You are on page 1of 44

‫التنظين التشريعي جلرائن املخذرات يف القانون الذويل العام‬

‫والتشريع اليمني‬

‫دراسة حتليلية‬

‫دكتور‪/‬‬

‫نبيل عبد الرمحن ناصر الدين‬

‫أستاذ القانون الدويل العام املساعد‬

‫أكادميية الشرطة‬

‫‪0202‬م‬

‫‪1‬‬
‫ملخص البحث‬

‫يناقش ىذا البحث موضوع من أىم اؼبوضوعات ذات الصلة حبياة البشر كأمنهم القومي كاالقتصادم كاالجتماعي‬

‫كالسياسي‪ ،‬ىي جرائم اؼبخدرات‪ ،‬اليت أصبحت من أخطر اؼبشاكل اليت تواجو صبيع دكؿ العامل‪ ،‬حيث أف اآلثار الضارة ؽبذه‬

‫بأسره‪.‬‬
‫اعبرائم مل تعد مقصورنة على بلد بعينو أك على منطقة يؿبدَّدة‪ ،‬بل تعدَّت ذلك إىل اجملتمع الدكيل ٍ‬
‫كيهدؼ ىذا البحث إىل بياف قواعد القانوف الدكيل العاـ ؼبكافحة جرائم االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬ككذا اآلليات اليت‬
‫ً‬
‫جامعة الدُّكؿ العربيَّة كاؼبشرع اليمٍت ؼبكافحة ىذا النوع من اعبرائم‪ ،‬كما يهدؼ ىذا البحث إىل إهباد كعي قانوين خبطورة‬ ‫انتهجتها‬

‫ىذا النوع من اعبرائم كبأنبية تعاكف الدكيل يف مكافحتها‪.‬‬

‫كقد اشتمل ىذا البحث على مدخل سبهيدم كمبحثُت‪ ،‬مت زبصيص اؼببحث األكؿ منو لدراسة التشريع الدكيل ؼبكافحة‬
‫ً‬
‫جامعة الدُّكؿ العربيَّة كأحكاـ القانوف اليمٍت‬ ‫جرائم اؼبخدرات‪ ،‬كمت زبصيص اؼببحث الثاين لدراسة مكافحة اؼبخدرات يف إطار‬

‫كقد اعتمدت يف كتابة ىذا البحث على اؼبنهج التحليلي كاالستعانة باؼبنهج اؼبقارف‪ ،‬مث اختتمت البحث دبجموعة من‬

‫النتائج كالتوصيات‪.‬‬

‫‪2‬‬
Abstract
This research discusses one of the most important issues related to human life
and national, economic, social and political security: Drug crimes, which have
become one of the most serious problems facing all States of the world, since
the harmful effects of these crimes are no longer confined to a particular country
or region. I have even moved this to the entire international community.

This research aims at indicating the rules of general international law to combat
the crimes of illicit drug trafficking, as well as the mechanisms adopted by the
League of Arab States and the Yemeni legislature to combat this type of crime.
This research also aims to create legal awareness of the seriousness of this type
of crime and of the importance of international cooperation in combating it.

This research included preliminary and research input, the first of which was
devoted to the study of international legislation to combat drug crimes. The
second research has been devoted to the study of drug control within the
framework of the League of Arab States and the provisions of Yemeni law

In writing, I relied on the analytical approach and the use of the comparative
approach, and the research concluded with a set of conclusions and
recommendations.

3
‫المقدمة‬
‫علي الرغم من أف التشريع ليس الوسيلة الوحيدة الكافية ؼبواجهة مشكلة جرائم اؼبخدرات‪ ،‬اال انو على االقل يف مقدمة‬

‫الوسائل اليت تسهم يف اغبد من اؼبشكلة إذا مت صياغة أحكامو بشكل سليم‪ ،‬لذا فقد شرع اجملتمع الدكيل منذ الوىلة األكىل اليت‬

‫أدرؾ فيها خطورة اؼبخدرات‪ ،‬كما يرتبط هبا من جرائم‪ ،‬بعقد العديد من االتفاقيات الدكلية سبخض عنها ترسيخ قواعد القانوف‬

‫الدكيل اؼبنظمة للتعامل اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬كقواعد التجرًن كالعقاب للتعامل غَت اؼبشركع‪ ،‬كأنشئ يف سبيل ذلك أجهزة دكلية‬

‫كإقليمي ة ككطنية للرقابة على االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬كعلى ىذا النهج سارت االغلبية العظمي من دكؿ العامل‪ ،‬اذ شرعت‬

‫القواعد القانونية للتعامل اؼبشركع مع ىذه اؼبواد كقواعد التجرًن كالعقاب للتعامل غَت اؼبشركع‪ ،‬مستندة يف سياساهتا اعبنائية اىل‬

‫أحكاـ التشريعات الدكلية‪.‬‬

‫كيف سبيل مكافحة جرائم اؼبخدرات أزبذ اجملتمع الدكيل العديد من التدابَت االجتماعية الدكلية‪ ،‬منها دعوة الدكؿ األطراؼ‬

‫إىل ازباذ التدابَت الالزمة لتجرًن اؼبخدرات غَت القانونية‪ ،‬كالدعوة ايل تعزيز التعاكف الدكيل ‪-‬القانوين كاإلدارم كالقضائي‪ -‬كإقرار‬

‫نظاـ تسليم اجملرمُت‪ ،‬كنظاـ التقديرات لتحديد احتياجات الدكؿ من العقاقَت اؼبخدرة‪ ،‬كفرض نظاـ تراخيص اإلجازة كالتداكؿ‪،‬‬

‫كشكل نظاـ قانوين دكيل للرقابة كاعبرد كنظاـ التفتيش الدكيل على األنشطة‬
‫كما كضعت قيود دكلية على األطباء كالصيادلة‪ ،‬ي‬

‫اؼبتعلقة بالعقاقَت اؼبخدرة‪ ،‬كنظاـ التس ليم اؼبراقب كمكافحة جريبة غسل األمواؿ الناذبة عن اإلذبار باؼبخدرات‪ ،‬كما كضعت تدابَت‬

‫دكلية إضافية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات ذات طابع عقايب‪ ،‬منها اؼبصادرة‪ ،‬كإتالؼ اؼبواد اؼبخدرة اؼبزركعة بطريقة غَت‬

‫قانونية‪ ،‬كإهناء التصنيع غَت القانوين للمواد اؼبخدرة‪.‬‬

‫كاعبدير بالذكر أف االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬ىو مصطلح دكيل يشمل كل أنواع جرائم اؼبخدرات‬

‫كاؼبؤثرات العقلية اليت عددهتا اؼبادة (ّ‪ /‬أ) من اتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات ك اؼبؤثرات العقلية‬

‫لسنة ُٖٖٗـ‪ ،‬ككذا اؼبادة (ِ ) من االتفاقية العربية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات ك اؼبؤثرات العقلية لسنة ُْٗٗـ‪.‬‬

‫كما أف اإلذبار غَت اؼبشركع بالعقاقَت اؼبخدرة غالبان ما ينطوم على أنشطة إجرامية اخرل‪ ،‬كاعبريبة اؼبنظمة كالتآمر كالرشوة‬

‫كالفساد‪ ،‬كهتديد اؼبوظفُت العموميُت‪ ،‬كانتهاؾ القانوف اؼبصريف كغسل األمواؿ كسبويل العمليات اإلرىابية‪ ،‬كجرائم مقاكمة السلطات‬

‫كاالستخداـ غَت اؼبشركع لألسلحة كالتزكير كاستعماؿ احملررات اؼبزكرة كجرائم العنف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كنوضح يف ىذا االطار اؼبنهجي للبحث العناصر كاالفكار األتية‪-:‬‬

‫أكالن‪ -:‬مشكلة البحث‪ :‬تنبع مشك لة البحث يف ؿباكلة التعرؼ علي مدل توافق التشريع الوطٍت مع اؼبواثيق الدكلية اؼبعنية‬

‫باإلذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬كأكجو القصور يف التشريع الوطٍت للجمهورية اليمنية أثناء صياغة قانوف جرائم‬

‫اؼبخدرات‪.‬‬

‫ثانيان‪ -:‬أنبية البحث‪ :‬تتجلي أنبية ىذ ال بحث باعتباره أحد البحوث القالئل على اؼبستول الوطٍت مت التطرؽ فيو بالدراسة‬

‫ايل جرائم اؼبخدرات‪ ،‬مقارنتان مع ما أفرزه التنظيم الدكيل من قواعد قانونية دكلية معنية دبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪،‬‬

‫كيف اؼبقابل مسانبة من الباحث يف إثراء البحث العلمي كتزكيد اؼبهتموف كالباحثوف بالعديد من اؼبعلومات اؼبتعلقة دبوضوع البحث‪.‬‬

‫ثالثان‪ -:‬أىداؼ البحث‪ :‬يهدؼ ىذا البحث إىل ربقيق األىداؼ اآلتية‪-:‬‬

‫ُ‪ .‬ايضاح مفهوـ اؼبخدرات كخطورهتا‪.‬‬

‫ِ‪ .‬بياف قواعد القانوف الدكيل العاـ للرقابة الدكلية على االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪.‬‬

‫ّ‪ .‬إبراز القواعد القانونية ؼبكافحة جرائم اؼبخدرات يف اعبمهورية اليمنية‪.‬‬

‫ْ‪ .‬إهباد كعي قانوين خبطورة ىذا النوع من اعبرائم كبأنبية تعاكف اعبميع يف مكافحتها‪.‬‬

‫رابعان‪ -:‬منهجية البحث‪ :‬اعتمدت يف كتابة البحث بدرجة أساسية على اؼبنهج التحليلي للنصوص اليت تناكلتها االتفاقيات‬

‫الدكلية اؼبعنية دبكافحة جرائم اؼبخدرات‪ ،‬كمستعينان باؼبنهج اؼبقارف بُت نظاـ الرقابة الدكلية ؼبكافحة جرائم اؼبخدرات كالنظاـ‬

‫القانوين للجمهورية اليمنية‪.‬‬

‫بناء على ما سبق كربقيقان ألىداؼ البحث نقسم الدراسة اىل مبحثُت يسبقهما مدخل سبهيدم‬
‫خامسان‪ -:‬ىيكل البحث‪ :‬ن‬
‫كذلك على النحو التايل‪-:‬‬

‫اؼببحث االكؿ‪ -:‬التشريع الدكيل ؼبكافحة جرائم اؼبخدرات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ً‬
‫جامعة الدُّكؿ العربيَّة كالقانوف اليمٍت‪.‬‬ ‫اؼببحث الثاين ‪ -:‬النظاـ التشريعي عبرائم اؼبخدرات يف إطار‬

‫اػباسبة ‪ -:‬تتضمن أىم النتائج كالتوصيات‪.‬‬

‫كهللا كيل اؽبداية كالسداد‬

‫مدخل متهيدي ‪.‬‬

‫تعد مشكلة اؼبخدرات من اخطر اؼبشاكل الصحية كاالجتماعية كالنفسية كاالقتصادية كاألمنية اليت تواجو العامل‪ ،‬كطبقان لتقرير‬
‫( ُ)‬
‫كتؤثر اؼبخدرات تأثَتان مباشران على‬ ‫اؼبخدرات العاؼبي لعاـ َُِٕـ‪ ،‬يعاين ٓ‪ ِٗ.‬مليوف شخص من آثار تعاطي اؼبخدرات‬

‫اعبهاز اؽبضمي كالدـ كتسبب ىبوطا يف القلب‪ ،‬كتنقسم اؼبخدرات اىل أنواع من حيث تأثَتىا كطبيعتها‪ ،‬كبعد تطور علم الكيمياء‬

‫كعلم األدكية انتقل اإلنساف إىل استخداـ اؼبخدرات كأدكية إذ مت صناعتها كعقاقَت طبية‪ ،‬لكن الزاؿ يستخدمها استخدامان غَت‬

‫مشركع يف اؽبلوسة كزبدير األعصاب سبهيدان الرتكاب بعض اعبرائم ذات اػبطر العاـ(ِ)‪.‬‬

‫كمل يكن ينظر إىل مشكلة اؼبخدرات حىت هناية القرف التاسع عشر على أهنا مشكلة دكلية‪ ،‬تتطلب اتفاقان متعدد األطراؼ‪،‬‬

‫كعمالن صباعيان على نطاؽ عاؼبي ‪ ،‬ككاف يغلب على االعتقاد أف إساءة استعماؿ اؼبواد احملدثة لإلدماف کاألفيوف كأكراؽ الكوكا‬
‫( ّ)‬
‫كمن مث فقد اعتربت مشكلة داخلية يبكن حلها على‬ ‫كاغبشيش راجعة إىل العادات اؼبتأصلة لدل السكاف يف بعض األقطار‬

‫النطاؽ احمللي كبوسائلو(ْ) ككانت مكافحة اؼبخدرات حىت بداية القرف العشرين تقتصر على التشريعات الوطنية‪ ،‬اليت أصبحت غَت‬

‫(ُ) د‪ .‬فضيل عبد هللا علی طالفحة‪ ،‬التدابَت الوقائية كالعالجية يف القانوف الدكيل ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬ؾبلة كلية الشريعة ك القانوف‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،‬العدد‬
‫(ّْ) اعبزء االكؿ‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬ص ِّْ‪.‬حبث منشور علي االنًتنت كفق اخر زيارة ٓ\ ّ \ ََِِـ‪ ،‬على الرابط التايل‪-:‬‬
‫‪https://mksq.journals.ekb.eg/article_43570.html‬‬
‫(ِ) ـ قادر اضبد عبد اغبسيٍت‪ ،‬مشكلة اؼبخدرات كطرؽ معاعبتها يف القانوف اعبنائي الدكيل‪ ،‬دراسة مقارنة طبقا للتشريع العراقي كتشريعات دكؿ أخرل‪،‬‬
‫ؾبلة كلية اؼبأموف اعبامعية‪ ،‬اؼبعهد التقٍت كركوؾ‪ ،‬العدد (ُٔ)‪ ،‬العراؽ‪ََُِ ،‬ـ‪ ،‬صُُٔ‪ .‬حبث منشور علي االنًتنت كفق اخر زيارة ٓ\ ّ \‬
‫ََِِـ‪ ،‬على الرابط التايل‪-:‬‬
‫‪http://www.iasj.net?func=article&aId=52684‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪I.Bayer and H.Ghodse,Evolution of international drug control, 1945-1995, Bulletin on‬‬
‫‪Narcotics, vol. LI, Nos. 1 and 2, 1999, UNITED NATIONS New York, 2000,P4.‬‬
‫حبث منشور علي االنًتنت كفق اخر زيارة ٓ\ ّ \ ََِِـ‪ ،‬على الرابط التايل‪-:‬‬
‫‪http://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=10.1.1.134.1075&rep=rep1&type=pdf#page=9‬‬

‫(ْ) د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬اعبزء االكؿ‪ ،‬اؼبركز العريب للدراسات االمنية‪ ،‬الرياض‪ُُٗٗ ،‬ـ‪ ،‬صٕٕ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫قادرة كحدىا على ذلك‪ ،‬كمل تكن ىناؾ أسس قانونية كال أنظمة دكلية متعلقة بقمع جرائم اؼبخدرات كخاصة جريبة االذبار غَت‬

‫اؼبشركع فيها(ُ)‪.‬‬

‫لذلك مل تىػعيد اآلثار الضارة للمخدرات مقصورة على بلد بعينو أك على منطقة يؿبدَّدة‪ ،‬بل تعدَّت ذلك إىل اجملتمع الدكيل‬

‫بأسره ‪ ،‬السيما كأهنا من األسباب الرئيسة لشيوع مشكالت كظواىر أخرل أبرزىا مشكلة االذبار غَت اؼبشركع يف األسلحة‪ ،‬كما‬
‫ٍ‬
‫تقف اؼبخدرات سببان كراء اتساع نطاؽ غسيل األمواؿ اؼبؤثرة على األمن القومي كاؼبصلحة االجتماعية كاالقتصادية للدكؿ(ِ) كيف‬
‫( ّ)‬
‫الغالب مرتكبيها جناة ينتموف جبنسياهتم إىل أكثر من دكلة‬

‫كقد استجدت بعض التطورات اليت جعلت مشكلة اؼبخدرات ذات أنبية دكلية‪ ،‬كمشلت ىذه التطورات اتساع دائرة التجارة‬

‫الدكلية‪ ،‬كتسبب اجملتمع الصناعي اغبديث يف اهباد بيئة ترعرع فيها االدماف على األفيوف كمشتقاتو كيف زيادة الطلب على‬
‫( ْ)‬
‫كؽبذا اضحت الطبيعة اػباصة ؼبشكلة اؼبخدرات تفرض‬ ‫اؼبنشطات من أكراؽ الكوكا كالكوكايُت‪ ،‬كأخَتا على اؼبواد النفسية‬
‫( ٓ)‬
‫نفسها على اجملتمع الدكيل كإىل أنبية تبٍت العديد من التدابَت اليت تتفق مع ىذه الطبيعة‪ ،‬ؼبواجهة سوء استعماؿ العقاقَت اؼبخدرة‬

‫كصار التعاكف الدكيل يف مكافحة اؼبخدرات ضركرة يملً َّحة‪ ،‬تسعى إليها الدكؿ فيرادل كصباعات‪ ،‬فبا استدعي النص على ذبرًن‬

‫أعماؿ اؼبخدرات كمعاقبة مرتكبها يف عدد من اؼبعاىدات الدكلية ذم الطابع اعبنائي الدكيل‪ ،‬كدبقتضى التشريعات الداخلية للدكؿ‪،‬‬

‫بوصفها جريبة منظمة عابرة للحدكد الدكلية‪.‬‬

‫(ُ) رشيدة بن صاحل‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات من منظور القانوف الدكيل‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪َُِٔ ،‬ـ‪ ،‬صٖ‪.‬‬
‫(ِ) تأيت جرائم االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية على رأس قائمة اعبرائم اليت تدر أمواال طائلة لذا قاؿ جياکوميللي "إف األرباح الطائلة‬
‫اؼبتحصلة من االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات ىي شرياف اغبياة الرئيس لتنظيمات اعبريبة اؼبنظمة‪ ،‬كلذلك ربارب ىذه اؼبنظمات بشراسة غبماية مصدر‬
‫سبويلها الرئيس ككسيلتها يف تسهيل عملياهتا اإلجرامية بالفساد كاإلفساد كما أنو ليس غريبا أف قبد أف النشاط اإلجرامي اؼبشًتؾ بُت ىذه اؼبؤسسات‬
‫اإل جرامية اؼبنظمة ىو االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات" د‪ .‬ؿبمد فتحي عيد‪ ،‬اؼبخدرات كاعبريبة اؼبنظمة‪ ،‬احباث ندكة اؼبخدرات كالعوؼبة‪ ،‬اصدارات مركز‬
‫الدراسات كالبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوـ االمنية‪ ،‬الرياض ‪ ،‬طُ‪ََِٕ ،‬ـ‪ ،‬صِّٓ‪.‬‬
‫(ّ) ـ قادر اضبد عبد اغبسيٍت‪ ،‬مشكلة اؼبخد رات كطرؽ معاعبتها يف القانوف اعبنائي الدكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صُِٔ‪.‬‬
‫(ْ) د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٖٕ‪.‬‬
‫(ٓ) د‪ .‬ؾباىدم ابراىيم‪ ،‬آليات القانوف الدكيل كالوطٍت للوقاية كالعالج من جرائم اؼبخدرات‪ ،‬ؾبلة االكاديبية للدراسات االجتماعية كاالنسانية‪ ،‬العدد ٓ‪.‬‬
‫َُُِـ‪ ،‬ص ٖٓ‪ .‬حبث منشور على موقع منصة اجملالت العلمية اعبزائرية ‪ ،ASJP‬سبت الزيارة يف تاريخ ٓ\ ّ \ ََِِـ ‪،‬كاؼبنشور على الرابط‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/73422‬‬

‫‪4‬‬
‫( ُ)‬
‫أؽبمت انتباه اجملتمع الدكيل الزباذ‬ ‫كنظران ؼبا يًتتب عن اإلذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات أك اؼبؤثرات العقلية من ـباطر‬

‫التدابَت الالزمة ؼبكافحتها عاؼبيان بوقت مبكر‪ ،‬فصدر عدد ليس بقليل من االتفاقات الدكلية اػباصة دبواجهة مشكلة اؼبخدرات‬

‫كاؼبتغَتات اؼبتسارعة اليت طرأت عليها‪ ،‬كما اعتمدت اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة كمن قبلها اعبمعية العامة لعصبة األمم‪ ،‬كاجمللس‬

‫االقتصادم كاالجتماعي‪ ،‬كعبنة اؼبخدرات كمن قبلها اللجنة االستشارية لألفيوف كاؼبواد الضارة األخرل‪ ،‬كمؤسبرات األمم اؼبتحدة‬

‫ؼبنع اعبريبة كالعدالة اعبنائية‪ ،‬قرارات أفبية تتضمن قواعد قانونية دكلية موجهة للتعاكف الدكيل يف ؾباؿ اؼبكافحة(ِ)‪.‬‬

‫كقد تطورت االتفاقيات الدكلية اليت تعٌت بضبط اؼبخدرات‪ ،‬كنتيجة لذلك تطورت األدكات الوقائية الرقابية لسد القصور‬

‫الناتج عن التطبيق العملي ؽبذه التدابَت‪ ،‬فقد مرت احملاكالت اليت بذلت لإلقالؿ من ادماف اؼبخدرات كتنظيم زراعة كانتاج كتوزيع‬

‫كاستعماؿ العقاقَت اؼبخدرة دبراحل تارىبية اربع‪ ،‬كيف خالؿ أكىل ىذه اؼبراحل ازبذت كثَت من اغبكومات تدابَت على النطاؽ احمللي‪،‬‬

‫كيف اؼبرحلة الثانية التوجو كبو ازباذ تدابَت على اؼبستول الدكيل‪ ،‬كعيقدت معاىدات دكلية يف سبيل مكافحة االذبار غَت اؼبشركع‬

‫باؼبخدرات‪ ،‬اال أنو مل يينشئ أم جهاز دكيل خاص لذلك‪ ،‬كأما اؼبرحلة الثالثة فقد بدأت مع قياـ عصبة األمم كمن أىم مظاىرىا‬

‫انشاء جهاز دكيل للرقابة الدكلية على االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات ‪ ،‬مث تأيت يف النهاية اؼبرحلة الرابعة اليت بدأت بقياـ ىيئة األمم‬

‫كاجهزهتا الدكلية كككاالهتا اؼبتخصصة للرقابة الدكلية على اؼبخدرات(ّ)‪.‬‬

‫كعلى الرغم من اعبهود الدكلية اليت بذلت ؼبكافحة تعاطي اؼبخدرات كاالذبار غَت اؼبشركع هبا‪ ،‬كعلى الرغم كذلك من إدراج‬

‫اؼبسائل اؼبتعلقة دبكافحة تعاطي اؼبخدرات كاالذبار غَت اؼبشركع هبا ضمن برامج التنمية اؼبستدامة ََِّـ‪ ،‬اال أف‪ ،‬الدراسات‬

‫(ُ) كرد يف تقرير األمم اؼبتحدة اإلمبائي الصادر سنةََِْ ـ التذكَت دبخاطر االنتشار الواسع كاؼبتزايد لتجارة اؼبخدرات يف العديد من اؼبناطق‪ ،‬كما‬
‫صاحبها من انعكاسات سلبية على النظم االقتصادية كالسياسية يف العامل‪ ،‬إضافة إىل التكلفة االقتصادية‪ ،‬كاالجتماعية كاؼبالية اؽبائلة ؼبواجهة ىذه‬
‫الظاىرة‪ ،‬كما أف تقديرات صندكؽ النقد الدكيل يف سنة ُٖٗٗ إشارة إىل أف حوايل ِ ‪ %‬من الناتج اإلصبايل العاؼبي ييستعمل يف أعماؿ غَت مشركعة‬
‫كالنشاط يف اإلنتاج كاإلذبار باؼبخدرات‪ .‬كؼبزيد من االطالع على ابراز اؼبخاطر السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية كاألمنية الناذبة عن االذبار غَت‬
‫اؼبشركع باؼبخدرات يراجع د‪ .‬عبد اغبق زغراد‪ ،‬كاقع كأفاؽ التعاكف األمٍت يف اؼبتوسط يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬حبث منشور يف ؾبلة اؼبفكر‪ ،‬كلية‬
‫اغبقوؽ كالعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة ؿبمد خيضر بسكرة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬اجمللد (ٕ)العدد(ٖ)‪ ،‬صِّٓ‪ .ِّٔ-‬حبث منشور على موقع منصة اجملالت العلمية‬
‫اعبزائرية ‪ ،ASJP‬سبت الزيارة يف تاريخ ٓ\ ّ \ ََِِـ ‪،‬كاؼبنشور على الرابط ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/23864‬‬
‫(ِ) د‪.‬عبد العاؿ الديريب‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاعبهود الدكلية للوقاية منها‪ ،‬اؼبركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬الطبعة االكيل‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫َُِٔـ‪ ،‬ص ٗٓ‪.‬‬
‫(ّ) د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٖٕ‪.ٕٗ-‬‬

