تحت اشراف :د .رفيقة اليحياوي مقدمة تعتبر نظم المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية من النماذج الرئيسية التي تشكل أساس تنظيم الحكومات وإدارة الشؤون العامةُ .يظهر الصراع بين هاتين النظامين كيف يمكن توجيه الدول وتنظيمها ،ويشكل موضوًع ا حيوًيا .للنقاش في سياق التطورات السياسية واالقتصادية العالمية فماهي المركزية اإلدارية و الالمركزية اإلدارية بشكل مفصل ؟ :سنعالج اإلشكالية المطروحة وفق التصميم التالي الفصل الثاني :الالمركزية اإلدارية الفصل األول :نظام المركزية اإلدارية المبحث األول :تعريف الالمركزية المبحث األول :تعريف المركزية اإلدارية اإلدارية و أنواعها مع بيان عناصرها و صورها المطلب األول :تعريف الالمركزية المطلب األول :تعريف المركزية اإلدارية اإلدارية المطلب الثاني :عناصر المركزية اإلدارية المطلب الثاني :أنواع الالمركزية و صورها اإلدارية المبحث الثاني :عيوب و مزايا المبحث الثاني :مزايا و عيوب المركزية الالمركزية االدارية اإلدارية المطلب األول :مزايا الالمركزية المطلب األول :مزايا المركزية اإلدارية اإلدارية المطلب الثاني :عيوب المركزية اإلدارية المطلب الثاني :عيوب الالمركزية اإلدارية الفصل األول :المركزية اإلدارية المبحث األول :تعريف المركزية اإلدارية مع بيان عناصرها و صورها
المطلب األول :تعريف المركزية اإلدارية
تعني المركزية في مفهومها العام التوحيد وعدم التجزئة اما في مجال التنظيم االداري فيقصد بالمركزية توحيد مظاهر النشاط االداري في الدولة وتجميعها في يد السلطة التنفيذية وفروعها في العاصمة واالقاليم بشكل يسمح بتوحيد .النمط االداري وتجانسه بالنسبة لكل اقاليم الدولة ولعموم شعبها وبهذا المفهوم فان نظام المركزية يلحق كل المرافق العامة الوطنية بجهة واحدة هي السلطة التنفيذية -الحكومة وهذه السلطة تقوم بتوزيع تلك االعمال .اإلدارية الخاصة لتلك المرافق بينها وبين الفروع التابعة لها في االقاليم ومعني هذه التبعية ارتباط هذه الفروع فيما بينها برباط التدرج االداري وخضوعها تماما لسلطة رئاسية عليا واحدة و القواعد و اجراءات و احكام واحدة المطلب الثاني :عناصر المركزية اإلدارية و صورها الفقرة األولى :عناصر المركزية اإلدارية أوال تركيز السلطة االدارية في يد االدارة المركزية :اول مقومات المركزية االدارية هو تركيز السلطة اإلدارية في يد الحكومة المركزية حيث يشرف الوزراء في العاصمة على جميع المرافق العامة في الدولة .و هذا ال يعني ان الوزراء هم الذين يقومون بأداء جميع مظاهر النشاط االداري في الدولة دون وجود موظفين فهذا امر بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيال و انما يعني هذا ان سلطة البت النهائي ) صاحبة القرار النهائي في المسائل االدارية ( تكون في ايدي السلطة المركزية وما هؤالء الموظفين اال مجرد قنوات لتنفيذ قرارات و تعليمات السلطة المركزية ثانيا خضوع موظفي الحكومة المركزية لنظام السلم اإلداري و السلطة الرئاسية وذلك بخضوع الموظف األقل درجة الموظف االعلى درجة الى ان يصل الى الوزير الذي يخضع له الجميع في وزارته. الفقرة الثانية :صور المركزية اإلدارية تتخذ المركزية في التطبيق العلمي احدى الصورتين :التركيز االداري والالتركيز االداري أوال التركيز اإلداري يقصد به تركيز السلطة االدارية كلها في عمومياتها وجزئياتها في العاصمة ،بحيث ال يكون الممثل االدارة المركزية في االقاليم آية سلطة خاصة في تدبير األمور وهذا يقتضي منهم الرجوع الى وزارتهم في كل شيء. وهذه الصورة من المركزية لم تعد شائعة في الوقت الحاضر الذي تعددت فيه واجبات الوزير وتنوعت مهامه بحيث لم يعد بإمكانه القيام بكل ما يتعلق بشؤون الوظيفة االدارية وظهر نظام الالتركيز االداري كوسيلة لتخفيف العبء عن الوزير المختص ثانيا الالتركيز االداري الالتركيز أو عدم التركيز االداري يقوم على اساس تخويل بعض موظفي الوزارة في العاصمة او في االقاليم بصفة فردية أو في شكل لجان تعين الحكومة اعضائها حق البث نهائيا في بعض دون حاجة للرجوع الى الوزير المختص .