Professional Documents
Culture Documents
إعــــداد
د /عبداحلق بن خالد جيتو
مشرف المغة االنجميزية
إدارة الخدمات التعميمية بالييئة الممكية بينبع
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
د /عبدالحق بن خالد جيتو تطور الفكر اإلداري وانعكاساتو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المستخمص:
ىدفت الدراسة الحالية الى التعرؼ عمى مراحؿ تطور الفكر االداري وانعكاساتو عمى
اإلشراؼ التربوي وذلؾ مف خالؿ تتبع تطور نظريات االدارة عبر مراحميا المختمفة والتعرؼ عمى
خصائص كؿ مرحمة ,وكيؼ أسيـ ىذا التطور في تشكيؿ بنية اإلشراؼ التربوي ليكوف عمى ما
ىو عميو اآلف .كما سعت الدراسة أيضا إلى معرفة خصائص النظرية التي يحتاج الييا اإلشراؼ
التربوي الحديث ليفي بمتطمبات المجتمع والتطمعات الطموحة لرؤية .0202تناولت الدراسة
بدءا برواد المدرسة الكالسيكية (فريدريؾ تايمور وىنري فايوؿمراحؿ تطور الفكر االداري ً
وماكس فايبر) ومرو اًر بالمدرسة االنسانية وما توصؿ إليو إلتوف مايو وماري فوليت .وتناولت
الدراسة الفكر االداري لدى عمماء نظرية اإلدارة كعممية اجتماعية (جيتزلز وجوبا وتاكموت
بارسونز) وختمت الدراسة الحالية مراحؿ تطور الفكر االداري بنظرية " ,"Zكما عرضت ايضا
خصائص النظرية التي يحتاج الييا االشراؼ التربوي .وختاماً ,خمصت الدراسة إلى بعض النتائج
التي قد تسيـ في الرقي بالممارسات اإلدارية في الميداف التربوي.
وعند النظر الى طبيعة عمؿ المشرؼ التربوي ,فيتضح أف يمارس عمالً فنياً مف خالؿ
االلماـ بجميع جوانب تخصصو ومتابعة ما يتصؿ بو مف مستجدات عممية ,الى جانب ممارسة
العديد مف العمميات اإلدارية كالتنظيـ والتنفيذ والتخطيط والمتابعة والتقويـ .وىو ما جعؿ االشراؼ
التربوي أحد أبرز وظائؼ اإلدارة التربوية .وتتزايد الحاجة لإلشراؼ التربوي وجيود المشرؼ
التربوي بتعاظـ الطموح والتوقعات مف النظاـ التعميمي .فقد أطمقت المممكة العربية السعودية عاـ
0222رؤية 0202الطموحة والتي تضمنت اىدافاً استراتيجية لمتعميـ كاف مف أبرزىا توفير
فرص التعميـ لمجميع في بيئة تعميمية مناسبة ,ورفع جودة المخرجات ,وتشجيع اإلبداع واالبتكار,
وتنمية الشراكة المجتمعية ,واالرتقاء بميارات وقدرات منسوبي التعميـ .وكؿ ذلؾ يمس عمؿ
المشرؼ التربوي في المقاـ االوؿ ,فيو حمفة الوصؿ بيف االدارة التعميمية العميا واالدارة التعميمية
عمى المستوى االجرائي ,ينقؿ الى الميداف التربوي التوجيات االستراتيجية الحديثة ,ويبث في
