You are on page 1of 5

‫مدارس اإلدارة التربوية ‪:‬‬

‫تبنت بعض الدراسات تصنيف مدارس اإلدارة في مدارس ثالث هي‪:‬‬


‫المدرسة التقليدية‪ ،‬ومدرسة العالقات اإلنسانية‪ ،‬والمدرسة السلوكية‪ ،‬بينما‬
‫دمجت دراسات أخرى المدرستين األخيرتين في مدرسة واحدة بإسم المدرسة‬
‫السلوكية تارة وبإسم مدرسة العالقات اإلنسانية تارة أخرى‪ ،‬واستحدثت‬
‫دراسات أخرى مدارس مستقلة كمدرسة الموارد البشرية‪ ،‬ومدرسة النظم‪،‬‬
‫ومدرسة اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫ومن خالل االطالع على كثير من الدراسات والبحوث للوقوف على‬
‫تصنيف يحمل في طياته مقومات التصنيف الجيد‪ ،‬تبَّين أن التصنيف الذي‬
‫أورده كل من بيندور وروجرز (‪ )Pindur & Rogers‬في دراسة لهما‬
‫بعنوان تاريخ اإلدارة (‪ )The History of Management‬هو التصنيف‬
‫األمثل بعد إجراء بعض التعديالت عليه واإلضافات بحيث يشمل التصنيف‬
‫مدارس خمس هي‪ :‬المدرسة التقليدية‪ ،‬ومدرسة العالقات اإلنسانية‪ ،‬والمدرسة‬
‫السلوكية‪ ،‬والمدرسة الكمية‪ ،‬والمدرسة الحديثة‪ .‬وفيما يلي عرض موجز لكل‬
‫مدرسة من هذه المدارس‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬المدرسة التقليدية‪:‬‬
‫ظهرت المدرسة التقليدية أواخر القرن التاسع عشر ‪ ،‬وجاءت متأثرة‬
‫إلى حد كبير بنتائج بعض الدراسات التي تمت في مجال إدارة األعمال‬
‫بالدرجة األولى ‪ ،‬إضافة إلى مساهمات بعض علماء االجتماع‬
‫وعلم اإلدارة العامة (العساف ‪، 1403،‬ص‪ ، ) 42‬ولهذه المدرسة عدد من‬
‫الرواد ينتمون إلى بلدان مختلفة أبرزهم األمريكي (فريدريك تايلور) رائد‬
‫نظرية اإلدارة العلمية‪ ،‬والفرنسي (هنري فايول) رائد نظرية اإلدارة العامة‪،‬‬
‫واأللماني (ماكس فيبر) رائد نظرية البيروقراطية‪.‬‬
‫ومع التباعد الجغرافي بين الرواد الثالثة‪ ،‬واختالف السياق الثقافي‪ ،‬إال أن‬
‫أطروحاتهم اتسمت بوجود قدر كبير من القواسم المشتركة‪ ،‬لذا اتفق الباحثون‬
‫في علم اإلدارة على إطالق اسم المدرسة التقليدية تعبيرًا عن تلك الجهود‪،‬‬
‫ومظلة إلسهامات الرواد الثالثة‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا إلى أنه بالرغم من‬
‫وجود قواسم مشتركة بين رواد كل نظرية إال أن هذا ال يعني عدم وجود‬
‫االختالف والتباين في بعض النقاط الثانوية ‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬مدرسة العالقات اإلنسانية (‪)Human Relations School‬‬


‫ظهرت هذه المدرسة في نهاية العشرينيات الميالدية من القرن العشرين‬
‫كرد فعل للمدرسة التقليدية‪ ،‬خصوصًا بعد فشل األخيرة في تحقيق التطلعات‬
‫المنشودة التي تستهدف الرقي بمستوى األداء واإلنتاج‪ ،‬ومن منطلق أن‬
‫مدرسة العالقات اإلنسانية ظهرت كرد فعل لسابقتها فقد تبنت استراتيجيات‬
‫تتصف بأنها على النقيض من استراتيجيات المدرسة التقليدية‪ ،‬فإذا كانت‬
‫المدرسة التقليدية تنظر لإلنسان على أنه آلة (‪ ،)Machine‬فإن مدرسة‬
‫العالقات اإلنسانية تولي أهمية بالغة للجوانب النفسية واالجتماعية من منطلق‬
‫أن للفرد قيمًا ومعتقدات وعواطف واتجاهات لها أثر كبير في الكفاية‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬والجدول التالي يبين الفروق الجوهرية بين المدرستين ‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬المدرسة السلوكية‪:‬‬


