You are on page 1of 12

‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol.

3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫تحسين العالقة بين اإلدارة والمرتفقين‬

‫‪ -‬قراءة تحليلية في الق انون رقم ‪ - 11.55‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ‪-‬‬
‫‪Mohamed SELOUANI‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعد إشكالية العالقة بين اإلدارة والمرتفقين من اهم االنشغاالت الراهنة سواء على الصعيد الحكومي او المجتمعي نظرا للمرحلة الراهنة‬

‫التي تشهد استكمال بناء دولة الحق والق انون‪ ،‬ونظرا أيضا للتطور السريع للمحيط الدولي نتيجة ظهور العولمة التي ترتكز في احدى‬

‫تجلياتها على تكنولوجية المعلومات وتحرير التجارة وانتشار التكتالت االقتصادية‪ ،‬األمر الذي كان له أثر كبير على تسريع وثيرة النمو‬

‫االقتصادي والزيادة في حدة التنافسية في مختلف المجاالت‪ ،‬وتنامي اإلحساس لدى المرتفقين والمستثمرين بارتف اع قيمة عامل الزمن‬

‫وبأحقيتهم في الحصول على خدمة تتميز بجودة عالية‪.‬‬

‫دفعت هذه العوامل السلطات العمومية بالمغرب الى إعادة النظر في طرق اشتغال اإلدارة المغربية‪ ،‬والتي ابانت في السنوات األخيرة‬

‫عن عدم مواكبتها لنسق التطور السريع‪ ،‬واستجابتها لطموحات المرتفقين والمستثمرين‪ ،‬وتعارضها مع المجهودات الهادفة الى تطوير‬

‫االقتصاد الوطني ودعم االستثمار‪ ،‬بإرساء ورش إصالحي يعزز قيم النزاهة والعمل على اصالح اإلدارة وترسيخ الحكامة الجيدة‪ ،‬وهو ورش‬

‫استراتيجي تجسد في اصدار الق انون رقم ‪ ،11.55‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪.1‬‬

‫وعليه‪ ،‬ف ان السؤال الذي يمكن طرحه هنا‪ :‬هل هذا اإلصالح الحالي المتمثل في صدور الق انون رقم ‪ 11.55‬من شأنه إقرار عالقة‬

‫متوازنة بين اإلدارة والمرتفقين عبر تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية التي تعد كأهم قنوات االتصال بين اإلدارة ومستخدميها؟‬

‫وماهي المستجدات واالهداف والمبادئ العامة التي جاء بها هذا الق انون من اجل الوصول الى تخفيف فعلي للمساطر وجعلها تستجيب‬

‫لمتطلبات سرعة النمو ومق اييس جودة الخدمة بالمرفق العام؟‬

‫‪1‬ظهير شريف رقم ‪ 32.2.1‬صادر في ‪ 33‬من رجب ‪ 3443‬الموافق ل(‪ 1‬مارس ‪ ،)....‬الجريدة الرسمية عدد ‪ .4 ،1611‬رجب ‪ 3443‬الموافق ل‬
‫( ‪ 31‬مارس ‪،)....‬ص‪.31.1:‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫وعليه‪ ،‬سنحاول اإلجابة على هذه اإلشكالية من خالل‪ :‬الحديث عن االسباب وراء صدور هذا الق انون واهميته في‬

‫الخطاب اإلصالحي الراهن (المحور األول)‪ .‬وكذلك عبر قراءة اهم المستجدات واالهداف والمبادئ العامة التي جاء بها هذا الق انون‬

‫في مجال التبسيط المسطري (المحور الثاني)‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬أسباب صدور الق انون رقم ‪ ،11.55‬واهميته في الخطاب اإلصالحي الراهن‪.‬‬

‫سنحاول من خالل هذا المحور الحديث عن األسباب التي أدت الى اصدار الق انون رقم ‪( 11.55‬أوال)‪ ،‬على ان نتحدث‬

‫عن أهمية التبسيط في الخطاب اإلصالحي الراهن(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬اسباب صدور الق انون رقم ‪ ،11.55‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات االدارية‪:‬‬

‫لقد أدى اتساع مجال اختصاص اإلدارة خالل السنوات األخيرة باعتبارها تمثل السلطة العامة الى وضع تنظيمات أكثر صرامة‬

‫ومضاعفة عدد االليات اإلدارية وتراكم التعقيدات والمسالك بهدف دعم مراقبة الدولة وتنظيم النشاط االقتصادي وضمان استمرارية‬

‫أداء الخدمات العمومية‪ ،‬االمر الذي انعكس سلبا على وثيرة أداء اإلدارة‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬ف ان السبب الرئيس وراء صدور هذا الق انون يتمثل في الحدة التي تطرح بها قضية التعقيد اإلداري الذي‬

‫وضع اإلدارة المغربية امام تحديات كبرى ينبغي رفعها‪ ،‬وذلك بالتركيز على أهمية التبسيط وجعله التحدي األول في ورش اإلصالح‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يمكن ابراز مظاهر التعقيد والبطء االداري من خالل النقط التالية‪:2‬‬

‫‪ -‬إشكالية التعقيد اإلداري‪:‬‬

‫ان المساطر واإلجراء اإلدارية التي يخضع لها المواطنون والمستثمرون خصوصا‪ ،‬تصنف بكونها تتسم بالبطء والتعقيد‬

‫وغير شف افة وغامضة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فهي تؤثر بشكل سلبي على عالقة هؤالء باإلدارة العمومية‪ ،‬ومن تم على قدرة هذه األخيرة على التعامل‬

‫اإليجابي والعق الني مع حاجيات المواطنين والف اعلين االقتصاديين في محيطها‪.‬‬

‫كما أدى تضخم الهياكل وعدم تحيين النصوص الق انونية وتعددها‪ ،‬وتكاثر المسالك والمساطر اإلدارية‪ ،‬والتسيير‬

