You are on page 1of 20

‫المركزية اإلدارية و الالمركزية اإلدارية‬

‫اعداد ‪ :‬مروى بوطيبي‬


‫تحت اشراف ‪ :‬د‪ .‬رفيقة اليحياوي‬
‫مقدمة‬
‫تعتبر نظم المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية من‬
‫النماذج الرئيسية التي تشكل أساس تنظيم الحكومات وإدارة‬
‫الشؤون العامة‪ُ .‬يظهر الصراع بين هاتين النظامين كيف‬
‫يمكن توجيه الدول وتنظيمها‪ ،‬ويشكل موضوًع ا حيوًيا‬
‫‪.‬للنقاش في سياق التطورات السياسية واالقتصادية العالمية‬
‫فماهي المركزية اإلدارية و الالمركزية اإلدارية بشكل‬
‫مفصل ؟‬
‫‪ :‬سنعالج اإلشكالية المطروحة وفق التصميم التالي‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول ‪ :‬نظام المركزية اإلدارية‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الالمركزية‬ ‫المبحث األول ‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية‬
‫اإلدارية و أنواعها‬ ‫مع بيان عناصرها و صورها‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الالمركزية‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية‬
‫اإلدارية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عناصر المركزية اإلدارية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع الالمركزية‬
‫و صورها‬
‫اإلدارية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬عيوب و مزايا‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مزايا و عيوب المركزية‬
‫الالمركزية االدارية‬ ‫اإلدارية‬
‫المطلب األول ‪ :‬مزايا الالمركزية‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مزايا المركزية اإلدارية‬
‫اإلدارية‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬عيوب المركزية اإلدارية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عيوب الالمركزية‬
‫اإلدارية‬
‫الفصل األول ‪ :‬المركزية اإلدارية‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية مع بيان عناصرها و صورها‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية‬


‫تعني المركزية في مفهومها العام التوحيد وعدم التجزئة اما في مجال التنظيم‬
‫االداري فيقصد بالمركزية توحيد مظاهر النشاط االداري في الدولة وتجميعها‬
‫في يد السلطة التنفيذية وفروعها في العاصمة واالقاليم بشكل يسمح بتوحيد‬
‫‪ .‬النمط االداري وتجانسه بالنسبة لكل اقاليم الدولة ولعموم شعبها‬
‫وبهذا المفهوم فان نظام المركزية يلحق كل المرافق العامة الوطنية بجهة واحدة‬
‫هي السلطة التنفيذية ‪ -‬الحكومة وهذه السلطة تقوم بتوزيع تلك االعمال‬
‫‪.‬اإلدارية الخاصة لتلك المرافق بينها وبين الفروع التابعة لها في االقاليم‬
‫ومعني هذه التبعية ارتباط هذه الفروع فيما بينها برباط التدرج االداري‬
‫وخضوعها تماما لسلطة رئاسية عليا واحدة و القواعد و اجراءات و احكام‬
‫واحدة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عناصر المركزية اإلدارية و صورها‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬عناصر المركزية اإلدارية‬
‫أوال تركيز السلطة االدارية في يد االدارة المركزية ‪ :‬اول مقومات‬
‫المركزية‬
‫االدارية هو تركيز السلطة اإلدارية في يد الحكومة المركزية حيث يشرف‬
‫الوزراء في العاصمة على جميع المرافق العامة في الدولة ‪ .‬و هذا ال يعني‬
