You are on page 1of 14

2023

‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪2‬‬

‫عنوان الك تاب‪ :‬البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬


‫أ‬
‫الطبعة الولى‪2023 :‬‬
‫اإليداع القانوني‪Dépôt Légal: 2023MO3081 :‬‬
‫ردمك‪ISBN: 978-9920-41-990-1 :‬‬
‫مطبعة‪ :‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط (المغرب)‬
‫حقوق الطبع محفوظة‬
‫صورة الغالف‪ :‬المكي أازروف‬
‫لوحة الغالف من إعداد‪ :‬بالل سنوني‬
‫تصفيف‪Noure.lachgar@gmail.com :‬‬

‫‪2‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪3‬‬

‫البحث ر‬
‫التبوي التدخل‬
‫مناهج وتقنيات‬

‫تنسيق‪:‬‬
‫محمد الراشيدي‬ ‫توفيق فائق‬
‫نورالدين لشكر‬

‫‪3‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪7‬‬

‫تقديم‪:‬‬
‫أ‬
‫تاسست المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين على براديغم "عملي‪-‬نظري‪-‬عملي"‪ ،‬وهو براديغم‬
‫جديد في مجال تكوين أاطر التربية بالمغرب‪ ،‬سيؤدي إلى إحداث تعديالت جوهرية في مناهج مؤسسات‬
‫أ‬
‫تكوين الطر العليا لقطاع التعليم‪ ،‬وخاصة سلكي التدريس واإلدارة التربوية‪.‬‬
‫أ‬
‫أاولى هذه التعديالت‪ ،‬دمج التكوينين الجامعي‪-‬ال كاديمي والمهني في مسار واحد‪ ،‬تماما كما هو‬
‫يبدا من الجامعة‪ ،‬مركز التكوين ثم المؤسسة‬ ‫الحال في أانظمة تربوية دولية‪ .‬أاي مسار تكويني مندمج أ‬
‫التعليمية‪ ،‬وهو ما يعرف ب "‪ ."La mastérisation‬وهذا المسار مكون من خمس سنوات‪ ،‬تتداخل فيه ثالث‬
‫مؤسسات‪.‬‬
‫ثاني هذه التعديالت‪ ،‬اختصار الك فايات المهنية المطلوبة في المدرس الجديد‪ ،‬في ك فايات منهجية‬
‫أ‬
‫بالساس‪ ،‬أاي ك فايات تجيبنا على السؤال الديداك تيكي التقليدي (كيف ندرس؟)‪ ،‬وهو سؤال ميداني بالدرجة‬
‫أ‬
‫الولى‪ ،‬على أاساس أان سؤالي (ماذا ندرس؟) و (من ندرس؟) هما سؤالن ل تتوقف اإلجابة عنهما على المدرس‬
‫لوحده‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فالسؤال الول (ماذا ُن ّدرس؟) تجيب عنه في المقام الول السلطة الحكومية المكلفة بوضع المناهج‬
‫والبرامج الدراسية‪ .‬وسيكون على المدرس الجديد تكييف معارفه وتطويرها في إطار برنامج للتكوين الذاتي‪ .‬أاما‬
‫سؤال (من ُندرس؟) فيحيل إلى مرجعيات علمية وقانونية ومؤسساتية متداخلة‬
‫(التلميذ‪/‬المتعلم‪/‬القاصر‪/‬الطفل‪/‬المراهق‪/‬المواطن‪ .)..‬وهي مرجعيات أايضا ينبغي أان تكون في رزنامة‬
‫التكوين الذاتي للمدرس الجديد‪.‬‬
‫اختصار الك فايات المهنية في الك فايات المنهجية‪ ،‬سيؤدي إلى أان مهنة التدريس أاضحت أاك ثر‬
‫وضوحا‪ .‬فالمدرس هو شخص يربي ُويعلم ب"تخطيط وتدبير وتقييم"‪ ،‬وهذه الفعاليات الثالث مرتبطة بشكل‬
‫أ‬
‫وثيق بالعمل الميداني داخل المؤسسات التربوية‪ ،‬لنها تؤدي في المحصلة لما نسميه "العملية التعليمية‪-‬‬
‫التعلمية"‪ .‬وهي عملية دائرية متكاملة ل وجود فيها للتخطيط المثالي ول للتدبير المطلق ول التقييم المنصف‪،‬‬
‫إنما هي عملية تصحيح مستمرة‪.‬‬
‫ثالث هذه التعديالت‪ ،‬وهي مرتبطة بما سبق‪ :‬اعتبار العمل الميداني الفيصل في تجويد التكوين‬