ال سيما في المسائل التي ال تحتاج االمور الى مجهود خاص في انجازها .وذلك لتخفيف قليال عن الوزير ولتحقيق السرعة في انجاز بعض امور الوظيفة االدارية خاصة بالنسبة لالماكن البعيدة عن العاصمة. وسلطة البث هذه ال تعني استقالل الموظفين عن الوزير وانما يخضعون بالرغم من ذلك الى اشرافه والى رؤسائهم االداريين أي في نطاق السلطة الرئاسية ويقوم نظام عدم التركيز االداري على مبدأ اساسي هو مبدأ التفويض ويقصد به ان يعهد المسؤول او الرئيس االداري في بعض اختصاصاته المستمدة من القانون الى أحد المرؤوسين بحيث يصبح من حق هذا االخير القيام بالعمل او االختصاص الذي تم .التفويض فيه ولكن تحت السلطة الرئاسية المفوضة :وقد استقر الفقه والقضاء على الشروط االساسية للتفويض المتمثلة في ما يلي ال تفويض الى بنص ومن ثم ال يجوز التفويض اال إذا اجازه القانون وان يصدر قرارا بالتفويض . ال تفويض في السلطات المفوضة ويميز عادة بين نوعين من التفويض :هما تفويض السلطة او تفويض االختصاص ،وتفويض التوقيع أو االمضاء يتميز تفويض السلطة بكونه يمنح بصفة معينة أو وظيفة كالتفويض لمدير مركزي او لرئيس مصلحة خارجية وليس الشخص بذاته ويفيد نقل جانب من السلطة او االختصاص أو السلطة المخول اليها اصال الى سلطة اخرى -المفوض اليها -فيوقع هذا األخير على هذا التصرف باسمه و لحسابه يتحقق تفويض التوقيع بسماح صاحب نيابة عنه عن بعض التصرفات او بعض الوثائق االدارية لذلك فعنصر الثقة ضروري لهذا النوع من التفويض وتختلف اثار التفويض فيما اذا كان التفويض في السلطة او كان التفويض في التوقيع وبيان ذلك كما يلي :تفويض السلطة يؤدي الى نقل االختصاص من المفوض الى المفوض اليه ومن ثم فهو يؤدي الى حرمان المفوض صاحب االختصاص االصيل من ممارسة االختصاص طوال مدة التفويض ،في حين تفويض التوقيع ال يمنع المفوض من .ممارسة االختصاص بجوار المفوض اليه ان تفويض السلطة يوجه الى الشخص بصفته ال بشخصه ويترتب على ذلك نتيجة مهمة هي بقاء التفويض على الرغم من تغيير شاغل المنصب ،في حين ان تفويض التوقيع يكون شخصيا األمر الذي يجعله مرتبطا بشخص مفوض والمفوض .له فينقضي بتغيير احدهما وتفويض السلطة ال يعفي عن مسؤولية االخطاء التي يرتكبها المفوض اليهم وهو يظل .مسؤوال اداريا وقضائيا على خالف الوضع بالنسبة للتفويض في التوقيع المبحث الثاني :مزايا و عيوب المركزية اإلدارية المطلب األول :مزايا المركزية اإلدارية ينسب أنصار المركزية لها بعض المزايا كما يوجه منتقدوها اليها جملة من .االنتقادات تعتبر المركزية االدارية أداة فعالة لتقوية السلطة العامة داخل . الدولة وفرض هيمنتها في جميع انحاء البالد على جميع المستويات القانونية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية. فهي تعتبر ضرورية ألي دولة حتى ولو مع وجود نظام .الالمركزية االدارية تعمل المركزية االدارية على توحيد وتشابه وتجانس النظم االدارية في جميع االقاليم ومرافق الدولة الشيء الذي يقوي من .