‫‪5‬‬
‫العاؼبية كتقارير اؽبيئات ا لدكلية اؼبعنية دبكافحة اؼبخدرات تؤكد أف اؼبشكلة يف تزايد السيما بعد االرتباط الوثيق بُت االذبار غَت‬
‫( ُ)‪.‬‬
‫اؼبشركع للمخدرات كالتنظيمات االجرامية اؼبنظمة‬

‫كمن نافلة القوؿ حرم بنا قبل اػبوض يف تفاصيل اعبهود الدكلية كالوطنية ؼبكافحة اؼبخدرات أف نشَت اىل أف اؼبخدرات‬

‫عرفتها االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ُُٔٗ ـ كتلك االتفاقية بصيغتها اؼبعدلة بربتوكوؿ ُِٕٗـ يف اؼبادة ( ُ‪/‬ل) باهنا "‬
‫ى‬
‫كل مادة طبيعية أك تركيبية من اؼبواد اؼبدرجة يف اعبدكلُت األكؿ كالثاين"(ِ)‪.‬‬

‫كتعرؼ اؼبخدرات علميان باهنا "عبارة عن ؾبموعة من اؼبواد اليت تسبب االدماف كتسمم اعبهاز العصيب كوبظر تداكؽبا أك‬

‫زراعتها أك تصنيعها إال ألغراض وبددىا القانوف كال تستخدـ اال بواسطة من يرخص لو بذلك‪ ،‬كىي مادة يًتتب على تعاطيها‬

‫فقداف جزئي أك كلي لإلدراؾ بصفة مؤقتة كربدث فتوران يف اعبسم ذبعل اإلنساف اؼبتعاطي ؽبا يعيش يف خياؿ كاىم مدة كقوعو‬

‫ربت تأثَتىا" كما عرفت عبنة اؼبخدرات باألمم اؼبتحدة ‪ :‬اؼبادة اؼبخدرة ‪ :‬بأهنا ىي كل مادة خاـ أك مستحضره منبهة أك مسكنة‬

‫أك مهلوسة إذا استخدمت يف غَت األغراض الطبية أك الصناعية اؼبوجهة‪ ،‬ك تؤدم إىل حالة من التعود أك اإلدماف عليها(ّ)‪.‬‬

‫(ُ)‬
‫د‪ .‬فضيل عبد هللا علي طالفحة‪ ،‬التدابَت الوقائية كالعالجية يف القانوف الدكيل ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صِّْ‪.‬‬
‫(ِ) يقصد بتعابَت "اعبدكؿ األكؿ "ك"اعبدكؿ الثاين" ك"اعبدكؿ الثالث" ك"اعبدكؿ الرابع" قوائم اؼبخدرات أك اؼبستحضرات اليت ربمل ىذه األرقاـ‬
‫كاؼبرفقة هبذه االتفاقية‪ ،‬بصيغتها اؼبعدلة من حُت إىل أخر كفقان ألحكاـ اؼبادة ّ" راجع االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ُُٔٗ ـ‪ ،‬مطبوعات األمم‬
‫اؼبتحدة‪ ،‬نيويورؾ‪ ،‬عاـ ُٕٗٗ ـ‪ ،‬كاالتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ُُٔٗ ـ بصياغتها اؼبعدلة بربكتوكوؿ ُِٕٗ ـ‪ ،‬مطبوعات األمم اؼبتحدة‪،‬‬
‫نيويورؾ ُٕٗٗـ‪.‬‬
‫(ّ) د‪ .‬رباب عبد الوىاب العدينات‪ ،‬اؼبخدرات كدكرىا السليب علي الفرد كاألسرة كاجملتمع كطرؽ الوقاية منها " األردف أمبوذجان " مكتبة مالؾ‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫االردف‪َُِٔ ،‬ـ‪،‬صٖٗ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املبحث األول‬

‫التشريع الدويل جلرائم املخدرات‪.‬‬

‫تزامنت مراحل تقنُت القواعد القانونية الدكلية اؼبرتبطة بتجرًن االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬مع مراحل‬

‫تطور القانوف الدكيل العاـ‪ ،‬فأنشئت العديد من القواعد القانونية الدكلية اؼبعنية دبكافحة اؼبخدرات كفق اتفاقيات يعقد العديد منها‬

‫قبل انشاء ىيئة األمم اؼبتحدة‪ ،‬كأستكمل إطارىا التشريعي عهد ميثاؽ األمم اؼبتحدة‪ .‬من ىذا اؼبنطلق ستكوف دراستنا ؽبذا‬

‫اؼببحث يف مطالبُت على النحو التايل‪-:‬‬

‫اؼبطلب األكؿ‪ -:‬التشريع الدكيل عبرائم اؼبخدرات قبل نشأة االمم اؼبتحدة‪.‬‬

‫اؼبطلب الثاين‪ -:‬التشريع الدكيل عبرائم اؼبخدرات بعد نشأة االمم اؼبتحدة‪.‬‬

‫املطلب األول‬

‫التشريع الدويل جلرائم املخدرات قبل نشأة االمم املتحدة‪.‬‬

‫حىت بداية القرف العشرين مل تكن ىناؾ أسس قانونية لدل صبيع الدكؿ تنظم التعامل اؼبشركع كغَت اؼبشركع باؼبخدرات‬

‫كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬ككاف أكؿ مؤسبر دكيل عقد ؼبناقشة اؼبخدرات كما يرتبط هبا من ـباطر ىو مؤسبر شنغهام عاـ َُٗٗـ‪ ،‬كالذم‬

‫دعت إليو الواليات اؼبتحدة األمريكية(ُ) باعتبارىا من أكثر الدكؿ تضرران من اؼبخدرات‪ ،‬كحضره فبثلوف عن أربع عشرة دكلة كعرؼ‬

‫دبؤسبر األفيوف(ِ) كسبخض عن اؼبؤسبر إنشاء عبنة األفيوف الدكلية لعاـ َُٗٗـ‪ ،‬كصدر عن اللجنة تسعة قرارات تعهدت فيها الدكؿ‬

‫بازباذ التدابَت الالزمة لوقف انتشار األفيوف كتدخينو يف النطاؽ االقليمي للدكؿ االعضاء‪ ،‬كقصر انتاج االفيوف على االغراض‬

‫(ُ) مؤسبر شنغهام اشًتكت فيو اربع عشر دكلة ىي( النمسا – ىنغاريا " اجملر " الصُت‪ -‬فرنسا‪ -‬اؼبانيا –بريطانيا – الياباف –ىولندا – ايراف – الربتغاؿ‬
‫– ركسيا – سياـ – تايالند – الواليات اؼبتحدة االمريكية) راجع‪ ،‬د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫صٕٗ‪.‬‬
‫(ِ)‬
‫رشيدة بن صاحل ‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات من منظور القانوف الدكيل‪ ،‬رسالة دكتوراة‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،‬اعبزائر‪َُِٔ ،‬ـ‪،‬‬
‫صٖ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الطبية(ُ) كما تعاىدت الدكؿ اؼبتعاقدة بازباذ التدابَت الكفيلة دبنع تصدير األفيوف كمشتقاتو من موانيها اىل أم بلد أخر‪ ،‬كعليو‪،‬‬

‫فإف مؤسبر شنغهام يعد كحبق أكؿ مؤسبر يضع اسس التعاكف الدكيل الراىن يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات(ِ)‪.‬‬

‫تلى ذلك عقد عدد من االتفاقيات الدكلية‪ ،‬أبرزىا اتفاقية الىام لألفيوف لعاـ ُُِٗـ‪ ،‬كأكؿ اتفاقية دكلية للرقابة على‬

‫اؼبخدرات‪ ،‬اشًتؾ فيها الدكؿ األكركبية كاألمريكية‪ ،‬باإلضافة ايل الصُت كالياباف كسياـ كإيراف‪ ،‬كقد شكل ذلك خطوة ىامة‬

‫لتحقيق تعاكف دكيل يف ؾباؿ الرقابة على اؼبخدرات(ّ) كعلى اعتبار أف مكافحة اؼبخدرات كاالذبار غَت اؼبشركع هبا يدخل يف نطاؽ‬

‫القانوف الدكيل(ْ) كقد كضعت ىذه االتفاقية اللبنات األكىل الزباذ مقتضيات جنائية كعقابية بصورة غَت مباشرة على االستعماالت‬
‫( ٓ)‬
‫كفرضت اؼببادئ األساسية للرقابة الدكلية على اؼبخدرات‪ ،‬كاليت استخدمت فيما بعد أساسان‬ ‫غَت اؼبشركعة للمواد اؼبخدرة‬

‫لالتفاقيات الدكلية كاليت مازالت منفذة حىت األف(ٔ) كما دعت ىذه االتفاقية إىل إحداث تعاكف بُت أطرافها يتمثل يف تبادؿ‬

‫االطالع على التشريعات كاإلحصائيات ذات الصلة باإلذبار يف اؼبخدرات‪ ،‬كجعلت من التعاكف الدكيل ؼبراقبة اؼبخدرات أحد‬

‫اىتمامات القانوف الدكيل‪.‬‬

‫كقد اقتصر نطاؽ تطبيق ىذه االتفاقية على األفيوف كمشتقاتو كاؼبورفُت كالكوكايُت كاؽبَتكين(ٕ) كفرضت ىذه االتفاقية على‬

‫الدكؿ االعضاء استعماؿ اؼبخدرات على األغراض الطبية‪ ،‬مع كجوب تعاكف الدكؿ األطراؼ لتحقيق ىذا الغرض‪ ،‬كبأف تقوـ‬

‫الدكؿ بإصدار القوانُت اليت تكفل قصر اؼبخدرات على األغراض الطبية‪ ،‬كما ألزمت الدكؿ أيضا بأف تراقب إنتاج ىذه اؼبواد‬

‫كاالذبار هبا‪ ،‬كذلك دبوجب تسجيل ما يتم من تصرفات يف ىذه اؼبواد يف دفاتر خاصة‪ ،‬ككذا ذكر أظباء األشخاص اؼبرخص ؽبم‬
‫( ٖ)‪.‬‬
‫بالقياـ هبذه التصرفات‪ ،‬مع أمكانية تطبيق عقوبات على اغبيازة غَت اؼبشركعة‬

‫(ُ) د‪ .‬نضاؿ بوعوف‪ ،‬االستعماؿ الشرعي للمخدرات يف ظل االذباىات اغبديثة ؽبا‪ ،‬ؾبلة العلوـ االنسانية‪ ،‬اجمللد ب‪ ،‬العدد (َٓ)‪ ،‬جامعة االخوة‬
‫منتورم قسنطينة‪ ،‬اعبزائر َُِٖـ‪ ،‬ص ِٓٓ‪.‬‬
‫(ِ) د‪ .‬عبد العاؿ الديريب‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاعبهود الدكلية للوقاية منها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صٗٓ ‪.‬‬
‫(ّ) د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صُٖ‪.‬‬
‫(ْ) السيد كريستوفر لوكيت‪ ،‬التعاكف الدكيل كاالقليمي يف ؿباربة سوء استخداـ اؼبخدرات‪ ،‬كرقة عمل ضمن اعماؿ الندكة العربية األكربية االكيل‬
‫للمخدرات ِّ‪ ِٓ-‬ديسمرب ُٖٓٗ ‪ ،‬اصدار اؼبركز العريب للدراسات االمنية كالتدريب ‪ ،‬الرياض‪َُٗٗ ،‬ـ‪ ،‬صَْ‪.‬‬
‫(ٓ) عبد اللطيف ؿبمد أبو ىدمة بشَت‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات ككسائل مكافحتو دكليان‪ ،‬الدار الدكلية لالستثمارات‪ ،‬الطبعة ّ‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫ََِّ‪ ،‬ص ِّٖ‪.‬‬
‫(ٔ) د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُٖ‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪I. Bayer and H. Ghodse, Evolution of international drug control,Op.Cit,PP.4-5.‬‬
‫(ٖ)‬
‫رشيدة بن صاحل ‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات من منظور القانوف الدكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٗ‪.َُ-‬‬

‫‪8‬‬
‫كنظران لعدـ مصادقة العدد الالزـ من الدكؿ لسرياف تنفيذ االتفاقية يف اؼبوعد احملدد‪ ،‬كعدـ ربديد بدقة كيفية تنفيذ الرقابة‬

‫على إنتاج كتوزيع اؼبخدرات‪ ،‬كعدـ ربديد آليات القضاء التدرهبي على تدخُت األفيوف‪ ،‬كعدـ كضع الضوابط الالزمة لتحديد‬

‫ماىية االحتياجات الطبية اؼبشركعة للمخدرات‪ ،‬إضافة إىل قياـ اغبرب العاؼبية األكيل(ُ)‪ ،‬ما دفع عصبة األمم اؼبتحدة لعقد مؤسبرين‬

‫لتدارس الصعوبات اليت حالت دكف تنفيذ اتفاقية الىام سبخض عنهما اتفاقية جنيف لألفيوف لسنة ُِٓٗـ‪ ،‬كدخلت حيز‬

‫التنفيذ عاـ ُِٖٗـ‪ ،‬كأنشئ دبوجبها اللجنة اؼبركزية الدائمة لالفيوف‪ ،‬كباشرت عملها يف عاـ ُِٗٗـ(ِ)‪.‬‬

‫كمل يقتصر نطاؽ سرياف ىذه االتفاقية على األفيوف كمشتقاتو كسابقتها كإمبا مشل أيضان إدراج مادة اغبشيش كمادة ـبدرة‪،‬‬

‫كإدراج نظاـ شهادات االستَتاد كالتصدير عند التعامل مع اؼبواد اؼبخدرة(ّ) كالذم يقضي كفق أحكاـ القسم اػبامس من االتفاقية‬

‫الذم جاء ربت عنواف " الرقابة على التجارة الدكلية" على كجوب أف يكوف استَتاد أم مادة ـبدرة مصحوبان بشهادة يذكر فيها‬

‫اؼبصدر كعنوانو‪ ،‬كاؼبادة ؿبل االستَتاد‪ ،‬كعلى كجوب حصوؿ ً‬


‫اؼبصدر أكالن على ترخيص بالتصدير مبينان فيو الكمية اؼبراد‬ ‫اسم ً‬

‫تصديرىا‪ ،‬كاسم كعنواف اؼبصدر اليو‪ ،‬إضافةن إىل تقدًن شهادة من حكومة الدكلة اؼبستوردة للمخدر ترخص فيها باالستَتاد‬

‫اؼبذكور‪ ،‬كما هبب أف يذكر يف ترخيص التصدير اؼبدة اليت يتم فيها كالسلطة اليت أعطت شهادة التصدير كرقمها كتارىبها(ْ)‪.‬‬

‫كقد مت االتفاؽ بُت الدكؿ األطراؼ يف االتفاقية على إرساؿ إىل اللجنة اؼبركزية الدائمة – كاليت مت تشكيلها دبوجب‬

‫االتفاقية(ٓ)‪ -‬تقارير فصلية (مرة كل ّ أشهر) حوؿ استَتاد أك تصدير األفيوف اػباـ‪ ،‬كأكراؽ الكوكا‪ ،‬ككذلك فيما ىبص الكميات‬

‫اؼبخزكنة كاؼبسته لكة‪ ،‬ككذا الكميات اليت يتم ضبطها‪ ،‬كما ظبحت ىذه االتفاقية بالقياـ بتفتيش اؼبخدرات العابرة(ٔ)‪.‬‬

‫( ُ)‬
‫فبا أدل إىل خلق شعور بالقلق لدل الدكؿ من تفاقم مشكلة‬ ‫كنظران الزدياد حركة االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات‬

‫اؼبخدرات كدعوهتا إىل ازباذ إجراءات مستعجلة للحد من تصنيع اؼبواد اؼبخدرة‪ ،‬نتج عن ذلك دعوة عصبة األمم الدكؿ إىل عقد‬

‫(ُ) د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صُٖ‪.ّٖ -‬‬
‫(ِ) خالؿ الفًتة بُت ُِٓٗـ ك ُِٗٗ توكد االدلة انو مت االذبار غَت اؼبشركع دبا ال يقل عن ََُ طن من اؼبواد االفيونية كالكوكايُت‪ ،‬راجع‬
‫‪I. Bayer and H. Ghodse, Evolution of international drug control, Op.Cit, PP.4-5.‬‬
‫(ّ) رشيدة بن صاحل ‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات من منظور القانوف الدكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُِ‪.‬‬
‫(ْ) اؼبادتُت ُِ كُّ من اتفاقية جنيف لألفيوف لعاـ ُِٓٗـ‪.‬‬
‫(ٓ) تتألف اللجنة اؼبركزية الدائمة لألفيوف من شبانية اشخاص يتصفوف بالكفاءة كالنزاىة كعدـ التحيز‪ ،‬كيتبعوف يف مسألة تعيينهم ؾبلس عصبة األمم‬
‫مباشرةن كبعيدان عن تبعيتهم غبكوماهتم‪ ،‬كؼبدة طبس سنوات‪ .‬راجع د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫ٕٖ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪I. Bayer and H. Ghodse, Evolution of international drug control, Op.Cit ,PP,4-5.‬‬

‫‪9‬‬
‫مؤسبر دكيل ؼبناقشة كيفية حصر تلك الصناعة يف نطاؽ األغراض العلمية كالطبية كالصناعية اؼبشركعة‪ ،‬كسبخض عن اؼبؤسبر‪ -‬كالذم‬

‫شارؾ يف أعمالو أربع كطبسوف دكلة‪ ،‬إبراـ اتفاقية تنظيم كتوزيع اؼبواد اؼبخدرة لعاـ ُُّٗـ‪ ،‬لتحديد صنع العقاقَت اؼبخدرة كتنظيم‬

‫توزيعها‪.‬‬

‫كقد أرست ىذه االتفاقية ؾبموعة من اؼببادئ كالقواعد‪ ،‬أبرزىا اعتماد مبدأ التقديرات‪ ،‬كالذم كدبوجبو تلتزـ الدكؿ بأف تقدـ‬

‫تقديرات لكمية العقاقَت اؼبخدرة الالزمة لالحتياجات اؼبشركعة للعاـ اؼبقبل‪ ،‬كذلك حىت ال يتجاكز اإلنتاج العاؼبي لالحتياجات‬

‫العلمية كالطبية‪ ،‬كيتم ذلك بأف تتقدـ الدكؿ للجنة اؼبركزية لألفيوف كاؼبنشأة دبوجب أحكاـ اؼبادة (ُٗ) من االتفاقية يف أجل‬

‫أقصاه أكؿ أغسطس من كل عاـ بتقديراهتا عن االحتياجات من اؼبخدرات اؼبخصصة لألغراض العلمية كالطبية اؼبشركعة‪ ،‬كأف يبُت‬

‫يف ىذه التقديرات ما ربتاج إليو كل دكلة من ىذه اؼبواد لتحويلها ؼبخدرات تستخدـ يف األغراض اؼبشركعة‪ ،‬كأيضان اؼبخزكف اؼبراد‬

‫االحتفاظ بو يف الدكل ة‪ ،‬كزبضع ىذه التقديرات لرقابة اللجنة اؼبركزية لألفيوف الذم بإمكاهنا زبفيض ىذه التقديرات إىل اغبد‬
‫( ِ)‬
‫كفق ما مت إقراره يف خطة موازنة التقديرات للمواد اؼبخدرة اليت ربتاجها سنويان الدكؿ األعضاء كغَت‬ ‫اؼبعقوؿ عند اؼبغاالة فيها‬
‫( ّ)‪.‬‬
‫األعضاء على حد سواء‬

‫كما أف االت فاقية كسعت من نطاؽ الرقابة الدكلية‪ ،‬فلم تعد تقتصر على اؼبواد الطبيعية فقط‪ ،‬بل مشلت اؼبخدرات اليت يتم‬

‫ربويلها إىل مواد أخرل مثل اؽبَتكين‪ ،‬كشددت االتفاقية على ضركرة التقيد بنظاـ التقديرات كعدـ ذباكزىا‪ ،‬كيف حالة ـبالفة الدكؿ‬

‫لذلك تتعرض للجزاء اؼبتمثل يف ضرب ح صار عليها‪ ،‬إذا يبنع على الدكؿ اؼبنتجة أك اؼبستوردة التعامل معها‪ ،‬كيتعُت على األطراؼ‬

‫اؼبتعاقدة أال يرخصوا بأية عملية تصدير جديدة لتلك الدكؿ أثناء السنة اعبارية إال يف ظركؼ خاصة(ْ) كيعد ىذا اإلجراء يف حد‬

‫ذاتو خطوة ىامة يف إطار العالقات الدكلية حيث يبتد حىت إىل الدكؿ غَت اؼبوقعة على االتفاقية‪.‬‬

‫(ُ)‬
‫بلغت الكميات اؼبتداكلة يف األسواؽ غَت اؼبشركعة خالؿ الفًتة ما بُت ُِٓٗ ‪ ُِٖٗ -‬حوايل مائة (ََُ) طن من األفيوف اػباـ كستة أطناف‬
‫من الكوكايُت‪ ،‬بينما كانت االحتياجات السنوية لالستعماالت اؼبشركعة من اؼبواد اؼبخدرة ال تتجاكز تسعة كثالثُت طنا من األفيوف‪ ،‬راجع رشيدة بن‬
‫صاحل ‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات من منظور القانوف الدكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُْ ككذلك عبد اللطيف ؿبمد أبو ىدمة بشَت‪ ،‬االذبار غَت‬
‫اؼبشركع يف اؼبخدرات ككسائل مكافحتو دكليا‪ ،‬مرجع سابق صِٕٖ‪.‬‬
‫(ِ) راجع رشيدة بن صاحل ‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات من منظور القانوف الدكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُْ‪.ُٓ -‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪I. Bayer and H. Ghodse, Evolution of international drug control, Op.Cit,PP 4-5.‬‬
‫(ْ) د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٖٗ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫كقد أكجبت اتفاقية ُُّٗ ـ على الدكؿ األطراؼ القياـ بإصدار القوانُت كاللوائح الالزمة لتنفيذ أحكاـ االتفاقية‪ ،‬مع فرض‬
‫( ُ)‬
‫إىل جانب إلزاـ الدكؿ بإنشاء جهاز خاص يف كل دكلة‪ ،‬كذلك ؼبراقبة ذبارة‬ ‫عقوبات ردعية على ـبالفي أحكاـ تلك القوانُت‬

‫اؼبخدرات كتنظيم مكافحة االذبار غَت اؼبشركع فيها(ِ) كيف سياؽ التزاـ الدكؿ دبراقبة كميات اؼبخدرات اؼبعدة للتصنيع أك التحويل‬

‫ؼبخدرات أخرل‪ ،‬اتفقت األطراؼ اؼبتعاقدة على ازباذ التدابَت الالزمة حياؿ مصانع اؼبخدرات‪ ،‬حبيث وبظر على أم مصنع‬

‫للمخدرات أف يستجمع لديو ما يزيد عن حاجتو يف مدة الستة أشهر القادمة‪ ،‬كأف تقوـ حكومات ىذه الدكؿ دبطالبة مصانع‬

‫صنعت أك اؼبعدة للتصنيع‪ ،‬كالكميات‬


‫اؼبخدرات اؼبتواجدة على إقليمها بأف تقدـ تقريران كل ثالثة أشهر عن كميات اؼبخدرات اليت ي‬
‫اليت استعملت كالكميات اؼبخزكنة ‪ ،‬باإلضافة إىل كجوب إتالؼ اؼبخدرات اؼبصادرة أك ربويلها إىل مواد غَت ـبدرة‪.‬‬

