Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة 7و8
المحاضرة 7و8
إن تأدية الحكومة لوظيفتها اإلدارية يكون وفق أحد األسلوبين إما باالعتماد على ما يعرف
بالمركزية اإلدارية أو باالعتماد على نظام الالمركزية اإلدارية ،وإن كان الواقع أثبت أن الدولة
حتى وإن أخذت بأحد األسلوبين أساسا إال أنها ال تستغني عن األسلوب األخر على اعتبار أن
كليهما يهدف إلى إشباع الحاجات العامة ،وسنحاول التطرق إلى المركزية اإلدارية في المطلب
األول وفي المطلب الثاني إلى الالمركزية اإلدارية.
تعتبر المركزية اإلدارية أقدم األساليب التي تم بها ممارسة الوظيفة اإلدارية ،هذا األسلوب
سنحاول تعريفه و التطرق إلى أركانه وصوره ،ثم لمزاياه وعيوبه.
المركزية لغة تعني التوحيد والتجميع والتركيز ،أما اصطالحا فتعني تركيز الوظيفة اإلدارية في
يد الوزراء على مستوى العاصمة دون مشاركة هيئات أخرى مع خضوع الموظفين فيها لنظام
السلم اإلداري أو هي قصر الوظيفة اإلدارية وتركيزها في يد الحكومة سواء إن باشرت هذه
االختصاصات بنفسها أو عن طريق موظفيها الذين يمثلونها ويعملون لحسابها ويخضعون
لسلطاتها الرئاسية ،مع عدم تمتع األجهزة التابعة لها بالشخصية المعنوية.
ثانيا :أركانها.
نعني بهذا الركن استئثار الحكومة المركزية بكل السلطات التي تخولها لها الوظيفة اإلدارية ،إذ
يشرف الوزراء على جميع المرافق العامة سواء كانت محلية أو مرفقية ،وحصر الوظيفة
اإلدارية قد يكون مطلقا وهو ما يعرف بالمركزية المطلقة أو قد يكون مرنا عن طريق إعطاء
بعض الصالحيات لممثلي الوزراء على مستوى األقاليم وهو ما يعرف بعدم التركيز.
نعني بالتدرج الهرمي أو السلمي خضوع جميع موظفي الحكومة المركزة بشكل متدرج
ومتصاعد تكون الدرجات الدنيا تابعة لألعلى منها إلى غاية الوزير ،أو بمعنى أخر يخضع
الموظفون لسلم إداري متدرج يبدأ من أبسط موظف صعودا إلى أعلى مسؤول في الجهاز
اإلداري المركزي ،وهكذا يكون الجهاز اإلداري في الدولة المركزية على شكل هرم متدرج
ويخضع فيه كل موظف فيها للسلطة الرئاسية .
1
-3السلطة الرئاسية.
تعد السلطة الرئاسية أهم األركان التي تقوم عليها المركزية اإلدارية وتعرف بأنها مجموعة
االختصاصات التي يمارسها الرئيس على شخص المرؤوس وعلى أعماله في إطار رابطة
التبعية والخضوع أو هي سلطة الرئيس في إست عمال أسلوب األمر والنهي في مواجهة التابعين
له الذين ما عليه إال الخضوع والتبعية له وسنحاول التطرق لمظاهرها .
تتجلى مظاهر السلطة الرئاسية فيما يمارسه الرئيس على شخص المرؤوس وعلى أعماله .
تتمثل مظاهر سلطة الرئيس على شخص المرؤوس في أن يخصص الرئيس للمرؤوس عمال
معينا وأن يقوم بنقله أو ترقيته أو عزله في حدود ما ينص عليه القانون .
إن الرئيس اإلداري األعلى له سلطة على أعمال مرؤوسيه سواء قبل قيامهم بالعمل المكلفين به
أو بعد قيامهم به وتتجلى سلطة الرئيس هنا في نوعين من الرقابة رقابة سابقة ورقابة الحقة.
تعرف الرقابة السابقة أيضا برقابة التوجيه واألوامر ،أي ما يوجهه الرئيس لمرؤوسيه من أوامر
وتعليمات سواء كانت مكتوبة أو شفاهية ،ال تثار أية إشكالية عند ما تكون األوامر الصادرة من
الرئيس للمرؤوس مشروعة ،لكن اإلشكالية تثار عندما تكون األوامر غير المشروعة.
وعلى إثر ذلك ظهرت ثالث اتجاهات فقهية في مسألة مدى طاعة المرؤوس ألوامر الرئيس غير
المشروعة وهو ما س نحاول إبرازه ثم نتطرق إلى موقف المشرع الجزائري من هذه المسألة.
