You are on page 1of 6

‫المـقـدمـة العـامـة‬

‫تعتمد الدولة الجزائرية على نظام مركزي والمركزي‪ ،‬وتتمثل‬


‫اإلدارة المركزية في السلطة الحاكمة أما اإلدارة الالمركزية‬
‫فتتمثل في الخاليا األساسية في المجتمع أال وهي الجماعات المحلية‪ .‬فتواجد وسيرورة هذه األخيرة مرتبط‬
‫ارتباطا وثيقا بتوافر الموارد المالية الذاتية والخارجية‪ ،‬الذاتية منها هي الجباية المحلية‪ ،‬حيث حظيت باهتمام‬
‫السلطات المحلية والمركزية‪ ،‬إذ قامت الدولة بعد االستقالل بإصالح البلديات والواليات واإلصالح الجبائي‬
‫الذي مر بمراحل وشمل الجانب التنظيمي والتشريعي‪ ،‬لهذا أدخلت تعديالت على المنظومة الجبائية بغية‬
‫توسيع الوعاء الضريبي بحيث شمل مكامن لم يسبق استغاللها واهتدت إلى تطوير مفهوم الجباية المحلية‬
‫بشكل خاص نظرا لما تلعبه الجماعات المحلية من دور في تمويل التنمية المحلية وتوجيه التكليف الجبائي‬
‫تدريجيا نحو الضريبة المباشرة وكان البد على الدولة من تنظيم المصالح الجبائية وتحقيق نجاعتها‪.‬‬

‫بالرغم من مجهودات السلطات الحكومية في مجال إصالح المنظومة الجبائية إال أن هذا الجهاز لم يرق‬
‫لمستوى النظام الجبائي الفعال وهذا راجع لعدة اعتبارات منها نقائص في الموارد المالية والبشرية وكذا‬
‫أسباب متعلقة بالمكلفين وتملصهم من دفع المستحقات إلدارة الضرائب بطرق مشروعة وغير مشروعة‪ ،‬كل‬
‫هذا أثر سلبا على حصيلة الجباية المحلية مما جعل السلطات الحكومية تعمل على تعبئة الموارد العائدة‬
‫للجماعات المحلية ومحاولة تحسين التسيير في اإلدارة المحلية بهدف تحقيق تنمية محلية متينة وال يتجسد‬
‫ذلك إال بتظافر الجهود الوطنية وتكامل األجهزة ألجل الرفع من حصيلة الجباية المحلية ومحاولة القضاء‬
‫على العجز في ميزانية البلديات التي تعتبر خلية أساسية في المجتمع الجزائري والمحرك القاعدي لعجلة‬
‫التنمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلطار العام للجباية المحلية في الجزائر‬

‫للجباية المحلية دورا هاما في تمويل ميزانية البلديات حيث تمثل نسبة ‪ %90‬من إجمالي الموارد المالية‪،‬‬
‫فالمادة رقم ‪ 259‬من األمر رقم ‪ 24-67‬الصادر في ‪ 18‬جوان ‪ 1967‬نصت على طبيعة اإليرادات التي‬
‫يجب أن توضع تحت تصرف البلدية لتأدية وظائفها والمتمثلة في الضرائب المحلية والعائدة للبلديات دون‬
‫سواها‪.‬‬

‫‪ -1‬الضرائب العائدة للجماعات المحلية وتبعيتها للسلطة المركزية‬

‫تعنى الجباية المحلية بالهيئة الالمركزية في الدولة الجزائرية أال وهي الجماعات المحلية التي تعتبر بشقيها‬
‫البلدية والوالية كخلية أساسية في المجتمع كونها أقرب هيئة للمواطن وهي تمثل المحرك القاعدي للتنمية‬
‫االقتصادية على المستوى المحلي‪.‬‬

