You are on page 1of 48

‫]‪[Tapez ici‬‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة مصطفي إسطنبولي معسكر‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫مذكرة مكملة لمقتضيات نيل شهادة ماستر أكاديمي‬


‫لجنة المناقشة‬
‫في الحقوق‬
‫تخصص‪:‬‬
‫الموضوع‪:‬‬

‫اإلشكاليات التي يثيرها عقد الكفالة الكفالة المدنية في‬


‫التشريع الجزائري‬

‫تحت االشراف‪:‬‬ ‫اعداد الطالبة‪:‬‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫السنة الجامعية‪2024/2023:‬‬
[Tapez ici]
[Tapez ici]
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫شكر وتقدير‪:‬‬
‫ي القدير‪ ،‬شاكرين فضله العظيم‬ ‫عبق االمتنان يمأل أرجاء قلوبنا‪ ،‬ونرفع أكفّنا إلى العل ّ‬
‫ُ‬
‫ونعمه الجزيلة التي ال تُحصى وال تُعد‪.‬‬

‫ونخص بالشكر الجزيل أستاذنا الفاضل‪ ،‬الدكتور "*****"‪ ،‬نبراس المعرفة‪،‬‬


‫ّ‬
‫ومصباح العلم‪ ،‬الذي أضاء لنا دروب البحث العلمي‪ ،‬ووجهنا بنوره الساطع نحو‬
‫المعالي‪.‬‬

‫فجزاه هللا خيراً الجزاء على جهوده المباركة‪ ،‬وعطائه المتدفق‪ ،‬وإرشاده السديد‪.‬‬

‫وال ننسى أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير للجنة المناقشة الموقرة‪ ،‬التي تفضلوا بقبول‬
‫مناقشة هذه المذكرة‪ ،‬وإثرائها بمالحظاتهم القيّمة‪.‬‬

‫وكلّنا امتنان وعرفان لمن ساهم من قريب أو بعيد في إنجاز هذا البحث العلمي‪ ،‬سوا ًء‬
‫بتقديم الدعم والتشجيع‪ ،‬أو بتقديم النصائح واإلرشادات‪.‬‬

‫فهم شركاء النجاح‪ ،‬ولهم منّا خالص الشكر والتقدير‪.‬‬

‫ومسارنا نحو‬
‫ُ‬ ‫ونؤ ّكد على ّ‬
‫أن العلم هو سال ُحنا األمضى في مواجهة تحديات العصر‪،‬‬
‫التقدم واالزدهار‪.‬‬

‫وختاماً‪ ،‬نسأل هللا تعالى أن يوفقنا إلكمال مسيرتنا العلمية‪ ،‬وأن يُعيننا على خدمة العلم‬
‫والعلماء‪ ،‬وأن يُنفعنا بما تعلمناه‪.‬‬

‫وهللاُ الموفق والمعين‪.‬‬

‫مع خالص الشكر والتقدير‬

‫اهداء‬

‫أُهدي ثمرة ُجهودي هذه إلى من قال هللا تعالى فيهم‪:‬‬

‫يرا‬ ‫ار َح ْم ُه َما َك َما َربَّيَانِي َ‬


‫ص ِغ ً‬ ‫ب ْ‬ ‫ح الذُّ ِل ِم َن َّ‬
‫الرحْ َم ِة َوقُ ْل َر ِ‬ ‫ض لَ َها َجنَا َ‬ ‫َو ْ‬
‫اخ ِف ْ‬

‫سورة اإلسراء‪ :‬اآلية ‪24‬‬


‫]‪[Tapez ici‬‬

‫إلى من جعل هللاُ الجنةَ تحتَ قدميها‪ ،‬وقرنَ رضاها برضا الرحمن‪:‬‬

‫والدتي الحبيبة‪ ،‬حفظها هللا ورعاها‪ ،‬وبارك في عمرها‪.‬‬

‫إلى من يسر لي طريقَ العلم‪ ،‬وعلمني حبَّ العمل والصبر وال ُمثابرة‪:‬‬

‫والدي الكريم‪ ،‬حفظة هللا ورعاة‪ ،‬وبارك في عمره‪.‬‬

‫وأشعر معهم باألمان واألمان‪:‬‬


‫ُ‬ ‫إلى من أحل ُم معهم ك َّل األوقات‪،‬‬

‫إخوتي األعزاء‪*********** :‬‬

‫كثيرا‪:‬‬
‫إلى من أحببتهم ً‬

‫***********‬

‫إلى رفيقات دربي وصديقاتي‪ ،‬وك ّل عائلتي‪ ،‬واألساتذة الكرام‪ ،‬وك ّل من ساعدني‬
‫بالقول والفعل‪:‬‬

‫الجزاء‬
‫ِ‬ ‫خير‬
‫ب‪ ،‬جزاكم هللاُ َ‬
‫شكرا لكم من القل ِ‬
‫ً‬

‫إهداء‬

‫إلى من أضاءت دربي وسهرت على راحة عيني‬

‫أهدي نجاحي وتخرجي إلى من كانت نبراس في الظالم‪ ،‬وسراجي في العتمة‪ ،‬إلى من‬
‫وهبتني كل الحب والعطاء دون انتظار مقابل‪ ،‬إلى من علمتني معنى الحياة‪ ،‬وزرعت في‬
‫قلبي قيم الخير والعطاء‪ ،‬إلى أمي الحبيبة‪ ،‬رمز التضحية والحنان‪ ،‬أنت أعظم هدية من هللا‬
‫في حياتي‪.‬‬

‫إلى من وقفوا بجانبي في كل خطوة‬

‫أهدي نجاحي وتخرجي إلى إخوتي األعزاء‪ ،‬سامية‪ ،‬رشيد‪ ،‬محمد‪ ،‬أنتم سندي في الحياة‪،‬‬
‫ومصدر قوتي‪ ،‬شكراً لكم على دعمكم المتواصل‪ ،‬وتشجيعكم الدائم‪ ،‬فأنا مدين لكم بالكثير‪.‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫إلى شريك حياتي‬

‫أهدي نجاحي وتخرجي إلى زوجي الحبيب‪ ،‬حبيب‪ ،‬أنت شريك حياتي وصديق روحي‪،‬‬
‫شكراً لك على حبك وإخالصك‪ ،‬وعلى وقوفك بجانبي في كل الظروف‪ ،‬فأنت النصف اآلخر‬
‫مني‪.‬‬

‫إلى أصدقائي وأحبتي‬

‫أهدي نجاحي وتخرجي إلى أصدقائي وأحبتي‪ ،‬أنتم عائلتي الثانية‪ ،‬شكراً لكم على وجودكم‬
‫في حياتي‪ ،‬وعلى دعمكم ومساندتكم الدائمة‪.‬‬

‫إلى من ساهموا في إنجاز هذا العمل‬

‫أهدي نجاحي وتخرجي إلى جميع األساتذة الذين رافقوني طيلة مشواري الدراسي‪ ،‬شكرا ً لكم‬
‫على علمكم وتوجيهاتكم‪ ،‬وعلى مساهمتكم في صقل مهاراتي وتطوير قدراتي‪.‬‬

‫إلى كل من ساعدني‬

‫أهدي نجاحي وتخرجي إلى كل من ساعدني بالقول والفعل‪ ،‬وكان سندا لي في إنجاز هذا‬
‫العمل‪ ،‬شكرا ً لكم على دعمكم وتشجيعكم‪ ،‬وأقدر لكم كل ما قدمتموه لي‪.‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫خالصة الشكر والتقدير‬

‫مقدمة‬
[Tapez ici]
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعد الرقابة وظيفة أساسية ومستمرة في جميع مجاالت النشاط البشري‪ ،‬حيث تعمل على‬
‫ضبط األداء وضمان تحقيق األهداف المحددة‪ .‬مع تطور المشاريع االقتصادية‪ ،‬زاد االهتمام‬
‫بنظام الرقابة الداخلية وتعزيزه بالسالمة والمصداقية‪ .‬هذا ما تسعى إليه البنوك والمؤسسات‬
‫المالية في الجزائر‪ ،‬حيث تسعى إلى تحسين وتطوير أنظمتها الرقابية لتكون فعالة وموثوقة‪،‬‬
‫وذلك لتحقيق التطورات في البيئة االقتصادية الحالية‪ .‬هذه الجهود تهدف إلى ضمان رقابة‬
‫مستمرة على أموالها وسالمة تدفقها دون التأثير على قيمتها‪.‬‬

‫توسع نشاط البنوك ودورها الحيوي في االقتصاد‪ ،‬مثل إصدار العمالت واستقبال‬
‫أمرا ضروريًا‪ .‬في الجزائر‪ ،‬كما في‬
‫الودائع وتقديم القروض‪ ،‬يجعل التنظيم والرقابة عليها ً‬
‫العديد من الدول‪ ،‬تطبيق رقابة صارمة يحمي أموال المودعين ويضمن سالمة النظام‬
‫المصرفي‪ .‬هذا يتطلب تنظيما قانونيا متخصصا يحمي مصالح الجميع ويضمن انسجام أنشطة‬
‫البنوك مع أهداف الدولة االقتصادية والمالية‪ .‬الرقابة الفعالة تسهم في تحقيق هذه األهداف‬
‫وت حمي البنوك من الغش والتزوير‪ ،‬كما تساهم في اكتشاف األخطاء ومعالجتها في وقتها‪.‬‬

‫بفضل صدور قانون رقم ‪ ،09/23‬شهد النظام المصرفي تنظيم القانون لتكوين صالحيات‬
‫المجلس النقدي والمصرفي ويحدد مهام وصالحيات اللجنة المصرفية على وجه الخصوص‪.‬‬

‫تقوم الجزائر بإنشاء هياكل وآليات جديدة للرقابة المصرفية‪ ،‬بهدف التأكد من أن عمليات‬
‫البنوك التجارية تتم وفقًا للقوانين واألنظمة النافذة‪ .‬يهدف ذلك لضمان تلبية شروط إيداع األموال‬
‫للعمالء‪ ،‬وذلك من خالل صدور األمر رقم ‪ 09/23‬يتضمن القانون النقدي والمصرفي وهو اآللية‬
‫التنظيمية التي تحكم إدارة وتشغيل بنك الجزائر وتحديد صالحياته وعملياته‬

‫أهمية اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫تبرز أهمية اختيارنا لهذا الموضوع من خالل الدور الحيوي الذي تلعبه البنوك في‬
‫الوقت الحالي‪ ،‬ومع التغيرات والتطورات الكبيرة التي شهدتها‪ ،‬يصبح تقييم المخاطر التي‬
‫أمرا حيويًا‪ .‬باإلضافة إلى تحديد نقاط الضعف ومحاولة تغليبها‪،‬‬
‫تواجهها البنوك الجزائرية ً‬
‫لضمان استمرارية نشاط البنوك والتصدي للتحديات بطرق فعالة‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫من بين أسباب اختيارنا لهذا الموضوع‬

‫سباب موضوعية‪:‬‬

‫يسهم الدور المهم للرقابة في توجيه مسار النشاط االقتصادي‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬يتناول الموضوع الحديث للرقابة على البنوك التجارية‪ ،‬خاصة بعد اإلصالحات التي‬
‫اتخذتها الدول‪.‬‬
‫‪ -‬يظهر النقص في الرقابة على أعمال البنوك‪ ،‬إذ تلعب الرقابة الفعّالة دورا كبيرا في تحسين‬
‫أدائها‪.‬‬

‫أسباب ذاتية‪:‬‬

‫‪ -‬ينبغي فهم المصطلحات البنكية الجديدة ومنشأها كمحفز لتعميق الفهم في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن تصور هذا العمل كمساهمة تعليمية بسيطة تهدف إلى إثراء البحث العلمي للطالب‪.‬‬
‫‪ -‬ينطلق الدافع الشخصي من الرغبة في استمرار البحث والتعمق في هذا المجال‪.‬‬

‫أهداف اختيار الموضوع‪:‬‬

‫تم اختيار هذا الموضوع لتحقيق أهداف رئيسية متعددة‪ ،‬بد ًءا من استلهام اإللهام والدراسة لفهم‬
‫واقع الرقابة على البنوك في التشريع الجزائري‪ ،‬إلى تسليط الضوء على الرقابة الداخلية‬
‫والخارجية وعرض مختلف الجرائم المرتكبة في البنوك‪ ،‬مع توضيح العقوبات المفروضة‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫وبغية التوصل إلى األهداف المنشودة‪ ،‬ارتأينا التساؤل حول البعد الرقابي في اطار فانون‬
‫‪ 09/23‬المنتظر من هذه األخيرة عندما تمارس وظائفها الرقابية على البنوك؟‬

