Professional Documents
Culture Documents
محاضرات وحدة التنظيم الإداري للفصل الثاني الفوج الثالث
محاضرات وحدة التنظيم الإداري للفصل الثاني الفوج الثالث
محاضرات في
التنظيم اإلداري
املوسم الجامعي
2019-2020
1
مقدمة:
كما سبق وأن تعرفتم في الفصل االول في مادة المدخل لدراسة العلوم القانونية على ان
مفهوم كلمة القانون kanunوالتى تعني باليونانية( وهو البلد المنشأ لهذا المصطلح بل ولكل
الثقافة القانونية والديمقراطية عامة وفالسفتها أرسطو و افالطون ،و سقراط وغيرهم كثير
والذين أبدعوا في هذا المجال).
-قلنا أن كلمة قانون أو kanunتعني العصا المستقيمة ويطلق مصطلح قانون ايضا على
كل قاعدة ثابتة تفيد استمرار أمر معين وفقا لنظام ثابت.
-فهو يستخدم لإلشارة إلى العالقة التي تحكم الظواهر الطبيعية ،او لإلشارة إلى العالقة
التي تحكم قواعد السلوك ،فنقول مثال( قانون الجاذبية ،قانون الغلبان أو االنصهار في عالم
الفيزياء ،أو قانون العرض والطلب في عالم االقتصاد )...
-إال أنه في مجال العلوم االجتماعية وبصفة خاصة في مجال الدراسات القانونية في
كليات الحقوق ينصرف اصطالح القانون بصفة عامة إلى :مجموعة القواعد التي تطبق على
االشخاص في عالقاتهم االجتماعية ،ويفرض عليهم احترامها ومراعاتها في سلوكهم بغية
تحقيق النظام في المجتمع أو مابات يصطلح عليه السلم االجتماعي.
ويمكن تعريف القانون بمعناه الواسع ويعني مجموعة القواعد العامة المجردة التي
تهدف إلى تنظيم سلوك االفراد داخل المجتمع ،والمقترنة بجزاء توقعه السلطة العامة جبرا
على من يخالفها.
وهذا التعريف يشمل معه ايضا القواعد المعمول بها في المجتمع حتى ولو كانت من
قبيل العرف أو الدين أو الفقه أو القضاء.
-كما يمكن تعريف القانون بالمعنى الضيق ومضمونه مجموعة القواعد القانونية التي
تصدرها السلطة التشريعية والتي تنظم العالقات بين االفراد أو عالقاتهم بالدولة في إحدى
مجاالت الحياة االجتماعية أو االقتصادية.
-ورغم اختالف الفقهاء ،فلقد اجمع الجميع ومنذ زمن بعيد على تقسيم القانون إلى عام
وخاص ،وذلك للتمييز بين الدولة صاحبة السيادة والسلطان وبين االفراد الذاتيين أو
االشخاص العاديين ،ومعيار هذا التمييز يرتكز باألساس على وجود الدولة من عدمه كأحد
طرفي العالقات القانونية ،فإن كانت صاحبة السيادة اعتبر قانونا عاما وإن لم تكن اعتبر
قانونا خاصا.
-وموضوعنا في تناول هذه المادة أي التنظيم االداري التي هي أحد الموضوعات
األساسية للقانون االداري والذي بدوره يعتبر أحد مكونات أو فروع القانون العام الداخلي إلى
2
جانب القانون الدستوري والقانون المالي ،إلى جانب القانون العام الخارجي بفرعيه( القانون
الدولي العام وقانون المنظمات الدولية) ولإلحاطة بكافة جوانب المادة أي التنظيم االداري،
البد في البداية من دراستها في إطارها القانوني العام ،أي البد من إعطاء ورقة تعريفية ولو
بشكل موجز عن القانون اإلداري.
-فماذا نقصد بمفهوم القانون اإلداري وما عالقته بمفهوم التنظيم اإلداري؟
الفصل التمهيدي :ماهية القانون اإلداري و مضمونه
-إن تناول موضوع القانون اإلداري كإطار قانوني وعام لمادتنا التي هي التنظيم
اإلداري ،يتطلب منا وجوبا تحديد مفهومه القانوني وتبيان عالقته بالقوانين االخرى وذلك
لمعرفة مواضيعه ومضمونه الذي يشتغل عليه أي القانون اإلداري (المبحث األول) وإبراز
خصائصه ومصادره وكيفية نشأته في كل من فرنسا والمغرب ( المبحث الثاني)
المبحث األول :تحديد مفهوم القانون اإلداري وعالقته بالقوانين االخرى
-في البداية ال بد من اإلشارة إلى أن هناك اختالف بين مجموعة من فقهاء القانون
اإلداري حول هذه التسمية هل يجب أن تكون بصيغة الجمع أي القوانين اإلدارية (ولهم
أسبابهم التبريرية في ذلك) ،ام يجب ان تكون -أي التسمية بصيغة المفرد –أي القانون
اإلداري – ولهم كذلك تبريراتهم .
-لكن أيا كانت التسمية سواء بصيغة الفرد أو بصيغة الجمع ،فإن المصطلح يتكون من
عنصرين هامين:
-1القانون :وكما سبق أن تعرفتم على تعريفه وأقسامه ،فهو عبارة عن مجموعة من
القواعد المتسمة بصفة العمومية والتجريد واإللزام .
-2اإلداري :وسبب تسميته بذلك ،أنه يحكم إدارة الدولة من حيث تكوينها ونشاطها،
بمعنى أنه يحكم اإلدارة بمعنييها العضوي والمادي ،أو الشكلي والموضوعي ،وسوف نرى
ذلك في قابل المحاضرات إن شاء هللا.
لذلك يقال بأن القانون اإلداري هو قانون اإلدارة بامتياز.
لقد حظي القانون اإلداري بتعريفات عديدة تدور أو تتمحور جميعها حول ارتباطه
باإلدارة سواء كان ذلك متعلقا بتنظيم تلك اإلدارة ،أم نشاطها أم بالرقابة القضائية عليها ،ومن
هذه التعريفات ما شمل تلك األوجه ومنها ما اقتصر علي إيراد بعضها.
-إن وجود القانون اإلداري مرتبط اساسا بوجود الدولة ككيان سياسي( دولة موحدة أو
دولة فيدرالية ) ،ألنه لممارسة السلطة ،الدولة في حاجة إلى وجود وسائل وأجهزة
واشخاص لتنف يذ سياساتها العمومية أو القطاعية ،وهو ما يعني أن القانون اإلداري
يهتم باإلدارة العامة في جوانبها التنظيمية والوظيفية والوسائل (النشاط) والقضائية
-يمكن إذا القول بأن القانون اإلداري ،هو قانون سياسي غايته هي حماية مزدوجة
للحقوق العامة(الدولة واألشخاص العامة األخرى) والخاصة (االفراد والشركات)فما هو
3
مفهوم القانون االداري (المطلب األول) وماهي طبيعة عالقته بالقوانين األخرى (المطلب
الثاني).
املطلب األول :مفهوم القانون اإلداري:
-كل التعريفات التي تناولت مفهوم القانون اإلداري تجمع على أنه فرع من فروع
القانون العام الداخلي ،وكذلك هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم نشاط االدارة
والسلطة التنفيذية اثناء تأدية وظيفتها اإلدارية ،وتبين كيفية إدارتها للمرافق العامة،
واستغاللها لألموال العامة ،باإلضافة إلى تحديد عالقة الدولة بموظفيها من حيث التعيين
والترقية والتكليف واإلعارة وغير ذلك من العالقات وتعتبر فرعا من فروع القانون العام،
اذن كيف عرف الفقه القانون اإلداري (الفقرة األولى) وما هو معيار أو معايير القانون
اإلداري (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :القانون االداري
-يعتبر الفقيه الفرنسي رينيهشابوسي)CHAPUS(CRأول من استخدم مصطلح (القانون
اإلداري) في مؤلفاته التي التزال مرجعا لدراسة القانون اإلداري.
-ويعرف االستاذ ( delaubadeie)Aالقانون اإلداري بانه ":ذلك الفرع من القانون
العام الداخلي الذي يتضمن تنظيم ونشاط اإلدارة التي تعمل من قبل السلطة السياسية تضمن
تحقيق مختلف أوجه تدخل الدولة الحديثة ثم يفصل ذلك فيقول ":إن هذا المعنى سيجعل
القانون اإلداري مستوعبا ألربعة ميادين :تنظيم اإلدارة ونشاطها ووسائلها واخيرا الرقابة
القضائية على أعمالها.
-ويعرفه االستاذ benoitبقوله :القانون اإلداري هو عبارة عن مجموعة من القواعد
المتعلقة بتنظيم ونشاط اإلدارة.
-هذا الطرح لقي استجابة من طرف االجتهاد القضائي ،غير أنه أثار تحفظ العديد من
فقهاء القانون اإلداري مثل( charleIzmaneشارل أيزمانو ,جون قالين .),,,
-وهناك تعريف ثالث ،ينطلق من االعتبارات السابقة للتوفيق بين وجهات النظر ويمثله
Pavlamsilikبول أمسيليك ،حيث اعتبر "ان القانون اإلداري هو القانون الذي يطبق على
اإلدارة،على العمل االداري سواء تضمن هذا القانون ،سواء تضمن هذا القانون أنظمة القانون
الخاص أو تضمن أنظمة القانون العام وسواء تم تطبيق هذا القانون من طرف المحاكم
اإلداريةأو من طرف المحاكم العادية.
-الخالصة إذن أن القانون اإلداري باعتباره أحد مظاهر تنظيم الدولة ساهم في خلق
القواعد القانونية المنظمة ألنشطة اإلدارة ،وهو ايضا القانون الذي ترتبط به السلطات
االستثنائية لألشخاص المعنوية العامة.
4
-وإذا كان البعض يعتبر أن القانون اإلداري يشكل مصدرا للتعقيدات بالنسبة للمرتفقين
وكذلك بالنسبة للمتقاضين ()،)delvove(CPفإن هذا يجعلنا نأخذ بعين االعتبار في دراسة
هذا الحقل المعرفي أهميته البالغة وفي نفس الوقت الصعوبات المترتبة عن دراسته ،لكن
المالحظ أن القانون اإلداري أصبح يقتحم مختلف جوانب حياتنا وينظم غالبية أنشطتنا.
5
-وال تخضع اإلدارة ألحكام القانون اإلداري فحسب ،بل تخضع أيضا للقانون الخاص
وتمثل منازعاتها أمام القضاء العادي ،وذلك عندما تنزل من مرتبة األفراد وتباشر أعماال
مدنية.
-ثانيا :معيار المرفق العام :
-عرف المرفق العام تعريفا عاما مفاده أن المرفق العام هو كل مشروع تديره الدولة
بنفسها أو تحت إشرافها إلشباع الحاجات العامة بما يحقق المصلحة العامة .ويستعمل
مصطلح المرافق العامة بمعنين أولهما عضوي وثانيهما مادي .
-1المعنى العضوي أو الشكلي:
ويقصد به المنظمة أو الهيئة أو الجهة العامة التي تهدف بعمالها وأموالها لنشاط محقق
للنفع العام كالجامعات والمستشفيات
-2المعنى المادي أو الوظيفي:
-ويمثل في النشاط الذي يمارسه المرفق بهدف المصلحة العامة كنشاط التعليم
والصحة ....اخر .حيث قامت نظرية المرفق العام في الفقه الفرنسي كأساس للقانون
اإلداري على ثالثة أعالم من فقهاء القانون العام حيث اعتبر كل من ليون ،dugnit
وجيزjezéوبونارد ،bonnardورواد هذا المعيار .
-الدولة (حسب هؤالء الثالثة)ليست شخصا يتمتع بالسلطة والسيادة والسلطات (كما
ذهب إلى ذلك اصحاب السلطة العامة) بل هي مجموعة مرافق عامة تعمل لخدمة المجتمع
وإشباع حاجات األفراد ،الدولة جسم خالياه المرافق العامة.
-ويقصد بالمرافق العامة مشروعات عامة تتكون من أشخاص وأموال تهدف إلى
إشباع حاجات عامة ،وهذه المرافق تتميز بأنها مشروعات يعجز األفراد عن القيام بها .
المرفق العام هو جوهر القانون اإلداري وإليه يرجع جميع موضوعاته وتحديد نطاق
اختصاصاته وواليته.
من الجدير بالذكر أن هذا الفكر استمد واستنبط هذا األساس من أحكام القضاء اإلداري
الفرنسي ،حيث تبنى مجلس الدولة الفرنسي فكرة المرفق العام كأساس تطبيقي للقانون
اإلداري منذ النصف الثاني من القرن 19في سلسلة من األحكام أهمها:
أوال :حكم بالنكو Blancoجامعة .
-وي عد من أهم االحكام اإلدارية في تاريخ القانون اإلداري بصفة عامة والفرنسي بصفة
خاصة ،وهو حكم محكمة التنازع في قضية بالنكو الشهيرة حيث تعرضت بنت صغيرة
تدعى يجينزبالنكو لحادثة تسببت فيها عربة تابعة لوكالة التبغ التي كانت تقل إنتاج هذه
الوكالة من المصنع إلى المستودع ،فقام ولي البنت برفع دعوى لتعويض الضرر المادي الذي
حصل إلبنته في مواجهة الدولة باعتبارها مسؤولة عن األخطاء للتي يرتبها موظفوها ،ولما
6
عرض االمر على محكمة التنازع لتقرر جهة القضاء المسؤولة عن البث في النزاع ،قررت
المحكمة بتاريخ 8فبراير :1873
-وحيث إن محل الدعوى المقامة من طرف السيد بالنكو ضد مدير إقليم الجيرونة
ممثل الدولة هو تقرير مسؤولية الدولة مدنيا عن الضرر الناشئ عن الجرح الذي أصيبت به
إبنته بفعل العمال الذين تستخدمهم إدارة التبغ ،وحيث إن مسؤولية الدولة عن األضرار التي
تسببها اإلدارة بفعل االشخاص الذين تستخدمهم في المرفق ال يمكن أن تحكمها المبادئ التي
يقررها القانون المدني الذي ينظم الروابط بين االفراد بعضهم ببعض فكلما تعلق األمر
بمرفق عام فالمسؤولية هي مسؤولية إدارية والقانون الواجب التطبيق هو القانون اإلداري .
وهكذا اعتبر المرفق العام أساسا لتحديد نطاق القانون اإلداري معيارا الختصاص
القضاء اإلداري.
-إال أنه مع المتغيرات التي عقبت الحرب العالمية األولى ،وما ترتب عن ذلك من
تدخل للدولة في كثير من المجاالت ،وأنشأت طبعا مرافقا عامة لتجسد هذا التوجه ،بدأت
االنتقادات توجه إلى النظرية( نظرية المرفق العام) وقد كان حكم( )Bacd’èlocaالصادر
عن محكمة التنازع الفرنسية بتاريخ 21يناير 1921نقطة التحول )cated’uanèوعليه فإن
ظهور أنواع جديدة من المرافق العامة االقتصادية ،والمهنية واالجتماعية جعل من تطبيق
القانون اإلداري في كل نشاطات المرفق العام أمرا مستبعدا ،ذلك أن هذه المرافق العامة ال
تخضع في الكثير من الجوانب للقانون اإلداري من جهة ،كما أن الدولة قد عهدت إلى
الخواص إلدارة بعض المرافق العامة من جهة ثانية.
-وأ دى هذا التطور بصورتيه إلى نتائج متباينة ومتعارضة ،من جهة إلى الحد من
مجال تطبيق القانون اإلداري لدرجة كبيرة لصالح القانون الخاص ،ومن جهة أخرى إلى
استعمال وسائل القانون العام لتمكين النشاط الخاص من المعاونة في تحقيق المصلحة العامة،
ولهذا شكك بعض الفقهاء مثل ( )Reverecjفي قيمة فكرة المرفق العام كأساس ومعيار وحيد
لتحديد مجال القانون اإلداري ،وحاول بعضهم إيجاد بديل يكون أكثر استجابة للتطورات
الحديثة .
-ثالثا:المعيار المختلط:
-ومقتضى هذا المعيار – وهو الغالب في الفقه والقضاء في الوقت الحاضر -هو
إعمال معياري السلطة العامة والمرفق العام معا.
-إن هذا المعيار يقوم إذن على محاولة الجمع بين معيار السلطة العامة بما يرتبه
من امتيازات لإلدارة وما يحمله كذلك من إلتزامات عليها ،وبين معيار المرفق العام ،ذلك
كنوع من التكامل في تحديد أساس للقانون اإلداري.
-هذا التكامل بين فكرتي المرفق العام والسلطة العامة أشار إليه ذ delaubadereعند
قيامه بتجديد معيار المرفق العام بعدما أصابه من تفكك نتيجة األزمات التي تعرض لها.
7
-وهو ما قرره أيضا ذ ،Catpusفقد أشار إلى أهمية معيار السلطة العامة ،ولكن في
الوقت نفسه ال ينكر دور معيار المرفق العام.
املطلب الثاني:عالقة القانون اإلداري بفروع القانون األخرى.
يعتبر القانون اإلداري كما أسلفنا فرعا من فروع القانون العام الداخلي( القانون
الدستوري والقانون المالي) ويمثل الحد الفاصل بين القانون العام و القانون الخاص حسب
تعبير الفقيه سليمان محمد الفقرةالطماوي بأنه (أي القانون اإلداري) إستند في نشأته إلى
بعض قواعد ونظريات القانون الخاص.
وهوما يعني بأن للقانون اإلداري عالقة بفروع القانون الخاص إلى جانب عالقاته
بفروع القانون العام الداخلي ،وخاصة القانون الدستوري الفقرة()1
الفقرة األولى :عالقة القانون اإلداري بفروع القانون العام.