‫فالجباية المحلية ال تعتبر نظام قائم بحد ذاته وإنما هي جملة من األحكام الضريبية وأصناف من الضرائب‬
‫تختلف باختالف الجهة المستفيدة والممولة باإلضافة إلى اختالف الوعاء الضريبي‪ .‬وقد أدخلت تعديالت على‬
‫بعض الضرائب المحلية وفق سلسلة اإلصالحات ‪ 1997-1992‬حيث تم تعويض بعض الضرائب وإلغاء‬
‫البعض اآلخر مع تقليص المعدالت الضريبية وتوسيع الوعاء الضريبي لكن بقيت الضرائب المحلية تابعة‬
‫للسلطة المركزية وهذا ألسباب مختلفة يمكن التطرق إليها فيما يلي‪.‬‬

‫‪ -2‬كيفية توزيع حصيلة الجباية المحلية أنابت اإلصالحات الجبائية لسنة ‪ 1992‬عن تصنيف الضرائب‬
‫العائدة للجماعات المحلية على أساس تصنيف اقتصادي والذي يصنفها إلى ضرائب على النشاط وضرائب‬
‫على الممتلكات أما التصنيف اإلداري فيصنفها إلى ضرائب مباشرة وضرائب غير مباشرة‪.‬‬

‫وقد جاء قانون الضرائب المباشرة لسنة ‪ 1992‬بتصنيف عضوي حيث حدد الضرائب العائدة للدولة‬
‫والجماعات المحلية وخص البلديات بأنواع من الضرائب(الرسم العقاري ورسم التطهير)‪ .‬كما أن توزيع‬
‫الموارد الجبائية بين الجماعات المحلية والصندوق المشترك للجماعات المحلية يوكل إلى السلطة المركزية‬
‫باعتبارها الهيئة المسؤولة عن المالية العامة للدولة وفيمايلي يتم التطور إلى أسباب تملك الدولة لسلطة توزيع‬
‫الجباية المحلية وكيفية توزيعها‪.‬‬

‫‪ -‬مبررات توزيع الموارد الجبائية عمدت الدولة الجزائرية إلى إسناد مهمة توزيع الموارد الجبائية على‬
‫الجماعات المحلية إلى السلطة المركزية باعتبارها الهيئة المسؤولة على المالية العامة للدولة‪ ،‬نظرا إلى أن‬
‫مقاييس كفاءة الهيئات المحلية المنتخبة لجباية هذا النوع من الموارد ضعيفة وترجح الكفة إلى السلطة‬
‫المركزية‪ .‬وهناك مبررات جعلت من الدولة تتخذ مثل هذا اإلجراء‪.‬‬

‫* الكفاية اإلدارية في تحديد إيرادات الممولين‬

‫تتوقف الكفاية اإلدارية على قدرات السلطة المركزية في الحصول على كافة المعلومات المتعلقة بالممولين‬
‫الخاضعين للضريبة‪ .‬هذه المعلومات تتوفر على مستوى اإلدارة الجبائية المكلفة بالمتابعة والتي تملك نظاما‬
‫معلوماتيا جبائيا يساعدها على جمع كافة المعلومات الضرورية‪)*(.‬‬

‫هذا المبرر أساسه أن النشاط الممارس من قبل الممولين قد يمتد ألكثر من بلدية أو والية‪ .‬فكلما كان حجم‬
‫الجماعة المحلية كبيرا كلما كبر حجم النشاط للممول‪ ،‬لهذا فإن ترك الجباية في يد السلطة المركزية يحقق‬
‫كفاية إدارية أكبر‪.‬‬

