Professional Documents
Culture Documents
تمهيد
يش هد الع الم تح والت وتغ يرات كث يرة في ت ركيب المجتمع ات والمنظم ات :تمثلت ب النمو
االقتصادي السريع ،والتسارع التكنولوجي الهائل ،والخصخص ة ،والعولم ة ،واعتم اد أس لوب التنمية
والتط وير نحو مس تقبل أفض ل .وه ذه التغ يرات لم تح دث نتيجة لزي ادة رأس الم ال ،أو اس تخدام
التكنولوجيا في المنظم ات فحس ب ،بل -بالدرجة -األولى من خالل الق وى البش رية العاملة في ه ذه
المنظمات ،فالعنصر البشري المؤهل والمدرب والكفء هو أهم عناصر اإلنتاج.
وينظر إلى المنظمة على اعتبار أنها جهد جماعي؛ لتحقيق هدف مش ترك ,وبالت الي تحت اج
المنظم ات على اختالف أنواعها إلى العنصر البش ريّ ،من أجل توجيه أعمالها وتوف ير الخ دمات
النفسية والمادية الالزمة ،لتحقيق األهداف التنظيمية .وقد أثبتت الدراس ات والتج ارب في المجتمع ات
المتقدمة أن الق وى البش رية المؤهلة وطريقة س لوكها في بيئة العم ل ،هي أداة اإلب داع الرئيس ية وأداة
التغيير والتطوير والتحس ين .ومن هنا اتجهت األنظ ار نحو الف رد وعالقته بالجماعة والبيئة التنظيمية
الداخلية والبيئة االجتماعية الخارجية .وأبرز مثال على ذلك :نظ ام اإلدارة اليابانية ال ذي ي دور ح ول
فلس فة إدارية وثقافة تنظيمية مؤداه ا ،خلق العامل الس عيد في عمل ه ،من خالل تط بيق مب دأ الرعاية
الشاملة ،وذلك برعاية شؤون الفرد العامل داخل المنظمة وخارجها (العميان.)2002 ،
وحيث دخلت البشرية أبواب القرن الحادي والعشرين وفي يدها شعلة ثورة علمي ة ،لم يس بق
لها مثيل في الت اريخ ،ط الت جميع ج وانب الحي اة االقتص ادية والسياس ية والتكنولوجية واالجتماعية
والتربوية ،وما من شك أن هذه الثورة طالت اإلدارة بشكل عام ،واإلدارة التربوية بشكل خاص ،إذ إن
الم دارس تعكس الع الم الص غير للمجتمع؛ مما يس توجب أن تتفاعل اإلدارة التربوية مع متطلب ات
العصر الجديد ،والحصول على أكبر قدر من طاقة العناصر البشرية ،في وقت لم تعد هناك حاجة إلى
مبالغ ضخمة لتحفيز األف راد ،نظ راً لوج ود اعتب ارات أخ رى يهتم بها األف راد مثل :اعتب ارات النمو
والتقدم والنتائج والتفاعل وغيرها.)D’Ambrosio, 2002( .
وتتركز في ه ذا العصر معظم لق اءات المفك رين ح ول اإلدارة كعملية اجتماعية :من الن اس
وإلى الناس ،ويتعين على المدير أن يك ون مب دعاً ،حيث أص بح اإلب داع مرادف ا ً لإلدارة .فقض ايا ه ذا
1
متميز وديناميكيِ من أجل مواجهة هذه المرحلة .حيث أصبحت إدارة الموارد
ِ مدير
ٍ العصر تحتاج إلى
البشرية تمثل عنصراً حاسماً ،وتمثل جزءاً كبيراً من العملية اإلدارية الكلية للمنظمات ،بصرف النظر
عن طبيعة النشاط وشكله وحجمه وموقعة (عامر.)2000 ،
إن العصر الذي نعيش فيه ه ذه األي ام ،ليس له مثيل في ت اريخ البش رية ،فهو عصر التغي ير
المستمر ،وعصر التطور الهائل في مجاالت التقدم العلمي والتكنولوجي .هذا التطور ال بد وأن يرافقه
تطور مواز في اإلدارة ,واستخدام أس اليبها العلمي ة ،حيث إن التق دم والتخلف في المجتمع ات أص بحا
اآلن رهنا بتطور اإلدارة أو تخلفها أكثر من أي عصر آخر .فاإلدارة تحتل مركز القلب من حياتنا من
حيث األهمية ،مثل :جسم اإلنسان الذي يكون القلب مركز نشاطه ،فاإلدارة ك ذلك بالنس بة للمجتمع ات
اإلنسانية وهكذا فإن لإلدارة دوراً كبيراً في تقدم أي مجتم ع ،فال دول المتقدمة لم تصل إلى ما وص لت
إليه من مستوى متقدم ،إال بوجود إدارة متطورة وحديثة.)D’Ambrosio, 2002( .
وبهذا يمكن اعتبار هذا العصر بحق عصر اإلدارة ،فاستثمار الموارد الضخمة ال تي بح وزة
اإلنسان ال يمكن أن يتم بدون إدارة ناجحة .وما من نشاط أو اكتشاف أو اختراع أو خدمة أو إنت اج أو
تغيير ،إال وتقف خلفه اإلدارة الناجحة .واألمثلة على ذلك كثيرة ،فمن ب رامج غ زو الفض اء ،إلى نشر
التعليم ،ومحاربة األمراض ،وغيرها الكثير (صوفان.)1989 ،
وتشكل التربية في عالمنا المعاصر األداة االجتماعية لرسم معالم التق دم في أي مجتم ع ،كما
أنها تح دد مس يرة اإلص الح في ه ،بل إنها تمثل في الع الم المتغ ير أب رز وس ائل المجتمع ات في بن اء
غي ر مع الم الحي اة في عص رنا الحاضر
األفراد والجماعات ،فه ذا التق دم العلمي والتكنول وجي ال ذي ّ
وراءه أنظمة تربوية ،تحكمها فلسفة هادفة وفكر تربوي راق يرمي إلى بناء األف راد على مس توى من
التفك ير الرائد وتك وين مجتمع ات تنشد التق دم واالرتق اء .ه ذا هو دور التربية الي وم بقي ادة واعية
مر العصور ومسيرة التاريخ إال عملية صنع األفراد وبناء المجتمع ات
متطورة .ولم تكن التربية على ّ
وحاجاتها مح دودة إال وإن اختلفت وسائلها قوة وضعفا ً .فالتربية قديما ً مع أن متطلباتها كانت قليلة
أنها صنعت الكثير في األفراد والمجتمع .بل إن حركة الحياة منذ نش أتها ت دين بتطورها وارتقائها إلى
التربية وأساليبها .ومع مرور الزمن تعددت متطلباتها وزادت أعباؤه ا .فالمجتمع ات تتغ ير ،ووس ائل
الحياة تتطور بفعل التربية أو "ديناميكية المجتمع" ،وزادت اليوم أعداد البشر وحاج ات اإلنس ان وزاد
ع دد الطالب والمعلمين ،وزادت موازناتها وظه رت نظم من التربية تحكمها مؤسس ات مختلف ة،
وتشعبت أهداف العملية التربوية؛ مما أل زم بإدخ ال نظم إدارية ذات فعالية عالية ح تى تتمكن من رفع
الكفاية اإلنتاجية للمؤسسات التربوية ،وبهذا احتلت اإلدارة التربوية مكانة مهمة في العملي ات التعليمية
2
وال شك في أن مبادئ اإلدارة وأسسها واحدة في مختلف األعمال ،ولكن االختالف يكمن في مج االت
تطبيقاتها (الهاشل.)1987 ،
إن التربية بمفهومها الش امل تتك ون من عناصر متع ددة ي ؤثر كل عنصر منها على اآلخ ر.
ولتحقيق المخرج ات التربوية المرج وة ،ال بد أن يك ون كل عنصر على درجة مناس بة من الكف اءة.
ولعل إدارة المدرسة الثانوية من أهم ه ذه العناصر؛ فهي المس ئولة عن تنفيذ السياس ات وال برامج
التعليمية ،وترجمة األهداف إلى واقع ملموس ،وهي التي تؤثر في أبنائها ذلك التأثير الذي يرافقهم في
حاض رهم ومس تقبلهم .ومن أجل تحقيق ه ذه المه ام التربوية والفنية يجب أن تك ون إدارة المدرس ة،
على مستوى عال من الكفاءة في معالجة كافة المش كالت اإلدارية والفنية بأس لوب يعتمد على التفك ير
والتحليل ،والعمل على توطيد العالقات اإلنسانية بين جميع العاملين( .البرادعي.)1988 ،
وقد أولت النظم التربوية في الكثير من الدول موضوع اإلدارة المدرسية اهتماما ملحوظا في
الجهود التي تبذلها تلك النظم؛ من أجل تط وير العملية التربوية وتحس ين فعاليتها وكفاءتها (الطع اني،
.)1999وقد شهد األردن في السنوات األخيرة عملية مراجعة وتطوير شامل لجميع عناصر النظ ام
ال تربوي ومدخالته؛ ليتمكن من إعط اء مخرج ات ت واكب طموح ات ه ذا ال وطن وتطلعات ه ،وتل بي
حاجات إنسانه ورغباته ،وجاءت اإلدارة المدرسية في مقدمة الفعاليات التربوية ال تي ينبغي أن تحظى
باهتم ام ب الغ؛ ألهمية دورها في العملية التربوية تخطيط ا ً وتنفي ذاً وتقويم اً .وه ذا ما أك ده الم ؤتمر
الوطني األول للتطوير التربوي الذي عقد في عمان عام ،1987إذ تبنى ال دعوة إلى تط وير اإلدارة
المدرسية ,واالهتمام بالمعلم ال ذي أص بح مح وراً لإلدارة المدرس ية فلم يعد دور الم دير يقتصر على
اإلش راف على عملية الت دريس ،بل تع دى ذلك إلى رفع مس توى المعلم وتحس ين أدائه ,وتوف ير
الظ روف المناس بة ل ه ،والعمل على زي ادة الح وافز المادية والمعنوية ال تي تس اعده في العمل
(الطراونه.)2000 ،
ومن ثم ج اءت الحاجة لإلدارة المدرس ية ،عن دما ق امت المدرسة ال تي ج اءت هي األخ رى
لتلبية حاجة المجتمع إلى من يقوم بتربية أبنائه ،ونقل التراث الثقافي والحضاري لهم .فأخذت المدرسة
على عاتقها تربية النشء تربية متكاملة :جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا وروحيا ،وك انت اإلدارة هي
3
المسؤولة عن متابعة البناء التربوي لتوصله إلى ما يتمناه المجتمع وتطمح إليه األمة .فقامت بالتنس يق
اإلداري والفني لجميع أعمال المدرسة ومناشطها بالشكل ال ذي يكفل نج اح العملية التعليمية والتربوية
( السعيدي.)1998 ،
ونظراً لألهمية الكبرى ال تي تلعبها المدرسة كمؤسسة تربوية في المجتم ع ،فإنها تحت اج إلى
من يديرها ويتابع أعمالها ،ويوجه العاملين فيها ويشرف عليهم ،وينسق جهودهم ،ويعمل على تحسين
أدائهم من أجل تحقيق األه داف المرس ومة له ذه المؤسس ة .من هنا يمكن الحكم على أهمية المركز
ال ذي يتب وؤه الم دير في المدرس ة ،وهو مركز يمثل -دون أدنى شك -حجر األس اس والعامل األول
الذي ترتكز عليه العملية التربوية برمتها .فالمدرسة بال م دير أش به بالجماعة ال تي تفقد قائ دها ،حيث
تغدو مرتعا ً للفوضى والتجاوزات والعدوان والتخريب ،كما وتصبح مكانا ً غ ير ص الح للتربية وتنظيم
التعليم وبناء الشخصيات المتكاملة والمتوازنة للمعلمين وللطالب على حد سواء (الشوا.)1998 ،
ويعد م دير المدرسة الش خص الم ؤثر في فاعلية النظ ام المدرسي؛ حيث يق وم بع دة أدوار
ومسئوليات داخل نطاق مدرسته ,وفي المجتمع المحيط به ا .كما أن م دير المدرسة يحتل مكانا ب ارزا
ومرموقا بين مرؤوس يه ،فعليه تقع مس ئولية تنظيم ونقل وترجمة اآلراء واألفك ار من خ ارج وداخل
المدرسة .ولعل من أهم األدوار ال تي يق وم بها م دير المدرسة أنه قائد ترب وي مقيم يعمل مع المعلمين
على تش خيص المش كالت ال تي تواجه المدرس ة ،ووضع الحل ول له ا ،وينبغي عليه أن يطلق ق درات
األف راد الع املين معه على االبتك ار وتش جيع اإلب داع في تط وير ال برامج واتخ اذ الخط وات الالزمة
لتطوير العمل التربوي بصفة عامة (.)Campbell, Corbally & Nystrand, 1983
ونظراً للدور الكبير ال ذي يق وم به م دير المدرسة الثانوية وألهمية موقعه؛ ف إن عليه بص فة
خاصة -بوص فه القائد الرس مي للمدرسة -أن يك ون مث االً تتجسد فيه الص فات ال تي تش جع التع اون
والتعامل .إذ ليس هناك مركز أكثر استراتيجية من مركز مدير المدرسة الثانوي ة ،في مج ال مس اعدة
األجيال الناشئة والقادمة ،كي يتعلموا ليعيشوا ولكي يعيشوا ليتعلموا (رم زي .)1996 ،ويعت بر دور
مديري المدارس معقداً؛ وذلك بس بب طبيعة األعم ال الص عبة ال تي يعمل ون فيه ا ،فعليهم مس ؤوليات
جديدة ،مما يتطلب أن يتحلوا بمزايا مهنية وشخصية للقيام بتنفيذ أعمالهم بنجاح ،مما يع ني أن دورهم
يتغير ويتسع))Johnson, 1994 .
وم دير المدرسة مس ؤول عن تنظيم العمل الجم اعي ،والعمل بالمدرس ة .و من العوامل
المساعدة على تحقيق ذلك :تشجيع كل معلم على اإلحساس بانتسابه لهيئة الت دريس ،وتوف ير الثقة بين
معلمي المدرسة واإلدارة ،وتمكين جميع الع املين بالمدرسة من إب داء آرائهم بحري ة ،وتوف ير
4
المعلوم ات للجمي ع ،وتوزيع األعب اء التدريس ية واألنش طة الالص فية على المعلمين وفقا لق دراتهم
واس تعداداتهم وظ روفهم ،ومس اعدة المعلمين على النمو علميا ومهنيا ( .)Griffith, 1999ولعل من
أبرز مهام مدير المدرسة ،االلتزام بتلبية احتياجات المدرسة كمؤسسة ،وذلك من خالل خدمة أهدافها،
وخدمة العاملين فيها الذين يعملون لتجسيد ه ذه األه داف ،وك ذلك العمل على رعاية المدرسة وحماية
تماسكها.)Sergiovanni, 1996( .
ليس هناك من شك في الدور الذي يلعبه مدير المدرسة في الت أثير في المدرس ة ،من مختلف
وجوهها ،وكثيرا ما يعتبر سلوك هذا المدير معيارا يقاس به جو عمل المجموعة البشرية ،التي تتك ون
منها المدرس ة .وقد بين س توجدل (( Stogdillوغ يره من الب احثين الغرب يين أن تفاعل الم دير مع
المعلمين يحدد نتاج المدرسة (ثيودوري.)1982 ،
وينظر إليه على أنه قائد ترب وي ،تن اط به مه ام حيوية و بالغة األهمي ة ،وله دور فع ال في
تحسين العملية التعليمية ،وإن نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها ورسالتها مرتبط بالكيفية التي يدير بها
المدرس ة ،وباألس لوب القي ادي ال ذي يمارس ه ،وبالص فات القيادية الناجحة ال تي تتمثل في شخص يته
وقدرته على توظيف إمكانياته نحو العمل البناء؛ من أجل بناء عالق ات إنس انية إيجابية مع المدرس ين
وتحسين ظروف العمل على العطاء المستمر (المحبوب.)1996 ،
ويعد م دير المدرسة الق دوة واألنم وذج للع املين في المدرسة؛ ول ذلك فعليه خلق المن اخ
المدرسي المناسب على أس اس من االس تقرار والطمأنينة والثقة والح رص على التع اون والم ودة
واأللفة ،وتشجيع المج دين والمخلص ين من المعلمين؛ للعمل على تحقيق األه داف التربوية للمدرس ة.
(شديفات.)2001 ،
وفي ضوء الفكر اإلداري الحديث ،يتعين على المدير أن يؤدي دوره :قائداً ومشرفا ،وأن
يوظف مفهوم القيادة بجدارة؛ لتنعكس آثارها على المعلمين والطلبة والمجتمع المحلي .وأن تكون لديه
خلفية علمية واسعة بوسائل القياس والتقويم ،باستخدام االختبارات وخصائصها ،وبدرجة اإلنجاز
المدرسي ،وبراعة في طرائق التدريس ،وبتطوير القوى البشرية والبرامج التعليمية واألنشطة
التعليمية ،واألسس التي تبنى عليها العالقات اإلنسانية ،وبالفلسفة االجتماعية واالعتزاز بمهنة التربـية
والتـعليم ( .)Pankake & Burrett, 1990ومن ثم يتـعين علـى المديـر أن يتسم
بخصائص وصفات حيوية ،مثل :القدرة على التعامل مع الطلب ة ،واالس تفادة من إس هامات الع املين
مع ه ،واتخ اذ الق رارات البن اءة ،ودفع المعلمين لألداء المم يز ،وأن يضع أه دافا واقعية للممارس ات
اليومية ،وأن يكون موضوعيا ً في معالجة المشكالت المدرسية ( .)Alison, 1997وحتى يستطيع مدير
5
المدرسة االضطالع بمهامه ،يتعين عليه أن يميز بين مجموع تين من الممارس ات ،األولى ذات ص لة
بالمهام اإلدارية مثل :االهتمام بسجالت المدرسة وإدارة شؤون العاملين فيها ،واإلشراف على المب نى
المدرس ي ،وتحديد احتياجات ه ،والثانية ذات ص لة بالمه ارات القيادية وال تي منه ا :اس تمالة المعلمين
لألداء المثمر ،والعمل كفريق واحد لتحقيق األه داف المش تركة ،وتوزيع المس ؤوليات بينهم (& Roe
.)Drake, 1980
ولذلك فإن من وظائف مدير المدرسة تهيئة المناخ التعليمي اإليجابي الذي يسهم في مس اعدة
المعلمين ،للقيام بعمليات التعليم والطلبة على التعلم .وللقيام بهذا يجب على م دير المدرس ة ،أن يتحمل
مس ؤوليات متع ددة مثل :إدارة المدرسة بكف اءة ح تى يتهيأ الموقف التعليمي الجي د ،واإلش راف على
المعلمين ح تى يض طرد نمو أداء المعلمين في أداء وظ ائف التعليم وتوجيه نمو الطلبة ,ولن تكتمل
لم دير المدرسة مقوم ات النج اح في أداء واجباته ووظائف ه ،ما لم يقف على حقيقة دوافع األف راد:
الش عورية والالش عورية وحاج اتهم ومكون ات شخص ياتهم اإلنس انية وق دراتهم وط رق تفك يرهم
(المحبوب.)2000 ،
وينظر إلى القيادة التربوية عامة على أنها عملية توجيه مجموعة من األفراد؛ للقي ام باعم ال
تجسد أه داف القائ د .ومن منطلق مس ئوليات قائد أو م دير المدرس ة ،ف إن أسس القي ادة التربوية هي
االلتزام بتلبية احتياجات المدرسة كمؤسسة ،وذلك من خالل خدمة أهدافها وخدمة العاملين فيها ال ذين
يعملون؛ لتجسيد هذه األه داف ،وك ذلك العمل على القي ام برعاية وحماية وح دة وتماسك الع املين في
المدرسة ,فالقي ادة هي مح ور العملية اإلداري ة ،وتنبع أهميتها من كونها ت ؤدي دوراً ف اعالً ،في كل
دافها ثر فاعلية في تحقيق أه وانب العملية اإلدارية؛ لتجعلها اك ج
(.)Sregiovanni, 1996
وتعد القيادة األداة الرئيسة التي تستطيع المؤسسات من خاللها ،تحقيق أهدافها ،وهي :القادرة
على التنس يق بين العناصر المختلف ة ،لتصل بالمؤسسة إلى التكامل المنش ود بين م دخالت العملية
اإلدارية :المادية منها والبش رية ،وعلى الص عيدين االقتص ادي وال تربوي؛ من أجل تحقيق أه داف
المجتمع (عبد ال رحيم .)1996 ،فالقي ادة من أهم مظ اهر التفاعل االجتم اعي ،وتق وم على أس اس أن
القائد هو الش خص ال ذي ي ؤثر في اآلخ رين ،ويعمل على إش باع حاج اتهم .وذلك من أجل إنج از
األهداف المراد تحقيقها (كنعان.)1980 ،
إن للقيادة دوراً هاما ً في اإلدارة ،يبرز في الجانب اإلنساني أك ثر منه في الج وانب األخ رى.
وتعمل القي ادة على تحقيق التكامل بين الج وانب التنظيمية واإلنس انية واالجتماعية للعملية اإلداري ة،
6
وتوفير الفاعلية لإلدارة؛ لتمكينها من تحقيق أهدافها .كما تعد القيادة اإلدارية من أكثر العملي ات ت أثيراً
على الدافعية والروح المعنوية للعاملين .فهي تؤثر في أداء األفراد واتجاه اتهم النفس ية ورض اهم عن
عملهم ،وتعد القيادة محوراً رئيس ا ً للعالقة بين الرؤس اء والمرؤوس ين ،كما ت ؤثر ت أثيراً مباش راً على
اإلنتاجية كهدف أساسي تسعى جميع المنظمات إلى تحقيقه بأعلى كفاية ممكنة (فهد وغزال.)1994 ،
فالقدرة على العمل مع اآلخرين -بطريقة بناءة -من السمات الهامة ال تي يجب أن تتم يز بها
شخصية اإلداري ،ال سيما في ميدان التعليم والخدمات االجتماعية؛ فالقيادات الناجحة هي التي تحظى
بتق دير كب ير من اآلخ رين ،وهي ال تي تس تطيع أن تلهم اآلخ رين ،وتس تفيد بأحسن ما ل ديهم ك أفراد
وجماع ات في تع اون مثمر فع ال .حيث تتعامل القي ادة التربوية مع مختلف أط راف العملية التربوية:
من طالب ومعلمين ،وأولياء أمور ،ومجتمع محلي ،وأنشطة مدرس ية ،وأم ور مالي ة ،وإش راف على
المباني المدرسية .فاإلنسان هو المحور األساسي الذي تنصب حوله كل جهود تلك القيادة؛ ولهذا ال بد
من التفهم الواعي لكيفية قيادة ه ذا اإلنس ان ال ذي تتعامل مع ه ،بحيث يب ذل أقصى ما عن ده عن رضا
وقناعة (مرسي.)1995 ،
ومن أجل أن تعمل القي ادة بش كل فع ال ،يجب أن يرتبط القائد والع املون معه بش عور من
التفاهم ،من خالل التأثير المتبادل ،ويكسب القائد المرؤوسين عندما يش عرون أن القائد ق ادر على حل
مشكالتهم وتلبية احتياجاتهم ،عن دها ينظر للقائد على أنه رمز لهم ولع اداتهم ،وتتحد ص ورة القائد مع
المشاعر الداخلية للمرؤوسين وفكرهم (.)Sregiovanni, 1996
ولكي تنجح أية منظمة؛ يجب تزويد األفراد كلهم بالرغبة في التقدم والنجاح وتحقيق النت ائج،
واالستعداد للتعاون .وإذا فشل المدير في تقديم القيادة الضرورية ،فإن األعض اء س يبحثون عن الق ادة
خ ارج المنظمة؛ إلرش ادهم ومس اعدتهم وحف زهم .ل ذا ينبغي ت ذكر أن القي ادة عملية طبيعية وتظهر
الحاجة إليها كلما وجدت تجمعات من األفراد الذين يعملون مع بعضهم بعضا؛ لتحقيق ه دف مش ترك
(توفيق.)1997 ،
ول ذلك على اإلدارة التربوية االهتم ام بكل عناصر العملية التربوية وعلى رأس ها العامل
الحاسم في العملية التربوية أال وهو المعلم؛ فمهنة التعليم تع ُّد أس اس المهن ،فنجاحها أو فش لها ينعكس
على نج اح أو فشل المهن األخ رى في المجتم ع ،ويتوقف نج اح العملية التربوية على مجموعة من
العوام ل ،ويع ُّد المعلم أحد أهم ه ذه العوام ل؛ ألن مس توى أدائه وإنج ازه للمهم ات والمس ؤوليات
التربوية ال تي يت وجب عليه إنجازه ا ،غالب ا ً ما يح دد -إلى حد كب ير -مس توى العملية التربوية في
المجتمع ،ولذا فإنّ مهنة التعليم تحتاج إلى معلمين أكفاء ،وذوي انتم اء لمهنتهم ،ومخلص ين في القي ام
7
بواجب اتهم .وح ول ذلك يؤكد الش يخ وس المة ( )1982على أن لرضا المعلم أهمية خاص ة ،فمهمنة
الت دريس مهنة ش اقة ،ومتطلباتها كث يرة ،وتق دم المجتمع مره ون ب أداء المعلم لعمل ه ،واقتناعه ب ه،
ورض ائه عن ه ،ف المعلم هو القيم األمين على ت راث المجتمع الثق افي ،وهو المس ؤول عن تجديد ه ذا
ال تراث وتط ويره .ولقد وجد الفرح ان ولطفية والخوال دة ( )1982أن مس توى إنتاجية المعلمين،
وقيامهم بواجباتهم المهنية نحو مجتمعهم ،ونحو طالبهم ،ونحو زمالئهم ،يتوقف على م دى ارتب اطهم
بمهنتهم ،ووالئهم لها ورضاهم عنها.
حيث تعد مهنة الف رد في ال وقت الحاضر مص در قوته واس تمراره في الحي اة المادية
واالجتماعية .ونجد أن الفرد في وقتنا ه ذا يضع المهنة ونوعها على س لم أولوياته منذ وقت مبكر من
حياته .وإذا كانت مهنة الفرد ضرورة له؛ فإنها في الوقت نفسه عصب بق اء المجتم ع ،ف أي مجتمع ال
يمكن أن يعد مجتمعا ً إذا لم تكن به مهن عدة تبلور حياته وتش كل هويت ه .إن ارتق اء المجتمع مره ون
بق درة تلك المهن على تأدية وظائفها على أكمل ص ورة؛ حيث إن عجزها يع ني ت أخرا في مج ال تلك
المهن ة .ف إن عجز مهنة الت دريس عن أداء دورها يع ني ت أخرا في مج ال التعليم ،وال ذي يع ني جهل
المجتمع (البدري.)2002 ،
ف المعلمون هم المجموع ات المهنية األهم لعص رنا الحاضر والمس تقبل ()Bishay, 1996
والمعلم هو القائد الث اني في أي مجتمع بعد الوال دين ( )Avolio, 1999وهو الص انع ال ذي تعهد إليه
األمة بشرف تنمية شخصية أبنائها تنمية كاملة متزنة :بقدرته على الت أثير فيهم ،وإدراكه ألص ول فنه
وبممارسته لتلك األصول عن فهم وإيم ان برس الته وأهميتها وخطورتها (حكيم )1995،ففي العق دين
األخ يرين أص بح ينظر إلى المعلم على أنه مركز مش كالت التربية وحلولها في ال وقت نفسه وأص بح
التح دي ال ذي يواجه الب احثين ال تربويين وقي ادات الم دارس هو خلق دافعية المعلم من أجل أعلى
مستوى من االداء (.)Clarendon & Arlington, 1999
فالبيئة المدرس ية الحالية من وجهه نظر االجتم اعيين تش كل بيئة رديئة وغ ير مالئمة للعمل
المه ني من قبل المعلم وتب دو كأنها تعمل ضد المعلم من حيث قدرته على تحقيق بيئة مهنية متط ورة
وقدرته على تحسين عملية التعلم (.)Clarendon &Arlington, 1999
وقد أظهر األدب النظ ري أن دافعية المعلمين ،تع د العامل الحاسم في تحقيق األه داف
التربوية ،ف المعلم ذو الدافعية العالية ي دخل المتعة على ب رامج المدرسة وانش طتها ،ويش عر بالفاعلية
الشخصية ويضاعف جهوده من أجل النجاح ،فيركز على إنج از المهمة الموكلة إليه بكف اءة ويس تخدم
االس تراتيجيات الإبداعية من أجل تحقيق األه داف التربوية .))Greenan, 1998والمعلم ذو الدافعية
8
العالية ليس فقط هو الش خص الراضي عن وظيفته ,ولكنه الش خص ال ذي يملك الطاقة الكافية للتم يز
والتطور في العملية التعليمية (.)Clarendon &Arlington, 1999
هذا وقد اهتمت اإلدارة المعاصرة بدوافع الع املين ،وأولتها أهمية خاص ة ،كما اس تفادت من
تجارب وبحوث ودراسات علم النفس اإلداري والصناعي والسلوك التنظيمي .ويع ود الس بب في ذلك
إلى العالقة المباش رة القائمة بين إنتاجية الع املين من جه ة ،ودافعيتهم من جهة ثاني ة ،فض الً عن
عالقتها بموض وع القي ادة اإلدارية (الق دومي .)2000 ،فالدافعية ,وإن اختلفت النظري ات واآلراء
حياله ا ،إال أن هنالك اتفاقا على أن الدافعية ذات ارتب اط دقيق بس لوك الف رد في منظم ات األعم ال؛
األمر الذي أعطى أهمية كبيرة ضمن موضوعات السلوك التنظيمي كأحد الموض وعات ال تي يتناولها
علم اإلدارة وعلم النفس .فالبحث عن أسباب تباين س لوك الع املين من ناحية الكم والكيف في الموقف
الواحد يتجه دائم ا ً نحو الدافعي ة .وقد غ دت الدافعية الش غل الش اغل ألرب اب األعم ال :الص ناعية
والتجارية واالقتص ادية كعنصر ض روري لتنش يط عملية اإلنت اج .ويؤكد علم الس لوك التنظيمي ب أن
الدافعية أحد أهم األسباب في تباين واختالف القدرات اإلنتاجية لألفراد (الجسار.)2000 ،
والدوافع المتعددة التي يحملها اإلنسان تشترك في أنها تتميز بثالث خصائص رئيسة :األولى
أن كل دافع يتميز بأنه ن زوع نحو الت وازن :أي أنه حاجة تع بر عن وج ود نقص ما يتصل بالش خص
وينزع الشخص إلى مواجهته بما يلزم لعودة التوازن ،والخاص ية الثانية لل دافع أنه ح ركي دين اميكي،
ال دافع غرض ه، أي أنه ينطوي على طاقة أو قوة دفع داخلية فيه وال تستكين ع ادة ح تى يل بي
أما الخاص ية الثالثة ,فهي أن كل دافع غرضي :أي أنه موج ود من أجل غ رض ما خ اص ب ه ،يع ني
ذلك أن لكل دافع موضوعا يحقق غرضه به أو عن طريقه (الرفاعي .)1982 ،ومهما يكن من أمر،
فإنه من المهم إدراك أن ما يحرك الفرد ويدفعه ليس منطبقا ً بالضرورة مع ما يقوله؛ ف إن من األهمية
بمك ان ب ذل الجهد للتع رف على حاج ات األف راد ودوافعهم من خالل مالحظة تحليلية متعمقة للكيفية
التي يسلكون بها ،فسلوكات األفراد هي أقوى من أي تعبير لفظي (الطويل.)1986 ،
وتبرز أهمية الدوافع في تكيف الف رد مع مهنته؛ إذ يت أثر التكيف بم دى التن اقض بين أهدافه
وخبراته .وأن السلوك الناشئ عن الدوافع يمتاز بالنشاط واالستمرار والتن وع .والدافعية أمر تتض منه
كل أنواع السلوك من :تعلم وأداء عملي وإدراك حسي وانتباه وتذكر وتفكير وإبداع وشعور ،والعالقة
بين الدافعية والسلوك تكون معقدة أحياناً ،إذ يصعب أحيانا ً فهم سلوك اإلنسان.
وتع د ال دوافع مص در الطاقة البش رية حيث إنها عام ٌل حي ويٌّ في بداية أي عمل أو ت دريب
وهي ضرورية لالستمرار فيه وزيادة الجهد ،وهناك الكثير من البحوث التي أكدت على أن الدوافع ال
9
تزيد الرغبة في العمل واإلنتاج فحسب ،بل أن الدافع القوي يؤدي إلى زيادة في تركيز االنتباه وتأخير
في ظهور التعب (الحيالي.)1990 ،
وقد مرت اإلدارة في النصف األول من القرن العشرين ع بر مرحل تين من التط ور مرتبطة
بمفه وم الرضا ال وظيفي ودوافع العم ل .األولى تمثلت بمنهج اإلدارة العلمية ال تي طورها ت ايلور (
)Taylorومن جاء بعده من العلماء ،والتي وصفها ماكجريجور ( )MeGregorبما أسماه نظرية (×).
ويعتقد أصحاب هذا االتجاه أن المكافآت المادية هي أهم حوافز العمل؛ بل هي الدافع الوحيد .وفي هذا
النمط القيادي تتجاهل اإلدارة العالقات اإلنسانية ،وتعتبر العاملين مجرد أدوات إنتاج والجو المؤسسي
في هذا النمط اإلداري يسوده نوع من عدم الثقة بين اإلدارة والعاملين .ويش عر الع املون في ظل ه ذا
النمط القيادي بالقلق واإلحباط ،وتدني الروح المعنوية ،وعدم الرضا عن العمل (.)Tanner, 1982
أما المرحلة الثانية ,فتمثلت بظهور حركة العالق ات اإلنس انية ال تي طورها م ايو ( ،)Mayo
ورفاقه في دراسات هوثورن الشهيرة .وقد بدأ استقص اؤهم عن ظ روف العمل وفعالية المس تخدمين.
وقد وجد هؤالء الباحثون أن العالق ات الشخص ية المتداخلة تخلق نوعا من المس ؤولية الجماعية ال تي
تحفز على العم ل ،وأن الرقابة ال عالقة لها بزي ادة اإلنتاجي ة ،وأن الح افز الم ادي ليس العامل األهم
في زيادة اإلنتاج ،بل أن اإلهتمام بشخصية العامل ومشكالته ،ومش اركته في اتخ اذ الق رار ،وتوف ير
جو من الثقة ،والعالقات اإلنسانية التي تربط العاملين بمؤسستهم هو ال ذي يزيد من اإلنت اج (الس لمى،
.)1970
وتعتبر الدوافع إح دى ف روع علم النفس الرئيس ية في وقتنا الحاض ر ،إذ تمثل األسس الهامة
لعملية التعلم وط رق التكيف مع الع الم الخ ارجي ،وقد أجمع علم اء النفس على أن ال دوافع هي
محركات السلوك اليومي على وجه العموم .وقد بدأ ظه ور مص طلح الدافعية ( )Motivationفي س نة
1880تقريبا ً في إنجلترا وأمريكا ،في كتابات العلماء ذوي النزعة الوظيفية الذين تكلموا عن الرغبة،
والقصور ،واإلرادة ،والفعل اإلداري ،كما أن الرغبة التي تسبق الفعل "السلوك" وتحدده تس مى الق وة
الدافعة أو المثير ال دافع .ورغم تب اين اآلراء في موض وع الدافعية إال أن هن اك اتفاقا على أن الدافعية
ذات ارتباط وثيق بسلوك اإلنس ان وبمس توى أدائه؛ مما يكس بها أهمية كب يرة ض من موض وعات علم
النفس ،حتى إنه سمى بعلم دراسة السلوك ،سواء كان ه ذا الس لوك في األس رة ،أو في المدرس ة ،كما
أن الحقبة التالية من تطور علم النفس سوف تعرف بعلم الدافعية (ذيابات وأديب.)1997 ،
وبما أن نجاح المنظمة إداريا يق وم على طاق ات األف راد وما يح ركهم من دواف ع ،تصل بهم
إلى تحقيق األهداف ،فقد أولى رجال الصناعة والسياسة والتربية كل اهتمامهم للنم اذج اإلدارية ال تي
10
تستهدى بتصرفات اإلنسان بدالً من اعتمادها على األمور المادية فقط علم ا ً ب أن االعتب ارات المادية-
بمالها من أهمية بالض رورة -تلجأ في نهاية األمر لرقابة العنصر البش ري .وله ذا ف إن ما يوجد من
تص رفات األف راد يعد من األس باب الفاص لة في النه وض بالعنصر اإلداري وعلى ذلك ن رى تفاوتا
ملحوظا في طبيعة اإلدارة من مجتمع إلى آخر ومن منظمة إلى أخرى (مجيد.)2001 ،
فإذا لم يستخدم اإلنس ان أو العامل إمكاناته وطاقاته الذهنية في العمل ف اللوم ال يقع علي ه ،بل
يقع على المنظمة التي لم تعرف كيف تفجر لديه ه ذه الطاق ات .وت زرع لديه حب المب ادأة واالبتك ار،
فالفرد ال يك ره العمل بل يحبه؛ ألنه مص در رضا وس عادة ل ه ،ويس عى إلى تحمل المس ئولية ،ويتمتع
بقدر من التحليل واإلبتكار ،ويسعى إلى تحقيق أه داف المنظمة؛ ألنها مص در إش باع رغباته وتحقيق
أهدافه (عقيلى.)1996 ،
وقد اهتمت الدراسات اإلنس انية واالجتماعية باإلنس ان وعالقته بالعمل ال ذي يمارس ه .ومن
هذه الدراسات احتلت الدراسات التربوية مساحة كبيرة منها كما ونوعاً .ومن بين الدراسات التربوي ة،
تحتل الدراسات الخاصة ب المعلم -باعتب اره مح ور العملية التعليمية ح يزاً يتناسب مع أهميته بالنس بة
للعملية التعليمية ،فهو الذي يتولى تعليم اإلنسان :طفالً ،وصبياً ،وبالغ اً ،ح تى يخ رج م ؤهال لمواجهة
الحياة ،مسلحا ً بسالح العلم والمعرفة (حكيم.)1995 ،
ويرى هوى وميسكل ( )Hoy & Miskel, 1978بأن المعلمين في المدارس مثلهم مثل غيرهم
في المؤسسات األخرى لهم حاجات سيكولوجية ولديهم الرغبة في إنجاز ما يكلف ون به في مدارس هم،
وأنهم ق ادرون على تحمل ما ين اط بهم من مس ئوليات ويتوقع ون ب أن اإلدارة ق ادرة على تحقيق ما
يتطلعون إليه.
