You are on page 1of 59

‫جامعة القاضي عياض‬

‫المركز الجامعي‪-‬قلعة السراغنة‬

‫محاضرات في‬
‫التنظيم اإلداري‬

‫األستاذ ‪ :‬سعيد بوفريوى‬

‫املوسم الجامعي‬
‫‪2019-2020‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫كما سبق وأن تعرفتم في الفصل االول في مادة المدخل لدراسة العلوم القانونية على ان‬
‫مفهوم كلمة القانون ‪ kanun‬والتى تعني باليونانية( وهو البلد المنشأ لهذا المصطلح بل ولكل‬
‫الثقافة القانونية والديمقراطية عامة وفالسفتها أرسطو و افالطون‪ ،‬و سقراط وغيرهم كثير‬
‫والذين أبدعوا في هذا المجال)‪.‬‬
‫‪-‬قلنا أن كلمة قانون أو ‪kanun‬تعني العصا المستقيمة ويطلق مصطلح قانون ايضا على‬
‫كل قاعدة ثابتة تفيد استمرار أمر معين وفقا لنظام ثابت‪.‬‬
‫‪ -‬فهو يستخدم لإلشارة إلى العالقة التي تحكم الظواهر الطبيعية‪ ،‬او لإلشارة إلى العالقة‬
‫التي تحكم قواعد السلوك‪ ،‬فنقول مثال( قانون الجاذبية‪ ،‬قانون الغلبان أو االنصهار في عالم‬
‫الفيزياء‪ ،‬أو قانون العرض والطلب في عالم االقتصاد ‪)...‬‬
‫‪ -‬إال أنه في مجال العلوم االجتماعية وبصفة خاصة في مجال الدراسات القانونية في‬
‫كليات الحقوق ينصرف اصطالح القانون بصفة عامة إلى‪ :‬مجموعة القواعد التي تطبق على‬
‫االشخاص في عالقاتهم االجتماعية‪ ،‬ويفرض عليهم احترامها ومراعاتها في سلوكهم بغية‬
‫تحقيق النظام في المجتمع أو مابات يصطلح عليه السلم االجتماعي‪.‬‬
‫ويمكن تعريف القانون بمعناه الواسع ويعني مجموعة القواعد العامة المجردة التي‬
‫تهدف إلى تنظيم سلوك االفراد داخل المجتمع‪ ،‬والمقترنة بجزاء توقعه السلطة العامة جبرا‬
‫على من يخالفها‪.‬‬
‫وهذا التعريف يشمل معه ايضا القواعد المعمول بها في المجتمع حتى ولو كانت من‬
‫قبيل العرف أو الدين أو الفقه أو القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن تعريف القانون بالمعنى الضيق ومضمونه مجموعة القواعد القانونية التي‬
‫تصدرها السلطة التشريعية والتي تنظم العالقات بين االفراد أو عالقاتهم بالدولة في إحدى‬
‫مجاالت الحياة االجتماعية أو االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬ورغم اختالف الفقهاء‪ ،‬فلقد اجمع الجميع ومنذ زمن بعيد على تقسيم القانون إلى عام‬
‫وخاص‪ ،‬وذلك للتمييز بين الدولة صاحبة السيادة والسلطان وبين االفراد الذاتيين أو‬
‫االشخاص العاديين‪ ،‬ومعيار هذا التمييز يرتكز باألساس على وجود الدولة من عدمه كأحد‬
‫طرفي العالقات القانونية‪ ،‬فإن كانت صاحبة السيادة اعتبر قانونا عاما وإن لم تكن اعتبر‬
‫قانونا خاصا‪.‬‬
‫‪ -‬وموضوعنا في تناول هذه المادة أي التنظيم االداري التي هي أحد الموضوعات‬
‫األساسية للقانون االداري والذي بدوره يعتبر أحد مكونات أو فروع القانون العام الداخلي إلى‬

‫‪2‬‬
‫جانب القانون الدستوري والقانون المالي‪ ،‬إلى جانب القانون العام الخارجي بفرعيه( القانون‬
‫الدولي العام وقانون المنظمات الدولية) ولإلحاطة بكافة جوانب المادة أي التنظيم االداري‪،‬‬
‫البد في البداية من دراستها في إطارها القانوني العام‪ ،‬أي البد من إعطاء ورقة تعريفية ولو‬
‫بشكل موجز عن القانون اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬فماذا نقصد بمفهوم القانون اإلداري وما عالقته بمفهوم التنظيم اإلداري؟‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية القانون اإلداري و مضمونه‬
‫‪ -‬إن تناول موضوع القانون اإلداري كإطار قانوني وعام لمادتنا التي هي التنظيم‬
‫اإلداري‪ ،‬يتطلب منا وجوبا تحديد مفهومه القانوني وتبيان عالقته بالقوانين االخرى وذلك‬
‫لمعرفة مواضيعه ومضمونه الذي يشتغل عليه أي القانون اإلداري (المبحث األول) وإبراز‬
‫خصائصه ومصادره وكيفية نشأته في كل من فرنسا والمغرب ( المبحث الثاني)‬
‫المبحث األول ‪ :‬تحديد مفهوم القانون اإلداري وعالقته بالقوانين االخرى‬
‫‪ -‬في البداية ال بد من اإلشارة إلى أن هناك اختالف بين مجموعة من فقهاء القانون‬
‫اإلداري حول هذه التسمية هل يجب أن تكون بصيغة الجمع أي القوانين اإلدارية (ولهم‬
‫أسبابهم التبريرية في ذلك)‪ ،‬ام يجب ان تكون‪ -‬أي التسمية بصيغة المفرد –أي القانون‬
‫اإلداري – ولهم كذلك تبريراتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬لكن أيا كانت التسمية سواء بصيغة الفرد أو بصيغة الجمع‪ ،‬فإن المصطلح يتكون من‬
‫عنصرين هامين‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون ‪ :‬وكما سبق أن تعرفتم على تعريفه وأقسامه‪ ،‬فهو عبارة عن مجموعة من‬
‫القواعد المتسمة بصفة العمومية والتجريد واإللزام ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلداري ‪ :‬وسبب تسميته بذلك‪ ،‬أنه يحكم إدارة الدولة من حيث تكوينها ونشاطها‪،‬‬
‫بمعنى أنه يحكم اإلدارة بمعنييها العضوي والمادي‪ ،‬أو الشكلي والموضوعي‪ ،‬وسوف نرى‬
‫ذلك في قابل المحاضرات إن شاء هللا‪.‬‬
‫لذلك يقال بأن القانون اإلداري هو قانون اإلدارة بامتياز‪.‬‬
‫لقد حظي القانون اإلداري بتعريفات عديدة تدور أو تتمحور جميعها حول ارتباطه‬
‫باإلدارة سواء كان ذلك متعلقا بتنظيم تلك اإلدارة‪ ،‬أم نشاطها أم بالرقابة القضائية عليها‪ ،‬ومن‬
‫هذه التعريفات ما شمل تلك األوجه ومنها ما اقتصر علي إيراد بعضها‪.‬‬
‫‪ -‬إن وجود القانون اإلداري مرتبط اساسا بوجود الدولة ككيان سياسي( دولة موحدة أو‬
‫دولة فيدرالية )‪ ،‬ألنه لممارسة السلطة‪ ،‬الدولة في حاجة إلى وجود وسائل وأجهزة‬
‫واشخاص لتنف يذ سياساتها العمومية أو القطاعية‪ ،‬وهو ما يعني أن القانون اإلداري‬
‫يهتم باإلدارة العامة في جوانبها التنظيمية والوظيفية والوسائل (النشاط) والقضائية‬
‫‪ -‬يمكن إذا القول بأن القانون اإلداري‪ ،‬هو قانون سياسي غايته هي حماية مزدوجة‬
‫للحقوق العامة(الدولة واألشخاص العامة األخرى) والخاصة (االفراد والشركات)فما هو‬

‫‪3‬‬
‫مفهوم القانون االداري (المطلب األول) وماهي طبيعة عالقته بالقوانين األخرى (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم القانون اإلداري‪:‬‬
‫‪ -‬كل التعريفات التي تناولت مفهوم القانون اإلداري تجمع على أنه فرع من فروع‬
‫القانون العام الداخلي‪ ،‬وكذلك هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم نشاط االدارة‬
‫والسلطة التنفيذية اثناء تأدية وظيفتها اإلدارية‪ ،‬وتبين كيفية إدارتها للمرافق العامة‪،‬‬
‫واستغاللها لألموال العامة‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد عالقة الدولة بموظفيها من حيث التعيين‬
‫والترقية والتكليف واإلعارة وغير ذلك من العالقات وتعتبر فرعا من فروع القانون العام‪،‬‬
‫اذن كيف عرف الفقه القانون اإلداري (الفقرة األولى) وما هو معيار أو معايير القانون‬
‫اإلداري (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬القانون االداري‬
‫‪ -‬يعتبر الفقيه الفرنسي رينيهشابوسي)‪CHAPUS(CR‬أول من استخدم مصطلح (القانون‬
‫اإلداري) في مؤلفاته التي التزال مرجعا لدراسة القانون اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬ويعرف االستاذ (‪ delaubadeie)A‬القانون اإلداري بانه‪ ":‬ذلك الفرع من القانون‬
‫العام الداخلي الذي يتضمن تنظيم ونشاط اإلدارة التي تعمل من قبل السلطة السياسية تضمن‬
‫تحقيق مختلف أوجه تدخل الدولة الحديثة ثم يفصل ذلك فيقول ‪ ":‬إن هذا المعنى سيجعل‬
‫القانون اإلداري مستوعبا ألربعة ميادين‪ :‬تنظيم اإلدارة ونشاطها ووسائلها واخيرا الرقابة‬
‫القضائية على أعمالها‪.‬‬
‫‪ -‬ويعرفه االستاذ ‪ benoit‬بقوله‪ :‬القانون اإلداري هو عبارة عن مجموعة من القواعد‬
‫المتعلقة بتنظيم ونشاط اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬هذا الطرح لقي استجابة من طرف االجتهاد القضائي ‪ ،‬غير أنه أثار تحفظ العديد من‬
‫فقهاء القانون اإلداري مثل‪( charleIzmane‬شارل أيزمانو ‪,‬جون قالين ‪.),,,‬‬
‫‪ -‬وهناك تعريف ثالث‪ ،‬ينطلق من االعتبارات السابقة للتوفيق بين وجهات النظر ويمثله‬
‫‪ Pavlamsilik‬بول أمسيليك‪ ،‬حيث اعتبر "ان القانون اإلداري هو القانون الذي يطبق على‬
‫اإلدارة‪،‬على العمل االداري سواء تضمن هذا القانون‪ ،‬سواء تضمن هذا القانون أنظمة القانون‬
‫الخاص أو تضمن أنظمة القانون العام وسواء تم تطبيق هذا القانون من طرف المحاكم‬
‫اإلداريةأو من طرف المحاكم العادية‪.‬‬
‫‪ -‬الخالصة إذن أن القانون اإلداري باعتباره أحد مظاهر تنظيم الدولة ساهم في خلق‬
‫القواعد القانونية المنظمة ألنشطة اإلدارة‪ ،‬وهو ايضا القانون الذي ترتبط به السلطات‬
‫االستثنائية لألشخاص المعنوية العامة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬وإذا كان البعض يعتبر أن القانون اإلداري يشكل مصدرا للتعقيدات بالنسبة للمرتفقين‬
‫وكذلك بالنسبة للمتقاضين ()‪،)delvove(CP‬فإن هذا يجعلنا نأخذ بعين االعتبار في دراسة‬
‫هذا الحقل المعرفي أهميته البالغة وفي نفس الوقت الصعوبات المترتبة عن دراسته‪ ،‬لكن‬
‫المالحظ أن القانون اإلداري أصبح يقتحم مختلف جوانب حياتنا وينظم غالبية أنشطتنا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية معيار القانون اإلداري‬


‫‪ -‬من بين األسباب التي أدت إلى إبراز مشكلة ظهور اإلدارة العامة هو تحديد المقاييس‬
‫التي استخدمها رجال القانون في التعريف باإلدارة العامة أو القانون اإلداري وأهم المعايير‬
‫التي اثارت الجدل هو المعيار العضوي أو الشكلي و المعيار الموضوعي أو الوظيفي‪.‬‬
‫‪ -‬فه ل القانون اإلداري هو قانون اإلدارة منظور إليها بوصفها مجموعة أعضاء أو‬
‫أجهزة وهيئات لممارسة نشاط معين‪ ،‬أو هو قانون الوظيفة اإلدارية ؟‬
‫‪ -‬إن أهمية تحديد أساس القانون اإلداري‪ ،‬تكمن في أن وضع هذا األساس سيساهم في‬
‫تحديد والية هذا القانون وحصر مجال تطبيقه‪.‬‬
‫‪ -1‬من حيث الجهة القضائية صاحبة االختصاص‪:‬‬
‫إن وضع أ ساس للقانون اإلداري‪ ،‬وتوظيف هذا األساس عملية من شأنها أن توضح لنا‬
‫اختصاص كل من القضاء العادي واإلداري خاصة في الدول التي تأخذ بازدواجية القضاء‬
‫كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا والمغرب‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث القواعد القانونية الواجبة التطبيق‪:‬‬
‫لمعرفة القواعد القانونية الواجبة التطبيق خاصة إذا نظرنا إلى االختالف الكبير بين‬
‫قواعد القانون الخاص وقواعد القانون العام‪.‬‬
‫‪ -‬لقد أدى التطور الحديث لقواعد القانون اإلداري خصوصا بالنسبة للدول المبنية على‬
‫نظام ازدواجية القضاء إلى تمييز كبير لقواعد هذا القانون في شتى الميادين سواء في نظام‬
‫المال أو في نظام التعاقد أو في مجال المسؤولية واحكامها األمر الذي صار يتعذر معه يقينا‬
‫إخضاع اإلدارة في أموالها وعقودها وفي نظام مسؤوليتها المدنية لقواعد القانون المدني دون‬
‫سواها‪ ،‬وال مانع من أن تخضع له جزئيا كما يتناسب وطبيعة هذا القانون‬
‫أوال ‪ :‬معيار السلطة العامة ‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر ‪ MauriCE houriou‬رائد هذه المدرسة‪ ،‬ومفاد هذه النظرية أن الدولة‬
‫واالدارة تعلو إرادة األفراد ومن ثم فإن لها الصالحية في أن تستعمل اساليب السلطة‬
‫العامة‪ ،‬وهي إن قامت بهذا النوع من االعمال ( نزع الملكية‪ ،‬غلق محل‪ ،‬فرض تلقيح‬
‫‪...‬اخ ) وجب أن تخضع لمبادئ وأحكام القانون اإلداري‪ ،‬كما تخضع في منازعاتها‬
‫المترتبة عن هذه األعمال أمام القاضي اإلداري‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬وال تخضع اإلدارة ألحكام القانون اإلداري فحسب‪ ،‬بل تخضع أيضا للقانون الخاص‬
‫وتمثل منازعاتها أمام القضاء العادي‪ ،‬وذلك عندما تنزل من مرتبة األفراد وتباشر أعماال‬
‫مدنية‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬معيار المرفق العام ‪:‬‬
‫‪ -‬عرف المرفق العام تعريفا عاما مفاده أن المرفق العام هو كل مشروع تديره الدولة‬
‫بنفسها أو تحت إشرافها إلشباع الحاجات العامة بما يحقق المصلحة العامة‪ .‬ويستعمل‬
‫مصطلح المرافق العامة بمعنين أولهما عضوي وثانيهما مادي ‪.‬‬
‫‪ -1‬المعنى العضوي أو الشكلي‪:‬‬
‫ويقصد به المنظمة أو الهيئة أو الجهة العامة التي تهدف بعمالها وأموالها لنشاط محقق‬
‫للنفع العام كالجامعات والمستشفيات‬
‫‪ -2‬المعنى المادي أو الوظيفي‪:‬‬
‫‪ -‬ويمثل في النشاط الذي يمارسه المرفق بهدف المصلحة العامة كنشاط التعليم‬
‫والصحة ‪....‬اخر ‪ .‬حيث قامت نظرية المرفق العام في الفقه الفرنسي كأساس للقانون‬
‫اإلداري على ثالثة أعالم من فقهاء القانون العام حيث اعتبر كل من ليون ‪،dugnit‬‬
‫وجيز‪jezé‬وبونارد‪ ،bonnard‬ورواد هذا المعيار ‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة (حسب هؤالء الثالثة)ليست شخصا يتمتع بالسلطة والسيادة والسلطات (كما‬
‫ذهب إلى ذلك اصحاب السلطة العامة) بل هي مجموعة مرافق عامة تعمل لخدمة المجتمع‬
‫وإشباع حاجات األفراد‪ ،‬الدولة جسم خالياه المرافق العامة‪.‬‬
‫‪ -‬ويقصد بالمرافق العامة مشروعات عامة تتكون من أشخاص وأموال تهدف إلى‬
‫إشباع حاجات عامة‪ ،‬وهذه المرافق تتميز بأنها مشروعات يعجز األفراد عن القيام بها ‪.‬‬
‫المرفق العام هو جوهر القانون اإلداري وإليه يرجع جميع موضوعاته وتحديد نطاق‬
‫اختصاصاته وواليته‪.‬‬
‫من الجدير بالذكر أن هذا الفكر استمد واستنبط هذا األساس من أحكام القضاء اإلداري‬
‫الفرنسي‪ ،‬حيث تبنى مجلس الدولة الفرنسي فكرة المرفق العام كأساس تطبيقي للقانون‬
‫اإلداري منذ النصف الثاني من القرن ‪ 19‬في سلسلة من األحكام أهمها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حكم بالنكو ‪Blanco‬جامعة ‪.‬‬
‫‪ -‬وي عد من أهم االحكام اإلدارية في تاريخ القانون اإلداري بصفة عامة والفرنسي بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬وهو حكم محكمة التنازع في قضية بالنكو الشهيرة حيث تعرضت بنت صغيرة‬
‫تدعى يجينزبالنكو لحادثة تسببت فيها عربة تابعة لوكالة التبغ التي كانت تقل إنتاج هذه‬
‫الوكالة من المصنع إلى المستودع‪ ،‬فقام ولي البنت برفع دعوى لتعويض الضرر المادي الذي‬
‫حصل إلبنته في مواجهة الدولة باعتبارها مسؤولة عن األخطاء للتي يرتبها موظفوها‪ ،‬ولما‬

‫‪6‬‬
‫عرض االمر على محكمة التنازع لتقرر جهة القضاء المسؤولة عن البث في النزاع‪ ،‬قررت‬
‫المحكمة بتاريخ ‪8‬فبراير ‪:1873‬‬
‫‪ -‬وحيث إن محل الدعوى المقامة من طرف السيد بالنكو ضد مدير إقليم الجيرونة‬
‫ممثل الدولة هو تقرير مسؤولية الدولة مدنيا عن الضرر الناشئ عن الجرح الذي أصيبت به‬
‫إبنته بفعل العمال الذين تستخدمهم إدارة التبغ‪ ،‬وحيث إن مسؤولية الدولة عن األضرار التي‬
‫تسببها اإلدارة بفعل االشخاص الذين تستخدمهم في المرفق ال يمكن أن تحكمها المبادئ التي‬
‫يقررها القانون المدني الذي ينظم الروابط بين االفراد بعضهم ببعض فكلما تعلق األمر‬
‫بمرفق عام فالمسؤولية هي مسؤولية إدارية والقانون الواجب التطبيق هو القانون اإلداري ‪.‬‬
‫وهكذا اعتبر المرفق العام أساسا لتحديد نطاق القانون اإلداري معيارا الختصاص‬
‫القضاء اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬إال أنه مع المتغيرات التي عقبت الحرب العالمية األولى‪ ،‬وما ترتب عن ذلك من‬
‫تدخل للدولة في كثير من المجاالت‪ ،‬وأنشأت طبعا مرافقا عامة لتجسد هذا التوجه‪ ،‬بدأت‬
‫االنتقادات توجه إلى النظرية( نظرية المرفق العام) وقد كان حكم( ‪ )Bacd’èloca‬الصادر‬
‫عن محكمة التنازع الفرنسية بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪1921‬نقطة التحول ‪ )cated’uanè‬وعليه فإن‬
‫ظهور أنواع جديدة من المرافق العامة االقتصادية‪ ،‬والمهنية واالجتماعية جعل من تطبيق‬
‫القانون اإلداري في كل نشاطات المرفق العام أمرا مستبعدا‪ ،‬ذلك أن هذه المرافق العامة ال‬
‫تخضع في الكثير من الجوانب للقانون اإلداري من جهة‪ ،‬كما أن الدولة قد عهدت إلى‬
‫الخواص إلدارة بعض المرافق العامة من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ -‬وأ دى هذا التطور بصورتيه إلى نتائج متباينة ومتعارضة‪ ،‬من جهة إلى الحد من‬
‫مجال تطبيق القانون اإلداري لدرجة كبيرة لصالح القانون الخاص‪ ،‬ومن جهة أخرى إلى‬
‫استعمال وسائل القانون العام لتمكين النشاط الخاص من المعاونة في تحقيق المصلحة العامة‪،‬‬
‫ولهذا شكك بعض الفقهاء مثل (‪ )Reverecj‬في قيمة فكرة المرفق العام كأساس ومعيار وحيد‬
‫لتحديد مجال القانون اإلداري‪ ،‬وحاول بعضهم إيجاد بديل يكون أكثر استجابة للتطورات‬
‫الحديثة ‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪:‬المعيار المختلط‪:‬‬
‫‪ -‬ومقتضى هذا المعيار – وهو الغالب في الفقه والقضاء في الوقت الحاضر‪ -‬هو‬
‫إعمال معياري السلطة العامة والمرفق العام معا‪.‬‬
‫‪ -‬إن هذا المعيار يقوم إذن على محاولة الجمع بين معيار السلطة العامة بما يرتبه‬
‫من امتيازات لإلدارة وما يحمله كذلك من إلتزامات عليها‪ ،‬وبين معيار المرفق العام‪ ،‬ذلك‬
‫كنوع من التكامل في تحديد أساس للقانون اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬هذا التكامل بين فكرتي المرفق العام والسلطة العامة أشار إليه ذ ‪delaubadere‬عند‬
‫قيامه بتجديد معيار المرفق العام بعدما أصابه من تفكك نتيجة األزمات التي تعرض لها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬وهو ما قرره أيضا ذ ‪ ،Catpus‬فقد أشار إلى أهمية معيار السلطة العامة‪ ،‬ولكن في‬
‫الوقت نفسه ال ينكر دور معيار المرفق العام‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون األخرى‪.‬‬

