Professional Documents
Culture Documents
المغرب بمجرد حصوله على الاستقلال بادر إلى القضاء على التركة التي
خلفها المستعمر “المغرب النافع و المغرب غير النافع” وبالتالي نهج
سياسة المخططات التنموية ،فالجهوية ظهرت في هذه المخططات
التنموية ،و بالضبط في مخطط سنة 1972-1968كبعد مجالي في
التنمية الاقتصادية والاجتماعية و هذا لا يعني أن فكرة الجهوية كانت
غائبة في المخططات السابقة خصوصا مخطط 1964-1960و مخطط
،1967-1965لكن نلاحظ أن الإرهاصات الحقيقية لفكرة الجهوية انطلقت
منذ ظهير 16يونيو 1971المتعلق بإحداث سبع جهات اقتصادية ،لكن
الجهة في تلك الفترة لم تحقق الدور الاقتصادي المنتظر منها ،و تم تكرار
نفس تركة المستعمر بمعنى التفاوت المجالي بين الجهات ،إذ لاحظنا أن
أغلب الأنشطة الاقتصادية تم تركيزها بوسط المغرب ،كما يمكننا إرجاع
هذا الفشل إلى غياب التدبير الحر في تلك الفترة و أن الجهة لم تكن
جماعة محلية بمعنى لا تتمتع بالشخصية المعنوية و بالاستقلال المالي
والإداري ،فكانت اختصاصاتها فقط استشارية و ليست تقريرية.
بعد صدور دستور )1( 1992تم الارتقاء بالجهة إلى مستوى جماعة
محلية ،وتم تتويج هذا الارتقاء بإدماج الجهة في المجال السياسي عبر
نظام التمثيلية بمجلس المستشارين بموجب دستور ،)2( 1996وفي
سنة 1997صدر القانون المنظم للجهات .)3( 47.96
يعتبر الخطاب الملكي السامي بتاريخ 3يناير 2010الخر يطة الموجهة
للجهوية بالمغرب ،وفي سنة 2011صدر دستور جديد ( ،)4جاء
بمستجدات مهمة تم تخصيص باب كامل للجهات و الجماعات الترابية
الأخرى و هو الباب التاسع وهذا لا يدل إلا على شيء واحد تدشين لمرحلة
جديدة لتدبير الشأن العام المحلي .وفي سنة 2015صدرت القوانين
التنظيمية الجديدة للجماعات الترابية ( )5جاءت بمستجدات مهمة
وبمعطيات مختلفة تماما عن السابق.
إلا أننا لاحظنا أن ورش الجهوية المتقدمة بالمغرب لازال يعاني من
مشاكل و عراقيل و تم الإعلان عن فشله السنة الماضية من طرف أعلى
سلطة بالبلاد يوم الجمعة 13أكتوبر 2017بمناسبة افتتاح البرلمان،
وبالتالي فالسؤال المطروح أين يكمن الخلل؟ ما هي أسباب فشل
النموذج التنموي السابق؟
* ذاتية؛
* استشارية؛
وما يمكن ملاحظته أيضا انه لكي تكون مداولات المجلس صحيحة
يشترط حضور نصف الأعضاء و إذا تعذر الحضور يشترط في الاجتماع
الثاني حضور الثلث و إذا تعذر الأمر في الاجتماع الثالث يتم حل المجلس
الجهوي،و هذا فيه تعقيد لسير أعمال المجلس.
وبالتالي كل ما لاحظناه كان يؤثر سلبا على إنجاح ورش الجهوية بالمغرب
في فترة .1997
* اختصاصات ذاتية؛
* اختصاصات مشتركة؛
* اختصاصات منقولة.
وبالنسبة للموارد المحولة من طرف الدولة لفائدة الجهات ،نجد أنه حسب
المادة 188من القانون أعلاه ،تم تخصيص نسبة %5من الضريبة على
الدخل لفائدة الجهات و %5من الضريبة على الشركات لفائدة الجهات
ونسبة %20من رسم على عقود التأمين لفائدة الجهات.
+خطاب عيد العرش لسنة …“ 2017إن اختياراتنا التنموية تبقى عموما
صائبة .إلا أن المشكل يكمن في العقليات التي لم تتغير ،وفي القدرة
على التنفيذ والإبداع…فعندما تكون النتائج إيجابية ،تتسابق الأحزاب
والطبقة السياسية والمسؤولون ،إلى الواجهة ،للإستفادة سياسيا
وإعلاميا ،من المكاسب المحققة.
عندما لا تسير الأمور كما ينبغي ،يتم الإختباء وراء القصر الملكي ،وإرجاع
كل الأمور إليه….وأمام هذا الوضع ،فمن حق المواطن أن يتساءل :ما
الجدوى من وجود المؤسسات ،وإجراء الانتخابات ،وتعيين الحكومة
والوزراء ،والولاة والعمال ،والسفراء والقناصلة ،إذا كانون هم في واد،
والشعب وهمومه في واد آخر؟ .فممارسات بعض المسؤولين
المنتخبين ،تدفع عددا من المواطنين ،وخاصة الشباب ،للعزوف عن
الانخراط في العمل السياسي ،وعن المشاركة في الانتخابات .لأنهم بكل
بساطة ،لا يثقون في الطبقة السياسية ،ولأن بعض الفاعلين أفسدوا
السياسة ،وانحرفوا بها عن جوهرها النبيل.
وإذا أصبح ملك المغرب ،غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة،
ولا يثق في عدد من السياسيين ،فماذا بقي للشعب؟
وكما أقول دائما ،ليس هناك فرق بين مشاريع صغيرة وأخرى كبيرة ،وإنما
هناك مشاريع تهدف لتلبية حاجيات المواطنين.
فسواء كان المشروع في حي ،أو دوار ،أو مدينة أو جهة ،أو يهم البلاد
كلها ،فهو يتوخى نفس الهدف ،وهو خدمة المواطن .وبالنسبة لي ،حفر
بئر ،مثلا ،وبناء سد ،لهما نفس الأهمية بالنسبة للسكان.
أما عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع المواطنين ،وحل مشاكلهم ،فلا دور
ولا وجود لها .وهذا شيء غير مقبول ،من هيآت مهمتها تمثيل وتأطير
المواطنين ،وخدمة مصالحهم.
ولم يخطر لي على البال ،أن يصل الصراع الحزبي ،وتصفية الحسابات
السياسوية ،إلى حد الإضرار بمصالح المواطنين.
فتدبير الشأن العام ،ينبغي أن يظل بعيدا عن المصالح الشخصية
والحزبية ،وعن الخطابات الشعبوية ،وعن استعمال بعض المصطلحات
الغريبة ،التي تسيء للعمل السياسي.
إلا أننا لاحظنا تفضيل أغلب الفاعلين ،لمنطق الربح والخسارة ،للحفاظ
على رصيدهم السياسي أو تعزيزه على حساب الوطن ،وتفاقم الأوضاع.
إن تراجع الأحزاب السياسية وممثليها ،عن القيام بدورها ،عن قصد وسبق
إصرار أحيانا ،وبسبب انعدام المصداقية والغيرة الوطنية أحيانا أخرى قد
زاد من تأزيم الأوضاع"....
+الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة يوم الثلاثاء إلى
المشاركين في المنتدى الوطني الثالث حول الوظيفة العمومية العليا إذ
شدد جلالته أن الجهوية المتقدمة بالمغرب لن تتحقق إذا لم تتغير
العقليات.