You are on page 1of 82

‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫جامعة محمد بوضياف بالمسيلة‬

‫كلية العلوم االجتماعية والعلوم االنسانية‬

‫قسم علم النفس‬

‫شعبة علوم التربية‬

‫مطبوعة في مقياس اإلدارة والتخطيط‬


‫التربوي‬
‫محاضرات ألقيت لصالح طلبة السنة الثانية علوم تربية‬ ‫‪-‬‬

‫إعداد‪:‬د‪.‬قرساس حسين‬

‫السنة الجامعية‪2018/2019:‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتبر اإلدارة سلوكا بشريا عاما وجد منذ ظهور اإلنسان على األرض‪ .‬ولكنها تختلف اليوم عما‬
‫كانت عليه في الماضي في بساطتها ومحدوديتهما بينما تتسم اليوم بالتعقيد وهي أكثر أهمية وتتسع‬
‫بإستمرار لتواكب كل مراحل وميادين الحياة‪.‬‬

‫ولم تعرف اإلدارة كعلم إال بداية ظهور المجتمع الصناعي في النصف الثاني من القرن‬
‫التاسع عشر بظهور الثورة الصناعية‪.‬‬

‫لكن اإلدارة كممارسة قديمة قدم اإلنسان ا لكنها تطورت بشكل تدريجي حتى أصبحت علم‬
‫قائم مستقل بذاته له نظرياته ومدارس وممارساته وتطبيقاتها بحيث أصبح ضرورة ملحة لكل‬
‫نشاط‪.‬‬

‫ويعتبر أول من قام بدراسة اإلدارة على أساس علمي هو(فردريك تايلور) في كتابة‬
‫”مبادئ اإلدارة العلمية“ثم تطور مفهوم اإلدارة تطورا سريعا بعد الحرب العالمية الثانية بحيث‬
‫أصبحت نظرة المفكرين والدارسين لمفهوم اإلدارة أكثر شمولية وذلك في محاولة منهم لتحديد‬
‫أهدافها ووظائفها والعناصر التي تتكون منها‪.‬‬

‫وال يفوتنا هنا اإلشادة بما جاءت به اإلدارة اإلسالمية في بداية القرن السابع الميالدي‬
‫لتخرج على العالم بأسلوب فريد في نوعه‪ ،‬متميز في نظامه وكان على رأسه سيدنا محمد صلى‬
‫اهلل عليه وسلم المؤيد بالوحي ‪،‬والذي رأس هذه اإلدارة بتوجيه من رب العالمين ‪،‬حيث يقوم‬
‫بإدارتها بأسلوب الشوري الفرق بين البشر اال بالتقوى‪.‬‬

‫وتعتبر اإلدارة التربوية فرعا من فروع اإلدارة العامة تشترك معه ا في وظائفه ا وفي‬
‫إطارها النظري‪ ،‬وأدواتها المنهجية‪ ،‬وتختلف عن اإلدارات اآلخرى(العام ة‪ ،‬األعم ال‪..‬ألخ) في‬
‫مجال التطبيق‪.‬‬

‫وهي وركيزه أساسية في النظام التعليمي التربوي والذي يتوقف علي ه نج اح العملي ة‬
‫التعليمية وتطويرها وتحسينها ‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫واإلدارة المدرسية هي فرع من فروع اإلدارة التربوية وتمثل الجانب اإلجرائي التنفي ذي‬
‫لها والذي يسعى إلى تجسيد األهداف التربوية على أرض الواقع من خالل تنفيذ الخطط التربوي ة‬
‫والبرامج بأقل جهد وأسرع وقت وبكفاءة وفاعلية‪.‬‬

‫ويعد التخطيط التربوي جزء ال يتجزأ من التخطيط الشامل وأحد أهم مجاالته‬
‫وقاعدة ارتكازه ألنه يتناول الموارد البشرية التي تعتبر الركيزة األساسية ألي تقدم اقتصادي أو‬
‫اجتماعي‪.‬وتتمثل أهميته بالنسبة للفرد والمجتمع في تجاوب وتوافق ومالئمة حاجات الفرد مع‬
‫متطلبات لعصر الحديث ‪ .‬وهكذا تدرك أهمية التخطيط التربوي في بناء مؤسسات حديثة ‪ ،‬وتفعيل‬
‫دور المؤسسات المدنية لالرتقاء بالتنمية االجتماعية واالقتصادية والحضارية والخدماتية للمواطن‬
‫إلكسابه شتى أنواع المعارف والمهارات والعلوم النظرية والتطبيقية إلشباع حاجاته الخاصة‬
‫والعامة‪(.‬الفقيه‪)2007،‬‬

‫وقد جاء ه‪P‬ذا المقي‪P‬اس ال‪P‬ذي يتن‪P‬اول اإلدارة التربوي‪P‬ة والتخطي‪P‬ط ال‪P‬تربوي في ش‪P‬كل مجموع‪P‬ة‬
‫من المحاض‪PP P‬رات ألقيت لص‪PP P‬الح طلب‪PP P‬ة الس‪PP P‬نة الثاني‪PP P‬ة عل‪PP P‬وم تربي‪PP P‬ة بقس‪PP P‬م علم النفس بجامع‪PP P‬ة محم‪PP P‬د‬
‫بوضياف بالمسيلة حيث تم تقسيم مقرر المقياس إلى ‪ 15‬محاضرة في‪ 3‬محاور خص‪PP‬ص المح‪PP‬ور‬
‫األول لإلدارة التربوية في ش‪PP‬كل ‪ 4‬محاض‪PP‬رات أم‪PP‬ا المح‪PP‬ور الث‪PP‬اني ففي‪PP‬ه تم تن‪PP‬اول اإلدارة المدرسية‬

‫في سته محاضرات ثم التخطيط التربوي في خمسة محاضرات كما سيأتي الحقا ‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحور األول ‪ :‬اإلدارة‬


‫التربوية‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة األولى‪:‬ماهية اإلدارة التربوية‬

‫تمهيد‬

‫‪.1‬مفهوم اإلدارة‬

‫‪.2‬مفهوم اإلدارة التربوية‬

‫‪.3‬عالقة اإلدارة التربوية باإلدارة التعليمية واإلدارة المدرسية‬

‫‪.4‬نشأة اإلدارة التربوية‬

‫خالصة‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫تمهيد‬
‫‪.1‬مفهوم اإلدارة العامة‪:‬‬
‫أ ‪ -‬لغويا ‪ :‬كلمة إدارة مشتقة من األصل الثالثي دار بمعنى وجه ‪ ،‬أشرف ‪ ،‬خدم ‪ ،‬أعان‪ ،‬راقب‬
‫‪...‬ومن هنا تعني اإلدارة خدمة الغير أو تقديم العون لآلخرين‪ ( .‬المجدوب ‪، 2003 ،‬ص‪)11 .‬‬
‫وتعني كذلك التربتيب والتنظيم الخاص الذي يحقق اهدافا مرجوة‪.‬‬

‫ويقابلها في التعبير الالتيني مصطلح ‪ administration‬الذي يعني خدمة الغير‪.‬‬


‫ب) إصطالحا‪:‬‬
‫لمصطلح اإلدارة تعريفات متعددة نظرا للتداخل الكبير الموجود بينها وبين سائر فروع العلوم‬
‫االجتماعية ‪،‬إضافة الى وجود نظريات متعددة تناولت هذا المفهوم‪.‬‬
‫‪:‬ومن بين هذه التعاريف ‪:‬‬
‫هي القدرة على إستخدام كافة اإلمكانات المادية والبشرية المتاحة بأقصى كفاءة لتحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫أهداف معينة‪.‬‬
‫وتعرف بأنها جملة العمليات وظيفية تمارس بغرض تنفيذ مهام بواسطة آخرين وعن‬ ‫‪-‬‬
‫طريق تخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة مجهوداتهم وتحقيق أهداف المنظمة‪.‬‬

‫ويعرفها تايلور " باملعرفة الصحيحة ملا يراد أن يقوم به األفراد‪ ،‬مث التأكيد على أهنم يفعلون ذلك بأحسن‬
‫الطرق وأرخص التكاليف‪ ، ".‬أي أن اإلدارة فن وقيادة وتوجيه مجاعة من الناس حنو القيام بأعمال بشكل‬
‫أسرع وأنسب وأقل تكلفة‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪.‬‬
‫أما فايول‪ : Fayol‬تعين اإلدارة بالنسبة للمدير أن يتنبأ باملستقبل و خيطط بناء عليه‪ ،‬وينظم ويصدر‬
‫األوامر وينسق ويراقب ‪.‬‬
‫وعرفتها موسوعة في العلوم اإلجتماعية األمريكية ‪ ":‬اإلدارة هي العملية التي يمكن بواسطتها‬
‫تنفيذ أمر ما و اإلشراف عليه" وأنها الناتج المشترك ألنواع و درجات مختلفة من الجهد اإلنساني‬
‫الذي يبذل في هذه العملية‪(( .‬المجدوب ‪ ، 1999 ،‬ص‪)21.‬‬
‫يعرفها جون مي ‪ jean mer‬بأنها تحقيق أقصى رواج لكل من صاحب العمل و العاملين مع‬
‫تقديم أفضل خدمة ممكنة للمجتمع "‪.‬‬

‫وعرفهاعابدين (‪ ) 2005‬بأنها عملية تتضمن تنظيم الموارد البشرية و المادية و االستخدام األلمثل‬
‫لها‬
‫بأعلى كفاءة و أقل تكلفة ممكنة من أجل تحقيق األهداف من خالل التخطيط و التنظيم و التوجيه‬
‫و الرقابة و التقويم‪.‬‬
‫‪.2‬مفهوم اإلدارة التربوية‪:‬‬
‫إن مفهوم االدارة التربوية مفهوم واسع يتضمن مفهوم االدارة المدرسية اال ان هنالك‬
‫خلط شائع بين هذين المفهومين حيث يستخدم المصطلحين كشئ واحد رغم ان لكل‬
‫منهما داللة مختلفة عن االخرى فاالدارة التعليمية ‪ Education administration‬وتعني‬
‫باالعمال التي يقوم بها االداريون في المستويات العليا في الجهاز التعليمي من حيث‬
‫التخطيط والتنظيم واتخاذ القرار وتحديد االهداف العامه ووضع المناهج والمقررات‬
‫الدراسيةوهي مسؤولة ايضا عن رسم السياسات التعليمية وتقديم المساعدات المالية‬
‫والفنية لإلدارات المدرسية وامدادها بالقوة البشرية الالزمه لتنفيذ السياسه العامه المقرره‬
‫وتحقيق االهداف المحدده فضال على ان االدارة التربوية يرأسها وزير مسؤول عن‬
‫تنسيق سياسة التربية التعليمية ‪.‬‬
‫وتعرف اإلدارة التربوية على أنها الجهة المسئولة عن رسم السياسة التربوية محددة في ضوء‬
‫سياسة الدولة و فلسفتها و تهدف إلى تنمية المجتمع )مرزا وآخرون ‪)2011،‬‬
‫• هي النظام التربوي على مستوى الدولة و ما يحيط به من تشريعات و قوانين‬
‫• اإلدارة التربوية تهدف للتنمية البشرية وتطوير التعليم و تركز على القيم اإلنسانية ‪،‬‬
‫االجتماعية ‪،‬‬
‫االقتصادية و السياسية‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫• عملية استشارية تنموية منظمة و شاملة تهدف لبناء انسان متكامل وتخدم المجتمع من خالل‬
‫استغالل الموارد البشرية و المادية لقطاع التعليم )صالح ‪، 2011 ،‬ص‪) 168.‬‬
‫وعرفها االبراهيمي بأنها عملية شامله يتم بموجبها حشد الطاقات الفكرية والبشرية‬
‫والمادية لتحقيق أهداف تربويه متفق عليها ‪.‬‬
‫ويمكن ان نعرفها بأنها عملية اجتماعية تربويه تعني بتنظيم عمل القوي البشرية والمادية‬
‫وتوجيه جهودهم نحو تحقيق اهداف اجتماعية تربوية ذات قيمة بأكبر مردود ممكن ‪.‬‬

‫‪ ..3‬نشأة اإلدارة التربوية وتطورها‪:‬‬


‫اإلدارة الرتبوي ‪OO‬ة من العل ‪OO‬وم احلديث ‪OO‬ة نس ‪OO‬بيا‪ ،‬ومل تنش ‪OO‬أ فك ‪OO‬رة اإلدارة التعليمي ‪OO‬ة كمي ‪OO‬دان من مي ‪OO‬ادين املعرف ‪OO‬ة أو‬
‫مهنة من املهن هلا قواعد وأصول ثابتة إال يف العق‪O‬د الث‪O‬اين من الق‪O‬رن العش‪O‬رين‪ ،‬وك‪O‬انت أول املف‪O‬اهيم املبك‪O‬رة‬
‫لإلدارة هي يف مي ‪OO‬دان الص ‪OO‬ناعة بفض ‪OO‬ل رائ ‪OO‬د اإلدارة العلمي ‪OO‬ة "ت ‪OO‬ايلور " وال ‪OO‬ذي ق ‪OO‬ام بأحباث ‪OO‬ه يف أواخ ‪OO‬ر الق ‪OO‬رن‬
‫التاسع عشر واليت هتدف إىل اكتشاف أفضل السبل إلجناز األعمال وحتديد الطرق والوسائل ال‪OO‬يت متكن من‬
‫رفع الكفاية اإلنتاجية ‪ .1‬ومن تأثر مفهوم اإلدارة التعليمية باحلركة العلمية‪ ،‬حيث أدى ظهور ه‪OO‬ذه احلرك‪OO‬ة‬
‫إىل انتقال اإلدارة التعليمي‪O‬ة من إدارة تقليدي‪O‬ة تق‪OO‬وم على االرجتال واخلربات الشخص‪OO‬ية إلى‪O‬إدارة علمي‪O‬ة هتدف‬
‫إىل معاجلة املش‪OO O O‬كالت بأس‪OO O O‬لوب يعتم‪OO O O‬د على التفك‪OO O O‬ري واالس‪OO O O‬تقرار واس‪OO O O‬تخدام س‪OO O O‬بل التحلي‪OO O O‬ل والقي‪OO O O‬اس‬
‫واملوض ‪OO‬وعية‪،‬وعلي ‪OO‬ه انتق ‪OO‬ل علم اإلدارة من املؤسس ‪OO‬ات التجاري ‪OO‬ة و الص ‪OO‬ناعية إىل جمال الرتبي ‪OO‬ة يف الوالي ‪OO‬ات‬
‫املتح‪OO‬دة األمريكي‪OO‬ة‪ ،‬فظه‪OO‬ر نتيج‪OO‬ة ل‪OO‬ذلك نظري‪OO‬ات تتص‪OO‬ل مباش‪OO‬رة ب‪OO‬اإلدارة التعليمي‪OO‬ة‪.‬ومل تب‪OO‬دأ اإلدارة التعليمي‪OO‬ة‬
‫تظه‪OO‬ر كعلم مس‪OO‬تقل عن اإلدارة العام‪OO‬ة إال ع‪OO‬ام ‪ 1946‬حيث ب‪OO‬دأت مؤسس‪OO‬ة " كل‪OO‬وج " األمريكي‪OO‬ة حيث‬
‫ق ‪OO‬دمت ه ‪OO‬ذه املؤسس ‪OO‬ة م ‪OO‬ا يزي ‪OO‬د عن ‪ 9‬ماليني دوالر يف ص ‪OO‬ورة منح للجامع ‪OO‬ات لدراس ‪OO‬ة تط ‪OO‬وير اإلدارة‬
‫التعليمية والتوصل إىل صياغة لإلدارة مما كان له أثر كبري يف حتقيق نوع من التقدم يف هذا اجملال‪2 .‬‬

‫ومن‪OO‬ذ ذل‪OO‬ك احلني ب‪OO‬دأ االهتم‪OO‬ام ب‪OO‬اإلدارة التعليمي‪OO‬ة من ج‪OO‬انب ك‪OO‬ل من مك‪OO‬اتب التعليم يف الوالي‪OO‬ات‬
‫املتحدة األمريكي‪O‬ة واجلامع‪O‬ات األمريكي‪O‬ة على ج‪O‬د س‪O‬واء‪ ،‬وب‪O‬دأ إع‪O‬داد البح‪O‬وث والدراس‪O‬ات اخلاص‪O‬ة تتزاي‪O‬د‬
‫عام ‪OO‬ا بع ‪OO‬د ع ‪OO‬ام‪ ،‬ومن الوالي ‪OO‬ات املتح ‪OO‬دة األمريكي ‪OO‬ة انتقلت اإلدارة التعليمي ‪OO‬ة كعلم مس ‪OO‬تقل ق ‪OO‬ائم بذات ‪OO‬ه إىل‬
‫أوروب ‪OO‬اُ‪.‬مث إىل اإلحتاد الس ‪OO‬وفيايت و إىل الع ‪OO‬امل أمجع‪ ،‬ومن هن ‪OO‬ا ب ‪OO‬دأ علم اإلدارة التعليمي ‪OO‬ة يف ‪OO‬رض نفس ‪OO‬ه على‬
‫العل ‪OO‬وم الرتبوي ‪OO‬ة األخ ‪OO‬رى‪ ،‬ويتخ ‪OO‬ذ لنفس ‪OO‬ه مكان ‪OO‬ة بني ه ‪OO‬ذه العل ‪OO‬وم‪،‬حيث أص ‪OO‬بح ي ‪OO‬درس كعلم ق ‪OO‬ائم بذات ‪OO‬ه يف‬
‫املعاهد واجلامعات الغربية والشرقية ويف العامل العريب‪.‬‬

‫‪.4‬عالقة اإلدارة التربوية باإلدارة التعليمية واإلدارة المدرسية‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫إن هذه المفاهيم الثالثة قد شاع إستخدامها في الكتب والمؤلفات التي تتناول موضوع‬
‫اإلدارة في ميدان التعليم‪ ،‬وتستخدم أحيانًا على أنها تعني شيئًا واحدًا‪.‬‬

‫ويبدو أن الخلط في هذه التعريفات يرجع فيما يرجع إلى النقل عن المصطلح األجنبي‬
‫– الذي ترجم إلى العربية بمعنى(التربية) أحيانًا والتعليم أحيانًا أخرى‪.‬‬ ‫‪Education‬‬ ‫–‬
‫إلى اإلدارة‬ ‫‪Administration Education‬‬ ‫وقد ساعد ذلك بالطبع إلى ترجمة المصطلح‬
‫التربوية تارة واإلدارة التعليمية تارة أخرى على أنهما يعنيان شيئًا واحدًا‪.‬‬

‫هناك خلطًا شائعًا بين المفهومين حيث يطلق البعض إسم اإلدارة المدرسية على‬
‫التعليمية أو العكس ولتوضيح ذلك‪:‬‬

‫اإلدارة المدرسية هي الوحدة القائمة بتنفيذ السياسة التعليمية أما اإلدارة التعليمية هي‬
‫الوحدة القائمة برسم السياسة التعليمية ‪.‬‬

‫وتعد العالقة بين اإلدارة التعليمية والمدرسية عالقة الكل بالجزء بمعنى أن اإلدارة‬
‫المدرسية تعد جزءًا من اإلدارة التعليمية وصورة مصغرة لتنظيماتها وإ ستراتيجية‬

‫محددة يتركز فيها فعاليتها وتقوم اإلدارة التعليمية بتقديم العون والمساعدة ماليًا وفنيًا‬
‫لإلدارة المدرسية وإ مدادها بالقوى البشرية الالزمة لتنفيذ السياسة العامة المرسومة‬
‫وتحقيق األهداف التعليمية الموضوعة وتقوم كذلك باإلشراف والرقابة لتضمن سالمة‬
‫هذا التنفيذ ‪.‬‬

‫تطبيق‬

‫ما هي أهداف اإلدارة التربوية وفيما تتمثل أهميتها ؟‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة الثانية ‪:‬تابع ماهية اإلدارة‬


‫التربوية(الخصائص ‪،‬األهداف ‪ ،‬األهمية)‬

‫‪.1‬خصائص اإلدارة التربوية‬

‫‪.2‬أهداف اإلدارة التربوية‬

‫‪.3‬أهمية اإلدارة التربوية‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫خالصة‬

‫‪.1‬خصائص اإلدارة التربوية(بواب‪)2014،‬‬

‫هناك عدة عناصر مشتركة بين ميدان اإلدارة التعليمية وميادين اإلدارة األخرى مثل‬
‫اإلدارة العامة‬
‫وإ دارة األعمال وإ دارة الصناعة وغيرها ‪ ،‬فقد ثبت أن هناك عناصر ومفاهيم يمكن تطبيقها بصفة‬
‫عامة على‬
‫كل ميادين اإلدارة ‪ ،‬مع هذا فإن اإلدارة التعليمية لها بعض خصائصها المتميزة بها‬

‫أ‪.‬الفعالية والكفاءة‪ :‬وتحّقق ذلك من خالل االستخدام األمثل لكل من اإلمكانيات البشرية والمادية‪.‬‬
‫ب ‪.‬عملية‪ :‬مبادئها النظرية وأصولها تتكّيف مع مقتضيات الموقف بشكل كبير‪.‬‬

‫ج‪ .‬اإلجرائية‪:‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫يقصد هبا ترشيد القدرة على األداء العملي الذي يستند على القوانني العملية ويتفق مع املستحدث يف‬
‫النظريات والتصنيف املركب يف العلوم‪ ،‬وتولد القدرة على تطويع اجلهود يف املواقف العملية يف بيئة‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫د‪.‬المرونة‪ :‬تتسم بالمرونة والسهولة‪ ،‬بعيدة كل البعد عن القوالب الثابتة والجامدة‪ ،‬وفي الغالب‬
‫تكون متكيفة مع الظروف المتغيرة‪ ،‬وتتالءم مع مقتضيات الموقف‪.‬‬

‫ه‪ .‬التأثيرية‪:‬‬
‫وتعين تطويع األساليب املناسبة حلسن استثمار القوى البشرية واإلمكانات املادية والعمل على‬
‫تطويعها لتحقيق أكرب عائد ممكن لعملية االدخارية مبا يفوق قيم مداخال‪‬ا وتطويع كل من اخلربة‬
‫والسلوك‬
‫يف منو العملية اإلدارية وفهم اجملتمع واحلضارة‪ ،‬هذا التطويع مقرتن بوجود إمكانات الوصول إىل‬
‫استنتاجات أو تنبؤات‪.‬‬
‫و‪ .‬الموضوعية‪:‬‬
‫تعىن االستقاللية يف عملية التحقق من سالمة الوصول إىل النتائج عن طريق إعادة إجراءات‬
‫التجربة‪ ،‬أو استعادة النتائج الرئيسية اليت مت التوصل إليها‪ ،‬إضافة إىل أن املوضوعية يف اإلدارة التعليمية تعين‬
‫إمعان النظر يف الواقع الفيزيقي واإليكولوجي للبناء االجتماعي والتوازن احملسوب بني تقدير االحتياجات‬
‫ومعرفة اإلمكانات املتاحة‪.‬‬
‫ه‪ .‬المستقبلية‪:‬‬
‫إن املستقبلية تعين املرونة وسرعة االستجابة والتنفيذ واالبتكاري املبدع القادر على صنع املستقبل وغرس‬
‫قيم وممارسات العمل واإلنتاج واإلتقان وإعداد اإلنسان للمستقبل معتمدا يف ذلك على التفكري والتحليل‬
‫وحل املشكالت املتجددة ‪.‬‬