‫يعتبر القانون اإلداري كما أسلفنا فرعا من فروع القانون العام الداخلي( القانون‬
‫الدستوري والقانون المالي) ويمثل الحد الفاصل بين القانون العام و القانون الخاص حسب‬
‫تعبير الفقيه سليمان محمد الفقرةالطماوي بأنه (أي القانون اإلداري) إستند في نشأته إلى‬
‫بعض قواعد ونظريات القانون الخاص‪.‬‬
‫وهوما يعني بأن للقانون اإلداري عالقة بفروع القانون الخاص إلى جانب عالقاته‬
‫بفروع القانون العام الداخلي‪ ،‬وخاصة القانون الدستوري الفقرة(‪)1‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون العام‪.‬‬
‫( لكي نبين استقالل القانون اإلداري عن فروع القانون األخرى سواء منها العام أو‬
‫الخاص ) من خالل تبيان عالقته بهذه الفروع وتحديد أو جه التشابه واالختالف بينه وبين‬
‫القانون الدستوري أوال ثم القانون المالي ثانيا )‬
‫أوال ‪ :‬عالقة القانون اإلداري بالقانون الدستوري‬
‫‪ -‬يعتبر القانون الدستوري والقانون اإلداري فرعان ألصل واحد هو القانون العام‪ ،‬بل‬
‫إن العالقة بينهما هي أعمق من ذلك بكثير ألنهما يعالجان مسألة واحدة هي السلطة التنفيذية‬
‫مع تناول كل فرع لها من جهة معينة‪.‬‬
‫‪ -‬فالقانون الدستوري يركز ويهتم بالسلطة التنفيذية كجهة حكومية وكسلطة دستورية‪،‬‬
‫والقانون اإلداري يهتم بها كإدارة أي من الناحية اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬والشك فيه أن تنظيم الدستور لصالحيات السلطة التنفيذية أو الحكومية وإبراز هيئاتها‬
‫القيادية يفرض تدخل القانون اإلداري ليبين نشاطها ولذلك قال بير تلمي ‪ berthelny‬إن‬
‫الدستور يبين كيف شيدت اآللة الحكومية أما القانون االداري فيبين كيف تسير هذه اآللة‪،‬‬
‫وكيف تقوم كل قطعة منها بوظيفتها ‪.‬‬
‫إن القانون الدستوري يهتم ببيان شكل الدولة ونظام الحكم فيها‪ ،‬وكيفية تكوين السلطات‬
‫العامة في الدولة ( تشريعية‪ ،‬تنفيذية وقضائية)‪ ،‬وكذا تنظيم العالقة بين السلطات فيما بينها‪،‬‬
‫وبينها وبين االفراد (الحقوق والحرية ) ‪ ،‬في حين أن القانون اإلداري نطاقه السلطة التنفيذية‬
‫وظيفتها اإلدارية‪ ،‬أي انه يهتم بتنظيم السلطات اإلدارية المركزية والالمركزية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫النشاط اإلداري ‪...‬‬
‫وبناء عليه فالقانون اإلداري مجاله األعمال اإلدارية وليس كل أعمال السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ويري بعض الفقه (خاصة ‪ vedel‬و‪ chapus‬خاصة في كتابه أن الفرق يكمن أيضا‬
‫في كون القانون اإلداري استطاع أن ينمو ويتطور بإستمرار عكس ما هو عليه الحال‬
‫بالنسبة للقانون الدستوري‪ ،‬وهذا الفرق يمكن مالحظته على مستوى رقابة القضاء‬
‫الدستوري والقضاء اإلداري‪ ،‬بحيث تشع رقابة القضاء القاضي اإلداري‪ ،‬باعتباره‬
‫قاضي الشريعة العامة في المجال اإلداري‪ ،‬لتشمل مختلف النزاعات الناشئة عن‬
‫االعمال والعمليات ذات الطبيعة اإلدارية فيما تطبق رقابة القاضي الدستوري‪ ،‬بحيث‬
‫أنه قاضي مهمة‪ ،‬وبالتالي ال يستطيع النظر إال في الحاالت المنصوص عليها في‬
‫الدستور‪.‬‬
‫وعموما فإن التداخل أو التقارب بين القانونين (الدستوري واإلداري) يعتبر أمر طبيعي‬
‫وهذا ال ينفي اعتبارهما قانونين مستقلين‪ ،‬ألن لكل منهما كما قلنا سابقا مجاله الخاص‬
‫والقواعد الخاصة به‪ ،‬وكذا األجهزة القضائية المتعلقة به حيث نجد من ناحية المحكمة‬
‫الدستورية بالنسبة للقانون الدستوري‪ ،‬ومن ناحية أخرى المحاكم اإلدارية‪ ،‬محاكم االستئناف‬
‫اإلدارية والغرفة اإلدارية لمحكمة النقض بالنسبة للقانون اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬عالقة القانون اإلداري بالقانون المالي‪:‬‬
‫‪ -‬يشتمل القانون المالي على مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم النشاط المالي‬
‫للدولة سواء من حيث الموارد وطريقة تحصيلها أو النفقات وطريقة صرفها وايضا‬
‫الرقابة القانونية على هذه االموال العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬ويمثل هذا النشاط أو العمل (أي تحصيل االموال العامة وصرفها) جزء كبيرا من‬
‫نشاط اإلدارة او الهيئات اإلدارية سواء كانت مركزية أو ال مركزية (أي الميزانية العامة‬
‫للدولة بما فيها ميزانية مرافق الدولة أو ميزانية الجماعات التربية (الجهات‪ ،‬العماالت‬
‫واألقاليم والجماعات) أو المؤسسات والمقاوالت العمومية‪.‬‬
‫إن االجهزة اإلدارية بمختلف مستوياتها( مركزية أو ال مركزية) تحتاج في ممارستها‬
‫ألنشطتها االدارية لنفقات عامة تمكنها من أداء هذا المهام المختلفة بهدف إشباع حاجات‬
‫المجتمع والقيام بأعباء السلطة العامة(الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬العدل‪ ،‬األمن الداخلي والخارجي‪،‬‬
‫الحماية االجتماعية‪ )...‬من أجل ذلك يقف سنويا أمام البرلمان لمجلسيه(أمام اللجنتين‬
‫البرلمانيين المكلفتين بالمالية والتخطيط االقتصادي مختلف الوزراء باعتبارهم رؤوساء‬
‫الهيئات اإلدارية للوزارات لتبريرنفقاتهم أو نفقات القطاعات التي يشرفون عليها والحصول‬
‫على االعتمادات المالية لقطاعاتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬كما تبرز العالقة الوطيدة بين القانونين( المالي واإلداري‪ ،‬من خالل الطبيعة اإلدارية‬
‫للمنازعات الضريبية (ذات الصبغة المالية )‪ ،‬فهي منازعات إدارية يرجع االختصاص فيها‬
‫للقاضي اإلداري – حسب قانون المحاكم اإلداري رقم ‪ 41-90‬كما أن هذه العالقة تبرز في‬
‫جانبها األكاديمي حيث نجد أن عددا كبيرا من المختصين في القانون اإلداري قد ألفوا كتبا في‬
‫المالية العامة وذلك سواء في المغرب أو فرنسا او مصر مثل (‪.)M.Dwerger‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪:‬عالقة القانون اإلداري بعلم اإلدارة‪:‬‬
‫‪ -‬لكل قانون تقريبا وخاصة في القانون العام نجد علما يهتم بنفس المجال الذي يهتم به‬
‫القانون االول ‪ ،‬فنجد علم السياسة وعالقته بالقانون الدستوري‪ ،‬ونجد علم المالية العامة‬
‫وعالقته بالقانون المالي‪ ،‬ونجد أيضا علم اإلدارة وعالقته بالقانون اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬فالعلم غالبا يتجاوز القواعد القانونية التي يتضمنها القانون للتطرق لمجموعة من‬
‫االليات والميكانزمات التي بإمكانها تفسير عدم تطبيق القاعدة القانونية على أكمل وجه‬
‫وماهي التقنيات التي سوف ترفع من جودة التشريع اثناء تحيين القاعدة القانونية‪ ،‬كما تمكنه‬
‫أن يستمد من التجارب المقارنة أو حقول معرفية أخرى مثال كاالقتصاد بالنسبة للقانون‬
‫المالي الستلهام مبادئ منه في مجال حسن التسيير والحكامة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون الخاص‪.‬‬
‫إن القانون اإلداري باعتباره قانون اإلدارة بامتياز هاته األخيرة التي تنفرد بسلطات‬
‫استثنائية ال تتمتع بها باقي األفراد تتميز قواعده بمجموعة من الخصائص التي ال توجد في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬رغم أنه يشترك مع هذا األخير في بعض المبادئ والمرتكزات ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عالقة القانون اإلداري بالقانون المدني‪:‬‬
‫إذا كانت قواعد القانون اإلداري ومبادئه قد ظهرت مع منتصف القرن ‪ ،19‬فإن قواعد‬
‫القانون المدني أو قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬كانت هي السائدة في جميع الروابط والعالقات‬
‫التي تربط بين االفراد فيها بينهم أو فيما يربطهم باإلدارة من عالقات‪ ،‬وبذلك يوصف القانون‬
‫المدني بكونه الشريعة العامة‪.‬‬
‫إن االختالف الجوهري بين القانون المدني (باعتباره الفرع الرئيسي للقانون الخاص)‬
‫والقانون اإلداري كفرع من فروع القانون العام‪ ،‬هو أن المبدأ العام‪ ،‬أن اإلدارة العامة‪.‬‬
‫في قيامها بنشاطها‪ ،‬وفي عالقاتها القانونية باألفراد التقف على قدم المساواة مع هؤالء‪،‬‬
‫بل تسود عالقتهما رابطة الحاكم بالمحكوم‪ ،‬ومن ثم يعترف القانون اإلداري لإلدارة من حيث‬
‫المبدأ بضرورة تمتعها بسلطات استثنائية أو ما يعبرعنه بامتيازات السلطة العامة(كنزع‬
‫الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬التنفيذ الجبري‪ ،‬وعدم الحجز على األموال العامة‪ ،‬عدم تقادم‬
‫الديون العامة‪ )...‬والتي ال نجد مقابال لها في القانون الخاص بصفة عامة والقانون المدني‬
‫بصفة خاصة‪.‬‬
‫السبب في ذلك يرجع الى أن االدارة ملتزمة قانونيا ومبدئيا بتحقيق المصلحة العامة‬
‫وتهدف الي إشباع حاجات عامة معبر عنها من طرف المجتمع‪ ،‬أما في القانون المدني فإن‬
‫قواعده ترتكز بشكل جوهري على فكرة المساواة بين االفراد واالشخاص الخاصة الخاضعين‬
‫ألحكامه باعتبار سلطان اإلرادة ‪ ،‬كما أن هؤالء يهدفون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة ‪.‬‬
‫االختالف االخر يرتبط بطبيعة القضاء (الذي يكون عاديا في حالة القانون المدني‬
‫ويكون إداريا في حالة القانون االداري)‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬عالقة القانون اإلداري بالقانون الجنائي‪:‬‬
‫يعرف القانون الجنائي بأنه مجموعة القواعد القانونية التي تحدد أنواع الجرائم وطبيعة‬
‫العقوبات الموقعة عليها‪ ،‬سواء كانت تلك العقوبات منهية للحياة كاإلعدام أو مقيدة للحرية‬
‫كالسجن أو الغرامات المالية‪.‬‬
‫ويهدف القانون الجنائي من ذلك الحفاظ على النظام والسلم االجتماعيين‪ ،‬وفي ذلك‬
‫يتقاطع أو يشترك مع القانون اإلداري الذي يرمي بدوره إلى الحفاظ على النظام العام من‬
‫خالل الضبط اإلداري أو الشرطة اإلدارية كتدابير احترازية تنضاف إليها العقوبات اإلدارية‬
‫كالغرامات المالية ‪.‬‬
‫وبتفحص القانون الجنائي المغربي نجده تضمن العديد من المقتضيات واألحكام اإلدارية‬
‫تتعلق بصفة خاصة بموضوعين أو أكثر من موضوعات القانون اإلداري أال وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الوظيفة العمومية أي الموظف العمومي سواء لحمايته من الغير‪ ،‬أو لحما يته من‬
‫نفسه حتى اليقبل على أفعال إجرامية مستغال بذلك صفته الوظيفية‪ -‬ثم الموضوع الثاني‬
‫االموال العامة للدولة والحماية الجنائية التي تحضى بها من طرف القانون الجنائي خوفا‬
‫عليها من االختالس والتبدير‪.‬‬
‫الخالصة العامة الي يمكن استنتاجها من خالل تناول مختلف العالقات والروابط التي‬
‫تربط القانون اإلداري بمختلف فروع القانون سواء منها العام أو الخاص‪ ،‬هي أنه توجد بينه‬
‫وبينها مجموعة من القواسم المشتركة سواء فيما يتعلق بالمبادئ القانونية أو فيما يتعلق‬
‫بتداخل مجاالت اشتغال كل منها‪ ،‬إال أن هذا كله ال يبرر تبعية القانون اإلداري لهذه القوانين‬
‫بقدر ما يبرهن على طابع االستقاللية الذي يختص به كقانون مستقل بل ويتميز عنها‬
‫بخصائص أخرى اذ سوف نتطرق إليها فيما بعد خاصة في ما يخص الطابع القضائي ‪.‬‬
‫كما أن له قضائه الخاص‪ ،‬بل وله علم ينفرد بدارسته ومحاولة تطويره كلما دعت‬
‫الضرورة ذلك‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬نشأة وتطورالقانون االداري‬

‫يقصد بمصادر القانون اإلداري بصفة عامة المنابع أو األصول التي يستقي منها القانون‬
‫قواعده وأحكامه‪ ،‬والقانون اإلداري كغيره من فروع القوانين األخرى له مصادر يستمد منها‬
‫قواعده وأحكامه‪ ،‬وهذه المصادر هي‪:‬‬
‫‪ -‬التشريع اإلداري‬
‫‪ -‬القضاء اإلداري‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬العرف اإلداري‬
‫‪ -‬الفقه اإلداري‬
‫‪ -‬المبادئ العامة للقانون‬
‫‪ -1‬التشريع اإلداري‬
‫يعتبر التشريع اإلداري كمصدر من مصادر القانون اإلداري حيث يعرف بكونه هو «‬
‫مجموعة القواعد القانونية المكتوبة والصادرة عن سلطة عامة مختصة»‪ ،‬فإذا كانت السلطة‬
‫العامة المختصة بإصدار مجموع هذه القواعد وهي التشريعية نكون إزاء قانون عادي أما إذا‬
‫كانت هذه السلطة هي السلطة التنفيذية يكون لدينا نظام أو الئحة ويعتبر مشروعا إداريا‬
‫بالمعنى الواسع كل صاحب اختصاص بوضع قاعدة قانونية مكتوبة‪ ،‬سواء كان فردا أو‬
‫جماعة‪.‬‬
‫‪ -2‬الدستور‬
‫يعتبر الدستور مصدرا رسميا للقانون اإلداري حيث تتضمن نصوصه بعض القواعد‬
‫والمبادئ المتعلقة بموضوعات القانون اإلداري‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون العادي‬
‫يذهب مفهوم القانون العادي كمصدر من مصادر القانون اإلداري إلى القواعد القانونية‬
‫التي تضمها السلطة التشريعية طبقا ألحكام الدستور‪.‬‬
‫‪ -4‬األنظمة أو اللوائح‬
‫تعرف األنظمة بأنها القواعد القانونية التي تصدرها السلطة التنفيذية على اختالف‬
‫مستوياتها‪ ،‬وهي تقوم بوظيفتها اإلدارية‪ ،‬ويطلق عليها في بعض التشريعات (أنظمة) وفي‬
‫البعض اآلخر (قرارات تنظيمية)‪.‬‬
‫‪ -5‬القضاء اإلداري‬
‫• يقوم القاضي اإلداري بدور هام ومميز في مجال القانون اإلداري‪ ،‬فهو الذي يفسر‬
‫النصوص القانونية الغامضة‪ ،‬ويوفق بين النصوص المتعارضة‪ ،‬وهو بهذا الدور‬
‫المميز يقوم باستنباط القاعدة التي تتالءم مع طبيعة المنازعة اإلدارية عند عدم‬
‫وجود نص تشريعي يساعده في حلها‪.‬‬
‫• وإذا كان دور القاضي المدني الذي ينحصر في تطبيق القواعد القانونية على‬
‫المنازعات المطروحة أمامه فإن القاضي اإلداري يقوم بدور إنشائي هام حيث يقوم‬
‫بابتداع وابتكار القواعد القانونية والمبادئ التي تتناسب مع طبيعة القانون اإلداري‬
‫كما أنه يقوم باستخالص المبادئ العامة التي يقوم عليها النظام القانوني‬

‫‪12‬‬
‫واالجتماعي والسياسي للدولة‪ ،‬ومن هنا وصف القضاء اإلداري في دول القضاء‬
‫المزدوج كفرنسا‪ ،‬ومصر بأنه قضاء إنشائي‪.‬‬
‫• وأهمية القضاء اإلداري كمصدر من مصادر القانون اإلداري إلى االهتمام‬
‫بمجموعات األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية التي تعتبر المرجع العام للقضاة‬
‫والفقهاء والمحامين والباحثين ألنها هي التي تكشف عن جوهر القواعد اإلدارية‬
‫وتحديد كيفية تطبيقها في الواقع العملي‪.‬‬
‫‪ -6‬العرف اإلداري‬
‫• تعتبر المصادر العرفية من أقدم المصادر الغير المدونة للقواعد القانونية إذ أن‬
‫الشرائع القديمة قامت في األصل على القواعد العرفية‪ ،‬وتطورت هذه القواعد حتى‬
‫أصبحت تلعب دورا مهما بالنسبة لجميع فروع القانون الخاص والعام‪ ،‬فيما عدا‬
‫القانون الجنائي الذي يقوم على المبدأ القائل بأن "ال جريمة وال عقوبة إال بنص"‬
‫األمر الذي يقوم على مبدأ المصدر الرسمي الوحيد في مجال العقاب والتجريم‪.‬‬
‫• والعرف اإلداري كمصدر غير مكتوب من مصادر القانون اإلداري ينشأ وفقا لما‬
‫اس تقر عليه الفقه والقضاء نتيجة لسير اإلدارة على نمط معين في عملها مع تكرار‬
‫السير على هذه القاعدة بشكل منتظم ومستمر‪ ،‬ومع ترسيخ االعتقاد لدى اإلدارة‬
‫واألفراد بإلزامها وعدم الخروج عليها‪ ،‬وهذا يؤدي إلى إيجاد أعراف إدارية‬
‫ملزمة‪.‬‬
‫‪ -7‬الفقه اإلداري‬
‫• يعني الفقه في مجال القانون بشكل عام مجموعة اآلراء التي تصدر عن علماء أو‬
‫أبحاث أو في شكل شرح للنصوص القانونية القائمة والتفسير الغامض منها أو‬
‫نقدها‪.‬‬
‫• وليس للفقه كمصدر من مصادر القانون صفة رسمية‪ ،‬فهو ال يعتبر مصدرا رسميا‬
‫للقواعد القانونية وإنما هو مصدر تفسيري يقتصر دوره على شرح قواعد القانون‬
‫وتفسيرها واستخالص اآلراء العلمية المدعومة بالحجج والتي تبين ما ينبغي أن‬
‫يكون عليه القانون فهو بالتالي مجرد مصدر تفسيري يفسر مضمون القاعدة‬
‫القانونية وال ينشرها‪ ،‬فقوته أدبية تقتصر على اإلقناع وال تتعدى ذلك إلى اإللزام‪.‬‬
‫‪ -8‬المبادئ العامة للقانون‬
‫• ت عني المبادئ العامة للقانون‪ ،‬وبشكل عام المبادئ التي يكتشفها أو يستنبطها القضاء‬
‫من المقومات األساسية للمجتمع ويقررها ويعلنها في أحكامه‪ ،‬وهي في مجال‬
‫القانون اإلداري المبادئ العامة غير المكتوبة التي استخلصها القضاء اإلداري‬
‫وأبرزها في أحكامه ومنحها القوة الملزمة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫• ونظرا ألهمية المبادئ العامة للقانون كمصدر للقانون اإلداري من الناحية العملية‬
‫صعوبة تحديد القوة الملزمة لهذه المبادئ وقيمتها القانونية‪ ،‬فإننا سنتناول دراسة‬
‫هذه المبادئ وماهيتها ثم قيمتها القانونية ومدى إلزامها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص القانون اإلداري‬
‫يتميز القانون اإلداري بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن فروع القوانين األخرى‬
‫وتتمثل هذه الخصائص فيما يلي‪:‬‬

‫• أوال‪ :‬حداثة النشأة‬


‫سبق التطرق عند الكالم عن نشأة وتطور القانون اإلداري ذلك أن نظرياته ومبادئه لم‬
‫تتبلور إال في النصف األول من القرن العشرين وذلك بفضل جهود القضاء والفقه اإلداري‬
‫الفرنسي حيث أن نشأة وتطور نظرياته جاء تدريجيا حتى استقرت على ما هي عليه اآلن‪.‬‬

‫• ثانيا‪ :‬صعوبة التقنين‬


‫‪ -‬صعوبة التقنين بمعناه العام يعني تجميع القواعد القانونية المتعلقة بأحد فروع القانون‬
‫وذلك بعد ترتيبها وتنسيقها مع إدماجها في مدونة واحدة تصدر عن السلطة المشرعة‬
‫المختصة في شكل تشريعات عادية‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كان التقنين ممكنا في بعض فروع القانون وذلك بإصدار قانون واحد يضم‬
‫القواعد الكلية التي تحكم نشاطا معينا‪ ،‬فإن القانون اإلداري يستعصى عليه التقنين ‪.‬‬
‫فالقانون التجاري مثال في كثير من البلدان ينظم كافة األنشطة التجارية‪ ،‬ونصوصه مقننة‬
‫في قانون واحد هو القانون التجاري‪ ،‬وكذلك الشأن في القانون المدني الذي يحكم العالقات‬
‫المدنية وقانون العقوبات الذي ينظم الجريمة والعقاب وغيرها‪....‬‬
‫في حين ال يوجد في أية دولة قانون موحد يحمل اسم القانون اإلداري‪ ،‬بل توجد‬
‫تشريعات إدارية كثيرة جدا ومتناثرة تحمل عنوان النشاط الذي تعالجه وهذه التشريعات‬
‫جميعها التي يضمها تعتبر القانون اإلداري‪.‬‬

