Professional Documents
Culture Documents
O U o Ouu U U o U U o U o U U U o o o U U o o U o - 240407 - 202803
O U o Ouu U U o U U o U o U U U o o o U U o o U o - 240407 - 202803
التصميم المديري
لالتركيز اإلداري
تحت إشراف: من إعداد الطالبين:
ذ.محمد آيت المكي. -محمد الرياني.
-ندى نفيس.
الموسم الجامعي:
2019-2018
مقدمة :
يرتبط مفهوم الحكامة بقضايا إعادة صياغة تدبير مفهوم الشأن العام ،وتحديد
خيارات الالمركزية والالتمركز من خالل تعميق تجربة الجهوية المتقدمة بحيث جاء
التشخيص الذي أنجزته الهيأة المركزية للوقاية من الرشوة في تقريرها السنوي -2010
2011بخصوص الحكامة فقد أعتبر من بين مظاهر ضعف الحكامة ،ضعف شفافية التدبير
المحلي بسبب البيروقراطية وإنغالق التدبير وتعقيد المساطر اإلدارية وهشاشة العالقة بين
الهيئات المنتخبة والمواطنين.1
فالمغرب يتوفر على جهاز إداري لتصريف الشؤون اإلدارية تحكمت في تحديد
خصائصه مجموعة من اإلعتبارات 2وفي السنوات األخيرة عرفت الجماعات الترابية العديد
من اإلصالحات شملت جميع المجاالت ذات الصلة بالتنمية بحيث ال يمكن ألي جماعة
لوحدها كيفما كانت وضعيتها المالية وكفاءات عنصرها البشري أن تحقق التنمية المستديمة
الشاملة ،لذا يبقى مجال التعاون السبيل األمثل لتحقيق أهدافها.3
وكما هو متعارف عليه أخذ الالتمركز اإلداري لمصالح الدولة بالمغرب ،شكل
اإلجراء المواكب للتنظيم الترابي الالمركزي ،الشيء الذي أدى إلى وجود مفارقة بين مسار
الالمركزية والالتمركز اإلداري فعوض أن يسبق هذا األخير ورش الجهوية فإنه أتى
كنتيجة لها ،مما جعله كإجراء للمواكبة وليس كإصالح ضروري للحكامة اإلدارية ،لمسايرة
تطور المجتمع والنهوض بالتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية للبالد ،واإلستجابة بنجاعة على
أساس مبدأ القرب لتطلعات المواطنين والفاعليين اإلقتصاديين.4
فالتصميم المديري يقوم على تنظيم الهياكل اإلدارية وتوزيع اختصاصات المصالح
الالممركزة وتعبئة مختلف الموارد إلنجازها كما يعتبر وثيقة مؤطرة لتنفيذ سياسة
الالتمركز اإلداري داخل مختلف القطاعات الوزارية ال سيما اإلختصاصات التي سيتم نقلها
إلى المصالح الالممركزة.
أما الالتمركز اإلداري يعتبر صورة من صور المركزية ويقصد به تركيز السلطة
اإلدارية كلها في العاصمة 5التي تقوم على أساس تخويل بعض موظفي الوزارة في
العاصمة أو في األقاليم بصفة فردية أو في شكل لجان تعين الحكومة أعضائها حق البث
نهائيا في بعض األمور دون حاجة للرجوع الى الوزير المختص.6
-1عبد هللا الحارسي ،تعزيز مشاركة الجمعيات ،رافعة للحكامة المحلية في المغرب ،دجنبر ،2015
ص.7
-2أحمد اجعون ،الوجيز في التنظيم اإلداري ،عدد خاص رقم ،6الطبعة األولى ،ابريل ،2018ص.1
-3عبد العلي الفياللي ،الجماعات الترابية بالمغرب بين الحكامة المالية وتجويد أليات الرقابة ،أطروجة
لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية ،فاس 2015-2014
ص.200،
-4تقرير المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي والبيئي حول متطلبات الجهوية المتقدمة وتحديات إدماج
السياسات القطاعية ،صادر سنة ،2015ص.17
-5مليكة الصروخ ،التنظيم اإلداري ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء 2010،ص.32
-6محمد األعرج ،القانون اإلداري المغربي ،الطبعة الرابعة ،سنة ،2015ص.91
2
فالوضعية الحالية لالتمركز تتميز بأن المصالح الخارجية تدعى بتبعيتها للمركز،
معززة بذلك عزلتها ورفضها ،فمن شأن تحديد اختصاصاتها تعزيز التعاون مع الهياكل
الالمركزية وتقوية الدولة على المستوى المحلي والجهوي 7بغية رسم إطار منهجي يهدف
إلى إعادة التنظيم اإلداري عبر اعداد تصاميم مديرية الالتركيز اإلداري.
ويرجع ظهور الالتمركز اإلداري إبان عهد الحماية تجلى في خلق وزارات ومصالح
خارجية لها ،تهدف الى السيطرة على البالد ورقابتها واستغالل خيراتها نتج عنه تقسييم
المغرب الى مغرب نافع وأخر غير نافع ،وهو التنظيم اإلداري ،فحيث عرفت بداية
اإلستقالل عهدا جديدا للتغيير والتحويل فأدخلت عدة إصالحات لم يكن الغرض منها
اإلعتراض على المبادئ العامة التي كان التنظيم اإلداري مبنيا على أساسها ،8ولكن عرفت
محدودية تطبيق عدم الالتمركز اإلداري قبل اصدار الميثاق الجماعي لسنة 1976الذي
أدى الى التوزيع الجوهري لالمركزية اإلدارية ثم ظهير 15فبراير 9 1977بمثابة قانون
اختصاصات العمال والذي شكل بداية عملية عدم تمركز سلطة القرار فجاء مرسوم 20
أكتوبر 101993بمقتضيات هادفة الى توسيع مجال الالتركيز اإلداري ،حيث نص على
توزيع اإلختصاصت والوسائل على المصالح المركزية والخارجية لإلدارات العامة ،ووضع
لجنة لتتبع تنفيذ السياسات الحكومية المتعلقة بالالتركيز اإلداري ،أعقبته عدة مناشير أهمها:
منشور الوزير األول رقم 2001/12الصادر بتاريخ 25دجنبر 2001
المتعلق بـــ"مالئمة برمجة ميزانية الدولة وتنفيذها مع الالتركيز"؛
ثم منشور رقم 2004/10بشأن التصميم المديري لالتركيز اإلداري الذي
صد ر تفعيال لمهام اللجنة الدائمة لالتركيز اإلداري المحدثة بموجب 20
أكتوبر 1993؛
وهو ما كرسه مرسوم 2دجنبر 2005المتعلق بتحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية
والالتركيز اإلداري 11الذي وضع منهجية إعداد وتطبيق التصاميم المديرية لالتركيز
اإلداري من طرف مختلف القطاعات الوزارية.