‫أ‬ ‫ُ‬
‫"الم َمهنن"‪ ،‬ومن ثمة تم وضع توصيفات لمجزوءات التكوين بشكل مرن يتيح لالطقم اإلدارية والتربوية‬
‫لمؤسسات التكوين تعديلها وفق الحاجيات والمالحظات والصعوبات والكراهات التي يسجلها ويواجهها‬
‫المتدرب في المؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫وبما أانه ل توجد وصفة واحدة ووحيدة لكيفية التدريس‪ ،‬ووصفة ثابتة ونهائية لكيفية تحفيز‬
‫المتعلمين على التعليم والتعلم‪ ،‬فإن "المدرس المهني" هو باحث بالضرورة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪8‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫فهو أاول‪ ،‬باحث بالمعنى ال كاديمي لكونه مضطر لتاطير ممارساته وتدخالته تاطيرا علميا بعيدا عن‬
‫الرتجال والنفعال‪( ،‬نظريات تعلم‪ ،‬نظريات سيكولوجية وسوسيولوجية‪ ،‬معارف تخصصية‪ ،) ..‬وهذا ما‬
‫أ‬
‫يجعل من ممارسته لمهنته ممارسة متبصرة ‪ ،Reflexive‬وثانيا لنه منصت جيد وقارئ ذكي للميدان‪ .‬وهذه ل‬
‫أ‬
‫تتحقق إل بالبحاث الميدانية التدخلية‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لمبدا "البقاء لالثر"‪ ،‬أابى ثلة من الساتذة المكونين والمدرسين‬‫انطالقا مما سبق‪ ،‬وانتصارا أ‬
‫أ‬
‫والمتدربين ببعض المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين‪ ،‬إل ان يتوجوا مسار موسمهم التربوي والتكويني‬
‫بمساهمة في مجال النتماء‪ ،‬تحليال ونقدا‪ ،‬في أافق تجويد هندسة التكوين التي تحدثنا عنها بعجالة أاعاله‪.‬‬
‫أ‬
‫لذلك تروم نواة فكرة هذا الك تاب إنتاج كراسة لعموم الساتذة المتدربين في المواسم المقبلة‪،‬‬
‫أ‬
‫تتناول إحدى وحدات التكوين الساسية بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين‪ ،‬وهي البحث التربوي‬
‫التدخلي‪ ،‬ليس فقط إلظهار أاهميته‪ ،‬ولكن أايضا لمعرفة خصوصياته ورهاناته ومناهج إنجازه بما يتيح للمدرس‬
‫الجديد أان يكون مدرسا مهنيا‪.‬‬
‫تم تناول هذه التيمة عبر أاربع محاور أاساسية‪ ،‬حيث حرص منسقو هذا العمل على أان تستجيب‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لالسئلة الساسية المتعلقة بالبحث التربوي التدخلي‪ ،‬حيث كانت أاسئلة هذا الك تاب تدور حول اإلطار‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫النظري لهذا النوع من البحوث‪ ،‬وتمييزه عن النواع الخرى من البحوث‪ ،‬أ(اكاديمية‪ ،‬جامعية‪ )... ،‬ثم بعض‬
‫أ‬
‫المناهج المعتمدة في إنجازه‪ ،‬وكذا بعض التقنيات المستعملة أاثناء البحث‪ ،..‬بينما اهتم المحور الخير من‬
‫أ‬
‫هذا الك تاب‪ ،‬بعرض بعض أانظمة التهميش المعتمدة في البحوث بشكل عام‪ ،‬ثم الجوانب الخالقية المرتبطة‬
‫بها‪.‬‬
‫أ‬
‫وإذ نقدم هذا المنجز‪ ،‬ترجو أان يجد فيه المهتم ما يفيد‪ ،‬من عموم المهتمين بالبحاث التربوية‬
‫أ‬
‫التدخلية‪ ،‬وخاصة منهم الساتذة المتدربين‪ ،‬واإلداريين‪ ،‬أواطر الدعم التربوي والجتماعي والنفسي وباقي‬
‫الفاعلين في المنظومة التربوية‪.‬‬
‫المصطفى المورادي‪ :‬رئيس شعبة الفلسفة بالمركز الجهوي‬
‫لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سال القنيطرة‬
‫متخصص في قضايا التربية والتعليم‬