‫• ثالثا‪ :‬الطابع القضائي‬


‫يكاد يجمع الفقه والقضاء اإلداريين على أن القانون اإلداري قانون قضائي بامتياز‪،‬‬
‫بمعنى أن القضاء اإلداري هو المصدر الرئيسي للقانون اإلداري فهو من صنع القضاء‬
‫اإلداري وليس من صنع المشرع‪ ،‬ذلك أن القضاء اإلداري لم يكن مجرد قضاء تطبيقي‬
‫كالقضاء المدني بل قضاءا إنشائيا يبتدع النظريات ويبتكر المبادئ القانونية ويوجد الحلول‬
‫المناسبة التي تتفق مع طبيعة العالقات التي تنشأ بين اإلدارة واألفراد‪ ،‬وخاصة إذا وجد‬

‫‪14‬‬
‫القاضي اإلداري نفسه مضطرا إزاء عدم وجود نص قانوني يحكم المنازعات الناشئة عن مثل‬
‫هذه العالقات‪.‬‬

‫• رابعا‪ :‬المرونة وسرعة التطور‬


‫إذا كانت قواعد القانون على اختالف أنواعها تتسم عادة بالثبات واالستقرار‪ ،‬فإن قواعد‬
‫القانون اإلداري على عكس ذلك تتسم بالمرونة والتطور ذلك أن قواعد القانون اإلداري ال‬
‫تتجمد في نصوص تشريعية محددة وإنما هي في حركة دائمة بسبب تأثرها بالعوامل‬
‫واالعتبارات االجتماعية والسياسية والتكنولوجية التي تحيط باإلدارة‬

‫• خامسا‪ :‬اإلستئناف‬
‫تعني أن قواعد القانون اإلداري تشكل قانونا قائما بذاته‪ ،‬له أصوله ومبادئه وله قضائه‬
‫اإلداري الذي يتولى تطبيق قواعده على المنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬نشأة وتطورالقانون اإلداري‬

‫‪ -‬تعرف االنظمة القضائية في بعض الدول ازدواجية في األجهزة؛إحداها يختص في‬


‫الفصل في المنازعات التي تنشأ بين األفراد بعضهم والبعض األخر أو بينهم وبين اإلدارة إذا‬
‫ما تخلت عن امتيازات السلطة العامة وهو ما يسمى بالقضاء العادي‪ ،‬وتختص األخرى‬
‫بالمنازعات اإلدارية التي تنشأ بين الدولة واألفراد (سواء كانوا عاديين أو شركات) نتيجة‬
‫ممارسة ووظيفتها باعتبارها سلطة عامة وهو ما يسمى بالقضاء اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬وتعد فرنسا في مقدمة الدول التي تأخذ بنظام االزدواج القضائي (قضاء عادي وقضاء‬
‫إداري) وسوف نتناول في (الفقرة أولى) نشأة وتطور القانون االداري في فرنسا‪ ،‬على أن‬
‫نخصص (الفقرة الثانية) لنشأة وتطور القانون االداري بالمغرب وذلك باعتبار القانون‬
‫االداري هو قانون قضائي ظهر وتطور مع ظهور وتطور القضاء اإلداري بفرنسا بصفة‬
‫خاصة والتي تعد بلد المنشأ لهذا القانون‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬نشأة القانون اإلداري وتطور بفرنسا‬
‫تعتبر فرنسا أول دولة نشأ فيها القانون اإلداري في العصر الحديث أو بلد المنشأ لهذا‬
‫القانون فالقانون اإلداري بالمعنى الدقيق لم يظهر في فرنسا إال بعد الثورة الفرنسية سنة‬
‫‪.1789‬‬

‫فقد كان نظام الحكم في فرنسا قبل الثورة يتميز بكون الملك يمارس مختلف السلطات‪،‬‬
‫حيث لم يكن من المتصور في هذه الظروف وجود إدارة خاضعة لقانون ما‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫فإلي جانب المحاكم العادية التي كانت تفصل في النزاعات الناشئة بين األفراد ظهرت‬
‫محاكم أخرى تسمى البرلمانات القضائية التي كان موكوال إليها البث في النزاعات التي قد‬
‫تنشأ بين الدولة واألفراد‪ ،‬وكان قضاة هذا النوع من المحاكم يتقاضون أجورهم المرتفعة من‬
‫خصوم اإلدارة الذين يلجأون إلى هذا النوع من المحاكم لمنازعة اإلدارة ‪،‬لكن عمل هذه‬
‫المحاكم والتي تسمى بالبرلمانات القضائية لم ينل رضا المواطنين نظرا الرتفاع تكاليفه كما‬
‫أنه لم يكن متاحا لجميع المواطنين اللجوء إليها لكن بعد قيام الثورة الفرنسية تم إلغاء العمل‬
‫بالبرلمانات القضائية وتم إنشاء نظام إداري مستقل تم تطويره عبر مراحل زمنية مختلفة إلى‬
‫أن تم وضع محاكم إدارية متنوعة وعلى مختلف درجات التقاضي‪ .‬وفيما يلي أهم المراحل‬
‫التي مر منها القانون اإلداري الفرنسي‪:‬‬
‫أوال ‪ /‬مرحلة اإلدارةالقاضية ‪L’administrationjuge‬‬

‫‪ -‬كانت اإلدارة في هذه المرحلة هي الخصم والحكم في نفس الوقت في المنازعات‬


‫الي تكون الدولة (اإلدارة) طرفا فيها‪.‬‬
‫‪ -‬ما يستدل به في هذه المرحلة المادة ‪ 13‬من قانون ‪24 -16‬غشت ‪1790‬والتي‬
‫تنص على‪ :‬ان الوظائف القضائية تكون وتبقى منفصلة عن الوظائف اإلدارية وال يمكن‬
‫للقضاة وإال أ رتكبوا جريمة‪ ،‬تعطيل عمليات االجهزة اإلدارية وال محاكمة رجال اإلدارة‬
‫بسبب وظائفهم وقد كان هذا األمر مقبوال إلى حدما من قبل المواطنين في ذلك الوقت و ذلك‬
‫بسبب السمعة السيئة الي خلفها قضاة البرلمانات القضائية الى كانت تتبع للملك بسبب‬
‫تعسفاتهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة القضاء اإلداري المحجوز أو المقيد ‪La justice Administrative‬‬
‫‪Reterne‬‬

‫بعد عودة نابليون من غزوه لمصر منتصرا قام بانقالبه المعروف في نونبر ‪،1799‬‬
‫وقد حاول امتصاص غضب المواطنين الفرنسيين من الشطط المتواصل لإلدارة‪ ،‬بحيث أسس‬
‫العديد من األجهزة من بينها مجلس الدولة الفرنسي من خالل دستور السنة الثامنة والذي‬
‫انحصرت اختصاصاته في البداية على اقتراح حلول للنزاعات‪ ،‬لكنها لم تكن لها اية قوة‬
‫تنفيذية إلزامية إال بعد مصادقة القنصل األول عليها (الملك) أو رفضها ولذلك في هذه‬
‫المرحلة لم يكن لمجلس الدولة سلطة القضاء وإصدار األحكام‪ ،‬ولذى سمي قضاءه بالقضاء‬
‫المقيد أو المحجوز وقد استمرت هذه المرحلة الى عام ‪.1872‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة القضاء اإلداري المفوض ‪La justice Administration Rélégné‬‬

‫‪16‬‬
‫بتاريخ ‪ 24‬مايو ‪ 1872‬صدر قانون أصبح بمقتضاه قضاء مجلس الدولة قضاءا نهائيا‬
‫في المنازعات اإلدارية دون الحاجة إلى مصادقة جهة أخرى‪ ،‬وبالتالي أصبحت أحكامه‬
‫ملزمة لإلدارة‪ ،‬وبالتالي أصبح مجلس الدولة الفرنسي محكمة قضائية بالمعنى الصحيح (‪9‬‬
‫اشهر بعد ذلك صدر حكم بالنكو)ومع أن هذا القانون (أي قانون ‪ )1872/05/24‬خول‬
‫لمجلس الدولة سلطة البث النهائي في المنازعات اإلدارية فإنه أبقى على اختصاص اإلدارة‬
‫القاضية‪ ،‬حيث ال يملك األفراد‬
‫حق اللجوء إلى مجلس الدولة كهيئة استئنافية إال في األحول التى ينص عليها القانون فيما‬
‫عدا ذلك تختص به اإلدارة القاضية (الوزير القاضي)‪ ،‬وهو ما أوجد ازدواجا قضائيا‪ ،‬وهو‬
‫االمر الذي استمر الي غاية ‪ 13‬شتنبر‪ 1889‬حيث قبل مجلس الدولة النطر في دعوى قدمها‬
‫أحد األفراد مباشرة من دون المرور على اإلدارة (‪ )cadot‬وترتب على حكمه أن أصبح‬
‫مجلس الدولة صاحب االختصاص العام في المنازعات اإلدارية ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحلة إستقالل القضاء اإلداري ‪:‬‬
‫ابتداءا من سنة ‪ 1889‬وإلى غاية ‪ 30‬شتنبر ‪،1953‬كان مجلس الدولة هو صاحب‬
‫االختصاص العام في مادة المنازعات اإلدارية‪ ،‬إال أنه ابتداءا من فاتح يناير ‪ 1954‬وهو‬
‫التاريخ الذي دخل فيه مرسوم ‪ 30‬شتنبر ‪ 1953‬حيز التنفيذ‪ ،‬الذي جعل المحاكم اإلدارية‬
‫التي كانت تسمى سابقا بمجالس األقاليم وهي صاحبة االختصاص العام في المادة اإلدارية‪،‬‬
‫وبأ ن اختصاص مجلس الدولة محددا على سبيل الحصر بنص هذا المرسوم‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫كونه يعتبر جهة استئناف لألحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية الجديدة‪ ،‬وهو الوضع الذي‬
‫استمر الى غاية ‪ 21‬شتنبر ‪1987‬حيث تم احذات ‪ 5‬محاكم استئناف إدارية وبعد ذلك وصل‬
‫عددها إلى ‪ 9‬سنة ‪.2000‬‬

‫أصبح مجلس الدولة جهة للنقض في المنازعات اإلدارية وبذلك فقد كرس المشرع‬
‫الفرنسي نظام القضاء المزدوج القضاء العادي وعلى رأسه محكمة النقص ثم هناك محكمة ‪.‬‬
‫القضاء اإلداري وعلى رأسه مجلس الدولة ثم هناك محكمة التنازع لفك مشكل‬
‫االختصاص بين الجهازين (اإلداري والعادي)‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نشأة القانون اإلداري المغربي وتطوره‬
‫‪ -‬أوال ‪ :‬مرحلة ما قبل الحماية‬
‫اغلب المهتمين بالقانون اإلداري المغربي يربطون ظهوره (باتفاقية الجزيرة الخضراء‬
‫‪ )1911/11/04‬بالمغرب مع دخول اتفاقية الحماية حيز التنفيذ وبالضبط سنة ‪ ،1913‬غير‬
‫أن هناك أ يضا من يلمح إلى ظهور قواعد قانونية مصدرها الشريعة اإلسالمية والتاريخ‬
‫المغربي ما قبل الحماية ذات صلة بالمفهوم العام للقانون اإلداري (ومن بينهم األستاذ‬

‫‪17‬‬
‫الجبابي)‪ ،‬حيث تجلت بصفة خاصة في ديوان المظالم وبعد ذلك أطلق عليه إسم وزير‬
‫الشكايات المتعلقة باإلدارة أو الدولة‪.‬‬
‫ويمكن القول ان القانون الذي كان يطبق على مختلف أجهزة إدارة الدولة المغربية ما‬
‫قبل الحماية (الصدر األعظم‪ ،‬وزير الحرب‪ ،‬وزير البحر‪ ،‬وزير المالية‪ ،‬وزير‬
‫الشكايات‪)...‬هو قانون مختلف عن القانون اإلداري بالمفهوم الفرنسي‪ ،‬كما أنه لم يرتبط‬
‫بوجود قضاء إداري كما هو الحال بالنسبة للتجربة الفرنسية وعليه فلم يوجد تبعا لذلك قانون‬
‫إداري مغربي قبل فترة الحماية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مرحلة الحماية وبروز أولى مالمح القانون اإلداري المغربي‬
‫لقد نصت المادة األولى من معاهدة فاس ‪ 30‬مارس ‪ 1912‬على‪ :‬حق الدولة الحامية في‬
‫إعادة هيكلة النظام القضائي المغربي‪ ،‬وهو ما تم بالفعل من خالل مقتضيات ظهير ‪ 12‬غشت‬
‫‪ 1913‬المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة ‪.‬‬

‫وبحسب نص المادة ‪ 8‬من هذا الظهير‪ ،‬ثم تخويل االختصاص العام بالمنازعات‬
‫اإلدارية للمحاكم الفرنسية‪ ،‬وحددت أنواع هذه الدعاوى وحصرتها في مسؤولية اإلدارات‬
‫العمومية الناجمة عن تنفيذ العقود أو األشغال أو القرارات التي تصدرها‪.‬‬
‫‪ -‬النص الثاني الذي ظهر سنة ‪ 1913‬والذي يهم المادة اإلدارية هو الفصل ‪ 79‬من‬
‫ظهير اإللتزامات والعقود الذي ينص على أن الدولة والبلديات مسؤولة عن األضرار‬
‫الناتجة مباشرة عن تسيير مرافقها وعن األخطاء المصلحية لمستخدميها‪.‬وعليه فأول‬
‫النصوص القانونية المتعلقة بالمادة اإلدارية ظهرت كما قلنا منذ سنة ‪ ،1913‬لتتوالى‬
‫بعدها العديد من النصوص التشريعية األخرى أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬ظهير سنة ‪1914‬المتعلق بالملك العام‪.‬‬
‫‪ -‬ظهير نزع الملكية ألجل المنفعة العامة لسنة ‪1914‬‬
‫‪ -‬ظهير ‪ 1‬شتنبر ‪ 1928‬الذي فتح باب الطعن القضائي للموظفين الفرنسين في حدود‬
‫وظيفتهم أمام مجلس الدولة الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -‬ظهير المنازعات الضريبية لسنة ‪.1924‬‬
‫‪ -‬ظهير سنة ‪ 1930‬المتعلق بالمعاشات‪.‬‬
‫‪ -‬ظهير سنة ‪ 1935‬المتعلق بتحصيل الديون المستحقة لفائدة الدولة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أنه برزت إلى الوجود مجموعة من النصوص المرتبطة بالمادة‬
‫اإلدارية لكن في غياب قضاء مزدوج‪ ،‬ال يمكن الحديث عن قانون إداري في ظل وحدة‬
‫القضاء ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬دولة االستقالل وظهور مالمح قانون وقضاء إداري مغربي‬

‫‪18‬‬
‫يعتبر الكثير من الدارسين للقانون اإلداري المغربي أن أول هذه المالمح صدور ظهير‬
‫‪ 27‬شتنبر ‪ 1957‬الذي أحدث المجلس األعلى للقضاء في فترة االستقالل هي (محكمة النقض‬
‫الحالية) والذي يشكل ثورة قضائية وقد تم تخصيص إحدى غرف المجلس األعلى للقضاء‬
‫للنظر في الدعاوي اإلدارية بما فيها دعوى اإللغاء ‪.‬‬
‫واستمر الوضع على ما هو عليه إلى حدود سنة ‪ 1974‬حيث تم وضع تنظيم قضائي‬
‫جديد خاصة الفصل ‪ 18‬منه الذي جعل المحاكم العادية (االبتدائية واالستئنافية) ذات‬
‫اختصاص عام بدعاوي المسؤولية اإلدارية‪ ،‬وكافة الدعاوى المقامة على اإلدارة والتي ال‬
‫ترمي إلى إلغاء قرار إداري‪.‬‬
‫إال أن أهم محطة تاريخية في تطور القانون اإلداري المغربي هو القانون رقم ‪41.30‬‬
‫المحدث للمحاكم اإلدارية ‪ ،‬والصادر بتنفيذه ظهير ‪10‬شتنبر ‪ ،1993‬خاصة في المادة الثامنة‬
‫منه التي أعطت االختصاص في المادة اإلدارية (إلغاءا و تعويضا) لهذه المحاكم على أن‬
‫تكون الغرفة اإلدارية جهة استئناف‪ ،‬إلى غاية سنة‪2006‬حيث تم إنشاء محاكم استئناف‬
‫إدارية بعدد من الجهات بالمغرب‪ ،‬وبالتالي يمكن القول بأن الصورة الكاملة للقانون إداري‬
‫المغربي نابع عن قضاء إداري مغربي قد نضجت في ظل إزدواج قانوني وقضائي ( إداري‬
‫و عادي)‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬موضوعات القانون اإلداري‬
‫أصبح من المعروف اآلن أن القانون اإلداري هو مجموعة من القواعد القانونية التي‬
‫تنتمي لحقل القانون العام الداخلي تمييزا له عن القانون العام الخارجي الذي ينظم العالقات‬
‫فيما بين الدول – والذي يهتم بسلطات اإلدارة العامة من حيث هي آلية تدخل الدولة في الحياة‬
‫العامة وذلك من ناحية تكوينها ( التنظيم اإلداري) ونشاطها ( النشاط اإلداري) والوسائل‬
‫واالساليب التي تحقق بها المصلحة العامة من قرارات وعقود إدارية وكذلك جانب الرقابة‬
‫القضائية الممارسة على أعمالها كافة‪.‬‬
‫إن تعدد مجاالت أو موضوعات القانون اإلداري راجع أساسا إلى التطور الكبير في‬
‫الظروف االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬وازدياد نشاط الدولة وتدخلها في هذه المجاالت‬
‫وعدم اقتصارها على دورها الكالسيكي المنحصر في الحفاظ على األمن الداخلي والخارجي‬
‫وبعض المرافق العامة كالصحة والتعليم والعدل‪ .‬وعلى العموم يمكن حصر الموضوعات‬
‫التي يتناولها القانون اإلداري بالمعالجة فيما يلي‪ :‬التنظيم اإلداري في (الفقرة األولى) على ان‬
‫نخصص النشاط اإلداري أساليب ووسائل اإلدارة و الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرةاألولى‪ :‬نطاق تطبيق القانون اإلداري‬
‫أوال‪:‬نشاط اإلدارة‬

‫‪19‬‬
‫والمقصود به العمل اإلداري أو بعبارة أخرى القواعد التي تحكم حركية اإلدارة العامة‬
‫وكيفية قيامها بوظائفها‪.‬‬
‫ويتخذ نشاط اإلدارة شكلين اثنين هما‪:‬‬
‫‪ )1‬الضبط أو الشرطة اإلدارية ‪ :‬ويتعلق بجميع التصرفات واإلجراءات التي تقوم بها‬
‫اإلدارة والرامية أو الهادفة إلى الحفاظ على النظام العام أو االمن العام أو الصحة العامة‬
‫والتي تنظم من خاللها ممارسة الحريات العامة والحفاظ على الحقوق العامة ( الحق في بيئة‬
‫سليمة‪ ،‬الحق في السكينة والطمأنينة والحق في حماية المواد االستهالكية‪.)...‬‬
‫‪ )2‬الشكل الثاني الذي يتخذه النشاط اإلداري هوما يعرف "بالمرفق العام" والذي يتمثل‬
‫في مختلف أشكال تدخل اإلدارة العامة والتي تشمل مجمل الخدمات الي تؤديها هذه اإلدارة‬
‫لألفراد والسهر على تحقيق الرغبات أو الحاجات العامة المشروعة عن طريق المرافق‬
‫العامة ( كالصحة التعليم‪ ،‬السكن ‪ ،‬التشغيل‪.....‬إلخ)‬
‫ثانيا‪ :‬وسائل وأساليب اإلدارة‬
‫يمكن تلخيص هذه الوسائل أو األساليب في الطرق والكيفيات التي تقوم بها اإلدارة‬
‫بنشاطها‪ ،‬وتتجسد اجماال في الوسائل المادية المتمثلة في المال العام أو امالك الدولة العامة‬
‫والخاصة‪ ،‬ووسائل بشرية تحتاجها للقيام بالنشاط اإلداري والمتمثلة أساسا في الموظفين‬
‫العاملين بها أما األساليب فتتمثل بشكل خاص في القرارات اإلدارية التنظيمية والقرارات‬
‫اإلدارية الفردية وهي أعمال صادرة من جانب واحد‪.‬‬
‫أما األ عمال القانونية الصادرة من جانبين‪ ،‬فتمثلها العقود اإلدارية‪ ،‬لكونها تتم بناءا‬
‫على إتفاق بين اإلدارة وغيرها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرقابة القضائية على األعمال التي تقوم بها اإلدارة‬
‫ويعتبر هذا النوع من الرقابة (أي القضائية) ألن أعمال اإلدارة تخضع لرقابات أخرى‬
‫إدارية وسياسية‪ -‬هي األكثر فعالية وضمانة لحماية حقوق األفراد وحرياتهم اثناء ممارسة‬
‫اإلدارة لنشاطها اإلداري وعبر استخدام السلطات االستثنائية التي يمنحها لها القانون بصفتها‬
‫سلطة عامة وتسعى لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫كما أن الرقابة القضائية تتسم بنوع من االستقاللية والحياد بخالف أنواع الرقابات‬
‫االخرى ( الدوافع السياسية الحزبية‪ ،‬الحسابات السياسية ‪).....‬‬
‫‪ -‬كما أن األحكام الصادرة عن القضاء تكون ملزمة للجميع بما فيهم اإلدارة‪.‬‬
‫ويعتبر القضاء اإلداري الجهة القضائية الطبيعية الفعالة لحماية المشروعية‪ ،‬وهو ما‬
‫يسمح لذوي الحقوق من المطالبة بإلغاء قرار إداري غير مشروع أو المطالبة بتعويض أو‬
‫لحقوق تتعلق بعقود إدارية أو المطالبة بتسوية الوضعية اإلدارية للموظفين‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التنظيم اإلداري أهم مجاالت تطبيق القانون اإلداري‬

