You are on page 1of 32

‫جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‬

‫كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية‬


‫‪ -‬فاس‪-‬‬

‫شعبة‪ :‬القانون العام‬


‫ماستر‪ :‬الدستور والحكامة المالية‬
‫وحدة‪ :‬الحكامة الترابية‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫التصميم المديري‬
‫لالتركيز اإلداري‬
‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبين‪:‬‬
‫ذ‪.‬محمد آيت المكي‪.‬‬ ‫‪ -‬محمد الرياني‪.‬‬
‫‪ -‬ندى نفيس‪.‬‬

‫الموسم الجامعي‪:‬‬
‫‪2019-2018‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يرتبط مفهوم الحكامة بقضايا إعادة صياغة تدبير مفهوم الشأن العام‪ ،‬وتحديد‬
‫خيارات الالمركزية والالتمركز من خالل تعميق تجربة الجهوية المتقدمة بحيث جاء‬
‫التشخيص الذي أنجزته الهيأة المركزية للوقاية من الرشوة في تقريرها السنوي ‪-2010‬‬
‫‪ 2011‬بخصوص الحكامة فقد أعتبر من بين مظاهر ضعف الحكامة‪ ،‬ضعف شفافية التدبير‬
‫المحلي بسبب البيروقراطية وإنغالق التدبير وتعقيد المساطر اإلدارية وهشاشة العالقة بين‬
‫الهيئات المنتخبة والمواطنين‪.1‬‬
‫فالمغرب يتوفر على جهاز إداري لتصريف الشؤون اإلدارية تحكمت في تحديد‬
‫خصائصه مجموعة من اإلعتبارات‪ 2‬وفي السنوات األخيرة عرفت الجماعات الترابية العديد‬
‫من اإلصالحات شملت جميع المجاالت ذات الصلة بالتنمية بحيث ال يمكن ألي جماعة‬
‫لوحدها كيفما كانت وضعيتها المالية وكفاءات عنصرها البشري أن تحقق التنمية المستديمة‬
‫الشاملة‪ ،‬لذا يبقى مجال التعاون السبيل األمثل لتحقيق أهدافها‪.3‬‬
‫وكما هو متعارف عليه أخذ الالتمركز اإلداري لمصالح الدولة بالمغرب‪ ،‬شكل‬
‫اإلجراء المواكب للتنظيم الترابي الالمركزي‪ ،‬الشيء الذي أدى إلى وجود مفارقة بين مسار‬
‫الالمركزية والالتمركز اإلداري فعوض أن يسبق هذا األخير ورش الجهوية فإنه أتى‬
‫كنتيجة لها‪ ،‬مما جعله كإجراء للمواكبة وليس كإصالح ضروري للحكامة اإلدارية‪ ،‬لمسايرة‬
‫تطور المجتمع والنهوض بالتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية للبالد‪ ،‬واإلستجابة بنجاعة على‬
‫أساس مبدأ القرب لتطلعات المواطنين والفاعليين اإلقتصاديين‪.4‬‬
‫فالتصميم المديري يقوم على تنظيم الهياكل اإلدارية وتوزيع اختصاصات المصالح‬
‫الالممركزة وتعبئة مختلف الموارد إلنجازها كما يعتبر وثيقة مؤطرة لتنفيذ سياسة‬
‫الالتمركز اإلداري داخل مختلف القطاعات الوزارية ال سيما اإلختصاصات التي سيتم نقلها‬
‫إلى المصالح الالممركزة‪.‬‬
‫أما الالتمركز اإلداري يعتبر صورة من صور المركزية ويقصد به تركيز السلطة‬
‫اإلدارية كلها في العاصمة‪ 5‬التي تقوم على أساس تخويل بعض موظفي الوزارة في‬
‫العاصمة أو في األقاليم بصفة فردية أو في شكل لجان تعين الحكومة أعضائها حق البث‬
‫نهائيا في بعض األمور دون حاجة للرجوع الى الوزير المختص‪.6‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا الحارسي‪ ،‬تعزيز مشاركة الجمعيات‪ ،‬رافعة للحكامة المحلية في المغرب‪ ،‬دجنبر ‪،2015‬‬
‫ص‪.7‬‬
‫‪ -2‬أحمد اجعون‪ ،‬الوجيز في التنظيم اإلداري‪ ،‬عدد خاص رقم‪ ،6‬الطبعة األولى‪ ،‬ابريل ‪ ،2018‬ص‪.1‬‬
‫‪ -3‬عبد العلي الفياللي‪ ،‬الجماعات الترابية بالمغرب بين الحكامة المالية وتجويد أليات الرقابة‪ ،‬أطروجة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬فاس ‪2015-2014‬‬
‫ص‪.200،‬‬
‫‪ -4‬تقرير المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي والبيئي حول متطلبات الجهوية المتقدمة وتحديات إدماج‬
‫السياسات القطاعية‪ ،‬صادر سنة ‪ ،2015‬ص‪.17‬‬
‫‪ -5‬مليكة الصروخ‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ 2010،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -6‬محمد األعرج‪ ،‬القانون اإلداري المغربي‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬ص‪.91‬‬
‫‪2‬‬
‫فالوضعية الحالية لالتمركز تتميز بأن المصالح الخارجية تدعى بتبعيتها للمركز‪،‬‬
‫معززة بذلك عزلتها ورفضها‪ ،‬فمن شأن تحديد اختصاصاتها تعزيز التعاون مع الهياكل‬
‫الالمركزية وتقوية الدولة على المستوى المحلي والجهوي‪ 7‬بغية رسم إطار منهجي يهدف‬
‫إلى إعادة التنظيم اإلداري عبر اعداد تصاميم مديرية الالتركيز اإلداري‪.‬‬
‫ويرجع ظهور الالتمركز اإلداري إبان عهد الحماية تجلى في خلق وزارات ومصالح‬
‫خارجية لها‪ ،‬تهدف الى السيطرة على البالد ورقابتها واستغالل خيراتها نتج عنه تقسييم‬
‫المغرب الى مغرب نافع وأخر غير نافع‪ ،‬وهو التنظيم اإلداري‪ ،‬فحيث عرفت بداية‬
‫اإلستقالل عهدا جديدا للتغيير والتحويل فأدخلت عدة إصالحات لم يكن الغرض منها‬
‫اإلعتراض على المبادئ العامة التي كان التنظيم اإلداري مبنيا على أساسها‪ ،8‬ولكن عرفت‬
‫محدودية تطبيق عدم الالتمركز اإلداري قبل اصدار الميثاق الجماعي لسنة ‪ 1976‬الذي‬
‫أدى الى التوزيع الجوهري لالمركزية اإلدارية ثم ظهير ‪ 15‬فبراير ‪ 9 1977‬بمثابة قانون‬
‫اختصاصات العمال والذي شكل بداية عملية عدم تمركز سلطة القرار فجاء مرسوم ‪20‬‬
‫أكتوبر ‪ 101993‬بمقتضيات هادفة الى توسيع مجال الالتركيز اإلداري‪ ،‬حيث نص على‬
‫توزيع اإلختصاصت والوسائل على المصالح المركزية والخارجية لإلدارات العامة‪ ،‬ووضع‬
‫لجنة لتتبع تنفيذ السياسات الحكومية المتعلقة بالالتركيز اإلداري‪ ،‬أعقبته عدة مناشير أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬منشور الوزير األول رقم ‪ 2001/12‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬دجنبر ‪2001‬‬
‫المتعلق بـــ"مالئمة برمجة ميزانية الدولة وتنفيذها مع الالتركيز"؛‬
‫‪ ‬ثم منشور رقم ‪ 2004/10‬بشأن التصميم المديري لالتركيز اإلداري الذي‬
‫صد ر تفعيال لمهام اللجنة الدائمة لالتركيز اإلداري المحدثة بموجب ‪20‬‬
‫أكتوبر ‪1993‬؛‬
‫وهو ما كرسه مرسوم ‪ 2‬دجنبر ‪ 2005‬المتعلق بتحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية‬
‫والالتركيز اإلداري‪ 11‬الذي وضع منهجية إعداد وتطبيق التصاميم المديرية لالتركيز‬
‫اإلداري من طرف مختلف القطاعات الوزارية‪.‬‬
‫وعلى إثر سيرورة هذه اإلصالحات فقد تضمن دستور ‪ 2011‬مستجدات جوهرية‬
‫لتعزيز مسلسل الالتركيز اإلداري عبر التنصيص على دور الوالة والعمال في تمثيل‬
‫السلطة المركزية والقيام تحت سلطة الوزراء المعنيين بتنسيق المصالح الالممركزة لإلدارة‬

