You are on page 1of 26

‫وزارة التعل م العال ـ ـ ــي و ال حث العلمــي‬

‫جامعة العلوم اﻻقتصاد ة والتجار ة‬


‫جامعة الجزائر ‪3‬‬
‫سنة ‪ 3‬ادارة اعمال‬

‫المدارس النظرية‬
‫والمنظمة‬
‫من اعداد الطلبة ‪:‬‬
‫تحت إشراف اﻷستاذ‪:‬‬

‫السنة الجامعية ‪2021 - 2020‬‬


‫خطة البحث‬
‫المطلب اﻷول ‪ :‬المدرسة الكﻼسكية‬
‫المبحث اﻷول ‪:‬تعريفها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نشأتها‬
‫المطلب الثالث ‪:‬مفهوم اﻹدارة في ظلها‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نظريات العﻼقات اﻻنسانية والسلوكية‬


‫المطلب اﻷول ‪ :‬نظرية العﻼقات اﻻنسانية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النظرية السلوكية للمنظمة‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المدخل المعاصر و النظرية الحديثة‬


‫المطلب اﻻول‪ :‬المدخل المعاصر في اﻹدارة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النظرية الحديثة‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫لق د اس تخدم كت اب ومفك رو المنظم ة أكث ر م ن م دخل لتص نيف م دارس ونظري ات‬
‫المنظم ة‪ ،‬وم ن الص عب وج ود تص نيف أو م دخل يس توعب بش كل ج امع م انع ظ اهرة‬
‫المنظمات‪،‬وقب ل الب دء بمناقش ة الم دارس تج در اإلش ارة إل ى أن كثي را م ن اﻻفك ار‬
‫والمف اهيم الت ي س تتم مناقش تها تح ت ك ل مدرس ة تم ت بص لة وثيق ة بتط ور الفك ر‬
‫اﻹداري‪ ،‬وم ارد ذل ك إل ى أن بع ض الجوان ب الت ي تعتب ر ض من حق ل نظري ة اﻹدارة‬
‫قد اعيد تصنيفها ﻻحقا تحت نظرية المنظمة‪.‬‬

‫وعل ى إث ره س يتم اﻷخ ذ بالتص نيف الت الي وه و االكث ر ش يوعا ف ي تص نيف نظري ات‬
‫المنظمة إلى المجموعات ‪1‬الرئيسية التالية ‪:‬‬

‫المدرسة الكالسيكية‪/‬التقليدية‬ ‫‪‬‬


‫مدرسة العﻼقات اﻹنسانية والمدرسة السلوكية‬ ‫‪‬‬
‫المدخل المعاصر‬ ‫‪‬‬
‫النظرية الحديثة‬ ‫‪‬‬
‫المطلب اﻷول ‪ :‬المدرسة الكﻼسكية‬
‫ك ان ظه ور م ا يع رف ف ي ت اريخ الفك ر اﻻقتص ادي بالمدرس ة الكﻼس يكية مرتبط ا تم ام‬
‫اﻻرتب اط ب التطور ال ذي ش هدته ال دول اﻷوروبي ة ف ي الق رن الث امن عش ر وم ا ت ﻼه م ن‬
‫أزمن ة‪ .‬فق د ك ان ه ذا التط ور كبي را م ن حي ث التغي رات الت ي ح دثت في ه‪ ،‬وش امﻼ م ن‬
‫حي ث الن واحي الت ي أث ر عليه ا‪ ،‬ﻷن ه أث ر ف ي ك ل الجوان ب الت ي تتك ون منه ا مختل ف‬
‫أوج ه الحي اة الحض ارية أي اﻻقتص ادية واﻻجتماعي ة والسياس ية‪ .‬ف إذا ك ان التط ور‬
‫اﻻقتص ادي ال ذي ش هدته المجتمع ات اﻷوروبي ة ق د نقله ا م ن مرحل ة اﻻقتص اد اﻹقط اعي‬
‫إل ى مرحل ة الرأس مالية التجاري ة عل ى نح و م ا وقفن ا علي ه ل دى التج اريين ‪ ،‬ف إن‬
‫الرأس مالية ل م تتوق ف عن د ه ذا الوض ع ‪ ،‬ب ل تط ورت حت ى وص لت ف ي ح والي منتص ف‬
‫الق رن الث امن عش ر إل ى أن تأخ ذ طابع ا ص ناعيا وذل ك بفض ل الث ورة الص ناعيةالتى‬
‫شهدها العالم ما بين نهاية قرن ‪ 18‬وبداية القرن ‪19‬‬

‫إن مفه وم الكﻼس يكية ل ه ع دة مف اهيم تط ورت بتط ور العام ل البش ري وله ذا فإنن ا حاولن ا‬
‫أن نعطي أهم المفاهيم التي عرفتها المدرسة مع تزامن تطورها‪.‬‬

‫المبحث اﻷول ‪:‬تعريفها‬


‫بداي ةً ﻻب د لن ا أن نع رف معن ى كلم ة كﻼس يكية )‪ (CLASSIQUE‬إذ يخط ئ الكثي رون‬
‫باعتق ادهم أن معن ى الكلم ة ه و) الش يء التقلي دي أو الق ديم ( ‪ .‬لك ن ف ي الواق ع أن معن ى‬
‫كﻼس يكي ه و الط راز اﻷول أو المث الي أو النم وذجي أو الممت از وه ي كلم ة يوناني ة‬
‫اﻷص ل و المدرس ة الكﻼس يكية ظه رت ف ي الق رن الث امن عش ر‪،‬إذ أثم رت مجه وداتهم‬
‫وآل ت إل ى قي ام مدرس ة اقتص ادية عريق ة تع رف تح ت اس م المدرس ة الكﻼس يكية ف ي‬
‫بريطاني ا وعاش ت ح والي مئ ة ع ام‪ ،‬حي ث أعت رف له ا بالس بق ف ي معالج ة القض ايا‬
‫اﻻقتص ادية ترق ي إل ى درج ة الكم ال واليقين‪.‬وتمي زت المدرس ة الكﻼس يكية بالبع د ع ن‬
‫ال دوافع الشخص ية واﻷخﻼقي ة وباﻻعتم اد عل ى أدوات التحلي ل المنطق ي وباتجاهاته ا‬
‫الموض وعية ف ي التحليل‪.‬وبه ذا أعط ت اﻻقتص اد ص فته العلمي ة الحديث ة الت ي ع رف به ا‬
‫منذ ذلك الحين[‪[1‬‬

‫نشأتها‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬‬

‫ظه رت المدرس ة الكﻼس يكية والت ي تمث ل الراف د اﻻول م ن الفك ر اﻻداري ف ي اواخ ر‬
‫الق رن الث امن عش ر‪ ,‬وتعتب ر نت اج التفاع ل ب ين ع دة تي ارات كان ت س ائدة خ ﻼل ه ذه‬
‫الفترة وفيما يلي أهم المراحل التاريخية التي مرت بها المدرسة‪:‬‬

‫*مرحل ة ظه ور الث ورة الص ناعية‪ :‬أب رز م ا تمي زت ب ه ه ذه الفت رة تب رزه م ن خ ﻼل‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التوسع في استخدام اﻵﻻت وإحﻼلها محل العمال‬

‫‪. ‬ظهور مبدأ التخصص و التقسيم العملي للعمل‬

‫‪. ‬تجمع العمال في المصنع‬

‫‪ ‬إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اﻵﻻت الجديدة والطاقة العاملة‪.‬‬

‫مرحل ة الثاني ة ظه ور حرك ة اﻹدارة ‪ :‬ك ان م ن أب رز مهندس ي ه ذه المرحل ة المهن دس‬


‫اﻷمريك ي فري درك ت ايلور بعرض ه لفك رة التقس يم المنهج ي للعم ل والمب ادئ اﻷربع ة‬
‫ل ﻺدارة إل ى جانب ه ”فرن ك جلب رت” و”وهن ري جان ت” و ‘هن ري ف ايول” و”م اكس‬
‫ويب ر” م ن خ ﻼل بع ض اﻹض افات إل ى أفك ار ت ايلور حي ث كان ت الب وادر اﻻول ي لم يﻼد‬
‫المدرسة الكﻼسيكية‪.‬‬

‫*مرحل ة نم و المنظم ات العمالي ة وال وعي الق ومي ‪ :‬ك ان ظه ور ونم و النقاب ات‬
‫والمنظم ات العالمي ة نتيج ة حتمي ة لل رد عل ى ممارس ات اﻹدارة وب دا اﻻنس ان يتخل ي ع ن‬
‫افك ار العش وائية ف ي تس يير اﻻدارى وك ان ت أثره لمب ادئ ت ايلور وب ذور اﻻول ي ف ي‬
‫ظهور الكﻼسيكية؛‬

‫هن اك العدي د م ن اﻷس باب تفس ر اﻻهتم ام المتزاي د نش اة الكﻼس يكية كوظيف ة إداري ة‬
‫متخصصة وكفرع من فروع علم اﻹدارة وتحملها فيها فيما يلي‪:‬‬

‫التوس ع الص ناعي ال ذي ت م ف ي العص ر الح ديث حي ث س اهم ف ي ظه ور اش ياء جدي دة ل م‬


‫يعرفها اﻻنسان من قبل‬

‫زي ادة الت دخل الحك ومي ف ي عﻼق ات العم ل ب ين العم ال ورج ال اﻷعم ال ع ن طري ق‬
‫إصدار القوانين‬

‫المطلب الثالث ‪.:‬مفهوم اﻹدارة في ظلها‬


‫عرفه ا فري دريك ت ايلور ‪ Fredrick Taylor‬م ن موالي د الوﻻي ات المتح دة اﻷمريكي ة‬
‫م ارس ‪ 1856‬عم ل ف ي أح د مص انع الحدي د ف ي وﻻي ة فيﻼدلفي ا مهندس ا‪ ،‬وأثن اء عمل ه‬
‫ﻻح ظ انخف اض اﻹنتاجي ة وض ياع الوق ت والجه د والم واد دون تحقي ق فائ دة إنتاجي ة‪،‬‬
‫وس رعان م ا ق ام ب إجراء التج ارب الميداني ة م ن أج ل زي ادة الكف اءة اﻹنتاجي ة‪ ،‬ونش ر‬
‫تجارب ه بع د ذل ك ف ي كتاب ه المع روف بمب ادئ اﻹدارة العلمي ة ع ام ‪ 1911‬ه و أب و اﻹدارة‬
‫العلمية‬
‫اﻹدارة ه ي المعرف ة الدقيق ة لم ا تري د م ن الرج ال أن يعمل وه ث م التأك د م ن أنه م يقوم ون‬
‫بعمله بأحسن طريقة وأرخصها [‬