ويعتقد سيرجيوفاني وكارفر ( )Sergiovanni & Carver, 1980بأن دور المدرسة المتم يز
كمؤسسة إنسانية ينبغي أن تسعى لتحقيق ال ذات ل دى المعلم وتنمية احساسه بأهمية دورة ال تربوي في
المجتمع .وعليه فإن مدير المدرسة مطلوب منه أن يتحلى سلوكه اإلداري بصفات منه ا :إث ارة دافعية
الع املين في المدرسة وتش جيعهم من أجل اس تغالل م واهبهم وق دراتهم لإلس هام في رخ اء المدرسة
وفعاليتها وتحقيق أهدافها ,وإشراك المعلمين لإلس هام في الق رارات المدرس ية ليست الروتينية فحسب
وإنما القرارات ذات األهمية البالغة ,وتشجيع المعلمين في المدرسة؛ ليمارسوا مفهومي التوجيه الذاتي
والرقابة الذاتية أثناء تأدية أعمالهم.
11
بأن المعلمين قادرون على إنجاز ما يكلفون به وأن ما تقدمه اإلدارة لهم من ح وافز وتس هيالت يك ون
موضع إعجاب وتقدير ،ويعتبر هذا التوجه تح وال من النظ رة المتش ددة في قي ادة األف راد إلى النظ رة
اللينة التي تقدم كثيرا من االمتيازات والصالحيات في إدارة المدرسة وأنشطتها.
وينظر إلى القيادة المدرسية ممثلة في المدير على أنه قائد تربوي تناط به مهام حيوية وبالغة
األهمي ة ،فلم يعد يقتصر دوره على إدارة المدرسة ومراقبته ا ،وت رتيب الس جالت وحفظها وتوزيع
ال دروس بين المعلمين وحفظ النظ ام (أحم د)1991 ،؛ بل أن فعالية دوره الجديد مرتبطة بتحس ين
كفاية العملية التعليمية ،وأن نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها ورس التها مرتبط بالكيفية ال تي ي دير بها
المدرس ة ،وباألس لوب القي ادي ال ذي يمارسه وبالص فات القيادية الناجحة ال تي تتمثل في شخص يته
وقدرته على توظيف إمكانياته نحو العمل البن اء من أجل بن اء عالق ات إنس انية ايجابية مع المدرس ين
وتحسين ظروف العمل لهم وحفزهم على العطاء المستمر (المحبوب .)1996 ،ولقد أشارت البحوث
التربوية والنفسية إلى أهمية األنماط القيادية واقتران مدى نجاح أو فشل المؤسسات وتطورها وم دى
تأثيرها المباشر على دافعية المعلمين :س لبا ً أو إيجاب ا ً ( .)Hersey & Blanchard, 1988وإن لرضا
العاملين على السلوك القي ادي لم ديرهم المباشر ت أثيراً مباش راً على مس تويات اخالص هم وأدائهم في
المنظمة .إذ ال يعقل أن يعمل اإلنسان بشكل جيد تحت توجيه أو إشراف مديره المباشر الذي ال يرتاح
إليه أو يحس في قرارة نفسه أنه غير متعاون معه وال يتمنى له النجاح (الطحان.)2000 ،
فالقيادة ال يمكن ان تزدهر في فراغ فقد أكدت جميع نظريات القيادة الحديثة أن القيادة الفعّالة
هي نت اج تفاعل القائد مع الت ابعين .حيث يحتل القائد دوراً رئيس يا ً في مس ؤوليته عن إنت اج األف راد
الع املين مع ه .فعليه تقع مس ؤولية تحقيق أداء يتسم بالكفاية والفعالية وذلك باقصى طاقة ممكنة وأقل
تكلفة ممكنة ،حيث ينظر إلى القائد على أنه الشخص الذي يحدث نمط قيادته ت أثيراً إيجابي ا ً في المن اخ
المؤسسي بوجه ع ام وفي ال روح المعنوية للمرؤوس ين ودافعيتهم واألداء الع ام للمؤسسة (توفي ق،
.)1997
وقد س اهم التق دم العلمي -وخاصة في مج ال العل وم االجتماعية والنفس ية -في تس هيل عمل
القي اديين؛ بس بب ما حققته ه ذه العل وم من إنج ازات س اهمت في كشف خفايا النفس اإلنس انية ،حيث
يستطيع القائد فهم تابعيه والتعامل معهم بالطريقة ال تي ت ؤدي بهم إلى ب ذل أقصى جه ودهم في العمل
(العميان.)2002 ،
ومن هنا نستطيع أن نؤكد أهمية دراسة األنماط القيادية ،حيث إنها تشكل األس لوب والطريقة
التي يتعامل بها القائد مع مرؤوسية ،حيث يعد النمط القي ادي العامل ال رئيس في نج اح المؤسس ات أو
12
فشلها بعامة ،والمؤسسات التربوية بخاصة؛ لما للقائد التربوي من دور حاسم في سلوك المعلمين وفي
ايجاد الجو العلمي الفعّال في المدرسة (السعيدي.)1998 ،
وما أحوجنا في هذه األيام إلى قيادات مدرسية فاعلة تبحث عن السبل الكفيلة بالمحافظة على
دافعية المعلم وحماسة لعمل ه .قي ادات تحافظ على عط اء المعلم المس تمر؛ مما ينعكس ايجاب ا ً على
طالبن ا ،فقد أثبتت الدراس ات أن تحس ين دافعية المعلمين له فوائد للطالب كما هو للمعلمين (Bishay,
.)1996
وبنا ًء على ما تق دم ذك ره من أهمية القي ادة ل دى اإلدارة التربوية ,وما لإلدارة المدرس ية من
دور بارز في مخرجات العملية التربوية والتعليمية في مختلف أبعادها باعتبارها أكثر التصاقا ً بالعملية
التربوية والتعليمية ,ونظراً ألهمية الدافعية لدى المعلمين وما للقي ادة المدرس ية من عالقة مباش رة في
إثارة دافعية المعلمين بغية تحسين أدائهم ,وانطالق ا ً من ال دور الرئيسي لم دير المدرسة وال ذي لم يعد
دوراً قاصراً على التسيير األداري فحسب بل تعداه إلى قي ادة العملية التربوية برمتها تمكين ا ً للمؤسسة
التربوية من تحقيق أهدافها المنشودة ،ف إن كل ه ذه األم ور مجتمع ة أدت إلى ظه ور مش كلة الدراسة
التي تتساءل عن العالقة بين النمط القيادي لمديري ومديرات الم دارس األردنية ودافعية معلميها نحو
مهنتهم كمعلمين.
إذا كان اإلنس ان هو أعظم المعج زات على وجه البس يطة كما يقول ون ،فهو أك بر مش كالتها
على اإلطالق ،وتلك حقيقة ال تقتصر على الرؤية المنطلقة لإلنسان وما يتعلق بها من أمور سياسية أو
نفس ية أو اقتص ادية أو روحية ,ولكنها من الحق ائق ال تي لها أبعادها وج دواها عند إدارة أي منظمة
(مجيد.)2001 ،
وأص بحت مهنة التعليم توصف في ه ذه األي ام بأنها الوظيفة األبدية ذات األج ور القليلة
والمركز الضعيف والقوة القليل ة ،وأص بح الجميع يتح دثون عن االنخف اض في مس توى الدافعية ل دى
العاملين فيها .إذ تش ير غالبية الدراس ات ،س واء األجنبية أو العربية منها إلى أن نس بة الرضا المه ني
بين المعلمين ليست مرتفعة مقارنة بالمهن العقلية األخرى (الشيخ وسالمة.) 1982 ،
كما بينت البح وث أن قي ادة الم دير الض عيفة هي من أك ثر األس باب ال تي أدت إلى ت رك
المعلمين لمهنتهم ،وأن س لوك الم دير الن اجح والفع ال يحفز المعلمين والطلبة على تحقيق األه داف
التعليمية (دواني.)23 ،1994 ،
13
وقد الحظ الباحثون وغ يرهم من المهتمين بالتربية والتعليم في األردن ،أن ارتب اط المعلمين
بمهنتهم بدأ يض عف ،ويع ود ذلك إلى عوامل متع ددة( ،الفرح ان ورفاق ه )1982 ،ربما ك ان منها ما
يرتبط بالنمط القيادي لمدير المدرسة وقد بنى الباحثون مالحظاتهم هذه من خالل خبراتهم الشخص ية،
واس تماعهم لش كاوى ع دد كب ير من المعلمين في المهن ة ،وك ذلك ش كاوى أولي اء أم ور الطالب من
ضعف أبنائهم في التحصيل المدرسي ،وشكاوى المسؤولين عن المؤسسات التربوية من ضعف انتماء
المعلمين إلى مهنتهم ،باإلضافة إلى اه تزاز ص ورة المعلم ومكانته في األوس اط االجتماعي ة ،ويع زز
ه ذا اإلحس اس ظ اهرة عقد كث ير من الم ؤتمرات والن دوات التربوية في البالد العربية به دف بحث
جوانب هذا الموضوع كان أبرزها مؤتمر التطوير التربوي في األردن لعام ،1987والمؤتمر الثاني
للتطوير التربوي في االردن عام .1999
إن الدور األساسي الذي يقوم به المعلم في العملية التعليمية يدفع الباحثين إلى دراسة العوامل
التي تؤثر في الرضا الوظيفي للمعلم ،وبالتالي تؤثر في دافعيته .فظهور عالمات الشعور بعدم الرضا
بين المعلمين يدل على وجود حاجات ل ديهم لم يتم إش باعها .ل ذا تعت بر دراسة ال دوافع والحاج ات في
اإلدارة المدرسية ذات فائدة كبيرة .فاإلدارة الرشيدة هي التي تحاول الكشف عن الحاج ات ال تي يفتقر
إليها المعلم وتسعى ق در المس تطاع إلش باعها .فقد نجد معلمين راض ين عن س لوك م دير مدرس تهم،
وطريقة تعامله معهم ،وقد نجد معلمين يعانون من مظاهر عدم الرضا.
وتتلخص مش كلة الدراسة بمعرفة العالقة بين النمط القي ادي لم ديري وم ديرات الم دارس
اط ذلك بجنس الثانوية العامة في األردن ،ودافعية معلميها ومعلماتها نحو مهنتهم كمعلمين ,وارتب
وخبرة ومؤهل المعلم والمحافظة ،من خالل اإلجابة عن األسئلة التالية:
ما األنماط القيادية السائدة لدى مديري ومديرات المدارس الثانوية العامة في األردن؟ -1
ما مستوى دافعية معلمي ومعلمات المدارس الثانوية العامة في األردن نحو مهنتهم كمعلمين؟ -2
هل هن اك ف روق ذات داللة إحص ائية بين األنم اط القيادية الس ائدة ل دى م ديري وم ديرات -3
الم دارس الثانوية العامة تع زى لمتغ يرات الجنس ,والمؤهل العلمى ,والخ برة في التعليم
والمحافظة؟
هل هن اك ف روق ذات داللة إحص ائية في مس توى دافعية معلمي ومعلم ات الم دارس الثانوية -4
العامة في األردن تعزى لمتغيرات الجنس والمؤهل العلمي والخبرة في التعليم والمحافظة؟
ما العالقة بين النمط القي ادي لم ديري وم ديرات الم دارس الثانوية العامة في األردن ودافعية -5
معلميها ومعلماتها نحو مهنتهم كمعلمين؟
14
أهمية الدراسة
إن تق دم المجتمع يتح دد من خالل ج ودة األعم ال الناتجة من فاعلية المؤسس ات اإلنتاجية
والخدمية العاملة فيه .ونحن في المجتمعات النامية بشكل عام ،وفي األردن بش كل خ اص ،بحاجة إلى
زيادة فاعلية مؤسساتنا وكفائتها؛ للعمل على زي ادة اإلنت اج وتحس ين اإلنتاجي ة ،خاصة الخدمية منه ا،
كالتعليم ،وتكمن أهمية الدراسة في األمور التالية:
قد توفر ه ذه الدراسة للقي ادات التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم مؤش رات هامة ح ول -1
ما يج ري داخل الم دارس من ممارس ات قيادية لم ديري الم دارس من وجهة نظر المعلمين
المتأثرين بها.
قد تساعد هذه الدراسة القادة ال تربويين في وزارة التربية والتعليم في إع داد الخطط وال برامج -2
التي تهدف إلى تطوير القيادات اإلدارية في المدارس.
قد ت وفر ه ذه الدراسة معلوم ات هامة لم ديري الم دارس ح ول دافعية المعلمين نحو مهنتهم -3
كمعلمين ،وحول أثر ممارساتهم اإلدارية في تحسين دافعية المعلمين نحو مهنتهم.
قد توفر هذه الدراسة معلومات هامة حول النمط القيادي الذي ي وفر الدافعية األعلى للمعلمين، -4
مما يساعد العديد من مديري المدارس في إعادة النظر في س لوكه القي ادي وتط ويره من أجل
أفضل إنتاجية ممكنة للمعلم.
قد تساعد هذه الدراسة في تفس ير نت ائج البح وث الس ابقة وتوجيه البح وث المس تقبلية في ه ذا -5
المجال.
توفر هذه الدراسة أداتين للبحث قد تكونان مفيدتين للباحثين في هذا المجال. -6
أهداف الدراسة
هدفت ه ذه الدراسة إلى معرفة األنم اط القيادية لم ديري الم دارس الثانوية العامة ,وعالقتها
بدافعية المعلمين نحو مهنتهم كمعلمين في وزارة التربية والتعليم في األردن ،لتحديد ما يلي:
األنم اط القيادية لم ديري الم دارس الثانوية العامة في م دارس وزارة التربية والتعليم في -
األردن.
مستوى دافعية معلمي المدارس الثانوية العامة نحو مهنتهم كمعلمين في مدارس وزارة التربية -
والتعليم في األردن.
15
العالقة بين األنم اط القيادية لم ديري الم دارس الثانوية العامة ,ودافعية معلميهم نحو مهنتهم -
كمعلمين في وزارة التربية والتعليم في األردن.
إلق اء الض وء على مفه وم القي ادة ونظرياتها وأنماطها من خالل مراجعة األدب النظ ري -
المتصل بها .
إلقاء الضوء على مفهوم الدافعية ونظرياتها وط رق إثارتها من خالل مراجعة األدب النظ ري -
المتصل بها .
التعريفات الإجرائية
النمط القيادي :هو السلوك الذي يمارسه القائد للتأثير الفعال على أفراد المجموعة العاملة معه؛ به دف
تحسين نوعية العمل واإلنتاج في المدرسة(.المغيدي)1996 ،
ويعرّف إجرائيا بأنه السلوك الغالب الذي يمارسه مديرو ومديرات الم دارس الثانوية في أثن اء
تع املهم مع المعلمين والمعلم ات ،مقاس ا ً باس تبانة وصف الأنم اط القيادية لم ديري وم ديرات
المدارس من وجهة نظر المعلمين.
الدافعية :تعني الرغبة لدى الفرد في بذل أقصى جهود ممكنة؛ لتحقيق األهداف التنظيمي ة(.القري وتي،
)2000
وتعرف إجرائيا بأنها االحساس اإليجابي من قبل المعلم نحو وظيفته ،ويقاس من خالل درجته
على استبانة قياس دافعية المعلمين نحو مهنتهم كمعلمين.
المدرسة الثانوية :هي المدرسة التي تضم الصفين الحادي عشر والثاني عشر أو الصف الحادي عشر
على األقل.
م دير المدرسة الثانوي ة :هو الش خص المس ؤول عن إدارة المدرسة الثانوية وتوف ير البيئة التعليمية
المناسبة فيها.
حدود الدراسة
-1تقتصر ه ذه الدراسة على معلمي ومعلم ات الم دارس الثانوية في وزارة التربية والتعليم في
األردن للعام الدراسي .2003 – 2002
16
استبانة وصف األنم اط القيادية لم ديري وم ديرات الم دارس من وجهة نظر المعلمين ،وال تي -
سيبي.
ّ اشتملت على ثالثة مجاالت :االوتوقراطيّ والديمقراطيّ ّ
والت
17
الفصل الثاني
األدب النظري والدراسات السابقة
يتناول هذا الفصل عرضا ً لألدب النظري ,والدراسات السابقة التي تن اولت موض وع القي ادة
والدافعية .وقد قام الباحث بتقسيم هذا الفصل إلى قسمين:
األول :األدب النظري ,وفيه تم إلقاء الضوء على مفهومي الدراسة :القيادة والدافعية.
الثاني :الدراس ات الس ابقة وال تي تم تقس يمها إلى :دراس ات أردني ة ،ودراس ات عربية ودراس ات
أجنبية ،والتي تم استعراضها من األقدم إلى األحدث؛ تسهيالً لعرضها.
تعت بر القي ادة ج وهر العملية اإلدارية وقلبها الن ابض ،فهي مح ور العملية اإلدارية بحيث تعد
القي ادة الكف ؤة أحد المم يزات الرئيس ية ال تي يمكن بواس طتها التمي يز بين المنظم ات الناجحة وغ ير
الناجح ة .فالقي ادة بالنس بة للمنظمة يمكن تش بيهها بال دماغ بالنس بة لإلنس ان ،فهي ال تي تق وم بتوجيه
عمليات الفعل ورد الفعل وتنسيقها وفقا للظروف المحيطة ،فهي متأثرة ومؤثرة بالبيئة التي تعمل فيها.
وتعتبر القيادة الفعالة أحد العناصر الن ادرة ال تي تع اني من نقص ها المجتمع ات النامية والمتقدمة على
السواء.
مفهوم القيادة:
تص دى العديد من الب احثين والمفك رين لموض وع القي ادة في محاولة منهم لبي ان اس رارها
ومجاالتها :النظرية والتطبيقية واختلفت تبعا ً لذلك تعريفات القيادة.
فيعرفها العمي ان ( )2002بأنها عملية الت أثير في اآلخ رين ,وتوجيه جه ودهم نحو تحقيق
غايات وأه داف المنظم ة .أما حنفي وابو قحف وبالل ( ,)2002فيعت برون أن القي ادة هي فن الت أثير
في المرؤوسين؛ إلنجاز المهام المحددة لهم بكل حماس وإخالص.
18
ويتفق كل من دي امبروس يو ( )D'Ambrosio, 2002وكاردونا ( )Cardona, 2002على أن
القي ادة هي عالقة تبادلية للس لطة والمص لحة المش تركة بين أولئك ال ذين اخت اروا أن يق ودوا و أولئك
الذين قرروا ان يتبعوهم.
ويعرف الب دري ( )2001القي ادة اإلدارية التربوية بأنها مجموعة العملي ات القيادية التنفيذية
والفنية التي تتم عن طريق العمل اإلنساني الجماعي التع اوني الس اعي على ال دوام إلى توف ير المن اخ
الفك ري والنفسي والم ادي المناسب ال ذي يحفز الهمم ويبعث الرغبة في العمل الف ردي والجم اعي
النشط والمنظم من أجل تحقيق األهداف التربوية المحددة للمجتمع وللمؤسسات التعليمية.
أما أحمد ( )Ahmad, 2001فيعد القيادة أنها القدرة على التأثير وغرس اإللهام والحم اس في
اآلخرين للرغبة في عمل االشياء التي يريدها القائد.
وهي القدرة على خلق بيئة عمل ذات دافعية عالية تصيب بالع دوى أي ش خص يق ترب منها
أو يصبح على اتصال معها (.)Isaac, 2001
أما العمري ( ,)2000فيضع تعريفا ً شامالً للقيادة :بأنها ً القدرة على التأثير على اآلخرين :أفراداً
وجماعات في قيمهم وأفك ارهم وس لوكهم والق درة على ت وجيههم ؛ لتحقيق األه داف ال تي ي رغب بها
القائد .وهي القدرة على إح داث تغي ير في األه داف واألس اليب واإلج راءات في العمل والق درة على
التصور والتفاعل مع الحاضر والمستقبل ،والقدرة على وضع إط ار لعمل األف راد والجماع ات وبن اء
الثقة وتعظيم الروح المعنوية لمجموعة العمل.
نستنتج من التعريفات السابقة أن القيادة هي عملية التأثير وإلهاب الحماس في األف راد؛ للقي ام
بعملهم بحماس وطواعية دون حاجة إلى استخدام السلطة الرس مية ،فالقي ادة الحقيقية هي ال تي تس تمد
س لطتها الفعلية من شخص ية القائد وخبرته وقدرته على التعامل مع األف راد بطريقة تش كل ال دافع
الداخلي للقيام بالعمل من أجل تحقيق أهداف المنظمة.
ونالحظ أيض ا ً أن التعريف ات أك دت على حفز الهمم وإله اب الحم اس وبن اء الثقة وتعظيم
الروح المعنوية وخلق الدافعية لدى األفراد حيث إن عملية خلق الدافعية صفة مالزمة للقيادة فقد ش به
إس حاق ( )Isaac, 2001عملية القي ادة بعملية س حب الخيط من قطعة القم اش ,ف أنت ال تس تطيع دفع
الخيط داخل قطعة القماش ولكنك تسحبه سحبا بالطريقة و باالتجاه الذي تريده ،فالخيط يمكن أن يصل
إلى مكانه و هدفه إذا سحب و ليس إذا دفع.
19
القيادة التربوية
يعد النظ ام ال تربوي أحد األنظمة اإلجتماعية المهم ة ،ش أنه في ذلك ش أن النظم اإلجتماعية
األخ رى :كالنظ ام اإلقتص ادي واإلعالمي والسياسي وغيرها من النظم اإلجتماعي ة .وبما أن
المجتمعات البشرية تعيش ثورة إتصاالت هائله وتفجراً معرفي ا ً متنامي اً ،وتح والً من مجتمع ات مغلقة
إلى مجتمع ات منفتح ة ،تتع ايش مع ا ً في ع الم القرية الص غيرة ،فقد أص بح لزام ا ً على المؤسس ات
التربوية تط وير القي ادات التربوية ال تي تعمل على مواجهة متطلب ات العصر الح ديث في التط ور
والتنمية (الطويل .)1999 ،إذ أن نج اح أي مؤسسة يعتمد بش كل كب ير على فاعلية العنصر البش ري
ومستوى أدائه للعمل المكلف به (السعود وبطاح .)1993 ،إذ تسعى القيادة التربوية إلى تنظيم جه ود
الع املين ال تربويين وتنس يقها؛ لتنمية الف رد تنمية ش املة في اط ار اجتم اعي متصل به وبذويه وبيئته
(العمايرة.)1999 ،
لقد أص بحت اإلدارة التربوية في ه ذه األي ام معق دة ج داً؛ فمجتمع الي وم يطلب من م دير
المدرسة تحمل مسؤولية أكبر ،وتحقيق مستويات نج اح أعلى ،واالس تمرار في تش غيل مدرسة ناجحة
بإمكان ات مالية قليلة ( .) Loos ,2001وال شك في أن النظ رة الحديثة إلى م دير المدرسة تؤكد دوره
كقائد تربوي يش رف على مؤسسة تربوية مهمتها إع داد النشء وتربية األجي ال ،ويتض من ذلك دوره
اإلداري والفني واإلنساني (الهدهود والجبر.)1989 ،
ولقد أقيمت مؤتمرات عدي دة وأج ريت دراس ات مختلفة ح ول الص فات ال تي يتمتع بها القائد
ومن هذه المؤتمرات ،مؤتمر فاي دلتا كابا Phi Delta Cappaعام 1971حيث تم تحديد صفات القائد
التربوي كما يلي( :الهاشل.)1987 ،
على القائد أن يكون قادرا على تحديد حاجات جماعته المختلفة واالستجابة له ا ،كما أنه ينبغي
أن يُرى من قبل أفراد المجموعة أنه الشخص الذي يعتمد عليه ،فلدى المجموعة القدرة الكافية
في التعرف على شخصيته وقبولها أو عدم قبولها ،وما إذا كان متجاوبا مع القضايا التي تط رأ
من آن آلخر أو غير متجاوب .ومن ه ذا المنطلق ف ان لم تقبله الجماعة شخص يا فإنها لن تقبله
قائدا.
20
ينبغي أن يك ون القائد شخصا متم يزا وذلك بالعمل وفقا لمب ادئ ومع ايير الجماع ة ،أي أنه ال
يختلف كل االختالف معهم ،وأن يكون تفكيره شبيها بتفكير غالبيتهم عند القضايا الحاسمة.
عليه أن يحرص دائما على مساعدة الذين يقودهم حين يواجهون مش اكل بين الفنية واألخ رى.
وع ادة ما تقيم الجماعة قائ دها بم دى اهتمامه بقض اياهم ومش اكلهم س واء بتوف ير المس اعدة
المباشرة أو بترتيب االتصاالت التي قد تؤدي إلى تحقيق الحاجات الشخصية.
على القائد ال تربوي ان يتصف باله دوء ورباطة الج أش عند مواجهة األف راد ال ذين يب دون
الالمباالة والسلوك االستفزازي .والواقع أن القائد الثابت والمستقر وغير المنفعل ،وال ذي يقف
موقف الشخص المعتدل في األزمات والمشكالت يحظى باحترام الجماعة دائماً.
إن الس بب الرئيسي وراء ه ذا العنصر هو أن معظم أف راد المؤسس ات التربوية يتص فون
بال ذكاء؛ ول ذا ف انهم ال يح ترمون إال القائد ال ذكي .ومن ثم فعليه أن يلم إلماما جي دا ب النواحي
األكاديمية ,وأن يكون طليق اللس ان م دركا ً لكيفية التعامل والتكيف مع العالق ات االجتماعي ة،
وبإمكانه أن يفوق جماعته بذكائه وكذلك سلوكه حتى ترى فيه المجموعة أنه الشخصية األولى
بينهم.
ينبغي أن يتسم القائد الن اجح بمعرفته بمتطلب ات العمل ,وي درك دوره ويتقبل مس ئولياته وذلك
انطالقا من رغبته في العمل.
لما ك انت القي ادة في جوهرها تع ني الت أثير ال ذي يمارسه القائد في مرؤوسيه؛ ف إن اختالف
وسائل التأثير التي يستخدمها القائد لتوجيه مرؤوسيه تعكس تباينا ً في أساليب القيادة وأنماطها.
وقد ترك زت الدراس ات العدي دة ال تي ق ام بها علم اء اإلدارة والنفس واالجتم اع ح ول تحديد أفضل
أسلوب أو نمط للقيادة يمكن للقائد باستخدامه أن يحقق األهداف المطلوبة بكفاءة وفعالية .وقد توص لت
هذه الدراسات إلى تصنيفات متعددة ألنماط القادة ،ولعل من أهم ه ذه التص نيفات تلك ال تي انبثقت عن
الدراسـات التي قـام بها كل من كيرت ليوين ( )K. Lewinورونالد ليبت ( )R. Lippittورالف وايت (
21
)R. Whiteالبداية الص حيحة للبحث في موض وع أنم اط القي ادة ومعرفة طبيعتها ,وقد ك ان ه ؤالء
علماء النفس في جامعة ايوا ( )Iowaاألمريكية وقاموا بدراساتهم سنة 1939حيث ك انت ته دف إلى
محاولة التعرف على طبيعة القيادة والعالقات التي تحكمها ومدى ارتباطها ب األجواء االجتماعية ال تي
تسودها وتسيرها (سالمة1999 ،؛ الطبيب.)1999 ،
وقد قاموا في تجاربهم بتش كيل ثالث مجموع ات من األف راد :نظمت المجموعة األولى على
أساس "ديكتاتوري" يتولى القيادة فيها قائد ديكتاتور يقوم بتحديد السياسة وتقرير ما يجب عمله وكيفية
تنفيذه كما يتولى توزيع المهام على أفراد المجموعة ويقرر لكل عضو زمالءه في العمل .وهك ذا رسم
القائد الديكتاتوري بنفسه كل شيء لمجموعته .كما أنه كان شخصيا ً في ثنائه ونقده لكل عضو.
أما المجموعة الثانية ,فنظمت على أس اس ديمق راطي يت ولى القي ادة فيها قائد ديمق راطي ال
ينفرد بأي قرار بنفسه ,إنما يشرك مجموعته في اتخ اذه كما يس مح لألعض اء باختي ار زمالئهم ال ذين
ي ؤدون العمل معهم ،وهك ذا ك ان األف راد في الجماعة الديمقراطية على معرفة بكل خط وات العمل
ويسودهم اتفاق تام .كما أن قائد الجماعة كان يتسم بالموضوعية في تعليقاته.
أما المجموعة الثالثة ,فنظمت على أس اس فوض وي ت ركت فيه الحرية الكاملة للجماعة أو
الفرد في اتخاذ الق رار .ولم يم ارس القائد أية س يطرة على المجموع ة ،وت ركهم يع الجون مش كالتهم
بأنفس هم دون ت دخل من ه ،كما أنه ال يق دم لهم أية معلوم ات إال إذا طلبت منه وال يق وم ب دور في
المناقشة ,وال يشترك في أي عمل من األعمال .ويسمح للمجموعة بالتقارب فيما بينهم إلى حد كبير .
وكانت النتائج التي توصل إليها القائمون بهذه التجربة أنهم الحظوا اختالفا ً بين المجموع ات
الثالث في الجو االجتم اعي ،والس لوك ،واالنج ازات .ففي ظل القي ادة الديكتاتورية ك ان أف راد
المجموعة في شجار وعدوان فيما بينهم وتع ود بعض هم أن يعتمد على القائ د .كما أن اس تمرار العمل
يتوقف على وج ود القائد أيض ا ً وإذا ما تغيب يميل النش اط إلى التوقف ,أو ال يتق دم العمل إال بمع دل
بسيط .أما القيادة الديمقراطية ففي ظلها عمل األفراد في جو من الصداقة وك انت العالق ات مع القائ د.
تتسم بق در وافر من الحرية والتلقائي ة .كما أن العمل ك ان يس ير في يسر ح تى عند غي اب القائد أما
اإلنج از رغم القي ادة الفوض وية ففي ظلها ك ان العمل يتق دم بطريق الص دفة وبمع دل منخفض في
النشاط الكبير وأن األعضاء كانوا يضيعون وقتا ً طويالً في المج ادالت والمناقش ات بينهم على أس اس
شخصي (مرسي.)149-148 ،1988 ،
22
وجدير بالذكر أن هذا البحث سوف يتبنى هذا التصنيف ألنماط القيادة ألغ راض البحث كونه
(من وجهة نظر الباحث) يعد األس اس للتص نيفات األخ رى وإن اختلفت المس ميات وفيما يلي ع رض
مفصل لهذه األنماط:
إن أهم السمات المميزة لس لوك القائد ذي المي ول األوتقراطي ة ،تتمثل في اتخ اذه من س لطته
الرس مية أداة تحكم وض غط على مرؤوس يه؛ إلجب ارهم على إنج از العم ل .ول ذلك فهو يركز كل
السلطات في يده ,ويحتفظ لنفسه بالقيام بكل ص غيرة وكب يرة بمف رده ،ويص در أوام ره وتعليماته ال تي
تتناول كافة التفاصيل ,ويصر على إطاعة مرؤوسيه له.
ويتبع القائد األوتقراطي أسلوب اإلشراف المحكم على مرؤوسيه ,لع دم ثقته لهم ،بل أنه دائم
الشك فيهم ،غير مدرك لما يترتب على ذلك من إثارة روح القلق والتوتر في نفوسهم.
ويركز القائد األت وقراطي اهتمامه على إنج از العم ل ،وعلى المحافظة على مرك زه ،حيث
يبدو اهتمامه بنفسه واضحا ً من خالل محاولته تحسين مرك زه ولو على حس اب مرؤوس يه وفي أغلب
األحي ان ينسب كل نج اح يتحقق في إدارته لنفسه وليس لموظفيه وكأنه حقق ه ذا النج اح بمجه وده
الفردي ,والأهم من ذلك أنه إذا فشل في حل بعض المشكالت ال تي تتطلب مه ارة وكف اءة فإنه يح اول
التنصل من المس ؤولية وقد يتهم مروؤس يه بالقص ور وع دم الفهم وع دم االل تزام بتعليماته وأوام ره,
وه ذا النمط مب ني على اف تراض أن القائد يع رف كل ش يء ،ويع رف األفضل للمنظمة وأن األف راد
كسولون ويفضلون أن يقادوا .وإذا استخدم القائد األوتق راطي س لطته ،فإنه يفهم الس لطة على أنها أداة
ض غط وتهدي د ،فيض غط على مرؤوس يه ويه ددهم بالفصل أو الخصم من ال راتب أو الحرم ان من
المكافآت وفي مثل هذا الجو يصعب على المرؤوسين نقل آمالهم وشكواهم إليه وحتى إذا حاول النظر
في بعض الشكاوي فذلك يكون مبنيا ً في الغالب على أسس شخصية وليس على أسس موضوعية تتفق
ومتباه ومغرور.
ٍ مع الصالح العام للتنظيم وأهدافه فالقائد متغطرس وعدائي
وعلى أية حال؛ فإن وجود بعض الخصائص المميزة لسلوك القائد من هذا النمط ال يع ني أن
هذه الخصائص تعتبر معياراً يمكن أن يتميز به سلوك القائد األوتقراطي عن غيره ،ذلك؛ ألن
23
استخدام القائد األتوقراطي لس لطته – مثالً -ك أداة للض غط على مرؤوس يه إلنج از العم ل ،ال يك ون
بدرجة واح دة ل دى جميع الق ادة من ه ذا الط راز ،بل يك ون على درج ات متفاوتة؛ مما ي ترتب عليه
وجود أنماط متعددة لسلوك القائد األتوقراطي (حسان والصياد1986 ،؛ )Brennen, 2002
يتميز هذا األسلوب بنظرته إلى اإلنسان كأداة للعمل وكمصدر من مص ادر اإلنت اج ،بغض
النظر عن كونه مخلوقا ً اجتماعيا ً يخضع لمتغيرات نفسية واجتماعية .ويلجأ القائد إلى استخدام س لطته
المس تمدة من مرك زه ال وظيفي في ت أثيره على المرؤوس ين دون مش اورتهم وأخذ رأيهم حين اتخ اذه
القرارات والتعليمات ,ألنه يعتقد أنهم غير مؤهلين للمشاركة وتولي مهام السلطة؛ خش ية أن يقع وا في
أخط اء يك ون هو مس ؤوالً عنه ا .وهو من يح دد سياسة الجماعة ويرسم الخطط الرئيس ية ويم ارس
االتصال الرسمي من وجهة واحدة ،كما أنه يقوم باس تخدام الرقابة المباش رة على س لوك المرؤوس ين
حتى يضمن ع دم وق وعهم في األخط اء ،والقائد في ه ذا األس لوب يعمد إلى التهديد بالعق اب دون أي
تق دير لمش اعر وعواطف المرؤوس ين ،وفي ح ال ظه ور أي خالف ات أو مش كالت في العمل ,فإنه
يح اول إخماده ا .وهو يعتقد أن ه ذا األس لوب هو األمثل في التعامل مع المرؤوس ين؛ ألنه يعتقد أن
اإلنس ان ال يعمل إال بوج ود الض غط والمراقبة الش ديدة علي ه ،ض اربا ً بع رض الحائط المش اعر
واألحاسيس اإلنسانية.
أما النموذج الثاني ,فهو القيادة األتوقراطية الخيّرة أو الصالحة (:)Benevolent Autocratic
يتميز هذا األسلوب باستخدام القائد اإلقناع في معاملة مرؤوسيه باإلض افة إلى تحلي ه بالطيبة
والرقة عن دما يريد من مرؤوس يه أن ينف ذوا عمال ما دون أن يخلق ل ديهم االس تياء؛ ولكنه يلجأ إلى
القسوة واإلكراه عندما يشعر أن مرؤوسيه لم ينفذوا عملهم بشكل جيد .وهو يؤمن بالمشاركة في اتخاذ
الخي ر يك ون في الغ الب شخص ا ً
الق رارات في بعض األحي ان .ومن المالحظ أن القائد األت وقراطي ّ
طموحا ً يؤدي عمله بإخالص وكفاءة ويتميز بأنه حازم ،ونش يط ومل تزم بإنج از أعماله ويهتم بالتكلفة
والعائد.
اورة أو اللبقة (Manipulative أما النم وذج الث الث :فهو القي ادة االتوقراطية -المن
:)Autocratic
يعد هذا األسلوب أقل درجات السلوك األتوقراطي استبداداً وأقربها إلى السلوك ال ديمقراطي
حيث يتصرف القائد بلباقة وود مع مروؤسيه ويستخدم المرونة في حل المشكالت
24
التي تواجههم في العمل .ويعتقد هذا القائد بأن مش اركة المروؤس ين في ص نع الق رارات وس يلة غ ير
مجدية؛ لكنه يخلق فيهم شعور المشاركة دون اشتراكهم فعليا ,ويعتمد ه ذا القائد أس لوب (الم ؤتمرات
اإلخباري ة) ( )Information conferencesوهي عب ارة عن محاولة القائد الحص ول على موافقة
المرؤوسين على ما ينوي اتخاذه من قرارات بعد أن يشرح لهم أفكاره والحلول التي اس تنتجها وهو ال
يأخذ آراءهم بعين الجدية مهما كانت فعالة إنما يحاول الحص ول على ط اعتهم له وتأيي دهم لقرارات ه.