‫كإضافة إىل ما تقدـ‪ ،‬فإف الدكؿ األطراؼ يف االتفاقية تعهدت بأف زبطر السكرتَت العاـ لعصبة األمم عن مصانع اؼبخدرات‬

‫اؼبقامة يف إقليمها كقت تنفيذ االتفاقية مع ذكر أسم اؼبصنع كعنوانو‪ ،‬ككميات اؼبخدرات اليت ينتجها كاعبهات اليت ترسل إليها‪،‬‬

‫كهبب أف ترسل ىذه البيانات كلو توقف اؼبصنع عن العمل(ّ)‪.‬‬

‫كصدر يف عهد عصبة األمم اؼبتحدة االتفاقية اػباصة دبكافحة االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبواد اؼبخدرة اػبطرة لعاـ ُّٔٗـ‪،‬‬

‫كدخلت حيز التنفيذ يف ِٔاكتوبر لسنة ُّٗٗـ‪ ،‬حيث جرمت حيازة كإحراز اؼبخدرات كإنتاجها كتركهبها كطالبت الدكؿ بسن‬

‫تشريعات تقرر عقوبات صارمة ضد من ىبالف ذلك‪ ،‬كنظمت االتفاقية يف مادهتا الثانية طرؽ ؿباكمة كتسليم اجملرمُت كتوحيد‬

‫قواعد االختصاص القضائي بُت الدكؿ بشاف ىذه اعبرائم(ْ)كدبوجب أحكاـ ىذه االتفاقية فقد مت اعتبار جرائم اؼبخدرات من‬

‫اعبرائم اؼبوجبة قانونان لتسليم اجملرمُت بُت الدكؿ اليت تربطها معاىدات تسليم اجملرمُت أك تأخذ دببدأ التعامل باؼبثل أما اغبكومات‬

‫اؼبتعاقدة اليت ال ذبعل تسليم اجملرـ موقوفان على قياـ معاىدة أك على شرط التبادؿ فيجب عليها أف تعترب ىذه األفعاؿ من اعبرائم‬

‫اؼبوجبة للتسليم فيما بينها(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) رشيدة بن صاحل ‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات من منظور القانوف الدكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُٔ‪.‬‬
‫(ِ) د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٖٗ‪.‬‬
‫(ّ) راجع احكاـ اؼبواد من (ُِ‪ )َِ -‬من اتفاقية جنيف للحد من تصنيع اؼبخدرات كتنظيم توزيعها لسنة ُُّٗـ ‪.‬‬
‫(ْ) د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كأساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ِٗ‪.‬‬
‫(ٓ) د‪ .‬صباح اكرـ شعباف‪ ،‬جرائم اؼبخدرات (دراسة مقارنة)‪ ،‬مطبعة االديب‪ ،‬ط ُ‪ ،‬بغداد‪ُْٖٗ ،‬ـ‪ ،‬ص ْٔ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫لبلص فبا سبق أف اللبنات االكىل ؼبكافحة اؼبخدرات دكليان كضعت معاؼبها االساسية العديد من اؼبؤسبرات كاالتفاقيات‬

‫الدكلية‪ ،‬أبرزىا مؤسبر شنغهام لألفيوف عاـ َُٗٗـ‪ ،‬كاتفاقية الىام لألفيوف لعاـ ُُِٗـ‪ ،‬كدبوجبهما عد التعاكف الدكيل ؼبراقبة‬

‫اؼبخدرات أحد اىتمامات القانوف الدكيل‪ ،‬كفيرضت اؼببادئ األساسية للرقابة الدكلية على اؼبخدرات‪ ،‬كاستمرت جهود اجملتمع‬

‫الدكيل يف سبيل التصدم للمخاطر الناذبة عن التعامل غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬فصدر عن عصبة األمم اؼبتحدة اتفاقية جنيف‬

‫لألفيوف لسنة ُِٓٗ ـ كانشئ دبوجبها اللجنة اؼبركزية الدائمة لألفيوف باعتبارىا أكؿ جهاز دكيل معٌت بالرقابة الدكلية على‬

‫اؼبخدرات‪ ،‬تلى ذلك اتفاقية تنظيم كتوزيع اؼبواد اؼبخدرة لعاـ ُُّٗ ـ‪ ،‬حيث أرست ىذه االتفاقية ؾبموعة من اؼببادئ كالقواعد‪،‬‬

‫أبرزىا اعتماد مبدأ التقديرات‪ ،‬كما أف ىذه االتفاقية كسعت من نطاؽ الرقابة الدكلية‪ ،‬فلم تعد تقتصر على اؼبواد الطبيعية فقط‪،‬‬

‫بل مشلت اؼبخدرات اليت يتم ربويلها إىل مواد أخرل مثل اؽبَتكين‪ ،‬كدبوجب ىذه االتفاقية مت االتفاؽ على إنشاء جهاز خاص يف‬

‫كل دكلة كذلك ؼبراقبة ذبارة اؼبخدرات كتنظيم مكافحة االذبار غَت اؼبشركع فيها‪ ،‬كصدر ايضان عن عصبة األمم االتفاقية اػباصة‬

‫دبكافحة االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبواد اؼبخدرة اػبطرة لعاـ ُّٔٗـ‪ ،‬أبرز ما كرد فيها اهنا نظمت طرؽ ؿباكمة كتسليم اجملرمُت‪،‬‬

‫كتوحيد قواعد االختصاص القضائي بُت الدكؿ بشاف ىذه اعبرائم‪.‬‬

‫كصدر عن األمم ا ؼبتحدة العديد من االتفاقيات الدكلية اؼبكملة ألكجو القصور يف سابقتها‪ ،‬كما شكلت أجهزة رقابة دكلية‬

‫أكثر صرامة كابلغ أثر يف سبيل مكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬كىو ما سيتم دراستو يف اؼبطلب التايل‪.‬‬

‫املطلب الثاين‬

‫التشريع الدويل جلرائم املخدرات بعد نشأة األمم املتحدة‪.‬‬

‫تبُت أف النظاـ القائم قبل إنشاء منظمة األمم اؼبتحدة ؼبراقبة تىداكؿ اؼبخدرات مل يعد كافيان‪ ،‬فقررت اعبمعية العامة لألمم‬

‫اؼبتحدة إبراـ اتفاقية دكلية ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬ىدفها األساسي توسيع نًطاؽ الرقابة الدكلية على اؼبخدرات‪ ،‬حبيث تشمل ما‬

‫َّ‬
‫استجد من مواد طبيعية أك يمصنَّعة تؤدم إىل اإلدماف‪ ،‬فصدر عنها ‪ -‬بركتوكوؿ باريس ُْٖٗـ‪ ،‬كبركتوكوؿ عاـ ‪3591‬ـ اػباص‬

‫نصت اؼبادة الثانية منو على أف ي ً‬


‫قتصر استعماؿ األفيوف على‬ ‫بتنظيم زراعة كاستعماؿ األفيوف كاالذبار غَت اؼبشركع فيو‪ ،‬كقد َّ‬
‫ى‬

‫‪12‬‬
‫األغراض الطبية كالعلمية‪ ،‬كإلزاـ الدكؿ اؼبوقًٌعة على ىذا الربكتوكوؿ باحًتاـ ما جاء فيو‪ ،‬كخاصة كضع اؼبواد اؼبخدرة ربت رقابة‬

‫منظَّمة الصحة العاؼبية(ُ)‪.‬‬

‫من مث فقد تنبو اجملتمع الدكيل إيل أنبية رصد كصبع االتفاقيات اليت صدرت يف الفًتة من عاـ ُُِٗـ إىل عاـ ُّٓٗ ـ‬
‫( ِ)‬
‫كبناء على طلىب من اجمللس االقتصادم‬ ‫كادماجها يف كثيقة كاحدة‪ ،‬كزبفيض عدد اؽبيئات الدكلية اؼبعنية دبراقبة اؼبخدرات‬
‫( ّ)‬
‫ضم األحكاـ الفاعلة يف‬
‫بإعداد مشركع اتفاقية نيويورؾ للعقاقَت اؼبخدرة ُُٔٗـ تى ي‬ ‫كاالجتماعي‪ ،‬قامت عبنة اؼبخدرات‬

‫اؼبعاىدات السابقة‪ ،‬كتيضيف إليها حظر بعض اؼبواد اؼبخدرة‪ ،‬كتوسيع نًطاؽ الرقابة ربت إشراؼ عبنة األمم اؼبتحدة ؼبكافحة‬

‫اؼبخدرات‪.‬‬

‫كتعد عبنة األمم اؼبتحدة ؼبكافحة اؼبخدرات ‪ UNCND‬ىي اؽبيئة الرئيسية للنظاـ الدكيل ؼبراقبة اؼبخدرات‪ ،‬كىي عبنة‬

‫حكومية دكلية تتبع اجمللس االقتصادم كاالجتماعي‪ ،‬كتظم ثالثة كطبسوف عضوان‪ ،‬كتتكوف ىذه اللجنة من عدة مكاتب أنبها‬

‫مكتب االمم اؼبتحدة اؼبعٍت باؼبخدرات ‪ )ْ( UNODC‬كالذم يقدـ اؼبساعدات للحكومات كيبدىا بآراء اػبرباء القانونُت ككل‬
‫( ٓ)‪.‬‬
‫ما ىو متعلق بتعزيز اؼبراقبة الدكلية للمخدرات‬

‫(ُ) د‪ .‬ؿبمد جرب االلفي‪ ،‬االتفاقيات كالتشريعات يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬كرقة عمل مقدمة يف ندكة اؼبخدرات حقيقتها كطرؽ الوقاية كالعالج‪،‬‬
‫اؼبنعقدة خالؿ الفًتة ِِ‪ ِْ-‬أكتوبر َُُِـ‪ ،‬جامعة االماـ ؿبمد بن سعود االسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص ُِ‪.‬‬
‫(ِ) د‪ .‬عبد العاؿ الديريب‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاعبهود الدكلية للوقاية منها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص َٔ‪.‬‬
‫(ّ) انشأت عبنة اؼبخدرات باعتبارىا ىيئة دكلية للرقابة علي اؼبخدرات تتبع اجمللس االقتصادم ك االجتماعي‪ ،‬كحددت مهامها بالتايل‪-:‬‬
‫مساعدة اجمللس االقتصادم كاالجتماعي كربت اشرافو يف الرقابة الدكلية علي تطبيق اتفاقيات اؼبخدرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لتنفيذ اؼبهاـ اليت كانت مسنودة للجنة االذبار باألفيوف كاؼبخدرات اػبطرة عهد عصبة األمم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لتقدًن اؼبشورة للمجلس كاعداد مشاريع االتفاقيات عند االقتضاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لدراسة اآللية اؼبتبعة يف الرقابة الدكلية علي اؼبخدرات كتقدًن اؼبقًتحات الالزمة حياؽبا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ألداء ام مهاـ اخرم يسندىا اجمللس للجنة متعلقة باالستخداـ غَت اؼبشركع للمخدرات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫راجع‪-:‬‬
‫‪I. Bayer and H. Ghodse, Evolution of international drug control,Op.Cit,P,6.‬‬
‫(ْ) يف اجتماع اعبمعية العامة لألمم اؼبتحدة يف جلسة أيلوؿ من عاـ ‪ 355۱‬ـ بشأف "احملافظة على السلم الدكيل كؾباهبة التحديات كالظركؼ اعبديدة"‬
‫قدـ أمُت عاـ األمم اؼبتحدة حينها الدكتور بطرس غايل برنامج يتضمن رؤية مكافحة اإلذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات ككسائل معاعبتها‪ ،‬كيف ضوء ذلك‬
‫تأسس يف عاـ ‪ 355۱‬ـ مكتب يتبع األمم اؼبتحدة معٍت دبكافحة اعبريبة اؼبنظمة كمكافحة اؼبخدرات‪ ،‬كيرتبط بو حوايل‪ ۱۲‬مكتب ميداين من بينها‬
‫مكتب إقليمي تأسس ؼبنطقة الشرؽ األكسط كمشاؿ أفريقيا مقره مصر‪ ،‬كمن مهامو تطوير البنية التشريعية الوطنية اؼبتعلقة دبكافحة اؼبخدرات‪ .‬راجع قادر‬
‫اضبد عبد اغبسيٍت‪ ،‬مشكلة اؼبخدرات كطرؽ معاعبتها يف القانوف اعبنائي الدكيل‪ ،‬اؼبرجع سابق‪ ،‬ص ُّٔ‬
‫(ٓ) راجع اسًتاتيجية مكتب األمم اؼبتحدة اؼبعٍت باؼبخدرات كاعبريبة ََِٖ‪" ،َُُِ-‬جعل العامل أكثر أمانا من اعبريبة كاؼبخدرات كاإلرىاب"‪،‬‬
‫منشورات األمم اؼبتحدة‪ ،‬نيويورؾ‪ََِٖ ،‬ـ‪،‬صٕ‪ .ٖ-‬متاح على االنًتنت‪ ،‬مت الزيارة ِٕ‪ََِِ/ّ/‬ـ على الرابط التايل‪- :‬‬

‫‪13‬‬
‫كعمالن بقرار اجمللس االقتصادم كاالجتماعي رقم ٖٗٔ ياء(د‪ )ِٔ -‬نعقد مؤسبر األمم اؼبتحدة يف نيويورؾ من ِْ كانوف‬

‫الثاين‪/‬يناير إىل ِٓ آذار‪/‬مارس ُُٔٗـ العتماد االتفاقيةى الوحيدة للمخ ًٌدرات لسنة ُُٔٗـ‪ ،‬كقد كافق على ىذه االتفاقية‬

‫ثالث كسبعوف دكلة‪ ،‬كدخلت حيًٌز النفاذ عاـ ُْٔٗـ‪ ،‬كتعترب اتفاقية نيويورؾ لعاـ ُُٔٗـ‪ ،‬من أىم اتفاقيات اؼبخدرات‪ ،‬كتعد‬

‫خطوة متقدمة يف ؾباؿ التعاكف الدكيل‪ ،‬كوف غالبية دكؿ العامل انضمت اليها‪ ،‬كما أهنا كضعت تقنُت موحد لالتفاقيات السابقة(ُ)‪،‬‬

‫كمن حيث ايضان أهنا نظمت اؼبسائل العالقة اليت حوهتا سابقتها من اتفاقيات كعملت على تقنينها‪.‬‬

‫كقد عرفت اؼبخدرات االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ُُٔٗـ كتلك االتفاقية بصيغتها اؼبعدلة بربتوكوؿ ُِٕٗـ يف‬
‫( ِ)‬
‫كمل تقتصر االتفاقية يف تعريف‬ ‫اؼبادة (ُ ‪/‬ل) باهنا " كل مادة طبيعية أك تركيبية من اؼبواد اؼبدرجة يف اعبدكلُت األكؿ كالثاين"‬

‫االذبار غَت اؼبشركع على التجارة كالتوزيع فقط بل أهنا مشلت أعماؿ الزراعة كالتصنيع كاالنتاج(ّ) إذ يقصد باإلذبار غَت اؼبشركع ‪-‬‬

‫كفق احكاـ اتفاقية ُُٔٗـ‪ -‬ىو زراعة كتصنيع اؼبخدرات كالتجارة فيها خالفان لالتفاقية(ْ)‪.‬‬

‫كقد التزمت الدكؿ اؼبوقعة على ىذه االتفاقية بتطبيق أحكامها يف اؼبناطق التابعة لكل دكلة‪ ،‬كالتعاكف مع الدكؿ األخرل يف‬

‫التعهد بقصر إنتاج اؼبخدرات كتصنيعها كاستَتادىا كتصديرىا كحيازهتا كاالذبار فيها على‬
‫تنفيذ ما كرد هبا من أحكاـ‪ ،‬ك ُّ‬

‫االستعماالت الطبية كالعلميَّة‪ ،‬ككفق نظاـ التقديرات(ٓ) كالذم دبوجبو يتم الزاـ الدكؿ بتحديد احتياجاهتم من العقاقَت اؼبخصصة‬

‫‪https://www.unodc.org/documents/about-unodc/UNODC-strategy-July08.pdf‬‬
‫(ُ) السيد اريك ىاريبوس ‪ ،‬اجراءات التعاكف القانوين الدكيل يف ؾباؿ الرقابة على اؼبخدرات كرقة عمل ضمن اعماؿ الندكة العربية األكربية االكيل‬
‫للمخدرات ِّ‪ ِٓ-‬ديسمرب ُٖٓٗ ‪ ،‬اصدار اؼبركز العريب للدراسات االمنية كالتدريب ‪ ،‬الرياض‪َُٗٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٓ‪.‬‬
‫( ِ)‬
‫ازبذت اتفاقية ُُٔٗ ـ يف تعريفها للمخدرات اسلوب اغبصر للمواد اؼبخدرة يف جداكؿ‪ ،‬كىو اؼبنهج الذم سار عليو العديد من التنظيمات‬
‫التشريعية الوطنية مثل قانوف مكافحة اؼبخدرات رقم (ُِٖ) لسنة َُٔٗـ اؼبصرم‪ ،‬كالقانوف االربادم رقم (ُْ) لسنة ُٓٗٗـ يف دكلة االمارات‬
‫العربية اؼبتحدة‪ ،‬كالقانوف اليمٍت رقم (ّ) لسنة ُّٗٗـ اليمٍت راجع عهد صبيل عثماف سامل‪ ،‬جريبة جلب اؼبخدرات‪ ،‬مركز كمطابع االديب‪ ،‬ط ُ‪،‬‬
‫اليمن‪ ،‬عدف‪َُِٗ ،‬ـ‪،‬صّٓ‪.‬‬
‫(ّ) د‪ .‬نضاؿ بوعوف‪ ،‬االستعماؿ الشرعي للمخدرات يف ظل االذباىات اغبديثة ؽبا‪ ،‬ؾبلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية كالسياسية‪ ،‬جامعة‬
‫االخوة منتورم – قسنطينة‪ ،‬العدد التاسع ‪،‬اجمللد الثاين‪ ،‬مارس َُِٖ‪ ،‬صِِّ‪.‬‬
‫(ْ) اؼبادة (ُ) من االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ُُٔٗـ‬
‫(ٓ) نظاـ التقديرات مشل برقابتو كافة صور التعامل اؼبشركعة اليت ؿبلها العقاقَت اؼبخدرة الطبيعية منها كاالصطناعية بقصد ربقيق التوازف بُت الكميات‬
‫اؼبنتجة كاؼبستهلكة عن طريق نظاـ تقديرات دقيق‪ ،‬كيف حالة ذباكز الدكؿ التقديرات اؼبخصصة ؽبا من العقاقَت اؼبخدرة‪ ،‬وبق للجهاز الرقايب اؼبختص أف‬
‫يقوـ حبذؼ الكميات الزائدة عن حاجتها أك خصم تلك الكمية من تقديراهتا اؼبخصصة للسنة القادمة راجع د‪ .‬ؾباىدم ابراىيم‪ ،‬آليات القانوف الدكيل‬
‫كالوطٍت للوقاية كالعالج من جرائم اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صٖٔ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ً‬
‫الصلة‪ ،‬كقد انشأت‬ ‫ً‬ ‫( ُ)‬
‫تخصصة يف تنفيذ القوانُت كاألنظمة ذات ٌ‬
‫لألغراض الطبية كالعلمية سنويان ‪ ،‬كالعمل على تدريب كوادر يم ٌ‬
‫االتفاقية اؽبيئة الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات(‪ )INCB‬كىي عبنة مستقلة من ثالثة عشر خبَتان(ِ) لرصد امتثاؿ الدكؿ لاللتزامات‬

‫دبوجب نظاـ مراقبة اؼبخدرات‪ ،‬ككذلك من أجل ربقيق مزيد من الفعالية كاؼبركنة يف مراقبة تنفيذ ما نصت عليو االتفاقية الوحيدة‬
‫( ّ)‬
‫كيقع عليها مسئولية االشراؼ على االتفاقيات اػباصة باؼبخدرات‪ ،‬كتتحدد‬ ‫للمخدرات‪ ،‬كاالتفاقيات السابقة عليها‬

‫ا ختصاصاهتا يف السعي بالتعاكف مع اغبكومات غبصر زراعة كانتاج كصناعة كاستخداـ اؼبواد اؼبخدرة‪ ،‬حىت بالنسبة للكميات‬

‫الضركرية لالستخدامات اؼبشركعة(ْ)‪.‬‬

‫كما كضعت اتفاقية ُُٔٗـ تنظيمان شامالن للتجارة الدكلية للمخدرات يهدؼ إىل السيطرة على اغبركة اؼبشركعة‬

‫للمخدرات‪ ،‬كع دـ تسرب اؼبخدرات إىل سوؽ التجارة غَت اؼبشركعة‪ ،‬كأكجبت على الدكؿ األطراؼ عدـ السماح بإحراز‬
‫( ٓ)‪،‬‬
‫اؼبخدرات اال بإذف قانوين‪ ،‬كما أهنا كضعت أسس التعاكف احمللي كالدكيل يف ؾباؿ مكافحة االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات‬

‫منها ما تضمنتو أحكاـ اؼبادة (َّ) ربت عنواف "التج ارة كالتوزيع"‪ ،‬إذ نصت على أنو‪ ":‬هبب أف تقوـ الدكؿ بإخضاع ذبارة‬

‫اؼبخدرات كتوزيعها لنظاـ اإلجازة مامل تزاكؽبما كاحدة أك أكثر من مؤسساهتا‪ ،‬على أف تقوـ الدكؿ دبراقبة صبيع من يعمل أك يشًتؾ‬

‫يف ذبارة اؼبخدرات أك توزيعها من أشخاص كمؤسسات‪ ،‬باإلضافة اىل إخضاع اؼبنشآت كاألماكن اليت يبكن فيها مزاكلة ىذه‬

‫(ُ) كضعت اتفاقية ُُٔٗـ كفق احكاـ اؼبواد (ْ‪ ) ِٗ ،ُِ ،‬العديد من الضوابط كالقيود على الدكؿ اطراؼ االتفاقية لتقدير كمية ككيفية انتاج‬
‫العقاقَت لالستعماالت الطبية كالعلمية كذلك بتحديد الكمية اؼبستهلكة لألغراض الطبية كالعلمية‪ ،‬كالكمية اؼبستعملة يف صنع اؼبخدرات األخرل اؼبدرجة‬
‫يف اعبدكؿ الثالث‪ ،‬ككمية اؼبخزكف السنوم من اؼبخدرات‪ ،‬ككمية اؼبخدرات الفائقة على اؼبخزكف العادم‪ ،‬كمساحة األراضي الزراعية اليت ستستغل لزراعة‬
‫خشخاش األفيوف كربديد موقعها اعبغرايف‪ ،‬ككمية األفيوف اؼبنتجة بالتقريب‪ ،‬كعدد اؼبؤسسات الصناعية اؼبناط هبا مهمة تصنيع اؼبخدرات االصطناعية‪،‬‬
‫ككمية اؼبخدرات اؼبراد تصنيعها‬
‫راجع د‪ .‬ؾباىدم ابراىيم‪ ،‬آليات القانوف الدكيل كالوطٍت للوقاية كالعالج من جرائم اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٖٔ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Miguel Antonio Núñez Valadez*, Drug use and the right to health: An analysis of‬‬
‫–‪international law and the Mexican case, Mexican Law Review, Volume 6, Issue 2, January‬‬
‫‪June 2014, Pages 201-224,pp205‬‬
‫(ّ) د‪ .‬عبد العاؿ الديريب‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاعبهود الدكلية للوقاية منها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُٔ‪.‬‬
‫(ْ)‬
‫السيد كريستوفر لوكيت‪ ،‬التعاكف الدكيل كاالقليمي يف ؿباربة سوء استخداـ اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ّْ‪.‬‬
‫(ٓ)‬
‫د‪ .‬ؿبمد فتحي عيد‪ ،‬مقومات التعاكف الدكيل يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صُٔ‪.ُٕ-‬‬

‫‪15‬‬
‫التجارة أك ىذا التوزيع لنظاـ اإلجازة(ُ) كتفرض اؼبادة (ّٔ) منها التزامان عامان على عاتق الدكؿ االعضاء قوامو اؼبعاقبة يف قوانينها‬
‫( ِ)‪.‬‬
‫الداخلية على انتهاكات نصوص االتفاقية‬