‫‪.2‬أهداف اإلدارة التربوية‪:‬‬

‫تحمل االدارة التربوية على عاتقها مسئولية كبيرة ‪،‬و هي االرتقاء بمستوى العملية التعليمية‬
‫وضبط العالقات التي تجمع بين القائمين عليها مما يعود ذلك بالنفع على األجيال القادمة و‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫تخريج دفعات قادرة على تحمل صعوبات التي من الممكن أن تتعرض لها في المستقبل ‪،‬و من‬
‫أبرز أهداف اإلدارة التربوية‬

‫– تحاول في المقام األول ارساء القواعد ‪،‬و المبادئ التربوية ‪،‬و من ثم القواعد الخاصة بالتعليم ‪.‬‬

‫– تضبط العالقات التي تجمع بين جميع العاملين في المؤسسات التعليمية بالش‪P‬كل ال‪P‬ذي يع‪P‬ود ب‪P‬النفع‬
‫على المنظومة بأكملها ‪.‬‬

‫– تنفيذ القرارات ‪،‬و القواعد التي قد قامت اإلدارات التعليمية بوضعها ‪.‬‬

‫– تشرف على تنفيذ الخطط ‪،‬و المشروعات التي قامت الوزارة بأعدادها ‪.‬‬

‫– تحاول تطوير العملية التعليمية ‪،‬و اعداد جيل قادر على التكييف مع الوضع الحالي ‪.‬‬

‫– توفير كافة األنشطة الالزمة لتحسين مستوى الطالب في المؤسسة ‪.‬‬

‫– تنمية ‪،‬و تطوير القدرات الخاصة بأعضاء هيئة التدريس ‪،‬و الطالب ‪.‬‬

‫– تبني األفكار اإليجابية التي تحسن من وضع المؤسسة أو المنشأة ‪.‬‬

‫– تأسيس شخصية من ينتمي للمؤسسة التعليمية سواء من الناحية األخالقية أو التعليمية‬

‫"‪.3‬أهمية اإلدارة التربوية‬

‫‪-‬تحدد المسؤلية وتجعلها معروفة للجميع‪.‬‬

‫‪-‬وجود اإلدارة يعني إمكانية التوسع وتطوير النظم التربوية ‪.‬‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪-‬يساعد وجود اإلدارة وفاعليتها على تعظيم العوائد وزيادة الفائدة من المؤسسات‬
‫التربوية‬

‫‪-‬وجود اإلدارة سيسهل من عملية المحاسبية ‪.‬‬

‫‪ -‬وجود اإلدارة يساهم في التنسيق مع مؤسسات المجتمع بصورة علمية‪.‬‬

‫خالصة‬

‫من خالل استعراض العناصر السابقة يتبين أن للإلدارة التربية خصائص تميزها عن‬
‫غيرها كما أن لها اهدافا تسعى إلى تحقيقها بكل كفاءة وفاعلية وأنه ال يمكن االستغناء‬
‫عنها في تحقيق أي نجاح للعملية التعليمية‪.‬‬

‫تطلبيق‬

‫لإلدارة التربوية وظائف متعددة وضحها‪.‬‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة الثالثة‪:‬وظائف اإلدارة التربوية‬

‫تمهيد‬

‫‪.1‬التخطيط‬

‫‪.2‬التنظيم‬

‫‪.3‬التوجيه‬

‫‪.4‬الرقابة‬

‫‪,5‬التقويم‬

‫خالصة‬

‫‪.1‬التخطيط ‪ :‬هو التطلع نحو المستقبل وتحديد االتجاه الذي تسلكه المؤسسة في إدارة شئونها‪.‬‬
‫والتخطيط عبارة عن طريقة عقالنية منظمة التخاذ قرارات اليوم التي تؤثر على غذ المؤسسة‪,‬‬
‫وهو نوع من توقع أو إدراك طبيعة األحداث قبل أو بعد الحدوث ويقتضي التخطيط ضمنا التنبؤ‬
‫بالمستقبل وكذلك محاولة السيطرة على االحداث‪.‬والتنبؤ بتاثيرات اإلحداث البعيدة مستقبال‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫و"التخطيط هو العملية التي تتضمن وضع مجموعة من االفتراضات حول الوضع في المستقبل‬
‫أي التقريرسلفا بما يجب عمله لتحقيق هدف معين‪ ،‬ثم وضع خطة تبين األهداف المطلوب‬
‫الوصول إليها خالل فترة محددة‪ ،‬واإلمكانيات الواجب توافرها لتحقيق هذه األهداف‪ ،‬كيفية‬
‫استخدام هذه اإلمكانيات بالكفاءة والفعالية المطلوبة‪ ،‬إضافة إلى رسم السياسات واإلجراءات‬
‫وإ عداد الموازنات وكتابة الجدول الزمني"‪(.‬المومني ‪،2008،‬ص‪)180,‬‬
‫ويتأثر التخطيط ببعض العوامل مثل نقص الموارد وارتفاع نسبة األمية ونقص الوعي التخطيطي‬

‫‪.2‬التنظيم ‪:‬عرفه عطوي عموما بأنه"عملية حصر الواجبات الالزمة لتحقيق األهداف وتقسيمها‬

‫إلى اختصاصات لإلدارات واألفراد ‪ ،‬وتحديد وتوزيع السلطة والمسئولية ‪ ،‬وإ نشاء‬
‫العالقات بغرض تمكين مجموعة من األفراد من العمل معا في انسجام وتعاون بأكثر‬
‫كفاية لتحقيق دف مشترك‪(".‬عطوي‪،2014،‬ص‪)25.‬‬

‫ويقصد به كذلك توزيع المهام على العاملين وفق أسس سليمة تكفل تحقيق األهداف‬
‫ويتضمن تحديد المسئوليات وتقسيم مراحل التنفيذ وتحديد طرق االتصال والتعاون‬
‫بينهم‬

‫هناك فرق بين التنظيم والمنظمة فالتنظيم عملية إما المنظمة فهي جهاز يسعى من‬
‫خالل تنظيم اإلمكانات واألدوار والعالقات والمهام من اجل تحقيق أهداف المؤسسة‬

‫‪.3‬التوجيه‪:‬يعتبر التوجيه من العمليات الرئيسية لعناصر اإلدارة التي يمكن من خاللها‬


‫ان نتحقق من أن جهود اإلفراد والعاملين بالمدرسة مثال ‪ ,‬تسير في الطريق المرسوم‬
‫نحو تحقيق األهداف بكفاءة عالية‪.‬‬

‫التوجية ليس تنفيذا لألعمال وإ نما يعني توجيه اآلخرين في تنفيذ أعمالهم في ضوء‬
‫مستلزمات األداء الناجح‪ .‬يعتبر التوجيه مرحلة مهمة في العمليات اإلدارية ‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫والتوجيه هو العمل المستمر إليجاد التعاون الجماعي بين الفئات المختلفة في المدرسة ومساعدتهم‬
‫على حل المشكالت ‪،‬التي يواجهونها ورصد مالحظة كل فعاليات العمل المخطط له ‪،‬بهدف‬
‫معالجة السلبيات وتطوير اإليجابيات وهناك عدة أشكال للمتابعة واإلشراف التي يقوم بها مدير‬
‫المدرسة ‪(,‬صرصيري‪،2003،‬ص‪)59.‬‬
‫تلك العملية التي يتم بها االتصال بالمرؤوسين إلرشادهم وترغبيهم والتنسيق بين جهودهم وقيادتهم‬
‫لتحقيق األهداف المرغوبة‪ .‬كما يعرف البعض اآلخر على انه اإلرشاد والتعلم وخلق الحوافز‬
‫واإلشراف على المعاونين وممارسة هذه الوظيفة تعني إصدار أوامر وتعليمات لتمكن الموظفين‬
‫من انجاز إعمالهم‪.‬‬

‫والتوجية يقوم على ثالث نواح أساسية وهي إرشاد المرؤوسين ‪،‬واالتصال‬
‫بهم ‪،‬وإ صدار األوامر إليهم‪.‬‬

‫ويتمثل الهدف الرئيس من عملية التوجيه في الحقل التعليمي تحقيق أهداف المدرسة‬
‫ومساعدة العاملين ليصبحوا ذوي مهارة وكفاية عالية‪ ,‬والبد من ترجمة هذا المفهوم‬
‫الى واقع اجرائي ملموس من خالل مجموعة من الممارسات التي يمارسها مدير‬
‫المدرسة مثل‪:‬‬

‫زيارة الفصول المدرسية – مناقشة توجيهات المشرفين ‪-‬مساعدة المدرسين على‬


‫طريقة التدريس الجيدة‪-‬توجيه المدرسين الجدد – مناقشة نقاط القوه والضعف مع‬
‫المدرسين عقب كل زيارة يقوم بها ‪-‬دراسة مشكالت التالميذ واقتراح وسائل عالجها‪.‬‬

‫‪.4‬المتابعة والتقويم‪:‬‬
‫إن املتابعة يف اإلدارة التعليمية هي " العملية اليت يتم من خالهلا اإلشراف على تنفيذ ما مت التخطيط‬
‫والتنظيم له‪ ،‬والتأكد من تنفيذ األهداف حسب اخلطة املرسومة"(املومين ‪،2008،‬ص‪".)191.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫أما التقومي يف جمال اإلدارة التعليمية هو " تلك اإلجراءات اليت تقاس ‪‬ا كفاءة العاملني يف حتقيق‬
‫األهداف املرسومة‪(.‬معوض ورزق‪،2003،‬ص‪ ، ")132.‬ويعرف كذلك بأنه " عملية منظمة تتضمن‬
‫مجع ومتحيص معلومات الختاذ‬
‫القرارات تتمخض عن االستخدام األمثل للموارد املتاحة لتحقيق األهداف املتوخاة‪".‬‬
‫وترمي عملية املتابعة والتقومي يف اإلدارة التعليمية إىل حتقيق جمموعة من األهداف ميكن أن نذكر منها ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬تقدير نتائج إنجاز العاملين للعمل‪ ،‬وهي نتائج تتعلق بالمعلومات التي اكتسبوها والمهارات‬
‫واالتجاهات التي نحوها‪.‬‬
‫‪)2‬الوقوف على صالحية برنامج العمل ومدى تحقيقه لألهداف التي وضعت‪.‬‬
‫‪ )3‬الوقوف على الجوانب التنظيمية واإلدارية واإلجرائية المنظمة للعمل‪.‬‬
‫‪ )4‬معرفة إمكانية األفراد القائمين بالعمل‪ ،‬ومعرفة نواحي القوة والضعف في أدائهم وقد تستخدم‬
‫المعلومات التي يحصل عليها متخذو القرارات في ترقية بعضهم إلى مراكز قيادية‪( .‬معوض‬
‫ورزق‪،2003،‬ص‪)132.‬‬
‫‪ )5‬مالحظة تأثير ديناميات الجماعة على أداء األفراد‪( .‬‬
‫ومن أهم مجاالت التقويم في اإلدارة التعليمية نجد‪:‬‬
‫• تقويم الخطة التربوية والتنظيم اإلداري والتمويل‪ .‬‬
‫• تقويم التنظيم المدرسي وأثره على تحقيق الرسالة‪ .‬‬
‫• تقويم خطة المباني المدرسية والتجهيزات واألدوات المدرسية‪ .‬‬
‫• تقويم برامج التدريب لكافة المعلمين ومدى إقبالهم على مهنة التدريس‪ ،‬ومن ثمة تقويم أدائهم‪.‬‬
‫• تقويم العالقة بين المدرسة والمجتمع ومدى قيام المدرسة بخدمات تعليمية فعالة‪ .‬‬
‫• تقويم المنهاج المدرسي من حيث أهدافه ومحتواه وتنظيمه وتنفيذه‪( .‬المومني‪،2008،،‬ص‪.‬‬
‫‪)192‬‬
‫وعليه عند تقويم أي برنامج تعليمي أو خطة تربوية البد من إتباع خطوات رئيسية في العملية‬
‫التقويمية مثل تحديد الهدف من التقويم‪ ،‬واختيار الوقت المناسب‪ ،‬تحديد المجال إضافة إلى تحديد‬
‫األسلوب والطريقة المستخدمة في التقويم‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫خالصة‪:‬‬

‫اإلدارة التربوية مجموعة من العمليات والوظائف المتشبكة والمتداخلة وهي كلها ذات‬
‫اهمية وال يمكن للإلدارة التربوية أن تكون ناجحه إال إدا قامت بكل هذه الوظائف على‬
‫أكمل وجه وبأحسن الطرق وأكبر فاعلية ‪.‬‬

‫تطبيق‪:‬ماهي أهم النظريات المفسرة لإلدارة التربوية؟‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة الرابعة‪:‬نظريات اإلدارة التربوية‬

‫تمهيد‬

‫مفهوم النظرية‬ ‫‪.1‬‬


‫مصادر بناء النظرية‬ ‫‪.2‬‬
‫أهم النظريات‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ .1.3‬نظرية اإلدارة كعملية اجتماعية‬
‫‪ .2.3‬اإلدارة كعملية اتخاذ القرار‬
‫‪ .3.3‬نظرية اإلدارة كوظائف ومكونات‬
‫‪ .4.3‬نظرية األدوار‬
‫‪ .5.3‬نظرية العالقات اإلنسانية‬
‫خالصة‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪.1‬مفهوم النظرية‪ :‬هي مجموعة من األفك))ار والمعتق))دات تس))تخدم لتفس))ير الظ))واهر أو‬
‫التنبؤ بها‪ ,‬وهي اختصار وصفي لهذه الظواهر وكيفية التعامل معها‪.‬‬
‫والنظرية ليست حقائق مطلقة ‪ ,‬وإنما هي فرضيات نشأت عن طري))ق التجرب))ة والخط))أ‬
‫والمالحظ)))))ة وهي قابل)))))ة لإلثب)))))ات أو ال)))))رفض بص)))))فة مس)))))تمرة ودائم)))))ة‪.‬‬
‫فالنظري ‪PP‬ة وس ‪PP‬يلة ‪ ،‬وهي إط ‪PP‬ار م ‪PP‬رجعي يح ‪PP‬اول أن يض ‪PP‬ع نظام ‪PP‬ا لألش ‪PP‬ياء ب ‪PP‬دال من تناثره ‪PP‬ا ‪ ،‬وهي‬
‫توجه التطبيق ‪ ،‬والتطبيق بدوره يوجه النظرية ‪ ( .‬الفريجات ‪ ،2000 ،‬ص‪) 47 .‬‬

‫‪.2‬الصفات التي تتميز بها النظرية‪:‬‬


‫‪ )1‬البساطة‪ :‬أي السهولة والدقة والوضوح في اختيار وصياغة العبارات‪.‬‬
‫‪ )2‬الداللة االقتص))ادية‪:‬أي اختص))اره ع))ددا أك))بر من الظ))واهر المختلف))ة ألق))ل ع))دد من‬
‫الظواهر ألقل عدد من المبادئ العامة‪.‬‬
‫‪ )3‬الداللة العلمية‪ :‬أي أنها مالئمة من ناحية العلم في الدقة والصحة والتحويل‪.‬‬
‫‪ )4‬الكفاية‪ :‬أي قدرتها على التفسير والتنبؤ‪.‬‬
‫‪.3‬مصادر بناء النظرية‪:‬‬
‫‪)1‬الدراسات والبحوث في اإلدارة المتخصصة‪.‬‬
‫‪)2‬خالصة االستدالل العقلي لألفكار والمبادئ العامة لإلداريين‪.‬‬
‫‪ )3‬استخالص الخبرات العملية لإلداريين من خالل التقارير والدراسات‪.‬‬
‫‪ )4‬من خالل اقتب)))اس وتك)))ييف النم)))اذج النظري)))ة من المي)))ادين اإلداري)))ة األخ)))رى‪.‬‬
‫(الفريجات‪)2000،‬‬
‫‪.4‬أهم النظريات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬نظرية اإلدارة كعملية اجتماعية ( جيتزلر)‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫والفكرة األساس‪P‬ية في ه‪P‬ذا النم‪P‬وذج تق‪P‬وم على أس‪P‬اس أن س‪P‬لوك الف‪P‬رد ض‪P‬من النظ‪P‬ام االجتم‪P‬اعي وفي‬
‫إط‪PP P‬اره كالمدرس‪PP P‬ة مثًال ه‪PP P‬و محص‪PP P‬لة ونتيج‪PP P‬ة لك‪PP P‬ل من التوقع‪PP P‬ات المطلوب‪PP P‬ة من‪PP P‬ه من قب‪PP P‬ل اآلخ‪PP P‬رين‬
‫وحاجاته الشخصية وما تشمله من نزعات وأمزجة‪( .‬عطوي ‪)2001 ،‬‬

‫ويرى جيتزلز وجوبا أن السلوك االجتماعي هو حصيلة تركيب معقد لعاملي الدور والشخصية ‪،‬‬
‫وقد تم تصوير هذه العالقة في الشكل التالي‪ ( :‬الفريجات ‪ ، 2000 ،‬ص ‪) 51‬‬

‫حيث تفسر اإلدارة على أنها تسلسل هرمي للعالقة بين الرؤساء والمرؤوسين بن))وع من‬
‫النظام االجتماعي ‪ .‬وعملية اإلدارة فيه))ا‪ :‬عب))ارة عن معالج))ة له))ذا الس))لوك االجتم))اعي‬
‫بشكل منظم ‪ ,‬وينقسم هذا النظام االجتماعي لقسمين هما‪:‬‬
‫ما تقوم به المؤسسات من أدوار وما يتوقعه المجتمع لتحقيق أهداف النظام ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫اإلفراد من حيث شخصياتهم المميزة واحتياجاتهم المختلفة وتطلعاتهم الشخصية‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلدارة كعملية اتخاذ القرار‪.‬‬
‫أن عملية اتخاذ القرار ركيزة أساسية للعملية اإلدارية ولها أثرها في العملية التربوي))ة إذ‬
‫يتعلق بعضها بالمحتوى واآلخر بالمادة وبعضها بالطريقة حسب األهداف ال))تي تنش))دها‬
‫التربية من البرامج والمشروعات ‪.‬‬
‫والقرار عبارة‪ :‬عن مجموعة من األحكام والتشريعات التي تؤثر في عملية التنفيذ ‪.‬‬
‫والتنظيم ينقسم إلى قسمين رسمي وأفقي ورأسي بن)اء على أس)اس اتخ)اذ الق)رار مح)ور‬
‫النظرية‪.‬‬
‫فالقرارات الالمركزية يكون التنظيم فيها أفقيا ‪ ,‬والقرارات المركزية يكون التنظيم فيه))ا‬
‫رأسيا‬
‫والعناصر األساسية لعملية اتخاذ القرارات هي‪ :‬التخطيط – التنظيم – التحفيز‪ -‬التقييم‪.‬‬
‫خطوات اتخاذ القرارات هي‪:‬‬
‫تحديد المشكلة – جمع المعلومات عن المشكلة‪ -‬تحلي))ل المعلوم))ات‪ -‬الحل))ول المقترح))ة‪-‬‬
‫تقييم الحلول والبدائل‪-‬عملية اختيار الحل األفضل‪-‬التطبيق‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫ويمكن مراعاة الخطوات التالية عند اتخاذ القرار ‪:‬‬

‫‪ )1‬التعرف على المشكلة وتحديدها‪.‬‬


‫‪ )2‬تحليل وتقييم المشكلة‪.‬‬
‫‪ )3‬وضع معايير للحكم يمكن بها تقييم الحل المقبول والمتفق مع الحاجة‪.‬‬
‫‪ )4‬جمع المادة (البيانات والمعلومات‪.‬‬
‫‪ )5‬صياغة واختيار الحل أو الحلول المفضلة واختيارها مقدما أي البدائل الممكنة‪.‬‬
‫‪ )6‬وضع الحل المفضل موضع التنفيذ مع تهيئة الجو لتنفيذه وضمان مستوى أدائه ليتناسب مع‬
‫خطة التنفيذ ثم تقويم صالحية القرار الذي اتخذ وهل هو أنسب القرارات ؟‪( .‬الخواجا ‪، 2004 ،‬‬
‫ص ‪)42‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية اإلدارة كوظائف ومكونات‪:‬‬

‫يعتبر سيرز من أوائل من درسوا اإلدارة التعليمية دراسة واسعة ‪ ،‬ونشر كتابه المعروف‬
‫باسم ‪ The Nature Of The Administration Process‬وذلك في عام ‪ ، 1950‬وقد حلل فيه‬
‫العملية اإلدارية إلى عدة عناصر رئيسة هي ‪:‬‬
‫التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوجيه‪ ،‬التنسيق‪ ،‬والرقابة‪ ،‬وتقابل بالترتيب بالمصطلحات التالية ‪:‬‬
‫‪Planning ,Organizing , Directing ,Coordinating and Controlling‬‬
‫وعند تحليل هذه الوظائف يمكن الكشف عن طبيعة العمل اإلداري في الميادين المختلفة‪ ،‬حيث أن‬
‫الوظائف نفسها هي ما يقوم به اإلداري‪.‬‬
‫ففي عملية التخطيط‪ ،‬يحتاج اإلداري إلى تدارس الظروف استعدادًا التخاذ قرارات ناجحة وعملية‪،‬‬
‫تأخذ بعين االعتبار طبيعة األهداف واإلمكانيات المتوفرة لتحقيقها والعقبات التي تعترض التقدم‬
‫نحو األهداف وموقف العاملين منها‪.‬‬
‫وفي عملية التنظيم يحتاج إلى أن يضع القوانين واألنظمة والتعليمات على صورة ترتيبات في‬
‫الموارد البشرية والمادية‪ ،‬بما يسهل عمليات تنفيذ األهداف المتوخاة على المنظمة أو التنظيم الذي‬
‫ينشأ عن الترتيبات‪.‬‬
‫وفي عملية التوجيه ينّش ط اإلداري إجراءات التنفيذ بالتوفيق بين السلطة التي يكون مؤهًال لها من‬
‫خالل صالحيات مركزه والسلطة المستمدة من ذكائه ومعلوماته وخبراته المتمثلة في إدراكه‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫الشامل ألهداف المنظمة‪ ،‬وطبيعة العمل المناط بها‪ ،‬وإ مكانياتها المادية والبشرية‪ ،‬والقوى‬
‫والظروف االجتماعية المؤثرة عليها‪.‬‬
‫وفي عملية التنسيق‪ ،‬يحتاج اإلداري إلى جعل كل عناصر التنظيم وعملياته تسير بشكل متكامل ال‬
‫ازدواجية فيه وال تناقض‪ ،‬بحيث توجه الجهود بشكل رشيد نحو األهداف المرسومة في نطاق‬
‫اإلمكانيات المتوفرة‪ ،‬وفي حدود ما تسمح به القوى االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية في‬
‫بيئة التنظيم‪.‬‬
‫أما الرقابة‪ :‬فهي متابعة مباشرة أو غير مباشرة للمؤسسة لتقييم نظام عملها‪ ،‬ومدى جدواها على‬
‫ضوء األهداف المنتظرة منها (عريفج‪ ،2001 ،‬ص ‪)31 -30‬‬