‫‪20‬‬
‫يعتبر موضوع التنظيم اإلداري كفرع من فروع القانون اإلداري وأهم مدخل من‬
‫مداخله ‪ ،‬وذلك لتعلقه باإلدارة العامة خاصة من الجانب التنظيمي‪ ،‬إذ تدخل دراسة المؤسسات‬
‫اإلدارية على اختالف أشكالها من الناحية القانونية تحت ما يسمى بالتنظيم اإلداري‪.‬‬
‫يعتبر بعض الباحثين أن موضوع تنظيم اإلدارة هو أقرب إلى دراسات القانون‬
‫الدستوري منه إلى القانون اإلداري بالنظر إلى كون التنظيم اإلداري في الدولة يستمد أصوله‬
‫من الدستور ويتأثر بطبيعة نظام الحكم‪ ،‬خاصة أن مختلف الدول‪ ،‬سواء كانت بسيطة أو‬
‫مركبة‪ ،‬تعتمد أسلوبا معينا في تنظيم ادارتها‪ ،‬فيكون في شكل المركزية اإلدارية أو‬
‫الالمركزية اإلدارية أوهما معا‪ ،‬وعموما يمكن القول بأن نظرية التنظيم اإلداري تقوم على‬
‫معرفة كيفية تكوين اإلدارة بصفة عامة‪ ،‬وكيفية ممارستها للوظيفية اإلدارية‪.‬‬
‫ويرتكز التنظيم اإلداري بصفة عامة على مبدأ أو فكرة أساسية هي مفهوم الشخصية‬
‫المعنوية أو فكرة االشخاص المعنوية‪ ،‬كما يعتمد على اسلوبين مهمين أال وهما‪ ( :‬المبحث‬
‫األول من الفصل األول )نظام المركزية اإلدارية ونظام الالمركزية اإلدارية وهو ما سوف‬
‫نتناوله في المبحث الثاني من الفصل الموالي‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم اإلداري املرتكزات أو املبادئ واالساليب‬
‫المبحث األول ‪ :‬مبادئ التنظيم اإلداري ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬الشخصية املعنوية‪ ،‬أهم مبادئ التنظيم اإلداري‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية‬
‫إن الشخصية المعنوية فكرة خيالية من ابتكار رجال القانون لتجسيد المؤسسة وجعلها‬
‫دعامة للحقوق والواجبات‪ ،‬وبطبيعة الحال فمفهوم الشخصية المعنوية ال يقتصر فقط على‬
‫المؤسسات اإلدارية ‪ ،‬بل نصادفه أيضا في القانون الخاص كما هو الشأن بالنسبة للشركات‬
‫والجمعيات‪.‬‬
‫وفي مجال القانون العام تتيح الشخصية المعنوية إمكانية إسناد لشخص من أشخاص‬
‫القانون مصالح جماعية‪ ،‬وال سيما منها تلك التي يتعين على اإلدارة أن تدبرها سواء تعلق‬
‫األمر بمصالح مادية أو معنوية‪.‬‬
‫وب ذلك نتوفر على أشخاص معنويين يجسدون الجماعات البشرية كما هو الشأن بالنسبة‬
‫للدولة وكذا الجماعات الترابية و التي هي الجماعات واألقاليم والعماالت والجهات‪.‬‬
‫من المعلوم أن اإلنسان يتمتع بالشخصية القانونية منذ والدته وهي التي تمكنه من‬
‫اكتساب الحقوق وااللتزام بالواجبات وهذا المفهوم ينطبق على الشخص الطبيعي أو المادي‬
‫(‪ )Personnes Physiques‬بحيث تبدأ الشخصية القانونية لإلنسان بوالدته حيا‪ ،‬وتنتهي‬
‫بالوفاة أو الموت االعتباري أو الحكمي‪.‬‬
‫لكن با لنظر إلى متطلبات الحياة اقتصاديا واجتماعيا وإداريا لم يعد اإلنسان قادرا على‬
‫النهوض بها وذلك النتهاء شخصيته بسبب الوفاة وحاجة المجتمع إلى استمرار مرافقه‪ ،‬األمر‬

‫‪21‬‬
‫الذي اصبح معه من الضروري أن يوجد إلى جانب األشخاص الطبيعيين أشخاص اجتماعية‬
‫أخرى‪ ،‬أطلق عليها اسم االشخاص المعنوية ‪Les personnes morales‬وهي عبارة عن‬
‫مجموعات من األشخاص‪ ،‬أو مجموعات من األموال تعمل مجتمعة من أجل تحقيق أهداف‬
‫معين ة‪ ،‬وهي تستقل عن األفراد المكونين لها‪ ،‬مما يكسبها الشخصية القانونية‪.‬‬
‫وكما قلنا سابقا فالشخص المعنوي هو ليس بالكائن الحي‪ ،‬بل هو كائن مفترض من خلق‬
‫القانون األمر الذي أضحى من مسلمات النظرية العامة للقانون إال أنه ال بد لكل شخص‬
‫معنوي من شخص طبيعي يمثله ويعبر عن إرادته مجموعات األفراد أو األموال‪ ،‬تعتبر‬
‫كائنات قانونية (الجمعيات ‪ ،‬االحزاب‪ ،‬والنقابات‪ ،‬والشركات المؤسسات‪ ،‬الجماعات الترابية)‬
‫تسمى أشخاص معنوية تكتسب الشخصية المعنوية عن طريق تدخل المشرع واعترافه بها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انواع االشخاص المعنوية‬
‫تنقسم االشخاص المعنوية إلى اشخاص معنوية خاصة واشخاص معنوية عامة وهذا‬
‫التقسيم مصدره القانون الذي يحكم كل فئة من االشخاص المذكورة فاألشخاص المعنوية‬
‫الخاصة تخضع للقانون الخاص‪ ،‬في حين تخضع االشخاص المعنوية العامة للقانون العام‬
‫وما يعنينا في هذه الدراسة هي االشخاص المعنوية العامة‪ ،‬أهم أنوعها؟ تنقسم االشخاص‬
‫المعنوية العامة إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ -1‬اشخاص معنوييه عامة إقليمية (كالدولة والجماعات التربية)‪.‬‬
‫‪ -2‬أشخاص معنوية عامة مرفقية أو مصلحية (كالمؤسسات العامة)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬االشخاص المعنوية العامة اإلقليمية ‪:‬‬
‫وهي األشخاص المعنوية العامة التي تحدد اختصاصها على أساس إقليمي‪ ،‬بحيث‬
‫تمارس هذا االختصاص في نطاق جغرافي محدد‪ ،‬سواء كان ذلك شامال إلقليم الدولة كله أو‬
‫جزء من هذا اإلقليم‪ ،‬ويتمثل هذا النوع في شخصية الدولة والجهات والعماالت واألقاليم‬
‫والجماعات‪ ،‬فالدولة تعتبر على رأس األشخاص المعنوية اإلقليمية وشخصيتها مستمدة من‬
‫طبيعة وجودها دون الحاجة الى وجود نص قانوني يوحدها‪ ،‬وهو الشخص المعنوي األم‬
‫الذي تتفرع عنه االشخاص المعنوية األخرى‪ ،‬فهي التي تمنح لها الشخصية المعنوية وهي‬
‫من يمارس سلطة الرقابة واإلشراف عليها ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االشخاص المعنوية العامة المرفقية أو المصلحية‬
‫ويطلق عليها أيضا الالمركزية المصلحية أو المرفقية وقد لجأ المشرع إلى إنشائها‬
‫إل دارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا من االستقاللية في التسيير لضمان الفعالية وحسن‬
‫اإلدارة وينقسم هذا النوع من األشخاص المعنوية العامة إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬المؤسسات العامة الوطنية‪:‬‬
‫وتحدثها الدولة وتشرف على تسييرها‪ ،‬لها نشاط يتجاوز حدود إقليم الجهة أو اإلقليم‬
‫والعمالة أو الجماعة الواحدة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -2‬المؤسسات المحلية ‪:‬‬
‫وتنشأ بقرار من الهيئات المحلية (سواء جهوية أو على صعيد العمالة أو اإلقليم أو‬
‫جماعات الترابية االخرى) وعادة ما يرتبط نشاطها بالتنمية على صعيد الجماعات الترابية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االشخاص المعنوية المهنية ‪:‬‬
‫وهي أشخاص تمثل الهيئات والنقابات المهنية‪ ،‬تتمثل وظيفتها األساسية في إدارة شؤون‬
‫طائفة معينة من األفراد والدفاع عن مصالحهم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬اآلثاراملترتبة عن اكتساب الشخصية املعنوية‪.‬‬

‫هناك مجموعة من الحقوق تشترك فيها األشخاص المعنوية بمجرد اكتسابها للشخصية‬
‫المعنوية (الفقرة األولى) ويبقى بعض هذه الحقوق خاصا باألشخاص المعنوية العامة (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اآلثار المشتركة للشخصية المعنوية‬
‫تشترك األشخاص المعنوية مع األشخاص الطبيعيين في اكتساب مجموعة من الحقوق‬
‫ما عدا ما يتعلق منها بالطبيعة البشرية‪ ،‬وتتجلى هذه الحقوق أو اآلثار فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬األهلية القانونية‬
‫يترتب عن اكتساب الشخصية المعنوية بالنسبة ألصناف األشخاص المعنوية (سواء‬
‫العامة أو الخاصة) تمكنهم من األهلية القانونية التي تسمح لهم باكتساب الحقوق والقيام‬
‫بالواجبات في الحدود التي يقرها القانون كإبرام العقود مثال‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬الذمة المالية المستقلة‪:‬‬
‫يتمتع الشخص االعتباري أو المعنوي بمالية خاصة به مع ما يترتب على ذلك من آثار‬
‫قانونية وذلك ألن الذمة ا لمالية عبارة عن مجموعة تتفاعل فيها العناصر اإليجابية والعناصر‬
‫السلبية بحيث تكون منها مجموعة قانونية مستقلة عن العناصر المكونين لها (بالنسبة‬
‫لألشخاص المعنوية الخاصة) وعن الدولة (بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة) مما يترتب‬
‫عنه من أن العناصر اإليجابية (الحقوق) تكون بمثابة ضمانة للوفاء بعناصرها السلبية أي‬
‫االلتزامات أو الديون‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬حق التقاضي‪:‬‬
‫ويعني اكتساب حق التقاضي من طرف الشخص المعنوي‪ ،‬إمكانية أن يكون مدعيا أو‬
‫مدعى عليه‪ ،‬وتقاضي األشخاص المعنوية بعضها البعض ويمارس هذا الحق عن طريق‬
‫شخص طبيعي أو ما يطلق عليه "بالممثل القانوني"‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬موطن مستقل‪:‬‬
‫للشخص المعنوي موطنه المستقل عن موطن األشخاص الطبيعيين أو المعنويين‬
‫المكونين له‪ ،‬وتحديد الموطن أمر هام وخاصة في تحديد االختصاص القضائي الترابي‪،‬‬
‫وبالتالي تحديث المحكمة المختصة مكانيا في حالة وجود نزاع قضائي مع مراعاة المقتضيات‬
‫القانونية المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬خامسا‪ :‬مسؤولية الشخص المعنوي‪:‬‬
‫ومفادها أن جميع األشخاص المعنوية تتحمل مسؤولية تصرفاتها أي أنها مسؤولة عن‬
‫األعمال المتخذة من قبلها‪ ،‬وهذه المسؤولية قد تكون إما إدارية بالنسبة لألضرار الناتجة عن‬
‫األعمال التي يتخذها الشخص المعنوي العام تطبيقا للفكرة القائلة بأنه "حيث توجد السلطة‬
‫توجد المسؤولية" وقد تكون مسؤولية مدنية كما هو الشأن بالنسبة لألشخاص المعنوية‬
‫الخاصة‪ ،‬أو مسؤولية جنائية ع ن األعمال المنسوبة إليها كما هو األمر بالنسبة للجمعيات أو‬
‫النقابات التي قد تواجه عقوبات حلها نتيجة قيامها بأعمال غير شرعية‪.‬‬
‫‪ -‬سادسا‪ :‬ضرورة وجود نائب يعبر عنه‬
‫كما أسلفنا الذكر في تعريف مفهوم الشخصية المعنوية وقلنا بأنها فكرة قانونية إفتراضية‬
‫من وحي خيال رجال وفقهاء القانون‪ ،‬كان ال بد لألشخاص المعنوية من وجود شخص‬
‫طبيعي ينوب عنها في التعبير عن إرادتها والتصرف باسمها وتمثيلها أمام القضاء‪ ،‬وعادة ما‬
‫تبين الوثائق القانونية المنشأة لهذه األشخاص إسم ممثلها القانوني أو نائبها الذي يتصرف‬
‫باسمها ويتخذ هذا الممثل أو النائب تسميات أخرى كالمدير بالنسبة للمؤسسات العامة أو‬
‫الرئيس بالنسبة للجماعات الترابية أو رئيس الحكومة بالنسبة للدولة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثار الخاصة باألشخاص المعنوية العامة‪.‬‬
‫إضافة إلى اآلثار أو الحقوق العامة أو المشتركة المشار إليها في الفقرة السابقة تتمتع‬
‫األشخاص المعنوية العامة بآثار خاصة يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬التمتع بامتيازات السلطة العامة‪.‬‬
‫إن كل شخص معنوي عام هو جزء من الدولة‪ ،‬بل هو تجسيد للدولة في حد ذاتها في‬
‫مجال اختصاصه ونشاطه‪ ،‬ويترتب على هذه الحقيقية أن ينظر إلى هذا الشخص المعنوي‬
‫العام ن فس النظرة إلى الدولة في كثير من الجوانب ومن بينها اعتبار القرارات الصادرة عنه‬
‫من حيث المبدأ قرارات إدارية وخاضعة لنفس أحكام القرارات اإلدارية وعقوده عقود إدارية‬
‫وله حق نزع الملكية (القانون رقم ‪ 07-81‬المتعلق بنزع الملكية ) وله الحق أن يلجأ إلى‬
‫أساليب االحتالل المؤقت وإلى التنفيذ المباشر وهذه كلها مظاهر وامتيازات السالمة العامة‬
‫باإلضافة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬الخضوع للوصاية اإلدارية‪:‬‬
‫إن الهدف من خضوع (أو رقابة) الشخص المعنوي العام للوصاية أو الرقابة اإلدارية‬
‫من قبل السلطات المختصة هي ضمان تحقيقه للمصلحة العامة وألن استقالل هذا الشخص‬

‫‪25‬‬
‫المعنوي العام عن الدولة (سلطة الوصاية عليه) هو استقالل نسبي وليس مطلق‪ ،‬وال تصل‬
‫هذه الوصاية إلى حد السلطة الرئاسية رغم أنها تشمل البعدين اإلداري والمالي‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬الشكل النظامي لعالقة الموظف أو المستخدم بالشخص المعنوي العام‪.‬‬
‫إن طبيعة هذه العالقة هي تنظيمية أو نظامية وليست تعاقدية خاضعة باألساس‬
‫لمقتضيات ظهير ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬والذي هو بمثابة النظام األساسي للوظيفة العمومية وما‬
‫يرتبط بتطبيقه من مراسيم تنظيمية‪ ،‬مع إمكانية خضوع األصناف األخرى من المستخدمين‬
‫بالمؤسسات العمومية اإلدارية (التي هي أشخاص معنوية عامة طبعا) ألنظمة خاصة لكن‬
‫تبقى القاعدة العامة هي تطبيق ظهير ‪ 1958‬السالف الذكر في حالة عدم وجود أنظمة‬
‫خصوصية لبعض الفئات العاملة لدى بعض األشخاص المعنوية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬سريان قواعد القانون اإلداري على نشاط الشخص المعنوي العام من حيث‬
‫المبدأ‬
‫ويترتب على ذلك أن القضاء المختص في منازعات الشخص المعنوي العام هو القضاء‬
‫اإلداري من حيث المبدأ‪ ،‬كما أن المسؤولية المترتبة عن نشاطه هي مسؤولية إدارية‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬نهاية الشخص المعنوي‬
‫إن مصير الشخص المعنوي كمصير الشخص الطبيعي مآله الزوال فانتهاء الشخص‬
‫المعنوي عموما يعود ألسباب عديدة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬إ نتهاء األجل المخصص لها إذا كانت محددة بأجل أو بتحقيق الغرض الذي أنشأت‬ ‫‪-‬‬
‫من أجله‪..‬‬
‫‪ -2‬الحل االتفاقي الذي يكون بإرادة مشتركة بين األطراف المؤسسين لها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -3‬الحل اإلداري‪ :‬والذي يكون بقرار إداري صادر عن جهة أو سلطة إدارية‬ ‫‪-‬‬
‫مختصة‪.‬‬
‫‪ -4‬الحل القضائي‪ :‬والذي يكون بتنفيذ الحكم القضائي نتيجة رفعه أمام القضاء‬ ‫‪-‬‬
‫المختص‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب التنظيم اإلداري (المركزية والالمركزية)‪.‬‬
‫إن معظم الدول في بدايات تأسيسها أو تشكلها عمدت إلى اعتماد أسلوب أو فكرة‬
‫المركزية اإلدارية‪ ،‬لكن بالنظر إلى كون الديمقراطية تقتضي توزيع السلطات‬
‫واالختصاصات بين المركز والمحيط ثم تبني أسلوب الالمركزية اإلدارية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ومن تم أصبح التنظيم اإلداري في الدولة يقوم على صورتين أو أسلوبين وهما‪:‬‬
‫المركزية اإلدارية (المطلب األول) والالمركزية اإلدارية (المطلب الثاني)‪ ،‬ففي الحالة األولى‬
‫يتم العمل بنظام وحدة السلطة اإلدارية وأما في الحالة الثانية فتكون أمام نظام تعدد السلطات‬
‫اإلدارية ‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املركزية اإلدارية ‪La centralisation administrative‬‬

‫ل إلحاطة بهذا المفهوم أي المركزية اإلدارية ال بد في البداية من تحديد ماهيته (الفقرة األولى)‬
‫قبل تناول أهم صوره وأشكاله (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬ماهية المركزية اإلدارية‪.‬‬
‫تعتبر المركزية اإلدارية إحدى أساليب التنظيم اإلداري وهي نظام يرمي إلى احتكار‬
‫الوظيفة اإلدارية وحصرها بيد الحكومة المركزية بحيث يقوم بأداء الوظائف اإلدارية ممثلو‬
‫هذه الحكومة في العاصمة وهم الوزراء‪ ،‬ويعتمد هؤالء في أداء هذه الوظائف على أعوانهم‬
‫سواء في العاصمة (المصالح اإلدارية المركزية أي الوزارات) أو في الجهات والعماالت‬
‫واألقاليم (المصالح الخارجية أو الالمركزية التابعة للوزارات)‪.‬‬
‫وأهم ما يميز أسلوب أو نظام المركزية اإلدارية‪ ،‬أن سلطة اتخاذ القرار النهائي تعود‬
‫للوزراء ولكتاب الدولة ومن يقوم مقامهم (أي مركزة القرارات) الذين ينفردون بالهيمنة على‬
‫النشاط اإلداري‪ ،‬علما أن تركيز السلطة اإلدارية في يد رجال السلطة اإلدارية المركزية‬
‫بالعاصمة أو في العماالت واألقاليم حيث يخضعون للسلطة الرئاسية وهي للوزير‪ ،‬باعتباره‬
‫الرئيس اإلداري األعلى بوزارته وهكذا ففي التنظيم اإلداري المركزي‪ ،‬فإن أعوان الدولة هم‬
‫الذين يمتلكون االختصاصات الضرورية ليستمر مصالح الجماعات الثانوية‪ ،‬ولكن مع ذلك‪،‬‬
‫لما كان من الصعب تصور التسيير الممركز لهذه المصالح‪ ،‬سيما إذا بلغت الدولة درجة‬
‫معينة من األهمية‪ ،‬فإن اإلدارة التابعة للدولة تنتشر على صعيد المجال الترابي‪ ،‬وتخول‬
‫ألعوانها المحليين صالحيات التسيير الضرورية‪ ،‬وفي هذه الحالة نقول بأن اإلدارة تنهج‬
‫أسلوب عدم تركيز السلطة‪ ،‬وعدم تركيز السلطة هذا هو إذن صيغة من صيغ التنظيم‬
‫اإلداري تقرب صاحب القرار من المكان الذي تطرح فيه المشاكل المراد ومعالجتها ومن‬
‫المؤكد أن التسيير القائم على عدم التركيز الذي تعتمده الدولة ال يلغي إمكانية استشارة‬
‫المعنيين باألمر فيما يخص القرارات التي تعتزم الدولة اتخاذها‪ ،‬غير أنهم في المقابل ال‬
‫يتمتعون بسلطة اتخاذ القرار إذا كان هذا تعريف المركزية اإلدارية‪ ،‬فما هي أهم صور هذا‬
‫األسوب من أساليب التنظيم اإلداري؟‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬صور وأشكال المركزية اإلدارية‪.‬‬
‫تتلخص صور المركزية اإلدارية عموما في صورتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬التركيز اإلداري ‪ La concentralisation Administrative‬أوال‬
‫‪ -‬عدم التركيز اإلداري ‪ La décentralisation Administrative‬ثانيا‬