‫* اآلثـار االقتـصاديـة‬

‫تنجم اآلثار االقتصادية من تحديد نوع الضريبة ومدلولها وكيفية توزيعها‪ ،‬إذ يبقى هذا من اختصاص السلطة‬
‫المركزية واالختالف في التوزيع بين مختلف الواليات قد يؤدي إلى هجرة العمل ورأس المال بين مختلف‬
‫المناطق وبالتالي ينجم عنها تمركز بعض األنشطة االقتصادية في الواليات التي تقل فيها أنواع الضرائب‬
‫عن الواليات التي يكون فيها الثقل الضريبي وهذا من شأنه أن يؤثر على المردود االقتصادي‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن أمر‬
‫ترك فرض الضريبة في يد السلطة المركزية يقلل من اآلثار االقتصادية‪.‬‬

‫* التخصيص اإلقليمي للضريبة‬

‫يعتبر مبدأ عدم التخصيص من أهم المبادئ في المالية العامة‪ ،‬وهو عدم تخصيص إيرادات معينة لنفقات‬
‫معينة أو عدم تخصيص إيرادات منطقة معينة لنفقات تلك المنطقة‪ .‬ولو كان هناك تخصيص إقليمي الزدادت‬
‫المناطق الغنية غنا والفقيرة فقرا‪ ،‬فمن أجل خدمة هذا المبدأ تركت مهمة توزيع الجباية المحلية في يد‬
‫الحكومة المركزية‪.‬‬

‫هذه المبررات تبين أسباب تمسك السلطة المركزية بتوزيع الحصيلة الضريبية حصريا والدولة في هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬ال تعمل على أساس معايير محددة‪ ،‬إذ لوحظ أن حصة الدولة من الموارد الجبائية أكبر بكثير من‬
‫حصة الجماعات المحلية‪ .‬وحسب إحصائيات ‪ 2003‬المقدمة من قبل وزارة المالية أين قدرت حصة‬
‫الجماعات المحلية من الموارد الجبائية بنسبة ‪ %20‬في حين عادت ‪ %80‬منها إلى ميزانية الدولة‪.‬‬

‫يبين الملحق رقم‪ 01‬حصة كل من الدولة والجماعات المحلية من الجباية خارج البترول المحصلة خالل‬
‫الفترة ‪ .2002-1993‬ويتضح من الجدول أن حصة األسد من الجباية دون المحروقات كانت لميزانية الدولة‬
‫بنسبة ‪ %81‬أما الجماعات المحلية فحظيت بنسبة ‪.% 18.5‬‬

‫ويمكن إرجاع الفارق في النسب إلى المهام التي تقوم بها الدولة‪ ،‬فهي مكلفة بعبء تمويل تسيير شؤون‬
‫اإلدارات العامة والتجهيز‪ .‬لكن في المقابل‪ ،‬ال يمكن إغفال ذلك الدور الهام للسلطات المحلية في تمويل‬
‫المشاريع ضمن مخططات التنمية وفي إطار االختصاصات المخولة لها‪.‬‬

‫‪ -3‬دور الصندوق المشترك للجماعات المحلية في تحصيل الجباية المحلية‬

‫تتم عملية التحصيل من قبل قباضات الضرائب للتحصيل على مستوى البلديات من خالل أعوان مختصين‬
‫ونظرا لحساسية المورد المالي وكون التحصيل يشمل جانبا قانونيا ومحاسبيا فإن ذلك تطلب إنشاء مكاتب‬
‫الرقابة على مستوى كل قباضة لمراقبة ومتابعة عملية التحصيل وذلك وفق المنشور الوزاري المؤرخ في‬
‫‪ 30‬أفريل ‪.1991‬‬

‫وقد حدد المشرع الجزائري األطراف القائمة على عملية التحصيل والتي تتمثل في القابض البلدي والمؤسسة‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري أال وهي الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ -‬نشأة الصندوق المشترك للجماعات المحلية‬

‫أنشئ الصندوق المشترك للجماعات المحلية سنة ‪ 1973‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 134-73‬المؤرخ في‬
‫‪ 09‬أوت ‪ 1973‬تحت وصاية وزارة الداخلية بعد ما كانت أمواله مسيرة من طرف صندوق التوفير‬
‫واالحتياط‪ .‬يمكن التعرض إلى اإلطار القانوني للصندوق‪ ،‬موارده المالية وكيفية توزيع الموارد الجبائية‪.‬‬