ب-1 -أ االتجاه األول :األوامر غير المشروعة ليست ملزمة للمرؤوس .
تزعم هذا االتجاه الفقيه "ديجي" الذي يرى أن المرؤوس ال يجب عليه طاعة أوامر الرئيس غير
المشروعة ولكن إذا نفذها يعد مرتكبا لخطأ شخصي ،باستثناء الجنود الذين رأى أن من واجبهم
طاعة أوامر الرئيس دون أن يكون لهم حق مناقشتها ،وحسب " ديجي" فالموظف عليه احترام
أولوية تطبيق القانون على طاعة أوامر الرئيس حفاظا على مبدأ المشروعية.
تبنى هذا االتجاه الفقيه " موريس هوريو" فحسبه على المرؤوس طاعة أوامر الرئيس ولو كانت
غير مشروعة فليس له أن يقوم بمناقشتها او عدم تنفيذها ،إذ أن " موريس هوريو" أعطى
األولوية لواجب الطاعة على حساب مبدأ المشروعية ألنه يرى أن مناقشة أوامر الرئيس من شأنه
عرقلة العمل اإلداري ويعد الخطأ هنا خطأ مرفقيا وليس خطأ شخصيا.
2
ب-1-ج االتجاه الثالث :األوامر غير المشروعة ملزمة في حدود معينة .
تزعم هذا االتجاه الفقيه " البند" الذي حاول التوفيق بين الرأيين السابقين ،فهو يرى أن
المرؤوس عليه إطاعة أوامر الرئيس غير المشروعة بشرط أن يتأكد من توافر الشروط اآلتية:
-التأكد من مدى استيفاء األمر الصادر إليه قد احترمت فيه الشكلية التي يتطلبها القانون .
طبقا لنص المادة 129من القانون المدني التي تنص على" ال يكون الموظفون واألعوان
العموميين مسئولين شخصيا عن أفعالهم التي أضرت بالغير إذا قاموا بها تنفيذا ألوامر صدرت
إليهم من رئيس متى كانت إطاعة هذه األوامر واجبة عليهم " فمن خالل هذه المادة التي لم تفصل
نهائيا في موقف المشرع الجزائري إال أن الدكتور "عمار عوابدي "يرى من خالل تحليله لهذه
المادة أن الموظف ملزم بإطاعة األوامر المشروعة أما األوامر غير المشروعة ليست ملزمة له
وليس من واجبه تنفيذها.
وهي مجموعة الصالحيات التي يمارسها الرئيس على المرؤوس بعد قياه هذا األخير بالعمل
المكلف به وتتخذ الصور التالية:
ب-2-أ المصادقة.
المصادقة وتتمثل في قيام الرئيس بإجازة أعمال مرؤوسيه سواء بصفة صريحة أو بصفة
ضمنية.
ب-2-ب التعديل.
يحق للرئيس تعديل األعمال التي قام بها المرؤوس سواء باإلضافة أو الحذف حفاظا على مبدأ
المشروعية.
ب-2-ج اإللغاء.
وهو إلغاء عمل المرؤوس من طرف الرئيس العتبارات تتعلق بظروف ومعطيات العمل
اإلداري ويكون لهذا اإللغاء أثر فوري.
ب-2-د السحب.
3
وهي إزالة ما قام به الرئيس من عمل بأثر رجعي ،أي هو إعدام القرارات المتخذة من طرف
المرؤوس بأثر رجعي بالنسبة للماضي والمستقبل وتقع على القرارات غير المشروعة وخالل
مدة معينة.
ب-2-ه الحلول.
قد يحل الرئيس محل المرؤوس عند تقاعس هذا األخير عن أداء العمل الموكل إليه.
يعد التركيز اإلداري أو ما يطلق عليه بالمركزية المتوحشة أو المطلقة أقدم صورة للمركزية
اإلدارية وفيه ترتكز الوظيفة اإلدارية في عمومياتها وجزئياتها في يد الوزراء بالعاصمة حيث أن
ممثليهم في األقاليم ليس لهم أية صالحية للبت في األمور اإلدارية.
يعرف أيضا بالمركزية المخففة أو المعتدلة وفيه يتم توزيع أو إعطاء بعض االختصاصات
والصالحيات لبع ض موظفي أو ممثلي الوزراء دون الرجوع إلى الوزراء ،إال أن ذلك ال يعني
استقالل هؤالء الموظفين عن الوزراء التابعين لهم بل يبقون خاضعين لهم في إطار السلطة
الرئاسية ويكون توزيع نقل هذه االختصاصات من الرئيس إلى المرؤوس إما بنص قانوني أو
بموجب التفويض الذي يعتبر أهم صور عدم التركيز اإلداري ،وسنحاول إبراز هذه اآللية من
خالل تعريفها وتحديد شروطها.