‫‪3‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫الفصل األول‬

‫دور اللجنة المصرفية في الرقابة على البنوك‬

‫‪4‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫إن اللجنة المصرفية تعتبر أحد وسائل الضبط في المجال االقتصادي ظهرت إلى الوجود‬
‫بموجب القانون ‪ 09/ 23‬يتضمن القانون النقدي والمصرفي‪ ،‬هذا بعد جملة اإلصالحات‬
‫االقتصادية التي عرفتها الجزائر مؤرخ في ‪ 3‬ذي الحجة عام ‪ 1444‬الموافق ‪ 21‬يونيو سنة‬
‫‪.2023‬‬

‫وبالنظر إلى موضوع بحثنا سنمر بعدة نقاط أساسية أهمها نشأة الرقابة المصرفية‬
‫وأهدافها الجمة التي عي بذاتها عنصر أساسي يخولنا لعدة صالحيات ومن ثم سنتعرف على‬
‫الصرامات التطبيقية للرقابة المالية وممارستها العقابية التي تلعب دور هام في انضباطها بشكل‬
‫عام‪.‬‬

‫ارتأينا أن نستهل دراستنا هذه بالتعرف إلى هذه السلطة الرقابية بالخوض أوال في ماهية‬
‫اللجنة المصرفية كمبحث أول وإبراز السلطات المخولة لها ومجال ممارسة رقابتها في المبحث‬
‫الثاني‪.‬‬

‫وهذا يكون وفق الخطة التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية الرقابة المصرفية‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬تدخل اللجنة المصرفية في الرقابة على البنوك‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الرقابة‬

‫‪5‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫يحتاج كل نظام مصرفي في العالم إلى مجموعة من المبادئ واألسس حتى يقوم عليها‪،‬‬
‫وتعد الرقابة المصرفية من أهمها‪ ،‬حيث ال يمكن الحديث عن نظام مصرفي ناجح وفعال‬
‫ومتكامل دون أن يحتوي على نظام للرقابة‪ .‬هذه األخيرة التي ال يمكن االستغناء عنها سواء‬
‫في المجال المصرفي أو غيره من المجاالت األخرى‪ ،‬ألنها األداة التقييمية لمدى نجاعة أي‬
‫نظام‪ ،‬فهي التي يرجع لها الدور الكبير في تحديد نقاط القوة‪ ,‬وتسعى إلى التمسك بها والمحافظة‬
‫عليها والعمل على زيادة تطويرها وفقا للتطورات الجارية خاصة التطور التكنولوجي وانتشار‬
‫التجارة اإللكترونية على الصعيد الوطني والدولي‪ ،‬وفق ما يتماشى مع النظام المصرفي كما‬
‫تحدد نقاط الضعف والثغرات الموجودة وتقوم على مجابهتها ومواجهتها وسدها من خالل خلق‬
‫الخانقة‪.‬‬ ‫آليات للرقابة تكون مواتية لها حتى تتفادى التعثر والسقوط في األزمات‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة الرقابة المصرفية‬

‫حتى يكتمل رسم اإلطار العام للرقابة المصرفية‪ ،‬فال بد من البحث عن جذورها‪ ،‬وهذا‬
‫بالتساؤل عن األسباب التي دفعت الدول على المستوى العالمي إلعطاء أولوية لها سواء من‬
‫الجانب االقتصادي أو من الجانب القانوني‪ ،‬فلذا ال بد من التطرق إلى بدايات نشأة الرقابة‬
‫المصرفية‪ .‬وعلى اعتبار األولوية التي منحتها لها الدول على الصعيد المصرفي‪ ،‬فإنها بطبيعة‬
‫‪6‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫الحال عملت على تحقيق جملة من األهداف تسعى من خاللها إلى الرقي بالنظام المالي عامة‬
‫والنظام المصرفي خاصة نحو الطلعة ‪.‬تعد الرقابة المصرفية النواة الحقيقية للجهاز المصرفي‬
‫لكل بلد حيث كلما كانت الرقابة محكمة ومشددة ويحكمها أهل االختصاص كان النظام‬
‫المصرفي سليم وقوي ويتميز بالصالبة‪ ،‬وكلما كانت الرقابة المصرفية ضعيفة وهشة أدت‬
‫حتما إلى ضعف النظام المصرفي‪ ،‬فهي تنعكس سلبا وإيجابا على القطاع المصرفي بصفة‬
‫عامة‪.‬‬

‫كون أن البنوك ترتبط ارتباطا وثيقا باالقتصاد فإن كل واحد منها يؤثر سلبا وإيجابا على‬
‫اآلخر‪ ،‬فالبنوك في قيامها بوظائفها تصادف المخاطر‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة تعد جزء ال يتجزأ‬
‫من طبيعة نشاطها فإن نظام الرقابة يوضع قبل الوقوع في المخاطر‪ ،‬كما أن الوقوع في‬
‫المخاطر يؤدي بالضرورة لتطوير النظام الرقابي الموجود في حد ذاتها‪ .‬ولقد لعبت في التركيز‬
‫على وضع وتطور ً األزمات دورا األنظمة المصرفية الرقابية‪ ً .‬كبيرا برز اهتمام البنوك‬
‫المركزية بموضوع الرقابة على المصارف بعد أن تعرض الجهاز المصرفي للعديد من البلدان‬
‫إلى تحديات واسعة وشاملة منذ عام ‪ 1901‬مرورا بالكساد العظيم عام ‪1929‬‬

‫واألزمة االقتصادية األوروبية سنة ‪1 1931‬وأزمة جنوب شرق آسيا األزمة المالية أو أزمة‬
‫‪1‬‬
‫الرهن العقاري أو ما تسمى‪. Crunch Credit‬‬

‫وأخيرا وليس آخرا عام ‪ 2008‬والتي أدت إلى انهيار أسواق المال في معظم البلدان‪ ،‬لذا أصبح‬
‫من الضروري االهتمام أكثر بالرقابة المصرفية والعمل على تطويرها لغرض السيطرة‬
‫ومراقبة المخاطر المتنوعة واإلبالغ عنها من أجل الحد منها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪- 1‬محمد أمين اإلمام صالح الدين وراشد الشمري صادق‪ "،‬تفعيل أنظمة الرقابة المصرفية وتطويرها وفق المعايير‬
‫الدولية نظام ‪ CRAFTE‬نموذجا"‪ ،‬مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬السنة الرابعة والثالثون‪ ،‬ع ‪ 22 90،‬سبتمبر ‪ 2011،‬ص‬
‫‪358‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الرقابة المصرفية‬

‫لفهم مفهوم الرقابة المصرفية بشكل كامل‪ ،‬يجب أوالً تحديد مفهوم الرقابة نفسه‪ ،‬سوا ًء‬
‫من الناحية اللغوية أو االصطالحية‪ ،‬ومن ثم تمييزها عن المصطلحات المشابهة‪ .‬تتمثل أهمية‬
‫ذلك في فهم كيفية تطبيق الرقابة المصرفية في سياقها الصحيح وفهم دورها الفعال في ضمان‬
‫سالمة ونزاهة النظام المصرفي‪.‬‬

‫من الناحية اللغوية‪ ،‬تعني الرقابة ببساطة المراقبة واإلشراف‪ ،‬وهي تطبق على مجموعة‬
‫متنوعة من األنشطة والمجاالت‪ .‬أما من الناحية االصطالحية‪ ،‬فإن الرقابة تشير إلى اإلجراءات‬
‫والسياسات التي تهدف إلى ضمان التقيد بالقوانين واللوائح والمعايير المعتمدة في مجال معين‪.‬‬

‫تمييز الرقابة المصرفية يتم عن طريق التركيز على الرقابة التي تطبق على األنشطة‬
‫المصرفي ة‪ ،‬مثل استقبال الودائع‪ ،‬ومنح القروض‪ ،‬وإدارة االستثمارات‪ ،‬والعمليات المالية‬
‫األخرى التي تتم داخل البنوك‪ .‬تتمثل مهمة الرقابة المصرفية في ضمان أن تتم هذه العمليات‬
‫وفقًا للقوانين والمعايير المعتمدة‪ ،‬وأن تكون البنوك قادرة على تحمل المخاطر المالية بشكل‬
‫صحيح ومستدام‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫باختصار‪ ،‬الرقابة المصرفية هي العملية التي تضمن االمتثال للقوانين واللوائح في‬
‫مجال الخدمات المصرفية‪ ،‬وتعزز الشفافية والنزاهة في أنشطة البنوك‪ ،‬وتحمي حقوق‬
‫المستهلكين والمستثمرين في النظام المالي‪.‬‬

‫‪ -‬مفهوم الرقابة المصرفية‪:‬‬

‫الرقابة المصرفية مركب يتوقف معرفة معناه على معرفة معنى كل جزء من جزئيه‪ ،‬لذا‬
‫تعرف ''الرقابة'' ثم تعرف ''المصرفية'' ليتم الجمع بينهما‪.‬‬

‫الرقابة هي وظيفة إدارية‪ ،‬وهي عملية مستمرة متجددة يتم بمقتضاها التحقق األداء يتم على‬
‫النحو الذي من أ حددته األهداف والمعايير الموضوعية‪ ،‬وذلك بقياس درجة نجاح األداء‬
‫الفعلي في تحقيق األهداف والمعايير بغرض التقويم والتصحيح‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معنى الرقابة لغة‬

‫"رقَ َ‬
‫ب" وهو لفظ مضطرد يدل على االنتصاب لمراعاة الشيء‪،2‬‬ ‫الرقابة أصلها من الفعل َ‬
‫وقد ورد هذا اللفظ في اللغة مرادا به معان عدة منها‪:‬‬

‫االنتظار والترصد يقال َرق َبهُ رق َبة ورقبانا بكسرهما ورقوبا ً بالضم‪ ،‬ورقابة ورقوبا ً‬ ‫‪‬‬

‫رق َبة بفتحة‪ ،‬ترقبة وارتقبه‪ ،‬أي انتظره‪ ،‬ورصده‪ ،‬والرقيب هو المنتظر‪ ،‬والترقيب‬

‫‪9‬‬
‫‪ . 1‬لحارت ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون العمال‪،z‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪2005 ،‬‬

‫‪ . 2‬محمد لطفي أحمد‪ ،‬الرقابة على المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬ط‪ 2013، 1،‬دار الفكر والقانون للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪13‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫االرتقاب واالنتظار‪ .1‬قد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في قول هللا تعالى على‬
‫شيْتُ أَ ْن تَقُو َل فَ َّر ْقتَ بَي َْن بَنِي إسرائيل ولَ ْم تَ ْرقُ ْب‬
‫لسان هارون عليه السالم‪( :‬إِنِي َخ َ‬
‫قَ ْو ِلي)‪ ،2‬وقوله تعالى في قصة نبي هللا موسى عليه السالم‪( :‬فَ َخ َر َ‬
‫ج ِم ْن َها َخائِفا ً يَتَ َرقَّ ُ‬
‫ب‬
‫قَا َل َر ِ‬
‫ب نَ ِجنِي ِم َن ا ْلقَ ْو ِم ال َّظا ِل ِمين)‪.3‬‬

‫الحفظ والرعاية لهما معان عميقة في اللغة العربية‪ ،‬حيث يُفهم "رقابة" كلمة تدل على‬
‫الحفظ والمراقبة الدقيقة‪ ،‬حيث يمكن قول "رقَّبهُ" للداللة على الحفظ والرعاية لشخص ما في‬
‫أموره وحياته‪ 4.‬ومن الجوانب المثيرة لالهتمام‪ ،‬أن "الرقابة" تُعتبر أي ً‬
‫ضا اس ًما من أسماء هللا‬
‫الحسنى‪ ،‬وتعني الحافظ‪ ،‬الذي ال يفوته شيء‪ ،‬وهو مفهوم يظهر في القرآن الكريم في عدة‬
‫مواضع‪.‬‬

‫في القرآن الكريم‪ ،‬يتم استخدام مفهوم الحفظ والرعاية بشكل متكرر لتعبر عن رحمة‬
‫هللا وعنايته بخلقه‪ .‬يُشير إلى أن هللا هو الحافظ‪ ،‬الذي يحفظ ويعتني بخلقه بكل رعاية وعناية‪.‬‬
‫تتجلى هذه الرعاية في الحفاظ على الخلق وتوفير الراحة واألمان في قول هللا تعالى على لسان‬
‫‪5‬‬
‫هارون عليه السالم‪( :‬ما يلفظ من قول اال لديه رقيب عتيد)‪.‬‬