‫ان الوزراء هم الذين يقومون بأداء جميع مظاهر النشاط االداري في الدولة‬
‫دون وجود موظفين فهذا امر بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيال و انما يعني‬
‫هذا ان سلطة البت النهائي ) صاحبة القرار النهائي في المسائل االدارية‬
‫( تكون في ايدي السلطة المركزية وما هؤالء الموظفين اال مجرد قنوات‬
‫لتنفيذ قرارات و تعليمات السلطة المركزية‬
‫ثانيا خضوع موظفي الحكومة المركزية لنظام السلم اإلداري و السلطة‬
‫الرئاسية‬
‫وذلك بخضوع الموظف األقل درجة الموظف االعلى درجة الى ان يصل‬
‫الى الوزير الذي يخضع له الجميع في وزارته‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬صور المركزية اإلدارية‬
‫تتخذ المركزية في التطبيق العلمي احدى الصورتين ‪ :‬التركيز االداري‬
‫والالتركيز االداري‬
‫أوال التركيز اإلداري يقصد به تركيز السلطة االدارية كلها في عمومياتها‬
‫وجزئياتها في العاصمة‪ ،‬بحيث ال يكون الممثل االدارة المركزية في‬
‫االقاليم آية سلطة خاصة في تدبير األمور وهذا يقتضي منهم الرجوع‬
‫الى وزارتهم في كل شيء‪.‬‬
‫وهذه الصورة من المركزية لم تعد شائعة في الوقت الحاضر الذي تعددت‬
‫فيه واجبات الوزير وتنوعت مهامه بحيث لم يعد بإمكانه القيام بكل ما‬
‫يتعلق بشؤون الوظيفة االدارية وظهر نظام الالتركيز االداري كوسيلة‬
‫لتخفيف العبء عن الوزير المختص‬
‫ثانيا الالتركيز االداري‬
‫الالتركيز أو عدم التركيز االداري يقوم على اساس تخويل بعض موظفي الوزارة في‬
‫العاصمة او في االقاليم بصفة‬
‫فردية أو في شكل لجان تعين الحكومة اعضائها حق البث نهائيا في بعض دون حاجة‬
‫للرجوع الى الوزير المختص ‪.‬ال سيما في المسائل التي ال تحتاج‬
‫االمور الى مجهود خاص في انجازها‪ .‬وذلك لتخفيف قليال عن الوزير ولتحقيق السرعة‬
‫في انجاز بعض امور الوظيفة االدارية خاصة بالنسبة لالماكن البعيدة عن العاصمة‪.‬‬
‫وسلطة البث هذه ال تعني استقالل الموظفين عن الوزير وانما يخضعون بالرغم من‬
‫ذلك الى اشرافه والى رؤسائهم االداريين أي في نطاق السلطة‬
‫الرئاسية ويقوم نظام عدم التركيز االداري على مبدأ اساسي هو مبدأ التفويض ويقصد به‬
‫ان يعهد المسؤول او الرئيس االداري في بعض اختصاصاته المستمدة من القانون الى‬
‫أحد المرؤوسين بحيث يصبح من حق هذا االخير القيام بالعمل او االختصاص الذي تم‬
‫‪.‬التفويض فيه ولكن تحت السلطة الرئاسية المفوضة‬
‫‪:‬وقد استقر الفقه والقضاء على الشروط االساسية للتفويض المتمثلة في ما يلي‬
‫ال تفويض الى بنص ومن ثم ال يجوز التفويض اال إذا اجازه القانون وان‬
‫يصدر قرارا بالتفويض‬
‫‪.‬‬
‫ال تفويض في السلطات المفوضة ويميز عادة بين نوعين من التفويض‪ :‬هما تفويض‬
‫السلطة او تفويض االختصاص ‪ ،‬وتفويض التوقيع أو االمضاء‬
‫يتميز تفويض السلطة بكونه يمنح بصفة معينة أو وظيفة كالتفويض لمدير مركزي او‬
‫لرئيس مصلحة خارجية وليس الشخص بذاته ويفيد نقل جانب من السلطة او االختصاص‬
‫أو السلطة المخول اليها اصال الى سلطة اخرى ‪ -‬المفوض اليها ‪ -‬فيوقع هذا األخير على‬
‫هذا التصرف باسمه و لحسابه‬
‫يتحقق تفويض التوقيع بسماح صاحب نيابة عنه عن بعض التصرفات او بعض الوثائق‬
‫االدارية لذلك فعنصر الثقة ضروري لهذا النوع من التفويض وتختلف اثار التفويض فيما‬