وضمن هذا النموذج قد يعطي بعض القادة مرؤوسيهم ق دراً من الحرية من أجل مش اركتهم في ص نع
القرارات (غزال1994 ،؛ سالمة)1999 ،
ويمكن تلخيص الس مات العامة لنزعة القي ادة األتوقراطية باألوجه اآلتية (الش ماع وحم ود،
:)226 ،2000
بروز النزعة العدائية بين أعضاء المنظمة وضعف االرتباطات القائمة على الود والمحبة. .1
عدم القدرة على أداء األعمال إال من خالل سبل اإلشراف المباشر على األعضاء. .3
يؤدي غياب القائد األتوقراطي إلى تفكك الجماعة ,وشيوع الفوضى بين األعضاء. .4
تتصف الجماعة العاملة تحت ظل القي ادة األتوقراطية بانخف اض المعنوية وض عف التماسك .5
وارتفاع شكاوي األعضاء وارتفاع معدل دوران العمل والغياب وارتف اع نسب التلف والفاق د،
وظهور المشكالت بين األفراد وازدياد نزاعات العمل.
ضعف قنوات ومحتوى االتصاالت بين األفراد وعدم انتظامها ,وبروز ظواهر الروح السلبية, .6
وإشاعة النزعة غير الملتزمة واالتصاالت غير الهادفة.
ب روز ظ اهرة ع دم االن دفاع ال ذاتي نحو العمل أو االهتم ام به ,مما ينعكس أث ره س لبا ً في .7
اإلنتاجية على المدى البعيد.
تتدرج السلطة من أعلى إلى أسفل فيأتمر م دير المدرسة ب أمر م دير التربية وي أتمر مس اعد م دير .1
المدرسة بأمر مديرها وهكذا تتدرج السلطة حتى تصل إلى الطالب.
في المدارس األتوقراطية اإلدارة يوجد فصل تام بين التخطيط والتنفي ذ ،فيق وم المختص ون بوضع .2
الخطط بعيداً عن المدارس ويقوم المدرسون بتنفيذ هذه الخطط دون أن يك ون لهم رأي فيه ا.
25
ويحرم المعلمون والطالب في مثل هذا التنظيم من تق ويم نت ائج التخطيط مع أنهم أق در الن اس
على تقويمها؛ لوجودهم في وسط الموقف.
ي دين كل من يعمل في مثل ه ذا الن وع من اإلدارة ب الوالء لرؤس ائه وال ي دين بمثل ه ذا الش عور .3
لمرؤوس يه .ومن المف روض على المعلمين في ه ذا التنظيم أن ي دافعوا عن م ديري مدارس هم
ولكن ليس على هؤالء الرؤساء أن يحملوا نفس االتجاه بالنسبة للمعلمين.
يتخذ اإلش راف الف ني الص بغة الديكتاتورية في مثل ه ذا التنظيم ،فالمش رفون يض عون التعليم ات .4
والتوجيهات وعلى المعلمين اتباعها سواء كان اتباعهم مالئما ً أو غير مالئم ،للمواق ف ،ويق َّوم
المعلم ون على أس اس ما يظه ره تالمي ذهم من نج اح أو فشل أم ام المش رف وهك ذا يص بح
الخضوع والمسالمة واتباع األوامر مع ايير للنج اح .ويهمل ب ذلك نمو المعلم وتط وره المه ني
الشخصي.
يمثل المعلم في مثل هذا التنظيم مركزاً ثانويا ً؛ إذ يلعب م دير المدرسة ال دور الرئيسي فيه ويمكننا .5
تش بيه دور م دير المدرسة بط بيب يق وم بكل األعم ال الفنية الهامة ويق وم الم درس ب دور
المم رض معتم داً في كل خط وة من خطواته على الط بيب وهك ذا يص بح م دير المدرسة
الشخص العالم باألمور في الوقت الذي يقوم فيه المدرسون بدور المنفذ للتوجيهات.
ال تحترم شخص ية المعلم في مثل ه ذا التنظيم إذ يكلف باتب اع ط رق ووس ائل معين ة ،ح تى يمكن .6
الحصول على نتائج معينة أيضاً ،ولذلك يستخدم المعلم ون كوس ائل لبل وغ غاي ات مح ددة وال
شك أن هذا النظام يضعف من شخصية المعلم ويسبب له القلق واالضطراب.
ال يعتدي في مثل هذا التنظيم على شخصية المعلم فحسب؛ بل يعتدي على شخصية الط الب أيض ا ً .7
فتنسى شخصية الطالب ويصبح واجبه أن يعمل وفق األسس الموضوعة أو يعد خارجا ً عليها.
يتعارض اإلشراف الفني األتوقراطي مع األسس والمبادئ العلمية فال يسأل في مثل هذا الن وع من .8
اإلش راف عن األمر الص ائب؛ بل عن الش خص ال ذي يعد رأيه ص وابا ً وغالب ا ً ما يك ون رأي
ال رئيس هو الص واب .وقد يكتشف الم درس عن طريق التج ريب ع دم مالئمة طريقة من
الط رق للموقف التعليمي ،ولكنه يج بر أحيان ا ً على االس تمرار في اتباعها لمج رد أنها تتفق
ورأي المشرف الفني .وهكذا يشجع اإلشراف الفني األت وقراطي الطاعة في المعلمين ,وتك ون
النتيجة قيادتهم لتالميذهم بنفس الروح والطريقة.
26
تهتم المدارس في مثل هذا التنظيم بإتقان الطالب للمواد الدراسية وتهمل إلى حد كبير ما يس اعدهم .9
على النمو في كافة الن واحي البدنية والروحية والعقلية ,كما تهمل اختالف الطالب في المي ول
واالتجاهات واالستعدادات.
كلمة الديمقراطية أص لها يون اني ,وهي مكونه من كلم تين( :ديم وس) ومعناها الش عب
(وكراتوس) ومعناها السلطة؛ وله ذا فهي تع ني س لطة الش عب أو حكم الش عب حيث إنه في ظل ه ذه
القي ادة ،ف إن الجماعة هي ال تي تق وم باختي ار القائد أو انتخابه ويش ارك األف راد في وضع األه داف
والتخطيط والتنفيذ والتقويم ،كما أن المسؤوليات تتوزع على األف راد وتس ود العالق ات الطيبة وتك ون
قنوات االتص ال مفتوحة بينهم .والقائد يق وم بتش جيع األف راد ,وهو بالت الي ين ال تق ديرهم واح ترامهم
وتقل المشكالت والمشاحنات بينهم .وي رى الكث يرون أن القي ادة الديمقراطية هي أفضل أن واع القي ادة
حيث تسود العالقات اإلنسانية بين أفرادها وهي تقوم أيضا ً على اح ترام شخص ية الف رد ،بل ت رى أنه
غاية في حد ذاته كما تق وم على حرية االختي ار واإلقن اع وإن الق رار في النهاية يك ون بحكم األغلبية
من غير تسلط أو خ وف أو إره اب القائد ال ديمقراطي ال يملي أو يف رض على اآلخ رين آرائهم وإنما
يقترح ويترك لآلخرين حرية اختيار واتخاذ الق رار أو اق تراح الحل ول والب دائل وهو ي راعي رغب ات
اآلخرين ومطالبهم (الطبيب)1999 ،
ومن أهم الخص ائص المم يزة له ذا النمط انه يعتمد على العالق ات اإلنس انية الس ليمة
والمشاركة في اتخاذ القرارات وتفويض السلطة ,وهذه تشكل في مجموعها مرتك زات أساس ية للقي ادة
الديمقراطية .وفيما يلي عرض لهذه المرتكزات والخصائص:
فالعالق ات اإلنس انية الس ليمة غ ير المتح يزة تس اعد على إيج اد جو من األلفة والمحبة بين
العاملين في المدرسة ,وهذا الجو يعد مناخا ً صالحا ً للعمل وبذل الجهد بتف ان وإخالص (بس تان وط ه،
.)1983
27
وأكدت األبحاث التي قامت بها مدرسة العالقات اإلنسانية ،أن االهتمام بالع املين من الناحية
المعنوية والنفسية يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم في العمل دون الزيادة في عناصر اإلنتاج .وه ذا ما ي دفع
القائد إلى استخدام أسلوب القيادة الديمقراطية ضمن شروط أو خطوات معينة تتمثل بما يلي:
اهتم ام القائد ال ديمقراطي بمرؤوس يه -بالدرجة األولى -ومعاملته لهم كبشر لهم أحاس يس -
ومشاعر وليسوا أدوات للعمل فقط ,وأن يكون حريصا ً على مساعدتهم وتحقيق مصالحهم في
العمل وحل مشكالتهم ,وبالطبع يجب أن ال يتم ذلك على حساب العمل الرسمي.
مراع اة القائد خلق جو عمل يس وده التف اهم والوئ ام؛ مما ي ؤدي إلى تك وين جماعة متماس كة -
وفريق عمل متعاون يعمل بكل تفان وإخالص.
على القائد أن يث ير ال دوافع التعاونية في الجماعة مما يزيد من تماس كها و التخفيف من
الصراعات والميول العدوانية التي قد تظهر في العمل.
في ح ال وج ود أيّ ش كاوى أو تظلم ات أو مط الب من الع املين على القائد أن ي دافع عنها -
ويراعي مص الح الع املين ,وأن يح اول التق ريب ما بين أه دافهم وأه داف اإلدارة ,وأن يعظم
النق اط المش تركة بينهم؛ للوص ول إلى أه داف مش تركة .ومن األم ور المهمة مراع اة القائد
حاجات العاملين وتلبيتها لهم س واء أك انت حاج ات مادي ة ،أم نفس ية ،أم اجتماعي ة ،باس تخدام
طرق التحفيز اإليجابية من خالل فهمه للحوافز التي تحرك دوافع األفراد (كنعان.)1980 ،
إن مش اركة الع املين في المنظمة في عملية ص نع الق رار تس اعد على ترش يد عملية اتخ اذ
القرارات حيث أنّ المشاركة تساعد القائد في التعرف على كافة اآلراء ال تي يق دمها أص حاب العق ول
الناضجة والتجارب الواسعة التي يمكن من خالل تقييمها اختيار البديل المالئم والمحقق للهدف ,وهذا
يساعد القائد على اتخاذ الق رار الرش يد .وباإلض افة إلى ذل ك ،ف إن مش اركة الع املين للقائد في ص نع
القرار تساعد على قبول العاملين للقرار وعدم معارضتهم له بعد إصداره وتخفف من العقبات ال تي قد
يخلقونها للحيلولة دون تنفيذه (حسان والصياد.)1986 ،
28
تتصف عملية المشاركة بإعط اء حرية ال رأي وحرية النقد للمرؤوس ين عن دما يع برون عن
آرائهم أثن اء مناقشة الق رارات والسياس ات .وه ذا ما يرفع من روحهم المعنوية؛ ألنهم اش تركوا في
صنع القرارات والخطط التي نالت اهتمام اإلدارة وتقديرها.
وقد تس اعد المش اركة في تنمية القي ادات في المس تويات ال دنيا من المنظمة وتض في على
الع املين ش عوراً ب أهميتهم وكي انهم ،ف اإلدارة تضع آرائهم موضع االعتب ار والتط بيق؛ وه ذا ما يولد
لديهم شعوراً بالمسؤولية.
إن مش اركة المرؤوس ين في ص نع الق رار ت ؤدي إلى تقبلهم ووالئهم ل ه ،ألنهم س اهموا
بأفكارهم في هذا القرار ووقفوا على ظروف إص داره واس بابها .ومن ثم يقبل ون على تنفي ذه بحم اس
ورغبة أكيدة نتيجة ارتفاع معنوياتهم (كنعان)1980 ،
.3تفويض السلطة:
إن التطور الذي حصل للمنظمات اإلدارية ،أدى إلى كبر حجم العمليات ال تي يمارس ها القائد
اإلداري في المنظمة ,وتزايد المسؤوليات الملقاة على عاتقه .لذا ك ان من الض روري أن يج زئ القائد
األعمال ويصنفها؛ كي تتاح له فرصة اإلدارة بشكل جيد .وقد فرض عليه ه ذا الوضع تف ويض ج زء
من سلطاته إلى مرؤوسيه الذين لديهم القدرة على تحمل المسؤولية ،والقيام بالواجبات المحددة بكفاءة.
ف التفويض هو نقل بعض الص الحيات واالختصاص ات بعد تحدي دها ،إلى المرؤوس ين الق ادرين على
إنجازها .ولكن هذا ال يحوّ ل المسؤولية عن القائد؛ لذلك يجب التأكد من أن الذين فوضت إليهم السلطة
هم أهل لها ،وأنهم سيحققون الغرض من التفويض .ومن مزايا تفويض السلطة ما يلي:
يعمل أس لوب التف ويض على إتاحة فرصة التنمية الذاتية للمرؤوس ين وخاصة القي ادات في -
المس تويات الوس طى والمباش رة .وذلك من خالل إتاحة الفرصة لهم بإنج از المه ام المفوضة
إليهم ,واتخ اذ الق رارات الالزمة له ا ،وبالت الي ت أهيلهم لل ترفيع إلى مناصب أعلى وتك وين
احتياطي من األفراد لشغل الوظائف في المستقبل.
شعور المرؤوسين بالثقة بالنفس واالعتزاز بثقة الرؤس اء ,وبالت الي زي ادة التع اون واالح ترام -
بين الجميع.
توفير الوقت للقائد وتمكينه من التفرغ لألمور المهمة واالستراتيجية في المنظمة. -
29
يعمل أسلوب التفويض على تحقيق المرونة في العمل اإلداري وابتعاده عن المركزية وتسريع -
المعامالت ,وبالتالي استمرار النش اط اإلداري على وت يرة واح دة في الظ روف كافة (غ زال،
)1994
ويمكن تلخيص سمات القيادة الديمقراطية بما يلي( :الشماع وحمود)226 ،2000 ،
يتم تحديد السياس ات العامة للمنظمة وفق ا ً ألس لوب المناقشة الح رة بين األعض اء ،أما الق رار فإنه .1
يصدر في ضوئها اعتياديا ً من القائد.
موضوعية القائد في الثناء والنقد ومحاولته تعميم االتجاه الموضوعي على الجماعة. .2
يمتلك القائد الق درة العالية على تحديد االتجاه ات ال تي تنس جم مع الجماعة بحكم االتص ال .4
واالحتكاك المستمر معهم.
يتسم القائد ب الروح االجتماعية المتفاعلة والثقة العالية في إنج از المهم ات بالمش اركة الهادفة مع .6
الجماعة.
تتسم الجماعة بالتماسك والتفاعل االجتماعي ،والمعنوية العالية ،واالتصاالت الفاعل ة ،وروح الثقة .7
والمودة والتعاون البناء في تحقيق أهداف المنظمة.
ال يخضع المعلم ون في مثل ه ذا الن وع من اإلدارة لسلس لة من التعليم ات المفروضة عليهم بل .1
ألهداف ووسائل عامة يرونها محققة لهذه األهداف؛ وبذلك يشجع هذا النمط نموهم ويسمح لهم
بالتحمس والتجريب واالبتكار.
تنسيق الجهود بين المعلمين في المدرسة :ففي مثل هذا التنظيم تنظم المدرسة على أس اس س ماحها .2
لكل أعضاء هيئة المدرسة بالعمل كمجموعة متناسقة متعاونة ب دال من عملهم ك أفراد ،ويس تند
هذا المبدأ على أساس أن عمل المدرسة يجب أن يكون متناسقا ً متك امالً ،وأن يك ون كل عضو
من أعضاء هيئة المدرسة يقظا ً إليجاد الط رق الفعالة للتع اون مع زمالئ ه ,ولتنس يق عمله مع
العاملة عن أنانيته في برن امج المدرس ة ،وهك ذا يتخلى كل ف رد من أف راد المجموعة
سبيل نجاح العمل ،وتؤدي هذه الحالة إلى شعور كل مدرس بمسؤوليته عن المدرسة.
30
تكافؤ السلطة مع المسؤولية :وتتميز اإلدارة المدرسية الديمقراطية بتك افؤ الس لطة مع المس ؤولية، .3
ففي مثل ه ذا التنظيم يف وض م دير المدرسة أعض اءها الع املين معه القي ام ببعض الواجب ات
والمس ؤوليات مع منحهم في نفس ال وقت كل الس لطات ال تي تتكافأ معها وتس هل عملهم ح تى
يضمن نجاح األعمال.
في اإلدارة المدرس ية الديمقراطية يتع رف ال رئيس على االس تعدادات الخاصة ألعض اء هيئة .4
المدرسة ,ويعرف حدود قدراتهم ومي ولهم .فلكل م درس في المدرسة عمالن :أح دهما يختص
بالتدريس والثاني يختص بأداء بعض األعمال اإلدارية واإلشراف على أنواع النشاط المختلفة.
ويق وم م دير المدرسة في مثل ه ذا التنظيم بوضع الم درس في العمل ال ذي يس تطيع اإلنت اج
المثمر فيه ،وأن يعرض عليه القيام ببعض أنواع النشاط وبعض األعمال اإلدارية التي تس اعد
المدرس على النمو المهني واإلحساس بالرضا والسعادة في أدائها.
في اإلدارة المدرس ية الديمقراطية تح دد األعم ال بحيث ال تت داخل وال تتض ارب .ففي أي عمل .5
تعاوني تحدد وظائف كل وحدة من األعم ال ح تى ال يس بب ت داخل ه ذه الوظ ائف وتض اربها
األلم والمتاعب للقائمين على تنفيذها ،فالتعليمات غير الواضحة ،واألعمال غير المحددة تؤدي
إلى البلبلة وسوء الفهم ،كما ت ؤدي إلى االض طراب والض يق وع دم الرضا عند أعض اء هيئة
المدرس ة ،ول ذلك تعمل النظم المدرس ية الديمقراطية على تحديد س لطات ووظ ائف كل عضو
من أعضاء هيئة المدرسة تحديداً واضحا ً حتى تقضى على أسباب ع دم الرضا ,وح تى تتجنب
االحتكاك بين هؤالء األعضاء .وال يع ني تع رف كل عضو على اختصاص اته اس تقالله بعمله
دون النظر إلى ما يقوم به غيره من أعمال؛ بل يعني فهم كل شخص لواجباته ومس ئولياته مما
يساعد على تحقيق الهدف العام للمدرسة.
إنشاء برنامج للعالقات العامة :يقوم مدير المدرسة وأعضاء هيئة مدرسته في التنظيم ال ديمقراطي .6
بإنشاء برنامج للعالقات العامة يهدف إلى تعريف الس لطات التعليمية والمجتمع المحلي بسياسة
المدرسة وبرنامجها وما تقوم به من نشاط.
يعد هذا النمط معاكسا ً تماما ً للنمط األتوقراطيّ؛ فهناك غياب ألي قي ادة حقيقية وكل ف رد حر
في أداء العمل كما يرض يه ( )Brennen, 2002ويغلب على ه ذه القي ادة ط ابع الفوضى وس لبية القائد
حيث إن هذا النوع من القيادة ال تحكمه القوانين أو سياس ات مح ددة أو إج راءات ,ويتم يز ه ذا النمط
من السلوك القيادي بعدم تدخل القائد في مجريات األم ور ،وال يعطي توجيهاته أو إرش اداته للع املين
31
إطالق اً ،إال إذا طلب منه ذلك فهي قي ادة ت ترك لألف راد حرية مطلقة في التص رف والعمل دون أي
تدخل من جانب القائد .وقد يكون السبب في ذلك السلوك عدم قدرة القائد على اتخاذ القرارات أو ع دم
معرفته بالمشكلة المطروحة؛ لذلك يترك األمور تسير في المؤسسة بدون توجيه أو قي ادة ويتم يز ه ذا
النمط القيادي بأنه أقل األن واع من حيث الفاعلية وإنتاجية العم ل ،حيث أن أف راد مجموعته ال تح ترم
شخصيته ،وكثيراً ما يشعر أفرادها باإلحباط والض ياع وع دم الق درة على التص رف ،حيث يعتم دون
على أنفسهم في أحوال كثيرة تتطلب تدخل القائد (سالمة1999 ،؛ الطبيب.)1999 ،
والقائد في ه ذا النمط ي ترك العمل لمرؤوس يه يتص رفون كما يش اؤون ،وعليه هو تحديد
السياسة العامة والخط وط الرئيسة للعمل ,ويعتقد أن تحمل المرؤوس ين للمس ؤوليات يزيد إمكاني اتهم
وخبراتهم في العمل ،ويزيد فرص التنمية الذاتية لهم ،ومما يميز هذا األسلوب أيضا ً التف ويض الواسع
النطاق للسلطة التي يمنحها القائد لمرؤوسيه ,ويترك لهم حرية التصرف واتخاذ القرار.
ويلجأ القائد أيضا ً إلى تسهيل االتصاالت بينه وبين مرؤوس يه ،ويعتقد أن واجبه األساسي هو
خلق مناخ العمل ال ذي يس اعد األف راد على أداء واجب اتهم من خالل مب ادراتهم الذاتية واعتم اداً على
جه ودهم الخالق ة ،ويأخذ دور الم راقب أو المش رف من بعيد إال إذا طلب منه الت دخل في العمل
(كنعان.)1980 ،
ويمكن تلخيص سمات القيادة التسيبية بما يأتي( :الشماع وحمود)227 ،2002 ،
إعطاء الحرية الكاملة لألفراد أو المرؤوسين في إنجاز المهمات دون أدنى تدخل فيها. .1
عدم إعطاء المعلومات إال حينما يسأل القائد عنها ,وغالبا ً ما تكون في حدود معينة. .2
عدم التدخل في األعمال التي تناط ب األفراد إال في ح دود ض يقة ج داً؛ ول ذلك ت برز ظ اهرة ت دني .4
مستويات األداء ،وضعف العالقات القائمة بين األفراد.
ضعف التماسك وضيق العالقات االجتماعية ,وضعف الروح المعنوية ،وع دم التع اون في إنج از .5
المهمات.
ويصف مصطفى ورفاقه ( )1985هذا النمط في اإلدارة المدرسية على النحو التالي:
ال يحاول م دير المدرسة من ه ذا الن وع أن يض بط حض ور المعلمين وانص رافهم وهو ي ردد .1
دائم ا ً أن المدرسة تس ير نفس ها ,وأن المس ؤولية والتوجيه ال ذاتي ال يمكن أن ينمو إال إذا
توافرت الحرية للمعلمين.
32
العمل في المدرسة يك ون غ ير منتظم ويق وم به بعض المعلمين :كمالحظة غي اب الطالب, .2
وكتابة التقارير ,والقيام بتسيير شؤون المدرسة.
في مثل هذا النمط يعمل كل أعضاء الهيئة التدريسية كمستشارين لم دير المدرسة فكل معلم له .3
الحق في إبداء آرائه والدفاع عنها.
اجتماعات مدير المدرسة في هذا النمط تكون كثيرة وذات مدة طويلة ودون قرارات هامة. .4
ال يعرف المعلمون الذين يعملون مع ه ذا الم دير م وقفهم منه أو موقفه منهم ،فهو يس تمع إلى .5
كل معلم بصبر وأن اة وابتس امة دائم ة ،وهو يتجنب إص دار حكمه في األم ور ال تي يعرض ها
عليه المعلمون.
نظريات القيادة:
إن الفكر اإلداري المعاص ر ،ب الرغم من ه ذا الفيض المتزايد من األبح اث والدراس ات
القيادية ،لم يستطع أن يهتدي لموقف موحد تجاه حقيقة نشأة وظهور القيادة ،بل إن ه ذا الفكر قد أف رز
لنا عدداً من نظريات القي ادة المتباينة ال تي راح كل منها ي دعي تفس يراً لنش أة وظه ور القي ادة يختلف
ويتب اين عن تفس يرات غيرها من النظري ات ،ونس تطيع في ه ذا الص دد أن نجمل ه ذه النظري ات –
بالرغم من تباينها – في أربعة مداخل رئيس ية – أو عامة – يمكن أن تنظم تحتها الغالبية العظمى من
هذه النظريات ،وتلك المداخل هي:
إن أبرز ما يميز مدخل السمات( ) The Traits Approach to Leadershipفي تفسيره لنشأة
القي ادة ،أنه يرجع نش أة وظه ور القي ادة إلى شخص ية القائد وس ماته وخصائصه الجس مية والعقلية
والنفس ية واالجتماعي ة ،أما فيما ع دا ذلك فهم يختلف ون -أيضا -ح ول ما إذا ك انت تلك الس مات
والخصائص القيادية وراثية ام مكتسبة ،وهذا المدخل يعتبر في الفكر اإلداري من أق دم الم داخل ال تي
33
انحاز إليها الفكر اإلداري في دراسته وتفسيره لحقيقة نشأة القيادة اإلداري ة ،ونس تطيع أن نت بين العديد
من النظري ات القيادية ال تي س لكت ه ذا الم دخل في دراس تها وتفس يرها للقي ادة ،وإن اختلف بعد ذلك
مواقفها فيما عدا ذلك ،ولعل من أشهر تلك النظريات)Koontz et al, 1980( :
نظرية الرجل العظيم( :)The Great Man Theoryإن الج ذور األولى له ذه النظرية تع ود (أ)
لعهود اإلغريق والروم ان ،حيث ك ان االعتق اد ب أن الق ادة يول دون ق ادة ،وأنهم قد وهب وا من
السمات والخصائص الجسمانية والعقلية والنفس ية ما يعينهم على ه ذا ،ولقد اختلفت المواق ف،
وتباينت فيما عدا ذلك حول ما هية تلك السمات والخصائص ،وأهمية كل منها .وتنطوي تحت
هذه النظرية عدد من النظريات الفرعية ومن أمثلتها:
ويعت بر فرنس يس ج التون ( )Galtonمن أب رز ال دعاة لتلك النظري ة ،وقد ق دم العديد من
البيانات اإلحص ائية والوراثية تأيي داً لص حة تلك النظرية من حيث ت أثير الص فات والس مات الوراثية
على القيادة ،وقد كان للدراسة التي قام بها جالتون في عام 1879تأثي ٌر كب ي ٌر على ع دد من الب احثين
والمفكرين الذين تبنوا هذه االتجاه من حيث تفسير نشأة القيادة على أساس الس مات الوراثية ابت داء من
وودز ) )Woodsفي عام 1913وانتهاء بجنينجز ( Jenningsالذي قام في عام 1960بمسح وتحليل
شامل لنظرية الرجل العظيم في القيادة ،وقام بتحديد عدد من النماذج على غ رار الرجل العظيم ،حيث
قدم :نموذج األمير وأمثلة له ،ثم قدم نموذج البطل وأمثلة له ،كما قدم نموذج الرجل المتم يز وأمثلة له
(أبو الفض ل )2002 ،ونس تطيع الق ول – في ض وء ما س بق – أن ه ذه النظرية قد ظلت موضع
اهتمام من قبل الباحثين والدارسين ،على مدار فترات طويلة خالل هذا الق رن ،وقد ك انت غالبية ه ذه
الدراسات موجهة نحو كشف وتحديد السمات الجسمانية
(الفسيولوجية) والعقلية والشخصية له ؤالء الق ادة العظ ام ،وب الرغم من ذلك ف إن ه ذه الدراس ات قد
فشلت في االتفاق على تحديد تلك السمات القيادية الوراثية ،هذا باإلض افة إلى ظه ور آراء واتجاه ات
المدارس السلوكية النفسية ،التي تعارض االتجاه السابق ،وتؤكد على أن سمات القي ادة ليست وراثي ة،
وأن القادة يصنعون وال يولدون قادة (.)Koontz et al, 1980
34
ثانياً :المدخل السلوكي
نتيجة لعدم االتفاق على السمات وتوافر األدلة على أن هناك ص فات مكتس بة في القي ادة ب دأ
التساؤل حول الخصائص الس لوكية للقائ د ،وهل يمكننا تعليم او ت دريب األف راد الواع دين؟ وللتع رف
على ذلك فقد ركزت األبحاث والدراس ات اهتمامها للتع رف على س لوك القائد والجماعة وقد أف رزت
تلك الدراسات ثالثة اهتمامات:
التركيز على سلوك القائد وكيفية تأثره وتأثيره في الجماعة العاملين (التابعين للقائد). -1
التركيز على المرؤوسين :دوافعهم وسلوكهم وت أثيرهم على م دى نج اح القائد وتع املهم معه. -2
وت رتب على ذلك وج ود ع املين مهمين في تحديد القي ادة وهما االهتم ام بالعمل واالهتم ام
بالعاملين.
وقد حددت هذه النظرية في مجملها القيادة بأنها تتأتى من تفاعل قُوى هي:
وقد توصلت دراسات السلوكيين الى عدد من النماذج واألنماط القيادية ،أهمها:
35
القائد المرؤوسين
يتخذ القائد يبيع القائد يعرض القائد يعرض القائد يعرض المشكلة يرسم القائد يطلب القائد من
القرار ويعلنه القرار األفكار ويرحب قراراً أوليا ً قابالً ويتقبل الحدود ويطلب الجماعة العمل
على األفراد ()2 باألسئلة للتغيير االقتراحات من الجماعة ضمن الحدود
()1 ()3 ()4 ويتخذ القرار اتخاذ القرار التي رسمها
()5 ()6 ()7
اإلداري المستبد:وهو النوع اآلمر الذي يتخذ القرارات مباشرة ويأمر بتنفيذها. .1
اإلداري المساوم :وهو النوع البائع الذي يتخذ القرارات ويقنع المرؤوسين بها. .2
اإلداري المحاور :وهو النوع المستقصي الذي يبني قراراته بعد استقصاء آراء العاملين. .3
اإلداري االستشاري :وهو النوع التجريبي الذي يطرح قرارا مؤقتا قابال للتغير. .4
اإلداري المحلل :وهو النوع الباحث والذي يبسط المشكلة للنق اش ,ثم يحلل المقترح ات ,ليتخذ .5
القرار.
اإلداري الموجه :وهو النوع المبتعد عن المسؤولية والذي يبسط أبعاد القضية ويدعو الع املين .6
التخاذ القرار.
اإلداري التس يبي :وهو الن وع المتس اهل ال ذي يعطي الحرية للع املين في اتخ اذ ما يرونه من .7
قرارات في ضوء الحدود المعلنة (حربي)1989 ،
خالل الدراسات التي أنجزت بمركز ) (R.Likertوقد طور هذا النموذج رنسيس ليكرت
التي ركزت على العالقات ) (University of Michiganالبحوث في جامعة ميتشيغان األمريكية
اإلنسانية في اإلدارة والتي بينت طبيعة العالقة المتفاعلة بين القائد وأعضاء المجموعة وأثر هذا
التفاعل في دافعية الفرد ،وزيادة اإلنتاج وقد توصل( ليكرت) إلى طرح أربعة أنظمة تمثل أربعة
:أنماط قيادية هي
36
النظ ام رقم(-)1النمط التس لطي االس تغاللي( )Exploitive Authoritativeوفيه تتخذ اإلدارة -
القرارات الخاصة بالعمل أو العاملين دون مشاركتهم ،مما يؤدي إلى غلبة طابع الخوف وعدم
الثقة على العالقات بين اإلداري والمرؤوس.
النظ ام رقم(-)2النمط التس لطي الخيّ ر( )Benevolent Authoritativeحيث تس مح اإلدارة -
للبعض بالمشاركة في اتخاذ بعض القرارات ولكن تبقى الثقة ضعيفة بين اإلداري والمرؤوس.
النظام رقم(-)3النمط االستشاري( ،)Consultativeوهنا تبدي اإلدارة قدرا ملحوظا من الثق ة، -
ولكنة ليس ك امال في الع املين ،بحيث يوجد ق در من التفاعل واالتص ال المتب ادل بين القي ادة
والعاملين ،ويتم تفويض جانب ال بأس به من السلطات للمستويات األدنى.
النظام رقم(-)4نمط المشاركة الجماعي ة( )Participative-Groupوفيه يمنح اإلداري ثقة كاملة -
للعاملين ويسمح لهم بأخذ القرارات على نط اق واس ع ،ويش جع االتص ال المتب ادل ،مما ي دفع
العاملين إلى االلتزام بتحقيق أهداف المؤسسة.
ويف ترض( ليك رت) أن النمط الرابع هو النمط األمثل واألكفأ؛ ألنه يزيد اإلنت اج ومس توى
الرضا بين الع املين على حد س واء ،حيث أنه يعتمد على االتص ال لجعل جميع أف راد المجموعة
يعمل ون كوح دة واح دة ويش عر جميع أعض اء المجموعة ب روح الفريق وباأله داف المش تركة بين
العاملين والمنظمة؛ وهذا يؤدي إلى خلق الدافعية لدى العاملين ()Koontz et al, 1980
وقد عرفت الدراسات في هذا االتجاه بدراسات جامعة اوهايو ()The Ohio State Studies
الرئيس ية وقد بدأت هذه الدراسات بعد الحرب العالمية الثانية ,وهدفت إلى البحث عن المحددات
لس لوك القائد وم دى الت أثير ال ذي يتركه األس لوب القي ادي على أداء الجماعة ورض اها عن العمل
(العرفي ومهدي)1996 ،
وتم خالل تلك الدراسات تطوير المقياس الش هير ألنم اط القي ادة وال ذي ع رف باسم مقي اس
وصف سلوك القائد( )Leader Behavior Description Questionnaire LBDQوالذي ق ام ه البن (
)Halpinووينر ( )Winerبتعديله إلى 130فقره ,وقاما بتطبيقية على مجموع ات مختلفة من قي ادات
الجيش والطيران ورجال األعمال والقيادات الحكومية ومشرفي العمال والمدرسين والعمداء والطلبة.
حيث برز بعدان رئيسيان للقياده هما)Koontz et al ,1980( :
37
(هيكلة المهام) Initiating Structure .1
ويشير هذا البعد إلى تحديد األدوار بين كل من القادة والتابعين ,وبالت الي فالقائد ال ذي يح رز
أكبر عدد من النقاط -بناء على إجابات تابعيه على االستقص اء هو ال ذي س يكون نش يطا ً في التخطيط
واالتصال بالمعلومات وجدولة األنشطة وتجربة األفكار الجديدة وما إلى ذلك من اهتمام بهيكلة المه ام
المطلوب إنجازها.
بمع نى ان القائد يأخذ في الحس بان واالعتب ار أحاس يس ومش اعر الت ابعين لقيادته ويح ترم
أفكارهم وتقوم بين ه وبينهم ثقة وفهم متب ادل .والقائد ال ذي يح رز أعلى درجة -بن اء على إجابة تابعيه
على االستقصاء -هو الذي يزيد من الترابط في المجموعة ويسمح باالتصال ذي التجاهين.
وقد اختلفت المسميات لهذين البعدين ،رغم تشابه الجوهر ،باختالف األشخاص الذين اهتموا
بوصف السلوك القي ادي .فقد أطلق عليها بارس ونز ( )Parsonsالبعد الأداتي ( ،)Instrumentalوالبعد
التعبيري ( ،)Expressiveوأطلق عليهما ج تزلز وجوبا ( )Getzels&Gubaالبعد ال وظيفي الرس مي (
،)Nomotheticوالبعد الشخصي ( .)Idiographicأما ه البن ( )Halpinفقد أس ماها بعد وضع إط ار
للعمل ( )Initiating Structureوبعد االعتبارية ( )Considerationوأس ماها بليك وموت ون (
)Blak&Moutonبعد االهتمام بالعمل ( ،)Concern for workوبعد االهتمام بالناس (Concern for
( )peopleالعمري .)149 ،1992 ،الشكل رقم ( )2يوضح نموذج هالبن في القيادة
38
منخفض
Initiating Structureهيكلة المهام
تعد هذه النظرية من النظريات الهامة ال تي بحثت في موض وع القي ادة وال تي طورها كل من
روب رت بليك ( )Robert Blakeو جين موت ون ( )Jane Moutonحيث وظفا نت ائج دراس ات اوه ايو
حول القيادة اإلدارية ,واستطاعا وضع مخطط ذكي للتعامل مع بعدي القي ادة :وهي االهتم ام ب األفراد
)Concern for اج (Production ام باإلنت ))Concernواالهتم for People
حيث قسما كل بعد من هذه األبعاد إلى تسع درجات من االهتم ام للحص ول على ( )81واحد
وثمانين نمطا ً قيادياً ،ولكنهما اهتما بوصف خمسة أنماط قيادية كما هو موضح في الشكل ()3
39
االهتمام باألفراد Concern of People
()1،9 ()9.9
(.)9.1 إدارة الفريق
إدارة النادي
.Country Club M .Team M
اإلدارة المعتدلة
.Mid-way M
()5،5
النمط ( :)1 ،9ويطلق على هذا النمط اإلدارة السلطوية (:)Autocratic Task Management -
يعطي فيها اإلداري االهتمام األكبر بإنجاز العمل ،واالهتمام األقل بالع املين .ويم ارس الق در
األكبر من السلطة والقوة من أجل هذا الهدف ،ويعتبر األفراد مجرد أدوات لإلنت اج ،وعناصر
تعمل على تنفيذ رغبة القائد وإطاعة أوامره ،أما من ناحية شروط العمل ,فتنظم بطريقة تجعل
تدخل العنصر اإلنساني ال قيمة له (دواني وديراني)1984 ،
40
النمط ( :)5 ،5ويطلق عليه اإلدارة المتوازنة أو المعتدلة ( )Mid-way Management -
يح دث ه ذا النمط القي ادي عن دما يعطي اإلداري اهتماماً معت دالً باإلنت اج وب األفراد .أي أنه
يحافظ على التوازن بين بع دي العمل والع املين بحيث ال يطغى أي من البع دين على اآلخ ر.