‫إذا كانت المدرسة التقليدية انطلقت من افتراضات متشائمة حول طبيعة‬
‫اإلنسان‪ ،‬فقد انطلقت مدرسة العالقات اإلنسانية من افتراضات متفائلة ‪ ،‬بينما‬
‫تمدنا المدرسة السلوكية بنظرة واقعية وعقالنية فهي تؤمن بالفروق الفردية ‪،‬‬
‫وترفض مبدأ تعميم األحكام ‪ ،‬وأن السلوك اإلنساني محصلة لتفاعل الفرد مع‬
‫البيئة المحيطة به ومن خاللها ظهر مصطلح السلوك التنظيمي الذي يعنى‬
‫بسلوك األفراد والجماعات والمنظمات ‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬مدرسة اإلدارة الكمية‪:‬‬
‫تطور المدخل الكمي لإلدارة خالل وبعد الحرب العالمية الثانية‪ .‬فقد‬
‫حاولت الشركات الكبيرة االستفادة من األساليب التي استعملت في إدارة‬
‫الجيوش‪ ،‬وذلك في مجال حل المشكالت (‪ )Problem-Solving‬واتخاذ‬
‫القرار‪ .‬ويؤكد هذا المدخل على استعمال النماذج الرياضية كالبرمجة الخطية‬
‫ونظرية المباريات والسالسل الزمنية والكفاءة االقتصادية واستخدام‬
‫الحاسوب‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬المدرسة (االتجاهات) الحديثة‪:‬‬
‫ظهرت هذه المدرسة في النصف الثاني من القرن العشرين وتحديدًا‬
‫في الستينيات الميالدية ‪ ،‬وتنطوي هذه المدرسة على مداخل عدة أبرزها‬
‫مدخل النظم ‪ ،‬ومدخل اإلدارةا إلستراتيجية ‪ ،‬وإ دارة الجودة الشاملة ‪،‬‬
‫والهندرة ‪ .‬وقد ظهر حديثًا بعض المدارس مثل مدرسة اإلدارة اليابانية‬
‫واإلدارة الموقفية‪ ،‬أو الظرفية ‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬نظرية ‪ Z‬في اإلدارة ‪ ( :‬أو النظرية اليابانية في اإلدارة الحديثة )‬