‫أم ا هن ري ف ايول )‪ ، (Henry Fayol) (1841-1925‬فرنس ي اﻷص ل‪ ،‬عم ل م ديرا ً‬


‫تنفي ذيا ً لش ركة ص ناعية ص غيرة ف ي فرنس ا‪ ،‬وم ن خﻼله ا ن ال خبرت ه العملي ة الت ي قادت ه‬
‫إل ى النج اح ف ي مج ال اﻹدارة الص ناعية‪ ،‬وعم ل عل ى تط وير منهجي ة النظري ة‬
‫اﻹدارية‪ ،‬ووثق ذلك في كتابه المشهور اﻹدارة العامة والصناعية عام ‪1916‬م‪.‬‬

‫ال ذي يعتب ر بح ق اﻷب الحقيق ي ل ﻺدارة الحديث ة فيعرفه ا ق ائﻼً أن تق وم اﻹدارة معن اه أن‬
‫تتنبأ وأن تخطط وأن تنظم وأن تصدر اﻷوامر وأن تنسق وأن تراقب[‬

‫أم ا ماكس يميليان ك ارل إمي ل ويب ر )باﻷلماني ة )‪: Maximilian Carl Emil Weber‬‬
‫)‪ 21‬أبري ل ‪ 14 – 1864‬ج وان ‪ (1920‬ك ان عال ًم ا ألمانيً ا ف ي اﻻقتص اد والسياس ة‪،‬‬
‫وأح د مؤسس ي عل م اﻻجتم اع الح ديث ودراس ة اﻹدارة العام ة ف ي مؤسس ات الدول ة‪،‬‬
‫وه و م ن أت ى بتعري ف البيروقراطي ة‪ ،‬وعمل ه اﻷكث ر ش هرة ه و كت اب “اﻷخ ﻼق‬
‫البروتس تانتية وروح الرأس مالية” حي ث أن ه ذا أه م أعمال ه المؤسس ة ف ي عل م اﻻجتم اع‬
‫ال ديني وأش ار في ه إل ى أن ال دين ه و عام ل غي ر حص ري ف ي تط ور الثقاف ة ف ي‬
‫المجتمع ات الغربي ة والش رقية‪ ،‬وف ي عمل ه الش هير أيض ا “السياس ة كمهن ة” ع رف‬
‫الدول ة‪ :‬بأنه ا الكي ان ال ذي يحتك ر اﻻس تعمال الش رعي للق وة الطبيعي ة‪ ,‬وأص بح ه ذا‬
‫التعريف محوريا في دراسة علم السياسة‪.‬‬

‫د‪ .‬نظريات واهم رواد المدرسة الكﻼسيكية‬

‫إن اﻻهتم ام ب إدارة ف ي جمي ع اﻻقتص اديات بص فة عام ة؛ ب رزت أفك ار المدرس ة‬
‫الكﻼس يكية فق د أص بحت اﻹدارة اﻷساس ية بالنس بة ﻷي تنظ يم وعرف ت نم و أفك ار‬
‫المدرسة بالتسلسل وفق ظهورها‪.‬‬

‫‪.‬نظرية اﻹدارة العلمية فردريك تايلور‬


‫‪:‬‬

‫يعتب ر فردري ك ت ايلور المؤس س اﻷول لحرك ة اﻹدارة العلمي ة ‪ ،‬و يهمن ا ف ي حي اة الع الم‬
‫فردي ك ت ايلور العملي ة أن ك ان ف ي البداي ة ع امﻼ ف ي مص نع ‪ ،‬ث م ت درج ف ي الس لم‬
‫ال وظيفي حت ى أص بح مهندس ا ‪ ،‬ث م أص بح عل ى قم ة اله رم ال وظيفي لﻼستش اريين م ن‬
‫المهندس ين ف ي اح د المص انع اﻷمريكي ة ن وك ان حج ر اﻷس اس ف ي مب ادئ ت ايلور‬
‫العلمي ة ه و تحقي ق أقص ى كفاي ة إنتاجي ة لﻸف راد واﻵﻻت المس تخدمة ف ي اﻹنت اج م ن‬
‫خﻼل ما يعرف بدراسة الزمن والحركة‬
‫ويحدد تايلور مبادئه في اﻹدارة العلمية على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إح ﻼل اﻷس لوب العلم ي ف ي تحدي د العناص ر الوظيفي ة ب دﻻ م ن أس لوب الح دس و‬
‫التق دير‪ ،‬وذل ك م ن خ ﻼل تعري ف طبيع ة العم ل تعريف ا دقيق ا ‪ ،‬واختب ار أفض ل ط رق‬
‫اﻷداء ‪ ،‬وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى ‪ ،‬والمدة الزمنية المطلوبة لتحقيقه‪.‬‬

‫ب – إحﻼل اﻷسلوب العلمي في اختيار وتدريب اﻷفراد لتحسين الكفاءة اﻹنتاجية‪.‬‬

‫ج – تحقيق التعاون بين اﻹدارة والعاملين من اجل تحقيق اﻷهداف‪.‬‬

‫د ‪-‬تحدي د المس ئولية ب ين الم ديرين والعم ال ‪ ،‬بحي ث تت ولى اﻹدارة التخط يط والتنظ يم ‪،‬‬
‫ويتولى العمال التنفيذ‬

‫هـ – ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باﻷجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اﻹنتاجية‪.‬‬

‫و – إحك ام اﻹش راف والرقاب ة عل ى الع املين ف ي المس توى اﻷدن ى ﻷنه م يفتق دون‬
‫المقدرة والمسئولية في القدرة على التوجيه الذاتي‪.‬‬

‫أن ه ذا اﻷس لوب العلم ي ال ذي ج اء ب ه ت ايلور ف ي مج ال اﻹدارة ك ان ل ه بع ض الجوان ب‬


‫الس لبية‪ ,‬فإص رار المنظم ات عل ى اﻷخ ذ بأص ول اﻹدارة العلمي ة حرص ا ً عل ى تحقي ق‬
‫أه داف المنظم ة وزي ادة اﻹنت اج واﻷرب اح س نوياً‪ ,‬ج اء عل ى حس اب تض حيات م ن جان ب‬
‫العنص ر البش ري ال ذي ك ان علي ه أن ين تظم ف ي خ ط اﻹنت اج تمام ا ً كاﻵل ة‪ ,‬تحس ب علي ه‬
‫حركات ه‪ ,‬ويعم ل وفق ا ً لخط وات روتيني ة متك ررة تبع ث عل ى الس أم والمل ل‪ ,‬وتقت ل‬
‫المب ادأة واﻻبتك ار والطم وح‪ ,‬وق د أدى ذل ك إل ى مقاوم ة العم ال له ذا اﻷس لوب‪ ,‬فق د تبين وا‬
‫أنه م مج رد آﻻت وأن اله دف اﻷساس ي ل ﻺدارة العلمي ة ه و زي ادة اﻹنت اج عل ى حس ابهم‪,‬‬
‫فعارض وا تطبيقه ا‪ ,‬ودخل ت النقاب ات العمالي ة‪ ,‬وأخي را ً ت دخلت الحكوم ة اﻷمريكي ة لمن ع‬
‫تطبيق مبادئ اﻹدارة العلمية في الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح‪.‬‬

‫والواق ع أن اهتم ام ت ايلور بتحقي ق كفاي ة اﻹنت اج واﻻقتص اد ع ن طريق ة دراس ة الوق ت‬
‫والحرك ة ك ان دع وة للتركي ز كلي ة عل ى المش روع‪ ,‬ولج ذب اﻻنتب اه إل ى زي ادة اﻹنت اج‪,‬‬
‫لدرج ة أن دراس ة اﻹدارة اقتص رت إل ى ح ين عل ى دراس ة ترش يد إدارة المص نع‪ ,‬بينم ا‬
‫أهملت اﻻعتبارات المتصلة بالجوانب اﻻجتماعية واﻹنسانية للعاملين فيه‪].‬‬

‫ونلخ ص م ن ه ذا الع رض لنظري ة اﻹدارة العلمي ة أنه ا به ذا الش كل تن دمج تح ت طائف ة‬


‫النظري ات الكﻼس يكية المثالي ة الت ي تص ف مايج ب أن يك ون‪ ,‬وأنه ا رك زت عل ى عنص ر‬
‫واح د م ن عناص ر التنظ يم وه و العم ل ‪ ,‬وأهمل ت اﻹنس ان والعﻼق ات اﻹنس انية داخ ل‬
‫التنظ يم‪ ,‬كم ا أنه ا ل م تك ن نعن ى س وى العم ل اﻹنت اجي عل ى مس توى المص نع‪ ,‬ول م تع ط‬
‫اﻻهتمام الكافي لحقيقة التفاعل والتبادل بين التنظيم‪.‬‬

‫نظرية شمولية اﻹدارة أو اﻹدارة الوظيفية هنري فايول‬

‫إن أه م م ا يمي ز كتاب ات ه ذه النظري ة ه و س عيها للوص ول إل ى مب ادئ إداري ة نظري ة‬


‫لتك ون أساس ا ً لعملي ات التنظ يم والتص ميم اﻹداري وق د ج اء دع اة ه ذه النظري ة م ن بل دان‬
‫مختلف ة‪ ,‬حي ث إن هن ري ف ايول فرنس ي‪ ,‬ولين دال أروي ك بريط اني‪ ,‬أم ا ل وثر جيولي ك‬
‫وم وني ورايل ي فه م أمريكي ون وال ذي جمعه م ف ي مدرس ة واح دة أنه م ك انوا معني ين‬
‫بالوص ول إل ى المب ادئ اﻹداري ة الت ي تحك م التنظ يم ف ي البيئ ات المختلف ة‪ ,‬وذل ك ف إن‬
‫أفك ار ه ذه النظري ة كان ت أكث ر عمق ا ً وتجري دا ً م ن نظري ة اﻹدارة العلمي ة واسترش د‬
‫كتابه ا بالتنظيم ات الص ناعية العس كرية وغيره ا للوص ول إل ى ه ذه المب ادئ الت ي‬
‫اعتبروها أساسا ً ﻹيجاد علم إداري‪.‬‬