‫االنفرادي وكثرة الوثائق‪ ،‬ومركزية اتخاد القرار‪ ،‬الى جعل اإلدارة المغربية تتسم بالرتابة والروتين وضعف الخدمات‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وضوح قواعد العمل اإلداري‪:‬‬

‫‪ 2‬االصالح اإلداري بالمغرب‪ ،‬اعمال المناظرة الوطنية حول لإلصالح اإلداري‪ ،‬المنظمة من طرف وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري يومي‬
‫‪ 6-7‬ماي ‪ ....‬تحت شعار‪ :‬اإلدارة المغربية وتحديات ‪ ،..3.‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬د‪.‬م‪.‬ت‪ ،‬سلسلة " نصوص ووثائق «الطبعة األولى‪ ،....،‬العدد ‪ ،16‬ص‪341:‬‬

‫‪14.‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫لقد أدى عدم وضوح قواعد ومعايير األداء اإلداري بدوره الى نفور المواطنين بسبب االفراط في الشكليات‬

‫والمراقبة القبلية وما يترتب عنها من تأخر في اإلنجاز ومن عبئ على كاهل المواطن والمستثمر‪.‬‬

‫‪ -‬االفراط في استعمال السلطة التقديرية للمسؤولين‪:‬‬

‫شكل االفراط في استعمال السلطة التقديرية من قبل المسؤولين عن المصالح اإلدارية‪ ،‬سببا في تعقيد المساطر‬

‫واإلجراءات اإلدارية وتفشي الممارسات السلبية من رشوة واستغالل للنفوذ والتسويف واالرجاء‪ ،‬االمر الدي أفقد اإلدارة مصداقيتها‬

‫لدى المرتفقين والمستثمرين الخواص سواء الوطنيين او األجانب‪.‬‬

‫وعموما‪ ،‬ف إن تعقد المساطر واإلجراءات اإلدارية وتشعب المسالك واآلجال الممتدة وتعدد وثق ل الملف ات واالستمارات‬

‫واختالفها من إدارة الى أخرى‪ ،‬كلها عوامل أدت الى ضعف إنتاجية اإلدارة‪ ،‬بل تعارضها مع شروط االندماج الخارجي للمغرب‪ ،‬اذ ان‬

‫اكراهات العولمة االقتصادية ومقتضيات الشراكة مع دول االتحاد األوروبي‪ ،‬والدخول الى منطقة التبادل الحر مع الواليات االمريكية‬

‫والعديد من الدول األورو متوسطية‪ ،‬كلها اعتبارات تشترط تحديث وإصالح اإلدارة‪ ،‬اذ بدونه تبقى اإلجراءات الرامية الى تحسين عالقة‬

‫اإلدارة بالمرتفقين والمستثمرين بال فعالية‪ ،‬لذا‪ ،‬اضحى التبسيط اإلداري ورشا ق ائما بذاته يتعين إنجازه بكامل الفعالية من طرف‬

‫اإلدارة التي يجب ان تبرهن عن مقدرتها وجدواها خاصة وان كف اءتها أضحت تق اس بمدى قدرتها على النهوض بمهامها وليس‬

‫بالسلطة التي تتمتع بها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أهمية تبسيط المساطر اإلدارية في الخطاب اإلصالحي الراهن‪:‬‬

‫شكل موضوع تبسيط المساطر اإلدارية أحد الركائز األساسية في كل عملية اصالح او تحديث لإلدارة‪ ،‬فهو يعد رافعة‬

‫لتطوير جودة الخدمات المقدمة من قبل اإلدارة الى المرتفقين والمستثمرين الخواص‪.‬‬

‫وفي هذا إطار‪ ،‬يمكن تعريف التبسيط اإلداري بكونه يرمي الى اإلنق اص والتخفيف من عبئ المسارات والمساطر‬

‫واإلجراءات اإلدارية وكل ما يترتب عنها من تأخير في اآلجال وتمطيط في تنفيذ الخدمات اإلدارية‪.3‬‬

‫ويمكن تعريف التبسيط اإلداري أيضا بانه‪ ":‬صيرورة تغيير وتحسين مستمر للعمل اإلداري"‪.4‬‬

‫وعموما‪ ،‬يمكن تعريف التبسيط اإلداري بانه مجموعة من اإلجراءات العملية الهادفة الى تيسير الحياة اليومية للمرتفق‬

‫وتيسير نشاط المق اولة‪.‬‬

‫‪3‬االصالح اإلداري بالمغرب‪ ،‬اعمال المناظرة الوطنية حول اإلصالح اإلداري‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪346 :‬‬
‫‪4‬نفس المرجع أعاله نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫ان اهتمام السلطات العمومية بتحسين العالقة بين اإلدارة والمتعاملين معها ليس وليد اليوم‪ ،‬بل كانت هناك عدة‬

‫محطات إصالحية أبرزها هو صدور ميثاق حسن التدبير سنة ‪ ،55555‬مع حكومة التناوب آنذاك‪ ،‬والذي شكل مرجعية جديدة للمصالح‬

‫اإلدارية في مجال التدبير األمثل ونشر ثق افة المرفق العام‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ – 5‬إشاعة ثق افة االرشاد والحوار والتشاور على نطاق واسع داخل الجهاز اإلداري مما يتيح لإلدارة تحسين عالق اتها مع المتعاملين معها؛‬

‫‪ – 2‬جعل حسن استقبال المواطنين وارشادهم وتوجيههم من االنشغاالت المركزية للمصالح اإلدارية؛‬

‫‪ – 3‬إقرار مبدأ التشارك واالنفتاح على مشاكل وتطلعات الفرق اء االقتصاديين والحرص مع التجاوب الضروري مع الحاجيات المتعددة‬

‫للمق اولة في مجال التواصل؛‬

‫‪ – 4‬تبني مبدأ الشف افية في عمل اإلدارة بغية تعزيز روابط الثقة بينها وبين المتعاملين معها‪.‬‬

‫وكامتداد لتوجهات ميثاق حسن التدبير‪ ،‬تم التأكيد خالل أشغال الندوة الوطنية حول "دعم االخالقيات بالمرفق العام"‬