‫التركيز االداري ‪ ,‬أو بتعبير آخر المركزية اإلدارية المطلقة‪ ،‬ويتميز هذا األسلوب‬
‫بربط كل المرافق العمومية في الدولة بمركز موحد ووحيد هو الدولة‪ ،‬ويترتب على‬
‫ذلك أن الحياة اإلدارية ال توجد خارج األجهزة المركزية بحيث تتخذ القرارت في‬
‫المركز كما أنها أي(القرارات اإلدارية) ترجع مسؤوليتها للدولة بصفتها الشخص‬
‫المعنوي العام الوحيد الذي يتمتع بالشخصية القانونية وأهلية اتخاذ هذه القرارات‪،‬‬
‫ومن جهة ثالثة ال توجد جماعات محلية (ترابية)‪ ،‬بل توجد تقسيمات إدارية يتولى‬
‫المسؤولون عنها تنفيذ قرارات السلطات المركزية‪.‬‬
‫ويعتبر التركيز اإلداري بهذا الشكل بمثابة الصورة التقليدية للمركزية اإلدارية‪ ،‬التي‬
‫بموجبها تتركز السلطة اإلدارية في يد الوزراء في العاصمة‪ ،‬وال يتمتع ممثليهم في العماالت‬
‫واألقاليم بأية سلطة إدارية التخاذ القرارات‪ ،‬بل يتعين عليهم (العمال والوالة) الرجوع إلى‬
‫وزاراتهم ورؤسائهم وإذا كان للتركيز اإلداري بعض المزايا المتمثلة أساسا في سرعة العمل‬
‫بالنسبة لمختلف األجهزة اإلدارية للدولة لوحدة ومركزية إصدار القرارات‪ ،‬ولموضوعتيها‪،‬‬
‫كما أنه تجسيد للوحدة الوطنية للدولة سياسيا ودستوريا‪.‬‬
‫إال أنه (أي التركيز اإلداري) ال يخلو من السلبيات‪ ،‬اعتبارا للشكل المفرط‬
‫والبيروقراطي في تدبير مختلف األنشطة اإلدارية للدولة‪ ،‬األمر الذي لم يعد مالئما ومسايرا‬
‫للديمو قراطية والتي تتطلب توزيع االختصاصات والصالحيات اإلدارية‪ ،‬وعدم النزوع‬
‫المفرط إلى مركزتها‪ ،‬خاصة وأن الوظيفة اإلدارية للدولة تقتضي النجاعة والسرعة‪ ،‬األمر‬
‫الذي دفع بالدول الديموقراطية الى اتباع أسلوب عدم التركيز اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬عدم التركيز اإلداري‪.La décentralisation Administrative‬‬

‫إن عدم التركيز اإلداري أو بعبارة أخرى الالتركيز اإلداري يفيد بأنه أسلوب في‬
‫اإلدارة بموجبه يتم نقل بعض االختصاصات لموظفي الدولة في العاصمة أو في األقاليم‪ ،‬مع‬
‫بقائهم خاضعين للسلطة المركزية‪ ،‬في إطار السلطة الرئاسية أو التسلسلية ألنه من الناحية‬
‫الواقعية ال يمكن أن نجد تطبيقا صارما لنظام المركزية اإلدارية المطلقة أو (التركيز‬
‫اإلداري) لذلك عادة ما تصطحب المركزية بقدر من عدم التركيز والذي كما قلنا يمكن‬
‫ل لموظفين المحليين التابعين للسلطات المركزية من اتخاذ بعض القرارات التي ال تحتاج إلى‬

‫‪28‬‬
‫التدخل المباشر للسلطات المركزية‪ ،‬ومع ذلك يبقى النظام مركزيا فلماذا؟ ألن السلطات‬
‫اإلدارية المركزية تبقى المسؤولة الوحيدة عن كل القرارات اإلدارية بما فيها تلك المتخذة‬
‫محليا ويفيد مفهوم عدم التركيز اإلداري من الناحية القانونية تفويض جزء من السلطة‬
‫للهيئات اإلدارية المحلية علما أن هذا التفويض قد يكون في التوقيع ‪Délégation de‬‬
‫‪ Signature‬أو تفويضا في االختصاص أو ‪ Délégation de pouvoir‬سلطة القرار‬
‫مصحوبة بالموارد المالية الضرورية والوسائل الكافية لتفعيلها في إطار تسلسل إداري محكم‬
‫من المركزي إلى المحلي يتيح إعادة توزيع االختصاصات والسلط داخل إدارات الدولة‪ ،‬إن‬
‫تطوير هذا النمط من التدبير أصبح خيارا لتنظيم الفعل العمومي داخل تراب الدولة وألنه‬
‫شكل وسطا بين المركزية و الالمركزية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الالمركزية اإلدارية‪La décentralisationAdministrative‬‬

‫إذا كان نظام الالمركزية في أصله قد نشأ مسايرا للتطور المدني منذ شعور اإلنسان‬
‫بالحاجة إلى التضامن مع غيره من سكان القرى والمدن للوفاء بالحاجات المشتركة بينهم‪،‬‬
‫فإنه لم يعرف كتنظيم إداري إال بعد قيام الدولة الحديثة دولة الحق والقانون أي الدولة التي‬
‫يسودها القانون في تنظيم أجهزتها وتوزيع اختصاصاتها وسائر مظاهر أعمالها ونشاطها‪،‬‬
‫وقد أصبحت الالمركزية اليوم وجها من أوجه تنظيم جهاز الدولة اإلداري فما هو مفهوم‬
‫الالمركزية اإلدارية (الفقرة األولى) وما هي أهم صورها (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الالمركزية اإلدارية‪.‬‬
‫لقد أعطيت لالمركزية عدة تعريفات منها ما عرفها به األستاذ جان أوبي‪ J. Auby‬من‬
‫أنها " تحويل بعض االختصاصات من السلطة المركزية لمصلحة أشخاص إدارية أخرى" في‬
‫حين يعرفها األستاذ جورج فيديل‪ G.Vedel‬بأنها "وضع سلطات القرار في يد هيئات أخرى‬
‫غير ممثلي السلطة المركزية والتي غالبا ما تكون منتخبة بواسطة المواطنين دوي‬
‫المصلحة"‪.‬‬
‫أما الفقه اإلداري العربي‪ ،‬فقد عرفها الدكتور ثروت بدوي‪" :‬بأنها تقوم على توزيع‬
‫االختصاصات اإل دارية بين السلطة اإلدارية المركزية وبين هيئات محلية أو مصلحية مستقلة‬
‫تمارس كل منها اختصاصات إدارية محددة في إقليم أو في نطاق موضوع معين" كما يعرفها‬
‫الدكتور سليمان الطماوي"بأنها توزيع الوظائف اإلدارية تحت إشراف ورقابة الحكومة"‪.‬‬
‫وخالصة القول‪ ،‬يمكن تعريف الالمركزية اإلدارية بأنها أسلوب إداري يعهد بواسطته‬
‫البث في بعض األمور والقضايا اإلدارية إلى هيئات محلية تتمتع بنوع من االستقالل اتجاه‬
‫الحكومة المركزية‪ ،‬ويتجلى هذا االستقالل في تشكيل الهيئات العامة المحلية بواسطة‬

‫‪29‬‬
‫االنتخاب وفي تمتعها بالشخصية المعنوية وفي عدم ارتباطها بالحكومة المركزية بتبعية‬
‫مطلقة وإنما تخضع لنوع من الوصاية اإلدارية‪ ،‬ويرتكز مفهوم الالمركزية اإلدارية بهذا‬
‫المعنى على أركان أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬الركن األول‪ :‬ضرورة وجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية أو توفر‬
‫شأن عام محلي‪ ،‬متميز عن الشأن العام الوطني‪.‬‬
‫‪ .2‬الركن الثاني‪ :‬ويتمثل في أن تسيير المصالح المحلية أو الشأن العام المحلي يكون‬
‫بواسطة هيئة محلية منتخبة‪.‬‬
‫‪ .3‬أما الركن الثالث‪ ،‬فيتجسد في ممارسة الوصاية اإلدارية على الهيئات المحلية سواء‬
‫كانت ترابية أو إقليمية (الالمركزية اإلقليمية)أو مؤسسات مصلحية أو مرفقية (‬
‫الالمركزية المصلحية أو المرفقية)‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الالمركزية اإلدارية‬
‫‪ -‬تتخذ الالمركزية اإلدارية شكلين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ -‬الالمركزية اإلدارية الترابية أو اإلقليمية أوال‬
‫‪ -‬الالمركزية اإلدارية المرفقية أو المصلحية ثانيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الالمركزية اإلدارية الترابية اإلقليمية‪.‬‬
‫وهي نوع من التنظيم اإلداري الالمركزي ويعرف أيضا باإلدارة المحلية‬
‫‪ Administration locale‬أو الترابية ‪Administration territoriale‬و يفرز هذا النوع‬
‫من الالمركزية جماعات محلية ترابية تتمتع بالشخصية المعنوية وبنوع من االستقالل المالي‬
‫واإلداري‪ ،‬ويتم تدبيرها من طرف هيئات منتخبة وذلك تحت إشراف ورقابة الحكومة أو‬
‫السلطة المركزية وتعتبر الالمركزية الترابية األقدم من حيث نشأتها‪ ،‬من الالمركزية‬
‫المرفقية‪ ،‬أي أن الالمركزية اإلقليمية أو الترابية المنشء أو المصدر تتوخى إدارة شؤون‬
‫الجماعة‪ ،‬ضمن وحدة ترابية‪ ،‬ووفق منهج الديمقراطية الذي من خالله يتولى سكان‬
‫الجماعات الترابية إدارة شؤونهم ومرافقهم بأنفسهم عن طريق مجالس منتخبة من طرفهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الالمركزية المصلحية أو المرفقية‪.‬‬
‫ويتحقق هذا النوع من الالمركزية اإلدارية بمنح مرفق عام وطني أو إقليمي (محلي)‬
‫الشخصية المعنوية وهو األمر الذي يمكنه من االستقالل المالي واإلداري عن السلطة‬
‫المركزية‪ ،‬لكن هذا االستقالل غير مطلق‪ ،‬بل هو مقيد بشرط الرقابة اإلدارية التي هي من‬
‫صالحيات الحكومة‪ ،‬وهو األمر الذي ينطبق على المؤسسات العامة الوطنية والمؤسسات‬
‫العامة المحلية‪ ،‬وتعتبر طريقة المؤسسات العمومية طريقة من طرق تسيير المرافق العمومية‬

‫‪30‬‬
‫تهدف إلى تخفيف العبء عن الدولة وتختص في أعمال معينة طبقا لقاعدة التخصص‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫وتتميز الالمركزية المرفقية كونها تستند إلى عنصري الكفاءة والنجاعة‪ ،‬وهو ما دفع‬
‫جانبا من الفقه إلى اعتبارها بالالمركزية الوظيفية‪ ،‬التي من مقوماتها اعتماد أسلوب التعيين‬
‫في اختيار رؤسائها وأعضاء مجالسها اإلدارية‪ ،‬ليس باتباع نمط اإلنتخاب الذي تعتبر‬
‫الالمركزية الترابية مجاله ونطاق تطبيقه‪.‬‬
‫‪ -1‬الجوانب المشتركة بين الالمركزية الترابية أو اإلقليمية والالمركزية المرفقية أو‬
‫المصلحية‪:‬‬
‫أ‪ -‬وجود الشخصية المعنوية‪:‬‬
‫الجماعات الترابية سواء كانت (جهات او أقاليم اوجماعات ترابية أخرى) تشرف عليها‬
‫مجالس منتخبة تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬والمرافق العمومية في إطار الالمركزية المرفقية‬
‫تشرف على تسييرها مؤسسة عمومية سواء (مكتب‪ ،‬وكالة ‪ )...‬تتمتع أيضا بالشخصية‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تسيير قضايا معينة أو مرفق معين‪:‬‬
‫بالنسبة لالمركزية المرفقية تتخصص المؤسسة العمومية في إدارة مرفق معين (إداري‬
‫اقتصادي تجاري أو صناعي) في الالمركزية الترابية نجد قضايا محلية تخص (الجهة أو‬
‫العمالة اواإلقليم أو الجماعات الترابية األخرى)‪ ،‬وكالهما (أي الالمركزية اإلقليمية‬
‫والالمركزية المرفقية) يتمتعان بنوع من االستقالل عن السلطات المركزية‪.‬‬
‫ت‪ -‬الخضوع لسلطة الوصاية‪:‬‬
‫رغم تمتع نوعي الالمركزية اإلدارية سواء منها الترابية أو المصلحية بنوع من‬
‫االستقالل إال أنه يبقى نسبيا وليس مطلقا حفاظا على وحدة الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬جوانب االختالف بين الالمركزية الترابة والالمركزية المرفقية‪.‬‬
‫أ‪ -‬يعد االختصاص بالنسبة لالمركزية الترابية اختصاصا عاما في حين يكون‬
‫االختصاص بالنسبة للمؤسسات العمومية محددا وينصب على تدبير نشاط معين‪.‬‬
‫ب‪ -‬االختالف الثاني نلمسه على مستوى التحديد الترابي عوض التحديد الموضوعي‬
‫بحيث إن الالمركزية الترابية ترتبط بتقسيمات إدارية مطبقة في نظام المركزية‬
‫وتحديدا في نظام عدم التركيز‪ ،‬وعلى هذا األساس تتميز الجماعات والعماالت‬
‫واألقاليم والجهات بالطابع المزدوج بحيث تعتبر من جهة وحدات ترابية لوجود‬
‫مجالس منتخبة‪ ،‬ووحدات إدارية تحدد دائرة اختصاص السلطة المحلية (الباشا أو‬

‫‪31‬‬
‫القائد اوالعامل ا والوالي)‪ ،‬أما الالمركزية المرفقية فال عالقة لها بالتقسيم الترابي‪،‬‬
‫وإنما ترتبط بمرفق عمومي يحدد اختصاصه وطنيا (المكتب الوطني للكهرباء والماء‬
‫والمكتب الوطني للسكك الحديدية‪ ،‬الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك) أو محليا (كوكا‬
‫كوال ‪ ,‬توزيع الماء والكهرباء‪.)...‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التنظيم اإلداري المركزي بالمغرب‬

‫بعدما خصصنا الفصل األول للنظرية العامة للتنظيم اإلداري‪ ،‬سوف نحاول في هذا‬
‫الفصل التطرق للتطبيقات العملية لهذه النظرية في المغرب‪ ،‬وحيث أن هذا األخير يطبق‬
‫أسلوبي المركزية والالمركزية‪ ،‬فإننا نخصص هذا الفصل لتناول‪ ،‬التنظيم اإلداري المركزي‬
‫بالمغرب على أن نخصص‪ ،‬الفصل الثالث واألخير للتنظيم الالمركزي بالمغرب‪.‬‬
‫وتتمثل السلطات المركزية في المغرب في المؤسسة الملكية والحكومة والمصالح‬
‫الخارجية الممثلة للسلطات المركزية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬السلطات المركزية للدولة‬
‫تعد المؤسسة الملكية أهم السلطات المركزية بالمغرب (المطلب األول) وتأتي الحكومة‬
‫كثاني هذه السلطات (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املؤسسة امللكية‬

‫يعتبر الملك بحق السلطة اإلدارية األول في البالد وذلك سواء قبل عهد اإلستقالل أو‬
‫بعده‪ ،‬حيث أنه منذ ظهور أول دستور سنة ‪ 1962‬إلى آخر دستور سنة ‪ 2011‬نجد‪ ،‬تنظيم‬
‫السلطة المركزية قد ارتكز على المؤسسة الملكية باعتبارها الركيزة اإلدارية األولى‪ ،‬لهذا‬
‫يحتل الملك مكانة مرموقة داخل جهاز الدولة ال سيما إزاء السلطة التنفيذية التي تتكون من‬
‫رئيس الحكومة وباقي الوزراء‪.‬‬
‫لقد أضفت الدساتير المغربية إذن على المؤسسة الملكية طابعا خاصا جعل الملك يحتل‬
‫مركزا إداريا وسياسيا مرموقا ومهيمنا داخل النظام اإلداري المغربي‪ ،‬ويمارس اختصاصاته‬
‫ا تجاه األجهزة اإلدارية والقضائية والتشريعية‪ ،‬مستعينا بديوانه الذي يعتبر جهازا للدراسة‬
‫واالستشارة يضم عددا من مستشاريه‪ ....‬وهو تقليد دستوري غير مألوف في البلدان‬
‫الديمقراطية النيابية ويشكل الفصالن ‪ 41‬و ‪ 42‬أساس االختصاصات الواسعة للملك‪.‬‬
‫الفصل ‪( 41‬السلكة الدينية) في حين الفصل ‪( 42‬السلطة السياسية) االولى يمارسها‬
‫بصفته أمي را للمؤمنين في حين يمارس الثانية كرئيس للدولة (عبد الفتاح بلخال‪ ،‬محمد‬
‫باسكمنار التنظيم اإلداري‪ )99:‬وال يقتصر األمر فيما يتعلق بسلطات الملك على الفصلين‬
‫السالفين الذكر‪ ،‬بل تستغرق العديد من الفصول األخرى من الدستور (خاصة الفصل ‪ 41‬إلى‬
‫الفصل ‪ 59‬من دستور ‪ 2011‬المتعلق بالملكية) وتشمل باإلضافة إلى الصالحيات الدينية‬
‫اختصاصات يقوم بها في األحوال العادية والقضائية‪ ،‬وأخرى يضطلع بها في الحاالت‬

‫‪33‬‬
‫اإلستثنائية وهي في حالة الحصار وحالة االستثناء واإلعالن عن الحرب ( بن شريف‬
‫ص‪.)92:‬‬
‫فما هي أهم االختصاصات اإلدارية التي يمارسها الملك ( الفقرة األولى) وما هي‬
‫الطبيعة القانونية للقرارات اإلدارية للملك (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاصات الملك اإلدارية‪.‬‬
‫من أهم المستجدات الهامة التي أقرها دستور ‪ 2011‬أنه جعل السلطة التنظيمية من‬
‫اختصاص رئيس الحكومة‪ ،‬حيث نص في فصله ‪ 90‬على اآلتي "يمارس رئيس الحكومة‬
‫السلطة التنظيمية ويمكن أن يفوض بعض سلطه للوزراء‪.‬‬
‫تحمل المقررات التنظيمية‪ ،‬الصادرة عن رئيس الحكومة‪ ،‬التوقيع بالعطف من لدن‬
‫الوزراء المكلفين بتنفيذها‪.‬‬
‫لكن إذا كان دستور ‪ ،2011‬يسند ممارسة السلطة التنظيمية لرئيس الحكومة‪ ،‬فهذا ال‬
‫يعني انعدام إشراف الملك على ممارسة هذه السلطة فاختصاصات الملك في المجال التنظيمي‬
‫اإلداري وفق أحكام الدستور جد واسعة السيما فيما يتعلق بالجانب الرقابي‪ ،‬إذ ال يمكن أن‬
‫نتصور من الناحية العملية خروج أي نشاط من األنشطة العامة للدولة عن رقابته وإشرافه‪،‬‬
‫وهي تضم أعماال (قرارات) تنظيمية وأخرى فردية تصدر في شكل ظهائر (الفصل ‪ 29‬من‬
‫دستور ‪ )2011‬ويمكن تحديدها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعيين رئيس الحكومة (الفصل ‪ 47‬من دستور ‪)2011‬‬
‫‪ -2‬إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء الحكومة (الفصل ‪ 47‬من دستور ‪.)2011‬‬
‫‪ -3‬رئاسة الملك للمجلس الوزاري (الفصل ‪ 48‬من دستور ‪)2011‬‬
‫‪ -4‬رئاسة المجلس األعلى لألمن (الفصل ‪54‬من الدستور)‬
‫‪ -5‬التعيين في الوظائف المدنية والعسكرية (الفصلين ‪ 49‬و ‪ 53‬من دستور ‪)2011‬‬
‫‪ -6‬اختصاصات ذات طابع خارجي (تعيين السفراء واعتمادهم الفصل ‪ )55‬باإلضافة‬
‫إلى ما سبق‪ ،‬فإن االختصاص الملكي في المجال التنظيمي (ومن بينها االداري) يعد‬
‫قابال لالمتداد والتوسع‪ ،‬وذلك انطالقا من التأويل الواسع بخصوص سلطات الملك‬
‫كما نص عليها الفصلين ‪ 41‬و ‪ 42‬من دستور ‪.2011‬‬
‫وإذا كان الملك يمارس سلطاته الواسعة خاصة في المجال التنظيمي وهو اإلدارة جزء‬
‫منها يصدر مجموعة من القراءات في شكل ظهائر‪ ،‬فما هي الطبيعة القانونية لهذه القرارات‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطبيعة القانونية للقرارات الملكية اإلدارية‪.‬‬
‫انطالقا مما س بق (الفقرة السابقة) يالحظ أن الدستور المغربي يخول للملك صالحيات‬
‫واسعة في المجال التنظيمي حتى أن هناك من يعتبره من فقهاء القانون اإلداري " اإلداري‬
‫األعلى" (األستاذ بنجلون عبد العزيز‪ :‬عند حيضرة ص‪)83‬‬
‫تمكنه من إتخاذ تدابير تنظيمية وقرارات فردية تصدر في شكل ظهائر شريفة يتسم‬
‫مضمونها بالطابع اإلداري المحض فما هي الطبيعة القانونية لهذه الظهائر‪ ،‬وهو ما يعني‬
‫البحث كما إذا كانت هذه الظهائر الملكية في المجال اإلداري تشبه القرارات اإلدارية أم أنها‬
‫تختلف عنها؟ وقد أثار السؤال اآلتي‪ :‬هل يمكن اعتبار الملك سلطة إدارية وبالتالي قراراته‬
‫قرارات إدارية أم ال؟ نقاشا فقهيا وقضائيا مهما‪.‬‬
‫أوال‪ :‬موقف القضاء اإلداري من القرارات الملكية اإلدارية لم يختلف موقف القضاء‬
‫اإلداري في المغرب سواء في عهد الحماية من خالل حكم محكمة االستئناف بالرباط في‬
‫حكمها الصادر‪ ،‬ب ‪ 4‬ماي ‪ 1944‬في قضية جماعة تمسغلفت حيث أكدت محكمة النقض‬
‫الفرنسية على ضرورة االلتزام بالتمييز بين الظهائر ذات الطبيعة االدارية والتي يمكن أن‬
‫تقترن بالمراسيم والظهائر ذات الطبيعة التشريعية‪.‬‬
‫بعد االستقالل وبعد إنشاء المجلس األعلى بظهير ‪ 27‬شتنبر ‪ ،1957‬حسمت الغرفة‬
‫االدارية بالمجلس األعلى في هذا الموضوع من خالل إصدارها للعديد من القرارات حول‬
‫مجموعة من الطعون التي عرضت عليها‪ ،‬حيث أكدت عدم قابلية رقابة المجلس األعلى‬
‫للقرارات الملكية‪ ،‬وندرج في هذا العدد الحكم الصادر عن المجلس األعلى للقضاء في ‪20‬‬
‫مارس ‪ 1970‬في قضية مزرعة عبد العزيز‪ ،‬حيث قدمت الشركة الفالحية لمزرعة عبد‬
‫العزيز دعوى مطالبة بإلغاء المرسوم الملكي الصادر في ‪ 11‬يونيو ‪ 1968‬بسبب الشطط في‬
‫استعمال السلطة والموقع من طرف الوزير األول إذ انذاك وبناءا على تفويض ملكي‪ ،‬الذي‬
‫يصادق على عملية ضم األراضي الزراعية إلى بعضها في قطاع مصانع الشمندر بناحية‬
‫الغرب‪ ،‬لكن المجلس األعلى (الغرفة اإلدارية) قضى بأن جاللة الملك يمارس اختصاصاته‬
‫الدستورية بوصفه أمير للمؤمنين طبقا للفصل ‪ 19‬من الدستور وليكن اعتماد سلطة إدارية‪،‬‬
‫وبالتالي ترفض تشبيه القرارات ذات الطابع اإلداري بالقرارات اإلدارية العادية‪ ،‬وبالتالي عدم‬
‫إخضاعها لرقابة القضاء‪.‬‬
‫ومن خالل رصد وتتبع قرارات المجلس األعلى الصادرة بمناسبة الطعون المقدمة ضد‬
‫الظهائر والمراسيم والقرارات الملكية يالحظ بأنها أضفت عليها حصانة مطلقة معلنة عن عدم‬
‫اختصاص المجلس األعلى بوصفه قاضي مشروعية القرارات الصادرة عن السلطات‬
‫اإلدارية‪ ،‬بالنظر في القرارات الصادرة عن الملك في شكل ظهير لكونه سلطة غير إدارية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وهو ما يمكن الوقوف عليه من خالل القرارات الصادرة في الطعون المقدمة من طرف‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الحميد الرواندا‪ :‬حكم عدد ‪ 93‬بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪1960‬‬
‫‪ -‬عبد هللا بن سودان ‪ :‬حكم عدد ‪ 314‬يوليوز ‪1963‬‬
‫‪ -‬رزقي التيجاني‪ :‬حكم عدد ‪ 315‬بتاريخ ‪ 15‬يوليوز ‪1963‬‬
‫بحيث أجمعت جميع القرارات على عدم اختصاص المجلس األعلى استنادا على نفس‬
‫األساس‪ ،‬أي أن سلطات الملك غير إدارية‪ ،‬وبأن القرارات المطعون فيها غير صادرة عن‬
‫سلطة إدارية أما أحدث األحكام في الموضوع هو الحكم الصادر عن المحكمة االدارية بالرباط‬
‫بتاريخ ‪ 16‬شتنبروالذي جاء في إحدى حيثياته‪" :‬القرارات الملكية ال تقبل الطعن باإللغاء‪ ،‬وال‬
‫ينال من ذلك ما نص عليه الفصل ‪ 118‬من الدستور بخصوص قابلية كل القرارات التنظيمية‬
‫والفردية المتخذة في المجال اإلداري للطعن أمام الجهات القضائية المختصة‪ ،‬ما دامت ال تنزل‬
‫منزلة هذا المجال اإلداري الصرف الصالحيات الدستورية المحفوظة لجاللة الملك في مجال‬
‫اإلشراف على حسن سير المؤسسات الدستورية" (حكم عدد ‪ 3233‬ملف عدد ‪-7110-543‬‬
‫‪ 2016‬غير نشور)‪.‬‬
‫إذا كان هذا هو موقف القضاء فما هو موقف الفقه؟‬
‫ثانيا‪ :‬موقف الفقه من الطبيعة القانونية للقرارات الملكية بالنسبة للفقه االداري‪ ،‬وبالرغم‬
‫من المعارضة الشديدة لألستاذ روسي ‪ M.Rousset‬لموقف المجلس األعلى‪ ،‬فإن الفقهاء قد‬
‫استقروا خالل مناقشتهم للإلشكالية القانونية للقرارات الملكية المتخذة في المجال اإلداري‪.‬‬
‫‪ -1‬الموقف المعارض ألحكام المجلس األعلى ‪ Rousset‬انطالقا من حكم مزرعة عبد‬
‫العزيز‪ ،‬اعتبر أن تحديد طبيعة القرار الملكي يجب أن تستند على معيار مادي‪،‬‬
‫فيعتبر قرارا إداريا كل ما كان موضوعه يرتكز على نشاط أو مجال إداري واعتبر‬
‫في نفس الوقت أن القرارات الملكية ال يصح أن تخضع كلها للرقابة عن طريق‬
‫اإللغاء أو التعويض أو الدفع بعدم الشرعية بل يجب اعتبار بعضها ضمن أعمال‬
‫السيادة أو أعمال الحكومة ثلك التي تصدر عن رئيس الجمهورية في فرنسا‪ ،‬فهذه ال‬
‫تخضع لرقابة القضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬اآلراء الفقهية المبررة لموقف المجلس األعلى ( الغرفة اإلدارية)‬
‫‪ -‬ذ عبد العزيز بن جلون‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬محمد سرغيني‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬عبد القادر باينة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الحكومة‬