‫لق د تمي ز هن ري ف ايول ع ن فري دريك ت ايلور رغ م أن ه ك ان ه و اﻵخ ر مهندس ا ً ‪ ,‬بأن ه ك ان‬
‫م ن ب ين الكت اب اﻷوائ ل ال ذين ح اولوا تط وير نظري ة عام ة ل ﻺدارة ﻷن ه ك ان يش غل‬
‫منص با ً إداري ا‪ ,‬بينم ا ك ان ت ايلور يعم ل ف ي خ ط اﻹنت اج‪ ,‬وم ن ث م اه تم ف ايول بوظ ائف‬
‫اﻹدارة عل ى المس تويات المختلف ة‪ ,‬وح اول يط ور نظام ا ً فكري ا ً إداري ا ً يمك ن تعليم ه‬
‫ودراسته‪.‬‬

‫ف ي تك وين نظري ة اﻹدارة؛ تترك ز ه ذه المس اهمات ف ي اﻵت ي‪ :‬مس اهمات هن ري ف ايول‬
‫‪:‬‬
‫أـ تقسيم أوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى‪:‬‬

‫ا‪ -‬فني ة كاﻹنتاج‪ .‬ـ تجاري ة كالش راء ـ البي ع ـ المبادل ة مالي ة كالحص ول عل ى رأس الم ال‪،‬‬
‫اﻻس تخدام اﻷمث ل ل ه تأميني ة كحماي ة اﻷف راد والممتلك ات محاس بية كالتك اليف‬
‫واﻹحصاءات إدارية كالتخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق ـ الرقابة‪.‬‬

‫ـ تق ديم مب ادئ عام ة ل ﻺدارة تتص ف بالمرون ة ولكنه ا ليس ت مطلق ه‪ ،‬ويج ب أن‬ ‫ب‬
‫تس تخدم ف ي ض وء الظ روف المتغي رة والخاص ة بك ل مش روع‪ ،‬وم ن أه م ه ذه المب ادئ‬
‫التخص ص‪ ،‬وح دة اﻷم ر‪ ،‬الس لطة والمس ؤولية‪ ،‬اﻻلت زام بالقواع د‪ ،‬المركزي ة‪ ،‬تسلس ل‬
‫القيادة‪ ،‬العدالة‪ ،‬العمل بروح الفريق‪ ،‬خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نظريات العﻼقات اﻻنسانية والسلوكية‬
‫المطلب اﻷول ‪ :‬نظرية العﻼقات اﻻنسانية‬
‫تعرض ت النظري ة التقليدي ة لموج ة عارم ة م ن اﻻنتق ادات ذل ك ب دأت الدراس ات‬
‫واﻷبح اث المتعلق ة باﻷبع اد اﻹنس انية وطبيع ة العﻼق ات داخ ل المنظم ة والعﻼق ات‬
‫اﻹنس انية ه ي ن وع م ن عﻼق ات العم ل ال ذي يه تم بالجوان ب اﻹنس انية واﻹجتماعي ة ف ي‬
‫المنظم ة وه ي ب ذلك تس تهدف الوص ول بالع املين إل ى أفض ل إنت اج ف ي ظ ل أفض ل م ا‬
‫يمك ن أن ي ؤثر عل ى الف رد م ن عوام ل نفس ية ومعنوي ة‪ ،‬بإعتب اره انس انا وج دانيا‬
‫وانفعالي ا اأكث ر من ه رش يدا ومنطقي ا‪ .‬وم ن العوام ل واﻹعتب ارات الت ي س اعدت عل ى‬
‫ظهور حركة العﻼقات اﻹنسانية‬

‫‪ ‬ظه ور الحرك ات النقابي ة وتزاي د قوته ا‪ ،‬مم ا أدى إل ى ظه ور مش كﻼت جدي دة‬
‫ف ي العم ل‪ ،‬حي ث أدرك اﻻداري ون أن ق وة الحرك ة النقابي ة كان ت نتيج ة لفش لهم‬
‫ف ي ت وفير من اخ مناس ب م ن العﻼق ات اﻹنس انية فح اولوا العم ل عل ى تص حيح‬
‫الوضع‬
‫‪ ‬زي ادة ثقاف ة العم ال مم ا جعله م ي دركون مش كﻼت العم ل‪ ،‬ويط البون بقي ادة‬
‫إداري ة أفض ل‪ ،‬ويس تجيبون للط رق المس تخدمة ف ي العﻼق ات اﻻنس انية مث ل‬
‫المشاركة في اتخاذ القرارات‬
‫‪ ‬كب ر حج م المنظم ات أدى إل ى ظه ور مش كﻼت إداري ة وتنظيمي ة عدي دة‪ ،‬مم ا‬
‫أص بح م ن الص عب عل ى اﻹداري اﻹتص ال واﻹش راف عل ى ك ل الع املين‪ ،‬مم ا‬
‫أدى إلى ظهور التنظيمات غير الرسمية‪.‬‬

‫وعلي ه ف ان الدراس ة المقدم ة م ن الت ون م ايو والت ي ق ام به ا ف ي ش ركة "وس ترن‬


‫الكتري ك" والت ي تعتب ر أول دراس ة تعن ى بالس لوك اﻻنس اني ف ي المنظم ة ‪ ,‬كم ا تع د‬
‫أول ى المح اوﻻت العلمي ة لتفس ير أث ر الس لوك الجم اعي عل ى مح يط العم ل‪ ،‬م ع‬
‫ض رورة مراع اة المنظم ة للعنص ر المعن وي ول يس الم ادي فق ط للعام ل‪ ،‬وعلي ه‬
‫ض رورة اﻷخ ذ بع ين اﻹعتب ار العوام ل والمتغي رات النفس ية واﻹجتماعي ة‪ .‬وعل ى‬
‫إث ره ك ان للدراس ة المقدم ة م ن ط رف م ايو إس هاما كبي ر ا ف ي نش ر وتزاي د اﻹهتم ام‬
‫بالعﻼق ات اﻹنس انية ف ي مج ال العم ل داخ ل المنظم ة وعلي ه ﻻب د أن ينظ ر إل ى‬
‫العام ل باعتب اره كائن ا اجتماعي ا نس انيا وا ل ه حاجات ه ورغبات ه وميول ه واتجاهات ه‬
‫ومش اعره الم ؤثرة ف ي أدائ ه اﻹنت اجي وم ن هن ا نش أت حرك ة أو مدرس ة العﻼق ات‬
‫اﻹنس انية وأس همت م ن خ ﻼل الدراس ات الميداني ة وأك دت عل ى التنظ يم غي ر‬
‫الرس مي‪ ،‬وال روح المعنوي ة والدافعي ة‪ ،‬وتماس ك الجماع ة‪ ،‬والتفاع ل اﻻجتم اعي‪، ،‬‬
‫كم ا أث رت المتغي رات الت ي أبرزته ا حرك ة العﻼق ات اﻹنس انية" لم ايو "ف ي الفك ر‬
‫التنظيم ي‪ ،‬وأدت إل ى توس يع نط اق عم ل الب احثين عن د النه وض بمي ادين واس عة‬
‫في مجال تطوير المنظمات‬
‫أهم هذه الجوانب التي أكدها مايو بهذا الخصوص ما يلي ‪:‬‬

‫البح ث ع ن الس بل المثل ى ف ي خل ق التكام ل والتفاع ل اله ادف ب ين التنظيم ين‬ ‫‪‬‬
‫الرسمي وغير الرسمي‬
‫‪ .‬اﻷث ر الكبي ر للح وافز المادي ة والمعنوي ة ف ي زي ادة إنتاجي ة الف رد‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والجماعة‪.‬‬
‫أث ر جماع ة العم ل كنس ق اجتم اعي م ن العﻼق ات غي ر الرس مية ف ي إنتاجي ة‬ ‫‪‬‬
‫العمل‪ ،‬وفي تحقيق أهداف المنظمة وتطويرها‪.‬‬
‫العﻼق ات التنظيمي ة ب ين المس تويات العلي ا وال دنيا وأنم اط التفاع ل الق ائم‬ ‫‪‬‬
‫بينهما‬
‫اﻻهتم ام بالقي ادة الجماعي ة والمش اركة ف ي اتخ اذ الق رارات لم ا ل ه م ن دور‬ ‫‪‬‬
‫في تحقيق الفعالية‪.‬‬
‫بن اء فلس فة جدي دة م ن اﻻتص االت ب ين اﻷف راد وفق ا لﻸبع اد التنظيمي ة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الرسمية وغير الرسمية‪.‬‬

‫ج دول ‪ :‬يمث ل دراس ة مقارن ة م ا ب ين المدرس ة الكﻼس يكية ومدرس ة العﻼق ات‬
‫اﻹنسانية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النظرية السلوكية للمنظمة‬
‫المﻼحظ ة الت ي يج ب أن ننطل ق منه ا ه ي أن ه ﻻ توج د ج واجز أكاديمي ة ب ين نظري ة‬
‫العﻼق ات اﻹنس انية والنظري ة الس لوكية‪ ،‬ﻷن النظريت ان تت دخﻼن ف ي اﻷفك ار مم ا‬
‫أدى ب البعض إل ى أن يخلط ون ف ي تص نيف وتوص يف ب احثي المدرس تين كم ا‬
‫اعتب ر ال بعض أن الم دخل الس لوكي ه و امت داد لمدرس ة العﻼق ات اﻻنس انية‪ ،‬حي ث‬
‫رك زت عل ى اس تخدام ط رق البح ث العلم ي لمﻼحظ ة ووص ف وتفس ير الس لوك‬
‫اﻹنس اني والتنب ؤ ب ه داخ ل المنظم ات ولق د ظه رت المدرس ة الس لوكية ف ي أوائ ل‬
‫الخمسينات من القرن العشرين‪،‬من أهم خصائص وسماتها مايلي ‪:‬‬