‫من هنا‪ ،‬يمكن أن نفهم الرقابة في سياقها العميق كمفهوم شامل يعبر عن الحفاظ‬
‫والرعاية والمراقبة الدقيقة‪ ،‬سواء في اللغة العربية أو في الفهم اإلسالمي‪ ،‬مما يبرز عظمة هللا‬
‫ورحمته وعنايته بخلقه وقوله تعالى في قصة نبي هللا موسى عليه السالم‪( :‬كيف وان يظهرو‬
‫‪6‬‬
‫عليكم ال يرقبو فيكم اال وال ذمة)‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .1‬محمد بن جالل الدين مكرم األنصاري أبي الفضل‪ ،‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬مجلد ‪ 1،‬ط‪ 2008، 1،‬دار الفكر للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،9‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪321‬‬
‫‪ . 2‬اآلية رقم ‪ 94‬من سورة طه‪.‬‬
‫‪ . 3‬اآلية رقم ‪ 21‬من سورة القصص‬
‫‪ . 4‬محمد جالل الدين مكرم األنصاري أبي الفضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪321‬‬
‫‪ . 5‬اآلية رقم ‪ 18‬من سورة ق‬
‫‪ . 6‬اآلية رقم ‪ 8‬من سورة التوبة‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معنى الرقابة اصطالحا‪.‬‬

‫لقد عرف العديد من الفقهاء الرقابة في عدة مواضع‪ ،‬فقد عّرفها ''فايول'' بأنها ‪'':‬التحقق‬
‫فيما إذا كان كل شيء يحدث وفق الخطة المستخدمة والتعليمات الصادرة والمبادئ التي تم‬
‫‪1‬‬
‫إعدادها‪ ،‬ومن أهم أهدافها توضيح نقاط الضعف واألخطاء بغرض منع تكرارها ''‬

‫ويعرفها ''هيكس''و ''جولييت'' على أنها ''‪ :‬العملية التي يمكن أن تر بها اإلدارة أن ما‬
‫يحدث هو ما كان ينبغي أن يحدث‪ ،‬وإن لم يكن كذلك فمن الضروري القيام بعدة تصحيحات‪،‬‬
‫وهي أيضا العملية اإلدارية والفرعية التي بموجبها يتم التأكد من أن التنفيذ الفعلي مطابق‬
‫لمعايير الخطط المرسومة‪ ،‬وحتى يتم التأكد من تلك المطابقة فمن الضروري أن تمارس العملية‬
‫‪2‬‬
‫الرقابية منذ اللحظة األولى للتنفيذ وتستمر أثناءه وتمتد ما بعد انتهائه''‬

‫كما عرفها الدكتور ''عبد الفتاح حسن'' بأنها «‪ :‬عملية الكشف عن االنحرافات أيّا كان‬
‫موقعها‪ ،‬سواء في ذلك االنحرافات عما يجب إنجازه أو االنحرافات عن اإلجراءات والعمل‬
‫على مواجهتها باألسلوب المالئم حتى ال تظهر مرة أخرى في المستقبل»‪ ،‬أما الدكتور ''إبراهيم‬
‫شيخا'' فيع ّرف الرقابة بأنها «‪ :‬عملية التحقق من مدى إنجاز األهداف المرسومة بكفاية‬
‫‪3‬‬
‫والكشف عن معوقات تحقيقها والعمل على تذليلها في أقصر وقت ممكن'‘‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ . 1‬أشار إلى تعريف الفقيه فايول‪ :‬سويلم محمد‪ ،‬إدارة البنوك والبورصات المالية‪ ،‬دار الهاني للنشر‪ 1999، ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ص ‪239-238‬‬
‫‪ . 2‬أشار إلى تعريف الفقيه فايول‪ :‬سويلم محمد‪ ،‬إدارة البنوك والبورصات المالية‪ ،‬دار الهاني للنشر‪ 1999، ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ص‪239‬‬
‫‪ - . 3‬أشار إلى تعريف الدكتور عبد الفتاح حسن شيح عبد الحق‪ ،‬الرقابة على البنوك التجارية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬فرع قانون‬
‫األعمال‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬كلية الحقوق ببودواو‪ ،‬بومرداس‪ ، 2010-2009 ،‬ص ‪.28‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫كما ان الرقابة ''‪ :‬هي ذلك السلوك الذي يقصد منه معرفة مواقع قوة وضعف المؤسسة‪،‬‬
‫لذلك تقوم هذه األخيرة بوضع نظام يوجه السلوكات نحو اإليجاب‪ ،‬والتأكد من صحة ودقة‬
‫‪1‬‬
‫الوثائق والمستندات''‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اهداف الرقابة المصرفية‬

‫تسعى الرقابة المصرفية إلى تحقيق مجموعة من األهداف من أجل خلق بيئة‬
‫مصرفية مالية تساعد البنوك والمؤسسات المالية على أداء وظائفها بشكل يضمن‬
‫مكانتها وتحقق أهداف المتعاملين معها من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن الرقابة‬
‫المصرفية تسعى لتطوير والنهوض بالقطاع المصرفي العتباره عصب االقتصاد‬
‫ولدوره الهام في دعم االستثمارات‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكن تلخيص أهداف الرقابة المصرفية‬
‫عبر تقديم أهم ما تسعى إليه هذه الرقابة‪ ،‬ويتمثل ذلك فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الحفاظ على استقرار النظام البنكي‪:‬‬

‫أصبح الحفاظ على االستقرار المالي على مدى العقد الماضي هدفا متزايد األمهية في‬
‫سياق صنع السياسات االقتصادية‪ ،‬فالنظام المالي يكون مستقرا إذا متميز باإلمكانات‬
‫التالية‪:‬‬

‫كفاءة توزيع الموارد حسب المناطق؛‬ ‫‪‬‬

‫تقييم المخاطر المالية وتسعريها وتحديدها وإدارتها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫استمرار القدرة على أداء الوظائف األساسية حتى مع التعرض للصدمات الخارجية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬ضمان كفاءة النظام البنكي والمالي‪:‬‬

‫‪ -‬يتم ضمان كفاءة النظام البنكي والمالي بتوجيهه نحو االستثمار واالقتصاد المنتج‪ ،‬وحمايته‬
‫من المخاطر‪ ،‬وبفحص الحسابات الخاصة بالبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬والتأكد من نوعية‬

‫‪12‬‬
‫‪ . 1‬بلودنين أحمد‪ ،‬الوجيز في القانون البنكي الجزائري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪60‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫وجودة األصول‪ ،‬ومدى توافق عمليات البنك مع األطر العامة للقوانين الموضوعة مع‬
‫الواقع المالي‪ ،‬مع التأكد من قدرة البنوك والمؤسسات المالية على الوفاء بالتزاماتها‪ ،‬بهدف‬
‫‪1‬‬
‫تمويل األنشطة االقتصادية الحيوية واالستثمار في الدولة‪.‬‬

‫‪ .2‬حماية المودعين‪:‬‬

‫يعمل هذا األمر على ضمان سالمة وأمان الودائع التي يقوم المواطنون بإيداعها في‬
‫البنوك‪ .‬إليك بعض األسباب التي تجعل حماية المودعين أحد األهداف الرئيسية‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان االستقرار المالي ‪:‬يهدف األمر ‪ 09-23‬إلى ضمان استقرار النظام المصرفي من‬
‫خالل تنظيم ومراقبة عمليات البنوك‪ .‬هذا يقلل من خطر حدوث أزمات مالية قد تؤثر على‬
‫مودعي البنوك‬
‫‪ -‬الحد من المخاطر المالية ‪:‬يعمل األمر على وضع قواعد ولوائح تقلل من المخاطر المالية‬
‫التي يتعرض لها المودعون‪ ،‬مثل تدابير الرقابة على االئتمان والسيولة والتسيير السليم‬
‫للمخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من التزام البنوك بالمعايير المصرفية ‪:‬يحدد األمر مجموعة من المعايير واللوائح‬
‫التي يجب على البنوك االلتزام بها لضمان حماية المودعين وتوفير بيئة مصرفية آمنة‬
‫وشفافة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الثقة في النظام المصرفي ‪ :‬عن طريق فرض إجراءات الرقابة والمراقبة‪ ،‬يسعى‬
‫األمر إلى بناء الثقة بين المودعين والنظام المصرفي‪ ،‬مما يعزز االستقرار ويحافظ على‬
‫سمعة البنوك‪.‬‬

‫فحسب المادة ‪ '‘: 9‬بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪،‬‬
‫ويعّد تاجرا‪.‬في عالقاته مع الغير‪ ,‬ويحكمه التشريع التجاري ما لم يخال ذلك أحكام هذا القانون ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ . 1‬بلعيد جميلة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫ويتبع قواعد المحاسبة التجارية وال يخضع إلجراءات المحاسبة العمومية ومراقبة مجلس‬
‫‪1‬‬
‫المحاسبة ‪.‬كما ال يخضع إلى التزامات التسجيل في السجل التجاري ‪''.‬‬

‫تحدد هذه المادة شروط منح التراخيص للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وتنص على ضرورة‬
‫احترام مقاييس التسيير لضمان سيولتها وقدرتها على الوفاء تجاه المودعين والغير‬

‫من األهداف األساسية أيضا للرقابة المصرفية هو تجنب األخطاء وتصحيحها في حال‬
‫‪2‬‬
‫وقوعها‪ ،‬ووضع أنظمة وإيجاد سبل تمنع إعادة ظهورها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الجنة المصرفية للرقابة على البنوك‬

‫تم إنشاء اللجنة التقنية للمؤسسات المصرفية بموجب األمر رقم‪ 71/47 :‬المؤرخ في‬
‫‪ 30‬جوان ‪ 1971‬يتضمن تنظيم مؤسسات القرض‪ ،3,‬وهو جهاز مكلف بالرقابة على البنوك‬

‫‪14‬‬
‫‪ . 1‬قانون رقم‪ 09-23:‬مؤرخ في ‪ 3‬ذي الحجة عام ‪ 1444‬الموافق ‪ 21‬يونيو سنة ‪ ,2023‬يتضمن القانون النقدي‬
‫والمصرفي‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫‪- . 2‬طيار عبد الكريم‪ ،‬الرقابة المصرفية‪ ،‬ط‪ 3،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ .،‬الجزائر‪ 1988، ،‬ص‪06‬‬
‫‪ . 3‬االمر رقم‪ 47 71- :‬المؤرخ في ‪30‬جوان ‪ 1971،‬الذي يتضمن تنظيم مؤسسات القرض‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪55 :‬‬
‫المؤرخة في ‪ 6‬جويلية ‪1971.‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫التجارية‪ ،‬ولقد نظم المشرع‪ ,‬نشاطها بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪ 71/191 :‬المؤرخ في ‪30‬‬
‫‪1‬‬
‫جوان ‪ 1971‬يتعلق بتشكيلة وسير اللجنة التقنية للمؤسسات المصرفية‪.‬‬

‫حيث كان لها دور استشاري أكثر منه رقابي‪ ،‬ولقد تم الغاء هذه اللجنة بموجب القانون‬
‫‪2‬‬
‫رقم‪. 3 86/12 :‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ 1986‬المتعلق بنظام البنوك والقرض‪.‬‬

‫و بصدور قانون النقد والقرض رقم‪ 09-23 :‬المؤرخ في ‪ 31‬يونيو ‪ ,2023‬يتضمن‬


‫القانون النقدي والمصرفي‪ ,‬اللجنة المصرفية مكلفة بمراقبة نشاط البنوك والمؤسسات المالية‬
‫وتتابع مدى تطبيقها للقوانين واألنظمة الخاضعة لها وتعاقبها لي كل مخالفة‪ ،‬وهي ترتبط مع‬
‫العديد من الهيئات األخرى مثل السلطات النقدية مثل‪ :‬مركزية المخاطر‪ ،‬مركزية المستحقات‬
‫الغير مدفوعة‪ ،‬مركزية الميزانيات والمفتشية العامة لبنك الجزائر‪ ،‬وأيضا لها ارتباط بمجلس‬
‫النقد والقرض ومجلس المنافسة كون هذا األخير وفي إطار المهام الموكلة إليه يقوم بتوطيد‬
‫العالقات التعاونية والتشاورية وتبادل المعلومات مع سلطات الضبط‬

‫اللجنة المصرفية‪ ،‬وفق المشرع العام‪ ،‬تعني السلطة المختصة التي تنظم وتراقب القطاع‬
‫المصرفي في الدولة‪ .‬تشمل صالحيات اللجنة المصرفية تنظيم األنشطة المصرفية‪ ،‬ومراقبة‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وتطبيق القوانين المالية‪ .‬تهدف هذه اللجنة إلى ضمان امتثال البنوك‬
‫والمؤسسات المالية للمعايير واللوائح المالية المحددة‪ ،‬وتطبيق العقوبات على المخالفين‪ .‬وتعمل‬
‫ضا على حماية حقوق المستهلكين والمودعين وضمان استقرار النظام المصرفي وسالمته‪.3‬‬
‫أي ً‬

