محاضرات سنة أولى ماستر تخصص القانون العام المعمق المدة23:1 :سا
األستاذ المحاضر :د .طلحة نورة
nora.talha@univ-sba.dz
noratalha2@gmail.com
المحاضرة رقم:
أساس النظام اإلداري الجزائري:
أ) المركزية اإلدارية: /1مفهوم المركزية اإلدارية: تعني المركزية اإلدارية التجميع التنظيمي والوظيفي للمهام اإلدارية بيد جهة واحدة وفق معايير محددة مسبقا ،وهي حصر صالحيات القرار وتجميعها في يد سلطة واحدة رئيسة تنفرد بالبث في جميع االختصاصات الداخلة في الوظيفة اإلدارية عن طريق ممثليها في عاصمة الدولة. أما قانونا فالمركزية اإلدارية تكون ممثلة بشخص اعتباري واحد مركزي هو الدولة يباشر جميع االختصاصات وال توجد اشخاص إدارية عامة أخرى تشاركه في مباشرة الوظيفة اإلدارية. /2أسس المركزية اإلدارية: ـ 2ـ حصر الوظيفة اإلدارية في يد الحكومة المركزية :أي ان الهيئات المحلية ال تشارك في اتخاذ القرار وتتمثل هذه الحكومة في مجموع الوزراء في النظام البرلماني او في رئيس الجمهورية والوزراء في النظام الدستوري الرئاسي. ـ1ـ خضوع موظفي الحكومة المركزية لنظام السلم اإلداري :عند الحديث عن السلم اإلداري يستدعي ذلك تصور اإلدارة في شكل هرم اداري ينبثق من القمة حيث تتركز جميع السلطات اإلدارية وتنتهي بالقاعدة مكونة من أجهزة ومؤسسات وافراد ينفذون األوامر والتعليمات. هذا السلم اإلداري يستدعي تقسيما افقيا وآخر عموديا فالتقسيم االفقي يعتمد على إدارات وسلطات بنفس حجم المسؤوليات والسلطات ويستدعي فيه تكامال واندماجا إلصدار اعمال إدارية واتخاذ قرارات متكاملة. أما عن التقسيم العمودي فهو أساس المركزية اإلدارية والمعيار الرئيسي الذي تعتمد عليه السلطة المركزية تعتمد على وحدانية اصدار القرار ولها الحق وحدها في تعديل آثاره ،سحبه او الغائه حسب ما تقتضيه احتياجات المرفق العام وحسن آدائه. ومن مظاهر المركزية تركيز االختصاصات في يد أشخاص عادة في العاصمة يدرسون المسائل ويعدون القرارات غير ان ذلك ال يمنعهم من اشراك الهيئات اإلقليمية. ـ :ـ السلطة الرئاسية :هي العنصر األساسي في تحديد الصفة المركزية ألي جهاز اداري ولها أهمية بالغة على مختلف المستويات ويمكن ان تعرف السلطة الرئاسية قانونا وفنيا انها القوة التي تحرك التدرج او السلم االداري القائم عليه النظام االداري المركزي في الدولة. مفهوم السلطة الرئاسية هو حق اإلدارة العامة والقانون اإلداري الستعمال سلطة االمر والنهي من األعلى الى األسفل ،أي من الرئيس المباشر والمختص الى المرؤوس الذي يقع عليه واجب الطاعة والخضوع والتبعية. وبذلك تعتمد السلطة الرئاسية على: ـ حق استعمال سلطة او قوة االمر والنهي وفي هذا اإلطار من البديهي ان تكون هذه األوامر مشروعة ويظهر تطبيق هذه السلطة من خالل أسلوب االمر والنهي الذي يتوجه به الرئيس للمرؤوس. ـ واجب والتزام الطاعة والخضوع والتبعية من قبل الموظف او العون العام المرؤوس وهو من األسس ا لتي يقوم عليها سير المرافق العامة ،فإن كان للرئيس حق اصدار القرارات فالمرؤوس ملزم بطاعته غير ان هذا ال يعني