( لكي نبين استقالل القانون اإلداري عن فروع القانون األخرى سواء منها العام أو
الخاص ) من خالل تبيان عالقته بهذه الفروع وتحديد أو جه التشابه واالختالف بينه وبين
القانون الدستوري أوال ثم القانون المالي ثانيا )
أوال :عالقة القانون اإلداري بالقانون الدستوري
-يعتبر القانون الدستوري والقانون اإلداري فرعان ألصل واحد هو القانون العام ،بل
إن العالقة بينهما هي أعمق من ذلك بكثير ألنهما يعالجان مسألة واحدة هي السلطة التنفيذية
مع تناول كل فرع لها من جهة معينة.
-فالقانون الدستوري يركز ويهتم بالسلطة التنفيذية كجهة حكومية وكسلطة دستورية،
والقانون اإلداري يهتم بها كإدارة أي من الناحية اإلدارية.
-والشك فيه أن تنظيم الدستور لصالحيات السلطة التنفيذية أو الحكومية وإبراز هيئاتها
القيادية يفرض تدخل القانون اإلداري ليبين نشاطها ولذلك قال بير تلمي berthelnyإن
الدستور يبين كيف شيدت اآللة الحكومية أما القانون االداري فيبين كيف تسير هذه اآللة،
وكيف تقوم كل قطعة منها بوظيفتها .
إن القانون الدستوري يهتم ببيان شكل الدولة ونظام الحكم فيها ،وكيفية تكوين السلطات
العامة في الدولة ( تشريعية ،تنفيذية وقضائية) ،وكذا تنظيم العالقة بين السلطات فيما بينها،
وبينها وبين االفراد (الحقوق والحرية ) ،في حين أن القانون اإلداري نطاقه السلطة التنفيذية
وظيفتها اإلدارية ،أي انه يهتم بتنظيم السلطات اإلدارية المركزية والالمركزية ،إضافة إلى
النشاط اإلداري ...
وبناء عليه فالقانون اإلداري مجاله األعمال اإلدارية وليس كل أعمال السلطة التنفيذية.
8
ويري بعض الفقه (خاصة vedelو chapusخاصة في كتابه أن الفرق يكمن أيضا
في كون القانون اإلداري استطاع أن ينمو ويتطور بإستمرار عكس ما هو عليه الحال
بالنسبة للقانون الدستوري ،وهذا الفرق يمكن مالحظته على مستوى رقابة القضاء
الدستوري والقضاء اإلداري ،بحيث تشع رقابة القضاء القاضي اإلداري ،باعتباره
قاضي الشريعة العامة في المجال اإلداري ،لتشمل مختلف النزاعات الناشئة عن
االعمال والعمليات ذات الطبيعة اإلدارية فيما تطبق رقابة القاضي الدستوري ،بحيث
أنه قاضي مهمة ،وبالتالي ال يستطيع النظر إال في الحاالت المنصوص عليها في
الدستور.
وعموما فإن التداخل أو التقارب بين القانونين (الدستوري واإلداري) يعتبر أمر طبيعي
وهذا ال ينفي اعتبارهما قانونين مستقلين ،ألن لكل منهما كما قلنا سابقا مجاله الخاص
والقواعد الخاصة به ،وكذا األجهزة القضائية المتعلقة به حيث نجد من ناحية المحكمة
الدستورية بالنسبة للقانون الدستوري ،ومن ناحية أخرى المحاكم اإلدارية ،محاكم االستئناف
اإلدارية والغرفة اإلدارية لمحكمة النقض بالنسبة للقانون اإلداري.
-ثانيا :عالقة القانون اإلداري بالقانون المالي:
-يشتمل القانون المالي على مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم النشاط المالي
للدولة سواء من حيث الموارد وطريقة تحصيلها أو النفقات وطريقة صرفها وايضا
الرقابة القانونية على هذه االموال العمومية.
-ويمثل هذا النشاط أو العمل (أي تحصيل االموال العامة وصرفها) جزء كبيرا من
نشاط اإلدارة او الهيئات اإلدارية سواء كانت مركزية أو ال مركزية (أي الميزانية العامة
للدولة بما فيها ميزانية مرافق الدولة أو ميزانية الجماعات التربية (الجهات ،العماالت
واألقاليم والجماعات) أو المؤسسات والمقاوالت العمومية.
إن االجهزة اإلدارية بمختلف مستوياتها( مركزية أو ال مركزية) تحتاج في ممارستها
ألنشطتها االدارية لنفقات عامة تمكنها من أداء هذا المهام المختلفة بهدف إشباع حاجات
المجتمع والقيام بأعباء السلطة العامة(الصحة ،التعليم ،العدل ،األمن الداخلي والخارجي،
الحماية االجتماعية )...من أجل ذلك يقف سنويا أمام البرلمان لمجلسيه(أمام اللجنتين
البرلمانيين المكلفتين بالمالية والتخطيط االقتصادي مختلف الوزراء باعتبارهم رؤوساء
الهيئات اإلدارية للوزارات لتبريرنفقاتهم أو نفقات القطاعات التي يشرفون عليها والحصول
على االعتمادات المالية لقطاعاتهم .
-كما تبرز العالقة الوطيدة بين القانونين( المالي واإلداري ،من خالل الطبيعة اإلدارية
للمنازعات الضريبية (ذات الصبغة المالية ) ،فهي منازعات إدارية يرجع االختصاص فيها
للقاضي اإلداري – حسب قانون المحاكم اإلداري رقم 41-90كما أن هذه العالقة تبرز في
جانبها األكاديمي حيث نجد أن عددا كبيرا من المختصين في القانون اإلداري قد ألفوا كتبا في
المالية العامة وذلك سواء في المغرب أو فرنسا او مصر مثل (.)M.Dwerger
9
-ثالثا:عالقة القانون اإلداري بعلم اإلدارة:
-لكل قانون تقريبا وخاصة في القانون العام نجد علما يهتم بنفس المجال الذي يهتم به
القانون االول ،فنجد علم السياسة وعالقته بالقانون الدستوري ،ونجد علم المالية العامة
وعالقته بالقانون المالي ،ونجد أيضا علم اإلدارة وعالقته بالقانون اإلداري.
-فالعلم غالبا يتجاوز القواعد القانونية التي يتضمنها القانون للتطرق لمجموعة من
االليات والميكانزمات التي بإمكانها تفسير عدم تطبيق القاعدة القانونية على أكمل وجه
وماهي التقنيات التي سوف ترفع من جودة التشريع اثناء تحيين القاعدة القانونية ،كما تمكنه
أن يستمد من التجارب المقارنة أو حقول معرفية أخرى مثال كاالقتصاد بالنسبة للقانون
المالي الستلهام مبادئ منه في مجال حسن التسيير والحكامة.
الفقرة الثانية :عالقة القانون اإلداري بفروع القانون الخاص.
إن القانون اإلداري باعتباره قانون اإلدارة بامتياز هاته األخيرة التي تنفرد بسلطات
استثنائية ال تتمتع بها باقي األفراد تتميز قواعده بمجموعة من الخصائص التي ال توجد في
القانون الخاص ،رغم أنه يشترك مع هذا األخير في بعض المبادئ والمرتكزات .
أوال :عالقة القانون اإلداري بالقانون المدني:
إذا كانت قواعد القانون اإلداري ومبادئه قد ظهرت مع منتصف القرن ،19فإن قواعد
القانون المدني أو قانون االلتزامات والعقود ،كانت هي السائدة في جميع الروابط والعالقات
التي تربط بين االفراد فيها بينهم أو فيما يربطهم باإلدارة من عالقات ،وبذلك يوصف القانون
المدني بكونه الشريعة العامة.
إن االختالف الجوهري بين القانون المدني (باعتباره الفرع الرئيسي للقانون الخاص)
والقانون اإلداري كفرع من فروع القانون العام ،هو أن المبدأ العام ،أن اإلدارة العامة.
في قيامها بنشاطها ،وفي عالقاتها القانونية باألفراد التقف على قدم المساواة مع هؤالء،
بل تسود عالقتهما رابطة الحاكم بالمحكوم ،ومن ثم يعترف القانون اإلداري لإلدارة من حيث
المبدأ بضرورة تمتعها بسلطات استثنائية أو ما يعبرعنه بامتيازات السلطة العامة(كنزع
الملكية ألجل المنفعة العامة ،التنفيذ الجبري ،وعدم الحجز على األموال العامة ،عدم تقادم
الديون العامة )...والتي ال نجد مقابال لها في القانون الخاص بصفة عامة والقانون المدني
بصفة خاصة.
السبب في ذلك يرجع الى أن االدارة ملتزمة قانونيا ومبدئيا بتحقيق المصلحة العامة
وتهدف الي إشباع حاجات عامة معبر عنها من طرف المجتمع ،أما في القانون المدني فإن
قواعده ترتكز بشكل جوهري على فكرة المساواة بين االفراد واالشخاص الخاصة الخاضعين
ألحكامه باعتبار سلطان اإلرادة ،كما أن هؤالء يهدفون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة .
االختالف االخر يرتبط بطبيعة القضاء (الذي يكون عاديا في حالة القانون المدني
ويكون إداريا في حالة القانون االداري)
10
-ثانيا :عالقة القانون اإلداري بالقانون الجنائي:
يعرف القانون الجنائي بأنه مجموعة القواعد القانونية التي تحدد أنواع الجرائم وطبيعة
العقوبات الموقعة عليها ،سواء كانت تلك العقوبات منهية للحياة كاإلعدام أو مقيدة للحرية
كالسجن أو الغرامات المالية.
ويهدف القانون الجنائي من ذلك الحفاظ على النظام والسلم االجتماعيين ،وفي ذلك
يتقاطع أو يشترك مع القانون اإلداري الذي يرمي بدوره إلى الحفاظ على النظام العام من
خالل الضبط اإلداري أو الشرطة اإلدارية كتدابير احترازية تنضاف إليها العقوبات اإلدارية
كالغرامات المالية .
وبتفحص القانون الجنائي المغربي نجده تضمن العديد من المقتضيات واألحكام اإلدارية
تتعلق بصفة خاصة بموضوعين أو أكثر من موضوعات القانون اإلداري أال وهي:
أوال :الوظيفة العمومية أي الموظف العمومي سواء لحمايته من الغير ،أو لحما يته من
نفسه حتى اليقبل على أفعال إجرامية مستغال بذلك صفته الوظيفية -ثم الموضوع الثاني
االموال العامة للدولة والحماية الجنائية التي تحضى بها من طرف القانون الجنائي خوفا
عليها من االختالس والتبدير.
الخالصة العامة الي يمكن استنتاجها من خالل تناول مختلف العالقات والروابط التي
تربط القانون اإلداري بمختلف فروع القانون سواء منها العام أو الخاص ،هي أنه توجد بينه
وبينها مجموعة من القواسم المشتركة سواء فيما يتعلق بالمبادئ القانونية أو فيما يتعلق
بتداخل مجاالت اشتغال كل منها ،إال أن هذا كله ال يبرر تبعية القانون اإلداري لهذه القوانين
بقدر ما يبرهن على طابع االستقاللية الذي يختص به كقانون مستقل بل ويتميز عنها
بخصائص أخرى اذ سوف نتطرق إليها فيما بعد خاصة في ما يخص الطابع القضائي .
كما أن له قضائه الخاص ،بل وله علم ينفرد بدارسته ومحاولة تطويره كلما دعت
الضرورة ذلك.
املطلب الثاني :نشأة وتطورالقانون االداري
يقصد بمصادر القانون اإلداري بصفة عامة المنابع أو األصول التي يستقي منها القانون
قواعده وأحكامه ،والقانون اإلداري كغيره من فروع القوانين األخرى له مصادر يستمد منها
قواعده وأحكامه ،وهذه المصادر هي:
-التشريع اإلداري
-القضاء اإلداري
11
-العرف اإلداري
-الفقه اإلداري
-المبادئ العامة للقانون
-1التشريع اإلداري
يعتبر التشريع اإلداري كمصدر من مصادر القانون اإلداري حيث يعرف بكونه هو «
مجموعة القواعد القانونية المكتوبة والصادرة عن سلطة عامة مختصة» ،فإذا كانت السلطة
العامة المختصة بإصدار مجموع هذه القواعد وهي التشريعية نكون إزاء قانون عادي أما إذا
كانت هذه السلطة هي السلطة التنفيذية يكون لدينا نظام أو الئحة ويعتبر مشروعا إداريا
بالمعنى الواسع كل صاحب اختصاص بوضع قاعدة قانونية مكتوبة ،سواء كان فردا أو
جماعة.
-2الدستور
يعتبر الدستور مصدرا رسميا للقانون اإلداري حيث تتضمن نصوصه بعض القواعد
والمبادئ المتعلقة بموضوعات القانون اإلداري.
-3القانون العادي
يذهب مفهوم القانون العادي كمصدر من مصادر القانون اإلداري إلى القواعد القانونية
التي تضمها السلطة التشريعية طبقا ألحكام الدستور.
-4األنظمة أو اللوائح
تعرف األنظمة بأنها القواعد القانونية التي تصدرها السلطة التنفيذية على اختالف
مستوياتها ،وهي تقوم بوظيفتها اإلدارية ،ويطلق عليها في بعض التشريعات (أنظمة) وفي
البعض اآلخر (قرارات تنظيمية).
-5القضاء اإلداري
• يقوم القاضي اإلداري بدور هام ومميز في مجال القانون اإلداري ،فهو الذي يفسر
النصوص القانونية الغامضة ،ويوفق بين النصوص المتعارضة ،وهو بهذا الدور
المميز يقوم باستنباط القاعدة التي تتالءم مع طبيعة المنازعة اإلدارية عند عدم
وجود نص تشريعي يساعده في حلها.
• وإذا كان دور القاضي المدني الذي ينحصر في تطبيق القواعد القانونية على
المنازعات المطروحة أمامه فإن القاضي اإلداري يقوم بدور إنشائي هام حيث يقوم
بابتداع وابتكار القواعد القانونية والمبادئ التي تتناسب مع طبيعة القانون اإلداري
كما أنه يقوم باستخالص المبادئ العامة التي يقوم عليها النظام القانوني
12
واالجتماعي والسياسي للدولة ،ومن هنا وصف القضاء اإلداري في دول القضاء
المزدوج كفرنسا ،ومصر بأنه قضاء إنشائي.
• وأهمية القضاء اإلداري كمصدر من مصادر القانون اإلداري إلى االهتمام
بمجموعات األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية التي تعتبر المرجع العام للقضاة
والفقهاء والمحامين والباحثين ألنها هي التي تكشف عن جوهر القواعد اإلدارية
وتحديد كيفية تطبيقها في الواقع العملي.
-6العرف اإلداري
• تعتبر المصادر العرفية من أقدم المصادر الغير المدونة للقواعد القانونية إذ أن
الشرائع القديمة قامت في األصل على القواعد العرفية ،وتطورت هذه القواعد حتى
أصبحت تلعب دورا مهما بالنسبة لجميع فروع القانون الخاص والعام ،فيما عدا
القانون الجنائي الذي يقوم على المبدأ القائل بأن "ال جريمة وال عقوبة إال بنص"
األمر الذي يقوم على مبدأ المصدر الرسمي الوحيد في مجال العقاب والتجريم.
• والعرف اإلداري كمصدر غير مكتوب من مصادر القانون اإلداري ينشأ وفقا لما
اس تقر عليه الفقه والقضاء نتيجة لسير اإلدارة على نمط معين في عملها مع تكرار
السير على هذه القاعدة بشكل منتظم ومستمر ،ومع ترسيخ االعتقاد لدى اإلدارة
واألفراد بإلزامها وعدم الخروج عليها ،وهذا يؤدي إلى إيجاد أعراف إدارية
ملزمة.
-7الفقه اإلداري
• يعني الفقه في مجال القانون بشكل عام مجموعة اآلراء التي تصدر عن علماء أو
أبحاث أو في شكل شرح للنصوص القانونية القائمة والتفسير الغامض منها أو
نقدها.
• وليس للفقه كمصدر من مصادر القانون صفة رسمية ،فهو ال يعتبر مصدرا رسميا
للقواعد القانونية وإنما هو مصدر تفسيري يقتصر دوره على شرح قواعد القانون
وتفسيرها واستخالص اآلراء العلمية المدعومة بالحجج والتي تبين ما ينبغي أن
يكون عليه القانون فهو بالتالي مجرد مصدر تفسيري يفسر مضمون القاعدة
القانونية وال ينشرها ،فقوته أدبية تقتصر على اإلقناع وال تتعدى ذلك إلى اإللزام.
-8المبادئ العامة للقانون
• ت عني المبادئ العامة للقانون ،وبشكل عام المبادئ التي يكتشفها أو يستنبطها القضاء
من المقومات األساسية للمجتمع ويقررها ويعلنها في أحكامه ،وهي في مجال
القانون اإلداري المبادئ العامة غير المكتوبة التي استخلصها القضاء اإلداري
وأبرزها في أحكامه ومنحها القوة الملزمة.
13
• ونظرا ألهمية المبادئ العامة للقانون كمصدر للقانون اإلداري من الناحية العملية
صعوبة تحديد القوة الملزمة لهذه المبادئ وقيمتها القانونية ،فإننا سنتناول دراسة
هذه المبادئ وماهيتها ثم قيمتها القانونية ومدى إلزامها.
الفقرة الثانية :خصائص القانون اإلداري
يتميز القانون اإلداري بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن فروع القوانين األخرى
وتتمثل هذه الخصائص فيما يلي:
14
القاضي اإلداري نفسه مضطرا إزاء عدم وجود نص قانوني يحكم المنازعات الناشئة عن مثل
هذه العالقات.
• خامسا :اإلستئناف
تعني أن قواعد القانون اإلداري تشكل قانونا قائما بذاته ،له أصوله ومبادئه وله قضائه
اإلداري الذي يتولى تطبيق قواعده على المنازعات اإلدارية.
املطلب الثاني :نشأة وتطورالقانون اإلداري
فقد كان نظام الحكم في فرنسا قبل الثورة يتميز بكون الملك يمارس مختلف السلطات،
حيث لم يكن من المتصور في هذه الظروف وجود إدارة خاضعة لقانون ما.