يقصد بهذا النوع من التفويض أن يعهد صاحب االختصاص بممارسة جانب من اختصاصاته
سواء في مسألة معينة أو مسائل معينة إلى فرد أخر أو سلطة أخرى.
-2أنواع التفويض.
ينقسم التفويض إلى تفويض اختصاص وتفويض توقيع ،فتفويض االختصاص هو نقل جزء من
صالحيات الرئيس إلى أحد مرؤوسيه بشرط أن يسمح القانون بذلك ،وأن تكون ممارسة هذه
االختصاصات تحت رقابة الرئيس ،ولهذا لنوع مجموعة من الشروط هي:
أما تفويض التوقيع فهو يقوم على االعتبار الشخصي إذ ينطوي على ثقة الرئيس بأحد مرؤوسيه
فهو عمل مادي يتمثل في توقيع المفوض إليه على بعض القرارات التي تدخل في اختصاصات
الرئيس ومن ثمة ينتهي بتغير أحدهما ،كما يقصد به أن يعهد الرئيس إلى أحد مرؤوسيه بالتوقيع
على بعض القرارات نتيجة االعتبار الشخصي القائم بينهما.
وتجد اإلشارة إلى أن تفويض االختصاص يختلف عن تفويض التوقيع في كون تفويض التوقيع ال
يمنع الرئيس من ممارسة االختصاصات المفوضة كما أنه يقوم على االعتبار الشخصي كما أنه
ينتهي بتغير أحدهما ،أما تفويض االختصاص ففيه يمتنع الرئيس عن ممارسة ما تم تفويضه
أوال :المزايا.
-1سياسيا :المركزية اإلدارية تقوي نفوذ الدولة وسلطاتها على كامل أجزاء إقليمها
خاصة في الدول حديثة النشأة.
-2إداريا :تطبيق المركزية اإلدارية يؤدي إلى توحيد أسلوب العمل اإلداري داخل الدولة
وهو ما يؤدي إلى ثبات واستقرار اإلجراءات اإلدارية ووضوحها ودقتها ،كما تؤدي إلى
تحقيق المساواة أمام الخدمات وذلك ألشراف الحكومة على كافة األقاليم ،كما أنها أفضل
األساليب إلدارة بعض المرافق العامة كمرفق األمن والدفاع والقضاء.
-3ماليا :المركزية اإلدارية تساهم في التقليل من النفقات العامة ألنه ثبت أن االستقالل
المالي للوحدات اإلقليمية أو المرفقية يؤدي إلى عدم التحكم والتبذير عند اإلنفاق العام .
ثانيا :عيوبها .
تتمثل عيوب المركزية اإلدارية فيما يلي:
-1سياسيا :تبني نظام المركزية اإلدارية يجعل من الوزراء يهتمون بعدة مسائل وبالتالي
يهملون المسائل الجوهرية أو ذات األهمية الكبيرة كالتخطيط واالستشراف ورسم
السياسة العامة ،كما أن حصر الوظيفة اإلدارية في يد الوزراء أضحى مناقضا لمفهوم
الديمقراطية الحديثة القائمة على مشاركة الشعب في اختيار ممثليه .
-2إداريا :المركزية اإلدارية تؤدي إلى قتل روح المبادرة لدى الموظفين ألنه يعتبرون
مجرد منفذين لألوامر الصادرة من السلطة المركزية.
-3اجتماعيا واقتصاديا :أدت المركزية اإلدارية إلى فوراق اجتماعية واقتصادية بين
أقاليم الدولة الواحدة نتيجة استئثار المدن الكبرى بالمرافق العامة وهو ما جعل المناطق
النائية تعاني اجتماعيا واقتصاديا.
المطلب الثاني :الالمركزية اإلدارية.
تعتبر الالمركزية اإلدارية أحد أساليب التنظيم اإلداري خاصة في الدول الحديثة
وسنحاول التطرق إلى مفهومها وإلى أركانها ثم نتناول مزاياها وعيوبها.
الفرع األول :مفهوم الالمركزية اإلدارية.