‫‪ -7‬عبد هللا اإلدريسي‪ ،‬منطلقات من أجل البنيات اإلدارية المحلية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪ ،1996 ،6‬ص‪.41‬‬
‫‪ -8‬مليكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -9‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.75.168‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬صفر ‪ 15( 1397‬فبراير ‪)1977‬‬
‫يتعلق باختصاصات العامل الجريدة الرسمية عدد ‪ ،3359‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ ،1977‬ص‪.767‬‬
‫‪ -10‬مرسوم ‪ 2.93.625‬بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر المتعلق بالالتركيز اإلداري‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪،4227‬‬
‫بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪ ،1993‬ص‪.2203،‬‬
‫‪ -11‬مرسوم رقم ‪ 2.05.1369‬الصادر في ‪ 2‬دجنبر ‪ 2005‬بشأن تحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية‬
‫والالتمركز اإلداري‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ 5386‬بتاريخ ‪ 12‬يناير ‪.2006‬‬
‫‪3‬‬
‫المركزية طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 145‬من الدستور‪ ،12‬ثم بعد ذلك عرفت بداية سنة‬
‫‪ 2019‬صدور مرسوم يتعلق بتحديد نموذج التصميم المديري المرجعي لالتمركز‬
‫االداري‪ .13‬والذي جاء تفعيال للمرسوم رقم ‪ 2.17.618‬الصادر في (‪ 26‬دسمبر ‪)2018‬‬
‫بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪.14‬‬
‫وتتجلى أهمية هذا الموضوع في اعتبار التصميم المديري لالتركيز اإلداري من‬
‫أبرز الشروط الضرورية لإلصالح اإلداري والرقي باإلدارة وتجاوز سلبيات وتعقيدات‬
‫مركزية اتخاذ القرار وتقوية أدوار واختصاصات الوحدات الالممركزة في اتجاه تعزيز‬
‫الالمركزية الترابية والجهوية المتقدمة الكفيلة بحسن االستجابة للحاجيات العامة‪.‬‬
‫إذن إنطالقا مما سبق نخلص إلى طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما دور التصميم المديري لالتركيز اإلداري في إرساء دعائم الحكامة الترابية‬
‫الجيدة؟‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية جملة من األسئلة كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬كيف يتم اعتماد التصميم المديري لالتركيز اإلداري؟‬
‫‪ -‬ما هي أسسه ومضامينه؟‬
‫‪ -‬كيف ستساهم تطبيقاته في تحقيق الحكامة الترابية الجيدة؟‬
‫‪ -‬وماهي االكراهات التي قد تعتريه؟ وماهي سبل تجاوزها؟‬
‫ولإلحاطة بالموضوع تم االعتماد على المنهج االستقرائي والمنهج البنيوي والمنهج‬
‫الوظيفي‪ ،‬وذلك من خالل مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار النظري للتصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات العملية للتصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬

‫‪ -12‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬يوليوز ‪ ،2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪5964‬‬
‫بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ 2011‬بتنفيذ الدستور‪ ،‬ص‪.3600 ،‬‬
‫‪ -13‬مرسوم رقم ‪ 2.19.40‬صادر في ‪ 17‬من جمادى االول ‪24( 1440‬يناير‪ )2019‬بتحديد نموذج‬
‫التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري‪ .‬الجريدة الرسمية عدد‪ 6746‬مكرر ‪ 16‬جمادى االول‬
‫‪25( 1440‬يناير‪.)2019‬‬
‫‪ -14‬مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع األخر ‪ 26( 1440‬دسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق‬
‫وطني لالتمركز اإلداري‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6738‬في ‪ 19‬ربيع األخر ‪ 27(1440‬دسمبر ‪.)2018‬‬
‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االطار النظري للتصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫تعتبر عملية الالتركيز إحدى أهم الرهانات لبرامج اإلصالح اإلداري إلرتباطها‬
‫باإلستجابة لتطلعات المواطنين والفرقاء االقتصاديين واالجتماعيين‪ ،‬كما يعد تحقيق‬
‫الالتركيز االداري أمرا ضروريا إلنجاح عملية ترشيد العمل اإلداري وتحسين جودة‬
‫الخدمات التي تقدمها الدولة‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة من المراحل المعتمدة للتصميم‬
‫المديري لالتركيز االداري (المطلب االول)‪ ،‬ومرتكزاته (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مراحل اعتماد التصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫إن تعزيز دور الدولة على المستوى المحلي يجب وضع هياكل الالتمركز االداري‪،‬‬
‫وأن تعمل كل الوزارات على تمتيع مصالحها الخارجية بمجموعة من االختصاصات تجعل‬
‫لها سلطة القرار‪ ،15‬فمرسوم ‪ 02‬دجنبر ‪ 2005‬سعى إلى إعادة تنظيم البنيات اإلدارية‪،‬‬
‫باعتماد مسطرة لتنظيم القطاعات الوزارية ومأسسة اللجنة المكلفة بتنظيم الهياكل‬
‫اإلدارية‪ ،16‬وفي إطار اعتماد التصميم المديري فإن المرسوم المتعلق بالميثاق الوطني‬
‫لالتمركز اإلداري‪ 17‬قد تبنى اعتماد هذا التصميم والذي يتسم بمنهجية خاصة ينفرد بها في‬
‫إعداده‪.‬‬
‫حيث تعود مهمة إعداد تصاميم مديرية الالتمركز االداري إلى السلطات الحكومية‬
‫الخاصة بمصالحها الالممركزة وهذا ما جاء به المرسوم المتعلق بالميثاق الوطني لالتمركز‬
‫اإلداري‪ 18‬على أنه " تقوم السلطات الحكومية بإعداد تصاميم مديرية لالتمركز االداري‬
‫خاصة بمصالحها الالممركزة" وتحدد هذه التصاميم على وجه الخصوص مع مراعاة‬
‫طبيعة وخصوصيات كل قطاع وزاري على حدة‪ ،‬بحيث تتسم المنهجية المقترح اتباعها في‬
‫إعداد تصاميم مديرية لالتركيز االداري على مستوى كل وزارة بالواقعية والتشارك‬
‫والتخطيط المحكم‪ ،‬الشيء الذي سوف تترتب عنه مسؤولية كل إدارة في تشخيص المشاكل‬
‫وصياغة عمليات االصالح المزمع إنجازها وتنفيذها‪ ،‬وينبغي أن تتم عملية الالتركيز بكيفية‬
‫منظمة وتدريجية تستند على مقاربة بيداغوجية تمكن من إعداد رؤساء المصالح الخارجية‬

‫‪ -15‬رشيد كركاب‪ ،‬دور الحكامة الحيدة في تدبير الشأن العام الترابي‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق بفاس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2017/2016 ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ -16‬البجيوي عبد الفتاح‪ ،‬مؤسسة الوالي والعامل وأفاق عدم المركز اإلداري بالمغرب‪ ،‬منشورات الجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية"‪ ،‬عدد ‪،2014،100‬ص‪.195.‬‬
‫‪ -17‬مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع األخر ‪ 26( 1440‬دسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق‬
‫وطني لالتمركز اإلداري‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6738‬في ‪ 19‬ربيع األخر ‪ 27(1440‬دسمبر ‪.)2018‬‬
‫‪ -18‬الفقرة االولى من المادة ‪ 20‬من مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع األخر ‪1440‬‬
‫(‪ 26‬دسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪ .‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫لتحمل المسؤولية‪ ،‬وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 22‬من المرسوم‪ 19‬المتعلق بالميثاق الوطني‬
‫لالتمركز االداري يتضح على أنه يتم إعداد التصاميم المديرية لالتمركز االداري في أجل‬
‫اقصاه ستة اشهر من تاريخ دخول النص التنظيمي حيز التنفيذ المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ ، 20‬كما يتم تحديد مدة سريانها في ثالث سنوات على ان يتم التقييم والتحيين سنويا داخل‬
‫نفس األجل‪.‬‬
‫ويتم تنزيل التصاميم على المستوى الجهوي وهذا ما أكد عليه نفس المرسوم‪ 20‬على‬
‫أنه "يتم تنزيل التصاميم المديرية لالتمركز االداري على المستوى الجهوي في اطار‬
‫تعاقدي بين السلطات الحكومية المعنية ووالي الجهة ورؤساء التمثيليات االدارية الجهوية‬
‫المعنية" حيث يتم تنزيل التصاميم المديرية لالتمركز اإلداري على المستوى الجهوي في‬
‫إطار "تعاقدي" بين السلطات الحكومية المعنية ووالي الجهة ورؤساء التمثيليات اإلدارية‬
‫الجهوية‪ ،‬وبالتالي نكون أمام عقد متعدد األطراف‪ ،‬ملزم لهم جميعا‪ ،‬وهذا العقد سيكون من‬
‫بين الضوابط التي تحكم توزيع اإلختصاص‪.21‬‬
‫فتصاميم مديرية الالتمركز اإلداري‪ ،‬تشكل خارطة طريق لعمل المصالح‬
‫الالممركزة‪ ،‬وكذا تخويل المصالح الالممركزة للدولة صالحيات تقريرية‪ ،‬وتحديد‬
‫االختصاصات المنوطة بمختلف مصالح إدارات الدولة‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق وحدة عمل‬
‫مصالح الدولة على المستوى الجهوي أو اإلقليمي‪ ،‬وإمكانية إحداث تمثيليات إدارية جهوية‬
‫أو إقليمية مشتركة بين قطاعين وزاريين أو أكثر‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مرتكزات التصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫يهدف الالتركيز اإلداري إلى تخفيف العبء الملقى على عاتق السلطة المركزية لتوزيع‬
‫أحسن لألعم ال وتخويل الممثلين المحليين سلطة التقرير في بعض األمور المحلية‪ 22‬كما‬
‫يتوخى أيضا تحقيق السرعة في إنجاز بعض أمور الوظيفة اإلدارية خاصة بالنسبة لألماكن‬
‫البعيدة عن العاصمة‪ ،23‬وبالتالي فالتصميم المديري يعد مخططا إلعادة تنظيم الالتركيز‬

