You are on page 1of 3

‫محاضرة رقم ‪ : 6‬التنظيم الفني للضريبة‬

‫تمهيد‬

‫تتضمن الضرائب جانبا فنيا‪ ،‬يحكم فرضها وجبايتها‪ ،‬ويحدد مراحلها وإ جراءاتها‪ ،‬ابتداءا من‬
‫تحديد الوعاء وصوال إلى تحصيلها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد وعاء الضريبة‬


‫إن تحديد وعاء الضريبة أو ما يصطلح عليه أيضا ربط الضريبة‪ ،‬يتضمن تحديد كل من‬
‫الواقعة المنشئة للضريبة (مناسبة فرضها) والمادة الخاضعة لها‪.‬‬
‫‪ -1‬تحديد الواقعة المنشئة للضريبة‪ :‬يتم فرض أي ضريبة عن طريق إصدار قانون خاص بها‪ ،‬إال أن‬
‫دين الضريبة ال يتحقق بذمة المكلف بمجرد صدور القانون‪ ،‬وإ نما يصبح المكلف مدينا بالضريبة عندما‬
‫يتحقق الشرط الذي حدده قانون الضريبة المعني‪ ،‬وهو ما يعرف بالواقعة المنشئة للضريبة؛ ومن‬
‫األمثلة على هذه األخيرة‪ :‬الحصول على دخل‪ ،‬تملك رأس المال‪ ،‬عبور السلع للحدود الجمركية‪... ،‬‬
‫‪ -2‬تحديد المادة الخاضعة للضريبة‬
‫‪ -1.2‬التحديد الكيفي لوعاء الضريبة‪ :‬إن االتجاه الحديث في المالية العامة يأخذ بعين االعتبار‬
‫الظروف الشخصية للمكلف بالضريبة عند فرضها مثل مركزه االجتماعي‪ ،‬منطقة مزاولة نشاطه‪،‬‬
‫مصدر دخله‪( ،‬عمل‪ ،‬أو رأس المال)؛ لذلك نجد معدالت عادية ومخفضة‪ ،‬وإ عفاءات دائمة ومؤقتة‬
‫تمنح وفقا لظروف المكلف‪.‬‬
‫‪ -2.2‬التحديد الكمي لوعاء الضريبة‪ :‬هناك عدة طرق للتحديد الكمي للضريبة‪:‬‬
‫‪ -1.2.2‬طريقة المظاهر الخارجية‪ :‬يتم تقدير الوعاء الضريبي وفق هذه الطريقة استنادا على بعض‬
‫المظاهر الخارجية مثل‪ :‬المساحة بالنسبة للسكنات‪ ،‬أو المحالت المؤجرة‪.‬‬
‫تتميز هذه الطريقة بكونها سهلة التطبيق‪ ،‬وفي المقابل يعيبها انخفاض درجة الدقة في التقدير‪.‬‬
‫‪ -2.2.2‬طريقة التقدير الجزافي‪ :‬وفقا لهذه الطريقة تقدر قيمة الوعاء الضريبي تقديرا جزافيا‪ ،‬مبني‬
‫على أساس بعض القرائن التي تعتبر دالة على مقدار دخل المكلف؛ مثل‪ :‬ازدهار التجارة في منطقة ما‬
‫وركودها في منطقة أخرى‪ .‬تتشابه هذه الطريقة مع سابقتها إال أن الفرق األساسي بينهما يتمثل في‬

