Professional Documents
Culture Documents
وثيقة الميزانية :هي الوثيقة التي يقرر ويؤذن بموجبها في كل سنة مالية في مجموع
موارد وتحمالت الجماعة المحلية أو المجموعة.
هي األداة التمويلية للمشاريع ،وهي الوسيلة التي ينفذ بها المنتخبون
برامجهم السياسية وبها يحققونها على أرض الواقع.
تنامي ظاهرة الباقي استخالصه ،وذلك من مثل ظاهرة التهرب الضريبي وطبيعة الجهاز
االداري المشرف على الجباية المحلية ،والمتميز بوجود إدارة تعاني من نقص كمي ونوعي
ألعوان الجباية ،إلى جانب ضعف الوسائل المعتمدة (وسائل النقل ،المكاتب ،)...،ما يؤدي
ولعل اعتماد المشرع آلية العفو الضريبي مجرى السنة الحالية 2018و الرامية إلى إلغاء
الغرامات والزيادات وتكاليف التحصيل الصادر بشأنها أمر بالتحصيل ،قبل فاتح يناير لسنة
كذلك وجود شسيع المداخيل تحت السلطة الرئاسية لآلمر بالصرف ،وتحت إشراف وفي عالقة
أصبحت متجاوزة ،ومن هذه الوسائل نجد التذاكر ،التي باالضافة إلى افتقار مسطرة طلبها
صعوبة تفعيل مسطرة المراقبة :قام المشرع في القانون رقم ،06-47بتحديد الرسوم موضوع
حق االطالع ،والتي هي رسوم إقرارية ،حيث ألزمت مقتضيات القانون الجديد الملزمين بتقديم
جميع الوثائق المحاسبية إلى المأمورين المحلفين التابعين لإلدارة المنتدبين للقيام بالمراقبة
الجبائية ،فالوثائق المحاسبية تعتبر أهم وسيلة لمباشرة عملية المراقبة والفحص ،إذ ألزم
المشرع الملزمين بالرسوم المحلية بضرورة مسك السجالت المحاسبية ،كما هو الحال بالنسبة
للرسم على محال بيع المشروبات مثال ،إال أن هذا االجراء بالرغم من أهميته ،التي تكمن في
التحقق من مدى صحة مضمون االقرارات المدلى بها ،يبقى عديم الجدوى في غياب التزام
الترابية مضطرة إلى الرجوع لجميع النصوص القانونية المشتتة ،نجد أن القانون
المتعلق بالجبايات المحلية ،بعد دخوله حيز التنفيذ ،سيكرس نفس الوضعية ،حيث
سيحتفظ من جهة بسمة تعددية النصوص القانونية المنظمة للجباية المحلية ،ومعه من
جهة أخرى ،تعدد بنيات الجبايات المحلية ،حيث سننتقل من 17إلى 30رسم ،وهو
في ذلك ضرب لمقاصد اإلصالح سواء من حيث التجميع أو التبسيط ففي الوقت
الذي أكد فيه اإلصالح على تجميع كافة الرسوم الخاصة بالجماعات الترابية
في نص قانوني واحد ،طبقا أحكام الفقرة الرابعة من المادة 176من القانون
للجباية المحلية ،حيث أصبحنا أمام ثالثة نصوص قانونية ،ويتعلق األمر بكل من القانون
تحصيل الجبايات المحلية :اإلطار القانوني واإلكراهات
ثالثا :قصور التضريب لبعض القطاعات
اذا كان القانون أمام ثالثة نصوص قانونية ،ويتعلق األمر بكل من القانون رقم 89-30
المتعلق بنظام الضرائب المستحقة للجماعات المحلية وهيئاتها ،تميز بضيق الوعاء،
فإن القانون رقم ، 06-47جاء بعدة مستجدات ،ورغم ذلك فإنه لم يتجاوز تلك
الحدود ،حيث تميز بقصور تضريبه لبعض القطاعات .إذ يالحظ غياب جبائية تدخلية
في مجال العقار ،قصد محاربة ظاهرة المضاربة العقارية ،وتجميد األراضي خصوصا
بمراكز المدن التي تتحول فيها هذه األراضي إلى عبء ،فالضريبة العقارية أداة تدخلية
للحد من ظاهرة تجميد العقارات ،وبالتالي محاربة المضاربة التي تهم العقار المبني.
وعلى المستوى القروي ،يالحظ أن القانون رقم ،06-47حصر تطبيق الرسم على
األراضي الحضرية غير المبنية بالنسبة للمراكز المحددة بالنطاق الترابي للجماعات
القروية ،على تلك الجماعات التي تتوفر على وثائق التعمير ،إضافة إلى عدم
تضريبه للمنشآت السياحية واالستثمارات بالجماعات القروية ،وكذلك األنشطة الفالحية
المتطورة.