أرواح المعمميف العزيمة ويبعث فييـ اليمـ ,ويعدىـ لمرحمة جديدة مف خالؿ تطويرىـ وصقؿ
مياراتيـ بما يتناسب مع أىداؼ رؤية .0202وىو ما يتطمب مبادرات بناءة وخطط تطويرية
ىادفة واساليب فاعمة في التنفيذ وطرؽ موضوعية في التقويـ ,وبذلؾ يصبح عمؿ المشرؼ
التربوي عمالً مؤسسياً مينياً قائماً عمى أسس نظرية وفمسفة تربوية سميمة .وتسعى الدراسة
الحالية لمتعرؼ عمى انعكاسات تطور الفكر اإلداري عمى ممارسات اإلشراؼ التربوي ,وذلؾ مف
خالؿ اإلجابة عمى التساؤالت التالية:
ما انعكاس تطور الفكر التربوي عمى ممارسات اإلشراؼ التربوي؟
ما خصائص النظرية التي يحتاج إلييا اإلشراؼ التربوي؟
أىمية الدراسة:
تكمف أىمية الدراسة الحالية في أنيا تمثؿ تحميالً موضوعياً عممياً لتطور نظريات
االدارة وذلؾ مف أجؿ معرفة األسس اإلدارية التي تأسس عمييا االشراؼ التربوي .كما يؤمؿ مف
الدراسة الحالية أف تكوف مرجع ًا لمممارسيف التربوييف والباحثيف والمنشغميف بعموـ التربية في
التعرؼ عمى خصائص النظرية اإلدارية التي يحتاج إلييا االشراؼ التربوي المعاصر .كما انيا
قد تفيد المسؤوليف بو ازرة التعميـ والقائميف عمى برامج التطوير الميني التربوي تصو اًر واضحاً
ألبرز الميارات الالزمة لرجؿ اإلدارة التربوية.
مصطمحات الدراسة:
االشراف التربوي :عرفو العياصرة ( )022٢بأنو "عممية تربوية قيادية إنسانية تعاونية
توجييية تسعى إلى مساعدة المعمميف عمى النمو الميني لتحسيف نوعية التعميـ والتعمـ؛ لكي يكوف
أكثر فاعمية وقدرة عمى توجيو النمو المستمر لكؿ تمميذ نحو المشاركة األكيدة في بناء المجتمع
الديمقراطي الحديث" ص .22
لإلجابة عمى تساؤل الدراسة األول حول انعكاس تطور الفكر التربوي عمى ممارسات
اإلشراف التربوي:
سيتـ تناوؿ مراحؿ تطور أبرز نظريات اإلدارة وانعكاساتيا عمى اإلشراؼ التربوي
تضمف عمـ اإلدارة نظريات متعددة االتجاىات والمنطمقات ,اىتمت بعضيا باإلنتاجية
وسبؿ زيادتيا في حيف ركزت األخرى عمى تنظيمات واجراءات المؤسسة ,وتوجو البعض اآلخر
نحو احتياجات العامميف ومحفزاتيـ .أما بعض النظريات فسمطت االىتماـ عمى البيئة المحيطة
وظروفيا .وذلؾ تأث اًر بأيدولوجية اإلدارة العامة السائدة في ذلؾ الوقت والثورة الصناعية التي
قامت في أوروبا خالؿ القرف العشريف (فمية وآخروف .)22 :0222 ,وكؿ ىذه النظريات واف
اختمفت توجياتيا فإنيا تستيدؼ تطوير العمؿ ,وزيادة فاعمية األشخاص ,ورفع معدالت أدائيـ.