5
إلى جانب نظام المركزية قامت الدول بتبني أسلوب إلى أخر للتنظيم اإلداري يقوم على
توزيع االختصاصات بين الحكومة وهيئات إقليمية ومرفقية مع تمتعها بالشخصية
المعنوية ،يطلق على هذا األسلوب بنظام الالمركزية اإلدارية وسنحاول تعريفها ثم
التطرق لصورها.
أوال :تعريف الالمركزية اإلدارية.
تعرف الالمركزية اإلدارية على أنها توزيع الوظائف اإلدارية بين الحكومة المركزية في
العاصمة وبين هيئات محلية أو مصلحية مستقلة بحيث تكون هذه الهيئات في ممارستها
لوظيفتها اإلدارية تحت رقابة الحكومة المركزية.
وأسلوب الالمركزية لها جانب سياسي يتمثل في إعطاء األجهزة المحلية تسير شأنها
المحلي مما يحقق الديمقراطية اإلدارية ،وجانب قانوني يتجلى في توزيع االختصاصات
بين الحكومة وهيئات محلية أو مصلحية تتمتع بالشخصية المعنوية.
ثانيا :أنواع الالمركزية اإلدارية.
تنقسم الالمركزية إلى صورتين هما:
-1الالمركزية اإلقليمية.
تعرف أيضا باإلدارة المحلية حيث يتم منح جزء من اإلقليم الشخصية المعنوية
واإلشراف على المرافق المحلية قصد تسييرها أوهي توزيع االختصاصات بين الدولة
والوالية والبلدية إلدارة هذه األخيرة للمرافق المحلية مع تمتعها بالشخصية المعنوية مع
لرقابة الحكومة المركزية تقوم غالبا عل نظام االنتخاب.
-2الالمركزية المرفقية.
نعني بها منح مرفق عام الشخصية المعنوية مما يجعله مستقال عن اإلدارة المركزية
األمر الذي يمكنه من أداء وظيفته ( الجامعة ،المستشفى).
ا ألجهزة المركزية تتولى إدارة بعض الشؤون المتعلقة بالدولة كلها (األمن ،الدفاع
القضاء ،الخارجية) في المقابل تعترف لألجهزة المحلية بممارسة بعض الوظائف التي
تهم سكان اإلقليم .
وتجدر اإلشارة إلى أن هناك أسلوبين لتحديد اختصاصات الهيئات المحلية والوطنية
فاألسلوب الفرنسي يقوم على تحديد اختصاصات الهيئات الالمركزية بموجب قواعد
عامة بحيث تقوم الهيئات الالمركزية باألعمال التي تتسم بالطابع المحلي كلها
أو بعضها ،أما األسلوب اإلنجليزي فيتمثل في تحديد اختصاصات الهيئات الالمركزية
على سبيل الحصر فال يحق لها أن تمارسا نشاطا جديدا إال بتشريع مستقل .
6
ثانيا :استقالل الهيئات الالمركزية عن السلطة المركزية .
يسمى هذا الركن أيضا باالعتراف بوجود هيئات محلية أو مرفقية مستقلة ،ويقصد به أن
الهيئات المحلية أو المرفقية تكون مستقلة عن السلطة المركزية وهو ما يجعلها تتخذ
القرارات اإلدارية لتسيير شؤونها عن طريق االعتراف لها بالشخصية المعنوية .
تخضع األجهزة المحلية والمرفقية لوصاية السلطة المركزية وتعني مجموعة السلطات
التي يقررها القانون لسلطة عليا على أشخاص الهيئات الالمركزية وأعمالهم بقصد
حماية المصلحة العامة ،فهي أداة قانونية تضمن وحدة بإقامة عالقة قانونية دائمة مستمرة
بين األجهزة المحلية والسلطة المركزية
وتتجلى مظاهر الوصاية اإلدارية في الرقابة على الهيئات ذاتها وكذا الرقابة على
األشخاص والرقابة على األعمال.
القانون هو من ينشأ الوحدات اإلدارية الالمركزية وهو ما يعطي للسلطة المركزية حق
إيقاف وحل هذه األجهزة طبقا لإلجراءات والشروط المحددة في القانون فمثال قانون
البلدية لسنة 1967كان ينص على إمكانية توقيف أو تعطيل سير المجلس ،كما أن قانون
البلدية رقم 10-11وقانون الوالية 07-12نص على حل المجلس الشعبي البلدي
والوالئي كما يحق للجهات الوصية دعوة هذه الهيئات لالنعقاد في دورات استثنائية .
للسلطة الوصية حق الرقابة على أشخاص الوحدات الالمركزية سواء كانوا معينين أو
منتخبين وتتجلى مظاهر هذه الرقابة في التعيين ،الترقية ،النقل ،العزل ،اإلقالة،
التوقيف ،اإلقصاء .