‫‪ -19‬مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع األخر ‪ 26( 1440‬دسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق‬
‫وطني لالتمركز اإلداري‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6738‬في ‪ 19‬ربيع األخر ‪ 27(1440‬دسمبر ‪.)2018‬‬
‫‪ -20‬الفقرة االخيرة من المادة ‪ 22‬من نفس المرسوم رقم ‪ ،2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز‬
‫اإلداري‪ .‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ -21‬ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق بسال‪ ،‬بتاريخ ‪03‬ماي ‪ 2019‬على الساعة الخامسة مساء‪.‬‬
‫‪ -22‬البقالي محمد‪ ،‬عدم التركيز اإلداري بالمغرب حصيلة وآفاق اإلصالح‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا المعمقة في اإلدارة المحلية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪1999‬ـ‪ ، 2000‬ص‪7.‬‬
‫‪ -23‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15.‬‬
‫‪6‬‬
‫اإلداري‪ ،‬ويتضمن مجموعة من المضامين االساسية (الفقرة االولى) ويقوم على مجموعة‬
‫من المبادئ التوجيهية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المضامين األساسية للتصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫باستقراء المرسوم رقم‪ 2440.19.2‬بشأن تحديد نموذج التصميم المديري المرجعي‬
‫لالتمركز اإلداري‪ ،‬والذي جاء تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 20‬من المرسوم المشار إليه سابقا‪،‬‬
‫نجد أن التصاميم المديرية تعد بوصلة لتوزيع اإلختصاص‪ ،‬بحيث تحدد هذه التصاميم جميع‬
‫اإلختصاصات والصالحيات والمهام التي سيتم نقلها أو التي ستكون موضوع تفويض إلى‬
‫المصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم ‪ ،‬كما أن‬
‫هناك آليتين على غاية من األهمية يتم نقل اإلختصاص من خاللهما‪ ،‬ويتعلق األمر‬
‫باإلتفاقيات والعقود المبرمة بين اإلدارات المركزية والمصالح الالممركزة‪ ،‬بحيث ستساهم‬
‫هاتين األليتين في التحديد الدقيق لإللتزامات‪ ،‬مما سيساهم ال محالة في التكريس الحقيقي لـ‬
‫(مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‪(.25‬‬
‫فوضع تصاميم مديرية لالتمركز اإلداري‪ ،‬تشكل خارطة طريق لعمل المصالح‬
‫الالممركزة‪ ،‬وكذا تخويل المصالح الالممركزة للدولة صالحيات تقريرية‪ ،‬وتحديد‬
‫االختصاصات المنوطة بمختلف مصالح إدارات الدولة‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق وحدة عمل‬
‫مصالح الدولة على المستوى الجهوي أو اإلقليمي‪ ،‬وإمكانية إحداث تمثيليات إدارية جهوية‬
‫أو إقليمية مشتركة بين قطاعين وزاريين أو أكثر‪.‬‬
‫وهذا ما دفع جانب من الفقه الى وصف عدم التركيز اإلداري أو الالتركيز اإلداري بنظام‬
‫المركزية النسبية أو الجزئية أو البسيطة أو الوزارية‪ ،‬بالنظر الى حصص الفعالية واألثر‬
‫الذي يحدثه في حياة اإلدارة وبنياتها‪.26‬‬
‫ب اإلضافة إلى تحديده آلليات الحكامة والتقييم لمنظومة الالتركيز اإلداري‪ ،‬من أجل ضمان‬
‫التتبع والتنسيق والمواكبة المستمرة لهذه المنظومة في مختلف مراحلها‪.27‬‬

‫‪ 24‬مرسوم رقم ‪ 2.19.40‬صادر في ‪ 17‬من جمادى االول ‪24( 1440‬يناير‪ )2019‬بتحديد نموذج‬
‫التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري‪ .‬الجريدة الرسمية عدد‪ 6746‬مكرر ‪ 16‬جمادى االول‬
‫‪25( 1440‬يناير‪.)2019‬‬
‫‪ -25‬ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"‪،‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -26‬مصطفى بن الشريف‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مطبعة الجسور وجدة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2018‬ص‪.83.‬‬
‫‪ -27‬وزارة اعداد التراب الوطني والتعمير واالسكان وسياسة المدينة‪" ،‬عرض لتسليط الضوء على أهم‬
‫االلكتروني‬ ‫بالموقع‬ ‫منشور‬ ‫‪".2.17.618‬‬ ‫رقم‬ ‫المرسوم‬ ‫ومستجدات‬ ‫مضامين‬
‫‪ .http://www.muat.gov.ma‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 5‬ماي ‪ 2019‬على الساعة العاشرة صباحا ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وتفعيال للمادة ‪ 20‬من المرسوم‪ 28‬فإن التصميم المديری لالتركيز اإلداری يتضمن باعتباره‬
‫وثيقة مؤطرة لتنفيذ سياسة الالتمركز اإلداري‪ ،‬داخل مختلف القطاعات الوزارية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى جرد االختصاصات وخصوصا التقريرية منها‪ ،‬والتي سيتم نقلها من اإلدارات‬
‫المركزية‪ ،‬إلى المصالح الالممركزة‪ ،‬كيفية توزيع الموارد البشرية و المادية‪ ،‬بين المصالح‬
‫المركزية والمصالح الالممركزة على مستوى الجهات والعماالت واألقاليم‪ ،‬وقد نصت المادة‬
‫‪ 20‬من المرسوم على وجوب تحديد التصاميم مراعاة طبيعة وخصوصيات كل قطاع‬
‫وزاري على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬االختصاصات والسيما منها ذات الطابع التقريري التي سيتم نقلها الى المصالح‬
‫الالممركزة للدولة وتلك التي يمكن أن تكون موضوع تفويض؛‬
‫‪ -‬الموارد البشرية والمادية لتمكين المصالح الالممركزة للدولة من ممارسة االختصاصات‬
‫الموكولة اليها؛‬
‫‪ -‬االهداف المراد تحقيقها من قبل المصالح الالممركزة للدولة ومؤشرات قياس نجاعة ادائها‬
‫في تحقيق هذه االهداف؛‬
‫‪-‬البرمجة الزمنية المتعلقة بتنفيذ مضمون التصاميم المديرية في احترام لألجل المنصوص‬
‫عليه في المادة ‪.22‬‬
‫‪29‬‬
‫بمثابة تحديد نموذج التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري‬ ‫ويتضمن المرسوم‬
‫خمسة محاور كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬االختصاصات‪ ،‬وال س يما منها ذات الطابع التقريري التي سيتم نقلها إلى المصالح‬
‫الالممركزة للدولة على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم‪ ،‬طبقا لقواعد‬
‫توزيع االختصاصات؛‬
‫‪ ‬اإلختصاصات التي يمكن أن تكون موضوع تفويض الى المصالح الالممركزة للدولة‬
‫على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم؛‬
‫‪ ‬توزيع الموارد البشرية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على‬
‫مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم؛‬

‫‪ -28‬مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع األخر ‪ 26( 1440‬دسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق‬
‫وطني لالتمركز اإلداري‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6738‬في ‪ 19‬ربيع األخر ‪ 27(1440‬دسمبر ‪.)2018‬‬
‫‪ -29‬مرسوم رقم ‪ 2.19.40‬صادر في ‪ 17‬من جمادى االول ‪24( 1440‬يناير‪ )2019‬بتحديد نموذج‬
‫التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري‪ .‬الجريدة الرسمية عدد‪ 6746‬مكرر ‪ 16‬جمادى االول‬
‫‪25( 1440‬يناير‪.)2019‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ ‬توزيع الموارد المادية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على‬
‫مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم‬
‫‪ ‬تحديد األ هداف المراد تحقيقها من قبل المصالح الالممركزة للدولة على مستوى‬
‫الجهة والعمالة أو اإلقليم في ضوء االختصاصات التي سيتم نقلها إليها ومؤشرات‬
‫قياس نجاعة أدائها في تحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المبادئ التوجيهية للتصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫حدد المرسوم رقم ‪ 301369.05.2‬قواعد تنظيم القطاعات الوزارية التي ينبغي اعتمادها‬
‫من أجل ترشيد البينات اإلدارية من خالل وضع تصميم مديري لالتركيز اإلداري يقوم‬
‫على ‪:‬‬
‫ـ اعتماد الالتركيز اإلداري كقاعدة عامة لتوزيع االختصاصات بين المصالح المركزية‬
‫والمصالح الالممركزة؛‬
‫ـ تركيز اإلدارات المركزية على الوظائف األساسية وإسناد مهام تنفيذ السياسات الحكومية‬
‫إلى المصالح القريبة من المواطنين؛‬
‫ـ نقل االختصاصات والوسائل المادية والبشرية إلى المصالح الالممركزة؛‬
‫ـ إحداث لجنة الالتركيز اإلداري على مستوى كل وزارة هدفها إعداد تصميم مديري‬
‫لالتركيز اإلداري؛‬
‫ـ إعداد تصميم مديري يرمي إلى تحديد طبيعة االختصاصات المخولة لإلدارة المركزية‪،‬‬
‫وتلك التي ينبغي أن تفوت للمصالح الخارجية‪ ،‬حيث يجب أن تظل المصالح المركزية‬
‫تمارس فقط االختصاصات المرتبطة بمجاالت التصور والتوجيه والتقييم والمراقبة في حين‬
‫تسند األعمال ذات الطابع المحلي للمصالح الخارجية‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك يستند توزيع االختصاص بين االدارات المركزية ومصالحها على مستوى‬
‫المحاور الترابية أيضا لمجموعة من المبادئ‪ 31‬كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬مبدأ التطابق‪ :‬طبقا لهذا المبدأ‪ ،‬فكل اختصاص تنقله اإلدارة المركزية إلى مصالحها‪،‬‬
‫يجب أن يكون مقترنا بتحويل الموارد المطابقة له من موارد مالية وبشرية ‪ ،‬لتمكينها‬
‫من اإلضطالع بالمهام واإلختصاصات المنقولة لها‪ ،‬بمعنى أنه ال يستقيم المنطق‬