أما اإلشراؼ التربوي فتطورت فمسفتو تطو اًر واضحاً نتيجة لمعديد مف الجيود التي سعت
إلى تحسينو ورفع كفايتو عمى نحو يؤدي إلى تطوير نوعية التعميـ ورفع مستواه (البستاف:022٢ ,
.)00٢والمتتبع لمراحؿ تطور اإلشراؼ التربوي يمحظ ارتباطو بمراحؿ تطور نظريات اإلدارة,
فارتبط بداية بمفيوـ التفتيش واستخداـ السمطة واتخاذ اإلجراءات اإلدارية بحؽ المخالفيف الذيف
يخرجوف عف نطاؽ ما حدد ليـ ,ثـ ارتقى إلى مرحمة تالية تيتـ بالعالقات اإلنسانية وتيدؼ إلى
تحسيف عمؿ المعمـ وأدائو ومساعدتو في تنمية قدراتو وحؿ مشكالتو في إطار االحتراـ والتفاعؿ
اإلنساني ,ثـ آؿ نياية المطاؼ ليكوف عمى ما ىو عميو اآلف ييدؼ إلى تحسيف العممية التعميمية
برمتيا .وسأستعرض ما قدمتو أبرز مدارس نظريات اإلدارة مف المنظوريف
(الكالسيكي ,والحديث) ,وانعكاساتيا عمى اإلشراؼ التربوي ,عمى النحو التالي:
أوالً:المدرسة الكالسيكية
يعتبر كؿ مف فريدريؾ تايمور وىنري فايوؿ وماكس فايبر رواد المدرسة الكالسيكية حيف
بدأوا أعماليـ في بحث سبؿ الرقي بإنتاجية العماؿ في المصانع بداية القرف المنصرـ وقد ركز
كؿ واحد منيـ عمى جانب معيف سيتـ تناولو بشيء مف التفصيؿ:
( )20 :0222أبرز مبادئ نظريػة تػايمور وىػي :التخصػص الػدقيؽ فػي العمػؿ ,واحػالؿ األسػموب
العمم ػػي ف ػػي أداء كػػؿ عنصػػر مػػف عناصػػر العمػػؿ ,واختي ػػار العػػامميف وتػػدريبيـ لتحسػػيف الكفػػاءة
االنتاجيػػة ,وتعػػاوف اإلدارة والعمػػاؿ لتحقيػػؽ أىػػداؼ العمػػؿ ,وتحديػػد المسػػؤوليات وتوزيػػع العمػػؿ,
وربط األجر باألداء ,واحكاـ اإلشراؼ.
-3النظرية البيروقراطية:
ورائدىا العالـ األلماني ماكس فايبر حاوؿ مف خالليا توفير أعمى حد لمفاعمية ,فوضع
فايبر مجموعة قواعد وأسس ومبادئ لتنظيـ سير العمؿ في المؤسسات وتحقؽ دقتو وتحكـ
السيطرة والرقابة عمى تنفيذه وتحقيؽ فاعمية عالية المستوى ,ولخص العمايرة ( )21 :0220أبرز
المبادئ اإلدارية التي تضمنتيا نظرية فايبر وىي" :التدرج في الوظائؼ حسب االختصاصات,
توزيع العمؿ بناء عمى التخصص ,عدـ التحيز لألشخاص استخداـ األشخاص بناء عمى
مؤىالتيـ وخبراتيـ ,التوثيؽ الكتابي لمسجالت ,السرية في العمؿ وااللتزاـ بيا" ,وبالرغـ مف
اإليجابيات التي حققتيا ىذه النظرية إال أف ليا العديد مف العيوب مف أبرزىا أنيا تسببت
بإضعاؼ روح المبادرة واستخداـ التسمط واألسموب المركزي وعدـ فاعمية االتصاالت
(نور اهلل.)02 :2110,
في ويتضح من خالل االستقراء السريع ليذه النظريات الثالث أن الفكر اإلداري
المدرسة الكالسيكية إتسم بما يمي:
وبالنظر إلى سمات مرحمة التفتيش التي أوردىا الطعاني ( )21: 1002فإنو يظير
جمياً تأثرىا بالمدرسة الكالسيكية:
تركز السمطة في يد المفتش ويتمثؿ دوره في إعطاء التوجييات واإلرشادات لممعمميف وعمى
المعمميف التنفيذ.
التركيز عمى المتابعة والمحاسبة والفحص والتقييـ.
النمطية :ال يسمح لممعمميف باإلبداع واالبتكار فالمفتش يقرر ماذا يتعمـ الطالب.
إغفاؿ جانب العالقات اإلنسانية.
