.
ويجب أن تكون الدفاتر املذكورة أعاله على النحو التالي:
.1منظمة بحسب التاريخ وبال بياض وال فراغ وال نقل إلى الهامش وال محو وال تحشية أو طمس بين السطور بل يجب أن يتم
تصحيح أي خطأ حسب القواعد املحاسبية املتبعة وإال اعتبر التصحيح من قبيل التالعب في صحة البيانات التي
تحتويها الدفاتر وفق أحكام املادة ( )17من قانون التجارة.
.2يجب ترقيم الدفاتر والتأشير عليها وتوقيعها من مراقب السجل التجاري في وزارة الصناعة والتجارة وفق أحكام املادة
( )18من قانون التجارة والغرض من ذلك ملنع التالعب والتزوير ألنها تستعمل كمستندات لإلثبات للتاجر نفسه
وللمتعاملين معه.
.3يجب على التاجر أن يحفظ الدفاتر بعد اختتامها مدة عشر سنوات وفق أحكام املادة ( )19من قانون التجارة ويبدأ
سريان مدتها من تاريخ آخر قيد أدخل في الدفتر أو من تاريخ آخر مراسلة حفظت بامللف.
.4تسلم الدفاتر بكاملها أو نسخ عنها إلى القضاء في أحوال اإلرث وقسمة األموال والصلح الواقي من اإلفالس وفي األحوال
املنصوص عليها في قانون أصول املحاكمات الحقوقية وفق أحكام املادة ( )20من قانون التجارة.
ً
ثانيا :الدفاتر التجارية واالختيارية:
ً
وهي الدفاتر التي جرى التجار على تنظيمها دون أن يكون ملزمين بذلك قانونا .وهي تختلف باختالف نشاط كل تاجر وطبيعة وحجم عمله
وأهم هذه الدفاتر ما يلي:
.1دفتر األستاذ:
ل
وتنظم الحسابات في دفتر األستاذ في صورة جدو يتألف من شقين متقابلين:
ً
· الجزء األيمن منه تدون العمليات التي تجعل الحساب دائن ويرمز له محاسبيا بالجانب (له).
ً ً
· الجزء األيسر-املقابل له -تدون العمليات التي تجعل الحساب دائنا ويرمز لها محاسبيا بالجانب (منه).
ويتألف دفتر األستاذ من ثالث مجموعات:
· حسابات شخصية باسم األشخاص الذين يتعاملون مع التاجر.
· حسابات عامة تمثل األصول التي يتألف منها املحل التجاري -رأس املال ،الصندوق ،البضاعة ،اآلالت….الخ.
· حسابات اسمية تمثل إيرادات أو نفقات أو أرباح أو خسائر.
.2دفتر املسودة:
ً ً
ويتم تدوين جميع العمليات التجارية فور وقوعها تمهيدا لنقلها في نهاية اليوم على دفتر اليومية بشكل أصولي ومنظم تفاديا
للوقوع في أي خطأ.
.3دفتر املستودع:
وتكون فيه جميع البضائع التي تدخل املستودع والتي تخرج منه ،ويستعمل في ذلك بطاقات الصنف ملعرفة كم الرصيد.
.4دفتر الصندوق:
ق
وتسجل فيه جميع املبالغ التي تدخل الصندو والتي تخرج منه.
.5دفتر األوراق التجارية :وتسجل في هذا الدفتر تفصيالت وتواريخ استحقاق األوراق التجارية (شيكات ،كمبياالت..الخ) التي يجب
تحصيلها من الغير ،أو التي سيدفعها التاجر للغير.
الحالة األولى:
عندما يريد التاجر االستناد على دفاتره التجارية ضد خصمه:
حيث نظمت املادة ( )2/16من قانون البينات بالنص (دفاتر التجار اإلجبارية … تصلح ألن تكون حجة لصاحبها في املعامالت املختصة بتجارته
إذا كانت منظمة وكان الخالف بينه وبين تاجر).