‫‪8‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪11‬‬

‫‪ -1‬البحث التربوي التدخلي‪ ،‬مدخل نظري‪.‬‬


‫‪Action Research in Education, a Theoretical Approach‬‬
‫محمد الراشيدي‪ERRACHIDI MOHAMED 1‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫أ‬
‫يروم هذا المقال تقديم رؤية عامة لما يعرف بالبحث التدخلي‪ ،‬والذي صار من الدوات الفعالة والناجعة في‬
‫فك بعض الصعوبات والمشاكل التي تنطوي عليها المنظومة التربوية في بالدنا‪ ،‬فمن خالله يتمكن الفاعل‬
‫التربوي من الشتغال على فهم وحل المشاكل التي تواجهه في مساره المهني‪ .‬نقدم من خالل هذه الورقة‬
‫مجموعة من المبادئ والشروط التي ينبني عليها البحث التربوي التدخلي‪ ،‬وكذا بعض الفوارق بينه وبين‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫البحث ال كاديمي الساسي‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪This article aims to give an overview of what is called action research, which has become‬‬
‫‪one of the effective tools to solve some difficulties and problems related to the educational‬‬
‫‪system of our country. Through this article, we present a set of principles and conditions‬‬
‫‪on which action research in education is based, as well as some differences between it and‬‬
‫‪basic academic research.‬‬
‫‪ .1‬تقديم‬
‫الطرق أ‬
‫المثل إلدماج‬ ‫إن اهتمام اإلنسان بالتربية منذ بدء حياته الجتماعية‪ ،‬جعله يبحث عن‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الفراد الجدد في المجتمع بشكل سلس‪ ،‬عبر نقل الموروث الثقافي من الجيال السابقة إلى الجيال الالحقة‪،‬‬
‫إل أان هذه العملية التي يكون اإلنسان موضوعها الرئيس تعتريها مجموعة من الصعوبات يتعلق بعضها بما هو‬
‫ذاتي نفسي‪ ،‬وبعضها الخر اجتماعي عالئ قي‪ ،‬واخر اقتصادي‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لقد ازداد المر تعقيدا عندما انتقل فعل التربية من المستوى العفوي الذي ارتبط بالسرة أاو جماعة‬
‫أالقران‪ ،‬إلى المستوى المنظم المتجسد في المدرسة‪ ،‬حيث صارت عملية التربية مرتبطة بخطوات وطرق‬
‫متفق حولها من طرف فاعلين ومتدخلين فوضت لهم هذه المهمة‪ .‬إن هذا التنظيم الذي باتت تعرفه عملية‬
‫أ‬
‫التربية يكون أاحيانا هو نفسه العائق الذي يحول دون إتمام مهمة التنشئة الجتماعية‪ ،‬وبالتالي إدماج الفراد‬
‫في المجتمع‪ ،‬فكل محاول للتنظيم ‪ Ordre‬ينطوي على نوع من اإل كراه ‪ Ordo2‬مما يؤدي إلى ظهور السلوكات‬

‫‪ 1‬دك توراه في علم الجتماع‪ ،‬ذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين‪ ،‬جهة الرباط‪ -‬سال‪ -‬القنيطرة‪.‬‬
‫‪ 2‬معجم ‪ ،Larousse‬النسخة اللك ترونية‪ ،‬تم زيارته يوم ‪2023/06/16‬‬
‫‪https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/ordre/56375‬‬
‫‪11‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪12‬‬