وعلى إثر سيرورة هذه اإلصالحات فقد تضمن دستور 2011مستجدات جوهرية
لتعزيز مسلسل الالتركيز اإلداري عبر التنصيص على دور الوالة والعمال في تمثيل
السلطة المركزية والقيام تحت سلطة الوزراء المعنيين بتنسيق المصالح الالممركزة لإلدارة
-7عبد هللا اإلدريسي ،منطلقات من أجل البنيات اإلدارية المحلية ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة
المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد ،1996 ،6ص.41
-8مليكة الصروخ ،مرجع سابق ،ص .59
-9ظهير شريف بمثابة قانون رقم 1.75.168الصادر بتاريخ 25صفر 15( 1397فبراير )1977
يتعلق باختصاصات العامل الجريدة الرسمية عدد ،3359بتاريخ 16مارس ،1977ص.767
-10مرسوم 2.93.625بتاريخ 20أكتوبر المتعلق بالالتركيز اإلداري ،الجريدة الرسمية ،4227
بتاريخ 3نونبر ،1993ص.2203،
-11مرسوم رقم 2.05.1369الصادر في 2دجنبر 2005بشأن تحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية
والالتمركز اإلداري ،الجريدة الرسمية 5386بتاريخ 12يناير .2006
3
المركزية طبقا لمقتضيات الفصل 145من الدستور ،12ثم بعد ذلك عرفت بداية سنة
2019صدور مرسوم يتعلق بتحديد نموذج التصميم المديري المرجعي لالتمركز
االداري .13والذي جاء تفعيال للمرسوم رقم 2.17.618الصادر في ( 26دسمبر )2018
بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري.14
وتتجلى أهمية هذا الموضوع في اعتبار التصميم المديري لالتركيز اإلداري من
أبرز الشروط الضرورية لإلصالح اإلداري والرقي باإلدارة وتجاوز سلبيات وتعقيدات
مركزية اتخاذ القرار وتقوية أدوار واختصاصات الوحدات الالممركزة في اتجاه تعزيز
الالمركزية الترابية والجهوية المتقدمة الكفيلة بحسن االستجابة للحاجيات العامة.
إذن إنطالقا مما سبق نخلص إلى طرح اإلشكالية التالية:
ما دور التصميم المديري لالتركيز اإلداري في إرساء دعائم الحكامة الترابية
الجيدة؟
وتتفرع عن هذه اإلشكالية جملة من األسئلة كالتالي:
-كيف يتم اعتماد التصميم المديري لالتركيز اإلداري؟
-ما هي أسسه ومضامينه؟
-كيف ستساهم تطبيقاته في تحقيق الحكامة الترابية الجيدة؟
-وماهي االكراهات التي قد تعتريه؟ وماهي سبل تجاوزها؟
ولإلحاطة بالموضوع تم االعتماد على المنهج االستقرائي والمنهج البنيوي والمنهج
الوظيفي ،وذلك من خالل مبحثين:
-12الظهير الشريف رقم 1.11.91الصادر بتاريخ 29يوليوز ،2011الجريدة الرسمية عدد 5964
بتاريخ 30يوليوز 2011بتنفيذ الدستور ،ص.3600 ،
-13مرسوم رقم 2.19.40صادر في 17من جمادى االول 24( 1440يناير )2019بتحديد نموذج
التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري .الجريدة الرسمية عدد 6746مكرر 16جمادى االول
25( 1440يناير.)2019
-14مرسوم رقم 2.17.618صادر في 18من ربيع األخر 26( 1440دسمبر )2018بمثابة ميثاق
وطني لالتمركز اإلداري .الجريدة الرسمية عدد 6738في 19ربيع األخر 27(1440دسمبر .)2018
4
المبحث األول :االطار النظري للتصميم المديري لالتركيز االداري.
تعتبر عملية الالتركيز إحدى أهم الرهانات لبرامج اإلصالح اإلداري إلرتباطها
باإلستجابة لتطلعات المواطنين والفرقاء االقتصاديين واالجتماعيين ،كما يعد تحقيق
الالتركيز االداري أمرا ضروريا إلنجاح عملية ترشيد العمل اإلداري وتحسين جودة
الخدمات التي تقدمها الدولة ،وذلك من خالل مجموعة من المراحل المعتمدة للتصميم
المديري لالتركيز االداري (المطلب االول) ،ومرتكزاته (المطلب الثاني).
المطلب األول :مراحل اعتماد التصميم المديري لالتركيز االداري.
إن تعزيز دور الدولة على المستوى المحلي يجب وضع هياكل الالتمركز االداري،
وأن تعمل كل الوزارات على تمتيع مصالحها الخارجية بمجموعة من االختصاصات تجعل
لها سلطة القرار ،15فمرسوم 02دجنبر 2005سعى إلى إعادة تنظيم البنيات اإلدارية،
باعتماد مسطرة لتنظيم القطاعات الوزارية ومأسسة اللجنة المكلفة بتنظيم الهياكل
اإلدارية ،16وفي إطار اعتماد التصميم المديري فإن المرسوم المتعلق بالميثاق الوطني
لالتمركز اإلداري 17قد تبنى اعتماد هذا التصميم والذي يتسم بمنهجية خاصة ينفرد بها في
إعداده.
حيث تعود مهمة إعداد تصاميم مديرية الالتمركز االداري إلى السلطات الحكومية
الخاصة بمصالحها الالممركزة وهذا ما جاء به المرسوم المتعلق بالميثاق الوطني لالتمركز
اإلداري 18على أنه " تقوم السلطات الحكومية بإعداد تصاميم مديرية لالتمركز االداري
خاصة بمصالحها الالممركزة" وتحدد هذه التصاميم على وجه الخصوص مع مراعاة
طبيعة وخصوصيات كل قطاع وزاري على حدة ،بحيث تتسم المنهجية المقترح اتباعها في
إعداد تصاميم مديرية لالتركيز االداري على مستوى كل وزارة بالواقعية والتشارك
والتخطيط المحكم ،الشيء الذي سوف تترتب عنه مسؤولية كل إدارة في تشخيص المشاكل
وصياغة عمليات االصالح المزمع إنجازها وتنفيذها ،وينبغي أن تتم عملية الالتركيز بكيفية
منظمة وتدريجية تستند على مقاربة بيداغوجية تمكن من إعداد رؤساء المصالح الخارجية
-15رشيد كركاب ،دور الحكامة الحيدة في تدبير الشأن العام الترابي ،رسالة لنيل شهادة الماستر ،كلية
الحقوق بفاس ،السنة الجامعية ،2017/2016 ،ص.81
-16البجيوي عبد الفتاح ،مؤسسة الوالي والعامل وأفاق عدم المركز اإلداري بالمغرب ،منشورات الجلة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية" ،عدد ،2014،100ص.195.