ً
لقد أجاز املشرع للتاجر حق اإلثبات خالفا للقاعدة املدنية التي تقض ي بعدم جواز اصطناع الشخص الدليل لنفسه ضد خصمه ،والتاجر
يستند في هذه الحالة على دفاتره التي نظمها هو ويستعملها كدليل ضد خصمه .وسبب هذه اإلجازة أن األصل في األمور التجارية هو إمكانية
إثباتها بجميع طرق اإلثبات مهما بلغت قيمتها .أي إمكانية إثبات األمور التجارية باليمين والبينة واإلقرار والقرائن .وبالتالي ليس من العدل أن
يسمح للغير باستعمال جميع طرق اإلثبات ضد التاجر وال يسمح للتاجر باستعمال دفاتره ،ال سيما أن القانون أجاز لخصمه االستناد على
ً ً
دفاتر التاجر ألنها إقرار كتابي حيث نصت املادة (( )1/16دفاتر التجار اإلجبارية تكون حجة على صاحبها سواء كانت منظمة تنظيما قانونيا أو
لم تكن….).
وأن القوانين لم تطلق هذا االستثناء من قاعدة عدم جواز اصطناع الدليل من الشخص الذي يستند إليها إنما مقيد باألمور التالية:
.1يجب أن يكون الخصم تاجر ،فال يجوز للتاجر أن يستند على دفاتره التجارية إال إذا كان خصمه تاجر وهذا ما نصت عليه املادة
( )15من قانون البينات (دفاتر التجار ال يكون حجة على غير التجار).
والحكمة من ذلك أن غير التاجر ال يستطيع أن يبرز دفاتر ضد دفاتر التاجر .أما إذا كان الخصم تاجر فله إبراز دفاتره مقابل
دفاتر خصمه ،وفي مقابله الدفاتر بين الطرفين قد تظهر الحقيقة للمحكمة.
ً
.2يجب أن يكون النزاع منصبا على عمل تجاري ،أما إذا كان العمل غير تجاري فيجب أال يسمح للتاجر استعمال دفاتره في اإلثبات ألن
خصمه التاجر ال يدخل في دفاتره تصرفاته املدنية وهو غير ملزم قانون بذلك.
الحالة الثانية:
عندما يرد الخصم االستناد على دفاتر خصمه التاجر:
ً ً
يجوز للخصم االستناد على دفاتر خصمه التاجر سواء كان الخصم تاجر أم غير تاجر وسواء كان التصرف أو العمل موضوع النزاع عمال تجاريا
أو غير تجاري وذلك وفق ما نصت عليه املادة ( )15بقولها (دفاتر التجار ال يكون حجة على غير التجار إال أن البيانات الواردة فيها عما أورده
ً
التجار تصلح أساسا يجيز للمحكمة أن توجه اليمين املتمم ألي من الطرفين).
وقد قبل املشرع استعمال الدفاتر التجارية بهذه الصورة استثناء من قاعدة عامة في اإلثبات مفادها عدم جواز إلزام شخص بتقديم الدليل
ضد نفسه ،وسبب قبول هذا االستثناء ،أن املشرع ألزم التجار مسك الدفاتر التجارية لتنظيم أعمالهم التجارية وحماية املتعاملين (الغير)
وتعتبر هذه الدفاتر من قبل اإلقرار املكتوب ،ويفترض أن التاجر ثبتها لصحتها وإال قد يوقع تحت طائلة املسؤولية الجزائية ،وإلمكانية استناد
الخصم على دفاتر التاجر ال بد من توفير ما يلي:
ً
.1ال يجوز ملن استند على دفاتر خصمه التاجر أن بجزيء ما ورد فيها فيأخذ منها قسم الذي يؤد دعواه ويترك ما كان مناقضا لدعوة وفق
(/16أ)1/ املادة أحكام
ً ً
(…… ولكن ال يجوز ملن يريد أن يستخلص منها دليال لنفسه أن يجزأ ما ورد فيها ويستبعد ما كان مناقضا لدعواه).
.2أن تكون الدفاتر منظمة ،حسب األصول املحاسبية املعترف فيها ،ألن الدفاتر غير املنظمة ال تكون دليل ملصلحة تاجر ضد تاجر ،فمن باب
أولى أن ال تكون حجة ضد غير التجار.