Professional Documents
Culture Documents
1 PB
1 PB
-قراءة تحليلية في الق انون رقم - 11.55المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية -
Mohamed SELOUANI
مقدمة:
تعد إشكالية العالقة بين اإلدارة والمرتفقين من اهم االنشغاالت الراهنة سواء على الصعيد الحكومي او المجتمعي نظرا للمرحلة الراهنة
التي تشهد استكمال بناء دولة الحق والق انون ،ونظرا أيضا للتطور السريع للمحيط الدولي نتيجة ظهور العولمة التي ترتكز في احدى
تجلياتها على تكنولوجية المعلومات وتحرير التجارة وانتشار التكتالت االقتصادية ،األمر الذي كان له أثر كبير على تسريع وثيرة النمو
االقتصادي والزيادة في حدة التنافسية في مختلف المجاالت ،وتنامي اإلحساس لدى المرتفقين والمستثمرين بارتف اع قيمة عامل الزمن
دفعت هذه العوامل السلطات العمومية بالمغرب الى إعادة النظر في طرق اشتغال اإلدارة المغربية ،والتي ابانت في السنوات األخيرة
عن عدم مواكبتها لنسق التطور السريع ،واستجابتها لطموحات المرتفقين والمستثمرين ،وتعارضها مع المجهودات الهادفة الى تطوير
االقتصاد الوطني ودعم االستثمار ،بإرساء ورش إصالحي يعزز قيم النزاهة والعمل على اصالح اإلدارة وترسيخ الحكامة الجيدة ،وهو ورش
استراتيجي تجسد في اصدار الق انون رقم ،11.55المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية.1
وعليه ،ف ان السؤال الذي يمكن طرحه هنا :هل هذا اإلصالح الحالي المتمثل في صدور الق انون رقم 11.55من شأنه إقرار عالقة
متوازنة بين اإلدارة والمرتفقين عبر تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية التي تعد كأهم قنوات االتصال بين اإلدارة ومستخدميها؟
وماهي المستجدات واالهداف والمبادئ العامة التي جاء بها هذا الق انون من اجل الوصول الى تخفيف فعلي للمساطر وجعلها تستجيب
1ظهير شريف رقم 32.2.1صادر في 33من رجب 3443الموافق ل( 1مارس ،)....الجريدة الرسمية عدد .4 ،1611رجب 3443الموافق ل
( 31مارس ،)....ص.31.1:
143
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
وعليه ،سنحاول اإلجابة على هذه اإلشكالية من خالل :الحديث عن االسباب وراء صدور هذا الق انون واهميته في
الخطاب اإلصالحي الراهن (المحور األول) .وكذلك عبر قراءة اهم المستجدات واالهداف والمبادئ العامة التي جاء بها هذا الق انون
المحور األول :أسباب صدور الق انون رقم ،11.55واهميته في الخطاب اإلصالحي الراهن.
سنحاول من خالل هذا المحور الحديث عن األسباب التي أدت الى اصدار الق انون رقم ( 11.55أوال) ،على ان نتحدث
أوال -اسباب صدور الق انون رقم ،11.55المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات االدارية:
لقد أدى اتساع مجال اختصاص اإلدارة خالل السنوات األخيرة باعتبارها تمثل السلطة العامة الى وضع تنظيمات أكثر صرامة
ومضاعفة عدد االليات اإلدارية وتراكم التعقيدات والمسالك بهدف دعم مراقبة الدولة وتنظيم النشاط االقتصادي وضمان استمرارية
أداء الخدمات العمومية ،االمر الذي انعكس سلبا على وثيرة أداء اإلدارة.
وبالتالي ،ف ان السبب الرئيس وراء صدور هذا الق انون يتمثل في الحدة التي تطرح بها قضية التعقيد اإلداري الذي
وضع اإلدارة المغربية امام تحديات كبرى ينبغي رفعها ،وذلك بالتركيز على أهمية التبسيط وجعله التحدي األول في ورش اإلصالح.
وفي هذا اإلطار ،يمكن ابراز مظاهر التعقيد والبطء االداري من خالل النقط التالية:2
ان المساطر واإلجراء اإلدارية التي يخضع لها المواطنون والمستثمرون خصوصا ،تصنف بكونها تتسم بالبطء والتعقيد
وغير شف افة وغامضة ،وبالتالي ،فهي تؤثر بشكل سلبي على عالقة هؤالء باإلدارة العمومية ،ومن تم على قدرة هذه األخيرة على التعامل
كما أدى تضخم الهياكل وعدم تحيين النصوص الق انونية وتعددها ،وتكاثر المسالك والمساطر اإلدارية ،والتسيير
االنفرادي وكثرة الوثائق ،ومركزية اتخاد القرار ،الى جعل اإلدارة المغربية تتسم بالرتابة والروتين وضعف الخدمات.