‫رابعا‪ :‬نظرية األدوار‪:‬‬

‫وتتلخص في الفهم العمي‪P‬ق لألدوار ‪ ,‬تم تنس‪P‬يقها بمه‪P‬ارة وإ تق‪P‬ان ‪ ,‬ومن ثم تحلي‪P‬ل األدوار والمه‪P‬ارات‬
‫المترتبة عليها ‪ ,‬وجاءت هذه النظرية نتيجة زيادة مه‪PP‬ارات ومس‪PP‬ؤوليات رج‪PP‬ل اإلدارة وال‪PP‬دور ال‪PP‬ذي‬
‫يقوم به ‪ ,‬وأنواع هذه األدوار‪:‬‬

‫دور البن‪PPP‬اء واالس‪PPP‬تمرار‪ -‬دور المجموع ‪PP‬ة في اختي‪PPP‬ار وتحدي ‪PP‬د ن ‪PP‬وع المش ‪PP‬كلة و وض ‪PP‬ع ح‪PPP‬ل له‪PPP‬ا –‬
‫األدوار الشخصية التي تساعد على تحقيق حاجاتهم الخاصة كأفراد‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬نظرية العالقات اإلنسانية‪:‬‬

‫وهي تعتم ‪PP P‬د على العالق ‪PP P‬ات اإلنس ‪PP P‬انية القائم ‪PP P‬ة في اإلدارة ‪ ,‬وهي ت ‪PP P‬دور ح ‪PP P‬ول التوفي ‪PP P‬ق بين رض ‪PP P‬ا‬
‫المطالب البشرية لألفراد وإ شباعها ‪ ,‬وبين تحقيق أهداف التنظيم اإلداري ‪.‬‬

‫وتهتم ه‪PP‬ذه النظري‪PP‬ة بس‪PP‬لوك المرؤوس‪PP‬ين واتجاه‪PP‬اتهم النفس‪PP‬ية كبش‪PP‬ر وأهمي‪PP‬ة إش‪PP‬باع الحاج‪PP‬ات النفس‪PP‬ية‬
‫واالجتماعي‪PP‬ة ل‪PP‬ديهم مم‪PP‬ا ي‪PP‬دفعهم ويحف‪PP‬زهم على زي‪PP‬ادة اإلنت‪PP‬اج ‪ ,‬وهي من أس‪PP‬س نج‪PP‬اح اإلدارة حس‪PP‬ب‬
‫تلك النظرية‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫فهي تهتم باإلفراد كأشخاص أكثر من اهتمامها بالجوانب المادي‪PP‬ة أو االقتص‪PP‬ادية وعلى ه‪PP‬ذا األس‪PP‬اس‬
‫وجه لها النقد الحاد‪.‬‬

‫خالصة‪ :‬إن النظريات السالفة الذكر وعلى اختالفها وتباين وجهات نظر أصحابها ت))بين‬
‫على أن اإلدارة عموم)))ا واإلدارة التربوي)))ة على وج)))ه التحدي)))د تق)))وم على مب)))ادئ‬
‫علمية ‪،‬وأن كل نظرية من النظريات له)ا إيجابياته)ا ومآخ)ذها وأنه)ا تتكام)ل فيم)ا بينه)ا‬
‫معطية تفسيرا متكامال لطبيعة اإلدارة التربوية‪.‬‬

‫تطبيق‪:‬‬
‫ماهي أهم العوامل المؤثرة في اإلدارة التربوية؟‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة الخامسة‪:‬العوامل المؤثرة في اإلدارة التربوية‬

‫تمهيد‬

‫العوامل االجتماعية و السكانية ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫العوامل الطبيعية والجغرافية‬ ‫‪.2‬‬
‫العوامل المالية واالقتصادية‬ ‫‪.3‬‬
‫العوامل السياسية‬ ‫‪.4‬‬
‫خالصة‬ ‫‪.5‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫تمهيد‬

‫هناك عدة عوامل اجتماعية سكانية وأخرى جغرافية بيئية وثالثة اقتصادية مالية وهناك عوامل‬
‫سياسية تؤثر على شكل وطبيعة اإلدارة التعليمية‪.‬‬
‫أ‪ -‬العوامل االجتماعية و السكانية ‪:‬‬
‫وتشمل هذه العوامل ما يتعلق بالتمدن أو العمران و الظروف السكانية و القوى والضغوط‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 1-‬التمدن و العمران ‪ :‬ويقصد به عملية التحول الحضاري للمجتمعات الريفية إلى ما يماثل‬
‫حياة المدن‪ ،‬حيث يتجمع ويتمركز السكان ‪ ،‬هذا اإلتجاه هو ظاهرة عامة في كل المجتمعات‬
‫المعاصرة تقريبا ويمكن إرجاعه إلى عدة عوامل أساسية منها النمو السكاني وتزايد فرص العمل‬
‫نتيجة لحركة التصنيع و التوسع فيها‪ ،‬ورغبة أفراد السكان في توفير الخدمات ووسائل الراحة‬
‫التي تصاحب حياة المدن عادة‪ .‬من هنا يمكن أن نفهم سهولة ما تفرضه عملية النمو العمراني‬
‫على اإلدارة التعليمية من إلتزامات وتواجهه دوما من مشكالت تعليمية مثل التوسع في الخدمات‬
‫التعليمية وما يتطلبه ذلك من تخطيط البرامج التعليمية المناسبة ‪ ،‬والمشروعات الجديدة وتوفير‬
‫المال الالزم لمواجهة كل هذه اإلحتياجات ‪.‬‬
‫‪ 2-‬السكان ‪ :‬يفرض تزايد السكان العديد من المشكالت التي ينبغي على اإلدارة مواجهتها و‬
‫العمل‬
‫على حلها ‪ ،‬فهناك مشكلة التوسع في إنشاء المدارس الالزمة إلستعاب األعداد المتزايدة باستمرار‬
‫من السكان‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫وما يستند ذلك من توفير المعلمين والمعدات واألثاث و البرامج التعليمية و الكتب الدراسية وغير‬
‫ذلك‪ .‬تزداد هذه المشكالت ضخامة عندما نتصور اهتمام كل الدول بالرعاية الصحية للسكان وما‬
‫يترتب على أبنائهم‪ ،‬سن المستويات وإ نخفاض معدالت الوفاة من ناحية وزيادة معدالت المواليد‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬ويرتبط بذلك التحسن الملحوظ في مستويات المعيشة وما يترتب عنه من زيادة‬
‫طموح اآلباء في تعليم أبنائهم‪ .‬نتيجة زيادة الطلب اإلجتماعي وزيادة مدة بقائهم في المدرسة من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬وكذلك نجد أن التركيب السكاني وضع المرأة في نطاقه ومدى تركز السكان‬
‫وإ نتشارهم يفرض العديد من المشكالت التعليمية‪.‬‬
‫‪ 3-‬القوى و الضغوط االجتماعية ‪ :‬تخضع اإلدارة التعليمية في أي مجتمع إلى العديد من القوى‬
‫والضغوط‬
‫االجتماعية التي ال يمكن تجاهلها‪ ،‬بل ينبغي مراعاتها والتغلب عليها‪ ،‬فزيادة طموح اآلباء وكبر‬
‫آمالهم‬
‫وتوقعاتهم في تعليم أبنائهم يواجه اإلدارة التعليمية بمشكالت متنوعة مثل‪ :‬مد وإ طالة فترة اإللتزام‬
‫متطلبات الممارسة اإلدارية لدى مدراء اإلكماليات في تسيير مؤسساتهم التربوية – الفصل ‪:2‬‬
‫اإلدارة العامة ونماذجها الحديثة‪-‬‬
‫وااللتحاق بالتعليم الثانوي والجامعي أو العالي ‪ ،‬يرتبط بذلك أيضا تزايد الطلب اإلجتماعي على‬
‫نوع معين‬
‫من التعليم بل أن كثيرا من مجال اآلباء في مدارسنا قامت نتيجة لضغوط من اآلباء ببناء مزيد من‬
‫الفصول‬
‫داخل المدرسة لتتسع لألعداد المتزايدة من األبناء وحتى يفرضوا على السلطات التعليمية رغباتهم‪،‬‬
‫ومن هنا‬
‫تكون القوى اإلجتماعية المؤثرة على اإلدارة التعليمية أيضا وضع المرأة اإلجتماعي ودورها في‬
‫المجتمع‪،‬ومدى مساهمتها فيه وما يرتبط بذلك من تقاليد اجتماعية‪ ،‬و المشكالت التي تثار من تعليم‬
‫المرأة وما‬
‫يتصل باألسئلة التي تثار عادة حول أمور التعليم المختلط وبرنامج الدراسة المناسبة للفتاة‪ ،‬وكذلك‬
‫المدرسة‬
‫والنظام فيها ومدى اإلنفصال عنها ومن ناحية أخرى نجد أن دخول المرأة باستمرار إلى ميدان‬
‫العمل يفرض‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫على اإلدارة التعليمية مشكلة توفير نظام جيد لمرحلة الحضانة أو رياض األطفال وهو أمر أشد ما‬
‫يحتاج إليه‬
‫‪ (.‬نظامنا التعليمي في الفترة الراهنة‪( .‬محمد منير مرسي ‪ ، 1984 ،‬ص ‪37‬‬
‫ب العوامل الطبيعية والجغرافية‪:‬‬
‫يرى مرسي( ‪ ، 1995‬ص‪ )3‬أن اإلدارة التعليمية تتأثر بالعوامل الطبيعية والجغرافية‬
‫فالتنظيم المدرسي و البنية المدرسية وقيود السن المتعلقة بالنظام اإللزامي و الحضور اإلجباري‬
‫وغيرها‬
‫‪ ،‬إنما تتحدد في الغالب بالعوامل الطبيعية و الجغرافية للدولة و بالتالي تفرضها على اإلدارة‬
‫التعليمية‪ ،‬و في‬
‫الدول اإلسكندنافية على سبيل المثال نجد أنه نظرا لقساوة المناخ وشدة البرد يتأخر سن اإللزام‬
‫عاما أو عامين كما أنه ال تشيع أقسام للحضانة‪ ،‬أو دور الرياض ‪ -‬عن بقية الدول ويبدأ اإللزام‬
‫هنا من السن( ‪ 7‬إلى ‪ )8‬و األطفال دون السابقة بعكس دون البحر المتوسط والشرق حيث يسمح‬
‫للطفل الذهاب إلى المدرسة في السن الثالثة‪ .‬وقد سبق أن أشرنا إلى أستراليا وقلنا المعروفة بنظام‬
‫المركزية في إدارتها التعليمية يرجع فيما يرجع إلى عوامل طبيعية وجغرافية ومناخية ونضيف‬
‫هذا أيضا أن هذه العوامل قد أدت إلى وجود نضامين للتعليم في أستراليا ‪ ،‬نظام عادي يشبه نظام‬
‫التعليمية األخرى المعروفة ‪ ،‬وهو خاص بالمناطق العمرانية و المدنية ونظام خاص بالمناطق‬
‫النائية والريفية‪ ،‬ويقتصر في مداه ودراسته على سن الخامسة عشر ‪ ،‬وتقوم الدراسة فيه على‬
‫أساس وحدات من المدارس الصغيرة تضم أعدادا صغيرة من التالميذ تصل في المادة إلى ما‬
‫يعادل سعة فصل واحد في المدارس العادية‪ ،‬يتم التعليم في بعض األحيان عن طريق المراسلة‬
‫وفي انجلترا نجد أن مناخ البالد بما يتميز به من كثرة األمطار بصورة مستمرة مع شدة البرد قد‬
‫أدى إلى ضرورة االهتمام عند‬
‫بناء المدرسة بتوفير ساحات ومالعب للرياضة مقفولة داخل بناء المدرسة ذاته و اإلهتمام بألوان‬
‫النشاط التي‬
‫تتم داخل األبنية المقفولة بصفة عامة ‪ ،‬كذلك تتأثر اإلدارة التعليمية باألوضاع و العوامل‬
‫اإلقتصادية السائدة‬
‫في المجتمع‪ ،‬فاختالف المجتمعات في درجة نموها يفوض على اإلدارة التعليمية العديد من‬
‫المشكالت وعلى‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫السلطات التعليمية تقع مسؤولية التخطيط لنظم التعليمية في ضوء إحتياجات البالد القومية‬
‫واالقتصادية وعلى‬
‫هذه السلطات أيضا أن توفر ما يلزم المجتمع من طاقات بشرية ثم أن التطور الصناعي للبالد وما‬
‫يرتبط‬
‫متطلبات الممارسة اإلدارية لدى مدراء اإلكماليات في تسيير مؤسساتهم التربوية‬
‫عليه من نشوء صناعات جديدة وإ ستحداث مهن مختلفة وما يرتبط بذلك من األعداد المهني‬
‫المطلوب وبرامج‬
‫التدريب المناسبة هي أمور تفرض لنفسها بإلحاح على اإلدارة التعليمية‪.‬‬
‫ج‪.‬العوامل المالية واالقتصادية‪:‬‬
‫وهناك أيضا المشكالت المالية وهي عامل مشترك بين اإلدارة التعليمية في مختلف بالد العالم‬
‫فكيف تواجه‬
‫السلطات التعليمية األعباء المالية المتزايدة للتنمية التعليمية‪ ،‬وما يرتبط من زيادة في اإلنفاق‬
‫والتكاليف وكيف‬
‫تواجه أيضا الطلب المتزايد على تحسين العملية التربوية وما قد يستلزمه هذا لتحسين البرامج‬
‫التعليمية‬
‫‪ ،‬تحسين معدالت النسب بين التالميذ والمعلمين ونصاب كل معلم في الجدول المدرسي‪ ،‬وكذلك‬
‫تطوير األبنية‬
‫المدرسية وما تستلزمه من توفر شروط معينة‪ ،‬إلى غير ذلك من المسائل الهامة التي تطرح نفسها‬
‫باستمرار‬
‫أمام السلطات التعليمية‪.‬‬
‫د‪ .‬العوامل السياسية‪:‬‬
‫تتأثر اإلدارة التعليمية في البلد الواحد بسلطة الدولة والحكومة من حيث إرتباط السياسة التعليمية‬
‫بالسياسة العامة للدولة‪ ،‬وتأثرها باتجاهاتها وتشريعاتها وأجهزة الدولة المختلفة ونظرا لتزايد أهمية‬
‫التعليم‬
‫وإ عتباره أمر حيوي لألمن القومي‪ ،‬ال يقل عن حيوية اإلستراتيجية العسكرية ‪ ،‬فقد أخدت‬
‫الحكومات في‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫الدول المختلفة تفرض سلطتها على إدارة التعليم‪ ،‬أو تزيد من تذخلها في شؤونه وتوجيهه حتى في‬
‫الدول التي‬
‫جرت التقاليد بها على عدم تدخل الحكومة المركزية في شؤون التعليم‪ ،‬ففي الواليات المتحدة ال‬
‫يعطي‬
‫دستورها للحكومة الفيدرالية أية مسؤوليات في شؤون التعلم‪ ،‬ولكن برد إطالق اإلتحاد السوفياتي‬
‫ألول قمر‬
‫صناعي عام ‪ 1957‬صدر قانون التعليم لألمن القومي الذي يهدف إلى اإلهتمام بتعليم العلوم‬
‫والرياضيات‬
‫واللغات األجنبية ومنها اللغة الروسية وتقدم مساعدات مالية مشروطة لهذا الغرض للواليات التي‬
‫تقبل‬
‫الشروط التي يحددها الكونغرس‪.‬‬
‫إن اختالف التيارات السياسية والحزبية وما يرتبط بها من إختالف إيديولوجي يؤثر بصورة‬
‫مباشرة على‬
‫اإلدارة التعليمية ال سيما تغير حزب الحاكم‪ ،‬لعل أوضح مثال على ذلك ما حدث في بريطانيا‬
‫تحتكم حزب‬
‫العمال من اإلهتمام بشرط تعميم المدارس الشاملة تماشيا مع السياسة التعليمية التي تستند إلى‬
‫أسس اشتراكية‬
‫‪ ،‬تلغى عملية االنتقاء والتوزيع في التعليم الثانوي وكانت وزارة التربية والتعليم في أنجلترا‬
‫تمارس ضغطا‬
‫كبيرا على السلطات التعليمية المحلية التي تعارض فكرة المدارس الشاملة‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫تقع اإلدارة التربوية والتعليمية تحت تأثير قوى مختلفة تتحكم في أدائها وتحدد فعاليتها وهي بمثابة‬
‫تحديات يقرضها الواقع السياسي واالجتماعي واالقتصادي والبيئي للدولة‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحور الثاني‪ :‬اإلدارة المدرسية‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة السادسة‪:‬ماهية اإلدارة‬


‫المدرسية(المفهوم ‪،‬الخصائص)‬

‫تمهيد‬

‫‪.1‬مفهوم اإلدارة المدرسية‬

‫‪.2‬خصائص اإلدارة المدرسية‬

‫‪.3‬أهمية اإلدارة المدرسية‬

‫خالصة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫تعتبر اإلدارة المدرسية جزء من اإلدارة التربوية واحد فروعها الذي توكل له مهمة‬
‫تجسيد األهداف التربوية إلى واقع عملي ملموس لما تمتاز به من طابع إجرائي‬
‫وتنفيذي ‪.‬‬

‫وهي حجر الزاوية في العملية التعليمية التربوية فهي التي تحدد المعالم وترسم الطرق‬
‫للوصول إلى هدف مشترك في زمن محدد‪.‬وهي التي ترسم الوسائل الكفيلة لمراجعة‬
‫األعمالومتابعة النتائج متابعة هادفة مما يساعد على إعادة النظر في التنظيمات‬
‫واألنشطة والتشريعات وتعديلها أو إعادة النظر في أساليب التنفيذ التي يمكن عن‬
‫طريقها تحديد األهداف المنشودة‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم اإلدارة المدرسية ‪:‬‬

‫عرفه‪PP P‬ا ج‪PP P‬وردن ب"جمل‪PP P‬ة الجه‪PP P‬ود المبذول‪PP P‬ة في الط‪PP P‬رق المختلف‪PP P‬ة ‪ Various Ways‬ال‪PP P‬تي يتم من‬
‫خاللها توجيه الموارد البشرية والمادية ‪ Resources‬إلنجاز أهداف المجتمع التعليمية "‬

‫كما عرفها أحمد احمد بأنها " ذلك الكل المنظم الذي يتفاعل بإيجابية داخ‪PP‬ل المدرس‪PP‬ة وخارجه‪PP‬ا وفق‪ًP‬ا‬
‫لسياس‪PP‬ة عام‪PP‬ة وفلس‪PP‬فة تربوي‪PP‬ة تض‪PP‬عها الدول‪PP‬ة رغب‪PP‬ة في إع‪PP‬داد الناش‪PP‬ئين بم‪PP‬ا يتف‪PP‬ق وأه‪PP‬داف المجتم‪PP‬ع‬
‫والص ‪PP‬الح الع ‪PP‬ام للدول ‪PP‬ة ‪ .‬وه ‪PP‬ذا يقض ‪PP‬ي القي ‪PP‬ام بمجموع‪PP‬ة متناس ‪PP‬قة من األعم ‪PP‬ال واألنش ‪PP‬طة م ‪PP‬ع توف ‪PP‬ير‬
‫المناخ المناسب إلتمام نجاحها "‬

‫أما سيف الدين فهمي فقد عرفها على أنها " جميع الجهود والنشاطات المنسقة التي يق‪P‬وم به‪P‬ا فري‪P‬ق‬
‫الع‪PP‬املين بالمدرس‪PP‬ة ال‪PP‬ذي يتك‪PP‬ون من الم‪PP‬دير ومس‪PP‬اعديه والمدرس‪PP‬ين واإلداريين والفن‪PP‬يين بغي‪PP‬ة تحقي‪PP‬ق‬
‫األهداف التربوية داخل المدرسة وخارجها وبما يتمشى مع م‪P‬ا يه‪P‬دف إلي‪P‬ه المجتم‪P‬ع من تربي‪P‬ة أبنائ‪P‬ه‬
‫تربية صحيحة وعلى أسس سليمة "‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫وتم تعريفها كذلك بأنها هي الجهود المنسقة التي يقوم به‪P‬ا فري‪P‬ق من الع‪P‬املين في المدرس‪P‬ة (إداريين‬
‫وفنيين)بغية تحقيق األه‪P‬داف المدرس‪P‬ية ‪ ,‬وف‪PP‬ق م‪P‬ا ته‪P‬دف إلي‪P‬ة الدول‪P‬ة من تربي‪P‬ة أبنائه‪P‬ا بش‪P‬كل ص‪P‬حيح‬
‫وعلى أسس سليمة‪.‬‬

‫‪.3‬خصائص اإلدارة المدرسية‪:‬‬


‫ذكر (حسين‪،2004،‬ص‪ )30.‬بعض خصائص اإلدارة المدرسية يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.3‬هادفة‪:‬أي ان تعتمد عل التخطيط السليم والموضوعية في عملها بعيدا عن العشوائية‬
‫والتخبط‪.‬‬
‫‪. 2.3‬إيجابية‪:‬أن يكون لها الدور القيادي في توجيه العمل وأن ال تركن إلى السلبية‪.‬‬
‫‪.3.3‬إجتماعية‪ :‬أي ال ينفرد المدير بصنع القرار بل يشارك العاملين معه وأن تكون مبنية على‬
‫الشورى بعيدة عن االستبداد والتسلط‪.‬‬
‫‪.4.3‬إنسانية‪:‬مبنية على حسن المعاملة واالهتمام بمشكالت العاملين واالستماع لهم وإ يجاد حلول‬
‫لهذه المشكالت‪.‬‬
‫‪.5.3‬ديمقراطية‪:‬أن تهتم بآراء اآلخرين وتأخذها بعين االعتبار وعدم االنفراد بالرأي من طرف‬
‫المدير أو أحد معاونيه‪.‬‬
‫‪ .6.3‬متمشية مع الفلسفة االجتماعية والسياسية للبالد ‪ :‬بحيث ال يبرز أي تناقض على‬
‫الصعيد الوطني في تحقيق األهداف الوطنية بأبعادها السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫والتربوية‪.‬‬
‫‪.3.7‬مرونة ‪:‬في الحركة والعمل وان ال تكون ذات قوالب جامدة ‪ ،‬حيث أن الواقع يدفع بتطويع‬
‫النظريات لتكون قادرة على إحداث التغيير المنشود مما يدفع إلى القدرة على الحركة باالتجاه الذي‬
‫يخدم تحقيق األهداف المرجوة ‪ ،‬ألن اإلدارة وسيلة وليست غاية ‪ ،‬ولهذا فاإلدارة يجب أن تتكيف‬
‫حسب الموقف والظروف‪.‬‬
‫‪ .8.3‬عملية ‪ :‬ألن النظريات ال تتقرر أهميتها إال بمقدار الجانب التطبيقي فيها ‪ ،‬حيث تهدف‬
‫اإلدارة إلى وضع األغراض التربوية موضع التنفيذ ‪ ،‬وأن تكيف اإلدارة األصول والمبادئ‬
‫النظرية حسب متطلبات الموقف العملي‪.‬‬
‫‪ .9.3‬بالكفاءة والفاعلية‪ :‬ويتم ذلك عبر االستخدام المثل لإلمكانيات البشرية والمادية‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪ .10.3‬النجاح في تحقيق األهداف المنشودة ‪ :‬وفي الطليعة منها تربية الجيل القادر على مواجهة‬
‫متطلبات الحياة‪.‬‬