إضافة لما سبق ،يسجل غياب جبائية بيئية تدخلية للحد من الصناعات الملوثة ،وذلك
تماشيا مع االختصاصات البيئية المسندة للجماعات الترابية بمقتضى القانون
تحصيل الجبايات المحلية :اإلطار القانوني واإلكراهات
رابعا :سوء توزيع الموارد الجبائية بين الوحدات الترابية
من المظاهر السلبية التي كرسها اإلصالح الجبائي المحلي ،التفاوت الجبائي بين
الجماعات الترابية .فإذا كان الهدف من وراء هذا اإلصالح الرفع من مردودية
الموارد الجبائية للجماعات الترابية ،فإن األمر يختلف بالنسبة للجماعات القروية،
كما رأينا سابقا ،من خالل الالتوازن على مستوى توزيع الرسوم الترابية بينها وبين
الجماعات الحضرية ،حيث تعاني من العجز التمويلي الذاتي ،خاصة أمام اإلكراهات
التنموية التي تعرفها هذه الجماعات.
ولم تكن العماالت واألقاليم أحسن حاال من الجماعات القروية ،على ضوء االصالح
الجبائي المحلي ،حيث إن ماليتها ال تتعدى بعض الرسوم القليلة وذات المردودية
الضعيفة ،وهي نفس الرسوم التي كان معموال بها في ظل القانون السابق ،وهناك
من الباحثين من أشار إلى أن تخويل العماالت واألقاليم استخالص تلك الرسوم ،لم
يكن الهدف منه إعطاء هذه المجالس موارد مالية ذاتية تساعدها على القيام بمهامها،
وتحقيق استقاللها اإلداري والمالي ،وانما صعوبة تحصيل هذه الرسوم على صعيد
تحصيل الجبايات المحلية :اإلطار القانوني واإلكراهات
الجماعات الحضرية والقروية ،وهو الشيء الذي يطرح سؤال حول كيف يمكن
لمجالس العماالت واألقاليم أن يكون لها دور في المجال التنموي يتناسب
واإلختصاصات المخولة لها بمقتضى القانون التنظيمي رقم ،14-112في ظل
ضعف مواردها الجبائية؟
وتعاني الجهات بدورها من نفس الضعف على مستوى جبايتها ،فمن أصل ستة
رسوم ،كانت تحظى بمستحقاتها خالل القانون السابق ،منحها المشرع بمقتضى
القانون رقم 06-47ثالثة رسوم فقط ،كما أن مردوديتها باستثناء الرسم المفروض
على الخدمات المقدمة بالموانئ تتميز بضعف أوعيتها ومردودها.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن هناك من الرسوم بحكم طبيعة أوعيتها ،ال يمكن فرضها
بجميع جهات المملكة ،وبالتالي لن تستفيد منها ثالث جهات وهي كل من جهة فاس-
مكناس ،وجهة درعة -تافياللت ،وجهة بني مالل -خنيفرة ،وذلك بسبب عدم
توفرها على واجهات بحرية ،بل هناك من الجهات التي تتوفر على واجهات بحرية
دون أن تتوفر فيها موانئ ،أو تكون هذه الموانئ صغيرة وبسيطة ،ال ترقى إلى
مستوى فرض الرسوم .نفس الشيء ينطبق على الجهات التي ال تتوفر على مناجم
كجهة طنجة – تطوان ،وبالتالي سوف لن تستفيد من الرسوم المفروض عليها.
تحصيل الجبايات المحلية :اإلطار القانوني واإلكراهات
إن عدم عدالة القانون الجبائي المحلي ،تجعل الكثير من الملزمين يشعرون بعبء
جبائي ثقيل ،خاصة إذا كانت األداة اإلنفاقية على المستوى المحلي ،ال تلعب أي
دور في إقامة هذه العدالة.
فمهمة القانون هي حماية الفرد والجماعة ،في إطار جامع بين الحقوق الفردية
والمصالح اإلجتماعية ،على سبيل التوفيق واإلنسجام ،إلى حد يحقق درجة من
العدل والتوازن.
وفي هذا اإلتجاه ،وجب إخضاع الملزمين لمبادئ القانون الضريبي ،وفق المعايير
الشرعية في العدل ،والمصلحة المعتبرة ،على نحو يجعل منها أسسا ،تقوم عليها
فلسفة مشروعية الضريبة.
فإذا كانت عدالة النظام الجبائي لها األثر األكبر على مدى قبول الملزم للضريبة،
حيث تريح هذا األخير نفسيا وعقليا ،وبالتالي يؤدي ما عليه راضيا مرتاحا ،فإن
انتفاء العدالة الضريبية ،من شأنها أن تنفر الملزمين من الضريبة ،حيث
سيشعرون بأنها فوق ما يطيقون.
تحصيل الجبايات المحلية :اإلطار القانوني واإلكراهات
ولتقييم أي نظام جبائي محلي ،يمكن طرح التساؤل التالي :من يدفع الرسوم؟ واذا
كانت الغاية من هذه الرسوم بالدرجة األولى تحقيق أهداف مالية ،حيث تحقق موارد
للجماعات الترابية ،تساعدها على القيام بأعبائها ،كما لها أيضا غايات اقتصادية
واجتماعية ،فإن مبدأ العدالة الجبائية يظل من المبادئ األساسية في أي نظام جبائي
سليم ،حيث يصبح لزاما في إطار تحقيق هذه العدالة توفر شرط أساسي ،وهو تحقيق
مبدأ المساواة الضريبية بين جميع القادرين على الدفع ،دون استثناء إال ما فرضه
التشريع الضريبي على المستوى الترابي
شكرا على تتبعكم