‫ه ي مدرس ة علمي ة تطبيقي ة تق وم عل ى وض ع فرض يات ع ن الس لوك‬ ‫‪‬‬


‫التنظيم ي وأث ره عل ى اﻹنتاجي ة‪ ،‬ث م تفح ص ه ذه الفرض يات بأس لوب علم ين‬
‫ثم تطبق النتائج في محيط العمل‪.‬‬
‫ه ي مدرس ة إنس انية مبني ة عل ى التف اؤل وعل ى اعتب ار أن ح وافز وحاج ات‬ ‫‪‬‬
‫اﻹنسان تحدد سلوكه ومن ثم تؤكد أهمية هذه الحاجات‪.‬‬
‫تهدف إلى تحقيق التوازن بين أهداف العاملين وأهداف المنظمة‬ ‫‪‬‬
‫ته دف إل ى تحقي ق نظ ام إش راف فع ال داخ ل المنظم ة وال ى التع رف عل ى‬ ‫‪‬‬
‫حاجات العاملين ومساعدتهم على إشباعها وتنمية شعوراﻻنجاز لديهم‪.‬‬

‫نظرية سلم الحاجات لماسلو‪:‬‬


‫ص نف ابراه ام ماس لو حاج ات اإلنس ان إل ى خمس ة مس تويات تش كل جميعه ا س لما أو‬
‫هرما من اﻷدنى إلى اﻷعلى ‪:‬‬

‫الحاج ات الفس يولوجية ‪ :‬مث ل الج وع‪ ..‬والعط ش‪ ..‬وتجن ب اﻷل م‪ ..‬والج نس‪..‬‬ ‫‪(1‬‬
‫إلى آخره من الحاجات التي تخدم البقاء البيولوجي بشكل مباشر‬
‫حاج ات اﻷم ان ‪ :‬تش مل مجموع ة م ن الحاج ات المتص لة بالحف اظ عل ى‬ ‫‪(2‬‬
‫الحال ة الراهن ة‪ ..‬وض مان ن وع م ن النظ ام واﻷم ان الم ادي والمعن وي مث ل‬
‫الحاجة إلى اﻹحساس باﻷمن‪ ..‬والثبات ‪..‬والنظام‪ ..‬والحماية‪..‬‬
‫حاج ات الح ب واﻻنتم اء ‪ :‬وتش مل مجموع ة م ن الحاج ات ذات التوج ه‬ ‫‪(3‬‬
‫االجتم اعي مث ل الحاج ة إل ى بيئ ة أو إط ار اجتم اعي يح س في ه اﻻنس ان‬
‫اﻻلفة كالعائلة ‪..‬‬
‫حاج ات التق دير ‪ :‬ه ذا الن وع م ن الحاج ات كم ا ي راه ماس لو ل ه جانب ان ‪:‬جان ب‬ ‫‪(4‬‬
‫متعل ق ب احترام ال نفس أو اﻹحس اس ال داخلي بالقيم ة الذاتي ة‪ .‬واﻵخ ر متعل ق‬
‫بالحاجة إلى اكتساب اﻻحترام والتقدير من الخارج‬
‫حاج ات تحقي ق ال ذات ‪ :‬يص ف ماس لو مجموع ة م ن الحاج ات أو ال دوافع‬ ‫‪(5‬‬
‫العلي ا الت ي ال يص ل إليه ا إﻻنس ان إﻻ بع د تحقي ق إش باع ك اف لم ا يس بقها م ن‬
‫الحاجات اﻻدنى‬
‫نظرية ‪ x‬ونظرية ‪ y :‬أو نظرية الفلسفة اﻹدارية‬
‫انتق د مكريج ور الفك ر التقلي دي للمنظم ة لكون ه اس تمد فرض ياته م ن تطبيق ات‬
‫المنظم ات العس كرية والكنيس ة الكاثوليكي ة‪ ،‬والت ي تختل ف ع ن واق ع المنظم ات‬
‫المعاص رة والت ي تتمي ز بالتخص ص‪ .‬وعلي ة فق د فق د س مى النظري ة ب ـنظرية ‪x‬‬
‫لكونها تفترض أن ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻹنسان العادي يكره العمل بطبيعته‬


‫‪ ‬ضرورة إخضاع الفرد للرقابة وتهديدهم بالعقاب ﻹجباره على العمل‬
‫‪ ‬طموح الفرد ﻻ يتعدى تحقيق اﻷمان‬

‫أما البديل الذي تطرحه هذه النظرية هو النظرية المعاصرة ‪ y‬والتي تفترض ‪:‬‬

‫‪ ‬أن لﻺنسان قدرة ورغبة في العمل‬


‫‪ ‬الف رد يعتب ر العم ل كمص در ﻹش باع طموحات ه وتحقي ق رض اه‪ ،‬وبالت الي ﻻ‬
‫يحتاج إلى رقيب طالما أنه سيحقق له أهدافه‬

‫أم ا المنطلق ات التنظيمي ة الت ي تطرحه ا نظري ة ‪ y‬فه ي‪ :‬المش اركة‪ ،‬الرقاب ة الذاتي ة‪،‬‬
‫المن اخ التنظيم ي‪ ،‬واﻹدارة باﻷه داف مم ا يس تلزم التكام ل ب ين ه ذه المتغي رات‪.‬‬
‫وتع د منطلق ات ه ذه النظري ة ص يغة تكاملي ة توف ق ب ين معطي ات الف رد ومتطلبات ه‪،‬‬
‫وبين الجماعة المحيطة به وحركتها مع المنظمة وأجوائها ومناخها وبيئتها‬

‫النظرية النظمية واﻻدراكية‪:‬‬


‫يعتب ر كت اب المنظم ات للب احثين س ايمون وم ارج والص ادر س نة ‪ 1958‬نقط ة‬
‫تح ول ف ي الفك ر التنظيم ي‪ ،‬بإعتب ار أن ه اس توعب معظ م نظري ات المنظم ة‬
‫الكﻼس يكية والحديث ة‪ ،‬كم ا تمك ن م ن وض ع حج ر اﻷس اس للفك ر التنظيم ي‬
‫المعاص ر حي ث تمكن ت النظري ة م ن التوفي ق ب ين المتغي رات المادي ة والمتغي رات‬
‫النفس ية‪ ،‬وأض افت عليه ا المتغي رات اﻹدراكي ة والت ي س نوجزها ف ي المف اهيم‬
‫اﻷساسية لنظريتهما التنظيمية ‪:‬‬

‫‪ ‬إن المنظم ة عب ارة ع ن نظ ام للعﻼق ات اﻹجتماعي ة المترابط ة الص ادرة م ن‬


‫اﻷفراد والجماعات الذين يستلمون مقابل ما يعطون‬
‫‪ ‬إن عط اء اﻷف راد والجماع ات للمنظم ة ه ي الم دخﻼت الت ي تمكنه ا م ن‬
‫تقديم المستحقات‬

‫ف ي ك ل م ا س بق‪ ،‬يعن ي ض رورة ت وافر وقي ام حال ة م ن التع ادل م ن وجه ة نظ ر‬


‫المنظم ة‪ ،‬وم ن وجه ة نظ ر اﻷف راد والجماع ات ب ين م ا يمنحون ه وب ين م ا يأخذون ه‬
‫‪ ,‬كم ا ت رتبط حال ة الت وازن بن وعين م ن الق رارات‪ ،‬أولهم ا ح ول اس تمرار البق اء‬
‫والمش اركة أو اﻹنس حاب وت رك المنظم ة‪ .‬أم ا ثانيهم ا فيتعل ق ب الكم والن وع ال ذي‬
‫سيعطيه للمنظمة في حالة البقاء‪.‬‬

‫وبإعتب ار أن النظري ة الكﻼس يكية انطلق ت م ن فرض ية أساس ية وه ي أن الرش د‬


‫والعقﻼني ة ل دى الف رد والجماع ات ﻹختي ار الق رارات تحق ق له م أعل ى العوائ د‪ .‬ف إن‬
‫ه ذه النظري ة تؤك د تع ذر تحق ق ذل ك ل دى اﻷف راد لطبيع تهم البش رية وتع ذر‬
‫استحضار كل البدائل الممكنة‪ ،‬كما ﻻ يمكن التنبؤ بكل اﻹحتماﻻت المتنبأ بها‪،‬‬

‫نظرية التفاعل‬
‫ط رح" ويلي ام ف وت واي ت " نظري ة التفاع ل الت ي ح دد فيه ا ثﻼث ة مكون ات أساس ية‬
‫للنظام اﻻجتماعي‪ ،‬أو المنظمة هي ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻷنش طة‪ :‬تمث ل جمي ع التص رفات الفردي ة والجماعي ة الت ي يفض لها اﻷف راد‬
‫عن د تف اعلهم داخ ل المنظم ة أي المه ام الرس مية لك ل ف رد ف ي المنظم ة‬
‫خاصة القابلة للقياس‬
‫‪ ‬التفاع ل‪ :‬يتن اول ه ذا المفه وم اﻵث ار الت ي تتركه ا اﻻتص اﻻت ب ين مختل ف‬
‫اﻷفراد العاملين في المنظمة والنتائج المترتبة عليه في تغيير السلوك‪.‬‬
‫‪ ‬المش اعر‪ :‬تعب ر ع ن الكيفي ة الت ي يش عر به ا الف رد إزاء المح يط الخ ارجي‬
‫وطريقة التصرف في ضو ئها‬

‫وهك ذا نج د أن نظري ة واي ت إل ى العالق ات الس ائدة ف ي الس لوك التنظيم ي لﻸف راد‬
‫بص ورة غي ر عش وائية‪ ،‬انم ا كنس ق م ن اﻷبع اد الس لوكية كم ا أن ه ذه السلس لة‬
‫المترابط ة والمتداخل ة م ن التف اعﻼت والمش اعر واﻷنش طة تع د بمثاب ة المح رك‬
‫الرئيسي للسلوك الفردي داخل المنظمة‬

‫النظرية التعاونية الﻼرسمية‪:‬‬


‫ة‬ ‫ف ي كتاب ه ال ذي نش ر س نة ‪ 1936‬بعن وان وظ ائف الم ديرين ط رح شس تر برن ار نظري‬
‫يم‬ ‫التع اون الﻼرس مي والمنظم ة عن د برن ارد ه ي نظ ام تع اوني‪ .‬كم ا أول ى اهتم ام للتنظ‬
‫ا‬ ‫غي ر الرس مي ﻷن ل ه فوائ د عدي دة حي ث يت يح لﻸف راد اﻹتص ال فيم ا بي نهم‪ ،‬كم‬
‫يم‬ ‫يتش اركو ش عورهم باﻻنتم اء واﻻم ن‪ ،‬كم ا يخف ف م ن مض ايقات وتض ييقات التنظ‬
‫الرسمي ويعالج السلبيات الناجمة عنه‪.‬‬