‫من ىذا اؼبنطلق يبكن استنتاج أف االذبار غَت مشركع ب اؼبخدرات كفق أحكاـ ىذه االتفاقية لو طبيعة دكلية‪ ،‬القًتاهنا بالزاـ‬

‫الدكؿ االعضاء دبعاقبة منتهكها‪ ،‬أخذتان يف االعتبار إمكانية ارتكاب ىذه اعبريبة يف أكثر من دكلة‪ ،‬فبا يعٍت أف اتفاقية ُُٔٗـ‬

‫كسعت من االختصاص اعبنائي‪ ،‬كأجازت ؿباكمة اجملرمُت الفارين من العدالة حىت يف الدكؿ اليت مل يقًتؼ الفعل اجملرـ فيها كحبيث‬

‫هبعلو عرضة للعقاب‪.‬‬

‫كنظران لفشل اعبهود اؼببذكلة لفرض التزاـ مطلق مؤسس على قواعد القانوف الدكيل يف ؾباؿ تسليم اجملرمُت‪ ،‬الذم يتسم‬

‫بطابع الرضا كيقتصر على الدكؿ اليت تقبل تسليم اعباين طوعان(ّ) ككذا للقصور يف كضع اساس و‬
‫مرض من أجل ربقيق تعاكف دكيل‬
‫( ْ)‬
‫حيث دعت اغباجة إىل إعادة النظر يف نصوصها لتكوف أكثر فاعلية‪،‬‬ ‫مشًتؾ‪ ،‬كل ذلك أدل إىل تعديل اتفاقية ُُٔٗـ‬

‫كتيواكًب التطورات اليت أستجدت‪ ،‬فاجتمع يف جنيف تسع كسبعوف دكلة لتعديل اتفاقية نيويورؾ لعاـ ُُٔٗـ‪ ،‬عمالن بقرار اجمللس‬

‫االقتصادم كاالجتماعي ُٕٕٓ (د‪ ،)َٓ -‬كصدر عن اؼبؤسبر بركتوكوؿ جنيف لعاـ ُِٕٗـ(ٓ) كيبكن القوؿ إف أىم مالمح ىذا‬

‫ىذا الربكتوكوؿ سبثلت يف ضماف مراقبة إنتاج اؼبواد اؼبخدرة‪ ،‬لتغ ًطٌي اغباجة فقط‪ ،‬كالعمل على توفَت مراكز إقليمية لألحباث العلمية‬

‫كد ٍؾبهم يف اجملتمع‪ ،‬كتوسيع مسؤكليات اللَّجنة الدَّكلية للرقابة على اؼبخدرات‪ ،‬حبيث‬
‫كالتوعية كعالج اؼبتورطُت‪ ،‬كإعادة تأىيلهم ى‬

‫يبكنها التعاكف مع اغبكومات الوطنية من أجل اغبد من زراعة كتصنيع كاستعماؿ اؼبخدرات‪ ،‬كمساعدة ىذه اغبكومات يف ؿباربة‬

‫تعاطي اؼبخدرات‪ ،‬كما يبكن للجنة أف تيوصي بتقدًن مساعدات فنيَّة كمادية للبلد الذم يب يذؿ جهودان كاضحة يف تنفيذ التزاماتو‬

‫اؼبنصوص عليها يف الربكتوكوؿ‪ ،‬كتقدًن اؼبعلومات اؼبفيدة غبكومات البيلداف ًٌ‬


‫اؼبتورطة يف هتريب اؼبخدرات كاحملافظة على التوازف بُت‬

‫(ُ) يوسف اػبالدم كأخركف‪ ،‬تقرير التطبيقات عن " االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية كغسل األمواؿ‪ ،‬حبوث كتقارير صادرة عن ؾبموعة‬
‫العمل اؼبايل ؼبنطقة الشرؽ االكسط كمشاؿ افريقيا‪ ،‬اؼبنامة ‪ ،‬البحرين ‪َُُِ ،‬ـ‪ ،‬صُُ‪ .‬للحصوؿ على ؾبموعة التقارير زيارة الرابط‬
‫‪http://www.menafatf.org/sites/default/files/Illicit_Trafficking_and_ML_Ar.pdf‬‬
‫(ِ) السيد اريك ىاريبوس‪ ،‬اجراءات التعاكف القانوين الدكيل يف ؾباؿ الرقابة على اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صٓٓ‪.‬‬
‫(ّ) د‪ .‬نضاؿ بوعوف‪ ،‬االستعماؿ الشرعي للمخدرات يف ظل االذباىات اغبديثة ؽبا‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬صِِّ‪.‬‬
‫(ْ) السيد اريك ىاريبوس‪ ،‬اجراءات التعاكف القانوين الدكيل يف ؾباؿ الرقابة على اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٓٓ‪.ٓٔ-‬‬
‫(ٓ) دخلت االتفاقية الوحيدة للمخدرات لعاـ ُُٔٗـ حيز النفاذ يف ُّ ديسمرب لعاـ ُْٔٗـ‪ ،‬كدخل الربكتوكوؿ اؼبعدؿ ؽبا حيز النفاذ يف ُٖ يناير‬
‫لعاـ ُٕٓٗ ـ كبلغ عدد الدكؿ االطراؼ يف االتفاقية اؼبعدلة حىت أكؿ نوفمرب ََِْـ َُٖ دكلة دبا يف ذلك الدكؿ العربية كاالسالمية راجع د‪ .‬ؿبمد‬
‫فتحي عيد‪ ،‬مقومات التعاكف الدكيل يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صُٖ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الع ٍرض كالطلب على اؼبخدرات‪ ،‬من أجل القضاء على التعامل غَت اؼبشركع هبا (ُ) كما أف من أىم ما نص عليو بركتوكوؿ‬
‫ى‬
‫( ِ)‬
‫حىت كإف مل تكن بُت الدكؿ اؼبعنية اتفاقية خاصة‪،‬‬ ‫ُِٕٗـ ىو اعتبار جرائم اؼبخدرات من اعبرائم اليت توجب تسليم اجملرمُت‬

‫إذ تعد اتفاقية ُُٔٗـ اؼبعدلة اساسان قانونيان كافيان (ّ) كما أجاز الربكتوكوؿ للدكؿ االطراؼ أف تستبدؿ حكم العقوبة على‬

‫متعاطي اؼبخدرات‪ ،‬أك أف تضيف اليو ضركرة خضوعو إلجراءات العالج كالتعليم كالتأىيل كالرعاية االجتماعية‪ ،‬كقد أكد‬

‫الربكتوكوؿ االذباه اعبديد لالتفاقية الوحيدة الذم ىبلص يف أنو هبب أال يتجو اعبهد فقط للتأثَت يف عرض اؼبواد اؼبخدرة‪ ،‬بل هبب‬

‫أف يؤثر كبنفس القدر يف الطلب عليها(ْ)‪.‬‬

‫كمن نافلة القوؿ يبكن القوؿ بأف االتفاقية الوحيدة للمخدرات لعاـ ُُٔٗـ حسب صيغتها اؼبعدلة بربكتوكوؿ ُِٕٗـ قد‬

‫تضمنتا التدابَت الوطنية كالدكلية اليت هبب ازباذىا ؼبراقبة زراعة كانتاج كتوزيع اؼبخدرات الطبيعية كالنظائر الًتكيبية للمواد األفيونية‬

‫مثل البيثادكف كالبيثيدين(ٓ)‪ ،‬كمع ذلك فقد لفت انتباه عد د من الدكؿ تداكؿ كميات كبَتة من اؼبواد اليت مل تشملها اتفاقيات‬

‫مكافحة اؼبخدرات لعاـ ُُٔٗ ـ‪ ،‬كاعتبار اؼبتاجرة فيها مشركعة على الرغم من احتوائها على اػبواص الضارة‪ ،‬فتم إقرار اتفاقية‬
‫( ٔ)‬
‫كاليت تنص على منح اغبكومات اؼبطبقة ألحكامها قدران أكرب من اؼبركنة‪ ،‬كوف‬ ‫اؼبؤثرات العقلية يف ُِ فرباير لعاـ ُُٕٗـ‬

‫اؼبؤثرات العقلية تستخدـ يف العالج الطيب على نطاؽ أكسع بكثَت من نطاؽ استخداـ اؼبخدرات ذات األصل النبايت‪ ،‬كمت إخضاع‬

‫عدد من اؼبواد كاؼبنشطات كاؼبهبطات كاؼبهلوسات للرقابة الدكلية(ٕ)‪.‬‬

‫(ُ)د‪ .‬ؿبمد جرب االلفي‪ ،‬االتفاقيات كالتشريعات يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صُْ‪.ُٓ-‬‬
‫(ِ) اؼبادة (ّٔ‪/ِ/‬ب‪ )ُ/‬من االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ُُٔٗـ اؼبعدلة بربكتوكوؿ ُِٕٗـ‬
‫(ّ) اؼبادة (ّٔ‪/ِ/‬ب‪ )ِ/‬من االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ُُٔٗـ اؼبعدلة بربكتوكوؿ ُِٕٗـ‬
‫(ْ) اؼبادة (ّٔ) من االتفاقية الوحيدة للمخدرات اؼبعدلة بربكتوكوؿ ُِٕٗـ‪.‬‬
‫(ٓ) د‪ .‬ؿبمد فتحي عيد‪ ،‬مقومات التعاكف الدكيل يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات اصدارات جامعة نايف العربية للعلوـ االمنية‪ََِٔ ،‬ـ‪،‬صُّ‪.‬‬
‫(ٔ) عيقد مؤسبر األمم اؼبتحدة من قبل ُٕ دكلة العتماد بركتوكوؿ بشأف اؼبؤثًٌرات العقلية‪ ،‬يف فيينا من ُُ كانوف الثاين‪/‬يناير إىل ُِ شباط‪/‬فرباير‬
‫ُُٕٗـ عمالن بقرار اجمللس االقتصادم كاالجتماعي رقم ُْْٕ ياء (د‪ ) ْٖ -‬سبخض عنو اتفاقية فيينا لعاـ ُُٕٗـ كدخلت حيًٌز النفاذ يف ُٔ‪/‬‬
‫ٖ‪ .ُٕٗٔ /‬راجع االتفاقيات الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات‪ ،‬منشورات األمم اؼبتحدة‪ ،‬أذار\ مارس َُِْـ‪،‬صُ‪ .‬للحصوؿ على االتفاقيات اؼبعنية‬
‫باؼبخدرات زيارة الرابط التايل‪-:‬‬
‫‪https://www.unodc.org/documents/commissions/CND/Int_Drug_Control_Conventions/Eboo‬‬
‫‪k/The_International_Drug_Control_Conventions_A.pdf.‬‬
‫(ٕ) د‪ .‬ؿبمد فتحي عيد ‪ ،‬مقومات التعاكف الدكيل يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُّ ‪.ُْ-‬‬

‫‪17‬‬
‫كعرفت االتفاقية اؼبقصود باؼبؤثرات العقلية يف اؼبادة ( ُ ‪/‬ق) حيث تنص على أنو "يقصد بتعبَت اؼبؤثرات العقلية كل اؼبواد‬

‫سواء أكانت طبيعية أك تركيبية‪ ،‬ككل اؼبنتجات الطبيعية اؼبدرجة يف اعبداكؿ األكؿ أك الثاين أك الثالث أك الرابع"‪ .‬كيف اؼبادة ( ُ‪/‬ز)‬

‫نصت االتفاقية على أنو "يقصد بعبارات "اعبدكؿ األكؿ" ك" اعبدكؿ الثاين" ك"اعبدكؿ الثالث" ك"اعبدكؿ الرابع" قوائم اؼبؤثرات‬

‫العقلية اليت ربمل ىذه األرقاـ كاؼبرفقة باالتفاقية اغبالية بصيغتها اؼبعدلة كفقان للمادة (ِ)" ‪.‬‬

‫داكؿ كذبارة كاستعماؿ اؼبؤثًٌرات العقلية للرقابة الدكليَّة‪ ،‬حبيث يقتصر على‬
‫ك مت االتفاؽ يف ىذه االتفاقية على إخضاع تى ي‬
‫تتضمن توجيهات كاضحة بكيفيَّة االستعماؿ الصحيح ؽبا‪ ،‬كذبرًن إساءة استعماؽبا‬
‫األغراض العالجية كدبوجب كصفات طبية َّ‬

‫كمخ ًٌدر‪ ،‬كقضت على حظٍر اإلعالف عن اؼبؤثرات العقلية إال يف اجملاالت العلمية اليت تيوزَّع ‪ -‬فقط ‪ -‬على األطباء كالصيادلة‬
‫ي‬
‫ككبوىم‪ ،‬كما اعتربت الدكؿ غَت اؼبشاركة يف ىذه االتفاقية يم ىلزمة بتنفيذ أحكامها إذا كانت تتمتَّع بعضوية األمم اؼبتحدة(ُ)‪.‬‬

‫كتضمنت االتفاقية طائفة كبَتة من األحكاـ كاؼببادئ‪ ،‬حيث توجب على الدكؿ األطراؼ ازباذ كل االحتياطات العملية‬

‫كالعلمية ؼبنع سوء استعماؿ اؼبؤثرات الع قلية‪ ،‬كاكتشاؼ ذلك يف كقت مبكر كعالجها بالتوجيو كالتعليم كالرعاية االجتماعية‪،‬‬

‫كتضمنت االتفاقية اإلجراءات الواجب ازباذىا ضد اإلذبار غَت اؼبشركع يف اؼبؤثرات العقلية كأسس التعاكف الدكيل للحد منها‪،‬‬

‫كذبرًن األفعاؿ اؼبخالفة ؼبا نصت عليو االتفاقية كالعقاب عليها با لعقوبات اؼبناسبة السيما السجن أك العقوبات األخرل السالبة‬

‫للحرية‪ ،‬مع ازباذ إجراءات عالجية كثقافية كرعاية كإعادة تأىيل اجتماعي بالنسبة ؼبتعاطي اؼبؤثرات العقلية مثل عقاقَت اؽبلوسة‬

‫كبديل للعقوبات أك باإلضافة إليها‪ ،‬كاألخذ باؼببادئ اؼبنصوص عليها يف االتفاقية الوحيدة بالنسبة للعود الدكيل‪ ،‬كتسليم اجملرمُت‬

‫كضبط مواد اؼبؤثرات العقلية كأجازت االتفاقية للدكؿ األطراؼ ازباذ إجراءات رقابة دكلية أشد من اإلجراءات اؼبنصوص عليها يف‬

‫اتفاقيات سابقة‪ ،‬كقد أناطت االتفاقية باؽبيئة الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات‪ ،‬مسؤكلية مراقبة تنفيذ أحكامها(ِ) ‪.‬‬

‫صادقة على اتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع‬ ‫ً‬ ‫( ّ)‬
‫للم ى‬
‫كيف عاـ ُٖٖٗـ اجتمع يفبثٌلو (َُٔ) دكلة يف فيينا ي‬
‫كضع ضوابط ؼبكافحة هتريب اؼبخ ًٌدرات كاؼبواد‬
‫ككاف اؽبدؼ الرئيس ؽبذه االتفاقية ٍ‬
‫( ُ)‬
‫يف العقاقَت اؼبخدرة كمواد اؼبؤثرات العقلية‬

‫(ُ) د‪ .‬ؿبمد جرب االلفي‪ ،‬االتفاقيات كالتشريعات يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُّ ‪.‬‬
‫(ِ) د‪ .‬عبد العاؿ الديريب‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاعبهود الدكلية للوقاية منها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُٔ‪.‬‬
‫االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخ ًٌدرات كاؼبؤثًٌرات العقلية‪ ،‬يف فيينا من ِٓ تشرين الثاين‪/‬نوفمرب إىل َِ‬
‫(ّ) عقد مؤسبر األمم اؼبتحدة العتماد اتفاقية ؼبكافحة ًٌ‬
‫كانوف األكؿ‪/‬ديسمرب ُٖٖٗـ عمالن بقرار اجمللس االقتصادم كاالجتماعي ُٖٖٗ ‪ .ٖ/‬راجع االتفاقيات الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫ُ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫النفسيَّة‪ ،‬كإقرار عقوبات فعَّالة تطوؿ يمرتكًيب ىذه اعبرائم(ِ)‪ ،‬كقضت اؼبادة (‪ )ّ/3۱‬منها إعطاء صالحية ألية دكلة طرؼ يف‬

‫االتفاقية كبناءن على أسباب معقولة اعتالء أية سفينة كتفتيشها إذا تولد االعتقاد بأهنا ضالعة يف اذبار غَت مشركع‪ ،‬كإذا ما ثبت‬

‫ذلك بالفعل من حقه ا أف تتخذ اإلجراءات الالزمة إزاء السفينة كاألشخاص كالبضائع اليت ربملها السفينة(ّ)‪.‬‬

‫كأبرز ما تضمنتو اتفاقية ُٖٖٗـ اعتبار انتاج اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية أك ربضَتىا أك ىع ٍرضها أك توزيعها أك االشًتاؾ يف‬

‫هتريبها جرائم جنائية عاؼبية تندرج ضمن النشاطات اإلجرامية ذات الطابع الدكيل يستلزـ إعطاؤه أكلوية كاىتماـ عاجل(ْ)‪ ،‬كتيشدَّد‬

‫العقوبة يف حالة ارتباط التهريب جبريبة أخرل‪ ،‬كاعبريبة اؼبنظَّمة أك اإلرىاب أك االذبار الدكيل يف السالح أك استعماؿ العنف خالؿ‬

‫عملية التهريب‪ ،‬كما أنو ييعد التعامل باألمواؿ اؼبكتسبة من هتريب اؼبخدرات‪ ،‬من خالؿ ن ٍقلها أك إخفاء منشئها أك اؼبساعدة يف‬

‫اؼبكتسبة منها‪ ،‬كتوجيو ىذه األمواؿ لتمويل اؼبنظمات العاملة يف‬


‫ى‬ ‫ذلك جريبة جنائية‪ ،‬يًتتب عليها مصادرة اؼبخدرات أك األمواؿ‬

‫ؾباؿ مكافحة التهريب(ٓ)‪.‬‬

‫ً‬
‫البت بطلبات تسليم اجملرمُت يف‬
‫كقد فرضت اتفاقية ُٖٖٗ ـ العديد من االلتزامات على عاتق الدكؿ‪ ،‬منها اإلسراع يف ٌ‬
‫َّصل هبا‪ ،‬بعد التأكد من أف طلب التسليم ال عالقة لو بأمور عًرقية أك سياسية أك دينية‪ ،‬كضركرة‬
‫جرائم هتريب اؼبخدرات كما يت ً‬

‫ازباذ الدكؿ األطراؼ كافة اإلجراءات ًض ىمن حدكدىا ؼبنع مهريب اؼبخدرات من استغالؿ مناطق كموانئ التجارة اغبيَّرة‪ ،‬كتفتيش‬
‫الناقالت القادمة كاؼبغادرة‪ ،‬كخاصة اؼبشتبو هبا‪ ،‬كتبادؿ اؼبعلومات اؼبت ً‬
‫َّصلة هبذا الشأف(ٔ)‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي ى‬

‫(ُ) مصطلح االذبار غَت اؼبشركع بالعقاقَت اؼبخدرة يتسع ليشمل ؾبموعة متنوعة من األنشطة اإلجرامية اليت تستهدؼ ربقيق الربح كتشمل ىذه‬
‫اجملموعة عمليات اإلنتاج الزراعي كاإلنتاج التحويلي ك اإلنتاج الصناعي كهتريب العقاقَت اؼبخدرة عرب اغبدكد كعمليات تركيج اؼبخدرات بدءا من ذبارة‬
‫اعبملة كمركرا بتجارة نصف اعبملة ك ذبارة ربع اعبملة كذبارة التجزئة كانتهاء بعمليات البيع يف الشارع كما تضم اجملموعة عمليات اإلدارة كالتنظيم‬
‫كالتمويل كالتجنيد كالتسويق كالتسهيل كإعداد أماكن لتعاطي اؼبخدرات دبقابل‪ ،‬راجع د‪ .‬ؿبمد فتحي عيد‪ ،‬االرىاب كاؼبخدرات‪ ،‬اصدارات مركز‬
‫الدراسات كالبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوـ االمنية‪ ،‬الرياض‪ ،ََِٓ ،‬صُْ‪.‬‬
‫(ِ) د‪ .‬ؿبمد جرب االلفي‪ ،‬االتفاقيات كالتشريعات يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُٓ‪.‬‬
‫(ّ) قادر اضبد عبد اغبسيٍت‪ ،‬مشكلة اؼبخدرات كطرؽ معاعبتها يف القانوف اعبنائي الدكيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صُّٔ‪.‬ككذلك د‪ .‬عبد العاؿ الديريب‪،‬‬
‫االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاعبهود الدكلية للوقاية منها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٓٔ‪.‬‬
‫(ْ) د‪ .‬نضاؿ بوعوف‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات يف أعايل البحار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صّّٕ‪.‬‬
‫(ٓ) د‪ .‬عبد العاؿ الديريب‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاعبهود الدكلية للوقاية منها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٓٔ ‪.ٖٔ-‬‬
‫(ٔ) د‪ .‬ؿبمد جرب االلفي‪ ،‬االتفاقيات كالتشريعات يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُٓ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ككفقا لنص اؼبادة (ْ ) من اتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية لعاـ ‪35۱۱‬ـ‪،‬‬
‫( ُ)‬
‫طبقان‬ ‫فإف من كاجب الدكؿ األطراؼ أف تقرر مدل سرياف اختصاصها القضائي على جرائم االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‬

‫ؼببدأ إقليمية النص اعبنائي‪ ،‬كالذم يعٍت سرياف القانوف اعبنائي للدكلة على اعبرائم اليت تقع على إقليمها أك على منت السفينة أك‬

‫الطائرة اليت ترفع علمها كقت ارتكاب اعبريب ة‪ ،‬كما أقرت االتفاقية كيف ذات اؼبادة مبدأ شخصية النص اعبزائي كالذم يعٍت سرياف‬

‫قوانُت الدكلة بشأف جرائم اؼبخدرات كاف كانت اعبريبة كاقعة خارج إقليم الدكلة دبجرد إثبات أف مرتكبها احد مواطنيها كوبمل‬

‫جنسيتها(ِ)‪.‬‬

‫من ىذا اؼبنطلق يری جانب من الفقو القانوين بأف جرائم اؼبخدرات زبضع ؼببدأ االختصاص العاؼبي أك عاؼبية حق العقاب‬

‫كالذم يتمثل يف حق كل دكلة تقبض على أم مرتكب ؽبذه اعبرائم يف معاقبتو كفقا لقوانينها كمن قبل ؿباكمها‪ ،‬دكف النظر عبنسية‬

‫مرتكبها أك مكاف ارتكاب اعبريبة(ّ)‪.‬كيرل جانب أخر من الفقو بأنو إذا ما ثبت بأف ارتكاب جرائم اؼبخدرات كاف بقصد ىالؾ‬

‫فئة معينة أك ؾبتمع معُت‪ ،‬فإنو من اعبائز النظر فيها من قبل احملكمة اعبنائية الدكلية(ْ) الذم اكتفى نظامها األساسي بتوصيف‬