‫على أهمية الربط بين تخليق العمل اإلداري وبين التخفيف من اإلجراءات والمساطر اإلدارية‪ ،‬وهذا ما دعت إليه الرسالة الملكية‬

‫الموجهة إلى اشغال الندوة الوطنية حول " دعم االخالقيات بالمرفق العام"‪ ،‬والتي جاء فيها‪" :‬ان هدف اإلجراءات العمومية التسهيل‬

‫والتيسير وليس التعقيد والتعسير‪...‬لذلك أمرنا بتبسيط اإلجراءات وتحيين النصوص اإلدارية وتحديث وسائل التدبير والعمل على‬
‫‪6‬‬
‫التوفيق بين المقتضيات اإلدارية وروح العصر التي طبعت اليوم كل العالق ات البشرية"‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة هنا أيضا‪ ،‬الى ما تضمنه منشور السيد الوزير األول تحت عدد ‪ 55/35‬بتاريخ ‪ 23‬نونبر‪ ،5555‬والذي‬

‫شكل امتدادا لميثاق حسن التدبير‪ ،‬حيث اعتبر المنشور بأن التبسيط يعتبر مرتكزا أساسيا في إحداث اإلصالح داخل اإلدارة وشرطا‬

‫أساسيا لتحسين عالقتها مع محيطها‪ .‬وقد تم إحداث خاليا قطاعية لتبسيط المساطر اإلدارية وأخرى مركزية تترأسها وزارة الوظيفة‬

‫العمومية واإلصالح اإلداري‪.7‬‬

‫كما أن التخفيف من اإلجراءات والمساطر اإلدارية‪ ،‬الهادفة الى تحسين العالقة بين اإلدارة ومحيطها‪ ،‬يتطلب تبني‬

‫إصالح شمولي للعديد من جوانب الممارسة اإلدارية‪ ،‬ومن ضمنها الجانب المتعلق بالسلوك اإلداري الشخصي للعاملين داخل اإلدارة‬

‫العمومية‪ ،‬وهو ما تم إقراره في الخطاب الملكي حول المفهوم الجديد للسلطة بتاريخ ‪ ،5555/51/52‬والذي جاء فيه‪...":‬ونريد في‬

‫‪" 5‬ميثاق حسن التدبير"‪ ،‬وثائق وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري‪ ،‬الرباط‪.3111،‬‬
‫‪ 6‬مقتطف من نص الرسالة السامية الملكية الموجهة الى اشغال الندوة الوطنية حول "دعم االخالقيات بالمرفق العام" المنظمة تحت الرعاية السامية‬
‫لمحمد السادس بمبادرة من وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري بتاريخ ‪ 1.-.1‬أكتوبر‪ 3111‬م‪،‬م‪،‬م‪،‬د‪،‬ت‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‬
‫العدد‪،.1،‬السنة‪...3‬‬
‫‪ 7‬المملكة المغربية‪ ،‬الوزير األول‪ ،‬منشور رقم ‪ 11213‬حول تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية بتاريخ ‪ .1‬نونبر ‪3111‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫هذه المناسبة ان نعرض لمفهوم جديد للسلطة وما يرتبط بها مبني على رعاية المصالح العمومية والشؤون المدنية والحريات الفردية‬

‫والجماعية‪ ،‬وعلى السهر على األ من واالستقرار وتدبير الشأن العام المحلي والمحافظة على السلم االجتماعي وهي مسؤولية ال يمكن‬

‫النهوض بها داخل المكاتب اإلدارية التي يجب أن تكون مفتوحة في وجه المواطنين‪ ،‬ولكن تتطلب احتكاكا مباشرا بهم ومالمسة‬

‫ميدانية لمشاكلهم في عين المكان واشراكهم في إيجاد الحلول‪...‬إننا لنعي أن هناك جملة من المعوق ات البنيوية كالتضارب في‬

‫مراكز القرار والهوة بين روح القوانين ومنطوقها مما ينعكس سلبا على تطبيقها والبطء في اإلنجاز دون وجود ضوابط ق انونية ضد‬
‫‪8‬‬
‫هذه الممارسات‪"...‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فقد دعا هذا الخطاب الى إعادة تأسيس وسائل وأساليب جديدة في الممارسات اإلدارية من خالل تكريس‬

‫مفهوم اإلدارة المجاورة؛ وتعزيز "المشاركة اإلدارية" و"دمقرطة المجال اإلداري" عبر اشراك المواطنين في اتخاذ القرارات‪ ،‬وضرورة‬

‫تجاوز التسيير البيروقراطي للشأن العام‪ ،‬وذلك بترسيخ مفهوم "إدارة المبادرة"‪.9‬‬

‫إن الربط بين تحسين عالقة اإلدارة بالمرتفقين والمستثمرين عبر التخفيف من المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬أعيد‬

‫التأكيد عليه في الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية بتاريخ ‪ ،2111/51/53‬والذي دعا فيه جاللة الملك إلى‪ " :‬إحداث‬

‫شباك وحيد جهوي لالستثمار‪ ،‬جهويا لدى كل والي‪ ،‬وإق ليميا لدى كل عامل مع تحديد أجل معقول وسريع للبث في ملف ات مشاريع‬

‫االستثمار‪ ."...‬ويهدف هذا الخطاب الى إضف اء البعد الجهوي في معالجة ملف ات االستثمار وذلك بغية الحد من الطابع المركزي المفرط‬

‫الذي يغلب على تعامل اإلدارة المغربية مع ملف ات المستثمرين‪.10‬‬

‫وفي نفس السياق الرامي الى تبسيط إجراءات االستثمار‪ ،‬تم التأكيد في الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة‬

‫التشريعية أكتوبر ‪ 2115‬على احداث مراكز جهوية لالستثمار‪ ،‬وهذا ما تم التأكيد عليه في الرسالة الملكية السامية الموجهة الى‬

‫الوزير االول لحكومة التناوب في موضوع " التدبير الالمتمركز لالستثمار"‪ ،11‬والتي جاءت لتجيب عن إشكالية التعقيد والبطء الذي‬

