Professional Documents
Culture Documents
Aya
Aya
المقدمة
المحوراألول :تعريف البلدية
خاتمة
المقدمة
المقدمة
تبني الدول الحديثة اساسها من اجل ممارسة وظائفها لغرض تسيير الشؤون العمومية على مبادئ التنظيم
االداري ,و لعل اهم مبدا تقوم عليه لتحقق هذا الغرض هو مبدا المركزية االدارية ,بحث ان هذا لهذا المبدا
ابعاد مختلفة حتى اصبح تحقيقه في وقتنا الحالي اكثر من ضرورة من اجل تحقيق التنمية الشاملة في جميع
المجاالت و من هذا السياق الجزائر و على غرار باقي دول العالم تبث العمل بنظام المركزية االدارية
كاسلوب لتسيير الجماعات المحلية ,بحيث قسم المشروع الجزائري الجماعات المحلية الى البلديو و الوالية,
و جعل من البلدية القاعدة المركزية االقليمية و التي هي مجال بحثي اليوم ,فقد عرفت الجزائر منذ استقاللها
العديد من سياسات االصالح لنظام البلديات نظرا الهمية البلدية كجهاز اداري و منه نطرح االشكالية التالية:
-ما هي اهم االصالحات التي جاء بها قانون البلدية 08-90؟
المحوراألول :تعريف البلدية
إن كلمة بلدية مشتقة من كلمة بلدة أو جزء من البلد ،و هذا األخير يقصد به كل مكان في األرض
عامرا كان أم خاليا لقد اختلفت اآلراء حول تعريف البلدية فالبعض يعرفها على أنها هيئة محلية ذات
حدود معلومة و هي الجزء األصغر في التنظيم اإلداري على مستوى الوالية ،و البعض اآلخر عرفها
على أنها القاعدة األساسية في التقسيم اإلداري الجزائري لقد تغير تعريف البلدية من دستور إلى آخر
ومن قانون إلى آخر ،وسيظهر هذا التغيير خالل التعريفات التي سنتطرق لها(:)1
تعتبر البلدية اإلدارة األولى القريبة من كل المواطنين ،فالكل ينتمي إلى بلدية على األقل من حيث
المولد أو المسكن ،والبلدية مؤسسة دستورية وهي مجموعة إقليمية المركزية أنشئت وفقا للقانون الذي
منحها الشخصية المعنوية يقطنها مواطنون لهم مصالح مشتركة مبنية على حقائق تاريخية واقتصادية،
كما أهنا تأخذ شكل دولة مصغرة وهي أحد التنظيمات الهيكلية األساسية للدولة ،مكلفة بتطبيق القوانين
واألنظمة كما تضمن السير الحسن لمرافقها العمومية وليست كيان إداري مستقل عن الدولة.
تتوفر البالد على 1541بلدية من أحجام مختلفة حسب التقسيم اإلداري لسنة ،1984المعيار القانوني الوحيد
للتمييز بينها هو عدد السكان ،فبناء عليه يتحدد عدد المنتخبين ويتحدد ما يسمى الهيكل التنظيمي
.L'organigramme
إن الطبيعة اإلقليمية الجغرافية للجزائر متنوعة ،فهناك البلدية الساحلية ،البلدية التلية البلدية السهلية البلدية
الجبلية البلدية السهبية والبلدية الصحراوية دون أن ننسى البلدية الحدودية)2(.
.1عبد الحليم تينة,عادل بن عبد هللا ,تنظيم االدارة البلدية ,جامعة محمد خيضر :ببسكرة .2014-2013ص9
.2عبد الفتاح حلواجي,سياسات تصالح نظام البلديات في الجزائر.جامعة الشهيد حمه لخضر:الوادي2022-2021.