15
فإلي جانب المحاكم العادية التي كانت تفصل في النزاعات الناشئة بين األفراد ظهرت
محاكم أخرى تسمى البرلمانات القضائية التي كان موكوال إليها البث في النزاعات التي قد
تنشأ بين الدولة واألفراد ،وكان قضاة هذا النوع من المحاكم يتقاضون أجورهم المرتفعة من
خصوم اإلدارة الذين يلجأون إلى هذا النوع من المحاكم لمنازعة اإلدارة ،لكن عمل هذه
المحاكم والتي تسمى بالبرلمانات القضائية لم ينل رضا المواطنين نظرا الرتفاع تكاليفه كما
أنه لم يكن متاحا لجميع المواطنين اللجوء إليها لكن بعد قيام الثورة الفرنسية تم إلغاء العمل
بالبرلمانات القضائية وتم إنشاء نظام إداري مستقل تم تطويره عبر مراحل زمنية مختلفة إلى
أن تم وضع محاكم إدارية متنوعة وعلى مختلف درجات التقاضي .وفيما يلي أهم المراحل
التي مر منها القانون اإلداري الفرنسي:
أوال /مرحلة اإلدارةالقاضية L’administrationjuge
بعد عودة نابليون من غزوه لمصر منتصرا قام بانقالبه المعروف في نونبر ،1799
وقد حاول امتصاص غضب المواطنين الفرنسيين من الشطط المتواصل لإلدارة ،بحيث أسس
العديد من األجهزة من بينها مجلس الدولة الفرنسي من خالل دستور السنة الثامنة والذي
انحصرت اختصاصاته في البداية على اقتراح حلول للنزاعات ،لكنها لم تكن لها اية قوة
تنفيذية إلزامية إال بعد مصادقة القنصل األول عليها (الملك) أو رفضها ولذلك في هذه
المرحلة لم يكن لمجلس الدولة سلطة القضاء وإصدار األحكام ،ولذى سمي قضاءه بالقضاء
المقيد أو المحجوز وقد استمرت هذه المرحلة الى عام .1872
16
بتاريخ 24مايو 1872صدر قانون أصبح بمقتضاه قضاء مجلس الدولة قضاءا نهائيا
في المنازعات اإلدارية دون الحاجة إلى مصادقة جهة أخرى ،وبالتالي أصبحت أحكامه
ملزمة لإلدارة ،وبالتالي أصبح مجلس الدولة الفرنسي محكمة قضائية بالمعنى الصحيح (9
اشهر بعد ذلك صدر حكم بالنكو)ومع أن هذا القانون (أي قانون )1872/05/24خول
لمجلس الدولة سلطة البث النهائي في المنازعات اإلدارية فإنه أبقى على اختصاص اإلدارة
القاضية ،حيث ال يملك األفراد
حق اللجوء إلى مجلس الدولة كهيئة استئنافية إال في األحول التى ينص عليها القانون فيما
عدا ذلك تختص به اإلدارة القاضية (الوزير القاضي) ،وهو ما أوجد ازدواجا قضائيا ،وهو
االمر الذي استمر الي غاية 13شتنبر 1889حيث قبل مجلس الدولة النطر في دعوى قدمها
أحد األفراد مباشرة من دون المرور على اإلدارة ( )cadotوترتب على حكمه أن أصبح
مجلس الدولة صاحب االختصاص العام في المنازعات اإلدارية .
رابعا :مرحلة إستقالل القضاء اإلداري :
ابتداءا من سنة 1889وإلى غاية 30شتنبر ،1953كان مجلس الدولة هو صاحب
االختصاص العام في مادة المنازعات اإلدارية ،إال أنه ابتداءا من فاتح يناير 1954وهو
التاريخ الذي دخل فيه مرسوم 30شتنبر 1953حيز التنفيذ ،الذي جعل المحاكم اإلدارية
التي كانت تسمى سابقا بمجالس األقاليم وهي صاحبة االختصاص العام في المادة اإلدارية،
وبأ ن اختصاص مجلس الدولة محددا على سبيل الحصر بنص هذا المرسوم .باإلضافة إلى
كونه يعتبر جهة استئناف لألحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية الجديدة ،وهو الوضع الذي
استمر الى غاية 21شتنبر 1987حيث تم احذات 5محاكم استئناف إدارية وبعد ذلك وصل
عددها إلى 9سنة .2000
أصبح مجلس الدولة جهة للنقض في المنازعات اإلدارية وبذلك فقد كرس المشرع
الفرنسي نظام القضاء المزدوج القضاء العادي وعلى رأسه محكمة النقص ثم هناك محكمة .
القضاء اإلداري وعلى رأسه مجلس الدولة ثم هناك محكمة التنازع لفك مشكل
االختصاص بين الجهازين (اإلداري والعادي).
الفقرة الثانية :نشأة القانون اإلداري المغربي وتطوره
-أوال :مرحلة ما قبل الحماية
اغلب المهتمين بالقانون اإلداري المغربي يربطون ظهوره (باتفاقية الجزيرة الخضراء
)1911/11/04بالمغرب مع دخول اتفاقية الحماية حيز التنفيذ وبالضبط سنة ،1913غير
أن هناك أ يضا من يلمح إلى ظهور قواعد قانونية مصدرها الشريعة اإلسالمية والتاريخ
المغربي ما قبل الحماية ذات صلة بالمفهوم العام للقانون اإلداري (ومن بينهم األستاذ
17
الجبابي) ،حيث تجلت بصفة خاصة في ديوان المظالم وبعد ذلك أطلق عليه إسم وزير
الشكايات المتعلقة باإلدارة أو الدولة.
ويمكن القول ان القانون الذي كان يطبق على مختلف أجهزة إدارة الدولة المغربية ما
قبل الحماية (الصدر األعظم ،وزير الحرب ،وزير البحر ،وزير المالية ،وزير
الشكايات)...هو قانون مختلف عن القانون اإلداري بالمفهوم الفرنسي ،كما أنه لم يرتبط
بوجود قضاء إداري كما هو الحال بالنسبة للتجربة الفرنسية وعليه فلم يوجد تبعا لذلك قانون
إداري مغربي قبل فترة الحماية.
ثانيا :مرحلة الحماية وبروز أولى مالمح القانون اإلداري المغربي
لقد نصت المادة األولى من معاهدة فاس 30مارس 1912على :حق الدولة الحامية في
إعادة هيكلة النظام القضائي المغربي ،وهو ما تم بالفعل من خالل مقتضيات ظهير 12غشت
1913المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة .
وبحسب نص المادة 8من هذا الظهير ،ثم تخويل االختصاص العام بالمنازعات
اإلدارية للمحاكم الفرنسية ،وحددت أنواع هذه الدعاوى وحصرتها في مسؤولية اإلدارات
العمومية الناجمة عن تنفيذ العقود أو األشغال أو القرارات التي تصدرها.
-النص الثاني الذي ظهر سنة 1913والذي يهم المادة اإلدارية هو الفصل 79من
ظهير اإللتزامات والعقود الذي ينص على أن الدولة والبلديات مسؤولة عن األضرار
الناتجة مباشرة عن تسيير مرافقها وعن األخطاء المصلحية لمستخدميها.وعليه فأول
النصوص القانونية المتعلقة بالمادة اإلدارية ظهرت كما قلنا منذ سنة ،1913لتتوالى
بعدها العديد من النصوص التشريعية األخرى أهمها:
-ظهير سنة 1914المتعلق بالملك العام.
-ظهير نزع الملكية ألجل المنفعة العامة لسنة 1914
-ظهير 1شتنبر 1928الذي فتح باب الطعن القضائي للموظفين الفرنسين في حدود
وظيفتهم أمام مجلس الدولة الفرنسي.
-ظهير المنازعات الضريبية لسنة .1924
-ظهير سنة 1930المتعلق بالمعاشات.
-ظهير سنة 1935المتعلق بتحصيل الديون المستحقة لفائدة الدولة.
وعليه يمكن القول أنه برزت إلى الوجود مجموعة من النصوص المرتبطة بالمادة
اإلدارية لكن في غياب قضاء مزدوج ،ال يمكن الحديث عن قانون إداري في ظل وحدة
القضاء .
ثالثا :دولة االستقالل وظهور مالمح قانون وقضاء إداري مغربي
18
يعتبر الكثير من الدارسين للقانون اإلداري المغربي أن أول هذه المالمح صدور ظهير
27شتنبر 1957الذي أحدث المجلس األعلى للقضاء في فترة االستقالل هي (محكمة النقض
الحالية) والذي يشكل ثورة قضائية وقد تم تخصيص إحدى غرف المجلس األعلى للقضاء
للنظر في الدعاوي اإلدارية بما فيها دعوى اإللغاء .
واستمر الوضع على ما هو عليه إلى حدود سنة 1974حيث تم وضع تنظيم قضائي
جديد خاصة الفصل 18منه الذي جعل المحاكم العادية (االبتدائية واالستئنافية) ذات
اختصاص عام بدعاوي المسؤولية اإلدارية ،وكافة الدعاوى المقامة على اإلدارة والتي ال
ترمي إلى إلغاء قرار إداري.
إال أن أهم محطة تاريخية في تطور القانون اإلداري المغربي هو القانون رقم 41.30
المحدث للمحاكم اإلدارية ،والصادر بتنفيذه ظهير 10شتنبر ،1993خاصة في المادة الثامنة
منه التي أعطت االختصاص في المادة اإلدارية (إلغاءا و تعويضا) لهذه المحاكم على أن
تكون الغرفة اإلدارية جهة استئناف ،إلى غاية سنة2006حيث تم إنشاء محاكم استئناف
إدارية بعدد من الجهات بالمغرب ،وبالتالي يمكن القول بأن الصورة الكاملة للقانون إداري
المغربي نابع عن قضاء إداري مغربي قد نضجت في ظل إزدواج قانوني وقضائي ( إداري
و عادي).
املطلب الثالث :موضوعات القانون اإلداري
أصبح من المعروف اآلن أن القانون اإلداري هو مجموعة من القواعد القانونية التي
تنتمي لحقل القانون العام الداخلي تمييزا له عن القانون العام الخارجي الذي ينظم العالقات
فيما بين الدول – والذي يهتم بسلطات اإلدارة العامة من حيث هي آلية تدخل الدولة في الحياة
العامة وذلك من ناحية تكوينها ( التنظيم اإلداري) ونشاطها ( النشاط اإلداري) والوسائل
واالساليب التي تحقق بها المصلحة العامة من قرارات وعقود إدارية وكذلك جانب الرقابة
القضائية الممارسة على أعمالها كافة.
إن تعدد مجاالت أو موضوعات القانون اإلداري راجع أساسا إلى التطور الكبير في
الظروف االجتماعية واالقتصادية والسياسية ،وازدياد نشاط الدولة وتدخلها في هذه المجاالت
وعدم اقتصارها على دورها الكالسيكي المنحصر في الحفاظ على األمن الداخلي والخارجي
وبعض المرافق العامة كالصحة والتعليم والعدل .وعلى العموم يمكن حصر الموضوعات
التي يتناولها القانون اإلداري بالمعالجة فيما يلي :التنظيم اإلداري في (الفقرة األولى) على ان
نخصص النشاط اإلداري أساليب ووسائل اإلدارة و الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في
(الفقرة الثانية).
الفقرةاألولى :نطاق تطبيق القانون اإلداري
أوال:نشاط اإلدارة
19
والمقصود به العمل اإلداري أو بعبارة أخرى القواعد التي تحكم حركية اإلدارة العامة
وكيفية قيامها بوظائفها.
ويتخذ نشاط اإلدارة شكلين اثنين هما:
)1الضبط أو الشرطة اإلدارية :ويتعلق بجميع التصرفات واإلجراءات التي تقوم بها
اإلدارة والرامية أو الهادفة إلى الحفاظ على النظام العام أو االمن العام أو الصحة العامة
والتي تنظم من خاللها ممارسة الحريات العامة والحفاظ على الحقوق العامة ( الحق في بيئة
سليمة ،الحق في السكينة والطمأنينة والحق في حماية المواد االستهالكية.)...
)2الشكل الثاني الذي يتخذه النشاط اإلداري هوما يعرف "بالمرفق العام" والذي يتمثل
في مختلف أشكال تدخل اإلدارة العامة والتي تشمل مجمل الخدمات الي تؤديها هذه اإلدارة
لألفراد والسهر على تحقيق الرغبات أو الحاجات العامة المشروعة عن طريق المرافق
العامة ( كالصحة التعليم ،السكن ،التشغيل.....إلخ)
ثانيا :وسائل وأساليب اإلدارة
يمكن تلخيص هذه الوسائل أو األساليب في الطرق والكيفيات التي تقوم بها اإلدارة
بنشاطها ،وتتجسد اجماال في الوسائل المادية المتمثلة في المال العام أو امالك الدولة العامة
والخاصة ،ووسائل بشرية تحتاجها للقيام بالنشاط اإلداري والمتمثلة أساسا في الموظفين
العاملين بها أما األساليب فتتمثل بشكل خاص في القرارات اإلدارية التنظيمية والقرارات
اإلدارية الفردية وهي أعمال صادرة من جانب واحد.
أما األ عمال القانونية الصادرة من جانبين ،فتمثلها العقود اإلدارية ،لكونها تتم بناءا
على إتفاق بين اإلدارة وغيرها.
ثالثا :الرقابة القضائية على األعمال التي تقوم بها اإلدارة
ويعتبر هذا النوع من الرقابة (أي القضائية) ألن أعمال اإلدارة تخضع لرقابات أخرى
إدارية وسياسية -هي األكثر فعالية وضمانة لحماية حقوق األفراد وحرياتهم اثناء ممارسة
اإلدارة لنشاطها اإلداري وعبر استخدام السلطات االستثنائية التي يمنحها لها القانون بصفتها
سلطة عامة وتسعى لتحقيق المصلحة العامة.
كما أن الرقابة القضائية تتسم بنوع من االستقاللية والحياد بخالف أنواع الرقابات
االخرى ( الدوافع السياسية الحزبية ،الحسابات السياسية ).....
-كما أن األحكام الصادرة عن القضاء تكون ملزمة للجميع بما فيهم اإلدارة.
ويعتبر القضاء اإلداري الجهة القضائية الطبيعية الفعالة لحماية المشروعية ،وهو ما
يسمح لذوي الحقوق من المطالبة بإلغاء قرار إداري غير مشروع أو المطالبة بتعويض أو
لحقوق تتعلق بعقود إدارية أو المطالبة بتسوية الوضعية اإلدارية للموظفين.
الفقرة الثانية :التنظيم اإلداري أهم مجاالت تطبيق القانون اإلداري
20
يعتبر موضوع التنظيم اإلداري كفرع من فروع القانون اإلداري وأهم مدخل من
مداخله ،وذلك لتعلقه باإلدارة العامة خاصة من الجانب التنظيمي ،إذ تدخل دراسة المؤسسات
اإلدارية على اختالف أشكالها من الناحية القانونية تحت ما يسمى بالتنظيم اإلداري.
يعتبر بعض الباحثين أن موضوع تنظيم اإلدارة هو أقرب إلى دراسات القانون
الدستوري منه إلى القانون اإلداري بالنظر إلى كون التنظيم اإلداري في الدولة يستمد أصوله
من الدستور ويتأثر بطبيعة نظام الحكم ،خاصة أن مختلف الدول ،سواء كانت بسيطة أو
مركبة ،تعتمد أسلوبا معينا في تنظيم ادارتها ،فيكون في شكل المركزية اإلدارية أو
الالمركزية اإلدارية أوهما معا ،وعموما يمكن القول بأن نظرية التنظيم اإلداري تقوم على
معرفة كيفية تكوين اإلدارة بصفة عامة ،وكيفية ممارستها للوظيفية اإلدارية.
ويرتكز التنظيم اإلداري بصفة عامة على مبدأ أو فكرة أساسية هي مفهوم الشخصية
المعنوية أو فكرة االشخاص المعنوية ،كما يعتمد على اسلوبين مهمين أال وهما ( :المبحث
األول من الفصل األول )نظام المركزية اإلدارية ونظام الالمركزية اإلدارية وهو ما سوف
نتناوله في المبحث الثاني من الفصل الموالي.
الفصل األول :التنظيم اإلداري املرتكزات أو املبادئ واالساليب
المبحث األول :مبادئ التنظيم اإلداري .
املطلب األول :الشخصية املعنوية ،أهم مبادئ التنظيم اإلداري
الفقرة األولى :مفهوم الشخصية المعنوية
إن الشخصية المعنوية فكرة خيالية من ابتكار رجال القانون لتجسيد المؤسسة وجعلها
دعامة للحقوق والواجبات ،وبطبيعة الحال فمفهوم الشخصية المعنوية ال يقتصر فقط على
المؤسسات اإلدارية ،بل نصادفه أيضا في القانون الخاص كما هو الشأن بالنسبة للشركات
والجمعيات.
وفي مجال القانون العام تتيح الشخصية المعنوية إمكانية إسناد لشخص من أشخاص
القانون مصالح جماعية ،وال سيما منها تلك التي يتعين على اإلدارة أن تدبرها سواء تعلق
األمر بمصالح مادية أو معنوية.
وب ذلك نتوفر على أشخاص معنويين يجسدون الجماعات البشرية كما هو الشأن بالنسبة
للدولة وكذا الجماعات الترابية و التي هي الجماعات واألقاليم والعماالت والجهات.
من المعلوم أن اإلنسان يتمتع بالشخصية القانونية منذ والدته وهي التي تمكنه من
اكتساب الحقوق وااللتزام بالواجبات وهذا المفهوم ينطبق على الشخص الطبيعي أو المادي
( )Personnes Physiquesبحيث تبدأ الشخصية القانونية لإلنسان بوالدته حيا ،وتنتهي
بالوفاة أو الموت االعتباري أو الحكمي.
لكن با لنظر إلى متطلبات الحياة اقتصاديا واجتماعيا وإداريا لم يعد اإلنسان قادرا على
النهوض بها وذلك النتهاء شخصيته بسبب الوفاة وحاجة المجتمع إلى استمرار مرافقه ،األمر
21
الذي اصبح معه من الضروري أن يوجد إلى جانب األشخاص الطبيعيين أشخاص اجتماعية
أخرى ،أطلق عليها اسم االشخاص المعنوية Les personnes moralesوهي عبارة عن
مجموعات من األشخاص ،أو مجموعات من األموال تعمل مجتمعة من أجل تحقيق أهداف
معين ة ،وهي تستقل عن األفراد المكونين لها ،مما يكسبها الشخصية القانونية.