‫اذا كان التفويض في‬
‫السلطة او كان التفويض في التوقيع وبيان ذلك كما يلي‪ :‬تفويض السلطة يؤدي الى نقل‬
‫االختصاص من المفوض الى المفوض اليه ومن ثم فهو يؤدي الى حرمان المفوض‬
‫صاحب االختصاص االصيل من ممارسة االختصاص طوال مدة التفويض‪ ،‬في حين‬
‫تفويض التوقيع ال يمنع المفوض من‬
‫‪ .‬ممارسة االختصاص بجوار المفوض اليه‬
‫ان تفويض السلطة يوجه الى الشخص بصفته ال بشخصه ويترتب على ذلك نتيجة مهمة‬
‫هي بقاء التفويض على الرغم من تغيير شاغل المنصب‪ ،‬في حين ان تفويض التوقيع‬
‫يكون شخصيا األمر الذي يجعله مرتبطا بشخص مفوض والمفوض‬
‫‪ .‬له فينقضي بتغيير احدهما‬
‫وتفويض السلطة ال يعفي عن مسؤولية االخطاء التي يرتكبها المفوض اليهم وهو يظل‬
‫‪.‬مسؤوال اداريا وقضائيا على خالف الوضع بالنسبة للتفويض في التوقيع‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مزايا و عيوب المركزية اإلدارية‬
‫المطلب األول ‪ :‬مزايا المركزية اإلدارية‬
‫ينسب أنصار المركزية لها بعض المزايا كما يوجه منتقدوها اليها‬
‫جملة من‬
‫‪.‬االنتقادات‬
‫تعتبر المركزية االدارية أداة فعالة لتقوية السلطة العامة داخل ‪.‬‬
‫الدولة وفرض هيمنتها في جميع انحاء البالد على جميع‬
‫المستويات القانونية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬
‫فهي تعتبر ضرورية ألي دولة حتى ولو مع وجود نظام‬
‫‪.‬الالمركزية االدارية‬
‫تعمل المركزية االدارية على توحيد وتشابه وتجانس النظم‬
‫االدارية في جميع االقاليم ومرافق الدولة الشيء الذي يقوي من‬
‫‪.‬وحدة الدولة ويتم ذلك كله تحت اشراف السلطات المركزية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عيوب المركزية اإلدارية‬
‫من عيوب المركزية انها اسلوب يتعارض مع مبدأ الديمقراطية والمشاركة‬
‫الشعبية‬
‫على المستوى المحلي فهو ال يسمح لسكان الوحدات المحلية بالتعبير عن‬
‫ارادتهم في اختيار الهيئات التي تتولى ادارة شؤونهم المحلية مما ينعكس‬
‫سلبا على تفاعلهم مع السلطات االدارية التي تتولى ادارة شؤونهم كما‬
‫يتسم نظام المركزية االدارية بالبطء والروتين في اداء الخدمات وفي‬
‫تلبيةاحتياجات المواطنين لذلك تم االهتداء الى تطبيق نظام الالتركيز‬
‫االداري‪.‬قد تؤدي أيضا الى استئثار العاصمة بمعظم المشروعات‬
‫والمرافق العمومية األمر الذي يؤدي الى عدم تجانس مستوى النمو‬
‫االجتماعيواالقتصادي في الدولة ‪.‬نظام المركزية االدارية يتعارض في‬
‫تطبيقاته مع مبدا تقريب اإلدارة من المواطنين‪ ،‬كما ان بعد مركز اتخاذ‬
‫القرارات عن المكان الذي تطبق فيه يجعل تلك القرارات غير مالئمة في‬
‫الغالب لمواجهة االحتياجات والمشاكل المحلية بلد الالمركزية اإلدارية‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الالمركزية اإلدارية‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الالمركزية اإلدارية و أنواعها‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الالمركزية اإلدارية‬
‫يمكن تعريف الالمركزية االدارية بانها‬
‫تنظيم اداري بمقتضاه يتم توزيع السلطة داخل الدولة بين الوحدات‬
‫المركزية المتواجدة في العاصمة االدارية وبين وحدات ترابية‬
‫منتشرة في جميع التراب الوطني او متخصصة في مجال معين‬
‫متمتعة بالشخصية المعنوية واالستقالل االداري والمالي مع‬