ويتضح مما سبؽ ,انعكاس مبادئ المدرسة الكالسيكية عمى ممارسات اإلشراؼ التربوي
إباف حقبة التفتيش ,إذ أتسمت ممارسات المفتش بالبيروقراطية والمركزية وكاف جؿ عممو التفتيش
عمى طريقة عمؿ المعمميف وتوجيييـ دوف تطوير بقية أساليب العمؿ أو تحسيف شامؿ ألركاف
العمؿ التربوي .مما جعؿ المعمـ يعتمد عمى التمقيف وميارات التفكير الدنيا في عرض الدروس
وأصبح يمارس عممو بشكؿ روتيني بعيداً عف التجديد والتطوير ,وىذا ما ظير جمياً عمى
مخرجات العممية التعميمية .فشعر رواد التربية أف ىذه المبادئ والمفاىيـ ال تحقؽ أىداؼ التربية
بالشكؿ المأموؿ (فمية وآخروف ,)22 :0222 ,وبدأ التربويوف يبحثوف عف أساليب جديدة في
إدارة العمؿ التربوي تحقؽ الرقي بممارسات العممية التعميمية ومخرجاتيا ,وتضمف إقباؿ وحماس
العامميف بفاعمية نحو مزيد مف االنتاجية .فجاءت المدرسة الحديثة بنظرياتيا المتعددة وحققت
الكثير مما كاف يصبوا إليو التربويوف ,وىذا ما سيتـ تناولو في المحور التالي.
التركيز عمى أىمية السموؾ اإلنساني ,وأف ىناؾ نوعيف مف الدوافع توجو الفرد نحو القياـ
بعمؿ م عيف :إما الحصوؿ عمى إشباع أكبر أو تجنب نقص مف حاجة معينة .ويتحقؽ ذلؾ
مف خالؿ إقناع الفرد بأف العمؿ المطموب القياـ بو سيؤدي إلى زيادة في اشباع حاجاتو أو
سيجنب التخفيض في اشباع حاجاتو.
الحاجة إلى تقدير الذات واالحتراـ أي أف الفرد يرغب دائماً في أف يعامؿ باحتراـ وتقدير.
مما يعني أىمية استخداـ الفرد بأكممو واشباع طاقاتو وقدراتو وليس فقط استغالؿ قوتو
الجسمية.
الفروؽ الفردية بيف العامميف في المؤسسة ,ويجب أف يوظؼ ىذا الجانب في حث األفراد
عمى العمؿ لموصوؿ إلى رضاىـ عف طريؽ معاممتيـ بما يتناسب مع قدراتيـ ,فمكؿ فرد
خصائص مميزة ولكؿ فرد شخصيتو المستقمة.
ويظير تأثر مرحمة التوجيو التربوي بمبادئ وأفكار النظرية اإلنسانية ,في التوجو نحو
االىتماـ بالعالقات اإلنسانية بيف المشرؼ التربوي والمعمـ مف أجؿ زيادة دافعيتو لمعمؿ واالىتماـ
بتمبية احتياجاتو ,وأشار الحقيؿ ( )212 :2112أف تركيز العمؿ في مرحمة التوجيو التربوي كاف
منصباً عمى تحسيف العالقة بيف الموجة التربوي والمعمـ متمحو اًر حوؿ أداء المعمـ داخؿ الفصؿ.
وأصبح االىتماـ قائماً حوؿ بناء عالقة إيجابية إنسانية بيف الموجو التربوي والمعمـ لبناء ثقتو
بقدراتو وتحفيز دافعيتو واشباع حاجاتو وصوال لتحقيؽ أىداؼ العممية التعميمية .وقد أُخذ عمى
ىذه المرحمة أف المبالغة في االىتماـ بالعالقات اإلنسانية جعؿ ىدؼ إشاعة الشعور بالرضا بيف
العامميف فوؽ األىداؼ العامة لممؤسسة لمتعميمية .فقد أشار البابطيف ( )21 :0222إلى العديد
مف الم خذ عمى تطبيؽ مفاىيـ حركة العالقات اإلنسانية في مجاؿ التربية والتعميـ ,منيا:
ونتيجة ليذه السمبيات بدأ المنشغميف بالتربية بالتوجو نحو تطوير مفيوـ التوجيو التربوي
ليحقؽ التوازف بيف حاجات المعمـ وتحقيؽ أىداؼ العممية التعميمية وىو ما مثؿ مرحمة التوجو
نحو نظرية اإلدارة كعممية اجتماعية.