‫كباقي الدول توجد بالمغرب مؤسسة الحكومة كتاني المؤسسات في التنظيم اإلداري‬
‫المركزي‪ ،‬بعد الحكومة‪ ،‬وتتألف الحكومة من رئيس الحكومة (الفقرة األولى) والوزراء‬
‫(الفقرة الثانية) ويمكن أن تضم كتابا للدولة بعد تعيين الملك ألعضاء الحكومة‪ ،‬يتقدم رئيس‬
‫الح كومة أمام البرلمان بمجلسيه (النواب والمستشارين) مجتمعين ويعرض البرنامج الذي‬
‫يعتزم تطبيقه‪.‬‬
‫تعتبر الحكومة منصبة بعد حصولها على ثقة مجلس النواب المعبر عنها بتصويت‬
‫األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم‪ ،‬لصالح برنامج الحكومة‬
‫وتعمل الحكومة‪ ،‬تحت سلطة رئيسها‪ ،‬على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى ضمان تنفيذ‬
‫القوانين‪ ،‬واإلدارة موضوعة تحت تصرفها‪ ،‬كما تمارس اإلشراف والوصاية على المؤسسات‬
‫والمقاوالت العمومية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬رئيس الحكومة‬
‫يعمل رئيس الحكومة على تنسيق العمل الحكومي وضمان التعاون بين أعضاء حكومته‬
‫عن طريق المجلس الحكومي‪ ،‬وبذلك يمارس السلطة التنظيمية‪ ،‬ويمكن أن يفوض بعض سلطه‬
‫للوزراء واإلضطالع بمهامه حيث حدد القانون مجموعة من األجهزة اإلدارية تعمل تحت‬
‫سلكته كالديوان واألمانة العامة للحكومة‪ ،‬كما خول له المشرع عدة اختصاصات تتراوح بينما‬
‫هو سياسي وما هو إداري خاصة من خالل الدستور األخير لسنة ‪ 2011‬ومن بين هذه‬
‫االختصاصات نورد ما يلي من الفصول ‪ 87‬وفقا لمقتضيات المادة الخامسة من القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 65-13‬يمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية ويشرف على تنظيم أشغال‬
‫الحكومة ويرأس مجلسها ويسهر على تنسيق وتوجيه أعمالها وتتبع أنشطة أعضائها‪ ،‬ومواكبة‬
‫عمل مختلف السلطات الحكومية واإلدارات العمومية التابعة لها والمؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية‪،‬‬
‫وسائر أشخاص القانون العام الموضوعة تحت وصاية الحكومة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما يتولى تمثيل الدولة والدفاع عن مصالحها أمام القضاء وإزاء الغير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقوم أيضا بالتعيين في بعض المناصب السامية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوزراء (أعضاء الحكومة)‬ ‫‪-‬‬
‫حسب القانون التنظيمي رقم ‪ 65-13‬خاصة المادة الثانية منه فأن الوزراء مسؤولين هم‬
‫أيضا عن تنفيذ السياسة الحكومية‪ ،‬كل في القطاع المكلف به‪ ،‬وفي إطار التضامن الحكومي‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫يقوم الوزراء بأداء المهام المسندة اليهم من قبل رئيس‪ ،‬ويطلعون مجلس الحكومة على‬
‫ذلك‪،‬كما يمكن للوزراء أن يفوضوا جزء آ من اختصاصاتهم لكتاب الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬يكون ا عضاء الحكومة إما صفة‬
‫‪ -‬وزراء دولة أو وزراء منتدبين لدى رئيس الحكومة أو لدى الوزراء‪ ،‬ومن األمين‬
‫العام للحكومة بصفته وزيرا‪ ،‬ويمكن أن تضم كتابا للدولة معنيين لدعم رئيس‬
‫الحكومة أو لدى الوزراء‬
‫‪ -‬يستعين الوزراء بمجموعة من األجهزة اإلدارية أهمها‪:‬‬
‫• الديوان‬
‫• المصالح المركزية للوزارة داخل األقاليم‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المصالح الالمركزية للدولة أو بعبارة أخرى األجهزة المحلية التابعة‬
‫إلدارة الدولة‬
‫وتشكل هذه األجهزة مجموعة متكاملة تسمى في غالب األحيان بإدارة عدم التركيز‬
‫وفعال فإن على الدولة في شخص السلطة المركزية أن تتوفر في مجموع البالد على أجهزة‬
‫إداري ة بديلة عنها تسهر على القيام باألنشطة التي يتطلبها تنفيذ السياسة المرسومة من قبل‬
‫الحكومة واالدارات المتخصصة‪ .‬وهذه األجهزة البديلة تمثل اإلدارة المركزية وتقوم مقامها‪،‬‬
‫ولهذا ننعتها بأجهزة عدم التركيز اإلداري والتي تقسم إلى نوعين‪:‬‬
‫ممثلوا السلطة المركزية ذوي الصيغة العامة أو االختصاص العام وهم رجال السلطة‬
‫(الوالي‪ ،‬العامل‪ ،‬الباشا والقائد) واألجهزة المتخصصة وهي المصالح الالمركزية لإلدارات‬
‫المركزية (الوزارات) (المطلب األول)‪.‬‬
‫إنطالقا من األهمية التي يكتسيها مفهوم عدم التركيز يبدو من المنطقي بل ومن الواجب‬
‫علينا ان تناول ميثاق عدم التركيز الجديد وما هي مستجداته (المطلب الثاني)‬
‫املطلب األول‪ :‬ماهية األجهزة الالمركزية إلدارة الدولة‬

‫كما أشرنا سابقا فإن المصالح الالمركزية للدولة نوعان‪:‬‬


‫‪ -‬الصنف األول له اختصاص في حدود النشاط الذي يشرف عليه وهو ما يسمى‬
‫بالمصالح الالمركزية لإلدارة المركزية (الفقرة األولى)‪.‬‬
‫‪ -‬والصنف الثاني وله اختصاص عام‪ ،‬ويتكلف باإلضافة إلى ذلك بالتنسيق بين‬
‫مختلف المصالح الالمركزية كما أن الظروف السياسية واالجتماعية واألمنية‪،‬‬
‫هي من أعطته هذه المكانة البارزة في التنظيم اإلداري المغربي عامة سواء على‬
‫الصعيد المركزي وبصفته خاصة على صعيد عدم التركيز أو حتى على الصعيد‬

‫‪38‬‬
‫الالمركزي كما سنرى ذلك الحقا في الفصل األخير ويمثله في الغالب رجال‬
‫السلطة بمختلف أصنافهم (الوالي‪ ،‬العامل‪ ،‬الباشا والقائد) (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية‬
‫إنطالقا من دستور ‪ 2011‬باتت تسمى بالمصالح الالمركزية عوض المصالح الخارجية‬
‫التابعة للوزارات وهي التسمية القديمة‪ ،‬حيث نص المشرع الدستوري في الفصل ‪ 145‬من‬
‫الدستور خاصة في فقرته األخيرة على أن يقوم الوالة والعمال‪ ،‬تحت إشراف سلطة الوزراء‬
‫المعنيين‪ ،‬بتنسيق أنشطة المصالح الالمركزية لإلدارة المركزية ويسهرون على حسن سيرها‪.‬‬
‫ويحيل مفهوم المصالح الالمركزية على الوحدات اإلدارية والمختلفة والمتعددة‬
‫كالمديريات الجهوية والمندوبيات اإلقليمية والمؤسسات العامة التابعة للوزارات‪ ،‬وتقوم هذه‬
‫المصالح بمهمة تنفيذ سياسة الحكومة والعمل على تطبيق جميع القرارات والتوجيهات‬
‫الصادرة عن إدارتها المركزية (الوزارة في إطار أحكام النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫الجاري بها العمل وتطبيق سياسة القرب من المواطنين‪ ،‬وذلك تحت إشراف ومراقبة رجال‬
‫السلطة ممثلي السلطات المركزية على المستوى المحلي في إطار اإلختصاص العام كما أسلفنا‬
‫الذكر ’‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوالي أو العامل‬
‫يعتبر العامل أو الوالي مسؤولين مباشرين عن سلطة التنسيق على صعيد عمل الدولة‬
‫(في إطار عدم التركيز) وعلى صعيد الجماعات الترابية (في إطار الالمركزية) فهو الذي‬
‫ينس ق بين كافة المصالح الخارجية أو الالممركزة لإلدارات المدنية التابعة للدولة والمؤسسات‬
‫العامة المحلية والتي ال يتجاوز مجال نشاطها نطاق العمالة أو اإلقليم أو الوالية ومسؤولة‬
‫بالتالي عن النهوض بتلك األعمال والمصالح ومراقبة وتتبع عملها قصد السهر على تطبيقها‪.‬‬
‫من أجل ذلك يتعين على الوزراء المعنيين باألمر إخبار العامل بكيفية منتظمة بنشاط‬
‫المصالح الالممركزة التابعة لهم عبر توجيه نسخة من برامج عملهم إلى العامل‪ ،‬الذي يتعين‬
‫عليه بدوره إطالعهم على شروط تنفيذ ما يصدرونه من توجيهات‪ ،‬وتعليمات من طرف‬
‫المصالح المعنية (ظهير ‪ 15‬فبراير ‪ )1977‬كما يجوز للوزراء أن يفوضوا إلى العمال‬
‫التصرف باسمهم ضمن الحدود الداخلة في نطاق اختصاصهم‪ ،‬وأن يتولوا التوقيع باسمهم أو‬
‫التأشيرعلى مجموعة من القرارات المتعلقة بأعمال المصلحة الخارجية‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬امليثاق الوطني لالتمركزاإلداري أية مستجدات؟‬

‫‪39‬‬
‫عرف التنظيم اإلداري المغربي دينامية جديدة من خالل دستور ‪ ،2011‬والقوانين‬
‫التنظيمية المنظمة للجماعات الترابية بمستوياتها المختلفة (الجهات‪ ،‬و العماالت واألقاليم‬
‫والجماعات)‪ ،‬وذلك مواكبة من الفاعل السياسي للتحوالت االجتماعية واإلقتصادية والقانونية‬
‫وحتى السياسية التي تعرفها المملكة‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه‪ ،‬فإن إتساع مجال الصالحيات المخولة للجماعات البشرية والمالية التي‬
‫وضعها رهن إشارتها‪ ،‬تتطلب النهوض بالالتمركز اإلداري‪ ،‬ووضع رؤية جديدة لتدخل‬
‫اإلدارات الالممركزة للدولة‪ ،‬تحت إشراف والي الجهة‪ ،‬على المستوى الترابي فما هي أهم‬
‫الدالالت التي أصبح يتم بها المفهوم الجديد للتركيز اإلداري‪ ،‬حسب الميثاق الوطني لالتمركز‬
‫اإلداري بعد الذي خرج إلى الوجود مؤخرا (الفقرة األولى)‪ ،‬وما هي أهم المرتكزات التي‬
‫يستند عليها (الفقرة األولى)‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عدم التركيز اإلداري بالمفهوم الجديد‬
‫يعتبر عدم التركيز اإلداري لمصالح الدولة تنظيما إداريا مواكبا للتنظيم الترابي‬
‫الالمركزي للمملكة القائم على الجهوية المتقدمة كما جاء ذلك في الفصل األول من الدستور‪،‬‬
‫وأداتا رئيسية لتفعيل السياسة العامة للدولة على المستوى الترابي‪ ،‬قوامه نقل السلط والوسائل‬
‫وتحويل اإل عتمادات لفائدة المصالح الالممركزة على المستوى الترابي من أجل تمكينها من‬
‫القيام بالمهام المنوطة بها‪ ،‬واتخاد المبادرة تحقيقا للفعالية والنجاعة‪.‬‬
‫ولتحقيق كل هذه األهذاف المرجوة من المفهوم الجديد لعدم التركيز اإلداري كما جاء به‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.17.618‬بمثابة الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري ويعول على الدور‬
‫المحوري للوالة فيما يخص التنسيق على المستوى الجهوي بين مختلف اإلدارات المعنية‪،‬‬
‫وأيضا اللجنة الوزارية التي يرأسها رئيس الحكومة والتي تشرف على وضع النزاع‬
‫واالستراتيجيات لتنزيل هذا المفهوم الجديد‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مرتكزات عدم التركيز بالمفهوم الجديد‬
‫تتمثل أهم المرتكزات التي يستند عليها عدم التركيز اإلداري بالمفهوم الجديد في‬
‫دعامتين أساسيتين‪:‬‬
‫‪ -‬تتمثل الدعامة األولى في إعتبار الجهة كما نص عليها الدستور ونظمتها بواسطة‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬الفضاء الترابي المالئم لبلورة السياسة الوطنية‬
‫لالتمركز اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬أما المرتكز أو الدعامة الثانية‪ ،‬فتتجسد في منح الدور المحوري لوالي الجهة باعتباره‬
‫ممثال للدولة والسلطة المركزية في الجهة في تنسيق أنشطة المصالح الالممركزة‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫وحسن سيرها تحت سلطة الوزراء المعنيين‪ ،‬كما نص على ذلك أيضا الفصل ‪145‬‬
‫من دستور فاتح يوليوز ‪2011.‬‬
‫ومن أهم المستجدات التي نص عليها الميثاق الوطني لعدم التركيز‪ ،‬وضع تصاميم‬
‫مديرية لالتمركز اإلداري‪ ،‬تشكل خارطة طريق لعمل المصالح الالممركزة وكذا تحويل هذه‬
‫المصالح صالحيات تقريرية‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق وحدة عمل مصالح الدولة على المستوى‬
‫الجهوي واالقليمي إمكانية إحداث تمثيلية قضائية مشتركة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التنظيم الالمركزي بالمغرب الجماعات الترابية‬