2االصالح اإلداري بالمغرب ،اعمال المناظرة الوطنية حول لإلصالح اإلداري ،المنظمة من طرف وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري يومي
6-7ماي ....تحت شعار :اإلدارة المغربية وتحديات ،..3.م.م.م.د.م.ت ،سلسلة " نصوص ووثائق «الطبعة األولى ،....،العدد ،16ص341:
14.
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
لقد أدى عدم وضوح قواعد ومعايير األداء اإلداري بدوره الى نفور المواطنين بسبب االفراط في الشكليات
والمراقبة القبلية وما يترتب عنها من تأخر في اإلنجاز ومن عبئ على كاهل المواطن والمستثمر.
شكل االفراط في استعمال السلطة التقديرية من قبل المسؤولين عن المصالح اإلدارية ،سببا في تعقيد المساطر
واإلجراءات اإلدارية وتفشي الممارسات السلبية من رشوة واستغالل للنفوذ والتسويف واالرجاء ،االمر الدي أفقد اإلدارة مصداقيتها
وعموما ،ف إن تعقد المساطر واإلجراءات اإلدارية وتشعب المسالك واآلجال الممتدة وتعدد وثق ل الملف ات واالستمارات
واختالفها من إدارة الى أخرى ،كلها عوامل أدت الى ضعف إنتاجية اإلدارة ،بل تعارضها مع شروط االندماج الخارجي للمغرب ،اذ ان
اكراهات العولمة االقتصادية ومقتضيات الشراكة مع دول االتحاد األوروبي ،والدخول الى منطقة التبادل الحر مع الواليات االمريكية
والعديد من الدول األورو متوسطية ،كلها اعتبارات تشترط تحديث وإصالح اإلدارة ،اذ بدونه تبقى اإلجراءات الرامية الى تحسين عالقة
اإلدارة بالمرتفقين والمستثمرين بال فعالية ،لذا ،اضحى التبسيط اإلداري ورشا ق ائما بذاته يتعين إنجازه بكامل الفعالية من طرف
اإلدارة التي يجب ان تبرهن عن مقدرتها وجدواها خاصة وان كف اءتها أضحت تق اس بمدى قدرتها على النهوض بمهامها وليس
شكل موضوع تبسيط المساطر اإلدارية أحد الركائز األساسية في كل عملية اصالح او تحديث لإلدارة ،فهو يعد رافعة
لتطوير جودة الخدمات المقدمة من قبل اإلدارة الى المرتفقين والمستثمرين الخواص.
وفي هذا إطار ،يمكن تعريف التبسيط اإلداري بكونه يرمي الى اإلنق اص والتخفيف من عبئ المسارات والمساطر
واإلجراءات اإلدارية وكل ما يترتب عنها من تأخير في اآلجال وتمطيط في تنفيذ الخدمات اإلدارية.3
ويمكن تعريف التبسيط اإلداري أيضا بانه ":صيرورة تغيير وتحسين مستمر للعمل اإلداري".4
وعموما ،يمكن تعريف التبسيط اإلداري بانه مجموعة من اإلجراءات العملية الهادفة الى تيسير الحياة اليومية للمرتفق
3االصالح اإلداري بالمغرب ،اعمال المناظرة الوطنية حول اإلصالح اإلداري ،...مرجع سابق ،ص346 :
4نفس المرجع أعاله نفس الصفحة.
141
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
ان اهتمام السلطات العمومية بتحسين العالقة بين اإلدارة والمتعاملين معها ليس وليد اليوم ،بل كانت هناك عدة
محطات إصالحية أبرزها هو صدور ميثاق حسن التدبير سنة ،55555مع حكومة التناوب آنذاك ،والذي شكل مرجعية جديدة للمصالح
اإلدارية في مجال التدبير األمثل ونشر ثق افة المرفق العام ،وذلك من خالل:
– 5إشاعة ثق افة االرشاد والحوار والتشاور على نطاق واسع داخل الجهاز اإلداري مما يتيح لإلدارة تحسين عالق اتها مع المتعاملين معها؛
– 2جعل حسن استقبال المواطنين وارشادهم وتوجيههم من االنشغاالت المركزية للمصالح اإلدارية؛
– 3إقرار مبدأ التشارك واالنفتاح على مشاكل وتطلعات الفرق اء االقتصاديين والحرص مع التجاوب الضروري مع الحاجيات المتعددة
– 4تبني مبدأ الشف افية في عمل اإلدارة بغية تعزيز روابط الثقة بينها وبين المتعاملين معها.