-17مرسوم رقم 2.17.618صادر في 18من ربيع األخر 26( 1440دسمبر )2018بمثابة ميثاق
وطني لالتمركز اإلداري .الجريدة الرسمية عدد 6738في 19ربيع األخر 27(1440دسمبر .)2018
-18الفقرة االولى من المادة 20من مرسوم رقم 2.17.618صادر في 18من ربيع األخر 1440
( 26دسمبر )2018بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري .نفس المرجع.
5
لتحمل المسؤولية ،وطبقا لمقتضيات المادة 22من المرسوم 19المتعلق بالميثاق الوطني
لالتمركز االداري يتضح على أنه يتم إعداد التصاميم المديرية لالتمركز االداري في أجل
اقصاه ستة اشهر من تاريخ دخول النص التنظيمي حيز التنفيذ المنصوص عليه في المادة
، 20كما يتم تحديد مدة سريانها في ثالث سنوات على ان يتم التقييم والتحيين سنويا داخل
نفس األجل.
ويتم تنزيل التصاميم على المستوى الجهوي وهذا ما أكد عليه نفس المرسوم 20على
أنه "يتم تنزيل التصاميم المديرية لالتمركز االداري على المستوى الجهوي في اطار
تعاقدي بين السلطات الحكومية المعنية ووالي الجهة ورؤساء التمثيليات االدارية الجهوية
المعنية" حيث يتم تنزيل التصاميم المديرية لالتمركز اإلداري على المستوى الجهوي في
إطار "تعاقدي" بين السلطات الحكومية المعنية ووالي الجهة ورؤساء التمثيليات اإلدارية
الجهوية ،وبالتالي نكون أمام عقد متعدد األطراف ،ملزم لهم جميعا ،وهذا العقد سيكون من
بين الضوابط التي تحكم توزيع اإلختصاص.21
فتصاميم مديرية الالتمركز اإلداري ،تشكل خارطة طريق لعمل المصالح
الالممركزة ،وكذا تخويل المصالح الالممركزة للدولة صالحيات تقريرية ،وتحديد
االختصاصات المنوطة بمختلف مصالح إدارات الدولة ،باإلضافة إلى تحقيق وحدة عمل
مصالح الدولة على المستوى الجهوي أو اإلقليمي ،وإمكانية إحداث تمثيليات إدارية جهوية
أو إقليمية مشتركة بين قطاعين وزاريين أو أكثر.
المطلب الثاني :مرتكزات التصميم المديري لالتركيز االداري.
يهدف الالتركيز اإلداري إلى تخفيف العبء الملقى على عاتق السلطة المركزية لتوزيع
أحسن لألعم ال وتخويل الممثلين المحليين سلطة التقرير في بعض األمور المحلية 22كما
يتوخى أيضا تحقيق السرعة في إنجاز بعض أمور الوظيفة اإلدارية خاصة بالنسبة لألماكن
البعيدة عن العاصمة ،23وبالتالي فالتصميم المديري يعد مخططا إلعادة تنظيم الالتركيز
-19مرسوم رقم 2.17.618صادر في 18من ربيع األخر 26( 1440دسمبر )2018بمثابة ميثاق
وطني لالتمركز اإلداري .الجريدة الرسمية عدد 6738في 19ربيع األخر 27(1440دسمبر .)2018
-20الفقرة االخيرة من المادة 22من نفس المرسوم رقم ،2.17.618بمثابة ميثاق وطني لالتمركز
اإلداري .نفس المرجع.
-21ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي" ،كلية
الحقوق بسال ،بتاريخ 03ماي 2019على الساعة الخامسة مساء.
-22البقالي محمد ،عدم التركيز اإلداري بالمغرب حصيلة وآفاق اإلصالح ،بحث لنيل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة في اإلدارة المحلية ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،فاس ،السنة الجامعية 1999ـ ، 2000ص7.
-23محمد األعرج ،مرجع سابق ،ص.15.
6
اإلداري ،ويتضمن مجموعة من المضامين االساسية (الفقرة االولى) ويقوم على مجموعة
من المبادئ التوجيهية (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :المضامين األساسية للتصميم المديري لالتركيز االداري.
باستقراء المرسوم رقم 2440.19.2بشأن تحديد نموذج التصميم المديري المرجعي
لالتمركز اإلداري ،والذي جاء تطبيقا لمقتضيات المادة 20من المرسوم المشار إليه سابقا،
نجد أن التصاميم المديرية تعد بوصلة لتوزيع اإلختصاص ،بحيث تحدد هذه التصاميم جميع
اإلختصاصات والصالحيات والمهام التي سيتم نقلها أو التي ستكون موضوع تفويض إلى
المصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم ،كما أن
هناك آليتين على غاية من األهمية يتم نقل اإلختصاص من خاللهما ،ويتعلق األمر
باإلتفاقيات والعقود المبرمة بين اإلدارات المركزية والمصالح الالممركزة ،بحيث ستساهم
هاتين األليتين في التحديد الدقيق لإللتزامات ،مما سيساهم ال محالة في التكريس الحقيقي لـ
(مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة(.25
فوضع تصاميم مديرية لالتمركز اإلداري ،تشكل خارطة طريق لعمل المصالح
الالممركزة ،وكذا تخويل المصالح الالممركزة للدولة صالحيات تقريرية ،وتحديد
االختصاصات المنوطة بمختلف مصالح إدارات الدولة ،باإلضافة إلى تحقيق وحدة عمل
مصالح الدولة على المستوى الجهوي أو اإلقليمي ،وإمكانية إحداث تمثيليات إدارية جهوية
أو إقليمية مشتركة بين قطاعين وزاريين أو أكثر.
وهذا ما دفع جانب من الفقه الى وصف عدم التركيز اإلداري أو الالتركيز اإلداري بنظام
المركزية النسبية أو الجزئية أو البسيطة أو الوزارية ،بالنظر الى حصص الفعالية واألثر
الذي يحدثه في حياة اإلدارة وبنياتها.26
ب اإلضافة إلى تحديده آلليات الحكامة والتقييم لمنظومة الالتركيز اإلداري ،من أجل ضمان
التتبع والتنسيق والمواكبة المستمرة لهذه المنظومة في مختلف مراحلها.27
24مرسوم رقم 2.19.40صادر في 17من جمادى االول 24( 1440يناير )2019بتحديد نموذج
التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري .الجريدة الرسمية عدد 6746مكرر 16جمادى االول
25( 1440يناير.)2019
-25ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"،
مرجع سابق.