‫جاءت القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية بأشكالها الثالث (الجهات القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ ،112.14‬العماالت واالقاليم القانون التنظيمي رقم ‪ ،112.14‬الجماعات القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ )113.14‬بمجموعة من المستجدات في مختلف المجاالت المرتبطة بهذه‬
‫الجماعات الترابية‪.‬‬
‫وسوف نحاول أن نتطرق إلى هذه المستجدات تبعا للشكل التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬القانون التنظيمي المتعلق بالجهات‬
‫جاء القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬الصادر في ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬المتعلق‬
‫بالجهات بمجموعة من المستجدات في مختلف المجاالت‪ ،‬مكرسا للمبادئ الدستورية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مبدأ التدبير الحر في تسيير مجلس الجهة‪ ،‬الذي يخول بمقتضاه لكل جهة‪ ،‬في حدود‬
‫اختصاصاتها‪ ،‬سلطة التداول بكيفية ديموقراطية‪ ،‬وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها‪ ،‬طبقا‬
‫ألحكام النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ؛‬
‫‪ -‬التنصيص على صدارة الجهة في إعداد المخططات والبرامج مع مراعاة‬
‫االختصاصات الذاتية للجماعات الترابية األخرى ؛‬
‫‪ -‬مبدأي التعاون والتضامن بين الجهات‪ ،‬بينها وبين الجماعات الترابية األخرى من أجل‬
‫بلوغ أهدافها وخاصة إنجاز مشاريع مشتركة؛‬
‫‪-‬اعتماد مبدأ التفريع في إسناد االختصاصات للجهة ؛‬
‫‪-‬ممارسة رئيس مجلس الجهة للسلطة التنظيمية بموجب قرارات بعد مداوالت المجلس‪.‬‬
‫كما جاء بعدة مقتضيات جديدة أهمها‪:‬‬
‫تعزيز دور أجهزة تدبير مجلس الجهة و تجويد أنظمة تسييرها‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬حصر التنافس على رئاسة المجلس بين رؤساء اللوائح المنتمين لألحزاب الحاصلة‬
‫على المراتب الخمس األولى حسب عدد المقاعد المحصل عليها داخل المجلس وبين رأس‬
‫الئحة من لوائح المستقلين الذي ساوى أو فاق عدد المقاعد التي حصلت عليها الئحته عدد‬
‫الحزب المرتب خامسا ؛‬
‫‪ -‬توسيع دائرة حاالت التنافي لتمكين رئيس الجهة ونوابه من التفرغ لمهامهم بالجهة‬
‫ولضمان حكامة جيدة ‪ :‬عدم األهلية للرئاسة بالنسبة ألعضاء الحكومة والبرلمان وكذا أعضاء‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي والهيئة العليا لالتصال السمعي البصري ومجلس‬
‫المنافسة والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها؛‬
‫‪ -‬انتخاب المكتب لمدة انتداب المجلس‪ ،‬مع إمكانية إقالة الرئيس بأغلبية ‪ 3/4‬في مطلع‬
‫السنة الرابعة من الوالية االنتدابية ؛‬
‫‪ -‬اعتماد نمط االقتراع بالالئحة النتخاب نواب الرئيس وكذلك ضمان فوز الئحة واحدة‬
‫بمجموع مناصب نواب الرئيس‪ ،‬إضافة إلى التنصيص على العمل على وجود مترشحات ال‬
‫يقل عددهن عن ثلث المرشحين لمنصب نواب الرئيس؛‬
‫‪ -‬إمكانية تنظيم المجلس في فرق يتم تحديد كيفيات تأليفها وتسييرها في النظام الداخلي؛‬
‫‪ -‬التنصيص على حق المعارضة في رئاسة إحدى اللجان الدائمة؛‬
‫‪ -‬توضيح كيفيات اجتماع اللجان الدائمة وإمكانية تقديم طلب الجتماعها من طرف ثلث‬
‫أعضائها‪ ،‬وضرورة تزويدها بالمعلومات والوثائق الضرورية‪ ،‬وإمكانية استدعاء موظفي‬
‫الجهة‪ ،‬أو موظفي الدولة والمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬بواسطة رئيس المجلس وعن‬
‫طريق الوالي ؛‬
‫‪ -‬إمكانية إحداث لجان مؤقتة؛‬
‫‪ -‬فتح اإلمكانية أمام أعضاء المجلس بصفة فردية أو عن طريق الفريق الذي ينتمون إليه‬
‫بتقديم أسئلة كتابية‪ ،‬وتخصيص جلسة لألجوبة على هذه األسئلة ؛‬
‫‪ -‬التنصيص على تعليق جدول األعمال وتواريخ انعقادها بمقر الجهة؛‬
‫‪-‬إمكانية طرد كل عضو يعرقل المداوالت أو ال يلتزم بمقتضيات القانون والنظام‬
‫أعطيت للمجلس عوض الرئيس ؛‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬انعقاد جلسة غير مفتوحة للعموم بطلب من ثلث أعضاء المجلس أو بطلب من الوالي‬
‫إذا تبين أن انعقادها في جلسة مفتوحة للعموم قد يخل بالنظام العام‪.‬‬
‫النظام األساسي للمنتخب ‪ :‬تحسين الوضعية االعتبارية والمادية للمنتخب (لتمكينه من أداء‬
‫مهامه) و تحديد أدق واجباته وذلك (ضمانا لحسن سير مصالح الجهة)‪.‬‬
‫‪ -‬التنصيص على التجريد من العضوية في المجلس في حالة التخلي عن االنتماء للحزب‬
‫السياسي‪ ،‬وتوضيح المسطرة المتعلقة بطلب التجريد ؛‬
‫‪ -‬إضافة رؤساء اللجان الدائمة ونوابهم ورؤساء الفرق إلى قائمة المستفيدين من‬
‫التعويضات؛‬
‫‪ -‬التنصيص على التكوين المستمر كحق ألعضاء المجلس ؛‬
‫‪ -‬التنصيص على مسؤولية الجهة عن األضرار التي قد تحدث لألعضاء أثناء مزاولة‬
‫مهامهم ؛‬
‫‪ -‬التنصيص على أن الموظفين واألعوان الذين يمارسون انتدابا عموميا يستفيدون من‬
‫رخص للتغيب في حدود المدة الفعلية للدورات و االجتماعات ؛‬
‫‪ -‬تعزيز وضعية رئيس الجهة (الموظف) من خالل تخويله الحق في اإللحاق والوضع‬
‫رهن اإلشارة؛‬
‫‪ -‬التنصيص على المبدأ الدستوري القاضي باستمرارية المرفق العام الذي بموجبه‬
‫يستمر الرئيس والنواب المستقيلون في تصريف األمور الجارية إلى حين انتخاب من‬
‫يخلفوهم؛‬
‫‪ -‬عدم أهلية الرئيس أو نوابه المستقيلين للترشح لهذه المهام خالل ما تبقى من مدة‬
‫انتداب المجلس ؛‬
‫‪ -‬منع األعضاء من ممارسة كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع المصالح؛‬
‫‪-‬منع أعضاء مجلس الجهة خارج المكتب في التدخل في التسيير؛‬
‫‪-‬إمكانية إقالة العضو المتغيب ‪ 3‬مرات متتالية أو ‪ 5‬مرات متقطعة‪ ،‬واإلعالن عن‬
‫اإلقالة يتم بواسطة المجلس‪ ،‬وكذلك مسؤولية الرئيس في مسك سجل الحضور‪.‬‬
‫تحديد اختصاصات الجهة ذات الطابع التنموي االقتصادي‬

‫‪43‬‬
‫‪-‬بناء على مبدأ التفريع‪ ،‬تم تمكين الجهة من اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة‬
‫مع الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة ؛‬
‫‪ -‬حصر اختصاصات الجهة الذاتية في النهوض بالتنمية المندمجة والمستدامة (مع‬
‫التركيز على التنمية االقتصادية)‪ ،‬والتنصيص على مجاالت االختصاص خاصة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حسين جاذبية المجال الترابي للجهة وتقوية تنافسيته االقتصادية ؛‬
‫‪ -‬تحقيق االستعمال األمثل للموارد الطبيعية وتثمينها والحفاظ عليها ؛‬
‫‪ -‬اعتماد التدابير واإلجراءات المشجعة للمقاولة ومحيطها والعمل على تيسير توطين األنشطة‬
‫المنتجة للثروة والشغل؛‬
‫‪ -‬اإلسهام في تحقيق التنمية المستدامة ؛‬
‫وتكوينها‬ ‫البشرية‬ ‫للموارد‬ ‫التدبيرية‬ ‫القدرات‬ ‫تحسين‬ ‫على‬ ‫‪ -‬العمل‬
‫‪ -‬تعويض مخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية ببرنامج التنمية الجهوية‪ ،‬وتدقيق المقتضيات‬
‫المتعلقة به‪ ،‬وتحديد مدة العمل به‪ ،‬وكيفيات إعداده‪ ،‬ووضعه كوثيقة مرجعية بالنسبة للجماعات‬
‫الترابية األخرى‪ ،‬وعدم إخضاعه للمصادقة من طرف هيئات أخرى واالقتصار على التأشير‬
‫عليه من طرف السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ؛‬
‫‪ -‬التنصيص على مسؤولية الرئيس في وضع برنامج التنمية الجهوية ؛‬
‫‪ -‬التنصيص على التنسيق مع والي الجهة في وضع برنامج التنمية الجهوية بصفته مكلفا‬
‫بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية ؛‬
‫‪ -‬التنصيص على تضمين برنامج التنمية الجهوية تشخيصا لحاجيات وإمكانيات الجهة‬
‫وتحديدا ألولوياتها وتقييما لمواردها ونفقاتها التقديرية واألخذ بعين االعتبار مقاربة النوع؛‬
‫‪-‬تدقيق المقتضيات المتعلقة بالتصميم الجهوي إلعداد التراب‪ ،‬وكيفيات إعداده‪ ،‬ووضعه‬
‫كوثيقة مرجعية بالنسبة للجماعات الترابية األخرى وباقي اإلدارات العمومية‪ .‬كما تم التخلي‬
‫على إحالة هذا التصميم الجهوي على اللجنة الوزارية‪ ،‬وأصبح خاضعا فقط للتأشيرة من‬
‫طرف السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪.‬‬
‫‪-‬التنصيص على مساعدة الوالي لرئيس مجلس الجهة في تنفيذ التصميم الجهوي إلعداد‬
‫التراب‪ ،‬وهو تنزيل لمقتضى دستوري ؛‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬التنصيص على أهداف إعداد التراب ؛‬
‫‪ -‬تحديد مجاالت االختصاصات المشتركة للجهة مع الدولة ؛‬
‫‪ -‬فتح اإلمكانية أمام الجهة ألخذ مبادرة تمويل مشروع ال يدخل ضمن اختصاصاتها‬
‫الذاتية ؛‬
‫‪ -‬بخصوص االختصاصات المشتركة والمنقولة فقد تم اعتماد مبدأي التدرج والتمايز‬
‫لبلورتها‬
‫تحديد صالحيات واضحة لمجلس الجهة و لصالحيات الرئيس‪.‬‬
‫‪ -‬إسناد تنفيذ قرارات المجلس إلى رئيس المجلس بدل والي الجهة ؛‬
‫‪ -‬توضيح المقررات التي يضطلع رئيس المجلس بتنفيذها ومن بينها برنامج التنمية‬
‫الجهوية والتصميم الجهوي إلعداد التراب‪ ،‬والقرارات المتعلقة بتنظيم إدارة الجهة وتحديد‬
‫اإلجراءات المتعلقة بتدبير المرافق العمومية‪ ،‬و اتفاقيات التعاون‬ ‫اختصاصاتها‪،‬وكذا‬
‫والشراكة والتوأمة ؛‬
‫‪ -‬تخويل ممارسة السلطة التنظيمية لرئيس مجلس الجهة‪ ،‬بعد مداوالت المجلس ؛‬
‫‪ -‬تخويل الرئيس سلطة التعيين في جميع المناصب بإدارة الجهة‪.‬‬
‫‪ -‬إسناد المصادقة على الصفقات العمومية إلى الرئيس‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس مجلس الجهة هو اآلمر بقبض مداخيل الجهة وصرف نفقاتها؛‬
‫‪ -‬استثناء األمر بالصرف من المجاالت التي يمكن تفويضها للنواب‪.‬‬
‫‪-‬إمكانية تفويض األمر بالصرف للمدير العام للمصالح وتوضيح األمر بأن التفويض في‬
‫هذا المجال يتعلق بتفويض اإلمضاء وليس بتفويض المهام؛‬
‫‪ -‬إلزام الرئيس بتقديم تقرير إخباري عن األعمال التي قام بها في إطار صالحياته‪.‬‬
‫تعزيز دور المواطنين والمجتمع المدني عن طريق آليات تشاركية للحوار‬
‫‪ -‬التنصيص على إحداث آليات تشاركية للحوار والتشاور من طرف مجلس الجهة ؛‬
‫‪-‬تمكين الجهات من إحداث ثالث هيئات استشارية إحداها بشراكة مع فعاليات المجتمع‬
‫المدني و أخرى مع الفاعلين االقتصاديين وثالثة تهتم بقضايا الشباب ؛‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬تمكين المواطنات والمواطنين والجمعيات من حق تقديم العرائض إلدراج نقطة في‬
‫جدول أعمال المجلس‪.‬‬
‫حصر وتقليص المراقبة اإلدارية في إطار مواكبة أجهزة الجهة في أداء مهامها‬
‫‪ -‬تعويض مفهوم الوصاية بالمراقبة اإلدارية تماشيا مع مقتضيات الدستور؛‬
‫‪ -‬ربط المراقبة اإلدارية بالجوانب المتعلقة بمشروعية القرارات والمقررات ؛‬
‫‪ -‬جعل عزل األعضاء وحل المجلس وإيقاف تنفيذ القرارات والمقررات التي تشوبها‬
‫عيوب قانونية اختصاص حصري للقضاء ؛‬
‫‪-‬تعويض المصادقة بالتأشيرة؛‬
‫‪ -‬اعتماد قاعدة المراقبة البعدية باستثناء بعض المجاالت المحدودة‪ ،‬خاصة في الميدان‬
‫المالي‪ ،‬التي تخضع للتأشيرة القبلية ؛‬
‫‪-‬التنصيص على البت في النزاعات في شأن المراقبة اإلدارية من قبل المحاكم اإلدارية؛‬
‫‪ -‬تقييد إعمال سلطة الحلول بتصريح القضاء بجواز ممارسته‪.‬‬
‫تمكين الجهة من إدارة قوية ومن أجهزة لتنفيذ المشاريع ومن آليات للتعاون والشراكة‬
‫‪-‬تمكين الجهة من إدارة فعلية تضم مديرية عامة للمصالح ومديرية لشؤون الرئاسة والمجلس؛‬
‫‪-‬تعويض الكاتب العام بالمدير العام للمصالح؛‬
‫‪-‬التنصيص على تنظيم اإلدارة بقرار لرئيس المجلس يتخذ بعد مداوالت المجلس ؛‬
‫‪-‬التنصيص على نظام أساسي خاص بموظفي إدارة الجماعات الترابية ؛‬
‫‪ -‬التنصيص عل ى آلية جديدة لتنفيذ المشاريع‪ ،‬ويتعلق األمر بالوكالة الجهوية لتنفيذ‬
‫المشاريع كشخص اعتباري خاضع للقانون العام‪ ،‬يتمتع باالستقالل اإلداري والمالي وأن‬
‫مقرها يكون داخل الدائرة الترابية للجهة ؛‬
‫‪ -‬إمكانية خلق شركات للتنمية الجهوية ؛‬
‫‪-‬التنصيص على إمكانية الجهات و تأسيس مجموعات فيما بينها (مجموعة الجهات) أو‬
‫مع جماعات ترابية أخرى (مجموعة الجماعات الترابية)؛‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬تمكين الجهات من إبرام اتفاقيات مع جماعات ترابية أخرى أو مع اإلدارات العمومية‬
‫أو المؤسسات العمومية أو الجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو‬
‫الشراكة من أجل إنجاز مشروع أو نشاط ذي فائدة مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث‬
‫شخص اعتباري خاضع للقانون العام أو الخاص‪.‬‬
‫توفير موارد مالية مهمة للجهة ووضع نظام مالي يتماشى مع متطلبات التحديث والنجاعة‬
‫الجديدة للدولة في هذا المجال‬
‫‪ -‬تم تمكين الجهات من موارد مالية هامة تتمثل بالخصوص في ‪ % 5‬من حصيلة الضريبة‬
‫على الشركات و‪ % 5‬من حصيلة الضريبة على الدخل و‪ 20%‬من حصيلة الضريبة على‬
‫عقود التأمين ‪ ،‬تضاف إليها مخصصات مالية من الميزانية العامة للدولة في أفق بلغ ‪10‬‬
‫ماليير درهم سنة ‪.2021‬ويتم رصد هذه الموارد بوتيرة تزايد سنوي تدريجي‪.‬‬
‫‪-‬التنصيص على أن نقل االختصاصات يكون مقترنا بنقل الموارد المالية المطابقة لها؛‬
‫‪ -‬تطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 142‬من الدستور‪ ،‬فقد تم تفعيل إحداث صندوقي التأهيل‬
‫االجتماعي والتضامن بين الجهات‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة هيكلة تبويبات الميزانية من أجل االنتقال من مقاربة للنفقات مرتكزة على‬
‫الوسائل إلى ميزانية مرتكزة على النتائج مقدمة على أساس برامج ومشاريع وعمليات ؛‬
‫‪ -‬اعتماد برمجة متعددة السنوات وتحيين البرمجة سنويا لمالئمتها مع تطور الموارد‬
‫والتكاليف؛‬
‫‪ -‬تعويض الحساب اإلداري ببيان تنفيذ الميزانية يعد في أجل اقصاه ‪ 31‬يناير من السنة‬
‫الموالية وتحصر فيه النتيجة العامة للميزانية ؛‬
‫‪-‬إخضاع مالية الجهة لمراقبة المجالس الجهوية للحسابات ؛‬
‫‪ -‬إخضاع العمليات المالية والمحاسباتية للجهة لتدقيق سنوي تنجزه بشكل مشترك‬
‫المفتشية العامة للمالية والمفتشية العامة لإلدارة الترابية في عين المكان وبناء على الوثائق‬
‫المالية والمحاسباتية ؛‬

‫‪47‬‬
‫‪ -‬إخضاع صفقات األشغال والتوريدات والخدمات لحساب الجهة والهيئات التابعة لها‬
‫ومجموعات الجماعات الترابية التي تكون الجهة طرفا فيها للنصوص التنظيمية المتعلقة‬
‫بالصفقات العمومية للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية إحداث لجان لتقصي حول مسألة تهم تدبير شؤون الجهة؛‬
‫‪ -‬التنصيص على "ملك عام وملك خاص للجهة‪".‬‬
‫التنصيص على آليات الحكامة المرتبطة بالتدبير الحر انسجاما مع المقتضيات الدستورية‬
‫الجديدة‬
‫‪ -‬التنصيص على ضرورة اعتماد األساليب الفعالة للتدبير (تحديد المهام‪ ،‬وضع دالئل‬
‫للمساطر‪ ،‬تبني التدبير بحسب األهداف‪ ،‬البرمجة متعددة السنوات‪ ،‬وضع منظومة لتتبع‬
‫المشاريع والبرامج)؛‬
‫‪ -‬إعداد قوائم محاسبية ومالية من طرف الرئيس تتعلق بالتسيير والوضعية المالية‬
‫لمجلس الجهة والهيئات التي تسير مرفقا عموميا تابعا لها‪ ،‬ويتم إطالع العموم على هذه‬
‫القوائم؛‬
‫‪ -‬اعتماد مبادئ التقييم المستمر والمراقبة الداخلية واالفتحاص؛‬
‫‪ -‬التزام الدولة بمواكبة الجهة لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة‬
‫االختصاصات الموكولة إليها‪ .‬وذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪-‬تحديد اآلليات لتمكين المنتخبين من دعم قدراتهم التدبيرية عند بداية كل انتداب جديد؛‬
‫‪-‬وضع أدوات تسمح للجهة بتبني أنظمة التدبير العصري والسيما مؤشرات التتبع‬
‫واإلنجاز واألداء وأنظمة المعلومات؛‬
‫‪ -‬وضع آليات للتقييم الداخلي والخارجي المنتظم؛‬
‫‪ -‬تمكين مجالس الجهة من المعلومات والوثائق الضرورية للقيام بممارسة صالحياتها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مستجدات القانون التنظيمي المتعلق بالجهات واألقاليم‪.‬‬


‫القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم جاء لتفعيل المقتضيات‬
‫الدستورية واعادة تركيز اختصاصات العمالة واالقليم كاآلتي ‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫تفعيل مجموعة من المبادئ المنصوص عليها في الدستور‬
‫‪ -‬إقرار مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل عمالة أو إقليم سلطة التداول بكيفية‬
‫ديمقراطية وسلطة تنفيذ مقرراتها ومداوالتها‪ ،‬طبقا للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل؛‬
‫‪-‬تفعيل مبدأ التفريع كأساس لتحديد االختصاصات (الذاتية‪ ،‬المشتركة‪ ،‬المنقولة) لكل‬
‫عمالة أو إقليم؛‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأي التدرج في الزمان‪ ،‬والتمايز في المجال عند ممارسة االختصاصات‬
‫المشتركة أو عند نقلها؛‬
‫‪-‬تعزيز التعاون والتشاور والتكامل من خالل تمكين العمالة أو اإلقليم ممارسة‬
‫اختصاصات بالوكالة عن كل أو بعض الجماعات الموجودة بترابها وتشجيع اإلشراف المنتدب‬
‫على المشاريع؛‬
‫‪ -‬مأسسة مبدأي التعاون والتضامن بين الجماعات الترابية‪.‬‬
‫تعزيز صالحيات الرئيس‬
‫تعزيز صالحيات الرئيس من خالل‪:‬‬
‫‪-‬يعتبر رئيس المجلس السلطة التنفيذية للعمالة أو اإلقليم واآلمر بقبض مداخيل العمالة‬
‫أو اإلقليم وصرف نفقاتها‪.‬‬
‫‪ -‬يمارس رئيس المجلس السلطة التنظيمية في حدود اختصاصات العمالة أو اإلقليم‪.‬‬
‫‪ -‬يبرم رئيس المجلس صفقات األشغال والتوريدات والخدمات ويصادق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم رئيس المجلس بالتعيين في جميع المناصب اإلدارية؛‬
‫انتخاب الرئيس ونوابه‪.‬‬
‫‪ -‬الترشح لمنصب رئيس المجلس من بين األعضاء والعضوات المرتبون على رأس‬
‫لوائح الترشيح الحاصلة على المراتب الخمس األولى بناء على مجموع المقاعد المحصل عليها‬
‫في مجلس العمالة أو اإلقليم‪.‬‬

‫‪-‬انتخاب الرئيس في الدور األول باألغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم‪ ،‬وفي‬
‫حالة تعذر ذلك يجرى دور ثاني بين المترشحين المرتبين في الرتبتين األولى والثانية‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫ويشترط فيه األغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم‪ ،‬وإذا تعذر ذلك يجرى دور ثالث‬
‫يعلن فيه عن الرئيس الفائز باألغلبية النسبية لألعضاء الحاضرين؛‬
‫‪-‬انتخاب نواب الرؤساء عن طريق االقتراع بالالئحة‪ ،‬وفوز الالئحة األولى بمجموع‬
‫المناصب باتباع نفس الطريقة المعتمدة النتخاب الرئيس‪.‬‬
‫تعزيز مبدأ المناصفة‬
‫تعزيز مبدأ المناصفة وذلك من خالل التنصيص على‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على أن تتضمن كل الئحة ترشيحات نواب الرئيس عددا من المترشحات ال يقل‬
‫عن ثلث نواب الرئيس؛‬
‫‪ -‬السعي لتحقيق مبدأ المناصفة في رئاسة اللجان الدائمة‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية دور المعارضة‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص رئاسة إحدى اللجن الدائمة للمعارضة من أجل تكريس المشاركة الفعالة‬
‫للمعارضة في تسيير شؤون العمالة أو اإلقليم؛‬
‫‪ -‬منع الترحال السياسي مدة االنتداب؛‬
‫‪ -‬سعيا في تخليق تدبير الشأن المحلي‪ ،‬يجرد كل عضو منتخب بمجلس العمالة أو اإلقليم‬
‫الذي تخلى خالل مدة االنتداب عن االنتماء السياسي للحزب الذي ترشح باسمه من صفة‬
‫العضوية في المجلس‪.‬‬
‫تحسين الوضعية االعتبارية والمادية للمنتخب‬
‫‪ -‬إقرار تعويضات عن التمثيل والتنقل بالنسبة لرئيس المجلس ونوابه‪ ،‬وكاتب المجلس‬
‫ونائبه ورؤساء اللجان الدائمة ونوابهم واستفادة باقي األعضاء من تعويضات عن التنقل؛‬
‫‪ -‬استفادة رئيس المجلس (الموظف)‪ ،‬بحكم القانون وبطلبه‪ ،‬من وضعية اإللحاق أو‬
‫الوضع رهن اإلشارة؛‬

‫‪-‬إقرار حق استفادة أعضاء المجلس من التكوين المستمر‪.‬‬


‫‪-‬إقرار مسؤولية العمالة أو اإلقليم عن األضرار الناجمة عن الحوادث التي قد يتعرض لها‬
‫األعضاء أثناء القيام بمهام لفائدة المجلس أو أثناء مشاركتهم في دورات التكوين المستمر؛‬