01
أشار المشرع الجزائري في مختلف الدساتير الجزائرية إلى الجماعات اإلقليمية و ذكر من بينها البلدية
واختلفت إشارته لها بحسب الدستور المنتهج آنذاك ،بدأ بدستور 1963مرورا إلى التعديالت الدستورية التي
أتت بعد ذلك (.)2008 ،2002 ،1996 ،1989
سنحاول تعريف البلدية من خالل تعريف الدستور وتعريف قانون البلدية الجزائري فيما يلي :
لقد نص دستور )1(1963على البلدية بقوله " :الدولة الجزائرية دولة موحدة ،منظمة على شكل
جماعات إقليمية وإدارية واقتصادية واجتماعية ،البلدية هي الجماعة اإلقليمية و اإلدارية االقتصادية
واالجتماعية القاعدية " .
و عرفها دستور 1976بقوله " :المجموعات اإلقليمية هي الوالية و البلدية )2(.أما دستور 1989
أشار إليها بأن الجماعة اإلقليمية للدولة هي الوالية و البلدية البلدية هي الجماعة اإلقليمية( ، )3وهو ما
أبقى عليه دستور ، 1996كما أشار القانون المدني ()5إلى البلدية في المادة 49في الفقرة األولى منه
قائال "األشخاص االعتبارية هي الدولة ،الوالية و البلدية ".و الشخصية المعنوية تتمتع بها البلدية و
ليس المجلس الشعبي البلدي الذي ال يغدو أن يكون هيئة تعبر عن إرادتها( )6و يمارس االختصاصات
التي منحها القانون لهذه الوحدة و مما ال شك فيه فان الوجود الدستوري للمجالس البلدية المنتخبة يضمن
لها مكانة مميزة بين مؤسسات الدولة و هيئاتها المختلفة و يضفي عليها شرعية دستورية تمكنها من
ممارسة الدور المنوط بها على الصعيد التنموي )7(.
02
ّثانيا :تعريف قانون البلدية .
اختلف تعريف البلدية حسب القانون الذي نظمها و الفترة التي جاء فيها ،فلقد عرفها قانون البلدية رقم
24-67المؤرخ في 18يناير 1967قائال "البلدية هي الجماعة اإلقليمية السياسية واإلدارية
واالقتصادية واالجتماعية والثقافية األساسية وهذا ما يبرهن كثرة وظائف البلدية في ظل النظام االشتراكي
أنذاك.
و كان قد عرفها المشرع أيضا بموجب المادة األولى من القانون رقم المؤرخ في 17أفريل 1990
المتعلق بقانون البلدية " :البلدية هي الجماعة اإلقليمية األساسية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل
المالي .ثم عرف المشرع الجزائري البلدية في القانون رقم 10-11المؤرخ في 22جويلية 2011
المتعلق بقانون البلدية بأن البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة ،وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة
المالية المستقلة .وتحدث بموجب القانون " 3القانون 3و اعتبرها جماعة قاعدية ،كما أضاف في المادة
الثانية منه أن " :البلدية هي هي القاعدة اإلقليمية لالمركزية ومكان ممارسة المواطنة وتشكل إطار
مشاركة المواطن في تسيير الشؤون العمومية " ،باعتبار البلدية تشكل اإلطار المؤسساتي للممارسة
الديمقراطية المحلية)1( .
.1د.بن احمد الحاج,مولى الحلوى خادم.البلدية كتنظيم اداري ال مركزي في النصوص الجزائرية.جامعة الطاهر موالاي:
سعيدة2015-2014.
03
المحور الثاني :خصائص البلدية
خصائص البلدية:
تتمتع البلدية في الجزائر بعدة خصائص تميزها عن باقي الوحدات اإلدارية ،تشمل هذه الخصائص ما
يلي:
.1الشخصية االعتبارية:
تتمتع البلدية بالشخصية االعتبارية ،مما يعني أنها تتمتع بذمة مالية مستقلة ،ولها حق التعاقد
والتقاضي.تتمتع البلدية بحقوق وواجبات محددة بموجب القانون.
.2االستقالل اإلداري:
تتمتع البلدية باستقالل إداري عن السلطات المركزية ،مما يعني أنها تتمتع بصالحيات واسعة في
إدارة شؤونها المحلية.تتمتع البلدية بحق وضع ميزانيتها الخاصة وتحديد أولويات اإلنفاق فيها.