‫االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخ ًٌدرات كاؼبؤثًٌرات العقلية لعاـ ُٖٖٗـ بأف يبارس االختصاص‬
‫(ُ) تنص اؼبادة (ْ) من اتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة ًٌ‬
‫القضائي من قبل"‬
‫"ُ‪ -‬كل طرؼ‪:‬‬
‫(أ) يتخذ ما قد يلزـ من تدابَت لتقرير اختصاصو القضائي يف ؾباؿ اعبرائم اليت يكوف قد قررىا كفقا للفقرة ُ من اؼبادة ّ‪ ،‬عندما‪:‬‬
‫"ُ" ترتكب اعبريبة يف اقليمو‪.‬‬
‫"ِ " ترتكب اعبريبة على منت سفينة ترفع علمو اك طائرة مسجلة دبقتضى قوانينو كقت ارتكاب اعبريبة‪.‬‬
‫(ب) هبوز لو اف يتخذ ما قد يلزـ من تدابَت لتقرير اختصاصو القضائي يف ؾباؿ اعبرائم اليت يقررىا كفقا للفقرة ُ من اؼبادة ّ‪ ،‬عندما‪:‬‬
‫"ُ" يرتكب اعبريبة احد مواطنيو اك شخص يقع ؿبل اقامتو اؼبعتاد يف اقليمو‪.‬‬
‫"ِ " ترتكب اعبريبة على منت سفينة تلقى الطرؼ اذنا بازباذ االجراءات اؼبالئمة بشأهنا ‪....‬‬
‫ِ‪ -‬كل طرؼ‪:‬‬
‫(أ) يتخذ ايضا ما قد يلزـ من تدابَت لتقرير اختصاصو القضائي يف ؾباؿ اعبرائم اليت يقررىا كفقا للفقرة ُ من اؼبادة ّ‪ ،‬عندما يكوف الشخص اؼبنسوب‬
‫اليو ارتكاب اعبريبة موجودا داخل اقليمو كال يسلمو إىل طرؼ اخر على اساس‪:‬‬
‫"ُ " اف اعبريبة ارتكبت يف اقليمو اك على منت سفينة ترفع علمو اك طائرة كانت مسجلة دبقتضى قوانينو كقت ارتكاب اعبريبة‪،‬‬
‫"ِ" اك اف اعبريبة ارتكبها احد مواطنيو‪"...،‬‬
‫(ِ) د‪ .‬ظبَت ؿبمد عبد الغٍت‪ ،‬التعاكف الدكيل البحرم يف عمليات مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ََِٔ ،‬ـ‪ ،‬ص ْٓ‪.‬‬
‫(ّ) د‪ .‬ؿبمد عبد اؼبنعم عبد اػبالق‪ ،‬اعبرائم الدكلية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مصر‪ُٖٗٗ،‬ـ‪ ،‬ص ٖٗ‪.‬‬
‫(ْ) القاضي أنطونيو كاسيزم‪ ،‬القانوف اعبنائي الدكيل‪ ،‬اؼبنشورات اغبقوقية صادر‪ ،‬الطبعة االكيل‪ ،‬لبناف‪َُِٓ ،‬ـ‪ ،‬صْٕٓ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫االعماؿ اجملرمة اػباضعة للنظر من قبل احملكمة بأهنا أشد اعبرائم خطورة‪ ،‬حي ث يبكن أف يدرج ربت إطارىا على ىذا األساس‬

‫جرائم اؼبخدرات بوصفها جريبة منظمة مرتكبها عدكا للجنس البشرم(ُ)‪.‬‬

‫كالرام لدم بأنو على الرغم من عدـ إدراج جرائم اؼبخدرات ضمن اختصاص احملكمة اعبنائية الدكلية(ِ)كفق أحكاـ‬
‫( ّ)‬
‫اال أنو باإلمكاف أف ينعقد االختصاص للمحكمة‬ ‫اؼبادة(ٓ) من نظاـ ركما االساسي للمحكمة اعبنائية الدكلية لعاـ ُٖٗٗـ‬

‫للنظر هبذا النوع من جرائم‪ ،‬إذا ما اقًتف هبا عناصر تعزز من خطورهتا لًتتقي هبا اىل مصايف جرائم االبادة اعبماعية‪ ،‬كيتحقق ذلك‬

‫إذا كاف الدافع من ارتكاب ىذه اعبريبة إىالؾ فئة أك صباعة معينة ىالكان كليان اك جزئيان‪ ،‬كىو ما يتوافق كجوىر تعريف جريبة االبادة‬

‫اعبماعية‪ ،‬اليت تعٍت كفق نص اؼبادة (ِ) من اتفاقية منع جريبة اعبنس البشرم كاؼبعاقبة عليها لعاـ ُْٖٗـ بأهنا "أيان من االفعاؿ‬

‫اؼبرتكبة بقصد التدمَت الكلي أك اعبزئي عبماعة قومية أك إثنية أك عرقية أك دينية بصفتها ىذه ‪ "...‬كحددت من ضمن االفعاؿ اليت‬

‫تعد جريبة ابادة صباعية "إغباؽ أذل(أك ضرر) جسدم أك عقلي خطَت أك جسيم بأعضاء اعبماعة" كقد تضمنت اؼبادة (ٔ) من‬

‫نظاـ ركما االساسي للمحكمة اعبنائية الدكلية نفس اؼبعٌت‪ ،‬حيث نصت باف جريبة االبادة اعبماعية تعٍت "أم فعل من االفعاؿ‬

‫التالية يرتكب بقصد اىالؾ صباعة قومية أك إثنية أك عرقية أك دينية بصفتها ىذه‪ ،‬إىالكان كليان أك جزئيان‪"...‬كمن ىذه االفعاؿ‬

‫""إغباؽ أذل(أك ضرر) جسدم أك عقلي خطَت أك جسيم بأعضاء اعبماعة"‬

‫كبناءن على ما ذكر كلكوف جرائم االذبار الدكيل غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬تعد من اشد اعبرائم خطورة‪ ،‬كىي بالفعل موضع‬

‫اىتماـ اجملتمع الدكيل باسره‪ ،‬كىي من اشد االفعاؿ إذا ما ارتكبت بدافع اغباؽ أذل اك ضرر جسدم ك عقلي خطَت بأعضاء‬

‫اعبماعة‪ ،‬ما يستدعى إمكانية التصدم ؼبرتكيب مثل ىذا النوع من اعبرائم من قبل احملكمة اعبنائية الدكلية‪ ،‬ليس لذاهتا كلكن ؼبا قد‬

‫(ُ) د‪ .‬ركاف ؿبمد الصاحل‪ ،‬اعبريبة الدكلية يف القانوف اعبنائي الدكيل‪ ،‬أطركحة دكتوراة‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة منتورم قسنطينة‪ ،‬اعبزائر‪ََِٗ،‬ـ‪،‬‬
‫صَِّ‪.‬‬
‫(ِ) أثناء مناقشة مشركع نظاـ ركما األساسي إلنشاء احملكمة اعبنائية الدكلية‪ ،‬عرض من بعض اؼبؤسبركف إدراج جرائم اإلرىاب كالتجارة يف اؼبخدرات‪،‬‬
‫ضمن اعبرائم اليت تدخل يف اختصاص احملكمة اال أف االذباه الغالب رفض إدراج مثل ىذه اعبرائم ألسباب متعددة‪ ،‬منها خشية التوسع يف تعداد اعبرائم‬
‫الدكلية فبا قد يشكل عرقلة اختصاص احملكمة اعبنائية الدكلية‪ ،‬كانتهى اؼبؤسبر اىل حل كسط مقتضاه أنو مع التسليم باف التجارة الدكلية غَت اؼبشركعة يف‬
‫اؼبخدرات من اعبرائم اػبطَتة‪ ،‬فانو يبكن إضافة ىذه اعبرائم يف اؼبستقبل اىل اختصاص احملكمة بعد القياـ بدراسة مستفيضة يف ىذا الشأف كعند النظر‬
‫يف تعديل اختصاص احملكمة الحقان‪ .‬راجع د‪ .‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬القانوف الدكيل اعبنائي‪ ،‬أىم اعبرائم الدكلية‪ ،‬احملاكم الدكلية اعبنائية‪ ،‬منشورات‬
‫اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ََُِ ،‬ـ‪ ،‬ص ِّْ‪.ِّٓ-‬‬
‫(ّ) تنص اؼبادة (ٓ ) من نظاـ ركما االساسي للمحكمة اعب نائية الدكلية على أنو "بأف يقتصر اختصاص احملكمة على اشد اعبرائم خطورة كاليت تكوف‬
‫موضع اىتماـ اجملتمع الدكيل بأسره‪ ،‬كأف للمحكمة دبوجب ىذا النظاـ األساسي اختصاص النظر يف اعبرائم التالية ‪ :‬أ‪ -‬جريبة اإلبادة اعبماعية‪ ،‬ب‪-‬‬
‫اعبرائم ضد اإلنسانية ج‪ -‬جرائم اغبرب د‪ -‬جريبة العدكاف"‬

‫‪21‬‬
‫يقًتف هبا من عناصر تعزز خطورهتا االجرامية‪ ،‬كفبا يعزز كجهة النظر ىذه ما قامت بو عبنة القانوف الدكيل عاـ ُْٖٗـ من إدراج‬

‫جرائم االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات ضمن اعبرائم اليت اضفت عليها الصفة الدكلية باعتبارىا احد اعبرائم اؼبرتكبة ضد‬

‫االنسانية(ُ)‪ ،‬كىو ما يتوافق ايضان مع التعريف اؼبوسع ؼبفهوـ اعبريبة الدكلية كاليت تعٍت باهنا كل فعل أك سلوؾ ـبالف لقواعد‬

‫القانوف الدكيل‪ ،‬يتضمن اعتداء على القيم كاؼبصاحل الدكلية يرتكبو أشخاص طبيعيوف ‪ ،‬أك ؾبموعة أشخاص سواء غبساهبم اػباص‬

‫أك ؼبصلحة دكلة أك ؼبصلحة ؾبموعة من الدكؿ‪ ،‬أك كانت بتحريض أك مساعدة منها‪ ،‬حبيث يبثل اعتداء كانتهاكا للمصلحة الدكلية‬

‫أك ؼبصلحة صباعة عرقية أك دينية اليت يقر القانوف الدكيل حبمايتها كيقرر جزاءات عقابية ؼبنتهكيها(ِ)‪.‬‬

‫كؼبا كانت أغلب اؼبواد اؼبخدرة كاؼبؤثرة عقليان يتم هتريبها عن طريق كسائل النقل الدكيل البحرم‪ ،‬تبنت االتفاقيات الدكلية‬

‫البحرية دكران يف مكافحة جرائم اؼبخدرات‪ ،‬من أبرزىا اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار لعاـ ‪35۱۱‬ـ‪ ،‬إذ تعد ىذه االتفاقية‬

‫دبثابة اإلطار القانوين لعمليات التصدم لإلذبار غَت اؼبشركع الذم يتخذ من البحر سبيالن ؽبا‪ ،‬كألزمت االتفاقية دبوجب نص اؼبادة‬

‫(َُٖ ) الفقرة األكىل منها الدكؿ كافة أف تتعاكف يف قمع اإلذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬كاليت تتم بواسطة السفن يف أعايل‬

‫البحار كيف الفقرة الثانية من ذات اؼبادة أعطت اغبق ألية دكلة لديها أسباب معقولة أف تطلب التعاكف من قبل الدكؿ األخرل‬

‫لغرض ضبط سفينة ترفع علمها يشتبو بصلتها باإلذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات(ّ)‪.‬‬

‫ككفق تقرير اؽبيئة الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات لعاـ َُِٕـ فقد أصبح ما يربو عن ٓٗ٘ من الدكؿ األعضاء يف األمم اؼبتحدة‬

‫أطرافان يف االتفاقيات الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات(ْ) ‪ ،‬كهبذا سبثل االتفاقيات استجابة متناسبة كؿبط اتفاؽ عاؼبي ؼبواجهة اؼبشاكل‬

‫العاؼبية الناذبة عن تعاطي اؼبخدرات كاإلذبار هبا غَت اؼبشركعُت‪ ،‬كإطاران قانونيان للمراقبة الدكلية للمخدرات وبظى باتفاؽ عاؼبي‪،‬‬

‫بغية بلوغ األىداؼ الرئيسة للنظاـ الدكيل ؼبراقبة اؼبخدرات كاؼبتمثلة بتوافر اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية عاؼبيان كعلى كبو مراقب‬

‫(ُ) د‪ .‬ركاف ؿبمد الصاحل‪ ،‬اعبريبة الدكلية يف القانوف الدكيل اعبنائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬
‫(ِ) د‪ .‬ركاف ؿبمد الصاحل‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬صَٕ‪.‬‬
‫(ّ) اؼبادة (َُٖ) من اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار لسنة ُِٖٗـ‪.‬‬
‫(ْ) تقرير اؽبيئة الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات لعاـ َُِٕـ‪ ،‬إصدارات االمم اؼبتحدة‪ ،‬فينا‪َُِٖ ،‬ـ ‪،‬صُٖ‪ .‬موقع اؽبيئة)‪ (www.incb.org‬زيارة‬
‫اؼبوقع ِٕ‪ََِِ/ّ/‬ـ كمتاح على الرابط التايل‪-:‬‬
‫‪https://www.incb.org/documents/Publications/AnnualReports/AR2017/Annual_Report/A_201‬‬
‫‪7_AR_ebook.pdf‬‬

‫‪22‬‬
‫لألغراض الطبية كالعلمية فقط‪ ،‬كمنع تعاطي اؼبخدرات كاإلذبار هبا كسائر أشكاؿ اعبرائم اؼبتصلة باؼبخدرات‪ ،‬كازباذ تدابَت‬
‫‪.‬‬
‫تصحيحية فعالة عندما ال تنجح جهود اؼبنع قباحان تامان‬

‫كلبلص فبا سبق اىل أف الرقابة الدكلية على اؼبخدرات‪ ،‬كضعت قواعدىا القانونية الدكلية كركائزىا األساسية ثالث اتفاقيات‬

‫دكلية كىي كل من االتفاقية اؼبوحدة لعاـ ُُٔٗـ‪ ،‬بصيغتها اؼبعدلة دبوجب بركتوكوؿ عاـ ُِٕٗـ‪ ،‬كاتفاقية اؼبؤثرات العقلية لعاـ‬

‫ُُٕٗـ‪ ،‬كاتفاقية عاـ ُٖٖٗ ـ‪ ،‬كتكمن أنبية اتفاقيات اؼبخدرات ىذه يف أهنا حددت االطار القانوين االساسي كااللتزامات‬

‫كاألدكات كىيئات الرقابة الدكلية كتشكيل النظاـ الدكيل ؼبراقبة اؼبخدرات(ُ) فبثالن بالتايل‪-:‬‬

‫أكالن ‪ -:‬عبنة األمم اؼبتحدة ؼبكافحة اؼبخدرات (‪ : ) UNCND‬ىي اؽبيئة الرئيسية للنظاـ الدكيل ؼبراقبة اؼبخدرات‪ ،‬كىي‬

‫عبنة حكومية دكلية تتبع اجمللس االقتصادم كاالجتماعي‪ ،‬كتظم ثالثة كطبسوف عضوان‪ ،‬كتتكوف من فبثلي الدكؿ ك تتوىل تقرير‬

‫السياسات اؼبتعلقة بالرقابة على اؼبخدرات ك تطبيق االتفاقيات الدكلية‪.‬‬

‫ثانيان ‪-:‬اؽبيئة الدكلية للرقابة على اؼبخدرات(‪:) INCB‬ك ىي ىيئة شبو قضائية مستقلة تتوىل تنفيذ االتفاقيات الدكلية‬

‫للرقابة على اؼبخدرات ك الرقابة على التجارة اؼبشركعة باؼبخدرات ك اؼبؤثرات العقلية‪.‬‬

‫ثالثان‪ -:‬مكتب األمم اؼبتحدة ؼبكافحة اؼبخدرات ك منع اعبريبة)‪: (UNODC‬ك يتوىل تنسيق اعبهود الدكلية ؼبكافحة‬

‫اؼبخدرات ك اؼبؤثرات العقلية ك رفع قدرات األجهزة الوطنية بالدكؿ ؼبكافحة اؼبخدرات ك اعبريبة‪.‬‬

‫يف ختاـ اؼببحث كبعد أف مت توضيح معامل التنظيم الدكيل عبرائم اؼبخدرات كفق أحكاـ االتفاقيات الدكلية‪ ،‬سيتم يف اؼببحث‬

‫التايل دراسة التنظيم التشريعي ؼبكافحة جرائم اؼبخدرات يف اطار جامعة الدكؿ العربية كالتشريع اليمٍت‪.‬‬

‫املبحث الثاين‬

‫ِ‬
‫جامعة الدُّول العربيَّة والقانون اليمين‬ ‫النظام التشريعي جلرائم املخدرات يف إطار‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Miguel Antonio Núñez Valadez*, Drug use and the right to health: An analysis of‬‬
‫–‪international law and the Mexican case, Mexican Law Review, Volume 6, Issue 2, January‬‬
‫‪June 2014, Pages 201-224,pp205‬‬

‫‪23‬‬
‫جامعة الدكؿ العربية من اؼبنظمات الدكلية االقليمية اليت كاف ؽبا دكران بارزان يف مكافحة جرائم اؼبخدرات‪ ،‬سو ناء بتنظيم كتقنُت‬

‫التعامل اؼبشركع مع اؼبخدرات كفق ما حوتو االتفاقيات الدكلية اؼبعنية‪ ،‬أـ بإنشاء القواعد القانونية اجملرمة للتعامل غَت اؼبشركع‪،‬‬

‫فصدر عن اعبامعة القانوف العريب ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬كمن قبلو أنشئ اؼبكتب العريب للمخدرات‪ ،‬ككانت الدكؿ العربية ‪-‬كمنها‬

‫اعبمهورية اليمنية دكف شك‪ -‬من أكائل الدكؿ السباقة يف االنضماـ اىل االتفاقيات الدكلية اؼبعنية دبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬كموائمة ما‬

‫حوهتا من قواعد قانونية دكلية يف تشريعاهتا الوطنية‪ ،‬من ىذا اؼبنطلق ستكوف دراستنا ؽبذا اؼببحث يف مطلبُت على النحو التايل ‪-:‬‬

‫اؼبطلب االكؿ‪ -:‬النظاـ العريب ؼبكافحة جرائم اؼبخدرات‪.‬‬

‫اؼبطلب الثاين‪ -:‬التنظيم التشريعي عبرائم اؼبخدرات يف القانوف اليمٍت‪.‬‬

‫املطلب األول‬

‫النظام العريب ملكافحة جرائم املخدرات‪.‬‬

‫أنشئ على الصعيد العريب(‪ )1‬مكتب دائم لشؤكف اؼبخدرات‪ -‬دبوجب اتفاؽ اإلسكندرية لعاـ َُٓٗـ‪ -‬يتبع األمانة العامة‬

‫عبامعة الدكؿ العربية‪ ،‬يرتكز ع ملو يف تأمُت كتنمية التعاكف بُت الدكؿ األعضاء ؼبكافحة جرائم اؼبخدرات‪ ،‬يف حدكد القوانُت‬
‫( ِ)‬
‫كاألنظمة اؼبعموؿ هبا يف كل دكلة عضو‪ ،‬ك تقدًن اؼبعونة كاؼبساعدة اليت تطلبها الدكؿ األعضاء يف مكافحة جرائم اؼبخدرات‬

‫كحث الدكؿ االعضاء على إنشاء أجهزة متخصصة ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬كمراقبة التدابَت اؼبتخذة‪ ،‬كإعداد القائمة العربية السوداء‬
‫ا( ّ)‪.‬‬
‫اؼبوحدة لتجار كمهريب اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية على اؼبستول العريب كتوزيعو‬

‫(ُ)‪ .‬عرفت الدكؿ العربية يف اؼباضي العديد من أشكاؿ اإلجراـ اؼبنظم سبثل يف عصابات هتريب اؼبخدرات اليت كانت تقوـ بنقلها من أماكن ذبميعها يف‬
‫لبناف‪ ،‬حيث تبدأ رحلتها الربية ؿبملة باألفيوف الًتكي كاغبشيش اللبناين‪ ،‬ـبًتقة سوريا كاألردف كفلسطُت احملتلة إىل صحراء سيناء‪ ،‬حيث يتم زبزين‬
‫اؼبخدرات سبهيدا لتسليمو للمشًتين من كبار ذبار اؼبخدرات‪ ،‬كاألمر الذم ال شك فيو يف الوقت اغباضر ىو كجود عصابات للجريبة اؼبنظمة يف مناطق‬
‫إنتاج اؼبخدرات أما الدكؿ العربية اليت ال يوجد فيها إنت اج للمخدرات فعصابات االذبار باؼبخدرات على صلة كطيدة بعصابات اإلجراـ اؼبنظم اليت تتوىل‬
‫إنتاج كهتريب العقاقَت اؼبخدرة‪ .‬راجع د‪ .‬ؿبمد فتحي عيد‪ ،‬اؼبخدرات كاعبريبة اؼبنظمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صِّٔ‪.‬‬
‫(ِ) يسمينة ظريف‪ ،‬اآلليات القانونية ؼبكافحة جريبة اؼبخدرات على ضوء القانوف الوطٍت كاؼبواثيق الدكلية‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة بن‬
‫مهيدم‪ ،‬اعبزائر‪َُِٖ ،‬ـ‪ ،‬ص ِٖ‪.‬‬
‫(ّ)‬
‫د‪ .‬فوزية حاج شريف‪ ،‬مكافحة اإلذبار الدكيل غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬أطركحة دكتوراة‪ ،‬كلية اغبقوؽ كالعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫عبد اغبميد بن باديس‪ ،‬اعبزائر‪َُِٗ ،‬ـ‪،‬صِٓٗ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫كقد ساىم اؼبكتب العريب لشؤكف اؼبخدرات يف إعداد القانوف العريب اؼبوحد النموذجي للمخدرات ُٖٔٗـ‪ ،‬كاالسًتاتيجية‬

‫العربية ؼبكافحة االستعماؿ غَت اؼبشركع للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية خبططها اؼبرحلية ُٖٔٗـ‪ ،‬كاالتفاقية العربية ؼبكافحة اإلذبار‬

‫غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية ُْٗٗـ‪.‬‬

‫كيعد صدكر القانوف العريب النموذجي اؼبوحد ؼبكافحة اؼبخدرات كثمرة جهود متو ً‬
‫اصلة‪ ،‬بذلتها جامعة الدكؿ العربية منذ‬

‫كل دكلة عربية ؼبكافحة إنتاج كهتريب اؼبو ًٌاد‬ ‫تأسيس اؼبكتب العريب لشؤكف اؼبخدرات‪ ،‬هبدؼ تنظيم اإلجراءات اليت تت ً‬
‫َّخذىا ُّ‬

‫اؼبخ ًٌدرة‪ ،‬كقد تيػ ًٌوجت ىذه اعبهود بالتصديق على ىذا القانوف‪ ،‬بعد اعتماده من قبل ؾبلس كزراء الداخلية العرب بدكر انعقاده‬

‫الرابع يف الدار البيضاء‪ ،‬بقراره رقم (ٔٓ) الصادر بتاريخ ٓ‪ُٖٗٔ/ِ/‬ـ‪ ،‬ليكوف دليالن للدُّكؿ العربية عند صياغة قوانينها اػباصة‬

‫دبكافحة اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية(ُ)كما مت إقرار االسًتاتيجية العربية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪،‬‬

‫اليت اعتمدىا اجمللس بدكر انعقاده اػبامس يف تونس‪ ،‬بقراره رقم (ِٕ) الصادر بتاريخ ِ‪ُٖٗٔ/ُِ/‬ـ‪ ،‬كهتدؼ إىل ربقيق أكرب‬

‫قدر من التعاكف العريب يف نطاؽ مكافحة اؼبخدرات جبميع أنواعها‪ ،‬كفق خطط مرحلية ربدد آليات تنفيذ االسًتاتيجية(ِ)‪.‬‬

‫إف ابرز القيود اليت نظمتها االسًتاتيجية العربية ؼبكافحة اؼبخدرات سبثلت بفرض رقابة مشددة على مصادر اؼبواد اؼبخدرة‬

‫كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬لتحقيق التوازف بُت عرضها كطلبها اؼبشركعُت‪ ،‬كاإلقالؿ إىل أدىن حد فبكن من عرضها كطلبها غَت اؼبشركعُت‪،‬‬