وكما قلنا سابقا فالشخص المعنوي هو ليس بالكائن الحي ،بل هو كائن مفترض من خلق
القانون األمر الذي أضحى من مسلمات النظرية العامة للقانون إال أنه ال بد لكل شخص
معنوي من شخص طبيعي يمثله ويعبر عن إرادته مجموعات األفراد أو األموال ،تعتبر
كائنات قانونية (الجمعيات ،االحزاب ،والنقابات ،والشركات المؤسسات ،الجماعات الترابية)
تسمى أشخاص معنوية تكتسب الشخصية المعنوية عن طريق تدخل المشرع واعترافه بها.
الفقرة الثانية :انواع االشخاص المعنوية
تنقسم االشخاص المعنوية إلى اشخاص معنوية خاصة واشخاص معنوية عامة وهذا
التقسيم مصدره القانون الذي يحكم كل فئة من االشخاص المذكورة فاألشخاص المعنوية
الخاصة تخضع للقانون الخاص ،في حين تخضع االشخاص المعنوية العامة للقانون العام
وما يعنينا في هذه الدراسة هي االشخاص المعنوية العامة ،أهم أنوعها؟ تنقسم االشخاص
المعنوية العامة إلى نوعين:
-1اشخاص معنوييه عامة إقليمية (كالدولة والجماعات التربية).
-2أشخاص معنوية عامة مرفقية أو مصلحية (كالمؤسسات العامة).
أوال :االشخاص المعنوية العامة اإلقليمية :
وهي األشخاص المعنوية العامة التي تحدد اختصاصها على أساس إقليمي ،بحيث
تمارس هذا االختصاص في نطاق جغرافي محدد ،سواء كان ذلك شامال إلقليم الدولة كله أو
جزء من هذا اإلقليم ،ويتمثل هذا النوع في شخصية الدولة والجهات والعماالت واألقاليم
والجماعات ،فالدولة تعتبر على رأس األشخاص المعنوية اإلقليمية وشخصيتها مستمدة من
طبيعة وجودها دون الحاجة الى وجود نص قانوني يوحدها ،وهو الشخص المعنوي األم
الذي تتفرع عنه االشخاص المعنوية األخرى ،فهي التي تمنح لها الشخصية المعنوية وهي
من يمارس سلطة الرقابة واإلشراف عليها .
ثانيا :االشخاص المعنوية العامة المرفقية أو المصلحية
ويطلق عليها أيضا الالمركزية المصلحية أو المرفقية وقد لجأ المشرع إلى إنشائها
إل دارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا من االستقاللية في التسيير لضمان الفعالية وحسن
اإلدارة وينقسم هذا النوع من األشخاص المعنوية العامة إلى:
-1المؤسسات العامة الوطنية:
وتحدثها الدولة وتشرف على تسييرها ،لها نشاط يتجاوز حدود إقليم الجهة أو اإلقليم
والعمالة أو الجماعة الواحدة.
22
-2المؤسسات المحلية :
وتنشأ بقرار من الهيئات المحلية (سواء جهوية أو على صعيد العمالة أو اإلقليم أو
جماعات الترابية االخرى) وعادة ما يرتبط نشاطها بالتنمية على صعيد الجماعات الترابية.
ثالثا :االشخاص المعنوية المهنية :
وهي أشخاص تمثل الهيئات والنقابات المهنية ،تتمثل وظيفتها األساسية في إدارة شؤون
طائفة معينة من األفراد والدفاع عن مصالحهم.
23
املطلب الثاني :اآلثاراملترتبة عن اكتساب الشخصية املعنوية.
هناك مجموعة من الحقوق تشترك فيها األشخاص المعنوية بمجرد اكتسابها للشخصية
المعنوية (الفقرة األولى) ويبقى بعض هذه الحقوق خاصا باألشخاص المعنوية العامة (الفقرة
الثانية).
الفقرة األولى :اآلثار المشتركة للشخصية المعنوية
تشترك األشخاص المعنوية مع األشخاص الطبيعيين في اكتساب مجموعة من الحقوق
ما عدا ما يتعلق منها بالطبيعة البشرية ،وتتجلى هذه الحقوق أو اآلثار فيما يلي:
-أوال :األهلية القانونية
يترتب عن اكتساب الشخصية المعنوية بالنسبة ألصناف األشخاص المعنوية (سواء
العامة أو الخاصة) تمكنهم من األهلية القانونية التي تسمح لهم باكتساب الحقوق والقيام
بالواجبات في الحدود التي يقرها القانون كإبرام العقود مثال.
-ثانيا :الذمة المالية المستقلة:
يتمتع الشخص االعتباري أو المعنوي بمالية خاصة به مع ما يترتب على ذلك من آثار
قانونية وذلك ألن الذمة ا لمالية عبارة عن مجموعة تتفاعل فيها العناصر اإليجابية والعناصر
السلبية بحيث تكون منها مجموعة قانونية مستقلة عن العناصر المكونين لها (بالنسبة
لألشخاص المعنوية الخاصة) وعن الدولة (بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة) مما يترتب
عنه من أن العناصر اإليجابية (الحقوق) تكون بمثابة ضمانة للوفاء بعناصرها السلبية أي
االلتزامات أو الديون.
-ثالثا :حق التقاضي:
ويعني اكتساب حق التقاضي من طرف الشخص المعنوي ،إمكانية أن يكون مدعيا أو
مدعى عليه ،وتقاضي األشخاص المعنوية بعضها البعض ويمارس هذا الحق عن طريق
شخص طبيعي أو ما يطلق عليه "بالممثل القانوني".
-رابعا :موطن مستقل:
للشخص المعنوي موطنه المستقل عن موطن األشخاص الطبيعيين أو المعنويين
المكونين له ،وتحديد الموطن أمر هام وخاصة في تحديد االختصاص القضائي الترابي،
وبالتالي تحديث المحكمة المختصة مكانيا في حالة وجود نزاع قضائي مع مراعاة المقتضيات
القانونية المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية.
24
-خامسا :مسؤولية الشخص المعنوي:
ومفادها أن جميع األشخاص المعنوية تتحمل مسؤولية تصرفاتها أي أنها مسؤولة عن
األعمال المتخذة من قبلها ،وهذه المسؤولية قد تكون إما إدارية بالنسبة لألضرار الناتجة عن
األعمال التي يتخذها الشخص المعنوي العام تطبيقا للفكرة القائلة بأنه "حيث توجد السلطة
توجد المسؤولية" وقد تكون مسؤولية مدنية كما هو الشأن بالنسبة لألشخاص المعنوية
الخاصة ،أو مسؤولية جنائية ع ن األعمال المنسوبة إليها كما هو األمر بالنسبة للجمعيات أو
النقابات التي قد تواجه عقوبات حلها نتيجة قيامها بأعمال غير شرعية.
-سادسا :ضرورة وجود نائب يعبر عنه
كما أسلفنا الذكر في تعريف مفهوم الشخصية المعنوية وقلنا بأنها فكرة قانونية إفتراضية
من وحي خيال رجال وفقهاء القانون ،كان ال بد لألشخاص المعنوية من وجود شخص
طبيعي ينوب عنها في التعبير عن إرادتها والتصرف باسمها وتمثيلها أمام القضاء ،وعادة ما
تبين الوثائق القانونية المنشأة لهذه األشخاص إسم ممثلها القانوني أو نائبها الذي يتصرف
باسمها ويتخذ هذا الممثل أو النائب تسميات أخرى كالمدير بالنسبة للمؤسسات العامة أو
الرئيس بالنسبة للجماعات الترابية أو رئيس الحكومة بالنسبة للدولة.
الفقرة الثانية :اآلثار الخاصة باألشخاص المعنوية العامة.
إضافة إلى اآلثار أو الحقوق العامة أو المشتركة المشار إليها في الفقرة السابقة تتمتع
األشخاص المعنوية العامة بآثار خاصة يمكن إجمالها فيما يلي:
-أوال :التمتع بامتيازات السلطة العامة.
إن كل شخص معنوي عام هو جزء من الدولة ،بل هو تجسيد للدولة في حد ذاتها في
مجال اختصاصه ونشاطه ،ويترتب على هذه الحقيقية أن ينظر إلى هذا الشخص المعنوي
العام ن فس النظرة إلى الدولة في كثير من الجوانب ومن بينها اعتبار القرارات الصادرة عنه
من حيث المبدأ قرارات إدارية وخاضعة لنفس أحكام القرارات اإلدارية وعقوده عقود إدارية
وله حق نزع الملكية (القانون رقم 07-81المتعلق بنزع الملكية ) وله الحق أن يلجأ إلى
أساليب االحتالل المؤقت وإلى التنفيذ المباشر وهذه كلها مظاهر وامتيازات السالمة العامة
باإلضافة إلى أخرى.
-ثانيا :الخضوع للوصاية اإلدارية:
إن الهدف من خضوع (أو رقابة) الشخص المعنوي العام للوصاية أو الرقابة اإلدارية
من قبل السلطات المختصة هي ضمان تحقيقه للمصلحة العامة وألن استقالل هذا الشخص
25
المعنوي العام عن الدولة (سلطة الوصاية عليه) هو استقالل نسبي وليس مطلق ،وال تصل
هذه الوصاية إلى حد السلطة الرئاسية رغم أنها تشمل البعدين اإلداري والمالي.
-ثالثا :الشكل النظامي لعالقة الموظف أو المستخدم بالشخص المعنوي العام.
إن طبيعة هذه العالقة هي تنظيمية أو نظامية وليست تعاقدية خاضعة باألساس
لمقتضيات ظهير 24فبراير 1958والذي هو بمثابة النظام األساسي للوظيفة العمومية وما
يرتبط بتطبيقه من مراسيم تنظيمية ،مع إمكانية خضوع األصناف األخرى من المستخدمين
بالمؤسسات العمومية اإلدارية (التي هي أشخاص معنوية عامة طبعا) ألنظمة خاصة لكن
تبقى القاعدة العامة هي تطبيق ظهير 1958السالف الذكر في حالة عدم وجود أنظمة
خصوصية لبعض الفئات العاملة لدى بعض األشخاص المعنوية العامة.
-رابعا :سريان قواعد القانون اإلداري على نشاط الشخص المعنوي العام من حيث
المبدأ
ويترتب على ذلك أن القضاء المختص في منازعات الشخص المعنوي العام هو القضاء
اإلداري من حيث المبدأ ،كما أن المسؤولية المترتبة عن نشاطه هي مسؤولية إدارية.
الفقرة الثالثة :نهاية الشخص المعنوي
إن مصير الشخص المعنوي كمصير الشخص الطبيعي مآله الزوال فانتهاء الشخص
المعنوي عموما يعود ألسباب عديدة هي:
-1إ نتهاء األجل المخصص لها إذا كانت محددة بأجل أو بتحقيق الغرض الذي أنشأت -
من أجله..
-2الحل االتفاقي الذي يكون بإرادة مشتركة بين األطراف المؤسسين لها. -
-3الحل اإلداري :والذي يكون بقرار إداري صادر عن جهة أو سلطة إدارية -
مختصة.
-4الحل القضائي :والذي يكون بتنفيذ الحكم القضائي نتيجة رفعه أمام القضاء -
المختص.
المبحث الثاني :أساليب التنظيم اإلداري (المركزية والالمركزية).
إن معظم الدول في بدايات تأسيسها أو تشكلها عمدت إلى اعتماد أسلوب أو فكرة
المركزية اإلدارية ،لكن بالنظر إلى كون الديمقراطية تقتضي توزيع السلطات
واالختصاصات بين المركز والمحيط ثم تبني أسلوب الالمركزية اإلدارية.
26
ومن تم أصبح التنظيم اإلداري في الدولة يقوم على صورتين أو أسلوبين وهما:
المركزية اإلدارية (المطلب األول) والالمركزية اإلدارية (المطلب الثاني) ،ففي الحالة األولى
يتم العمل بنظام وحدة السلطة اإلدارية وأما في الحالة الثانية فتكون أمام نظام تعدد السلطات
اإلدارية .
املطلب األول :املركزية اإلدارية La centralisation administrative
ل إلحاطة بهذا المفهوم أي المركزية اإلدارية ال بد في البداية من تحديد ماهيته (الفقرة األولى)
قبل تناول أهم صوره وأشكاله (الفقرة الثانية).
الفقرة االولى :ماهية المركزية اإلدارية.
تعتبر المركزية اإلدارية إحدى أساليب التنظيم اإلداري وهي نظام يرمي إلى احتكار
الوظيفة اإلدارية وحصرها بيد الحكومة المركزية بحيث يقوم بأداء الوظائف اإلدارية ممثلو
هذه الحكومة في العاصمة وهم الوزراء ،ويعتمد هؤالء في أداء هذه الوظائف على أعوانهم
سواء في العاصمة (المصالح اإلدارية المركزية أي الوزارات) أو في الجهات والعماالت
واألقاليم (المصالح الخارجية أو الالمركزية التابعة للوزارات).
وأهم ما يميز أسلوب أو نظام المركزية اإلدارية ،أن سلطة اتخاذ القرار النهائي تعود
للوزراء ولكتاب الدولة ومن يقوم مقامهم (أي مركزة القرارات) الذين ينفردون بالهيمنة على
النشاط اإلداري ،علما أن تركيز السلطة اإلدارية في يد رجال السلطة اإلدارية المركزية
بالعاصمة أو في العماالت واألقاليم حيث يخضعون للسلطة الرئاسية وهي للوزير ،باعتباره
الرئيس اإلداري األعلى بوزارته وهكذا ففي التنظيم اإلداري المركزي ،فإن أعوان الدولة هم
الذين يمتلكون االختصاصات الضرورية ليستمر مصالح الجماعات الثانوية ،ولكن مع ذلك،
لما كان من الصعب تصور التسيير الممركز لهذه المصالح ،سيما إذا بلغت الدولة درجة
معينة من األهمية ،فإن اإلدارة التابعة للدولة تنتشر على صعيد المجال الترابي ،وتخول
ألعوانها المحليين صالحيات التسيير الضرورية ،وفي هذه الحالة نقول بأن اإلدارة تنهج
أسلوب عدم تركيز السلطة ،وعدم تركيز السلطة هذا هو إذن صيغة من صيغ التنظيم
اإلداري تقرب صاحب القرار من المكان الذي تطرح فيه المشاكل المراد ومعالجتها ومن
المؤكد أن التسيير القائم على عدم التركيز الذي تعتمده الدولة ال يلغي إمكانية استشارة
المعنيين باألمر فيما يخص القرارات التي تعتزم الدولة اتخاذها ،غير أنهم في المقابل ال
يتمتعون بسلطة اتخاذ القرار إذا كان هذا تعريف المركزية اإلدارية ،فما هي أهم صور هذا
األسوب من أساليب التنظيم اإلداري؟.
27
الفقرة الثانية :صور وأشكال المركزية اإلدارية.
تتلخص صور المركزية اإلدارية عموما في صورتين هما:
-التركيز اإلداري La concentralisation Administrativeأوال
-عدم التركيز اإلداري La décentralisation Administrativeثانيا
التركيز االداري ,أو بتعبير آخر المركزية اإلدارية المطلقة ،ويتميز هذا األسلوب
بربط كل المرافق العمومية في الدولة بمركز موحد ووحيد هو الدولة ،ويترتب على
ذلك أن الحياة اإلدارية ال توجد خارج األجهزة المركزية بحيث تتخذ القرارت في
المركز كما أنها أي(القرارات اإلدارية) ترجع مسؤوليتها للدولة بصفتها الشخص
المعنوي العام الوحيد الذي يتمتع بالشخصية القانونية وأهلية اتخاذ هذه القرارات،
ومن جهة ثالثة ال توجد جماعات محلية (ترابية) ،بل توجد تقسيمات إدارية يتولى
المسؤولون عنها تنفيذ قرارات السلطات المركزية.
ويعتبر التركيز اإلداري بهذا الشكل بمثابة الصورة التقليدية للمركزية اإلدارية ،التي
بموجبها تتركز السلطة اإلدارية في يد الوزراء في العاصمة ،وال يتمتع ممثليهم في العماالت
واألقاليم بأية سلطة إدارية التخاذ القرارات ،بل يتعين عليهم (العمال والوالة) الرجوع إلى
وزاراتهم ورؤسائهم وإذا كان للتركيز اإلداري بعض المزايا المتمثلة أساسا في سرعة العمل
بالنسبة لمختلف األجهزة اإلدارية للدولة لوحدة ومركزية إصدار القرارات ،ولموضوعتيها،
كما أنه تجسيد للوحدة الوطنية للدولة سياسيا ودستوريا.
إال أنه (أي التركيز اإلداري) ال يخلو من السلبيات ،اعتبارا للشكل المفرط
والبيروقراطي في تدبير مختلف األنشطة اإلدارية للدولة ،األمر الذي لم يعد مالئما ومسايرا
للديمو قراطية والتي تتطلب توزيع االختصاصات والصالحيات اإلدارية ،وعدم النزوع
المفرط إلى مركزتها ،خاصة وأن الوظيفة اإلدارية للدولة تقتضي النجاعة والسرعة ،األمر
الذي دفع بالدول الديموقراطية الى اتباع أسلوب عدم التركيز اإلداري.