‫‪ -‬تشكيلة اللجنة المصرفية‪:‬‬

‫حسب ما جاء في المادّة‪ '': 117‬تتكون اللجنة المصرفية من ‪:‬‬

‫‪ -‬المحافظ‪ ،‬رئيسا‪،‬‬
‫‪ -‬ثالثة ‪ 3‬أعضاء يختارون بحكم كفاءتهم في المجال المصرفي والمالي والمحاسبي‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ . 1‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 71-191 :‬المؤرخ في ‪ 30‬جوان ‪ 1971،‬يتعلق بتشكيلة وتسيير اللجنة التقنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪: 55‬المؤرخة في ‪ 6‬جويلية ‪1971.‬‬
‫‪ . . 2‬قانون رقم‪ 09-23:‬مؤرخ في ‪ 3‬ذي الحجة عام ‪ 1444‬الموافق ‪ 21‬يونيو سنة ‪ ,2023‬يتضمن القانون النقدي‬
‫والمصرفي‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫‪ . 3‬مشرع الجزائر‪" .‬قانون رقم ‪ 23-09‬مؤرخ في ‪ 21‬يونيو ‪, 2023‬يتعلق بالرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‪".‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫‪ -‬قاضيين ‪ 2‬ينتدب األول من المحكمة العليا ويختاره رئيسها األول‪ ،‬وينتدب الثاني من‬
‫مجلس الدولة ويختاره رئيس هذا المجلس بعد استشارة المجلس األعلى للقضاء‪،‬‬
‫‪ -‬ممثل عن مجلس المحاسبة يختار رئيس هذا المجلس من بين المستشارين األولين‪،‬‬
‫‪ -‬ممثل عن وزارة المالية‪ ،‬برتبة مدير‪ ،‬على األقل‬

‫يعيّن أعضاء اللجنة لمدة خمس ‪5‬سنوات‪ ،‬بموجب مرسوم رئاسي ال يمكن أعضاء اللجنة‪،‬‬
‫أثناء عهدتهم‪ ،‬ممارسة أي وظيفة أو عهدة أخرى بذجر أو بدون أجر ‪.‬تحدد اللجنة المصرفية‬
‫تنظيمها وقواعد عملها‪ّ .‬‬
‫تزود اللجنة بزمانة عامة يحدد مجلس إدارة البنك صيحاتها وكيفيات‬
‫اللجنة‪..1''.‬‬ ‫تنظيمها وعملها‪ ،‬بنا ًء على اقتراح من‬

‫ظهر المادة ‪ 117‬من القانون المذكور تكوين اللجنة المصرفية وتوزيع صالحياتها بشكل‬
‫مفصل‪ .‬تتألف اللجنة من مجموعة متنوعة من األعضاء‪ ،‬بما في ذلك المحافظ الذي يتولى‬
‫رئاسة اللجنة والذي يُعيّن بواسطة مرسوم رئاسي‪ ،‬وثالثة أعضاء يختارون بنا ًء على كفاءتهم‬
‫في المجال المصرفي والمالي والمحاسبي‪ ،‬واثنين من القضاة الذين يُنتدب أحدهما من المحكمة‬
‫العليا واآلخر من مجلس الدولة‪ ،‬بعد التصديق من المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫ً‬
‫ممثال عن مجلس المحاسبة وآخر عن وزارة المالية‪ ،‬مما‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تضم اللجنة‬
‫ً‬
‫تمثيال واسع النطاق لمختلف الجوانب المتعلقة بالرقابة المصرفية‪ .‬يتم تعيين أعضاء‬ ‫يضمن‬
‫اللجنة لفترة خمس سنوات وفقًا لمرسوم رئاسي‪ ،‬وينص القانون على أنهم ال يجوز لهم ممارسة‬
‫أي وظيفة أو عهدة أخرى خالل فترة عملهم في اللجنة‪ ،‬مما يعزز استقالليتهم ونزاهتهم‪.‬‬

‫بموجب هذه المادة‪ ،‬تُحدد اللجنة نظامها الداخلي وقواعدها‪ ،‬ويتم تنظيم عملها بشكل دقيق‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بصياغة سياسات وطرق تنظيم اللجنة‪ ،‬فإن ذلك يتم بنا ًء على اقتراحات من اللجنة‬
‫نفسها‪ ،‬مما يعكس دورها الحيوي في تنظيم ورقابة القطاع المصرفي بشكل شامل وفعّال‪.‬‬

‫‪ -‬نظام سير أعمال اللجنة المصرفية‪:‬‬


‫نظرا لألهمية البالغة والدور األساسي الذي تلعبها اللجنة المصرفية في النظام البنكي ً نظرا‬
‫من خالل عملية الرقابة التي تمارسها على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬فإن هذه العملية تتم‬

‫‪16‬‬
‫‪ . 1‬القانون‪.09-23‬مرجع سابق‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫وفق نظامين يتمثل األول في نظام االجتماعات والثاني في نظام التصويت‪ .‬بالنسبة لنظام‬
‫االجتماعات‪ ،‬فإن اللجنة تجتمع في نوعين من االجتماعات‪ 1‬وهما‪:‬‬
‫‪ .1‬االجتماع العام‪ :‬تعقد اللجنة جلساتها بمقرها ويجوز أن تعقدها في مكان آخر يعينه‬
‫رئيسها‪ ،‬وتجتمع مرة واحدة على األقل في كل شهر باستدعاء من رئيسها أو بطلب‬
‫أربعة أعضاء منها‪ ،‬وال يجوز اجتماعها إال بحضور أربعة منها على األقل‪ ،‬وترسل‬
‫االستدعاءات لجلسة األعمال عبر األمانة العامة للجنة‪ ،‬وفي الحالة الغير عادية ال بد‬
‫من حضور جميع أعضائها‪.‬‬
‫‪ .2‬االجتماعات الدورية‪ :‬يجتمع أعضاء اللجنة المصرفية دوريا في جلسات عمل عادية‬
‫مرة في األسبوع على األقل لدراسة النقاط المسجلة في جدول األعمال من قبل المنسق‪،‬‬
‫وباقتراح من األعضاء أو األمين العام‪ ،‬ويحرر تقريرا عن جلسات األعمال يمسكه‬
‫األمين العام ويوقع عليه من طرف المنسق ويحول الملف إلى رئيس اللجنة المصرفية‪،‬‬
‫ويجوز للرئيس أن يكلف عضوا أو أكثر من أعضاء اللجنة للقيام بمهام خاصة‪.‬‬
‫أما فيما يخص نظام التصويت‪ ،‬فتعتمد اللجنة المصرفية في اتخاذ قراراتها على نظام التصويت‬
‫وتتخذ قراراتها باألغلبية‪ ،‬وفي حال تساوي عدد األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا‪.‬‬
‫‪ -‬صالحيات اللجنة المصرفية‪.‬‬
‫تحظى اللجنة المصرفية بسلطات وصالحيات واسعة في ظل القانون ‪ 09-23‬الجزائري‬
‫الخاص بالرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‪ .‬من بين هذه الصالحيات‪:‬‬
‫قابة ومراقبة البنوك والمؤسسات المالية ‪:‬تتولى اللجنة مراقبة مدى احترام البنوك‬ ‫‪‬‬

‫والمؤسسات المالية للقوانين والتشريعات المنظمة لنشاطها‪ ،‬بما في ذلك مراقبة العمليات‬
‫المصرفية والمالية والوسطاء المستقلين ومكاتب الصرف‪.‬‬
‫فحص شروط استئناف البنوك والمؤسسات المالية ‪:‬يُطلب من اللجنة التحقق من‬ ‫‪‬‬

‫شروط استئناف البنوك والمؤسسات المالية والسهر على نوعية وضعياتها المالية‪.‬‬
‫تطبيق العقوبات ‪:‬تتمتع اللجنة بصالحيات تطبيق العقوبات على البنوك والمؤسسات‬ ‫‪‬‬

‫المالية في حالة مخالفتها للقوانين والتشريعات المنظمة لنشاطها‪ ،‬مما يشمل اإلنذار‪،‬‬
‫التوبيخ‪ ،‬المنع من ممارسة بعض العمليات‪ ،‬وغيرها من العقوبات‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪Benanghar Mourad, La réglementation prudentielle des banques et des établissements . 1‬‬
‫‪financiers en Algérie et son adéquation aux standards de Bâle 1 et Bâle 2, mémoire de‬‬
‫‪magister en sciences économiques, option monnaie, finance, banque, université Mouloud‬‬
‫‪Mammeri, Tizi Ouzou, 2012, p 106‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫الرقابة على ممارسة النشاط بدون ترخيص ‪:‬يتولى اللجنة مراقبة وفحص المخالفات‬ ‫‪‬‬

‫التي يقوم بها أشخاص يمارسون نشاطات مصرفية دون الحصول على التراخيص‬
‫الالزمة‪ ،‬وتطبيق العقوبات عليهم‪.‬‬
‫إصدار التعليمات التوجيهية والمقررات ‪:‬تصدر اللجنة التعليمات التوجيهية والمقررات‬ ‫‪‬‬

‫الالزمة لضبط وتنظيم العمل في القطاع المصرفي‪.‬‬


‫بشكل عام‪ ،‬فإن اللجنة المصرفية تعتبر السلطة الرئيسية المسؤولة عن الرقابة والمراقبة‬
‫على البنوك والمؤسسات المالية في الجزائر‪ ،‬وتضطلع بدور مهم في ضمان استقامة‬
‫وشفافية النظام المصرفي والمالي وحماية حقوق المودعين والمستثمرين‪.‬‬
‫حسب المادة‪ '':120‬تخول الجنة برقابة الخاضعين بناء على الوثائق وفي عين المكان‪.‬‬
‫وهي الوحيدة المخولة بالبت في أي إخالل من طر البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬بأحكام هذا‬
‫القانون وأنظمته المتعلقة بالتعرض للمخاطر‪ ،‬السيما منها خطر القرض‪ ،‬وكذا أعمال التسيير‬
‫المترتبة عليها‪ .‬يكل بنك الجزائر بتنظيم هذه الرقابة لحساب اللجنة بواسطة أعوانه ‪ .‬ويمكن‬
‫للجنة أن تكلف بمهمة أي شخص يقع عليه اختيارها‪ .‬تستمع اللجنة إلى وزير المالية بطلب‬
‫‪1‬‬
‫منه‪''.‬‬

‫‪ -‬األساليب الرقابة للجنة المصرفية‪:‬‬

‫ان جهاز الرقابة المصرفية الذي يعني في جانب منه احترام األحكام القانونية والتنظيمية‬
‫المسيرة لنشاط المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬يتضمن على الخصوص الرقابة على أساس‬
‫المستندات والرقابة بعين المكان‪ ،‬بواسطة هذين الشكلين للرقابة‪ ،‬يكون المشرفون على البنوك‬
‫والمؤسسات المالية مدعوين إلعطاء تقييم حول المؤسسة الخاضعة للرقابة سواء على مستوى‬
‫موثوقية حساباتها‪ ،‬نوعية تسيير مخاطرها ونوعية التصريحات الدورية التي تقوم بها وتقدمها‬
‫إلى بنك الجزائر أو إلى هيئة اإلشراف‪ ،‬وكذا على مستوى أمن أنظمة الدفع‪.‬‬

‫تعمل اللجنة على تحديد قائمة المستندات التي على أساسها تقوم الوثائق''‪ ،‬وكذا تحديد‬
‫المعلومات ونماذجها‪ ،‬ومدة تسليمها‪ ،‬كما يخول لها أن تطلب من البنوك والمؤسسات المالية‬
‫جميع المعلومات واإليضاحات واإلثباتات الالزمة لممارسة مهمتها كما يلتزم بهذا كل شخص‬

‫‪18‬‬
‫‪ . 1‬قانون‪ .09-23‬مرجع سابق‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫تحدده اللجنة‪ ،‬ويجب أن يبلغها بأي مستند أو معلومة‪ ، 1‬وهذا في إطار جمع كافة الوثائق التي‬
‫من شأنها أن تحدد وضعية المؤسسة المعنية بصفة عامة ووضعية النظام المصرفي بصفة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫إن عملية الرقابة في عمل اللجنة المصرفيةً على أساس المستندات تلعب دورا هاما‬
‫الرقابي‪ ،‬وهذا ما يظهر من خالل ما تم التوصل إليه من خالل استخدام هذا األسلوب‪ ،‬الذي‬
‫أفرز عن وجود التأخر في إرسال المعطيات ‪ ،‬وطلبات تفسير خاصة بعدم احترام المعايير ‪2‬‬
‫‪ ،‬وكذا عدم انسجام التقارير ‪ ،‬هذه األخيرة التي تمثل اكبر عدد‪ ،‬تليها عدد المطالبات بسبب ‪3‬‬
‫التأخر في إرسال التقارير التنظيمية بالرغم من استمرار البنوك والمؤسسات المالية في بذل‬
‫جهود معتبرة قصد تصحيح هذا الوضع‪ ،‬حيث أن بعض مواطن الخلل في أنظمة معلوماتها لم‬
‫يتم بعد رفعها بالكامل‪ ،‬وأخيرا تأتي حاالت عدم احترام المعايير وتخص بالدرجة األولى‬
‫المصارف الخاصة بنسبة ‪ ، %52‬المصارف العمومية بنسبة ‪ %37‬والمؤسسات المالية بنسبة‬
‫‪11%.‬‬