فالبعد اإلنساني في ظروف العمل مهم تماما ً كأهمية البعد اإلنتاجي ،ويفترض هذا النم وذج أن
األف راد يعمل ون برغبة بم وجب التعليم ات ال تي تعطى لهم ،إذا القت ه ذه التعليم ات تفس يراً
واضحا ً من جانبهم .لهذا يعمل هذا النم وذج على توف ير االتص ال الحر مع أعض اء المنظم ة،
حتى يبقيهم على علم ومعرفة بكل ما يجري ،مستخدما ً بذلك الطرق الرس مية وغ ير الرس مية
(دواني وديراني)1984 ،
Country :)9ويطلق على ه ذا النمط إدارة الن ادي أو اإلدارة الريفية (club النمط (،1 -
)Managementيعطي ه ذا النمط القي ادي اهتمامه األك بر لألف راد الع املين ،وببن اء عالق ات
انسانية واجتماعية يسودها الود والرضا ،ويعتقد بليك ( )Blakeأنه ال يحتمل أن يؤدي مثل هذا
األسلوب إلى التفكير الخالق ال ذي تحتاجه المنظمة لإلنت اج األفض ل .وقد ال ي ؤدي أيض ا ً إلى
عالق ات انس انية دائمة وثابته؛ ألن موقفه إزاء االحب اط أو الص راع ،ليس عالجي ا ً بل موقف
مصالحة وتهدئة .كما أن القرارات التي تتخذ ال تك ون موجهة نحو األغ راض اإلنتاجية بق در
ما هي موجهة نحو المحافظة على األمن الشخصي لألف راد وراحتهم وتوف ير ش روط العمل
المرضية لهم (دواني وديراني.)1984 ،
النمط ( :)9 ،9ويطلق عليه إدارة الفريق ( :)Team Managementيقع في الزاوية العليا -
اليمنى من الشبكة حيث يولى القائد أقصى اهتمام لكل من اإلنتاج والمرؤوسين ويكون اإلنت اج
في أعلى مستوياته الممكنة ,ويكون األفراد مل تزمين بأه داف المؤسسة وتس ود عالق اتهم الثقة
واالح ترام المتب ادل وتعت بر ه ذا اإلدارة من أفضل األنم اط وأكثرها تحف يزاً للع املين(.دواني
وديراني)1984،
ولعل أبرز ما يميز هذا المدخل أنه يرجع نشأة أو ظهور القي ادة إلى عوامل خارجية – غ ير
ذاتية – ال يملك القائد إال س يطرة قليلة عليه ا ،أو ال يملك عليها أي س يطرة ،وعلى ذلك ف المعول
األساسي والرئيسي لظه ور أي قي ادة يع ود إلى طبيعة وظ روف الموقف البي ئي وما يحيط به وما
يتض منه من عوامل وعناصر موقفية وبيئية هي بطبيعتها عرضة للتغ ير والتح ول من ف ترة ألخ رى
ومـن موقف آلخـر؛ ومـن ثم فـقد سـاد االعتـقاد بان القـادة هـم نـتاج مـواقف مـحددة ،وعلى ذلك
41
فقد تزايدت األبحاث والدراسات ال تي أخ ذت به ذا االتج اه ،خاصة من ج انب أولئك ال ذين لم يقتنع وا
بنتائج بحوث ودراسات مدخل الس مات ،وخاصة بع دما ت بين لهم أن م دخل المواقف أك ثر إقناع ا ً في
تفسير نش أة كث ير من القي ادات على م دار الت اريخ ،على ما بين ه ذه القي ادات من تب اين في الص فات
والسمات ،ومن هؤالء (هتلر) في المانيا و (موسوليني) في ايطاليا و(روزفلت) في الوالي ات المتح دة
في الثالثينات من هذا القرن ،وظهور قيادة ماوتسي تونغ في الص ين وس طوع نجمه فيما بعد الح رب
العالمية الثانية فكل من هؤالء الق ادة – ب الرغم من اختالفهم في الس مات – إنما هم نت اج تلك العوامل
والظروف البيئية التي سادت الموقف إبان الفترة التي تولوا فيها القيادة (ابو الفضل.)2002 ،
ونظرية الموقف بهذا المفهوم تقدم مفهوما ً ديناميكي ا ً للقي ادة ،وألنها ال تربط القي ادة بالس مات
الشخصية للفرد فق ط ،وإنما تربطها ب الموقف اإلداري ،على أس اس أن عوامل الموق ف ،والمتغ يرات
المرتبطة به ،هي التي تحدد السمات التي يمكن أن تع زز مكانة ومركز الش خص القائد ونجاح ه .كما
أنها من ناحية أخرى تقدم مفهوما ً ديمقراطيا ً للقيادة ،وذلك من خالل عدم حصر القادة في عدد محدود
من األف راد هم من تت وافر فيهم س مات وق درات معين ة ،بل تجعل قاع دة القي ادة عريضة بحيث يمكن
ألي ش خص أن يك ون قائ داً في بعض المواق ف ..كما أن من مظ اهر ديمقراطيتها رفض ها للمفه وم
القائل بأن القادة يولدون وال يصنعون ،وتأكيدها على أن هناك بعض السمات والمهارات القيادية يمكن
اكتسابها بالتعليم والتدريب (عبد الباقي )2000 ،ويمكن تلخيص عناصر الموقف بما يلي:
سمات األتباع وق دراتهم واس تعدادهم على الفهم والتع اون وتحمل المس ؤولية ودرجة انتم ائهم .2
سمات الموقف ويتضمن المش كلة أو الظ روف ال تي أوج دت الموقف والحل ول المناس بة لتلك .3
المشكلة ،وعملية التفاعل بين هذه العناصر (العدوان.)1997 ،
أما عن أهمية تلك العوامل والعناصر الموقفية ال تي ت ؤثر في نش أة وظه ور القي ادة ،ف إن
المؤيدين لهذا المدخل يختلفون حول هذه العناصر الموقفية وأهمية كل منها ،ومن هنا نش أت نظري ات
مختلفة تعكس اختالف المواقف ح ول تلك العناصر والعوامل البيئية الموقفي ة ،وأهمية كل منها ومن
هذه النظريات نظرية التابعين والنظرية الموقفية والنظرية الوظيفية (ابو الفض ل .)2002 ،وقد انبثق
عن هذا المدخل عدد من النماذج واألنماط القيادية ،ومن أهمها:
42
.1نموذج فيدلر
ق ام فريد في دلر Fred E. Fiedlerبوضع أنم وذج أطلق عليه "نم وذج الظ روف المتغ يرة
لفعالية القيادة" A contingency model of Leadership effectivenessويعتبر أول نموذج للقي ادة
الموقفية والقاعدة الرئيسية لهذه النظرية هي :أن فاعلية القائد لتحقيق أداء عال للمجموعة يتوقف على
تركيب حاجة القائد ومدى سيطرته وتأثيره في موقف معين (العرفي ومهدي.)1996 ،
وتعتبر هذه النظرية أن األسلوب األمثل واألفضل لنجاح نمط القائد ،يتمثل في موالفة الموقف
ال ذي يعيش فيه القائد مع نمط ه ،من خالل عملية تش خيص القائد لس لوكه ،ودراسة المواقف المتعلقة
بالتنظيم ،ويف ترض (ف دلر) أنه من الص عب على القائ د ،أن يغ ير من نمطه القي ادي ؛ألن نمط القي ادة
يعتبر انعكاسا لشخص يته .ل ذلك فهو يق ترح لتحقيق الفعالية أن يغ ير القائد الموقف؛ ليتناسب مع نمطه
القيادي (درة وآخرون)1994 ،
وقد طور فيدلر أداة سماها (الزمالء األقل تفضيالً ( ) The Least Preferred Co-Worker
)L.P.Cوالمصممة لقياس درجة توجه القائد نحو المهام أو نحو العالق ات مع المرؤوس ين .وقد ع زل
(في دلر) ثالثة مع ايير موقفية وهي عالقته القائد ب الموظفين Leader member relationshipوال تي
عرفها على أنها درجة حب واح ترام الم وظفين للقائد وثقتهم ب ه ،وهيكل المهمة Task Structure
وال ذي عرفه على أنه الدرجة ال تي يق وم بها القائد بتحديد المهم ات ويترجمها إلى إج راءات ،وق وة
المنصب Position Powerوال تي عرفها على أنها :درجة الت أثير ال تي يملكها القائد على متغ يرات
الق وة مثل :التع يين والفصل والت أديب والترقية … الخ ،إن ه ذه المع ايير الثالثة يمكن التحكم بها
وتغييرها من أجل إيجاد الموقف المناسب مع التوجه السلوكي للقائد (فياض.)1993 ،
وطبق ا ً لتحليل (في دلر) ف إن المواقف تك ون مالئمة Favorableللقائد إذا ك انت األبع اد أو
العوامل الثالثة السابقة مرتفعة بمعنى أنه إذا كان القائد يلقى قبوالً بص فة عامة من المرؤوس ين (البعد
األول مرتفع) وإذا كانت المهام التي تحويها الوظائف مهيكلة بدقة ومعلنا ً عنها بوض وح (البعد الث اني
مرتفع) وإذا كانت هن اك ق وة كب يرة وس لطة رس مية قوية ممنوحة للمنصب ال ذي يش غله القائد (البعد
الث الث مرتف ع)؛ فإنه ي ترتب على ذلك أن الموقف س يكون أك ثر مالئمة Very Favorableوالعكس
ب العكس .واف تراض( في دلر) هو أن مالءمة الموقف مقرونة بنمط القائد تح دد درجة الفاعلية
.Effectiveness
والشكل رقم ( )4يلخص العالقة بين نمط القيادة ومدى مالءمة الموقف
43
العالقة بين نمط القيادة ومدى مالئمة الموقف
detceriD ksaT
االهتمام بالعمل نمط القيادة
االهتمام بالعالقات
namuH
pihsnoitaleR
يتضح من الشكل ( )4أنه عندما تكون عناصر الموقف مالئمة أو غير مالئمة ،فالتركيز على
العمل هو النم وذج المفضل وأنه عن دما تك ون عناصر الموقف معتدل ة ،فيك ون األفضل هو الترك يز
على العالقات (.)Koontz,et al ,1980
قام ريدن Reddinبتطوير الشبكة االدارية ال تي ق دمها كل من بالك وموت ون وذلك بإض افة
بعد الفاعلية – Effectivenessوالذي يعرفه بانه :الدرجة التي يحقق فيها المدير المخرج ات المطلوبة
من منصبه – إلى البعدين المستخدمين في نموذج الش بكة اإلداري ة ،وبالت الي أص بحت الأبع اد الثالثة
المستخدمة في تحديد األنماط اإلدارية كالتالي:
وقد نتج من إض افة ه ذا البعد الث الث التوصل إلى ثمانية أنم اط من القي ادة تنتج من أربعة
أنماط كامنة (أساسية) بحيث أن إضافة عنصر الفاعلية له ذه األنم اط الكامنة ي ؤدي إلى إظه ار أربعة
44
أنماط أكثر فاعلية وأربعة أخرى أقل فاعلية .أما األنماط األساسية فهي :المتكامل والمتف اني والمنتمي
والمنفصل (العرفي ومهدي .)1996 ،والشكل رقم ( )5يوضح ذلك.
ووفقا ً لما يراه "ريدن" في نظريته ،فإن األسلوب المتكامل إذا استخدم في موقف غير مناس ب ،فإنه قد
يؤدي إلى أسلوب الموفق ولكن عندما يستخدم في موقف مناسب ،فإنه يقود إلى أسلوب تنفي ذي فع ال.
وإن أسلوب المنتمي إذا عبر عنه بش كل غ ير مناس ب ،فإنه قد ي درك أنه أس لوب (مجام ل) .ولكن إذا
األف راد ،أو أنه كان الموقف مالئم ا ً له ذا األس لوب ,ف إن تط وراً يمكن تحقيقه في
يقود إلى أسلوب المطور .وإذا تصرف المرء بطريقة (منفصلة) ت وفرت لها الظ روف المناس بة ،فإنه
يظهر اس تجابة (بيروقراطي ة) مالئم ة ،أو أس لوبا ً (بيروقراطي اً) .ولكن إذا ك ان اس تخدام األس لوب
المتوجه نحو المهم ة ،أو نحو الع املين أو كليهما( :المهمة والع املين) مطلوب اً ،فقد يك ون القائد
(انهزاميا ً ) وأن القائد المتفاني الذي يمتلك تأثيراً قوياً ،وت وفرت له ظ روف مناس بة ،فإنه ي درك على
أنه (إداري) .ولكن عن دما يظهر ه ذا األس لوب في موقف غ ير مناس ب ،ف إن القائد ي رى على أنه
اوتوقراطي (العرفي ومهدي .)1996 ،وفيما يلي وصف ألنماط ريدن.
45
األنماط األقل فعالية.
االنهزامي :ويظهر هذا النمط اإلداري ع دم اهتمامه بكل من العمل والعالق ات اإلنس انية ،كما -
أنه غير فع ال .ليس فقط بس بب ع دم رغبته في العمل واهتمامه ب ه ،بل ك ذلك للت أثير الس لبي
ال ذي يمارسه على ال روح المعنوية للجماع ة ،وال ينحصر ت أثيرة في مج رد االنس حاب من
العم ل .بل إنه يع وق اآلخ رين ك ذلك في أدائهم عن طريق الت دخل في أعم الهم وحجب
المعلومات الالزمة لهم.
المجامل :يضع التناسق بين األفراد والعالقات الطيبة فوق أي اعتبار أخر ،تغيب عنه الفاعلية -
نتيجة رغبته في رؤية نفسه – وفي أن ي رى فيه اآلخ رون – كش خص طيب .وبالت الي يمنعه
ذلك من المخ اطرة ب أي اض طراب في العالق ات الس ائدة من أجل الحص ول على اإلنتاجية
المرغوبة.
األوت وقراطي :يضع كل اهتمامه على العمل الح الي المطل وب ،ويفض لة على أي إعتب ارات -
أخرى تظهر ع دم فاعليته نتيجة إعالنه الواضح عن ع دم إهتمامه ب أمور العالق ات ،وبدرجة
ثقته المنخفضة ب اآلخرين ،ويخافه الكث يرون وال يحبون ه ،وبالت الي فهم يعمل ون فقط عن دما
يمارس عليهم ضغوطه المباشرة.
الموف ق :يع رف جي دا مزايا االهتم ام بكل من العمل والعالق ات ,ولكنه غ ير ق ادر ،أو غ ير -
راغب على إتخ اذ ق رارات س ليمة ،وتع بر الحل ول الوسط عن اس لوبه المس تمر في العم ل،
ويك ون ترك يزه واهتمامه موجها للض غوط ال تي يواجهها في الحاض ر ،وبالت الي فهو يح اول
اإلقالل من المش اكل الحاض رة ولو تم ذلك على حس اب االعتب ارات المس تقبلية المرتبطة
باإلنتاج ،كذلك يحاول إرضاء من يملكون التأثير على حياته المهنية.
الروتي ني الب يروقراطي :ال يهتم ب أمور العمل أو العالق ات ,ولكنه يخفي ذلك وراء اتباعه الح رفي
للتعليمات والقواعد ،وبالتالي فإن تأثيره محدود على ال روح المعنوية ويظهر درجة من الفاعلية نتيجة
اتباعه التعليمات ,ويختفي وراء قناع وهمي من الرغبة في العمل واالهتمام به.
المنمي :يضع ثقته الض منية في األف راد ،وي رى أن عمله يتمثل أساسا في تنمية ق درات وم واهب
اآلخ رين ,وفي تهيئته من اخ العمل ال ذي يعمل على تحقيق أعلى درج ات اإلش باع ل دوافع الع املين،
وتنبع فعاليته من المن اخ المش جع ال ذي يعمل على تهيئته لمرؤوس يه ،وبالت الي ي زداد ارتب اطهم به
وبالعم ل ،بينما ينجح في تحقيق مس تويات عالية من اإلنت اج ،إال أن اتجاهه المرتفع تج اه تنمية
46
مرؤوسيه قد يدفعه في بعض المواقف إلى التضحية بأهداف اإلنتاج القصيرة والطويلة األجل من أجل
تحقيق التنمية الشخص ية لآلخ رين ،وب الرغم من ع دم ارتب اط عملية التنمية ه ذه بالعمل أو بإع داد
آخرين ليخلفوه في منصبه.
التنفيذي :يضع ثقته الضمنية في نفس ه ،يهتم باألجل القص ير والطويل في عمل ه ،وترك يز فعاليته في
قدرته ومهارته على دفع اآلخرين ألداء ما يرغب فيه دون أن ينتج عن ذلك مقاومة ت ذكر من ج انبهم
قد تؤثر على اإلنتاجية ،وتتوفر لديه المهارة لخلق مناخ يساعد على تخفيف مظاهر الع داء ال تي يمكن
أن توجه ضده ،وبالتالي يعمل على كسب طاعة ووالء مروؤسية.
اإلداري :ي رى أن عمله يتمثل أساس ا ً في توجيه أقصى طاق ات اآلخ رين تج اه العمل المطل وب في
األجل القص ير والطوي ل ،فهو يح دد مس تويات طموحه لألداء واإلنت اج ويعلم أن هن اك فروقا في
الق درات الفردية بين من يعمل ون معه تتطلب منه أس اليب متنوعه من العمل والتعامل مع كل منهم،
وتنبع فعاليته من أن اهتمامه وتركيزه على كل من العمل والعالقات يكون ظاهرا للجميع وي ؤدي ذلك
إلى دفع الع املين معه لتحقيق األه داف ،وبالت الي يتمكن من تحقيق أه داف انتاجية عالية (جس تنيه
وأسعد والعوضى)1993 ،
وي دعى ه ذا النم وذج بنظرية النضج ال وظيفي للع املين أو نظرية دورة الحي اة Life cycle
Theoryوال تي طورها كل من ب اول هيرسي Paul Herseyوكينث بالنش رد Kenneth Blanchard
خالل الدراسات التي أجريت في مركز أبحاث القيادة بجامعة اوهايو .Ohio
وتعد هذه النظرية كأحد أبرز التح والت الحديثة في نظري ات القي ادة وال تي تجمع بين جنباتها
بعض ا ً من عناصر نظري ات ال دوافع الحديثة وتكاملتيها مع دور القائد في التنظيم الح ديث ،ح تى إنها
أصبحت أكثر النماذج استخداما ً في تدريب المديرين والتطوير التنظيمي (عدوان.)1997 ،
واالف تراض األساسي له ذه النظرية هو أنه بزي ادة نض وج الت ابعين ،يتطلب الس لوك القي ادي
المناسب درجات مختلفة من االهتمام بالمهام واالهتمام بالعالقات (صبيح.)1981 ،
وتف ترض ه ذه النظرية ب أن العالقة بين القائد والم رؤوس ،تمر ع بر مراحل أربع أساس ية
تسمى بمراحل النضج الوظيفي ،وهي على النحو التالي( :درة وآخرون.)1994 ،
47
-المرحلة األولى:
يكون الموظف في هذه المرحلة موظفا ً جدي داً في عمله وفي عالقاته بحيث ال يلم وال يع رف
عمله ال ذي س وف يق وم ب ه ،وك ذلك ال يع رف من هم رؤس اؤه وال زمالؤه في العم ل ،وال يع رف
األه داف التنظيمية أو رس الة التنظيم ويك ون الموظف غ ير ق ادر على القي ام باألعم ال المطلوبة منه
وتكون درجة استعداده لتحمل المسؤولية محدودة.
-المرحلة الثانية:
مع م رور ال وقت ونتيجة الكتس اب الموظف الخ برة والمه ارة من عمله الجدي د ،ونتيجة
الحتكاكه مع رؤس اء العمل وزمالئ ه نجد أن الموظف قد ينتقل إلى ه ذه المرحلة وب ذلك تك ون ق درة
الموظف على القيام باألعمال المناطة به مكتملة أو بعب ارة أخ رى متدنية إال أنه لديه بعض االس تعداد
لتحمل المسؤولية.
-المرحلة الثالثة:
ومع زيادة مرور الوقت يصبح الموظف في هذه المرحلة قادراً على القيام بالعمل بشكل جيد،
وقادراً على تكوين عالقات مع العاملين ،ومع ه ذا قد يفتقر الى بعض الش يء من الثقة بال ذات وع دم
األمان نتيجة لازدياد المسؤولية الملقاة عليه.
-المرحلة الرابعة:
وفي حالة تحديد مس توى النضج ل دى الع املين ،ف إن الم دير يخت ار النمط الس لوكي المالئم
فمثالً :إذا تميز التابعون بمستوى منخفض من النضج فإن هذا يعني أن على الم دير أن يك ون موجه ا ً
للمهمة وذا اهتمام قليل بالعالقات لتحقيق االنجاز المطلوب .وإذا ك ان نضج الع املين عالي ا ً (مرتفع اً)
مثالً ف إن على الم دير أن يك ون مش اركا ً ويس مح لهم باتخ اذ الق رارات وتحميلهم المس ؤولية .كما في
الشكل رقم (.)6
48
شكل رقم ()6
مرتفع
االهتمام Participation
بالعالقات Selling
Delegation Telling
ووفقا ً لهذه النظرية فإن اإلدارة الناجحة أو الفاعلة هي التي يع ّدل فيها الق ادة أنم اطهم القيادية
حسب مدى استعداد (نضج) المرؤوسين للتعامل مع موقف معين .أما األنماط القيادية المنبثقة عن هذه
النظرية فهي ناش ئة عن المواءمة بين الس لوك القي ادي المهتم بالمهمة والس لوك القي ادي المهتم
بالعالقات ،األمر الذي ينشأ عنه األنماط التالية:
يركز المدير على التوجيه المباشر ،حيث يحدد المهمة التي يقوم بها المعلمون ،وك ذلك الكيفية
التي يتم بها تنفيذ المهمة ،وال زمن المح دد لتنفي ذها ،مع االهتم ام القليل بالعالق ات االجتماعية
واإلنسانية مع المعلمين .ويمارس هذا السلوك عندما يكون النضج الوظيفي للمعلمين منخفض ا ً
في المهارة والرغبة.
يركز المدير على شؤون العمل واإلنتاج وكذلك االهتمام ببناء عالق ات إنس انية واجتماعية مع
المعلمين؛ ولكن محور االختالف أن الم دير يع رض األفك ار على المعلمين بقصد التبني على
49
الرغم من أنها ستكون قيد التنفيذ في العقل الباطن للمدير .ويمارس ه ذا الس لوك عن دما يك ون
مستوى النضج الوظيفي للمعلمين منخفضا ً في المهارة؛ ولكنهم راغبون في أداء العمل.
يهتم المدير ببناء العالقات اإلنسانية واالجتماعية مع المعلمين ,ويش اركهم اآلراء في الش ؤون
المتعلقة بالعمل واإلنت اج ،ولكن األمر يرجع إليهم في تب ني الفك رة أو رفض ها .ويم ارس ه ذا
السلوك عندما يكون مستوى النضج الوظيفي للمعلمين عاليا ً في المهارة؛ ولكنهم غير راغ بين
في أداء العمل.
ي ترك الم دير الش أن فيما يتعلق بالعمل وش ؤون اإلنت اج وك ذلك بن اء العالق ات االجتماعية
واإلنس انية إلى رئيس المجموعة والم دير مج رد استش اري عند حاجة رئيس المجموعة
ويم ارس ه ذا الس لوك عن دما يك ون مس توى النضج ال وظيفي للمعلمين عالي ا ً في المه ارة
والرغبة.)Hersey & Blanchard, 1988( ،
تعتبر نظرية المسار نحو الهدف التي قدمها روبرت هاوس ( )Robert Houseسنة 1971ثم
ومش اعر طورها ميتشل ( )Mitchellس نة 1974محاولة للربط بين الس لوك القي ادي ودافعية
المرؤوس ين كما ويع د امت داداً للنظرية الموقفية لفي دلر؛ ولكنها تم يزت عنها بأنها اس تخدمت نظرية
التوقع في الدافعية ويعتبر ذلك تطورا س ليما؛ ألن القي ادة ترتبط بالدافعية من ناحية وترتبط ب القوة من
ناحية أخرى(.حنفي )1993 ،ومصطلح"المسار-الهدف" Path-Goalمشتق من االعتقاد الذي يرى أن
القادة الفعالين هم الذين يوضحون الطريق للعاملين؛ من أجل مساعدتهم على اختيار البداية الص حيحة
باتج اه تحقيق أه دافهم بأقل ما يمكن من المعوق ات أو المش اكل ال تي تص ادفهم على ه ذا الطريق
(الطحان.)2000 ،
وق دم ه اوس Houseه ذه النظرية في القي ادة لتس اعد في تفس ير الطبيعة الموقفية لوظ ائف
القائد .وربط في نظريته بين نظرية التوقع Expectancy Theoryالتي قدمها العالم فروم Vroomفي
الدوافع ،وبين الدراسات التي جرت في جامعة أوه ايو .أي أنه أخذ بعين االعتب ار الربط بين الجهد –
واألداء ،واألداء – واله دف ال ذي ج اء في نظرية التوقع ات وبين بع دي القي ادة :االهتم ام بالمهم ة،
واالهتمام بالعاملين اللذين توصلت لهما دراسات (اوهيو) في القيادة .وقد ركزت نظرية مسار اله دف
على ضرورة زيادة المكافآت الشخصية للمرؤوسين من أجل الوصول إلى األه داف ,وعلى ض رورة
50
جعل الطريق لهذه المكافآت سهال وميسرا ,وزيادة رضا المرؤوسين أثن اء س لوك ه ذا الطري ق .وفي
هذا السياق فإن بعد االهتمام بالمهمة يعمل على توضيح الطريق للوصول إلى اله دف ،وبعد االهتم ام
بالعاملين يجعل الطريق إلى هذا اله دف س هال ميس را .الإ أن ما تم يزت به نظرية مس ار اله دف عن
نت ائج دراس ات (اوهيو) ال تي اعت برت أن القائد الفع ال هو القائد ال ذي يهتم اهتمام ا ً عاليا بالمهمة,
واهتماما عاليا بالعاملين .إن النظرية األولى أخذت بعين االعتبار العوامل الموقفية إذ وج دت أنه ليس
بالضرورة أن يكون القائد الذي يهتم كثيرا بالمهمة ويهتم كثيرا بالعاملين فعاال في جميع المواق ف .فقد
اف ترض (ه اوس) في نظريته أن المواقف غ ير المؤك دة والغامضة يمكن أن تص بح محبطة
للمرؤوس ين ,وأنه في مثل ه ذه المواقف ف إن توض يح المهمة المق دم من قبل القائد يك ون في نظر
المرؤوس ين ض روريا ومقب وال .وعلى العكس من ذلك ف إن المواقف الروتينية تجعل ذلك مرفوض ا ً
ويؤدي إلى انخفاض الرضا عند المرؤوسين (.)Dessler, 1986
واالهتمام الرئيسي له ذا النم وذج يتعلق بالكيفية ال تي يمكن أن يش كل فيها س لوك القائد عامل
دافعية أو إشباع ،لما لذلك من أثر على إدراك المرؤوسين ألعمالهم وأله دافهم الشخص ية ولمس ارات
تحقيق هذا الهدف فالمرؤوس يفترض أن يكون مدفوعا للعمل الجاد إذا ما اعتقد أن عمله الجاد سيقود
إلى مخرجات متنوعة ،وأنه يعتبر هذه المخرجات ذات قيمة كبيرة .وهكذا فإن
القائد يمكن أن يك ون له ت أثير على ن وع المخرج ات وتوض يح العالقة بين الس لوك والمخرج ات
(الطويل.)2001 ،
ووفق ا ً له ذه النظري ة ،يك ون س لوك القائد مقب والً من قبل األف راد طالما تص وروه أنه يعمل
لرضاهم الحالي ,أو وسيلة لتحقيق رضاهم المستقبلي ،وبالتالي على القائد القيام بما يلي:
إزالة العوائق والعراقيل التي تعترض طريق الوصول إلى الهدف. -
زيادة الفرص أمام المرؤوسين لحصولهم على الرضا الشخصي (المغربي.)1995 ، -
51
شكل رقم ()7
توجيه
القائد
وظائف منظمة
(واضحة)
Structured
منخفض
مرتفع منخفض
الرضا الوظيفي
وكما هو واضح من الشكل فاذا كان القائد ي رغب في الرضا ال وظيفي الع الي للت ابعين ,فعليه
أن يقدم توجيها ً عاليا ً للوظائف غير المنظمة (غير الواضحة) وتوجيها ً منخفضا ً في الوظائف المنظمة
(الواضحة) .وتؤمن هذه النظرية بأن النمط القيادي قابل للتغير من قبل القائد وذلك لمالءمة خصائص
المرؤوس ين ومتغ يرات البيئة ,لض مان الفعالية القص وى للقي ادة وتش تمل النظرية على أربعة أنم اط
رئيسة من السلوك القيادي وهي:
القائد يعطي توجيهاته فيما يجب عمله وكيف يتم عمله ودور كل ف رد في المجموع ة ،وهو
الذي يرتب العمل حسب األولوية واألهمية ويضع معايير محددة لإلنج از حيث وجد أن هن اك
عالقة إيجابية بين رضا الت ابعين وبين توجيه القائد خاصة في المه ام الغامضة Ambiguous
52
القيادة الداعمةSupportive Leadership : -2
القائد هنا يك ون حليم ا ً ودوداً وهو يعطي اهتمام ا ً للوضع االجتم اعي والمعيشي لألف راد
ولحاجاتهم ،وهو يعمل؛ لكي يك ون جو العمل بش كل ع ام ممتع ا ً ومريح ا ً للت ابعين من الناحية
النفسية ،ويحاول أن يعامل الكل بشكل متس اوي ودون تفرق ة .وتف ترض ه ذه النظرية أن ه ذا
النوع من القيادة له تأثير إيجابي على رضا الت ابعين ال ذين يعمل ون تحت ض غوط وإحباط ات
وينفذون مهام ال تؤدي إلى القناعة والرضا والراحة النفسية.
القائد يضع أهدافا ً متعددة قابلة للتحدي ,وهو يتوقع أن يك ون إنج از الت ابعين عاليا ,وهو يركز
على تط وير اإلنج از ،وما على الت ابعين إال أن يك افحوا ويجاه دوا؛ من أجل الوص ول إلى
معايير إنجاز عالية والحصول على ثقة عالية في الق درة على مواجهة التح ديات في األه داف
المراد تحقيقها.
تمتاز هذه القيادة ب أن القائد هنا يس تثير الت ابعين ويأخذ باقتراح اتهم بش كل ج دي قبل أن يضع
ق راره ،ويجب مناقشة المم يزات المح ددة لكل الت ابعين والمواقف ال تي ت ؤدي الى قي ادة
المشاركة ,وبالتالي إلى اإلنجاز الفعال (سويلم.)1983 ،
شكلت النظرية الموقفية ونماذجها للس لوك القي ادي بداية تح ول في التفك ير القي ادي .فقد ب دا
االهتمام واضحا ً في النمط القي ادي الفع ال ,وارتب اط ذلك ب المواقف المتغ يرة وعوامله ا .وب دأ البحث
يخرج من إطار السمات والنمط القيادي إلى دور العاملين والجماعة والبيئة وقدرة المدير (القائد) على
التكيف ومن هذه االتجاهات الحديثة ما يلي:
ويع رف ه ذا النمط من القي ادة على أنه مب ني على عالقة التب ادل االقتص ادي بين ال رئيس
والم رؤوس فالقائد يش جع على االتس اق والتوحد مع المنظمة بواس طة أعط اء المكاف آت العرض ية
اإليجابية والسلبية.
وتعتمد القيادة اإلجرائية على التعزيز غير المشروط ,فالقائد يهتم بالنتائج ويركز عمله على بحث
التبادل بينه وبين المرؤوسين وضبط أعمال مرؤوسيه حتى يتبعوا ما يريده القائد منهم ,فهو يؤثر على
53
مرؤوسيه من خالل الجوائز والمكافآت أو العقوبات ويعطيها بش كل عف وي معتم دا على كف اءة األداء
للمرؤوسين.
ويتم يز القائد اإلج رائي في أنه مح اور جيد بحيث أن له ق درة على إيص ال رؤية جذابة
للمستقبل وقدرة على المباحثات والحوار وضبط اإلجراءات ,وهو قادر على إقناع مرؤوس يه ليري دوا
ما يريد ،فهو يستطيع أن يعبر عن نفسه بشكل كامل والقائد اإلجرائي يعرف نفسه جيدا ويع رف نق اط
القوة والضعف ويعرف كيف يوظف نقاط قوته للتغطية على نق اط ض عفه وهو يع رف ما يريد وكيف
يوصل ما يريد لآلخرين؛ من أجل الحصول على تعاونهم ودعمهم
(.)Cardona, 2002
المكاف أة المش روطة :وتش مل عملي ات التعزيز االيج ابي بين القائد والت ابعين ال تي تس هل من -1
تحقيق األهداف التي تمت الموافقة عليها من قبل التابعين.
اإلدارة باالستثناء Management by exceptionوالتي فيها يتدخل القائد عندما تسير األم ور -2
بشكل غير صحيح من خالل التعزيز السلبي والعقاب.
يعد ب يرنز Burnsمؤسس ه ذا الن وع من القي ادة حيث م يزه عن النمط اإلج رائي
Transactionalفي الع ام 1978ومن ثم ق ام ب اس Bassبتط وير فك رة القي ادة التحويلية في الع ام
.1985وقد وصف ب يرنز Burnsالقي ادة التحويلية كعملية يق وم فيها القائد والت ابع ب دعم كل منهما
اآلخر؛ للوصول إلى أعلى مستوى من الروح المعنوية والدافعية.)Kerry, John & Robert , 2000(.
وهي القي ادة ال تي تب نى فيها عالقة التب ادل على أس اس العمل ,وفي ه ذه العالقة ف ان القائد يش جع
مرؤوس يه على االتس اق والتوحد مع المنظمة بإعط اء المكاف آت معتم دا على الدافعية الحقيقية
للمرؤوسين (.)Cardona ,2002
والقائد التحويلي يسعى ليحول المرؤوسين إلى ق ادة .إنه قائد إج رائي مع زز ومقوّ ,فهو قائد
إج رائي ذو شخص ية محبوبة بطريقة ت دفع مرؤوس يه ألن يعمل وا أبعد وأك ثر مما هو مطل وب منهم
بش كل رس مي وي ؤدوا عملهم بأحسن ما يمكن من التم يز .والقي ادة التحويلية من وجهة نظر ب يرنز
Burnsهي القيادة األك ثر تعقي دا ,ولكنها األك ثر ق وة ويض يف أيضا أن ه ذا الن وع من القي ادة يك ون
54
ضروريا عندما ينظر أو يتطلع القائد إلى الدافع الكامن ,ويبحث إلشباع الحاجات العليا للت ابعين ،وهو
يتطلع أيضا إلى امكانات الفرد الكاملة ويبحث عن طاقة إضافية في الفرد ( .) Thompson , 2001
ويصفها الش واي ( ) Lashway , 1996بأنها الق درة على إله ام الع املين للنظر إلى ما بعد
مكاسبهم الشخص ية ,والترك يز على أه داف المنظمة ويض يف أنه مع م رور ال زمن أص بح ينظر لها
على أنها إس تراتجية واس عة توصف بأنها تس هيلية ( )Facilitativeوهي عالقة ت أثير متب ادل بين قائد
ملهم وفعال وبين تابعين لديهم والء وانتماء متبادل لعملهم ( .) Chirichello, 1999
وقد اعتبر بيرنز Burnsأن القيادة التحويلية والقي ادة اإلجرائية تعت بران على متصل متض اد
ات مختلفة ومواقف مختلفة ادة في أوق تخدام النمطين من القي فيمكن لنفس القائد اس
( .)Kerry et al , 2000ويصف كاردونا ( )Cardona, 2002القادة التحويليين كاآلتي:
يحاولون أن يجعلوا مرؤوسيهم يحاكونهم ويضاهونهم ويتبادلون معهم الرؤى المس تقبلية ال تي -
تكون جذابة للمرؤوسين.
يحاولون أن يجعلوا المرؤوسين يدمجون أنفسهم واهتماماتهم ومصالحهم بمص الح واهتمام ات -
القائد.
يح اولون أن يخلق وا الدافعية الحقيقية عند المرؤوس ين ح تى تتط ابق وتت واءم حاج اتهم مع -
حاجات القائد.
يميلون إلى خلق شراكة في العمل أكثر من خلق المساهمة في العمل. -
التأثير والجاذبية :يعني إيجاد القائد لرؤية واض حة وإحس اس بالرس الة العليا للمنظمة وغ رس -1
روح الفخر واالعتزاز في نفوس أتباعه وتحقيق الثقة واالحترام من قبلهم.
ال دفع واإلله ام :هي ق درة القائد على إيص ال توقعاته العالية إلى اآلخ رين ,اس تخدام الرم وز -2
لتركيز الجهود والتعبير عن األهداف المهمة بطرق بسيطة :أي إنجاز أشياء كثيرة عن طريق
زيادة الجهد المبذول.
55
التش جيع اإلب داعي :ق درة القائد ورغبته في جعل أتباعه يتص دون للمش كالت القديمة بط رق -3
جديدة وتعليمهم النظر إلى الصعوبات بوص فها مش كالت تحت اج إلى حل ,والبحث عن حل ول
منطقية لها.
االهتمام بالمشاعر الفردي ة :تع ني اهتم ام القائد الشخصي بمرؤوس يه وإدراك الف روق الفردية -4
بينهم والتعامل مع كل موظف بطريقة معينة والعمل على تدريبهم وإرش ادهم لتحقيق مزيد من
النمو والتطور.
يعود الفضل في دراسات القيادة التحويلية في التربية إلى أعم ال س يرجيوفاني Sergiovanni
ال تي امت دت من 1990-1984وقد وصف ه النقر Hallingerالتغ ير في دور م دير المدرسة من
اإلداري Managerialإلى المعلم Instructionalثم إلى المحول .Transformational
ففي بداية الثمانين ات ظهر نمط القي ادة التعليمي Instructional Leadershipكم يزة من
مميزات المدارس الفعالة حيث القيادة اإلدارية القوية مع التركيز على نوعية التعليم والتوقع ات العالية
لتحصيل وتقدم الطلبة ثم تطور هذا النمط القيادي إلى أن أص بح القائد يعمل بش كل اقل توجيها وأك ثر
تعاونا مع المعلمين وهذا ما دعاه بيرنز بالقي ادة التحويلي ة ،وه ذا الن وع الجديد من القي ادة حصل على
الكثير من قوته بالتأكيد على مشاركة المعلمين بالقيم وبناء والء طبيعي للعمل ولمهمة المدرسة ،حيث
ركزوا على تكوين ثقافة خاصة للمدرسة وك ان من س ماتها تف ويض الس لطة للمعلمين وه ذه العملية
هامة جدا خاصة في المدارس الثانوية وقد أثبتت الدراس ات إن ه ذا الن وع من القي ادة يزيد من دافعية
ووالء المعلمين لعملهم ( ،) Gurr,1996وأثبتت أيضا أن ه ذا الن وع له فعالية أك ثر في توف ير البيئة
المناس بة للمعلمين للتط وير واإلب داع واس تخدام التكنولوجيا في التعليم (Hughes & Zachariah,
القي ادة التربوية وال تي من خاللها يثبت الم دير الخ برة والمعرفة ح ول األم ور التربوية -3
والمدرسية.