-ثانيا :عدم التركيز اإلداري.La décentralisation Administrative
إن عدم التركيز اإلداري أو بعبارة أخرى الالتركيز اإلداري يفيد بأنه أسلوب في
اإلدارة بموجبه يتم نقل بعض االختصاصات لموظفي الدولة في العاصمة أو في األقاليم ،مع
بقائهم خاضعين للسلطة المركزية ،في إطار السلطة الرئاسية أو التسلسلية ألنه من الناحية
الواقعية ال يمكن أن نجد تطبيقا صارما لنظام المركزية اإلدارية المطلقة أو (التركيز
اإلداري) لذلك عادة ما تصطحب المركزية بقدر من عدم التركيز والذي كما قلنا يمكن
ل لموظفين المحليين التابعين للسلطات المركزية من اتخاذ بعض القرارات التي ال تحتاج إلى
28
التدخل المباشر للسلطات المركزية ،ومع ذلك يبقى النظام مركزيا فلماذا؟ ألن السلطات
اإلدارية المركزية تبقى المسؤولة الوحيدة عن كل القرارات اإلدارية بما فيها تلك المتخذة
محليا ويفيد مفهوم عدم التركيز اإلداري من الناحية القانونية تفويض جزء من السلطة
للهيئات اإلدارية المحلية علما أن هذا التفويض قد يكون في التوقيع Délégation de
Signatureأو تفويضا في االختصاص أو Délégation de pouvoirسلطة القرار
مصحوبة بالموارد المالية الضرورية والوسائل الكافية لتفعيلها في إطار تسلسل إداري محكم
من المركزي إلى المحلي يتيح إعادة توزيع االختصاصات والسلط داخل إدارات الدولة ،إن
تطوير هذا النمط من التدبير أصبح خيارا لتنظيم الفعل العمومي داخل تراب الدولة وألنه
شكل وسطا بين المركزية و الالمركزية.
املطلب الثاني :الالمركزية اإلداريةLa décentralisationAdministrative
إذا كان نظام الالمركزية في أصله قد نشأ مسايرا للتطور المدني منذ شعور اإلنسان
بالحاجة إلى التضامن مع غيره من سكان القرى والمدن للوفاء بالحاجات المشتركة بينهم،
فإنه لم يعرف كتنظيم إداري إال بعد قيام الدولة الحديثة دولة الحق والقانون أي الدولة التي
يسودها القانون في تنظيم أجهزتها وتوزيع اختصاصاتها وسائر مظاهر أعمالها ونشاطها،
وقد أصبحت الالمركزية اليوم وجها من أوجه تنظيم جهاز الدولة اإلداري فما هو مفهوم
الالمركزية اإلدارية (الفقرة األولى) وما هي أهم صورها (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :تعريف الالمركزية اإلدارية.
لقد أعطيت لالمركزية عدة تعريفات منها ما عرفها به األستاذ جان أوبي J. Aubyمن
أنها " تحويل بعض االختصاصات من السلطة المركزية لمصلحة أشخاص إدارية أخرى" في
حين يعرفها األستاذ جورج فيديل G.Vedelبأنها "وضع سلطات القرار في يد هيئات أخرى
غير ممثلي السلطة المركزية والتي غالبا ما تكون منتخبة بواسطة المواطنين دوي
المصلحة".
أما الفقه اإلداري العربي ،فقد عرفها الدكتور ثروت بدوي" :بأنها تقوم على توزيع
االختصاصات اإل دارية بين السلطة اإلدارية المركزية وبين هيئات محلية أو مصلحية مستقلة
تمارس كل منها اختصاصات إدارية محددة في إقليم أو في نطاق موضوع معين" كما يعرفها
الدكتور سليمان الطماوي"بأنها توزيع الوظائف اإلدارية تحت إشراف ورقابة الحكومة".
وخالصة القول ،يمكن تعريف الالمركزية اإلدارية بأنها أسلوب إداري يعهد بواسطته
البث في بعض األمور والقضايا اإلدارية إلى هيئات محلية تتمتع بنوع من االستقالل اتجاه
الحكومة المركزية ،ويتجلى هذا االستقالل في تشكيل الهيئات العامة المحلية بواسطة
29
االنتخاب وفي تمتعها بالشخصية المعنوية وفي عدم ارتباطها بالحكومة المركزية بتبعية
مطلقة وإنما تخضع لنوع من الوصاية اإلدارية ،ويرتكز مفهوم الالمركزية اإلدارية بهذا
المعنى على أركان أهمها:
.1الركن األول :ضرورة وجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية أو توفر
شأن عام محلي ،متميز عن الشأن العام الوطني.
.2الركن الثاني :ويتمثل في أن تسيير المصالح المحلية أو الشأن العام المحلي يكون
بواسطة هيئة محلية منتخبة.
.3أما الركن الثالث ،فيتجسد في ممارسة الوصاية اإلدارية على الهيئات المحلية سواء
كانت ترابية أو إقليمية (الالمركزية اإلقليمية)أو مؤسسات مصلحية أو مرفقية (
الالمركزية المصلحية أو المرفقية)
الفقرة الثانية :أنواع الالمركزية اإلدارية
-تتخذ الالمركزية اإلدارية شكلين أساسيين هما:
-الالمركزية اإلدارية الترابية أو اإلقليمية أوال
-الالمركزية اإلدارية المرفقية أو المصلحية ثانيا.
أوال :الالمركزية اإلدارية الترابية اإلقليمية.
وهي نوع من التنظيم اإلداري الالمركزي ويعرف أيضا باإلدارة المحلية
Administration localeأو الترابية Administration territorialeو يفرز هذا النوع
من الالمركزية جماعات محلية ترابية تتمتع بالشخصية المعنوية وبنوع من االستقالل المالي
واإلداري ،ويتم تدبيرها من طرف هيئات منتخبة وذلك تحت إشراف ورقابة الحكومة أو
السلطة المركزية وتعتبر الالمركزية الترابية األقدم من حيث نشأتها ،من الالمركزية
المرفقية ،أي أن الالمركزية اإلقليمية أو الترابية المنشء أو المصدر تتوخى إدارة شؤون
الجماعة ،ضمن وحدة ترابية ،ووفق منهج الديمقراطية الذي من خالله يتولى سكان
الجماعات الترابية إدارة شؤونهم ومرافقهم بأنفسهم عن طريق مجالس منتخبة من طرفهم.
ثانيا :الالمركزية المصلحية أو المرفقية.
ويتحقق هذا النوع من الالمركزية اإلدارية بمنح مرفق عام وطني أو إقليمي (محلي)
الشخصية المعنوية وهو األمر الذي يمكنه من االستقالل المالي واإلداري عن السلطة
المركزية ،لكن هذا االستقالل غير مطلق ،بل هو مقيد بشرط الرقابة اإلدارية التي هي من
صالحيات الحكومة ،وهو األمر الذي ينطبق على المؤسسات العامة الوطنية والمؤسسات
العامة المحلية ،وتعتبر طريقة المؤسسات العمومية طريقة من طرق تسيير المرافق العمومية
30
تهدف إلى تخفيف العبء عن الدولة وتختص في أعمال معينة طبقا لقاعدة التخصص
الوظيفي.
وتتميز الالمركزية المرفقية كونها تستند إلى عنصري الكفاءة والنجاعة ،وهو ما دفع
جانبا من الفقه إلى اعتبارها بالالمركزية الوظيفية ،التي من مقوماتها اعتماد أسلوب التعيين
في اختيار رؤسائها وأعضاء مجالسها اإلدارية ،ليس باتباع نمط اإلنتخاب الذي تعتبر
الالمركزية الترابية مجاله ونطاق تطبيقه.
-1الجوانب المشتركة بين الالمركزية الترابية أو اإلقليمية والالمركزية المرفقية أو
المصلحية:
أ -وجود الشخصية المعنوية:
الجماعات الترابية سواء كانت (جهات او أقاليم اوجماعات ترابية أخرى) تشرف عليها
مجالس منتخبة تتمتع بالشخصية المعنوية ،والمرافق العمومية في إطار الالمركزية المرفقية
تشرف على تسييرها مؤسسة عمومية سواء (مكتب ،وكالة )...تتمتع أيضا بالشخصية
المعنوية.
ب -تسيير قضايا معينة أو مرفق معين:
بالنسبة لالمركزية المرفقية تتخصص المؤسسة العمومية في إدارة مرفق معين (إداري
اقتصادي تجاري أو صناعي) في الالمركزية الترابية نجد قضايا محلية تخص (الجهة أو
العمالة اواإلقليم أو الجماعات الترابية األخرى) ،وكالهما (أي الالمركزية اإلقليمية
والالمركزية المرفقية) يتمتعان بنوع من االستقالل عن السلطات المركزية.
ت -الخضوع لسلطة الوصاية:
رغم تمتع نوعي الالمركزية اإلدارية سواء منها الترابية أو المصلحية بنوع من
االستقالل إال أنه يبقى نسبيا وليس مطلقا حفاظا على وحدة الدولة.
-2جوانب االختالف بين الالمركزية الترابة والالمركزية المرفقية.
أ -يعد االختصاص بالنسبة لالمركزية الترابية اختصاصا عاما في حين يكون
االختصاص بالنسبة للمؤسسات العمومية محددا وينصب على تدبير نشاط معين.
ب -االختالف الثاني نلمسه على مستوى التحديد الترابي عوض التحديد الموضوعي
بحيث إن الالمركزية الترابية ترتبط بتقسيمات إدارية مطبقة في نظام المركزية
وتحديدا في نظام عدم التركيز ،وعلى هذا األساس تتميز الجماعات والعماالت
واألقاليم والجهات بالطابع المزدوج بحيث تعتبر من جهة وحدات ترابية لوجود
مجالس منتخبة ،ووحدات إدارية تحدد دائرة اختصاص السلطة المحلية (الباشا أو
31
القائد اوالعامل ا والوالي) ،أما الالمركزية المرفقية فال عالقة لها بالتقسيم الترابي،
وإنما ترتبط بمرفق عمومي يحدد اختصاصه وطنيا (المكتب الوطني للكهرباء والماء
والمكتب الوطني للسكك الحديدية ،الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك) أو محليا (كوكا
كوال ,توزيع الماء والكهرباء.)...
32
الفصل الثاني :التنظيم اإلداري المركزي بالمغرب
بعدما خصصنا الفصل األول للنظرية العامة للتنظيم اإلداري ،سوف نحاول في هذا
الفصل التطرق للتطبيقات العملية لهذه النظرية في المغرب ،وحيث أن هذا األخير يطبق
أسلوبي المركزية والالمركزية ،فإننا نخصص هذا الفصل لتناول ،التنظيم اإلداري المركزي
بالمغرب على أن نخصص ،الفصل الثالث واألخير للتنظيم الالمركزي بالمغرب.
وتتمثل السلطات المركزية في المغرب في المؤسسة الملكية والحكومة والمصالح
الخارجية الممثلة للسلطات المركزية.
المبحث األول :السلطات المركزية للدولة
تعد المؤسسة الملكية أهم السلطات المركزية بالمغرب (المطلب األول) وتأتي الحكومة
كثاني هذه السلطات (المطلب الثاني).
املطلب األول :املؤسسة امللكية
يعتبر الملك بحق السلطة اإلدارية األول في البالد وذلك سواء قبل عهد اإلستقالل أو
بعده ،حيث أنه منذ ظهور أول دستور سنة 1962إلى آخر دستور سنة 2011نجد ،تنظيم
السلطة المركزية قد ارتكز على المؤسسة الملكية باعتبارها الركيزة اإلدارية األولى ،لهذا
يحتل الملك مكانة مرموقة داخل جهاز الدولة ال سيما إزاء السلطة التنفيذية التي تتكون من
رئيس الحكومة وباقي الوزراء.
لقد أضفت الدساتير المغربية إذن على المؤسسة الملكية طابعا خاصا جعل الملك يحتل
مركزا إداريا وسياسيا مرموقا ومهيمنا داخل النظام اإلداري المغربي ،ويمارس اختصاصاته
ا تجاه األجهزة اإلدارية والقضائية والتشريعية ،مستعينا بديوانه الذي يعتبر جهازا للدراسة
واالستشارة يضم عددا من مستشاريه ....وهو تقليد دستوري غير مألوف في البلدان
الديمقراطية النيابية ويشكل الفصالن 41و 42أساس االختصاصات الواسعة للملك.
الفصل ( 41السلكة الدينية) في حين الفصل ( 42السلطة السياسية) االولى يمارسها
بصفته أمي را للمؤمنين في حين يمارس الثانية كرئيس للدولة (عبد الفتاح بلخال ،محمد
باسكمنار التنظيم اإلداري )99:وال يقتصر األمر فيما يتعلق بسلطات الملك على الفصلين
السالفين الذكر ،بل تستغرق العديد من الفصول األخرى من الدستور (خاصة الفصل 41إلى
الفصل 59من دستور 2011المتعلق بالملكية) وتشمل باإلضافة إلى الصالحيات الدينية
اختصاصات يقوم بها في األحوال العادية والقضائية ،وأخرى يضطلع بها في الحاالت
33
اإلستثنائية وهي في حالة الحصار وحالة االستثناء واإلعالن عن الحرب ( بن شريف
ص.)92:
فما هي أهم االختصاصات اإلدارية التي يمارسها الملك ( الفقرة األولى) وما هي
الطبيعة القانونية للقرارات اإلدارية للملك (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :اختصاصات الملك اإلدارية.
من أهم المستجدات الهامة التي أقرها دستور 2011أنه جعل السلطة التنظيمية من
اختصاص رئيس الحكومة ،حيث نص في فصله 90على اآلتي "يمارس رئيس الحكومة
السلطة التنظيمية ويمكن أن يفوض بعض سلطه للوزراء.
تحمل المقررات التنظيمية ،الصادرة عن رئيس الحكومة ،التوقيع بالعطف من لدن
الوزراء المكلفين بتنفيذها.
لكن إذا كان دستور ،2011يسند ممارسة السلطة التنظيمية لرئيس الحكومة ،فهذا ال
يعني انعدام إشراف الملك على ممارسة هذه السلطة فاختصاصات الملك في المجال التنظيمي
اإلداري وفق أحكام الدستور جد واسعة السيما فيما يتعلق بالجانب الرقابي ،إذ ال يمكن أن
نتصور من الناحية العملية خروج أي نشاط من األنشطة العامة للدولة عن رقابته وإشرافه،
وهي تضم أعماال (قرارات) تنظيمية وأخرى فردية تصدر في شكل ظهائر (الفصل 29من
دستور )2011ويمكن تحديدها فيما يلي:
-1تعيين رئيس الحكومة (الفصل 47من دستور )2011
-2إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء الحكومة (الفصل 47من دستور .)2011
-3رئاسة الملك للمجلس الوزاري (الفصل 48من دستور )2011
-4رئاسة المجلس األعلى لألمن (الفصل 54من الدستور)
-5التعيين في الوظائف المدنية والعسكرية (الفصلين 49و 53من دستور )2011
-6اختصاصات ذات طابع خارجي (تعيين السفراء واعتمادهم الفصل )55باإلضافة
إلى ما سبق ،فإن االختصاص الملكي في المجال التنظيمي (ومن بينها االداري) يعد
قابال لالمتداد والتوسع ،وذلك انطالقا من التأويل الواسع بخصوص سلطات الملك
كما نص عليها الفصلين 41و 42من دستور .2011
وإذا كان الملك يمارس سلطاته الواسعة خاصة في المجال التنظيمي وهو اإلدارة جزء
منها يصدر مجموعة من القراءات في شكل ظهائر ،فما هي الطبيعة القانونية لهذه القرارات.
34
الفقرة الثانية :الطبيعة القانونية للقرارات الملكية اإلدارية.
انطالقا مما س بق (الفقرة السابقة) يالحظ أن الدستور المغربي يخول للملك صالحيات
واسعة في المجال التنظيمي حتى أن هناك من يعتبره من فقهاء القانون اإلداري " اإلداري
األعلى" (األستاذ بنجلون عبد العزيز :عند حيضرة ص)83
تمكنه من إتخاذ تدابير تنظيمية وقرارات فردية تصدر في شكل ظهائر شريفة يتسم
مضمونها بالطابع اإلداري المحض فما هي الطبيعة القانونية لهذه الظهائر ،وهو ما يعني
البحث كما إذا كانت هذه الظهائر الملكية في المجال اإلداري تشبه القرارات اإلدارية أم أنها
تختلف عنها؟ وقد أثار السؤال اآلتي :هل يمكن اعتبار الملك سلطة إدارية وبالتالي قراراته
قرارات إدارية أم ال؟ نقاشا فقهيا وقضائيا مهما.
أوال :موقف القضاء اإلداري من القرارات الملكية اإلدارية لم يختلف موقف القضاء
اإلداري في المغرب سواء في عهد الحماية من خالل حكم محكمة االستئناف بالرباط في
حكمها الصادر ،ب 4ماي 1944في قضية جماعة تمسغلفت حيث أكدت محكمة النقض
الفرنسية على ضرورة االلتزام بالتمييز بين الظهائر ذات الطبيعة االدارية والتي يمكن أن
تقترن بالمراسيم والظهائر ذات الطبيعة التشريعية.
بعد االستقالل وبعد إنشاء المجلس األعلى بظهير 27شتنبر ،1957حسمت الغرفة
االدارية بالمجلس األعلى في هذا الموضوع من خالل إصدارها للعديد من القرارات حول
مجموعة من الطعون التي عرضت عليها ،حيث أكدت عدم قابلية رقابة المجلس األعلى
للقرارات الملكية ،وندرج في هذا العدد الحكم الصادر عن المجلس األعلى للقضاء في 20
مارس 1970في قضية مزرعة عبد العزيز ،حيث قدمت الشركة الفالحية لمزرعة عبد
العزيز دعوى مطالبة بإلغاء المرسوم الملكي الصادر في 11يونيو 1968بسبب الشطط في
استعمال السلطة والموقع من طرف الوزير األول إذ انذاك وبناءا على تفويض ملكي ،الذي
يصادق على عملية ضم األراضي الزراعية إلى بعضها في قطاع مصانع الشمندر بناحية
الغرب ،لكن المجلس األعلى (الغرفة اإلدارية) قضى بأن جاللة الملك يمارس اختصاصاته
الدستورية بوصفه أمير للمؤمنين طبقا للفصل 19من الدستور وليكن اعتماد سلطة إدارية،
وبالتالي ترفض تشبيه القرارات ذات الطابع اإلداري بالقرارات اإلدارية العادية ،وبالتالي عدم
إخضاعها لرقابة القضاء.