-26مصطفى بن الشريف ،القانون اإلداري ،مطبعة الجسور وجدة ،الطبعة األولى ،2018ص.83.
-27وزارة اعداد التراب الوطني والتعمير واالسكان وسياسة المدينة" ،عرض لتسليط الضوء على أهم
االلكتروني بالموقع منشور ".2.17.618 رقم المرسوم ومستجدات مضامين
.http://www.muat.gov.maاطلع عليه بتاريخ 5ماي 2019على الساعة العاشرة صباحا .
7
وتفعيال للمادة 20من المرسوم 28فإن التصميم المديری لالتركيز اإلداری يتضمن باعتباره
وثيقة مؤطرة لتنفيذ سياسة الالتمركز اإلداري ،داخل مختلف القطاعات الوزارية ،باإلضافة
إلى جرد االختصاصات وخصوصا التقريرية منها ،والتي سيتم نقلها من اإلدارات
المركزية ،إلى المصالح الالممركزة ،كيفية توزيع الموارد البشرية و المادية ،بين المصالح
المركزية والمصالح الالممركزة على مستوى الجهات والعماالت واألقاليم ،وقد نصت المادة
20من المرسوم على وجوب تحديد التصاميم مراعاة طبيعة وخصوصيات كل قطاع
وزاري على الشكل التالي:
-االختصاصات والسيما منها ذات الطابع التقريري التي سيتم نقلها الى المصالح
الالممركزة للدولة وتلك التي يمكن أن تكون موضوع تفويض؛
-الموارد البشرية والمادية لتمكين المصالح الالممركزة للدولة من ممارسة االختصاصات
الموكولة اليها؛
-االهداف المراد تحقيقها من قبل المصالح الالممركزة للدولة ومؤشرات قياس نجاعة ادائها
في تحقيق هذه االهداف؛
-البرمجة الزمنية المتعلقة بتنفيذ مضمون التصاميم المديرية في احترام لألجل المنصوص
عليه في المادة .22
29
بمثابة تحديد نموذج التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري ويتضمن المرسوم
خمسة محاور كالتالي:
االختصاصات ،وال س يما منها ذات الطابع التقريري التي سيتم نقلها إلى المصالح
الالممركزة للدولة على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم ،طبقا لقواعد
توزيع االختصاصات؛
اإلختصاصات التي يمكن أن تكون موضوع تفويض الى المصالح الالممركزة للدولة
على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم؛
توزيع الموارد البشرية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على
مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم؛
-28مرسوم رقم 2.17.618صادر في 18من ربيع األخر 26( 1440دسمبر )2018بمثابة ميثاق
وطني لالتمركز اإلداري .الجريدة الرسمية عدد 6738في 19ربيع األخر 27(1440دسمبر .)2018
-29مرسوم رقم 2.19.40صادر في 17من جمادى االول 24( 1440يناير )2019بتحديد نموذج
التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري .الجريدة الرسمية عدد 6746مكرر 16جمادى االول
25( 1440يناير.)2019
8
توزيع الموارد المادية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على
مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم
تحديد األ هداف المراد تحقيقها من قبل المصالح الالممركزة للدولة على مستوى
الجهة والعمالة أو اإلقليم في ضوء االختصاصات التي سيتم نقلها إليها ومؤشرات
قياس نجاعة أدائها في تحقيق هذه األهداف.
الفقرة الثانية :المبادئ التوجيهية للتصميم المديري لالتركيز االداري.
حدد المرسوم رقم 301369.05.2قواعد تنظيم القطاعات الوزارية التي ينبغي اعتمادها
من أجل ترشيد البينات اإلدارية من خالل وضع تصميم مديري لالتركيز اإلداري يقوم
على :
ـ اعتماد الالتركيز اإلداري كقاعدة عامة لتوزيع االختصاصات بين المصالح المركزية
والمصالح الالممركزة؛
ـ تركيز اإلدارات المركزية على الوظائف األساسية وإسناد مهام تنفيذ السياسات الحكومية
إلى المصالح القريبة من المواطنين؛
ـ نقل االختصاصات والوسائل المادية والبشرية إلى المصالح الالممركزة؛
ـ إحداث لجنة الالتركيز اإلداري على مستوى كل وزارة هدفها إعداد تصميم مديري
لالتركيز اإلداري؛
ـ إعداد تصميم مديري يرمي إلى تحديد طبيعة االختصاصات المخولة لإلدارة المركزية،
وتلك التي ينبغي أن تفوت للمصالح الخارجية ،حيث يجب أن تظل المصالح المركزية
تمارس فقط االختصاصات المرتبطة بمجاالت التصور والتوجيه والتقييم والمراقبة في حين
تسند األعمال ذات الطابع المحلي للمصالح الخارجية.
إضافة إلى ذلك يستند توزيع االختصاص بين االدارات المركزية ومصالحها على مستوى
المحاور الترابية أيضا لمجموعة من المبادئ 31كالتالي:
مبدأ التطابق :طبقا لهذا المبدأ ،فكل اختصاص تنقله اإلدارة المركزية إلى مصالحها،
يجب أن يكون مقترنا بتحويل الموارد المطابقة له من موارد مالية وبشرية ،لتمكينها
من اإلضطالع بالمهام واإلختصاصات المنقولة لها ،بمعنى أنه ال يستقيم المنطق
-30نفس المرسوم رقم 2-05-1369بشأن تحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية والالتمركز
اإلداري.
-31ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"،
مرجع سابق.