‫‪.3‬أهمية اإلدارة المدرسية‪:‬‬

‫تبد أهميتها في كونها تمثل نظام له أهداف يتوق إلي تحقيقها في ضوء قدرتها على التخطيط السليم‬
‫و التنظيم والتنسيق والمتابعة والتقويم ‪ ,‬وهي أصغر نظام في التشكيل اإلداري التعليمي يتم عن‬
‫طريقه تحقيق أهداف اإلدارة التعليمية ‪ ,‬كذلك تبد أهميتها في العالقة مع اإلدارة التعليمية التي‬
‫يجب أن تتسم بالود والتفاهم والثقة واالحترام والعمل الجماعي من أجل رفع وتقدم العملية‬
‫التعليمية في ضوء إسهامات اإلدارة التعليمية مادية أو شبه مادية مرضية من أجل تذليل الصعاب‬
‫التي يتعذر على اإلدارة المدرسية التغلب عليها بمعزل عن اإلدارة التعليمة‪.‬‬

‫تطبيق‪:‬ماهي األهداف التي تسعى اإلدارة المدرسية إلى تطبيقها؟‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة الثانية عشر ‪:‬تابع ماهية اإلدارة‬


‫المدرسية(األهداف ‪ ،‬المكونات)‬

‫‪.1‬أهداف اإلدارة المدرسية‬

‫‪.2‬مكونات اإلدارة المدرسية‬

‫خالصة‬

‫المراجع‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪ .1‬أهداف اإلدارة المدرسية‪::‬ذكر أحمد إبراهيم أحمد مجموعة من األهداف تمثلت فيما يلي‪:‬‬

‫توفير اإلمكانيات المادية والبشرية الالزمة للقيام برسالة المدرسة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫توفير الجو المالئم الصالح للعملية التعليمية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تحقيق التكامل بين اإلدارة واإلشراف الفني للعملية التربوية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫العناية بالعالقات اإلنسانية الطيبة بين جميع العاملين في المدرسة لتوفير جو داعم للتعليم‬ ‫‪.4‬‬
‫والتعلم ‪.‬‬
‫توفير قدوة حسنة للتالميذ‬

‫أما وهيب سمعان ومحمد مرسي فقد لخصا هذه األهداف في ‪:‬‬

‫‪-‬تهيئة الظروف وتوفير اإلمكانيات التي تساعد المتعلم على النمو المتكامل‪ ،‬وحول المساعدة في‬
‫تحسين العملية التعليمية لتحقيق ذلك النمو‪ ،‬وفي تحقيق األهداف االجتماعية للمجتمع بما يتطلبه‬
‫ذلك من تعاون وتنسيق مثمر بين كل اطراف العمل في المدرسة والمجتمع‪.‬‬

‫وقسمها محمد العجمي إلى‪ - :‬مجموعة األهداف الثقافية والتربوية‪.‬‬

‫‪ -‬مجموعة األهداف االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬مجموعة األهداف الدينية واألخالقية‪.‬‬

‫‪ -‬مجموعة األهداف االقتصادية ‪.‬‬

‫‪.2‬مكونات اإلدارة المدرسية ‪:‬‬

‫يرى المختصون أن اإلدارة المدرسية تتكون من أربعة مكونات عامة هي ‪:‬‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المدخالت ‪ :‬تعطي المدخالت لإلدارة مقوماتها األساسية‪ ،‬وتحدد غاياتها‪ ،‬عالوة على أن لها‬ ‫‪.1‬‬
‫دورًا رئيسًا في نجاح أو فشل النظام المدرسي بأكمله هذه المدخالت تتضمن رسالة المدرسة‬
‫وفلسفتها وأهدافها ‪،‬السياسات والتشريعات التربوية‪،‬الموارد البشرية في المدرسة ‪،‬الموارد‬
‫واإلمكانيات المادية (المبني والمرافق والتجهيزات واألموال ‪...‬الخ)‪،‬منظومة الخدمات‬
‫اإلضافية التي تساعد المدرسة في أداء عملها (من خدمات صحية وإ رشادية ورياضية‬
‫وغيرها)‪،‬المنظومة المعلوماتية الفرعية (أساليب العمل واألهداف والسياسات العامة وطرف‬
‫اتخاذ القرار ‪ ...‬الخ)‪.‬‬
‫العمليات ‪ :‬ويقصد بها التفاعالت واألنشطة التي يتم من خاللها تحويل المدخالت إلى‬ ‫‪.2‬‬
‫مخرجات‪ ،‬وهي معقدة ومتفاعلة معًا‪ .‬لكن يمكن تبسيط فهمها من خالل النظر إليها على أنها‬
‫وظائف وأنشطة إدارية محددة وهي تتضمن ‪:‬التخطيط ‪ ،‬التنظيم ‪،‬والقيادة ‪ ،‬والرقابة‪...‬‬
‫المخرجات ‪ :‬وهي المحصلة النهائية لمجمل العمليات والمؤثرات في البيئتين الداخلية‬ ‫‪.3‬‬
‫والخارجية وتقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫مخرجات إنتاجية ‪( :‬قرارات وسياسات وتشريعات‪ ،‬وأداء جيد وإ نتاجية ‪.)...‬‬ ‫‪-‬‬
‫مخرجات وجدانية ‪( :‬رضا وظيفي‪ ،‬عالقات متينة ‪.)...‬‬ ‫‪-‬‬
‫البيئة المنظمة ‪ :‬وهي البيئة التي تتفاعل فيها المنظمة وتؤثر على أدائها وفاعليتها‪ ،‬وتنقسم إلى‬ ‫‪.4‬‬
‫قسمين ‪:‬‬
‫بيئة خارجية ‪ :‬تقع خارج حدود المنظمة أي المدرسة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫بيئة داخلية ‪ :‬تقع داخل حدود المنظمة أي المدرسة ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫خالصة‪:‬يتبين مما سبق أن العملية التعليمية تعتمد بشكل كبير على وجود اإلدارة‬
‫المدرسية بما لها من غايات وأهداف وما تنطوي عليه من أهمية بالغة في تهيئة‬
‫الظروف المالئمة لقيام العملية التعليمية وتحقيق أهدافها ‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫تطبيق‪:‬‬
‫ماهي أهم أنماط اإلدارة المدرسية؟‬

‫المحاضرة الثامنة‪ :‬أنماط اإلدارة المدرسية‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫‪.1‬االدارة األوتوقراطية‪-‬التسلطية (‪:)Autocratic‬‬

‫‪ .2‬ثانيا‪ :‬اإلدارة الترسلية ( ‪) Laissez – Faire‬‬

‫‪ .3‬ثالثا‪ -‬اإلدارة الديموقراطية ( ‪) Democratic‬‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫خالصة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن المفاهيم المختلفة لإلدارة أوجدت أنماطا مختلفة‬

‫‪.1‬االدارة األوتوقراطية‪-‬التسلطية (‪( )Autocratic‬عطوي‪،2014،‬ص ص‪)29-23‬‬

‫يتم‪PP‬يز ه‪PP‬ذا النم‪PP‬ط من اإلدارة بص ‪PP‬فات وخص ‪PP‬ائص تعكس س‪PP‬لوك اإلداري إزاء المواق ‪PP‬ف ال‪PP‬تي يواجهه‪PP‬ا في‬
‫أثناء عمله اليومي‪.‬فالمدير التس‪PP‬لطي يحص‪PP‬ر جمي‪PP‬ع الس‪PP‬لطات والص‪PP‬الحيات بي‪PP‬ده دون تخوي‪PP‬ل أي منه‪PP‬ا ألح‪PP‬د‬
‫من مرؤوس‪PP‬يه‪ .‬إذ يق‪PP‬وم باتخ‪PP‬اذ الق‪PP‬رارات المتعلق‪PP‬ة بعم‪PP‬ل المؤسس‪PP‬ة ويص‪PP‬در األوام‪PP‬ر لتنفي‪PP‬ذها‪ ،‬بع‪PP‬د أن يح‪PP‬دد‬
‫الطرق والوسائل واإلجراءات التي ينبغي إتباعه‪PP‬ا عن‪PP‬د التنفي‪PP‬ذ دون استش‪PP‬ارة أي من الع‪PP‬املين مع‪PP‬ه‪ .‬ويت‪PP‬ولى‬
‫بنفسه توجيه العاملين وفًقا لرغباته وأهوائ‪P‬ه حس‪P‬ب قناعات‪P‬ه‪ ،‬ويف‪P‬رض عليهم طاعت‪P‬ه‪ ،‬وطاع‪P‬ة م‪P‬ا يص‪P‬در من‬
‫أوامر وال يفسح المجال أم‪P‬ام الع‪P‬املين لمناقش‪P‬ة أوام‪P‬ره ويق‪P‬وم بمحاس‪P‬بة من يعرض‪PP‬ها‪ ،‬فم‪P‬ا على المرؤوس‪P‬ين‬
‫سوى التنفيذ ‪.‬‬

‫ويقوم هذا النمط على مجموعة من األسس أهمها‪:‬‬

‫الت‪PP‬درج في الس‪PP‬لطة من األعلى إلى األس‪PP‬فل ‪ ,‬فالم‪PP‬دير يتب‪PP‬ع مس‪PP‬ؤوال أعلى من‪PP‬ه في مديري‪PP‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫التربية والتعليم ويأتمر بأوامره وتوجيهاته ثم أنه يوجه تعليماته وأوامره للمعلمين وغيرهم‬
‫من المرؤوسين لتنفيذها وااللتزام بها‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫غياب الموض‪PP‬وعية والدق‪PP‬ة في التوجي‪P‬ه والتق‪P‬ييم إذ يوج‪P‬ه الم‪P‬دير تعليمات‪P‬ه إلى مرؤوس‪P‬يه من‬ ‫‪-‬‬
‫المعلمين وغيرهم الملزمين بإتباعها والخضوع لها ويتم تقييمهم وفقا لمدى ذلك‬

‫غياب دور المدرس‪PP‬ين عن المش‪PP‬اركة في اإلدارة إذ يق‪P‬وم الم‪PP‬دير بالتخطي‪PP‬ط لتنفي‪PP‬ذ السياس‪PP‬ات‬ ‫‪-‬‬
‫الصادرة عن اإلدارة التعليمية ويلزم المدرسون بالرجوع إلى المدير في كل عم‪P‬ل يقوم‪P‬ون‬
‫به‪ .‬مما يؤدي إلى طمس شخصية المدرسين وقلة انتمائهم للمهنة‬

‫غي‪PP‬اب اح‪PP‬ترام شخص‪PP‬يات التالمي‪PP‬ذ وف‪PP‬رديتهم نتيج‪PP‬ة إل‪PP‬زامهم بإتب‪PP‬اع ط‪PP‬رق مح‪PP‬ددة في التعلم‬ ‫‪-‬‬
‫والس‪PP P‬لوك وتح‪PP P‬ريم الخ‪PP P‬روج عليه‪PP P‬ا وانع‪PP P‬دام الفرص‪PP P‬ة أم‪PP P‬امهم لمناقش‪PP P‬ة اآلراء والق‪PP P‬رارات‬
‫وتقويمها‪.‬‬

‫الترك ‪PP‬يز على الج ‪PP‬انب التحص‪PPP‬يلي المع ‪PP‬رفي للتالمي ‪PP‬ذ وإ هم ‪PP‬ال الج ‪PP‬وانب األخ ‪PP‬رى الروحي ‪PP‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫والعاطفية والنفس‪P‬ية واالجتماعي‪P‬ة والجس‪P‬مية المطل‪P‬وب االهتم‪P‬ام به‪P‬ا‪ ,‬وك‪P‬ذلك إهم‪P‬ال االهتم‪P‬ام‬
‫بميول التالميذ واتجاهاتهم ‪.‬‬

‫وأهم صفات المدير األوتوقراطي‪-:‬‬

‫إصدار القرارات والتعليمات الفردية والتفتيش للتأكد من تنفيذها دون مراعاة لمصالح‬ ‫‪-‬‬
‫العاملين معه وقدراتهم وفروقهم الفردية ‪.‬‬
‫عدم تقبله للنقد الموضوعي أو التراجع عما يصدره من تعليمات حتى لو أدرك أنها‬ ‫‪-‬‬
‫تعليمات غير سليمة ‪.‬‬
‫انعدام روح األلفة والوالء بين المدير والعاملين وبين العاملين وبعضهم البعض‬ ‫‪-‬‬

‫سيطرة الخوف والرهبة على العاملين من المدير مع انعدام الرقابة الذاتية لهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يبحث المدير األوتوقراطي عن أخطاء العاملين من خالل التفتيش المفاجئ ومعاقبة‬ ‫‪-‬‬
‫المخطئ ليكون عبرة لآلخرين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلدارة الترسلية ( ‪-:) Laissez – Faire‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫وتطلق عليه))ا مس))ميات أخ))رى مث))ل ‪:‬الس))ائبة ‪ ،‬الح))رة ‪،‬المطلق))ة والفوض))وية ‪.‬يتم))يز ه))ذا النم))ط اإلداري‬
‫بالمغ))االة في إعط))اء الحري))ة للمعلمين والتالمي))ذ نظ))را لتم))يز الم))دير بالشخص))ية المرح))ة تهيئ))ة الظ))روف‬
‫المالئمة وتوفير البيئة السلمية لقيام المعلمين بالتدريس‪ ,‬وقي))ام التالمي))ذ ب))التعليم ومن األس))لوب ال))ذي يرون))ه‬
‫مناسبا وفع))اال ومن أي ت))دخل أو تقيي))د لح))ريتهم‪ .‬وينظ))ر الم))دير الترس))لي للمعلمين على أنهم مستش))ارين ‪,‬‬
‫ويعاملهم جميعا على قدم المساواة ‪ ,‬فينتج لكل فرد حرية إبداء الرأي وال))دفاع عن))ه في المس))ائل المطروح))ة‬
‫للنقاش ‪ ,‬في حين يحجم عن تقديم وجهة نظره في موضوعات المناقشة ‪ ,‬مما يجعل المدرسين غير مدركين‬
‫لموقفهم منه أو موقفه منهم ‪.‬‬

‫ويتميز هذا النوع من اإلدارة بالخصائص التالية‪:‬‬

‫إن الم))دير ي))دعو الجتماع))ات م))ع المعلمين وت))دور نقاش))ات مطول))ة ق))د تنفض دون اتخ))اذ‬ ‫‪-‬‬
‫قرارات بشأن ما يناقش من موضوعات‬

‫ال يتم إلزام المعلمين باألخذ برأي ما إذا ما تم اإلنفاق عليه باعتباره رأيا معلما وليس ملزما‬ ‫‪-‬‬

‫يصرف المدير معظم وقته مع المدرسين في بحث ما يعتقدونه مشكالت هامة يس))تند عليه))ا‬ ‫‪-‬‬
‫العمل‬

‫ومن صفات المدير الترسلي‪:‬‬

‫غير قادر على اتخاذ القرارات مع العاملين‬ ‫‪-‬‬

‫يجد صعوبة في ضبط العاملين في المدرسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ال يحرص على قيام وظائف اإلدارة من تخطيط وتنظيم وتنسيق ومتابعة وتقويم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ال يحرص على إكساب العاملين المهارات والق)درات ال))تي ترف))ع من مس))توى أدائهم في‬ ‫‪-‬‬
‫المدرسة ‪.‬‬
‫ال يهتم بمعالج))ة وتق))ويم األخط))اء الواقع))ة في المدرس))ة وال تح))رص على اتخ))اذ الالزم‬ ‫‪-‬‬
‫تجاهها‪.‬‬

‫ويعت)بر أيض)ًا ه)ذا النم)ط من األنم)اط المرفوض))ة من وجه)ة الفك)ر اإلداري المعاص))ر ألن)ه ي)ؤثر على‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫اإلنجاز واإلنتاجية في العمل نتيج))ة تس))اهل الع))املين وع))دم ج))ديتهم في إنج))از م))ا يكلف))ون ب))ه من مه))ام‬
‫لتساهل مدير هذه اإلدارة وعدم قدرته على تحقيق أهداف المدرسة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬اإلدارة الديموقراطية ( ‪) Democratic‬‬

‫إن المب‪PPP‬دأ األساس‪PPP‬ي ال‪PPP‬ذي تعتم‪PPP‬ده اإلدارة الديموقراطي‪PPP‬ة ه‪PPP‬و مب ‪PP‬دأ اح ‪PP‬ترام شخص‪PP P‬يات األف‪PP P‬راد والمش‪PPP‬اركة‬
‫الجماعية في اتخاذ القرار وتنفيذه‪ ،‬انطالًق ا من فك‪P‬رة أساس‪P‬ية هي‪ :‬أن تع‪P‬دد العق‪P‬ول الس‪P‬وية أق‪PP‬در على تق‪P‬ديم‬
‫األفك‪PP‬ار الص‪PP‬ائبة من العق‪PP‬ل الواح‪PP‬د الس‪PP‬وي‪ .‬فال تك‪PP‬ون مهم‪PP‬ة اإلدارة – في ض‪PP‬وء ه‪PP‬ذا المفه‪PP‬وم – محص‪PP‬ورة‬
‫على اإلداري األعلى‪ ،‬ب ‪PP‬ل هي مهم ‪PP‬ة مش ‪PP‬تركة يس ‪PP‬هم في أدائه ‪PP‬ا جمي ‪PP‬ع الع ‪PP‬املين‪ .‬ويت ‪PP‬ولى اإلداري األعلى‬
‫ال ‪PP‬دور القي ‪PP‬ادي في تنفي ‪PP‬ذ ه ‪PP‬ذه المهم ‪PP‬ة ال ‪PP‬ذي ينبغي أن تك ‪PP‬ون عالقات ‪PP‬ه م ‪PP‬ع الع ‪PP‬املين ايجابي ‪PP‬ة‪ ،‬تتم عن طري ‪PP‬ق‬
‫التعاون الفعال‪ ،‬وتثير المبادرة والحماس‪ ،‬وتدعو إلى األلفة واالحترام المتبادل‪.‬‬

‫وتتميز اإلدارة الديموقراطية ب ‪:‬‬

‫يشرك المدير الديمقراطي العاملين معه في التخطيط ووضع األهداف وتنفيذ وتقويم‬ ‫‪-‬‬
‫العمل المدرسي‬
‫يقّد ر المدير حاجات وقدرات وميول العاملين معه ويسعى لتلبيتها ونموها‬ ‫‪-‬‬
‫الحرص على تنمية العالقات اإلنسانية وبث روح األلفة واألمن بينه وبين العاملين‬ ‫‪-‬‬
‫وبين العاملين وبعضهم البعض‪.‬‬
‫يشجع المدير الديمقراطي العاملين معه بالمكافآت التي تحفزهم على العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعالج المدير الديمقراطي األخطاء على أنها ظاهرة طبيعية فالكل يخطئ فيتخذ‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجراءات المناسبة لتعديل الخطأ دون إلحاق األذى بالمخطئين أو تجريحهم‪.‬‬
‫وتقوم اإلدارة الديموقراطية علىالمبادئ التالية‪-:‬‬

‫اإلق‪PP P‬رار ب‪PP P‬الفروق الفردي‪PP P‬ة ل‪PP P‬دى المعلمين والتالمي‪PP P‬ذ والمحافظ‪PP P‬ة عليه‪PP P‬ا ‪ ,‬وتش‪PP P‬جيعها بحيث‬ ‫‪-‬‬
‫يسمح لكل فرد تنمية ما يخصه من قدرات وميول واتجاهات واستعدادات ‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫التحدي‪PP‬د الواض‪PP‬ح والكام‪PP‬ل لوظيف‪PP‬ة ك‪PP‬ل عض‪PP‬و في المدرس‪PP‬ة ومهام‪PP‬ه وس‪PP‬لطاته بش‪PP‬كل يض‪PP‬من‬ ‫‪-‬‬
‫عدم التداخل أو التضارب في االختصاصات والمسؤوليات ‪.‬‬
‫تنس‪PP P‬يق جه‪PP P‬ود الع‪PP P‬املين في المدرس‪PP P‬ة وتش‪PP P‬جيع التع‪PP P‬اون بينهم بم‪PP P‬ا ي‪PP P‬دعم تحقي‪PP P‬ق األه‪PP P‬داف‬ ‫‪-‬‬
‫بطريقة متناسقة ومتكاملة بعيدا عن الذاتية واألنانية‪.‬‬
‫إش‪PP P‬راك المعلمين والع‪PP P‬املين والتالمي‪PP P‬ذ في إدارة المدرس‪PP P‬ة من خالل المش‪PP P‬اركة في تحدي‪PP P‬د‬ ‫‪-‬‬

‫السياسات والبرامج واتخاذ القرارات وتقويم النتائج إضافة إلى مشاركتهم في التنفيذ‬

‫تكافؤ السلطة م‪P‬ع المس‪P‬ؤولية إذ يق‪P‬وم الم‪P‬دير بتف‪P‬ويض بعض الواجب‪P‬ات والمه‪P‬ام للمرؤوس‪P‬ين‬ ‫‪-‬‬

‫بما يتفق واستعداداتهم وقدراتهم وخبراتهم ‪.‬‬

‫الحرص على إقامة عالقات إنسانية في المدرسة وبين المدرسة والمجتمع المحلي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة التاسعة ‪:‬الوصف الوظيفي لمدير المدرسة‬


‫تمهيد‬

‫‪.1‬مهام ومسؤوليات مدير المدرسة‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪ .2‬مهام نائب مدير المدرسة‬

‫‪.3‬مهام ومهارات اإلداري التربوي‬

‫تمهيد‬

‫يعتبر مدير المدرسة المسئول األول عن كل ما يتعلق بمدرسته حيث تندرج تحت هذه المسئولية‬
‫مستويات أربعة ‪-:‬‬