‫يعتري مساطر وإجراءات االستثمار‪ ،‬حيث يقول جاللته ‪...":‬واذا كانت هذه المساطر واإلجراءات التشريعية او التنظيمية غالبا ما تكون‬

‫ضرورية الن حرية المبادرة الخاصة التي كرسها الدستور تقتضي إيجاد اطار ق انوني ملزم ف ان من الواجب تبسيط هذه اإلجراءات‬

‫‪8‬مقتطف من نص الرسالة السامية الملكية الموجهة الى اشغال الندوة الوطنية حول "دعم االخالقيات بالمرفق العام" المنظمة تحت الرعاية السامية‬
‫لمحمد السادس بمبادرة من وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري بتاريخ ‪ 1.-.1‬أكتوبر‪3111‬ـ م‪،‬م‪،‬م‪،‬د‪،‬ت‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‬
‫العدد‪،.1،‬السنة‪...3‬‬
‫‪ 9‬عبد الحميد (شقرون)‪"،‬تشجيع االستثمار الخاص بالمغرب واشكالية تعقد المساطر واإلجراءات اإلدارية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪،‬‬
‫جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،....2.... :‬ص‪.3.1 :‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Nazeh Amal : « les walis animateurs économique ; une obligation de résultat », le temps du Maroc N 317‬‬
‫‪Novembre 2001 ,‬‬
‫‪ 11‬الرسالة الملكي السامية الموجهة الى الوزير األول في موضوع "التدبير الالمتمركز لالستثمار"‪ ،‬بتاريخ ‪ .1‬يناير ‪ ،....‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،417.‬بتاريخ ذي القعدة ‪ 37(34..‬يناير ‪ ،)....‬ص‪71 :‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫والمساطر وتق ليصها والحرص على ان يتم العمل بها ما يمكن من القرب من المستثمرين‪ ،"...‬وبالتالي‪ ،‬شكلت هذه الرسالة دعما قويا‬

‫للمبادرات اإلصالحية الهادفة الى محاربة التعقيد والبطء اإلداري وإق امة عالق ات جديدة بين اإلدارة ومرتفقيها‪.‬‬

‫وقد أولى جاللته اهتماما خاصا بعالقة اإلدارة بالمستثمرين‪ ،‬وهذا ما تم تأكيده في الخطاب الملكي السامي بتاريخ ‪54‬‬

‫أكتوبر ‪ ،2152‬بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية األولى من الوالية التشريعية العاشرة‪ ،‬والذي جاء فيه‪...":‬وقد ارتأيت‬

‫ان أتوجه اليكم اليوم‪ ،‬ومن خاللكم لكل الهيئات المعنية‪ ،‬وإلى عموم المواطنين‪ ،‬في موضوع بالغ األهمية‪ ،‬هو جوهر عمل المؤسسات‪.‬‬

‫وأقصد هنا عالقة المواطن باإلدارة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمصالح المركزية‪ ،‬واإلدارة الترابية‪ ،‬أو بالمجالس المنتخبة‪ ،‬والمصالح الجهوية‬

‫للقطاعات الوزارية‪ .‬كما أقصد أيضا‪ ،‬مختلف المرافق المعنية باالستثمار وتشجيع المق اوالت‪ ،‬وحتى قضاء الحاجيات البسيطة للمواطن‪،‬‬

‫كيفما كان نوعها‪ .‬ف الغاية منها واحدة‪ ،‬هي تمكين المواطن من قضاء مصالحه‪ ،‬في أحسن الظروف واآلجال‪ ،‬وتبسيط المساطر وتقريب‬

‫المرافق والخدمات األساسية منه"‪.12‬‬

‫وفي نفس السياق الرامي إلى تحفيز االستثمار وتسهيل إجراءاته ومساطره‪ ،‬أكد الخطاب الملكي بتاريخ ‪ 25‬يوليوز‬

‫‪ ،2152‬بمناسبة الذكرى ال ‪ 55‬لتربع صاحب الجاللة الملك محمد السادس عرش اسالفه المنعمين‪ ،‬على التوجه العام نحو تبسيط‬

‫المساطر واإلجراءات اإلدارية والتأسيس لعالقة جديدة بين اإلدارة والمرتفقين‪ ،‬خصوصا المستثمرين الخواص‪ ،‬وقد جاء في الخطاب‬

‫الملكي‪ ":‬والواقع انه ال يمكن توفير فرص الشغل‪ ،‬وإيجاد منظومة اجتماعية عصرية والئقة‪ ،‬اال بأحداث نق لة نوعية في مجاالت االستثمار‬

‫ودعم القطاع اإلنتاجي الوطني‪ "...‬ولتحقيق هذه الغاية‪ ،‬نص نفس الخطاب على ضرورة‪ ...":‬اإلسراع بإخراج الميثاق الجديد لالستثمار‪،‬‬

‫وبتفعيل اصالح المراكز الجهوية لالستثمار‪ ،‬وتمكينها من الصالحيات الالزمة للقيام بدورها‪ ،‬مثل الموافقة على القرارات بأغلبية األعضاء‬

‫الحاضرين‪ ،‬عوض االجماع المعمول به حاليا‪ ،‬وتجميع كل اللجان المعنية باالستثمار في لجنة جهوية موحدة‪ ،‬وذلك لوضع حد للعراقيل‬

‫والتبريرات التي تدفع بها بعض القطاعات الوزارية"‪.‬‬

‫كما دعا الخطاب الملكي الى ضرورة‪ ..." :‬من جهة‪ ،‬على تحديد اجل أقصاه شهر‪ ،‬لعدد من اإلدارات‪ ،‬للرد على‬

‫الطلبات المتعلقة باالستثمار‪ ،‬مع التأكيد على ان عدم جوابها داخل هذا االجل‪ ،‬يعد موافقة من قبلها‪ .‬ومن جهة ثانية‪ ،‬على ان ال تطلب‬