‫أ‬
‫لدى بعض الفراد المستهدفين من عملية التربية‪ ،‬أاقل ما يمكن أان توصف به هو أانها تعيق هذه العملية‬
‫بشكل مطلق أاحيانا‪ .‬ومن بين السلوكات التي تحضر بشدة داخل فضاء المدرسة أاو أاثناء عملية التعلم والتربية‬
‫‪1‬‬
‫نذكر قلة التركيز‪ ،‬الشغب‪ ،‬العنف المدرسي‪ ،‬الغش‪ ،‬الهدر المدرسي‪ ،‬والفشل الدراسي‪...‬‬
‫أامام تزايد هذه السلوكات وتحولها إلى ظواهر تربوية أاصبح من الالزم البحث عن طرق معينة لفهمها‬
‫والحيلولة دون تفاقمها‪ ،‬وتحقيقا لهذه الغاية ابتكر مجموعة من العلماء في تخصصات متعددة ما بات يعرف‬
‫أ‬
‫بالبحوث اإلجرائية او التدخلية ‪،Action Research2‬حيث يوفر البحث التدخلي مساحة واسعة من المعرفة‬
‫حول الموضوعات المتعلقة بالتعليم والتعلم‪ ،‬والمناهج الدراسية‪ ،‬أواساليب التقييم‪ ،‬وكذا الحتياجات‬
‫أ‬
‫المعرفية والعاطفية للطالب‪ ،‬باإلضافة إلى تاثير العوامل الثقافية والجتماعية والقتصادية للتلميذ على‬
‫أ‬
‫التحصيل الدراسي‪ ،‬والعديد من العوامل الخرى التي تعتبر قابلة للتطبيق لتحسين الحياة المدرسية‪ .‬تعتبر‬
‫البحوث التدخلية إذن وسيلة ناجعة وسريعة لفهم ظاهرة تربوية معينة داخل حيز جغرافي واجتماعي محدد‪،‬‬
‫ومحاولة الحد منها إن كانت سلبية أاو تعزيزيها إن كانت إيجابية مثل التفوق الدراسي الذي تشهده بعض‬
‫أ‬
‫القسام أاو الشعب الدراسية‪.‬‬
‫المحور الول‪ :‬ا إلطار النظري والمنهجي للبحث التدخلي‬
‫‪ .1‬تعريف البحث التدخلي‬
‫البحث التدخلي أاو اإلجرائي هو منهج للبحث التربوي يشيع استخدامه من قبل الممارسين‬
‫التربويين والمهنيين لفحص أاساليبهم التربوية وممارستهم وتحسينها في نهاية المطاف‪ .‬بهذا المعنى‪ ،‬يمثل‬
‫والتامل الذاتي النقدي الذي يمارسه المدرس ً‬ ‫أ‬ ‫البحث اإلجرائي ً‬
‫يوميا في غرفة الصف‪ .3‬إن البحث‬ ‫امتدادا للتفكير‬
‫اإلجرائي أاو التدخلي طريقة تجمع بين العمل أاو اإلجراء والبحث‪ .‬أاي العمل إلحداث تغيير في مجتمع أاو منظمة‬
‫أاو برنامج ما‪ ،‬والبحث لزيادة فهم الحدث موضوع الدراسة أاو محاولة تغييره‪ .‬ويختلف البحث اإلجرائي في كونه‬
‫نتاجا ً‬
‫ثانويا‬ ‫يركز على العمل أاو اإلجراء بخالف البحوث أالخرى التي تركز على تصميم البحث ويكون فيها العمل ً‬
‫ويكون همها نشر النتائج لقطاع أاوسع من مجتمع الدراسة‪.4‬‬
‫بالنسبة للبحث اإلجرائي في التربية هو كل استقصاء منظم يجريه المدرسون‪ ،‬أاو مديرو المدارس‪،‬‬
‫أاو المرشدون المدرسيون‪ ،‬أاو غيرهم من المعنيين في بيئة التدريس والتعلم‪ ،‬ويتضمن جمع معلومات عن‬

‫أ‬
‫‪ 1‬شراك‪ ،‬احمد " الهدر المدرسي والمسالة الثقافية" منشورات جريدة حقوق الناس‪ ،2011 ،‬ص ‪11‬‬
‫‪2 Koshy, Valsa, « Action research for improving educational practice: A step-by-step guide», SAGE‬‬

‫‪Publications Company, London, 2010, p 17.‬‬


‫‪3 Clark, J. Spencer ; Porath Suzanne; Thiele Julie; et Jobe Morgan, « Action Research », Nouvelle Presse‬‬

‫‪des Prairies, Manhattan, 2020, p 8.‬‬


‫‪ 4‬محمود‪ ،‬حمدي شاكر‪" ،‬البحث التربوي للمعلمين"‪ ،‬دار الندلس للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،2006 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪12‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪13‬‬