القاعدة العامة أن الهيئات الالمركزية لما تتمتع به من استقاللية عند قيامها بوظائفها فإنها
ال تخضع للرقابة السابقة أو ما يعرف برقابة التوجيه واألوامر ألن ذلك فيه مساس
باستقالليتها ،إال أنها تخضع لرقابة التعقيب أو ما يطلق عليه بالرقابة الالحقة التي تتخذ
المظاهر اآلتية:
ا-التصديق.
7
القاعدة العامة أن قرارات الهيئات المحلية أو المرفقية تكون نافذة بمجرد صدورها إال أن
مختلف النصوص المتعلقة باإلدارة الالمركزية أعطت للجهات الوصية حق التصديق
على بعض القرارات سواء كانت المصادقة صريحة أو ضمنية .
ب -البطالن.
يمكن للجهات الوصية إلغاء بعض قرارات الهيئات الالمركزية مثلما أوردته المادة 59
من قانون 10-11فمثال تعد مداوالت المجلس الشعبي البلدي باطلة بقوة القانون
المداوالت غير المحررة باللغة العربية ،وتكون قابلة لإلبطال المداوالت التي يحضر
فيها رئيس المجلس الشعبي البلدي أو أي عضو من أعضاء المجلس رغم أن موضوعها
يعارض مصالحه ،إال انه يمكن لرئيس المجلس الشعبي البلدي أن يرفع تظلما إداريا
أو دعوى قضائية أمام الجهات المختصة ضد قرار الوالي الذي يثبت بطالن أو رفض
المداولة .
ج-الحلول.
قد تتدخل الهيئات المركزية وتحل محل الهيئات الالمركزية نتيجة إهمال أو عدم تنفيذ
هذه األخيرة اللتزاماتها ،فتقوم السلطات بتنفيذها مثل قيام الوالي بالحلول محل رئيس
المجلس الشعبي البلدي في حال امتناع هذا األخير عن اتخاذ القرارات الموكلة له
بمقتضى القوانين والتنظيمات وذلك بعد اعذراه وهذا طبقا لنص المادة 101من قانون
البلدية لسنة 2011
أوال :المزايا.
-1سياسيا :النظام الالمركزي يقوم على الديمقراطية إذ أن الشعب له الحق في تسيير شؤونه
بنفسه عن طريق اختيار ممثليه ،كما أنها تعتبر من أقوى األنظمة حيث أن موظفي هذه الهيئات
هم أدرى بمعرفة مدى حاجات أقاليمهم وهو ما يؤدي إلى حسن سيرها أكثر من السلطة
المركزية التي تكون بعيدة جدا عن األقاليم.
-2إداريا :الالمركزية ا إلدارية تؤدي إلى تقليل األعباء على الهيئات المركزية وهو ما يمكن هذه
الهيئات من االهتمام بالمسائل ذات البعد الوطني ،إضافة إلى أنها تؤدي إلى سرعة اتخاذ
القرارات دون انتظار صدور قرارات من السلطة المركزية.
-3اجتماعيا :الالمركزية اإلدارية تحقق قدرا من العدالة في توزيع الضرائب العامة ألن كل إقليم
سيظفر بما يحتاجه لمواجهة المصالح المحلية.
ثانيا :العيوب.
8
تتمثل مزايا الالمركزية فيما يلي:
-1سياسيا :الالمركزية اإلدارية تؤدي إلى المساس بوحدة الدولة السياسية وقوتها من جراء
تفضيل المصالح المحلية على المصلحة الوطنية ،كما أنه قد يحدث التصادم بين اختصاصات
الهيئات المركزية وهيئات الالمركزية لتمتعهما بالشخصية المعنوية .
-2إداريا:في الغالب الهيئات الالمركزية تكون أقل خبرة من الهيئات المركزية خاصة الهيئات
المحلية ألن إدارتها قائم على مبدأ االنتخاب الذي نجم عنه وجود مسيرين تنقصهم الكفاءة والخبرة
وهو ما انعكس سلبا على أداء هذه الهيئات ،كما أنهم مسيري هذه الهيئات قد يفضلون مصالحهم
المحلية على المصالح الوطنية.
-3ماليا :الالمركزية اإلدارية تؤدي إلى اإلسراف والتبذير في اإلنفاق العام ،ذلك أن منح هيئات
الالمركزية االستقالل المالي جعل خزينة الدولة تتحمل نفقات إضافية.
9