‫(ُ)‬
‫يتكوف القانوف العريب النموذجي اؼبوحد للمخدرات من تسعة فصوؿ‪:‬‬ ‫َّ‬
‫يف باأللفاظ كالعبارات كاؼبصطلحات اليت كردت يف القانوف حىت ال تكوف ؾباالن لالجتهاد يف التفسَت‪ ،‬كيضع الفصل الثاين‬ ‫يتضمن الفصل األكؿ التعر ى‬
‫‪َّ -‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صدر من كزير الصحة ؼبدة سنة قابلة‬‫صبيعا إال بًناء على ترخيص كتايب يى ي‬
‫اعد كضوابط استَتاد كتصدير كن ٍقل اؼبواد اؼبخ ٌدرة كاؼبؤثٌرات العقليَّة‪ ،‬فيىحظيرىا ن‬
‫قو ى‬
‫ختصاصها‬
‫ي‬ ‫الدكلة كاؼبعاىد العلميَّة كمراكز البحث كما يف يحكٍمها من مديرم معامل التحليل كمصانع األدكية اليت يستدعي ا‬ ‫للتَّجديد ؼبؤسسات َّ‬
‫االذبار يف اؼبواد اؼبخدرة كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬كشركط منٍح الًتخيص لذلك‪ ،‬كخصص الفصل الرابع‬ ‫ط ًٌ‬ ‫الفصل الثالث ضواب ى‬
‫ي‬ ‫استعماؿ اؼبخدرات‪ ،‬كحدَّد‬
‫ى‬
‫داكؽبا‪ ،‬أما‬
‫لص ٍرؼ اؼبواد اؼبخدرة كربديد مقاديرىا كأماكن تى ي‬
‫اؼبرخص ؽبم بتحرير الوصفات الطبية؛ ى‬‫للبيانات كالشركط الواجب توافيرىا يف األطباء كالصيادلة َّ‬
‫صنٍع اؼبستحضرات الطبية اليت ربتوم على مواد ـب ًٌدرة أك مؤثرات عقلية‪ ،‬ككضع الفصل السادس شركط زراعة‬ ‫ً‬
‫الفصل اػبامس‪ ،‬فييح ٌدد شرك ىط كضوابط ي‬
‫النباتات اؼبنتجة للمواد اؼبخدرة كشركط استَتادىا كتصديرىا؛ حىت يقتصر ذلك على األغراض الطبية كالعلمية‪ ،‬كبالقيود اؼبنصوص عليها يف القانوف‪،‬‬
‫اؼبقررة على ـبالفة ىذا‬
‫كيتضمن الفصل الثامن التدابَت كالعقوبات َّ‬
‫َّ‬ ‫السابع كيفية تسجيل كتفتيش كمراقبة اؼبواد اؼبخدرة كاؼبؤثرات العقلية‪،‬‬ ‫كيي ًٌبُت الفصل َّ‬
‫القانوف‪ ،‬سواء بالنسبة عبرائم اإلنتاج أـ االستَتاد أـ ا لتصدير‪ ،‬أـ عبرائم االذبار باؼبخدرات كإعداد أماكن لتعاطيها أك تقديبها‪ ،‬أك عبرائم حيازة كإحراز‬
‫كشراء اؼبخدرات بغَت قصد االذبار أك التعاطي أك االستعماؿ الشَّخصي‪ ،‬أك عبرائم زراعة كصناعة كحيازة اؼبخدرات بقصد التعاطي أك االستعماؿ‬
‫اؼبوحد عقوبة اؼبصادرة للمواد اؼبخدرة‪ ،‬كللثركات الناذبة عن االذبار فيها‪ ،‬كاعترب جرائم اؼبخدرات ً‬
‫موجبة لتسليم‬ ‫الشخصي‪ ،‬كقد استحدث القانوف العريب َّ‬
‫ى‬
‫الدكلة‪.‬‬
‫مرتكبيها إذا ىربوا خارج إقليم َّ‬
‫(ِ)‬
‫د‪ .‬السعيد عمراكم‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كسبل مكافحتو‪ ،‬أطركحة دكتوراة‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،‬اعبزائر‪َُِٕ ،‬ـ‪،‬‬
‫صِّْ ‪.‬ككذلك يسمينة ظريف‪ ،‬اآلليات القانونية ؼبكافحة جريبة اؼبخدرات على ضوء القانوف الوطٍت كاؼبواثيق الدكلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫كالعمل على إلغاء الزراعات غَت اؼبشركعة للنباتات اؼبنتجة للمواد اؼبخدرة كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬كاحالؿ زراعات بديلة ؽبا من خالؿ‬

‫خطة تنموية شاملة ؼبناطق زراعتها‪.‬‬

‫كنظمت االسًتاتيجية آلية مكافحة جرائم اؼبخدرات‪ ،‬حيث اتفق كاضعوىا على أف تتشكل يف كل دكلة عربية عبنة يطلق‬

‫عليها "اللجنة الوطنية ؼبكافحة االستعماؿ غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية"‪ ،‬ربول شخصيات مشهود ؽبا باػبربة‬

‫كالكفائة‪ ،‬كتتوىل مهاـ كضع اػبطط كالربامج‪ ،‬كرسم السياسات يف كل ما يتعلق دبراقبة اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬كمكافحة‬

‫استعماؽبا غَت اؼبشركع‪ ،‬كعلى أف تينش ئ يف كل دكلة عربية إدارة متخصصة يف قضايا مراقبة اؼبخدرات كمكافحة استعماؽبا غَت‬

‫اؼبشركع‪ ،‬كتكوف على اتصاؿ مباشر باإلدارات اؼبماثلة ؽبا يف الدكؿ العربية‪ ،‬كاؼبكتب اؼبتخصص بشؤكف اؼبخدرات يف االمانة العامة‬

‫جمللس كزراء الداخلية العرب‪ ،‬كاؼبنظمات الدكلية اؼبعنية(ُ)‪.‬‬

‫كيف اطار مواصلة الدكؿ العربية جهودىا اؼببذكلة يف سبيل مكافحة االذبار غَت اؼبشركع للمخدرات‪ ،‬أيبرمت االتفاقية العربية‬

‫ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية لسنة ُْٗٗـ(ِ)‪ ،‬هبدؼ تعزيز التعاكف العريب للتصدم ؼبشكلة‬

‫اؼبخدرات يف كافة جوانبها‪ ،‬كإحكاـ تفعيل اعبهود العربية اؼبنسقة مع اعبهود الدكلية يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات كاؼبؤثرات‬

‫العقلية(ّ)‪ ،‬كطبقان لديباجة ىذه االتفاقية أف الدكؿ العربية أدركت أف القضاء على االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪،‬‬

‫ىو كسيلة صباعية دكلية مشًتكة البد من النهوض هبا‪ ،‬عن طريق ازباذ اجراءات منسقة يف اطار من التعاكف العريب كاالقليمي‬

‫كالدكيل‪ ،‬من خالؿ تعزيز كاستكماؿ التدابَت اؼبنصوص عليها يف االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ُُٔٗـ‪ ،‬كيف تلك االتفاقية‬

‫بصيغتها اؼبعدلة بربكتوكوؿ سنة ُِٕٗـ اؼبعدؿ لالتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ُُٔٗـ‪ ،‬كاتفاقية اؼبؤثرات العقلية لسنة‬

‫ُُٕٗ ـ‪ ،‬كاتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية لسنة ُٖٖٗـ‪ ،‬كاتفاقية الرياض العربية‬

‫للتعاكف القضائي‪ ،‬كاالتفاقيات العربية الثنائية كمتعددة األطراؼ ؼبقاكمة ما لإلذبار غَت اؼبشركع من نتائج خطَتة‪.‬‬

‫(ُ) د‪ .‬فوزية حاج شريف‪ ،‬مكافحة اإلذبار الدكيل غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صُْٓ‪.‬‬
‫(ِ) دخلت االتفاقية العربية حيز النفاذ يف َّ يونيو عاـ ُٔٗٗـ‪.‬‬
‫(ّ) كافق ؾبلس كزراء الداخلية العرب على ىذه االتفاقية‪ ،‬كدعا الدكؿ األعضاء إىل التصديق عليها كفقا للقواعد الدستورية اؼبعتمدة باعبامعة العربية‪،‬‬
‫كذلك دبوجب قرار اجمللس رقم ُِٓ الصادر يف ٓ يناير ُْٗٗـ يف دكرتو اغبادية عشر‪ ،‬كدخلت ىذه االتفاقية حيز النفاذ يف َّ يونيو عاـ‬
‫ُٔٗٗ ـ‪ .‬راجع يوسف اػبالدم كأخركف‪ ،‬تقرير التطبيقات عن " االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬كغسل األمواؿ " مرجع سابق‪،‬‬
‫صُٖ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫كقد انطوت ىذه االتفاقية على ربديد اعبرائم كالعقوبات اػباصة باؼبخدرات‪ ،‬كاألنشطة اإلجرامية الدكلية اؼبنظمة اؼبتصلة هبا‪،‬‬

‫كاؼبسائل اؼبتعلقة بتبادؿ تسليم اجملرمُت اؼبتورطُت يف قضايا االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬كالتعاكف القانوين كالقضائي اؼبتبادؿ بُت‬

‫الدكؿ اطراؼ االتفاقية كالدعول لتوحيد قانوف اؼبكافحة كاؼبساعدة القانونية اؼبتبادلة(ُ)‪.‬‬

‫كيبكن القوؿ كحبق أف ىذه االتفاقية قد ًصيغت أحكامها بطريقة تكاد ذبعلها مطابقة التفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة االذبار‬

‫غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية لعاـ ُٖٖٗ ـ‪ ،‬عدل أهنا ال ربتوم على أحكاـ الرصد كمراقبة كضبط السالئف‬

‫كالكيماكيات اؼبستخدمة يف التصنيع غَت اؼبشركع للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية(ِ)‪.‬‬

‫كتتمثل األجهزة العربية ؼبكافحة اؼبخدرات يف ثالثة أجهزة نوجزىا يف االيت‪-:‬‬

‫اكالن‪ -:‬ؾبلس كزراء الداخلية العرب كالذم يعمل ربت مظلة جامعة الدكؿ العربية كمن أىم إقبازاتو إصدار القانوف العريب‬

‫اؼبوحد النموذجي ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬كإقرار االسًتاتيجية العربية ؼبكافحة االستعماؿ غَت اؼبشركع للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪،‬‬

‫كاصدار القانوف العريب ؼبكافحة غسيل األمواؿ كالقانوف العريب النموذجي ؼبكافحة جرائم اؼبخدرات اؼبرتكبة بواسطة اإلنًتنت(ّ)‪.‬‬

‫ثانيان‪ -:‬اؼبكتب العريب لشئوف اؼبخدرات حيث يتوىل تنسيق اعبهود العربية يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات يف إطار االتفاقية‬

‫العربية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية لسنة ُْٗٗـ‪.‬‬

‫ثالثان‪ -:‬اؼبؤسبر العريب لرؤساء أجهزة مكافحة اؼبخدرات كؾبموعاتو الفرعية‪ ،‬كيعقد ىذا اؼبؤسبر اجتماعان سنويان يناقش مشكلة‬

‫اؼبخدرات يف الدكؿ العربية‪ ،‬كسبل التصدم الفعاؿ ؽبا‪ ،‬كتتفرع عنو ثالث ؾبموعات عمل فرعية‪ ،‬تضم كل ؾبموعة عدد من الدكؿ‬

‫العربية اؼبتجاكرة جغرافيان‪ ،‬كاليت تتشابو مشكلة اؼبخدرات لديها ؼبناقشتها ككضع اغبلوؿ الفاعلة ؼبواجهتها (ْ)‪.‬‬

‫أما فيما ىبص آليات اؼبكافحة اليت يبكن أف تستشف من خالؿ اؼبعلومات كالبيانات اليت مت ربليلها‪ ،‬فيالحظ أف كل الدكؿ‬

‫اؼبشاركة يف ىذا اؼبشركع لديها إدارة زبتص دبكافحة اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية كاالذبار هبا‪ ،‬ىي يف أغلب اغباالت إدارة ضمن‬

‫أجهزة األمن التابعة لوزارة الداخلية‪ ،‬كبطبيعة اغباؿ فاف انشاء ىذه األجهزة اؼبتخصصة‪ ،‬امبا يرجع إىل خطورة جريبة االذبار غَت‬

‫(ُ) اؼبواد (ِكٔكٕ) من االتفاقية العربية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية لعاـ ُْٗٗـ‪.‬‬
‫(ِ) د‪ .‬عبد العاؿ الديريب‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاعبهود الدكلية للوقاية منها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صّٕ‪.‬‬
‫(ّ) د‪ .‬السعيد عمراكم‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كسبل مكافحتو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صِْٓ‪.‬‬
‫(ْ) راجع يوسف اػبالدم كأخركف‪ ،‬تقرير التطبيقات عن " االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬كغسل األمواؿ "مرجع سابق‪،‬صُٖ‪.ُٗ-‬‬

‫‪27‬‬
‫اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية كاغبجم اؽبائل لألمواؿ كالشبكات اليت تسخر الرتكاهبا‪ ،‬فبا يتطلب كادران يتناسب مع ىذه‬

‫اػبطورة كمتخصصان يف عمليات اؼبالحقة كالضبط ‪ ،‬فبا يستوجب تزكيد ىذه اعبهات باإلمكانيات كالتدريب اؼبناسب كفق آليات‬

‫التعاكف الدكيل‪.‬‬

‫لبلص فبا سبق اىل أف األنبية العملية من صياغة االتفاقيات الدكلية اؼبعنية دبكافحة االذبار غَت اؼبشركع للمخدرات‪ ،‬كإنشاء‬

‫اجهزة اؼبكافحة أك اؼبراقبة‪ ،‬إمبا كاف بدافع ازباذ الًتت يبات الالزمة على الصعيدين الدكيل كالوطٍت‪ ،‬لتنسيق التدابَت الوقائية‪ ،‬كالقمعية‬

‫الرامية إىل مكافحة االذبار غَت اؼبشركع‪ ،‬كذلك من خالؿ تعيُت جهاز حكومي مناسب لتويل مسؤكلية ذلك التنسيق‪ ،‬ك تبادؿ‬

‫اؼبساعدة الالزمة ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬كإقامة التعاكف الوثيق بُت الدكؿ كاؼبنظمات الدكلية اؼبختصة‪ ،‬ؼبواصلة‬

‫اؼبكافحة اؼبنسقة لإلذبار غَت اؼبشركع‪ ،‬باإلضافة إىل ازباذ التدابَت الكفيلة لفرض العقوبات اؼبناسبة على اعبرائم اػبطَتة‪ ،‬السيما‬

‫عقوبة اغببس أك غَتىا من العقوبات السالبة للحرية‪.‬‬

‫ىذا كبعد أف مت توضيح أبرز جهود جامعة الدكؿ العربية يف سبيل مكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬سو ناء عرب‬

‫ارتباطها بغَتىا من اؼبنظمات الدكلية كاالقليمية‪ ،‬أـ عرب ارتباطها بالدكؿ االعضاء فيها‪ ،‬كما أشبرتو تلك اعبهود بإنشاء اؼبكتب‬

‫العريب لشؤكف اؼبخدرات ككضع اسًتاتيجية اؼبكافحة كإقرارا االتفاقية العربية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات‬

‫العقلية لعاـ ُْٗٗ ـ‪ ،‬حرم بنا أف نفرد مطلب مستقل لدراسة الوضع التشريعي اؼبتعلق دبكافحة جرائم اؼبخدرات يف اعبمهورية‬

‫اليمنية كىو ما سنتطرؽ اليو يف اؼبطلب التايل‪.‬‬

‫املطلب الثاين‬

‫التنظيم التشريعي جلرائم املخدرات يف القانون اليمين‪.‬‬

‫بلغت كميات اؼبخدرات اؼبضبوطة من قبل أجهزة اؼبكافحة الوطنية اربعوف طن كشبامبائة كأربعة كتسعوف كيلو جراـ خالؿ عاـ‬
‫( ُ)‬
‫ككرد يف تقرير اؽبيئة الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات لعاـ َُِٕـ بانو "كفقان للمعلومات احملدكدة جدان اؼبتاحة خبصوص‬ ‫َُِٖـ‬

‫(ُ)‬
‫ؼبزيد من االطالع راجع د‪ .‬صبيل عبد هللا القايفي كاخركف‪ ،‬الدليل االجرائي لإلدارة العامة ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬اصدارات االدارة العامة ؼبكافحة‬
‫اؼبخدرات‪ ،‬كزارة الداخلية‪ ،‬اعبمهورية اليمنية‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صٓ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫يتبُت أف االذبار باؼبخدرات يف ذلك البلد آخذ يف التصاعد من جراء استمرار النزاع‬
‫التطورات ذات الصلة باؼبخدرات يف اليمن‪ ،‬ه‬
‫الناشب ىناؾ"(ُ)‪.‬‬

‫كتعد اعبمهورية اليمنية من الدكؿ اليت كاف ؽبا باع طويل يف مكافحة جرائم اؼبخدرات‪ ،‬كىي من الدكؿ االعضاء يف االتفاقية‬

‫الدكلية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية لعاـ ُٖٖٗـ(ِ)‪ ،‬كعلى اؼبستول اإلقليمي فقد شاركت اعبمهورية‬

‫اليمنية يف اعداد االتفاقية العربية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية لسنة ُْٗٗـ‪ ،‬كعملت اعبمهورية‬

‫اليمنية على موائمة تشريعاهتا الوطنية مع االتفاقيات الدكلية اؼبعنية دبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات‪ ،‬حيث صدر القانوف‬

‫رقم (ّ) لسنة ُّٗٗـ بشأف مكافحة اإلذبار كاالستعما ؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬كتشريع كطٍت خاص‬

‫يتناسب مع القواعد القانونية للعدالة اعبنائية الدكلية كاؼبعنية دبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات(ّ)‪.‬‬

‫كتعرؼ اؼبواد اؼبخدرة من كجهة نظر اؼبشرع اليمٍت بأهنا كل مادة طبيعية أك تركيبة من اؼبواد اؼبدرجة يف اعبداكؿ اؼبلحقة‬

‫بالقانوف رقم (ّ ) بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية لسنة ُّٗٗـ ‪ ،‬السيما اعبداكؿ‬

‫ذات األرقاـ (ُ‪ ،)ْ()ٓ،ّ،‬كتصنف اؼبخدرات كفق أحكاـ القانوف اليمٍت إىل نوعُت رئيسُت نبا‪:‬‬

‫(ُ) تقرير اؽبيئة الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات لعاـ َُِٕـ‪ ،‬إصدارات االمم اؼبتحدة‪ ،‬فينا‪َُِٖ ،‬ـ ‪،‬صٓٗ‪ .‬موقع اؽبيئة)‪ (www.incb.org‬زيارة‬
‫اؼبوقع ِٕ‪ََِِ/ّ/‬ـ كمتاح على الرابط التايل‪-:‬‬
‫‪https://www.incb.org/documents/Publications/AnnualReports/AR2017/Annual_Report/A_2‬‬
‫‪017_AR_ebook.pdf‬‬

‫(ِ) عمالن بقرار اجمللس االقتصادم كاالجتماعي رقم ُٖٖٗ‪ ٖ/‬اؼبؤرخ ِٓ أيار‪ /‬مايو ُٖٖٗ ـ دعا االمُت العاـ لألمم اؼبتحدة إىل مؤسبر دكيل ؼبناقشة‬
‫الوثيقة اػبتامية ؼبؤسبر األمم اؼبتحدة العتماد اتفاقية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬كقد حضر ىذا اؼبؤسبر َُٔ دكلة ‪-‬من‬
‫ضمنها اليمن‪ -‬كقد اعتمد اؼبؤسبر االتفاقية يف كانوف االكؿ‪ /‬ديسمرب ُٖٖٗ ـ‪ ،‬راجع اتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات‬
‫كاؼبؤثرات العقلية ُٖٖٗـ‪ ،‬اؼبوقع اإللكًتكين ؼبنشورات األمم اؼبتحدة‪ ،‬صُ‪ ،ٗ-‬تاريخ الزيارة ُٕ‪ََِِ/ّ/‬ـ‪ ،‬كاؼبتاح على الرابط التايل‪-:‬‬
‫‪https://www.unodc.org/pdf/convention_1988_ar.pdf‬‬
‫(ّ) تنص اؼبادة (ْ) من االتفاقية الوحيدة للمخدرات لعاـ ُُٔٗ ـ اؼبعدلة بربكتوكوؿ ُِٕٗـ على أنو "تتخذ الدكؿ األطراؼ التدابَت التشريعية‬
‫كاإلدارية الالزمة ؼبا يلي‪:‬‬
‫(أ) إلنفاذ كتنفيذ أحكاـ ىذه االتفاقية‪ ،‬كل يف إقليمها‪.‬‬
‫(ب) للتعاكف مع الدكؿ األخرل على تنفيذ أحكاـ ىذه االتفاقية‪.‬‬
‫(ج) لقصر إنتاج اؼبخدرات كصنعها كتصديرىا كاستَتادىا كتوزيعها كاالذبار بها كاستعماؽبا كحيازتها‪ ،‬على األغراض الطبية كالعلمية دكف سواىا‪ ،‬رىنا‬
‫دبراعاة أحكاـ ىذه االتفاقية"‬
‫(ْ) اعبداكؿ‪ :‬ىي القوائم اؼبرفقة بالقانوف كاؼبتفقو مع اعبداكؿ الدكلية‪ ،‬كتعد جزءا ال يتجزأ من ىذا القانوف‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫أ – اؼبخدرات الطبيعية كمشتقاهتا‪ -:‬كتشمل صبيع أنواع النباتات اليت يبكن اغبصوؿ منها على اؼبادة اؼبخدرة مثل نبات‬

‫اػبشخاش ( األفيوف كمشتقاتو) كاؼبورفُت كاؽبَتكين كالكوديُت كاغبشيش كنبات الكوكايُت‪.‬‬

‫ب‪ -‬اؼبخدرات الصناعية كمشتقاهتا‪ -:‬تشمل اؼبهدئات كاؼبنشطات كاؼبنومات كعقاقَت أك حبوب اؽبلوسة‪.‬‬

‫كقد جرـ اؼبشرع اليمٍت ـبتلف أمباط السلوؾ غَت اؼبشركع اؼبرتبط باؼبخدرات‪ ،‬كقضى حبضر جلب اؼبواد اؼبخدرة كاؼبؤثرات‬

‫العقلية كاستَتادىا‪ ،‬أك تصديرىا‪ ،‬استخراجها‪ ،‬فصلها‪ ،‬إنتاجها‪ ،‬زراعتها‪ ،‬حيازهتا‪ ،‬إحرازىا‪ ،‬تعاطيها كغَت ذلك من السلوؾ‬

‫كالتصرفات األخرل اؼبتعلقة باؼبخدرات‪ ،‬اال يف االحواؿ اؼبنصوص عليها قانونان‪ ،‬لالستخداـ الطيب أك البحث العلمي(ُ)‪ ،‬كهبذا فإف‬

‫اؼبشرع اليمٍت قد سار على نفس النهج اؼبتبع يف االتفاقيات الدكلية اؼبعنية دبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات فيما يتعلق‬

‫جبلب اؼبواد اؼبخدرة‪ ،‬أك تصديرىا‪ ،‬أك غَتىا من أمباط السلوؾ غَت اؼبشركع(ِ)‪.‬‬

‫كنظمت أحكاـ اؼبادة (ْ‪ /‬أ) اعبهات اليت هبوز منحها اإلذف للتعامل مع ـبتلف اصناؼ اؼبخدرات ‪-‬مقيدان اياىا‬

‫باالستخدامات الطبية كالعلمية‪ -‬كىي كل من اؼبؤسسات الصحية اغبكومية‪ ،‬كالشركة اليمنية لصناعة كذبارة األدكية‪ ،‬كاؼبؤسسة‬