‫المستوي اإلداري ‪ :‬المتمثل في توفير الظروف المادية والبشرية لتسيير العملية التربوية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المستوي الفني ‪ :‬المتمثل في المتابعة وتشجيع المعلمين على االبتكار وتوفير النمو المهني‬ ‫‪.2‬‬
‫للطلبة والعاملين على حد سواء‪.‬‬
‫المستوي االجتماعي ‪ :‬المتمثل في توثيق عالقة ذات تأثير متبادل ما بين المدرسة‬ ‫‪.3‬‬
‫والمجتمع المحلي ‪.‬‬
‫المستوي اإلبداعي ‪ :‬المتمثل في قيادة التجديد والتطوير للعملية التربوية ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المهام والمسئوليات ‪:‬‬

‫المستوي اإلداري المتمثل في المحاور التالية ‪:‬‬

‫إعداد الخطة المدرسية السنوية وفق األسس العلمية واإلشراف على تنفيذها خالل العام‬ ‫‪.1‬‬
‫الدراسي محددًا طرق وأدوات تقييمها ومناقشتها مع موظفيه ‪.‬‬
‫توزيع المهمات والمسئوليات اإلدارية والتعليمية على الهيئة التدريسية وإ عداد برنامج‬ ‫‪.2‬‬
‫الدرس األسبوعي وبرامج االمتحانات والنشاطات المختلفة ‪.‬‬
‫إعداد التشكيالت المدرسية السنوية (طالبًا ومعلمين) المتمثلة في قبول الطلبة وتشعيب‬ ‫‪.3‬‬
‫الصفوف واإلشراف على سجالت وبطاقات العاملين والطلبة وتحديد احتياجات المدرسة‬
‫من التخصصات التعليمية المختلفة ‪.‬‬
‫تشكيل اللجان المدرسية المختلفة واإلشراف اإلداري المتواصل على تنفيذها لمهامها وتقييم‬ ‫‪.4‬‬
‫أدائها وتوفير السبل الكفيلة إلنجاحها ‪.‬‬
‫مراقبة ومتابعة دوام العاملين والطلبة ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫عقد االجتماعات الدورية للعاملين في المدرسة لمناقشة كل ما يستجد على صعيد العملية‬ ‫‪.6‬‬
‫التربوية ‪.‬‬
‫التعرف على حاجات الطلبة ومشكالتهم الدراسية واالجتماعية والصحية‪،‬بالتعاون مع‬ ‫‪.7‬‬
‫المعلمين والمرشدين واتخاذ الترتيبات الوقائية والعالجية والتحفيزية لضمان األجواء‬
‫التربوية السليمة لهم ‪.‬‬
‫التعرف إلى مشكالت العاملين اإلدارية (رواتب‪ ،‬إجازات‪ ،‬أذونات‪ ،‬شكاوي ‪ )...‬ومتابعتها‬ ‫‪.8‬‬
‫لدي الجهات المختصة والعمل الجاد على انجازها وفق األصول ‪.‬‬
‫المسئولية الكاملة عن الشئون المالية للمدرسية والعمل على اإلفادة من اإلمكانات المالية‬ ‫‪.9‬‬
‫على أكمل وجه وفق التعليمات الصادرة حول التصرف المالي في ميزانية المدرسة‪.‬‬
‫دراسة التعليمات الصادرة عن الجهات المسئولة ومناقشتها مع العاملين في المدرسة‬ ‫‪.10‬‬
‫واعتماد تعليمات داخلية لتسيير األمور على أكمل وجه ‪.‬‬
‫كتابة التقارير الفترية والسنوية وتقييم أداء العاملين في المدرسة للجهات المسئولة في‬ ‫‪.11‬‬
‫النظام التربوي ‪.‬‬
‫المستوي الفني المتمثل في المحاور التالية ‪:‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫التعرف إلى المناهج المدرسية من حيث فلسفتها وأهدافها العامة باتجاه إثرائها وتطويرها‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫دراسة خطط المواد الدراسية ومذكرات الدروس التي يعدها المعلمون وتزويدهم بالتغذية‬ ‫‪.2‬‬
‫الراجعة الالزمة والهادفة ‪.‬‬
‫دراسة وتحديد االحتياجات المهنية للعاملين في المدرسة والعمل على تلبيتها من خالل‬ ‫‪.3‬‬
‫التنسيق مع الجهات المختصة لتوفير فرص التدريب والتنمية الذاتية ‪.‬‬
‫تنظيم زيارات إشرافية للصفوف لمتابعة أعمال المعلمين وتوجيههم الستخدام اإلمكانات‬ ‫‪.4‬‬
‫المدرسية المتوفرة بشكل أفضل ‪.‬‬
‫دراسة وتحليل االختبارات المدرسية بأنواعها المختلفة وتقييمها واإلفادة من نتائجها لتحديد‬ ‫‪.5‬‬
‫مستويات التحصيل المدرسي للطلبة وتنظيم الخطط العالجية الالزمة على ضوء تلك‬
‫النتائج ‪.‬‬
‫اإلشراف الفني على أوجه النشاطات غير الصفية كالنشاط الرياضي والحفالت وتنظيم‬ ‫‪.6‬‬
‫الرحالت واالجتماعات وأعمال اللجان ‪.)...‬‬
‫المستوي االجتماعي المتمثل في المحاور التالية ‪:‬‬

‫التعرف إلى إمكانيات البيئة المحلية وحاجاتها واهتماماتها وتنظيم البرامج الهادفة إلى‬ ‫‪.1‬‬
‫إحداث تأثير متبادل بينها وبين المدرسة ‪.‬‬
‫توثيق صلة المدرسة بالمجتمع المحلي وزيادة مشاركته المادية والمعنوية في تطوير‬ ‫‪.2‬‬
‫المدرسة ‪.‬‬
‫التعامل االيجابي مع أولياء األمور وحسن استجابة المدرسة في تقديم المعلومات والنصح‬ ‫‪.3‬‬
‫واإلرشاد فيما يتعلق بشئون أبنائهم ‪.‬‬
‫العمل على تعزيز العالقة ما بين المعلمين أنفسهم والمعلمين والطلبة ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫المستوي اإلبداعي المتمثل في المحاور التالية ‪:‬‬

‫تطوير أنشطة ال منهجية إبداعية تساهم في تنمية مهارات التفكير اإلبداعي لدي المعلمين‬ ‫‪.1‬‬
‫والطلبة ‪.‬‬
‫تقديم األفكار اإلبداعية فيما يتعلق بالعملية التربوية على صعيد المستويات الثالثة السابقة‬ ‫‪.2‬‬
‫ومناقشتها مع المعلمين في المدرسة لدراسة إمكانية االستفادة منه ‪.‬‬

‫مهام نائب مدير المدرسة‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫اإلشراف على قبول الطالب وفحص وثائقهم وملفاتهم عند التسجيل أو التحويل ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫متابعة الطالب من حيث المواظبة اليومية والسلوك ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تعبئة البيانات اإلحصائية الخاصة بالمدرسة ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلشراف اليومي على طابور الصباح ومراقبة الطالب أثناء الفسحة ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫متابعة الفصول والتأكد من وجود المعلمين بها أثناء الحصص ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫اإلشراف على نظافة مبني المدرسة ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫إشعار هيئة التدريس باللوائح والتعليمات الخاصة بالعمل وأخذ توقيعهم بالعلم ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫إعداد التشكيالت والخطة الجدول المدرسي‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫المشاركة في األنشطة العامة المدرسية واإلشراف عليها ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫رئاسة لجنة النظام والمراقبة ألعمال االختبارات المدرسية الفصلية والنهائية ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫مشاركة الطالب في الرحالت الخارجية والزيارات ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫متابعة الحاالت المرضية لدي الطالب وتحويلهم للوحدة الصحية‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫قبول الطالب المستجدين بعد التأكد من توفر شروط القبول والنسب المحددة‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫متابعة حصول المدرسة على حاجتها من الكتب المدرسية واإلشراف على توزيعها على‬ ‫‪.14‬‬
‫الطالب‬
‫عمل زيارات صفية للمعلمين بغرض توجيه ومتابعة أعمالهم ونشاطاتهم ‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫االحتفاظ بسجل المحولين من وإ لى المدرسة ‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫تنظيم ملفات المعلمين ووضع جميع ما يتعلق بالمعلم فيها‪ ،‬وفهرستها مثل السيرة الذاتية‬ ‫‪.17‬‬
‫وصور المؤهالت والخبرات والدورات التدريبية التي حضروها ‪.‬‬
‫مراجعة جميع ملفات الطالب والتأكد من الوثائق الدراسية وكذلك صور شهادات الميالد‬ ‫‪.18‬‬
‫األصلية ‪.‬‬
‫توزيع األعمال على جميع المستخدمين ومتابعة أعمالهم ‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫القيام بأي أعمال أخري يسندها إليه مدير المدرسة ‪.‬‬ ‫‪.20‬‬

‫مهام ومهارات اإلداري التربوي‬


‫أ‪ -‬مهام اإلداري التربوي ‪:‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫وضع السياسة المدرسية مع المعلمين ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫المساعدة على تطوير المعلمين على اإلطار الشخصي والمهني‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫معرفة احتياجات المؤسسة المدرسية وتخطيط خطوات العمل المالئمة ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫العمل على خلق جو مالئم للتطوير ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫العمل على الموائمة بين األهداف الشخصية واألهداف المدرسية ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أن يعمل على تطوير نفسه حيث التعرف على مفاهيم تربوية حديثة وأن يعمل‬ ‫‪.6‬‬
‫وفق المالئم والمطلوب ‪.‬‬
‫أن يلبي متطلبات المديرية والوزارة ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫أن يراعي الفروق الفردية بين المعلمين ويتعامل بناءًا على ذلك مع إبقاء عنصر‬ ‫‪.8‬‬
‫العدالة في التعامل ‪.‬‬
‫أن يعمل على توفير الموارد المادية والبشرية لتحقيق أهداف المدرسة ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫إرشاد المعلمين بشكل فردي وجماعي ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫تطوير قنوات االتصال والتفاهم المتعددة االتجاهات في المدرسة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫أن يكشف عن متغيرات أساسية في المستقبل ويقوم بتطوير الطاقم بشكل مالئم في‬ ‫‪.12‬‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫أن يصنع جو من المشاركة والديمقراطية بين المعلمين ‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫أن يشجع المشاركة الفعالة ويعزز مفهوم التفويض ‪.‬‬ ‫‪.14‬‬

‫ب‪ -‬مهارات اإلداري التربوي ‪:‬‬

‫فنية ‪ :‬اإللمام والمعرفة للقيام بأداء متخصص في العمل المطلوب ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫إنسانية ‪ :‬القدرة على التعامل مع األفراد‪ ،‬وتحقيق التعاون ما بين أفراد المجموعة‬ ‫‪.2‬‬
‫( معرفة بالسلوك اإلنساني‪ ،‬والقدرة على تسخير ذلك للوصول إلى األهداف )‪.‬‬
‫العلمية ‪ :‬توفر نظرة شاملة للعمل ككل ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحور الثالث‪ :‬التخطيط التربوي‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة العاشرة‪:‬ماهية التخطيط التربوي‬


‫‪.1‬مفهوم التخطيط‬
‫‪.2‬صلة التخطيط بالتخطيط التربوي‬
‫‪.3‬مفهوم التخطيط التربوي‬
‫‪.4‬نشأة التخطيط التربوي‬

‫‪.1‬مفهوم التخطيط‪:‬‬

‫لغة‪ :‬يقدم ابن منظور في" لسان العرب" مجموعة من التعاريف اللغوية لكلم‪P‬ة التخطي‪P‬ط المش‪P‬تقة من‬
‫فع ‪PP‬ل خ ‪PP‬ط وخط ‪PP‬ط ال ‪PP‬ذي يحي ‪PP‬ل على مجموع ‪PP‬ة من ال ‪PP‬دوال المعجمي ‪PP‬ة كالخ ‪PP‬ط ال ‪PP‬ذي ه ‪PP‬و عب ‪PP‬ارة عن‬
‫الطريق ‪PP‬ة المس ‪PP‬تطيلة في الش ‪PP‬يء‪ ،‬والجم ‪PP‬ع خط ‪PP‬وط‪ .‬والخ ‪PP‬ط‪ :‬الطري ‪PP‬ق‪ .‬والخ ‪PP‬ط‪ :‬الكتاب ‪PP‬ة ونحوه ‪PP‬ا مم ‪PP‬ا‬
‫يخط‪ .‬وخط الشيء يخطه خطا‪ :‬كتبه بقلم أو غيره‪ .‬والتخطيط‪ :‬التسطير‪… .‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪ -‬ويت‪PP‬بين لن‪PP‬ا من خالل ه‪PP‬ذه ال‪PP‬دالالت االش‪PP‬تقاقية أن التخطي‪PP‬ط عب‪PP‬ارة عن خط‪PP‬ة مرس‪PP‬ومة ومح‪PP‬ددة بدق‪PP‬ة‬
‫وطريقة مسطرة كتابة وخطا‪.‬‬
‫‪ -‬أم ‪PP P P P P‬ا كلم ‪PP P P P P‬ة ‪ Planification‬األجنبي ‪PP P P P P‬ة‪ ،‬فت ‪PP P P P P‬دل على التص ‪PP P P P P‬ميم والتخطي ‪PP P P P P‬ط‪ ،‬وهي مش ‪PP P P P P‬تقة من‬
‫كلمة ‪ Planifier‬التي تعني بدورها خطط وصمم‪.‬‬
‫إصطالحا‪:‬‬

‫للتخطيط تعاريف متعددة أهمها ما قدمه توماس شيلنج سنة ‪ 1979‬بقوله أن ‪ ":‬عملية‬
‫تحديد األهداف المنشودة ‪ ،‬وتحديد الطرق للوصول إلى هذه األهداف ‪،‬وتحديد المراحل لذلك ‪،‬‬
‫وتحديد الوسائل المتبعة لتحقيق هذه األهداف‪ ..‬والتخطيط يتطلب تحليل ما سبق تنفيذه ‪ ،‬واتخاذ‬
‫القرار لما يجب تنفيذه في ضوء دراسة وتقدير المستقبل‪".‬‬

‫وتعرفه دائرة المعارف البرطانية أنه‪ ":‬التحديد لألهداف المرجوة على ضوء اإلمكانيات المتيسرة‬
‫الحالية والمستقبلية ‪ ،‬وأساليب وخيارات تحقيق هذه األهداف‪".‬‬

‫وعرفه هيمز بأنه‪" :‬عملية إدارية متشابكة تتضمن البحث والمناقشة واإلتقان‪ ،‬ثم العمل من أجل‬
‫تحقيق األهداف التي تنظر إليها باعتبارها شيئا مرغوبا فيه" (أحمد محمد الطيب ‪) .) 1999‬‬
‫والتخطيط عملية منظمة هادفة الختيار وانتقاء افضل الحلول الواردة ممكنة التحقيق للتوصل الى‬
‫اهداف محددة ‪ ،‬في ضوء االمكانيات المتاحة سواء كانت مادية او بشريه ‪) .‬مصطفى‪، 2005،‬‬
‫ص( ‪69‬‬
‫والتخطيط هو وسيلة االدارة الكتشاف انسب الطرق والوسائل الستخدام الموارد المتاحة او‬
‫الممكنة استخداما يحقق االهداف المرجوة ‪ ,‬من خالل وضع الخطط والبرامج التي تنسق بين‬
‫اجزاء الموقف وبين الجهود التي تبذل لتحقيق تلك االهداف ومن ثم يعد التخطيط من اهم العناصر‬
‫االدارية المؤثرة في نجاح االعمال‪.‬‬
‫(علي‪ 4111 ,‬م‪,‬ص ‪)01‬‬
‫‪.2‬صلة التخطيط بالتخطيط التربوي‪:‬‬
‫انه لما كانت التنمية البشرية في أي مجال بحاجة الى التنمية في مجال اخر بمعنى ان التنمية‬
‫االقتصادية في حاجة الى تنمية تعليمية او ثقافية تسبقها او تواكبها ‪,‬فإن التنمية في مجال معين‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫يجب ان تكون ضمن اطار التنمية البشرية الشاملة ‪ ,‬وينطبق ذلك على التخطيط ‪,‬فان التخطيط‬
‫ألي مجال ينبغي ان يكون ضمن‬
‫إطار التخطيط الشامل وتؤكد) أدبيات التخطيط( أن العالقة بين التخطيط الشامل والتنمية الشاملة‬
‫عالقة تفاعلية وتكاملية فبالتالي فإن الرغبة في احداث التنمية الشاملة تتطلب تبني التخطيط الشامل‬
‫في جميع مجاالت التخطيط االقتصادي واالجتماعي والثقافي وغير ذلك و التخطيط التربوي يمثل‬
‫جزء ال يتجزأ من التخطيط الشامل للدولة ‪).‬مصطفى‪.‬عمر‪ ,2006 ,‬ص ‪)189‬‬
‫‪.3‬مفهوم التخطيط التربوي‪:‬‬
‫التخطيط التربوي هو عملية منظمة ومستمرة لتحقيق أهداف مستقبلية بوسائل مناسبة تستند إلي‬
‫مجموعة من القرارات واإلجراءات الرشيدة لبدائل واض حة وفًقا ألولويات مختارة بعناية بهدف‬
‫تحقيق أقصى اسثمار ممكن للموارد واإلمكانيات المتاحة ولعنصري الزمن والتكلفة؛ كى يصبح‬
‫نظام التربية التعليم بمراحله األساسية أكثر كفاءة وفاعلية لالستجابة الحتياجات المتعلمين‬
‫وتنميتهم الدائمة" ‪(.‬مطاوع‪)1989 ،‬‬
‫والتخطيط ال تعليمي بأنه (عبارة عن عملية منظمة ومستمرة تتضمن تطبيق طرائق البحث‬
‫االجتماعي وتنسيقها ومبادئ وطرائق التربية واإلدارة االقتصادية والمالية مع مشاركة ومساندة‬
‫من الجمهور في مجال النشاط الخاصة والحكومية وغايتة أن يمكن كل فرد من الحصول علي‬
‫فرصة تنمي بها قدراته وأ ن يسهم إسهاًم ا فعا ال بكل ما يستطيع في تقدم البالد من النواحي ا‬
‫الجتماعية والثقافية واالقتصادية (البوهى‪،2001 :‬ص ‪)20‬‬

‫يعرفه عبد اهلل عبد الدائم بأنه"‪ :‬رسم للسياسة التعليمية في كامل صورها ·رسما ينبغي‬
‫أن يستند إلى إحاطة شاملة أيضا بأوضاع البلدان السكانية وأوضاع الطاقة العاملة‬
‫واألوضاع االقتصادية والتربوية واالجتماعية"‪.‬‬
‫وهو معرف عند شبل بدران بأنه‪" :‬التنبؤ بسير المستقبل في التربية · والسيطرة عليه‬
‫من أجل الوصول إلى تنمية تربوية متوازنة وإ لى تحقيق االستخدام األمثل للموارد‬
‫البشرية والمالية المتاحة‪ ،‬وإ لى الربط بين التنمية التربوية والتنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية الشاملة"‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫ويعرف‪PP‬ه مص‪PP‬طفى(‪:)156-2003،155‬ه‪PP‬و العملي‪PP‬ة المس‪PP‬تمرة والمرش‪PP‬دة والعلمي‪PP‬ة ال‪PP‬تي‬


‫تس ‪PP P‬تهدف تنظيم ش ‪PP P‬ؤون التربي ‪PP P‬ة والتعليم في المجتم ‪PP P‬ع ‪ ،‬وعالج المش ‪PP P‬كالت التربوي ‪PP P‬ة‬
‫بحل‪PP‬ول واقعي‪PP‬ة مالئم‪PP‬ة لإلمكان‪PP‬ات ومس‪PP‬ايرة لمقوم‪PP‬ات المجتم‪PP‬ع وأهداف‪PP‬ه ‪ ،‬وتوف‪PP‬ير تعليم‬
‫مناس ‪PP‬ب الس ‪PP‬تعدادات وق ‪PP‬درات الطلب ‪PP‬ة واحتياج ‪PP‬ات مجتمعهم حيث يس ‪PP‬تطيعون اإلس ‪PP‬هام‬
‫الفع ‪PP P‬ال في التنمي ‪PP P‬ة الش ‪PP P‬املة ‪ ،‬ويعتم ‪PP P‬د ه ‪PP P‬ذا التخطي ‪PP P‬ط على مجموع ‪PP P‬ة من المعلوم ‪PP P‬ات‬
‫والبيان ‪PP P‬ات اإلحص ‪PP P‬ائية ‪ ،‬كم ‪PP P‬ا يتطلب القي ‪PP P‬ام ب ‪PP P‬ه مجموع ‪PP P‬ة من الخ ‪PP P‬براء قي ع ‪PP P‬دد من‬
‫التخصصات المختلفة‪.‬‬