‫مما تقدم‪ ،‬يمكن الوصول إلى أن الرقابة المستندية أو باألحرى الرقابة بناء على الوثائق‬
‫تكشف عن اإلخالالت والمخالفات وكذا المخاطر قبل وقوعها‪ ،‬مما يجعلها تقوم بدور وقائي‬
‫لضمان صالبة النظام المصرفي‪ .‬أفرز نظام الرقابة على أساس المستندات عيوب النظام‬
‫المصرفي الحالي‪ ،‬والتي تجسدت في ضعف أنظمة تبادل المعلومات‪ ، 2‬والذي يساهم بشكل‬
‫كبير في عرقلة عملية الرقابة مما يستوجب معالجة هذا األمر‪ ،‬وذلك بعصرنة النظام المصرفي‬
‫والقيام بالتجديد المتواصل وصيانة ومعاينة أنظمة المعلومات ومعالجتها بصفة دورية‬
‫ومستمرة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ . 1‬ينظر نص المادة ‪ 4 3، ، 2/109‬من األمر رقم ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض المعدل والمتمم‪،‬‬
‫‪- . 2‬ارتفع عدد المطالبات بسبب التأخير في إرسال التقارير التنظيمية من ‪ 226‬سنة ‪ 2006‬إلى ‪ 305‬سنة ‪ 2007‬وإلى ‪ 302‬سنة ‪ 2008.‬ينظر‪:‬‬
‫بنك الجزائر‪ ، ،‬ص ‪165‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تدخل اللجنة المصرفية للرقابة على البنوك‪.‬‬


‫تتخذ اللجنة المصرفية إجراءات صارمة ومشددة في مراقبة وإشراف القطاع‬
‫المصرفي‪ ،‬نظراً لحساسيته‪ .‬ومن أجل ضمان فعالية رقابة ناجحة‪ ،‬فإن القانون يفرض عليها‬
‫الصرامة والتشدد في مراقبة البنوك والمؤسسات المالية والتأكد من احترامها للتزاماتها‬
‫القانونية‪ ،‬سواء بالنسبة للمؤسسات ذاتها أو ألفراد اإلدارة واإلدارة العليا‪ .‬وفي حالة اكتشاف‬
‫اللجنة المصرفية لخروقات من قبل البنك أو المؤسسة المالية الخاضعة لرقابتها‪ ،‬فإنها تتخذ‬
‫إجراءات قمعية ضدها‪ ،‬وتلجأ إلى استخدام سلطاتها القمعية للتصدي لتلك الخروقات وضمان‬
‫االمتثال لقوانين النقد والقرض واألنظمة المطبقة‪.‬‬

‫قانون ‪ 23/09‬ينظم الرقابة على البنوك في الجزائر‪ ،‬ويضع دور اللجنة المصرفية في‬
‫مركز االهتمام لضمان تنظيم وسالمة القطاع المصرفي‪ .‬يتضمن القانون إطارا قانونيا شامال‬
‫لرقابة وإشراف البنوك بهدف حماية المصلحة العامة وضمان استقرار النظام المصرفي‪ .‬تقوم‬
‫اللجنة المصرفية وفق هذا القانون بمراقبة البنوك وتقديم اإلرشادات والتوجيهات لضمان‬
‫امتثالها للقوانين واألنظمة المصرفية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫من أهم مهام اللجنة المصرفية هو االطالع المنتظم على أداء البنوك ومراقبة تطبيق‬
‫القوانين واللوائح‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم التوجيهات والتوصيات الالزمة لتحسين األداء وضمان‬
‫التزام البنوك بالمعايير الدولية‪ .‬كما تقوم اللجنة بمراقبة مصادر الدخل والنفقات واألصول‬
‫للبنوك‪ ،‬وتحليل البيانات المالية لضمان استقامة أنشطتها المالية‪.‬‬

‫وتعمل اللجنة على تشجيع الشفافية في أعمال البنوك وتوفير المعلومات الالزمة للعمالء‬
‫والمستثمرين‪ .‬كما تسهل اللجنة عملية التواصل بين البنوك والسلطات الرقابية األخرى لضمان‬
‫التعاون والتنسيق في مجال الرقابة المصرفية‪.‬‬

‫وفي حالة اكتشاف اللجنة ألي خروقات أو تجاوزات من قبل البنوك‪ ،‬فإنها تتخذ‬
‫اإل جراءات الالزمة والعقوبات المناسبة وفقا للقوانين المصرفية‪ .‬وبهذا الشكل‪ ،‬تعمل اللجنة‬
‫المصرفية وفق قانون ‪ 23/09‬على تحقيق الرقابة الفعالة وضمان سالمة ونزاهة النظام‬
‫المصرفي في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الصرامة في تطبيق التزامات البنوك‪.‬‬

‫تعد الرقابة الصارمة التي يفرضها قانون النقد والقرض على البنوك والمؤسسات‬
‫مؤشرا ها ًما لقيام اللجنة المصرفية بدورها الفعال في مجال الرقابة المصرفية‪ .‬تحظى‬
‫ً‬ ‫المالية‪،‬‬
‫‪21‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫اللجنة المصرفية‪ ،‬كسلطة إدارية مستقلة في المجال المالي‪ ،‬بسلطة واسعة في ممارسة وظائفها‬
‫الرقابية المخولة لها وفقًا للقانون‪ ،‬وتنبغي عليها أن تتميز بالصرامة والتشدد في هذه‬
‫الممارسات‪.‬‬

‫يُطالب القانون ‪ 23/09‬بالصرامة والتشدد من اللجنة المصرفية في مراقبة مدى توافر‬


‫الشروط الالزمة لممارسة المهنة المصرفية لدى البنوك والمؤسسات المالية‪ .‬كما يُلزم القانون‬
‫اللجنة المصرفية بالتأكد من تطبيق مؤسسات القرض لقواعد سير المهنة المصرفية بصرامة‬
‫ودقة‪.‬‬

‫بهذا الشكل‪ ،‬تظهر العالقة المباشرة بين قانون النقد والقرض وبين ممارسات اللجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬حيث يعمل القانون على توجيه اللجنة نحو اتخاذ اإلجراءات الصارمة والفعالة‬
‫لضمان تطبيق معايير الرقابة المصرفية بكل صرامة ودقة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط المتعلقة بالدخول في المهنة المصرفية‬

‫يعتبر القيام بالنشاط المصرفي موضو ًعا يخضع لشروط محددة‪ ،‬والتي تعتبر بمثابة‬
‫تأشيرة لاللتحاق بالقطاع المصرفي وممارسة العمليات المصرفية‪ .‬هذه الشروط تُعتبر نو ًعا‬
‫من الرقابة المسبقة على النشاط المصرفي‪.‬‬

‫على الرغم من أن االختصاص في وضع هذه الشروط ليس للجنة المصرفية‪ ،‬بل هو‬
‫من اختصاص مجلس النقد والقرض كهيئة مخولة بمنح التراخيص واالعتمادات للبنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬إال أن اللجنة المصرفية بمهامها الرقابية‪ ،‬تتحمل مسؤولية مراقبة استمرار‬
‫توافر هذه الشروط‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫هذه الشروط تتضمن الشروط األساسية التي يجب توافرها في المؤسسة ذاتها‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الشروط المتعلقة باألشخاص القائمين على تسيير المؤسسة‪ .‬يتعين على اللجنة المصرفية‬
‫متابعة استمرارية توافر هذه الشروط والتأكد من توافقها مع قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫بالتالي‪ ،‬يظهر االرتباط المباشر بين شروط ممارسة النشاط المصرفي وبين الرقابة‬
‫المصرفية‪ ،‬حيث تضطلع اللجنة المصرفية بدورها في ضمان استمرار توافر هذه الشروط‬
‫وتطبيقها بصرامة ودقة‪ ،‬بما يتماشى مع أحكام القانون ‪ 23/09‬المتعلق بالرقابة على البنوك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة للمؤسسة‬

‫لقد حدد قانون النقد والقرض خاصة والقوانين المنظمة للنشاط المصرفي عامة‪،‬‬
‫الشروط التي يجب أن تتوفر عليها أية مؤسسة تود الدخول في عالم المصرفة والنشاط في‬
‫مجال البنوك‪ ،‬وهذا باعتبار أن النشاط البنكي يقوم باألساس في جوهره على عنصر المخاطرة‪،‬‬
‫خاصة وأنه يتعامل مع الغير في األموال والودائع‪ ،‬وعليه ومن أجل ضمان حقوق هؤالء‬
‫األشخاص المتعاملين مع هذه البنوك أوجب قانون النقد والقرض سواء على البنوك أو على‬
‫المؤسسات المالية أن تنشأ في شكل معين‪.‬‬

‫هذا إضافة إلى وجوب توفر رأسمال أدنى محدد قانونا سواء الرأسمال األدنى الواجب‬
‫توفره في البنوك أو الرأسمال األدنى الواجب توفره هي المؤسسات المالية‪.‬‬

‫حسب المادة‪'': 17‬يتولى المحافظ إدارة شؤون بنك الجزائر ‪.‬يتخذ محافظ بنك الجزائر‪،‬‬
‫الذي يدعى في صلب الن "المحافظ"‪ ،‬جميع تدابير التنفيذ ويقوم بجميع العمال في إطار القانون‪.‬‬

‫يوقع باسم بنك الجزائر جميع االتفاقيات و المحاضر المتعلقة بالسنوات المالية‬
‫والحصائل وحسابات النتائج ‪ .‬يمثل بنك الجزائر لدى السلطات العمومية في الجزائر ولدى‬
‫البنوك المركزية األجنبية ولدى الهيئات المالية الدولية ولدى الهيئات المالية بشكل عام‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫ترفع الدعاوى القضائية ويُدافع عنها بناء على متابعته وتعجيله‪ .‬ويتخذ جميع اإلجراءات‬
‫التحفظية التي يراها مفيدة ‪.‬يمثل بنك الجزائر في جميع الدعاوى المدنية وأمام المحاكم ‪.‬يقوم‬
‫بكل شراء لنميك العقارية المرخ بها قانونا والتصرف فيها‪ .‬وينظم مصالح بنك الجزائر ويحدد‬
‫مهام‪.‬‬

‫يوظف أعوان بنك الجزائر وفقا للشروط المنصو عليها في القانون األساسي‬
‫للمستخدمين‪ ،‬ويعينهم في مناصبهم ويرقيهم ويعزلهم ويفصلهم ‪.‬يعين ممثلي بنك الجزائر في‬
‫‪1‬‬
‫مجالس المؤسسات األخرى‪ ،‬عندما يكون مثل هذا التمثيل مقررا‪''.‬‬

‫االن سنتطرق العتبار بان المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ 09-23‬تحديداً لدور وصالحيات‬
‫المحافظ في إدارة شؤون بنك الجزائر‪ ،‬وتمثيله أمام مختلف الجهات والسلطات‪ .‬يتولى المحافظ‬
‫مسؤولية إدارة البنك بموجب القانون ويتخذ جميع اإلجراءات الالزمة في إطاره‪ ،‬مما يعكس‬
‫سلطته القيادية والتنفيذية‪ ,‬من بين مهام المحافظ‪ ،‬يأتي تمثيل بنك الجزائر أمام الجهات الرسمية‬
‫في البالد وأمام البنوك المركزية األجنبية‪ ،‬وهذا يبرز دوره الهام في تعزيز العالقات الدولية‬
‫والتعاون المصرفي الدولي‪ ,‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتولى المحافظ تنظيم شؤون البنك وتحديد مهام‬
‫المصالح الداخلية وإدارة األعمال اليومية‪ ،‬مما يعكس دوره الرئيسي في تنظيم عمل البنك‬
‫وضمان فاعليته‪.‬‬

