‫مقياس المحاسبة العمومية‪ /‬سنة ثالثة ليسانس تخصص ميزانية الدولة‬

‫‪.IV‬تنفيذ الميزانية العمومية ‪:‬‬

‫تبدأ عملية تنفيذ الميزانية من تاريخ اعتمادها من السلطة العليا أي رئيس الجمهورية الذي يقوم بإصدار‬
‫قانون المالية ونشره في الجريدة الرسمية إليجاز الجهات والهيئات اإلدارية المختصة بمباشرة تنفيذ الميزانية‬
‫الخاصة بها‪ .‬ويشرف على تنفيذ الميزانية العمومية عونان عموميان وهما‪ :‬اآلمر بالصرف والمحاسب‬
‫العمومي‪ .‬كما يشمل تنفيذ الميزانيات العمومية جانبين‪ :‬عمليات تنفيذ النفقات‪ ،‬وعمليات تنفيذ (تحصيل)‬
‫اإليرادات‪ ،‬ويتم ذلك وفق اإلجراءات التي حددها قانون المحاسبة العمومية‪.‬‬

‫‪.1‬تنفيذ النفقات‪:‬‬

‫تجري عملية صرف النفقات ضمن قواعد معقدة تضمن صيانة األموال العمومية‪ ،‬وهي تمر عبر مرحلتين‬
‫متتاليتين‪ :‬المرحلة اإلدارية ينفذها اآلمر بالصرف‪ ،‬وتجري على ثالث فترات‪ :‬االلتزام بالنفقة‪ ،‬وتصفيتها‪،‬‬
‫واألمر بصرفها‪ .‬وتليها بعد ذلك المرحلة المحاسبية التي تتمثل في دفع النفقة‪ ،‬والتي يقوم بها المحاسب‬
‫العمومي‪.‬‬

‫‪1.1‬المرحلة اإلدارية‪:‬‬

‫‪1.1.1‬االلتزام بالنفقة‪)L'engagement de la dépense( :‬‬

‫عرفته المادة ‪ 19‬من قانون المحاسبة العمومية أنه اإلجراء الذي يتم بموجبه إثبات نشوء الدين‪ .‬وبعبارات‬
‫أوضح هو علة وجود النفقة أي السبب أو التصرف الذي يجعل اإلدارات العمومية مدينة‪.‬‬

‫ويخضع االلتزام بالنفقة لشرطين أساسيين‪:‬‬

‫‪-‬أن يصدر عن السلطة المختصة؛‬

‫‪-‬أن ينطبق على االعتمادات المقررة في الميزانية والتقيد بمقدار االعتماد المخصص لهذه النفقة‪.‬‬

‫‪2.1.1‬تصفية النفقة‪)La liquidation de la dépense( :‬‬

‫تسمح تصفية النفقة‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 20‬من قانون المحاسبة العمومية‪" ،‬بالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية‬
‫وتحديد المبلغ الصحيح للنفقات العمومية"‪ ،‬ويقصد بها تحديد مبلغ الدين بعد التأكد من وجوده واستحقاقه‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫مقياس المحاسبة العمومية‪ /‬سنة ثالثة ليسانس تخصص ميزانية الدولة‬

‫أ‪-‬التأكد من الخدمة الفعلية‪:‬‬

‫ت قتضي قاعدة الخدمة الفعلية من أن الدولة ال تدفع مسبقا‪ ،‬إنها ال تدفع إال بعد أن يكون دائنها قد نفذ أو‬
‫أدى الخدمات الملقاة على عاتقه والتي هي موضوع النفقة‪ .‬ويكون التأكد من تأدية الخدمة من خالل التثبت‬
‫من أن الخدمة محل النفقة قد أنجزت فعال وبالشروط المحددة في إجراء االلتزام‪ ،‬من خالل الوثائق الثبوتية‪.‬‬

‫كما يمكن لهذه القاعدة أال تطبق في بعض الحاالت‪ ،‬مثل‪ :‬بعض اإلعانات المالية‪ ،‬والتسبيقات الممنوحة‬
‫للموظفين‪ ،‬وغيرها‪...‬‬

‫ب‪-‬تحديد مبلغ النفقة‪:‬‬

‫تقتضي هذه العملية احتساب مبلغ الدين بدقة والتأكد من استحقاقه‪ ،‬وبمعنى آخر التحقق من أن الدين لم‬
‫ينقض بدفع سابق أو بحكم قاعدة التقادم الرباعي المسقط‪ .‬ولهذا فإن التصفية تخضع لشرطين‪ :‬وجود التزام‬
‫بالنفقة سابق‪ ،‬وتقديم مستندات من شأنها إثبات الدين‪.‬‬