‫الطرق التي تدار بها مدارسهم وكيفية تدريس المدرسين وتعلم التالميذ وتجمع هذه البيانات بغرض اك تساب‬
‫أ‬
‫فهم عميق يتيح تطوير ممارسات تاملية‪ ،‬تؤثر في تغييرات إيجابية في البيئة المدرسية والممارسات التربوية‬
‫عامة‪ ،‬وتحسين نتائج التالميذ‪ 1،‬وحياة هؤلء المشاركين في الحياة المدرسية‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫إن البحوث التدخلية أاو اإلجرائية‪ ،‬هي بحوث يقوم بها الساتذة أاو الفاعلون التربويون بانفسهم‪،‬‬
‫ول تفرض عليهم من طرف شخص اخر‪ .‬وتسهم البحوث اإلجرائية إسهاما جوهريا في الوقفات المهنية التي‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫يتبناها المدرسون‪ ،‬وذلك لنها تشجعهم على فحص ديناميات صفوفهم المدرسية‪ ،‬وتامل افعال وتفاعالت‬
‫التالميذ‪ ،‬وفحص الممارسات المعتادة‪ .‬وعندما يك تسب المدرسون فهما جديدا عن سلوكياتهم وسلوكيات‬
‫أ‬
‫تالميذهم من خالل البحث اإلجرائي‪ ،‬فإنه تزداد ثقتهم بانفسهم عندما يتخذون قرارات مستندة إلى معلومات‬
‫عما ينبغي أاو ل ينبغي تغييره وربط المعرفة السابقة بمعلومات جديدة‪ ،‬والتعلم من الخبرة (حتى في حالة‬
‫الفشل)‪ ،‬لكي يكونوا مهنيين في حل المشكالت وملتزمين بتحسين ممارساتهم ونتائج تالميذهم‪ ،‬هذه‬
‫أ‬
‫الخيرة التي تشكل سببا قويا لممارسة البحث اإلجرائي‪ .2‬وبناء عليه فإن البحث التدخلي أاو الجرائي يمكن‬
‫أ‬
‫وصفه بانه دائري‪ ،‬حيث يقوم به الفاعل التربوي بغرض تحقيق هدفين رئيسين‪ ،‬أاولهما‪ :‬محاولة فهم السلوك‬
‫أاو الحدث موضوع الظاهرة‪ .‬وثانيهما‪ :‬السعي إلى تغيير أاو تعزيز السلوك القائم‪ .3‬وعبر التغيير يزداد فهم الباحث‬
‫للحدث أاو السلوك‪ ،‬وبناء على مخرجات وتوصيات هذا البحث يمكنه تطوير ممارساته الصفية‪.‬‬
‫على العموم إن الغرض من البحوث اإلجرائية هو تقديم طريقة للمدرسين والباحثين لحل مشكالت‬
‫يومية في المدارس‪ ،‬بحيث يمكنهم ذلك من تحسين كل من تعلم التالميذ وفاعلية المدرس‪.‬‬
‫‪ .2‬البحث التدخلي والبحث ال كاديمي المميزات والتقاطعات‬
‫أ‬
‫هناك أانواع عديدة من البحوث التي يلجا إليها الدارسون لمقاربة الظواهر بشتى انواعها‪ ،‬غير اننا‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫أ‬
‫سنك تفي في هذه الورقة بالحديث عن البحوث الساسية ومحاولة مقارنتها بالبحوث التدخلية‪ ،‬عبر التركيز على‬
‫مميزات كل واحد منهما وكذا التقاطعات الموجودة بينهما‪.‬‬
‫‪ .2.1‬مميزات البحث ال كاديمي‪:‬‬
‫إذا كان الغرض من البحث التدخلي هو حل المشكالت التي تعترض العملية التعليمية التعلمية‪،‬‬
‫أ‬
‫فإن البحث ال كاديمي‪ ،‬على العكس من ذلك‪ ،‬ل يسهم بطريقة مباشرة في حل المشكالت التي تعترض‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الستاذ داخل الفصل الدراسي‪ ،‬لنه يهتم أاساسا بمواضيع ونظريات عامة يسعى من خالل دراستها إلى‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪2‬‬ ‫» ‪Reason Peter, Bradbury Hilary, « Handbook of Action Research: Participative Inquiry and Practice‬‬
‫‪SAGE Publications Company, London, 2001, p 2.‬‬
‫‪3 Clark, J. Spencer et autres, op.cit. p 27.‬‬