وكامتداد لتوجهات ميثاق حسن التدبير ،تم التأكيد خالل أشغال الندوة الوطنية حول "دعم االخالقيات بالمرفق العام"
على أهمية الربط بين تخليق العمل اإلداري وبين التخفيف من اإلجراءات والمساطر اإلدارية ،وهذا ما دعت إليه الرسالة الملكية
الموجهة إلى اشغال الندوة الوطنية حول " دعم االخالقيات بالمرفق العام" ،والتي جاء فيها" :ان هدف اإلجراءات العمومية التسهيل
والتيسير وليس التعقيد والتعسير...لذلك أمرنا بتبسيط اإلجراءات وتحيين النصوص اإلدارية وتحديث وسائل التدبير والعمل على
6
التوفيق بين المقتضيات اإلدارية وروح العصر التي طبعت اليوم كل العالق ات البشرية".
وتجدر اإلشارة هنا أيضا ،الى ما تضمنه منشور السيد الوزير األول تحت عدد 55/35بتاريخ 23نونبر ،5555والذي
شكل امتدادا لميثاق حسن التدبير ،حيث اعتبر المنشور بأن التبسيط يعتبر مرتكزا أساسيا في إحداث اإلصالح داخل اإلدارة وشرطا
أساسيا لتحسين عالقتها مع محيطها .وقد تم إحداث خاليا قطاعية لتبسيط المساطر اإلدارية وأخرى مركزية تترأسها وزارة الوظيفة
كما أن التخفيف من اإلجراءات والمساطر اإلدارية ،الهادفة الى تحسين العالقة بين اإلدارة ومحيطها ،يتطلب تبني
إصالح شمولي للعديد من جوانب الممارسة اإلدارية ،ومن ضمنها الجانب المتعلق بالسلوك اإلداري الشخصي للعاملين داخل اإلدارة
العمومية ،وهو ما تم إقراره في الخطاب الملكي حول المفهوم الجديد للسلطة بتاريخ ،5555/51/52والذي جاء فيه...":ونريد في
" 5ميثاق حسن التدبير" ،وثائق وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري ،الرباط.3111،
6مقتطف من نص الرسالة السامية الملكية الموجهة الى اشغال الندوة الوطنية حول "دعم االخالقيات بالمرفق العام" المنظمة تحت الرعاية السامية
لمحمد السادس بمبادرة من وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري بتاريخ 1.-.1أكتوبر 3111م،م،م،د،ت ،سلسلة مواضيع الساعة
العدد،.1،السنة...3
7المملكة المغربية ،الوزير األول ،منشور رقم 11213حول تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية بتاريخ .1نونبر 3111
144
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
هذه المناسبة ان نعرض لمفهوم جديد للسلطة وما يرتبط بها مبني على رعاية المصالح العمومية والشؤون المدنية والحريات الفردية
والجماعية ،وعلى السهر على األ من واالستقرار وتدبير الشأن العام المحلي والمحافظة على السلم االجتماعي وهي مسؤولية ال يمكن
النهوض بها داخل المكاتب اإلدارية التي يجب أن تكون مفتوحة في وجه المواطنين ،ولكن تتطلب احتكاكا مباشرا بهم ومالمسة
ميدانية لمشاكلهم في عين المكان واشراكهم في إيجاد الحلول...إننا لنعي أن هناك جملة من المعوق ات البنيوية كالتضارب في
مراكز القرار والهوة بين روح القوانين ومنطوقها مما ينعكس سلبا على تطبيقها والبطء في اإلنجاز دون وجود ضوابط ق انونية ضد
8
هذه الممارسات"...
