You are on page 1of 4

‫محاضرة رقم ‪ :2‬املركزية اإلدارية‪:‬‬

‫تق وم املركزي ة –في مفهومه ا الع ام‪ -‬على مب دأ التوحي د وع دم التجزئ ة‪ ،‬بحيث يك ون‬
‫مركزي ا ك ل نشاط في الدولة‪ ،‬تك ون س لطة البث النه ائي في ه من إختص اص فرد أو هيئة‬
‫مركزية‪ .‬وقد تظهر املركزية في امليدان السياسي املركزية السياسية و ذلك عندما نكون‬
‫أم ام نظ ام سياس ي ال يس مح بالتعددي ة السياس ية ويؤس س نهج ه الدس توري على مب دأ‬
‫تركيز السلطات‪ .‬السياسية في يد الفئة الحاكمة ‪.‬‬

‫لق د ع رفت املؤسس ات املركزي ة في الجزائري ة ح ديثا تع ديالت هام ة‪ ،‬من خالل التع ديل‬
‫الدستوري الذي جرى منذ تاريخ نوفمبر ‪ ، 2008‬خاصة فيما يتعلق باملؤسسة التنفيذية‬
‫التي تعد أساس املركزية اإلدارية دون النظر لألجهزة األخرى كاإلستشارية منها‪،‬أو كما‬
‫يسميها الفقه السلطات اإلدارية إلتخاذ القرار ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬أركان املركزية اإلدارية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ترك يز الوظيف ة اإلداري ة في ي د الحكوم ة املركزي ة في العاص مة وال تي يك ون بي دها‬


‫وح دها س لطة إص دار الق رارات املختلف ة واإلش راف على مختل ف الم ا رف ق العام ة في‬
‫الدولة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬توزيع موظفي الجهاز اإلداري‪ :‬سواء من كان منهم في العاصمة أو في االقاليم‪ -‬على‬
‫درجات إدارية متصاعدة تتبع كل درجة منها االخرى مكونين بذلك هرما إداريا نجد في‬
‫قاعدت ه ص غار املوظفين وفي قمت ه ال رئيس اإلداري األعلى وه و ال وزير‪ .‬و يس تتبع‬
‫هذاالتسلسل الهرمي تدرج تصرفاتهم القانونية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أن يكون لكل عضو في درجة إدارية أعلى سلطة من دونه في السلم الوظيفي‪ ،‬وهو‬
‫م ا يس مى بالس لطة الرئاس ية‪ ،‬وممارس ة الس لطة الرئاس ية إم ا أن تتعل ق بأش خاص‬
‫املرؤوسين أو بأعمالهم ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صور املركزبة اإلدارية‪ :‬تأخذ املركزية من الناحية العملية صورتين هما‪:‬‬

‫‪--‬التركيز اإلداري‪.‬‬

‫‪- -‬عدم التركي اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬أوال ‪ :‬الترك‪##‬يز اإلداري يقصد به حصر س لطة البت والتقدير النه ائي في كل األمور بيد‬
‫الرئيس اإلداري األعلى رئيس الدولة‪ ،‬الوزير‪ ،‬املدير العام دون مشاركة أحد من نوابه أو‬
‫مرؤوس يه في ممارس ة ه ذه الس لطة‪ ،‬إن ه ذه الص ورة من املركزي ة وال تي يس ميها البعض‬
‫باملركزي ة املتطرف ة‪ --‬لم يع د من املتص ور وجوده ا الي وم م ع إتس اع مس احة الدول ة و‬
‫تشعب واجباتها ومهامها‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عدم التركيز اإلداري‪ :‬أما عدم التركيز اإلداري – أو ما يسمى باملركزية املعتدلة –‬
‫فيع ني أن يق وم ال رئيس اإلداري بنق ل س لطة البت والتقري ر النه ائي في ج انب من‬
‫إختصاصاته إلى نوابه ومرؤوسيه دون الرجوع إليه‪.‬ويتحقق عدم التركيز اإلداري بأحد‬
‫األسلوبين ‪:‬‬

‫‪ 1-‬أن يك ون هن اك نص وص تش ريعية ص ريحة ت وزع اإلختصاص ات بين الرؤس اء و‬


‫املرؤوسين‪.‬‬

‫‪ 2-‬أن يك ون هن اك تف ويض لإلختصاص ات من الرؤس اء إلى املرؤوس ين بحيث يم ارس‬


‫املرؤوس جانب ا من إختصاص ات ال رئيس ال ذي يقتص ر دوره في مث ل ه ذه الحال ة على‬
‫الرقابة واإلشراف ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تقدير املركزية اإلدارية‬

‫أوال ‪ :‬مزايا املركزية اإلدارية‪:‬‬


‫‪ 1-‬تقوي سلطة الحكومة املركزية وتحقق هيمنتها على مختلف أرجاء الدولة ‪.‬‬

‫‪ 2-‬هي األسلوب األمثل إلدارة املرافق العامة التي تهم جميع املواطنين في الدولة املرافق‬
‫العامة القومية إذ تضمن مركزية اإلدارة في هذا املجال أن تؤدي تلك املرافق خدماتها‬
‫وواجباتها على أحسن وجه‪.‬‬

‫‪ 3-‬ت ؤدي املركزي ة إلى توحي د النظم واإلج راءات اإلداري ة في الدول ة نظ را إلى وح دة‬
‫املصدر الذي تنبثق منه ويؤدي إلى تجانس هذه النظم ‪.‬‬

‫‪ 4-‬تس اهم في تقليل النفق ات العامة واإلقتص اد فيها وذل ك راج ع إلى محدودية الوح دات‬
‫اإلدارية في ظل النظام املركزي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عيوب املركزية اإلدارية‬

‫‪ 1-‬ع دم ديمقراطي ة األس لوب املرك زي ألن ه ال يعطي للمواط نين الفرص ة الختي ار من‬
‫يمثلهم و يتولى إدارة م ا رفقهم املحلية‪.‬‬

‫‪ 2-‬زيادة أعباء العمل على موظفي السلطة املركزية مما يؤدي إلى البطء والتعقيد في أداء‬
‫الخدمات التي تقدم للمواطنين‪.‬‬

‫‪ 3-‬عدم مالءمة القرارات اإلدارية املركزية في كثير من األحيان للواقع املحلي لعدم إملام‬
‫متخذيها بإحتياجات سكان الوحدات املحلية وظروفهم‪.‬‬

‫‪ 4-‬تركيز املشروعات الكبيرة في العاصمة واملدن الكبرى ٕواهمال باقي الوحدات املحلية‪.‬‬

You might also like