‫* اإلطار القانوني للصندوق المشترك للجماعات المحلية‪1‬‬

‫يعتبر الصندوق المشترك للجماعات المحلية مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالل المالي ويتولى تسيير صندوق الضمان وصندوق التضامن‪ ،‬كما يسير الصندوق المشترك‬
‫للجماعات المحلية من قبل مجلس التوجيه برئاسة وزير الداخلية ويضم هذا المجلس أربعة عشرة عضوا‬
‫(‪ )14‬منهم سبعة(‪ )7‬منتخبين وسبعة (‪)7‬معينين‪.‬‬

‫يتمثل األعضاء المنتخبين في رئيسين للمجلس الشعبي الوالئي منتخبين من قبل نظرائهم على المستوى‬
‫الوطني بحيث يمثل أحدهما منطقة الوسط الشرقي واآلخر منطقة الوسط الغربي‪ ،‬وخمس(‪ )5‬رؤساء بلديات‬
‫منتخبين من قبل نظرائهم لطول مدة العهدة‪ ،‬حيث يمثلون مناطق(الشرق‪ ،‬الوسط‪ ،‬الغرب‪ ،‬الجنوب الشرقي‬
‫والجنوب الغربي)‪ .‬أما األعضاء المعينين فيتمثلون في والي يعينه وزير الداخلية‪ ،‬ممثل عن وزارة الداخلية‬
‫والجماعات المحلية وثالث(‪ )3‬ممثلين عن وزارة المالية باإلضافة إلى مديرين عامين (‪ )2‬من الوكالة‬
‫الوطنية للتهيئة العمرانية وبنك التنمية المحلية‪.‬‬

‫كما يقوم الصندوق المشترك للجماعات المحلية بتسيير الموارد من خالل صندوقي الضمان والتضامن‪ ،‬حيث‬
‫يضمن مدير الصندوق المشترك للجماعات المحلية تسيير هذه المؤسسة التي تقارب مصاريفها حوالي‬
‫‪ 10.000.000‬دج‪.‬‬
‫* موارد الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪FCCL‬‬

‫خصص المشرع الجزائري جزءا هاما من الضرائب والرسوم المحلية للصندوق والتي تقتطع من موارد‬
‫الجماعات المحلية بموجب القانون‪ ،‬تتمثل الموارد المالية لهذا الصندوق وحسب إحصائيات المجلس الوطني‬
‫االقتصادي واالجتماعي لسنة ‪2001‬‬

‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الرسم على النشاط المهني‪ TAP..........2‬مليار دج‬

‫‪ -‬الدفع الجزافي‪ VF........................2‬مليار دج‬

‫‪ -‬الرسم على القيمة المضافة‪ TVA..........16‬مليار دج‬

‫‪ -‬قسيمة السيارات‪ 2.5.........................‬مليار دج‬

‫كما يوضح الجدول الموالي موارد صندوق التضامن للجماعات المحلية خالل الفترة ‪.2000-1995‬‬

‫حمد حميميد‬
‫موضوع الباس به ولكن يجب تحديثه الن بعض الضرائب قد الغيت مثل الدفع الجزافي ‪ .‬وهذا من اجل ان يبقى الموضوع‬
‫صالح كمرجع الى غاية اليوم‪.‬‬
‫ارجو من االخت بسمة ان تفيدني بموضوع حول الجباية العقارية تحليال ودراسة ومشتملة على‬
‫‪-‬الرسم العقاري ورسم التطهير‬
‫‪-‬عائدات ايجار العقارات‬
‫‪-‬فائض القيمة الناجم عن التنازل على عقارات بغوض‬
‫وكل ما يتعلق بجباية العقارية ويجب ان يكون الموضوع دراسة وليس سرد للمواد من قانون الضرائب المباشرة والرسوم‬
‫المماثلة ‪.‬اشكرك االخت بسمة على اسهاماتك الجادة‬
‫فريد‬
‫هذا الموضوع فيه معلومات جد قيمة ولكن يجب األخذ بعين اإلعتبار المستجدات والتغييرات التي طرأت مثال ‪ :‬إلغاء الدفع‬
‫الجزافي وتعويضه بالضريبة الجزافية الوحيدة ‪ ،‬وتغيير بعض المعدالت ‪...‬‬