‫أي إدارة عمومية من المستثمر وثائق او معلومات تتوفر لدى إدارة عمومية أخرى‪ ،‬اذ يرجع للمرافق العمومية التنسيق فيما بينها‬

‫وتبادل المعلومات باالستف ادة مما توفره المعلوميات والتكنولوجيا الحديثة"‪ .13‬كما أكد نفس الخطاب الملكي على ان "الهدف من‬

‫هذه اإلجراءات الحاسمة هو التحفيز القوي وغير المسبوق لالستثمار‪ ،‬وخلق فرص الشغل‪ ،‬وتحسين جودة الخدمات التي تقدمها للمواطن‪،‬‬

‫والحد من التماطل الذي ينتج عنه السقوط في الرشوة"‪.‬‬

‫‪12‬مقتطفات من الخطب الملكية السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس‪ ،‬نصره حول اصالح اإلدارة‪ ،‬موقع وزارة االقتصاد والمالية وإصالح‬
‫اإلدارة‪ ،‬قطاع اصالح اإلدارة‪http:// www.mmsp.gov.ma .‬‬
‫‪ 13‬نفس المرجع أعاله‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫وعموما‪ ،‬يمكن القول بأن هذه التوجيهات المتضمنة في الرسائل والخطب الملكية السامية‪ ،‬تشكل مرجعية ثابتة ودعما‬

‫قويا للمبادرات اإلصالحية العميقة التي أعلنت عنها الخطابات اإلصالحية الراهنة والهادفة الى محاربة التعقيد والبطء المسطري اإلداري‬

‫وإق امة عالقة جديدة بين اإلدارة والمواطن وتحفيز االستثمار الخاص‪.‬‬

‫وقد ترجمت هذه التوجيهات الملكية مؤخرا بإصدار مجموعة من النصوص الق انونية المؤطرة لعمل اإلدارة في عالق اتها‬

‫مع المرتفقين‪ ،‬وذلك من قبيل صدور المرسوم رقم ‪ 2.5..252‬بتاريخ ‪ 52‬من ربيع االخر ‪ 22( 5441‬ديسمبر ‪ ،)2152‬بمثابة‬

‫ميثاق وطني لالتمركز االداري‪ .14‬وكذلك الق انون رقم ‪ ، 4..52‬المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار‪ ،‬وبأحداث اللجان الجهوية‬

‫الموحدة لالستثمار‪ ،15‬بتاريخ ‪ 25‬فبراير ‪ .2155‬وأخيرا‪ ،‬صدور الق انون رقم ‪ ،11.55‬المتعلق بتبسيط اإلجراءات والمساطر اإلدارية‪،‬‬

‫بتاريخ ‪ 55‬مارس ‪ ،2121‬والذي يشكل محور هذه الدراسة‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬قراءة في اهم المستجدات واالهداف والمبادئ العامة التي جاء بها الق انون رقم‪ 11.55 :‬في مجال التبسيط المسطري‪.‬‬

‫سنحاول من خالل هذا المحور القيام بقراءة في الق انون رقم‪ 11.55 :‬من حيث الشكل(أوال)‪ ،‬ثم من حيث الموضوع‬

‫(ثانيا)‬

‫أوال‪ -‬من حيث الشكل‪:‬‬

‫كما تشير تسميته‪ ،‬يتعلق الق انون رقم ‪ 11.55‬بتبسيط اإلجراءات والمساطر اإلدارية‪ ،‬وقد تضمن احدى عشرة (‪)55‬‬

‫بابا وثالثة وثالثون (‪ )33‬مادة‪ ،‬تجمع بينها وحدة الموضوع والهدف المتمثل في تحديد المبادئ والقواعد التي تنظم المساطر‬

‫واإلجراءات اإلدارية المتعلقة بالقرارات اإلدارية التي يطلبها المرتفقون من اإلدارات العمومية والجماعات الترابية ومجموعاتها‬
‫‪16‬‬
‫وهيئاتها والمؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري آخر خاضع للق انون العام والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬من حيث الموضوع‪:‬‬

‫وقبل الحديث عن المستجدات(أ) واألهداف(ب) والمبادئ العامة(ج)‪ ،‬التي جاء بها الق انون رقم ‪ ،11.55‬البد من‬

‫اإلشارة الى ان مقتضياته تسري‪ ،‬وكما حددت ذلك المادة األولى منه السالفة الذكر‪ ،‬على اإلدارات العمومية؛ الجماعات الترابية‬

‫ومجموعاتها وهيئاتها؛ المؤسسات العمومية؛ األشخاص االعتباريين اآلخرين الخاضعين للق انون العام والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام‪.‬‬

‫‪ -14‬مرسوم رقم ‪ .2372136‬صادر في ‪ 36‬من ربيع االخر ‪ .1( 344.‬ديسمبر‪ ،)..36‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 31 ،1716‬ربيع االخر ‪ .7( 344.‬ديسمبر ‪.)..36‬‬
‫‪ -15‬ظهير شريف رقم ‪ 3231236‬صادر في ‪ 7‬جمادى االخرة ‪ 344.‬الموافق ل(‪31‬فبراير ‪ ..31‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 47236‬المتعلق بإصالح المراكز‬
‫الجهوية لالستثمار وبأحداث اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1714‬بتاريخ ‪ 31‬جمادى االخرة ‪ 344.‬الموافق ل (‪ .3‬فبراير‬
‫‪ ،)..31‬ص‪614:‬‬
‫‪ 16‬المادة األولى من القانون رقم ‪ ،11231‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.1611‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫أ ‪ -‬المستجدات التي جاء بها الق انون رقم ‪ ،11.55‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪.‬‬

‫نقصد بالمستجدات هنا اإليجابيات التي جاء بها هذا الق انون في مجال تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬والتي‬

‫يمكن استنتاجها من خالل قراءة مضامينه في النقط التالية‪:‬‬

‫‪ -5‬إلزام اإلدارات بعدم مطالبة المرتفقين إال بالقرارات اإلدارية والوثائق والمستندات التي تنص عليها النصوص التشريعية أو‬