‫‪.4‬نشأة التخطيط التربوي‪:‬‬


‫اإلنس‪PP‬ان بفطرت‪PP‬ه ال يعيش حاض‪PP‬ره فق‪PP‬ط‪ ،‬ب‪PP‬ل ه‪PP‬و دائم التطل‪PP‬ع للمس‪PP‬تقبل والتحض‪PP‬ير ل‪PP‬ه‪ ،‬ومن‬
‫هن‪PP‬ا اهتم اإلنس‪PP‬ان بالتخطي‪PP‬ط لحيات‪PP‬ه المس‪PP‬تقبلية من‪PP‬ذ الحض‪PP‬ارات القديم‪PP‬ة إلى العص‪PP‬ر الح‪PP‬ديث وس‪PP‬يبقى‬
‫كذلك ما دام له وجود على هذه األرض‪.‬‬
‫لقد عرف التخطيط التربوي في الحض‪PP‬ارات القديم‪PP‬ة‪ ،‬بحيث نج‪PP‬د اإلس‪PP‬برطيين في الحض‪PP‬ارة‬
‫اليونانية أثناء عصر النهضة اليونانية‪ ،‬أي منذ حوالي خمسة وعشرين قرن‪PP‬ا ق‪PP‬د خطط‪PP‬وا للتربي‪PP‬ة من‬
‫تحقي ‪PP‬ق األه‪PP‬داف العس ‪PP‬كرية واالجتماعي ‪PP‬ة واالقتص ‪PP‬ادية ال ‪PP‬تي ك ‪PP‬انت مح ‪PP‬ددة بش ‪PP‬كل واض ‪PP‬ح‪ .‬كم ‪PP‬ا نج ‪PP‬د‬
‫أفالط‪PP‬ون في جمهوريت‪PP‬ه ق‪PP‬د وض‪PP‬ع مخطط‪PP‬ا تربوي‪PP‬ا يناس‪PP‬ب االمجتم‪PP‬ع األثي‪PP‬ني‪ ،‬كم‪PP‬ا أن‪PP‬ه تكلم بوض‪PP‬وح‬
‫عن أهداف التربية وعن المراح‪P‬ل ال‪P‬تي يقطعه‪P‬ا من‪P‬ذ المرحل‪P‬ة األولي‪P‬ة إلى أن يتخ‪P‬رج فيلس‪P‬وفا‪ ،‬وح‪P‬دد‬
‫دور كل متخرج والطبقة التي ينتمي إليها تبعا لمستواه التعليمي‪ .‬ونجد االهتمام بالتخطيط أيض‪PP‬ا في‬
‫الحض‪PP‬ارات األخ‪PP‬رى مث‪PP‬ل الحض‪PP‬ارة الص‪PP‬ينية وغيره‪PP‬ا من الحض‪PP‬ارات القديم‪PP‬ة ال‪PP‬تي‪: Coombs (.‬‬
‫خططت للتربية من أجل تحقيق أهدافها الوطنية ( ‪1970‬‬
‫وفي الحضارة اإلسالمية نجد االهتمام الكبير بالمس‪PP‬تقبل والتخطي‪PP‬ط ل‪PP‬ه في كاف‪PP‬ة المس‪PP‬تويات‪،‬‬
‫فبحكم اإليمان باليوم اآلخر‪ ،‬فإن التربية اإلسالمية تركز على‬
‫ض‪PP‬رورة أن يتحم‪PP‬ل اإلنس‪PP‬ان مس‪PP‬ؤوليته على ك‪PP‬ل م‪PP‬ا يق‪PP‬وم ب‪PP‬ه من أعم‪PP‬ال وأن يك‪PP‬ون دائم التفك‪PP‬ير في‬
‫ذل‪PP‬ك الي‪PP‬وم مص‪PP‬داقا لقول‪PP‬ه تع‪PP‬الى‪ " :‬ياأيها اَّلِذ ين آمنوا اُتقوا الَّله لتنظر ْنفس ماقدمت ِلغ ٍد‬
‫ْو‬
‫واُتقوا الَّله ِإَّن الَّله خِبير ِبما تعُملون"‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫"‪ ،‬وقول ‪PP‬ه ع ‪PP‬ز وج ‪PP‬ل‪ " :‬يأيه ا اَّل ِذ ين آمن وا ق وا أُنفس كم َو أ هِليكم نارا"‪ .‬وكم ‪PP‬ا اهتم اإلس ‪PP‬الم‬
‫بتوجي‪PP‬ه المس‪PP‬لمين إلى التحض‪PP‬ير للي‪PP‬وم اآلخ‪PP‬ر‪ ،‬فإن‪PP‬ه لم يهم‪PP‬ل أم‪PP‬ور ال‪PP‬دنيا وحث المس‪PP‬لمين على حس‪PP‬ن‬
‫التدبير‪ ،‬من ذلك ما ذكره اهلل عز وجل في سورة يوسف‪ ،‬بحيث نجد التنبؤ بم‪PP‬ا يمكن أن يح‪PP‬دث في‬
‫المس‪PP‬تقبل واإلع‪PP‬داد ل‪PP‬ذلك في تفس‪PP‬ير يوس‪PP‬ف علي‪PP‬ه الس‪PP‬الم لرؤي‪PP‬ا المل‪PP‬ك‪ ،‬وذل‪PP‬ك في قول‪PP‬ه ج‪PP‬ل ش‪PP‬أنه‪" :‬‬
‫يوسف أيها الصديق ْأفِتنا ِفي سبِع َبقراٍت ِس ماٍنيأكلهن سبع عجاف"‬
‫ونج‪P‬د الكث‪P‬ير من أعالم التربي‪P‬ة اإلس‪P‬المية ال‪P‬ذين اهتم‪P‬وا بالتخطي‪P‬ط ال‪P‬تربوي‪ ،‬ب‪P‬ل وص‪P‬لت م الدق‪P‬ة إلى‬
‫حد تخطيط المناهج الدراسية وتبيين أحسن الطرق للتدريس بمراعاة التدريج وق‪P‬درات المتعلم‪ ،‬ومن‬
‫أب‪PP‬رز ه‪PP‬ؤالء األعالم نج‪PP‬د ابن خل‪PP‬دون ال‪PP‬ذي تكلم عن أحس‪PP‬ن الط‪PP‬رق لتمكين المتعلمين من التحص‪PP‬يل‬
‫الجيد‪ ،‬وهي مبنية على قاعدة التدريج أي االنتقال من مرحلة إلى أخرى بطريقة منهجي‪P‬ة ومدروس‪P‬ة‬
‫ت ‪PP‬دل على عم ‪PP‬ق التخطي ‪PP‬ط البي ‪PP‬داغوجي عن ‪PP‬د ابن خل ‪PP‬دون‪ ،‬وه ‪PP‬و م ‪PP‬ا ي ‪PP‬دل علي ‪PP‬ه قول ‪PP‬ه‪"" :‬اعلم أن تلقين‬
‫العل ‪PP‬وم للمتعلمين إنم ‪PP‬ا يك ‪PP‬ون مفي ‪PP‬دا إذا ك ‪PP‬ان على الت ‪PP‬دريج ش ‪PP‬يئا فش ‪PP‬يئا وقليال قليال‪ ،‬يلقى علي ‪PP‬ه أوال‬
‫مس‪PP‬ائل من ك‪PP‬ل ب‪PP‬اب من الفن هي أص‪PP‬ول ذل‪PP‬ك الب‪PP‬اب‪ ،‬ويق‪PP‬رب ل‪PP‬ه في ش‪PP‬رحها على س‪PP‬بيل اإلجم‪PP‬ال‪.‬‬
‫وي‪PP‬راعي في ذل‪PP‬ك ق‪PP‬وة عقل‪PP‬ه واس‪PP‬تعداده لقب‪PP‬ول م‪PP‬ا ي‪PP‬رد علي‪PP‬ه ح‪PP‬تى ينتهي إلى آخ‪PP‬ر الفن‪ ،‬وعن‪PP‬د ذل‪PP‬ك‬
‫يحص‪PP‬ل ل‪PP‬ه ملك‪PP‬ة في ذل‪PP‬ك العلم‪ .‬ثم يرج‪PP‬ع ب‪PP‬ه إلى الفن ثاني‪PP‬ة فيرفع‪PP‬ه في التلقين عن تل‪PP‬ك الرتب‪PP‬ة إلى‬
‫أعلى منها‪ ،‬ويستوفي الشرح والبيان ويخ‪P‬رج عن اإلجم‪P‬ال وي‪P‬ذكر ل‪P‬ه م‪P‬ا هنال‪P‬ك من الخالف ووجه‪P‬ه‬
‫إلى أن ينتهي إلى آخ ‪PP‬ر الفن فتج ‪PP‬ود ملكت ‪PP‬ه‪ .‬ثم يرج ‪PP‬ع ب ‪PP‬ه وق ‪PP‬د ش ‪PP‬د فال ي ‪PP‬ترك عويص ‪PP‬ا وال مِه م ‪PP‬ا وال‬
‫مغلقا إال وض‪PP‬حه وفتح ل‪P‬ه مقفل‪P‬ه فيخلص من الفن وق‪PP‬د اس‪P‬تولى على ملكت‪P‬ه‪ ،‬ه‪P‬ذا وج‪P‬ه التعليم المفي‪P‬د‪.‬‬
‫وه‪P‬و كم‪P‬ا رأيت إنم‪P‬ا يحص‪P‬ل على ثالث تك‪P‬رارات‪ .‬وق‪P‬د يحص‪P‬ل للبعض في أق‪P‬ل من ذل‪P‬ك بحس‪P‬ب م‪P‬ا‬
‫يخلق له ويتيسر عليه" (مقدمة ابن خلدون)‪ .‬أما التخطيط التربوي بمفهومه الح‪PP‬ديث‪ ،‬فإن‪PP‬ه لم يع‪PP‬رف‬
‫إال بع ‪PP‬د الح ‪PP‬رب العالمي ‪PP‬ة األولى‪ ،‬حيث أثبت االتح ‪PP‬اد الس ‪PP‬وفيتي م ‪PP‬دى قدرت ‪PP‬ه على التخطي ‪PP‬ط الن ‪PP‬اجح‬
‫في ‪PP‬ااالت المختلف ‪PP‬ة‪ ،‬وق ‪PP‬د ظه ‪PP‬ر ذل ‪PP‬ك في المخط ‪PP‬ط الخماس ‪PP‬ي األول في س ‪PP‬نة ‪ 1923‬وح ‪PP‬تى إذا ك ‪PP‬انت‬
‫الطرق المتبعة في هذا المخطط دون مستوى ما هو موجود في عصرنا هذا‪ ،‬فإن هذا المخطط وما‬
‫تاله أثبت مدى نجاعة التخطيط‪ ،‬بحيث تحولت أمة يفوق عدد األم‪P‬يين فيه‪P‬ا ثل‪P‬ثي الس‪P‬كان‪ ،‬وبع‪P‬د أق‪P‬ل‬
‫من خمسين سنة إلى أمةمن أكثر األمم تطورا في التخطيط التربوي ‪) Coombs ,1970( .‬‬
‫إذا أردن‪PP‬ا أن نع‪PP‬رف خص‪PP‬ائص التخطي‪PP‬ط ال‪PP‬تربوي في ه‪PP‬ذه المرحل‪PP‬ة من تط‪PP‬وره‪ ،‬فإنن‪PP‬ا نج‪PP‬دها متمثل‪PP‬ة‬
‫فيم ‪PP‬ا يلي‪ )Coombs :1970( :‬قص ‪PP‬ير الم ‪PP‬دى في تقديرات ‪PP‬ه‪ ،‬ال يتج ‪PP‬اوز ميزاني ‪PP‬ة الس ‪PP‬نة القادم ‪PP‬ة‪،‬‬
‫باس‪P‬تثناء بعض المخطط‪P‬ات ال‪P‬تي تتض‪PP‬من تجه‪P‬يزات وب‪P‬رامج هام‪P‬ة حيث يمكن أن يك‪P‬ون الم‪P‬دى أبع‪P‬د‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫من ذل‪PP‬ك‪ .‬تخطي‪PP‬ط مج‪PP‬زأ‪ ،‬بحيث يتن‪PP‬اول بش‪PP‬كل منفص ‪PP‬ل ك‪PP‬ل مك‪PP‬ون من مكون‪PP‬ات النظ‪PP‬ام التعليمي‪· .‬‬
‫تخطيط غير مرتبط بتطور احتياجات المجتمع واالقتصاد بشكل عام‪ ،‬بل هو تخطي‪PP‬ط · مس‪PP‬تقل يهتم‬
‫أساسا بالجانب التعليمي‪ .‬تخطيط نمطي غير ديناميكي يهتم بصياغة نموذج تربوي تبقى خصائص‪PP‬ه‬
‫الرئيس ‪PP‬ية · ثابت ‪PP‬ة من س ‪PP‬نة ألخ ‪PP‬رى‪ .‬وبع ‪PP‬د الح ‪PP‬رب العالمي ‪PP‬ة الثاني ‪PP‬ة ش ‪PP‬هد التخطي ‪PP‬ط ال ‪PP‬تربوي تط ‪PP‬ورا‬
‫ملحوظ‪PP‬ا وذل‪PP‬ك بفع‪PP‬ل ع‪PP‬دة عوام‪PP‬ل نج‪PP‬د من أهمه‪PP‬ا التط‪PP‬ور الكب‪PP‬ير في المج ‪P‬ال العلمي والتكنول‪PP‬وجي‪،‬‬
‫والتغ‪PP‬يرات االقتص‪PP‬ادية والس‪PP‬كانية والسياس‪PP‬ية والثقافي‪PP‬ة‪ ،‬ال‪PP‬تي أث‪PP‬رت على نوعي‪PP‬ة األه‪PP‬داف المس‪PP‬طرة‪،‬‬
‫وأدت بتحدي‪PP‬د أدوار جدي‪PP‬دة للتربي‪PP‬ة نظ‪PP‬را لنوعي‪PP‬ة المش‪PP‬اكل ال‪PP‬تي أص‪PP‬بحت تواجهه‪PP‬ا والتعقي‪PP‬دات ال‪PP‬تي‬
‫أصبحت تسود الحياة المعاصرة‪ .‬لم يعد ينظر للتربي‪P‬ة على أنه‪P‬اا قط‪P‬اع غ‪P‬ير منتج‪ ،‬ب‪P‬ل أص‪P‬بح ينظ‪P‬ر‬
‫إليه ‪PP‬ا على أنه ‪PP‬ا اس ‪PP‬تثمار حقيقي يس ‪PP‬اهم في تط ‪PP‬وير المجتم ‪PP‬ع‪ ،‬وه ‪PP‬و م ‪PP‬ا أدى إلى زي ‪PP‬ادة االعتم ‪PP‬ادات‬
‫المالي ‪PP‬ة له ‪PP‬ذا القط ‪PP‬اع المح ‪PP‬وري في عملي ‪PP‬ة التنمي ‪PP‬ة‪ .‬وبع ‪PP‬دما ك ‪PP‬ان التخطي ‪PP‬ط ال ‪PP‬تربوي مقتص ‪PP‬را على‬
‫الج‪PP‬انب التعليمي فق‪P‬ط‪ ،‬أص‪PP‬بح أك‪PP‬ثر تفتح‪PP‬ا على الواق‪PP‬ع االقتص‪PP‬ادي من خالل تحدي‪PP‬د دور المتخ‪PP‬رجين‬
‫من النظام التربوي حسب حاجات المجتمع في مختلف القطاعات‪)Coombs :1970 (.‬‬
‫وإ ذا ما أتينا إلى الوطن الع‪P‬ربي‪ ،‬فإنن‪P‬ا نج‪P‬د أن االهتم‪P‬ام بالتخطي‪P‬ط ال‪P‬تربوي أخ‪P‬ذ في االتس‪P‬اع بع‪P‬د أن‬
‫أوص‪PP‬ت ال‪PP‬دورة العاش‪PP‬رة لليونس‪PP‬كو المنعق‪PP‬دة ع‪PP‬ام ‪ 1958‬بض‪PP‬رورة إج‪PP‬راء مس‪PP‬ح لمختل‪PP‬ف الحاج‪PP‬ات‬
‫التربوي‪PP‬ة في البالد العربي‪PP‬ة‪ ،‬وتش‪PP‬كلت إث‪PP‬ر ذل‪PP‬ك لجن‪PP‬ة وقفت على المش‪PP‬كالت التربوي‪PP‬ة وق‪PP‬دمت تقري‪PP‬را‬
‫تناولت فيه التوسع الكمي للتعليم‪ ،‬وذكرت أوجه الخل‪PP‬ل الموج‪PP‬ودة في التعليم من ذل‪PP‬ك افتق‪PP‬اد الت‪PP‬وازن‬
‫بين مراحل التعليم وبين فروعه وبين تعليم البنين وتعليم البن‪P‬ات وبين التعليم النظ‪P‬ري والتعليم الف‪P‬ني‬
‫وبين التعليم في الري‪PP P‬ف والتعليم في المدين‪PP P‬ة وبين التوس‪PP P‬ع الكمي والتوس‪PP P‬ع الكيفي‪ ،‬وانتهى التقري‪PP P‬ر‬
‫إلى ض ‪PP‬رورة إعط ‪PP‬اء أهمي ‪PP‬ة أك ‪PP‬بر للتخطي ‪PP‬ط ال ‪PP‬تربوي من أج ‪PP‬ل الح ‪PP‬د من ه ‪PP‬ذا االختالل الواض ‪PP‬ح في‬
‫التوازن (رمزي أحمد عبد الحي‪) 2006،‬وقد أصبح التخطيط التربوي اليوم يحت‪P‬ل مكان‪P‬ة كب‪P‬يرة في‬
‫مختف دول العالم وأصبح مبني‪P‬ا على أس‪P‬س علمي‪P‬ة ومنهجي‪P‬ة واض‪PP‬حة جعلت‪P‬ه اختصاص‪PP‬ا قائم‪P‬ا بذات‪P‬ه‪،‬‬
‫وال يمكن بحال من األحوال االستغناء عنه في تحقيق التنمية والزيادة في الرقي التي‬
‫تنشدها مختلف ا‪‬تمعات سواء منها النامية أو المتقدمة‪__.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة الحادية عشر‪:‬ماهية التخطيط التربوي(تابع)‬


‫تمهيد‬
‫‪.1‬مبررات التخطيط التربوي‬
‫‪.2‬مبادئ التخطيط التربوي‬
‫‪.3‬أهداف التخطيط التربوي‬
‫خالصة‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪.1‬مبررات التخطيط التربوي (عبد الدايم ‪ 1999 ،‬م ‪ :‬ص ‪)51-20‬‬


‫‪ .1.1-‬حاجة التخطيط االقتصادي إلى التخطيط التعليمي ‪:‬‬
‫إن أهم مبررات قيام التخطيط التعليمي هو شعور القائمين بالتخطيط االقتصادي بأن التخطيط‬
‫االقتصادي ال يحقق أهدافه وال يكون صحيحا إال إذا الزمه تخطيط للتعليم يال حاجات التخطيط‬
‫االقتصادي ‪ ,‬فالتخطيط االقتصادي يصبط تخطيطا منقوصا إذا لم يقترن بالتخطيط التعليمي وإ ذا لم‬
‫يدخل في اعتباره أهم عنصر من عناصر التنمية االقتصادية ‪ ,‬وهذا العنصر يعد أهم عناصر‬
‫التعليم والتي تكون المسؤولة عن إعداد العناصر البشرية المدربة و المؤهلة للقيام بالتنمية‬
‫الشاملة ‪.‬‬

‫‪ .2.1-‬اعتبار التعليم مردودا وتوظيفا مثمرا لرؤوس األموال ‪:‬‬


‫من أهم أسباب االهتمام بالتخطيط التعليمي هو اعتبار التعليم نوعا من التوظيف المثمر لرؤوس‬
‫األموال ‪ ,‬وأن التعليم له مردود اقتصادي واضح ‪,‬فلم يعد التعليم خدمة من الخدمات وقد دخل‬
‫التعليم حديثا المنظور االقتصادي وأصبط يطلق عليه ضمن المجاالت االقتصادية تحت مسمى‬
‫"اقتصاديات التعليم" و أصبح االستثمار فيه يفوق أي مجال آخر ‪.‬‬
‫‪ .3.1-‬ضرورة مجاراة التعليم للتقدم والتغير السريعين ‪:‬‬
‫فالعالم يتطور ويتغير بفضل الثورة العلمية والتقدم التكنولوجي مما أدى إلى تطور الحياة‬
‫االقتصادية تطورا سريعا ‪ ,‬وأدى ذلك إلى انقالبات أساسية في مجال االكتشافات والتقدم الصناعي‬
‫وسيطرة اآللة و انتشارها مما أدى إلى وضع اإلنسان الجديد أمام مهمات جديدة وأمام تحديات‬
‫جديدة مما دفع بالعلماء إلى المطالبة بتغيير التعليم وإ حداث انقالبات أساسية فيه بحيث يستجيب‬
‫لهذا االنقالب العلمي والتقني الواسع ‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪ .4.1-‬اإليمان بالتخطيط وبقيمته في السيطرة على المستقبل ‪:‬‬


‫من أهم مبررات التخطيط التعليمي هو اإليمان المتزايد بأ ية التخطيط التعليمي وقيمته في‬
‫السيطرة على المستقبل وتحكمه فيه بالقدر الممكن ‪ ,‬فالتخطيط يبدو للباحثين األداة العلمية الفعلية‬
‫الوحيدة الجديرة بإنسان العصر الحديث المتالئمة مع الروح العلمية والعقل العلمي الذي يهدف إلى‬
‫السيطرة على األشياء واإلمساك‬
‫بزمامها ‪.‬‬
‫‪ .5.1-‬التكامل بين مشكالت التعليم وحلوله ‪:‬‬
‫تعد المبررات األربعة السابقة مبررات اقتصادية بحتة تستند إلى علم االقتصاد بالدرجة األولى ‪,‬‬
‫بينما المبرر الذي بين أيدينا فيعتبر التعليم عملية إنسانية بالدرجة األولى ؛ ألنه يتناول موضوع‬
‫التعليم ومشكالته والحلول بشكل متكامل في نظرة واحدة شاملة يجمعها إطار موحد هو إطار‬
‫الخطة ومن هنا تبرز أ ية التخطيط‬
‫التعليمي في تحقيق التكامل بين جوانب النظام التعليمي وتقديم الحلول الشاملة لمشكالته المقرر‪.‬‬
‫‪ .2‬مبادئ التخطيط التربوي‬
‫من أهم المبادئ التي يقوم عليها التخطيط التربوي نجد ما يلي ‪ (:‬عبد الحي‪) 2006 :‬‬

‫‪- .‬أ ‪ .‬الواقعية ‪ :‬إن واقعية التخطيط التربوي تتطلب معرفة واقع النظام التربوي وعالقته‬
‫بمختلف ا‪‬االت‪ ،‬فال ينبغي حينئذ وضع خطة تربوية غير واقعية أو بعبارة أخرى غير قابلة‬
‫للتنفيذ‪ ،‬وحتى يكون التخطيط التربوي واقعيا‪ ،‬فإنه ينبغي مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫ظروف المجتمع وطبيعة البناء االجتماعي؛ ·‬
‫الموارد المعنوية والمادية والبشرية المتاحة؛ ·‬
‫الهياكل التربوية الحالية والمتوقعة ومدى قدرتها على استيعاب متطلبات تنفيذ · الخطة؛‬
‫الدراسات االستشرافية الخاصة بمعرفة الوضع الذي سيكون عليها النظام · التربوي بمختلف‬
‫مكوناته‪ ،‬خاصة من حيث عدد التالميذ والمدرسين ومختلف األطراف المؤثرة على تنفيذ الخطة؛‬
‫المعرفة الدقيقة إلمكانات التمويل‪ ،‬حتى ال تكون الخطة التربوية أكبر أو · أصغر من هذه‬
‫اإلمكانات؛‬
‫التحديد الدقيق لحاجات المجتمع في المجال التربوي‪· .‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫إن واقعية التخطيط التربوي تعني بالدرجة األولى عدم وضع خطة خيالية‪ ،‬يصطدم المنفذون لها‬
‫بواقع ال يتوفر على الشروط الضرورية لهذا التنفيذ‪ ،‬فمن األفضل أن تكون خطة متواضعة وهي‬
‫قابلة للتنفيذ من أن تكون خطة ضخمة ال يمكن تحقيق أي جزء من مكوناتها على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪-‬ب المرونة‪:‬‬
‫يقصد بمرونة التخطيط التربوي قابليته للتحويل والتبديل والتغيير الجزئي أو الكلي‪ ،‬إذا استدعى‬
‫األمر ذلك أثناء تنفيذ الخطة‪ ،‬وهذا كنتيجة منطقية للمستجدات الطارئة التي لم تؤخذ بالحسبان أثناء‬
‫وضع الخطة‪ .‬كما يمكن اللجوء إلى التعديل إذا الحظ المنفذون أن تطبيق الخطة ال يتم بطريقة‬
‫سليمة وال يسير نحو تحقيق األهداف المسطرة‪ .‬ونشير في هذا المجال إلى أن المرونة ال تعني‬
‫بحال من األحوال عدم وجود أهداف ثابتة في الخطة‪ ،‬فاألهداف اإلستراتيجية المعبرة عن‬
‫خصائص ا‪‬تمع وانتمائه الحضاري ال مجال للتغيير فيها‪ .‬ومن هنا فإن المرونة ترتبط فقط‬
‫بالمجال التقني أي المكونات اإلجرائية للخطة‪ ،‬التي تتأثر بالمستجدات وبمتطلبات التنفيذ‪.‬‬
‫ج‪ . -‬االستمرارية‪:‬‬
‫إن من مبادئ التخطيط التربوي أن تكون كل خطة مرتبطة بسابقتها ومهيأة لالحقتها‪ ،‬فهو عملية‬
‫مستمرة ال تعرف توقفا‪ ،‬تستمر مع استمرار الحياة ومع الحاجة الدائمة للوقوف على حاجات‬
‫النظام التربوي في مختلف‬
‫المجاالت‪ .‬وتستمر كذلك الرتباطها مع مختلف العوامل االجتماعية والسياسية واالقتصادية‬
‫والعالمية التي يتفاعل معها النظام التربوي ويبني مخططاته تبعا لذلك‪.‬‬