عدم قدرة الموظف في االعتراض على أوامر رئيسه ،هذا ما نظمه القانون اإلداري والمدني واالجتهاد القضائي حيث يمكن رفض األوامر غير المشروعة ويشترط ان يكون القرار مخالفا للقانون يتعين على الموظف تبليغ رئيسه بعدم المشروعية تبليغا كتابيا ثابتا وهنا ال يمكن اعتبار رفض التنفيذ خطأ تأديبي يؤدي عادة الى فصل الموظف. /3صور المركزية اإلدارية: للمركزية اإلدارية صورتان هما التركيز اإلداري وعدم التركيز اإلداري. ـ2ـ التركيز اإلداري: حسب هذا النظام تتركز السلطة اإلدارية في يد الوزراء في العاصمة وهذا في كل عموميات وجزئيات التنظيم اإلداري ،وهنا ال يكون للوزارات ممثلين على المستوى اإلقليمي وتتركز سلطة اتخاذ القرار وتنفيذه في مكاتب الوزراء ويشرف هؤالء على كل المرافق العامة وطنية كانت او محلية ،والتي أساسا تنشأ، تسير ويبث في شؤون هيئاتها اإلدارية رجال الحكومة المركزية الذين يتخذون قرارات إدارية ،يعدلونها ويلغونها ،أي ان اصدار القرار يكون حكرا على عمال وموظفي الحكومة المركزية ولها خيار لموظفي الهيئات المحلية. ـ1ـ عدم التركيز اإلداري: بمقتضاه يخول لموظفي الوزارات في العاصمة او في المناطق المحلية سواء بمفردهم او في شكل لجان والئية البث في بعض المسائل اإلدارية دون الحاجة للرجوع الى الوزير. اخذت معظم الدول الحديثة بصورة عدم التركيز اإلداري لما ترتب من مشاكل عن التركيز المطلق للسلطات في يد هيئة واحدة ،بجانب رئيس السلطة التنفيذية يستحدث جهاز اداري يتدرج الى وحدات إدارية منظمة تنظيما رئاسيا .وبمقتضى هذا األسلوب تخفف األعباء على الهيئات الممركزة بتحويل جزء من سلطاتها الى مصالح وموظفين منتشرين على المستوى المحلي. هؤالء مرتبطين بعالقة التدرج الرئاسي وفقا للسلم اإلداري القائم على قاعدة التبعية حيث تكون الهيئة غير الممركزة تابعة للهيئة التي تعلوها الى غاية قمة الهرم. /4تقدير نظام المركزية اإلدارية: ـ2ـ مزايا النظام :للمركزية اإلدارية عدة مزايا: ـ األخذ بمبدأ المركزية اإلدارية يؤدي الى الوحدة اإلدارية في الدولة ويساهم في تثبت سلطات الحكومة المركزية وتمكينها من تسيير الدولة فهو ضد التجزئة. ـ األخذ بمبدأ المركزية اإلدارية يؤدي الى توحيد اإلدارة وتناسقها تبعا لتوحيد أساليب وانماط النشاط اإلداري في مختلف مرافق الدولة كما يؤدي مع طول حالة عدم التجزئة الى استقرار اإلجراءات واكتساب الدولة وحدة السلطات اإلدارية. ـ الهيئات الممركزة تسعى الى تقديم برامج متجانسة في توفير الخدمة العامة. ـ تساعد اإلدارة المركزية على انتقاء رجال اإلدارة ذوي المواهب والخبرة القانونية واإلدارية وهذا عن طريق التعيين. ـ األخذ بهذا النظام يؤدي الى تجميع القوة العامة في يد اإلدارة المركزية ما يسمح بنجاة الدولة من الثورات واالختالالت الداخلية فيها. ـ1ـ عيوب المركزية اإلدارية: ـ البطء في انجاز المعامالت نتيجة للروتين اإلداري والتعقيدات بسبب السلطة الرئاسية. ـ تعتبر اإلدارة المركزية سالح خطير في يد السلطة يأخذ شكل الضغط على المواطنين بسبب تعطيل تصريف معالجة طلب