‫التنظيمية الجاري بها العمل؛ والتي تم جردها وتصنيفها وتوثيقها وتدوينها ونشرها بالبوابة الوطنية‪17‬؛‬

‫‪ -2‬إلزام اإلدارات‪ ،‬المشار اليها سلف ا‪ ،‬بان تتقيد‪ ،‬عند توثيق القرارات اإلدارية وتدوينها بالقواعد التالية‪:‬‬

‫~ عدم مطالبة المرتفق بأكثر من نسخة واحدة من ملف الطلب المتعلق بالقرار اإلداري؛‬

‫~ عدم مطالبة المرتفق بتصحيح االمضاء على الوثائق والمستندات المكونة لملف الطلب؛‬

‫~ عدم مطالبة المرتفق باإلدالء بوثائق ومستندات إدارية متاحة للعموم‪ ،‬وال تعنيه بصفة شخصية؛‬

‫~ عدم مطالبة المرتفق باإلدالء بنسخ مطابقة ألصول الوثائق والمستندات المكونة لملف الطلب‪18‬؛‬

‫‪ -3‬أما فيما يخص إيداع الطلبات المتعلقة بالقرارات اإلدارية‪ ،‬ألزم الق انون رقم ‪ 11.55‬اإلدارات بضرورة تسليم وصل للمرتفق‪،‬‬

‫يتضمن إحدى العبارتين التاليتين‪ :‬عبارة " ملف مودع" إذا تبين بان الملف يتضمن جميع الوثائق والمستندات المطلوبة؛ أو عبارة "‬

‫ملف في طور اإليداع" في حالة عدم إدالء المرتفق بوثيقة أو مستند أو أكثر من الوثائق والمستندات المطلوبة‪19‬؛‬

‫‪ -4‬إلزام االدارات بتحديد أجل لمعالجة طلبات المرتفقين وتسليم كل قرار اداري في مدة ال تتعدى ‪ 21‬يوما‪ ،‬غير ان هذه المدة‬

‫يمكن تق ليصها الى ‪ 31‬يوما فيما يخص القرارات اإلدارية التي تتعلق بإنجاز مشاريع استثمارية‪20‬؛‬

‫‪ -1‬اعتبار سكوت اإلدارات بعد انقضاء اآلجال المحددة في المادة (‪ )52‬من الق انون السالفة الذكر‪ ،‬بمثابة موافقة‪ ،‬غير ان المادة‬

‫(‪ )55‬من الباب السادس من نفس الق انون‪ ،‬تبقي تفعيل اآلجال المنصوص عليها في المادة ‪ 52‬رهينة بصدور نص تنظيمي يحدد نوع‬

‫الطلبات التي سيطبق عليها هذا االجراء‪.‬‬

‫‪ 17‬المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪.11231‬‬


‫‪ 18‬المادة (‪ )7‬من القانون رقم ‪ ،11231‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ 19‬المادة (‪ )3.‬من القانون رقم ‪11231‬‬
‫‪ 20‬المادة (‪ )31‬من نفس القانون اعاله‬

‫‪146‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫‪ -2‬إمكانية لجوء المرتفق الى الطعن اإلداري في قرارات اإلدارات‪ ،‬وذلك داخل اجل ال يتعدى ‪ 31‬يوما ابتداء من تاريخ انقضاء‬

‫اآلجال المحددة لتسليم القرار او من تاريخ تلقي الرد السلبي‪ ،21‬ويتم تقديم الطعن اإلداري حسب الحالة امام‪:‬‬

‫~ السلطة الحكومية المعنية او الشخص المفوض من قبلها لهذا الغرض؛‬

‫~ المسؤول عن المؤسسة العمومية او عن الشخص االعتباري الخاضع للق انون العام او عن الهيئة المكلفة بمهام المرفق العام المعنيين‬

‫بالقرارات اإلدارية؛‬

‫~ والي الجهة او عامل العمالة او اإلق ليم؛‬

‫~ رئيس الجماعة الترابية او مجموعة الجماعات الترابية او هيئة الجماعة الترابية المكلفة بتسليم القرار اإلداري موضوع الطلب المرتفق‪.‬‬

‫ويستثنى من ذلك االجراء الطعون الخاصة بقرارات الرفض الصادرة عن اللجنة الجهوية لالستثمار‪ ،‬بحيث تبقى خاضعة‬

‫ألحكام الق انون رقم ‪ ،4..52‬المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار وبإحداث اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار‪22‬؛‬

‫‪ -.‬اعتماد التبادل الرقمي للوثائق والمستندات بين اإلدارات‪ ،‬وذلك بتحديدها لمصنف ات القرارات اإلدارية‪ ،‬والوثائق والمستندات‬

‫اإلدارية التي تدخل في مجال اختصاصاتها او التي يمكنها الحصول عليها من إدارات أخرى‪ ،‬غير ان تصنيف تلك الوثائق والمستندات‬

‫يبقى رهين اصدار نص تنظيمي يوضح نوعيتها‪23‬؛‬

‫‪ -2‬ألزم الق انون رقم ‪ 11.55‬اإلدارات في حالة تبادل الوثائق والمستندات ذات الطابع الشخصي للمرتفق بضرورة الحصول على‬

‫موافقة هذا األخير‪ ،‬وكذلك إرسال نسخة من الوثائق والمستندات اإلدارية المتحصل عليها الى المرتفق بكل الوسائل وذلك ألخذ‬

‫موافقته على استعمالها في معالجة طلبه‪ ،24‬غير أن تطبيق احكام هذه المادة تبقى رهينة هي كذلك بصدور نص تنظيمي يحدد‬