وحدة الدولة ويتم ذلك كله تحت اشراف السلطات المركزية المطلب الثاني :عيوب المركزية اإلدارية من عيوب المركزية انها اسلوب يتعارض مع مبدأ الديمقراطية والمشاركة الشعبية على المستوى المحلي فهو ال يسمح لسكان الوحدات المحلية بالتعبير عن ارادتهم في اختيار الهيئات التي تتولى ادارة شؤونهم المحلية مما ينعكس سلبا على تفاعلهم مع السلطات االدارية التي تتولى ادارة شؤونهم كما يتسم نظام المركزية االدارية بالبطء والروتين في اداء الخدمات وفي تلبيةاحتياجات المواطنين لذلك تم االهتداء الى تطبيق نظام الالتركيز االداري.قد تؤدي أيضا الى استئثار العاصمة بمعظم المشروعات والمرافق العمومية األمر الذي يؤدي الى عدم تجانس مستوى النمو االجتماعيواالقتصادي في الدولة .نظام المركزية االدارية يتعارض في تطبيقاته مع مبدا تقريب اإلدارة من المواطنين ،كما ان بعد مركز اتخاذ القرارات عن المكان الذي تطبق فيه يجعل تلك القرارات غير مالئمة في الغالب لمواجهة االحتياجات والمشاكل المحلية بلد الالمركزية اإلدارية الفصل الثاني :الالمركزية اإلدارية المبحث األول :تعريف الالمركزية اإلدارية و أنواعها المطلب األول :تعريف الالمركزية اإلدارية يمكن تعريف الالمركزية االدارية بانها تنظيم اداري بمقتضاه يتم توزيع السلطة داخل الدولة بين الوحدات المركزية المتواجدة في العاصمة االدارية وبين وحدات ترابية منتشرة في جميع التراب الوطني او متخصصة في مجال معين متمتعة بالشخصية المعنوية واالستقالل االداري والمالي مع خضوعها لوصاية السلطة المركزية ضمانا للحفاظ على االنسجام و الوحدة الوطنية المطلب الثاني :أنواع الالمركزية اإلدارية تتخذ الالمركزية االدارية شكلين اساسين الالمركزية الترابية او االقليمية ويقصد بها في المغرب الجماعات الترابية الالمركزية المرفقية أو المصلحية :وتتمثل في المؤسسات العمومية :أوال :الالمركزية الترابية تقضي الالمركزية الترابية أو االقليمية االعتراف من قبل المشرع ألجزاء من التراب الوطني بالشخصية المعنوية وباالستقالل االداري والمالي :لتسيير الشؤون المحلية وتقوم على ثالثة اركان اساسية وهي وجود مصالح ذاتية متميزة عن المصالح الوطنية ,وجود هيئات ادارية مستقلة إلدارة هذه المصالح و خضوع هذه الهيئات للوصاية او الرقابة االدارية تعني وجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية هي ضرورة وجود مصالح ذاتية محلية متميزة عن المصالح الوطنية ،بمعنى ان ثمة مصالح محلية ينبغي ترك مباشرتها واالشراف عليها لمن يهمه األمر حتى تتفرغ الحكومة المركزية لمصالح اخرى ذات طابع عام تهم الدولة كلها فمثال اذا اكانت الدولة تهيمن على المرافق ذات االهمية الكبرى كمرافق االمن والدفاع والقضاء والمواصالت عبر التراب الوطني فان المرافق المحلية كالنقل المحلي وتوزيع الملء والكهرباء ....الخ يستحسن تركها لمن يستفيدون منها مباشرة فهم ادرى باحتياجاتهم اليها واقدر على تسييرها .ويتولى المشرع عادة توزيع االختصاصات بين السلطة المركزية والوحدات الالمركزية وقد يتضمن الدستور المغربي في هذا المجال بعض التوجهات :العامة للمشرع مثل :الفصل 135من الدستور المغربي الذي نص على ما يلي الجماعات الترابية اشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام تسير شؤونها بكيفية" ديموقراطية" ويترتب عن تحديد المشرع الختصاصات الهيئات المركزية عدة نتائج :من اهمها ال يجوز ايضا للهيئات الالمركزية ان تتحلل او تتنصل من أي اختصاص محدد لها .