9
اإلداري إال بتحويل موارد مالية وبشرية مطابقة لطبيعة ونوع اإلختصاص المحول
من المركز إلى المصالح الالممركزة المعنية ،إن هذا المبدأ يفرض على اإلدارات
المركزية كإمتداد منطقي للتطبيق األمثل للميثاق ،ونهج سياسة جديدة لتدبير الموارد
البشرية ،قوامها تزويد المصالح الالممركزة ،وخاصة التمثيليات المشتركة بالعناصر
البشرية المتوفرة على الخبرة والكفاءة في مجال التدبير العمومي للقيام بمهامها
واإلختصاصات الموكولة إليها لتقديم الدعم الضروري والكافي لجميع الهيئات
العمومية األخرى ،والمؤسسات الجهوية المنتخبة؛
مبدأ اإللتقائية :بما أن المصالح الالممركزة لها دور كبير في تنزيل السياسات
العمومية للدولة وتنفيذ البرامج والمشاريع التنموية على الصعيد الجهوي ،فإن
اإلختصاصات المنقولة لها داخل الحدود الترابية 32يجب أن تكون متسمة باإللتقائية
مع التوجهات الكبرى للدولة ضمانا للفعالية والنجاعة واتخاذ القرارات بشكل أفقي
في المجال الواحد ،لتحقيق اإللتقائية واإلنسجام وفق رؤية واضحة وموحدة بهدف
تحقيق اإلندماجية بين جميع المصالح الالممركزة على مستوى األقطاب الترابية؛
مبدأ التكامل :بحيث أن توزيع اإلختصاص سيقوم على أساس التكامل ،ومنح
اإلختصاصات المناسبة لكل مستوى من المستويات الالممركزة حسب الميادين
والقطاعات هذا المبدأ سيجد تطبيقه في التمثيليات المشتركة ،في حين ستكون هناك
تفاوتات بين التمثيليات القطاعية ،وهذا ما جعل المشرع في المادة العاشرة من
المرسوم المشار إليه سابقا رقم ،618.17.2يؤكد على أولوية إحداث التمثيليات
المشتركة في سياسة ً الالتمركز اإلداري؛
مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة :هذا المبدأ هو الخيط الناظم وحجر الزاوية في توزيع
اإلختصاص وهو الذي سيحدد النجاعة اإلدارية والفعالية وتقييم األداء في تقديم
الخدمات على مستوى األقطاب الترابية ،ال سيما وأن المغرب ينحو منحى التدبير
بمنطق النتائج عوض منطق التدبير بالوسائل الذي كان معمول به سابقا؛
-33أشرقي عبد العزيز ،الحكامة الترابية وتدبير المرافق العمومية المحاية على ضوء مشروع الجهوية
المتقدمة ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،2014 ،ص.206.
-34قرار لوزير الثقافة رقم 1701-16صادر في 4رمضان 10( 1437يونيو )2016بتحديد
اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة لوزارة الثقافة .
11
*التعاقد مع اإلدارة المركزية في إطار عقود األهداف -الوسائل وتتبع تفعيلها ؛
*إعداد قواعد المعطيات الخاصة بالفاعلين في مجال الثقافة واألنشطة والتجهيزات الثقافية
وإنجازها وتحيينها ؛
*إعداد اإلحصائيات والمؤشرات الثقافية وإنجازها ؛
* إعداد الدراسات واألبحاث الميدانية والمونوغرافيات الجهوية المتعلقة بالقطاع الثقافي ؛
*قيادة المشاريع المتعلقة بتطوير مجاالت الفنون والكتاب والقراءة العمومية والتراث
الثقافي وبرمجتها وتتبع إنجازها ؛
*تحديد الحاجيات من التجهيزات الثقافية واقتراح برمجتها وتتبع إنجازها ؛
*إنجاز األشغال المتعلقة بترميم التراث المعماري واألثري ؛
*السهر على جرد التراث المادي وغير المادي وتقييده وتريبه وإبراز قيمته ؛
*السهر على تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحماية التراث الثقافي ؛
*خلق وتعزيز الشراكات مع الجماعات الترابية والسلطات المحلية والجمعيات والهيئات
العاملة في المجال الثقافي ،بعد مصادقة اإلدارة المركزية إذا كانت سترتب عليها التزامات
مالية ؛
*تقديم المساعدة والتأطير التقني لفائدة الجماعات الترابية والجمعيات والهيئات العاملة في
المجال الثقافي ؛
*المشاركة في إنجاز المشاريع المندمجة الرامية إلى انسجام والتقائية السياسات والبرامج
العمومية ؛
*مواكبة الجهات في إعداد برنامج التنمية الجهوية ،فيما يهم قطاع الثقافة ،وفق النصوص
التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ؛
*التنسيق مع المديرين المركزيين كل في حدود مهامه ؛
*تمثيل الوزارة على مستوى الجهة ؛
*مراقبة أعمال المديريات اإلقليمية والمصالح التابعة لها والمؤسسات الثقافية والفنية
ومعاهد الموسيقى والفن الكوريغرافي ومحافظات المعالم التاريخية والمواقع والخزانات
الوسائطية والمراكز الثقافية وتنسيق وتنشيط أعمالها واإلشراف على المراسالت الواردة
عليها والصادرة منها وتخطيط األعمال المسندة إليها.35
تشتمل المديريات الجهوية للثقافة باإلضافة إلى المصالح المشار إليها في الفرع الثالث من
هذا القرار ،على ما يلي:
1 -المحافظة الجهوية للتراث الثقافي التي تضم:
-مفتشية المباني التاريخية والمواقع ؛
15
ضمان استعمال مشترك وعقالني للوسائل المتوفرة لدى مختلف المصالح
الالممركزة على صعيد العمالة أو اإلقليم؛
التوزيع المحكم والتوازن للكفاءات والمهارات بين المصالح المركزية والمصالح
الالممركزة؛
ضمان التكوين المستمر وإعادة التكوين لفائدة األطر العاملة بالمصالح الالممركزة،
عبر إحداث مراكز جهوية تابعة للمدرسة الوطنية العليا لإلدارة؛
تبسيط اإلجراءات واألساليب اإلدارية سيما المتعلقة منها بالميزانية؛
توجيه وتنسيق عمل المصالح الالممركزة لمختلف الوزارات واإلدارات العمومية
عن طريق وضع الكفاءات والخبرات في المجاالت القانونية والمنازعات رهن
إشارة العمال ،لتمكينهم من القيام بالمهام المنوطة بهم عن طريق دعم دورهم في
تحقيق الالتركيز اإلداري ،ووحدة عمل أجهزة الدولة على الصعيد المحلي بهدف
خلق شراكة حقيقية بينها وبين الجماعات الترابية والفرقاء االقتصاديين
واإلجتماعيين ،ولجعل الالتركيز في خدمة الالمركزية،38
وبتحقيق التصميم المديري لمختلف هذه األهداف ،يفرض نظام الالتمركز اإلداري
نفسه ب إلحاح كضرورة حتمية للرفع من مستوى التدبير اإلداري ،من خالل موقعه
في العملية اإلدارية حيث يواكب الخطوات التي قطعها نظام الالمركزية.39
المطلب الثاني :تحديات التصميم المديري لالتركيز االداري.