ومن خالل رصد وتتبع قرارات المجلس األعلى الصادرة بمناسبة الطعون المقدمة ضد
الظهائر والمراسيم والقرارات الملكية يالحظ بأنها أضفت عليها حصانة مطلقة معلنة عن عدم
اختصاص المجلس األعلى بوصفه قاضي مشروعية القرارات الصادرة عن السلطات
اإلدارية ،بالنظر في القرارات الصادرة عن الملك في شكل ظهير لكونه سلطة غير إدارية.
35
وهو ما يمكن الوقوف عليه من خالل القرارات الصادرة في الطعون المقدمة من طرف:
-عبد الحميد الرواندا :حكم عدد 93بتاريخ 18يونيو 1960
-عبد هللا بن سودان :حكم عدد 314يوليوز 1963
-رزقي التيجاني :حكم عدد 315بتاريخ 15يوليوز 1963
بحيث أجمعت جميع القرارات على عدم اختصاص المجلس األعلى استنادا على نفس
األساس ،أي أن سلطات الملك غير إدارية ،وبأن القرارات المطعون فيها غير صادرة عن
سلطة إدارية أما أحدث األحكام في الموضوع هو الحكم الصادر عن المحكمة االدارية بالرباط
بتاريخ 16شتنبروالذي جاء في إحدى حيثياته" :القرارات الملكية ال تقبل الطعن باإللغاء ،وال
ينال من ذلك ما نص عليه الفصل 118من الدستور بخصوص قابلية كل القرارات التنظيمية
والفردية المتخذة في المجال اإلداري للطعن أمام الجهات القضائية المختصة ،ما دامت ال تنزل
منزلة هذا المجال اإلداري الصرف الصالحيات الدستورية المحفوظة لجاللة الملك في مجال
اإلشراف على حسن سير المؤسسات الدستورية" (حكم عدد 3233ملف عدد -7110-543
2016غير نشور).
إذا كان هذا هو موقف القضاء فما هو موقف الفقه؟
ثانيا :موقف الفقه من الطبيعة القانونية للقرارات الملكية بالنسبة للفقه االداري ،وبالرغم
من المعارضة الشديدة لألستاذ روسي M.Roussetلموقف المجلس األعلى ،فإن الفقهاء قد
استقروا خالل مناقشتهم للإلشكالية القانونية للقرارات الملكية المتخذة في المجال اإلداري.
-1الموقف المعارض ألحكام المجلس األعلى Roussetانطالقا من حكم مزرعة عبد
العزيز ،اعتبر أن تحديد طبيعة القرار الملكي يجب أن تستند على معيار مادي،
فيعتبر قرارا إداريا كل ما كان موضوعه يرتكز على نشاط أو مجال إداري واعتبر
في نفس الوقت أن القرارات الملكية ال يصح أن تخضع كلها للرقابة عن طريق
اإللغاء أو التعويض أو الدفع بعدم الشرعية بل يجب اعتبار بعضها ضمن أعمال
السيادة أو أعمال الحكومة ثلك التي تصدر عن رئيس الجمهورية في فرنسا ،فهذه ال
تخضع لرقابة القضاء.
-2اآلراء الفقهية المبررة لموقف المجلس األعلى ( الغرفة اإلدارية)
-ذ عبد العزيز بن جلون
-ذ .محمد سرغيني
-ذ .عبد القادر باينة.
36
املطلب الثاني :الحكومة
كباقي الدول توجد بالمغرب مؤسسة الحكومة كتاني المؤسسات في التنظيم اإلداري
المركزي ،بعد الحكومة ،وتتألف الحكومة من رئيس الحكومة (الفقرة األولى) والوزراء
(الفقرة الثانية) ويمكن أن تضم كتابا للدولة بعد تعيين الملك ألعضاء الحكومة ،يتقدم رئيس
الح كومة أمام البرلمان بمجلسيه (النواب والمستشارين) مجتمعين ويعرض البرنامج الذي
يعتزم تطبيقه.
تعتبر الحكومة منصبة بعد حصولها على ثقة مجلس النواب المعبر عنها بتصويت
األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم ،لصالح برنامج الحكومة
وتعمل الحكومة ،تحت سلطة رئيسها ،على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى ضمان تنفيذ
القوانين ،واإلدارة موضوعة تحت تصرفها ،كما تمارس اإلشراف والوصاية على المؤسسات
والمقاوالت العمومية.
الفقرة األولى :رئيس الحكومة
يعمل رئيس الحكومة على تنسيق العمل الحكومي وضمان التعاون بين أعضاء حكومته
عن طريق المجلس الحكومي ،وبذلك يمارس السلطة التنظيمية ،ويمكن أن يفوض بعض سلطه
للوزراء واإلضطالع بمهامه حيث حدد القانون مجموعة من األجهزة اإلدارية تعمل تحت
سلكته كالديوان واألمانة العامة للحكومة ،كما خول له المشرع عدة اختصاصات تتراوح بينما
هو سياسي وما هو إداري خاصة من خالل الدستور األخير لسنة 2011ومن بين هذه
االختصاصات نورد ما يلي من الفصول 87وفقا لمقتضيات المادة الخامسة من القانون
التنظيمي رقم 65-13يمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية ويشرف على تنظيم أشغال
الحكومة ويرأس مجلسها ويسهر على تنسيق وتوجيه أعمالها وتتبع أنشطة أعضائها ،ومواكبة
عمل مختلف السلطات الحكومية واإلدارات العمومية التابعة لها والمؤسسات والمقاوالت
العمومية،
وسائر أشخاص القانون العام الموضوعة تحت وصاية الحكومة، -
كما يتولى تمثيل الدولة والدفاع عن مصالحها أمام القضاء وإزاء الغير. -
يقوم أيضا بالتعيين في بعض المناصب السامية. -
الفقرة الثانية :الوزراء (أعضاء الحكومة) -
حسب القانون التنظيمي رقم 65-13خاصة المادة الثانية منه فأن الوزراء مسؤولين هم
أيضا عن تنفيذ السياسة الحكومية ،كل في القطاع المكلف به ،وفي إطار التضامن الحكومي.
37
يقوم الوزراء بأداء المهام المسندة اليهم من قبل رئيس ،ويطلعون مجلس الحكومة على
ذلك،كما يمكن للوزراء أن يفوضوا جزء آ من اختصاصاتهم لكتاب الدولة.
-يكون ا عضاء الحكومة إما صفة
-وزراء دولة أو وزراء منتدبين لدى رئيس الحكومة أو لدى الوزراء ،ومن األمين
العام للحكومة بصفته وزيرا ،ويمكن أن تضم كتابا للدولة معنيين لدعم رئيس
الحكومة أو لدى الوزراء
-يستعين الوزراء بمجموعة من األجهزة اإلدارية أهمها:
• الديوان
• المصالح المركزية للوزارة داخل األقاليم
المبحث الثاني :المصالح الالمركزية للدولة أو بعبارة أخرى األجهزة المحلية التابعة
إلدارة الدولة
وتشكل هذه األجهزة مجموعة متكاملة تسمى في غالب األحيان بإدارة عدم التركيز
وفعال فإن على الدولة في شخص السلطة المركزية أن تتوفر في مجموع البالد على أجهزة
إداري ة بديلة عنها تسهر على القيام باألنشطة التي يتطلبها تنفيذ السياسة المرسومة من قبل
الحكومة واالدارات المتخصصة .وهذه األجهزة البديلة تمثل اإلدارة المركزية وتقوم مقامها،
ولهذا ننعتها بأجهزة عدم التركيز اإلداري والتي تقسم إلى نوعين:
ممثلوا السلطة المركزية ذوي الصيغة العامة أو االختصاص العام وهم رجال السلطة
(الوالي ،العامل ،الباشا والقائد) واألجهزة المتخصصة وهي المصالح الالمركزية لإلدارات
المركزية (الوزارات) (المطلب األول).
إنطالقا من األهمية التي يكتسيها مفهوم عدم التركيز يبدو من المنطقي بل ومن الواجب
علينا ان تناول ميثاق عدم التركيز الجديد وما هي مستجداته (المطلب الثاني)
املطلب األول :ماهية األجهزة الالمركزية إلدارة الدولة
38
الالمركزي كما سنرى ذلك الحقا في الفصل األخير ويمثله في الغالب رجال
السلطة بمختلف أصنافهم (الوالي ،العامل ،الباشا والقائد) (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية
إنطالقا من دستور 2011باتت تسمى بالمصالح الالمركزية عوض المصالح الخارجية
التابعة للوزارات وهي التسمية القديمة ،حيث نص المشرع الدستوري في الفصل 145من
الدستور خاصة في فقرته األخيرة على أن يقوم الوالة والعمال ،تحت إشراف سلطة الوزراء
المعنيين ،بتنسيق أنشطة المصالح الالمركزية لإلدارة المركزية ويسهرون على حسن سيرها.
ويحيل مفهوم المصالح الالمركزية على الوحدات اإلدارية والمختلفة والمتعددة
كالمديريات الجهوية والمندوبيات اإلقليمية والمؤسسات العامة التابعة للوزارات ،وتقوم هذه
المصالح بمهمة تنفيذ سياسة الحكومة والعمل على تطبيق جميع القرارات والتوجيهات
الصادرة عن إدارتها المركزية (الوزارة في إطار أحكام النصوص التشريعية والتنظيمية
الجاري بها العمل وتطبيق سياسة القرب من المواطنين ،وذلك تحت إشراف ومراقبة رجال
السلطة ممثلي السلطات المركزية على المستوى المحلي في إطار اإلختصاص العام كما أسلفنا
الذكر ’
الفقرة الثانية :الوالي أو العامل
يعتبر العامل أو الوالي مسؤولين مباشرين عن سلطة التنسيق على صعيد عمل الدولة
(في إطار عدم التركيز) وعلى صعيد الجماعات الترابية (في إطار الالمركزية) فهو الذي
ينس ق بين كافة المصالح الخارجية أو الالممركزة لإلدارات المدنية التابعة للدولة والمؤسسات
العامة المحلية والتي ال يتجاوز مجال نشاطها نطاق العمالة أو اإلقليم أو الوالية ومسؤولة
بالتالي عن النهوض بتلك األعمال والمصالح ومراقبة وتتبع عملها قصد السهر على تطبيقها.
من أجل ذلك يتعين على الوزراء المعنيين باألمر إخبار العامل بكيفية منتظمة بنشاط
المصالح الالممركزة التابعة لهم عبر توجيه نسخة من برامج عملهم إلى العامل ،الذي يتعين
عليه بدوره إطالعهم على شروط تنفيذ ما يصدرونه من توجيهات ،وتعليمات من طرف
المصالح المعنية (ظهير 15فبراير )1977كما يجوز للوزراء أن يفوضوا إلى العمال
التصرف باسمهم ضمن الحدود الداخلة في نطاق اختصاصهم ،وأن يتولوا التوقيع باسمهم أو
التأشيرعلى مجموعة من القرارات المتعلقة بأعمال المصلحة الخارجية.
39
عرف التنظيم اإلداري المغربي دينامية جديدة من خالل دستور ،2011والقوانين
التنظيمية المنظمة للجماعات الترابية بمستوياتها المختلفة (الجهات ،و العماالت واألقاليم
والجماعات) ،وذلك مواكبة من الفاعل السياسي للتحوالت االجتماعية واإلقتصادية والقانونية
وحتى السياسية التي تعرفها المملكة.
ومما ال شك فيه ،فإن إتساع مجال الصالحيات المخولة للجماعات البشرية والمالية التي
وضعها رهن إشارتها ،تتطلب النهوض بالالتمركز اإلداري ،ووضع رؤية جديدة لتدخل
اإلدارات الالممركزة للدولة ،تحت إشراف والي الجهة ،على المستوى الترابي فما هي أهم
الدالالت التي أصبح يتم بها المفهوم الجديد للتركيز اإلداري ،حسب الميثاق الوطني لالتمركز
اإلداري بعد الذي خرج إلى الوجود مؤخرا (الفقرة األولى) ،وما هي أهم المرتكزات التي
يستند عليها (الفقرة األولى)
الفقرة األولى :عدم التركيز اإلداري بالمفهوم الجديد
يعتبر عدم التركيز اإلداري لمصالح الدولة تنظيما إداريا مواكبا للتنظيم الترابي
الالمركزي للمملكة القائم على الجهوية المتقدمة كما جاء ذلك في الفصل األول من الدستور،
وأداتا رئيسية لتفعيل السياسة العامة للدولة على المستوى الترابي ،قوامه نقل السلط والوسائل
وتحويل اإل عتمادات لفائدة المصالح الالممركزة على المستوى الترابي من أجل تمكينها من
القيام بالمهام المنوطة بها ،واتخاد المبادرة تحقيقا للفعالية والنجاعة.
ولتحقيق كل هذه األهذاف المرجوة من المفهوم الجديد لعدم التركيز اإلداري كما جاء به
المرسوم رقم 2.17.618بمثابة الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري ويعول على الدور
المحوري للوالة فيما يخص التنسيق على المستوى الجهوي بين مختلف اإلدارات المعنية،
وأيضا اللجنة الوزارية التي يرأسها رئيس الحكومة والتي تشرف على وضع النزاع
واالستراتيجيات لتنزيل هذا المفهوم الجديد.
الفقرة الثانية :مرتكزات عدم التركيز بالمفهوم الجديد
تتمثل أهم المرتكزات التي يستند عليها عدم التركيز اإلداري بالمفهوم الجديد في
دعامتين أساسيتين:
-تتمثل الدعامة األولى في إعتبار الجهة كما نص عليها الدستور ونظمتها بواسطة
القانون التنظيمي رقم 111.14الفضاء الترابي المالئم لبلورة السياسة الوطنية
لالتمركز اإلداري.
-أما المرتكز أو الدعامة الثانية ،فتتجسد في منح الدور المحوري لوالي الجهة باعتباره
ممثال للدولة والسلطة المركزية في الجهة في تنسيق أنشطة المصالح الالممركزة،
40
وحسن سيرها تحت سلطة الوزراء المعنيين ،كما نص على ذلك أيضا الفصل 145
من دستور فاتح يوليوز 2011.
ومن أهم المستجدات التي نص عليها الميثاق الوطني لعدم التركيز ،وضع تصاميم
مديرية لالتمركز اإلداري ،تشكل خارطة طريق لعمل المصالح الالممركزة وكذا تحويل هذه
المصالح صالحيات تقريرية ،باإلضافة إلى تحقيق وحدة عمل مصالح الدولة على المستوى
الجهوي واالقليمي إمكانية إحداث تمثيلية قضائية مشتركة.
جاءت القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية بأشكالها الثالث (الجهات القانون
التنظيمي رقم ،112.14العماالت واالقاليم القانون التنظيمي رقم ،112.14الجماعات القانون
التنظيمي رقم )113.14بمجموعة من المستجدات في مختلف المجاالت المرتبطة بهذه
الجماعات الترابية.
وسوف نحاول أن نتطرق إلى هذه المستجدات تبعا للشكل التالي:
المبحث األول :القانون التنظيمي المتعلق بالجهات
جاء القانون التنظيمي رقم 111.14الصادر في 7يوليوز 2015المتعلق
بالجهات بمجموعة من المستجدات في مختلف المجاالت ،مكرسا للمبادئ الدستورية التالية:
-مبدأ التدبير الحر في تسيير مجلس الجهة ،الذي يخول بمقتضاه لكل جهة ،في حدود
اختصاصاتها ،سلطة التداول بكيفية ديموقراطية ،وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها ،طبقا
ألحكام النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ؛
-التنصيص على صدارة الجهة في إعداد المخططات والبرامج مع مراعاة
االختصاصات الذاتية للجماعات الترابية األخرى ؛
-مبدأي التعاون والتضامن بين الجهات ،بينها وبين الجماعات الترابية األخرى من أجل
بلوغ أهدافها وخاصة إنجاز مشاريع مشتركة؛
-اعتماد مبدأ التفريع في إسناد االختصاصات للجهة ؛
-ممارسة رئيس مجلس الجهة للسلطة التنظيمية بموجب قرارات بعد مداوالت المجلس.
كما جاء بعدة مقتضيات جديدة أهمها:
تعزيز دور أجهزة تدبير مجلس الجهة و تجويد أنظمة تسييرها
41
-حصر التنافس على رئاسة المجلس بين رؤساء اللوائح المنتمين لألحزاب الحاصلة
على المراتب الخمس األولى حسب عدد المقاعد المحصل عليها داخل المجلس وبين رأس
الئحة من لوائح المستقلين الذي ساوى أو فاق عدد المقاعد التي حصلت عليها الئحته عدد
الحزب المرتب خامسا ؛
-توسيع دائرة حاالت التنافي لتمكين رئيس الجهة ونوابه من التفرغ لمهامهم بالجهة
ولضمان حكامة جيدة :عدم األهلية للرئاسة بالنسبة ألعضاء الحكومة والبرلمان وكذا أعضاء
المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي والهيئة العليا لالتصال السمعي البصري ومجلس
المنافسة والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها؛
-انتخاب المكتب لمدة انتداب المجلس ،مع إمكانية إقالة الرئيس بأغلبية 3/4في مطلع
السنة الرابعة من الوالية االنتدابية ؛
-اعتماد نمط االقتراع بالالئحة النتخاب نواب الرئيس وكذلك ضمان فوز الئحة واحدة
بمجموع مناصب نواب الرئيس ،إضافة إلى التنصيص على العمل على وجود مترشحات ال
يقل عددهن عن ثلث المرشحين لمنصب نواب الرئيس؛
-إمكانية تنظيم المجلس في فرق يتم تحديد كيفيات تأليفها وتسييرها في النظام الداخلي؛
-التنصيص على حق المعارضة في رئاسة إحدى اللجان الدائمة؛
-توضيح كيفيات اجتماع اللجان الدائمة وإمكانية تقديم طلب الجتماعها من طرف ثلث
أعضائها ،وضرورة تزويدها بالمعلومات والوثائق الضرورية ،وإمكانية استدعاء موظفي
الجهة ،أو موظفي الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية ،بواسطة رئيس المجلس وعن
طريق الوالي ؛
-إمكانية إحداث لجان مؤقتة؛
-فتح اإلمكانية أمام أعضاء المجلس بصفة فردية أو عن طريق الفريق الذي ينتمون إليه
بتقديم أسئلة كتابية ،وتخصيص جلسة لألجوبة على هذه األسئلة ؛
-التنصيص على تعليق جدول األعمال وتواريخ انعقادها بمقر الجهة؛
-إمكانية طرد كل عضو يعرقل المداوالت أو ال يلتزم بمقتضيات القانون والنظام
أعطيت للمجلس عوض الرئيس ؛
42
-انعقاد جلسة غير مفتوحة للعموم بطلب من ثلث أعضاء المجلس أو بطلب من الوالي
إذا تبين أن انعقادها في جلسة مفتوحة للعموم قد يخل بالنظام العام.