‫‪3.1.1‬األمر بالدفع‪)l'ordonnancement de la dépense( :‬‬

‫وهو أمر كتابي يوجهه اآلمر بالصرف (‪ )L'ordonnateur‬إلى المحاسب العمومي ( ‪Le comptable‬‬
‫‪ )public‬ليدفع لشخص معين مبلغ الدين المحدد مقداره وطبيعته صراحة‪ .‬وعرفته المادة ‪ 21‬من قانون‬
‫المحاسبة العمومية بما يلي‪" :‬يعد األمر بالصرف أو تحرير الحواالت‪ ،‬اإلجراء الذي يأمر بموجبه دفع‬
‫النفقات العمومية"‪ .‬ويتخذ هذا األمر الكتابي شكل الحوالة (‪ )Ordonnance ou Mandat‬التي تتطلب‬
‫وجوبا المعلومات التالية‪:‬‬

‫‪-‬الدورة المالية التي تنطبق عليها؛‬

‫‪ -‬رقم المادة التي ترتبط بها؛‬

‫‪-‬الوثائق الثبوتية المدعمة للنفقة؛‬

‫‪-‬هوية الدائن؛‬

‫‪-‬موضوع النفقة وتاريخ إنجاز الخدمة الفعلية‪.‬‬

‫‪2.1‬المرحلة المحاسبية‪ :‬دفع النفقة (‪)Le paiement de la dépense‬‬

‫‪2‬‬
 ‫مقياس المحاسبة العمومية‪ /‬سنة ثالثة ليسانس تخصص ميزانية الدولة‬

‫تتمثل هذه المرحلة في دفع النقود من الخزينة العمومية للدائنين‪ .‬كما يعرف دفع النفقة على أنه التصرف‬
‫الذي تتحرر بواسطته الهيئات العمومية من ديونها‪ .‬وتنفذ هذه العملية سلطة مستقلة عن السلطة التي تأمر‬
‫بصرف النفقة وهي المحاسب العمومي (‪ .)Le comptable public‬وال تقتصر مهمة المحاسب على‬
‫عملية الدفع المادية فقط‪ ،‬بل تتعداها إلى سلطة مراقبة النفقة بوجه عام والتأكد من صحتها‪ .‬ومن هنا يتضح‬
‫أن للمحاسب العمومي صفتين‪ :‬صفة المراقب‪ ،‬وصفة أمين الصندوق‪.‬‬

‫‪1.2.1‬المحاسب العمومي كمراقب لصحة النفقة‪:‬‬

‫إذا تبين للمحاسب أن النفقة موضوع الحوالة المعروضة عليه غير مطابقة لألحكام التشريعية والتنظيمية‪،‬‬
‫عليه أن يمتنع عن دفعها واال كان مسؤوال عنها‪ ،‬وحتى يتمكن المحاسب العمومي من ممارسة صالحياته‬
‫الرقابية‪ ،‬يجب أن يكون األمر بالصرف مرفقا بجميع مستندات اإلثبات‪.‬‬

‫‪2.2.1‬المحاسب العمومي كأمين صندوق‪:‬‬

‫يقوم المحاسب بالدفع المادي لقيمة النفقة إلى مستحقيها‪ ،‬بعد التأكد من صحة األمر من خالل التأكد من‬

‫هوية صاحب الحق وصحة التوقيع على الحوالة‪.‬‬

‫لقد حصر المشرع مهمة المحاسب العمومي في تنفيذ األمر بالصرف ضمن أجل عشرة أيام من تاريخ‬

‫استالمه األمر بالصرف‪ .‬وفي حالة عدم مطابقة هذا األمر لألحكام التشريعية والتنظيمية يقوم المحاسب‬

‫بإبالغ اآلمر بالصرف كتابيا رفضه القانوني للدفع وذلك في أجل أقصاه عشرون يوما ابتداء من تاريخ‬