‫‪13‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪14‬‬

‫الحصول على معارف علمية قابلة للتعميم باعتبارها حقائق مقبولة حتى يثبت العكس‪ ،‬فهو يستند في غالب‬
‫أ‬
‫الحيان إلى نموذج أاو نظرية يعتمدها في الدراسة وفق منظومة فكرية أاو إيديولوجية معينة‪.1‬‬
‫في هذا النوع من البحوث يلتزم الباحث بمنهجية البحث العلمي الصارمة لتالفي الطعن في نتائجه‬
‫أ‬
‫والتقليل من مصداقيتها‪ ،‬لن القيمة العلمية إلنتاجه تتجلى في مدى مصداقية المعلومات التي استقاها الباحث‬
‫أ‬
‫سواء من الميدان أاو من الدبيات السابقة حول الموضوع المدروس‪ ،‬ولعل هذا هو السبب الرئيس الذي يدفعه‬
‫أ‬
‫إلى العتماد في استقصاء معلوماته من عينة مضبوطة‪ ،‬منتقاة بنوع من الدقة والتمحيص‪ ،‬المر الذي يضعه‬
‫أاحيانا ك ثيرة أامام صعوبات تمنعه من بنائها واختيار عناصرها‪ ،‬أاو حتى الوصول إليها‪ .‬يميل الباحث في البحوث‬
‫أ‬
‫ال كاديمية‪ ،‬كذلك إلى استعمل تقنيات معقدة في التحليل اإلحصائي للمعطيات‪ ،‬قد ل يستوعبها القارئ غير‬
‫المتخصص‪.2‬‬
‫أ‬
‫إن الغاية الرئيسة للبحث ال كاديمي هي الخروج بخالصات ونتائج قابلة للتعميم‪ ،‬بغرض إنتاج‬
‫نظرية علمية متكاملة يمكن استخدامها في تفسير ظواهر مماثلة‪ ،‬ولعل المصداقية التي ينشدها الباحث هي‬
‫أ‬
‫ما يجعل البحث ال كاديمي ينجز في الغالب من طرف باحثين متخصصين أاو تحث إشرافهم في مؤسسات‬
‫جامعية أاو معاهد عليا خاصة بالبحث والدراسات المتخصصة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬مميزات البحث التدخلي‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ينطلق البحث العملي اساسا من رصيد الستاذ المهني والمعرفي الذي يشكل مرجعية اساسية‬
‫أ‬
‫يستثمرها في معالجة ما يعترضه من مشكالت ديداك تيكية وتربوية‪ ،‬لهذا يلجا الباحث إلى انتقاء ما يراه مناسبا‬
‫من أادوات البحث ومالئما لالجتهاد والتجديد لحل المشكالت المطروحة‪ ،‬وغالبا ما يك تفي الممارس بتقنيات‬
‫التحليل اإلحصائي البسيطة والك فيلة بتحقيق النتائج العملية‪ ،3‬للحصول على حلول إجرائية تفي بمعالجة‬
‫أ‬
‫المشاكل قيد الدراسة‪ ،‬فالغاية الساسية إذن في البحث التدخلي هي حل المشكل وتجاوز الصعوبة التي‬
‫يواجهها الفاعل التربوي وليس الغرض هو الخروج بنتائج قابلة للتعميم‪.‬‬
‫أ‬
‫أاما فيما يخص العينة فإن الممارس ل يجد أاي صعوبة في الوصول إليها لنه أاصال يحتك مباشرة‬
‫بالمشكلة ومعطياتها ويتفاعل مع مصادر دراستها‪ ،‬باإلضافة إلى أان مجتمع الدراسة يتشكل أاصال من المعنيين‬
‫بالمشكلة التي يتناولها المدرس الباحث‪.4‬‬

‫‪ 1‬محمود‪ ،‬حمدي شاكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ 2‬محمود‪ ،‬حمدي شاكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 3‬الدهيبة سعيد‪ ،‬بوسعيد رشيد‪ " ،‬البحث التدخلي"‪ ،‬المجزوءات المستعرضة لدعم التكوين من اجل تعليم فعال‪ ،‬رقم ‪،4‬‬
‫أ‬
‫الوحدة المركزية لتكوين الطر‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،2012 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪14‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪15‬‬

‫أ‬
‫ل يفوتنا التاكيد في هذا المقام أان البحث اإلجرائي ينجز داخل الفصل الدراسي أاو المؤسسة‬
‫التعليمية‪ ،‬من طرف الممارسين الذين يواجهون مشكالت معينة‪ ،‬ول ينجز من طرف شخص اخر بعيد عن‬
‫الميدان‪ ،‬ول يكون الغرض منه حصول المدرس الباحث على شهادة عليا أاو دبلوم بقدر ما يسعى إلى تحسين‬
‫أادائه المهني والرفع من جودته‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬تحديد المشكلة والمنهجية في البحث التدخلي‬
‫‪ .1‬خطوات البحث التدخلي‬
‫أ‬
‫إن البحث التدخلي على غرار قرينه ال كاديمي ينبني على مجموعة من الخطوات واإلجراءات التي‬
‫تسهل على الباحث عملية اللمام بالموضوع الذي يدرسه‪ ،‬هذه الخطوات التي يتصل بعضها ببعض‪ ،‬بالشكل‬
‫الذي يمكن الباحث من استيعاب المشكلة وفهمها جيدا بهدف حلها في أاسرع وقت‪ ،‬لتجاوز الصعوبات التي‬
‫تحول دون إتمام العملية التعليمية التعلمية في أاحسن الظروف‪.‬‬
‫أ‬
‫البحث التدخلي إذن له خطوات واضحة مثل تلك التي تنبني عليها جميع البحوث الخرى‪ ،‬من‬
‫رصد للمشكلة والتعبير عنها ووضع للفروض واختبارها بمنهجية من المنهجيات المعروفة‪ ،‬واستخالص للنتائج‬
‫واستثمارها‪ ،‬غير أان ما يميزها هو قصر وقت الدراسة مقارنة بالبحوث الكاديمية‪ ،‬باإلضافة إلى الطابع العملي‬
‫أ‬
‫المتجسد في البحث عن حل إجرائي للمشكل‪ ،‬عوض التنظير له كما هو حال أاغلب البحوث الساسية‪.‬‬
‫أ‬
‫ويتطلب القيام بالبحوث اإلجرائية مجموعة من العناصر الساسية التي يقوم بها الباحثون‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتتضمن‪:‬‬