‫خضوعها لوصاية السلطة المركزية ضمانا للحفاظ على االنسجام و‬
‫الوحدة الوطنية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع الالمركزية اإلدارية‬
‫تتخذ الالمركزية االدارية شكلين اساسين‬
‫الالمركزية الترابية او االقليمية ويقصد بها في المغرب الجماعات الترابية‬
‫الالمركزية المرفقية أو المصلحية ‪ :‬وتتمثل في المؤسسات العمومية‬
‫‪ :‬أوال‪ :‬الالمركزية الترابية‬
‫تقضي الالمركزية الترابية أو االقليمية االعتراف من قبل المشرع ألجزاء‬
‫من التراب الوطني بالشخصية المعنوية وباالستقالل االداري والمالي‬
‫‪ :‬لتسيير الشؤون المحلية وتقوم على ثالثة اركان اساسية وهي‬
‫وجود مصالح ذاتية متميزة عن المصالح الوطنية ‪ ,‬وجود هيئات ادارية‬
‫مستقلة إلدارة هذه المصالح و خضوع هذه الهيئات للوصاية او الرقابة‬
‫االدارية‬
‫تعني وجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية هي‬
‫ضرورة وجود مصالح ذاتية محلية متميزة عن المصالح الوطنية‪ ،‬بمعنى ان ثمة‬
‫مصالح محلية ينبغي ترك مباشرتها واالشراف عليها لمن يهمه األمر حتى تتفرغ‬
‫الحكومة المركزية لمصالح اخرى ذات طابع عام تهم الدولة كلها‬
‫فمثال اذا اكانت الدولة تهيمن على المرافق ذات االهمية الكبرى كمرافق االمن والدفاع‬
‫والقضاء والمواصالت عبر التراب الوطني فان المرافق المحلية كالنقل المحلي‬
‫وتوزيع الملء والكهرباء ‪ ....‬الخ يستحسن تركها لمن يستفيدون منها مباشرة فهم ادرى‬
‫باحتياجاتهم اليها واقدر‬
‫على تسييرها‪ .‬ويتولى المشرع عادة توزيع االختصاصات بين السلطة المركزية‬
‫والوحدات الالمركزية وقد يتضمن الدستور المغربي في هذا المجال بعض التوجهات‬
‫‪:‬العامة للمشرع مثل‪ :‬الفصل ‪ 135‬من الدستور المغربي الذي نص على ما يلي‬
‫الجماعات الترابية اشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام تسير شؤونها بكيفية"‬
‫ديموقراطية" ويترتب عن تحديد المشرع الختصاصات الهيئات المركزية عدة نتائج‬
‫‪ :‬من اهمها‬
‫ال يجوز ايضا للهيئات الالمركزية ان تتحلل او تتنصل من أي اختصاص محدد لها‬
‫‪.‬قانونا‬
‫كما يجب ان يعهد باإلشراف الى هذه المصالح الى هيئات منتخبه‬
‫الن االدارة المحلية تسعى باألساس الى تحقيق المصالح المحلية ‪.‬‬
‫الى من يهمهم االمر وذلك إلشباع حاجياتهم المحلية بأنفسهم ولما‬
‫كان من المستحيل من ابناء االقليم او الجماعة بان يقوموا بهذه‬
‫المهمة بأنفسهم مباشرة‪ ،‬فان المشرع قد جعل هذه المصالح المحلية‬
‫الى من ينتخبونه نيابة عنهم ومن ثم كان االنتخاب هو الطريقة‬
‫االساسية التي يتم عن طريقها تخويل المجالس المعبرة عن ارادة‬
‫الشخص المعنوي‬
‫العام الترابي‬
‫وفي هذا االطار نصت الفقرة ‪ 3‬من الفصل ‪ 135‬من دستور ‪: 2011‬‬
‫تنتخب مجالس الجهات والجماعات باالقتراع العام المباشر"‪ .‬ومن‬
‫هذا المنطلق تتميز الالمركزية الترابية عن الالمركزية المرفقية أو‬
‫‪ .‬المصلحية ( المؤسسات العمومية ( التي تستند على التعيين‬
‫اما ممارسة الرقابة او الوصاية على الهيئات الالمركزية‬
‫يقصد بالرقابة او الوصاية مجموع السلطات المحددة التي تخولها القانون اشخاص و‬
‫اعمال الهيئات المحلية بغية تحقيق وحماية لجهة معينة لإلشراف على ‪ .‬المصلحة‬
‫‪ :‬العامة‪ .‬ويخضع نظام الوصاية االدارية للقواعد التالية‬