رغم نقاط القوة التي يمتلكها والمتمثلة في الوسائل واألهداف والهياكل المرجعية السياسية
التي يحظى بها ميثاق الالتمركز اإلداري ،خاصة في الخطب الملكية ،وبالتالي فإن التصميم
المديري لالتركيز االداري يشكل مرجعا لمصالح الدولة على المستوى المركزي
والالمركزي خاصة في مجال الحكامة وتحقيق الجودة والفعالية في البرامج والمشاريع
المراد تنفيذها 40إال أنه تعتريه إكراهات (الفقرة االولى) يمكن تجاوزها (الفقرة الثانية) من
خالل تفعيل الميثاق.
الفقرة األولى :إكراهات تطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري.
تتمثل إكراهات تطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري في الكثير من نقاط
الضعف فأولى هذه النقط أن ميثاق الالتمركز اإلداري صدر على صيغة مرسوم
وإحالتها على مراسيم تطبيقية أخرى.
-38ورقة عمل حول "اعادة هيكلة اإلدارة على ضوء الدور الجديد للدولة ودعم سياسة الالتركيز،
مديرية اإلصالح اإلداري" ،وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري ،فبراير ،2002ص.26
-39أشرقي عبد العزيز ،مرجع سابق ،ص.204.
-40ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"،
مرجع سابق.
16
فالمادتين 11و 13من الميثاق ،فتتحدث األولى على انه " :تحدث التمثيليات اإلدارية
الجهوية القطاعية وتحدد اختصاصاتها وتنظيمها بموجب مرسوم".
مع مراعاة أحكام المادة 38تحدث التمثيليات اإلدارية الجهوية المشتركة بين قطاعين
وزاريين أو أكثر بمرسوم يتخذ باقتراح من السلطات الحكومية المعنية بإحداث هذه
التمثيليات إما بمبادرات منها أو بناء على:
-اقتراح اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري المنصوص عليها في المادة 38من هذا
المرسوم؛
-اقتراح لوالي الجهة المعني؛
نفس األمر بالنسبة للمادة 13التي تتحدث على أن رؤساء التمثيليات الجهوية القطاعية
ورؤساء التمثيليات الجهوية المشتركة بين قطاعين وزاريين أو أكثر بموجب المرسوم.
وهذا يطرح أشكال التراتبية القانونية سواء في صدور الميثاق على شكل مرسوم من جهة،
و الذي ينبغي أن يصدر على شكل ظهير او على شكل قانون تفعيال للفقرة األخيرة من
الفصل 71للدستور و التي تنص على انه :للبرلمان إضافة للميادين المشار إليها في الفقرة
السابقة ،صالحيات التصويت على قوانين تضع إطارا لألهداف في الميادين االقتصادية
واالجتماعية والبيئية والثقافية ،وسواء كذلك في إحالته على مراسيم تطبيقية أخرى من جهة
ثانية.
ثم عدم سريان المرسوم على بعض القطاعات غير المتوفرة على المصالح الالممركزة.
أضف إلى ذلك االكراهات التنظيمية وضعف تكوين الموارد البشرية وعدم التنصيص على
الوالة والعمال وهم مصالح الممركزة تابعة لوزارة الداخلية بإقتصار الميثاق على الجهة
والعمالة واإلقليم دون الجماعة ،وحمل الميثاق لشحنة أدبية وغياب الدقة القانونية من قبيل
"يتعين" ،وألية التفويض "هل هو تفويض اختصاص أم تفويض توقيع".
أما فيما يتعلق بالمادة 17من هذا المرسوم فيمكن أن نحكم عليها بعدم دستوريتها حيث
أناطت للحكومة صالحية إعادة صياغة مختلف التشريعات المتعلقة بمالية الدولة وتنظيم
القطاعات الوزارية و اختصاصاتها و قواعد التفويض و نظام الوظيفة العمومية.
وفيما يتعلق بالتهديدات أو العوائق التي يطرحها التنزيل السليم لورش الالتمركز اإلداري
فتتجلى فيما يلي:
التخوف من سيادة العقلية الكالسيكية المقاومة ،ألن الالمركزية هي ثقافة والالتمركز
عقلية؛
17
تضخم الهياكل والبنيات اإلدارية؛
الحاجة إلى نصوص خاصة للتدقيق في العقود الترابية وتهيئة الموارد البشرية
وتأهيلها؛
عدم صدور نصوص مماثلة خاصة في الجبايات المحلية وميثاق المرافق العمومية
وقانون الوظيفة العمومية الترابية؛
غياب المجتمع المدني والمقاربة التشاركية مقارنة بحضورها على مستوى
الالمركزية اإلداري.41
الفقرة الثانية :أفاق تطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري.
إن من شأن تفعيل الميثاق الوطني لالتركيز أن يساهم في نظام فعال إلدارة ال ممركزة
وذلك عن طريق :
أن النقطة المركزية األولى في الميثاق تتعلق بالقضية الجوهرية المرتبطة بتوزيع
االختصاصات بين السلطة المركزية والمصالح الالممركزة ،وفي هذا السياق ،سيصبح
الالتمركز القاعدة العامة في توزيع المهام والوسائل بين مختلف المستويات اإلدارية التابعة
للدولة.
ومن المنطقي أن تعزيز التصميم المديري لالتمركز اإلداري سيساهم في أقلمة الدولة
مع المجال الجهوي ،فإذا كان على الجهة أن تمارس مهامها مع األخذ بعين االعتبار الدور
األساسي الذي تلعبه الدولة ،فعلى الدولة كذلك أن ال تتجاهل الجهة وسيرورتها ،ذلك أن
الجهوية المتقدمة تقتضي وجود ممثلين للدولة ،أي والة وعمال ،قادرين على العمل في
إطار تشاوري مع المؤسسات الجهوية ،كما يتعين على موظفي الدولة أن يعتبروا الجهة
كمحور أساسي لتدخالتهم وأن يتخلصوا من نزوعم نحو التدبير المركزي المفرط الذي نعته
الخطاب الملكي "بالمركزية المتحجرة".
إن هذا التوجه يتطلب معالجة إشكالية التصميم المديري لالتمركز اإلداري بشكل
شمولي وأفقي وعدم اختزال المسألة وحصرها في االهتمام بالوالي أو الوالية وهو ما يعني
ضرورة االنكباب على تنظيم باقي مكونات منظومة الالتمركز اإلداري ،وتحديد عالقتها
ببعضها البعض بما في ذلك وضعية المصالح الالممركزة المتواجدة على المستويات
اإلقليمية.
-41ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"،
مرجع سابق.
18
إذا كان إصدار الميثاق الوطني لالتركيز سيساهم في وضع نظام فعال لإلدارة فإنه اعتماد
42
تقسيم ترابي ناجع من شأنه أن يساعد كذلك على التطبيق األمثل لمقتضيات هذا الميثاق
حال تنفيذه.