‫‪amir‬‬
‫اشكركي االستاذة الكريمة على المعلومات القيمة في هذا الموضوع وبودي لو تستطيعي مساعدتي انا احضر رسالة‬
‫ماجستير في اهمية الضرائب المحلية في تمويل الجماعات المحلية ودراسة ميدانية على بلدية ارجوك لو لم يكن لديكي مانع‬
‫ان تراسليني على العنوان ‪ lamiraek@yahoo.fr‬انا في امس الجاجة لي معومات عن الضرائب المحلية وكذالك عن‬
‫تمويل الجماعات المحلية وتقبلي مني فائق التقدير واالحترام‬

‫تقييم الجباية المحلية في الجزائر ‪/‬الحلقة الثانية واألخيرة‬


‫بقلم ‪ :‬الباحثة عولمي بسمة ‪/‬جامعة عنابة‬
‫إطلع على مواضيعي األخرى‬
‫] شوهد ‪ 1953 :‬مرة [‬
‫‪: http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=1614‬الحلقة األولى‬

‫مقالة من إعداد‪ :‬الباحثة الجزائرية عولمي بسمة ‪/‬‬


‫كلية االقتصاد والتسيير‪ -‬جامعــة عنابة‬
‫‪----------------------‬‬
‫كما يوضح الجدول الموالي موارد صندوق التضامن للجماعات المحلية خالل الفترة ‪.2000-1995‬‬
‫جدول رقم(‪ :)1‬موارد صندوق التضامن للجماعات المحلية للفترة ‪2000-1995‬‬
‫الوحدة‪ :‬ملياردج‬
‫‪14.3/ 1995‬‬
‫‪16 / 1996‬‬
‫‪17.6 / 1997‬‬
‫‪18.7 / 1998‬‬
‫‪18.4 / 1999‬‬
‫‪22.5 / 2000‬‬
‫*المصدر‪ :‬تقرير المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪.2001 ،‬‬
‫يتضح من الجدول أن موارد صندوق التضامن تزداد من سنة إلى أخرى وهذا يعود إلى زيادة حصيلة‬
‫الجباية المحلية إلى جانب اهتمام المشرع الجزائري بدور ‪ FCCL‬في تحقيق التنمية المحلية وتعبئة الموارد‬
‫المحلية‪ ،‬فهو يلعب دورا هاما في تغطية عجز ميزانية البلديات سنويا وفيمايلي يتم التطرق إلى آلية تدخل‬
‫‪ FCCL‬عن طريق صندوقي التضامن والضمان في عملية تحصيل الجباية المحلية من خالل التوزيع الفعلي‬
‫لموارد ‪.FCCL‬‬
‫*التوزيع الفعلي لموارد الصندوق المشترك للجماعات المحلية ‪FCCL2‬‬
‫يتم تسيير موارد ‪ FCCL‬عن طريق صندوق الضمان البلدي والوالئي وصندوق التضامن البلدي والوالئي‪،‬‬
‫فصندوق الضمان أسس لحل المشكل المتعلق بعدم تطابق تقديرات الجباية المحلية مع التحصيل الفعلي‬
‫للجماعات المحلية وهذا راجع لعدم كفاءة الهيئات المحلية ‪ .3‬وصندوق التضامن يعتبر وجها آخر من أوجه‬
‫تدخل ‪ FCCL‬وفيمايلي التطرق إلى آلية توزيع الموارد من قبل صندوق التضامن والضمان‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق التضامن للجماعات المحلية‪CSCL‬‬
‫يقدم صندوق التضامن تخصيصات وإعانات والتي حددها التنظيم وفق نوعان من العمليات الموجهة نحو‬