‫من خالل استخدامه لكافة اإلجراءات القانونية والقضائية الالزمة‪ ،‬يضمن المحافظ‬
‫حماية مصالح بنك الجزائر ويتصدى للدعاوى القضائية ويمثل البنك أمام المحاكم‪ ،‬مما يبرز‬
‫دوره القانوني والقضائي في الحفاظ على استقاللية وسالمة البنك‪ .‬بشكل عام‪ ،‬فإن المادة ‪17‬‬
‫تكشف عن دور المحافظ في إدارة شؤون البنك وتمثيله‪ ،‬وتؤكد على أهمية وسلطة هذا المنصب‬
‫في ضمان سير العمليات المصرفية بكفاءة وشفافية وفقا ً للقوانين واللوائح المعمول بها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ . 1‬مشرع الجزائر‪" .‬قانون رقم ‪ 23-09‬مؤرخ في ‪ 21‬يونيو ‪, 2023‬يتعلق بالرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‪".‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫‪ .1‬الشكل القانوني للمؤسسة‪:‬‬

‫تنص المادة‪ -09-‬من االحكام العامة للقانون رقم ‪ 09-23‬على هيكلة المؤسسة الجزائرية‬
‫و تنظيمها بشكل عام مع العناية التامة في اجراء عملياتها الحساسة‪ ''،‬المادة ‪ -9-‬بنك الجزائر‬
‫مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية والمستقيل المالي‪ ،‬ويعّد تاجرا في عيقاته مع ال"ير ‪.‬‬
‫ويحكمه التشريع التجاري ما لم يخال ذلك أحكام هذا القانون ‪.‬ويتبع قواعد المحاسبة التجارية‬
‫وال يخضع إجراءات المحاسبة العمومية ومراقبة مجلس المحاسبة ‪.‬كما ال يخضع إلى‬
‫التزامات التسجيل في السجل التجاري''‪.1‬‬

‫ما يمكن استنتاجه من خالل استقراء هذه المادة‪ ،‬ان المادة ‪ -9-‬تتناول موضوع‬
‫بنك الجزائر كمؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية والمستقل المالي‪ ،‬حيث يُعتبر‬
‫تاجرا في عقوده مع اآلخرين ويُخضع ألحكام التشريع التجاري‪ ،‬باستثناء األحكام التي‬
‫ً‬

‫‪25‬‬
‫‪ . . 1‬قانون رقم ‪ 09-23‬المؤرخ في ‪3‬ذي الحجة عام ‪ 1444‬الموافق ‪ 21‬يونيو سنة ‪ ، 2023‬يتضمن القانون النقدي‬
‫والمصرفي الفصل األول المادة ‪.09‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫ينص عليها القانون بصرامة‪ .‬تُحكم أنشطته بقواعد المحاسبة التجارية دون الخضوع‬
‫إلجراءات المحاسبة العمومية أو مراقبة مجلس المحاسبة‪ ،‬وال يلتزم بالتسجيل في‬
‫السجل التجاري‪.‬‬

‫تظهر هذه المادة أهمية بنك الجزائر كمؤسسة مالية مستقلة تخضع للتشريعات التجارية‪،‬‬
‫وتتمتع بالحرية في إدارة شؤونها المالية والمحاسبية دون تقييدات تنظيمية عامة‪ .‬ومن خالل‬
‫عدم تخضُّعها لقواعد المحاسبة العمومية ومراقبة مجلس المحاسبة‪ ،‬يمكن أن تتبوأ البنك موق ًعا‬
‫ً‬
‫متميزا في تطوير سياسته المالية وتحقيق أهدافها بفعالية أكبر‪..‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬ينبغي مراقبة نشاط بنك الجزائر بشكل منتظم لضمان استيفاءه للمعايير‬
‫والقوانين المالية والتجارية‪ ،‬وتحقيق الشفافية والنزاهة في أعماله‪ .‬كما يجب أن يتمتع البنك‬
‫بآليات داخلية فعالة للرقابة والمراقبة لضمان استقامة أعماله وتوفير الثقة للعمالء والجهات‬
‫المعنية‪.‬‬

‫ان المشرع الجزائري من جهة اوجب على اية مؤسسة مصرفية خاضعة للقانون‬
‫الجزائري وترغب الدخول والنشاط في أوجب على أي المجال المصرفي وذلك سواء للبنوك‬
‫أو المؤسسات المالية‪ ،‬أن تؤسس وجوبا في قالب معين من الشركات التجارية وهو شكل‬
‫شركات مساهمة‪ ،‬المال يعد أي ضمن شركات األموال الن جوهر وأساس في مثل هذه‬
‫الشركات شركات األموال تقوم على أساس االعتباري بحيث ان المالي‪ .‬ومن جهة أخرى يمكن‬
‫للتعاضديات أن تنشأ في شكل بنك أو مؤسسة مالية ‪.‬ولقد عرف المشرع الجزائري شركة‬
‫المساهمة في القانون التجاري الجزائري على النحو التالي‪ '' :‬شركة المساهمة هي الشركة‬
‫التي ينقسم رأسمالها إلى حصص‪ ،‬وتتكون من شركاء المساهمة يتحملون الخسائر إال بقدر‬
‫‪1‬‬
‫حصتهم''‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ . 1‬امر رقم ‪ 75-59‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪1975،‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬معدل ومتمم الى غاية قانون رقم ‪02 05-‬‬
‫المؤرخ في ‪ 6‬فبراير سنة ‪ 2005،‬منشورات بيرتي ‪2011-2012.‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫‪ .2‬الرأسمال األدنى للمؤسسة‪:‬‬

‫تنص المادة‪-88 -‬الفقرة األولى من قانون النقد والقرض على‪ '' :‬يجب أن يتوفر للبنوك‬ ‫‪:‬‬

‫والمؤسسات المالية رأسمال مبرأ كليا ونقدا يعادل على األقل المبلغ الذي يحدده نظام يتخذه‬
‫‪1‬‬
‫المجلس ''‬

‫''فرأسمال شركات المساهمة عامة والبنوك خاصة يعد ذو أهمية بالغة لكونه يعد‬
‫الضمان الرئيسي المقرر لدائني الشركة أو للمودعين لدى البنك‪ ،‬ولقد أصدر مجلس النقد‬
‫والقرض هذا النظام في سنة ‪ 2004‬وحدد المبلغ المتضمن الرأسمال األدنى للبنوك والمؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫المالية كل واحد على حدى‪ ،‬وذلك في ''‬

‫وذلك في المادة الثانية منه ‪ ''،‬ره بالنسبة للبنوك ب مليارين وخمسمائة مليون دينار فقد(‬
‫‪2.500.000.000‬دج) أما بالنسبة للمؤسسات المالية فيقدر المبلغ بـخمسمائة مليون دينار(‬
‫‪500.000.000‬دج)‪ ،‬إال أنه توجه بموجب النظام الذي أصدره سنة ‪ 2008‬إلى تغيير دار عن‬
‫طريق الزيادة عما ‪ 02‬منه ‪ ،3‬وعليه تنص المادة '' على التزام البنوك والمؤسسات المالية‬
‫‪10‬ماليير دينار‬ ‫امتالك عند تأسيسها رأسمال محرر كليا ونقدا يساوي على األقل‬
‫(‪ 10.000.000.000‬دج) بالنسبة للبنوك‪ ،‬وثالثة ماليير وخمسمائة مليون‪4‬دينار‬
‫(‪ 3.500.000.000‬دج)بالنسبة للمؤسسات المالية ‪.‬وفي حالة عدم تقيد البنوك والمؤسسات‬
‫المالية بالمبلغ المحدد لها في هذا النظام فإن اللجنة المصرفية تقوم طبقا االحكام المادة ‪ 95‬من‬
‫األمر رقم ‪ 03-11‬بسحب االعتماد منها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪- . 1‬أمر رقم ‪ 03-11،‬مر جع سابق‪.‬‬
‫‪ . 2‬نظام رقم ‪ 04-01،‬مؤرخ في ‪ 04‬مارس ‪ 2004،‬يتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات الملية العاملة في‬
‫الجزائر‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 27،‬الصادر في ‪ 28‬ابريل ‪2004.‬‬
‫‪ . 3‬نظام رقم ‪ 08-04،‬مرجع سابق‬
‫‪ . 4‬ظر الفقرة ‪ 02‬من المادة ‪ 04‬من النظام نفسه‪.‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لألشخاص‪.‬‬

‫قانون النقد والقرض يفرض على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬فضالً عن المستخدمين‬
‫والمسيرين‪ ،‬بعض الشروط الصارمة التي تختلف عن تلك التي يتعين على األشخاص القائمين‬
‫على شركات المساهمة العامة االمتثال لها‪ .‬يأتي هذا تحت سقف الخصوصية الفريدة للنشاط‬
‫المصرفي‪ ،‬حيث تُعد البنوك والمؤسسات المالية شركات مساهمة وفقًا لقوانين النقد والقرض‪.‬‬

‫بوصفها مؤسسات ائتمان‪ ،‬يجب على األشخاص الذين يديرونها أن يكونوا مؤهلين لهذه‬
‫المهمة‪ .‬لذلك‪ ،‬يتعين على المشرع المصرفي ربط شروط منح التراخيص لدخول قطاع‬
‫الخدمات المصرفية وممارسة العمليات المصرفية بالتقديم الواجب لملف يتضمن بشكل خاص‬
‫نتائج تحقيق تجريه على هؤالء األشخاص‪.‬‬

‫بهذا الشكل‪ ،‬يظهر االرتباط المباشر بين شروط منح التراخيص وبين ضمان الكفاءة‬
‫والشفافية في إدارة البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وهو ما ينعكس تحت إطار الرقابة المنصوص‬
‫عليها في قانون ‪ 23/09‬حول الرقابة على البنوك‪.‬‬

‫إضافة إلى أن طلب االعتماد الخاص بالمسير يجب أن يرفق بجملة من المعلومات‬
‫يتضمنها ملف المعني باألمر‪ ،‬وقد حددتها التعليمية الصادرة عن بنك الجزائر وتتمثل هذه‬
‫الشروط في‪:‬‬

‫‪ .1‬الحالة المدنية للمسير ‪civil état son‬‬


‫‪ .2‬شرفه ‪son honorabilité‬‬
‫‪ .3‬تجربته المهنية ‪son expérience professionnelle‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .4‬مؤهالته ‪ses qualifications‬‬

‫‪28‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.Instruction N° 05-2000 portant conditions pour l’exercice des fonctions de dirigeants des‬‬
‫‪banques et des établissements financiers ainsi que des représentations et succursales des‬‬
‫‪banques et des établissement financiers étrangers. Disponible sur : www.bank-of-algeria-dz‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط المتعلقة بمباشرة العمليات المصرفية‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام بالسر المهني‪ :‬من بين االلتزامات التي حرص عليها المشرع الجزائري على‬
‫غرار تشريعات العالم‪ ،‬هو التزام المصرفي أو البنكي بالسر المهني‪ ، 1‬كونه وبحكم مهنته‬
‫فهو ي طلع على أسرار الغير الذين يمثلون المتعاملون مع البنك أو المؤسسة المالية وبالتالي‬
‫فهو ملزم على عدم إفشائها للغير ويضمن السرية على كل ما يعتبر سرا في معلومات ذلك‬
‫الزبون ‪.2‬‬

‫وعليه فالسر المهني ال يقتصر فقط على العاملين داخل البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬بل‬
‫إنما يمتد وجوب االلتزام به إلى الهيئات الرقابية منها اللجنة المصرفية بحد ذاتها‪ ،‬وكل‬
‫خرق من هذه األشخاص لمبدأ الحفاظ على السر المصرفي يترتب عليه عقوبات جزائية‬

‫‪29‬‬
‫‪ . 1‬أحمد بلودنين‪ ،‬الوجيز في القانون البنكي الجزائري‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ 2009، ،‬ص ‪76.‬‬
‫‪ . 2‬محفو ظ لعشب‪ ،‬القانون المصرفي‪ ،‬المطبعة الحديثة للفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪ 2001، ،‬ص ‪74.‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫نص عليها قانون العقوبات بموجب المادة ‪ 301‬منه وهي تتراوح بين عقوبات سالبة للحرية‬
‫وغر امات‪ ،‬وتنص هذه المادة في فقرتها األولى على''‪ :‬يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة‬
‫أشهر وبغرامة من ‪ 500‬إلى ‪ 5.000‬دج األطباء والجراحون والصيادلة والقابالت وجميع‬
‫األشخاص المؤتمنين بحكم الواقع أو المهنة أو الوظيفة الدائمة أو المؤقتة على أسرار‬
‫أدلى بها إليهم وأفشوها في غير الحاالت التي يوجب عليهم فيها القانون إفشائها ويصرح‬
‫‪1‬‬
‫لهم بذلك ‪.''...‬‬