‫‪ -30‬نفس المرسوم رقم ‪ 2-05-1369‬بشأن تحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية والالتمركز‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫‪ -31‬ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"‪،‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلداري إال بتحويل موارد مالية وبشرية مطابقة لطبيعة ونوع اإلختصاص المحول‬
‫من المركز إلى المصالح الالممركزة المعنية‪ ،‬إن هذا المبدأ يفرض على اإلدارات‬
‫المركزية كإمتداد منطقي للتطبيق األمثل للميثاق‪ ،‬ونهج سياسة جديدة لتدبير الموارد‬
‫البشرية‪ ،‬قوامها تزويد المصالح الالممركزة‪ ،‬وخاصة التمثيليات المشتركة بالعناصر‬
‫البشرية المتوفرة على الخبرة والكفاءة في مجال التدبير العمومي للقيام بمهامها‬
‫واإلختصاصات الموكولة إليها لتقديم الدعم الضروري والكافي لجميع الهيئات‬
‫العمومية األخرى‪ ،‬والمؤسسات الجهوية المنتخبة؛‬
‫‪ ‬مبدأ اإللتقائية‪ :‬بما أن المصالح الالممركزة لها دور كبير في تنزيل السياسات‬
‫العمومية للدولة وتنفيذ البرامج والمشاريع التنموية على الصعيد الجهوي‪ ،‬فإن‬
‫اإلختصاصات المنقولة لها داخل الحدود الترابية‪ 32‬يجب أن تكون متسمة باإللتقائية‬
‫مع التوجهات الكبرى للدولة ضمانا للفعالية والنجاعة واتخاذ القرارات بشكل أفقي‬
‫في المجال الواحد‪ ،‬لتحقيق اإللتقائية واإلنسجام وفق رؤية واضحة وموحدة بهدف‬
‫تحقيق اإلندماجية بين جميع المصالح الالممركزة على مستوى األقطاب الترابية؛‬
‫‪ ‬مبدأ التكامل‪ :‬بحيث أن توزيع اإلختصاص سيقوم على أساس التكامل‪ ،‬ومنح‬
‫اإلختصاصات المناسبة لكل مستوى من المستويات الالممركزة حسب الميادين‬
‫والقطاعات هذا المبدأ سيجد تطبيقه في التمثيليات المشتركة‪ ،‬في حين ستكون هناك‬
‫تفاوتات بين التمثيليات القطاعية‪ ،‬وهذا ما جعل المشرع في المادة العاشرة من‬
‫المرسوم المشار إليه سابقا رقم ‪ ،618.17.2‬يؤكد على أولوية إحداث التمثيليات‬
‫المشتركة في سياسة ً الالتمركز اإلداري؛‬
‫‪ ‬مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‪ :‬هذا المبدأ هو الخيط الناظم وحجر الزاوية في توزيع‬
‫اإلختصاص وهو الذي سيحدد النجاعة اإلدارية والفعالية وتقييم األداء في تقديم‬
‫الخدمات على مستوى األقطاب الترابية‪ ،‬ال سيما وأن المغرب ينحو منحى التدبير‬
‫بمنطق النتائج عوض منطق التدبير بالوسائل الذي كان معمول به سابقا؛‬

‫‪ -32‬مليكة الصروخ‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪336‬‬


‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االجراءات العملية للتصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫بغية النهوض بالالتركيز اإلداري الحقيقي والفعلي والواسع يتوفر على سلطة التقرير‪ ،‬يجب‬
‫وضع تصميم مديري له محددات (المطلب األول) على المستوى اإلداري‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫تجاوز مختلف التحديات (المطلب الثاني) التي تواجه سياسة الالتركيز اإلداري كالزمة‬
‫لتوطيد دعائم الالمركزية في أفق تحقيق حكامة ترابية جيدة‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬محددات التصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫يشترط وضع تصميم لالتركيز اإلداري توزيع عمودي للسلطات واإلختصاصات التقريرية‬
‫والتنفيذية‪ ،33‬وذلك من خالل رصد نموذج لوزارة الثقافة واالتصال من أجل الرفع من‬
‫مستوى العمل اإلداري (الفقرة األولى)‪ ،‬مع بعض اإلجراءات التي تصاحب تطبيق التصميم‬
‫المديري لالتركيز اإلداري (المطلب الثاني)‪ ،‬بغية التنظيم المحكم للهياكل اإلدارية‪.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬نموذج لوزارة الثقافة واالتصال‬
‫تشتمل المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة على‪:‬‬
‫*المديريات الجهوية للثقافة ؛‬
‫*المديريات اإلقليمية للثقافة‪.34‬‬
‫تتولى المديريات الجهوية للثقافة ‪ ،‬على مستوى الجهة ‪ ،‬ووفق توجيهات السلطة الحكومية‬
‫المكلفة بالثقافة وتحت إشراف الكاتب العام للوزارة المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬صيانة التراث الثقافي المادي وغير المادي وتثمينه ؛‬
‫‪-‬التنشيط الثقافي والفني لشبكة التجهيزات والمؤسسات الثقافية والفنية ؛‬
‫‪-‬إحداث شبكة التجهيزات والمؤسسات الثقافية والفنية وتجهيزها وصيانتها‪.‬‬
‫ولهذا الغرض ‪ ،‬يعهد إليها القيام في إطار التوجيهات الصادرة عن وزارة الثقافة وفي حدود‬
‫نفوذها الترابي ‪ ،‬بالمهام التالية‪:‬‬
‫*تتبع وتنسيق عمل كافة المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة ؛‬
‫*اقتراح الميزانية السنوية القطاعية بالجهة وتنفيذ هذه الميزانية وتتبع وتقييم إنجازها ؛‬
‫*إعداد مخططات عمل الوزارة وبرمجة وتتبع إنجازها وذلك في إطار االستراتيجية‬
‫الحكومية لتنمية القطاع الثقافي ؛‬
‫*اقتراح برنامج العمل السنوي للمديرية الجهوية وإعداد التقرير السنوي الخاص‬
‫بإنجازاتها؛‬

‫‪ -33‬أشرقي عبد العزيز ‪ ،‬الحكامة الترابية وتدبير المرافق العمومية المحاية على ضوء مشروع الجهوية‬
‫المتقدمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،2014 ،‬ص‪.206.‬‬
‫‪ -34‬قرار لوزير الثقافة رقم ‪ 1701-16‬صادر في ‪ 4‬رمضان ‪ 10( 1437‬يونيو ‪ )2016‬بتحديد‬
‫اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫*التعاقد مع اإلدارة المركزية في إطار عقود األهداف ‪-‬الوسائل وتتبع تفعيلها ؛‬
‫*إعداد قواعد المعطيات الخاصة بالفاعلين في مجال الثقافة واألنشطة والتجهيزات الثقافية‬
‫وإنجازها وتحيينها ؛‬
‫*إعداد اإلحصائيات والمؤشرات الثقافية وإنجازها ؛‬
‫* إعداد الدراسات واألبحاث الميدانية والمونوغرافيات الجهوية المتعلقة بالقطاع الثقافي ؛‬
‫*قيادة المشاريع المتعلقة بتطوير مجاالت الفنون والكتاب والقراءة العمومية والتراث‬
‫الثقافي وبرمجتها وتتبع إنجازها ؛‬
‫*تحديد الحاجيات من التجهيزات الثقافية واقتراح برمجتها وتتبع إنجازها ؛‬
‫*إنجاز األشغال المتعلقة بترميم التراث المعماري واألثري ؛‬
‫*السهر على جرد التراث المادي وغير المادي وتقييده وتريبه وإبراز قيمته ؛‬
‫*السهر على تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحماية التراث الثقافي ؛‬
‫*خلق وتعزيز الشراكات مع الجماعات الترابية والسلطات المحلية والجمعيات والهيئات‬
‫العاملة في المجال الثقافي ‪ ،‬بعد مصادقة اإلدارة المركزية إذا كانت سترتب عليها التزامات‬
‫مالية ؛‬
‫*تقديم المساعدة والتأطير التقني لفائدة الجماعات الترابية والجمعيات والهيئات العاملة في‬
‫المجال الثقافي ؛‬
‫*المشاركة في إنجاز المشاريع المندمجة الرامية إلى انسجام والتقائية السياسات والبرامج‬
‫العمومية ؛‬
‫*مواكبة الجهات في إعداد برنامج التنمية الجهوية ‪ ،‬فيما يهم قطاع الثقافة ‪ ،‬وفق النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ؛‬
‫*التنسيق مع المديرين المركزيين كل في حدود مهامه ؛‬
‫*تمثيل الوزارة على مستوى الجهة ؛‬
‫*مراقبة أعمال المديريات اإلقليمية والمصالح التابعة لها والمؤسسات الثقافية والفنية‬
‫ومعاهد الموسيقى والفن الكوريغرافي ومحافظات المعالم التاريخية والمواقع والخزانات‬
‫الوسائطية والمراكز الثقافية وتنسيق وتنشيط أعمالها واإلشراف على المراسالت الواردة‬
‫عليها والصادرة منها وتخطيط األعمال المسندة إليها‪.35‬‬
‫تشتمل المديريات الجهوية للثقافة باإلضافة إلى المصالح المشار إليها في الفرع الثالث من‬
‫هذا القرار ‪ ،‬على ما يلي‪:‬‬
‫‪1 -‬المحافظة الجهوية للتراث الثقافي التي تضم‪:‬‬
‫‪-‬مفتشية المباني التاريخية والمواقع ؛‬