‫تسلمه األمر بالصرف‪.‬‬

‫‪3.2.1‬تسخير المحاسب العمومي‪:‬‬

‫من االلتزامات الملقاة على عاتق المحاسب العمومي رفض دفع كل نفقة يراها غير مشروعة واال أصبح‬
‫مسؤوال عنها بصفة شخصية‪ .‬غير أن التشريع الجاري العمل به رخص لآلمر بالصرف أن يطلب كتابيا‬
‫وتحت مسؤوليته من المحاسب الذي يرفض الدفع أن يصرف النظر عن هذا الرفض‪ .‬واذا ما امتثل المحاسب‬
‫لهذا التسخير تب أر ذمته‪ ،‬غير أنه يمنع عليه االستجابة للتسخير إذا كان الرفض معلال بما يلي‪:‬‬

‫‪-‬عدم توفر االعتمادات المالية ما عدا بالنسبة للدولة؛‬

‫‪3‬‬
 ‫مقياس المحاسبة العمومية‪ /‬سنة ثالثة ليسانس تخصص ميزانية الدولة‬

‫‪-‬عدم توفر أموال الخزينة؛‬

‫‪-‬انعدام إثبات أداء الخدمة؛‬

‫‪-‬طابع النفقة غير اإلبرائي؛‬

‫‪-‬انعدام تأشيرة المراقب المالي أو تأشيرة لجنة الصفقات المختصة‪.‬‬

‫‪.2‬تنفيذ اإليرادات العمومية‪:‬‬

‫وفقا للمادة ‪ 10‬من القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية فإن عمليات اإليرادات تتم بواسطة تحصيل‬
‫الحواصل الجبائية أو شبه الجبائية أو األتاوى أو الغرامات‪ ،‬وكذا جميع الحقوق األخرى باستعمال كافة‬
‫الوسائل القانونية المرخص بها صراحة بموجب القوانين واألنظمة‪.‬‬

‫‪2.1‬أنواع اإليرادات العمومية‪:‬‬

‫‪-‬اإليرادات ذات الطابع الجبائي؛‬

‫‪-‬الغرامات؛‬

‫‪-‬مداخيل األمالك التابعة للدولة؛‬

‫‪-‬التكاليف المدفوعة لقاء الخدمات المؤداة‪ ،‬والفوائد المترتبة عنها؛‬

‫‪-‬األموال المخصصة للمساهمات‪ ،‬الهدايا‪ ،‬والهبات؛‬

‫‪ -‬التسديد بالرأسمال للقروض والتسبيقات الممنوحة من طرف الدولة‪ ،‬والفوائد المترتبة عنها؛‬

‫‪-‬مختلف حواصل الميزانية التي ينص القانون على تحصيلها؛‬

‫‪-‬مداخيل المساهمات المالية للدولة المرخص بها قانونيا؛‬

‫‪-‬الحصة المستحقة للدولة من أرباح مؤسسات القطاع العام‪ ،‬المحسوبة والمحصلة وفق الشروط المحددة‬
‫في التشريع المعمول به‪.‬‬

‫أما في قانون المالية السنوي للجزائر فتظهر اإليرادات النهائية المطبقة على ميزانية الدولة من‬
‫خالل الجدول –أ‪ -‬الذي يقسمها إلى‪:‬‬

‫‪4‬‬
 ‫مقياس المحاسبة العمومية‪ /‬سنة ثالثة ليسانس تخصص ميزانية الدولة‬

‫‪-‬الموارد العادية وتشمل كل من‪ :‬اإليرادات الجبائية (ضرائب مباشرة وغير مباشرة) ‪+‬اإليرادات العادية‬
‫(كدخل األمالك) ‪+‬إيرادات أخرى‪.‬‬

‫‪-‬الجباية البترولية‪.‬‬

‫‪2.2‬تنفيذ اإليرادات العمومية‪:‬‬

‫تختلف القواعد التي تحكم عمليات تنفيذ اإليرادات عن تلك التي تخضع لها عمليات تنفيذ النفقات وهذا راجع‬
‫ألسباب عديدة نذكر منها‪ :‬أن السلطة التنفيذية ملزمة بجباية جميع اإليرادات في حين أنها غير مجبرة على‬
‫صرف كافة النفقات المرخصة هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى أن احتماالت تبذير األموال العامة أقل حدوثا‬
‫عند تحصيل اإليرادات‪ ،‬ومن تم فإن التنظيم الموجود بالنسبة لإليرادات يرمي بالخصوص إلى التحقق من‬
‫أن جميع اإليرادات المسجلة في الميزانية قد تم تحصيلها فعال‪.‬‬