الخدمة العامة وهذا ما يؤدي كذلك الى تراكم القضايا والطلبات امام اإلدارة المركزية وتضخم داخل قطاع المرفق العام (ما يعرف بالبيروقراطية السلبية). ب) الالمركزية اإلدارية: /1تعريفها: هي توزيع السلطات على أكبر عدد من األشخاص داخل التنظيم ،أما في مجال اإلدارة العامة هي أسلوب في التنظيم يقوم على أساس توزيع السلطات واالختصاصات بين السلطة المركزية وهيئات قانونية أخرى مستقلة ،فالالمركزية بمعناها الكامل تتحقق عندما يشكل مجالس او هيئات يختارها المواطنون باالنتخاب. /2أركانها: ـ االعتراف بوجود مصالح محلية متميزة :من البديهي الحديث في النظام الالمركزي عن وجود مصالح او شؤون محلية ولالهتمام باالحتياجات والمتطلبات لسكان األقاليم المتميزة عن مجموعة المصالح العامة الوطنية لزم انشاء هيئات محددة ذات نطاق إقليمي جغرافي فني او مرفقي محدد. وترتكز السياسة الالمركزية على توزيع متوازن للصالحيات والمهام حسب تقسيم منطقي للمسؤولية داخل إطار وحدة الدولة. وباعتبار السلطة المركزية ملزمة بالبث في القضايا ذات األهمية الوطنية أنشأت مصالح ومرافق محلية تهتم بالنظر في الشؤون الخاصة المحلية. ـ اختصاصها :حدد المشرع عند انشاء الهيئات الالمركزية القانونية وبالرجوع لكل من الدستور والقانون المدني ومختلف التنظيمات اإلدارية ،نطاق حجم المصالح اإلقليمية والجغرافية للهيئة الالمركزية اإلقليمية فالمشرع حدد الفاصل والعالقة بين هذه الهيئات حسب اختصاصها اإلقليمي وحسب اختصاصها المرفقي األولى هي الالمركزية اإلقليمية متمثلة في الوالية ،البلدية والمؤسسات العمومية الوطنية او المحلية ،كلها محددة في نطاق إقليمي جغرافي ،أما الثانية فهي الالمركزية المرفقية التي تتحدد مؤسساتها بحسب موضوع نش اط معين (مثال المؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز ،الجامعة ،المستشفى ...الخ) ـ االنشاء وقيام أجهزة محلية ومستقلة :ان استقالل الهيئات الالمركزية يمكنها من اتخاذ قراراتها وتسيير شؤونها دون تدخل األجهزة المركزية وبذلك يعتمد وجود الهيئات الالمركزية على اكتسابها الشخصية المعنوية وبالرجوع لقواعد القانون المدني السيما المواد 16،91،92يتحقق اكتساب الشخصية المعنوية باستقالليتها القانونية ،قدرتها على اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ،استقالليتها المالية وحتى وجود هيئة تمثلها امام كل األجهزة األخرى واالعتراف واالعالن الرسمي بوجودها. فأما الوالية والبلدية او حتى المؤسسات العمومية الوطنية تنشأ بموجب قانون ،أما غيرها من المؤسسات والهيئات الالمركزية عادة تنشأ بموجب قرار اداري وعلى كل ورد ذكر الجماعات اإلقليمية في دستور 2669المعدل والمتمم الذي اعتبر البلدية الجماعة القاعدية وكل الهيئات الالمركزية المندرجة في إطار الجماعات اإلقليمية المحلية تعبر عن مشاركة المواطنين في تسيير شؤون العامة. /3األسس العامة لالمركزية اإلدارية: ـ 2ـ االعتراف بوجود مصالح متميزة عن المصالح الوطنية :ان التقسيم العام للدولة يجعل كل منطقة او هيئة محلية لها ت مييز عن غيرها ،فالدولة او الهيئات المركزية تتحكم عادة بكل المرافق ذات األهمية الكبرى والحساسة في الدولة كمرفق االمن ،الدفاع ،القضاء ،الصحة ،المواصالت ،...