.3تمثيلية السكان:
يتم انتخاب أعضاء المجلس البلدي من قبل السكان ،مما يعني أن البلدية تمثل إرادة السكان وتطلعاتهم.
يتولى المجلس البلدي مهمة التخطيط والتنفيذ في مختلف المجاالت المتعلقة بالحياة المحلية.
04
.4اختصاصات واسعة:
.5المشاركة الشعبية:
تشجع البلدية على مشاركة السكان في اتخاذ القرارات التي تهم حياتهم اليومية.
يتم تنظيم جلسات استماع منتظمة للسكان لجمع آرائهم ومقترحاتهم.
.6الرقابة:
05
المور الثالث:دراسة في قانون البلدية 08-90
تمتاز الجزائر بتاريخ حكم محلي معقد ومتغير ،حيث شهدت تحوالت كبيرة في نظام
البلديات خالل القرن العشرين ،وال سيما مع بداية العقد التسعيني .قبل عام ،1990كان نظام
مرتبطا بنظام حكم مركزي قوي ،حيث كانت السلطات المركزية تتولى ً البلدية في الجزائر
المسؤولية الكبيرة في إدارة الشؤون المحلية .كانت البلديات تعتمد على التوجيهات والتعليمات
الصادرة من الحكومة المركزية ،وكانت صالحياتها محدودة في اتخاذ القرارات المهمة
وتحقيق التنمية المحلية.
في عام ،1990شهدت الجزائر مرحلة انتقالية هامة بفعل إدخال الديمقراطية متعددة
األحزاب ،حيث تم تشكيل أحزاب سياسية جديدة وتمكين المواطنين من المشاركة في العملية
السياسية بشكل أكبر .تأثرت نظم البلدية بشكل كبير خالل هذه الفترة ،حيث شهدت إصالحات
هامة تهدف إلى تعزيز دور البلديات وتوسيع صالحياتها .من بين هذه اإلصالحات كانت إعادة
هيكلة البلديات وتقديم الالمركزية في الحكم المحلي ،مما أتاح للبلديات المزيد من االستقاللية
في اتخاذ القرارات وتنفيذ السياسات المحلية.
نظم قانون البلدية في سنة 1990بواة قانون البلدية 90 08في ظروف مغايرة تماما لقانون
البلدية . 1967فقد جاء هذا في صدد االصالحات السياسية و اقتصادية و إجتماعية التي
ترجمها دستور 1989الذي اعتمد على مبادىء و أحكام ذات طابع تعددي و ليبرالي و
إحداث القطيعة مع إيديولوجية االشتراكية و نظام الحزب الواحد تبني التعددية و مبادىء
االمركزية االدارية إنعكست على قانون البلدية.
06
.1الظروف و الدوافع التي تميزت بها فترة 1990
قانون البلدية 08/90جاء موازنة مع الظروف العامة التي تميزت بها فترة ما قبل ١٩٩٠من
ظروف داخلية و خارجية ساهمت في التعددية الحزبية والسياسية واالنفتاح االقتصادي
(اقتصاد السوق)
احداث أكتوبر :1988تعتبر أحداث أكتوبر 1988نقطة تحول هامة في تاريخ الجزائر .حيث فتحت
الباب أمام عملية إصالح شاملة تهدف إلى تحقيق الديمقراطية و تحسين األوضاع االجتماعية و االقتصادية
للمواطنين.
تعريف أحداث أكتوبر 1988
كانت أحداث أكتوبر 1987سلسلة من المظاهرات و االحتجاجات الشعبية اندلعت في الخامس من
أكتوبر استمرت اسبوعا و اتسعت لتشمل كل ربوع الوطن.
07
أسباب أحداث أكتوبر 1988
.1األزمة االقتصادية:
انهيار أسعار النفط :شهدت الثمانينيات انهيارً ا في أسعار النفط ،المصدر الرئيسي للدخل في الجزائر،
مما أدى إلى أزمة اقتصادية خانقة.
الديون الخارجية المتراكمة :تراكمت على الجزائر ديون خارجية ضخمة ،أثقلت كاهل االقتصاد
الوطني وعرقلت عملية التنمية.