‫‪50‬‬
‫‪ -‬تكريس دور القضاء اإلداري‪ .‬تكريس دور القضاء اإلداري‬
‫‪ -‬إعادة تركيز اختصاصات العمالة أو اإلقليم‬
‫تم االنطالق من مجموعة من المبادئ األساسية لتحديد اختصاصات العمالة أو اإلقليم‪،‬‬
‫من بينها‪:‬‬
‫‪ -‬التقيد بمقتضيات الدستور‪ ،‬خاصة مبدأ التفريع ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على التكامل والتوزيع الحصري لالختصاصات بين المستويات الثالث‬
‫للجماعات الترابية‪.‬‬
‫‪ -‬فتح الباب لالختصاصات المشتركة مع الدولة في إطار التعاقد؛‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأي التدرج والتمايز بالنسبة لالختصاصات المشتركة والمنقولة؛‬
‫‪ -‬تطابق االختصاصات مع طبيعة المهام والتوجه العام لكل مستوى من مستويات‬
‫الجماعات الترابية‪.‬في هذا اإلطار‪ ،‬أنيط بالعمالة أو اإلقليم كتوجه عام‪ ،‬النهوض بالتنمية‬
‫االجتماعية خاصة في الوسط القروي وكذا في المجاالت الحضرية‪ ،‬وتعزيز النجاعة‬
‫والتعاضد والتعاون بين الجماعات المتواجدة بترابها‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬توفير التجهيزات والخدمات األساسية في الوسط القروي‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل مبدأ التعاضد بين الجماعات‪ ،‬وذلك بالقيام باألعمال وتوفير الخدمات وإنجاز‬
‫المشاريع أو األنشطة التي تتعلق أساسا بالتنمية االجتماعية بالوسط القروي‪.‬‬
‫‪-‬محاربة اإلقصاء والهشاشة في مختلف القطاعات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز قدرات إدارة العمالة أو اإلقليم‬
‫‪ -‬سعيا لبلوغ النجاعة والفعالية‪ ،‬ولتمكين العمالة أو اإلقليم من القيام بوظائفها بكيفية‬
‫فعّالة‪ ،‬تم تعزيز قدرات إدارتها بمنحها آليات وهياكل للعمل متطورة وعصرية منها مديرية‬
‫عامة للمصالح ومديرية لشؤون الرئاسة والمجلس‪.‬‬
‫‪-‬كما تم منح الرئيس صالحيات تنظيمها وتحديد اختصاصاتها بقرار بعد مداوالت‬
‫المجلس تماشيا مع روح مبدأ التدبير الحر‪.‬‬
‫‪-‬اعتماد نظام أساسي خاص بموظفي الجماعات الترابية يحدد بقانون‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية آليات التعاون والشراكة‬

‫‪51‬‬
‫‪ -‬ترسيخ مبادئ الحكامة في تدبير شؤون العمالة أو اإلقليم‬
‫تكتسي أساليب التدبير الفعّالة أهمية قصوى في نجاح كل السياسات العمومية‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس يصبح االلتزام بقواعد الحكامة الجيدة ضرورة حتمية بالنسبة لكل الهيئات العمومية‪،‬‬
‫لهذا تم التنصيص على بعض قواعد الحكامة الجيدة‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقيد العمالة أو اإلقليم بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر في احترام تام لقواعد الحكامة‬
‫والسيما في مجاالت المساواة بين المواطنات والمواطنين في ولوج المرافق العمومية‪،‬‬
‫وتكريس قيم الديمقراطية والشفافية والمحاسبة والمسؤولية وترسيخ سيادة القانون‪.‬‬
‫‪ -‬التنصيص على ضرورة احترام مقتضيات النظام الداخلي للمجلس‪ ،‬وقواعد التداول‬
‫الديمقراطي للمجلس‪ ،‬وشفافية مداوالت مجلس‪ ،‬والديمقراطية التشاركية‪ ،‬والتصريح‬
‫بالممتلكات‪ ،‬وعدم تنازع المصالح‪ ،‬وعدم استغالل مواقع النفوذ‪.‬‬
‫‪ -‬التنصيص على ضرورة اعتماد األساليب الفعالة للتدبير (تحديد المهام‪ ،‬وضع دالئل‬
‫للمساطر‪ ،‬تبني التدبير بحسب األهداف‪ ،‬البرمجة متعددة السنوات‪ ،‬وضع منظومة لتتبع‬
‫المشاريع والبرامج)‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد قوائم محاسبية ومالية من طرف الرئيس تتعلق بالتسيير والوضعية المالية‬
‫لمجلس العمالة أو اإلقليم والهيئات التي تسير مرفقا عموميا تابعا لها‪ ،‬ويتم إطالع العموم على‬
‫هذه القوائم؛‬
‫‪ -‬اعتماد مبادئ التقييم المستمر والمراقبة الداخلية واالفتحاص‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مستجدات القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات‬


‫جاء القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات ليمنح صالحيات جديدة وواسعة‬
‫للجماعات الترابية‪ ،‬مترجما ما جاء به الدستور المغربي الجديد على غرار القوانين التنظيمية‬
‫المتعلقة بالجماعات الترابية األخرى‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫أحكام تكرس المبادئ الدستورية‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه للجماعة سلطة التداول بكيفية ديمقراطية‬
‫وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها؛‬
‫‪ -‬تفعيل مبدأ التفريع كأساس تحديد االختصاصات الذاتية واالختصاصات المشتركة مع‬
‫الدولة واالختصاصات المنقولة من الدولة إلى الجماعة‪ ،‬مع مراعاة عنصري االنسجام‬
‫والتكامل مع الجماعات الترابية األخرى؛‬
‫‪-‬اعتماد مبدأي التدرج في الزمان‪ ،‬والتمايز في المجال عند ممارسة االختصاصات‬
‫المنقولة؛‬
‫‪-‬مأسسة مبدأي التعاون والتضامن بإعطاء الجماعة سلطة تحديد أشكال التعاون مع الجماعات‬
‫الترابية األخرى؛‬
‫‪ -‬ممارسة السلطة التنظيمية من طرف رئيس مجلس الجماعة؛‬
‫‪ -‬إخضاع قرارات ومقررات الجماعات لرقابة المشروعية؛‬
‫‪ -‬التنصيص على اختصاص القضاء وحده في جميع المنازعات المتعلقة بتسيير المجالس‬
‫(العزل‪ ،‬الحل‪ ،‬بطالن المداوالت‪ ،‬إيقاف تنفيذ المقررات والقرارات‪...).‬‬
‫‪ -‬تعزيز دور أجهزة تدبير مجلس الجماعة و تجويد أنظمة تسييرها‬
‫‪ -‬إعطاء تعريف ألجهزة المجلس ولألعضاء المزاولين مهامهم؛‬
‫‪ -‬إمكانية تكوين فرق بالنسبة للمجالس ذات نظام المقاطعات؛‬
‫‪ -‬تنافي مهام رئيس أو نائب رئيس مجلس الجماعة مع مهام رئيس ونائب رئيس جماعة‬
‫ترابية أخرى ومع مهام رئيس ونائب رئيس غرفة مهنية وتعاين بقرار اإلقالة بحكم‬
‫القانون في حالة الجمع بين مهام متنافية؛ ومنع الجمع بين رئاسة مجلس الجماعة‬
‫والعضوية في الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري أو مجلس المنافسة أو الهيئة‬
‫الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها؛‬
‫‪ -‬حصر الترشح لمنصب الرئيس في المرتبين على رأس اللوائح الخمسة األولى الفائزة‬
‫بمقاعد‪ ،‬بالنسبة للجماعات التي يتم فيها االقتراع بالالئحة‪ ،‬ومن بين أعضاء المجلس‬
‫بالنسبة للجماعات األخرى مع إلزام المنتمين لألحزاب السياسية باإلدالء بتزكية الحزب؛‬

‫‪53‬‬
‫‪ -‬انتخاب نواب الرئيس عن طريق الالئحة واعتماد األغلبية المطلقة في الدورين األول‬
‫والثاني واألغلبية النسبية في الدور الثالث وفي حالة التعادل ترجح الالئحة التي يقدمها‬
‫الرئيس؛‬
‫‪ -‬التخلي عن كون كاتب المجلس ونائبه يحسنان القراءة والكتابة وعن التعيين من موظفي‬
‫الجماعة لكاتب مساعد‪ ،‬في حالة عدم وجود مترشحين يحسنون القراءة والكتابة؛‬
‫‪ -‬التنصيص على إحداث لجنتين دائمتين على األقل و خمسة على األكثر عوض تحديد‬
‫عدد اللجان حسب عدد األعضاء؛ وفتح المجال للنظام الداخلي لتحديد عدد اللجان‬
‫الدائمة؛‬
‫‪ -‬التنصيص على السعي إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء في الترشح لرئاسة‬
‫اللجان الدائمة‪ ،‬وتمكين المعارضة من رئاسة إحدى اللجان الدائمة؛‬
‫‪ -‬التنصيص على أن مقتضيات النظام الداخلي ملزمة لألعضاء؛‬
‫‪ -‬عقد ‪ 3‬دورات عادية في السنة عوض ‪ ،4‬مع إمكانية عقدها في عدة جلسات ولكل جلسة‬
‫جدولة زمنية؛‬
‫‪ -‬تمديد الدورة بقرار لرئيس المجلس عوض الوالي أو العامل؛‬
‫‪ -‬وجوب تسجيل في جدول األعمال النقط اإلضافية عند تقديم الطلب من طرف نصف عدد‬
‫األعضاء؛‬
‫‪ -‬اعتماد األغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم في التصويت األول التخاذ‬
‫مقررات تهم قضايا مهمة محددة واعتماد األغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها بالنسبة لنفس‬
‫القضايا في تصويت ثاني؛‬

‫‪ -‬التنصيص على تمثيلية الجماعة داخل الهيئات التداولية لألشخاص االعتبارية الخاضعة‬
‫للقانون العام أو لكل هيئة استشارية؛‬
‫‪ -‬إمكانية توجيه أسئلة كتابية من قبل األعضاء إلى رئيس المجلس حول مسائل تهم مصالح‬
‫الجماعة؛‬
‫‪ -‬خضوع أرشيف الجماعة للقانون رقم ‪ 69.99‬المتعلق باألرشيف‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬تحسين الوضعية االعتبارية والمادية للمنتخب و تحديد أدق لواجباته‬
‫‪ -‬منع األعضاء من التخلي عن االنتماء السياسي طيلة مدة االنتداب؛‬
‫‪ -‬استفادة أعضاء المجلس من تكوين مستمر في المجاالت المرتبطة باختصاصات‬
‫الجماعة؛‬
‫‪-‬وجوب توجيه نسخة من سجل المداوالت مشهود على مطابقتها لألصل إلى العامل عند‬
‫انتهاء مدة انتداب مجلس الجماعة؛‬
‫‪ -‬استفادة الموظف عضو المجلس الذي انتخب رئيسا للمجلس من وضعية اإللحاق أو‬
‫حالة الوضع رهن اإلشارة لدى الجماعة بطلب منه ودون اشتراط التزامه بالتفرغ التام؛‬
‫‪ -‬حصر دور الرئيس المستقيل والنواب في تصريف األمور الجارية؛‬
‫‪-‬إمكانية مطالبة الرئيس بتقديم استقالته بملتمس لثلثي (‪ )3/2‬األعضاء يقدم لمرة واحدة‬
‫عند منتصف الوالية؛‬
‫‪ -‬عدم أهلية الرئيس المقال والمستقيل للترشح لمزاولة مهام الرئيس خالل ما تبقى من‬
‫مدة انتداب المجلس عوض خالل أجل سنة؛‬
‫‪-‬بعد إعذار المجلس الذي رفض القيام باألعمال المنوطة به‪ ،‬يمكن للعامل إحالة األمر‬
‫إلى المحكمة اإلدارية من أجل حل المجلس؛‬
‫‪-‬خضوع ممارسة سلطة الحلول لمراقبة القضاء اإلداري‪.‬‬
‫االختصاصات المخولة للجماعة‬
‫‪ -‬بناء على مبدأ التفريع‪ ،‬تم تمكين الجماعة من اختصاصات ذاتية واختصاصات‬
‫مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة؛‬
‫‪ -‬التمييز بين اختصاصات الجماعة وصالحيات المجلس والرئيس؛‬
‫‪ -‬تمكين الجماعة من إنجاز مشاريع ومرافق ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية؛‬
‫‪ -‬تعويض المخطط الجماعي للتنمية ببرنامج عمل الجماعة؛ وإعداد هذا البرنامج يتم‬
‫بتنسيق مع عامل العمالة أو اإلقليم بصفته مكلفا بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة‬
‫المركزية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬تمكين فاعلين آخرين من القطاعين العام والخاص من إحداث وتدبير المرافق المتعلقة‬
‫بأسواق البيع بالجملة‪ ،‬والمجازر والذبح ونقل اللحوم وأسواق بيع السمك؛ مع وجوب اعتماد‬
‫الجماعة عند إحداث أو تدبير هذه المرافق سبل التحديث في التدبير المتاحة لها‪( ،‬التدبير‬
‫المفوض أو إحداث شركات التنمية المحلية أو التعاقد مع القطاع الخاص)؛‬
‫‪ -‬التخلي عن االختصاصات االستشارية للمجلس؛‬
‫‪ -‬ضرورة استشارة المجلس في السياسات القطاعية التي تهم الجماعة والتجهيزات‬
‫والمشاريع الكبرى التي تخطط الدولة إنجازها فوق تراب الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز دور المواطنين والمجتمع المدني عن طريق آليات تشاركية للحوار‬
‫‪ -‬التنصيص على إحداث آليات تشاركية للحوار والتشاور من طرف مجلس الجماعة ؛‬
‫‪ -‬تمكين المواطنات والمواطنين والجمعيات من حق تقديم العرائض إلدراج نقطة في‬
‫جدول أعمال المجلس؛‬
‫‪ -‬التنصيص على العرائض وشروط تقديمها من قبل المواطنات والمواطنين‬
‫والجمعيات‪.‬‬
‫صالحيات واضحة لرئيس المجلس‬
‫‪ -‬تعيين رئيس لديوان رئيس المجلس ومكلف بمهمة في الجماعات التي يفوق عدد‬
‫أعضاء مجلسها ‪ 43‬عضوا‪ ،‬وإمكانية تعيين ‪ 4‬مستشارين بديوان رئيس مجلس‬
‫الجماعات ذات نظام المقاطعات‪.‬‬
‫‪ -‬مصادقة رئيس المجالس على صفقات الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تفويض اإلمضاء على الوثائق المتعلقة بالمداخيل والنفقات للمدير أو المدير‬
‫العام؛‬

‫‪-‬إلغاء النظام الخاص بجماعة الرباط وتعويضه بمقتضيات تمكن عامل الرباط من‬
‫ممارسة صالحيات الرئيس في مجاالت تنظيم السير والجوالن والوقوف بالطرق العمومية‬
‫والمحافظة على سالمة المرور بها وتنظيم األنشطة التجارية والصناعية والحرفية غير‬

‫‪56‬‬
‫المنظمة ومراقبتها ورخص االحتالل المؤقت للملك العمومي بدون إقامة بناء داخل مجال‬
‫ترابي يحدد بمرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬حصر وتقليص المراقبة اإلدارية في إطار مواكبة أجهزة الجماعة في أداء مهامها‬
‫‪ -‬تعويض مفهوم الوصاية بالمراقبة اإلدارية تماشيا مع مقتضيات الدستور‪.‬‬
‫‪ -‬ربط المراقبة اإلدارية بالجوانب المتعلقة بمشروعية القرارات والمقررات‪.‬‬
‫‪ -‬اختصاص المحكمة اإلدارية في البت في النزاعات المتعلقة بالمراقبة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬تبليغ القرارات الفردية المتعلقة بالتعمير إلى عامل العمالة أو اإلقليم داخل أجل ‪ 5‬أيام‬
‫بعد تسليمها إلى المعني بها‪.‬‬
‫‪ -‬تعرض العامل يلزم المجلس بإجراء دراسة جديدة للمقرر وفي حالة اإلبقاء عليه يحيل‬
‫العامل األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة اإلدارية عوض بت الوزير األول في‬
‫المسألة بمرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أجل ‪ 20‬يوما دون تمديد للتأشير عوض ‪ 45‬و‪ 30‬يوما قابلة للتمديد‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد قاعدة المراقبة البعدية باستثناء بعض المجاالت المحدودة‪ ،‬خاصة في الميدان‬
‫المالي‪ ،‬التي تخضع للتأشيرة القبلية‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين الجماعة من إدارة و أجهزة تنفيذ المشاريع وآليات للتعاون والشراكة‬
‫‪ -‬تمكين الجماعات من مديرية للمصالح وإمكانية توفر جماعات تحدد بمرسوم على‬
‫مديرية عامة للمصالح؛‬
‫‪ -‬التعيين في جميع المناصب يتم بقرار للرئيس ويخضع التعيين في المناصب العليا‬
‫لتأشير السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية؛‬
‫‪ -‬خضوع الموارد البشرية العاملة بإدارة الجماعة ومؤسسات التعاون بين الجماعات‬
‫ومجموعات الجماعات الترابية ألحكام نظام أساسي خاص بموظفي إدارة الجماعات‬
‫الترابية؛‬
‫‪ -‬التخلي عن شرط عدد السكان لتكوين مؤسسة التعاون بين الجماعات‪.‬‬
‫‪ -‬وضع نظام المالي للجماعة يتماشى مع متطلبات التحديث والنجاعة الجديدة للدولة في‬
‫هذا المجال‬

‫‪57‬‬
‫‪ -‬اعتماد البرامج والمشاريع في تبويب الميزانية‪ ،‬في انسجام مع مقتضيات القانون‬
‫التنظيمي للمالية؛‬
‫‪ -‬اعتبار النفقات المتعلقة بتنفيذ القرارات واألحكام القضائية الصادرة ضد الجماعة‬
‫والمخصص اإلجمالي لتسيير المقاطعات بالنسبة للجماعات ذات نظام المقاطعات‬
‫نفقات إجبارية؛‬
‫‪ -‬إخضاع سلطة الحلول لرقابة القضاء اإلداري وتخفيض آجال التأشير؛‬
‫‪ -‬اإلحالة على النصوص التنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية لتحديد شروط وطرق‬
‫إبرام صفقات الجماعات المحلية ومجموعاتها والقواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها؛‬
‫‪ -‬خضوع مالية ومحاسبة الجماعة لتدقيق سنوي ينجز إما من طرف المفتشية العامة‬
‫للمالية أو المفتشية العامة لإلدارة الترابية أو بشكل مشترك بينهما أو من طرف هيئة‬
‫للتدقيق؛‬
‫‪ -‬تمكين المجلس من إحداث لجان للتقصي‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين وتطوير نظام المقاطعات‬
‫‪ -‬تمكين كاتب المجلس بالمقاطعات ونائبه ورؤساء اللجان الدائمة ونوابهم الذين ال‬
‫يتقاضون أي تعويض بمجلس الجماعة‪ ،‬من االستفادة من تعويضات عن المهام‬
‫والتمثيل تحدد بمرسوم؛‬

‫‪ -‬تحديد عدد اللجان الدائمة التي يؤلفها مجلس المقاطعة في ‪ 3‬لجان على األكثر مع‬
‫تكمين المجلس من تكوين لجان مؤقتة؛‬
‫‪ -‬تحديد بعض الصالحيات في مجال التدابير المتعلقة بالشرطة اإلدارية التي يمارس‬
‫رئيس مجلس المقاطعة داخل حدود المقاطعة كتلقي التصاريح المتعلقة بمزاولة‬
‫األنشطة التجارية والحرفية غير المنظمة‪ ،‬وتلقي التصاريح المتعلقة بفتح المؤسسات‬
‫المضرة أو المزعجة أو الخطيرة المرتبة في الصنف الثالث؛‬
‫‪ -‬تمكين رئيس مجلس المقاطعة من منح رخص البناء ورخص السكن وشواهد المطابقة‬
‫المتعلقة بالمشاريع الصغرى‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫فتح اإلمكانية لرئيس مجلس الجماعة أن يعين رؤساء مجالس المقاطعات آمرين‬
‫مساعدين بصرف نفقات التجهيز المتعلقة بمشاريع القرب؛‬
‫‪ -‬التنصيص على أن ال يقل مجموع المخصصات اإلجمالية لفائدة مقاطعات الجماعة‬
‫عن ‪ % 10‬من ميزانية الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬التنصيص على آليات الحكامة المرتبطة بالتدبير الحر انسجاما مع المقتضيات‬
‫الدستورية الجديدة‬
‫‪ -‬التنصيص على ضرورة اعتماد األساليب الفعالة للتدبير (تحديد المهام‪ ،‬وضع دالئل‬
‫للمساطر‪ ،‬تبني التدبير بحسب األهداف‪ ،‬البرمجة متعددة السنوات‪ ،‬وضع منظومة‬
‫لتتبع المشاريع والبرامج)؛‬
‫‪ -‬إعداد قوائم محاسبية ومالية من طرف الرئيس تتعلق بالتسيير والوضعية المالية‬
‫لمجلس الجماعة والهيئات التي تسير مرفقا عموميا تابعا لها‪ ،‬ويتم إطالع العموم على‬
‫هذه القوائم؛‬
‫‪ -‬اعتماد مبادئ التقييم المستمر والمراقبة الداخلية واالفتحاص؛‬
‫‪ -‬التزام الدولة بمواكبة الجماعة لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها وممارسة‬
‫االختصاصات الموكولة إليها‪ .‬وذلك عن طريق‬
‫‪ -‬تحديد اآلليات لتمكين المنتخبين من دعم قدراتهم التدبيرية عند بداية كل انتداب جديد؛‬
‫‪ -‬وضع أدوات تسمح للجماعة بتبني أنظمة التدبير العصري والسيما مؤشرات التتبع‬
‫واإلنجاز واألداء وأنظمة المعلومات؛‬
‫‪ -‬وضع آليات للتقييم الداخلي والخارجي المنتظم؛‬
‫‪ -‬تمكين مجلس الجماعة من المعلومات والوثائق الضرورية للقيام بممارسة صالحياته‪.‬‬

‫‪59‬‬

You might also like