‫الميزانيات المحلية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬تخصيص المعادلة واإلعانة االستثنائية للقسم الخاص بالتسيير‪.‬‬
‫‪ -‬إعانة التجهيز واالستثمار الخاصة بقسم التجهيز في الميزانية المحلية‪ .‬ويمكن التفصيل في عمليات صندوق‬
‫التضامن‪.‬‬
‫* تخصيصات التوزيع العادل للضرائب‬
‫خول المرسوم رقم ‪ 266-86‬المؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر‪ 1986‬وفق المادة ‪ 09‬للصندوق المشترك للجماعات‬
‫المحلية عن طريق صندوق التضامن بتنظيم التوزيع العادل للموارد الجبائية بين الجماعات المحلية‪ ،‬وذلك‬
‫بتخصيص منح متساوية بناء على الوضعية المالية للجماعة المحلية وعدد سكانها وتتطلب عملية التخصيص‬
‫الحرص على التخفيف من الفوارق في الموارد المالية بين البلديات والواليات‪.‬‬
‫فتوزيع المنح يكون موجه للبلديات المحرومة لكن الواقع يثبت غير ذلك ويتضح جليا في إحصائيات سنة‬
‫‪ 1999‬عن وزارة المالية الخاصة بالجزائر العاصمة وبلدياتها‪ ،‬حيث أن التخصيصات لم توجه إلى البلديات‬
‫األكثر فقرا‪ ،‬فبلدية أرزيو تملك حصيلة جبائية معتبرة تمثل نسبة ‪ %42.64‬مقارنة بباقي البلديات ونسبة‬
‫التخصيص ‪ %25.20‬من إجمالي التخصيصات‪.‬‬
‫كما تملك بلدية الرويبة حصيلة جبائية وشبه جبائية معتبرة بنسبة ‪ %51.6‬مقارنة بالبلديات األخرى باإلضافة‬
‫إلى التخصيصات والمقدرة بنسبة ‪ %19.47‬من إجمالي التخصيصات‪ .‬ويعتبر عدم التوزيع العادل لمنح‬
‫التساوي بين البلديات من نقائص الجباية المحلية وسوء تسيير الصندوق المشترك للجماعات المحلية للموارد‬
‫الموجهة للميزانيات المحلية‪ ،‬ولإلشارة فإن عملية الحساب لمنح التوزيع المتساوية تتم عن طريق معدلين‬
‫وهما‪:‬‬
‫المعدل البلدي= إجمالي موارد البلدية‪ /‬عدد سكان البلدية‬
‫المعدل الوطني= إجمالي موارد بلديات الوطن‪/‬عدد سكان الوطن‬
‫فقد تم تكليف الصندوق المشترك للجماعات المحلية منذ ‪ 1995‬بمنح مساعدة سنوية لفائدة الحرس البلدي لسد‬
‫حاجياته من نفقات التسيير‪ ،‬حيث قدرت خالل ‪ 2001‬بمبلغ ‪ 31.5‬مليار دج وتساهم ميزانية الدولة فيها بنسبة‬
‫‪.%50‬‬
‫كما أنه على الصندوق المشترك للجماعات المحلية أن يخصص نسبة ‪ %5‬من موارده لتغطية عجز‬
‫الميزانيات المحلية‪ ،‬لكن هذه النسبة تعتبر ضئيلة أمام ضخامة العجز المالي للبلديات فإعانات الصندوق‬
‫المشترك للجماعات المحلية لتغطية العجز تمثل إعانات استثنائية للجماعات المحلية المتضررة من الكوارث‬
‫الطبيعية والحوادث الطارئة وذلك في ظل اإلسعافات األولية في انتظار أن تقوم الدولة بوضع جهاز مختص‬