سياسات التكيف الهيكلي :فرضت الجهات الدولية على الجزائر سياسات تقشفية صارمة ،تمثلت في
خفض اإلنفاق العام ورفع الدعم عن المواد األساسية ،مما أدى إلى تفاقم األزمة المعيشية.
نقص السلع األساسية :عانت الجزائر من نقص حاد في السلع األساسية ،مثل المواد الغذائية
واألدوية ،مما أدى إلى تفاقم غضب الشعب.
.2القمع السياسي:
نظام الحزب الواحد :كانت الجزائر ُتحكم بنظام الحزب الواحد ،جبهة التحرير الوطني ،الذي مارس
القمع السياسي على المعارضة وقمع حرية التعبير والتجمع.
غياب الديمقراطية :لم تكن هناك ديمقراطية حقيقية في الجزائر ،حيث كانت االنتخابات صورية وال
تعكس إرادة الشعب.
انتهاكات حقوق اإلنسان :تعرضت حقوق اإلنسان لالنتهاك بشكل واسع ،بما في ذلك االعتقاالت
التعسفية والتعذيب)1(.
1. -https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2017/5/15/%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8
%A8%D8%B1-1988-%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8
%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%A3%D9%86%
_D9%87%D9%89?fbclid=IwZXh0bgNhZW0CMTAAAR31TQxM_rQlSIOq6BMyuShkZLuAIVJaK
H2ZfN9M5k4VfwZDYAP4jvHDFE_aem_ASVNx1UWNLqhd5k25BKxtkjhLSfy8tPAanXZ47W0hs
L5jLINQY8WYZGnyZHMATuLoad1cy-gYIfl0KEDBUK703ED 19/04/2024 20:28pm
www.aljazeera.net
08
.3البطالة:
ارتفاع معدالت البطالة :ارتفعت معدالت البطالة بشكل كبير ،خاصة بين الشباب ،مما أدى إلى شعور
عام باإلحباط واليأس.
نقص فرص العمل :لم تكن هناك فرص عمل كافية للشباب ،مما أدى إلى هجرة العديد منهم إلى
الخارج.
.4الفساد:
تفشي الفساد :تفشى الفساد في جميع مستويات الحكومة ،مما أدى إلى شعور عام بالظلم واالستياء.
إثراء الفئة الحاكمة :ثرت الفئة الحاكمة على حساب الشعب ،بينما كان يعاني الشعب من الفقر
والبؤس.
.5الشعور بالتهميش:
تهميش فئات من المجتمع :شعر العديد من فئات المجتمع بالتهميش ،مثل األمازيغ ،مما أدى إلى
شعور باالستياء والغضب.
عدم المساواة االجتماعية :كانت هناك فوارق كبيرة في الثروة والدخل بين مختلف فئات المجتمع ،مما
أدى إلى شعور بالظلم االجتماعي.
09
● الظروف الخارجية :
لعب انهيار االتحاد السوفيتي عام 1991دورً ا هامًا في دفع الجزائر نحو التعددية الحزبية .فقد أدى
انهيار النظام الشيوعي ،الذي كان يدعم نظام الحزب الواحد في الجزائر ،إلى خلق فراغ أيديولوجي
وفُت َِح الباب أمام أفكار جديدة ،بما في ذلك الديمقراطية والتعددية السياسية.
ألهم انهيار االتحاد السوفيتي حركات ديمقراطية في جميع أنحاء العالم ،بما في ذلك الجزائر ،حيث بدأ
الناس في المطالبة بإصالحات سياسية وإتاحة الفرصة للمشاركة في العملية السياسية من خالل
أحزاب سياسية مختلفة.
شهدت الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي موجة ثالثة من التحول الديمقراطي ،حيث انتشرت
الديمقراطية في العديد من الدول في أوروبا الشرقية وآسيا.
تأثرت الجزائر بهذه الموجة من التغيير ،حيث ألهمت تجارب الدول األخرى الجزائرين على المطالبة
بالديمقراطية والتعددية الحزبية.
أظهرت هذه التجارب الجزائرية أن االنتقال إلى الديمقراطية ممكن ،وأن التعددية الحزبية يمكن أن
تكون نظامًا سياسيًا ناجحً ا)5(.