قانونا كما يجب ان يعهد باإلشراف الى هذه المصالح الى هيئات منتخبه الن االدارة المحلية تسعى باألساس الى تحقيق المصالح المحلية . الى من يهمهم االمر وذلك إلشباع حاجياتهم المحلية بأنفسهم ولما كان من المستحيل من ابناء االقليم او الجماعة بان يقوموا بهذه المهمة بأنفسهم مباشرة ،فان المشرع قد جعل هذه المصالح المحلية الى من ينتخبونه نيابة عنهم ومن ثم كان االنتخاب هو الطريقة االساسية التي يتم عن طريقها تخويل المجالس المعبرة عن ارادة الشخص المعنوي العام الترابي وفي هذا االطار نصت الفقرة 3من الفصل 135من دستور : 2011 تنتخب مجالس الجهات والجماعات باالقتراع العام المباشر" .ومن هذا المنطلق تتميز الالمركزية الترابية عن الالمركزية المرفقية أو .المصلحية ( المؤسسات العمومية ( التي تستند على التعيين اما ممارسة الرقابة او الوصاية على الهيئات الالمركزية يقصد بالرقابة او الوصاية مجموع السلطات المحددة التي تخولها القانون اشخاص و اعمال الهيئات المحلية بغية تحقيق وحماية لجهة معينة لإلشراف على .المصلحة :العامة .ويخضع نظام الوصاية االدارية للقواعد التالية ال وصاية بدون نص قانوني يسمح بممارستها ممارسة الوصاية تتم من قبل األشخاص المحددة قانونا مع امكانية تفويضها .اذا نص مشرع على ذلك ال يجوز لسلطة الوصاية ان تحل محل الهيئات الالمركزية في اتخاذ بعض القرارات اال اذا اجاز المشرع ذلك صراحة :ثانيا :الالمركزية المرفقية المصلحية بمقتضى هذا النوع من الالمركزية االدارية يتم منح مرفق عمومي شخصية معنوية يتمتع بمقتضاها باستقالل مالي واداري في عملية تسييره بحسب تخصصه وذلك تحت وصاية السلطة المنشئة له وهذا ما يعرف بالمؤسسات العمومية ترتكز الالمركزية المرفقية على التخصص الوظيفي والموضوعي دون االهتمام .بالنطاق الترابي او االقليمي الذي يمارس فيه ذلك النشاط غير انه يالحظ ان انواع الالمركزية الثالث ال تجتمع في صورة الالمركزية المرفقية لذلك فان اعضائها ال يتم انتخابهم ولكن في الغالب األعم يتم :تعيينهم وال تقوم فكرة المؤسسة العمومية اال بتوافر العناصر التالية .وجود مرفق عام . االعتراف بهذا المرفق بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واالداري مع . .الخضوع لسلطة الوصاية ان يكون غرض المؤسسة العامة اشباع حاجات عامة معينة تختص المؤسسة العامة .بأدائها والمهم في هذا التخصص هو اقتصاره على غرض محدد ال يحق لها ان تتجاوزه وهو .االختصاص الذي يتم تسطيره اثناء احداثها فالجامعة مثال :مؤسسة وتخصصها هو تقديم خدمات التعليم العالي والمكتب الوطني .للسكك الحديدية يعتبر متخصص في نقل المسافرين والبضائع عبر السكك الحديدية ومن ثم فان هاتين المؤسستين ال يحق لهما ان تتجاوزا اختصاصيهما اللذين .انشئن من اجلهما المبحث الثاني :عيوب و مزايا الالمركزية االدارية المطلب األول :مزايا الالمركزية اإلدارية لقد فرض االسلوب الالمركزي نفسه بقوة في العقود االخيرة ومرد ذلك العتبارات سياسية وادارية فمن الجانب السياسي تعتبر الالمركزية تعزيزا للديمقراطية عن طريق السماح بالمشاركة الشعبية في ادارة الشؤون المحلية من خالل هيئات محلية تتحمل جزءا من المسؤولية الى جانب السلطة المركزية .اما على المستوى االداري فتساهم فيحل كثير من المشاكل التي تنتج عن االخذ بأسلوب المركزية االدارية لذلك فان الالمركزية االدارية تحقق العديد من المزايا وهو ما دفع بالعديد من الدول لألخذ بها الى جانب .المركزية االدارية وفي المقابل فهناك بعض المآخذ عليها االخذ بأسلوب الالمركزية االدارية يساهم في تخفيف العبء عن كاهل السلطة المركزة عن طريق تولي الهيئات المحلية ادارة المرافق المحلية نظرا لعدم امكانية حصر جميع مظاهر النشاط االداري في يد السلطة المركزية ،يسبب تعدد وتنوع االعباء الموكول للسلطة .