‫د ‪ .‬الشمولية والتكامل‬
‫‪ :‬إن الخطة التربوية ينبغي أن تكون شاملة‪ ،‬بمعنى ضرورة تضمنها لمختلف العناصر التي تتشكل‬
‫منها‪ ،‬فال معنى لخطة تربوية تذكر األهداف وتغفل عن وسائل تحقيقها‪ ،‬أو تذكر الوسائل و‪‬مل‬
‫كيفية توفيرها‪ .‬فالخطة التربوية الناجحة تعطي لكل عنصر من عناصرها األهمية التي ينبغي أن‬
‫ينالها سواء في ذلك المعلمين أو التالميذ أو الهياكل أو المناهج‪ ...‬كما أن النظرة الشاملة تستلزم‬
‫مراعاة مختلف ا‪‬االت التي يتفاعل معها النظام التربوي تأثرا وتأثيرا‪ .‬ومن جهة أخرى فإن‬
‫الشمولية تتطلب تحقيق االنسجام بين مطالب الفرد وحاجات الجماعة وتنظيم العالقات بين مختلف‬
‫األطراف المشكلة للمجتمع( أحمد محمد الطيب‪) 1999 :‬وحتى يكون التخطيط التربوي متكامال‪،‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫فإنه ينبغي مراعاته للعالقات التفاعلية بين مختلف العناصر المؤثرة في النظام التربوي‪ ،‬حتى‬
‫تتحقق األهداف بصفة كلية‪ ،‬بحيث تلتقي كل األهداف الجزئية في تحقيق اإلستراتيجية‬
‫التربوية المعتمدة‪.‬‬
‫ه‪ .-‬التنسيق ‪:‬‬
‫يقصد بالتنسيق في التخطيط التربوي االنسجام بين األهداف بحيث تكون صياغتها بشكل منطقي‬
‫فال يكون تعارض بين األهداف اإلستراتيجية واألهداف العملية‪ .‬كما يقصد به تكاتف الجهود بين‬
‫مختلف األطراف‬
‫المعنية بوضع وتنفيذ الخطة التربوية‪ ،‬بداية بمؤسسات الدولة الواضعة للخطة التنموية الشاملة إلى‬
‫الخبراء التربويين المكلفين بصياغة الخطة التربوية‪ ،‬وهذا تجنبا لما قد يعيق تنفيذ الخطة‪ ،‬إذ أن‬
‫اكتفاء الخبراء بالمعايير التقنية دون مراجعة الهيئات الرسمية من شأنه أن يجعل الخطة متصفة‬
‫بالفوضوية واالرتجالية‪ ،‬وهذا يؤدي في النهاية إلى بقاء الخطة حبرا على الورق‪ ،‬ومن هنا يفرض‬
‫التنسيق نفسه كمبدأ أساسي من مبادئ التخطيط‪.‬‬
‫و‪ .-‬المستقبلية ‪:‬‬
‫إن التخطي ‪PP‬ط ال ‪PP‬تربوي الب ‪PP‬د أن يك ‪PP‬ون مراعي ‪PP‬ا للمس ‪PP‬تقبل‪ ،‬بحيث تت ‪PP‬وزع الخط ‪PP‬ة التربوي ‪PP‬ة على م ‪PP‬دى‬
‫زمني قريب (من سنة إلى سنتين) ومدى زمني متوسط (أربع أو خمس سنوات) ومدى زم‪PP‬ني بعي‪PP‬د‬
‫(عش‪PP‬رة إلى خمس عش‪PP‬رة س‪PP‬نة)‪ .‬وبطبيع‪PP‬ة الح‪PP‬ال ف‪PP‬إن التوق‪PP‬ع يك‪PP‬ون دائم‪PP‬ا أق‪PP‬ل دق‪PP‬ة كلم‪PP‬ا ك‪PP‬ان الم‪PP‬دى‬
‫الزمني بعيدا‪ ،‬ومع ذلك تبقى النظرة بعيدة الم‪PP‬دى ض‪PP‬رورية خاص‪PP‬ة فيم‪PP‬ا يتعل‪PP‬ق بتحقي‪PP‬ق االحتياج‪PP‬ات‬
‫المس‪PP‬تقبلية في كاف‪PP‬ة القطاع‪PP‬ات (أطب‪PP‬اء‪ ،‬مهندس‪PP‬ون‪ ،‬معلم‪PP‬ون‪ .‬إن التخطي‪PP‬ط للمس‪PP‬تقبل يع‪PP‬ني الص‪PP‬ياغة‬
‫العلمية المنهجية( ‪) Coombs،1970‬‬
‫لألهداف وتحديد التدابير الالزمة لتحقيقها ولمواجهة مختلف المشكالت المتوقعة أثناء تنفيذ الخطة‬
‫بكل جزئياا ودقائقها(أحمد محمد الطيب‪)1999 ،‬‬

‫‪.3‬أهداف التخطيط التعليمى‬

‫أن التعليم عملية ال يمكن أن تتم في الفراغ وال يمكن أن تتم بمعزل عن المجتمع الذي يعد أبناءه‬
‫للحياة فيه ‪ ،‬ولما كانت المجتمعات البشرية ذات طبائع متميزة كل له نظمه السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية التي يتميز بها أو يتشابه فيها مع غيره من المجتمعات ‪ ،‬فإنه من المهم جدا عند‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫وضع أي تخطيط للتعليم تحديد األهداف العامة لهذا التخطيط ضمن اإلطار العام ألهداف هذا‬
‫المجتمع وضمن إطار خططه القومية للتنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ ( .‬فهمي ‪ ،‬ص ‪) 48‬‬

‫أوال األهداف االجتماعية ‪:‬‬

‫‪.1‬منح جميع أفراد الشعب فرصا متكافئة للتعليم ؛‬


‫‪.2‬إعطاء كل فرد نوع التعليم الذى يتناسب مع ميوله وقدراته؛‬
‫‪.3‬توفير احتياجات المجتمع من القوى العاملة الالزمة للتطور االقتصادى؛‬
‫‪.4‬المساهمة فى تطوير المجتمع وتحويله إلى مجتمع حديث يتميز بالمرونة؛‬
‫‪.5‬الحفاط على الجيد من تقاليد المجتمع وتراث‪.‬‬
‫ثانيا األهداف السياسية ‪:‬‬

‫‪.1‬المحافظة على كيان الدولة السياسى واالجتماعى ؛‬


‫‪.2‬تنمية الروح الوطنية والقومية بين أفراد المجتمع؛‬
‫‪.3‬تطوير المجتمع لتحقيق المزيد من االنسجام؛‬
‫‪.4‬تربية المواطن الصالح وإ عطاؤه الفرص التعليمية لالستفادة من مواهبه؛‬
‫‪.5‬زيادة التفاهم والتعاون بين جميع األفراد ‪.‬‬
‫ثالثا األهـداف الثقافية ‪:‬‬

‫‪.1‬المحافظة على الثقافة اإلنسانية ونشرها؛‬


‫‪.2‬تنمية وتطوير الثقافة عن طريق البحث العلمى؛‬
‫‪.3‬نشر التعليم وإ زالة األمية من المجتمع؛‬
‫‪.4‬رفع مستوى الثقافة بين أبناء الشعب عن طريق رفع مستوى التعليم؛‬
‫‪.5‬حل مشكالت الثقافة اإلنسانية وإ زالة التعارض بين األهداف المختلفة للسياسة التعليمية‪.‬‬
‫رابعا األهداف االقتصــادية ‪:‬‬

‫‪. 1‬مقابلة احتياجات البالد من القوى العاملة ذات المستويات الوظيفية المختلفة؛‬
‫‪.2‬زيادة الكفاية االنتاجية للفرد عن طريق إكسابهالمهارة والخبرة؛‬
‫‪.3‬زيادة قدرة الفردعلى التحرك الوظيفى بتغير وظيفته؛‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪.4‬مواجهة مشكالت البطالة بين المتعلمين وغير المتعلمين؛‬


‫‪.5‬المساهمة فى اإلسراع فى عملية التطوير االقتصادى والصناعى وتنشيط البحث العلمى‬
‫والتكنولوجى؛‬
‫‪.6‬تنسيق سياسة الص ــرف واإلنفـ ــاق على التعليم؛‬
‫‪.7‬رسم السياسات الخاصة باستغالل مخصصات التعليم أقصى ممكن؛‬
‫‪.8‬إتباع الطرق العلمية لتقليل تكاليف التعليم مع زيادة الكفاءة ‪.‬‬
‫( التخطيط التعليمي أسسه وأساليبه ومشكالته ‪ ،‬د‪ .‬محمد سيف الدين فهمي )‬

‫وقد ذكر عبد الدائم(‪ )1987‬أ ن أهداف التخطيط التربوي تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬العمل علي نهوض بالمجتمع اقتصادًيا وسياسيا واجتماعًي ا وثقافيا‪.‬‬
‫ب‪ .‬تحقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫ج‪ .‬تلبية حاجات الدولة من القوي العاملة‪.‬‬
‫د‪ .‬العمل علي استيعاب وتوظيف خريجى التعليم‬

‫المحاضرة الثانية عشر‪ :‬العوامل المؤثرة في التخطيط التربوي ‪:‬‬


‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫‪.1‬عوامل سكانية‬

‫‪.2‬عوامل اقتصادية‬

‫‪.3‬عوامل إجتماعية‬

‫‪.4‬عوامل سكانية‬

‫خالصة‬

‫تتمثل هذه العوامل في‪ (:‬فهمي ‪2013.‬م)‬

‫الزيادة في السكان ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أدت الزي‪P‬ادة الس‪P‬ريعة في مع‪P‬دالت الموالي‪P‬د م‪P‬ع االنخف‪P‬اض الس‪P‬ريع في مع‪P‬دالت الوفي‪P‬ات إلى‬
‫تغير واض‪P‬ح في ال‪P‬تراكيب العمري‪P‬ة للس‪P‬كان األم‪P‬ر ال‪P‬ذي أدى إلى ض‪P‬عف ش‪P‬ديد لطلب التعليم‬
‫بسبب ارتفاع نسبة السكان في سن التعليم ‪.‬‬
‫التغير في التركيب االقتصادي ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫أدى نمو قط‪PP‬اعي الص‪PP‬ناعة والخ‪PP‬دمات إلى زي‪PP‬ادة الطلب على التعليم حيث يتطلب مس‪PP‬تويات‬
‫تعليمي‪PP P‬ة عالي‪PP P‬ة وتخصص ‪PP P‬ات على درج‪PP P‬ة كب‪PP P‬يرة أدى بالض ‪PP P‬رورة إلى االس‪PP P‬تعانة بأس‪PP P‬اليب‬
‫التخطيط التعليمي لتوفير االحتياجات ‪.‬‬
‫التغير في التركيب الوظيفي ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الصناعة الحديثة تحتاج إلى ق‪PP‬وى عامل‪P‬ة على درج‪P‬ة عالي‪P‬ة من المه‪P‬ارة والتعليم في مختل‪P‬ف‬
‫التخصص‪PP‬ات والمه‪PP‬ارات أدى إلى زي‪PP‬ادة الطلب على التعليم خصوص ‪ًP‬ا في مراحل‪PP‬ه الثانوي‪PP‬ة‬
‫أدى ذلك إلى ضرورة تعدد أنواعه وقد حتم هذا إحداث تخطيط ‪.‬‬

‫ارتفاع مستوى المعيشة ‪ :‬هناك عالقة قوية بين ارتفاع مستوى المعيش‪PP‬ة والطلب على‬ ‫‪-4‬‬
‫التعليم فكلم ‪PP P‬ا زاد دخ ‪PP P‬ل الف ‪PP P‬رد كلم ‪PP P‬ا ازدادت رغبت ‪PP P‬ه في التعليم وأدى ذل ‪PP P‬ك إلى زي ‪PP P‬ادة‬
‫األعباء على األجهزة التعليمية األمر الذي أدى إلى وضع تخطيط معين لنمو التعليم ‪.‬‬
‫التقدم العلمي والتكنولوجي ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫نظرًا لتقدم العلوم والتكنولوجيا أدى إلى ضرورة النظر إلى التخطيط التعليمية ك‪PP‬أداة ألزم‪PP‬ة‬
‫التعبئة الجماهير نحو العلم ‪.‬‬
‫التطــور النفســي واالجتمــاعي ‪:‬أدى نم‪PP‬و االتجاه‪PP‬ات االجتماعي‪PP‬ة والنفس‪PP‬ية إلى خل‪PP‬و ج‪PP‬و‬ ‫‪-6‬‬
‫مناس‪PP P‬ب لإليم‪PP P‬ان بالتخطي‪PP P‬ط كرس‪PP P‬م إط‪PP P‬ارات العم‪PP P‬ل في المس‪PP P‬تقبل وإ ذا ك‪PP P‬انت التربي‪PP P‬ة‬
‫والتعليم هي أداة تربية وتقويم للسلوك اإلنساني فإن التخطيط هو السبيل لتحقيق أهداف‬
‫الفرد والجماعة ‪.‬‬
‫النمو التعليمي ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ظهور مشكالت انخفاض مستويات التعليم وعدم مالئمة التعليم الحتياجات والمجتمع‬
‫وابتعاد عن متطلبات التنمية ومشكالت المنهج المدرسي وأساليب التعليم جعلت من‬
‫التخطيط أمرًا الزمًا لمواجهة مشكالت التعليم ‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة الثالثة عشر‪:‬مراحل التخطيط التربوي‬


‫تمهيد‬
‫‪.1‬مرحلة البحث واالستقصاء‬
‫‪,2‬مرحلة تحديد االحتياجات‬
‫‪.3‬مرحلة تحديد األهداف‬
‫‪.4‬مرحلة صياغة الخطة التربوية‬

‫‪ .1‬البحث واالستقصاء‪:‬‬

‫وفي هذه المرحلة يقوم المخطط التربوي بدراسة‪" :‬الوضع االجتماعي واالقتصادي والسكاني داخل‬
‫المجتمع‪ .‬والتعرف على أهم البنى االقتصاديةواالجتماعية والسكانية والتربوية"‪ .‬كما تتم فيها‬
‫دراسة الوضع التعليمي من كافة جوانبه من أجل معرفة مواطن القوة ومواطن الضعف ومعرفة‬
‫مدى تحقق أهداف الخطة السابقة‪ ،‬وكذلك الوقوف على أهم مؤسساته وكافة مكوناته وتقييم كل‬
‫منها خاصة ما تعلق منها بالمناهج الدراسية والوسائل التعليمية‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫واإلدارة المدرسية والتوجيه واإلشراف التربوي واألبنية المدرسية‪(...‬رمزي أحمد عبد الحي‪:‬‬
‫‪ .) 2006‬إن هذه المرحلة تعتبر مرحلة أساسية من مراحل التخطيط التربوي‪ ،‬تظهر فيها مدى‬
‫قدرة المخطط التربوي على القيام بالبحث واالستقصاء وفق الشروط العلمية والمنهجية التي ينبغي‬
‫أن تتوفر في كل بحثمن هذا النوع‪ .‬كما تظهر مهارته في جمع المعلومات وتبويبها وتنظيمها‬
‫وتصنيفها حسب أهميتها في بنية النظام التربوي‪ ،‬وحسب الخلل الموجود في كل مكوناته‪ .‬فتكون‬
‫هذه الدراسات االستقصائية بمثابة الخطوة المفتاحية التية تتوقف عليها صرامة ودقة ما سيقوم به‬
‫في المراحل التالية‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد االحتياجات المستقبلية‬
‫وترتبط هذه االحتياجات بكل متطلبات التنمية الشاملة التي ينتظرها‬
‫المج تمع من كافة القطاعات‪ .‬ويمكننا تحديد هذه االحتياجات كما يلي‪( :‬رمزي‬
‫‪ (1‬أحمد عبد الحي‪2006 :‬‬
‫‪ . 1-2‬الحاجة إلى القوى العاملة المتعلمة والمتدربة ‪ :‬البد أن تكون بين يدي المخطط التربوي‬
‫خريطة توزيع القوى العاملة المتدربة حسب مستوياتها واختصاصاتها‪ ،‬ليقف على مختلف‬
‫احتياجات ا‪‬تمع من هذه القوى‪ .‬ومن شأن هذه المعاينة أن تمكنه من الحكم على مدى تحقق‬
‫األهداف المدرجة في الخطة السابقة‪ ،‬ليبني أهدافا جديدة قد تكون مكملة لألولى في حالة‬
‫تغييرات جوهرية إذا وقف على خلل كبير في‬ ‫سيرها في االتجاه الصحيح‪ ،‬أو قد تتضمن‬
‫تحقيقها‪ .‬ويؤثر تحديد االحتياجات للقوى العاملة المتعلمة والمتدربة تأثيرا‬
‫كبيرا على المخطط التربوي العام‪ ،‬ذلك ألن أغلب المتخرجين من النظام التربوي ينتمون لهذه‬
‫الفئة‪ ،‬ومن هنا كان من الضروري تحديد االحتياجات بشكل عددي‪ ،‬ليتم بعده اقتراح اإلجراءات‬
‫العملية لتلبية هذه االحتياجات‪ ،‬سواء في الشعب العلمية والتخصصات أو المناهج والبرامج‬
‫التكوينية أو المعلمين والمكونين الذين يلقى على عاتقهم تطبيق المناهج والبرامج‪...‬‬
‫‪ . 2-2‬احتياجات تنمية المجتمع‬
‫‪ :‬يحتل النظام التربوي مكانة محورية بين القطاعات المعنية بتنمية ا‪‬تمع وتطويره‪ ،‬لذلك فإن كل‬
‫عملية تنموية يتوقف نجاحها بنسبة كبيرة على مدى فعالية النظام التربوي في تحقيق األهداف ذات‬
‫الصلة بتنمية ا‪‬تمع‪ .‬وإ ن الطابع الشمولي للتنمية يتطلب من النظام‬
‫التربوي رفع المستوى التعليمي للمواطنين إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬كما يتطلب منه تكوينا نوعيا من‬
‫شأنه أن يلبي حاجات ا‪‬تمع من الموارد البشرية المؤهلة لتنفيذ الخطة التنموية على أحسن وجه‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪ . 3-2‬الحاجة إلى النخب العلمية والمبدعين ‪ :‬ال ينبغي أن تركز الخطة التربوية على الجانب‬
‫الكمي فقط‪ ،‬بل البد أن تعطي األهمية الكبرى لتخريج النخب العلمية والمبدعين القادرين على‬
‫مواجهة مشكالت المجتمع وتقديم الحلول المناسبة لها‪ .‬وعلى المخطط التربوي أن يحسن تقدير‬
‫حاجة المج تمع لهذه النخب مراعيا في ذلك مدى توفر الوسائل المادية والموارد البشرية الكفيلة‬
‫بتخريجها‪ .‬وما يمكن تسجيله في المخططات التربوية عبر العالم‪ ،‬أن الدول األكثر تطورا تعطي‬
‫أهمية كبرى لهذه الحاجة‪ ،‬وذلك راجع من جهة‬
‫للتطور التكنولوجي والعلمي الكبير الذي تعيشه‪ ،‬ومن جهة أخرى إلدراك المخططين فيها أنه ال‬
‫مجال للمحافظة على هذا التطور والرقي دون إعطاء األهمية الكبرى لهذه النخب‪ ،‬ألنها وحدها‬
‫دون سواها القادرة على مواجهة المشكالت بحلول مبتكرة‪ ،‬تجعل ا‪‬تمع محافظا على تطوره‬
‫واستقراره السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪ . 4-2‬احتياجات تنمية التعليم وتطويره ‪ :‬يعتبر تطوير النظام التعليمي من المقاصد الكبرى‬
‫للتخطيط التربوي‪ ،‬ألننا لما نكون بصدد وضع خطة تربوية‪ ،‬فإننا نكون بكل تأكيد بصدد تقديم‬
‫الصورة التي تكون عليها التربية في المستقبل‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن هذه الخطة تتضمن تجاوزا‬
‫لكل السلبيات الموجودة في الوضع التعليمي الراهن‪ .‬وكنموذج للدراسات المتعلقة بتقديم تصور‬
‫مستقبلي لتنمية وتطوير التعليم في العالم العربي نذكر ما أورده الدكتور عبد العزيز بن عبد اهلل‬
‫السنبل في دراسته حول التربية في العالم العربي في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬حيث ذكر المحاور‬
‫الكبرى لتحديث المنظومة‬
‫( التربوية العربية وتغييرها‪ ،‬وقد جاءت هذه المحاور كما يلي‪( :‬السنبل ‪ 2002‬التأكيد على ثوابت‬
‫األمة وموروثها وخصوصياتها الثقافية؛ · تطوير جودة النوعية في التربية؛ ·‬
‫تجديد غايات التربية ومراميها؛ · التأكيد على مبادئ المرونة والجاذبية عند الوفاء بااللتزام‬
‫الجماعي · حيال اإلعالن العالمي حول التربية للجميع؛ التغيير في مضامين التربية ومحتواها؛ ·‬
‫األخذ بمبادئ التربية الحديثة المبنية على االنفتاح والديمقراطية · والشراكة؛‬
‫تطوير األوضاع المهنية للمعلمين؛ · بناء مدارس مفتوحة للجميع في ضوء مفهوم أن المدرسة‬
‫مركز · لإلبداع وأداة من أدوات تطوير المجتمع؛ الشراكة ا‪‬تمعية لعالج أزمة تمويل التعليم؛‬
‫·إعادة النظر الجذرية في نسق التعليم وتعزيز دور العمل العربي ·‬
‫المشترك‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫وإذا نجد أن النظام التربوي ينبغي أن يكون هو نفسه محل نظرة مستقبلية‪ ،‬ألنه بدون تطوير‬
‫النظام التربوي وإ صالحه‪ ،‬ال نتوقع الوصول إلى نتائج أفضل في بقية المجاالت‪.‬‬
‫‪ . 5-2‬احتياجات التمويل ‪:‬‬
‫على المخطط التربوي أن يجعل خطته واقعية وقابلة للتنفيذ‪ ،‬ومن شروط قابلية التنفيذ توفر‬
‫الموارد المالية الالزمة‪.‬‬
‫ومن هنا فإنه على المخطط أن يحدد بدقة القيمة المالية التي يتطلبها تنفيذ الخطة‪ ،‬ويقترح في‬
‫بعض األحيان مصادر أخرى للتمويل غير ميزانية الدولة‪ ،‬كالتمويل المجتمعي وإ شراك المؤسسات‬
‫االقتصادية العامة والخاصة‪ ،‬وغالبا ما يتم اللجوء إلى هذه االقتراحات في حال عجز ميزانية‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ . 6-2‬مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية الحاصلة ‪ :‬يعيش العالم منذ الحرب العالمية‬
‫الثانية ثورة تكنولوجية وعلمية كبيرة‪ ،‬جعلت من مواكبة هذه التطورات أمرا حتميا لكل من أراد‬
‫أن يلتحق بركب التطور وبمستوى الرقي الذي يشهده العالم المتقدم‪ .‬وقد ازدادت هذه التطورات‬
‫تأثيرا مع التقدم الهائل الذي يشهده عالم االتصال خاصة ما تعلق منه بشبكة االنترنت والفضائيات‬
‫وغيرها من الوسائل التي جعلت العالم حيزا ضيقا من‬
‫حيث سرعة انتقال المعلومة من بلد آلخر ومن قارة ألخرى‪ ،‬حتى أصبحت المستجدات تصل إلى‬
‫المستقبلين لحظة وقوعها‪ .‬كل هذا االنفجار المعرفي جعل األنظمة التربوية تحتل الريادة من حيث‬
‫المسؤولية على مواكبة ما يحدث في البلدان المتطورة‪ ،‬وهذه ليس هدف تخريج أفراد مقلدين‬
‫ومنبهرين باآلخر‪ ،‬وإ نما من أجل اإلبداع والوصول إلى حلول مبتكرة لمشكالتنا الخاصة على كافة‬
‫األصعدة‪ .‬كل هذا يتطلب الدراسة العميقة لمستوى التطور ومدى قابلية النظام التربوي الستيعاب‬
‫تجديدات في إدارته ومناهجه واألطراف المختلفة التي يقع على عاتقها تنفيذ الخطة التربوية‪.‬‬
‫‪ . 7-2‬مواكبة التغيرات الداخلية والخارجية ‪ :‬إن التغير خاصية من خصائص المجتمعات‬
‫البشرية‪ ،‬فهي ليست مستقرة على حال‪ ،‬وكما تكون هذه التغيرات داخلية فقد تكون خارجية‪ .‬ومن‬
‫أمثلة التغيرات الداخلية التي وقعت في الجزائر نجد التحوالت السياسية واالقتصادية‪ ،‬فقد انتقلت‬
‫من النظام األحادي إلى النظام التعددي كما انتقلت من االقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق‪ .‬ومن‬
‫أمثلة التغيرات الخارجية نجد األزمات االقتصادية التي يعيشها النظام العالمي وما صاحب ذلك من‬
‫تأثير على أسعار المواد األساسية مثل الحبوب والدواء ومختلف المنتجات الغذائية المستوردة‪ .‬كما‬
‫نجد تغيرات كبيرة على مستوى العالقات الدولية خاصة بعد هجمات ‪ 11‬سبتمبر ‪ . 2001‬كل‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫هذه التغيرات ذات التأثير الكبير وما شابهها ينبغي أن يكون المخطط التربوي على اطالع واسع‬
‫عليها‪ ،‬حتى يدخل في خطته التعديالت واإلضافات المناسبة من أجل أن يكون النظام التربوي ابن‬
‫عصره يعالج مشكالته ويتعايش معها وهذا بطبيعة الحال في ظل االحترام الصارم للمبادئ‬
‫الكبرى التي يقوم عليها‬
‫المجتمع‪ ،‬حتى يكون مجتمعا معتزا بانتمائه وفي نفس الوقت يواكب ما يحدث‬
‫من تغيرات داخليا وخارجيا‪.‬‬