وبالتالي ،فقد دعا هذا الخطاب الى إعادة تأسيس وسائل وأساليب جديدة في الممارسات اإلدارية من خالل تكريس
مفهوم اإلدارة المجاورة؛ وتعزيز "المشاركة اإلدارية" و"دمقرطة المجال اإلداري" عبر اشراك المواطنين في اتخاذ القرارات ،وضرورة
تجاوز التسيير البيروقراطي للشأن العام ،وذلك بترسيخ مفهوم "إدارة المبادرة".9
إن الربط بين تحسين عالقة اإلدارة بالمرتفقين والمستثمرين عبر التخفيف من المساطر واإلجراءات اإلدارية ،أعيد
التأكيد عليه في الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية بتاريخ ،2111/51/53والذي دعا فيه جاللة الملك إلى " :إحداث
شباك وحيد جهوي لالستثمار ،جهويا لدى كل والي ،وإق ليميا لدى كل عامل مع تحديد أجل معقول وسريع للبث في ملف ات مشاريع
االستثمار ."...ويهدف هذا الخطاب الى إضف اء البعد الجهوي في معالجة ملف ات االستثمار وذلك بغية الحد من الطابع المركزي المفرط
وفي نفس السياق الرامي الى تبسيط إجراءات االستثمار ،تم التأكيد في الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة
التشريعية أكتوبر 2115على احداث مراكز جهوية لالستثمار ،وهذا ما تم التأكيد عليه في الرسالة الملكية السامية الموجهة الى
الوزير االول لحكومة التناوب في موضوع " التدبير الالمتمركز لالستثمار" ،11والتي جاءت لتجيب عن إشكالية التعقيد والبطء الذي
يعتري مساطر وإجراءات االستثمار ،حيث يقول جاللته ...":واذا كانت هذه المساطر واإلجراءات التشريعية او التنظيمية غالبا ما تكون
ضرورية الن حرية المبادرة الخاصة التي كرسها الدستور تقتضي إيجاد اطار ق انوني ملزم ف ان من الواجب تبسيط هذه اإلجراءات
8مقتطف من نص الرسالة السامية الملكية الموجهة الى اشغال الندوة الوطنية حول "دعم االخالقيات بالمرفق العام" المنظمة تحت الرعاية السامية
لمحمد السادس بمبادرة من وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري بتاريخ 1.-.1أكتوبر3111ـ م،م،م،د،ت ،سلسلة مواضيع الساعة
العدد،.1،السنة...3
9عبد الحميد (شقرون)"،تشجيع االستثمار الخاص بالمغرب واشكالية تعقد المساطر واإلجراءات اإلدارية" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة،
جامعة الحسن الثاني ،كلية الحقوق ،السنة الجامعية ،....2.... :ص.3.1 :
10
Nazeh Amal : « les walis animateurs économique ; une obligation de résultat », le temps du Maroc N 317
Novembre 2001 ,
11الرسالة الملكي السامية الموجهة الى الوزير األول في موضوع "التدبير الالمتمركز لالستثمار" ،بتاريخ .1يناير ،....الجريدة الرسمية ،عدد
،417.بتاريخ ذي القعدة 37(34..يناير ،)....ص71 :
141
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
والمساطر وتق ليصها والحرص على ان يتم العمل بها ما يمكن من القرب من المستثمرين ،"...وبالتالي ،شكلت هذه الرسالة دعما قويا
للمبادرات اإلصالحية الهادفة الى محاربة التعقيد والبطء اإلداري وإق امة عالق ات جديدة بين اإلدارة ومرتفقيها.
وقد أولى جاللته اهتماما خاصا بعالقة اإلدارة بالمستثمرين ،وهذا ما تم تأكيده في الخطاب الملكي السامي بتاريخ 54
أكتوبر ،2152بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية األولى من الوالية التشريعية العاشرة ،والذي جاء فيه...":وقد ارتأيت
ان أتوجه اليكم اليوم ،ومن خاللكم لكل الهيئات المعنية ،وإلى عموم المواطنين ،في موضوع بالغ األهمية ،هو جوهر عمل المؤسسات.
وأقصد هنا عالقة المواطن باإلدارة ،سواء تعلق األمر بالمصالح المركزية ،واإلدارة الترابية ،أو بالمجالس المنتخبة ،والمصالح الجهوية
للقطاعات الوزارية .كما أقصد أيضا ،مختلف المرافق المعنية باالستثمار وتشجيع المق اوالت ،وحتى قضاء الحاجيات البسيطة للمواطن،
كيفما كان نوعها .ف الغاية منها واحدة ،هي تمكين المواطن من قضاء مصالحه ،في أحسن الظروف واآلجال ،وتبسيط المساطر وتقريب
وفي نفس السياق الرامي إلى تحفيز االستثمار وتسهيل إجراءاته ومساطره ،أكد الخطاب الملكي بتاريخ 25يوليوز
،2152بمناسبة الذكرى ال 55لتربع صاحب الجاللة الملك محمد السادس عرش اسالفه المنعمين ،على التوجه العام نحو تبسيط
المساطر واإلجراءات اإلدارية والتأسيس لعالقة جديدة بين اإلدارة والمرتفقين ،خصوصا المستثمرين الخواص ،وقد جاء في الخطاب
الملكي ":والواقع انه ال يمكن توفير فرص الشغل ،وإيجاد منظومة اجتماعية عصرية والئقة ،اال بأحداث نق لة نوعية في مجاالت االستثمار
ودعم القطاع اإلنتاجي الوطني "...ولتحقيق هذه الغاية ،نص نفس الخطاب على ضرورة ...":اإلسراع بإخراج الميثاق الجديد لالستثمار،
وبتفعيل اصالح المراكز الجهوية لالستثمار ،وتمكينها من الصالحيات الالزمة للقيام بدورها ،مثل الموافقة على القرارات بأغلبية األعضاء
الحاضرين ،عوض االجماع المعمول به حاليا ،وتجميع كل اللجان المعنية باالستثمار في لجنة جهوية موحدة ،وذلك لوضع حد للعراقيل
كما دعا الخطاب الملكي الى ضرورة ..." :من جهة ،على تحديد اجل أقصاه شهر ،لعدد من اإلدارات ،للرد على
الطلبات المتعلقة باالستثمار ،مع التأكيد على ان عدم جوابها داخل هذا االجل ،يعد موافقة من قبلها .ومن جهة ثانية ،على ان ال تطلب
أي إدارة عمومية من المستثمر وثائق او معلومات تتوفر لدى إدارة عمومية أخرى ،اذ يرجع للمرافق العمومية التنسيق فيما بينها
وتبادل المعلومات باالستف ادة مما توفره المعلوميات والتكنولوجيا الحديثة" .13كما أكد نفس الخطاب الملكي على ان "الهدف من
هذه اإلجراءات الحاسمة هو التحفيز القوي وغير المسبوق لالستثمار ،وخلق فرص الشغل ،وتحسين جودة الخدمات التي تقدمها للمواطن،
12مقتطفات من الخطب الملكية السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس ،نصره حول اصالح اإلدارة ،موقع وزارة االقتصاد والمالية وإصالح
اإلدارة ،قطاع اصالح اإلدارةhttp:// www.mmsp.gov.ma .
