You are on page 1of 36

‫الفاّر ين من وجه العدالة ودور الشرطة الجنائية الدولية ـــ اإلنتربول ـــ في مالحقتهم‬

‫(‪)‬‬
‫(دراسة تحليلية)‬

‫م‪.‬م فينك جعفر حسين‬ ‫أ‪.‬د أوزدن حسين دزه يي‬


‫كلية القانون‪ /‬جامعة صالح الدين ـــــــ أربيل‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أوًال‪ :‬التعريف بموضوع البحث‬

‫تمثل فرار المجرمين مشكلة كبيرة وتؤرق المجتمعات والحكومات‪ ،‬وبالتالي فهو تعتبر‬
‫أهم التهدي دات ال تي تواج ه أمن وس المة األف راد والمجتمع ات كاف ة‪ ،‬خاص ة بع د أن تط ورت‬
‫ط رق ووس ائل إرتك اب الجريم ة وس هولة المواص الت واإلتص االت بين جمي ع ال دول‪ ،‬وإ مت داد‬
‫األنش طة اإلجرامي ة للجن اة ح دود الدول ة الواح دة‪ ،‬ومحاول ة الجن اة البحث عن س بل لإلفالت من‬
‫المحاكم ة وتنفي ذ العق اب عليهم‪ ،‬أص بحت آثاره ا تش مل أك ثر من دول ة واح دة‪ ،‬مم ا تطلبت أن‬
‫تتكاتف الجهود الدولية وتعمل المجتمع الدولي معًا لمالحقة المجرمين الفاّر ين وإ ستردادهم‪.‬‬

‫وبم ا أن مالحق ة الفاّر ين وإ لق اء القبض عليهم مش كلة تهم المجتم ع ال دولي برمت ه‪ ،‬تض افرت‬
‫الجه ود الدولي ة إلنش اء الكيان ات التنظيمي ة ال تي تت ولى قي ادة الجه ود المش ركة بين ال دول‪ ،‬ومن‬
‫أهمه ا منظم ة الش رطة الجنائي ة الدولي ة المعروف ة ب اإلنتربول وال تي تعت بر مظه ر من مظ اهر‬
‫التع اون ال دولي الش رطي‪ ،‬ويس اهم إس هامًا ف اعًال في خدم ة المجتم ع اإلنس اني بم ا تقدم ه من‬
‫خ دمات لس لطة الش رطة الجنائي ة في دول مختلف ة‪ ،‬حيث من المتع ذر على أجه زة الش رطة أن‬
‫تتب ع خطى المج رمين ال ذين ينتقل ون بس رعة فائق ة من بل د الى بل د آخ ر ب دون تع اون مثم ر مع‬
‫اإلنتربول‪.‬‬

‫‪ )(‬بحث مستل من مشروع أطروحة الدكتوراه الموسومة (التنظيم القانوني للشرطة الجنائية الدولية ـ ـ ـ‬
‫اإلنتربول ـ ـ ـ دراسة قانونية تحليلية) للباحثة (فينك جعفر حسين) بإشراف ( أ‪ .‬د أوزدن حسين دزه يي) في‬
‫كلية القانون بجامعة صالح الدين ـ ـ ـ أربيل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أهمية البحث وأهدافه‬

‫تكمن أهمي ة البحث لم ا تش كله الف اّر ين من وج ه العدال ة من خط ورة على مس توى ال دولي‬
‫والوطني‪ ،‬ألنه لم يعد محددة في حدود دولة معينة بل إمتدت عبر عدة دول وبشكل متزايد ال‬
‫نظ ير له ا‪ ،‬إض افة الى أن ض بط المج رمين الف اّر ين وتس ليمهم ذات أهمي ة كب يرة‪ ،‬خاص ة أن‬
‫الدول ة ال تس تطيع القي ام ببعض اإلج راءات المتعلق ة بمالحق ة المج رمين الف اّر ين دون مس اعدة‬
‫اإلنتربول لها من خالل الوسائل المتوفرة لديه‪.‬‬

‫أم ا أه داف البحث يكمن في بي ان دور منظم ة الش رطة الجنائي ة الدولي ة ـ ـ اإلن تربول ـ ـ في‬
‫مالحق ة الف اّر ين من وج ه العدال ة ع بر الح دود الوطني ة وم دى فاعلي ة دوره ا واآللي ات ال تي‬
‫تس تعملها له ذا الغ رض‪ .‬فض ًال عن تحدي د مفه وم الف اّر و بي ان أرك ان جريم ة الف رار من وج ه‬
‫العدالة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬نطاق البحث‬

‫إن نطاق دراستنا سيقتصر على القانون األساس للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية ـ ـ اإلنتربول‬
‫ـ ـ وقانون العقوبات العراقي‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬إشكالية البحث‬