1. https://caus.org.lb/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF%D9%8A%D8%A
9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8
%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D
8%B3%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7/?fbclid=IwZXh0bgNhZW0CMTAAAR0o-ee-oLzx-g
5xY_c5khRa0klw81lUeCq2aV8eu-KqOcV-Iwxtx8FLdRg_aem_Aehm2xbdqxbKqpQw2MmRNeI
HIzc9cImhfOO-0VaC5GYIQY4SvUZW6kTangZq_0ZFA-aIbuFnY9gaI2Kf9stto0rX 19/04/2024
20:34pm
caus.org.lb
10
.3ضغوط المؤسسات الدولية:
تعرضت الجزائر لضغوط من قبل المؤسسات الدولية ،مثل االتحاد األوروبي والواليات المتحدة،
العتماد إصالحات سياسية ،بما في ذلك التعددية الحزبية.
ربطت هذه المؤسسات المساعدة االقتصادية والمالية للجزائر بإجراء إصالحات ديمقراطية ،مما جعل
من الصعب على الحكومة الجزائرية تجاهل هذه المطالب.
لعبت الضغوط الدولية دورً ا هامًا في دفع الحكومة الجزائرية نحو تبني التعددية الحزبية وإنشاء قانون
بلدية جديد.
11
.2اهم االصالحات التي جاءة في قانون البلدية 08-90
أحداث أكتوبر ،1988تبنت الجزائر سبيل التعددية كخيار حتمي في سبيل إصالح مؤسسات
وخيارات الدولة المتهالكة والتي لم تعد قادرة على مجابهة حاجات المواطنين في شتى مناحي الحياة،
كان ذلك بموافقة الشعب على االستفتاء بتاريخ 1989/02/23بنسبة ( %73.43من األصوات
المعبر عنها على الدستور ،لتدشن بذلك الجزائر عه ًدا جدي ًدا في الحياة السياسية) ،أنهت هيمنة الحزب
الواحد وكرست التعددية الحزبية متخلية بذلك عن النهج االشتراكي متجهة نحو النظام الليبرالي في
إصالح جذري شامل ليتم بلورة ومواءمة المنظومة القانونية برمتها على أساس دستور فيفري
،)2(1989والذي اعترف في نصوصه بحسب المواد ( )16( ،)15( ،)14بالالمركزية ،والمجلس
المنتخب كإطار للتعبير عن اإلرادة الشعبية ،ومكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية
بتبني صريح للديمقراطية المحلية ،وفي هذا السياق جاء قانوني البلدية والوالية ( )08/90و
()09/90
12
قانون البلدية " 90 08المؤرخ في 20رمضان 1410الموافق 7أبريل :"1990
قانون البلدية رقم 08-90المؤرخ في 07أفريل 1990حيث عرف البلدية في المادة 01منه:
هي الجماعة اإلقليمية األساسية و تتمتع بالشخصية المعنوية و اإلستقالل المالي ،و تحدث بموجب
القانون .أي أن البلدية بموجب القانون .أي أن البلدية هي الوحدة الالمركزية األساسية بإعتبارها مرفقا
عموميا ،فقد منحها القانون الشخصية المعنوية و الذمة المالية أي أنها تتمتع بإستقالل مالي الذي هو
من خصائص الشخصية المعنوية)1( .
13
االصالحات التي جاءت فس قانون البلدية 90 08 ●
قبل القانون :كانت البلديات ُتدار من قبل مسؤولين معينين من قبل الحكومة المركزية.
بعد القانون :تم إنشاء مجالس بلدية منتخبة ُتمثل سكان البلدية.
قبل القانون :كانت صالحيات البلديات محدودة ،وكانت تعتمد بشكل كبير على الحكومة المركزية في
توفير الخدمات.
بعد القانون :تم منح البلديات صالحيات واسعة في مجال تقديم الخدمات للمواطنين ،مثل النظافة
العامة ،والصرف الصحي ،وتوزيع المياه ،وإدارة األسواق ،وإنشاء وتسيير المرافق العامة .كما تم
منحها صالحيات في مجال التخطيط العمراني والتنمية المحلية.