‫بمساعدة الجماعات المحلية المتضررة‪.‬‬
‫* إعانات التجهيز واالستثمار‬
‫يمنح ‪ FCCL‬اإلعانات المخصصة للتجهيز واالستثمار لغرض التمويل الكلي أو الجزئي لمشاريع التجهيز‬
‫األساسية خاصة في ميدان التزويد بمياه الشرب والتطهير ومختلف أنواع التهيئة ويتم توزيع التخصيصات‬
‫حسب الصيغة المركزية أو الالمركزية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الصيغة المركزية لتوزيع اإلعانات ‪4‬‬
‫توزع إعانات التجهيز واالستثمار بالدرجة األولى على البلديات المحرومة ويتم التمويل على أساس ملفات‬
‫تقوم بإعدادها البلديات‪ ،‬هذه الملفات تكون متمركزة على مستوى كل والية حيث يتم دراستها من قبل‬
‫المجلس التنفيذي وترسل الملفات في األخير إلى ‪ FCCL‬الذي يحدد البرنامج النهائي للعمليات عن طريق‬
‫مجلس التوجيه‪ .‬كما تدفع اإلعانات مباشرة إلى قسم التجهيز واالستثمار في ميزانيات الجماعات المحلية‬
‫المعنية‪ ،‬حيث تأخذ الوالية نسبة ‪ %20‬والبلدية ‪. %80‬‬
‫ب‪ -‬الصيغة الالمركزية لتوزيع اإلعانات‬
‫يقوم ‪ FCCL‬بضبط مشروع توزيع الموارد المالية المخصصة إلعانات التجهيز وذلك في شكل تخصيص‬
‫إجمالي مع مراعاة المعايير( السكان‪ ،‬الموارد اإلجمالية‪ ،‬عدد البلديات في كل والية والمنطقة الجغرافية)‪.‬‬
‫وبعد مصادقة مجلس التوجيه على المشروع يصدر األمر بصرف االعتمادات المخصصة للتجهيز لصالح‬
‫البلديات‪ ،‬حيث تقوم كل والية بتوزيعها على بلدياتها وذلك طبقا للتعليمة الوزارية الصادرة عن وزارة‬
‫الداخلية والجماعات المحلية المؤرخة في ‪ 25‬جانفي ‪ 1998‬والتي تحدد شروط التوزيع وفق المشاريع ذات‬
‫األولوية وفي البلديات المحرومة بشكل خاص‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق الضمان للجماعات المحلية‪5‬‬
‫منذ سنة ‪ 1995‬يقوم الصندوق المشترك للجماعات المحلية بتسيير صندوق الضمان البلدي والوالئي‪ ،‬حيث‬
‫يهدف هذا الصندوق إلى تعويض نقص القيمة الجبائية المسجل في ميزانية الجماعات المحلية بين‬
‫التحصيالت والتقديرات‪ .‬كما يؤمن صندوق الضمان عملية تحصيل الضرائب من خالل تدخله في الوقت‬
‫المناسب ألجل تدعيم موارد الجماعات المحلية من الجباية مستندا في ذلك إلى تعليمات المؤسسة األم‪ ،‬وتقدر‬
‫نسبة تعويض العجز في حدود ‪ %90‬من التقديرات‪.‬‬
‫يتضح من خالل تدخالت صندوق الضمان وصندوق التضامن للجماعات المحلية أن الجباية المحلية المتأتية‬
‫مباشرة من خالل األعوان االقتصاديين ال تفي بالغرض نظرا ألسباب عديدة منها التهرب والغش‪ ،‬ولهذا لجأ‬
‫المشرع إلى إعانات الصندوقين لسد العجز‬

You might also like