القيادة الرمزية :وتشمل التركيز على النموذج في السلوك وعلى أهمية األهداف. -4
56
القي ادة الثقافية وال تي من خاللها يس اعد الم دير في تعريف وتحديد وتث بيت القيم المؤسس ية -5
والمعتقدات والثقافة المؤسسية والتي تعطي المدرسة حريتها على مر الزمن.
وه ذه األبع اد من ش أنها -من وجهة نظر س يرجيوفاني -أن تجعل من المدرسة مدرسة فعالة
وأكثر تحصيال (.) Gurr , 1996
هي القيادة التي تكون فيها عالقة التب ادل مبنية على المس اهمة وفي ه ذه القي ادة يش جع القائد
االتساق والتوحد في المنظمة بإعطاء مكافآت عرضية للمرؤوسين مناشدا لدافعيتهم الحقيقية ومط ورا
لدافعيتهم المتسامية ( العليا).
فالقائد يهتم بالنت ائج وعملية االتس اق بين دافعية الم رؤوس وح وافزه مع دوافع وح وافز
اإلدارة وهو يحاول تطوير الدافعية العالية لهم ويركز في عمله اإلداري على حاجات المش اركين فهو
مهتم باألفراد ويحاول المساهمة في تطويرهم الشخصي والقادة في ه ذا النمط يهتم ون بالوص ول إلى
حاج ات المرؤوس ين من خالل المرؤوس ين وتط ويرهم وهو قائد كالس يكي ويتماشى مع مقولة القائد
الخادم Servant Leaderوتبدأ من الشعور الطبيعي بان اإلنس ان يريد أن يخ دم ويخ دم أوال فاألولوية
األولى الحتياج ات المرؤوس ين هو أن يكون وا مخ دومين من أجل أن يتط وروا وينم وا ه ؤالء
المخ دومين لكي يص بحوا أثن اء الخدمة أك ثر ص حة وحكمة وأك ثر حرية واس تقالال وأك ثر اس تعدادا
واحتماال ألن يكونوا خادمين وبالتالي يكون العطاء المنتظر لهم.
والقائد المتس امي هو قائد إج رائي وذو شخص ية محبوبة وخ ادم؛ ألنه يحب دائما أن يعت ني
باهتمام ات ومص الح مرؤوس يه بالدرجة األولى وه ذا االهتم ام األص يل يخلق ش عوراً بالتب ادل
والمس ؤولية من قبل المرؤوس ين وه ذا ما يس مى بالوح دة ,فالمرؤوس ون يؤمن ون بالقائد ويري دون
مس اعدته واألخذ بي ده لتحقيق أهداف ه ،ول ذلك ف إن أحسن طريقة لخلق القي ادة المتس امية هي بإعط اء
الق دوة والمثل؛ ألن القائد المتس امي لديه الق درة على التض حية بنفسه في خدمة مرؤوس يه ولو ك انت
على حساب مص لحته الشخص ية ولديه الق درة على االس تقامة؛ ألنه يس مو بنفسه ويرتفع بها من أجل
مصلحة المرؤوسين أمال في تحقيق مصلحة المنظمة (.)Cardona , 2002
إن محدودية وعجز األفراد عن الوصول إلى قدراتهم الكاملة في ظل الظروف الصعبة ال تي
تمر بها المؤسس ات تجعل الحاجة ماسة إلى نم اذج قيادية تعتمد اعتم ادا كب يرا على طبيعة القائد
57
ودافعيته للعمل وقد اق ترحت باست ( ) Bast ,2002األنم اط القيادية التسع التالية ال تي وص فتها بأنها
مناسبة لمواجهة الصعاب:
يك ون القائد المث الي مراقبا لنفسه ويمكن أن يك ون قائ دا عظيما وحكيما ومتس امحا ومتوازنا
وهو يركز على أعلى مقاييس االمتياز ويكون قدوة ومث اال ونموذجا للمرؤوس ين ،وهم يرك زون على
الكمال ويمتلكون ضميراً داخليا ً يحاكمون به أنفسهم واآلخرين
وهو أك ثر األس اليب القيادية النابعة من الش خص أوال ذات فالناصحون الجيدون هم ق ادة
يهتم ون بغ يرهم ب دون ش روط ويس تمدون رض اهم من رؤية وتش جيع اآلخ رين وتط ويرهم .إنهم
داعمون عظماء لمرؤوسيهم وهم يعط ون ب دون توقع المقابل أو الث واب ،ق وتهم الدافعة هي الكبري اء
والتي ترتبط بالذات؛ ولذلك فهم يميلون بان يكونوا في وسط األشياء يقدمون المس اعدة والنص يحة إن
كان اآلخرون يريدونها أو ال يريدونها.
ه ؤالء الق ادة -أحيانا كث يرة -يوس مون ب وهم العظم ة ،وهم مخ اطرون ومغ امرون بش كل
عدواني ويحققون إنتاجية عالية لمنظماتهم ،يعتبرون نماذج هائلة للمرؤوسين ،فمنهم ذوو كف اءة عالية
ومتكيفون لتحقيق األهداف العالية و يحب ون أن يحس نوا ص ورتهم في أعين اآلخ رين وق وتهم الدافعة
هي الزهو والمباهاة فهم يبررون عدم مش اركة اآلخ رين في اتخ اذ الق رارات في النت ائج العالية ال تي
يحصلون عليها.
وهذا النمط ضروري جدا لص حة المنظمة؛ ألنهم ق ادرون على رؤية األش ياء بمنظ ار جديد
مبتعدين عن األمور التقليدية ،وهم قادرون على حماية المنظمة من األمور القديمة التقليدية وهم أك ثر
اتصاال مع مشاعرهم إال أنهم مزاجيون أحيانا .قوتهم الدافعة هي الحسد والذي يتمثل في تمسكهم بعدم
الرضا بمفهوم أن هناك عشبا ً أكثر خضرة في مكان آخر.
58
-5الصانع أو المركب The Synthesizer
هؤالء القادة لديهم القدرة على استيعاب الصورة الكاملة ،وي دمجون مكوناتها بط رق إبداعية
لتطويرها بش كل جيد؛ ول ذلك فه ؤالء يمكن أن يكون وا ص انعي اس تراتجيات وب ارعين وذوي رؤية
واسعة .وهم أذكياء وعندهم قدرة فائقة للتأثير باآلخرين من خالل معرفتهم الغزيرة ،فهم يبدون ك أنهم
يلقون أطروحة دراسية أو خطبة أثناء كالمهم ،ويفض لون أن يكون وا مح اطين من قبل أن اس آخ رين
ذوي كفاءة عالية.
الق ادة في ه ذا النمط يتبن ون بش كل ع ال اإلدارة ب روح الفري ق ،وهم إداري ون متم يزون
ويحاولون الحص ول على األفضل من كل ف رد وهم يعت برون تنفي ذيين بحيث يرك زون على حاج ات
المنظمة المستقلة من خالل الجماعة فهم يماطلون ويؤجلون ويستخدمون برامج عمل خفية مبنية على
الشك فهم دائما يبحثون عن األخبار السيئة.
وه ؤالء الق ادة هم األك ثر س حرا وفتن ة ،ويس هل االتص ال معهم وهم متف ائلون بمس تقبل
المنظم ة ،ويرك زون على الخطط طويلة الم دى ،وتعد العدالة والمس اواة مهمة بالنس بة لهم ،بس يطين
جدا في شرح األمور وقوتهم الدافعة هي الحماس الزائد فهم دائما ً يبحثون عن األخبار السارة ويحبون
سماع ما هو مفرح وحسن.
وهم القادة الذين يهتمون بتطوير أنفسهم ،فهم قادرون على تحمل مسؤوليات ضخمة دون أن
يت وجب عليهم أن يض بطوا كل ش يء حيث أن عن دهم ثقة في النفس ويوجد ل ديهم أتب اع مخلص ون.
عندهم قدرات لعمل إنجازات كب يرة .ينظر إليهم على أنهم تج ار س لطة مس تبدون .ق وتهم الدافعة هي
الرغبة في االستزادة فهم يتدخلون في المواقف وتوجيهها وهم يسعون وراء السلطة والس يطرة وربما
يضعون الرجل المناسب في المكان غير المناسب؛ ألنهم يتكلمون بلغة األوامر.
وهذا النوع من القادة يتصف باله دوء والتط ور الجي د ،وه ؤالء الق ادة ي وفرون التع اون في
المنظمة ،وعندهم القدرة العالية على التعامل مع مشاكل اآلخرين ،وبناء اإلجم اع في ال رأي وعن دهم
59
الميل الحترام من يخالفهم الرأي والقدرة على االنسجام مع أي نوع من األفراد واالندماج مع رغب ات
اآلخرين.
الدافعية
إن الدافعية كانت -وال تزال -مح ور اهتم ام الم ديرين في المنظم ات المختلفة حيث يس عون
باس تمرار؛ لتحقيق إنتاجية أعلى وتحس ين مس توى األداء وتقليص مع دل ال دوران ال وظيفي ومع دل
التغيب عن العم ل ،وتقليص األخط اء والعمل على ترش يد اإلنف اق وغيره ا ،وهك ذا تح اول اإلدارة-
وبشتى الوسائل والطرق الممكنة -حث األفراد على بذل أقصى جهد وعط اء؛ لتحقيق أعلى مس تويات
اإلنتاجية ،فتارة تلجأ إلى زيادة الرواتب ومنح المزايا والمنافع المختلفة وتارة تلجأ إلى استخدام العقاب
وطورا تلجأ إلى مسائل أخرى ومع ذلك كله ال تحقق اإلدارة في جميع الظ روف واألح وال ما تص بو
إليه من أداء وإنج از ع ال من قبل األف راد ويع ود الس بب في ذلك إلى م دى تعقد نظ ام الدافعية ل دى
اإلنسان (حريم.) 1997 ،
إن دراسة الدافعية تعنى أساسا باإلجابة عن األس ئلة :لم اذا يتص رف الن اس على نحو معين؟
لم اذا يق دم اإلنس ان على س لوك معين؟ ولم اذا نجد م وظفين يكرس ون جه ودهم ووقتهم للعمل ,بينما
آخرون يبذلون أدنى مجهود ممكن؟ لماذا نجد موظفا راضيا عن عمله ويستمتع بالقيام بالعمل وموظفا
آخر مستاء ويكره عمله؟
حيث تؤثر دوافع األفراد في جميع نواحي سلوكهم ،وتعلمهم وتفك يرهم ،وخي الهم ،وإب داعهم
وأدائهم وأعم الهم وإدراكهم الحسي وس لوكهم االجتم اعي وحبهم للن اس أو ك رههم لهم وتع اونهم أو
تنافسهم وتسامحهم مع اآلخرين أو ع دوانهم عليهم كل ذلك بفعل دوافعهم ال تي تجعلهم يتص رفون في
بعض المواقف على نحو ما ،وأحيانا كثيرة يتصرفون بفعل دوافع ال شعورية وال يكون ون على وعي
بها؛ و لذلك كانت معرفة الدوافع ال تي ت ؤثر على س لوك اإلنس ان في موقف معين من العوامل الهامة
التي تساعد على فهم السلوك الذي يصدر منه في ذلك الموقف (موراي.)1988 ،
وقد قسم هوي ومسكل ( ) Hoy & Miskel, 1978المراحل التي مرت بها دراسة الدافعية إلى
ثالث مراحل هي:
المرحلة األولى :وتمثل الم دارس التقليدية وال تي رك زت على الح افز الم ادي واعتبرته بأنه -1
العامل الوحيد الذي يثير الدافعية عند الفرد العامل.
60
المرحلة الثانية :هي مرحلة العالق ات اإلنس انية وال تي رك زت على العوامل االجتماعية -2
والظروف المحيطة بالعمل كأساس للدافعية عند الفرد العامل.
المرحلة الثالثة :وهي المدرسة الحديثة في اإلدارة وهي نظرية النظم واإلدارة باألهداف والتي -3
ركزت على الحوافز المادية والمعنوية في تنمية الدافعية عند الفرد العامل.
حيث إن من أصعب التحديات ال تي تواجه الم دير على تحف يز الع املين هو تحف يزهم لبل وغ
أقصى إمكاني اتهم في العم ل ،األمر ال ذي يتطلب خلفي ات ومه ارات وفهم لمع نى الدافعية وكيفية
استغالل الخاصية الذاتية عند العاملين ((.Herzberg, 1988
مفهوم الدوافع:
اختلفت اآلراء ح ول تحديد مفه وم دقيق لل دوافع ,ولم يصل الب احثون بعد إلى تعريف دقيق
لل دوافع فيعد ال دافع أوسع المحرك ات الداخلية للس لوك مفهوم ا ،فهو يش مل في مفهومه الواسع جميع
أسباب السلوك وبواعثه ومحركاته الداخلية التي ت دفع اإلنس ان إلى عمل أو س لوك معين واالس تمرار
في هذا العمل أو السلوك مدة من الزمن ،حتى يتحقق الهدف المقصود للش خص ،وب ذلك يش بع ال دافع
ويزول التوتر ويتحقق االستقرار ( البدري.)2002 ،
وال دافع تعب ير عن عملية دينامكية مس تمرة نقطة البداية فيها ش عور الف رد بنقص في إح دى
حاجاته ،يعقب ذلك حالة من التوتر تدفع اإلنسان إلى محاولة البحث عن وسيلة إلش باع ه ذه الحاج ة،
وعملية البحث هذه هي ما يطلق عليه السلوك أو التصرفات ( مواري،) 37 ،1988 ،
إنه الطاقة الكامنة أو االس تعداد الفس يولوجي أو النفسي ال ذي يث ير في الف رد س لوكا مس تمرا
متواصال ال ينتهي حتى يصل إلى أهدافه المحددة سواء كان س لوكا ظ اهرا يمكن مش اهدته أو خفيا ال
يمكن مشاهدته أو مالحظته ( .) Lathan, 1994
ويع رف زه ران ( )1982ال دافع :أنه الطاقة الحيوية الكامنة أو االس تعداد الفس يولوجي أو
النفسي الذي يثير في الفرد س لوكا مس تمرا متواصال ال ينتهي ح تى يصل إلى أهدافه المح ددة ،س واء
كان ذلك ظاهرا يمكن مشاهدته أو خفيا ال يمكن مشاهدته ومالحظته.
61
كما تعرف الدافعية أيضا بأنها عبارة عن محرك ات داخلية أو ق وى كامنة داخلية غ ير مرئية
يحس بها اإلنسان ،وتدفعه ألن يتصرف أو يعمل من أجل إش باع حاجة معينة يحس ويش عر به ا؛ ذلك
ألن عدم إشباعها يحدث لديه حاله من التوتر وعدم التوازن ال داخلي ،مما يتطلب اإلتي ان بتص رف أو
س لوك معين إلح داث اإلش باع ،وإزالة الت وتر ،واع ادة الت وازن ال داخلي (عقيلي )1986،أنها حاله
داخليه ال تالحظ مباشرة ولكن يالحظ أثرها على السلوك.لذا ف ان دافعي ةالفرد تستشف من س لوكه في
جانبه اللفظي أو غ ير اللفظي.فالدافعية مكونة من ظ روف نض ال أو مكافحة داخليه يمكن أن نطلق
عليها تمنيات ،ورغبات ،وح وافز وما إلى ذل ك...أنها حاله داخليه تنشط األف راد وتح ركهم (الطوي ل،
.)180 ،2001
وهي القوه التي تدفع الفرد ألن يقوم بس لوك من أجل إش باع وتحقيق حاجة أو ه دف ،ويعت بر
اط أو الفاعلية تي تبعث نوعا من النش تثارة الملحة وال كال االس كال من أش دافع ش ال
( قطامي.)1989 ،
وتعرف دافعية العمل بأنها تلك القوى المعقدة والميول ،والحاجات ،وحاالت التوتر ،واآللي ات
التي تحرك وتحافظ على السلوكات المتعلقة بالعمل باتجاه تحقيق األهداف الشخصيةHoy&Miskel,(.
.)1991
فالدافعية إذن هي قوه داخليه تستثير حماس الفرد وتحرك وتنشط سلوكه باتجاه معين؛ لتحقيق
هدف أو نتيجة أو منفعة إلشباع حاجه معينة فسيولوجية ونفسية .فالدوافع تعني الرغبة لدى الف رد في
ب ذل أقصى جه ود ممكنة لتحقيق األه داف التنظيمية من أجل زي ادة قدرته على تلبية احتياجاته
(القريوتي.)35 ،2000 ،
وينظر إلى الدافعية على أنها عملية تبدأ بوجود نقص أو حاجه نفسيه تنشط ال دافع أو الب اعث
في س بيل تحقيق ه دف أو ح افز وهك ذا ف إن مفت اح فهم عملية الدافعية يكمن في فهم المص طلحات
التالي ة:الحاج ات ،والب واعث أو ال دوافع ،والح وافز؛ وأما الحاجة فهي عب ارة عن نقص ،وتنشأ حينما
يكون هناك عدم توازن نفسي.وأما الدوافع أو الب واعث فتس تخدمان بالتب ادل.حيث تنشط ال دوافع وتعد
لتخفيف الحاجة.والدوافع موجهه لعمل أو سلوك معين وتوفر قوة محركة نحو تحقيق اله دف ،وتش كل
جوهر ولب عملية الدافعي ة.فمثال :الحاجة إلى الطع ام والش راب ت ترجم إلى دوافع الج وع والعطش.
وتأتي الحوافز في نهاية دورة عملية الدافعي ة.ويع رف الح افز بأنه كل ش يء يخفف من الحاجة ويقلل
من الدافع ،وهكذا فالحصول على الحافز سوف يعيد التوازن النفسي ويقلل أو يبطل ال دافع( .دقامس ة،
.)2001
62
إذن فالدافعية أو ال دوافع في نظر الب احث هي ق وى داخلية تنطلق من ذاتية الف رد وتث ير فيه
الرغبة في الحصول على شيء أو تحقيق هدف معين وتوجه تصرفاته ومس لكه في س بيل تحقيق ه ذا
الشيء أو الهدف.فهي شيء ينبع من نفس الفرد وتثير فيه الرغبة للعم ل ،وباعتبارها دفعة من ال داخل
أو قوة داخلية تعمل في نفس اإلنسان وتدفعه للبحث عن شيء معين ومحدد ،وتوجه تصرفاته وسلوكه
تج اه ذلك الش يء المح دد.وهنا تص بح مهمة اإلدارة هي إث ارة تلك الرغبة في العمل الكامنة في نفس
الفرد ،وتوجيه السلوك المترتب عليها في االتجاه الذي يحقق أه داف المنظم ة ،ومن هنا ي أتي التفريق
بين الدوافع للعمل والحوافز للعمل.
وقد ارتبط مفه وم ال دوافع ب الحوافز وكث يرا ما اس تخدم المفهوم ان لنفس الغ رض ف الحوافز
))Incentivesهي مجموعة العوامل واألس اليب ال تي تهيئها اإلدارة للع املين ،لحث الع املين على
العم ل ،ولتحريك ق دراتهم اإلنس انية بما يزيد من كف اءة أدائهم ألعم الهم على نحو اك بر وأفضل
(القريوتي.)2000 ،
يجب على اإلدارة في عملية تحفيزها لألفراد أن تضرب على الوتر الحساس أال وهو حاجات
األف راد ال تي لم يتم إش باعها بع د .فقد يك ون أجر الموظف مرتفعا ومن ثم ال يفيد رفع أج ره بنس بة
معقولة في حف زه ودفعه لرفع كفاية اإلنتاجي ة.وإنما قد يفيد في ذلك ترقيته إلى مركز وظيفي أعلى أو
اإلشارة بكفائته وخبراته أو إعطائه شهادة تقدير أو غير ذل ك .ف اإلدارة مس ئولة عن أن تنقل الع املين
إلى حاجات أعلى مستوى عن طريق معاونتهم في إشباع حاجاتهم القائمة وقد يقتضي ذلك من اإلدارة
تعديل سياساتها أو أنظمتها أو األسلوب اإلداري (.)Evans, 2001
وعلى اإلدارة أن تغير من سلوك العاملين بحيث ت دفعهم إلى طلب مزيد من األه داف األرقى
مستوى ،وتحقق ذلك في ضوء إدخالها لمعلومات وأبعاد ومجاالت جديدة على تصورات العاملين كأن
تفتح لهم مجاالت للنمو والترقي وتوفر لهم فرص تدريب واكتساب معارف وخبرات جديدة وتتيح لهم
فرص التوافق االجتماعي ووسائل إشباع الحاجات الجديدة ،إنها بذلك ترفع مستويات طموح العاملين.
إذ إن تطلع الفرد إلى وس ائل جدي دة أفضل إلش باع حاجاته ي تيح له فرصة تغي ير س لوكه في
اتجاه ه ذه الوس ائل األفض ل.ذلك ألن الف رد ال يغ ير من س لوكه إال إذا ش عر بع دم االطمئن ان وع دم
االستقرار والقلق ومن ثم فدور اإلدارة األساسي هو أن تجعل الشخص يحس بوجود المش كلة وي درك
أهمية تغيير س لوكه لمواجهة ه ذه المش كلة وحلها حيث إن س لوكه الح الي ع اجز عن تحقيق أهداف ه.
(هاشم.)1983 ،
63
تقنيات (وسائل) الدافعية :)Motivational techniques
يمكن استخدام عدة تقنيات لتوفير الدافعية في العمل ومن هذه التقنيات مايلي:
()Koontz et al, 1980
حيث يعتبر االقتصاديون أن النقود من وسائل الدافعية ذات القيمة العالية في ال وقت ال ذي يقلل
علماء النفس من أهميتها.وتكون على شكل أجور أو أج ور إض افية أو ح وافز مادية أو زي ادة
في الراتب أو اش تراكات ت أمين وغيرها ويمكن لإلدارة التربوية تط بيق ذلك من خالل التعليم
اإلضافي المأجور والمكافآت التشجيعية والعالوات والزيادات السنوية.
حيث أك دت جميع الدراس ات على أهمية التعزيز اإليج ابي في توليد الدافعية ل دى األف راد،
والتعزيز وظيفته تقوية السلوك المرغوب ويتم من خالل إعطاء الفرد المثيرات المرغوبة لديه
أو األشياء ال تي يجب الحص ول عليها مثل :تقرير األداء الجيد وتوف ير من اخ عمل جي د ،وفي
اإلدارة التربوية طرق كثيرة للتعزيز اإليجابي مثل كتب الشكر والترفيع والمكافآت التشجيعية.
وتع ني إش راك الف رد واالهتم ام به خاصة في األم ور ال تي ترتبط به والمش اركة وس يلة
لالع تراف ب الفرد وتعطي للف رد ش عوراً باألهمية واإلنج از وهي مؤشر للحاجة لالنتم اء
والقب ول.ويتم ذلك في اإلدارة التربوية عن طريق إش راك المعلم في الق رارات ال تي تخصه
أوفي المناهج التي يدرسها.
وهى وسيله من وسائل زيادة دافعية األفراد حيث تجعل من الوظيفة ش يئا مهما ذا مع نى مهما
كانت مهمات هذه الوظيفة .ويتم ذلك من خالل إعطاء الوظيفة شعوراً عاليا ً بالتحدي واألهمية
واإلنجاز ويمكن إجراء عملية اإلغناء الوظيفي بالطرق التالية:
إعط اء األف راد حرية أك ثر في الق رار ح ول ط رق العمل وتتابعه وس رعته وك ذلك أ-
الحرية بقب ول أو رفض الم واد ،كإعط اء المعلمين حرية اختي ار ط رق الت دريس
والوسائل المناسبة لها.
64
تشجيع مشاركة األفراد والتفاعل بينهم مثل :حث المعلمين في االشتراك بكل نشاطات ب-
المدرسة الرسمية وغير الرسمية.
إعطاء األفراد شعوراً بالمسؤولية الشخصية عن مهامهم ،وكذلك بمنح الثقة بالمعلمين ج-
وقدرتهم على تحمل مسؤولياتهم التربوية.
جعل األف راد يعرف ون م دى مس اهمة عملهم في المنتج النه ائي وفي اإلنج از الكلي د-
للمؤسسة من خالل إطالع المعلمين على نتائج طالبهم في االختبارات النهائية وتقدير
كل إنجاز جيد لكل معلم.
إعطاء األفراد التغذية الراجعة عن أداء عملهم وذلك بإتاحة قنوات االتصال األفقية هـ-
والرأسية للمعلمين وإنتاجهم.
ش مول األف راد بعملي ات التحليل والتغي ير لألم ور الفيزيائية لبيئة العمل مثل :تخطيط و-
المكاتب والحرارة والنظافة واإلضاءة مثل أخذ رأى المعلمين بغرفة المعلمين ومكانها
ومكاتبهم وكيفية ترتيبها وغير ذلك.
وبرأي الباحث ف إن ه ذه الطريقة (اإلغن اء أو اإلث راء) تعت بر من الط رق الهامة في اإلدارة
التربوية؛ ألن وظيفة التعليم أص بح ينظر لها في ه ذه األي ام بأنها وظيفة روتينية يس تطيع أي ش خص
القيام بها؛ لذلك وجب رد االعتبار لهذه الوظيفة الهامة من خالل طرق إغناء الوظيفة التي مر ذكرها.
في العق دين األخ يرين أص بح ينظر إلى المعلم على أنه مركز مش كالت التربية وحلولها في
الوقت نفسه ،) Clarendon. 1999( ،حيث يعتبر المعلمون من أهم المجموعات المهنية التي لها الدور
الكبير في بناء المستقبل ( ،) Bishay. 1996وأصبح التحدي الذي يواجه الباحثين التربويين وقيادات
الم دارس هو خلق دافعية المعلمين ( ) Clarendon, 1999؛ من أجل أعلى مس توى من األداء فقد
أظهر األدب النظري أن دافعية المعلمين تعد العامل الحاسم في تحقيق األه داف التربوي ة ،ف المعلم ذو
الدافعية العالية يدخل المتعة على برامج وأنشطة المدرسة ويش عر بالفاعلية الشخص ية ويكثف جه وده
من أجل النجاح فيركز على إنجاز مهامه باستخدام اإلس تراتيجيات اإلبداعية من أجل تحقيق األه داف
التربوية (.) Greenan,1998
ول ذلك أص بح من الض روري البحث عن ما يزيد دافعية المعلمين ،حيث أج ريت البح وث
والدراس ات العدي دة لبي ان العوامل ال تي ت ؤدي إلى ه ذه الزي ادة ،حيث أثبتت الدراس ات أن المعلمين
65
ي دفعون بواس طة المكاف آت الداخلية مثل اح ترام ال ذات والمس ؤولية والش عور باإلنج از واالع تراف
والتقدير (.)Ellis, 1984( )Bishay, 1996
ين دافعية يرغ في الدافعية من أجل تحس وقد وظف ملز ( )Mills,2001عوامل هيرزب
المعلمين وفيما يلي عرض لهذه العوامل:
التحص يل Achievement:وهي الش عور باإلنج از والنج اح في أداء المهمة أو النش اط ويمكن -1
زيادة شعور المعلمين باإلنجاز باألمور التالية:
تشجيع المعلمين بوضع أهداف مهنية. -
تحديد أهداف مشتركة مع المعلمين ووضع معايير اإلنجاز لها. -
وضع أهداف عليا لتحصيل التالميذ. -
-2االع تراف Recognization :وهي معرفة اإلدارة بمس اهمة المعلم في العم ل ،ويمكن أن يتم ذلك
بما يلي:
إبراز جهود المعلم ومساهماته في االجتماعات. -
إخبار المعلم شفويا أو كتابيا بأن عمله مقدر. -
إعطاء جوائز أو شهادات لألعمال المتميزة. -
تشجيع أولياء األمور لوضع جوائز لجهود المعلمين. -
السماح للمعلمين لحضور المؤتمرات العلمية المتخصصة. -
التحدي في العمل : Challengeويمكن توفير ذلك للمعلمين من خالل مايلي: -3
مساعدة الطالب ذوي االحتياجات الخاصة. -
مراقبة المعلمين الجدد. -
االشتراك في فرق مراجعة المنهاج. -
تنسيق الخدمات الجديدة للمدرسة. -
التحرك للمستوى األعلى في المدرسة. -
المسؤوليةResponsibility : -4
عن دما يش عر المعلم أنه مس ؤول ومحاسب عن عمله ي زداد رض اه ال وظيفي ويمكن زي ادة
المسؤولية بما يلي:
زيادة استقاللية المعلم في الصف والقرارات المتعلقة بذلك. -
إعطاء المعلم مساحة لإلبداع. -
66
تحديد القرارات التي يمكن أن يتخذها المعلم شخصيا والقرارات التي يجب أن تشترك -
اإلدارة بها.
الطلب من معلمين خاصين للعمل كمشرفين في حال غياب المشرف أو المدير. -
الطلب من المعلمين الخبراء تقديم نماذج للتعليم أمام المعلمين الجدد. -
النمو والتطور :Development -5
كل شخص يجب إن ينمو ويتطور مهنيا في وظيفته ويجب توفير فرص النمو والتط ور للمعلم
وذلك من خالل ما يلي:
تشجيع المعلمين لالشتراك في برامج التدريب المحلية أو المركزية أو الوظيفية. -
توف ير المص ادر الحديثة التربوية في مكتبة المدرسة وتش جيع المعلمين لقراءتها -
والقراءة حول وظيفتهم أو تخصصهم.
إعالم المعلمين عن الدراسات الحديثة التي تنطبق عليهم. -
تشجيع النمو الروحي لدى المعلمين. -
نظريات الدوافع
كان مفهوم الرجل االقتصادي الذي يرى أن األش ياء المادية هي األش ياء األساس ية ،مس يطرا
لمدة طويلة ،وهذه النظرة جاءت كإفراز لحركة اإلدارة العلمية ال تي وضع مفهومها فري دريك ت ايلور
) F.Tayler، (1947في الوالي ات المتح دة األمريكي ة ،ثم تال ذلك الجه ود ال تي ق ام بها الت ون م ايو
وزمالؤه ،Elton Mayoوذلك في تجاربهم المستمرة بمصانع هوثورن في مدينة شيكاغو في الواليات
المتح دة لدراسة أس باب نقص اإلنتاجي ة ،وعالقة اإلنتاجية بظ روف العمل المادية :ك األجور،
واإلضاءة ،وأيام العمل....الخ ،وقد أثبتت تلك البحوث عدم وجود عالقة بين كل منهما ،وه ذه النتيجة
فتحت المجال للتوصل إلى معرفة أسباب أخرى ،كعوامل محركة ودافعة للع املين في ه ذه المص انع،
وهي :الرغبة في تكوين العالقات غير الرسمية واالنتماء إلى المنظمات ،وه ذا ما أطلق عليه فيما بعد
حركة العالق ات اإلنس انية ،وظه ور ما يس مى بمفه وم "الرجل االجتم اعي" ،وبعد ظه ور مدرسة
العالق ات اإلنس انية تع ددت الدراس ات والبح وث في مي دان ال دوافع ،وب دأت تأخذ ط ابع النظري ات
والنماذج.
وقد تعددت النظريات التي جاء بها العلماء والباحثون في مج ال الدافعية ويمكن حص رها في
فئتين رئيس تين :هن اك فئة اهتم من خاللها الب احثون ب التركيز على الحاج ات ال تي يس عى الن اس إلى
67
تحقيقها وب أهم ال دوافع المرتبطة به ا ،وعليه س ميت تلك النظري ات بنظري ات المحت وى Content
وقد وجهت عدة انتقادات لنظري ات الحاج ات ،ومن أهمها :جانبها اآللي والميك انيكي المتمثل
في االكتفاء بتقديم قائمة الحاجات األساس ية بالنس بة للعامل وك أن -حسب تلك النظري ات -الحاج ات
متساوية في األهمية عند كل األفراد :بمع نى آخر أنه يمكن -وبمج رد معرفة الحاج ة -التنبؤ بالس لوك
وذلك بغض النظر عن خصوصيات الفرد وخصوصيات البيئة التي يعيش فيه ا .أما الن وع الث اني من
النظري ات المفس رة لدافعية العامل وهو في عمل ه ،تلك ال تي يطلق عليها اسم نظري ات المس ار أو
العملي ات ( )Process Theoriesذلك؛ ألنه يعتمد فيها على العملي ات المعرفية من أجل تفس ير الكيفية
التي تجعل الشخص يس لك س لوكا معين ا ،ويق وم ه ذا الن وع من النظري ات على ع دة افتراض ات من
أهمها :اعتب ار اإلنس ان كائن ا ً له حاج ات فيزيولوجية ونفس ية واجتماعية ويتم يز بقدرته على التفك ير
والتخطيط عند االندفاع نحو سلوك معين(.دوقة)2002 ،
أوال :نظرية تدرج الحاجات في الدافعيةThe need hierarchy theory of motivation :
تعود هذه النظرية إلى عالم النفس األمريكي أبراهام ماس لو Abraham Maslowال ذي وضع
نظريته في الدافعية عام 1943وتعتبر بحق من أهم الدراسات ال تي تص دت لدراسة موض وع دوافع
السلوك البشري ،وهي تعتبر نقطة البداية المنظمة لدراسة موضوع الدافعية (سيموندز.)1974 ،
وتعتبر نظرية ماسلو Maslowمن النظريات اإلنسانية ال تي ت دور ح ول الف رد ،وال تي تع ني
ب المحتوى ،حيث الحظ الطبيعة المتدرجة أله داف الس لوك اإلنس اني .ومن ناحية أخ رى دافع عن
مفهوم الحاجة وأكد أن دراسة الدوافع إنما تبدأ من دراسة وتفهم الحاجات اإلنسانية.
يفترض ماسلو أن الدافعية اإلنسانية تنمو على نحو هرمي إلنجاز حاجات ذات مستوى مرتفع:
كحاجات تحقيق الذات ،غير أن هذه الحاجات ال تتبدى في سلوك الفرد إال بعد إشباع الحاجات األدنى:
كالحاجات البيولوجية واألمنية .فأقوى الحاجات هي الحاجات البيولوجية وال يس عى الف رد إلى إش باع
حاج ات الحب واالنتم اء مثال إال بعد إش باع الحاج ات الفس يولوجية وحاج ات األمن والس المة .وإذا
حصل تع ارض بين الحاج ات ال دنيا والحاج ات العليا بنفس الق وة فالحاج ات ال دنيا هي ال تي تس يطر
وتظهر حتى يتم إشباعها (.) Gage & Berliner, 1982
68
والشكل رقم ( )8يوضح نظرية تدرج الحاجات:
شكل ()8
هرم ماسلو
حاجات
تحقيق الذات
الحاجات الجمالية الحاجات الناشئة عن النمو
الحاجات المعرفية
الحاجة لالحترام والتقدير
حاجات الحب واالنتماء الحاجات الناشئة عن
الحاجة لألمن الحرمان
الحاجات الفسيولوجية
المصدر(:صالح)51 ،1971،
تعت بر الحاج ات الفس يولوجية المح ور الرئيسي ال ذي تنطلق منه نظرية ماس لو في الدافعي ة،
حيث أن إشباع هذه الحاجات يعتبر ضروريا للحفاظ على بقاء الفرد وكذلك للحفاظ على نوعه ،وتتسم
الحاجات الفسيولوجية بكونها حاج ات فطرية عام ة ،يش ترك في الحاجة إليها جميع األف راد ب اختالف
بيئاتهم وأجناسهم وأعمارهم؛ ألنها حاجات عضوية مرتبطة بشروط خاصة تتعلق بجسم الك ائن الحي
والحفاظ على توازنه.