المركزية واتساع مظاهر النشاط االداري كما ان قرب الهيئات الالمركزية من المرتفقين يعطيها ميزة التعرف الحقيقي على احتياجاتهم وعلى طبيعة الخدمات واولوياتها وأفضل الطرق إلشباع هذه الحاجات وما يعزز ذلك هو أن أعضاء هذه الهيئات هم من االشخاص المستفيدين من هذه الخدمات بصورة مباشرة وهذا األمر ال يتحقق لموظفي السلطة المركزية في .العاصمة بسبب بعدهم عن مواقع تنفيذ القرار االخذ بنظام الالمركزية االدارية يؤدي الى الحد من الروتين اإلداري ويساهم . في االسراع في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمصالح المحلية على عكس النظام المركزي الذي يتطلب الرجوع الى السلطة المركزية في العاصمة مما يؤدي الى .اضاعة الوقت والتأخير في االستجابة لالحتياجات المحلية تعتبر الالمركزية االدارية اطارا مناسبا للمساعدة على االضطالع بالشؤون المحلية وبالتالي المساهمة في اتخاذ القرار والمشاركة في التدبير االداري وهي بذلك تعتبر اإلطار االنسب للممارسة السياسية والمشاركة الشعبية وقياس مدى التقدم السياسي لبلد معين فه ونظام يتجاوب مع االفكار الديمقراطية بإشراك .السكان المحليين في ادارة شؤونهم العامة المطلب الثاني :عيوب الالمركزية اإلدارية قد تؤدي الالمركزية االدارية الى المساس بالوحدة الوطنية للدولة وتدفع ببعض الوحدات المحلية للمطالبة باالستقالل واالنفصال عن الدولة خصوصا في المناطق التي تتواجد فيها االقليات العرفية او الطائفية التي قد تشعر .بالظلم وعدم العدالة وينطبق ذلك على االقاليم التي تتمتع بثروات او امتيازات قد تغريها في االنفصال عن الدولة كما يرى البعض بان عدم الخبرة االدارية لدى اعضاء الهيئات الالمركزية قد يؤدي الى تدني مستوى الخدمات المحلية .كما ان تعدد األجهزة االدارية التي تنشأ بسبب الالمركزية االدارية يؤدي الى زيادة في النفقات وهدر أموال الوحدات .المحلية قد تؤدي الالمركزية اإلدارية ايضا الى استئثار الهيئات المحلية بمصالحها الخاصة مما يخلق نوعا من التنافس الضار بين الوحدات الالمركزية وهو ما يؤثر سلبا على الصالح العام من خالل ترجيع المصلحة المحلية على حساب المصلحة .الوطنية وبغض النظر عن العيوب التي قيلت عن نظام الالمركزية االدارية فانه ال شك بأنه نظام يخلق نوعا من التضامن االجتماعي والسياسي ويشعر السكان باالنتماء الى الدولة التي تقدر حاجاتهم وتعطيهم الفرصة الكافية إلدارتها .وبالتالي يعزز من قيم الديمقراطية والمشاركة السياسية في صنع القرار الذي يخص الدولة ككل .ولذلك ليس غريبا في بعض الدول ان تكون رئاسة المجالس المحلية مقدمة .الرئاسة الدول خاتمة في خضم التطورات الحديثة في مجال اإلدارة الحكومية ،فإن مناقشة المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية تظهر كجوانب أساسية لتنظيم وإدارة الدول .تجلى الصراع بين المركزية والالمركزية في التحديات .والمزايا التي تقدمها كل نموذج للحكومة تؤكد المركزية على القدرة القوية للحكومة المركزية في اتخاذ القرارات وتوجيه السياسات بشكل فعال .ومع ذلك ،تبقى الالمركزية خياًر ا يتسم بالمرونة واالستجابة السريعة الحتياجات المجتمعات .المحلية في النهاية ،يتعين علينا أن ندرك أن الحلول الفعالة لإلدارة الحكومية ليست ثابتة ،بل يمكن أن تتغير وتتكيف وفًقا للسياق الثقافي واالقتصادي والسياسي في كل دولة .ربما يكون التفاعل المتوازن بين المركزية والالمركزية هو المفتاح لتحقيق التطور واالستدامة في اإلدارة الحكومية ،بما يضمن تلبية احتياجات المجتمعات المتنوعة .بشكل فعال