‫كيفيات تطبيقها‪25‬؛‬

‫‪ 21‬المادة (‪ ).3‬من نفس القانون‬


‫‪ 22‬المادة (‪ )..‬من نفس القانون‬
‫‪ 23‬المادة (‪ ).1‬من الباب الثامن من القانون رقم ‪.11231‬‬
‫‪ 24‬المادة (‪ ).4‬من القانون رقم ‪.11231‬‬
‫‪ 25‬الفقرة الثالثة من المادة (‪ ).4‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫‪ -5‬إحداث بوابة وطنية موحدة للمساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬تضع رهن إشارة المرتفقين كل المعلومات الالزمة حول المساطر‬

‫واإلجراءات المتعلقة بالقرارات اإلدارية‪26‬؛ ويعد هذا االجراء من ابرز اهتمامات اإلدارة وتطويرها اذ يمكن مرتفقيها من االطالع على‬

‫حقوقهم والتزاماتهم‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬على دراية بما يمكنهم ان يطلبوه ق انونا من اإلدارة وفي ظل أي شروط‪.27‬‬

‫‪ -51‬احداث اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية تحت رئاسة رئيس الحكومة من اجل السهر على تطبيق مقتضيات‬

‫الق انون رقم ‪.2811.55‬‬

‫ب ‪ -‬األهداف التي جاء بها الق انون رقم ‪.11.55‬‬

‫فيما يخص األهداف التي جاء بها الق انون رقم ‪ ،11.55‬المتعلق بتبسيط المساطر والقرارات اإلدارية‪ ،‬من اجل تسهيل‬

‫حصول المرتفقين على القرارات اإلدارية في إطار شف اف وموحد‪ ،‬فيمكن ان نشير اليها من خالل النقط التالية‪:‬‬

‫‪ -5‬تأطير المساطر واإلجراءات اإلدارية المتعلقة بالقرارات المقدمة للمرتفقين بناء على طلبهم بآجال قصوى‪ ،‬بمعنى إعطاء أهمية بالغة‬

‫لعامل الزمن من خالل تق ليص اجال البث في الطلبات وتنفيذ المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وتخفيض التكلفة الناتجة عن تعقيد المساطر‪،‬‬

‫وتحديد المتدخل في المسطرة‪ ،‬وكذلك التق ليص من الوثائق المطلوبة من المرتفقين؛‬

‫‪ -2‬إرساء حق المرتفقين في تقديم الطعون اإلدارية في حالتي سكوت اإلدارة او ردها السلبي على طلباتهم؛‬

‫‪ -3‬إقرار تبادل الوثائق والمستندات بين اإلدارات‪ ،‬غير ان هذا االجراء ال يمكن تطبيقه اال بعد اصدار نص تنظيمي يوضح نوع‬

‫الوثائق والمستندات الضرورية لمعالجة طلبات القرارات اإلدارية؛‬

‫‪ -4‬الزام اإلدارات باعتماد التكنولوجية الرقمية للوثائق والمستندات كآلية لتبسيط المساطر واإلجراءات المتعلقة بالقرارات اإلدارية‪،‬‬

‫غير ان تحقيق هذا الهدف ظل رهين بعامل الزمن‪ ،‬إذ الزم الق انون اإلدارات أن تقوم برقمنة المساطر واإلجراءات المتعلقة بمعالجة‬

‫وتسليم القرارات اإلدارية التي تدخل في اختصاصها في أجل أقصاه ‪ 1‬سنوات ابتداء من دخول الق انون رقم ‪ 11.55‬حيز التنفيذ‪ ،‬وفي‬

‫نظرنا هذا األجل طويل نوعا ما خصوصا وأن المنافسة الدولية باتت تق اس اليوم بمدى سرعة العمل‪ ،‬كما من شأنه التأثير سلبيا على ضمان‬

‫النجاعة والسرعة الالزمة في أداء الخدمات وكذا التواصل بين اإلدارة والمرتفقين وخاصة المستثمرين منهم‪.‬‬

‫‪ - 26‬المادة (‪ ).1‬من نفس القانون‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا‪ ،‬الى انه تفعيال لمقتضيات القانون رقم ‪ ،11231‬أعطيت يومه األربعاء ‪ .3‬ابريل ‪...3‬‬
‫االنطالقة الرسمية للبوابة الوطنية للمساطر واإلجراءات االدارية "ادارتي" ‪ www.idarati.ma‬وتعتبر بوابة "ادارتي" واجهة معلوماتية موحدة‬
‫ومتكاملة ومتعددة الفضاءات‪ ،‬في خدمة المرتفق‪ ،‬تضع رهن اشارته كل المعلومات الالزمة حول المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ .‬المملكة المغربية‪،‬‬
‫وزارة االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة‪ ،‬قطاع اصالح اإلدارة‪ ،‬بالغ صحفي حول إطالق البوابة الوطنية للمساطر واإلجراءات اإلدارية "ادارتي"‬
‫بتاريخ ‪ .3‬ابريل ‪....3‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Mostafa Fikri : « La Bonne Gouvernance Administrative Au Maroc : Mission Possible » Espace Art Culture,‬‬
‫‪2005,P :357‬‬
‫‪ 28‬المادة (‪ ).7‬من القانون رقم ‪.11231‬‬

‫‪11.‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫ج ‪ -‬اما فيما يتعلق بالمبادئ العامة التي جاءت بها مقتضيات الق انون رقم ‪ ،11.55‬والتي تؤسس لمبدأ إرساء شف افية المساطر‬

‫واإلجراءات اإلدارية المتعلقة بالقرارات اإلدارية‪ ،‬فيمكن تحديدها في عشرة مبادئ نصت عليها المادة الرابعة من الق انون وهي على‬

‫النحو التالي‪:29‬‬

‫‪ -5‬إشاعة الثقة بين المرتفقين واإلدارة؛‬

‫‪ -2‬إرساء شف افية المساطر واإلجراءات المتعلقة بتلقي ومعالجة وتسليم القرارات اإلدارية؛‬

‫‪ -3‬تبسيط المساطر واإلجراءات المتعلقة بالقرارات اإلدارية ومعالجتها والرد عليها من قبل اإلدارة؛‬

‫‪ -4‬تحديد اجال قصوى لدراسة طلبات المرتفقين المتعلقة بالقرارات اإلدارية ومعالجتها والرد عليها من قبل اإلدارات؛‬