ويمكن حصر تلك الحاج ات بالحاجة إلى :الغ ذاء والم اء والن وم والراحة والجنس واله واء
والحرارة والسكن والملبس ،وتعتبر تلك الحاجات من أكثر الحاجات إلحاحا ً وق وة ،فعن دما يح رم منها
تصبح كل حاجاته األخرى وكأنها غير موج ودة ،فالش خص الج ائع س تتجه كل دوافعه للبحث عن
الطعام والحصول عليه ويبقى كذلك حتى يجد الطعام ويأكل وحالما تشبع حاجة الطعام
ستختفي الحاجة وينعدم تأثيرها على السلوك وستظهر بعد ذلك حاجاته األخرى التي س تحتل المرتبة
األولى ,ولكن بقوة أقل ،وهكذا فكلما تس نى للف رد إش باع حاجة معينة فإنها س تهمل وتختفي وس يظهر
69
غيرها من حاجاته األخ رى .وه ذا يع ني أن إش باع الف رد لحاجاته العض وية س يحرره من س يطرتها
وتأثيرها على دوافعه وبالتالي على سلوكه وستمنح الفرصة لحاجات أخرى (عوض.)1980 ،
تش ير ه ذه الحاج ات إلى رغبة الف رد في الس المة واألمن والطمأنينة وفي تجنب القلق
واالض طراب والخ وف ،وحاجة اإلنس ان إلى األمن قد تولد لديه نزعة إلى االدخ ار مما ي ؤدي إلى
مضاعفة الجهد .ويتوفر األمن النفسي للفرد من ش عوره بأنه ق ادر على اإلبق اء على عالق ات مش بعة
ومتزنة مع الناس كأفراد األسرة واألصدقاء وزمالء العمل ،والذي يفتقد الشعور باألمن ال يستطيع أن
يستجيب للمواقف التي تنطوي على شيء من الخطر ،بل يستجيب لها مدفوعا بما يش عر من مخ اوف
وعدم أمن وبالتالي يكون سلوكه قسريا (.Compulsiveعوض.)1980 ،
ويطلق على هذه الحاجات أحيانا الحاجات االجتماعية ( ) Social Needsوتنطوي على رغبة
في إنش اء عالق ات وجدانية وعاطفية مع اآلخ رين بعامة ومع األف راد والمجموع ات الهامة في حي اة
الفرد بخاصة ،وتتبدى هذه الحاجات في الشعور الذي يعانيه الفرد لدى غياب أصدقائه أو
أحبائه أو المق ربين لدي ه .ويعتقد ماس لو أن مس اهمة الف رد في الحي اة االجتماعية مح ددة أو مدفوعة
بحاجته للحب واالنتم اء والت واد والتع اطف وأن ح االت العص يان أو التم رد بخاصة عند الش باب قد
تنجم عن عدم إشباع مثل هذه الحاجات ( نشواتي.)1998 ،
تعكس تلك الحاجات رغبة الفرد في احترام الذات أو النفس واحترام الغير له بصورة مستمرة
وك ذلك برغبته في احترامه لآلخ رين ،أن ه ذه الحاجة تظهر رغبة الف رد في الش عور بأهميته وقيمته
لآلخرين ،ومن ثم انتزاع اعتراف اآلخرين بتلك األهمية والقيمة بحيث يرونه كذلك ويق رون له ب ذلك
فيمنحونه االح ترام والتق دير .ولكن ال بد إن يس تند ذلك االح ترام والتق دير على الق درات الفعلية
والحقيقية التي يمتلكها الشخص ،والتي تعكس إمكاناته وقدراته على اإلنجاز والعمل
فهي السبيل لحصول الفرد على احترام اآلخرين وتقديرهم ،وبدونها تصبح رغبات من ب اب األحالم
والتمنيات ( عوض.)1980 ،
70
ويمكن إن نصنف هذه الحاج ات إلى ن وعين :يش مل الن وع األول:حاج ات الف رد إلى اح ترام
الذات Self respectوالثقة بالنفس Self Confidenceوالشعور بالكفاءة الشخص ية Worthوالش عور
بأنه شخصية فذة فريدة Uniqueوامتالك الق وة والحرية واالس تقالل .ويتض من القسم الث اني حاج ات
الف رد في الحص ول على المركز statusوالهيبة prestigeواالعتب ار recognitionوالس معة الطيبة
reputationرغبة منه في كسب اح ترام وتق دير اآلخ رين لذاته واع ترافهم ب ذلك .ف الفرد ي رغب في
الوصول إلى مركز مرموق أي على مكانة عالية في البناء االجتماعي ويعتبر قب ول أعض اء الجماعة
لعضوية الفرد بمثابة منحه ووضعه في مركز معين؛ ل ذلك يس عى الف رد إلى تحقيق مكانة مرموقة أو
هيبة عالية مقترنة ب احتالل مركز قي ادي داخل الجماعة أو المنظمة؛ ألن ذلك س يعطيه الهيبة والق وة
ال تي يح اول بها إش باع حاجاته في الس يطرة على غ يره وذلك كفيل ب أن يجعله في موقع تس لط عليه
األضواء واالنتباه واالهتمام من قبل أعضاء الجماعة (نشواتي.)1998 ،
يقصد ماسلو بتحقيق الذات االستثمار األمثل لطاقات وإمكانيات الف رد وس لوك الف رد بص ورة
عفوي ة ،كما هي حقيقته ال كما يريد اآلخ رون فالش خص ال ذي حقق ذاته ـ يحس بتقبله ذاته كما هي،
يخ الف وبثقة بنفسه والسير بناء على معتقدات ثابتة ي ؤمن به ا ،وال يع ني ذلك أن من حقق ذاته
األنماط اإلجتماعيه أو العرف السائد إنما يسايرها إذا خالفت ما لديه من مبادىء (المفدى.) 1993 ،
ويعد عمل الفرد أو وظيفته المجال األساس لتحقيق هذه الحاجة ف إن ك ان ذلك العمل ال ي وفر
أجواء مالئمة لتحقيق ذات الفرد فهذا من شأنه أن يخلق توترات نفسية تمارس عليه ضغطا مستمرا قد
يؤدي به إلى اإلحباط Frustration؛ ل ذلك يس تلزم وضع الف رد في المك ان أو العمل ال ذي يتناسب مع
ميوله واستعداداته ومؤهالته وتخصصه العلمي أو الفني أو المهني (.)Koontz et al, 1980
تشير هذه الحاج ات إلى الرغبة المس تمرة في الفهم والمعرفة وتظهر واض حة في النش اطات
االستطالعية واالستكشافية وفي البحث عن المزيد من المعرفة والحصول على أكبر قدر ممكن من
المعلومات .ويرى ماسلو أن حاجات الفهم والمعرفة هي أكثر وضوحا عند بعض األفراد عن غيرهم،
فعندما تكون هذه الحاج ات قوية فس يرافقها رغبة في الممارسة المنهجية القائمة على التحليل والتنظيم
والبحث في العالقات .ويلعب هذا النوع من الحاج ات دورا حيويا في س لوك األف راد األك اديمي؛ ألن
71
عملية اس تثارتها وتعزيزها تمكنهم من اكتس اب المعرفة وأص ول التفك ير العلمي اعتم ادا على دوافع
ذاتية داخلية ( نشواتي.)1998 ،
تدل الحاجات الجمالية على الرغبة في القيم الجمالية ,وتتجلى ل دى بعض األف راد في إقب الهم
أو تفضيلهم لل ترتيب والنظ ام واالتس اق والكم ال س واء في الموض وعات أو األوض اع أو النش اطات
وكذلك في نزعتهم إلى تجنب األوضاع القبيحة التي تسود فيها الفوضى وعدم التناس ق ،وعلى ال رغم
من اعتراف ماس لو بص عوبة فهم طبيعة الحاج ات الجمالية إال أنه يعتقد أن الف رد الس وي ال ذي يتمتع
بصحة نفسية سليمة ي نزع إلى البحث عن الجم ال بطبيعته س واء ك ان طفال أم راش دا ويفض له كقيمة
مطلقة ومستقلة عن أي منفعة مادية ( نشواتي.)1998 ،
تمثل نظرية ذات الع املين لفري دريك ه يرزبرج Frederick Herzbergنظرية أخ رى هامة
للدافعية وهي تش به نظرية الحاج ات إلى حد كب ير ،وقد لعبت ه ذه النظرية دورا كب يراً في الفكر
اإلداري الخاص بالدافعي ة .ولقد انبعثت ه ذه النظرية وتط ورت عن الدراسة ال تي ق ام بها ه يرزبرج
ونشرها عام 1959في كتابه الش هير الدافعية نحو العم ل ،وك انت ه ذه الدراسة ت دور ح ول معرفة
الدوافع وإشباع الحاج ات ل دى ( )200مئ تين من المهندس ين والمحاس بين يعمل ون في إح دى عش رة
شركة أمريكية في مدينة بتسبرج .حيث طلب من أفراد الدراسة أن يتذكروا أوقاتا ً شعروا فيها بالرضا
عن عملهم وأوقاتا ً شعروا فيها بعدم الرضا عن العمل .واس تطاع التوصل إلى مجموع تين منفص لتين
من العوامل الدافعة.)Hodgetts & Altman, 1979( :
وقد س ميت ب ذلك على اعتب ار أنها ت دفع الف رد إلى زي ادة جه وده في تحس ين مس توى أدائه
وتش كل ه ذه العوامل تلك الج وانب من العمل ال تي في حالة وجودها تش بع حاج ات الع املين للنم اء
النفس ي ،وه ذه غالب ا ً ما تك ون واقعة ض من العمل أو كامنة في داخله؛ ول ذلك يمكن أن يطلق عليها
أحيانا ً "عوامل داخلية" ،والتي في حالة توافرها في موقف العمل -وبشكل مالئم وإيج ابي -ت ؤدي إلى
شعور بالرضا والقناعة لدى العاملين .ولكن غيابها أو عدم مالءمتها ال ي ؤدي بالض رورة إلى ش عور
بالتبرم .ويمكن حصر عوامل الدافعية هذه في ستة :اإلنج از ،Achievementوالتق دير Recognition
والعمل نفسه Work Itselfأي كونه مثيراً أو ممالً ومتنوع ا ً أو رتيب اً ،والمس ؤولية ،Responsibility
72
والترقي :Advancementأي فرص الترقية وتغيير المكانة ،واحتمالية النماء ،Possiblity of Growth
فجميع ه ذه العوامل تع د عوامل داخلية لها أثرها على الدافعية وعلى االحس اس بالرضا والقناعة في
العمل.
ويأتي السبب في تسميتها ب ذلك؛ ألنه في حالة توافرها تمنع حالة ع دم الرضا ل دى الف رد عن
عمله بمعنى :أنها تجعله مرتاحا ً كما أنها تعمل على وقاية الف رد وص يانته من الش عور بع دم الرض ا،
وهي تلك الجوانب من العمل ،والتي إذا ما تم توافرها بشكل مالئم فإنها تشبع حاجات تجنب األلم لدى
العاملين ،وهذه غالبا ً ما تكون عرضية ومن خارج جوهر العمل نظراً التصالها باإلط ار ال ذي ي ؤدى
فيه العمل .وفي حالة عدم توافر هذه العوامل أو عدم مالءمتها في الوسط الوظيفي فإنها تسبب شعوراً
بعدم القناعة وعدم الرضا ،ولكن توافرها بشكل ع ام ال يش كل بالض رورة إحساسا أو ش عوراً بالرضا
والقناعة .ويمكن حصر هذه العوامل في عشرة عوام ل :سياسة المؤسسة واإلدارة ،واإلش راف الف ني
فيها ،والرواتب ،والعالقات بين الرؤساء ،والعالقات بين التابعين ،والعالقات بين ال زمالء ،وظ روف
العم ل ،والمكان ة ،واألمن ال وظيفي ،وت أثيرات العمل على الحي اة الشخص ية :كالس فر والمناوب ات
والموقع الجغ رافي .وه ذه جميعها عوامل خارجي ة ،وهي في حقيقتها عوامل ص يانة أي أنها عوامل
يمكن أن تحقق سالسة في العمل ,ولكن ال تش كل بالض رورة عوامل دافعية (الطوي ل( )2001 ،
.)Koontz, 1980
ولقد اق ترح ه يرزبرج وج ود بع دين مختلفين :ي تراوح البعد األول من الش عور بالرضا إلى
الشعور بعدم وجود مسببات الرضا .أما البعد الثاني ,في تراوح بين الش عور بع دم الرضا إلى الش عور
باختفاء مسببات عدم الرضا ،ويعني هذا :أنه يمكن أن يكون راضيا ً وغير راض ،أو أن يك ون مس تاءً
أو غير مستاء والشكل رقم( )9يوضح نظرية ذات العاملين لهيرزبرج.
الشكل ()9
73
الوظائف ذات التحدي المحدود الوظائف ذات التحدي
والفرص المحدودة لإلنجاز والتقدم وفرص اإلنجاز والتقدم
وبذلك يخلص ه يرزبرج إلى أن الرضا ال وظيفي ليس هو عكس ع دم الرضا ال وظيفي وإنما
هو انع دام الرضا (الش يدي )2002 ،ويؤكد (ه يرزبرج) في نظريته أن الظ روف البيئية األفضل
للعمل يمكن أن تؤثر في درجة اس تياء الموظف وليس في رض اه :وبمع نى آخر إن العوامل الص حية
المتعلقة ببيئة العمل مثل :الراتب الك افي ،وظ روف العمل الحس نة ،والمش رفين المح ترمين ،وزمالء
العمل الجديرين بالحب لن يقدموا موظفا ً راضيا ً ولكنهم يقدمون موظفا ً غير مستاء فحسب (آل ن اجي،
.)1993
ثالثاً :نظرية الحاجة إلى اإلنجاز Achievement Motivation Theoryلماكليالند .Me Clelland
لقد كانت الرغبة كبيرة في اكتشاف دافع اإلنجاز لدى مشاهدة أفراد وهم يؤدون أعمالهم؛ ألنه
يفصح عن ظاهرة جديرة باإلهتمام مؤداها اختالف األفراد في درجة المثابرة لتحقيق األهداف وم دى
السعادة التي يحصلون عليها من إنجازهم لهذه األهداف ،فهناك فئة يسعدهم تحقيق إنجاز فيما يقومون
74
به ،ويشعرون بكثير من السرور من إتقان ما يفعلونه فكانت هذه الظ اهرة ج ديرة باالهتم ام والدراسة
من لدن الباحثين والدارسين ،ومن ضمن الذين قدموا أبحاثا رائدة في هذا المجال واكتشفوا هذا ال دافع
وحددوا مكوناته وآثاره على سلوك األفراد (محمود.)1991 ،
ورغم تركيز النظرية على حاجة اإلنجاز غير أنها ترى أن هناك ثالث حاجات موجودة ل دى
كل األفراد وبدرجات متفاوتة ،ولها تأثير كبير في تحريك سلوك العاملين في المنظمة وهي:
وهي ال دافع للتف وق وتحقيق اإلنج از وفق مجموعة من المع ايير .وت رى ه ذه النظرية أن
األف راد ال ذين ل ديهم حاجة ش ديدة لإلنج از يك ون ل ديهم دافع التف وق والكف اح من أجل النج اح وذلك
لمجرد تحقيق النجاح دون اعتبار للمردود المادي ما لم ينظر إلى المردود المادي على أنه
مؤشر للنج اح .ه ذه الفئة من األف راد مهتمة نفس يا ً بإنج از األعم ال بص ورة أفضل وتط وير العمل
والرغبة في التح دي والقي ام بمه ام ص عبة وتحمل المس ؤوليات الشخص ية من أجل تحقيق األه داف
المطلوبة ،والرغبة في الحصول على المعلومات عن نتائج ما يقومون به من أعم ال .ك ذلك يض عون
لهم أهدافا ً يغلب عليها الصعوبة ،ويعملون بجد واجته اد لتحقيق النج اح المطل وب والرغبة في قض اء
وقت طويل في العمل ،ومحاولة اكتشاف البيئة من حيث وجود فرص جديدة للقي ام بأعم ال وتح ديات
مثيرة.وهؤالء األفراد يرون في االلتحاق بالمنظمة فرصة لحل مشاكل التحدي والتفوق ,ويميل ون إلى
العمل الذي يشعرون بأن فيه تحديا ً لمهاراتهم وقدراتهم .وقد وجد( مكليالند) أن هذا النوع من األفراد
يتحل ون بالعديد من الخص ائص ال تي ت ؤهلهم لتحمل المس ؤولية الشخص ية في البحث عن الحل ول
للمشاكل والرغبة في المخاطرة المحسوبةعند اتخاذ القرارات (العميان.)Bast , 2002( )2002 ،
القوة والسيطرة واإلشراف على اآلخرين حاجة اجتماعية تجعل الفرد يسلك بطريقة ت وفر له
الفرصة؛ لكسب القوة والتأثير على سلوك اآلخرين .واألفراد الذين لديهم حاجة شديدة إلى القوة ي رون
في المنظمة فرصة للوص ول إلى المركز وامتالك الس لطة وممارسة الرقابة والت أثير على اآلخ رين.
75
ويعتقد بأن لدى المديرين حاجة الق وة وحاجة اإلنج از ألنهم مس ؤولون عن عمل اآلخ رين (العمي ان،
.)2002
واألفراد الذين يحركهم مثل هذا الدافع يكونون فعّالين أو طليقين في االتصال وهم يستمتعون
بالتحرك لالعلى في المنظمة .ويمكن تعزيز هذا الدافع من خالل السماح بالمراقبه الذاتية على س المة
العمل وطرقه وتوف ير الفرصة للت أثير على اآلخ رين من خالل المش اركة في حل المش اكل واتخ اذ
القرارات؛ ألنها تزود األفراد بالثأثير في عملهم وفي اآلخرين (.)Bast, 2002
وه ذه الحاجة يع بر عنها بالس عي للمحافظة على عالق ات إيجابية مع اآلخ رين والرغبة في
بناء عالقات صداقة وتفاعل مع زمالء العم ل ،وهي حاجة اجتماعي ة .واألف راد ال ذين يملك ون حاجة
عالية لالنتماء يرغبون في األعم ال ال تي تتطلب تف اعالً جي داً مع اآلخ رين ويرغب ون في التكيف مع
واأللفة، اآلخرين.ويالحظ في رأي (مكليالند) أن األفراد الذين لديهم حاجة شديدة لالنتماء
يرون في المنظمة فرصة لتكوين وإشباع صداقة جدي دة ،ومثل ه ؤالء األف راد ين دفعون وراء المه ام
واألفراد الذين لديهم حب االنتماء يمكن توف ير الدافعية لهم من خالل الس ماح لهم بالعمل مع
اآلخرين بحيث يعبرون عن مشاعرهم ويس تمتعون بتب ادل الص داقات .فهم ع ادة ه ادئون وودودون,
ويعمل ون بش كل أفضل عن دما يش عرون بالتق دير وعن دما تس مح لهم ظ روف العمل في التفاعل مع
اآلخرين .ويمكن توفير هذا الدافع عن طريق رفد العمل ال ذي يحت اج إلى تع اون بالعم ال المطل وبين
وعندما يكون هناك وقت للتفاعل فيجب تشجيع هذا التفاعل وتعزيزه (.)Bast, 2002
76
وعلى غ رار نظرية ماس لو للحاج ات ق ام ال درفر بتط وير نظرية ماس لو عن طريق تق ديم
نظرية أخ رى تع الج االنتق ادات ال تي تعرضت لها نظرية ت درج ه رم الحاج ات تق وم على أس اس
الحاجات اإلنسانية الثالث التالية:
الحاجة إلى البقاء Existence Need -
الحاجة لالنتماء Relatedness Need -
الحاجة للنمو والتقدم Growth Need -
واشتهرت هذه النظرية بنظرية E R Gوهي الح روف األولى من أس ماء الحاج ات الثالث
التي ق امت عليها النظرية ال تي س اعدت في التغلب على المفه وم الغ امض للحاجة للتكامل النفسي أو
تحقيق الذات الذي اقترحه ماسلو وتعذر إثباته عمليا.
لقد اتفق الدرفر وماسلو على وجود سلم للحاجات ،وأن الفرد يتحرك على هذا الس لم ت دريجيا ً
من أس فل إلى أعلى .كما اتفقا على أن الحاج ات غ ير المش بعة هي ال تي تحفز الف رد ،وأن الحاج ات
المشبعة تصبح أقل أهمية ،ولكن تختلف نظرية الدرفر عن ماس لو في كيفية تح رك الف رد وانتقاله من
فئة إلى أخرى ،إذا يرى الدرفر أن الفرد يتحرك إلى أعلى وإلى أسفل على سلم
الحاجات ،أي أنه في حالة إخفاق الفرد في محاولته إلشباع حاجات النمو ت برز حاج ات االرتب اط قوة
دافعية رئيسة تجعل الفرد يعيد توجيه جهوده إلشباع حاجات المرتبة الدنيا .وقد نوه الدرفر ب أن هن اك
متغيرات عدة يمكن أن تؤثر على األهمية النسبية لهذه الحاجات وأولوية إشباعها من بيئة إلى أخ رى.
مثال ذلك :الفرد الذي يفشل في الوصول إلى مركز وظيفي مرموق قد يقوم بتقوية عالقاته االجتماعية
مع اآلخرين ،كذلك إذا لم تسمح سياسات المنظمة وأنظمتها للف رد بإش باع حاج ات النمو والتط ور ،قد
يوجه الفرد جهوده نحو إشباع حاجات الوجود واالرتب اط (ح ريم( )1997 ،الش يخ س الم ،ورمض ان
والدهان ،ومخامره.)2000 ،
تعتبر هذه النظرية اح دث نظري ات الحاج ات في الدافعية وال تي تم تطويرها من قبل ه نرى
موريه ( )Henry A.Murrayفاألفراد يمكن تصنيفهم حسب قوة الحاجات ،وأن ل ديهم في نفس ال وقت
حاجات متعددة ومتباينة تؤثر على سلوكهم وت دفعهم للعم ل .وتش به نظرية الحاج ات الظ اهرة نظرية
تدرج الحاجات لماسلو في كونها تفترض أن هناك مجموعة من الحاجات واأله داف ل دى األف راد يتم
توجيه س لوكهم إليه ا .ولكن تختلف النظريت ان في ج انبين ه امين :األول :أن موريه اف ترض أن
الحاجات ال يتم ترتيبها على شكل سلم أو هرم كما فعل ماس لو ،والث اني :أن نم وذج موريه فيه مرونة
77
ودقة أكثر في وصف األفراد .فنموذج (موريه) يصف الف رد ب أن لديه ع دة حاج ات وب أوزان مختلفة
في نفس ال وقت ،فقد يك ون ل دى الف رد حاج ات عالية لإلنج از واالس تقالل وحاج ات متدنية لالنتم اء
والسلطة في نفس الوقت .وبالرغم من أن نموذج الحاج ات الظ اهرة يش تمل على مجموعة كب يرة من
الحاجات ،فإن معظم الدراسات في المنظمات ركزت على حاج ات اإلنج از ،واالنتم اء ،واالس تقالل،
والقوة .وهذه الحاجات األربع تبدو ذات أهمية خاصة لفهم سلوك الفرد في العمل (دقامسة.)2001 ،
من النظريات اإلجرائية الهامة في العمل نظرية التوقع ال تي ص اغها فكت ور ف روم (Victor
)Vroomفي عام 1964م ،والتي تناولت معالجة موضوع الدوافع عند اإلنسان ،وهي من النظري ات
الهامة في مج ال دوافع العم ل ،وج وهر ه ذه النظرية أن الرغبة أو الميل للعمل يعتمد على درجة
التوقع بأن ذلك العمل سيؤدي إلى نتائج معينة ،كما يعتمد على رغبة الف رد في تلك النت ائج.كما تعت بر
ه ذه النظرية أن س لوك الف رد م دفوع وموجه لتحقيق ه دف أو أك ثر وأن لكل ف رد أه داف عدي دة،
الفرد الذي يعتمد على وتختلف أهميتها من فرد إلى آخر وهذه األهداف تلعب دوراً في تحديد سلوك
إدراكه الحسي وتقديره للنتيجة المتوقعة من هذا السلوك وهي تحقيق األه داف(Organ & Bateman,
)1991
ويرى فروم Vroomأن الرضا ال يتحقق لدى الفرد نتيجة الوصول إلى تحقيق هدف ما بقدر
ما هو نتيجة إدراك الف رد للجهد ال ذي بذله في س بيل تحقيق ه ذا اله دف .والف رد ب ذلك يتحقق لديه
إحساس إيجابي بالثقة والش عور بالرضا عن دما يستش عر تقبله للنتيجة المتوقعة مقابل ما بذله من أداء.
وقد أطلق على ه ذا الم دخل ،األداء مقابل التوقع ات (( )Performance – Expectancyال دلكي،
.)1998
التوقع )Expectancy( :وهو االعتقاد ب أن جهد الش خص س يؤدي إلى األداء الن اجح ،وبمع نى -1
آخر أن التوقع هو االعتقاد الذاتي للش خص ب أن اتجاه ا ً معين ا ً في العمل س يتبعه نتيجة إيجابية
عالية أو تحقيق جيد للهدف.
القيمة )Valence( :وهيٍ درجة الجاذبية التي يعطيها الفرد للمكافأة ،وألن األفراد يضعون قيما -2
مختلفة للحوافز مثل :النقود ،واإلنج از ،وظ روف العمل الجي د ،وف رص التق دم؛ ف إن التك افؤ
يعرف عندما يعلن األفراد عما يريدون من العمل.
78
الوسيلة )Instrumentality( :وهي م دى االعتق اد ب ان الحص ول على المس توى االول للفائ دة -3
ي ؤدي إلى الحص ول على المس توى الث اني للفائ دة (( )Steer & Porter, 1991الع ريمي،
.)2000
ويوضح الشكل رقم ( )10نموذج التوقع األساسي في الدافعية .ويق ترح النم وذج أن الدافعية
تقود إلى مجهود وأن هذا المجهود يتح دد بن اء على ق درة العامل والعوامل البيئيه وينتج األداء ويق ود
األداء إلى نتائج أو مخرجات معينة .وكل نتيجه (أو مخرج معين) لها قيم ة أو مكاف أة مص احبة .ويتم
اإلشارة إلى قيمة المخرجات على أنها المكافأة المرغوبة لتلك المخرجات.
شكل ()10
وبناء على ذلك؛ فانه لكي يحدث سلوك مدفوع ،فإنه يجب أن تتوافر ثالث ة ش روط هي)1( :
توقع المجهود إلى األداء يجب أن يكون أك بر من الص فر( :أي أن الش خص يجب أن يعتقد أنه لو ق ام
ببذل مجهود ,فسوف يؤدي ذلك إلى أداء مرتفع )2( ،توقع األداء إلى المخرجات يجب أن يكون أك بر
من الصفر( :أي أن الشخص يجب أن يعتقد أنه لو حصل على أداء مرتفع فان مخرجات معينة س وف
79
تكون مصاحبه لذلك) )3( ،مجموع القيم أو المكافآت المرغوبه لكل المخرج ات ذات العالقة يجب أن
تكون أكبر من الصفر( .عرفة وشلبي)2000 .
ق ام ب ورتر ول ولر( )Porter & Lowlerبتط وير نم وذج ف روم حيث ربطا الرضا بكل من
اإلنجاز والعائد فهم يضعون حلقة وسيطة بين اإلنجاز والرضا وهي العوائد .وبم وجب ه ذا النم وذج
يتحدد رضا الفرد بم دى تق ارب العوائد الفعلية مع العوائد ال تى يعتقد الف رد بأنها عادله ومنس جمة مع
على اإلنجاز أو الجهد المبذول .فإذا ما ك انت العوائد الفعلية لق اء اإلنج از تع ادل أو تزيد
العوائد التي يعتقد الفرد بأنها عادل ة ف إن الرضا المتحقق س يدفع الف رد إلى تك رار الجه د .أما إذا قلت
ه ذه العوائد عما يعتقد الف رد أنه يس تحقه ،فس تحدث حالة ع دم رضا ويوقف الدافعية لالس تمرار في
الجهد .لذلك فإن من أبرز ما أضافه نموذج بورتر ول ولر إلى نظرية ف روم هو المفه وم ال ذي يش تمل
عليه نموذجهما ب أن اس تمرارية األداء تعتمد على قناعة العامل ورض اه وأن القناعة والرضا تتح دد
بمدى التقارب بين العوائد الفعلية التي تم الحصول عليها وما يعتقده الفرد (العميان.)2002 ،
عوائد داخلية ( :)Intrinsic Rewardsوهي التي يشعر بها الفرد عندما يحقق اإلنج از المرتفع -
وهذه تشبع الحاجات العليا عند الفرد.
عوائد خارجية ( :)Extrinsic Rewardsوهي ال تي يحصل عليها الف رد من المنظمة إلش باع -
حاجاته الدنيا :كالترقية واألجور واألمن ال وظيفي .والش كل رقم ( )11يوضح نم وذج ب ورتر
ولولر
80
شكل رقم ()11
عوائد داخلية
عوائد خارجية
يوضح نم وذج (ب ورتر ول ولر) الت داخل بين عملية الدافعية واإلنج از واإلش باع أو الرض ا.
وهذا يعني انه يتعين على اإلداريين ضرورة إدراك أن تكون أهداف المرؤوسين متوس طة الص عوبة
ومتفقة مع ق دراتهم ومه اراتهم وربط نظ ام الحفز مع الحاج ات الفعلية للمرؤوس ين والعمل على
إشباعها (العميان.)2002 ،
تعتبر ستيسي آدمز Stacy Adamsأحد أبرز الباحثين الذين روجوا لألفكار التي تق وم عليها
نظرية العدال ة .وقد أطلق على ه ذه النظرية ع دة مس ميات من بينه ا :نظرية المقارنة االجتماعية
،Social Comparison Theoryنظرية التب ادل والمبادلة ،Exchange Theoryونظرية المس اواة
،Equity Theoryنظرية العدالة .Distributive Justice Theoryوإذا أردنا أن نع رف منط وق
النظرية فإن الفرد يكون فيها مدفوعا ً في سلوكه إلى تحقيق الشعور بالعدالة وهو شعور وجداني عقلي
يتم التوصل إليه من خالل مجموعة من العمليات العقلية والتمثيل ال ذهني للمش اعر الدالة على العدالة
من عدمه .فالعدالة والمساواة هما الفكرة األساسية التي قامت عليها النظرية (ماهر)1997 ،
81
وج وهر نظرية المس اواة كما وص فتها آدمز هو أن مس توى رضا الش خص يتح دد بم دى
اعتقاده بأنه يعامل بعدالة بالمقارنة مع اآلخرين .وقد بنيت هذه النظرية على ثالثة عناصر :المدخالت
( )Inputsوالعائد ( )Outcomeواألشخاص اآلخ رين ( )Othersللمقارن ة(& Gibson ; lvancevich
)Donney, 1991وقد عرف آدمز المساواة بأنها "اإلدراك بأن نسبة العوائد إلى المدخالت لشخص ما
تساوي تلك النسبة الخاصة بالشخص المقارن به" ( .)Organ and Bateman. 1991. 73وتقوم فكرة
ه ذه النظرية على أن األش خاص يق ارنون نس بة العوائد إلى الم دخالت الخاصة بهم مع تلك الخاصة
باآلخرين.
تعت بر نظرية ( )Zاليابانية من أهم النظري ات المعاص رة في الدافعي ة .وتس تند ه ذه النظرية
على أسس معينة لتحقيق الدافعية من أهمها التوظيف لم دى الحي اة ،والمش اركة الجماعية في اتخ اذ
القرارات ،والرقابة الضمنية ،واالعتبار الكلي للعامل والمسؤولية الجماعي ة ،وض مان ال ترقي الع ادل
من خالل التق ييم البطيء وغ ير ذل ك .وال شك أن الترك يز في ه ذه النظرية يك ون على التنس يق بين
الع املين والجه ود الجماعية ب دالً من التكنولوجيا؛ وذلك من أجل التحسن في اإلنتاجية وتحقيق
األهداف وهذا يتطلب التركيز على جميع األسس السابقة المش ار إليها من أجل تحقيق الدافعية (ش لبي
وعرفة)2000 ،
ومن الباحثين الذين اهتموا بالتجربة اليابانية هو وليم اوتشي ( )William Ouchiالذي ط ور
نموذجا ً إداريا ً أطلق عليه نظرية (ز) ( ،Theory )Zويؤكد هذا النم وذج على االهتمام ات اإلنس انية
لألفراد في النظم .وحتى نأخذ صورة واضحة عن نظرية (ز) نورد خصائصها:
.1العائلية:
اً، اس أنها مؤسسة عائلية يتقاسم أفرادها العمل مع ينظر إلى المؤسسة اليابانية على أس
ويعيش ون مس راتهم ومعان اتهم مع اً ،ويتص رفون ،وك أن الجميع ينتم ون إلى عض وية عائلة واح دة
(الطوي ل .)2001 ،وه ذا يع ود إلى أن الياب ان تمت از بعالق ات أس رية موروث ة ،قد تع ارف عليها
المجتمع منذ زمن بعيد :عالق ات الحب والتض امن والتكامل واالح ترام وال والء ،ف انعكس ذلك على
احترام العم ال بعض هم لبعض ،واح ترامهم لرؤس ائهم ،وتلقيهم إرش اداتهم بالرضا والتنفي ذ ،وقد أدى
ذلك الشعور باإلدارة أن تعتبر المنظمات ومولدها كمولد طفل يحتاج إلى الرعاية والتشجيع واالنتب اه،
وهم يعرف ون حق المعرفة أن توسع المنظمة معناها ب روز ق در كب ير من الص عوبة للمحافظة على
82
أواصر العالقات العاطفية والشخص ية بين األف راد ،ول ذا فهم يول ون ذلك ب الكثير من االهتم ام للعمل
الجماعي وينمون فيه الثقة والمشاركة إلى جانب االلتزام (زويلف والعضايلة)1996 ،
تقوم اإلدارة اليابانية على درجة عالية من االستقرار وال ذي مص دره ض مان الوظيف ة ،إذ ال
تنتهي خدمة العامل الياب اني إال إذا ك ان الس بب جس يماً ،ويعت بر العامل الياب اني أن عمله هو حيات ه،
ولذلك فهو يرى االستمرار فيه ما دام قادراً على العمل ،وبذلك يس ود المؤسسة اليابانية إحس اس وفهم
ضمني باس تمرارية عالقة العامل بمؤسس ته وبأبدية ه ذه العالق ة .وهي عالقة مس تمرة ما دام العامل
قادراً على العم ل ،وهي عالقة أق رب ما تك ون لعالقة الزوجية ال تي يف ترض ان تس تمر مهما ك انت
الظروف ،وتزداد ترسخا ً مع الزمن (الطويل)2001 ،
ويرتبط بذلك أيضا ً مفهوم الترقية على أساس األقدمي ة ،وهم ب ذلك يض منون اس تمرار عمل
العامل في النظام؛ ألنه لو استقال العامل وانتقل إلى العمل في نظام (مؤسسة) آخر ،فس تبدأ أقدمية من
نقطة الصفر ،وبالتالي يت أخر في تقدمه ال وظيفي وي رى (زويلف والعض ايلة )1996 ،أن االس تقرار
الوظيفي يرفع عادة من معنويات العاملين ،ويزيد من والئهم للمنظمة.
يميل اليابانيون إلى الرغبة في المشاركة في صنع القرارات ،ويمتازون بأنهم يصرفون وقت ا ً
طويالً في النقاش وفي إقرار القرارات ،وقراراتهم تتعرض لمعارضة ضئيلة جداً بعد اتخاذها ،وذلك؛
ألن كل من يت أثر ب القرار قد تم إش راكه في ص نعه ،وهم ب ذلك يعت برون اتخ اذ الق رارات مس ؤولية
جماعي ة ،وذلك يع ود إلى ان التقاليد اليابانية قد اعت برت نج اح المؤسسة مس ؤولية جماعية أم ام
المجتمع.
تهتم اإلدارة اليابانية بالعامل سواء داخل المؤسسة أم خارجها ،وال يتوقف ذلك االهتمام على
الفرد نفسه ،إنما يتعدى إلى االهتمام بأسرته وبوالديه ومن يعيلهم وتعمل اإلدارة اليابانية على االهتمام
باإلنسان وبحاجاته الروحية والنفسية واالجتماعية واالقتصادية ،من منطلق أن الفرد إذا
83
ما تحققت حاجاته المختلفة ،فإنه سيتفرغ للعمل ،وستزداد إنتاجيته ،وس يجد ال وقت لإلب داع
واالبتكار.
.5المسؤولية االجتماعية:
تهتم المؤسسات اليابانية بالمجتمع اهتماما ً كبيراً ،وهي تعمل جاهدة على كسب ثقة المجتم ع،
ويصل األمر بها إلى أنها تفضل اكتس اب ثقة المجتمع على تحقيق األرب اح ،وتس عى المؤسس ات
اليابانية أن تكون أهدافها قريبة جداً من أهداف المجتمع (زويلف والعضايلة)1996 ،
تتب نى اإلدارة اليابانية روح الفريق ال تي تق ود إلى اإلحس اس بالمس ؤولية الجماعي ة ،فالكل
مسؤول عن القرارات وتنفيذها باعتبار أن الكل أسرة واحدة ،متضامنة متكاملة (الطويل.)2001 ،
تعددت الدراسات المتعلقة بالقيادة التربوية وتنوعت إال أن الباحث الحظ حسب إطالعه ندرة
الدراسات التي بحثت مباشرة موضوع القيادة التربوية وارتباطها بدوافع المعلمين خاصة المحلية منها
والعربي ة ،كما أن معظم الدراس ات تن اولت الموض وع بش كل غ ير مباشر خاصة من خالل الرضا
الوظيفي ،وسيتم تصنيف الدراسات السابقة إلى ثالثة أقسام:
-الدراسات العربية
-الدراسات األجنبية
الدراسات االردنية:
هدفت دراسة ب ني ارش يد ( )1991إلى الكشف عن ال دور القي ادي لم ديري التربية والتعليم
في األردن في تحقيق الرضا الوظيفي للعاملين معهم من وجهة نظر الع املين .وتك ونت عينة الدراسة
من 345موظف ا ً وموظفة تم اختي ارهم بطريقة عش وائية طبقية تمثل م ديريات التربية والتعليم في
محافظتي اربد والمفرق واستخدم الباحث استبانة تقيس الدور القيادي لمديري التربية
84
والتعليم في تحقيق الرضا الوظيفي للعاملين معهم ،أعدها وطورها الباحث .واستخدم الباحث
تحليل التباين الثنائي ومعامل ارتباط (بيرسون) وكانت نتائج الدراسة كما يلي:
ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية على مستوى الداللة( ) = 0.05بين تق ديرات الع املين ح ول -
الدور القيادي لم ديري التربية والتعليم المم ارس حالي ا ً في األردن يع زى إلى المؤهل العلمي،
والجنس وخبرة العاملين.
ال يوجد أثر ذو داللة إحص ائية على مس توى الداللة ( )= 0.01بين تق ديرات الع املين في -
مديريات التربية والتعليم حول مساهمة الدور القيادي لمديري التربية والتعليم المم ارس حالي ا ً
في تحقيق الرضا الوظيفي للعاملين معهم يعزى إلى مؤهلهم العلمي (ج امعي ،غ ير ج امعي).
وأوضحت هذه الدراسة ان الفرق بين المتوسطات ك ان لص الح الع املين في م ديريات التربية
والتعليم ذوي المؤهل العلمي الجامعي.
ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية على مس توى الداللة ( )= 0.05بين تق ديرات الع املين ح ول -
مس اهمة ال دور القي ادي لم ديري التربية والتعليم المم ارس حالي ا ً في تحقيق الرضا ال وظيفي
للعاملين معهم يعزى إلى متغيري الدراسة كل على حدة ،الجنس والخبرة.