13نفس المرجع أعاله.
141
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
وعموما ،يمكن القول بأن هذه التوجيهات المتضمنة في الرسائل والخطب الملكية السامية ،تشكل مرجعية ثابتة ودعما
قويا للمبادرات اإلصالحية العميقة التي أعلنت عنها الخطابات اإلصالحية الراهنة والهادفة الى محاربة التعقيد والبطء المسطري اإلداري
وإق امة عالقة جديدة بين اإلدارة والمواطن وتحفيز االستثمار الخاص.
وقد ترجمت هذه التوجيهات الملكية مؤخرا بإصدار مجموعة من النصوص الق انونية المؤطرة لعمل اإلدارة في عالق اتها
مع المرتفقين ،وذلك من قبيل صدور المرسوم رقم 2.5..252بتاريخ 52من ربيع االخر 22( 5441ديسمبر ،)2152بمثابة
ميثاق وطني لالتمركز االداري .14وكذلك الق انون رقم ، 4..52المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار ،وبأحداث اللجان الجهوية
الموحدة لالستثمار ،15بتاريخ 25فبراير .2155وأخيرا ،صدور الق انون رقم ،11.55المتعلق بتبسيط اإلجراءات والمساطر اإلدارية،
المحور الثاني :قراءة في اهم المستجدات واالهداف والمبادئ العامة التي جاء بها الق انون رقم 11.55 :في مجال التبسيط المسطري.
سنحاول من خالل هذا المحور القيام بقراءة في الق انون رقم 11.55 :من حيث الشكل(أوال) ،ثم من حيث الموضوع
(ثانيا)
كما تشير تسميته ،يتعلق الق انون رقم 11.55بتبسيط اإلجراءات والمساطر اإلدارية ،وقد تضمن احدى عشرة ()55
بابا وثالثة وثالثون ( )33مادة ،تجمع بينها وحدة الموضوع والهدف المتمثل في تحديد المبادئ والقواعد التي تنظم المساطر
واإلجراءات اإلدارية المتعلقة بالقرارات اإلدارية التي يطلبها المرتفقون من اإلدارات العمومية والجماعات الترابية ومجموعاتها
16
وهيئاتها والمؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري آخر خاضع للق انون العام والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام.
وقبل الحديث عن المستجدات(أ) واألهداف(ب) والمبادئ العامة(ج) ،التي جاء بها الق انون رقم ،11.55البد من
اإلشارة الى ان مقتضياته تسري ،وكما حددت ذلك المادة األولى منه السالفة الذكر ،على اإلدارات العمومية؛ الجماعات الترابية
ومجموعاتها وهيئاتها؛ المؤسسات العمومية؛ األشخاص االعتباريين اآلخرين الخاضعين للق انون العام والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام.
-14مرسوم رقم .2372136صادر في 36من ربيع االخر .1( 344.ديسمبر ،)..36بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري ،الجريدة الرسمية عدد
31 ،1716ربيع االخر .7( 344.ديسمبر .)..36
-15ظهير شريف رقم 3231236صادر في 7جمادى االخرة 344.الموافق ل(31فبراير ..31بتنفيذ القانون رقم 47236المتعلق بإصالح المراكز
الجهوية لالستثمار وبأحداث اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار .الجريدة الرسمية عدد 1714بتاريخ 31جمادى االخرة 344.الموافق ل ( .3فبراير
،)..31ص614:
16المادة األولى من القانون رقم ،11231المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ،الجريدة الرسمية عدد .1611
147
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
أ -المستجدات التي جاء بها الق انون رقم ،11.55المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية.