‫‪:‬‬
‫هي أفضل وأحدث النظريات المطبقة حاليًا في كبرى الشركات العالمية والتي‬
‫أثبتت مدى فائدتها للمنشئات واإلدارات الحكومية وغيرها ‪ ،‬وأساس النظرية‬
‫هو ‪ ،‬أن العالقة بيناإلدارة والعاملين يسودها ‪:‬‬
‫‪ -1‬األلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬المودة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الثقة الكاملة ‪.‬‬
‫ولم تهمل النظرية الفروق الفردية بين العاملين فبدًال من تنميطهم قامت‬
‫النظرية على خلق بيئة اندماجية متكاملة بين اإلدارة والعاملين ‪ ،‬فهي تقوم‬
‫على بناء فرق عمل ذات اختصاص واحد وتحت إشراف مدير المجموعة‬
‫وربما يكون أقل من حيث المرتبة والمنصب من شخص آخر يعمل ضمن‬
‫نفس الفريق‪ .‬هذا ما يسمى بالقائد ‪ ،‬وهناك فرق كبير بين القائد والمدير ‪.‬‬
‫فالقائد هو الذي يقوم بقيادة فريق نحو تحقيق هدف محدد ‪ ،‬والمدير هو الذي‬
‫يضع االستراتيجيات ويبحث األهداف ويديرها ويوزع المهام بين موظفيه‪.‬‬
‫وقد جاءت نظرية ‪ Z‬موافقة لنتاج فكري ثقافي متراكم في اليابان ‪ ،‬ففي‬
‫اليابان ‪ ،‬كان المعبود األول لديهم وإ لههم األوحد هو اإلمبراطور ‪ ،‬وكان‬
‫اإلمبراطور هو اآلمر الناهي في اإلمبراطورية اليابانية‪ .‬وحين نشبت الحرب‬
‫بين اليابان وأمريكا ‪ ،‬قامت أمريكا بهدم صرح عظيم لدى اليابانيين وهو ‪..‬‬
‫اإلمبراطور !‬
‫مع مطلع ‪1953‬م بدأ التحول في طريقة اإلدارة في اليابان ‪.‬‬
‫وركيزة النظرية عند اليابانيين هي ‪ :‬عبادة العمل وزيادة اإلنتاج ‪ ،‬فأصبحت‬
‫العقوبة لدى اليابانيين ‪ ،‬منعهم من العمل ‪.‬‬
‫اتجهت اإلدارة اليابانية في بداياتها بتكوين فرق عمل ‪ ،‬في الفصول األولى‬
‫في الدراسة‪ .‬ففي اليابان ال يوجد نجاح فردي لشخص واحد إنما يوجد نجاح‬
‫مجموعة متكاملة !‬
‫في فصل واحد يتم تكوين فريق عمل ‪ ،‬ويدربوا على كيفية اختيار قائد‬
‫الفريق ‪ ،‬تعطى ورقة امتحان واحدة للفريق بالكامل ويتم حلها بينهم جميعًا !!‬
‫النجاح يسجل للجميع ‪ ..‬والرسوب كذلك ‪.‬‬
‫هذه البيئة العملية خلقت إنتاج يصل إلى ما يسمى ‪ ، ZeroError‬أو الخطأ‬
‫الصفري ‪ .‬وهو يعني أنه وعلى خط اإلنتاج فإن المخرجات ذات العيب‬
‫الصناعي ‪ ..‬هي صفر بالمائة ‪.‬‬
‫وفي هذه البيئة الصحية للعمل ‪ ،‬خرجت ما يسمى بإدارة الجودة الكاملة‬
‫أو ‪ . TQM‬كما ظهر مفهوم ‪ JIT‬أي ال يوجد اعتصامات ‪ ،‬ال يوجد أعياد‬
‫رسمية ‪ ،‬يوجد عمل وعمل فقط ‪،‬وإ نتاج يتزايد مع الوقت ‪ ،‬حتى توصلوا إلى‬
‫ما يسمى بـالتوريد اللحظي ‪ ،‬ليكون المخزون يساوي صفرًا ‪ .‬فال يحتاجون‬
‫لوجود مخازن كبيرة تأخذ أماكن واسعة من بلد يكتظ بالناس العاملين ‪.‬‬
‫إن أسلوب اإلدارة الياباني يعتمد على نظرية اإلدارة بالجودة الشاملة ‪،‬‬
‫أو مايسمى مبادئ ديمنغ ‪ ،‬وهو اإلداري اإلقتصادي األمريكي الذي وضعها‬
‫لليابانيين ‪ ،‬وهي منظومة من المبادئ واألدوات والممارسات التي تهدف إلى‬
‫تحقيق الرضا عند الزبون ‪.‬‬
‫وتساعد اإلدارة بالجودة الشاملة على تحقيق الهدف من خالل إلغاء‬
‫العيوب واألخطاء التي قد ينطوي عليها المنتج أو الخدمة‪ ،‬وإ ضفاء طابع‬
‫القوة على التصميم الذي يخرج به المنتج‪ ،‬وتسريع الخدمة‪ ،‬تخفيض التكلفة‬
‫التنظيم‪.‬‬ ‫وتطوير جودة العمل كل ذلك من خالل تغيير ثقافة‬

You might also like