كما هدفت دراسة عودة ( )1992إلى التعرف على العالقة بين السلوك القيادي لمدير المدرسة
والرضا الوظيفي للمعلمين في المرحلة الثانوية وه دفت إلى تقصي اثر بعض الخص ائص الديمغرافية
للمعلم :ك الجنس والمؤهل العلمي ال تربوي والخ برة في ه ذا الرض ا .وكما ه دفت الدراسة إلى قي اس
مس توى الرضا ال وظيفي ل دى ه ؤالء المعلمين .وتك ونت عينة الدراسة من ( )400معلم ومعلمة
يدرسون في المدارس الثانوية في مديريات التربية والتعليم في مح افظتي اربد والمف رق تم اختي ارهم
بطريقة عشوائية من مجتمع الدراسة.وقد استخدم الباحث في هذه الدراسة أداتين هما :استبانة (هالبن)
لوصف السلوك القيادي ببعديه :المبادأة في وضع إط ار العمل واالعتبارية ( )LBCDوالثانية اس تبانة
(مينيسوتا) للرضا ( )MSQالتي طورها وز وزمالؤه .ولتحليل البيانات اس تخدم الب احث المتوس طات
الحسابية والنسب المئوية ومصفوفة االرتباط بين المتغيرات المستقلة والمتغير التابع وتحليل االنح دار
المتعدد –المتدرج The Stepwise Multiple Regression Analysisمس تعينا ً بالحاس وب باس تخدام
برنامج .+SPSS/PC
وأظه رت نت ائج الدراسة أن مس توى رضا المعلمين األردن يين عن وظيفتهم متوسط بش كل
ع ام .إذ بلغ متوسط درج اتهم على مقي اس الرضا ( )%64وك ان توزيع أف راد العينة على مس توى
الرضا كما يلي )%42.7( :منهم كان مستوى رضاهم عاليا ً و( )%57.3منهم كان رضاهم متوسطا ً
ولم يتميز أحد منهم بمستوى متدن للرضا .وعلى مستوى الفقرات كان للفقرات التالية إس هام ع ال في
85
درجة الرضا في متغيرات :اإلنجاز ،وتقدير واحترام المجتم ع ،والعمل بما ال يتع ارض مع الض مير،
والشعور باألمن واالستقرار ال وظيفي ،وأس لوب تعامل المس ؤولين وف رص التنويع والتجدي د .وبينت
توى ائية على مس اك عالقة ذات داللة إحص ا ً أن هن ائج أيض النت
( )= 0.01بين متغ يرات االعتبارية و المب ادأة في وضع إط ار العم ل ،والخ برة والجنس والمؤهل
العلمي وال تربوي من جهة والرضا ال وظيفي من جهة أخ رى .ودلت النت ائج أيض ا ً على أن كالً من"
االعتبارية و المبادأة في وضع إطار العمل والخبرة التربوية والجنس كان لها إس هام دال إحصائيٌ في
ش رح التب اين في الرضا ال وظيفي حيث فس رت االعتبارية بمفردها ( )%20من ه ذا التب اين ،تلتها
المبادأة في وضع إطار العمل التي فسرت ( )%4ثم الخبرة والجنس فسرت كل منهما ( )%3من هذا
التباين.
أما العمري ( ,)1992فقد أجرى دراسة هدفت إلى التعرف على العالقة بين السلوك القيادي
لم دير المدرسة ومس توى ثقة المعلمين ب ه ،وعلى العالقة بين ه ذا الس لوك وفعالية الم دير من وجهة
نظر المعلمين ،كما ه دفت للكشف عن اثر بعض المتغ يرات الذاتية للمعلم ،كمتغ يرات وس يطية في
ه اتين العالق تين ،وه ذه المتغ يرات هي :المؤهل العلمي للمعلم وجنسه وخبرته التربوية ومس توى
المدرسة ال تي يعمل به ا ،وخبرت ه .وتك ونت عينة الدراسة من ( )202معلم ا ً ومعلمة يعمل ون في
واس تخدم الب احث مديرية التربية والتعليم لمحافظة اربد تم اختي ارهم من ( )264مدرسة
اس تبانة وصف الس لوك القي ادي ( )LBDQومقي اس للثقة بين المعلمين واإلدارة ال ذي ط وره الب احث
ومقياس الفعالية اإلدارية والذي تك ون من س ؤال واحد ع ام وجهه الب احث للمعلمين.ولتحليل البيان ات
اس تخدم الب احث مع امالت االرتب اط وتحليل االنح دار المتع دد المت درج مس تعينا ً بالحاس وب برن امج
.+SPSS/PCودلت نتائج الدراسة على ما يلي:
أن ثقة المعلم بالم دير ترتبط ارتباطا داالً إحص ائيا على مس توى ( =0.01أو )=0.05مع .1
س لوك الم دير القي ادي المتسم بوضع إط ار للعم ل .والمتسم باالعتبارية ومع جنس المعلم
وخبرته في المدرسة الحالي ة ،وأن ثقة المعلم بم ديره ت زداد بزي ادة ممارسة الم دير لن وعي
السلوك القيادي للم دير ،المتسم بوضع إط ار العمل والمتسم باالعتباري ة .وك ذلك أن الثقة بين
المعلم والمدير أكثر منها بين المعلمة والمديرة وأن هذه الثقة تزداد كلما كانت خ برة المعلم في
المدرسة أكثر حداثة ،كما دلت النتائج أن السلوك القيادي المتسم باالعتبارية كان له أكبر األثر
في شرح التباين في الثقة حيث شرح ( )%64من هذا التباين.
هناك عالقة قوية بين الس لوك القي ادي (المتسم بوضع إط ار للعمل والمتسم باالعتباري ة) ,مما .2
يدل على أنه كلما زادت ممارسة القائد ألي من هذين النوعين ،زادت ممارسته للنوع اآلخ ر.
86
أما الس لوك المتسم باالعتبارية؛ فقد ارتبط إيجابي ا ً ب الجنس والخ برة التربوية للمعلم وس لبيا ً
بمس توى المدرسة بداللة إحص ائية على مس توى ( .)=0.05وأن الس لوك االعتب اري أك ثر
شيوعا ً في مدارس الذكور منه في مدارس اإلناث ،وأك ثر ش يوعا ً في الم دارس األساس ية منه
في المدارس الثانوية ،كما ي رى المعلم ون ذوو الخ برة التربوية األط ول س لوك م ديريهم بأنه
أكثر اعتبارية مما يراه زمالؤهم ذوي الخبرة األقصر ،وأن السلوك المتسم بوضع إطار للعمل
لم يرتبط ارتباطا ً داالً إحصائيا ً مع أي من المتغيرات الذاتية للمعلم.
أن الفعالية اإلدارية للم دير ترتبط ارتباط ا ً هام ا ً بمتغ يري الس لوك القي ادي فقط وهم ا :وضع .3
إطار للعمل ،واالعتبارية ،حيث كان معامال االرتباط ( )0.66( ،)0.65على الترتيب :أي ان
الفعالية اإلدارية لم ترتبط ثنائيا ً بأي من المتغيرات الذاتية للمعلم بداللة إحصائية هام ة .وت بين
أن السلوك االعتباري كان أكبر أثراً في شرح التب اين في الفعالية حيث ش رح %43من ه ذا
التباين.
وه دفت دراسة الش اللفة ( )1993إلى معرفة العالقة بين إدراك الم دير لنمطه القي ادي
وإدراك المعلمين له ذا النمط وأثر ه ذه العالقة في مس توى ال روح المعنوية ل دى المعلمين في
المدارس الثانوية األكاديمية الحكومية .وتم اختيار عينة الدراسة من مدارس م ديريتي التربية والتعليم
لعمان الكبرى األولى والثانية وتكونت العينة من ( )95مديراً وم ديرة و ( )630معلم ا ً ومعلمة حيث
تم اختيار جميع المديرين في مجتمع الدراسة أما بالنس بة للمعلمين فقد تم اختي ار عشر معلمين من كل
مدرسة كحد أدنى .وقد استخدم الباحث في الدراسة استبانتين :األولى مقياس وصف السلوك القيادي (
)LBDQوالثانية مقياس الروح المعنوية وقام الباحث بتطويرها بنفس ه ،وق ام الب احث بتحليل البيان ات
باستخدام اختبار (ت) ومعامالت االرتباط والمتوسطات .وقد دلت نتائج الدراسة على مايلي:
تبين أن الغالبية العظمى من المديرين والمعلمين أدرك وا الس لوك القي ادي لم دير المدرسة على أنه .1
يتجه نحو االهتمام بالفرد أكثر منه نحو االهتمام بالنظام الرسمي.
توجد ف روق ذات داللة إحص ائية هامة على بع دي الس لوك القي ادي بين إدراك الم ديرين لنمطهم .2
القيادي وإدراك المعلمين لهذا النمط.
ليس هن اك ف روق ذات داللة إحص ائية هامة في مس توى إدراك ات المعلمين لنمط القي ادة ل ديهم .3
تعزى إلى جنس المدير ،والمؤهل المسلكي للمدير.
ليس هن اك ف روق ذات داللة إحص ائية هامة في مس توى إدراك ات المعلمين لنمط القي ادة ل دى .4
مديريهم تعزى إلى جنس المعلم ،والمؤهل المسلكي للمعلم.
87
هن اك ف روق ذات داللة إحص ائية هامة في مس توى ال روح المعنوية ل دى المعلمين تع زى إلى .5
اختالف إدراك المديرين والمعلمين لنمط المدير القياديٍ.
أما العموش ( )1995فقد أجرى دراسة هدفت إلى معرفة درجة وجود األبع اد القيادية ل دى
م ديري وم ديرات الم دارس الحكومية في محافظة الزرق اء باإلض افة إلى معرفة مس توى دافعية
معلمي ،ومعلمات تلك المدارس نحو العمل ،ومعرفة ما إذا كانت هناك فروق ذات داللة إحصائية في
درجة وج ود األبع اد القي ادة ل دى الم ديرين ،والم ديرات تع زى لمتغ ير الجنس ،والمؤهل العلمي،
والخبرة ،وهل هن اك ف روق ذات داللة إحص ائية في مس توى دافعية المعلمين والمعلم ات نحو العمل
تع زى لمتغ ير جنس المعلم ومؤهله العلمي وخبرته؟ ثم التع رف على العالقة بين األبع اد القيادية
لم ديري ،وم ديرات الم دارس الحكومي ة ،ودافعية معلميه ا ،ومعلماتها نحو العم ل .وتك ونت عينة
الدراسة من ( )155مديراً ومديرة و( )620معلما ً ومعلمة تم اختيارهم بطريقة عشوائية من م دارس
محافظة الزرق اء الحكومي ة .وقد اس تخدم الب احث مقي اس األبع اد القيادية ل دى الم ديرين والم ديرات
أيض ا ً بأع داده والذي قام بإعداده بنفس ه .ومقي اس الدافعية نحو العمل وال ذي ق ام
بنفسه .وقد عولجت البيانات باستخدام المتوس طات الحس ابية والنسب المئوية واالنحراف ات المعيارية
وتحليل التباين األحادي واختبار (شيفيه) للمقارنات البعدية ومعامل ارتباط (بيرسون).
وأظهرت نتائج الدراسة أن درجة وجود األبعاد القيادية لدى الم ديرين والم ديرات عالي ة .إذ
تراوح متوسط النسبة المئوية لالس تجابات ما بين %86.8و %88.1وأن مس توى دافعية المعلمين
والمعلمات متوسط إذ بلغت النسبة المئوية لمتوسط االستجابة %79.4وأنه ال توجد فروق ذات داللة
إحصائية في درجة وجود األبعاد القيادية للم ديرين ،والم ديرات تع زى لمتغ ير الجنس ك ذلك ال توجد
فروق ذات داللة إحصائية في درجة وجود األبعاد القيادية للمديرين والمديرات تعزى لمتغ ير المؤهل
العلمي باس تثناء البعد الف ني إذ توجد ف روق ذات داللة إحص ائية لص الح حملة مؤهل أقل من
بكالوريوس .كما أظه رت نت ائج الدراسة وج ود ف روق ذات داللة إحص ائية في درجة وج ود األبع اد
القيادية جميعها ،باستثناء البعدين اإلنساني والرم زي ،تع زى للخ برة اإلدارية ولص الح ذوي الخ برة
من ( )7-3س نوات ،وأك ثر من ( )7س نوات ،وأنه ال توجد ف روق ذات داللة إحص ائية في مس توى
دافعية المعلمين والـمعلمات ،تـعزى للخ برة والـجنس ،بينما تـوجد فـروق ذات داللة إحص ائية في
مستوى دافعية الـمعلـمين والمعلمات تعزى للمؤهل العلمي ولصالح حملة مؤهل أقل من بكالوريوس،
كما توجد عالقة ارتباطية إيجابية بين درجة وج ود األبع اد القيادية لم ديري ،وم ديرات الم دارس
الحكومية ودافعية معلميها ومعلماتها نحو العمل.
88
وقد هدفت دراسة عبد الرحيم ( )1996إلى التعرف على أنماط السلوك القيادي لدى مديري
المدارس األساسية في محافظة ارب د ،وعالقتها بالرضا ال وظيفي للمعلمين ،من وجهة نظر المعلمين،
كما ه دفت إلى بي ان أثر كل من متغ يري الجنس والخ برة في الت دريس على الرضا ال وظيفي ل ديهم.
وتكون مجتمع الدراسة من ( )5815معلما ً ومعلمة ع املين في محافظة اربد وقد اخت يرت منهم عينة
عش وائية بلغت ( )775معلم ا ً ومعلم ة ،تمثل جميع م دارس المحافظ ة ،ولتحقيق أه داف الدراسة
استخدام الباحث مقياس جوردن Gordanلوصف السلوك القيادي ،ومقياس الرضا الوظيفي من إع داد
الباحث ،وتم تحليل البيانات باستخدام المتوسطات الحسابية والنسب المئوي ة ،وتحليل التب اين األح ادي
والثنائي واختب ار (ني ومن ك ولز) للمقارن ات البعدية ،وقد توص لت الدراسة إلى نت ائج ك ان أبرزها ما
يأتي:
شيوع ثمانية أنماط للسلوك القيادي كان أكثرها تكراراً النمط المعتمد بش كل كب ير على كل من .1
العمل ،والسلطة واالعتبارية وأقلها تك راراً النمط المعتمد على الس لطة بش كل أك بر من العمل
واالعتبارية.
وجود فروق ذات داللة إحصائية في درجة الرضا الوظيفي لألنماط اإلدارية المختلفة. .2
وجود فروق ذات داللة إحصائية في درجة الرضا الوظيفي للجنس وبالذات لإلناث. .3
وجود فروق ذات داللة إحصائية في درجة الرضا الوظيفي للخبرة في التدريس. .4
وهدفت دراسة القدومي ( )2000إلى معرفة عالقة الس مات الشخص ية لم ديري وم ديرات
بط المدرسي في توى الض دارس الثانوية في األردن بكل من دافعية معلميهم ومس الم
مدارس هم.واش تملت عينة الدراسة على ( )85م ديراً م ديرة و( )342معلم ا ً ومعلمة تم اختي ارهم
عش وائيا ً من الم دارس الحكومية والخاصة في منطقة عم ان األولى .ولإلجابة عن أس ئلة الدراسة تم
استخدام المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية والنسب المئوية وتحليل التباين واختبار(ت) وقد
توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
السمات الغالبة عند مديري المدارس مرتبة حسب وجودها من وجهة نظر المعلمين كالتالي: -
عدم وجود فروق ذات داللة إحص ائية بين متوس طات الدافعية ل دى المعلمين (ذك ور) تع زى -
لسمات المديرين الشخصية.
وجود تفاعل ذي داللة إحصائية بين متوسطات الجنس والخبرة والدافعية لدى المعلمين. -
89
وج ود تفاعل ذي داللة إحص ائية بين متوس طات المؤهل والخ برة والجنس في الدافعية ل دى -
المعلمين.
ع دم وج ود تفاعل ذي داللة إحص ائية بين متوس طات الجنس والمؤهل في الدافعية ل دى -
المعلمين.
ع دم وج ود تفاعل ذي داللة إحص ائية بين متوس طات المؤهل والخ برة في الدافعية ل دى -
المعلمين.
وهدفت دراسة الشريدة وعبد الرحيم ( )2000إلى التعرف على أنماط السلوك القي ادي ل دى
م ديري الم دارس األساس ية في محافظة ارب د ،وعالقاتها بالرضا ال وظيفي للمعلمين من وجهة نظر
المعلمين كما هدفت إلى بيان أثر كل من متغيري الجنس والخ برة في الت دريس على الرضا ال وظيفي
لديهم .وتكونت عينة الدراسة من ( )775معلما ً ومعلمة تم اختي ارهم عش وائيا ً من م دارس محافظة
اربد األساسية .واستخدم الباحثان مقياس جوردن Gordanلوصف السلوك القي ادي ومقي اس مينس وتا
لقي اس الرضا ال وظيفي .وتم تحليل البيان ات باس تخدام المتوس طات الحس ابية والنسب المئوية لتحليل
التباين األحادي والثنائي واختبار (نيومن ك ولز) للمقارن ات البعدي ة .وقد توص لت الدراسة إلى نت ائج
كان أبرزها:
شيوع ثمانية أنماط للسلوك القيادي كان أكثرها تك رراً النمط المعتمد بش كل كب ير على كل من -
العمل والس لطة واالعتبارية وأقلها تك رراً النمط المعتمد على الس لطة بش كل أك بر من العمل
واالعتبارية.
وقد بينت النتائج وجود ف روق ذات داللة إحص ائية على مس توى الداللة ( )=0.05في درجة -
الرضا الوظيفي لألنماط اإلدارية المختلفة.
كما تبين وج ود ف روق ذات داللة إحص ائية على مس توى الداللة ( )=0.05في درجة الرضا -
الوظيفي للخبرة في التدريس.
كما هدفت دراسة عيد ( )2000إلى التعرف على النمط القي ادي لم ديري الم دارس الثانوية
وعالقة النمط القيادي لمديري المدارس الثانوية بالرضا ال وظيفي لمعلمي المرحلة الثانوية في مديرية
التربية والتعليم في منطقة عمان األولى ,كما هدفت إلى معرفة فيما إذا ك انت هن اك ف روق ذات داللة
إحص ائية في الرضا ال وظيفي ل دى المعلمين وال تي تع زى لجنس المعلم واختصاصه ونمط الم دير
القيادي والتفاعل بينهما .وتك ونت عينة الدراسة من ( )69م ديراً وم ديرة و( )275معلم ا ً ومعلمة تم
اختي ارهم عش وائيا ً وقد اس تخدمت الباحثة أداة وصف فاعلية وتكيف القائد ال تي طورها هيرسي
90
وبالنشرد واستبانة الرضا الوظيفي التي طورها ناجي ( )1993وقد تم استخدام تحليل التباين الثن ائي
لتحليل البيانات ،وقد أظهرت النتائج ما يلي:
بينت نتائج الدراسة أن النمط التسويقي هو النمط األكثر شيوعا ً لدى عينة الدراسة من م ديري .1
الم دارس الثانوية يليه النمط التش اركي ثم النمط التس لطي ثم النمط التفويضي وال ذي حصل
على رقم قليل بالمقارنة باألنماط القيادية السابقة.
كانت درجة الرضا الوظيفي لدى المعلمين حسب النسب المئوية كما يلي بالنسبة للجنس ك انت .2
النسبة المئوية للرضا الوظيفي ذكور ( )0.585أما اإلناث (.)0.628
وج ود ف روق ذات داللة إحص ائية في الرضا ال وظيفي تع زى لعامل الجنس كما توجد ف روق .3
ذات داللة إحصائية في الرضا الوظيفي لدى المعلمين تعزى للنمط القيادي لدى الم ديرين فيما
تبين عدم وجود أثر للتفاعل بين جنس المعلم والنمط القيادي لدى المدير.
ع دم وج ود ف روق ذات داللة إحص ائية في الرضا ال وظيفي تع زى لعامل االختص اص بينما .4
توجد فروق ذات داللة إحصائية في الرضا الوظيفي لدى المعلمين تع زى للنمط القي ادي ل دى
المديرين ولم يتبين وجود أثر للتفاعل بين االختصاص والنمط القيادي لدى المديرين.
وه دفت دراسة الش ناق ( )2001إلى التع رف على األنم اط القيادية ال تي يمارس ها م ديرو
وم ديرات الم دارس الثانوية المهنية الحكومية في األردن في بع دي العمل والعالق ات اإلنس انية من
وجهة نظر المعلمين والمعلمات وعالقتها برضاهم ال وظيفي .وتك ونت عينة الدراسة من 455معلم ا ً
ومعلمة .واستخدم في الدراسة استبانة وصف األنم اط القيادية لم ديري وم ديرات الم دارس واس تبانة
وصف مس توى الرضا ال وظيفي للمعلمين والمعلم ات واس تخدم الب احث الوس ائل اإلحص ائية التالي ة:
االختب ار الت ائي والوسط الحس ابي واالنح راف المعي اري وتحليل التب اين الثالثي ومعامل ارتب اط
بيرسون وكانت نتائج البحث كما يلي:
إن مديري ومديرات المدارس الثانوية المهنية يهتمون ببعدي النمط القيادي (العمل والعالق ات .1
اإلنسانية) مع اهتمام أكبر في مجال العمل.
إن مستوى الرضا الوظيفي لمعلمي ومعلمات الم دارس الثانوية المهنية ك ان في الغ الب أعلى .2
من المتوسط.
ليس لمتغ يرات (الجنس والخ برة والمؤهل العلمي) أية ف روق ودالالت إحص ائية في النمط .3
القيادي لمديري ومديرات المدارس الثانوية المهنية.
91
توجد عالقة ارتباطيه –إيجابية وقوي ة -ذات داللة إحص ائية بين النمط القي ادي ال ذي يمارسه .4
مديرو ومديرات المدارس الثانوية المهنية ورضا المعلمين الوظيفي.
أما البن دري والعت وم ( )2002فقد أجريا دراسة مقارنة ه دفت إلى التع رف على طبيعة
العالقات الشخصية السائدة بين المديرين ومعلمي المرحلة الثانوية ومستويات الرضا الوظيفي لمعلمي
المرحلة الثانوية في كل من :سلطنة عمان واألردن .كما تهدف الدراسة إلى معرفة العالقة بين طبيعة
العالق ات الشخص ية بين الم ديرين والمعلمين على الرضا ال وظيفي لمعلمي المرحلة الثانوية ومعرفة
قدرة متغ يرات المؤهل العلمي والخ برة التعليمية والتخصص وال دورات التدريبية ومس توى المدرسة
ومك ان العمل والجنس على التنبؤ بطبيعة العالق ات الشخص ية بين الم ديرين والمعلمين والرضا
ال وظيفي لمعلمي المرحلة الثانوية في كل من س لطنة عم ان واألردن .وتم اختي ار عينة الدراسة
بالطريقة العش وائية العنقودية حيث اخت ير ع دد من الم دارس لتمثيل التوزيع الجغ رافي لكل منطقة
ووزعت االس تبانات على جميع المعلمين ال ذين ك انوا موج ودين في ذلك الي وم أو أب دوا االس تعداد
والرغبة لتعبئة االس تبانات وتك ونت عينة الدراسة األردنية من ( )178معلم ا ً ومعلمة أما العينة
العمانية فتك ونت من ( )123معلم ا ً ومعلمة وقد اس تخدمت الدراسة أداتين :األولى مقي اس طبيعة
العالقات الشخصية بين المدير والمعلم الذي طوره لين ارد ( )Lennard. 1962والثانية اس تبانة الرضا
الوظيفي للمعلم التي طورها العمري (.)1996
وأش ارت النت ائج إلى أن مس توى العالق ات الشخص ية بين المعلمين والم ديرين ك انت في
المستوى المتوسط بشكل ع ام اعتم اداً على الدرجة الكلية للمقي اس وال درجات الفرعية لألبع اد وذلك
للعينة العمانية والعينة األردنية على حد سواء .إال أن معاينة الف روق بين المتوس طات الحس ابية ل دى
العينتين أشارت إلى أن مستويات العالقة الشخصية بين الم ديرين والمعلمين ك انت أفضل ل دى العينة
األردنية في الدرجة الكلية للمقياس وجميع األبعاد الفرعية باس تثناء بعد ع دم ش رطية االح ترام ال ذي
كان لصالح العينة العمانية .أما الرضا الوظيفي فكانت في المس توى الع الي للعينة العمانية والمس توى
المتوسط للعينة األردنية مؤكداً وجود فروق دالة إحص ائيا ً في الدرجة الكلية واألبع اد الفرعية لص الح
العينة العماني ة .وأش ارت النت ائج إلى ع دم وج ود ف روق ذات داللة إحص ائية في درج ات الرضا
ال وظيفي للمعلمين حسب تب اين مس تويات العالقة الشخص ية بين المعلمين والم ديرين على ال درجات
الكلية لمقي اس العالق ات الشخص ية لكل من العينة العمانية واألردني ة .كما أش ارت النت ائج إلى أهمية
تغيرات التخصص والجنس والخبرة في التنبؤ بمس توى العالق ات الشخص ية والرضا ال وظيفي للمعلم
العم اني ومتغ يرات التخصص والخ برة والمؤهل في التنبؤ بمس توى العالق ات الشخص ية والرضا
الوظيفي للمعلم األردني.
92
الدراسات العربية:
ه دفت دراسة العيسى ( )1992إلى التع رف على األنم اط القيادية الس ائدة بين م ديرات
الم دارس الثانوية التابعة للرئاسة العامة لتعليم البن ات في مدينة الري اض وه دفت أيض ا ً إلى التع رف
على مستوى الدافعية نحو العمل والروح المعنوية لدى المعلمات السعوديات الع امالت معهن ومعرفة
ما إذا كانت هن اك ف روق دالة في مس توى الدافعية وال روح المعنوية تع زى إلى الخ برة في الت دريس
والمؤهل األك اديمي والتخصص العلمي والنمط القي ادي للم ديرات .كما ه دفت إلى معرفة ت أثير
التفاعالت بين النمط القيادي والخبرة في التدريس والمؤهل األكاديمي والتخصص العلمي في مستوى
الدافعية نحو العمل وفي مس توى ال روح المعنوية بين المعلم ات .وتك ونت عينة الدراسة من جميع
م ديرات الم دارس الثانوية الحكومية في مدينة الري اض والب الغ ع ددهن ( )57م ديرة ومن ()646
معلمة سعودية من المعلمات العامالت في ه ذه الم دارس تم اختي ارهن بطريقة عش وائية واس تخدمت
الباحثة مقي اس بففر Pffiferلقي اس األنم اط القيادية ومقي اس الدافعية نحو العمل وال روح المعنوية
والذي قامت الباحثة بإعداده .واستخدمت الباحثة المتوسطات الحسابية وأسلوب تحليل التباين األحادي
لتحليل بيانات الدراسة .وكانت نتائج الدراسة كما يلي:
النمط القي ادي الس ائد بين م ديرات الم دارس الثانوية الحكومية في مدينة الري اض هو النمط .1
التسلطي.
هناك ف روق دالة في مس توى الدافعية بين المعلم ات تع زى للخ برة في الت دريس والتخصص .3
العلمي بينما ال توجد فروق تعزى للمؤهل األكاديمي وللنمط القيادي للمدير.
هنالك فروق دالة في مستوى ال روح المعنوية بين المعلم ات تع زى للتخصص العلمي والنمط .4
القيادي للمديرات بينما ال توجد فروق تعزى للخبرة في التدريس والمؤهل األكاديمي.
ع دم وج ود ت أثير للتفاعل بين النمط القي ادي وبين كل من الخ برة في الت دريس والمؤهل .5
األكاديمي والتخصص العلمي في مستوى الدافعية نحو العمل بين المعلمات.
ع دم وج ود ت أثير للعامل بين النمط القي ادي وبين كل من الخ برة في الت دريس والتخصص .6
العلمي بينما كشفت الدراسة عن وجود تأثير للتفاعل بين النمط القيادي والمؤهل األكاديمي في
مستوى الروح المعنوية بين المعلمات.
93
وه دف بحث آل ن اجي ( )1993إلى إيج اد الص دق العملي لنظرية الع املين له يرزبرج
والكشف عن أثر التفاعل للمتغ يرات التالي ة:الن وع والجنس ية والمس توى التعليمي وس نوات الخ برة
والتخصص في متغيرات الرضا عن العمل لدى عينة من المعلمين والمعلم ات ب التعليم الث انوي الع ام
بالمملكة العربية السعودية .وقد تم اختي ار عينة عش وائية مكونة من ( )475معلم ا ً ومعلمة واس تخدم
الباحث استبانة الرضا عن العمل التي قام بتطورها بنفسه .والتي تضمنت متغ يرات الرضا عن العمل
وفق ا ً لنظرية الع املين لهيرزب يرج وتم االس تعانة باألس اليب اإلحص ائية التالية لمعالجة نت ائج البحث:
المتوسط الحس ابي ،االنح راف المعي اري قيمة (ت) معامل االرتب اط ،معامل( كروبن اخ ألفا) طريقة
المكونات األساسية (لهوتلنج) تحليل التباين معادلة العاملي توكى ،النسب المئوية.
وأش ارت النت ائج إلى انتظ ام متغ يرات الرضا عن العمل التالي ة :الرضا عن بيئة العمل:
(اإلدارة واإلش راف العالقة مع ال زمالء وتط ور ونمو المهنة ومحيط العم ل) والرضا عن العمل:
(العمل نفسه التق دير الترقية اإلنج از المس ؤولية) والرضا الكلي عن العمل في عامل واحد باس تثناء
متغ ير ال راتب ال ذي انتظم في عامل مس تقل .وك ذلك ت بين وج ود أثر دال إحص ائيا ً لتفاع ل :الن وع
والجنسية والمستوى التعليمي وس نوات الخ برة والتخصص األك اديمي والعم ر ،في متغ يرات الرضا
عن العمل .باإلضافة إلى انه تبين أن المعلم ات ذوات العمر وس نوات الخ برة األك بر والمعلمين ذوي
التخصصات اإلنسانية أكثر رضا في بعض مكونات الرضا عن العمل.
وهدفت دراسة الصائغ ومحمود ( )1994التعرف على األنماط القيادية األكثر شيوعا ً لدى
م ديري الم دارس االبتدائية كما ي دركها المعلم ون الع املون معهم ،وهل تت أثر ه ذه االنم اط القيادية
الممارسة بخ برة الم دير أو مؤهله العلمي .وته دف أيض ا ً إلى رصد درجة والء المعلم في المدرسة
االبتدائية لعمله وهل تتأثر درجة هذا ال والء بخ برة المعلم ومؤهله العلمي وهل هن اك عالقة بين والء
المعلم لعمله وبين األنم اط القيادية التربوي ة؟ وك انت عينة الدراسة 177معلم ا ً س عوديا ً يعمل ون في
مدارس المرحلة االبتدائية .وخلصت الدراسة إلى نتائج منها:
النمط اإلداري ال ديمقراطي أك ثر ش يوعا ً وممارسة من قبل الم ديرين يليه األت وقراطي ثم .1
الترسلي.
ال توجد ف روق دالة إحص ائيا ً في ن وع القي ادة التربوية الممارسة يع زى إلى المؤهل العلمي .2
للمدير ,بينما هناك فرق يعزى إلى الخبرة.
وجود أثر لتفاعل الخ برة مع المؤهل على ممارسة األنم اط القيادية ولص الح مجموعة الخ برة .3
الطويلة مع المؤهل الجامعي.
94
تبين أن والء المعلمين لمهنة التدريس يميل نحو االتجاه الموجب. .4
هناك ارتباط دال إحص ائيا ً بين درجة ال والء لمهنة الت دريس ونمط القي ادة التربوي ة .حيث أن .5
النمط الديمقراطي يرتبط إيجابي ا ً مع درجة ال والء في حين يرتبط س لبا ً مع النمط األت وقراطي
والترسلي.
أما دراسة مطالقة ( )1995فقد ه دفت إلى الوق وف على ال دوافع ال تي ت دفع الع املين في
المدارس الخاصة العربية في إمارة الشارقة إلى اختي ارهم العمل بها واستيض اح األهمية النس بية لكل
دافع من الدوافع .وتم اختيار عينة عشوائية طبقية من مجتمع البحث مؤلفة من ( )2000معلم وم دير
وإداري واستخدم الباحث في دراسته استبيانه لقي اس دوافع العمل عند الع املين في الم دارس الخاصة
قام بإع دادها بنفسه معتم داً على نظرية ماس لو للحاج ات ,واس تخدم الب احث منهج المسح االجتم اعي
باإلض افة الس تخدامه المقابلة الشخص ية والس جالت اإلحص ائية الرس مية .وقد توصل الب احث إلى
النتائج التالية:
أن أكثر الدوافع أهمية وضغطا ً على الع املين الختي ارهم العمل في الم دارس الخاصة العربية .1
في إمارة الشارقة واإلقبال على العمل فيها ومهما كانت الظروف هي:
دوافع األمن واالستقرار الوظيفي واألسري حيث أن العاملين من الوافدين في الغالبية أ.
العظمى وقليل من المواطنين من يعمل في هذه المدارس.
أن واقع العمل في الم دارس الخاصة العربية لم يحقق للع املين ما ك انوا ي أملون بعد ممارسة .2
العمل من إشباع لحاج ات دوافع األمن واالس تقرار أو للحاج ات وال دوافع المادية ل ديهم حيث
كانت معظم نسب اإلشباع الفعلي حول المتوسط ( )0.500وأقل من ذلك عند الكثير.
لم ي ؤثر االختالف في طبيعة العمل والحالة االجتماعية وفئة العمر والمؤهل العلمي والجنس. .3
على أنواع الدوافع وترتيبها وأهميتها النس بية واختي ار العمل عند الع املين قبل ممارسة العمل
في هذه المدارس ولكن ظهرت هذه االختالفات بين فئات العاملين وحسب هذه المتغ يرات بعد
ممارسة العمل الفعلي في ه ذه الم دارس حيث اختلفت درجة األهمية النس بية لإلش باع ال ذي
يحققه العمل في هذه المدارس وكذلك في الترتيب لهذه الدوافع.
وه دف البحث ال ذي ق ام به المغي دي ( )1996إلى تط بيق نم وذج القي ادة الموقفية لهيرسي
وبالنش رد ونظرية الع املين لهيرزب يرج على م دارس الب نين في التعليم الع ام في محافظة اإلحس اء
ودراسة م دى توافق مفاهيمها مع المجتمع الس عودي وم دى تكامل نم وذج القي ادة الموقفية مع نظرية
95
الع املين لهيرزب يرج والربط بينهما في مس رح الواق ع .باإلض افة إلى التع رف إلى األس اليب القيادية
لمديري المدارس وأثرها في مستوى الرضا الوظيفي لمعلميهم في ضوء تغيرات :مستوياتهم التعليمية
وسنوات الخبرة واختالف التخصص ومستوى التدريب .واس تخدم الب احث أداة وصف فاعلية وتكيف
القائد التي طورها هيرسي وبالنشرد واستبانة الرضا الوظيفي التي طورها ن اجي ( .)1993وش ملت
عينة البحث ( )79مديراً و( )656معلما ً في مختلف مدارس الب نين في محافظة األحس اء التعليمية تم
اختيارهم بطريقة عشوائية وتم استخدام األس اليب اإلحص ائية التالي ة :تحليل التب اين المتع دد واختب ار
توكى والطريقة المرحلية لالنحدار المتعدد ( .) Stepwise regressionوأج ريت التحاليل اإلحص ائية
باستخدام نظام الرزم اإلحصائية ( .)SASوتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
يم ارس الم ديرون في المرحلة االبتدائية األس لوب المش ارك والمرحلة المتوس طة أس لوب .1
التسويق والمرحلة الثانوية أسلوب األمر.
المعلم ون في المرحلة االبتدائية أك ثر رضا عن بيئة العمل ومحت وى العمل من المعلمين في .2
المرحلة المتوسطة والثانوية.
المعلم ون ذوو الخ برة الطويلة أك ثر رضا عن بيئة العمل ومحت وى العمل من المعلمين األقل .3
خبرة.
وجود تأثير للعوامل المكونة لبيئة العمل ومحتوى العمل في رضا المعلمين. .4
كما هدفت دراسة السعيدي ( )1998إلى التعرف على األنماط القيادية الس ائدة ل دى م ديري
المدارس الثانوية في سلطنة عمان كما يتصورها المعلمون والمعلم ات الع املون معهم واختالف ه ذا
التصور باختالف جنس م دير المدرسة وخبرته في مج ال اإلدارة المدرس ية ومؤهله العلمي وجنس ية
الم دير من حيث كونه عماني ا ً أم واف داً (غ ير عم اني) .وقد ت ألفت عينة الدراسة من ( )394معلم ا ً
ومعلمة تم اختيارهم بطريقة عش وائية من بين المعلمين والمعلم ات الع املين في أربع من اطق تعليمية
هي( :محافظة مس قط ،الباطنة (ش مال) ،الش رقية (جن وب) ،الظ اهرة) وه ذه المن اطق التعليمية تم
اختيارها من أصل 10مناطق تعليمية بالسلطنة .ولتحقيق أهداف الدراسة فقد تم تطوير استبانه لقياس
األنماط القيادية( :األتوقراطي ،والديمقراطي ،والترسلي) لدى مديري المدارس الثانوية؛ ولإلجابة عن
أسئلة الدراسة فقد تم استخدام المتوسطات واالنحرافات المعيارية واختبار (ت) لعينتين مستقلتين.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن األنم اط القيادية الس ائدة ل دى م ديري الم دارس الثانوية في
سلطنة عمان كما يتصورها المعلمون والمعلم ات الع املون معهم هي ،النمط ال ديمقراطي ويليه النمط
األتوقراطي ثم النمط الترسلي .كذلك أشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية
96
عند مس توى ( )=0.05بين م ديري الم دارس الثانوية في س لطنة عم ان في النمطين القي اديين:
(الديمقراطي و األتوقراطي) يعزى لجنس المدير كما يتصوره المعلم ون والمعلم ات الع املون معهم.
بينما أشارت هذه النت ائج إلى وج ود ف روق ذات داللة إحص ائية عند مس توى ( )=0.01بين م ديري
المدارس الثانوية في س لطنة عم ان في النمط الترس لي كما يتص وره المعلم ون والمعلم ات الع املون
معهم ،ولص الح م ديرات الم دارس الثانوية كما أش ارت النت ائج إلى ع دم وج ود ف روق ذات داللة
إحصائية عند مس توى ( )=0.05بين م ديري الم دارس الثانوية في س لطنة عم ان في النمط القي ادي
تع زى لم دير المدرسة في اإلدارة المدرس ية أو مؤهله العلمي كما يتص وره المعلم ون والمعلم ات
العاملون معهم .بينما أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات داللة إحص ائية عند مس توى الداللة (=0.