‫وعليه فان اهم ما اضافه برنارد للفكر التنظيمي ‪:‬‬

‫‪ ‬التميي ز ب ين التنظ يم الرس مي وغي ر الرس مي‪ ،‬ف ااﻷول ه و نظ ام تع اوني يض م‬


‫أف ردا له م أه داف مش تركة‪ ،‬أم ا الث اني فه و جمل ة العملي ات الت ي تك ون تلقائي ة‬
‫واجتماعية غير واعية‬
‫‪ ‬أول ى اهتم ام للتنظ يم غي ر الرس مي وعل ى ان ه موج ود ف ي ك ل التنظيم ات‬
‫الرس مية لكون ه يس هم ف ي تلبي ة اﻹحتياج ات غي ر الرس مية الت ي يعج ز التنظ يم‬
‫الرسمي في تلبيتها وهي‬
‫‪ ‬يتيح اإلتصال والتفاعل السريع والفعال وفي الوقت المناسب‬
‫‪ ‬يقوي العالقات والروابط اإلجتماعية واإلنسانية بين العاملين‬
‫‪ ‬يشبع حاجة الفرد المعنوية لتحقيق الذات والحاجة للتقدير واﻹنتماء‬

‫نظرية التنظيم اﻻجتماعي‬


‫ترتك ز ه ذه النظري ة والت ي ص اغها" ب اك" عل ى تج اوز المف اهيم التقليدي ة الت ي تل ح عل ى‬
‫عملي ات اتخ اذ الق رار أو التفاع ل وعﻼق ات الق وة أو الس لطة وتقس يم العم ل‪ ،‬فﻼب د م ن‬
‫إعط اء اﻷولوي ة للتنظ يم اﻹجتم اعي‪ ,‬وع رف التنظ يم بأن ه مجموع ة م ن اﻷنش طة‬
‫اﻹنس انية المتمي زة والمتناس قة الت ي تس تخدم مجموع ة م ن الم وارد اﻹنس انية‪ ،‬المادي ة‬
‫والمالي ة‪ ،‬والفكري ة والطبيعي ة ف ي نظ ام متمي ز لح ل المش كﻼت وق د ح دد ب اك أرب ع‬
‫مكونات أساسية للتنظيم أو المنظمة وهي ‪:‬‬

‫ميث اق التنظ يم‪ :‬وه و ال ذي يمي ز المنظم ة م ن غي ره م ن التنظيم ات اﻷخ رى‬ ‫‪‬‬
‫حي ث يح دد الميث اق اس م التنظ يم ووظيفت ه‪ ،‬واﻷه داف الرئيس ية ل ه‪ ،‬والق يم الت ي‬
‫يرتكز عليها‬
‫الم وارد اﻷساس ية‪ :‬وه ي م ا يس تخدمه التنظ يم ف ي أداء وظائف ه‪ ،‬وتحقي ق أهداف ه‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتشمل األفراد‪ ،‬والتي أعطاها ‪ Bakke‬أهمية كبرى‪،‬‬
‫اﻷنش طة‪ :‬وه ي الت ي يمارس ها التنظ يم‪ ،‬وته دف إل ى الحص ول عل ى الم وارد‬ ‫‪‬‬
‫وتحويلها إلى منتجات يعرضها على المجتمع‬
‫رواب ط التنظ يم‪ :‬وتش ير إل ى فك رة الت داخل واﻻعتم اد المتب ادل ب ين أج زاء‬ ‫‪‬‬
‫التنظيم المختلفة وعناصره المتفاعلة‬