نقصد بالمستجدات هنا اإليجابيات التي جاء بها هذا الق انون في مجال تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ،والتي
-5إلزام اإلدارات بعدم مطالبة المرتفقين إال بالقرارات اإلدارية والوثائق والمستندات التي تنص عليها النصوص التشريعية أو
التنظيمية الجاري بها العمل؛ والتي تم جردها وتصنيفها وتوثيقها وتدوينها ونشرها بالبوابة الوطنية17؛
-2إلزام اإلدارات ،المشار اليها سلف ا ،بان تتقيد ،عند توثيق القرارات اإلدارية وتدوينها بالقواعد التالية:
~ عدم مطالبة المرتفق بأكثر من نسخة واحدة من ملف الطلب المتعلق بالقرار اإلداري؛
~ عدم مطالبة المرتفق بتصحيح االمضاء على الوثائق والمستندات المكونة لملف الطلب؛
~ عدم مطالبة المرتفق باإلدالء بوثائق ومستندات إدارية متاحة للعموم ،وال تعنيه بصفة شخصية؛
~ عدم مطالبة المرتفق باإلدالء بنسخ مطابقة ألصول الوثائق والمستندات المكونة لملف الطلب18؛
-3أما فيما يخص إيداع الطلبات المتعلقة بالقرارات اإلدارية ،ألزم الق انون رقم 11.55اإلدارات بضرورة تسليم وصل للمرتفق،
يتضمن إحدى العبارتين التاليتين :عبارة " ملف مودع" إذا تبين بان الملف يتضمن جميع الوثائق والمستندات المطلوبة؛ أو عبارة "
ملف في طور اإليداع" في حالة عدم إدالء المرتفق بوثيقة أو مستند أو أكثر من الوثائق والمستندات المطلوبة19؛
-4إلزام االدارات بتحديد أجل لمعالجة طلبات المرتفقين وتسليم كل قرار اداري في مدة ال تتعدى 21يوما ،غير ان هذه المدة
يمكن تق ليصها الى 31يوما فيما يخص القرارات اإلدارية التي تتعلق بإنجاز مشاريع استثمارية20؛
-1اعتبار سكوت اإلدارات بعد انقضاء اآلجال المحددة في المادة ( )52من الق انون السالفة الذكر ،بمثابة موافقة ،غير ان المادة
( )55من الباب السادس من نفس الق انون ،تبقي تفعيل اآلجال المنصوص عليها في المادة 52رهينة بصدور نص تنظيمي يحدد نوع
146
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
-2إمكانية لجوء المرتفق الى الطعن اإلداري في قرارات اإلدارات ،وذلك داخل اجل ال يتعدى 31يوما ابتداء من تاريخ انقضاء
اآلجال المحددة لتسليم القرار او من تاريخ تلقي الرد السلبي ،21ويتم تقديم الطعن اإلداري حسب الحالة امام:
~ المسؤول عن المؤسسة العمومية او عن الشخص االعتباري الخاضع للق انون العام او عن الهيئة المكلفة بمهام المرفق العام المعنيين
بالقرارات اإلدارية؛
~ رئيس الجماعة الترابية او مجموعة الجماعات الترابية او هيئة الجماعة الترابية المكلفة بتسليم القرار اإلداري موضوع الطلب المرتفق.