‫كما تجدر المالحظة أن الموارد العمومية متنوعة‪ ،‬وبالتالي وضعت إجراءات وقواعد عديدة تختلف باختالف‬
‫نوع اإليراد‪.‬‬

‫‪ 1.2.2‬إجراءات تنفيذ الموارد الجبائية‪:‬‬

‫تتميز الموارد الجبائية بتنوعها وتعددها‪ :‬ضرائب مباشرة‪ ،‬رسوم‪ ،‬ضرائب غير مباشرة‪ .‬لهذا نكتفي بدراسة‬
‫نوع واحد منها هو الضرائب المباشرة‪.‬‬

‫تنفيذ الضرائب المباشرة يمر بمرحلتين‪ ،‬المرحلة اإلدارية التي تشمل تحديد وعاء الضريبة وتصفيتها‪ ،‬والمرحلة‬
‫المحاسبية المتمثلة في تحصيلها‪.‬‬

‫أ‪-‬المرحلة اإلدارية‪:‬‬

‫‪-‬تحديد وعاء الضريبة (‪:)L'assiette‬‬

‫ومعناه تحديد المادة الخاضعة للضريبة (دخل‪ ،‬رأسمال‪ ،‬استهالك‪ )...‬ثم تقييمها‪ .‬ويحدد التقييم بطريقة‬
‫جزافية إذا لم يتجاوز رقم أعمال المكلف بالضريبة حدا معينا‪ .‬واذا زاد عن هذا الحد‪ ،‬يخضع ألسلوب التقدير‬
‫الحقيقي فيكون ملزما بمسك محاسبة نظامية تكون مصحوبة بالوثائق الثبوتية‪ .‬أما بالنسبة ألصحاب المهن‬
‫الحرة‪ ،‬فإنهم يخضعون ألسلوب التصريح المراقب‪.‬‬

‫‪-‬تصفية الضريبة‪)La liquidation( :‬‬

‫‪5‬‬
 ‫مقياس المحاسبة العمومية‪ /‬سنة ثالثة ليسانس تخصص ميزانية الدولة‬

‫بعد تحديد المادة الخاضعة للضريبة وتقييمها تأتي مرحلة احتساب مبلغ الضريبة بتطبيق السعر الذي حدده‬
‫المشرع على الوعاء‪ ،‬أي قيمة المادة الخاضعة للضريبة‪ .‬وقد يكون هذا السعر إما نسبيا (الضرائب على‬
‫أرباح الشركات) أو تصاعديا (الضريبة على الدخل اإلجمالي)‪.‬‬

‫ب‪-‬المرحلة المحاسبية‪:‬‬

‫‪-‬تحصيل الضريبة‪)Le recouvrement( :‬‬

‫تحصل الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة بمقتضى الجداول (‪ )Rôles‬التي يدخلها حيز التنفيذ المفتش‬
‫رئيس قسم الضرائب بالوالية بتفويض من الوالي ممثل الوزير المكلف بالمالية‪ .‬وتكون الضرائب واجبة‬
‫التحصيل في اليوم األخير من الشهر الموالي للشهر الذي يدرج فيه جدول التحصيل‪.‬‬

‫‪2.2.2‬إجراءات تنفيذ حاصل أمالك الدولة‪:‬‬

‫حدد قانون المالية لسنة ‪ 1992‬القواعد التي تحكم كيفية تحصيل حقوق واتاوات وحاصل أمالك الدولة‪،‬‬
‫أسند التشريع لمحاسب أمالك الدولة متابعة تحصيل هذه الحقوق‪.‬‬

‫في حالة عدم تسديد دين اص بأمالك الدولة في أجاله ودون المطالبة بتأجيل الدفع مع ضمانات‪ ،‬يجب‬
‫على محاسب أمالك الدولة قبل الشروع في أي إجراء للمتابعة أن يوجه إلى المدين سند تحصيل موقعا عليه‬
‫من قبل مدير أمالك الدولة‪ .‬وفي حالة عدم التسديد‪ ،‬يبلغه المحاسب إنذا ار في رسالة موصى عليها‪ .‬واذا‬
‫لم بتبع هذا اإلنذار بأي تسديد‪ ،‬يمكن لمحاسب أمالك الدولة عند انقضاء أجل عشرين يوما أن يشرع في‬
‫إجراءات المتابعة حسب الطرق المنصوص عليها في قانون اإلجراءات المدنية‪ .‬حولت هذه النصوص بعد‬
‫‪ 2002‬إلى قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬

‫‪6‬‬