‫ال وصاية بدون نص قانوني يسمح بممارستها‬
‫ممارسة الوصاية تتم من قبل األشخاص المحددة قانونا مع امكانية تفويضها‬
‫‪ .‬اذا نص مشرع على ذلك‬
‫ال يجوز لسلطة الوصاية ان تحل محل الهيئات الالمركزية في اتخاذ بعض‬
‫القرارات اال اذا اجاز المشرع ذلك صراحة‬
‫‪:‬ثانيا‪ :‬الالمركزية المرفقية المصلحية‬
‫بمقتضى هذا النوع من الالمركزية االدارية يتم منح مرفق عمومي شخصية معنوية‬
‫يتمتع بمقتضاها باستقالل مالي واداري في عملية تسييره بحسب تخصصه وذلك تحت‬
‫وصاية السلطة المنشئة له وهذا ما يعرف بالمؤسسات العمومية‬
‫ترتكز الالمركزية المرفقية على التخصص الوظيفي والموضوعي دون االهتمام‬
‫‪.‬بالنطاق الترابي او االقليمي الذي يمارس فيه ذلك النشاط‬
‫غير انه يالحظ ان انواع الالمركزية الثالث ال تجتمع في صورة الالمركزية المرفقية‬
‫لذلك فان اعضائها ال يتم انتخابهم ولكن في الغالب األعم يتم‬
‫‪ :‬تعيينهم وال تقوم فكرة المؤسسة العمومية اال بتوافر العناصر التالية‬
‫‪.‬وجود مرفق عام ‪.‬‬
‫االعتراف بهذا المرفق بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واالداري مع ‪.‬‬
‫‪ .‬الخضوع لسلطة الوصاية‬
‫ان يكون غرض المؤسسة العامة اشباع حاجات عامة معينة تختص المؤسسة العامة‬
‫‪.‬بأدائها‬
‫والمهم في هذا التخصص هو اقتصاره على غرض محدد ال يحق لها ان تتجاوزه وهو‬
‫‪ .‬االختصاص الذي يتم تسطيره اثناء احداثها‬
‫فالجامعة مثال‪ :‬مؤسسة وتخصصها هو تقديم خدمات التعليم العالي والمكتب الوطني‬
‫‪.‬للسكك الحديدية يعتبر متخصص في نقل المسافرين والبضائع عبر السكك الحديدية‬
‫ومن ثم فان هاتين المؤسستين ال يحق لهما ان تتجاوزا اختصاصيهما اللذين‬
‫‪ .‬انشئن من اجلهما‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬عيوب و مزايا الالمركزية االدارية‬
‫المطلب األول ‪ :‬مزايا الالمركزية اإلدارية‬
‫لقد فرض االسلوب الالمركزي نفسه بقوة في العقود االخيرة ومرد ذلك العتبارات سياسية‬
‫وادارية فمن الجانب السياسي تعتبر الالمركزية تعزيزا للديمقراطية عن طريق السماح‬
‫بالمشاركة الشعبية في ادارة الشؤون المحلية من خالل هيئات محلية تتحمل جزءا من‬
‫المسؤولية الى جانب السلطة المركزية ‪ .‬اما على المستوى االداري فتساهم فيحل كثير من‬
‫المشاكل التي تنتج عن االخذ بأسلوب المركزية االدارية لذلك فان الالمركزية االدارية‬
‫تحقق العديد من المزايا وهو ما دفع بالعديد من الدول لألخذ بها الى جانب‬
‫‪.‬المركزية االدارية وفي المقابل فهناك بعض المآخذ عليها‬
‫االخذ بأسلوب الالمركزية االدارية يساهم في تخفيف العبء عن كاهل السلطة المركزة عن‬
‫طريق تولي الهيئات المحلية ادارة المرافق المحلية نظرا لعدم امكانية حصر جميع مظاهر‬
‫النشاط االداري في يد السلطة المركزية‪ ،‬يسبب تعدد وتنوع االعباء الموكول للسلطة‬
‫‪.‬المركزية واتساع مظاهر النشاط االداري‬
‫كما ان قرب الهيئات الالمركزية من المرتفقين يعطيها ميزة التعرف الحقيقي‬
‫على احتياجاتهم وعلى طبيعة الخدمات واولوياتها وأفضل الطرق إلشباع هذه‬
‫الحاجات وما يعزز ذلك هو أن أعضاء هذه الهيئات هم من االشخاص‬
‫المستفيدين من هذه الخدمات بصورة مباشرة وهذا األمر ال يتحقق لموظفي‬
‫السلطة المركزية في‬
‫‪.‬العاصمة بسبب بعدهم عن مواقع تنفيذ القرار‬