نموذج جيتزلز ( :)Getzelzوينظر إلى اإلدارة عمى أنيا تسمسل ىرمي لمعالقات بين
الرؤساء والمرؤوسين في إطار نظام اجتماعي ،وأن ىذا النظام االجتماعي يتكون من
جانبين ىما:
نموذج جوبا ( :)Gubaوينظر إلى رجل اإلدارة عمى أنو يمارس سمطة ممنوحة لو
من مصدرين:
األول :الدور الذي يمارسو (المركز الذي يشغمو) ويمثؿ قوة رسمية.
وعميو فإف كؿ رجاؿ اإلدارة لدييـ القوة الرسمية بحكـ ما يشغمونو مف مناصب ,لكف
ليس الكؿ لديو قوة التأثير ,لذا فإف مف يممؾ القوة الرسمية فقط يكوف في الواقع قد فقد نصؼ
قوتو اإلدارية .ورجؿ اإلدارة الناجح ىو مف يمتمؾ القوة الرسمية وقوة التأثير ,ولديو القدرة ألف
يوازف بينيما.
التأقمم أو التكيف :ويعني تكييؼ المنظمة مع نفسيا ومع البيئة الخارجية. o
تحقيق اليدف :بمعنى تحديد األىداؼ وتوظيؼ الوسائؿ واالمكانيات لتحقيقيا. o
التكامل :أي تكامؿ األدوار والعالقات داخؿ المنظمة. o
الكمون :وتعني حفاظ المنظمة عمى استم اررية مقوماتيا. o
ومما سبؽ يتضح أف نظرية اإلدارة كعممية اجتماعية مف أبرز النظريات اإلدارية التي
انعكست مفاىيميا عمى اإلشراؼ التربوي ,ألف النظاـ التربوي أقرب ما يكوف إلى األنظمة
االجتماعية وعمى المشرؼ التربوي أف يعي حاجة ومتطمبات العمؿ وأف يعمؿ عمى إيجاد التوازف
بينيا وبيف حاجات المعمميف والعامميف في الميداف التربوي وىو ما يمثؿ تحقيؽ األىداؼ
المنشودة لكال الطرفيف .كما ينبغي عمى المشرؼ التربوي أف يدرؾ أنو يعامؿ المعمميف مف
خالؿ منظوريف ,ىما منظور االنظمة والموائح الوظيفية ومنظور قوة التأثير الشخصي والعالقات
اإلنسانية ,والحكمة تقتضي الموازنة بينيما .وتعد مرحمة اإلشراؼ التربوي مف أبرز المراحؿ التي
تأثرت بشكؿ مباشر بمفاىيـ ىذه النظرية .فأصبح اليدؼ الرئيسي لإلشراؼ التربوي في ىذه
المرحمة تحسيف العممية التعميمية ككؿ واالىتماـ بالموقؼ التعميمي بجميع جوانبو ,فقد أشار
العطاري ( )01 :0222أف اإلشراؼ التربوي يقوـ عمى الدراسة واالستقصاء بدالً مف التفتيش,
ال مف التركيز
ويشمؿ جميع عناصر العممية التربوية مف مناىج ووسائؿ ومعمـ ومتعمـ وبيئة بد ً
عمى المعمـ وحده .كما ذكره البابطيف ( )20 :0222أف ىدؼ اإلشراؼ التربوي يكمف في
مساعدة العامميف في المؤسسات التربوية ورفع مستوى مياراتيـ وفاعميتيـ إلى أقصى درجة
ممكنة ,والدمج والتنسيؽ بيف حاجات العامميف كأفراد وحاجات العمؿ المدرسي كمؤسسة ,وربط
نمو وتطور نظاـ التعميـ بفاعمية منسوبيو كأفراد وجماعات.