النظام األساسي للمنتخب :تحسين الوضعية االعتبارية والمادية للمنتخب (لتمكينه من أداء
مهامه) و تحديد أدق واجباته وذلك (ضمانا لحسن سير مصالح الجهة).
-التنصيص على التجريد من العضوية في المجلس في حالة التخلي عن االنتماء للحزب
السياسي ،وتوضيح المسطرة المتعلقة بطلب التجريد ؛
-إضافة رؤساء اللجان الدائمة ونوابهم ورؤساء الفرق إلى قائمة المستفيدين من
التعويضات؛
-التنصيص على التكوين المستمر كحق ألعضاء المجلس ؛
-التنصيص على مسؤولية الجهة عن األضرار التي قد تحدث لألعضاء أثناء مزاولة
مهامهم ؛
-التنصيص على أن الموظفين واألعوان الذين يمارسون انتدابا عموميا يستفيدون من
رخص للتغيب في حدود المدة الفعلية للدورات و االجتماعات ؛
-تعزيز وضعية رئيس الجهة (الموظف) من خالل تخويله الحق في اإللحاق والوضع
رهن اإلشارة؛
-التنصيص على المبدأ الدستوري القاضي باستمرارية المرفق العام الذي بموجبه
يستمر الرئيس والنواب المستقيلون في تصريف األمور الجارية إلى حين انتخاب من
يخلفوهم؛
-عدم أهلية الرئيس أو نوابه المستقيلين للترشح لهذه المهام خالل ما تبقى من مدة
انتداب المجلس ؛
-منع األعضاء من ممارسة كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع المصالح؛
-منع أعضاء مجلس الجهة خارج المكتب في التدخل في التسيير؛
-إمكانية إقالة العضو المتغيب 3مرات متتالية أو 5مرات متقطعة ،واإلعالن عن
اإلقالة يتم بواسطة المجلس ،وكذلك مسؤولية الرئيس في مسك سجل الحضور.
تحديد اختصاصات الجهة ذات الطابع التنموي االقتصادي
43
-بناء على مبدأ التفريع ،تم تمكين الجهة من اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة
مع الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة ؛
-حصر اختصاصات الجهة الذاتية في النهوض بالتنمية المندمجة والمستدامة (مع
التركيز على التنمية االقتصادية) ،والتنصيص على مجاالت االختصاص خاصة ما يلي:
-حسين جاذبية المجال الترابي للجهة وتقوية تنافسيته االقتصادية ؛
-تحقيق االستعمال األمثل للموارد الطبيعية وتثمينها والحفاظ عليها ؛
-اعتماد التدابير واإلجراءات المشجعة للمقاولة ومحيطها والعمل على تيسير توطين األنشطة
المنتجة للثروة والشغل؛
-اإلسهام في تحقيق التنمية المستدامة ؛
وتكوينها البشرية للموارد التدبيرية القدرات تحسين على -العمل
-تعويض مخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية ببرنامج التنمية الجهوية ،وتدقيق المقتضيات
المتعلقة به ،وتحديد مدة العمل به ،وكيفيات إعداده ،ووضعه كوثيقة مرجعية بالنسبة للجماعات
الترابية األخرى ،وعدم إخضاعه للمصادقة من طرف هيئات أخرى واالقتصار على التأشير
عليه من طرف السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ؛
-التنصيص على مسؤولية الرئيس في وضع برنامج التنمية الجهوية ؛
-التنصيص على التنسيق مع والي الجهة في وضع برنامج التنمية الجهوية بصفته مكلفا
بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية ؛
-التنصيص على تضمين برنامج التنمية الجهوية تشخيصا لحاجيات وإمكانيات الجهة
وتحديدا ألولوياتها وتقييما لمواردها ونفقاتها التقديرية واألخذ بعين االعتبار مقاربة النوع؛
-تدقيق المقتضيات المتعلقة بالتصميم الجهوي إلعداد التراب ،وكيفيات إعداده ،ووضعه
كوثيقة مرجعية بالنسبة للجماعات الترابية األخرى وباقي اإلدارات العمومية .كما تم التخلي
على إحالة هذا التصميم الجهوي على اللجنة الوزارية ،وأصبح خاضعا فقط للتأشيرة من
طرف السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية.
-التنصيص على مساعدة الوالي لرئيس مجلس الجهة في تنفيذ التصميم الجهوي إلعداد
التراب ،وهو تنزيل لمقتضى دستوري ؛
44
-التنصيص على أهداف إعداد التراب ؛
-تحديد مجاالت االختصاصات المشتركة للجهة مع الدولة ؛
-فتح اإلمكانية أمام الجهة ألخذ مبادرة تمويل مشروع ال يدخل ضمن اختصاصاتها
الذاتية ؛
-بخصوص االختصاصات المشتركة والمنقولة فقد تم اعتماد مبدأي التدرج والتمايز
لبلورتها
تحديد صالحيات واضحة لمجلس الجهة و لصالحيات الرئيس.
-إسناد تنفيذ قرارات المجلس إلى رئيس المجلس بدل والي الجهة ؛
-توضيح المقررات التي يضطلع رئيس المجلس بتنفيذها ومن بينها برنامج التنمية
الجهوية والتصميم الجهوي إلعداد التراب ،والقرارات المتعلقة بتنظيم إدارة الجهة وتحديد
اإلجراءات المتعلقة بتدبير المرافق العمومية ،و اتفاقيات التعاون اختصاصاتها،وكذا
والشراكة والتوأمة ؛
-تخويل ممارسة السلطة التنظيمية لرئيس مجلس الجهة ،بعد مداوالت المجلس ؛
-تخويل الرئيس سلطة التعيين في جميع المناصب بإدارة الجهة.
-إسناد المصادقة على الصفقات العمومية إلى الرئيس.
-رئيس مجلس الجهة هو اآلمر بقبض مداخيل الجهة وصرف نفقاتها؛
-استثناء األمر بالصرف من المجاالت التي يمكن تفويضها للنواب.
-إمكانية تفويض األمر بالصرف للمدير العام للمصالح وتوضيح األمر بأن التفويض في
هذا المجال يتعلق بتفويض اإلمضاء وليس بتفويض المهام؛
-إلزام الرئيس بتقديم تقرير إخباري عن األعمال التي قام بها في إطار صالحياته.
تعزيز دور المواطنين والمجتمع المدني عن طريق آليات تشاركية للحوار
-التنصيص على إحداث آليات تشاركية للحوار والتشاور من طرف مجلس الجهة ؛
-تمكين الجهات من إحداث ثالث هيئات استشارية إحداها بشراكة مع فعاليات المجتمع
المدني و أخرى مع الفاعلين االقتصاديين وثالثة تهتم بقضايا الشباب ؛
45
-تمكين المواطنات والمواطنين والجمعيات من حق تقديم العرائض إلدراج نقطة في
جدول أعمال المجلس.
حصر وتقليص المراقبة اإلدارية في إطار مواكبة أجهزة الجهة في أداء مهامها
-تعويض مفهوم الوصاية بالمراقبة اإلدارية تماشيا مع مقتضيات الدستور؛
-ربط المراقبة اإلدارية بالجوانب المتعلقة بمشروعية القرارات والمقررات ؛
-جعل عزل األعضاء وحل المجلس وإيقاف تنفيذ القرارات والمقررات التي تشوبها
عيوب قانونية اختصاص حصري للقضاء ؛
-تعويض المصادقة بالتأشيرة؛
-اعتماد قاعدة المراقبة البعدية باستثناء بعض المجاالت المحدودة ،خاصة في الميدان
المالي ،التي تخضع للتأشيرة القبلية ؛
-التنصيص على البت في النزاعات في شأن المراقبة اإلدارية من قبل المحاكم اإلدارية؛
-تقييد إعمال سلطة الحلول بتصريح القضاء بجواز ممارسته.
تمكين الجهة من إدارة قوية ومن أجهزة لتنفيذ المشاريع ومن آليات للتعاون والشراكة
-تمكين الجهة من إدارة فعلية تضم مديرية عامة للمصالح ومديرية لشؤون الرئاسة والمجلس؛
-تعويض الكاتب العام بالمدير العام للمصالح؛
-التنصيص على تنظيم اإلدارة بقرار لرئيس المجلس يتخذ بعد مداوالت المجلس ؛
-التنصيص على نظام أساسي خاص بموظفي إدارة الجماعات الترابية ؛
-التنصيص عل ى آلية جديدة لتنفيذ المشاريع ،ويتعلق األمر بالوكالة الجهوية لتنفيذ
المشاريع كشخص اعتباري خاضع للقانون العام ،يتمتع باالستقالل اإلداري والمالي وأن
مقرها يكون داخل الدائرة الترابية للجهة ؛
-إمكانية خلق شركات للتنمية الجهوية ؛
-التنصيص على إمكانية الجهات و تأسيس مجموعات فيما بينها (مجموعة الجهات) أو
مع جماعات ترابية أخرى (مجموعة الجماعات الترابية)؛
46
-تمكين الجهات من إبرام اتفاقيات مع جماعات ترابية أخرى أو مع اإلدارات العمومية
أو المؤسسات العمومية أو الجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو
الشراكة من أجل إنجاز مشروع أو نشاط ذي فائدة مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث
شخص اعتباري خاضع للقانون العام أو الخاص.
توفير موارد مالية مهمة للجهة ووضع نظام مالي يتماشى مع متطلبات التحديث والنجاعة
الجديدة للدولة في هذا المجال
-تم تمكين الجهات من موارد مالية هامة تتمثل بالخصوص في % 5من حصيلة الضريبة
على الشركات و % 5من حصيلة الضريبة على الدخل و 20%من حصيلة الضريبة على
عقود التأمين ،تضاف إليها مخصصات مالية من الميزانية العامة للدولة في أفق بلغ 10
ماليير درهم سنة .2021ويتم رصد هذه الموارد بوتيرة تزايد سنوي تدريجي.
-التنصيص على أن نقل االختصاصات يكون مقترنا بنقل الموارد المالية المطابقة لها؛
-تطبيقا لمقتضيات الفصل 142من الدستور ،فقد تم تفعيل إحداث صندوقي التأهيل
االجتماعي والتضامن بين الجهات.
-إعادة هيكلة تبويبات الميزانية من أجل االنتقال من مقاربة للنفقات مرتكزة على
الوسائل إلى ميزانية مرتكزة على النتائج مقدمة على أساس برامج ومشاريع وعمليات ؛
-اعتماد برمجة متعددة السنوات وتحيين البرمجة سنويا لمالئمتها مع تطور الموارد
والتكاليف؛
-تعويض الحساب اإلداري ببيان تنفيذ الميزانية يعد في أجل اقصاه 31يناير من السنة
الموالية وتحصر فيه النتيجة العامة للميزانية ؛
-إخضاع مالية الجهة لمراقبة المجالس الجهوية للحسابات ؛
-إخضاع العمليات المالية والمحاسباتية للجهة لتدقيق سنوي تنجزه بشكل مشترك
المفتشية العامة للمالية والمفتشية العامة لإلدارة الترابية في عين المكان وبناء على الوثائق
المالية والمحاسباتية ؛
47
-إخضاع صفقات األشغال والتوريدات والخدمات لحساب الجهة والهيئات التابعة لها
ومجموعات الجماعات الترابية التي تكون الجهة طرفا فيها للنصوص التنظيمية المتعلقة
بالصفقات العمومية للدولة.
-إمكانية إحداث لجان لتقصي حول مسألة تهم تدبير شؤون الجهة؛
-التنصيص على "ملك عام وملك خاص للجهة".
التنصيص على آليات الحكامة المرتبطة بالتدبير الحر انسجاما مع المقتضيات الدستورية
الجديدة
-التنصيص على ضرورة اعتماد األساليب الفعالة للتدبير (تحديد المهام ،وضع دالئل
للمساطر ،تبني التدبير بحسب األهداف ،البرمجة متعددة السنوات ،وضع منظومة لتتبع
المشاريع والبرامج)؛
-إعداد قوائم محاسبية ومالية من طرف الرئيس تتعلق بالتسيير والوضعية المالية
لمجلس الجهة والهيئات التي تسير مرفقا عموميا تابعا لها ،ويتم إطالع العموم على هذه
القوائم؛
-اعتماد مبادئ التقييم المستمر والمراقبة الداخلية واالفتحاص؛
-التزام الدولة بمواكبة الجهة لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة
االختصاصات الموكولة إليها .وذلك عن طريق:
-تحديد اآلليات لتمكين المنتخبين من دعم قدراتهم التدبيرية عند بداية كل انتداب جديد؛
-وضع أدوات تسمح للجهة بتبني أنظمة التدبير العصري والسيما مؤشرات التتبع
واإلنجاز واألداء وأنظمة المعلومات؛
-وضع آليات للتقييم الداخلي والخارجي المنتظم؛
-تمكين مجالس الجهة من المعلومات والوثائق الضرورية للقيام بممارسة صالحياتها.
48
تفعيل مجموعة من المبادئ المنصوص عليها في الدستور
-إقرار مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل عمالة أو إقليم سلطة التداول بكيفية
ديمقراطية وسلطة تنفيذ مقرراتها ومداوالتها ،طبقا للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل؛
-تفعيل مبدأ التفريع كأساس لتحديد االختصاصات (الذاتية ،المشتركة ،المنقولة) لكل
عمالة أو إقليم؛
-اعتماد مبدأي التدرج في الزمان ،والتمايز في المجال عند ممارسة االختصاصات
المشتركة أو عند نقلها؛
-تعزيز التعاون والتشاور والتكامل من خالل تمكين العمالة أو اإلقليم ممارسة
اختصاصات بالوكالة عن كل أو بعض الجماعات الموجودة بترابها وتشجيع اإلشراف المنتدب
على المشاريع؛
-مأسسة مبدأي التعاون والتضامن بين الجماعات الترابية.
تعزيز صالحيات الرئيس
تعزيز صالحيات الرئيس من خالل:
-يعتبر رئيس المجلس السلطة التنفيذية للعمالة أو اإلقليم واآلمر بقبض مداخيل العمالة
أو اإلقليم وصرف نفقاتها.
-يمارس رئيس المجلس السلطة التنظيمية في حدود اختصاصات العمالة أو اإلقليم.
-يبرم رئيس المجلس صفقات األشغال والتوريدات والخدمات ويصادق عليها.
-يقوم رئيس المجلس بالتعيين في جميع المناصب اإلدارية؛
انتخاب الرئيس ونوابه.
-الترشح لمنصب رئيس المجلس من بين األعضاء والعضوات المرتبون على رأس
لوائح الترشيح الحاصلة على المراتب الخمس األولى بناء على مجموع المقاعد المحصل عليها
في مجلس العمالة أو اإلقليم.
-انتخاب الرئيس في الدور األول باألغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم ،وفي
حالة تعذر ذلك يجرى دور ثاني بين المترشحين المرتبين في الرتبتين األولى والثانية،
49
ويشترط فيه األغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم ،وإذا تعذر ذلك يجرى دور ثالث
يعلن فيه عن الرئيس الفائز باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين؛
-انتخاب نواب الرؤساء عن طريق االقتراع بالالئحة ،وفوز الالئحة األولى بمجموع
المناصب باتباع نفس الطريقة المعتمدة النتخاب الرئيس.
تعزيز مبدأ المناصفة
تعزيز مبدأ المناصفة وذلك من خالل التنصيص على:
-العمل على أن تتضمن كل الئحة ترشيحات نواب الرئيس عددا من المترشحات ال يقل
عن ثلث نواب الرئيس؛
-السعي لتحقيق مبدأ المناصفة في رئاسة اللجان الدائمة.
-تقوية دور المعارضة.
-تخصيص رئاسة إحدى اللجن الدائمة للمعارضة من أجل تكريس المشاركة الفعالة
للمعارضة في تسيير شؤون العمالة أو اإلقليم؛
-منع الترحال السياسي مدة االنتداب؛
-سعيا في تخليق تدبير الشأن المحلي ،يجرد كل عضو منتخب بمجلس العمالة أو اإلقليم
الذي تخلى خالل مدة االنتداب عن االنتماء السياسي للحزب الذي ترشح باسمه من صفة
العضوية في المجلس.
تحسين الوضعية االعتبارية والمادية للمنتخب
-إقرار تعويضات عن التمثيل والتنقل بالنسبة لرئيس المجلس ونوابه ،وكاتب المجلس
ونائبه ورؤساء اللجان الدائمة ونوابهم واستفادة باقي األعضاء من تعويضات عن التنقل؛
-استفادة رئيس المجلس (الموظف) ،بحكم القانون وبطلبه ،من وضعية اإللحاق أو
الوضع رهن اإلشارة؛
50
-تكريس دور القضاء اإلداري .تكريس دور القضاء اإلداري
-إعادة تركيز اختصاصات العمالة أو اإلقليم
تم االنطالق من مجموعة من المبادئ األساسية لتحديد اختصاصات العمالة أو اإلقليم،
من بينها:
-التقيد بمقتضيات الدستور ،خاصة مبدأ التفريع .
-السهر على التكامل والتوزيع الحصري لالختصاصات بين المستويات الثالث
للجماعات الترابية.