‫االخذ بنظام الالمركزية االدارية يؤدي الى الحد من الروتين اإلداري ويساهم ‪.‬‬
‫في االسراع في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمصالح المحلية على عكس النظام‬
‫المركزي الذي يتطلب الرجوع الى السلطة المركزية في العاصمة مما يؤدي‬
‫الى‬
‫‪.‬اضاعة الوقت والتأخير في االستجابة لالحتياجات المحلية‬
‫تعتبر الالمركزية االدارية اطارا مناسبا للمساعدة على االضطالع بالشؤون‬
‫المحلية وبالتالي المساهمة في اتخاذ القرار والمشاركة في التدبير االداري وهي‬
‫بذلك تعتبر اإلطار االنسب للممارسة السياسية والمشاركة الشعبية وقياس مدى‬
‫التقدم السياسي لبلد معين فه ونظام يتجاوب مع االفكار الديمقراطية بإشراك‬
‫‪.‬السكان المحليين في ادارة شؤونهم العامة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عيوب الالمركزية اإلدارية‬
‫قد تؤدي الالمركزية االدارية الى المساس بالوحدة الوطنية للدولة وتدفع ببعض الوحدات المحلية للمطالبة‬
‫باالستقالل واالنفصال عن الدولة خصوصا في المناطق التي تتواجد فيها االقليات العرفية او الطائفية التي قد تشعر‬
‫‪.‬بالظلم وعدم العدالة وينطبق ذلك على االقاليم التي تتمتع بثروات او امتيازات قد تغريها في االنفصال عن الدولة‬
‫كما يرى البعض بان عدم الخبرة االدارية لدى اعضاء الهيئات الالمركزية قد يؤدي الى تدني مستوى‬
‫الخدمات المحلية‪ .‬كما ان تعدد األجهزة االدارية التي تنشأ بسبب الالمركزية االدارية يؤدي الى زيادة في‬
‫النفقات وهدر أموال الوحدات‬
‫‪.‬المحلية‬
‫قد تؤدي الالمركزية اإلدارية ايضا الى استئثار الهيئات المحلية بمصالحها الخاصة مما يخلق نوعا من‬
‫التنافس الضار بين الوحدات الالمركزية وهو ما يؤثر سلبا على الصالح العام من خالل ترجيع المصلحة‬
‫المحلية على حساب المصلحة‬
‫‪.‬الوطنية‬
‫وبغض النظر عن العيوب التي قيلت عن نظام الالمركزية االدارية فانه ال شك بأنه نظام يخلق نوعا من‬
‫التضامن االجتماعي والسياسي ويشعر السكان باالنتماء الى الدولة التي تقدر حاجاتهم وتعطيهم الفرصة‬
‫الكافية إلدارتها‪ .‬وبالتالي يعزز من قيم الديمقراطية والمشاركة السياسية في صنع القرار الذي يخص الدولة‬
‫ككل‪ .‬ولذلك ليس غريبا في بعض الدول ان تكون رئاسة المجالس المحلية مقدمة‬
‫‪.‬الرئاسة الدول‬
‫خاتمة‬
‫في خضم التطورات الحديثة في مجال اإلدارة الحكومية‪ ،‬فإن مناقشة‬
‫المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية تظهر كجوانب أساسية لتنظيم‬
‫وإدارة الدول‪ .‬تجلى الصراع بين المركزية والالمركزية في التحديات‬
‫‪.‬والمزايا التي تقدمها كل نموذج للحكومة‬
‫تؤكد المركزية على القدرة القوية للحكومة المركزية في اتخاذ‬
‫القرارات وتوجيه السياسات بشكل فعال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تبقى الالمركزية‬
‫خياًر ا يتسم بالمرونة واالستجابة السريعة الحتياجات المجتمعات‬
‫‪.‬المحلية‬
‫في النهاية‪ ،‬يتعين علينا أن ندرك أن الحلول الفعالة لإلدارة الحكومية‬
‫ليست ثابتة‪ ،‬بل يمكن أن تتغير وتتكيف وفًقا للسياق الثقافي‬
‫واالقتصادي والسياسي في كل دولة‪ .‬ربما يكون التفاعل المتوازن بين‬
‫المركزية والالمركزية هو المفتاح لتحقيق التطور واالستدامة في‬
‫اإلدارة الحكومية‪ ،‬بما يضمن تلبية احتياجات المجتمعات المتنوعة‬
‫‪.‬بشكل فعال‬

You might also like