‫‪ - 35‬قرار لوزير الثقافة رقم ‪ 1701-16‬صادر في ‪ 4‬رمضان ‪ 10( 1437‬يونيو ‪ )2016‬بتحديد‬


‫اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪-‬مصلحة جرد التراث الثقافي وإبراز قيمته ؛‬
‫‪2 -‬مصلحة الشؤون الثقافية ؛‬
‫‪3 -‬مصلحة الشؤون اإلدارية والمالية‪.‬‬
‫تتولى المديريات اإلقليمية للثقافة ‪ ،‬على مستوى نفوذها الترابي ‪ ،‬القيام بالمهام التالية‪:‬‬
‫*تمثيل الوزارة ؛‬
‫*اقتراح برنامج عملها السنوي وإنجاز التقرير السنوي الخاص بإنجازاتها ؛‬
‫*تنشيط شبكة الفضاءات الثقافية ؛‬
‫*اإلشراف اإلداري على محافظات المعالم التاريخية والمواقع ؛‬
‫*السهر على حسن سير الفضاءات الثقافية التابعة لها وضمان خدماتها للمرتفقين ؛‬
‫*تحديد الحاجيات من التجهيزات الثقافية واقتراح تغطيتها على المديرية الجهوية للثقافة‬
‫ومواكبة إنجازها ؛‬
‫*المساهمة في مسك وتحيين الخريطة الثقافية وإعداد وإنتاج اإلحصائيات الثقافية وكذا‬
‫إعداد وإنجاز وتحيين قاعدة المعطيات الثقافية ؛‬
‫*تقديم المساعدة والتأطير التقني لفائدة الجماعات والجمعيات والهيئات العاملة في المجال‬
‫الثقافي‪.‬‬
‫تضم المديريات اإلقليمية للثقافة بتطوان ومكناس والقنيطرة وسطات وورزازات ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى المصالح المشار إليها في الفرع الثالث من هذا القرار‪ ، 36‬مصلحة للشؤون اإلدارية‬
‫والمالية والثقافية تناط بها ‪ ،‬على مستوى النفوذ الترابي للمديرية اإلقليمية ‪ ،‬المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬صيانة البنايات اإلدارية ؛‬
‫‪-‬تدبير ميزانية اللوازم والعتاد المكتبي وكافة مستلزمات التسيير ؛‬
‫‪-‬تدبير مساطر أداء الواجبات المحددة في العقود المتعلقة بإدارة وتنشيط التظاهرات‬
‫واألنشطة الثقافية وكذا تلك المتعلقة بمشاركة الفنانين والمثقفين والمحاضرين والتقنيين في‬
‫هذه التظاهرات واألنشطة وذلك بالتنسيق مع مصلحة الشؤون اإلدارية ؛‬
‫‪-‬تتبع مساطر أداء التعويضات عن حصص الدروس لفائدة المكلفين بالدروس في المعاهد‬
‫المحلية للموسيقى والفن الكوريغرافي ؛‬
‫‪-‬اإلشراف على شساعة النفقات وشساعات المداخيل ومراقبة التحصيل ؛‬
‫‪-‬مسك المحاسبة وعمليات االلتزام واألداء ؛‬
‫‪-‬تتبع المساطر المتعلقة بتدبير الحياة اإلدارية للموظفين ؛‬
‫‪-‬السهر على تنمية األعمال المتعلقة بالتنشيط الثقافي ؛‬

‫‪ -36‬قرار لوزير الثقافة رقم ‪ 1701-16‬صادر في ‪ 4‬رمضان ‪ 10( 1437‬يونيو ‪ )2016‬بتحديد‬


‫اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪-‬تتبع برامج تنشيط الخزانات الوسائطية والمراكز الثقافية وتنسيقها ؛‬
‫‪-‬المساهمة في إعداد التظاهرات الثقافية المتعلقة باإلبداع األدبي والفني من حيث التصور‬
‫الفني والتركيب المالي ومستلزمات التنظيم وأهداف التنشيط الثقافي ؛‬
‫‪-‬السهر على تتبع التظاهرات الثقافية المتعلقة بميادين الفنون والكتاب والقراءة العمومية‬
‫المدعمة أو المنظمة في إطار الشراكة مع السلطات المحلية والجماعات الترابية والجمعيات‬
‫والهيئات العاملة في المجال الثقافي ؛‬
‫‪-‬تتبع تنظيم التظاهرات الثقافية والمعارض الهادفة للتعريف بالكتاب وبالمبدعين‬
‫وباإلصدارات ؛‬
‫‪-‬إعداد العقود المتعلقة بإدارة وتنشيط التظاهرات واألنشطة الثقافية وكذا تلك المتعلقة‬
‫بمشاركة الفنانين والمثقفين والمحاضرين والتقنيين في هذه التظاهرات واألنشطة وذلك‬
‫بالتنسيق مع مصلحة الشؤون اإلدارية ؛‬
‫‪-‬تتبع أعمال وأنشطة المعاهد المحلية للموسيقى والفن الكوريغرافي وتنسيقها ؛‬
‫‪-‬دراسة وتتبع طلبات استغالل الفضاءات الثقافية من طرف الجمعيات والهيئات العاملة في‬
‫المجال الثقافي ؛‬
‫‪-‬تتبع مساطر منح الجوائز األدبية والفنية ؛‬
‫‪-‬تتبع أنشطة الجمعيات والمهنيين المستفيدين من اإلعانات المالية في إطار دعم اإلبداع‬
‫األدبي والفني وفقا لدفاتر التحمالت المتعلقة بدعم المشاريع الثقافية والفنية ؛‬
‫‪-‬تتبع الخريطة الثقافية واإلحصائيات وقاعدة المعطيات الثقافية ؛‬
‫‪.37‬‬
‫‪-‬تسيير المركز الثقافي المتواجد بمركز العمالة أو اإلقليم مقر تواجد المديرية اإلقليمية‬
‫وفي ما يلي الهيكل التنظيمي للوزارة‪:‬‬

‫‪ -37‬قرار لوزير الثقافة رقم ‪ 1701-16‬صادر في ‪ 4‬رمضان ‪ 10( 1437‬يونيو ‪ )2016‬بتحديد‬


‫اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫المصدر‪ :‬الموقع الرسمي لوزارة الثقافة‬

‫‪ -‬نموذج توزيع المديريات الجهوية على المملكة لوزارة الثقافة‬

‫المصدر‪ :‬الموقع الرسمي لوزارة الثقافة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلجراءت المصاحبة لتطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬


‫من أجل تحقيق أهداف التصاميم المديرية لالتركيز اإلداري‪ ،‬تتخذ عدة تدابير مرفقة‪ ،‬تعتبر‬
‫مداخل رئيسية لتتبع تنفيذ مشاريعها‪ ،‬تتمثل خاصة في‪:‬‬
‫‪ ‬مراجعة تنظيم السير الداخلي للمصالح الالممركزة وفق األهداف الموكولة لها؛‬

‫‪15‬‬
‫ضمان استعمال مشترك وعقالني للوسائل المتوفرة لدى مختلف المصالح‬ ‫‪‬‬
‫الالممركزة على صعيد العمالة أو اإلقليم؛‬
‫التوزيع المحكم والتوازن للكفاءات والمهارات بين المصالح المركزية والمصالح‬ ‫‪‬‬
‫الالممركزة؛‬
‫ضمان التكوين المستمر وإعادة التكوين لفائدة األطر العاملة بالمصالح الالممركزة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عبر إحداث مراكز جهوية تابعة للمدرسة الوطنية العليا لإلدارة؛‬
‫تبسيط اإلجراءات واألساليب اإلدارية سيما المتعلقة منها بالميزانية؛‬ ‫‪‬‬
‫توجيه وتنسيق عمل المصالح الالممركزة لمختلف الوزارات واإلدارات العمومية‬ ‫‪‬‬
‫عن طريق وضع الكفاءات والخبرات في المجاالت القانونية والمنازعات رهن‬
‫إشارة العمال‪ ،‬لتمكينهم من القيام بالمهام المنوطة بهم عن طريق دعم دورهم في‬
‫تحقيق الالتركيز اإلداري‪ ،‬ووحدة عمل أجهزة الدولة على الصعيد المحلي بهدف‬
‫خلق شراكة حقيقية بينها وبين الجماعات الترابية والفرقاء االقتصاديين‬
‫واإلجتماعيين‪ ،‬ولجعل الالتركيز في خدمة الالمركزية‪،38‬‬
‫وبتحقيق التصميم المديري لمختلف هذه األهداف‪ ،‬يفرض نظام الالتمركز اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫نفسه ب إلحاح كضرورة حتمية للرفع من مستوى التدبير اإلداري‪ ،‬من خالل موقعه‬
‫في العملية اإلدارية حيث يواكب الخطوات التي قطعها نظام الالمركزية‪.39‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحديات التصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫رغم نقاط القوة التي يمتلكها والمتمثلة في الوسائل واألهداف والهياكل المرجعية السياسية‬
‫التي يحظى بها ميثاق الالتمركز اإلداري‪ ،‬خاصة في الخطب الملكية‪ ،‬وبالتالي فإن التصميم‬
‫المديري لالتركيز االداري يشكل مرجعا لمصالح الدولة على المستوى المركزي‬
‫والالمركزي خاصة في مجال الحكامة وتحقيق الجودة والفعالية في البرامج والمشاريع‬
‫المراد تنفيذها‪ 40‬إال أنه تعتريه إكراهات (الفقرة االولى) يمكن تجاوزها (الفقرة الثانية) من‬
‫خالل تفعيل الميثاق‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إكراهات تطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫تتمثل إكراهات تطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري في الكثير من نقاط‬
‫الضعف فأولى هذه النقط أن ميثاق الالتمركز اإلداري صدر على صيغة مرسوم‬
‫وإحالتها على مراسيم تطبيقية أخرى‪.‬‬