عودا عمى بدء ,إف الوقوؼ عمى المراحؿ التي تأثر بيا مفيوـ اإلشراؼ التربوي بدءا
مف مرحمة التفتيش التي ارتبطت بالمدرسة الكالسيكية وروادىا ,والتي جعمت ممارساتو تتجو نحو
النمط التقميدي ,ومرو ار بمرحمة التوجيو التربوي ونظرية العالقات اإلنسانية التي وجيت االىتماـ
انتياءا بمرحمة اإلشراؼ التربوي بوضعو الحالي والذي
نحو حاجات المعمـ ورضاه الوظيفي ,و ً
انبثؽ مف نظرية اإلدارة كنظرية اجتماعية التي تنشد التوازف بيف حاجات المعمميف وأىداؼ
المؤسسة التعميمية ,يوضح الخمفية التي تأسست عمييا طبيعة اإلشراؼ التربوي ومدى ارتباطيا
بتطور نظريات اإلدارة .وسيتـ اآلف تناوؿ ما خمص اليو الفكر اإلداري الياباني
تنسب ىذه النظرية لمعالـ الياباني وليـ أوتشي ,وتجمع ما بيف مزايا النظرية ()Y
ومفاىيـ اإلدارية اليابانية التي بمنح العامميف الحرية والثقة وما يقابؿ ذلؾ مف والء العامميف
الشديد لممؤسسة ,ونزعتيـ نحو العمؿ الجماعي (نصر اهلل وآخروف .)22 :2111 ,ولقد حققت
ىذه النظرية نجاحاً باى اًر كما سجمت الشركات اليابانية المطبقة لمبادئيا إنتاجية أعمى مف
مثيالتيا األمريكية.
وبالرجوع إلى ما خمص إلية العمايرة ( )20 :0220ونصر اهلل وآخروف ()22 :2111
وىارتماف ( )Hartman, 2013: 15و تاكاتش ( )Tackach, 2014: 4يمكف القوؿ بأف أىـ
مبادئ نظرية ( )Zىي:
ويتضح مف ىذه المبادئ أف نظرية ( )Zاىتمت بجميع العوامؿ التي تؤثر في نجاح
العمؿ .وربما استفادت مف إيجابيات ما أنتجو الغرب مف نظريات ,وتجنبت ما وقع فيو مف
سمبيات ويظير ذلؾ جمياً مف خالؿ ما وصمت إليو الصناعة اليابانية مف جودة واتقاف ,ونجاح
المجتمع الياياني في معظـ الجوانب االقتصادية والثقافية واالنسانية .ويرى الباحث أف مف أبرز
الجوانب التي ساعدت عمى فاعمية ىذه النظرية ونجاحيا أنيا كانت قائمة عمى قيـ المجتمع
الياباني وارتبطت بسماتو الثقافية والحضارية .وىذا ما يجب أف تكوف عميو النظرية
االدارية الناجحة.
التوصيات:
من خالل ما توصمت إليو الدراسة ،يوصي الباحث بما يمي:
-2عمى المنشغميف بالتربية االستفادة مف قيـ ومثؿ القرآف الكريـ والسنة النبوية المطيرة لبناء
نظرية إسالمية تمبي احتياجات الميداف التربوي.
-0يجب عمى الباحثيف العرب العمؿ عمى بناء نظرية إدارية تشتؽ مفاىيميا مف البيئة
العربية.
-0ينبغي عمى المشرفيف التربوييف تجنب العمؿ االجتيادي القائـ عمى المحاولة والتجريب؛ لما
فيو ىدر لمماؿ والوقت والجيد ,وتوظيؼ األساليب العممية التي ثبتت فاعميتيا باألدلة
التطبيقية.
-2ضرورة أف يتخير المشرؼ التربوي مف نظريات اإلدارة ما يناسب الموقؼ وظروؼ بيئة
العمؿ لتوجيو الممارسات التربوية.
-2عمى المشرفيف التربوييف إدراؾ أف االصالح ال يتحقؽ مف خالؿ الرقابة والمتابعة وانما مف
خالؿ استصالح السموؾ والتنمية المينية المتكاممة.
:المراجع االجنبية
Helfer, j.p, Management Strategies at Organisations, 3rd Edition,
paris, Vibert, 2000, 374.