14
.4تحسين الشفافية:
يُعد انسحاب البلدية من التدخل المباشر في األنشطة االقتصادية أحد اإلصالحات الهامة التي جاء بها
قانون البلدية رقم .90-08
قبل القانون:كانت البلديات في الجزائر تلعب دورً ا مباشرً ا في النشاط االقتصادي ،حيث كانت تمتلك
وتدير العديد من الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات ،مثل الصناعة والزراعة والنقل.
بعد القانون:نص قانون البلدية رقم 90-08على انسحاب البلدية من التدخل المباشر في األنشطة
االقتصادية .تم إلغاء الشركات والمؤسسات التي كانت تمتلكها البلديات ،وتم بيعها للقطاع الخاص.
أصبح دور البلدية في المجال االقتصادي يقتصر على توفير البنية التحتية وتشجيع االستثمار الخاص
و يظهر هذا في المادة 14من قانون البلدية رقم :90-08تنص هذه المادة على أن " ُتخصص البلدية
مواردها لمهامها األساسية ،وال ُتخصصها ألي نشاط تجاري أو صناعي".
األعمال التحضيرية لقانون البلدية رقم :90-08تشير األعمال التحضيرية للقانون إلى أن أحد أهدافه
هو "انسحاب البلدية من التدخل المباشر في المجال االقتصادي".
15
6التغيير في هيئات البلدية :
شهد نظام البلديات في الجزائر تغييرات جوهرية مع إصدار قانون البلدية رقم ،90-08مقارنة
بقانون البلديات السابق رقم .67-24تمثلت هذه التغييرات في إعادة هيكلة هيئات البلدية وتحديد
صالحياتها ووظائفها بشكل أوضح.
.1الهيكل التنظيمي:
16
.2الصالحيات والوظائف:
قانون :67-24حدد القانون صالحيات ووظائف هيئات البلدية بشكل عام ،دون تفصيل دقيق.
قانون :90-08حدد القانون صالحيات ووظائف هيئات البلدية بشكل دقيق وواضح ،مع تفصيل
مسؤوليات كل هيئة)1(.
يُعد فتح مجال الترشح لجميع المواطنين في انتخابات المجالس البلدية أحد أهم اإلصالحات التي جاء
بها قانون البلدية رقم .90-08
قبل القانون:
كان الترشح في انتخابات المجالس البلدية في الجزائر مقي ًدا على العمال والفالحين.
كان هذا القيد ناتجً ا عن فلسفة النظام االشتراكي الذي كان سائ ًدا في الجزائر في ذلك الوقت.
بعد القانون:
فتح قانون البلدية رقم 90-08مجال الترشح لجميع المواطنين ،بغض النظر عن مهنتهم أو انتمائهم
االجتماعي.
ساهم هذا اإلصالح في تعزيز الديمقراطية المحلية من خالل إتاحة الفرصة أمام جميع المواطنين
للمشاركة في إدارة شؤون بلدياتهم .و يظهر هذا في المادة 24من قانون البلدية )2(.90 08
17
المحور الرابع :نقائص و فجوات قانون البلدية 90 -08
رغم اإليجابيات التي ميزت قانون 90-08إال أن هذا القانون تظهر فيه العديد من االختالالت و
الفجوات منها :
1قانون البلدية قانون البلدية رقم 08/90لسنة ،1990قد منح الوالي صالحيات رقابة واسعة على
البلديات ،مما أثار بعض الجدل حول مدى تأثير ذلك على استقاللية المجالس البلدية المنتخبة.
2عدم وضوح آلية تعيين رئيس المجلس الشعبي البلدي في قانون البلدية 08/90
3كثرة لجوء المجالس إلى سحب الثقة من رئيس المجلس الشعبي البلدي .من سلبيات قانون البلدية
08/90لسنة ،1990وذلك لعدة أسباب:
يؤ ّدي كثرة سحب الثقة من رئيس المجلس الشعبي البلدي إلى عدم استقرار في عمل المجلس ،و ّ
تعطل
المشاريع والبرامج المُخطط لها.