ويستثنى من ذلك االجراء الطعون الخاصة بقرارات الرفض الصادرة عن اللجنة الجهوية لالستثمار ،بحيث تبقى خاضعة
ألحكام الق انون رقم ،4..52المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار وبإحداث اللجان الجهوية الموحدة لالستثمار22؛
-.اعتماد التبادل الرقمي للوثائق والمستندات بين اإلدارات ،وذلك بتحديدها لمصنف ات القرارات اإلدارية ،والوثائق والمستندات
اإلدارية التي تدخل في مجال اختصاصاتها او التي يمكنها الحصول عليها من إدارات أخرى ،غير ان تصنيف تلك الوثائق والمستندات
-2ألزم الق انون رقم 11.55اإلدارات في حالة تبادل الوثائق والمستندات ذات الطابع الشخصي للمرتفق بضرورة الحصول على
موافقة هذا األخير ،وكذلك إرسال نسخة من الوثائق والمستندات اإلدارية المتحصل عليها الى المرتفق بكل الوسائل وذلك ألخذ
موافقته على استعمالها في معالجة طلبه ،24غير أن تطبيق احكام هذه المادة تبقى رهينة هي كذلك بصدور نص تنظيمي يحدد
كيفيات تطبيقها25؛
141
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
-5إحداث بوابة وطنية موحدة للمساطر واإلجراءات اإلدارية ،تضع رهن إشارة المرتفقين كل المعلومات الالزمة حول المساطر
واإلجراءات المتعلقة بالقرارات اإلدارية26؛ ويعد هذا االجراء من ابرز اهتمامات اإلدارة وتطويرها اذ يمكن مرتفقيها من االطالع على
حقوقهم والتزاماتهم ،وبالتالي ،على دراية بما يمكنهم ان يطلبوه ق انونا من اإلدارة وفي ظل أي شروط.27
-51احداث اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية تحت رئاسة رئيس الحكومة من اجل السهر على تطبيق مقتضيات
فيما يخص األهداف التي جاء بها الق انون رقم ،11.55المتعلق بتبسيط المساطر والقرارات اإلدارية ،من اجل تسهيل
حصول المرتفقين على القرارات اإلدارية في إطار شف اف وموحد ،فيمكن ان نشير اليها من خالل النقط التالية:
-5تأطير المساطر واإلجراءات اإلدارية المتعلقة بالقرارات المقدمة للمرتفقين بناء على طلبهم بآجال قصوى ،بمعنى إعطاء أهمية بالغة
لعامل الزمن من خالل تق ليص اجال البث في الطلبات وتنفيذ المساطر واإلجراءات اإلدارية ،وتخفيض التكلفة الناتجة عن تعقيد المساطر،
-2إرساء حق المرتفقين في تقديم الطعون اإلدارية في حالتي سكوت اإلدارة او ردها السلبي على طلباتهم؛
-3إقرار تبادل الوثائق والمستندات بين اإلدارات ،غير ان هذا االجراء ال يمكن تطبيقه اال بعد اصدار نص تنظيمي يوضح نوع
-4الزام اإلدارات باعتماد التكنولوجية الرقمية للوثائق والمستندات كآلية لتبسيط المساطر واإلجراءات المتعلقة بالقرارات اإلدارية،
غير ان تحقيق هذا الهدف ظل رهين بعامل الزمن ،إذ الزم الق انون اإلدارات أن تقوم برقمنة المساطر واإلجراءات المتعلقة بمعالجة
وتسليم القرارات اإلدارية التي تدخل في اختصاصها في أجل أقصاه 1سنوات ابتداء من دخول الق انون رقم 11.55حيز التنفيذ ،وفي
نظرنا هذا األجل طويل نوعا ما خصوصا وأن المنافسة الدولية باتت تق اس اليوم بمدى سرعة العمل ،كما من شأنه التأثير سلبيا على ضمان
النجاعة والسرعة الالزمة في أداء الخدمات وكذا التواصل بين اإلدارة والمرتفقين وخاصة المستثمرين منهم.
- 26المادة ( ).1من نفس القانون .وتجدر اإلشارة هنا ،الى انه تفعيال لمقتضيات القانون رقم ،11231أعطيت يومه األربعاء .3ابريل ...3
االنطالقة الرسمية للبوابة الوطنية للمساطر واإلجراءات االدارية "ادارتي" www.idarati.maوتعتبر بوابة "ادارتي" واجهة معلوماتية موحدة
ومتكاملة ومتعددة الفضاءات ،في خدمة المرتفق ،تضع رهن اشارته كل المعلومات الالزمة حول المساطر واإلجراءات اإلدارية .المملكة المغربية،
وزارة االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة ،قطاع اصالح اإلدارة ،بالغ صحفي حول إطالق البوابة الوطنية للمساطر واإلجراءات اإلدارية "ادارتي"
بتاريخ .3ابريل ....3
27
Mostafa Fikri : « La Bonne Gouvernance Administrative Au Maroc : Mission Possible » Espace Art Culture,
2005,P :357
28المادة ( ).7من القانون رقم .11231
11.
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
ج -اما فيما يتعلق بالمبادئ العامة التي جاءت بها مقتضيات الق انون رقم ،11.55والتي تؤسس لمبدأ إرساء شف افية المساطر
واإلجراءات اإلدارية المتعلقة بالقرارات اإلدارية ،فيمكن تحديدها في عشرة مبادئ نصت عليها المادة الرابعة من الق انون وهي على
النحو التالي:29
-2إرساء شف افية المساطر واإلجراءات المتعلقة بتلقي ومعالجة وتسليم القرارات اإلدارية؛
-3تبسيط المساطر واإلجراءات المتعلقة بالقرارات اإلدارية ومعالجتها والرد عليها من قبل اإلدارة؛
-4تحديد اجال قصوى لدراسة طلبات المرتفقين المتعلقة بالقرارات اإلدارية ومعالجتها والرد عليها من قبل اإلدارات؛
-1اعتبار سكوت اإلدارة على طلبات المرتفقين المتعلقة بالقرارات اإلدارية بعد انصرام اآلجال المحددة في الق انون بمثابة موافقة؛
-2مراعات التناسب بين موضوع القرار اإلداري والوثائق والمستندات والمعلومات المطلوبة للحصول عليه؛
-.الحرص على التحسين المستمر لجودة الخدمات المقدمة للمرتفقين ،السيما من خالل العمل على تسريع وثيرة األداء والرفع من فعالية
-2عدم مطالبة اإلدارة المرتفق عند إيداع ملف طلبه او خالل مرحلة معالجته باإلدالء بوثيقة ،او مستند ،او بمعلومة ،او القيام بإجراء
-5تقريب اإلدارة من المرتفق فيما يخص إيداع الطلبات المتعلقة بالقرارات اإلدارية ومعالجتها داخل اآلجال المحددة؛
-51تعليل اإلدارات لقراراتها السلبية بخصوص الطلبات المتعلقة بالقرارات اإلدارية واخبار المرتفقين المعنيين بها بكل الوسائل
المالئمة.