)05يبن مديري المدارس الثانوية في سلطنة عمان في النمط األوتوقراطي تعزي لجنس ية الم دير من
حيث كونه عمانيا ً أم وافداً ولص الح م ديري الم دارس الثانوية العم انيين وفق ا ً لما يتص وره المعلم ون
والمعلمات العاملون معهم .وكذلك وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى ( )=0.01في النمط
الديمقراطي تعزى لجنسية مدير المدرسة ،ولصالح م ديري الم دارس الثانوية العم انيين كما يتص وره
المعلمون والمعلمات العاملون معهم .بينما أشارت نتائج هذه الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات داللة
إحص ائية عند مس توى الداللة ( )=0.05بين م ديري الم دارس الثانوية في س لطنة عم ان في النمط
الترس لي تع زى لجنس ية الم دير من حيث كونه عماني ا ً أم واف داً كما يتص وره المعلم ون والمعلم ات
العاملون معهم.
وه دفت دراسة حس ين ( )1999إلى تط بيق نم وذج القي ادة الموقفية لهيرسي وبالنش ارد
Hersey & Blanchardونظرية هيرزب يرج Herzbergعلى م دارس التعليم األساسي بمدينة ع دن،
ودراسة العالقة بين األساليب القيادية لمديري المدارس وأثرها في مس توى الرضا ال وظيفي لمعلميهم
من منظور نموذج القيادة الموقفية ،ومستوى الرضا الوظيفي لمعلميهم من منظ ور نظرية هيرزب يرج
ذات الع املين .وتم اختي ار عينة عش وائية طبقية بلغت 268معلم ا ً ومعلم و 53م دير وم ديرة من
مدارس مدينة عدن باليمن .واستخدمت الباحثة أداتين :األولى اس تبانة األس اليب القيادية ال تي طورها
هرسي وبالنش ارد والثانية اس تبانة الرضا ال وظيفي ق امت بإع دادها الباحثة باالعتم اد على نظرية
هيرزبيرج في الدافعية وتوصلت الدراسة إلى النتائج اآلتية:
وجود فروق ذات داللة إحصائية بين المعلمين في المدارس األساسية لمدينة عدن من منظ ور -
نموذج القيادة الموقفية لهيرسي وبالنشارد تعزى إلى المؤهل وع دد س نوات الخ برة والجنس.
عدم وجود ف روق ذات داللة إحص ائية بين المعلمين في الم دارس األساس ية لمدينة ع دن عن
97
محتوى وبيئة العمل من منظ ور نظرية هيرزب يرج تع زى إلى المؤهل وع دد س نوات الخ برة
والجنس.
وج ود عالقة ذات داللة إحص ائية بين األس اليب القيادية للم ديرين ومس توى رضا المعلمين -
العاملين معهم.
وه دفت دراسة ش قير ( )1999إلى التع رف إلى إدراك المعلمين لألنم اط القيادية ال تي
يمارس ها م دير وم ديرات الم دارس الحكومية في محافظة بيت لحم وعالقته باتجاه اتهم نحو مهنة
التدريس وبيان عالقة كل من الجنس والمؤهل العلمي والخ برة العملية للمعلمين باتجاه اتهم نحو مهنة
الت دريس ونحو النمط القي ادي الس ائد في مدارس هم .وك انت عينة الدراسة قد اش تملت على ()211
معلم ا ً ومعلمة وتم اختي ارهم عش وائيا ً من م دارس محافظة بيت لحم .أما أدوات الدراسة ,فقد تك ونت
من استبانتين األولى :لقياس النمط القيادي لدى مديري الم دارس حيث اش تملت االس تبانة ( )34فق رة
ت دور ح ول األنم اط اإلدارية الثالثة( :النمط ال ديكتاتوري ،والنمط ال ديمقراطي ،والنمط التس يبي)،
والثاني ة :اس تبانة لقي اس اتجاه ات المعلمين نحو مهنة الت دريس ،حيث اش تملت االس تبانة على ()20
فقرة تبين البعد االجتماعي للمهن ،والبعد النفسي ،والنظرة الذاتية للمهنة .وتم تحليل البيان ات بواس طة
الحاسب اآللي باستخدام برن امج SPSSواس تخدمت المعالج ات اإلحص ائية التالية الختب ار فرض يات
الدراسة :حساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعياري ة ،وتحليل التب اين األح ادي ()ANOVA
ومعامل ارتباط بيرسون .وأظهرت الدراسة النتائج التالية:
أن أكثر األنماط القيادية انتشاراً بين أوساط المديرين هو النمط القيادي ال ديمقراطي يليه النمط .1
الديكتاتوري وجاء النمط التسيبي في المركز األخير.
يحمل معلمو المدارس الحكومية في محافظة بيت لحم اتجاهات متوس طة نحو مهنة الت دريس، .2
إذا بلغ المتوسط الحسابي الستجاباتهم على مقياس االتجاه نحو مهنة التدريس (.)3.65
ع دم وج ود ف روق ذات داللة إحص ائية على مس توى الداللة ( ) = 0.05بين متوس طات .3
استجابات المعلمين على مقياس النمط القي ادي تع زى إلى متغ يرات( :الجنس والمؤهل العلمي
والخبرة العملية للمعلم).
ع دم وج ود ف روق ذات داللة إحص ائية على مس توى الداللة ( ) = 0.05بين متوس طات .4
اس تجابات المعلمين والمعلم ات على مقي اس االتج اه تع زى إلى( :الخ برة العملية والمؤهل
العلمي للمعلم).
98
وجود فروق ذات داللة إحصائية على مستوى الداللة ( ) = 0.05بين متوسطات اس تجابات .5
المعلمين والمعلمات على مقياس االتجاه نحو مهنة التدريس لصالح المعلمات.
هناك عالقة طردية بين النمط القيادي ال ديمقراطي لم ديري الم دارس وبين االتج اه نحو مهنة .6
الت دريس وعالقة عكس ية بين كل من النمط القي ادي ال ديكتاتوري والنمط القي ادي التس يبي
لمديري المدارس وبين االتجاهات نحو مهنة التدريس.
وه دفت دراسة برك ات ( )2000لبحث العالقة بين مركز الض بط واتجاه ات المعلمين نحو
مهنة التعليم .وطبق مقياس مركز الضبط "لروتر" واستبيان لقياس االتجاه نحو المهنة ط وره الب احث
له ذا الغ رض ،بلغت عينة الدراسة ( )160من معلمي الم دارس الحكومية وم دارس وكالة الغ وث
األردنية في قطاع غزة في فلسطين عولجت نتائج الدراسة باس تخدام اإلحص ائي (ت) وال تي أس فرت
عن:
وجود فروق جوهرية بين اتجاهات المعلمين في المدارس الحكومية وم دارس الوكالة لص الح -1
معلمي الوكالة الذين أظهروا نزعة داخلية للضبط.
2ذ -وج ود ف روق دالة إحص ائية بين درج ات المعلمين ودرج ات المعلم ات على مقي اس مركز
الضبط لصالح المعلمين الذكور الذين أظهروا ميالً أقل نحو الضبط الداخلي.
وج ود عالقة جوهرية بين اتجاه ات المعلمين ودرج اتهم على مقي اس الض بط ال داخلي و -3
الخ ارجي لمص لحة المعلمين ذوي االتجاه ات الموجبة نحو مهنة التعليم ال ذين أظهروا نزعة
أقل نحو الضبط الداخلي.
وه دفت دراسة دويك ات( )2000إلى معرفة النمط القي ادي عند مديري الم دارس الثانوية الحكومية
في محافظات شمال فلس طين من وجهة نظر المعلمين ،وه دفت أيضا لمعرفة العالقة بين نمط القي ادة
وتفويض السلطة عند مدراء المدارس .وتم اختيار عينة عشوائية طبقية من مدارس محافظ ات ش مال
فلسطين تشكلت من 362معلما ً ومعلمة .وقام الباحث باستخدام مقياس النمط القي ادي ال ذي ط وره
الشوا ( ) 1998ودمج النمط التشاركي في النمط الديمقراطي ليخرج بأربعة أنم اط هي :ال دكتاتوري
والدبلوماسي والسلبي والديمقراطي .كما استخدم الباحث مقي اس تف ويض الس لطة ال ذي ق ام بتط ويره
بنفسه .واستخدم الب احث لتحليل النت ائج المتوس طات الحس ابية والنس بة المئوية واختي ار (ت) وتحليل
التباين األحادي واختبار (شفيه) ومعامل ارتباط (بيرسون) وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
99
ظهرت األنم اط القيادية الس ائدة عند مديري الم دارس الثانوية الحكومية في محافظ ات ش مال .1
فلسطين من وجهة نظر المعلمين مرتبة كما يلي :الديمقراطي ،الدبلوماسي ،والسلبي أما النمط
الدكتاتوري ,فلم يظهر من األنماط السائدة.
ال توجد فروق ذات داللة إحص ائية عند مس توى الداللة ( ) < 0.05في النمط القي ادي ل دى .2
مديري المدارس الثانوية الحكومية في محافظات شمال فلسطين تعزى لمتغ ير المؤهل العلمي
على النمطين الدبلوماسي والديمقراطي ،بينما ظهرت فروق ذات داللة إحص ائية عند النمطين
الدكتاتوري والسلبي.
توجد فروق ذات ارتباطية سلبية بين النمط الدكتاتوري وجميع مجاالت تفويض السلطة. .3
توجد فروق ذات ارتباطية سلبية بين النمط الديمقراطي والدبلوماسي وجميع مجاالت تف ويض .4
السلطة.
توجد فروق ذات ارتباطية سلبية بين النمط السلبي وجميع مجاالت تفويض السلطة. .5
ال توجد عالقة دالة إحصائيا ً بين النمط الديمقراطي والنمط السلبي. .6
الدراسات األجنبية:
ه دفت دراسة ب اركر وب ارتردج ( )Parker & Partridge, 1991لقي اس ومقارنة إدراك
المعلمين والمديرين لألم ور ال تي من ش أنها أن تزيد من جه ود العمل وبالت الي اإلنتاجية ولتحديد أي
األفع ال ال تي يق وم بها المديرون ,وال تي ينظر لها من قبل المعلمين على أنها عوامل دافع ة .وش ملت
عينة الدراسة ( )230معلم ا ً و ( )6مديرين من الم دارس العامة في المسيس بي واس تخدمت الدراسة
أداة مسح قام بإع دادها الباحث ان .وك انت نت ائج الدراسة أظه رت أن الم ديرين والمعلمين اتفق وا على
اعتبار عوامل زيادة اإلنتاجية تتمثل في التحصيل والتقدم واالنتماء واالستقاللية واإلبداع واالع تراف
واألمان .وأن هناك فروقا ً تعزى لمنطقة العمل في اعتبار العوامل المؤدية إلى إنتاج ٍ
عال .أما األفع ال
التي اعتبرت عوامل دافعة بالنسبة للمعلمين فكانت كما يلي:
100
وهدفت دراسة كالمير ( )Gallmeier, 1992الختبار اثر النمط القي ادي لم دير المدرسة على
دافعية المعلمين في والية إلينوي .واستخدم الباحث أداة مسح المعنوي ات ال تي طورها اتح اد المعلمين
األمريكيين لقياس أثر نمط مدير المدرسة القيادي على دافعية المعلمين .وقد أظهرت نتائج الدراسة أن
المسؤولية الفردية من خالل المشاركة في اتخاذ القرارات وبناء السياس ات ت ؤدي إلى دافعية المعلمين
وتحسن من نظ رة المعلم إلى ذات ه .كما أظه رت النت ائج أن المعلمين ال ذين يعمل ون في ظل قي ادة
ديمقراطية وعملياتية (إجرائية) لم يس جلوا مس توى هام ا ً أو عالي ا ً من الدافعية عن ال ذين يعمل ون في
ظل قيادة دكتاتورية.
أما دراسة كالدويل ( )Caldwell, 1992فقد هدفت إلى الكشف عن تصورات المعلمين بش أن
العالقة بين السلوكات اإلدارية ودافعية المعلمين حيث ك ان للدراسة غرض ان :األول هو تحديد ما إذا
كان سلوكات مديري الم دارس األساس ية وال تي اس همت في إحس اس المعلمين باإلنج از والمس ؤولية
واالعتراف قد تصورها المعلمون بأنها تس هم أك ثر في دافعيتهم نحو العمل أك ثر من الس لوكات ال تي
طورت وحسنت س ياق العم ل .أما الغ رض الث اني فهو معرفة االختالف في تص ورات األهمية له ذه
دارس منطقة مدوست Midwestوتم ونت عينة الدراسة من ( )200معلم من م العوامل وقد تك
اس تخدام اس تبانة أع دت ألغ راض الدراس ة .وأظه رت نت ائج الدراسة أن اإلنج از والمس ؤولية
واالعتراف كانت عوامل تصورها جميع المعلمين بأنها تسهم أكثر في دافعيتهم نحو العمل .وأن هناك
فروق ا ً في تص ور المعلمين له ذه العوامل تع زى للعمر والجنس وتعد ه ذه النتيجة تعزي زاً لنظرية
هيرزبرج.
وقام باتروورث ووينس تين ( )Butterworth & Weinstein, 1996بدراسة حالة ه دفت إلى
معرفة جهود مديري المدارس األساس ية ,لخلق المن اخ المدرسي المش جع على الدافعي ة .وقد خلصت
الدراسة إلى أن الم ديرين يقوم ون باألعم ال التالية من أجل خلق من اخ مدرسي يش جع على الدافعية
للمعلمين:
وه دفت دراسة بيننكت ون ( )Pennington, 1998إلى التحقق من العالقة بين تص ورات
المعلمين ألس لوب الم دير القي ادي ودافعية المعلمين نحو مهنتهم كمعلمين وذلك في الم دارس الثانوية
101
العامة في م دارس وسط تينيسي .Tennesseeوقد ش ملت عينة الدراسة معلمي خمس م دارس في
منطقة وسط تينيسي تم اختيارها عش وائياً .وقد اس تخدم في الدراسة اس تبيان وصف س لوك القائد (
)LBDQواستبانة مينيسوتا للرضا الوظيفي وأظهرت نتائج الدراسة ما يلي:
وج ود عالقة هامة وذات داللة إحص ائية على مس توى الداللة ( ) =0.001بين دافعية -
المعلمين والسلوك القيادي لمدير المدرسة من وجهة نظر المعلمين.
وجود ارتباط سلبي بين المدير ذي االهتمام المتدني بالعاملين واالهتم ام ب تركيب المهمة وبين -
دافعية المعلمين.
ال توجد ف روق ذات داللة إحص ائية في الدافعية الداخلية والخارجية على مقي اس الرضا -
الوظيفي تعزى للجنس والعمر.
توجد ف روق ذات داللة إحص ائية في الدافعية الخارجية على مقي اس الرضا ال وظيفي تع زى -
للخبرة.
أما دراسة ب وقلر ( ,)Bogler, 1999فقد ه دفت إلى اختب ار أثر ثالثة عوامل على الرضا
الوظيفي للمعلمين وهي :النمط القي ادي لم دير المدرسة (التح ويلي أو اإلج رائي) واس تراتيجية م دير
المدرسة في اتخ اذ الق رارات (ات وقراطي أو المش اركة) وإدراك المعلمين لمهنتهم في التعليم .وقد
شملت عينة الدراسة ( )930معلما ً في مدارس جنوب فلسطين .وكانت النتائج كما يلي :تعت بر عوامل
إدراك المعلم لسمعته المهنية واحترام الذات واالستقاللية في العمل والتطور ال ذاتي عوامل تس اهم في
الرضا الوظيفي للمعلمين .وك ذلك وج ود عالقة بين النمط القي ادي لم دير المدرسة والرضا ال وظيفي
للمعلمين وأظه رت النت ائج ع دم وج ود عالقة بين نمط اتخ اذ الق رار ل دى م دير المدرسة والرضا
ال وظيفي للمعلمين .كما أظه رت الدراسة أن المعلمين يفض لون العمل مع م دير المدرسة ذي النمط
التحويلي في القيادة عنه في النمط اإلجرائي.
وهدفت دراسة كيلي وهينمان وميالنوسكي ()Keeley, Heneman & Millanowski, 1999
إلى معرفة كيف ت ؤثر الدافعية على المعلمين في مدرس تين في جن وب كارولينا وكنت وكي باس تخدام
برنامجين مختلفين للمكافأة على األداء وشملت عينة الدراسة معلمي ومديري المدرستين،وتم استخدام
استبيان لمسح آراء عينة الدراسة،وكذلك تم استخدام أس لوب المقابلة للحص ول على بيان ات الدراس ة.
وقد بينت الدراسة أن المدرسة ال تي تحت وي على معلمين أك ثر دافعية تك ون ناجحة أك ثر في تحس ين
تحص يل الطالب وأن ت وفر الدافعية للمعلمين في المدرسة هو مؤشر نج اح تلك المدرسة في تحقيق
102
أه دافها وبينت الدراسة أيض ا ً أن وضع نظ ام للح وافز من قبل اإلدارة يعد من األم ور الص عبة ال تي
تتطلب معرفة كافية في جميع جوانب الدافعية نحو العمل.
وهدفت دراسة بارنت ومكورمك وكونرز ( )Barnett, Mccormick & Conners, 1999إلى
اختب ار العالقة بين القي ادة التحويلية واإلجرائية والمتس يبة وبين مخرج ات المعلم وإنتاج ه .وتك ونت
عينة الدراسة من معلمي ( )12مدرسة تم اختيارها عش وائيا من الم دارس الثانوية جن وب وايكز في
سيدني في استراليا وبلغت العينة ( )124معلما ً وتم اس تخدام مقي اس نمط القي ادة متع دد األبع اد ال ذي
طوره باس Bassوافوليو Avolioونم وذج مسح التكيف في التعليم ال ذي ط وره ميهر ورفاقهMaehr
.et alوكانت نتائج الدراسة أشارت الى أن المعلمين ال يميزون بين أسلوب القيادة التحويلية وأسلوب
القيادة اإلجرائية (العملياتية) وقد عزا الباحثون ذلك إلى التشابك بين النمطين .وأش ارت النت ائج أيض ا ً
أن المعلمين ال يميزون بين المثيرات الفكرية والكارزماتية ودافع اإللهام .وكان من نتائج هذه الدراسة
ارتب اط القي ادة التحويلية إيجابي ا ً بإنتاجية المعلم ومخرجاته وجه وده اإلض افية والرضا ال وظيفي
والفعالية ودافعيته نحو العمل.
وه دفت دراسة ماس ارو واوقس تس ( )Massaro & Augustus, 2000الختب ار العالقة بين
النمط القيادي لمدير المدرسة وإدراك المعلمين للنمط القي ادي لم دير مدرس تهم وأثر ذلك على المن اخ
التنظيمي السائد في المدرسة .واستخدمت الدراسة أداة هيرسي وبالنشرد ألنم اط القي ادة لقي اس النمط
القيادي لم دير المدرسة وأث ره في المن اخ التنظيمي من أجل تط وير المدرسة لمقابلة حاج ات المجتمع
وحاج ات المعلمين .وتمثلت عينة الدراسة من ( )330معلم ا ً تم اختي ارهم من ( )20مدرسة وك انت
نت ائج الدراسة تش ير إلى ع دم وج ود أثر لم دير المدرسة في المن اخ التنظيمي للمدرسة ولكن النت ائج
أك دت أن على الم ديرين والمعلمين العمل بش كل تع اوني به دف تحس ين االتص ال بينهم ،وأوصت
الدراسة أن على المديرين والمعلمين العمل سويا ً لتحس ين العالق ات بينهم من أجل تحس ين مخرج ات
المدرسة.
أما دراسة ديفز وويلسون ( )Davis & Wilson, 2000فهدفت لمعرفة أثر تف ويض الس لطة
من قبل م دير المدرسة على دافعية المعلمين ورض اهم ال وظيفي ،وتك ونت عينة الدراسة من ()57
مديراً ومديرة و( )660معلما ً ومعلمة واس تخدم في الدراسة اداة س لوك الم دير التف ويض في ()PEB
وأداة تايمون Tymonفي قياس الرضا الوظيفي والضغط والدافعية وقد أظهرت نتائج الدراسة وج ود
عالقة هامة بين تف ويض الس لطة ودافعية المعلمين فكلما زاد س لوك تف ويض الس لطة زادت دافعية
المعلمين للعمل ,وكذلك أظهرت النتائج وجود عالقة بين دافعية المعلمين والرضا ال وظيفي وض غوط
103
العمل كما أظهرت النتائج أن اإلدارة الديمقراطية المتمثلة في المشاركة في صنع القرار ترتبط إيجابيا ً
مع الدافعية نحو العمل.
وه دفت دراسة س ميث ( )Smith, 2000إلى اختب ار العالقة بين تص ور المعلمين لألس لوب
القي ادي المتبع من قبل م دير المدرسة ودافعية المعلمين نحو عملهم واق تران الدافعية بأس لوب معين
للقي ادة حيث تم تحديد أس لوبين للقي ادة هما :ال ديمقراطي واالس تبدادي واس تخدم الب احث أداتين هما:
استبانة وصف السلوك القيادي ( )LBDQواستبانة مينيسوتا للرضا الوظيفي ،وبينت نتائج الدراسة أنه
كلما ازداد األس لوب القي ادي للم دير ديمقراطية ارتفع مس توى الدافعية ل دى المعلمين وأنه لم يكن
للجنس أثر على دافعية المعلمين ولم يكن للخبرة أي أثر على األسلوب القيادي لمدير المدرسة وك ذلك
على تصور المعلمين لألسلوب القيادي لمدير المدرسة واستنتجت الدراسة أن األسلوب القيادي لم دير
المدرسة يعد عامال رئيسيا ً لدافعية المعلمين .والم ديرون ال ذين يمارس ون نهج ا ً قيادي ا ً ديمقراطي ا ً هم
أكثر احتماالً ألن يكون لديهم هيئة تدريسية ذات مستوى دافعية عالية.
وهدفت دراسة ميدينا ( )Medina, 2000إلى استكشاف مدى تأثير قوة القائد االجتماعية على
دافعية وإب داع المعلمين في الم دارس الثانوية واألساس ية ،وش ملت عينة الدراسة ( )132معلم ا ً تم
اختيارهم من ( )18مدرسة باإلضافة إلى مديريهم من منطقة جن وب كارولينا ،واس تخدم الب احث أداة
ق وة القائد االجتماعية واس تبيان ال دعم التق ني وأداة اتجاه ات األف راد نحو اإلب داع واس تبيان ال دعم
واالس تقالل وأداة الدافعية إلى اإلب داع ،وقد أظه رت نت ائج الدراسة أن اإلب داع ل دى المعلمين يخضع
لعدة مؤثرات من أهمها الدعم التقني من المدرسة ومستوى دافعية المعلم الشخص ية حيث أن مس توى
الدافعية لدى المعلمين ارتبط بعالقة إيجابية مباشرة مع اإلبداع لدى المعلمين وأظهرت نت ائج الدراسة
أيضا ً أن قوة القائد االجتماعية يمكنها أن تزيد أو تعيق الدافعية للمعلمين والدعم التقني لهم.
وه دف البحث ال ذي ق ام به تانك ارد ( )Tankard, 2000إلى دراسة االح تراق النفسي ل دى
المعلمين وقض ايا الدافعية ل دى المعلمين ودور م دير المدرسة كقائد للمعلمين المح ترفين .وقد ش ملت
عينة الدراسة ( )9معلمين ومعلمات وأخذت الدراسة منهج البحث النوعي حيث استخدام فيها أس لوب
المالحظة والمقابالت المعمقة ،وكانت نتائج البحث قد أكدت قيمة وأهمية المدير في مس اعدة المعلمين
بتحديد األمور التي تؤدي إلى الض غط ,وتوف ير ال دعم الالزم لهم عن طريق الت دخل ذي المع نى وأن
الطريقة الديمقراطية في عملية اتخ اذ الق رارات وش عور المعلمين بعملية تف ويض الس لطة لهم من
المدير من األمور التي تخفض من االحتراق النفسي ،وتزيد من الدافعية نحوالعمل.
104
وق امت ريمون ديني ( )Remondini, 2001بدراسة مس حية ه دفت إلى معرفة النمط القي ادي
لمديرات مدارس جن وب نيومكس يكو ومعرفة المن اخ التنظيمي في الم دارس من وجهة نظر م ديرات
المدارس والمعلمات وشمل المسح المعلمين والمديرين في ( )18مدرسة ثانوية وأساسية .واستخدمت
الدراسة مخ زن الممارس ات القيادية ال ذي ط وره ك وزيس وبوس نر Kouzes & Posnerواس تبيان
وصف المناخ التنظيمي لهوي ورفاقه .Hoy etalوكانت نتائج الدراسة قد أكدت ارتباط النمط القيادي
بعالقة ذات داللة إحص ائية مع المن اخ التنظيمي في جميع م دارس عينة الدراس ة .وأظه رت النت ائج
أيضا ً التشابه في تحديد النمط القيادي لمديرات المدارس من وجهة نظر المعلمات والمديرات أنفسهن،
وأنه ال توجد عالقة بين النمط التح ويلي والمن اخ المفت وح .كما بينت نت ائج الدراسة وج ود عالقة
إيجابية بين نمط السلوك الداعم وسلوك العالقة الحميمة للمعلمات وانفت اح المعلم ات وبين نمط القي ادة
التحويلية من قبل المديرة.
وه دفت دراسة برون تي ( )Brunetti, 2001إلى اختب ار م دى الرضا عن العمل عند معلمي
المدارس العليا والدوافع التي يقدمها لهم مدير المدرسة للبق اء في العم ل .واس تخدم الب احث أداة مسح
باإلض افة إلى المق ابالت ال تي أجراها مع أف راد عينة الدراس ة .وأظه رت نت ائج الدراسة أن معلمي
الم دارس العليا ذوي الخ برة الطويلة س جلوا مس توى عالي ا ً من الرضا ال وظيفي ب الرغم من ظ روف
العمل الصعبة وكانت عوامل الدافعية لديهم كمايلي:
وه دفت دراسة ايق ان ( )Egan, 2001إلى تحديد العوامل ال تي ت دفع المعلمين للعمل في
المدارس العامة في شيكاغو .Chicagoوقد استخدمت الدراسة نظرية هيرزبيرغ في الدافعية وتم بناء
أداة لبي ان أي من عوامل الدافعية ل دى هيرزب يرج تس اهم في الرضا ال وظيفي أو ع دم الرضا ل دى
معلمي م دارس ش يكاغو وقد ش ملت عينة الدراسة ( )238معلم ا ً تم اختي ارهم عش وائيا ً من ()14
مدرسة .وكانت نتائج الدراسة أظه رت س تة عوامل للدافعية ل دى المعلمين هي :االنج از واالع تراف
والتقدير والعمل نفسه والمسؤولية والتقدم واحتمالية النمو والتطور .أما عوامل عدم الرضا أو
105
عوامل الص حة كما س ماها هيرزب يرغ فك انت:ال راتب والعالق ات بين األف راد واالح ترام
والعالق ات مع الرؤوس اء والسياسة اإلدارية وظ روف العمل والحي اة الشخص ية واألمن ال وظيفي
وجميعها ك ان لها دور كعوامل ع دم رضا للمعلمين .وأظه رت النت ائج أيض ا ً أن حجم المدرسة هو
العامل الديمغرافي األهم في تحديد دافعية المعلمين وكذلك الجنس والمؤهل العلمي ك انت عوامل ذات
داللة في تحديد دافعية المعلمين .أما سنوات الخبرة فكانت أقل العوامل داللة في دافعية المعلمين.
وه دفت دراسة ل وز ( )Loos, 2001إلى تحديد نمط شخص ية المعلم وم دير المدرسة في
المدارس العليا في منطقة جيفرسون Jeffersonوتبحث هذه الدراسة أيضا ً في العالقة بين هذه األنماط
الشخصية وبين فعالية مدير المدرسة .وتكونت عينة الدراسة من ( )242معلما ً و( )7مساعدي م دير
و( )4مديرين من المدارس الثانوية العليا في منطقة جيفرسون واستخدم الباحث مؤشر ال ذات لم ايرز
Myersوأداة لمسح اآلراء ح ول الممارس ات اإلداري ة .وأظه رت نت ائج الدراسة أن نمط شخص ية
المعلمين له عالقة في فعالية الم دير .وأن الم دير يس تطيع القي ادة بفعالية من خالل توف ير الرؤية
المشتركة بينه وبين المعلمين ،ومن خالل توفير الدافعية للمعلمين.
وه دفت دراسة ليه ( )Leigh, 2001إلى اختب ار العالقة بين الص فات الشخص ية والنمط
القي ادي ودافعية األف راد نحو تحقيق األه داف وتمثلت عينة الدراسة من مجموعة طالب مس توى
الدكتوراه في جامعة فلوريدا .وكانت نتائج الدراسة أك دت وج ود عالقة ذات داللة إحص ائية بين نمط
القي ادة التحويلية والدافعية لتحقيق األه داف الخاصة وأه داف فريق العمل وبالت الي أه داف المنظم ة.
ووج ود عالقة ذات داللة إحص ائية بين نمط القي ادة مس ار -ه دف ودافعية األف راد لتحقيق أه دافهم
الخاصة وأهداف فريق العمل وأهداف المنظمة.
106
العمل في المدارس التي تعطي الراتب العالي. -
وهدفت دراسة هاوكنز ( )Hawkins, 2002الختبار العالقة بين النمط القيادي لمدير المدرسة
كما يدركه المعلمون وبين المناخ المدرسي في المدارس الثانوية العامة في نيوجيرسي .وش ملت عينة
الدراسة ( )9مديري م دارس ومعلميهم الب الغ ع ددهم 133معلماً .وتم اس تخدام أداة وصف المن اخ
المدرسي الذي طوره هوي وفيلدمان ) ،Hoy & Feldman (OCDQوكذلك تم استخدام مرشد البحوث
ألثر القيادة التحويلية المدرس ية ال ذي ط وره ليث وودز .Leithwoodsوقد أظه رت نت ائج الدراسة أن
السلوك القيادي لمدير المدرسة له أثر هام على المناخ العام للمدرسة وكلما كان الس لوك القي ادي يميل
أكثر إلى النمط الداعم وأقل إلى النمط الموجه كان المناخ أكثر انفتاحا ً وأن نمط القيادة التحويلي يك ون
أكثر فاعلية في المناخ المدرسي المفتوح.
وه دفت دراسة ايبس ( )Epps, 2002لتحديد االس تراتيجيات ال تي يتبعها م دير المدرسة من
أجل تحسين تحص يل الطالب وتحس ين إنتاجية المعلمين وتحقيق رض اهم ال وظيفي واتخ ذت الدراسة
أس لوب دراسة الحال ة ،وقد تم جمع المعلوم ات من خالل المق ابالت مع المديرين والمعلمين وأولي اء
األمور ومن خالل االستبانات والمالحظة والتقارير المدرسية ،وقد اعتمدت الدراسة النظرية الموقفية
والتي من خاللها يستطيع الباحث أن يبين أثر النمط القيادي لم دير المدرسة على الس ياق االجتم اعي.
وتم اس تخدام أداة تط وير التخطيط المدرسي من أجل تحس ين التحص يل األك اديمي ()SIPAAA
واختبار أيوا للمهارات األساسية ( .)ITBSوقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من االستراتيجيات التي
يمكن أن يتبعها م دير المدرسة الجديد لتحس ين انتاجية المعلمين ورض اهم ال وظيفي وبالت الي تحس ين
تحصيل التالميذ وهي كما يلي:
السماح للمعلمين باختيار المواد التعليمية الالزمة والتي يرغبون في استعمالها. -
107
وهدفت دراسة وذيرل ( )Wetherell, 2002إلى الكشف عن العالقة بين نمط م دير المدرسة
القي ادي والرضا ال وظيفي للمعلمين في الم دارس األساس ية في منطقة م وريس Morrisفي والية
نيوجيرسي Newjerseyحيث ش ملت الدراسة 23م دير مدرسة و 396معلم ا ً حيث تم اس تخدام
نموذج هيرسي وبالنشرد ألنماط القيادة ومقياس آخر للرضا الوظيفي .وك انت نت ائج الدراسة أش ارت
إلى أن نمط اإلخب ار Tellingحقق أعلى مس تويات الرضا ال وظيفي للمعلمين في مج االت اإلش راف
والمكافآت الطارئة وظروف العمل واالتص ال وفي الرضا الكلي .وقد بينت الدراسة أيض ا ً أن عوامل
العمر والجنس لم تكن دالة إحصائيا ً على ارتباطها بالرضا الوظيفي.
وه دفت دراسة س انكيز بيرك نز ( )Sanchez-Perkins, 2002إلى اختب ار العالقة بين إدراك
المعلمين للسلوك القي ادي لم دير المدرسة فيما إذا ك ان مهتم ا ً ب تركيب المهمة أو مهتم ا ً بالعالق ات أو
االعتبارية وبين الدافعية إلى العمل ل دى معلمي الم دارس األساس ية في والية تكس اس Texasوتم
اس تخدام أداتين للدراسة :أح داهما اس تبانة وصف س لوك القائد له البن ( )LBDQواألخ رى اس تبانة
مينيسوتا للرضا الوظيفي .وتشكلت عينة الدراسة من ( )311معلما ً ومعلمة تم اختيارهم عش وائيا ً من
( )10م دارس وتم اس تخدام وس ائل اإلحص اء الوص في لتحليل النت ائج مثل :اس تخدام المتوس طات
والتباين ومعامالت االرتباط وتحليل االنحدار .وكانت نتائج الدراسة كما يلي:
توجد عالقة ذات داللة إحصائية على مستوى الداللة ( )0.05بين الدوافع الداخلية والخارجية .1
للمعلمين وبين الس لوك القي ادي المهتم بالعالق ات والمهتم ب تركيب المهمة وك ذلك عمر المعلم
وخبرته في التعليم.
كان النمط المناسب لنموذج الدافعية الداخلية األمثل واألكمل هو سلوك القائد المهتم بالعالقات. .2
ك ان النمط المناسب لنم وذج الدافعية الخارجي ة األمثل واألكمل هو س لوك القائد المهتم .3
بالعالقات.
توجد فروق ذات داللة إحصائية بين نم وذج الدافعية الداخلية األمثل واالعتبارية وبين نم وذج .4
الدافعية الخارجية األمثل واالعتبارية.
واخيراً هدف بحث لوكس ( ) Lucks 2002دراسة العالقة بين القيادة التحويلية في المدارس
العامة في مدينة نيوي ورك Newyorkوبين دافعية المعلمين األص ليين في تلك الم دارس ولتحديد إلى
أي مدى يمكن للقيادة التحويلية أن تؤثر في الدافعية ،وبشكل أدق اختبر هذا البحث
الفرض ية القائلة أنه كلما اتجه القائد نحو القي ادة التحويلية ازدادت دافعية المعلمين .وقد تك ونت عينة
الدراسة من المعلمين األص ليين Full Timeفي ( )1080مدرسة من م دارس مدينة نيوي ورك وتم
108
اس تخدام أداة القي ادة واإلدارة في الم دارس وأداة مسح الرضا ال وظيفي 0وك انت نت ائج الدراسة قد
أش ارت انه ال يوجد دليل على أن القي ادة التحويلية ذات أثر على دافعية المعلمين في م دارس المدينة
وب ذلك تم رفض الفرض ية الص فرية للبحث القائلة بأنه كلما اتجه القائد نحو القي ادة التحويلية ازدادت
دافعية المعلمين للعم ل .وبينت النت ائج أيض ا ً ان القائد التح ويلي ال يختلف عن غ يره من الق ادة ال ذين
يستخدمون أنماطا ً قيادية أخرى في التأثير على دافعية المعلمين نحو العمل.
من خالل استعراضنا للدراسات السابقة يتضح لنا أهمية القيادة وأثرها الواضح في تحقيق
األهداف ،فقد أظهرت نتائج الدراسات السابقة العالقة الهامة بين النمط القيادي لمدير المدرسة
والروح المعنوية للمعلمين وعالقات المعلمين الشخصية وفعالية المدرسة ورضا المعلم عن عمله
واتجاهات المعلمين نحو عملهم وثقة المعلم بمدير المدرسة و دافعية المعلمين نحو عملهم.
كما أكدت نتائج غالبية الدراسات الس ابقة ش يوع النمط ال ديمقراطي في القي ادة المدرس ية أو
النمط المهتم بالعمل والعالق ات اإلنس انية ،واالرتب اط اله ام واإليج ابي للنمط ال ديمقراطي بدافعية
المعلمين نحو عملهم فقد أك دت نت ائج الدراس ات الس ابقة أهمية عملية تف ويض الس لطة في اإلدارة
المدرسية وارتباطها إيجابيا مع دافعية المعلمين.
كما أشارت بعض الدراس ات الس ابقة إلى أهمية الس لوك القي ادي التح ويلي وارتباطه إيجابيا
بدافعية المعلمين .وأش ارت الدراس ات الس ابقة إلى العديد من المتغ يرات ال تي ت ؤثر على الدافعية
الداخلية للف رد مثل :عوامل الدافعية الخارجية وخص ائص الوظيفة والتغذية الراجعة .فقد أظه رت
بعض الدراس ات وج ود عالقة قوية بين الدافعية والح وافز .وأش ارت نت ائج الدراس ات أيضا إلى أن
عملية بناء الثقة مع المعلمين ،وبناء الفريق ،واستخدام نمط االتصال المفتوح ،واحترام آراء المعلمين،
وتشجيع االنتماء ،واالع تراف بإنج ازات المعلمين ،تعت بر من اس تراتيجيات تحس ين إنتاجية المعلمين
ودافعيتهم ورض اهم ال وظيفي .فقد أش ارت نت ائج الدراس ات أيض ا ،إلى أن اك ثر الحاج ات أهمية
للمعلمين ،هي حاجات االحترام وتحقيق الذات والأمان.
وقد اختلفت نتائج الدراسات السابقة في أهمية متغيرات الجنس والخ برة والمؤهل العلمي في
دافعية المعلمين نحو عملهم ،أما متغير المحافظة أو المنطقة فلم تتبناه أي من الدراسات الس ابقة حسب
اطالع الباحث وأخيرا فإن نتائج الدراس ات أي دت أن المدرسة ال تي تحت وي على معلمين أك ثر دافعية
تك ون ناجحة أك ثر في تحس ين تحص يل الطالب ،وأن ت وفر الدافعية للمعلمين في المدرسة هو مؤشر
نجاح تلك المدرسة في تحقيق أهدافها.
109
110