‫‪ -38‬ورقة عمل حول "اعادة هيكلة اإلدارة على ضوء الدور الجديد للدولة ودعم سياسة الالتركيز‪،‬‬
‫مديرية اإلصالح اإلداري"‪ ،‬وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري‪ ،‬فبراير ‪ ،2002‬ص‪.26‬‬
‫‪ -39‬أشرقي عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.204.‬‬
‫‪ -40‬ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"‪،‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫فالمادتين ‪ 11‬و ‪ 13‬من الميثاق ‪ ،‬فتتحدث األولى على انه ‪" :‬تحدث التمثيليات اإلدارية‬
‫الجهوية القطاعية وتحدد اختصاصاتها وتنظيمها بموجب مرسوم"‪.‬‬
‫مع مراعاة أحكام المادة ‪ 38‬تحدث التمثيليات اإلدارية الجهوية المشتركة بين قطاعين‬
‫وزاريين أو أكثر بمرسوم يتخذ باقتراح من السلطات الحكومية المعنية بإحداث هذه‬
‫التمثيليات إما بمبادرات منها أو بناء على‪:‬‬
‫‪ -‬اقتراح اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري المنصوص عليها في المادة ‪ 38‬من هذا‬
‫المرسوم؛‬
‫‪ -‬اقتراح لوالي الجهة المعني؛‬
‫نفس األمر بالنسبة للمادة ‪ 13‬التي تتحدث على أن رؤساء التمثيليات الجهوية القطاعية‬
‫ورؤساء التمثيليات الجهوية المشتركة بين قطاعين وزاريين أو أكثر بموجب المرسوم‪.‬‬
‫وهذا يطرح أشكال التراتبية القانونية سواء في صدور الميثاق على شكل مرسوم من جهة‪،‬‬
‫و الذي ينبغي أن يصدر على شكل ظهير او على شكل قانون تفعيال للفقرة األخيرة من‬
‫الفصل ‪ 71‬للدستور و التي تنص على انه ‪ :‬للبرلمان إضافة للميادين المشار إليها في الفقرة‬
‫السابقة‪ ،‬صالحيات التصويت على قوانين تضع إطارا لألهداف في الميادين االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية والثقافية‪ ،‬وسواء كذلك في إحالته على مراسيم تطبيقية أخرى من جهة‬
‫ثانية‪.‬‬
‫ثم عدم سريان المرسوم على بعض القطاعات غير المتوفرة على المصالح الالممركزة‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك االكراهات التنظيمية وضعف تكوين الموارد البشرية وعدم التنصيص على‬
‫الوالة والعمال وهم مصالح الممركزة تابعة لوزارة الداخلية بإقتصار الميثاق على الجهة‬
‫والعمالة واإلقليم دون الجماعة‪ ،‬وحمل الميثاق لشحنة أدبية وغياب الدقة القانونية من قبيل‬
‫"يتعين" ‪ ،‬وألية التفويض "هل هو تفويض اختصاص أم تفويض توقيع"‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالمادة ‪ 17‬من هذا المرسوم فيمكن أن نحكم عليها بعدم دستوريتها حيث‬
‫أناطت للحكومة صالحية إعادة صياغة مختلف التشريعات المتعلقة بمالية الدولة وتنظيم‬
‫القطاعات الوزارية و اختصاصاتها و قواعد التفويض و نظام الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالتهديدات أو العوائق التي يطرحها التنزيل السليم لورش الالتمركز اإلداري‬
‫فتتجلى فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التخوف من سيادة العقلية الكالسيكية المقاومة‪ ،‬ألن الالمركزية هي ثقافة والالتمركز‬
‫عقلية؛‬

‫‪17‬‬
‫‪ ‬تضخم الهياكل والبنيات اإلدارية؛‬
‫‪ ‬الحاجة إلى نصوص خاصة للتدقيق في العقود الترابية وتهيئة الموارد البشرية‬
‫وتأهيلها؛‬
‫‪ ‬عدم صدور نصوص مماثلة خاصة في الجبايات المحلية وميثاق المرافق العمومية‬
‫وقانون الوظيفة العمومية الترابية؛‬
‫‪ ‬غياب المجتمع المدني والمقاربة التشاركية مقارنة بحضورها على مستوى‬
‫الالمركزية اإلداري‪.41‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أفاق تطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري‪.‬‬
‫إن من شأن تفعيل الميثاق الوطني لالتركيز أن يساهم في نظام فعال إلدارة ال ممركزة‬
‫وذلك عن طريق ‪:‬‬
‫أن النقطة المركزية األولى في الميثاق تتعلق بالقضية الجوهرية المرتبطة بتوزيع‬
‫االختصاصات بين السلطة المركزية والمصالح الالممركزة‪ ،‬وفي هذا السياق‪ ،‬سيصبح‬
‫الالتمركز القاعدة العامة في توزيع المهام والوسائل بين مختلف المستويات اإلدارية التابعة‬
‫للدولة‪.‬‬
‫ومن المنطقي أن تعزيز التصميم المديري لالتمركز اإلداري سيساهم في أقلمة الدولة‬
‫مع المجال الجهوي‪ ،‬فإذا كان على الجهة أن تمارس مهامها مع األخذ بعين االعتبار الدور‬
‫األساسي الذي تلعبه الدولة‪ ،‬فعلى الدولة كذلك أن ال تتجاهل الجهة وسيرورتها‪ ،‬ذلك أن‬
‫الجهوية المتقدمة تقتضي وجود ممثلين للدولة‪ ،‬أي والة وعمال‪ ،‬قادرين على العمل في‬
‫إطار تشاوري مع المؤسسات الجهوية‪ ،‬كما يتعين على موظفي الدولة أن يعتبروا الجهة‬
‫كمحور أساسي لتدخالتهم وأن يتخلصوا من نزوعم نحو التدبير المركزي المفرط الذي نعته‬
‫الخطاب الملكي "بالمركزية المتحجرة"‪.‬‬
‫إن هذا التوجه يتطلب معالجة إشكالية التصميم المديري لالتمركز اإلداري بشكل‬
‫شمولي وأفقي وعدم اختزال المسألة وحصرها في االهتمام بالوالي أو الوالية وهو ما يعني‬
‫ضرورة االنكباب على تنظيم باقي مكونات منظومة الالتمركز اإلداري‪ ،‬وتحديد عالقتها‬
‫ببعضها البعض بما في ذلك وضعية المصالح الالممركزة المتواجدة على المستويات‬
‫اإلقليمية‪.‬‬

‫‪ -41‬ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"‪،‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫إذا كان إصدار الميثاق الوطني لالتركيز سيساهم في وضع نظام فعال لإلدارة فإنه اعتماد‬
‫‪42‬‬
‫تقسيم ترابي ناجع من شأنه أن يساعد كذلك على التطبيق األمثل لمقتضيات هذا الميثاق‬
‫حال تنفيذه‪.‬‬
‫وفي عالقة ميثاق الالتمركز اإلداري بالسياسات العمومية فإن أبرز نقاط القوة التي أتى بها‬
‫في هذا المجال تتجلى في‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان إلتقائية السياسات العمومية وتقريب الخدمات للمواطنين على المستوى المحلي؛‬
‫‪ -‬اإلرتكاز على الدور المحوري لوالي الجهة؛‬
‫‪ -‬اعتبار الجهة اإلطار المالئم لتفعيل الالتمركز اإلداري وتبرز أهمية ذلك في استقبال‬
‫الملك للوالة و رؤساء المجالس الجهوية الداء القسم بعد االنتخابات السابقة؛‬
‫‪ -‬تمكين المصالح الالممركزة من العديد من االختصاصات‪ ،‬وتخويل رؤسائها صفة‬
‫اآلمرين بالصرف؛‬
‫‪ -‬إرساء العالقة التراتبية بين رؤساء المصالح الخارجية على مستوى الجهات‪ ،‬العماالت‪،‬‬
‫األقاليم؛‬
‫‪ -‬وجود عدد من المبادئ الدستورية المساعدة على تفعيل الميثاق كمبدأ التفريع ونقل‬
‫االختصاص مما يشكل معه شحنة إلعمال هذا النص ومبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة؛‬
‫‪ -‬استثمار كل الجوانب التي يتميز بها المرسوم والقوانين التنظيمية في ظل ٕإرادة ملكية‬
‫واضحة لتفعيل هذا الورش؛‬
‫‪ -‬تقديم كل أشكال الدعم للجماعات الترابية؛‬
‫‪ -‬تأهيل اإلدارات الخارجية والمصالح الالممركزة وتقوية قدراتها‪.‬‬
‫ولتجاوز الصعوبات و المعيقات السالفة الذكر البد من رفع مختلف التحديات المرتبطة‬
‫بالمسألة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وتجويد الرأسمال البشري واعتماد حكامة ناجعة‪ ،‬واعتماد‬
‫الحوار بين الفاعلين ومختلف األطراف والعمل على التجانس بين السياسيات العمومية‬
‫بالجهة‪ ،‬وتثمين الرأسمال الثقافي‪ ،‬مع إيجاد الحلول المناسبة للقضايا والمشاكل المرتبطة‬
‫بالتنمية المندمجة والمستدامة‪.‬‬