‫وم ن ه ذه اﻷفك ار الت ي ق دمها يتض ح م دى اهتمام ه بقيم ة العنص ر اإلنس اني ف ي‬
‫المنظم ة‪،‬وتتميز ه ذه األفك ار ب النظرة الش مولية للمنظم ة باعتباره ا تكوين ا متكام ال‬
‫متفاعال مع المناخ المحيط‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬المدخل المعاصر و النظرية الحديثة‬
‫المطلب اﻻول‪ :‬المدخل المعاصر في اﻹدارة‬
‫النظرية اليابانية في اﻹدارة الحديثة‬
‫وه ي اح دى أفض ل وأح دث النظري ات اﻹداري ة المطبق ة حالي ا ف ي كب رى‬
‫الش ركات العالمي ة‪ ،‬ابتكره ا الع الم الياب اني ولي ام أوش ي وطرح ا ف ي كتاب ه‬
‫بع د أن أمض ى ع دة س نوات م ن اﻷبح اث ف ي دراس ة‬ ‫"نظري ة ‪"z‬‬
‫اﻻختﻼف ات ب ين المؤسس ات الياباني ة و اﻷمريكي ة ‪،‬فخ ﻼل الثمانين ات كان ت‬
‫الش ركة الياباني ة اﻷكب ر إنتاجي ة ف ي الع الم كل ه ف ي ح ين تراجع ت إنتاجي ة‬
‫الش ركات اﻷمريكي ة بش كل واض ح ‪ ،‬ولق د أوض ح أوش ي أن س ر نج اح‬
‫الش ركات الياباني ة ﻻ يع ود للتكنولوجي ا المس تخدمة و لك ن طريقته ا الحاص ة‬
‫ف ي إدارة اﻷف راد ‪ ،‬أي ذل ك اﻷس لوب ف ي اﻹدارة ال ذي يق وم عل ى فلس فة‬
‫قوي ة و ثقاف ة متمي زة ‪ ،‬العم ل عل ى تنمي ة و تط وير مه ارات و ق درات‬
‫الموظفين على المدى الطويل و اتخاذ القرارات بتوافق اﻵراء‪.‬‬
‫ولق د اس تحدثت فك رة اﻹدارة الياباني ة م ن البيئ ة اﻻجتماعي ة الخاص ة‬
‫ب المجتمع الياب اني‪ ،‬وبخاص ة اﻷس رة الياباني ة الت ي تق وم عل ى مب دأ اﻻحت رام‬
‫ل رب اﻷس رة واطاع ة أوام ره‪ ،‬التع اون والعم ل المش ترك واﻻهتم ام بالعام ل‬
‫البش ري‪ ،‬وف اء ووﻻء العام ل الياب اني‪ ،‬المش اركة ف ي اتخ اذ‪ ،‬وانعك س ه ذا‬
‫ب دوره عل ى العم ل اﻹداري داخ ل المؤسس ات‪ ،‬عل ى اعتب ار أن الم ديرين‬
‫واﻷف راد بمثاب ة اﻷس رة الواح دة‪ ،‬تعم ل مش تركة لتحي ق ه دف موح د وتتمث ل‬
‫أهم عناصر هذه النظرية فيما يلي‪:‬‬
‫ضمان الوظيفة مدى الحياة وتخفيض معدل الدوران الوظيفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اذ‬ ‫ي اتح‬ ‫العم ل ف ي فري ق والمس ؤولية المش تركة‪ ،‬المش اركة ف‬ ‫‪-‬‬
‫القرارات واقتراح الحلول‪.‬‬
‫اﻻهتمام الشامل باﻷفراد والمساواة وعد التمييز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشاركة ف اتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اﻻهتمام بتطوير وتنمية المهارات المهنية لﻸفراد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية اﻻتصاﻻت مع اﻻعتراف بالحق في الخطأ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اعتماد نظام بطيء في التقييم والترقية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطوير العﻼقات المباشرة بين اﻹدارة والموظف‬ ‫‪-‬‬
‫ويعتم د أس لوب اﻹدارة الياباني ة عل ى نظري ة اﻹدارة ب الجودة الش املة‪ ،‬الت ي‬
‫تس اعد عل ى تحقي ق اله دف م ن خ ﻼل الغ اء العي وب واﻷخط اء الت ي ق د‬
‫ينط وي عليه ا المن تج أو الخدم ة‪ ،‬وإض فاء ط ابع الق وة عل ى التص ميم ال ذي‬
‫يخ رج ب ه المن تج‪ ،‬وتس ريع الخ دمات‪ ،‬تخف يض التكلف ة وتط وير ج ودة العم ل‬
‫لتحقي ق رض ا العم ﻼء‪ .‬وتق وم الفلس فة الياباني ة ف ي اﻹدارة عل ى ثﻼث ة تقني ات‬
‫أساسية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬النظ ام بوك ا ي وكي‪ :‬أي ص فر عي وب‪ ،‬ص فر مراقب ة‪ ،‬وذل ك م ن خ ﻼل‬
‫وض ع نظ ام فع ال للرقاب ة المس تمرة ف ي نهاي ة ك ل مرحل ة م ن عملي ة‬
‫اﻹنت اج‪ ،‬وه ذا يقل ل بش كل كبي ر م ن تك اليف المنتج ات النهائي ة‪ ،‬بحي ث‬
‫تك ون س ليمة وخالي ة م ن العي وب‪ ،‬مم ا يجع ل م ن الرقاب ة عليه ا أم را‬
‫غير ضروري‪.‬‬
‫‪ -2‬المرون ة‪ :‬ي رى ش ينغو وه و مهن دس ياب اني‪ ،‬أن المس تقبل يتج ه نح و‬
‫أنظم ة إنتاجي ة ذات درج ة عالي ة م ن المرون ة‪ ،‬وق ادرة عل ى التكي ف‬
‫م ع التغي رات ف ي اﻷذواق‪ ،‬وب ذلك فه و يص ف ال نظم اﻹنتاجي ة‬
‫الغرب ي عل ى النح و الت الي‪ :‬إنت اج مكث ف مخ زون كبي ر‪ ،‬ض عف‬
‫درج ة المرون ة‪ ،‬ض عف نظ م الرقاب ة المس تمرة‪ ،‬اﻻهتم ام دوم ا برف ع‬
‫اﻷس عار‪ .‬ووفق ا ل ه ف إن اﻷس باب الت ي أدت ال ى زي ادة الق درة التنافس ية‬
‫للش ركات الياباني ة تتمث ل فيم ا يل ي‪ :‬دفع ات ص غيرة ف ي اﻹنت اج‬
‫)قطع ة بقطع ة(‪ ،‬ب دون مح زون أو القلي ل م ن المخ زون‪ ،‬الرقاب ة عل ى‬
‫مص ادر العي وب واﻷعط ال‪ ،‬تحفي ز إنتاجي ة العام ل م ن خ ﻼل الح وار‬
‫وتحسيس ه بالمس ؤولية‪ ،‬التنظ يم المتواص ل لعملي ات المنظم ة مم ا‬
‫يسمح بدمج للتكنولوجيات الجديدة باستمرار‪.‬‬
‫‪ -3‬نظ ام ‪ :SMED‬س رعة تغيي ر اﻷدوات = تغيي ر اﻷدوات ف ي أق ل‬
‫م ن ‪ 10‬دق ائق‪ ،‬فلق د ك ان واح د م ن ه واجس ش ينغو ه ي اﻷعط ال‬
‫حي ث ل م يس تطع تقب ل فك رة أن عط ﻼ بس يطا يمك ن أن يوق ف عملي ة‬
‫التص نيع بأس رها ول ذلك ق ام بتط وير ع دد م ن اﻹج راءات التقني ة الت ي‬
‫تس مح م ن تخف يض وف ي جمي ع الظ روف الوق ت ال ﻼزم لتص ليح‬
‫اﻷعطال مرورا من ساعات عديدة الى دقائق‪.‬‬
‫تقنية في الوقت المناسب ‪:JIT‬‬
‫يرج ع الفض ل لتيش ي اوه نن و وه و مهن دس ص ناعي ياب اني ف ي تط وير التقني ة‬
‫‪ ،‬وتق وم ه ذه التقني ة عل ى‬ ‫المش هورة " ف ي الوق ت المناس ب" بش ركة‪Toyota‬‬
‫تقلي ل ه در م وارد المنظم ة‪ ،‬به دف اﻹنت اج ف ي الوق ت وب الجودة والكمي ة‬
‫المناسبة‪ ،‬وتقوم هذه التقنية على المقومات والعناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ربط اﻹنتاج بالطلب )‪(le zéro stock‬‬
‫‪le‬‬ ‫‪ -‬اﻻلت زام بالوق ت وجل ب المنتج ات المطلوب ة ال ى المك ان ال ﻼزم )‬
‫‪.(zéro délai‬‬
‫‪le‬‬ ‫‪zéro‬‬ ‫‪ -‬تحس ين ب رامج الص يانة الوقائي ة لتجن ب اﻷعط ال )‬
‫‪.(panne‬‬
‫‪ -‬التأكيد على الجودة الشاملة ﻹرضاء الزبائن وتفادي تكاليف العيوب )‪.(le zéro défaut‬‬
‫‪ -‬التقليل من التسلسل الهرمي ومن تداول اﻷوراق داخليا )‪.(le zéro papier‬‬
‫‪ -‬إعطاء أهمية كبيرة ﻷمن الناس والبضائع )‪.(zéro métris‬‬
‫‪ -‬البح ث ع ن أقص ى ق در م ن المرون ة م ن أج ل التكي ف م ع التغي رات ف ي اﻷذواق والتكنولوجي ات‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ -1‬إدارة الجودة الشاملة‪:‬‬
‫أن تطبي ق إدارة الج ودة الش املة واﻻس تمرار ف ي تحس ين الج ودة ام رآ ل يس‬
‫ص عبا ً ول يس س هﻼ حي ث أن إدارة الج ودة الش املة تمث ل تغي را ج ذريا ف ي‬
‫ثقاف ة المنظم ات‪ ،‬وذل ك ﻷنه ا تطال ب م ن اﻹدارة أن تت رك م ن برمجه ا‬
‫الع الي وأن ي تعلم الم وظفين م ع الخب راء أثن اء أداء العم ل ‪ ،‬حي ث أن‬
‫تحس ين الج ودة المس تمر يتطل ب طريق ة جدي دة ﻹدارة العم ل ‪ ،‬ﻻ تنط وي‬
‫فق ط عل ى مج رد إص دار اﻷوام ر للم وظفين ولك ن يج ب أن يطل ب م نهم‬
‫التفكي ر والمش اركة ف ي عملي ة تنظ يم العم ل ‪ ،‬وذل ك ﻻن جمي ع أعض اء‬
‫المنظم ة وفق ا لمب دا إدارة الج ودة الش املة ق د ت م ت دريبهم داخ ل المنظم ة‬
‫وبالت الي فان ة يتوق ع م نهم أن يحلل وا العملي ات وأن يعمل وا س ويا م ن أج ل‬
‫التحسين والتطوير‪.‬‬
‫أن معظ م العملي ات الكبي رة المعق دة تثن ي ع زم اﻻف راد ع ن قي ام بتحلي ل‬
‫أدائه م له ذا يس ود الخ وف م ن الفش ل ب ين اﻻف راد‪ ،‬فف ي البيئ ة الت ي تتس م‬
‫بالض غوط الش ديدة والت ي يعم ل منه ا كثي ر م ن م ديري القط اع الع ام‪ ،‬ﻻ أح د‬
‫يريد أن يكون المدير عن المشاكل التي تقع‪.‬‬
‫ان إدارة الج ودة الش املة تس مح للم وظفين بق ول الحقيق ة دون خ وف وأن‬
‫يتح دوا ويش تركوا ف ي ع ﻼج المش كﻼت وم ن خ ﻼل ه ذه العملي ة فق ط يمك ن‬
‫التعام ل م ع معظ م المش كﻼت بطريق ة فعال ة ‪ ،‬حي ث أن المنظم ات الت ي ت دار‬
‫بطريق ة جي دة تحت اج إل ي اس تغﻼل ك ل ق دراتها الفعلي ة وأن تعك س ف ي‬
‫ثقافته ا وجه ة النظ ر ب أن ك ل ش يء يمك ن تحس ينه وأن اله دف التنظيم ي‬
‫الرئيس ي يج ب أن يتمث ل ف ي تحدي د المج اﻻت الت ي يمك ن تحس ينها ‪،‬وطبق ا‬
‫للمرئي ات فان ة يج ب عل ى الم ديرين أن يط ردوا الخ وف م ن مك ان العم ل ‪،‬‬
‫ل ذا يج ب أن توض ع المنظم ة النظ ام ال ذي يحف ز عل ى المنافس ة المفتوح ة‪،‬‬
‫وهنال ك اس باب كثي رة ت دعو ال ي تبن ي إدارة الج ودة الش املة ف ي المنظم ات‬
‫إذا أنه ا فك رة تعم ل عل ى تحفي ز الم وظفين وتمك نهم م ن إداء إعم الهم ‪ ،‬كم ا‬
‫أنها تستثير النجاح عن بعد‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق يمكن أن نوضح مفهوم الجودة الشاملة كالتالي‪:‬‬
‫ه ي عب ارة ع ن ” ث ورة إداري ة جدي دة‬ ‫)‪(T.Q.M‬‬ ‫إدارة الج ودة الش املة‬
‫وتط وير فك ري ش امل وثقاف ة تنظيمي ة جدي دة ‪ ،‬جمي ع ه ذه المف اهيم تس عي‬
‫إل ي تط وير المس تمر ف ي العملي ات ” ويمك ن أن تع رف إدارة الج ودة‬
‫الش املة عل ى أنه ا ” م دخل ش امل بمعن ي أن ه يش مل ك ل القطاع ات‬
‫ومس تويات ووظ ائف المنظم ة به دف التحس ين المس تمر ف ي الق درة التنافس ية‬
‫للكف اءة والمرون ة للمنظم ة كله ا ويعتم د عل ى تخط يط ‪ ،‬تنظ يم وتحلي ل ك ل‬
‫نش اط ف ي المنظم ة ويق وم عل ى ف رق العم ل لتحس ين الج ودة باس تمرار ول يس‬
‫العم ل المتقط ع ” ‪ ،‬ك ذلك يمك ن الق ول ب أن إدارة الج ودة الش املة ه ي م دخل‬
‫يعتم د عل ى الرقاب ة الذاتي ة ب ديﻼ ع ن الرقاب ة الخارجي ة حي ث أن الج ودة ﻻ‬
‫تفرض على اﻻنسان ولكنها تتبع منه‪.‬‬
‫والتعري ف اﻻخ ر ﻹدارة الج ودة الش املة ه و عب ارة ع ن ” ثقاف ة ص ميمها‬
‫ه و اﻻلت زام الكل ي للج ودة والمنحن ى ال ذي يعب ر عن ة جمي ع م ن ل ه عﻼق ة‬
‫بعملي ة اس تمرارية التط وير للس لعة او الخدم ة ع ن طري ق اس تخدام الط رق‬
‫العلمية المستخدمة‪“.‬‬
‫وع رف جوزي ف جاب ل ونس كي الج ودة الش املة بانه ا ” ش كل تع ارفي‬
‫ﻹنج از اﻻعم ال يعتم د عل ى الق درات والمواه ب الخاص ة لك ل م ن اﻹدارة‬
‫كالع املين لتحس ين الج ودة واﻻنتاجي ة بش كل مس تمر ع ن طري ق ف رق‬
‫العمل‪.‬‬
‫ونج د ف ي التعريف ات الس ابقة المعوق ات الثﻼث ة الرئيس ية ﻹدارة الج ودة‬
‫الشاملة لكي تنجح أية منظمة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻹدارة المشاركة ‪:‬‬
‫بنانه ا تحقي ق نتيج ة ممارس ة إدارة الج ودة الش املة م ن خ ﻼل اكس اب‬
‫الع املين المه ارات وتش جيعهم عل ى الفه م الجي د لكيفي ة أدائه م لعمله م‪،‬‬
‫وتحدي د ف رص التحس ين والتط وير والمس اعدة عل ى أح داث التغيي ر‪،‬‬
‫ف اﻻعتراف بق درات ومس اهمات الع املين يمك ن أن يحس ن آداء العم ل‬
‫ويس اعد عل ى تخط ي العوائ ق التقليدي ة الت ي تف وق اﻹدارة والعم ل‪ ،‬ويتحق ق‬
‫ذلك إذا شارك العاملين مع اﻹدارة في العملية اﻹدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬تحس ين العملي ة باس تمرار‪ :‬تعن ي قب ول المكاس ب الص غيرة والهام ة‬
‫كخط وة ف ي اﻻتج اه الص حيح نح و الج ودة الش املة‪ ،‬وم ن المعت رف‬
‫ب ه أن المكاس ب الجوهري ة يمك ن تحقيقه ا م ن طري ق التحس ينات الت ي‬
‫ق د تب دو بأنه ا غي ر هام ة ولك ن التع اون ف ي اﻷج ل الطوي ل ي ودي إل ى‬
‫مكاسب ضخمة‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام فرق العمل‪:‬‬
‫أن ه ذا العنص ر يمك ن اﻷف راد المباش رة ف ي العملي ات اليومي ة للمؤسس ة‬
‫لتحس ين بيئ ة عمله م‪ ،‬ويتحق ق ذل ك بتق دير ح وافز ك ل اﻹف راد وف رق العم ل‬
‫بشكل مستمر واﻻعتراف بإنجازاتهم‪.‬‬
‫ويع رف ش وتر الج ودة الش املة بأنه ا " خل ق ثقاف ة متمي زة ف ي اﻷداء‪ ،‬حي ث‬
‫يعم ل ويك افح الم ديرون والموظف ون بش كل مس تمر ودؤوب لتحقي ق‬
‫توقع ات المس تهلك وأداء العم ل الص حيح بش كل جي د من ذ البداي ة م ع تحقي ق‬
‫الجودة بشكل أفضل وبفاعلية أكبر وفي أقصر وقت"‪.‬‬
‫ويع رف أود ج رز بأنه ا ” أكث ر م ن مج رد عملي ات اﻹدارة‪ ،‬وأته ا ثقاف ة‪،‬‬
‫طريق ة حي اة‪ ،‬م ن خﻼله ا وع ن طريقه ا ته دف المنظم ات إل ى اح داث‬
‫تغي رات اساس ية ف ي طريق ة ك ل اﻻف راد‪ ،‬ك ل الم ديرين‪ ،‬ك ل الم وظفين ف ي‬
‫اﻷداء والتصرف السليم في المنظمة‪”.‬‬
‫ويعرفه ا د‪ .‬أحم د س يف مص طفي ” بأنه ا م دخل ال ي تط وير ش امل مس تمر‬
‫يش مل كلف ة مراح ل ومج اﻻت اﻷداء ‪ ،‬ويش كل ه ذا التط وير مس ؤولية‬
‫تض امنية ل ﻸداة العلي ا واﻹدارات واﻻقس ام وف رق العم ل واﻻف راد س عيا‬
‫ﻹش باع حاج ات وتوقع ات العمي ل ‪ ،‬ويش كل نط اق الج ودة الش املة كاف ة‬
‫مراح ل التش غيل من ذ التفاع ل م ع الم ورد وم رودا ً بعملي ات التش غيل وحت ى‬
‫التعام ل م ع العمي ل” ‪ ،‬ونس تخلص م ن التعريف ات الس ابقة أن الج ودة الش املة‬
‫ه ي " جدي دة ف ي اﻹدارة يتحق ق م ن خﻼله ا اﻻس تخدام اﻻمث ل لطاق ات‬
‫المنظم ة المتاح ة ) البش رية والمادي ة ( ف ي اط ار م ن التواف ق ب ين كاف ة‬
‫الع املين به ا ) رؤس اء ‪ ،‬مرؤوس ين ( به دف الوص ول ال ى أعل ى درج ات‬
‫جودة المنتج سواء كان سلعة او خدمة بأقل تكلفة ممكنة "‪.‬‬