وفي عالقة ميثاق الالتمركز اإلداري بالسياسات العمومية فإن أبرز نقاط القوة التي أتى بها
في هذا المجال تتجلى في:
-ضمان إلتقائية السياسات العمومية وتقريب الخدمات للمواطنين على المستوى المحلي؛
-اإلرتكاز على الدور المحوري لوالي الجهة؛
-اعتبار الجهة اإلطار المالئم لتفعيل الالتمركز اإلداري وتبرز أهمية ذلك في استقبال
الملك للوالة و رؤساء المجالس الجهوية الداء القسم بعد االنتخابات السابقة؛
-تمكين المصالح الالممركزة من العديد من االختصاصات ،وتخويل رؤسائها صفة
اآلمرين بالصرف؛
-إرساء العالقة التراتبية بين رؤساء المصالح الخارجية على مستوى الجهات ،العماالت،
األقاليم؛
-وجود عدد من المبادئ الدستورية المساعدة على تفعيل الميثاق كمبدأ التفريع ونقل
االختصاص مما يشكل معه شحنة إلعمال هذا النص ومبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة؛
-استثمار كل الجوانب التي يتميز بها المرسوم والقوانين التنظيمية في ظل ٕإرادة ملكية
واضحة لتفعيل هذا الورش؛
-تقديم كل أشكال الدعم للجماعات الترابية؛
-تأهيل اإلدارات الخارجية والمصالح الالممركزة وتقوية قدراتها.
ولتجاوز الصعوبات و المعيقات السالفة الذكر البد من رفع مختلف التحديات المرتبطة
بالمسألة االقتصادية واالجتماعية ،وتجويد الرأسمال البشري واعتماد حكامة ناجعة ،واعتماد
الحوار بين الفاعلين ومختلف األطراف والعمل على التجانس بين السياسيات العمومية
بالجهة ،وتثمين الرأسمال الثقافي ،مع إيجاد الحلول المناسبة للقضايا والمشاكل المرتبطة
بالتنمية المندمجة والمستدامة.
-42مقال تحت عنوان "الالمركزية في مجال التنظيم اإلداري الجديد" منشور بالموقع االلكتروني
http://anibrass.blogspot.comاطلع عليه بتاريخ 12ماي ،2019على الساعة الواحدة زوال.
19
كما أن هذا األمر يتطلب أيضا ،االنخراط الجماعي في إعداد نموذج تنموي جديد يكون
بمستطاعه تقديم الحلول ،واالستجابة في نفس الوقت لمتطلبات التنمية ،وهو ما يقتضى
تعميق النقاش وتبادل اآلراء بين الفاعلين من مواقعهم المختلفة ،من أجل التوصل إلي حلول
ناجعة تتالءم مع التحوالت القائمة على المستوى المحلي والوطني والقاري والدولي.43
-43ندوة تحت عنوان " الميثاق الوطني لالتمركز االداري بين التأصيل النظري والتطبيق العملي"،
مرجع سابق.
20
خــــــــــــاتــــــمــــــة:
ختاما نستنتج أن نظام التصميم المديري لالتمركز اإلداري جاء تفعيال لمسلسل الذي يطرح
مسألة توزيع السلطة على المستوى المجالي والترابي في إطار أجهزة الدولة وكلما تمكنت
الدولة من إيجاد صيغة فعالة تتيح لها مباشرة االختصاصات المخولة لها على مقربة من
الساكنة والمنتخبين المحليين ،كلما كان ذلك أفضل تمهيدا لتأسيس حكامة ترابية محلية
مسؤولة ،لكن (نجاح) هذا المشروع يتوقف على السير قدما في مجال الجهوية المتقدمة
والالمركزية الموسعة؛ فال يجب أن ننسى بأن الالتمركز ليست له فائدة في ذاته إال بالقدر
الذي يدعم -بما فيه الكفاية -قيام منظومة المركزية متطورة قادرة على مواجهة أعباء التنمية
االقتصادية واالجتماعية ،وترسيخ قيم الديمقراطية المحلية.
وما يمكن أن نستنتج أيضا هو أن تطور هذا المسلسل منح نقطة إيجابية تمثلت في إنتاج
التصميم المديري لالتمركز اإلداري الذي يعكس التدبير األمثل للموارد البشرية على أساس
اإلدارة باألهداف واإلنتقال من منطلق الوسائل إلى منطلق النتائج.
وفيما يخص متطلبات التنمية أصبحت تفرض تجاوز مرحلة الوصاية اإلدارية بمفهومها
الضيق والتقليدي؛ المتمثل في الرقابة السابقة ورقابة المالئمة التي تعرقل وتعطل عمل
الهيئات المحلية الذي أصبح يتطلب السرعة والمرونة لمواكبة التطورات الحاصلة في
المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،ومنح هذه الرقابة لألجهزة القضائية المختصة
بشكل بعدي ،واالكتفاء فقط بالتوجيه والمصاحبة وتقديم المساعدة.
فالدستور الجديد لبالدنا قد استعمل ألول مرة في تاريخ المغرب منذ االستقالل مصطلح
"المصالح الالممركزة لالدارة المركزية" ،تعبيرا عن رغبة المشرع المغربي في تعزيز
مسار الالتركيز كنمط لتكريس إدارة القرب من المواطنين ،والالتركيز هو مفتاح كل تغيير
نوعي للدولة فرغم وضع اإلطار القانوني كمستوى لإلصالح اإلداري المنشود بقي فقط
ترجمة ذلك وتفعيله ،إذن متى سيتم تطبيق تلك المراسيم التي من شأنها جعل الهياكل اإلدارية
أكثر نجاعة وفعالية؟.