وهذا عبر التراب الوطني ،أما المرافق المحلية كالنقل المحلي ،توزيع المياه والغابات فاألحرى تركها لمن يستفيدون منها مباشرة. ـ 1ـ االشراف على المصالح اإلقليمية من طرف هيئات منتخبة :فاالنتخاب هو اهم طريقة جمهورية ديمقراطية لتكوين مجالس تعبر عن اإلرادة العامة للمواطنين. ـ :ـ استقالل المجالي في ممارسة اختصاصاتها تحت اشراف السلطة المركزية :ان استقالل الهيئات الالمركزية ال يراد منه الفصل المطلق لها عن الهيئات المركزية او عزل كل هيئة محلية عن األخرى بل يفترض منها التعاون ،التكامل والتعايش بين الهيئات. /4العناصر المميزة لالمركزية اإلدارية: ـ الالمركزية اإلدارية والالمركزية السياسية :إن الالمركزية اإلدارية هي المركزية وظيفية تنقل اختصاص السلطات المسؤولة لمؤسسات محلية منطقية لتنفيذ السياسات ومتابعة االستثمارات العمومية. أما الالمركزية السياسية فتعتمد على تركيب بسيط لمجموعة من الدويالت تتصرف باستقالل تشريعي تنفيذي وقضائي ،لها سلطاتها وحدودها يجمعها دستور اتحادي يضمن عدم تفكك الدولة. ـ الالمركزية اإلدارية وعدم التركيز اإلداري يتشابه النظامان في ان كالهما يؤديان الى توزيع السلطات اإلدارية ،غير انهما يختلفان في كون عدم التركيز اإلداري صورة من صور المركزية وال استقاللية له عنها ،كما ان اختصاص ممثلي الهيئات المركزية يخضع دائما لرقابتها الرئاسية كما تتحمل هذه األخيرة مسؤولية تصرفاتها وال تملك السلطة المركزية اال حق الوصاية اإلدارية. أما الالمركزية اإلدارية فلها استقاللية نسبية مالية وتسييرية وبالتالي تتحمل مسؤوليتها كاملة ولها استقاللية في اتخاذ القرار (على اال يتعدى هذا القرار السياسة المركزية) /5تقييم الالمركزية اإلدارية: ـ مزاياها: ـ تعتبر الالمركزية تكريسا لمبادئ الديمقراطية ألنها تهدف وال تشارك الشعب في اتخاذ القرار وإدارة المرافق العامة المحلية. ـ يخفف العبء على اإلدارة المركزية بتوزيع الوظيفة اإلدارية بين اإلدارة المركزية والهيئات المحلية ويتيح لإلدارة المركزية التفرغ آلداء المهام األكثر أهمية في رسم السياسة العامة. ـ النظام الالمركزي أقدر على مواجهة االزمات والخروج منها لعلم هذا األخير بكل المكونات الداخلية والخارجية لألقاليم ما يجعل موظفيه أكثر خبرة في مواجهة الظروف واألزمات المحلية كالثورات والخلل. ـ تحقيق العدالة في توزيع حصيلة الضرائب وتوفير الخدمات في كافة أرجاء الدولة. ـ تقديم الالمركزية اإلدارية حال لكثير من المشاكل اإلدارية والبطء والروتي ن والـتأخر في اتخاذ القرار. ـ عيوبها: ـ يؤدي هذا النظام الى المساس بوحدة الدولة في بعض الحاالت قد ينشأ صراع بين الهيئات الالمركزية والسلطة المركزية لتمتع كالهما بالشخصية المعنوية. ـ غالبا ما تكون الهيئات الالمركزية أقل خبرة ودراية من السلطات المركزية وقد تكون أكثر اسرافا في االنفاق بالمقارنة مع اإلدارة المركزية.