‫‪ -‬التأكد من هوية العمالء‪ :‬مبدأ "اعرف عميلك" يعتبر أحد المبادئ األساسية التي يجب على‬
‫البنوك أن تلتزم بها بشدة‪ ،‬خاصة في ظل انتشار الجرائم االقتصادية‪ ،‬بما في ذلك جريمة‬
‫ضا خصبة لتنفيذها‪ .‬وللحد من‬
‫تبييض األموال‪ ،‬التي تجد في البنوك والمؤسسات المالية أر ً‬
‫هذه الجرائم‪ ،‬فإن معظم قوانين العالم وضعت متطلبات صارمة على البنوك والمؤسسات‬
‫المالية للتحقق من هوية العمالء والزبائن‪ ،‬ومن مصادر األموال التي يودعونها‪.‬‬

‫تقوم البنوك والمؤسسات المالية بتحقيق هذا األمر من خالل وضع إجراءات تتضمن‬
‫تعبئة نماذج تحتوي على معلومات مهمة يتعين على الزبائن تقديمها قبل فتح أي حساب‬
‫بنكي‪ .‬هذه اإلجراءات تشمل التحقق من هوية العميل‪ ،‬وتحديد مصدر األموال التي‬
‫يتعامل بها‪ ،‬وتقييم المخاطر المحتملة للتورط في جرائم مالية‪.‬‬

‫ترتبط هذه اإلجراءات بشكل مباشر مع قانون ‪ 23/09‬حول الرقابة على البنوك‪،‬‬
‫حيث يهدف هذا القانون إلى تنظيم ومراقبة عمليات البنوك والمؤسسات المالية بهدف‬
‫ضمان الشفافية ومكافحة جرائم االحتيال المالي‪ ،‬بما في ذلك جريمة تبييض األموال‪.‬‬
‫من خالل فرض متطلبات صارمة على البنوك لمعرفة عمالئها ومصادر أموالهم‪،‬‬
‫يساهم القانون في تعزيز جهود مكافحة الجريمة المالية وتعزيز النزاهة في النظام‬
‫المالي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ . 1‬بوساعة ليلى‪ ،‬السرية في البنوك "السر المصرفي"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ 1،‬يوسف بن خدة‪ 2011. - 2010 ،‬ص ‪27.‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫يلتزم البنك بالتأكد من هوية الشخص الطبيعي بتقديم وثيقة رسمية صادرة عن‬
‫جهاز رسمي في الدولة‪ ،‬كبطاقة التعريف الوطنية أو أية وثيقة أخرى رسمية سارية‬
‫الصالحية تتضمن صورة المعني وتوقيعه والبيانات المتعلقة به‪ ،‬والتأكد من صحة ذلك‬
‫التوقيع عن طريق مقارنة التوقيع المقدم للبنك مع ذلك التوقيع الوارد في الوثائق المثبتة‬
‫لهوية المتعامل مع البنك‪ ،‬والتأكد من مطابقة صورة المعني مع العميل مع البنك وكل‬
‫‪1‬‬
‫التفاصيل المتعلقة بالسن أو القامة أو اللون وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬التقيد بالعمليات المرخص بها قانونا‪ :‬ينص قانون النقد والقرض للبنوك والمؤسسات‬
‫المالية على العمليات التي يحق لها أن تزاولها في المجال المصرفي‪ ،‬والتي يمنحها إياها‬
‫مجلس النقد والقرض وفقًا ألحكام القانون‪ .‬فإذا قامت هذه البنوك والمؤسسات المالية بأي‬
‫عمليات خارج نطاق العمليات المرخص بها لها‪ ،‬فإنها تعرض نفسها لعقوبات قانونية‬
‫تحددها اللجنة المصرفية‪.‬‬

‫تتوجب على البنوك والمؤسسات المالية االلتزام بالقوانين واألنظمة المعمول بها في‬
‫مجال النقد والقرض‪ ،‬وعدم تجاوز الصالحيات الممنوحة لها‪ .‬ففي حالة انتهاك هذه القوانين‬
‫أو مزاولة أنشطة تجارية غير مصرح بها‪ ،‬تكون معرضة لعقوبات قانونية يفرضها النظام‬
‫المصرفي‪ ،‬والذي ينص عليه قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ . 1‬تدريست كريمة‪ '' ،‬التزام البنوك باإلخطار عن العمليات المشبوهة بتبييض األموال ''‪ ،‬المجلة النقدية للقانون والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬تيزي وزو‪ 2012، ،‬ص‪152-151‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫بهذا‪ ،‬يظهر أن هناك عالقة وثيقة بين تفعيل قانون النقد والقرض والرقابة على البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬حيث يعمل القانون على تنظيم وتحديد السلطات والصالحيات لهذه‬
‫الجهات‪ ،‬وفي حالة التجاوز عن هذه السلطات‪ ،‬تتخذ اللجنة المصرفية اإلجراءات القانونية‬
‫الالزمة لفرض العقوبات المناسبة‪.‬‬

‫حددت المادة ‪ 72‬من األمر رقم ‪ 03-11‬العمليات التي تختص بها البنوك والمؤسسات‬
‫المالية وتتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬عمليات الصرف ‪.‬‬


‫عمليات على الذهب والمعادن الثمينة والقطع المعدنية الثمينة توظيف القيم المنقولة وكل‬ ‫‪-‬‬
‫منتوج مالي و اكتتابها وشرائها وحفظها وبيعها ‪.‬‬
‫‪ -‬االستشارة والمساعدة في مجال تسيير الممتلكات ‪.‬‬
‫‪ -‬االستشارة والتسيير المالي والهندسة المالية‪ ،‬وبشكل عام كل الخدمات الموجهة نمائها‬
‫باإلضافة إلى هذه العمليات فالبنوك مخولة لتسهيل إنشاء المؤسسات أو التجهيزات وانمائها‬
‫دون سواها بجميع العمليات المصرفية من تلقي األموال من الجمهور وعمليات القرض‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫دارة هذه الوسائل‪.‬‬

‫وعليه فإذا ما ثبت إخالل البنك أو المؤسسة المالية بالعمليات المرخص لها أن تقوم بها فإنها‬
‫تقضي وبصفة صارمة بعد توجيه تحذير للبنك أو المؤسسة المالية المخلة بالتزامها بإحدى‬
‫العقوبات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلنذار ‪.‬‬
‫‪ -‬التوبيخ ‪.‬‬
‫‪ -‬المنع من ممارسة بعض العمليات وغيرها من أنواع الحد من ممارسة النشاط ‪.‬‬
‫‪ -‬ر أو أكثر ‪.‬التوقيف المؤقت لمسي‬
‫‪ -‬إنهاء مهام شخص أو أكثر ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ . 1‬أنظر المواد ‪ 66‬و‪ 70‬من األمر رقم ‪ 03-11،‬مرجع سابق‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سحب االعتماد‬

‫المطلب الثاني الصرامة في تطبيق قواعد تسير المهنة المصرفية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الصرامة في تطبيق قواعد تسير المهنة المصرفية‬

‫تعتبر مخاطر التسيير من بين أبرز التحديات التي تواجه النشاط المصرفي‪ ،‬ولذلك‬
‫حرص المشرع الجزائري على تشديد الرقابة عليها‪ ،‬وقد نص األمر رقم ‪ 03-11‬المعدل‬
‫والمتمم بصراحة في المادة ‪ 97‬على ضرورة احترام البنوك والمؤسسات المالية لمقاييس‬
‫التسيير الموجهة‪ .‬تهدف هذه المقاييس إلى ضمان سيولة البنوك وقدرتها على الوفاء تجاه‬
‫المودعين وغيرهم‪ ،‬وتحقيق التوازن في بنيتها المالي‪ ،‬وأي خرق لهذه المقاييس يؤدي إلى‬

‫‪33‬‬
‫‪ . 1‬أنظر المادة ‪ 111‬والمادة ‪ 114‬من االمر نفسه‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫تدخل اللجنة المصرفية من أجل اتخاذ اإلجراءات الالزمة‪ ،‬وتتضمن هذه القواعد احترام‬
‫مقاييس الحذر والشفافية‪ .‬بموجب ذلك‪ ،‬فإن قانون النقد والقرض‪ ،‬وخاصة المادة المشار إليها‪،‬‬
‫ينص بوضوح على الضوابط والمعايير التي يجب على البنوك والمؤسسات المالية االلتزام بها‬
‫في إدارة المخاطر التسييرية‪.‬‬

‫‪ -1‬احترام مقاييس الحذر‪:‬‬

‫يقع على عاتق البنوك والمؤسسات المالية عدة التزامات اتجاه نفسها واتجاه زبائنها‬
‫وعمالئها‪ ،‬وبالخصوص االلتزام األكثر منه ضرورة هو التزامها بالتسيير الحسن للنشاط‬
‫المصرفي‪ ،‬في مقابل ذلك وجود رقابة صارمة وفعالة‪.‬‬

‫وتعرف الرقابة على التسيير على أنها مجموعة من القواعد والتنظيمات ومبادئ تلتزم‬
‫بها البنوك والمؤسسات المالية من أجل ضمان حسن سير النظام المصرفي وتتمثل هذه القواعد‬
‫في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬النسب االحترازية‪ :‬لقد عرف المجال المصرفي في العالم عامة و في الجزائر خاصة إفالس‬
‫عدة بنوك‪ .‬و من أهم األسباب التي كانت وراء هذه الظاهرة هي سوء التسيير وغياب‬
‫الرقابة الصارمة للمخاطر المصرفية‪ ،‬وفي هذا الصدد تم اعتماد معايير وقائية في النظام‬
‫المصرفي ومنها القواعد االحترازية وتسمي أيضا بالمعايير االحترازية‪ ،‬و التي يمكن أن‬
‫تعر يفها بأنها مجموعة من التنظيمات التي تؤدي إلى تدارك المخاطر المتكاثرة التي يواجها‬
‫القطاع المالي عامة والمجال المصرفي خاصة‪ ،‬و هذا من اجل حماية المودعين والسير‬
‫الحسن للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬االحتياطي اإللزامي ‪ :obligatoires réserves les‬تعتبر الواليات المتحدة األميركية‬
‫أول دولة فرضت في تشريعاتها قاعدة االحتياطي اإللزامي وذلك في سنة ‪ , 1993‬أما‬
‫الجزائر فقد نصت على ذلك في سنة ‪ 1990‬بموجب قانون النقد والقرض ‪ 90-10‬الملغي‬

‫‪34‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫بموجب األمر رقم ‪ 03-11‬المعدل والمتمم‪ ،‬و االحتياطي اإللزامي هي قاعدة من قواعد‬
‫احترام مقياس الحذر والتي يمكن أن نعرفها أنها نسبة من رأس المال يلتزم كل بنك أو‬
‫مؤسسة مالية باقتطاعها من أرسالها وتوضع لدى البنك المركزي‪ ،‬والذي يستعملها أثناء‬
‫وقوع البنك أو المؤسسة المالية في أزمة مالية أو تعثر مالي‪ ،‬وهي قاعدة في مصلحة‬
‫البنوك والنظام المصرفي وبالتالي االقتصاد الوطني ككل ‪.1‬‬

‫تقدر نسبة االحتياطي اإللزامي حسب النظام رقم ‪2 04-02‬بين ‪ 0%‬و‪ 15% ،‬ويستثنى من‬
‫هذه النسبة البنوك التي تكون في وضعية إفالس أو تسوية قضائية‪. 3‬وحسب المادة ‪ 28‬من‬
‫قانون النقد و القرض المعدل والمتمم فإن بنك الجزائر يقتطع ‪%10‬من األرباح السنوية (بمعنى‬
‫النتائج الصافية من االهتالكات و األعباء و المؤونات ( ‪.‬ويحتفظ بها لصالح االحتياطي‬
‫القانوني‪ ،‬وتتوقف إلزامية هذا االقتطاع بمجرد بلوغ االحتياطي قيمة الرأسمال‪.4‬‬

‫‪ -‬احتياطي الفوائد‪ :‬أن هذه القاعدة ال تقل فائدة من القواعد التي سبق لنا ذكرها‪ ،‬لكن من‬
‫المالحظ أنها لم ينص عليها سواء قانون النقد والقرض وال األنظمة المطبقة له إال انه نص‬
‫عليها المشرع الجزائري في القانون التجاري وهذا في المادة ‪ 721‬منه التي جاءت كما‬
‫يلي ‪ '':‬في الشركات ذات المسؤولية المحدود وشركات المساهمة يقتطع من األرباح سندات‬
‫نصف العشر على األقل وتطرح منها عند االقتضاء الخسائر السابقة‪ ،‬ويخصص هذا‬
‫االقتطاع لتكوين مال احتياطي يدعى احتياطي قانوني وذلك تحت طائلة بطالنا كل مداولة‬
‫‪5‬‬
‫مخالفة و يصبح اقتطاع هذا الجزاء غير إلزامي إذا بلغ االحتياطي عشر رأس المال ''‪.‬‬