21
22
ملحق
-1المحور األول :االختصاصات ،وال سيما منها ذات الطابع التقريري التي سيتم نقلها إلى
المصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم ،طبقا لقواعد
توزيع االختصاصات المنصوص عليها في المواد 14و 15و 16من المرسوم السالف الذكر
رقم 2.17.618
جرد جميع االختصاصات والصالحيات جرد االختصاصات والصالحيات والمهام التي سيتم نقلها إلى
المصالح الالممركزة للدولة على مستوى جهة : الموكولة إلى المصالح المركزية
....................................... بموجب النصوص التشريعية
والتنظيمية الجاري بها العمل
السنة الثالثة السنة الثانية السنة األولى
جرد جميع االختصاصات والصالحيات جرد االختصاصات والصالحيات والمهام التي سيتم نقلها إلى
المصالح الالممركزة للدولة على مستوى عمالة أو إقليم : الموكولة إلى المصالح المركزية
.............................. بموجب النصوص التشريعية
والتنظيمية الجاري بها العمل
السنة الثالثة السنة الثانية السنة األولى
2
23
-المحور الثاني :اإلختصاصات التي يمكن أن تكون موضوع تفويض الى المصالح الالممركزة للدولة
على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم
جرد جميع االختصاصات والصالحيات جرد االختصاصات والصالحيات والمهام التي يمكن أن تكون
الموكولة إلى المصالح المركزية موضوع تفويض الى المصالح الالممركزة للدولة على مستوى
جهة ....................................... : بموجب النصوص التشريعية
والتنظيمية الجاري بها العمل
السنة الثالثة السنة الثانية السنة األولى
جرد جميع االختصاصات والصالحيات جرد االختصاصات والصالحيات والمهام التي يمكن أن تكون
الموكولة إلى المصالح المركزية موضوع تفويض الى المصالح الالممركزة للدولة على مستوى
عمالة أو إقليم .............................. : بموجب النصوص التشريعية
والتنظيمية الجاري بها العمل
السنة الثالثة السنة الثانية السنة األولى
24
-3المحور الثالث :توزيع الموارد البشرية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على
مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم
توزيع الموارد البشرية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة
توزيع الموارد البشرية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على مستوى العمالة أو
اإلقليم
25
-4المحور الرابع :توزيع الموارد المادية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على
مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم
توزيع الموارد المادية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة
المصالح الالممركزة للدولة على مستوى جهة :
..........................................
السنة الثالثة السنة الثانية السنة األولى اإلدارة الموارد
األهداف األهداف األهداف المركزية المادية
الوضعية الوضعية الوضعية
المزمع المزمع المزمع
الحالية الحالية الحالية
بلوغها بلوغها بلوغها
توزيع الموارد المادية بين المصالح المركزية والمصالح الالممركزة للدولة على مستوى العمالة أو
اإلقليم
المصالح الالممركزة للدولة على مستوى عمالة أو إقليم :
.................................
السنة الثالثة السنة الثانية السنة األولى اإلدارة الموارد
األهداف األهداف األهداف المادية المركزية
الوضعية الوضعية الوضعية
المزمع المزمع المزمع
الحالية الحالية الحالية
بلوغها بلوغها بلوغها
-5المحور الخامس :تحديد األهداف المراد تحقيقها من قبل المصالح الالممركزة للدولة على مستوى
الجهة والعمالة أو اإلقليم في ضوء االختصاصات التي سيتم نقلها إليها ومؤشرات قياس نجاعة أدائها في
تحقيق هذه األهداف
على مستوى جهة .................................في ضوء االختصاصات التي سيتم نقلها إليها
26
الهدف رقم .....................................................: 1
على مستوى عمالة أو إقليم ...............................في ضوء االختصاصات التي سيتم نقلها إليها
27
الئحة المراجع
الكتب:
أشرقي عبد العزيز ،الحكامة الترابية وتدبير المرافق العمومية المحاية على ضوء
مشروع الجهوية المتقدمة ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء،
.2014
أجعون أحمد ،الوجيز في التنظيم اإلداري ،عدد خاص رقم ،6الطبعة األولى ،أبريل
.2018
الصروخ مليكة ،التنظيم اإلداري ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء.2010،
الحارسي عبد هللا ،تعزيز مشاركة الجمعيات ،رافعة للحكامة المحلية في المغرب،
دجنبر .2015
األعرج محمد ،القانون اإلداري المغربي ،الطبعة الرابعة ،سنة.2015
بن الشريف مصطفى ،القانون اإلداري ،مطبعة الجسور وجدة ،الطبعة األولى.2018
األطروحات والرسائل:
عبد العلي الفياللي ،الجماعات الترابية بالمغرب بين الحكامة المالية وتجويد أليات
الرقابة ،أطروجة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية
واإلجتماعية ،فاس .2015-2014
البقالي محمد ،عدم التركيز اإلداري بالمغرب حصيلة وآفاق اإلصالح ،بحث لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في اإلدارة المحلية ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،فاس ،السنة الجامعية 1999ـ.2000
رشيد كركاب ،دور الحكامة الحيدة في تدبير الشأن العام الترابي ،رسالة لنيل شهادة
الماستر ،كلية الحقوق بفاس ،السنة الجامعية.2017/2016 ،
المقاالت:
البجيوي عبد الفتاح ،مؤسسة الوالي والعامل وأفاق عدم المركز اإلداري بالمغرب،
منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية"،
عدد .2014،100
عبد هللا اإلدريسي ،منطلقات من أجل البنيات اإلدارية المحلية ،منشورات المجلة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد .1996 ،6
القوانين:
الظهير الشريف رقم 1.11.91الصادر بتاريخ 29يوليوز بتنفيذ الدستور،2011
الجريدة الرسمية عدد 5964بتاريخ 30يوليوز .2011
28
مرسوم رقم 2.19.40صادر في 17من جمادى االول 24( 1440يناير)2019
بتحديد نموذج التصميم المديري المرجعي لالتمركز االداري .الجريدة الرسمية
عدد 6746مكرر 16جمادى االول 25( 1440يناير.)2019
مرسوم رقم 2.17.618صادر في 18من ربيع األخر 26( 1440دسمبر )2018
بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري .الجريدة الرسمية عدد 6738في 19ربيع
األخر 27(1440دسمبر .)2018
مرسوم رقم 2.05.1369الصادر في 2دجنبر 2005بشأن تحديد قواعد تنظيم
القطاعات الوزارية والالتمركز اإلداري ،الجريدة الرسمية 5386بتاريخ 12يناير
.2006
ظهير شريف بمثابة قانون رقم 1.75.168الصادر بتاريخ 25صفر 15( 1397
فبراير )1977يتعلق باختصاصات العامل الجريدة الرسمية عدد ،3359بتاريخ 16
مارس .1977
29
ورقة عمل حول "اعادة هيكلة اإلدارة على ضوء الدور الجديد للدولة ودعم سياسة
الالتركيز ،مديرية اإلصالح اإلداري" ،وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري،
فبراير .2002
30
الفهرس
المبحث األول :االطار النظري للتصميم المديري لالتركيز االداري5 ----------- .
المطلب األول :مراحل اعتماد التصميم المديري لالتركيز االداري5 ----------------------- .
المبحث الثاني :االجراءات العملية للتصميم المديري لالتركيز االداري11 ----- .
المطلب االول :محددات التصميم المديري لالتركيز االداري11 ---------------------------- .
الفقرة االولى :نموذج لوزارة الثقافة واالتصال 11 ----------------------------------------
الفقرة الثانية :اإلجراءت المصاحبة لتطبيق التصميم المديري لالتركيز االداري15 ------- .
31