‫اعبدكؿ رقم (ُ )‪ :‬ىو اعبدكؿ الذم وبتوم على صبيع اؼبواد اؼبخدرة اػبطرة بًتكيز عاؿ كدرجة نقاكة عالية‪ ،‬كوبظر جلبها أك تصديرىا أك التنازؿ عنها بأية‬
‫صفو أك التدخل كوسيط أك مستخدـ باجر أك بدكف أجر إال أنو هبوز لوزارة الصحة لدكاعي اغباجة اؼباسة إصدار إذف مسبق جبلب بعضها أك تصديرىا‬
‫لألغراض الطبية كالعلمية فقط كبكميات ؿبدده زبضع إلشرافها اؼبباشر‪ ،‬كوبتوم ىذا اعبدكؿ على أسم اؼبادة كمشتقاهتا كجزئياهتا الًتكيبية كعناصرىا‬
‫كاسم مصطلحها العلمي كاظبها اؼبعركؼ ذباريان‪.‬‬
‫اعبدكؿ رقم (ِ )‪ :‬ىو اعبدكؿ الذم يشتمل على مستحضرات ربتوم على بعض اؼبواد اؼبخدرة دبقادير ؿبددة كال يسرم عليها النظاـ اؼبطبق على اؼبواد‬
‫اؼبخدرة مثاؿ اللبوس احملتوم على يود كفورـ كمورفُت‪ ،‬كاؼبلصقات احملتوية على األفيوف دبقادير ؿبددة ‪.‬‬
‫اعبدكؿ رقم (ّ)‪ :‬ىو اعبدكؿ احملتوم على مواد كعقاقَت زبضع لبعض القيود اؼبفركضة على اؼبواد اؼبخدرة جرل تنظيمها طبقان ألحكاـ الفصل السادس‬
‫من ىذا القانوف كىي مواد أك مستحضرات ربتوم على مادة من اؼبواد اؼبخدرة أصال بكمية تزيد على (ََُ ) ملي جراـ يف اعبرعة الواحدة كيتجاكز‬
‫تركيزىا يف اؼبستحضر الواحد عن(ٓ‪ )% ِ.‬كلدل السماح جبلب ىذه اؼبواد كجب إتباع األحكاـ اؼبقررة للقيد كاألخطار اؼبنصوص عليها يف اؼبادتُت‬
‫(ُِ كُّ) من ىذا القانوف‪.‬‬
‫اعبدكؿ رقم (ْ )‪ :‬ىو اعبدكؿ الذم يتضمن اغبد األقصى لكميات اؼبواد اؼبخدرة الذم ال هبوز لألطباء البشريُت أك أطباء األسناف اغبائزين على دبلوـ‬
‫أك بكالوريوس ذباكزه يف كصفو طبية كاحدة‪.‬‬
‫اعبدكؿ رقم (ٓ)‪ :‬ىو اعبدكؿ احملتوم على النباتات اؼبمنوع زراعتها على سبيل اغبصر كينظمها القانوف طبقان ألحكاـ الفصل السابع منو‪.‬‬
‫اعبدكؿ رقم(ٔ )‪ :‬ىو اعبدكؿ احملتوم على أجزاء معينو من النباتات اؼبمنوع زراعتها لكنها ال ربتوم على أم مواد ـبدرة كتعد مستثناة من تطبيق أحكاـ‬
‫ىذا القانوف‪ ،‬راجع اؼبادة االكىل من القانوف رقم (ّ) بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية لسنة ُّٗٗـ‪.‬‬
‫(ُ) اؼبواد (ِ‪ )ّ ،‬من القانوف رقم (ّ ) بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية لسنة ُّٗٗـ‪.‬‬
‫(ِ) "كتقوـ الدكؿ األطراؼ‪ ،‬إف رأت أف األحواؿ السائدة يف بالدىا ذبعل ذلك أنسب كسيلة غبماية الصحة العامة‪ ،‬حبظر إنتاج مثل ىذه اؼبخدرات‬
‫كصنعها كتصديرىا كاستَتادىا كاالذبار به ا كإحرازىا أك استعماؽبا‪ ،‬باستثناء الكميات اليت قد تلزـ‪ ،‬قصرا‪ ،‬لألحباث الطبية كالعلمية‪ ،‬دبا يف ذلك التجارب‬
‫السريرية (االكلينيكية) اليت ذبرم بتلك اؼبخدرات كاليت هبب إجراؤىا ربت اإلشراؼ كاؼبراقبة اؼبباشرين للدكلة الطرؼ اؼبعنية أك هبب إخضاعها ؽبما"‪.‬‬
‫راجع اؼبادة (ِ‪/ٓ/‬ب) من االتفاقية الوحيدة للمخدرات لعاـ ُُٔٗـ اؼبعدلة بربكتوكوؿ ُِٕٗـ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الوطنية لألدكية‪ ،‬كمعامل التحاليل الكيمائية كاألحباث العلمية‪ ،‬ككليات كمعاىد العلوـ اػباضعة إلشراؼ كزارة الصحة‪ ،‬كيف اؼبقابل‬

‫كضعت أحكاـ اؼبادة الرابعة الفقرة (ب) العديد من الضوابط حيث تنص على أف " تتوىل الشركة اليمنية لصناعة كذبارة األدكية‬

‫كاؼب ؤسسة الوطنية لألدكية تلبية احتياجات اؼبؤسسات الصحية اػباصة اغباصلة على ترخيص خاص من كزارة الصحة‪ ،‬ككذا‬

‫الصيدليات اؼبطابقة لالشًتاطات كاؼبواصفات اليت ربددىا كزارة الصحة طبقان للمادة(ٕ) من ىذا القانوف كاغباصلة على ترخيص‬

‫خاص من الوزارة لتلبية االحتياجات الطبية‪ ،‬كفقان للشركط كالضوابط الواردة يف ىذا القانوف‪ ،‬كقانوف فبارسة اؼبهن الطبية‪ ،‬كلوزارة‬

‫الصحة رفض طلب اغبصوؿ على اإلذف أك خفض الكمية اؼبطلوبة‪ ،‬كيف كل األحواؿ ال هبوز منح إذف قابل للتجزئة مهما كانت‬

‫األسباب‪ ،‬كيبُت يف الطلب اسم الطالب كالصفة اليت تؤىلو لتوقيع الطلب كأسم اؼبادة اؼبخدرة كاملة‪ ،‬كطبيعتها كالكمية اليت يريد‬

‫جلبها مع بياف األسباب اليت تربر اعبلب‪ ،‬ككذلك البيانات األخرل اليت تطلبها منو كزارة الصحة "‪.‬‬

‫كما أنو ال هبوز كفق احكاـ اؼبادة (ِ ) انتاج أك بيع أك تداكؿ اؼبواد اؼبخدرة إال يف اغباالت اليت نص عليها القانوف‪ ،‬حيث‬

‫نصت اؼبادة (ٗ‪/‬ب) بأف " ال يرخص باإلذبار يف اؼبواد اؼبخدرة كاؼبؤثرات العقلية لألغراض الطبية كالعلمية كيف حدكد اؼبواد اؼبسموح‬

‫بصرفها‪ ،‬إال يف صيدليات خاصة يف احملافظات يصدر دبواصفاهتا كشركطها قرار من كزير الصحة‪ ،‬كال هبوز أف يكوف للمحل‬

‫اؼبذكور باب دخوؿ مشًتؾ مع سكن أك عيادة أك معمل أك ؿبل ذبارم أك صناعي أك أم مكاف أخر‪ ،‬كال أف يكوف لو منافذ‬

‫تتصل بشيء من ذلك"‬

‫كحددت أحكاـ اؼبادة (ُُ ) على سبيل اغبصر األشخاص اليت هبوز للشركة اليمنية لصناعة كذبارة األدكية أك اؼبؤسسة‬

‫الوطنية لألدكية أف يبيعوا أك يسلموا ؽبم ىذه اؼبواد اؼبخدرة‪ ،‬كىم كل من مدي رم الصيدليات اؼبرخص ؽبا يف االذبار‪ ،‬كمديرم‬

‫مصانع اؼبستحضرات اليت تدخل اؼبواد اؼبخدرة يف تركيبها‪ ،‬كمديرم صيدليات اؼبستشفيات كاؼبصحات كاؼبستوصفات إذا كانوا من‬

‫الصيادلة‪ ،‬كما هبوز بيع أك تسليم أك ينزلوا عن ىذه اؼبواد اؼبخدرة دبوجب بطاقات الرخص اؼبنصوص عليها يف اؼبادة(ُٗ) إىل‬

‫األشخاص اآلتُت‪ -:‬األطباء الذين زبصصهم اؼبستشفيات كاؼبصحات كاؼبستوصفات اليت ليس هبا صيادلة‪ ،‬كمديرم معامل‬

‫التحاليل الكيميائية كالصناعية كاألحباث العلمية‪ ،‬ك اؼبصاحل اغبكومية ذات العالقة‪ ،‬كالكليات كمعاىد العلوـ اؼبعًتؼ هبا‪.‬‬

‫كيالحظ أف القيود اليت أكردىا اؼبشرع اليمٍت عند جلب اؼبخدرات‪ ،‬أك االذبار اؼبشركع هبا‪ ،‬إمبا كاف بدافع ضباية أفراد اجملتمع‬

‫من خطورة اؼبخدرات‪ ،‬ككفق مقتضيات االعماؿ الطبية أك متطلبات البحوث العلمية‪ ،‬اليت نظمت قواعدىا الصكوؾ الدكلية‬

‫‪31‬‬
‫اػباصة‪ ،‬ككفقان للقواعد العامة لإلباحة اليت نصت عليها اؼبادة (ِٕ ) من قانوف اعبرائم كالعقوبات شريطة اتباع اصوؿ اؼبهنة بعد‬

‫حيازة الًتخيص العلمي(ُ) ‪.‬‬

‫كيف صبيع اغباالت ال يتم تسليم اؼبواد اؼبخدرة اؼببيعة أك اليت نزؿ عنها‪ ،‬إال إذا قدـ اؼبستلم إيصاالن من أصل كثالث صور‬

‫مطبوعة على كل منها أسم كعنواف اعبهة اؼبستلمة‪ ،‬كموضحان بالقلم السائل اسم اؼبواد اؼبخدرة بالكامل كطبيعتها كنسبتها كتأريخ‬

‫التحرير‪ ،‬ككذا الكمية باألرقاـ كاغبركؼ‪ ،‬كهبب أف يوقع اؼبستلم أصل اإليصاؿ كصوره الثالث‪ ،‬كأف ىبتمها خبامت خاص باعبهة‬

‫اؼبستلمة مكتوبان يف كسطو كلمة ـبدر‪ ،‬كعلى مدير الشركة أك اؼبؤسسة أ ف يؤشر على اإليصاؿ كصور الثالث دبا يفيد الصرؼ‬

‫كتارىبو‪ ،‬كأف وبتفظ بالنسخة األصلية‪ ،‬كيعطي اؼبتسلم إحدل الصور‪ ،‬كترسل الصورتاف بكتاب مسجل ربت التوقيع عليو إىل كزارة‬

‫الصحة يف اليوـ التايل لتأريخ الصرؼ على األكثر(ِ)‪.‬‬

‫كقد كضع اؼبشرع اليمٍت الضوابط القانونية على ا لصيدليات اؼبرخص ؽبا يف االذبار باؼبواد اؼبخدرة ككذا اؼبصركفة منها كفق‬

‫أحكاـ اؼبادة (ُِ) إذ هبب قيد اؼبواد اؼبخدرة أكالن بأكؿ يف اليوـ ذاتو يف دفاتر خاصة مرقومة صحائفها‪ ،‬كـبتومة خبامت كزارة‬

‫الصحة‪ ،‬كهبب أف يذكر هبذه الدفاتر تأريخ الوركد كاسم البائع كعنوانو كتأريخ الصرؼ كاسم اؼبشًتم كعنوانو‪ ،‬كيذكر يف اغبالتُت‬

‫اسم اؼبواد اؼبخدرة بالكامل كطبيعتها ككميتها كنسبتها ككذلك صبيع البيانات اليت تقررىا كزارة الصحة‪ ،‬كعلى مديرم الصيدليات‬

‫اؼبرخص ؽبا باإلذبار يف اؼبواد اؼبخدرة أف يرسلوا بكتاب مسجل ربت التوقيع إىل كزارة الصحة يف األسبوع األكؿ من كل شهر‬

‫كشفان موقعان عليو منهم مبينان بو الوارد من اؼبواد اؼبخدرة كاؼبصركؼ منها خالؿ الشهر السابق كالباقي منها طبقان للنماذج اليت‬

‫تعدىا كزارة الصحة ؽبذا الغرض(ّ)‪.‬‬

‫ك ال هبوز للصيادلة أف يصرفوا مواد ـبدرة إال بتذكرة طبية من طبيب بشرم أك طبيب أسناف حائز على دبلوـ أك بكالوريوس‬

‫لصرؼ العالج كربفظ األصل لدل الصيدلية بعد الصرؼ‪ ،‬أما إذا مت الصرؼ دبوجب بطاقة رخصة فيؤشر عليها دبا يفيد سباـ‬

‫الصرؼ كتارىبو كاسم الصيدلية اليت مت الصرؼ منها كربفظ صورة فوتوغرافية للبطاقة لدل الصيدلية(ْ)‪ ،‬كوبظر على الصيادلة صرؼ‬

‫مواد ـبدرة دبوجب التذاكر الطبية إذا زادت الكمية اؼبدكنة هبا على الكميات اؼبقررة باعبدكؿ (ْ)‪ ،‬كمع ذلك إذا استلزمت حالة‬

‫( ُ)‬
‫عهد صبيل عثماف سامل‪ ،‬جريبة جلب اؼبخدرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ََُ‪.‬‬
‫(ِ) اؼبادة (ُُ\ج\ّ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‬
‫(ّ) اؼبادة ُّ من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‬
‫(ْ) اؼبادة (ُْ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‬

‫‪32‬‬
‫اؼبريض زيادة تلك الكميات فعلى الطبيب اؼبعاجل أف يطلب بطاقة رخصو بالكميات الالزمة ؽبذا الغرض(ُ)‪ ،‬كال هبوز للصيادلة‬

‫صرؼ مواد دب وجب تذاكر طبية ربتوم على مواد ـبدرة بعد مضي عشرة أياـ من تأريخ ربريرىا ‪ ،‬كال هبوز ؽبم الصرؼ دبوجب‬
‫( ِ)‬
‫صورة التذاكر الطبية أك صور بطاقات الرخص‪.‬‬

‫كهبب أف تقيد صبيع اؼبواد اؼبخدرة الواردة إىل الصيدلية يوـ كركدىا‪ ،‬ككذا اؼبنصرؼ منها أكالن بأكؿ يف ذات يوـ صرفها يف‬

‫مرقومة صحائفو كـبتومة خبامت كزارة الصحة(ٓ)‪ ،‬كهبوز للصيدليات صرؼ مواد ـبدرة دبوجب‬ ‫( ْ)‬
‫دفًت خاص للوارد (ّ) كاؼبنصرؼ‬

‫بطاقات الرخص(ٔ) لكل من األطباء البشريُت كاألطباء البيطريُت كأطباء األسناف اغبائزين على دبلوـ أك بكالوريوس‪ ،‬كاألطباء الذين‬

‫الذين تكفلهم اؼبستشفيات كاؼبصحات كاؼبستوصفات اليت ليس هبا صيدلية‪ ،‬كهبب على الصيادلة أف يبينوا يف بطاقة الرخصة‬

‫الكمية اليت صرفوىا كتواريخ الصرؼ كأف يوقعوا على ىذه البيانات‪ ،‬كال هبوز تسليم اؼبواد اؼبخدرة دبوجب بطاقة الرخصة إال‬

‫بإيصاؿ من صاحب البطاقة موضح باؼبداد األسود السائل‪ -:‬التاريخ‪ ،‬كاسم اؼبادة اؼبخدرة كاملة‪ ،‬ككميتها باألرقاـ كاغبركؼ‪ ،‬كرقم‬
‫( ٕ)‪.‬‬
‫بطاقة الرخصة‪ ،‬كتأرىبها‪ ،‬كعلى صاحب البطاقة ردىا إىل كزارة الصحة خالؿ أسبوع من تاريخ انتهاء مفعوؽبا‬

‫كتقضي اؼبادة (ِّ) الزاـ مديرم الصيدليات أف يرسلوا إىل اعبهة اليت تعينها كزارة الصحة خالؿ اػبمسة عشر يومان األكىل‬

‫من شهرم يناير كيوليو من كل سنة بكتاب مسجل ربت التوقيع كشفان تفصيليان موقعان منهم عن الوارد كاؼبنصرؼ كالباقي من اؼبواد‬

‫اؼبخدرة خالؿ الستة األشهر السابقة كذلك على النموذج الذم تصدره كزارة الصحة ؽبذا الغرض‪.‬‬

‫(ُ) اؼبادة(ُٓ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪.‬‬
‫(ِ) مادة (ُٕ) من نفس القانوف‪.‬‬
‫(ّ) وبدد يف دفًت الوارد تأريخ الوركد كاسم البائع كعنوانو كنوع اؼبادة اؼبخدرة ككميتها كاظبها التجارم‪.‬‬
‫(ْ) وبدد يف دفًت اؼبنصرؼ ا‪ -‬أسم كعنواف ؿبرر التذكرة‪ .‬ب‪ -‬اسم اؼبريض بالكامل كلقبو كسنو كعنوانو‪ .‬ج ‪ -‬التأريخ الذم صرؼ فيو الدكاء كرقم القيد‬
‫يف دفًت التذاكر الطب ية ككذا كمية اؼبواد اؼبخدرة الذم وبتول عليها كيدكف هبذا الدفًت عالكة على ذلك صبيع البيانات األخرل اليت يصدر هبا قرار من‬
‫كزير الصحة‪.‬‬
‫(ٓ) اؼبادة (ُٖ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪.‬‬
‫(ٔ) تصرؼ بطاقات الرخص من كزارة الصحة بعد تقدًن طلب يبُت فيو أظباء اؼبواد اؼبخدرة كاملة كطبيعة كل منها ك الكمية الالزمة اؼبطلوبة ك صبيع‬
‫البيانات األخرل اليت يبكن أف تطلبها كزارة الصحة‪ ،‬كؽبذه اعبهة رفض إعطاء الرخصة أك خفض الكمية اؼبطلوبة‪ ،‬ك هبب أف يبُت يف بطاقة الرخصة‬
‫اسم صاحب البطاقة كلقبو كصناعتو كعنوانو‪ ،‬ككمية اؼبواد اؼبخدرة اليت يصرح بصرفها دبوجب البطاقة‪ ،‬ككذلك أقصى كمية يبكن صرفها يف الدفعة‬
‫الواحدة‪ ،‬كالتأريخ الذم ينتهي فيو مفعوؿ البطاقة راجع اؼبواد (َِ كُِ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت‬
‫اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪.‬‬
‫(ٕ)‬
‫راجع احكاـ اؼبواد (ُٗ ك َِ ك ُِ ك ِِ ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات‬
‫للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‬

‫‪33‬‬
‫كعلى من منح ترخيص حبيازة اؼبواد اؼبخدرة أف يقيد الوارد كاؼبنصرؼ من ىذه اؼبواد أكالن بأكؿ يف اليوـ ذاتو كيف دفًت خاص‬

‫مرقومة صحائفو كـبتومة خبامت كزارة الصحة مع ذكر اسم اؼبريض أك اسم صاحب اغبيواف كامالن كلقبو كسنو كعنوانو إذا كاف‬

‫الصرؼ من اؼبستشفيات أك اؼبستوصفات أك العيادات كإذا كاف ال صرؼ ألغراض علمية فيبُت الغرض الذم استعملت فيو ىذه‬
‫( ُ)‪.‬‬
‫اؼبواد‬

‫( ِ)‬
‫كفق أحكاـ‬ ‫ىذا كقد نظم اؼبشرع اليمٍت العقوبات اؼبًتتبة على ارتكاب أم جريبة من جرائم اؼبخدرات أك اؼبؤثرات العقلية‬

‫الفصل التاسع‪ ،‬فجعل من عقوبة اإلعداـ جزاءن لكل من صدر أك جلب مواد ـبدرة بقصد االذبار أك الًتكيج قبل اغبصوؿ على‬

‫الًتخيص(ّ) كيعاقب بذات العقوبة كل من أنتج أك استخرج أك فصل أك صنع مواد ـبدرة ككاف ذلك بقصد االذبار باؼبخالفة‬
‫( ْ)‪.‬‬
‫ألحكاـ القانوف‬

‫كيعاقب باإلعداـ أك السجن طبسة كعشركف عامان كاغبكم دبصادرة األمواؿ اؼبتحصلة من ارتكاب ىذه اعبرائم أيان كاف‬

‫نوعها‪ ،‬ككسائل النقل اليت تكوف قد استخدمت يف اعبريبة‪ ،‬ككذا اتالؼ اؼبواد اؼبخدرة اؼبضبوطة(ٓ)‪.‬كل من أقًتؼ األفعاؿ‬

‫التالية(ٔ)‪:‬‬

‫ُ‪ .‬سبلك أك حاز أك أحرز أك أشًتل أك باع أك سلم أك نقل أك قدـ للتعاطي مادة ـبدرة ككاف ذلك بقصد االذبار فيها بأية‬

‫صورة كذلك يف غَت األحواؿ اؼبصرح هبا يف ىذا القانوف‪.‬‬

‫ِ‪ .‬زرع نباتان من النباتات الواردة يف اعبدكؿ اػبامس أك صدر أك جلب أك حاز أك أحرز أك أشًتل أك باع أك سلم أك نقل‬

‫نباتان من ىذه النباتات يف أم طور من أطوار مبوىا ىي أك بذكرىا ككاف ذلك بقصد االذبار أك اذبر فيها بأية صورة كذلك‬

‫يف غَت األحواؿ اؼبصرح هبا يف ىذا القانوف‪.‬‬

‫(ُ)‪ .‬اؼبادة (ِْ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‬
‫(ِ) عد اؼبشرع اليمٍت كل من الفاعل أك اؼبشارؾ أك احملرض أك اؼبتسًت على زراعة اؼبخدرات أك تصنيعها أك االذبار هبا بطريقة غَت مشركعة مرتكبان عبريبة‬
‫غسيل األمواؿ‪ .‬راجع اؼبادة (ّ‪)ٕ/‬من القانوف رقم ّٓ لعاـ ََِّـ بشأف غسيل االمواؿ‪.‬‬
‫(ّ) اؼبادة (ّّ) الفقرة( ا) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪.‬‬
‫(ْ) اؼبادة (ّّ) الفقرة (ب) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪.‬‬
‫( ٓ)‬
‫اؼبواد (ّٔك ّْ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪.‬‬
‫( ٔ)‬
‫اؼبادة (ّْ‪ )ّٓ-‬من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‬

‫‪34‬‬
‫ّ‪ .‬رخص لو يف حيازة مواد ـبدرة الستعماؽبا يف غرض من أغراض معينو كتصرؼ فيها بأية صورة كانت يف غَت تلك‬

‫األغراض‪.‬‬

‫ْ‪ .‬أدار أك أعد أك ىيأ مكانا لتعاطي اؼبخدرات ‪.‬‬

‫ٓ‪ .‬قدـ للتعاطي بغَت مقابل مواد ـبدرة أك سهل تعاطيها يف غَت األحواؿ اؼبصرح هبا قانونان‪.‬‬

‫كما أف اؼبشرع اليمٍت كضمن طائفة اخرل من العقوبات لكل من ىبالف القواعد اؼبنصوص عليها يف القانوف‪ ،‬جعل من‬
‫اغببس مدة ال تزيد عن سنة كاحدة‪ ،‬أك الغرامة اليت ال تزيد عن طبسُت ألف لاير عقوبة لكل من رخص لو باإلذبار يف اؼبواد‬
‫اؼبخدرة أك حيازهتا كمل يبسك الدفاتر اؼبنصوص عليها‪ ،‬كعلى كل من وبوز مواد ـبدرة أك وبرزىا بكميات تزيد على الكميات‬
‫الناذبة من تعدد عمليات الوزف أك تقل عنها(ُ)‪ ،‬كيعاقب باغببس مدة ال تزيد على طبسة أشهر أك بغرامو ال تزيد على عشرين‬
‫لاير كل من رخص لو باإلذبار يف اؼبواد اؼبخدرة أك حيازهتا كمل يقم بالقيد يف الدفاتر اؼبنصوص عليها يف القانوف(ِ)‪.‬‬

‫كالرأم لدم أف اؼبشرع اليمٍت مل يكن موفقان فيما أقره من عقوبة على ارتكاب ـبالفة عدـ التقيد بالضوابط القانونية –‬

‫السيما اؼبتعلقة منها بالغرامة اؼبالية – لعدـ التناسب بُت ما يًتتب على الفعل اؼبرتكب من أضرار كبُت العقوبة‪ ،‬ناىيك عن ضآلة‬

‫الغرامة اؼبالية اليت ال يتحقق معها الردع العاـ أك اػباص‪ ،‬كىو ما نوصي اؼبشرع اليمٍت بتعديل ذلك مستقبالن‪.‬‬

‫ككفق أحكاـ اؼبادة (ْٓ ) فإنو يعاقب باغببس مدة ال تزيد على سنة كمصادرة كإتالؼ اؼبواد اؼبضبوطة كل من أنتج ‪ -‬يف‬