‫أسس الجودة الشاملة‪:‬‬


‫يتطل ب تفعي ل فلس فة إدارة الج ودة الش املة داخ ل منظم ة م ا س واء كان ت‬
‫س لعية او خدمي ة ت وافر ع دة أس س ومب ادئ تتناس ب وتتكام ل فيم ا بينه ا‬
‫لتحقي ق اه داف المنظم ة المباش رة منه ا وغي ر المباش ر منه ا‪ ،‬وذل ك عل ى‬
‫الن دي القري ب والبعي د‪ ،‬والت ي تتمث ل ف ي النه وض بمس توي اﻷداء داخ ل‬
‫المنظم ة )الم ديرون والع املون وخارجه ا الجمه ور المتعام ل معه ا( ه ذه‬
‫اﻷسس هي‪:‬‬
‫‪ ‬التخط يط الس ليم‪ :‬تعتم د إدارة الج ودة الش املة ف ي المق ام عل ى‬
‫التخط يط الس ليم ال ذي يحق ق أه داف المنظم ة ف ي إط ار امكانياته ا‬
‫المتاح ة البش رية والمادي ة م ن خ ﻼل برن امج زم ن يتمي ز بالمرون ة‬
‫ﻹج راء تحس ين ج ودة اﻷداء ويراع ي اﻻرتق اء بق درة الع املين عل ى‬
‫استيعاب مفاهيم الجودة واجراءات التغيير‪.‬‬
‫‪ ‬دع م وتأيي د اﻹدارة العلي ا لبرن امج إدارة الج ودة الش املة ‪ :‬م ن أه م‬
‫العوام ل الت ي تس اعد عل ى التطبي ق الن اجح ﻹدارة الج ودة الش املة ه و‬
‫دع م تأيي د اﻹدارة العلي ا له ا ‪ ،‬ال ذي يتب ع م ن اقتناعه ا ايمانه ا‬
‫بض رورة التط وير والتحس ين المس تمر وتعب ر ع ن ذل ك ب اﻹعﻼن ع ن‬
‫رغبته ا ف ي تطبي ق إدارة الج ودة الش املة ام ام جمي ع المس تويات‬
‫اﻹداري ة والع املين به ا واتخ اذ الخط ط والب رامج الت ي تكف ل تنفي ذ ذل ك‬
‫‪ ،‬وت وفير كاف ة اﻻمكاني ات البش رية والمادي ة الﻼزم ة لعملي ة التطبي ق‬
‫‪ ،‬وتحدي د الس لطات والمس ؤوليات وايج اد الخط وط الفاص لة بينه ا‬
‫وتأكي دا ً له ذا المب دأ يق ول ﻻ س يلز ودال ي أن اف راد اﻹدارة العلي ا ف ي‬
‫المنظم ة ه م عام ل التغي ر ال داخلي اﻻس اس اذ باس تطاعتهم تش كيل ق يم‬
‫المنظم ة وأنش اء م ا يمك ن أن تطل ق علي ة البن د التحتي ة اﻹداري ة‬
‫ﻹحداث التغير المطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬اختب ار القي ادة المناس بة ﻷعم ال إدارة الج ودة الش املة‪ :‬أن القي ادة‬
‫المﻼئم ة ﻷعم ال إدارة الج ودة الش املة داخ ل المنظم ة وخارجه ا ه ي‬
‫القي ادة الق ادرة عل ى العم ل ب روح الفري ق والت ي تجاه د م ن أج ل ت وفير‬
‫ودع م من اخ يس ود من ه العم ل الجم اعي المنس ق‪ ،‬وت ولي اهتمام ا‬
‫متوازن ا بالعناص ر البش رية والجان ب الهيكل ي ف ي التنظ يم وتح رص‬
‫عل ى غ رس الق يم اﻻيجابي ة ف ي العﻼق ات وتعظ يم مص لحة الف رد‬
‫والمنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬انتق اء العنص ر البش رية واﻻرتق اء بأدائ ه ‪ :‬ان العنص ر البش ري يش كل‬
‫مطلب ا هام ا ً نح و تطبي ق إدارة الج ودة الش املة داخ ل المنظم ة ‪ ،‬اﻻم ر‬
‫ال ذي يس توجب أن يك ون مح ل عناي ة واهتم ام ف ي جمي ع الن واحي‬
‫الخاص ة ب ه ابت داء م ن وض ع نظ ام اﻻختي ار والتعي ين وش غل الوظ ائف‬
‫وتق يم اﻷداء وب رامج التعل يم والت دريب المس تمر لكاف ة المس تويات‬
‫وفق ا ً لنوعي ة المه ارات والمع ارف الس لوكية الﻼزم ة لك ل مس توى‪،‬‬
‫فض ﻼً ع ن تهيئ ة العنص ر البش ري بالمنظم ة عل ى مختل ف مس توياته‬
‫املة‬ ‫ودة الش‬ ‫نفس يا لفه م وقب ول مف اهيم وممارس ات إدارة الج‬
‫ومردودها اﻻيجابي على العنصر البشري والمنظمة تلك‪.‬‬
‫‪:‬لم ا كان ت الج ودة الش املة ﻻ تحق ق‬ ‫‪ ‬ش مولية اﻷداء والج ودة مع ا ً‬
‫بمجه ود وامكان ات ف رد واح دا ومجموع ة مح دودة م ن اﻻف راد وأنه ا‬
‫ﻻ تقتص ر عل ى عملي ة او مرحل ة مح ددة م ن مراح ل انت اج وتق ديم‬
‫الس لعة او الخدم ة ك ان م ن الض روري أن تتض افر جه ود الع املين‬
‫ف ي المنظم ة ك ل ف ي نط اق اختصاص ه لتحقي ق الج ودة المنش ودة ف ي‬
‫كافة مراحل أنتاج وتقديم ما تنتجه المنظمة وفي كافة فروعها‪.‬‬
‫‪ ‬اتخ اذ الق رارات بن اء عل ى الحق ائق ‪ :‬تتب ع المنظم ات الت ي تعتم د عل ى‬
‫م نهج الج ودة الش املة عل ى تطبي ق ودخ ل هيكل ي لح ل المش اكل‬
‫كف رص التحس ين ويعت رف م نهج إدارة الج ودة الش املة بجمي ع اﻻف راد‬
‫المش اركين ف ي العملي ة بم ا م نهم الم ديرون التنفي ذيون ب اﻹدارة‬
‫والق وى العامل ة والعم ﻼء واﻻعت راف ايض ا ب أنهم يس تطيعون‬
‫المش اركة ف ي التوص ل ال ي حل ول ثنائي ة مفي دة وه ذا يعن ي فه م العملي ة‬
‫الت ي تؤديه ا والعملي ة الت ي يؤديه ا م ن حول ك ‪،‬وفه م الس بب ف ي‬
‫مش اكلك وجمي ع المعلوم ات والبيان ات الت ي س تبقي عليه ا قرارت ك‬
‫لتحس ين تل ك العملي ة اذ تعتم د الج ودة الش املة إل ي ح د بعي د عل ى بن اء‬
‫فري ق ممت از وعل ى اﻻتص ال الفع ال ال ذي يمك ن م ن اتخ اذ ق رارات‬
‫التحسين بناء على معلومات وبيانات مستمدة من الحقائق‪.‬‬
‫‪-3‬إدارة المعرفة‪:‬‬
‫"تعرف إدارة المعرفة بأنها مجموعة النشاطات والعمليات المنظمة التي من شأنها‬
‫مساعدة المنظمة في توليد المعرفة واختبارها‪ ،‬وتصنيفها واستخدامها ونشرها والعمل‬
‫على تحويلها منتجات " إبراهيم بدر شهاب الخالدي‪.‬‬
‫"وهي أ يضأ مجموع كل التدخﻼت الممكنة الموجهة لﻸفراد والتكنولوجيا التي تكون‬
‫مﻼئمة لتعظيم اﻹنتاج " نجم عبود نجم‬
‫التعريفين السابقين يركزان على بعدين اﻷول قائم على المعرفة الصريحة والتكنولوجيا‬
‫والثاني على المعرفة الضمنية والتفاعل اﻹنساني لذلك يجب على المنظمة اﻻعتماد على‬
‫كﻼ البعدين حتى تستطيع أن تحقق اﻻستخدام اﻷمثل ﻹدارة المعرفة‬
‫ومنه فان إدارة المعرفة تقوم المؤسسة من خﻼلها بتوليد المعرفة‪ ،‬توزيعها وتطبيقها‬
‫اعتمادا على الخبرات‪.‬‬
.
‫‪-4‬النظرية الحديثة‪:‬‬
‫‪ .1‬تعريف النظرية الحديثة‪:‬‬
‫الفكرة األساسية لهده المدرسة تعتمد علي مفهوم النظام الذي يمكن تعريفه بانه هو الوحدة‬
‫المركبة التي تجمع وتربط بين اشياء او اجزاء تشكل في مجموعها تركيب ًا كلياً موحدًا‪ ،‬والنظام‬
‫هو وحدة تتكون من أجزاء ذات عالقات متبادلة ‪,‬ولهذا فان دراسة أي جزء من هذه االجزاء‬
‫في معزل عن االجزاء االخرى ال يعطي الصورة الحقيقية المتكاملة‪.‬‬