وبالرغم من أهمية تلك المبادئ العامة ،واألهداف والمستجدات ،التي نص عليها الق انون رقم ،11.55والتي تم
التأكيد عليها من خالل منشور رئيس الحكومة رقم ،302121/21ف ان تطبيقها يبقى مرتبطا بقيام جميع اإلدارات ،كل فيما يخصها،
بجرد جميع القرارات اإلدارية التي تدخل في مجال اختصاصاتها وتصنيفها وتوثيقها وتدوينها في مصنف ات يحدد نموذجها بنص
-29المادة الرابعة من القانون رقم ،11231المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ،الجريدة الرسمية عدد .1611مرجع سابق ،ص-31.1 :
.31.7
30منشور رئيس الحكومة رقم ،..../..المتعلق بتفعيل مقتضيات القانون رقم ،11231المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ،بتاريخ .3
دجنبر .....
113
ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 3, No°2, pp 341-352 Nov 2020
تنظيمي ،والعمل على نشر جميع النصوص التنظيمية المرتبطة بتطبيق مقتضيات الق انون في اقرب اآلجال ،كما يجب دعم التكوين في
مجال تقنيات تبسيط المساطر اإلدارية وتطوير الخبرة والمهارة الميدانية لرصد التعقيدات واقتراح الحلول لمعالجتها.
وإجماال ،وانطالق ا مما سبقت اإلشارة إليه في هذه القراءة التحليلية للق انون رقم ،11.55المتعلق بتبسيط المساطر
واإلجراءات اإلدارية ،وعلى الرغم من ارتباط تطبيق مجموعة من مواده بضرورة صدور نصوص تنظيمية ،حيث الزم المشرع من خالل
المادة( )33من الق انون ،بنشر فقط النصوص التنظيمية المتعلقة بالمواد 1،55،2.في اجل أقصاه ستة اشهر ابتداء من نشر الق انون
بالجريدة الرسمية ،في حين ظل نشر نصوص تنظيمية أخرى غير مقيد باجل ،31ومن شان ذلك تعطيل تفعيل بعض مقتضياته ،ومع ذلك،
يمكن القول بان هذا اإلصالح اال داري المعلن عنه حاليا ،يعبر عن تصور جديد ومق اربة مختلفة إلصالح اإلدارة المغربية ،اذ يمكن
اعتباره مرجعية أساسية من اجل الوصول الى تخفيف فعلي للمساطر واإلجراءات اإلدارية ،ومدخال أساسيا نحو تحسين عالقة األجهزة
اإلدارية العمومية بمحيطها ،كما يعتبر أداة مناسبة لتجسيد المفهوم الجديد للسلطة على ارض الواقع ،حيث سيساهم في االنتق ال من
ثق افة إدارة االمتيازات الى ثق افة االدارة الخدومة ،ويعد أيضا ،الية لتغيير العق ليات نحو دعم دولة الحق والق انون والحد من السلطة
التقديرية للمسؤولين على المصالح اإلدارية التي كثيرا ما تكون سببا في تفشي بعض الممارسات السلبية من رشوة واستغالل نفوذ
وتسويف ،غالبا ما يعاني منها المواطنون بشكل عام والمترفقون االقتصاديون بشكل خاص.
31هذه النصوص التنظيمية جاءت متضمنة لعبارات من قبيل ... ":يحدد نموذجها بنص تنظيمي"(المادة ..."،)1يحدد بنص تنظيمي نموذج
الوصل"(المادة ..."،)33تحدد بنص تنظيمي الئحة القرارات اإلدارية المعنية بتمديد االجل"(المادة ،)37انظر كذلك العبارات الواردة في المواد31(:
؛.1؛.4؛.1؛.6؛ )1.من القانون رقم ،11231المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ،وهي التي بقي نشرها غير مقيد باجل محدد في القانون.
11.