‫‪ -1‬اعتبار سكوت اإلدارة على طلبات المرتفقين المتعلقة بالقرارات اإلدارية بعد انصرام اآلجال المحددة في الق انون بمثابة موافقة؛‬

‫‪ -2‬مراعات التناسب بين موضوع القرار اإلداري والوثائق والمستندات والمعلومات المطلوبة للحصول عليه؛‬

‫‪ -.‬الحرص على التحسين المستمر لجودة الخدمات المقدمة للمرتفقين‪ ،‬السيما من خالل العمل على تسريع وثيرة األداء والرفع من فعالية‬

‫معالجة الطلبات ورقمنة المساطر؛‬

‫‪ -2‬عدم مطالبة اإلدارة المرتفق عند إيداع ملف طلبه او خالل مرحلة معالجته باإلدالء بوثيقة‪ ،‬او مستند‪ ،‬او بمعلومة‪ ،‬او القيام بإجراء‬

‫اداري أكثر من مرة واحدة؛‬

‫‪ -5‬تقريب اإلدارة من المرتفق فيما يخص إيداع الطلبات المتعلقة بالقرارات اإلدارية ومعالجتها داخل اآلجال المحددة؛‬

‫‪ -51‬تعليل اإلدارات لقراراتها السلبية بخصوص الطلبات المتعلقة بالقرارات اإلدارية واخبار المرتفقين المعنيين بها بكل الوسائل‬

‫المالئمة‪.‬‬

‫وبالرغم من أهمية تلك المبادئ العامة‪ ،‬واألهداف والمستجدات‪ ،‬التي نص عليها الق انون رقم ‪ ،11.55‬والتي تم‬

‫التأكيد عليها من خالل منشور رئيس الحكومة رقم ‪ ،302121/21‬ف ان تطبيقها يبقى مرتبطا بقيام جميع اإلدارات‪ ،‬كل فيما يخصها‪،‬‬

‫بجرد جميع القرارات اإلدارية التي تدخل في مجال اختصاصاتها وتصنيفها وتوثيقها وتدوينها في مصنف ات يحدد نموذجها بنص‬

‫‪-29‬المادة الرابعة من القانون رقم ‪ ،11231‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ .1611‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-31.1 :‬‬
‫‪.31.7‬‬
‫‪ 30‬منشور رئيس الحكومة رقم ‪ ،..../..‬المتعلق بتفعيل مقتضيات القانون رقم ‪ ،11231‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬بتاريخ ‪.3‬‬
‫دجنبر ‪.....‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020‬‬

‫تنظيمي ‪ ،‬والعمل على نشر جميع النصوص التنظيمية المرتبطة بتطبيق مقتضيات الق انون في اقرب اآلجال‪ ،‬كما يجب دعم التكوين في‬

‫مجال تقنيات تبسيط المساطر اإلدارية وتطوير الخبرة والمهارة الميدانية لرصد التعقيدات واقتراح الحلول لمعالجتها‪.‬‬

‫وإجماال‪ ،‬وانطالق ا مما سبقت اإلشارة إليه في هذه القراءة التحليلية للق انون رقم ‪ ،11.55‬المتعلق بتبسيط المساطر‬

‫واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وعلى الرغم من ارتباط تطبيق مجموعة من مواده بضرورة صدور نصوص تنظيمية‪ ،‬حيث الزم المشرع من خالل‬

‫المادة(‪ )33‬من الق انون‪ ،‬بنشر فقط النصوص التنظيمية المتعلقة بالمواد ‪ 1،55،2.‬في اجل أقصاه ستة اشهر ابتداء من نشر الق انون‬

‫بالجريدة الرسمية‪ ،‬في حين ظل نشر نصوص تنظيمية أخرى غير مقيد باجل‪ ،31‬ومن شان ذلك تعطيل تفعيل بعض مقتضياته‪ ،‬ومع ذلك‪،‬‬

‫يمكن القول بان هذا اإلصالح اال داري المعلن عنه حاليا‪ ،‬يعبر عن تصور جديد ومق اربة مختلفة إلصالح اإلدارة المغربية‪ ،‬اذ يمكن‬

‫اعتباره مرجعية أساسية من اجل الوصول الى تخفيف فعلي للمساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬ومدخال أساسيا نحو تحسين عالقة األجهزة‬

‫اإلدارية العمومية بمحيطها ‪ ،‬كما يعتبر أداة مناسبة لتجسيد المفهوم الجديد للسلطة على ارض الواقع‪ ،‬حيث سيساهم في االنتق ال من‬

‫ثق افة إدارة االمتيازات الى ثق افة االدارة الخدومة‪ ،‬ويعد أيضا‪ ،‬الية لتغيير العق ليات نحو دعم دولة الحق والق انون والحد من السلطة‬

‫التقديرية للمسؤولين على المصالح اإلدارية التي كثيرا ما تكون سببا في تفشي بعض الممارسات السلبية من رشوة واستغالل نفوذ‬

‫وتسويف‪ ،‬غالبا ما يعاني منها المواطنون بشكل عام والمترفقون االقتصاديون بشكل خاص‪.‬‬

‫‪ 31‬هذه النصوص التنظيمية جاءت متضمنة لعبارات من قبيل‪ ... ":‬يحدد نموذجها بنص تنظيمي"(المادة ‪ ..."،)1‬يحدد بنص تنظيمي نموذج‬
‫الوصل"(المادة ‪..."،)33‬تحدد بنص تنظيمي الئحة القرارات اإلدارية المعنية بتمديد االجل"(المادة ‪ ،)37‬انظر كذلك العبارات الواردة في المواد‪31(:‬‬
‫؛‪.1‬؛‪.4‬؛‪.1‬؛‪.6‬؛‪ )1.‬من القانون رقم ‪ ،11231‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وهي التي بقي نشرها غير مقيد باجل محدد في القانون‪.‬‬

‫‪11.‬‬

You might also like