‫‪ .3‬صياغة الخطة التربوية‪:‬‬


‫تعتبر هذه المرحلة أهم مرحلة من مراحل التخطيط التربوي‪ ،‬فهي المرحلة التي توظف فيها‬
‫المعطيات التي تم تناولها في المرحلتين األولى والثانية‪ ،‬وهي تتضمن في نفس الوقت كل‬
‫مؤشرات نجاح أو فشل المرحلتين األخيرتين‪ .‬فهي مرحلة الحسم وهي المرحلة التي تظهر فيها‬
‫كفاءة المخطط في توظيف ما بين يديه من معطيات وفي تقدير كل ما تحتاج إليه خطته في‬
‫المستقبل‪ ،‬لهذا فإن تناولنا لهذه المرحلة سيكون أكثر تفصيال من غيرها‪ ،‬وسيكون هذا التناول من‬
‫خالل العنصرين الرئيسيين التاليين‪:‬‬
‫‪ . 1-3‬إعداد مشروع الخطة التربوية ‪ :‬ويكون هذا المشروع في شكل تقرير أولي يتضمن‬
‫االقتراحات التي انتهت إليها الهيئة المكلفة بوضع الخطة التربوية‪ ،‬وذلك انطالقا من المبادئ‬
‫الكبرى التي يقوم عليها المجتمع‪ ،‬وفي ضوء السياسة التربوية المعتمدة والموارد الروحية‬
‫والبشرية والمالية التي يتطلبها تنفيذ الخطة التربوية‪ ،‬ويتضمن مشروع الخطة العناصر التالية‪:‬‬
‫(رمزي أحمد ( عبد الحي‪2006 :‬‬
‫"بيان المبادئ والمعتقدات العامة التي انطلق منها المخططون التربويون ·‬
‫في وضعهم لخطة؛‬
‫بيان األهداف والمرامي العامة؛ ·‬
‫بيان األولويات واالتجاهات العامة والخاصة للخطة؛ ·‬
‫عرض لتطورات التعليم في الماضي ولإلنجازات التي تم تحقيقها في · الماضي ولجوانب النقص‬
‫في التعليم التي حاولت الخطة أن تكملها وتصلحها وتتالفاها؛‬
‫بيان الحتياجات قطاعات التنمية المختلفة من القوى العاملة على ·اختالف مستويات تعليمها‬
‫وتدريبها خالل سنوات الخطة؛ تحديد أعداد الطالب المطلوب قبولهم في مختلف أنواع ومراحل‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫التعليم ·خالل مراحل سنوات الخطة؛ تحديد ما يحتاجه التعليم خالل سنوات الخطة من معلمين‬
‫ومبان · وفصول مدرسية وكتب وتجهيزات مدرسية؛ تحديد التغيرات الكمية والنوعية والهيكلية‬
‫التي يراد إدخالها في فترة ·الخطة على مناهج وبرامج التعليم وطرقه وأساليبه ووسائله وإ دارته‬
‫وأجهزته من بيان للمشروعات والبرامج التي يتطلبها تحقيق أهداف ومرامي الخطة؛ تحديد وسائل‬
‫تنفيذ الخطة؛ ·بيان للتقديرات المتوقعة لتكلفة الخطة"‪__.‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫إن التخطيط التربوي ال يمكن أن يحقق أهدافه ما لم يتم إعطاء كل مرحلة من هذه المراحل‬
‫األهمية المطلوبة ومنحها كذلك الوقت الالزم لتنفيذ كل مرحلة دون االستعجال والمرور إلى‬
‫مرحلة التنفيذ أو اإلتيان بخطط جاهزة ال تتماشى مع الظروف االجتماعية واالقتصادية للمجتمع و‬
‫ال يشارك في وضعها كل العاملين في الساحة التربوية‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫المحاضرة الخامسة عشر‪ :‬مشكالت التخطيط التربوي‬


‫تمهيد‬

‫‪ 1-‬نقص البيانات واإلحصائيات‬


‫‪ 2-‬نقص األفراد المدربين على التخطيط التعليمي‬
‫‪ 3-‬االفتقار إلى الوعي التخطيطي‬
‫‪ .4‬عدم كفاءة أجهزة التخطيط التعليمي‬
‫‪ 5-‬االفتقار إلى وجود خطط بديلة‬
‫‪ 6-‬تغير الظروف أثناء تنفيذ أو قبل إعداد الخطة‬
‫‪ 7-‬عدم توفر القوى البشرية لتنفيذ الخطة‬
‫‪ 8-‬قلة المخصصات المالية لتنفيذ الخطة‬
‫خالصة‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫يواجه التخطيط التعليمي بعض المشكالت مثله مثل أي تخطيط آخر وأ ها ‪:‬‬
‫) الطبيب ‪ 2002 ,‬م ‪ ,‬ص ‪)90-78‬‬
‫‪ 1-‬نقص البيانات واإلحصائيات ‪:‬‬
‫إن ال‪PP P‬دول النامي‪PP P‬ة ع‪PP P‬دة تفتق‪PP P‬ر إلى البيان‪PP P‬ات واإلحص‪PP P‬ائيات الدقيق‪PP P‬ة الالزم‪PP P‬ة للتخطي‪PP P‬ط التعليمي فمن‬
‫الصعب توفر البيانات والمعلومات السكانية الحديثة الالزم‪PP‬ة للخط‪PP‬ة التعليمي‪PP‬ة وخاص‪PP‬ة في م‪PP‬ا يتعل‪PP‬ق‬
‫ب‪PP‬النمو الس‪PP‬كاني أو مع‪PP‬دل الكثاف‪PP‬ة الس‪PP‬كانية وت‪PP‬وزيعهم تبع‪PP‬ا للس‪PP‬ن والجنس وغ‪PP‬ير ذل‪PP‬ك من معلوم‪PP‬ات‬
‫سكانية الزمة للمخطط التعليمي ‪.‬‬
‫‪ 2-‬نقص األفراد المدربين على التخطيط التعليمي ‪:‬‬
‫والدول النامية أيض‪PP‬ا تفتق‪P‬ر إلى العنص‪PP‬ر البش‪P‬ري الم‪P‬درب على التخطي‪P‬ط التعليمي ‪ ,‬ك‪P‬ذلك تفتق‪P‬ر إلى‬
‫وج ‪PP‬ود معاه ‪PP‬د علمي ‪PP‬ة تق ‪PP‬وم باألبح ‪PP‬اث المتعلق ‪PP‬ة بالتخطي ‪PP‬ط التعليمي ‪ ,‬أو على األق ‪PP‬ل إعط ‪PP‬اء دراس ‪PP‬ات‬
‫علمية و مناهج خاصة ‪ ,‬وذلك أن مفهوم التخطيط التعليمي يعد مفهوما حديثا ‪.‬‬
‫‪ 3-‬االفتقار إلى الوعي التخطيطي ‪:‬‬
‫معظم ال ‪PP‬دول النامي ‪PP‬ة وخاص ‪PP‬ة ال ‪PP‬دول العربي ‪PP‬ة تفتق ‪PP‬ر إلى وج ‪PP‬ود وعي تخطيطي بين المس ‪PP‬ؤولين في‬
‫التعليم وبين المسؤولين عن وضع الخطط التعليمية وتنفيذها ومتابعتها أو المستفيدين منها ‪.‬‬
‫ويع ‪PP‬د فق ‪PP‬دان ال ‪PP‬وعي التخطيطي من أهم المش ‪PP‬كالت ال ‪PP‬تي تواج ‪PP‬ه المخط ‪PP‬ط التعليمي في عم ‪PP‬ل الخط ‪PP‬ة‬
‫التعليمي‪PP‬ة ‪ ,‬فالتوس‪PP‬ع في الت‪PP‬دريب وتأهي‪PP‬ل المخططين التعليم‪PP‬يين يعم‪PP‬ل على نش‪PP‬ر ال‪PP‬وعي التخطيطي‬
‫واإليمان به لحل المشكالت التعليمية القائمة ‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم كفاءة أجهزة التخطيط التعليمي ‪:‬‬
‫ويرج‪PP P‬ع ذل‪PP P‬ك إلى حداث‪PP P‬ة نش‪PP P‬أة التخطي‪PP P‬ط التعليمي في معظم دول الع‪PP P‬الم الث‪PP P‬الث ‪ ,‬ف‪PP P‬أجهزة‬
‫التخطي‪PP P‬ط التعليمي في ه‪PP P‬ذه البل‪PP P‬دان ض‪PP P‬عيفة وغ‪PP P‬ير ق‪PP P‬ادرة على القي‪PP P‬ام بوظائفه‪PP P‬ا وخاص‪PP P‬ة أن ه‪PP P‬ذه‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫األجه‪PP P‬زة منعزل‪PP P‬ة عن بقي‪PP P‬ة األجه‪PP P‬زة األخ‪PP P‬رى في الدول‪PP P‬ة ‪ ,‬فال يوج‪PP P‬د راب‪PP P‬ط بين أجه‪PP P‬زة التخطي‪PP P‬ط‬
‫التعليمي في وزارة التعليم واألجهزة المسؤولة عن التخطيط االقتصادي واالجتم‪P‬اعي أو المعلوم‪P‬ات‬
‫السكانية أو تخطيط القوى العاملة ‪.‬‬
‫‪ 5-‬االفتقار إلى وجود خطط بديلة ‪:‬‬
‫تتميز الدول المتقدمة بوجود خطط بديلة دائما في كل مجاالت التخطيط ‪ ,‬أما الد ول النامية فدائما‬
‫تفتقر إلى وجود خطط بديلة أساسية ‪ ,‬فإذا ما فشلت الخطة التعليمية توقف العمل ااما في هذا‬
‫المجال وأصيب بالشلل التام لعدم وجود خطط بديلة لديها ‪.‬‬
‫‪ 6-‬تغير الظروف أثناء تنفيذ أو قبل إعداد الخطة ‪:‬‬
‫فمن المعروف أن النظم التعليمية والتربوية في معظم البالد النامية تتصف بالتغيير وعدم الثبات‬
‫واالستقرار وهذا راجع إلى عدم الثبات واالستقرار في اإلدارة ‪ ,‬وهذا ينعكس دائما على التخطيط‬
‫التعليمي ووضع الخطة التعليمية ‪ ,‬وخاصة أن إعداد هذه الخطة يحتاج إلى وجود استقرار في‬
‫الظروف المحيطة ‪ ,‬فأي تغير في جانب معين يؤثر على سير الخطة على سبيل المثال ارتفاع‬
‫سعر النفط وانخفاضه يؤثر على الخطة التعليمية‬
‫‪ 7-‬عدم توفر القوى البشرية لتنفيذ الخطة ‪:‬‬
‫والمقص‪PP‬ود ب‪PP‬القوى البش‪PP‬رية هي تل‪PP‬ك األع‪PP‬داد الكافي‪PP‬ة من اإلداريين والمدرس‪PP‬ين والمهندس‪PP‬ين‬
‫واألطب ‪PP‬اء وغ ‪PP‬ير ذل ‪PP‬ك من الطاق ‪PP‬ة البش ‪PP‬رية الالزم ‪PP‬ة لتنفي ‪PP‬ذ الخط ‪PP‬ة ‪ ,‬فحينم ‪PP‬ا توض ‪PP‬ع الخط ‪PP‬ة لمعالج ‪PP‬ة‬
‫العجز في أعداد المعلمين بالمدارس فإن لم يتوفر هذا العنصر البشري فسوف تفشل الخطة ‪.‬‬
‫وتختل ‪PP‬ف ال ‪PP‬دول النامي ‪PP‬ة في ت ‪PP‬وفر الق ‪PP‬وة البش ‪PP‬رية فبعض ال ‪PP‬دول فيه ‪PP‬ا عج ‪PP‬ز ش ‪PP‬ديد في الق ‪PP‬وة البش ‪PP‬رية‬
‫وبعض ال‪PP P P‬دول ل‪PP P P‬ديها ف‪PP P P‬ائض والبعض الث‪PP P P‬الث لدي‪PP P P‬ه عج‪PP P P‬ز في بعض التخصص‪PP P P‬ات وف‪PP P P‬ائض في‬
‫تخصصات أخرى ‪.‬‬
‫‪ 8-‬قلة المخصصات المالية لتنفيذ الخطة ‪:‬‬
‫وتعد قلة المخصصات المالية من أهم المشكالت التي تواجه التخطيط التربوي وخاصة في الدول‬
‫العربية وترجع هذه المشكلة إلى انخفاض مستوى الدخل للفرد ‪ ,‬وارتفاع معدالت تكلفة التعليم ‪,‬‬
‫وازدياد الحاجة إلى التوسع في التعليم‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫قائمة المراجع‬
‫‪-‬أحمد إبراهيم أحمد‪ ،)1990(،‬اإلدارة التربوية و اإلشراف الفني‪ ، ،‬د ط ‪،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر‬
‫العربي‬
‫‪-‬الطبيب ‪ ,‬أحمد محمد ‪ ، )2002( ) .‬التخطيط التربوي‪ .‬ط ‪ . 4‬ليبيا ‪ :‬مطابع الجماهيرية ‪.‬‬
‫‪-‬الجندي ‪ ،‬عادل السيد ( ‪ " ، ) 1999‬التخطيط االستراتيجي ودوره في االرتقاء بكفاية وفعالية‬
‫دراسة تحليلية " ‪ ،‬مجلة مستقبل التربية العربية ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ) 17‬مركز ابن‬ ‫النظم التعليمية –‬
‫خلد ون للدراسات‬
‫اإلنمائية بالتعاون مع جامعة حلوان ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪-‬أمجد محمود محمد درادكة (‪ ،)2009‬اإلدارة والتخطيط التربوي رؤى جديدة د عالم الكتاب‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫الحديث ‪.‬‬
‫‪- .‬إسماعيل محمد ذياب‪ :)2001(،‬اإلدارة المدرسية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪.‬‬
‫‪- .‬إبراهيم عصمت مطاوع‪ )1998(،‬اإلدارة التربوية في الوطن العربي‪ ،‬أوراق عربية –‬
‫عالمية‪ ،‬بدون طبعة‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-‬الفريجات‪ ،‬غالب (‪ .)2000‬اإلدارة والتخطيط التربوي‪ :‬تجارب عربية متنوعة‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪-‬بواب ‪،‬رمضان (‪،)2014‬اإلدارة التربوية والمدرسية –مطبوعة جامعية‪،‬جامعة جيجل‪،‬الجزائر‬
‫‪-‬جودت عزت عطوي‪ ، )2001(،‬اإلدارة التعليمية واإلشراف التربوي أصولها وتطبيقاتها‪،‬ط‪،1‬‬
‫األردن ‪:‬دار العلمية الدولية ودار الثقافة‪،‬‬
‫طارق المجدوب (‪، )2003‬اإلدارة العامة ‪ ،‬العمليات اإلدارية ‪ ،‬الوظيفة العامة ‪ ،‬د ط ‪ ،‬بيروت‬
‫لبنان اإلصالح اإلداري منشورات‪ .‬الحليبي للحقوق ‪.‬‬
‫‪-‬محمد‪ ،‬منير مرسي ‪ ،)1995(،‬اإلدارة المدرسية الحديثة‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاهرة‪.‬‬
‫‪-‬محمد ‪ ،‬علي شمس الدين‪ ،‬إسماعيل محمد الفقي ‪، )2007(،‬السلوك اإلداري مدخل نفسي‬
‫اجتماعي لإلدارة التربوية عمان‪ ،‬األردن ‪ :‬دار الفكر‬
‫‪-‬محمد ‪ ,‬احمد علي الحاج (‪ )1999‬التخطيط التربوي إطار لمدخل تنموي جديد ‪ .‬ط‬
‫‪. 7‬األردن ‪ :‬دار ‪---‬محمد ‪ ,‬احمد علي الحاج (‪ )1999‬التخطيط التربوي إطار لمدخل تنموي‬
‫جديد ‪ .‬ط ‪. 7‬األردن ‪ :‬دار‬
‫المناهج‪.‬‬
‫‪-‬محمد سيف الدين فهمي(‪ )2013‬التخطيط التعليمي أسسه وأساليبه ومشكالته ‪ :‬مكتبة االنجلو‬
‫المصرية‬

‫‪-‬مرزا‪ ،‬هند ‪ ،‬مرزا‪ ،‬هنيه ‪ ،‬الجماعي ‪ ،‬ريم‪ ،) 2011 ( ،‬أبجديات اإلدارة و الشراف التربوي ‪:‬‬
‫تطبيقات‬
‫في مجال إدارة التربية الخاصة ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪-‬مص ‪PP P‬طفى‪ ،‬ص ‪PP P‬الح ‪ ،‬عم ‪PP P‬ر ‪،‬ف ‪PP P‬دوى (‪( 2006‬مقدمـــة في اإلدارة والتخطيـــط الـــتربوي ‪ .‬ط ‪.7‬‬
‫الرياض ‪ :‬مكتبة الرشد‪.‬‬
‫مطبوعة جامعية في اإلدارة والتخطيط التربوي‬

‫‪ -‬صالح ‪ ،‬يوسف أمحمد) ‪ ، ) 2011‬دور االدارة التربوية و التخطيط التربوي في التنمية‬


‫البشرية‪ ،‬المؤتمر العلمي الرابع لكلية العلوم التربوية بجامعة جرش ) التربية والمجتمع ‪ :‬الحاضر‬
‫والمستقبل ( ‪ -‬األردن ‪.‬‬
‫‪ -‬صالح الدين إبراهيم معوض‪ ،‬حنان عبد الحليم رزق‪،)2003( ،‬اإلدارة التعليمية بين النظرية‬
‫والتطبيق‪ ،‬القاهرة‪ :‬العالمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-‬عابدين ‪،‬محمد عبد القادر(‪ ،)2000‬اإلدارة المدرسية الحديثة‪،‬بدون طبعة‪،‬عمان‪:‬دار الشروق‬
‫للنشر والتوزيع‬
‫‪-‬عبد الفتاح الخواجا‪ :‬تطوير اإلدارة المدرسية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪2004 ،‬‬
‫‪-‬عبد الدايم ‪ ,‬عبد اهلل) ‪ 1999‬م ) التخطيط التربوي ‪ ,‬أصوله وأساليبه الفنية وتطبيقاته في البالد‬
‫العربية ‪ .‬ط ‪ 9‬بيروت ‪ :‬دار العلم للماليين‪.‬‬
‫‪-‬عطوي ‪،‬عزت جودت(‪،)2014‬اإلدارة المدرسية الحديثة‪،‬ط‪،8‬عمان‪:‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-‬فاروق شوقي البوهى(‪ ، )2001‬التخطيط التعليمي ‪ ،‬دار قباء ‪.‬‬

‫‪-‬سامي‪ ،‬سلطي عريفج ‪ ،)2001(،‬اإلدارة التربوية المعاصرة‪ ،‬عمان‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪-‬سليمان حامد‪ :‬اإلدارة التربوية المعاصرة‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪، 2008 ،‬‬
‫ص ‪23‬‬

‫‪-‬واصل جميل حسين المومني‪ ،)2008(،‬اإلدارة المدرسية الفعالة‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪1‬‬

‫‪.‬‬

You might also like