-فتح الباب لالختصاصات المشتركة مع الدولة في إطار التعاقد؛
-اعتماد مبدأي التدرج والتمايز بالنسبة لالختصاصات المشتركة والمنقولة؛
-تطابق االختصاصات مع طبيعة المهام والتوجه العام لكل مستوى من مستويات
الجماعات الترابية.في هذا اإلطار ،أنيط بالعمالة أو اإلقليم كتوجه عام ،النهوض بالتنمية
االجتماعية خاصة في الوسط القروي وكذا في المجاالت الحضرية ،وتعزيز النجاعة
والتعاضد والتعاون بين الجماعات المتواجدة بترابها ،من خالل:
-توفير التجهيزات والخدمات األساسية في الوسط القروي.
-تفعيل مبدأ التعاضد بين الجماعات ،وذلك بالقيام باألعمال وتوفير الخدمات وإنجاز
المشاريع أو األنشطة التي تتعلق أساسا بالتنمية االجتماعية بالوسط القروي.
-محاربة اإلقصاء والهشاشة في مختلف القطاعات االجتماعية.
-تعزيز قدرات إدارة العمالة أو اإلقليم
-سعيا لبلوغ النجاعة والفعالية ،ولتمكين العمالة أو اإلقليم من القيام بوظائفها بكيفية
فعّالة ،تم تعزيز قدرات إدارتها بمنحها آليات وهياكل للعمل متطورة وعصرية منها مديرية
عامة للمصالح ومديرية لشؤون الرئاسة والمجلس.
-كما تم منح الرئيس صالحيات تنظيمها وتحديد اختصاصاتها بقرار بعد مداوالت
المجلس تماشيا مع روح مبدأ التدبير الحر.
-اعتماد نظام أساسي خاص بموظفي الجماعات الترابية يحدد بقانون.
-تقوية آليات التعاون والشراكة
51
-ترسيخ مبادئ الحكامة في تدبير شؤون العمالة أو اإلقليم
تكتسي أساليب التدبير الفعّالة أهمية قصوى في نجاح كل السياسات العمومية ،وعلى هذا
األساس يصبح االلتزام بقواعد الحكامة الجيدة ضرورة حتمية بالنسبة لكل الهيئات العمومية،
لهذا تم التنصيص على بعض قواعد الحكامة الجيدة ،نذكر منها ما يلي:
-تقيد العمالة أو اإلقليم بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر في احترام تام لقواعد الحكامة
والسيما في مجاالت المساواة بين المواطنات والمواطنين في ولوج المرافق العمومية،
وتكريس قيم الديمقراطية والشفافية والمحاسبة والمسؤولية وترسيخ سيادة القانون.
-التنصيص على ضرورة احترام مقتضيات النظام الداخلي للمجلس ،وقواعد التداول
الديمقراطي للمجلس ،وشفافية مداوالت مجلس ،والديمقراطية التشاركية ،والتصريح
بالممتلكات ،وعدم تنازع المصالح ،وعدم استغالل مواقع النفوذ.
-التنصيص على ضرورة اعتماد األساليب الفعالة للتدبير (تحديد المهام ،وضع دالئل
للمساطر ،تبني التدبير بحسب األهداف ،البرمجة متعددة السنوات ،وضع منظومة لتتبع
المشاريع والبرامج).
-إعداد قوائم محاسبية ومالية من طرف الرئيس تتعلق بالتسيير والوضعية المالية
لمجلس العمالة أو اإلقليم والهيئات التي تسير مرفقا عموميا تابعا لها ،ويتم إطالع العموم على
هذه القوائم؛
-اعتماد مبادئ التقييم المستمر والمراقبة الداخلية واالفتحاص.
52
أحكام تكرس المبادئ الدستورية
-اعتماد مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه للجماعة سلطة التداول بكيفية ديمقراطية
وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها؛
-تفعيل مبدأ التفريع كأساس تحديد االختصاصات الذاتية واالختصاصات المشتركة مع
الدولة واالختصاصات المنقولة من الدولة إلى الجماعة ،مع مراعاة عنصري االنسجام
والتكامل مع الجماعات الترابية األخرى؛
-اعتماد مبدأي التدرج في الزمان ،والتمايز في المجال عند ممارسة االختصاصات
المنقولة؛
-مأسسة مبدأي التعاون والتضامن بإعطاء الجماعة سلطة تحديد أشكال التعاون مع الجماعات
الترابية األخرى؛
-ممارسة السلطة التنظيمية من طرف رئيس مجلس الجماعة؛
-إخضاع قرارات ومقررات الجماعات لرقابة المشروعية؛
-التنصيص على اختصاص القضاء وحده في جميع المنازعات المتعلقة بتسيير المجالس
(العزل ،الحل ،بطالن المداوالت ،إيقاف تنفيذ المقررات والقرارات...).
-تعزيز دور أجهزة تدبير مجلس الجماعة و تجويد أنظمة تسييرها
-إعطاء تعريف ألجهزة المجلس ولألعضاء المزاولين مهامهم؛
-إمكانية تكوين فرق بالنسبة للمجالس ذات نظام المقاطعات؛
-تنافي مهام رئيس أو نائب رئيس مجلس الجماعة مع مهام رئيس ونائب رئيس جماعة
ترابية أخرى ومع مهام رئيس ونائب رئيس غرفة مهنية وتعاين بقرار اإلقالة بحكم
القانون في حالة الجمع بين مهام متنافية؛ ومنع الجمع بين رئاسة مجلس الجماعة
والعضوية في الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري أو مجلس المنافسة أو الهيئة
الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها؛
-حصر الترشح لمنصب الرئيس في المرتبين على رأس اللوائح الخمسة األولى الفائزة
بمقاعد ،بالنسبة للجماعات التي يتم فيها االقتراع بالالئحة ،ومن بين أعضاء المجلس
بالنسبة للجماعات األخرى مع إلزام المنتمين لألحزاب السياسية باإلدالء بتزكية الحزب؛
53
-انتخاب نواب الرئيس عن طريق الالئحة واعتماد األغلبية المطلقة في الدورين األول
والثاني واألغلبية النسبية في الدور الثالث وفي حالة التعادل ترجح الالئحة التي يقدمها
الرئيس؛
-التخلي عن كون كاتب المجلس ونائبه يحسنان القراءة والكتابة وعن التعيين من موظفي
الجماعة لكاتب مساعد ،في حالة عدم وجود مترشحين يحسنون القراءة والكتابة؛
-التنصيص على إحداث لجنتين دائمتين على األقل و خمسة على األكثر عوض تحديد
عدد اللجان حسب عدد األعضاء؛ وفتح المجال للنظام الداخلي لتحديد عدد اللجان
الدائمة؛
-التنصيص على السعي إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء في الترشح لرئاسة
اللجان الدائمة ،وتمكين المعارضة من رئاسة إحدى اللجان الدائمة؛
-التنصيص على أن مقتضيات النظام الداخلي ملزمة لألعضاء؛
-عقد 3دورات عادية في السنة عوض ،4مع إمكانية عقدها في عدة جلسات ولكل جلسة
جدولة زمنية؛
-تمديد الدورة بقرار لرئيس المجلس عوض الوالي أو العامل؛
-وجوب تسجيل في جدول األعمال النقط اإلضافية عند تقديم الطلب من طرف نصف عدد
األعضاء؛
-اعتماد األغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم في التصويت األول التخاذ
مقررات تهم قضايا مهمة محددة واعتماد األغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها بالنسبة لنفس
القضايا في تصويت ثاني؛
-التنصيص على تمثيلية الجماعة داخل الهيئات التداولية لألشخاص االعتبارية الخاضعة
للقانون العام أو لكل هيئة استشارية؛
-إمكانية توجيه أسئلة كتابية من قبل األعضاء إلى رئيس المجلس حول مسائل تهم مصالح
الجماعة؛
-خضوع أرشيف الجماعة للقانون رقم 69.99المتعلق باألرشيف.
54
-تحسين الوضعية االعتبارية والمادية للمنتخب و تحديد أدق لواجباته
-منع األعضاء من التخلي عن االنتماء السياسي طيلة مدة االنتداب؛
-استفادة أعضاء المجلس من تكوين مستمر في المجاالت المرتبطة باختصاصات
الجماعة؛
-وجوب توجيه نسخة من سجل المداوالت مشهود على مطابقتها لألصل إلى العامل عند
انتهاء مدة انتداب مجلس الجماعة؛
-استفادة الموظف عضو المجلس الذي انتخب رئيسا للمجلس من وضعية اإللحاق أو
حالة الوضع رهن اإلشارة لدى الجماعة بطلب منه ودون اشتراط التزامه بالتفرغ التام؛
-حصر دور الرئيس المستقيل والنواب في تصريف األمور الجارية؛
-إمكانية مطالبة الرئيس بتقديم استقالته بملتمس لثلثي ( )3/2األعضاء يقدم لمرة واحدة
عند منتصف الوالية؛
-عدم أهلية الرئيس المقال والمستقيل للترشح لمزاولة مهام الرئيس خالل ما تبقى من
مدة انتداب المجلس عوض خالل أجل سنة؛
-بعد إعذار المجلس الذي رفض القيام باألعمال المنوطة به ،يمكن للعامل إحالة األمر
إلى المحكمة اإلدارية من أجل حل المجلس؛
-خضوع ممارسة سلطة الحلول لمراقبة القضاء اإلداري.
االختصاصات المخولة للجماعة
-بناء على مبدأ التفريع ،تم تمكين الجماعة من اختصاصات ذاتية واختصاصات
مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة؛
-التمييز بين اختصاصات الجماعة وصالحيات المجلس والرئيس؛
-تمكين الجماعة من إنجاز مشاريع ومرافق ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية؛
-تعويض المخطط الجماعي للتنمية ببرنامج عمل الجماعة؛ وإعداد هذا البرنامج يتم
بتنسيق مع عامل العمالة أو اإلقليم بصفته مكلفا بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة
المركزية.
55
-تمكين فاعلين آخرين من القطاعين العام والخاص من إحداث وتدبير المرافق المتعلقة
بأسواق البيع بالجملة ،والمجازر والذبح ونقل اللحوم وأسواق بيع السمك؛ مع وجوب اعتماد
الجماعة عند إحداث أو تدبير هذه المرافق سبل التحديث في التدبير المتاحة لها( ،التدبير
المفوض أو إحداث شركات التنمية المحلية أو التعاقد مع القطاع الخاص)؛
-التخلي عن االختصاصات االستشارية للمجلس؛
-ضرورة استشارة المجلس في السياسات القطاعية التي تهم الجماعة والتجهيزات
والمشاريع الكبرى التي تخطط الدولة إنجازها فوق تراب الجماعة.
-تعزيز دور المواطنين والمجتمع المدني عن طريق آليات تشاركية للحوار
-التنصيص على إحداث آليات تشاركية للحوار والتشاور من طرف مجلس الجماعة ؛
-تمكين المواطنات والمواطنين والجمعيات من حق تقديم العرائض إلدراج نقطة في
جدول أعمال المجلس؛
-التنصيص على العرائض وشروط تقديمها من قبل المواطنات والمواطنين
والجمعيات.
صالحيات واضحة لرئيس المجلس
-تعيين رئيس لديوان رئيس المجلس ومكلف بمهمة في الجماعات التي يفوق عدد
أعضاء مجلسها 43عضوا ،وإمكانية تعيين 4مستشارين بديوان رئيس مجلس
الجماعات ذات نظام المقاطعات.
-مصادقة رئيس المجالس على صفقات الجماعة.
-إمكانية تفويض اإلمضاء على الوثائق المتعلقة بالمداخيل والنفقات للمدير أو المدير
العام؛
-إلغاء النظام الخاص بجماعة الرباط وتعويضه بمقتضيات تمكن عامل الرباط من
ممارسة صالحيات الرئيس في مجاالت تنظيم السير والجوالن والوقوف بالطرق العمومية
والمحافظة على سالمة المرور بها وتنظيم األنشطة التجارية والصناعية والحرفية غير
56
المنظمة ومراقبتها ورخص االحتالل المؤقت للملك العمومي بدون إقامة بناء داخل مجال
ترابي يحدد بمرسوم.
-حصر وتقليص المراقبة اإلدارية في إطار مواكبة أجهزة الجماعة في أداء مهامها
-تعويض مفهوم الوصاية بالمراقبة اإلدارية تماشيا مع مقتضيات الدستور.
-ربط المراقبة اإلدارية بالجوانب المتعلقة بمشروعية القرارات والمقررات.
-اختصاص المحكمة اإلدارية في البت في النزاعات المتعلقة بالمراقبة اإلدارية.
-تبليغ القرارات الفردية المتعلقة بالتعمير إلى عامل العمالة أو اإلقليم داخل أجل 5أيام
بعد تسليمها إلى المعني بها.
-تعرض العامل يلزم المجلس بإجراء دراسة جديدة للمقرر وفي حالة اإلبقاء عليه يحيل
العامل األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية عوض بت الوزير األول في
المسألة بمرسوم.
-تحديد أجل 20يوما دون تمديد للتأشير عوض 45و 30يوما قابلة للتمديد.
-اعتماد قاعدة المراقبة البعدية باستثناء بعض المجاالت المحدودة ،خاصة في الميدان
المالي ،التي تخضع للتأشيرة القبلية.
-تمكين الجماعة من إدارة و أجهزة تنفيذ المشاريع وآليات للتعاون والشراكة
-تمكين الجماعات من مديرية للمصالح وإمكانية توفر جماعات تحدد بمرسوم على
مديرية عامة للمصالح؛
-التعيين في جميع المناصب يتم بقرار للرئيس ويخضع التعيين في المناصب العليا
لتأشير السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية؛
-خضوع الموارد البشرية العاملة بإدارة الجماعة ومؤسسات التعاون بين الجماعات
ومجموعات الجماعات الترابية ألحكام نظام أساسي خاص بموظفي إدارة الجماعات
الترابية؛
-التخلي عن شرط عدد السكان لتكوين مؤسسة التعاون بين الجماعات.
-وضع نظام المالي للجماعة يتماشى مع متطلبات التحديث والنجاعة الجديدة للدولة في
هذا المجال
57
-اعتماد البرامج والمشاريع في تبويب الميزانية ،في انسجام مع مقتضيات القانون
التنظيمي للمالية؛
-اعتبار النفقات المتعلقة بتنفيذ القرارات واألحكام القضائية الصادرة ضد الجماعة
والمخصص اإلجمالي لتسيير المقاطعات بالنسبة للجماعات ذات نظام المقاطعات
نفقات إجبارية؛
-إخضاع سلطة الحلول لرقابة القضاء اإلداري وتخفيض آجال التأشير؛
-اإلحالة على النصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية لتحديد شروط وطرق
إبرام صفقات الجماعات المحلية ومجموعاتها والقواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها؛
-خضوع مالية ومحاسبة الجماعة لتدقيق سنوي ينجز إما من طرف المفتشية العامة
للمالية أو المفتشية العامة لإلدارة الترابية أو بشكل مشترك بينهما أو من طرف هيئة
للتدقيق؛
-تمكين المجلس من إحداث لجان للتقصي.
-تحسين وتطوير نظام المقاطعات
-تمكين كاتب المجلس بالمقاطعات ونائبه ورؤساء اللجان الدائمة ونوابهم الذين ال
يتقاضون أي تعويض بمجلس الجماعة ،من االستفادة من تعويضات عن المهام
والتمثيل تحدد بمرسوم؛
-تحديد عدد اللجان الدائمة التي يؤلفها مجلس المقاطعة في 3لجان على األكثر مع
تكمين المجلس من تكوين لجان مؤقتة؛
-تحديد بعض الصالحيات في مجال التدابير المتعلقة بالشرطة اإلدارية التي يمارس
رئيس مجلس المقاطعة داخل حدود المقاطعة كتلقي التصاريح المتعلقة بمزاولة
األنشطة التجارية والحرفية غير المنظمة ،وتلقي التصاريح المتعلقة بفتح المؤسسات
المضرة أو المزعجة أو الخطيرة المرتبة في الصنف الثالث؛
-تمكين رئيس مجلس المقاطعة من منح رخص البناء ورخص السكن وشواهد المطابقة
المتعلقة بالمشاريع الصغرى.
58
فتح اإلمكانية لرئيس مجلس الجماعة أن يعين رؤساء مجالس المقاطعات آمرين
مساعدين بصرف نفقات التجهيز المتعلقة بمشاريع القرب؛
-التنصيص على أن ال يقل مجموع المخصصات اإلجمالية لفائدة مقاطعات الجماعة
عن % 10من ميزانية الجماعة.
-التنصيص على آليات الحكامة المرتبطة بالتدبير الحر انسجاما مع المقتضيات
الدستورية الجديدة
-التنصيص على ضرورة اعتماد األساليب الفعالة للتدبير (تحديد المهام ،وضع دالئل
للمساطر ،تبني التدبير بحسب األهداف ،البرمجة متعددة السنوات ،وضع منظومة
لتتبع المشاريع والبرامج)؛
-إعداد قوائم محاسبية ومالية من طرف الرئيس تتعلق بالتسيير والوضعية المالية
لمجلس الجماعة والهيئات التي تسير مرفقا عموميا تابعا لها ،ويتم إطالع العموم على
هذه القوائم؛
-اعتماد مبادئ التقييم المستمر والمراقبة الداخلية واالفتحاص؛
-التزام الدولة بمواكبة الجماعة لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة
االختصاصات الموكولة إليها .وذلك عن طريق
-تحديد اآلليات لتمكين المنتخبين من دعم قدراتهم التدبيرية عند بداية كل انتداب جديد؛
-وضع أدوات تسمح للجماعة بتبني أنظمة التدبير العصري والسيما مؤشرات التتبع
واإلنجاز واألداء وأنظمة المعلومات؛
-وضع آليات للتقييم الداخلي والخارجي المنتظم؛
-تمكين مجلس الجماعة من المعلومات والوثائق الضرورية للقيام بممارسة صالحياته.
59