ً
مهمة صعبة ،ال يرغب الكثيرون في تولّيها بسبب عدم ضمان استمرارهم قد يُصبح ترئيس المجلس
في المنصب)1(.
18
.2إمكانية االستغالل السياسي:
قد يُصبح سحب الثقة أدا ًة للتنافسات السياسية بين أعضاء المجلس ،بدالً من كونه ً
آلية لتصحيح األداء
وتحسين العمل البلدي.
يُمكن استغالل هذه اآللية إلقصاء أعضاء معارضين أو فرض آراء معينة داخل المجلس.
ينصّ القانون على إمكانية سحب الثقة من رئيس المجلس الشعبي البلدي بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس،
دون شروط أو ضوابط واضحة تحدد أسباب ذلك.
يُفقد ذلك العملية الموضوعية و الشفافية ،ويُتيح المجال لالجتهادات السياسية و الشخصية.
كثرة سحب الثقة من رئيس المجلس الشعبي البلدي ُتضعف ثقة المواطنين في عمل المجلس ،و ُتشوّ ه
صورته أمام الرأي العام.
يُمكن أن يُؤ ّدي ذلك إلى انخفاض مشاركة المواطنين في العملية الديمقراطية المحلية.
4.غياب تأطير للمستوى التعليمي للمنتخبين في قانون البلدية :08/90يعد هذا من اهم سلبيات
قانون البلدية رقم 90 08الن ضعف الكفاءة في العمل البلديو
نقص المهارات والمعرفة يُعاني بعض المنتخبين من نقص في المهارات و المعرفة المُتعلّقة بمهامّهم،
مما يُؤ ّدي إلى ضعف أداء المجالس البلدية و ا ّتخاذ قرارات غير صائبة.
صعوبة فهم القوانين :قد يُواجه بعض المنتخبين صعوبة في فهم القوانين و التشريعات المُتعلّقة بالعمل
البلدي ،مما يُؤ ّدي إلى مخالفات و تجاوزات.
19
5غياب رؤية و حرية للبلديات في مصادر التمويل :من سلبيات قانون البلدية 90-08وذلك لعدة
أسباب:
-اعتماد على مصادر محدودةُ :تواجه العديد من البلديات صعوبة في تلبية احتياجات المواطنين
و تحقيق مشاريعها التنموية بسبب اعتمادها بشكل أساسي على موارد محدودة مُح ّددة في
القانون.
-قلة المرونة :يُحّ د نقص المرونة في مصادر التمويل قدرة البلديات على التكيّف مع االحتياجات
المتغيّرة و المواكبة التطورات.
-إعاقة التنمية المحلية
-فجوة تمويلية :يُعيق غياب مصادر تمويل كافية تحقيق العدالة المجالية و تقليص الفجوات
االجتماعية بين البلديات.
-تراجع التنافسية :يُضعف نقص القدرة على جذب االستثمارات الخاصة قدرة البلديات على
التنافس و جذب النشاط االقتصادي
6إلغاء شرطة البلدية :و التي أدت إلى ظهور العديد من السلوكيات الخاطئة منها
-غياب الرقابة :أ ّدى إلغاء شرطة البلدية إلى غياب جهاز رسمي مُكلّف بمراقبة النظافة و
مُحاسبة المخالفين.
-ا ّتساع ظاهرة المخالفات :لوحظ ازدياد ظاهرة رمي النفايات في غير األماكن المخصصة و
عدم التزام بعض المواطنين بقواعد النظافة)1(.
20
.2انتشار البناء العشوائي:
-غياب المتابعة :أ ّدى إلغاء شرطة البلدية إلى ضعف المتابعة و المراقبة لعمليات البناء و التأكد
من مُطابقتها لرخص البناء و المخططات المدنية.
-ازدياد المخالفات :لوحظ ارتفاع عدد مخالفات البناء و انتشار ظاهرة البناء العشوائي في
مناطق غير مُخطط لها.