‫من خالل هذا النص نستخلص أن المشرع الجزائر ي وفي القانون التجاري تحدث عن‬
‫اقتطاع األرباح ويفهم منه أن البنوك والمؤسسات المالية تعد شركات مساهمة لذلك فهي‬

‫‪35‬‬
‫‪ . 1‬ايت وازو زاينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪218.‬‬
‫‪ . 2‬نظر المادة ‪ 5‬فقرة ‪ 1‬من النظام رقم ‪ 04-02،‬مؤرخ في ‪ 04‬مارس ‪ 2004،‬يحدد شروط تكوين الحد األدنى االحتياطي‬
‫اإللزامي‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 27،‬الصادر في ‪ 28‬أفريل ‪2004.‬‬
‫‪ . 3‬بوستة زهر الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪78-79.‬‬
‫‪ . 4‬أنظر المادة ‪ 28‬من األمر رقم ‪ 03-11،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ . 5‬المادة ‪ 721‬من المر رقم ‪ 75-59،‬مرجع سابق‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫تخضع لالحتياطي القانوني‪ ،‬وتصبح غير ملزمة بتكوين هذا االحتياطي القانوني إذا بلغ‬
‫عشر رأس المال‬

‫التأمين على الودائع ‪ insurance deposit:‬تعتبر هذه القاعدة أساسية ولها أهمية وقائية‬ ‫‪-‬‬
‫للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وتعد من بين القواعد المقترحة من طرق لجنة ‪1‬بازل والتي‬
‫مفادها حماية أموال المودعين‪ ،‬ولقد أصبح المشرع الجزائري يهتم بها خصوصا بعد‬
‫الفضائح التي شهدها القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬فنص عليها في قانون رقم‬
‫‪2 90-10‬الملغي المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬وكرسها كذلك في األمر رقم ‪ 03-11‬المعدل‬
‫ومتم وذلك في المادة ‪ 118‬منه أين تنص على‪ '' :‬يجب على البنوك أن تشارك في تمويل‬
‫نشؤه بنك الجزائر صندوق ضمان الودائع المصرفية بالعملة الوطنية ي يتعين على كل‬
‫بنك أن يدفع إلى صندوق الضمان عالوة ضمان سنوية نسبتها واحد في المائة(‪)%1‬‬
‫‪3‬‬
‫على األكثر من مبلغ ودائعه‪''...‬‬
‫وعلى هذا األساس ألزم المشرع البنوك في تمويل صندوق ضمان الودائع‪ ،‬وهذا من‬
‫أجل ضمان تعويض المودعين في حالة عدم قدرة البنك على الوفاء للمودعين عند طلبها‬
‫من البنك سحب ودائعهم‪.‬‬
‫‪ -2‬احترام مقاييس الشفافية‪ :‬تلتزم البنوك إلى جانب التزامها بمقاييس الحذر‪ ،‬احترام‬
‫مقاييس الشفافية في ممارستها التزاماتها‪ ،‬بحيث تعد الشفافية من المبادئ المكرسة في‬
‫العالم وشددت على االلتزام بها معظم قوانين العالم و كذا االتفاقيات الدولية‪ ،‬ألن غيابها‬
‫يؤدي بالضرورة إلى فساد خاصة للبنوك‪.‬‬
‫‪ -‬محافظي الحسابات ‪ :‬إن الشفافية من بين أكبر المبادئ المعروفة في القانون اإلداري‪،‬‬
‫ففلسفة اإلدارة تقوم على روح المساءلة و الشفافية في أعمالها وفي قراراتها‪ ،‬وعليه فالبنوك‬
‫والمؤسسات المالية بدورها هي أيضا ملزمة بتوفير معلومات صحيحة للجمهور وشفافة‬
‫وذات مصداقية اتجاه زبائنها وتلتزم بالشفافية واإلفصاح عن المعلومات األزمة للزبائن‬
‫وأصحاب المصالح للحد من الفساد ومكافحته‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ . 1‬عجرود وفاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪63.‬‬
‫‪ . 2‬أيت وازو زاينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪344.‬‬
‫‪ . 3‬أنظر المادة ‪ 118‬من األمر ‪ 03-11‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫‪ -‬االلتزامات المحاسبية‪ :‬بما أن مجلس النقد والقرض هو المختص في وضع المقاييس‬


‫والقواعد‪ ،‬فوضع قاعدة تلتزم بها البنوك والمؤسسات المالية وهي االلتزام بالمحاسبة‪ ،‬فهي‬
‫مجبرة على نشر حساباتها السنوية خالل ‪ 6‬أشهر لنهاية السنة المحاسبية المالية‪ ،‬ويكون‬
‫في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‪ ،‬وفقا للشروط المحددة من المجلس كما يمكنه أن‬
‫‪1‬‬
‫يلزمها بنشر معلومات أخرى‬

‫ومن اإللزامي عند نشر هذه الحسابات أن يكون وفقا لمبدأ الشفافية والمصداقية لكي‬
‫تكون هذه المحاسبات لها فعالية وأهمية أكثر إما للبنك بحد ذاته أو الجمهور الذي نعلمهم‬
‫بذلك كالزبائن وعمالء البنك والمودعين‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫ألن بفضل هذه النشرات السنوية يتأكد للجمهور من قدرة البنك على الوفاء والثقة فيه‪،‬‬
‫كذلك هذه الشفافية تكون لها أهمية بالنسبة للسلطات الرقابية خاصة منها اللجنة المصرفية‪،‬‬
‫بحيث تتمكن من ممارسة مهامها الرقابية‪ ،‬ألنها ترسل إليها نسخة من المحاسبة المالية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ممارسة اللجنة المصرفية للسلطة العقابية‬

‫في إطار ممارسة الرقابة على القطاع المصرفي‪ ،‬تلعب اللجنة المصرفية دوراً حاسما ً‬
‫في تنظيم ومراقبة سير العمل في البنوك والمؤسسات المالية بالبالد‪ .‬تتمثل أحد أهم مهامها في‬
‫ممارسة السلطة العقابية‪ ،‬حيث تتخذ اإلجراءات الالزمة لتطبيق العقوبات على البنوك‬

‫‪37‬‬
‫‪ . 1‬حدري سمير‪ ،‬السلطات االدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة احمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ 2006، ،‬ص ‪119.‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫والمؤسسات المالية التي يثبت تورطها في تجاوزات أو مخالفات قانونية‪ .‬فهي تعكف اللجنة‬
‫المصرفية على تقييم التصرفات والعمليات المالية التي تقوم بها البنوك والمؤسسات المالية‪،‬‬
‫وتفحص مدى امتثالها للتشريعات والقوانين المصرفية المعمول بها‪ .‬وفي حال اكتشاف‬
‫مخالفات‪ ،‬تتخذ اللجنة إجراءات عقابية تتناسب مع درجة الخطورة والجسامة لتلك المخالفات‪.‬‬

‫تشمل العقوبات التي يمكن أن تفرضها اللجنة المصرفية على البنوك والمؤسسات المالية‬
‫الغرامات المالية‪ ،‬وتعليق التراخيص‪ ،‬وإزالة المسؤولين القائمين باإلدارة‪ ،‬وحتى إغالق البنك‬
‫أو المؤسسة المالية في حالة الخروج عن القوانين واللوائح المصرفية‪ .‬فبواسطة ممارسة السلطة‬
‫العقابية بشكل صارم وعادل‪ ،‬تسهم اللجنة المصرفية في ضمان نزاهة وشفافية النظام المالي‪،‬‬
‫وتعزز الثقة بين المستثمرين والجمهور في االستقرار والنمو االقتصادي‪.‬‬

‫تعكس المادة ‪ 106‬من قانون النقد والقرض في الجزائر‪ 09-23‬أهمية االلتزام بمقاييس‬
‫التسيير الموجهة‪ ،‬حيث تضع البنوك والمؤسسات المالية تحت ضغط قانوني لضمان سيولتها‬
‫وقدرتها على الوفاء تجاه المودعين والمستثمرين‪ .‬تتطلب هذه المادة احترام الشروط المحددة‬
‫بمو جب النظام الذي يتبناه المجلس المصرفي‪ ،‬مما يضمن تحقيق التوازن في بنية المؤسسة‬
‫المالية ويقوي مكانتها في السوق المالية‪ ,‬وتعتبر المادة ‪ 106‬وسيلة للضغط على البنوك‬
‫والمؤسسات المالية لاللتزام بمعايير الجودة والشفافية في إدارة أموال المودعين والعمالء‪ .‬وفي‬
‫حالة مخالفة الواجبات المحددة في هذه المادة‪ ،‬تفرض القانون عقوبات مناسبة وفق المادة ‪،126‬‬
‫مما يعزز االلتزام بالقوانين ويحافظ على سالمة وثبات النظام المصرفي في البالد‪..‬‬

‫حسب ما اوتي في المادة ‪ 106:‬يتعيّن على البنوك والمؤسسات المالية وفق الشروط‬
‫المحددة بموجب نظام يتخذه المجلس‪ ،‬احترام مقاييس التسيير الموجهة لضمان سيولتها وقدرتها‬
‫على الوفاء تجـال المودعين وال"ير وكذا توازن بنيتها المالية ‪.‬ويترتب على مخالفة الواجبات‬

‫‪38‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫المقررة بموجب أحكام هذه الماّدة‪ ،‬تطبيق اإلجراء المنصوص عليه في المادة ‪ 126‬من هذا‬
‫القانون‪.1‬‬

‫تتعامل المادة ‪ 126‬من قانون النقد والقرض في الجزائر‪ 09-23‬مع الخروقات التي قد‬
‫تقوم بها البنوك والمؤسسات المالية في مجال أداء وظائفها‪ .‬توضح هذه المادة مجموعة متنوعة‬
‫من العقوبات التي يمكن للجنة المصرفية فرضها في حالة عدم االمتثال للتشريعات واللوائح‬
‫المصرفية‪ .‬فهي تشمل العقوبات المذكورة في المادة ‪ 126‬إنذارات مختلفة‪ ،‬بد ًءا من اإلنذار‬
‫البسيط إلى التوقيف المؤقت لبعض العمليات المصرفية‪ ،‬وتعيين مسيرين مؤقتين أو إنهاء مهام‬
‫المسؤولين المعنيين‪ .‬تبرز أهمية هذه العقوبات في تنظيم أداء البنوك والمؤسسات المالية‪،‬‬
‫ضا مرونة في تطبيق‬
‫وتشجيع االمتثال للقوانين واللوائح المالية‪ ّ ،‬وتظهر المادة ‪ 126‬أي ً‬
‫العقوبات‪ ،‬حيث يمكن للجنة المصرفية أن تقضي بعقوبات بديلة أو إضافة عقوبات مالية تكون‬
‫متناسبة مع خطورة الخرق‪ ،‬مما يعزز فعالية الرقابة المصرفية ويحافظ على استقرار النظام‬
‫المصرفي‪.‬‬

‫المادّة ‪ 126:‬إذا أخل أي خاضع بأحد األحكام التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بنشاطه‬
‫أو لم يذعن ألمر أو لم يأخذ في الحسبان التحذير‪ ،‬يمكن للجنة تقضي ّجنة المصرفية بإحدى‬
‫العقوبات اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلنذار‪.‬‬
‫‪ .2‬التوبيخ‪.‬‬
‫‪ .3‬المنع من ممارسة بعض العمليات وغيرها من أنوان الحد من ممارسة النشاط‪.‬‬
‫‪ .4‬التوقيف المؤقت لمسيّر أو أكثر مع تعيين قائم باإلدارة مؤقت أو عدم تعيينه‪.‬‬
‫‪ .5‬إنهاء مهام شخ أو أكثر من هؤالء األشخاص أنفسهم مع تعيين قائم باإلدارة مؤقت‬
‫أو عدم تعيينه‪.‬‬
‫‪. .6‬سحب االعتماد‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ . 1‬األمر رقم ‪ 23-09‬مؤرخ في ‪ 3‬ذي الحجة عام ‪ 1444‬الموافق ‪ 21‬يونيو سنة ‪ ، 2023‬يتضمن القانون النقدي‬
‫والمصرفي‪.‬المادة ‪,106‬ص‪.16‬‬
‫]‪[Tapez ici‬‬

‫و زيادة على ذلك‪ ,‬يمكن للجنة أن تقضي إما بدال عن هذه وزيادة على ذلك‪ ،‬يمكن‬
‫للعقوبات المذكورة أعاله‪ ،‬و إما إضافة إليها عقوبة مالية تكون مساوية‪ ،‬على األكثر‪ ،‬لرأس‬
‫المال األدنى الذي يلزم الخاضع بتوفيره‪ .‬وتقوم الخزينة العمومية بتحصيل المبالغ الموافقة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪40‬‬

You might also like