‫‪ -42‬مقال تحت عنوان "الالمركزية في مجال التنظيم اإلداري الجديد" منشور بالموقع االلكتروني‬
‫‪ http://anibrass.blogspot.com‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ ،2019‬على الساعة الواحدة زوال‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫كما أن هذا األمر يتطلب أيضا‪ ،‬االنخراط الجماعي في إعداد نموذج تنموي جديد يكون‬
‫بمستطاعه تقديم الحلول‪ ،‬واالستجابة في نفس الوقت لمتطلبات التنمية‪ ،‬وهو ما يقتضى‬
‫تعميق النقاش وتبادل اآلراء بين الفاعلين من مواقعهم المختلفة‪ ،‬من أجل التوصل إلي حلول‬
‫ناجعة تتالءم مع التحوالت القائمة على المستوى المحلي والوطني والقاري والدولي‪.43‬‬

‫‪ -43‬ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"‪،‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫خــــــــــــاتــــــمــــــة‪:‬‬
‫ختاما نستنتج أن نظام التصميم المديري لالتمركز اإلداري جاء تفعيال لمسلسل الذي يطرح‬
‫مسألة توزيع السلطة على المستوى المجالي والترابي في إطار أجهزة الدولة وكلما تمكنت‬
‫الدولة من إيجاد صيغة فعالة تتيح لها مباشرة االختصاصات المخولة لها على مقربة من‬
‫الساكنة والمنتخبين المحليين‪ ،‬كلما كان ذلك أفضل تمهيدا لتأسيس حكامة ترابية محلية‬
‫مسؤولة‪ ،‬لكن (نجاح) هذا المشروع يتوقف على السير قدما في مجال الجهوية المتقدمة‬
‫والالمركزية الموسعة؛ فال يجب أن ننسى بأن الالتمركز ليست له فائدة في ذاته إال بالقدر‬
‫الذي يدعم ‪-‬بما فيه الكفاية‪ -‬قيام منظومة المركزية متطورة قادرة على مواجهة أعباء التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وترسيخ قيم الديمقراطية المحلية‪.‬‬
‫وما يمكن أن نستنتج أيضا هو أن تطور هذا المسلسل منح نقطة إيجابية تمثلت في إنتاج‬
‫التصميم المديري لالتمركز اإلداري الذي يعكس التدبير األمثل للموارد البشرية على أساس‬
‫اإلدارة باألهداف واإلنتقال من منطلق الوسائل إلى منطلق النتائج‪.‬‬
‫وفيما يخص متطلبات التنمية أصبحت تفرض تجاوز مرحلة الوصاية اإلدارية بمفهومها‬
‫الضيق والتقليدي؛ المتمثل في الرقابة السابقة ورقابة المالئمة التي تعرقل وتعطل عمل‬
‫الهيئات المحلية الذي أصبح يتطلب السرعة والمرونة لمواكبة التطورات الحاصلة في‬
‫المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ومنح هذه الرقابة لألجهزة القضائية المختصة‬
‫بشكل بعدي‪ ،‬واالكتفاء فقط بالتوجيه والمصاحبة وتقديم المساعدة‪.‬‬
‫فالدستور الجديد لبالدنا قد استعمل ألول مرة في تاريخ المغرب منذ االستقالل مصطلح‬
‫"المصالح الالممركزة لالدارة المركزية" ‪ ،‬تعبيرا عن رغبة المشرع المغربي في تعزيز‬
‫مسار الالتركيز كنمط لتكريس إدارة القرب من المواطنين‪ ،‬والالتركيز هو مفتاح كل تغيير‬
‫نوعي للدولة فرغم وضع اإلطار القانوني كمستوى لإلصالح اإلداري المنشود بقي فقط‬
‫ترجمة ذلك وتفعيله‪ ،‬إذن متى سيتم تطبيق تلك المراسيم التي من شأنها جعل الهياكل اإلدارية‬
‫أكثر نجاعة وفعالية؟‪.‬‬

‫‪21‬‬
22
‫ملحق‬

‫نموذج التصميم المديري المرجعي لالتمركز اإلداري‬

‫القطاع الوزاري‪................................... :‬‬

‫برسم سنة‪................................................. :‬‬

‫‪ -1‬المحور األول ‪ :‬االختصاصات‪ ،‬وال سيما منها ذات الطابع التقريري التي سيتم نقلها إلى‬
‫المصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم‪ ،‬طبقا لقواعد‬
‫توزيع االختصاصات المنصوص عليها في المواد ‪ 14‬و‪ 15‬و‪ 16‬من المرسوم السالف الذكر‬
‫رقم ‪2.17.618‬‬

‫جرد جميع االختصاصات والصالحيات جرد االختصاصات والصالحيات والمهام التي سيتم نقلها إلى‬
‫المصالح الالممركزة للدولة على مستوى جهة ‪:‬‬ ‫الموكولة إلى المصالح المركزية‬
‫‪.......................................‬‬ ‫بموجب النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة األولى‬

‫جرد جميع االختصاصات والصالحيات جرد االختصاصات والصالحيات والمهام التي سيتم نقلها إلى‬
‫المصالح الالممركزة للدولة على مستوى عمالة أو إقليم ‪:‬‬ ‫الموكولة إلى المصالح المركزية‬
‫‪..............................‬‬ ‫بموجب النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة األولى‬

‫‪2‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬المحور الثاني ‪ :‬اإلختصاصات التي يمكن أن تكون موضوع تفويض الى المصالح الالممركزة للدولة‬
‫على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم‬

‫جرد جميع االختصاصات والصالحيات جرد االختصاصات والصالحيات والمهام التي يمكن أن تكون‬
‫الموكولة إلى المصالح المركزية موضوع تفويض الى المصالح الالممركزة للدولة على مستوى‬
‫جهة ‪....................................... :‬‬ ‫بموجب النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة األولى‬

‫جرد جميع االختصاصات والصالحيات جرد االختصاصات والصالحيات والمهام التي يمكن أن تكون‬
‫الموكولة إلى المصالح المركزية موضوع تفويض الى المصالح الالممركزة للدولة على مستوى‬
‫عمالة أو إقليم ‪.............................. :‬‬ ‫بموجب النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة األولى‬

‫‪24‬‬
‫‪ -3‬المحور الثالث ‪ :‬توزيع الموارد البشرية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على‬
‫مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم‬

‫توزيع الموارد البشرية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة‬

‫المصالح الالممركزة للدولة على مستوى جهة ‪:‬‬ ‫الهيآت‬


‫‪.........................................‬‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة األولى‬ ‫اإلدارة‬ ‫(المشتركة‪/‬‬
‫المركزية‬ ‫الخاضعة‬
‫األهداف‬ ‫األهداف‬ ‫األهداف‬
‫الوضعية‬ ‫الوضعية‬ ‫الوضعية‬ ‫ألنظمة‬
‫المزمع‬ ‫المزمع‬ ‫المزمع‬
‫الحالية‬ ‫الحالية‬ ‫الحالية‬ ‫خاصة‪)...‬‬
‫بلوغها‬ ‫بلوغها‬ ‫بلوغها‬

‫توزيع الموارد البشرية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على مستوى العمالة أو‬
‫اإلقليم‬

‫المصالح الالممركزة للدولة على مستوى عمالة أو إقليم ‪:‬‬ ‫الهيآت‬


‫‪..........................‬‬
‫اإلدارة‬ ‫(المشتركة‪/‬‬
‫المركزية‬ ‫الخاضعة‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة األولى‬ ‫ألنظمة‬
‫األهداف‬ ‫الوضعية‬ ‫األهداف‬ ‫الوضعية‬ ‫األهداف‬ ‫الوضعية‬ ‫خاصة‪)....‬‬
‫المزمع‬ ‫الحالية‬ ‫المزمع‬ ‫الحالية‬ ‫المزمع‬ ‫الحالية‬
‫بلوغها‬ ‫بلوغها‬ ‫بلوغها‬

‫‪25‬‬
‫‪ -4‬المحور الرابع ‪ :‬توزيع الموارد المادية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على‬
‫مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم‬

‫توزيع الموارد المادية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة‬
‫المصالح الالممركزة للدولة على مستوى جهة ‪:‬‬
‫‪..........................................‬‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة األولى‬ ‫اإلدارة‬ ‫الموارد‬
‫األهداف‬ ‫األهداف‬ ‫األهداف‬ ‫المركزية‬ ‫المادية‬
‫الوضعية‬ ‫الوضعية‬ ‫الوضعية‬
‫المزمع‬ ‫المزمع‬ ‫المزمع‬
‫الحالية‬ ‫الحالية‬ ‫الحالية‬
‫بلوغها‬ ‫بلوغها‬ ‫بلوغها‬

‫توزيع الموارد المادية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على مستوى العمالة أو‬
‫اإلقليم‬
‫المصالح الالممركزة للدولة على مستوى عمالة أو إقليم ‪:‬‬
‫‪.................................‬‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة األولى‬ ‫اإلدارة‬ ‫الموارد‬
‫األهداف‬ ‫األهداف‬ ‫األهداف‬ ‫المادية المركزية‬
‫الوضعية‬ ‫الوضعية‬ ‫الوضعية‬
‫المزمع‬ ‫المزمع‬ ‫المزمع‬
‫الحالية‬ ‫الحالية‬ ‫الحالية‬
‫بلوغها‬ ‫بلوغها‬ ‫بلوغها‬