‫مراجعة الممارسات الحالية‪.‬‬ ‫•‬


‫أ‬
‫التعرف على مشكلة أ(او ممارسة) ك قضية للبحث من خالل التامل في الممارسات‬ ‫•‬
‫الحالية‪.‬‬
‫تخيل حل ممكن للمشكلة‪.‬‬ ‫•‬
‫تطبيق الحل وتجريبه‪.‬‬ ‫•‬
‫تقييم الحل‪.‬‬ ‫•‬
‫أ‬
‫تعديل الممارسة في حال نجاح الحل بعد التطبيق‪ ،‬او تجريب حل اخر إذا لم ينجح‪.‬‬ ‫•‬
‫مراجعة الممارسات الحالية بعد التغيير‪...‬‬ ‫•‬

‫‪1 Clark, J. Spencer et autres, op.cit. p 21.‬‬

‫‪15‬‬
‫ مناهج وتقنيات‬:‫البحث التربوي التدخلي‬ 16

1
‫ سيرورة البحث التدخلي‬:1 ‫شكل رقم‬

1 Lambotte, François, et Emmanuel Wathelet. « Le cycle texte-conversation comme dispositif


d’accompagnement du changement « catalyseur » des tensions au sein d’une organisation publique en
restructuration », Communication & management, vol. 13, no. 2, 2016, p 114.
16
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪17‬‬

‫تجدر اإلشارة هنا إلى أان الخطوات السابقة ل تسير بشكل خطي‪ ،‬بل تسير على شكل حلقات‬
‫أ‬
‫متداخلة من الفعل التاملي التي تظهر عملية الممارسة التطورية التي يقوم بها الباحثون‪ .‬ويظهر مما سبق أان‬
‫أ‬
‫نواة البحوث اإلجرائية ومحورها يتمثل في عمليات التامل التي يقوم بها الباحثون‪ ،‬وهي عملية جوهرية ومركزية‬
‫في هذا النهج من البحوث‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الشكل رقم ‪ :2‬الدورة الساسية للبحث التدخلي‬

‫معنى الكالم السابق أان البحوث الكاديمية يقوم فيها الباحثون بإجراء دراساتهم على أاناس اخرين‪،‬‬
‫في حين أان نظراءهم في البحوث اإلجرائية ينطلقون من ذواتهم باعتبارهم ممارسين؛ فهم يفكرون في‬
‫أ‬
‫ممارساتهم‪ ،‬ويتاملونها‪ ،‬ويسائلون أانفسهم عن ماهية فعلهم ودوافعه‪ ،‬وجدواه والغاية منه‪ ،‬وكذا أاشكال‬
‫ممارسة هذا الفعل‪.‬‬
‫‪ .2‬رصد المشكالت والوضعيات التربوية وتحديدها حسب منهجية البحث التدخلي‪.‬‬
‫إن المشكالت التي يمكن أان تواجه المدرس أاثناء حياته المهنية ك ثيرة ومتعددة‪ ،‬ويصعب حصرها‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫في عدد محدد‪ ،‬وذلك لن الظاهرة التربوية‪ ،‬التي تشكل الحاضنة الساسية للظواهر التي يمكن للباحث‬
‫التربوي الشتغال عليها‪ ،‬تعد غنية ومركبة كحال كل الظواهر الجتماعية التي ترتب بالوجود اإلنساني ككل‪،‬‬