‫‪.2‬نظرياتها‪:‬‬

‫‪ ‬نظرية النظم‪:‬‬

‫ظهرت نظرية النظم على يد عالم األحياء األلماني ‪ludwing von bertalanffy‬‬
‫فابتداء من سنوات العشرينات أشار إلى أن فهم وظائف العضوية في‬
‫ً‬ ‫)‪،(1901-1972‬‬
‫الكائنات الحية‪ ،‬ال يتم إال من خالل النظر إليها كنظام مفتوح‪ ،‬وفي سنوات الخمسينات‬
‫مجلة‬
‫تجلت بوضوح فكرة نظرية النظم؛ ففي ديسمبر ‪ 1951‬قام بنشر مقالة في ّ‬
‫ّ‬
‫‪human biology‬بعنوان النظرية العامة للنظم و التـي عرفت دراسات معمقة فيما‬
‫بعد‪ ،‬وتم نشرها في كتاب حمل نفس العنوان وذلك عام ‪ ،1968‬ثم قام علماء اإلدارة‬
‫بتطبيق هذه النظرية في مجال اإلدارة ‪.‬‬

‫فالفكرة األساسية لهذه النظرية "تعتمد على مفهوم النظام الذي يمكن تعريفه بأنه هو‬
‫الكل المنظم أو الوحدة المركبة التي تجمع وتربط بين أشياء أو أجزاء تشكل من مجموعها‬
‫تركيبا كليا موحدا‪ .‬والنظام هو وحدة تتكون من أجزاء ذات عالقات متبادلة‪ ،‬ولهذا فان‬
‫دراسة أي جزء من هذه األجزاء في معزل عن األجزاء األخرى ال يعطي الصورة الحقيقية‬
‫المتكاملة‪.‬‬

‫جديدا يهدف إلى تشكيل نماذج عامة يمكن تطبيقها على‬ ‫منهجا ً‬‫ً‬ ‫إن هذه النظرية تعد‬
‫كل النظم ًأيا كان نوعها وطبيعة العناصر المكونة لها‪ ،‬أو ًأيا كانت القوى والعالقات التي‬
‫تنظم عملها أو األهداف التي ترغب في تحقيقها‪ ،‬وبذلك فهذه النظرية تعد أداة هامة‬
‫لنمذجة العلوم‪ ،‬وذلك بالعمل على إلغاء الحواجز بين مختلف العلوم‪ ،‬من خالل البحث عن‬
‫التماثل بين المفاهيم والقوانين والنماذج التي تشتمل عليها ‪.‬‬

‫تتمثل أحد األهداف األولى لهذه النظرية‪،‬‬


‫‪ ‬أهداف النظرية العامة للنظم‪ّ :‬‬
‫في قبول فكرة أن كل شيء ال يمكن دراسته بأسلوب جاد دون األخذ في‬
‫الحسبان التفاعالت المتعددة لذلك الشيء مع محيطه في المكان‬
‫والزمان ‪.‬كما أن هناك أهدا ًفا أخرى نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫اء كانت طبيعية أو‬‫خلق اتجاه عام نحو تكامل العلوم المختلفة سو ً‬
‫مرتكز على النظرية العامة للنظم‪ ،‬هذه‬
‫ًا‬ ‫اجتماعية‪ ،‬هذا التكامل يكون‬
‫النظرية ربما تشكل وسيلة هامة للوصول إلى نظرية دقيقة في المجاالت‬
‫العلمية غير المادية‪ ،‬تطوير وتنمية مبادئ موحدة للعلوم الفردية‪ ،‬فهذه‬
‫النظرية تقربنا من وحدة العلم ‪،‬تكامل التعليم العلمي ‪.‬‬

‫‪ ‬نظرية الموقفية‪:‬‬
‫ظهرت هذه النظرية منذ بداية السبعينات‪ ،‬بعد أن تعددت الدراسات واألبحاث في‬
‫هذا المجال‪ .‬وقد أكدت هذه الدراسات أهمية المتغيرات البيئية والتكنولوجيا والقيم‬
‫االجتماعية وأثرها على طبيعة التنظيم اإلداري وأسلوب العمل المتبع في المنظمة‬
‫ودعت لوجوب تطبيق المبادئ والمفاهيم اإلدارية بشكل يتالءم مع الظروف التي‬
‫تمر بها المنظمة‪ .‬وهذا يعني أنه ليس هنالك منهج إداري يصلح لكافة أنواع‬
‫المنظمات‪ ،‬أو حتى لنفس المنظمة في مراحل تطورها المختلفة‪ ،‬وإنما يجب أن‬
‫تختار المنهج واألسلوب الذي يتالءم مع طبيعة المرحلة أو الحالة التي تمر بها‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬اهم نتائجها‪ :‬ال توجد هيكلة صالحة لكل الحاالت وكل األزمنة واألماكن‬
‫مثل ما كانت تعتقد النظرية التقليدية‪ ،‬هناك تفاعل مع البيئة‪،‬علي‬
‫المنظمة أن تتأقلم مع بيئتها‪ ،‬أصبح ينظر للمنظمة على أنها كائن يعيش‬
‫في بيئة‪.‬‬
‫‪ ‬نظرية اإلدارة باالهداف‪:‬‬

‫هي فلسفة إدارية متكاملة تقوم علي المشاركة الجماعية في تحديد األهداف‬
‫المراد تحقيقها في فترة زمنية معينة و الوسائل االزمة لتحقيقها ثم قياس و تقييم النتائج‬
‫الفعلية مقابل المتوقعة و تمر بعدة خطوات منها‪:‬‬

‫وضع الخطة‪ ،‬تنفيدو المتابعة‪ ،‬قياس اإلنتاج‪ ،‬تصحيح االنحرافات‪.‬‬

‫وعناصر تطبيق اإلدارة باالهداف هي‪:‬‬

‫‪ ‬التحلي بالواقعية والموضوعية في تحديد األهداف‪.‬‬


‫‪ ‬توفير اإلمكانيات والوسائل االزمة لتحقيق الهدف‪.‬‬
‫‪ ‬التعاون والمشاركة بين الرؤساء والمرؤوسين من اجل تحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ ‬تكوين وتحفيز العاملين‪.‬‬

‫ومعيقات تطبيق هذه النظرية‪:‬‬

‫‪ ‬تركيز علي األهداف بدل العمليات‪.‬‬


‫‪ ‬عدم واقعية األهداف او صعوبة قياسها‪.‬‬
‫‪ ‬استنزاف الوقت والجهد‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اشراك اإلدارة الدنيا في وضع األهداف‪.‬‬
‫المراجع‬
‫اب راهيم‪ ،‬س لطان ترك ي ‪ ،‬هندس ة التغيي ر‪ ،‬التعيي ر الج ذري لف ن اﻹدارة المنهجي ة‬
‫والتطبيق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪1996 ،‬‬

‫أبو مصطفى عبد الكريم ‪ ،‬اﻹدارة والتنظيم‪ ،‬بدون بلد‪ ،‬بدون دار نشر‪،2001 ،‬‬

‫المغرب ي كام ل وأخ رون‪ ،‬أساس يات ف ي اﻹدارة‪ ،‬دار الفك ر للنش ر والتوزي ع‪ ،‬عم ان‪،‬‬
‫اﻷردن‪،‬‬

‫الحكاك حسن ‪ ،‬نظرية المنظمة‪ ،‬مطبعة دار مازن‪ ،‬بغداد ط ‪2‬‬

‫ﷴ ب ن عل ي إب راهيم الرش ودي‪ ،‬بن اء نم وذج المنظم ة المتعلم ة‪ ،‬أطروح ة دكت وراة‪،‬‬
‫جامعة نايف العربية للعلوم اﻷمنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪.2007 ،‬‬

‫جب ران‪ ،‬عل ي‪" ،‬المدرس ة كمنظم ة متعلم ة والم دير كقائ د تعليم ي م ن وجه ة نظ ر‬
‫المعلم ين ف ي اﻷردن"‪ ،‬مجل ة الجامع ة اﻷس ﻼمية‪ ،‬سلس لة الدراس ات اﻹنس انية ‪ ،‬المجل د‬
‫التاسع عشر‪ ،‬العدد اﻷول‪2011 ،‬‬

‫‪.‬النس ور‪ ،‬أس ماء‪ ،‬أث ر خص ائص المنظم ة المتعلم ة ف ي تحقي ق التمي ز المؤسس ي دراس ة‬
‫تطبيقي ة ف ي وزارة التعل يم الع الي والبح ث العلم ي اﻷردني ة‪ ،‬رس الة ماجس تير‪ ،‬جامع ة‬
‫الشرق االوسط‪ ،‬اﻻردن ‪2010‬‬

You might also like