‫‪1‬‬
‫كون األولى أقل مرونة من الثانية؛ ففي العادة يحدد القانون المظاهر الخارجية التي يجب االعتماد‬
‫عليها في تحديد وعاء الضريبة‪ ،‬أما بحسب طريقة التقدير الجزافي فإن لإلدارة صالحيات أوسع لتقدير‬
‫الوعاء الضريبي‪.‬‬
‫‪ -3.2.2‬طريقة التقدير المباشر‪ :‬تعتبر هذه الطريقة أكثر دقة من الطرقتين السابقتين‪ ،‬وتعتمد هذه‬
‫الطريقة على آليتين هما‪ :‬التصريح‪ ،‬والتفتيش اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬التصريح‪ :‬يعني قيام المكلف بملء استمارات معينة‪ ،‬يحدد التشريع الجبائي شكلها‬
‫ومضمونها وآجالها‪ .‬مع وجوب استناد المعلومات المصرح بها على وقائع فعلية موثقة‬
‫بمستندات ثبوتية‪.‬‬
‫‪ -‬التفتيش اإلداري‪ :‬ويصطلح عليه أيضا التحقيق الجبائي‪ ،‬وهو يعني تمتع اإلدارة الجبائية‬
‫بحق قانوني‪ ،‬يمكنها من فحص المستندات الثبوتية التي بنيت عليها التصريحات الجبائية‬
‫للمكلفين؛ بهدف التأكد من صحتها ومصداقيتها‪ .‬هذه اآللية تجعل المكلفين أكثر جدية في تقديم‬
‫التصريحات‪ ،‬لعلمهم بإمكانية طلب اإلدارة الجبائية‪ ،‬في أي وقت‪ ،‬االطالع وفحص جميع‬
‫الوثائق ذات العالقة بتصريحاتهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تصفية الضريبة‬
‫بعد مرحلة تحديد الضريبة (ربط الضريبة) تأتي مرحلة تصفية الضريبة‪ ،‬وهي تعني تحديد‬
‫دين الضريبة عن طريق تطبيق األسعار الضريبية المنصوص عليها في قانون الضريبة على الوعاء‬
‫الضريبي‪ .‬قد تكون أسعار الضريبة في صورة نسب مئوية (ثابتة‪ ،‬أو تصاعدية)‪ ،‬أو مبلغ محدد على‬
‫كل وحدة من وحدات المادة الخاضعة للضريبة (متر مربع‪ ،‬كغ‪ ،‬هكتلتر)‬

‫ثالثا‪ :‬تحصيل الضريبة‬


‫‪ -1‬وقت تحصيل الضرائب‪ :‬يستلزم قيام الدولة باإلنفاق في كل األوقات على مدار السنة أن يتوفر دائما‬
‫تحت تصرفها كميات مناسبة من اإليرادات النقدية لتغطية النفقات‪ ،‬وإ ذا كانت مداخيل الضرائب غير‬
‫المباشرة تتوزع على مدار السنة‪ ،‬فإن األمر يختلف بالنسبة للضرائب المباشرة؛ حيث تتطلب عملية‬
‫تحديد وعائها الكثير من العمل المحاسبي‪ ،‬وعادة ما تفرض بشكل سنوي؛ هذا ما يدفع الدولة إلى‬
‫السعي إليجاد حلول بحيث تتمكن من تحصيل مبالغ الضرائب المباشرة في فترات متقاربة خالل السنة؛‬
‫لكي تضمن تدفق النقدية إلى خزينتها عوض االنتظار سنة كاملة‪ .‬إال أن هذا المسعى يجب أن ال‬
‫يتعارض مع مبدأ المالئمة في التحصيل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬طرق تحصيل الضرائب‪ :‬تستخدم الدولة الطرق التالية لتحصيل الضرائب بحسب مالئمتها لظروف‬
‫المكلف‪.‬‬
‫‪ -1.2‬التوريد المباشر‪ :‬تعني هذه الطريقة قيام الممول بسداد قيمة الضريبة المستحقة مباشرة إلى‬
‫إدارة الضرائب بعد إتمام مرحلتي الربط والتصفية لها‪.‬‬
‫‪ -2.2‬األقساط المسبقة‪ :‬يقوم الممول وفق هذه الطريقة بدفع أقساط دورية خالل السنة الضريبية‬
‫محسوبة على أساس دخله المحتمل‪ ،‬وفي نهاية السنة يتم تحديد الوعاء الضريبي الفعلي‪ ،‬وبعدها يتم‬
‫تسوية الفارق بين األقساط المسبقة ومبلغ الضريبة الفعلي‪.‬‬

‫‪ -3‬االقتطاع من المصدر‪ :‬وفق هذه الطريقة تقوم إدارة الضرائب بتكليف طرف ثالث تربطه بالممول‬
‫الحقيقي عالقة‪ ،‬فيقوم باقتطاع الضريبة المستحقة ودفعها نيابة عن المكلف إلى الدولة‪ .‬وتكون العالقة‬
‫بين المكلف والطرف الثالث (الوسيط) إما عالقة دين مثل حالة توزيعات األرباح‪ ،‬أو عالقة تبعية كما‬
‫في حالة األجور‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like