‫‪1 Clark, J. Spencer et autres, op.cit. p 20.‬‬

‫‪17‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪18‬‬

‫حيث تنفتح على مجالت شتى منها ما هو نفسي‪ ،‬وما هو اجتماعي‪ ،‬وما هو اقتصادي‪ ،‬وثقافي‪ ،‬وبيداغوجي‪...‬‬
‫لهذا نقترح في ها المقام أان نقسم هذه المشكالت إلى أاربعة أابواب أاو فائت رئيسة نوردها كالتالي‪:1‬‬
‫‪ 1.2‬مشكالت تربوية‪( :‬تعليمية تعلمية) تتصل بالمنهاج‪ ،‬وطرائق التدريس‪ ،‬والك تاب‬
‫المدرسي‪ ،‬والضعف في التحصيل والتواصل‪ ،‬وطرائق التحصيل والتواصل‪ ،‬والختبار‬
‫أ‬
‫والتقويم أواساليبهما ووسائلهما‪ ،‬أاو ما يتصل منها باساليب التعلم والتدريب‪.‬‬
‫‪ 2.2‬مشكالت نفسية‪ :‬تتصل بمشاعر التالميذ وسلوكهم كالخوف‪ ،‬والخجل‪،‬‬
‫والنطواء‪ ،‬والكذب‪.‬‬
‫‪ 3.2‬مشكالت اجتماعية‪ :‬تتصل بالهرب من المدرسة‪ ،‬والعدوان‪ ،‬وعالقة المدرسة‬
‫بالبيئة الجتماعية‪ ،‬وعالقات التالميذ مع المدرس ومع بعضهم بعضا‪.‬‬
‫‪ 4.2‬مشكالت مادية‪ :‬تتصل بفضاء المدرسة ومرافقها (الحديقة‪ ،‬المك تبة‪ ،‬القاعات‪،‬‬
‫المختبر)‪.‬‬
‫إن الباحث الجرائي ينطلق في بحثه من رصد المشكلة التي قد تواجه الممارس في الميدان التربوي‪ ،‬ويكون‬
‫هدفه هو البحث عن الطريقة التي ستمكن من تجاوز هذه المشكلة‪ ،‬عبر البحث عن حل عملي يساعد الممارس‬
‫في تجاوزها‪ .‬وللقيام بذلك على الباحث أان يحترم العديد من المعايير والخصائص أاثناء اختياره لمشكلة بحثه‬
‫التدخلي‪ ،‬حتى يكون ذا فائدة في سيرورات بناء العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬ويمكن أان نذكر في هذا المقام‬
‫بعضا من هذه الخصائص التي يمكن الستئناس بها أاثناء بناء اإلشكال‪.‬‬

‫أان تكون المشكلة المراد معالجتها مشكلة حقيقية واقعية‪.‬‬ ‫•‬


‫أان يكون الممارس التربوي (الباحث) مستشعرا باثار المشكلة السلبية ومهتما بحلها‪.‬‬ ‫•‬
‫أان يتمكن الممارس من تحديد مشكلته وصوغها بدقة‪ .‬ويفضل أان تكون على شكل سؤال محير‬ ‫•‬
‫مربك‪.‬‬
‫أان تكون المشكلة قابلة للحل في نطاق اإلمكانات الفنية والمادية المتاحة له‪.‬‬ ‫•‬
‫أان يكون الممارس قادرا على إثبات وجود المشكلة وإعطاء أادلة تظهر جوانبها ومظاهرها‪.‬‬ ‫•‬
‫أان يجري التصدي للمشكلة وحلها في وقت قصير نسبيا‪.‬‬ ‫•‬
‫أان يتناول جوانب محددة يمكنه السيطرة عليها‪ ،‬فتكون المشكلة قليلة التعقيد والتشابك مع‬ ‫•‬
‫جوانب أاخرى‪.‬‬

‫‪ 1‬الدهيبة سعيد‪ ،‬بوسعيد رشيد‪ " ،‬البحث التدخلي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪18‬‬
‫البحث التربوي التدخلي‪ :‬مناهج وتقنيات‬ ‫‪19‬‬

‫على سبيل الختم‬


‫رغم التطور الذي تعرفه اليات وتقنيات البحث التدخلي في مجال التربية‪ ،‬إل أان استخدامه في فهم وتطوير‬
‫الممارسة التربوية ما يزال محدودا‪ ،‬نظرا لمجموعة من المعيقات والصعوبات التي تعترض إنجازه من طرف‬
‫الممارس التربوي‪ ،‬خصوصا ما يتعلق منها بما هو تقني مثل ضعف التكوين المنهجي لدى الممارس‪ ،‬أاو طول‬
‫المقرر المدرسي‪ ،‬وك ثرة المهام المسندة للفاعل التربوي‪ ،‬والتي تحول دون تخصيصه للمزيد من الوقت للقيام‬
‫ببحوث تربوية تدخلية‪ ،‬لكن رغم ذلك يظل وسيلة ناجعة لفهم الظواهر التربية والتعرف على طبيعتها‬
‫التركيبية‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like