.3ضعف تطبيق قوانين العمران:
-نقص الصالحيات :أ ّدى إلغاء شرطة البلدية إلى فقدان البلديات لجهاز يملك الصالحيات الكافية
لتطبيق قوانين العمران و مُحاسبة المخالفين.
-صعوبة التنفيذ :يواجه أعوان البلدية صعوبات في ممارسة مهامهم الرقابية و تطبيق القانون
بسبب نقص الدعم و غياب جهاز مساند مثل شرطة **البلدية.
20
الخاتمة:
في ختام بحثنا هذا نأكد انه شهد عام 1990نقلة نوعية في مسار تطور نظام البلدية في الجزائر،
تميزت ِبجملة من التغييرات الجوهرية التي َمسّت مختلف جوانبها ،بدءًا من اإلطار القانوني المنظم
لعملها ،وصواًل إلى مهامها وصالحياتها وصالحيات رئيسها.ومع ذلك ،واجهت هذه اإلصالحات
العديد من التحديات ،منها قلة الخبرة لدى بعض المنتخبين المحليين ،وضعف اإلمكانيات المادية
والبشرية ،وصعوبة التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين.
وعلى الرغم من ذلك ،فقد ش ّكلت هذه اإلصالحات خطوة هامّة نحو تعزيز الديمقراطية المحلية في
الجزائر ،وفتح المجال أمام مشاركة أوسع للمواطنين في تسيير شؤون بلدياتهم وتحسين نوعية حياتهم.
21
المراجع:
عبد الحليم تينة,عادل بن عبد هللا ,تنظيم االدارة البلدية ,جامعة محمد خيضر :ببسكرة -
2014-2013
عبد الفتاح حلواجي,سياسات تصالح نظام البلديات في الجزائر.جامعة الشهيد حمه -
لخضر:الوادي2022-2021.
-المادة 09من دستور 1963 -
لمادة 36من دستور 1976 -
مادة 15من دستور 1989 -
المادة 15من دستور 1996 -
األمر رقم 5-75المؤرخ في 26سبتمبر 1975المتضمن القانون المدني -
صالح فؤاد ،مبادئ القانون اإلداري الجزائري ،الطبعة األولى ،دار الكتاب اللبناني , -
ببيروت لبنان.1983.ص186
عمار بوضياف ،القانون اإلداري ،الطبعة الثالثة للنشر والتوزيع ،الجزائر . 2013 . -
ص344
د.بن احمد الحاج,مولى الحلوى خادم.البلدية كتنظيم اداري ال مركزي في النصوص -
الجزائرية.جامعة الطاهر موالاي :سعيدة2015-2014. -
22
- -https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2017/5/15/%D8%A3
%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1-1988-%D8
%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%
AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A7%D9%8
4%D8%B0%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D9%87%D9%89?
fbclid=IwZXh0bgNhZW0CMTAAAR31TQxM_rQlSIOq6BMyu
ShkZLuAIVJaK_H2ZfN9M5k4VfwZDYAP4jvHDFE_aem_AS
VNx1UWNLqhd5k25BKxtkjhLSfy8tPAanXZ47W0hsL5jLINQ
Y8WYZGnyZHMATuLoad1cy-gYIfl0KEDBUK703ED
19/04/2024 20:28pm
www.aljazeera.net
- https://caus.org.lb/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A
F%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8
%B2%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7
%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%
A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8
%A7/?fbclid=IwZXh0bgNhZW0CMTAAAR0o-ee-oLzx-g5xY_c5kh
Ra0klw81lUeCq2aV8eu-KqOcV-Iwxtx8FLdRg_aem_Aehm2xbdqx
bKqpQw2MmRNeIHIzc9cImhfOO-0VaC5GYIQY4SvUZW6kTang
Zq_0ZFA-aIbuFnY9gaI2Kf9stto0rX 19/04/2024 20:34pm
caus.org.lb
23
-لهام محمد زكريا,د.مهدي الحاج النظام القانوني 1990و قانون .2011جامعة د.موالي
الطاهر:سعيدة2018-2017
-عشاب لطيفة.محمد دمانة .النظام القانوني للبلدية في الجزائر.جامعة قاصدي
مرباح:ورقلة2013-2012
24