‫غَت األحواؿ اؼبصرح هبا قانونان‪ -‬أك أستخرج أك فصل أك صنع أك جلب أك ص در أك حاز بقصد االذبار أم مادة من اؼبواد الواردة‬
‫( ّ)‬
‫كيعاقب باغببس مدة ال تزيد على ثالثة أشهر كل من ارتكب أية ـبالفة أخرل ألحكاـ القانوف أك‬ ‫يف اعبدكؿ رقم ثالثة‬

‫(ُ) فركؽ األكزاف اليت حددىا اؼبشرع اليمٍت يف قانوف اؼبخدرات كفق احكاـ اؼبادة (ْْ) يشًتط فيها أال تزيد الفركؽ على ما يأيت‪:‬‬
‫أ‪ %َُ -‬يف الكميات اليت ال تزيد على جراـ كاحد‪.‬‬
‫ب‪ %ٓ -‬يف الكميات اليت تزيد على جراـ حىت ِٓ جراما بشرط أال يزيد مقدار التسامح على َٓ مليجراـ‪.‬‬
‫ج‪ %ِ -‬يف الكميات اليت تزيد على ِٓ‪ %‬جراـ‪.‬‬
‫د‪ %ٓ -‬يف اؼبواد اؼبخدرة السائلة أيان كاف مقدارىا‪.‬‬
‫(ِ) اؼبادة (ْْ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗ ـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪.‬‬
‫(ّ) اعبدكؿ رقم (ّ)‪ :‬ىو اعبدكؿ احملتوم على مواد كعقاقَت زبضع لبعض القيود اؼبفركضة على اؼبواد اؼبخدرة جرل تنظيمها طبقان ألحكاـ الفصل‬
‫السادس من ىذا القانوف كىي مواد أك مستحضرات ربتوم على مادة من اؼبواد اؼبخدرة أصال بكمية تزيد على (ََُ) ملي جراـ يف اعبرعة الواحدة‬
‫كيتجاكز تركيزىا يف اؼبستحضر الواحد عن(ٓ‪ )% ِ.‬كلدل السماح جبلب ىذه اؼبواد كجب إتباع األحكاـ اؼبقررة للقيد كاألخطار اؼبنصوص عليها يف‬
‫اؼبادتُت (ُِ كُّ) من ىذا القانوف‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫القرارات اؼبنفذة لو كوبكم باإلغالؽ عند ـبالفة (ُ)‪ ،‬حيث قضت اؼبادة (ْٖ) بأنو " كوبكم بإغالؽ كل ؿبل مرخص لو باإلذبار‬

‫يف اؼبواد اؼبخدرة أك يف حيازهتا أك أم ؿبل آخر غَت مسكوف أك معد للسكن إذا كقعت فيو إحدل جرائم اؼبخدرات"‬

‫كيف سبيل مكافحة ظاىرة تعاطي اؼبخدرات كتشجيعان لألشخاص اؼبدمنُت ؽبا يف العالج فإف القانوف أعفى من اؼبسئولية‬

‫اعبنائية كل من يتقدـ من مدمٍت اؼبخدرات من تلقاء نفسو للمصحة للعالج على أف يبقى يف اؼبصحة مدة ال تقل عن ستة أشهر‬

‫كال تزيد على سنتُت كربديد ىذه اؼبدة أمر مًتكؾ لقرار اللجنة اؼبختصة باإلفراج عنو‪.‬‬

‫كنظران لعدـ إنشاء مرافق صحية متخصصة بعالج مدمٍت اؼبخدرات حسب ما قضت بو اؼبادة (ّٖ) من قانوف مكافحة‬

‫اؼبخدرات كما تقضي بو أحكاـ االتفاقيات الدكلية‪ ،‬اال أف ذلك ال يعفي اؼبؤسسات الصحية من القياـ بواجبها يف مساعدة‬

‫مدمٍت اؼبخدرات الراغبوف بتلقي العالج كزبصيص أماكن حجر صحي مناسب كإف كاف ذلك يف اطار اؼبستشفيات اغبكومية‬

‫العامة‪.‬‬

‫ىذا كقد آلت الدراسة إيل العديد من النتائج كالتوصيات نوجزىا على النحو االيت‪-:‬‬

‫اخلامتة‬

‫خلصت الدراسة ؽبذا البحث اؼبوسوـ ب التنظيم التشريعي عبرائم اؼبخدرات يف القانوف الدكيل العاـ كالتشريع اليمٍت للعديد‬

‫من النتائج كالتوصيات كذلك على النحو التايل‪-:‬‬

‫أوالً ‪ :‬النتائج‪:‬‬

‫ُ‪ .‬أساس التشريع الدكيل ؼبكافحة جرائم االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات ييستمد من االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنةُُٔٗـ‬

‫اؼبعدلة بربكتوكوؿ عاـ ُِٕٗـ‪ ،‬كاتفاقية اؼبؤثرات العقلية لسنة ُُٕٗـ‪ ،‬كاتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع‬

‫باؼبواد اؼبخدرة كاؼبؤثرات العقلية لعاـ ُٖٖٗـ‪.‬‬

‫ِ‪ .‬يعد االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات ضمن فئات اعبرائم جنائية العاؼبية‪ ،‬ينعقد االختصاص يف مالحقة مرتكبها كؿباكمتو ألم‬

‫دكلة بغض النظر عن مكاف ارتكاب اعبريبة أك جنسية مرتكبها‪.‬‬

‫(ُ) راجع احكاـ اؼبادة (ٗ) كاؼبادة (ْٔ) من القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات‬
‫العقلية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ّ‪ .‬الكشف عن مالبساهتا جرائم اؼبخدرات كضبط مرتكبيها إمكانيات مادية كبَتة‪ ،‬ككفاءات بشرية تتصف خبربات مهنية كفنية‬

‫رفيعة اؼبستول‪.‬‬

‫ْ‪ .‬كفق احكاـ القانوف الدكيل العاـ فإف االستثناء الوحيد لإلذبار باؼبخدرات أك اؼبؤثرات العقلية مقصور على اؼبمارسات الطبية اك‬

‫العلمية‪ ،‬كدبوجب ضوابط ؿبددة سلفان نصت عليها االتفاقيات الدكلية كاالقليمية ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬كاليت منها دكف شك‬

‫االتفاقيات العربية اؼبعنية دبكافحة اؼبخدرات ‪.‬‬

‫ٓ‪ .‬تعد اعبمهورية اليمنية من الدكؿ األعضاء يف االتفاقيات الدكلية‪ ،‬كاالقليمية اؼبعنية دبكافحة جرائم اؼبخدرات‪ ،‬كعملت على‬

‫موائمة تشريعاهتا الوطنية دبا يتوافق كما تضمنتو االتفاقيات الدكلية من أحكاـ‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬أف اؼبشرع اليمٍت مل يكن موفقان فيما أقره من عقوبة على ارتكاب ـبالفة عدـ التقيد بالضوابط القانونية اؼبنصوص عليها يف اؼبواد‬

‫(ْْ‪ – )ْٓ-‬السيما اؼبتعلقة منها بالغرامة اؼبالية – لعدـ التناسب بُت ما يًتتب على الفعل اؼبرتكب من أضرار كبُت العقوبة‪،‬‬

‫ناىيك عن ضآلة الغرامة اؼبالية اليت ال يتحقق معها الردع العاـ أك اػباص‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬ال يوجد يف اليمن مستشفى متخصص لعالج األشخاص اؼبدمنُت على اؼبخدرات حسب ما قضت بو اؼبادة (ّٖ)‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬التوصيات‪:‬‬

‫ُ‪ .‬أنبية تعاكف الدكؿ األعضاء باالتفاقيات اػباصة دبكافحة اؼبخدرات كمنها دكف شك اعبمهورية اليمنية مع مكتب األمم اؼبتحدة‬

‫اؼبعٍت باؼبخدرات كاعبريبة‪ ،‬كاؽبيئة الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات‪ ،‬كمنظمة الصحة العاؼبية‪ ،‬كاؼبنظمات الدكلية كاإلقليمية األخرل‪ ،‬كمع‬

‫األكساط العلمية‪ ،‬دبا يف ذلك اؼبؤسسات األكاديبية‪ ،‬من أجل اؼبسانبة يف التقييم العلمي للسياسات اؼبتعلقة دبكافحة االذبار غَت‬

‫اؼبشركع باؼبخدرات‪.‬‬

‫ِ‪ .‬أكصي حكومة اعبمهورية اليمنية بتوفَت متطلبات مكافحة جرائم اؼبخدرات من االمكانيات اؼبادية الالزمة كاؼبتناسبة مع ما يشكلو‬

‫ىذا النوع من اعبرائم من خطورة بالغة االثر تشمل صبيع مناحي اغبياه‪ ،‬مع التدقيق عند اختيار الكادر البشرم حبيث يكوف من‬

‫ذكل اػبربات رفيعة اؼبستول مهنيان كفنيان كبدنيان‪.‬‬

‫ّ‪ .‬تفعيل النصوص القانونية اؼبنظمة لإلذبار باؼبواد اؼبخدرة كاؼبؤثرات العقلية لألغراض الطبية‪ ،‬السيما من قبل الصيدليات‪ ،‬ككذلك‬

‫النصوص اؼبتعلقة بشركط االذبار هبذه اؼبواد لألغراض الطبية‪ ،‬كشركط صرفها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ْ‪ .‬تعديل اؼبادة (ْْ ) اليت تنص على أنو " مع عدـ اإلخالؿ باؼبواد السابقة يعاقب ؼبدة ال تزيد على سنو أك بغرامة ال تزيد على‬

‫طبسُت ألف لاير كل من رخص لو باإلذبار يف اؼبواد اؼبخدرة أك حيازهتا كمل يبسك الدفاتر اؼبنصوص عليها يف اؼبواد‬

‫(ِْ‪ )ُٖ,ُِ,ِٔ,‬كيعاقب باغببس مدة ال تزيد على طبسة أشهر أك بغرامة ال تزيد على عشرين أالؼ لاير كل من رخص لو‬

‫باإلذبار يف اؼبواد اؼبخدر أك حيازهتا كمل يقم بالقيد يف الدفاتر اؼبنصوص عليها يف اؼبواد (ِْ‪ ، )ُٖ,ُِ,ِٔ,‬كيعاقب بذات العقوبة‬

‫اؼبقررة يف الفقرة األكىل من ىذه اؼبادة كل من وبوز مواد ـبدرة أك وب رزىا بكميات تزيد على الكميات الناذبة من تعدد عمليات الوزف‬

‫أك تقل عنها‪ "...‬كذلك بتشديد العقوبة لعدـ التناسب بُت ما يًتتب عن الفعل اؼبرتكب من اضرار كبُت العقوبة‪ ،‬ناىيك عن ضآلة‬

‫الغرامة اؼبالية اليت ال يتحقق معها الردع العاـ أك اػباص‪.‬‬

‫ٓ‪ .‬تفعيل نص اؼبادة (ّٖ ) من قانوف اؼبخدرات بإنشاء مستشفى زبصصي لعالج األشخاص اؼبدمنُت على اؼبخدرات أسوة دبعظم‬

‫الدكؿ العربية كاألجنبية‪ ،‬كإنشاء اؼبزيد من اؼبتنفسات كاغبدائق العامة‪ ،‬كبناء اؼبنشآت الرياضية كالثقافية‪.‬‬

‫كختامان نسأؿ هللا سبحانو كتعاىل أف هبنب بلدنا الفنت كيرفع عنا العدكاف الغاشم كوبفظ أكالدنا كؾبتمعنا من آفة اؼبخدرات‬

‫كمشتقاهتا انو على ذلك قدير‪.‬‬

‫قائمة املراجع‬

‫أوالً ‪ :‬املراجع املتخصصة‪:‬‬

‫ُ‪ .‬د‪ .‬أنطونيو كاسيزم‪ ،‬القانوف اعبنائي الدكيل‪ ،‬اؼبنشورات اغبقوقية صادر‪ ،‬الطبعة االكيل‪ ،‬لبناف‪َُِٓ ،‬ـ‪.‬‬

‫ِ‪ .‬د‪ .‬رباب عبد الوىاب العدينات‪ ،‬اؼبخدرات كدكرىا السليب على الفرد كاألسرة كاجملتمع كطرؽ الوقاية منها " األردف أمبوذجان "‬

‫مكتبة مالؾ‪ ،‬عماف‪ ،‬االردف‪َُِٔ ،‬ـ‪.‬‬

‫ّ‪ .‬د‪.‬ظبَت ؿبمد عبد الغٍت‪ ،‬التعاكف الدكيل البحرم يف عمليات مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬دار الكتب القانونية‪،‬مصر‪ََِٔ،‬ـ‪.‬‬

‫ْ‪ .‬د‪ .‬صباح اكرـ شعباف‪ ،‬جرائم اؼبخدرات (دراسة مقارنة)‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة االديب‪ ،‬ط ُ‪ُْٖٗ ،‬ـ‪.‬‬

‫ٓ‪ .‬د‪ .‬عبد العاؿ الديريب‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاعبهود الدكلية للوقاية منها‪ ،‬اؼبركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬الطبعة‬

‫االكيل‪ ،‬القاىرة‪َُِٔ ،‬ـ‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬د‪ .‬عبد اللطيف ؿبمد أبو ىدمة بشَت‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات ككسائل مكافحتو دكليا‪ ،‬الدار الدكلية لالستثمارات‪،‬‬

‫الطبعة ّ‪،‬القاىرة‪ََِّ ،‬ـ‪.‬‬


‫‪38‬‬
‫ٕ‪ .‬عهد صبيل عثماف سامل‪ ،‬جريبة جلب اؼبخدرات‪ ،‬مركز كمطابع االديب‪ ،‬ط (ُ)‪ ،‬اليمن‪ ،‬عدف‪َُِٗ ،‬ـ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬د‪ .‬ؿبمد أمُت اغبادقة‪ ،‬إجراءات كاساليب مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬اعبزء االكؿ‪ ،‬اؼبركز العريب للدراسات االمنية‪ ،‬الرياض‪ُُٗٗ،‬ـ‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬د‪ .‬ؿبمد صاحل الركاف‪ ،‬اعبريبة الدكلية يف القانوف اعبنائي الدكيل‪ ،‬كلية اغبقوؽ ‪،‬جامعة منتورم‪ ،‬اعبزائر‪ََِٗ ،‬ـ‪.‬‬

‫َُ‪ .‬د‪ .‬ؿبمد عبد اؼبنعم عبد اػبالق‪ ،‬اعبرائم الدكلية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ُٖٗٗ ،‬ـ‪.‬‬

‫ُُ‪ .‬د‪ .‬ؿبمد فتحي عيد ‪ -‬مقومات التعاكف الدكيل يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات ‪ ،‬اصدارات جامعة نايف العربية للعلوـ االمنية ‪،‬‬

‫ََِٔـ ‪.‬‬

‫‪ -‬األجهزة الدكلية اؼبعنيَّة باؼبخدرات‪ ،‬اؼبركز العريب للدراسات األمنية كالتدريب (ِّ) ُٖٖٗ ‪.‬‬

‫‪ -‬السنوات اغبى ًرجة يف تاريخ اؼبخدرات‪ ،‬الرياض‪َُُْ :‬ىػ ‪.َُٗٗ -‬‬

‫‪ -‬اؼبخدرات كاعبريبة اؼبنظمة‪ ،‬احباث ندكة اؼبخدرات كالعوؼبة ‪ ،‬اصدارات مركز الدراسات‬

‫كالبحوث ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوـ االمنية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬طُ ‪ََِٕ ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ -‬االرىاب كاؼبخدرات‪ ،‬اصدارات مركز الدراسات كالبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوـ‬

‫االمنية‪ ،‬الرياض‪.ََِٓ ،‬‬

‫ثانياَ ‪ :‬الرسائل العلمية‪:‬‬

‫ُ‪ .‬د‪ .‬السعيد عمراكم‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كسبل مكافحتو‪ ،‬أطركحة دكتوراة‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫َُِٕـ‬
‫ِ‪ .‬د‪ .‬رشيدة بن صاحل‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات من منظور القانوف الدكيل‪ ،‬أطركحة دكتوراة‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة‬

‫اعبزائر‪َُِٔ ،‬ـ‪.‬‬

‫ّ‪ .‬د‪ .‬ركاف ؿبمد الصاحل‪ ،‬اعبريبة الدكلية يف القانوف الدكيل اعبنائي‪ ،‬أطركحة دكتوراة‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة منتورم قسنطينة‪،‬‬
‫اعبزائر‪ََِٗ،‬ـ‪.‬‬
‫ْ‪ .‬د‪ .‬فوزية حاج شريف‪ ،‬مكافحة اإلذبار الدكيل غَت اؼبشركع يف اؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬أطركحة دكتوراة‪ ،‬كلية اغبقوؽ‬
‫كالعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد اغبميد بن باديس‪ ،‬اعبزائر‪َُِٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬يسمينة ظريف‪ ،‬اآلليات القانونية ؼبكافحة جريبة اؼبخدرات على ضوء القانوف الوطٍت كاؼبواثيق الدكلية‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬كلية‬

‫اغبقوؽ‪ ،‬جامعة بن مهيدم‪ ،‬اعبزائر‪َُِٖ ،‬ـ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬الدوريات العلمية‪:‬‬

‫ُ‪ .‬اريك ىاريبوس‪ ،‬اجراءات التعاكف القانوين الدكيل يف ؾباؿ الرقابة على اؼبخدرات‪ ،‬كرقة عمل ضمن اعماؿ الندكة العربية األكربية‬

‫االكيل للمخدرات ِّ‪ ِٓ-‬ديسمرب ُٖٓٗ ‪ ،‬اصدار اؼبركز العريب للدراسات االمنية كالتدريب ‪ ،‬الرياض‪َُٗٗ ،‬ـ‪.‬‬

‫ِ‪ .‬د‪ .‬صبيل عبد هللا القايفي كا خركف‪ ،‬الدليل االجرائي لإلدارة العامة ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬اصدارات االدارة العامة ؼبكافحة‬

‫اؼبخدرات‪ ،‬كزارة الداخلية‪ ،‬اعبمهورية اليمنية‪َُِٗ ،‬ـ‪.‬‬

‫ّ‪ .‬د‪ .‬زغراد عبد اغبق ‪ ،‬كاقع كأفاؽ التعاكف األمٍت يف اؼبتوسط يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬ؾبلة اؼبفكر‪ ،‬جامعة ؿبمد خيضر‬

‫بسكرة‪ ،‬العدد الثامن كاؼبنشور على الرابط ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/artic‬‬

‫ْ‪ .‬د‪ .‬ؾباىدم ابراىيم‪ ،‬آليات القانوف الدكيل كالوطٍت للوقاية كالعالج من جرائم اؼبخدرات‪ ،‬ؾبلة االكاديبية للدراسات االجتماعية‬

‫كاالنسانية‪ ،‬العدد ٓ‪َُُِ ،‬ـ ‪.‬‬

‫ٓ‪ .‬د‪ .‬ؿبمد جرب االلفي‪ ،‬االتفاقيات كالتشريعات يف ؾباؿ مكافحة اؼبخدرات‪ ،‬ندكة اؼبخدرات حقيقتها كطرؽ الوقاية كالعالج‪،‬‬

‫جامعة االماـ ؿبمد بن سعود االسالمية‪ ،‬الرياض‪َُُِ ،‬ـ‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬د‪ .‬فضيل عبد هللا علي طالفحة‪ ،‬التدابَت الوقائية كالعالجية يف القانوف الدكيل ؼبكافحة اؼبخدرات‪ ،‬ؾبلة كلية الشريعة ك‬

‫القانوف‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،‬العدد (ّْ) اعبزء االكؿ‪َُِٗ ،‬ـ‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬قادر اضبد عبد اغبسُت‪ ،‬مشكلة اؼبخدرات كطرؽ معاعبتها يف القانوف اعبنائي الدكيل‪ :‬دراسة مقارنة طبقا للتشريع العراقي‬

‫كتشريعات دكؿ أخرل‪ ،‬اؼبعهد التقٍت كركوؾ‪ ،‬ؾبلة كلية اؼبأموف اعبامعية ‪،‬العدد (ُٔ) ‪ََُِ،‬ـ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬كريستوفر لوكيت‪ ،‬التعاكف الدكيل كاالقليمي يف ؿباربة سوء استخداـ اؼبخدرات‪ ،‬كرقة عمل ضمن اعماؿ الندكة العربية األكربية‬

‫االكيل للمخدرات ِّ‪ ِٓ-‬ديسمرب ُٖٓٗ ‪ ،‬اصدار اؼبركز العريب للدراسات االمنية كالتدريب ‪ ،‬الرياض‪َُٗٗ ،‬ـ‬

‫ٗ‪ .‬د‪ .‬نضاؿ بوعوف‪ ،‬االستعماؿ الشرعي للمخدرات يف ظل االذباىات اغبديثة ؽبا‪ ،‬ؾبلة العلوـ االنسانية‪ ،‬اجمللد ب‪ ،‬ص‪ ،‬العدد‬

‫(َٓ)‪ ،‬جامعة االخوة منتورم قسنطينة‪ ،‬اعبزائر َُِٖـ‪.‬‬

‫َُ‪ .‬د‪ .‬نضاؿ بوعوف‪ ،‬االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات يف أعايل البحار‪ ،‬ؾبلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية كالسياسية‪،‬‬

‫جامعة االخوة منتورم – قسنطينة‪ ،‬العدد التاسع ‪،‬اجمللد الثاين‪ ،‬مارس َُِٖ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ُُ‪ .‬يوسف اػبالدم كؾبموعة خرباء ‪ ،‬تقرير التطبيقات عن " االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية كغسل األمواؿ‪،‬‬

‫حبوث كتقارير صادرة عن ؾبموعة العمل اؼبايل ؼبنطقة الشرؽ االكسط كمشاؿ افريقيا‪ ،‬اؼبنامة‪ ،‬البحرين‪،‬‬

‫َُُِـ‪.‬‬

‫‪http://www.menafatf.org/sites/default/files/Illicit_Trafficking_and_ML_A‬‬

‫‪r.pdf‬‬

‫رابعاً‪ :‬الوثائق القانونية‪:‬‬

‫ُ‪ .‬االتفاقيات الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات‪ ،‬منشورات األمم اؼبتحدة‪ ،‬أذار\ مارس َُِْـ‪.‬‬

‫ِ‪ .‬االتفاق ية العربية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية لعاـ ُْٗٗـ‪.‬‬

‫ّ‪ .‬تقرير التطبيقات عن " االذبار غَت اؼبشركع باؼبخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪ ،‬كغسل األمواؿ " منشورات ؾبموعة العمل اؼبايل‬

‫ؼبنطقة الشرؽ األكسط كمشاؿ أفريقيا‪.َُُِ ،‬‬

‫ْ‪ .‬القانوف رقم (ّ) لسنة ُّٗٗـ بشأف مكافحة االذبار كاالستعماؿ غَت اؼبشركعُت للمخدرات كاؼبؤثرات العقلية‪.‬‬

‫ٓ‪ .‬القانوف رقم ّٓ لعاـ ََِّـ بشأف غسيل االمواؿ‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬تقرير اؽبيئة الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات لعاـ َُِٕـ‬

‫‪https://www.incb.org/documents/Publications/AnnualReports/AR2017/An‬‬

‫‪nual_Report/A_2017_AR_ebook.pdf‬‬

‫‪www.unis.unvienna.org‬‬ ‫ٕ‪ .‬تقرير اؽبيئة الدكلية ؼبراقبة اؼبخدرات لعاـ َُِٗـ‬

‫خامساً‪ :‬املراجع األجنبية‪:‬‬

‫‪1. I. Bayer and H. Ghodse, Evolution of international drug control, 1945-‬‬


‫‪1995, Bulletin on Narcotics, vol. LI, Nos. 1 and 2, 1999, UNITED‬‬
‫‪NATIONS New York, 2000,PP,6‬‬
‫‪2. Miguel Antonio Núñez Valadez*, Drug use and the right to health: An‬‬
‫‪analysis of international law and the Mexican case, Mexican Law Review,‬‬
‫‪Volume 6, Issue 2, January–June 2014.‬‬
‫‪41‬‬

You might also like