‫‪ -5‬المحور الخامس ‪ :‬تحديد األهداف المراد تحقيقها من قبل المصالح الالممركزة للدولة على مستوى‬
‫الجهة والعمالة أو اإلقليم في ضوء االختصاصات التي سيتم نقلها إليها ومؤشرات قياس نجاعة أدائها في‬
‫تحقيق هذه األهداف‬

‫تحديد األهداف المراد تحقيقها من قبل المصالح الالممركزة للدولة‬

‫على مستوى جهة ‪ .................................‬في ضوء االختصاصات التي سيتم نقلها إليها‬

‫ومؤشرات قياس نجاعة أدائها في تحقيق هذه األهداف‬

‫‪26‬‬
‫الهدف رقم ‪.....................................................: 1‬‬

‫تحديد مؤشرات قياس نجاعة األداء لتحقيق هذا الهدف‬


‫السنوات‬
‫وحدة القياس‬ ‫المؤشر‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة األولى السنة الثانية‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 1‬‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 2‬‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 3‬‬

‫الهدف رقم ‪.....................................................: 2‬‬

‫تحديد مؤشرات قياس نجاعة األداء لتحقيق هذا الهدف‬


‫السنوات‬
‫وحدة القياس‬ ‫المؤشر‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة األولى السنة الثانية‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 1‬‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 2‬‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 3‬‬

‫تحديد األهداف المراد تحقيقها من قبل المصالح الالممركزة للدولة‬

‫على مستوى عمالة أو إقليم ‪ ...............................‬في ضوء االختصاصات التي سيتم نقلها إليها‬

‫ومؤشرات قياس نجاعة أدائها في تحقيق هذه األهداف‬

‫الهدف رقم ‪.....................................................: 1‬‬

‫تحديد مؤشرات قياس نجاعة األداء لتحقيق هذا الهدف‬


‫السنوات‬
‫وحدة القياس‬ ‫المؤشر‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة األولى السنة الثانية‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 1‬‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 2‬‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 3‬‬
‫الهدف رقم ‪:.....................................................2‬‬
‫تحديد مؤشرات قياس نجاعة األداء لتحقيق هذا الهدف‬
‫السنوات‬
‫وحدة القياس‬ ‫المؤشر‬
‫السنة الثالثة‬ ‫السنة األولى السنة الثانية‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 1‬‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 2‬‬
‫المؤشر رقم ‪..........: 3‬‬

‫‪27‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫‪ ‬أشرقي عبد العزيز ‪ ،‬الحكامة الترابية وتدبير المرافق العمومية المحاية على ضوء‬
‫مشروع الجهوية المتقدمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫أجعون أحمد ‪ ،‬الوجيز في التنظيم اإلداري‪ ،‬عدد خاص رقم‪ ،6‬الطبعة األولى‪ ،‬أبريل‬ ‫‪‬‬
‫‪.2018‬‬
‫الصروخ مليكة ‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪.2010،‬‬ ‫‪‬‬
‫الحارسي عبد هللا ‪ ،‬تعزيز مشاركة الجمعيات‪ ،‬رافعة للحكامة المحلية في المغرب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫دجنبر ‪.2015‬‬
‫األعرج محمد‪ ،‬القانون اإلداري المغربي‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬سنة‪.2015‬‬ ‫‪‬‬
‫بن الشريف مصطفى ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مطبعة الجسور وجدة‪ ،‬الطبعة األولى‪.2018‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬األطروحات والرسائل‪:‬‬
‫‪ ‬عبد العلي الفياللي‪ ،‬الجماعات الترابية بالمغرب بين الحكامة المالية وتجويد أليات‬
‫الرقابة‪ ،‬أطروجة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬فاس ‪.2015-2014‬‬
‫‪ ‬البقالي محمد‪ ،‬عدم التركيز اإلداري بالمغرب حصيلة وآفاق اإلصالح‪ ،‬بحث لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا المعمقة في اإلدارة المحلية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪1999‬ـ‪.2000‬‬
‫‪ ‬رشيد كركاب‪ ،‬دور الحكامة الحيدة في تدبير الشأن العام الترابي‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الماستر‪ ،‬كلية الحقوق بفاس‪ ،‬السنة الجامعية‪.2017/2016 ،‬‬
‫‪ ‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ ‬البجيوي عبد الفتاح‪ ،‬مؤسسة الوالي والعامل وأفاق عدم المركز اإلداري بالمغرب‪،‬‬
‫منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية"‪،‬‬
‫عدد ‪.2014،100‬‬
‫‪ ‬عبد هللا اإلدريسي‪ ،‬منطلقات من أجل البنيات اإلدارية المحلية‪ ،‬منشورات المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪.1996 ،6‬‬
‫‪ ‬القوانين‪:‬‬
‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬يوليوز بتنفيذ الدستور‪،2011‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪.2011‬‬

‫‪28‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.19.40‬صادر في ‪ 17‬من جمادى االول ‪24( 1440‬يناير‪)2019‬‬ ‫‪‬‬
‫بتحديد نموذج التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري‪ .‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد‪ 6746‬مكرر ‪ 16‬جمادى االول ‪25( 1440‬يناير‪.)2019‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع األخر ‪ 26( 1440‬دسمبر ‪)2018‬‬ ‫‪‬‬
‫بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6738‬في ‪ 19‬ربيع‬
‫األخر ‪ 27(1440‬دسمبر ‪.)2018‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.05.1369‬الصادر في ‪ 2‬دجنبر ‪ 2005‬بشأن تحديد قواعد تنظيم‬ ‫‪‬‬
‫القطاعات الوزارية والالتمركز اإلداري‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ 5386‬بتاريخ ‪ 12‬يناير‬
‫‪.2006‬‬
‫ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.75.168‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬صفر ‪15( 1397‬‬ ‫‪‬‬
‫فبراير ‪ )1977‬يتعلق باختصاصات العامل الجريدة الرسمية عدد ‪ ،3359‬بتاريخ ‪16‬‬
‫مارس ‪.1977‬‬

‫‪ ‬مرسوم ‪ 2.93.625‬بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر‪ 1993‬المتعلق بالالتركيز اإلداري‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسمية ‪ ،4227‬بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪.1993‬‬
‫‪ ‬القرارات‪:‬‬
‫‪ ‬قرار لوزير الثقافة رقم ‪ 1701-16‬صادر في ‪ 4‬رمضان ‪ 10( 1437‬يونيو ‪)2016‬‬
‫بتحديد اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة ‪.‬‬
‫‪ ‬التقارير‪:‬‬
‫‪ ‬تقرير المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي والبيئي حول متطلبات الجهوية المتقدمة‬
‫وتحديات إدماج السياسات القطاعية‪ ،‬صادر سنة ‪،2015‬‬
‫‪ ‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ ‬وزارة اعداد التراب الوطني والتعمير واالسكان وسياسة المدينة‪" ،‬عرض لتسليط‬
‫الضوء على أهم مضامين ومستجدات المرسوم رقم ‪ ".2.17.618‬منشور بالموقع‬
‫االلكتروني ‪.http://www.muat.gov.ma‬‬
‫‪ ‬مقال تحت عنوان "الالمركزية في مجال التنظيم اإلداري الجديد" منشور بالموقع‬
‫االلكتروني ‪.http://anibrass.blogspot.com‬‬
‫‪ ‬بالموقع الرسمي لوزارة الثقافة ‪http://www.mincom.gov.ma .‬‬
‫‪ ‬الندوات‪:‬‬
‫‪ ‬ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق‬
‫العملي"‪ ،‬كلية الحقوق بسال‪ ،‬بتاريخ ‪03‬ماي ‪.2019‬‬
‫‪ ‬وزارة إصالح اإلدارة والوظيفة العمومية‪ ،‬الالتمركز اإلداري رافعة لورش الجهوية‬
‫المتقدمة‪ ،‬مجلس النواب ‪ 28‬نونبر ‪.2017‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ ‬ورقة عمل حول "اعادة هيكلة اإلدارة على ضوء الدور الجديد للدولة ودعم سياسة‬
‫الالتركيز‪ ،‬مديرية اإلصالح اإلداري"‪ ،‬وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري‪،‬‬
‫فبراير ‪.2002‬‬

‫‪30‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪2 ---------------------------------------------------------------- :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االطار النظري للتصميم المديري لالتركيز االداري‪5 ----------- .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مراحل اعتماد التصميم المديري لالتركيز االداري‪5 ----------------------- .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرتكزات التصميم المديري لالتركيز االداري‪6 ----------------------------.‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬المضامين األساسية للتصميم المديري لالتركيز االداري‪7 ---------------- .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المبادئ التوجيهية للتصميم المديري لالتركيز االداري‪9 ------------------- .‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االجراءات العملية للتصميم المديري لالتركيز االداري‪11 ----- .‬‬
‫المطلب االول‪ :‬محددات التصميم المديري لالتركيز االداري‪11 ---------------------------- .‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬نموذج لوزارة الثقافة واالتصال ‪11 ----------------------------------------‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلجراءت المصاحبة لتطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري‪15 ------- .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحديات التصميم المديري لالتركيز االداري‪16 ---------------------------- .‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬إكراهات تطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري‪16 ------------------- .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أفاق تطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري‪18 ------------------------ .‬‬

‫الملحق ‪22 ---------------------------------------------------------------‬‬

‫الفهرس ‪31 --------------------------------------------------------------‬‬

‫‪31‬‬

You might also like