‫يسعى هذا البحث للتطرق الى مشكلة الفاّر ين من وجه العدالة ألن تقديم الحلول لها تشكل‬
‫أهمي ة كب يرة في مج ال تط بيق العدال ة الجنائي ة و مالحقتهم من قب ل منظم ة الش رطة الجنائي ة‬
‫الدولي ة ـــ اإلن تربول ـ ـ إللق اء القبض عليهم بغي ة تس ليمهم للدول ة طالب ة التس ليم‪ ،‬وذل ك من خالل‬
‫اإلجابة على هذه األسئلة‪:‬‬

‫‪1‬ـ ما هو تعريف الفاّر من وجه العدالة؟‬

‫‪2‬ـ ما هو البنيان القانوني لجريمة الفاّر من وجه العدالة؟‬

‫‪3‬ـ ما هي جهود الشرطة الجنائية الدولية ـ ـ اإلنتربول ـ ـ في مالحقة المجرمين الفاّر ين من وجه‬
‫العدالة؟‬

‫‪2‬‬
‫‪4‬ـ ما هي وسائل الشرطة الجنائية الدولية ـ ـ اإلنتربول ـ ـ لمالحقة الفاّر ين من وجه العدالة؟‬

‫خامسًا‪ :‬منهجية البحث‬

‫لقد إرتأينا في معالجتنا لهذا الموضوع‪ ،‬اإلعتماد على منهج علمي يتناسب مع طبيعة البحث‪،‬‬
‫بإعتبار أن لك ل بحث قانوني منهجية معين ة هي أداة الباحث أثناء إعداده لبحثه‪ ،‬ونظرا لتعدد‬
‫تل ك المن اهج‪ ،‬فق د إعتم دنا في ه ذا البحث على منهج علمي محكم ومت وازن يتمث ل في المنهج‬
‫الق انوني التحليلي‪ ،‬بإعتبارهم ا من المن اهج البحثي ة ال تي ال تقتص ر على وص ف وتش خيص‬
‫األشياء والظواهر‪ ،‬بل تتعداه إلى تقييم القواعد القانونية المقررة وما يجب أن تكون عليه‪ ،‬من‬
‫خالل مراعاة ما يتناسب مع طبيعة دراستنا‪ ،‬مع حرصنا على إبداء موقفنا من مختلف اآلراء‬
‫والنظري ات والمواق ف‪ ،‬معتم دين في ذل ك على مجموع ة من المراج ع العربي ة المتخصص ة‬
‫والعامة‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬خطة البحث‬

‫قمن ا بتقس يم بحثن ا ه ذا على مبح ثين‪ ،‬تناولن ا في المبحث األول التعري ف بجريم ة الف اّر من‬
‫وجه العدالة وقسمناه الى مطلبين‪ ،‬تناولنا في المطلب األول تعريف الفاّر من وجه العدالة‪ ،‬وفي‬
‫المطلب الث اني درس نا البني ان الق انوني لجريم ة الف رار من وج ه العدال ة‪ .‬أم ا في المبحث الث اني‬
‫بّينا دور الشرطة الجنائية الدولية ـ ـ اإلنتربول ـ ـ في مالحقة الفاّر ين من وجه العدالة من خالل‬
‫مطل بين‪ ،‬خصص نا المطلب األول لجه ود الش رطة الجنائي ة الدولي ة ـ ـ اإلن تربول ـ ـ في مالحق ة‬
‫الف اّر ين من وج ه العدال ة‪ ،‬وتكلمن ا في المطلب الث اني عن وس ائل الش رطة الجنائي ة الدولي ة ـ ـ‬
‫اإلن تربول ـ ـ لمالحق ة الف اّر ين من وج ه العدال ة‪ .‬وختمن ا بحثن ا ه ذا بمجموع ة من اإلس تنتاجات‬
‫والتوصيات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‬

‫التعريف بجريمة الفاّر من وجه العدالة‬

‫الف اّر من وج ه العدال ة أم ا أن يك ون ش خص متهم بإرتك اب جريم ة ولم تص در حكم باإلدان ة‬

‫أي لم تثبت إدانته بعد‪ ،‬ويغيب بشخصه أمام القضاء الجزائي‪ ،‬أو قد يكون محكوم ًا عليه وف ّر‬
‫من المؤسسات اإلصالحية‪ .‬لتوضيح ذلك سنقسم هذا المبحث على مطلبين بالشكل اآلتي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الفاّر من وجه العدالة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬البنيان القانوني لجريمة الفرار من وجه العدالة‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف الفاّر من وجه العدالة‬

‫لم ي بّين المش رع الع راقي المقص ود ب المتهم الف اّر (اله ارب) في ق انون العقوب ات ب ل ح دد‬
‫أركان جريمة الفرار مع عقوبتها‪ ،1‬وقد ورد في قانون تعديل الخامس عشر رقم (‪ )30‬لسنة (‪2‬‬
‫‪ )001‬لق انون أص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي الناف ذ إج راءات تبلي غ الف اّر إذ نص ه ا‬
‫الق انون في الم ادة (‪ )143‬على أن ه " ج‪ -‬إذا ت بّين بنتيج ة التبلي غ أن المتهم ه ارب تعل ق ورق ة‬
‫التكليف بالحضور أو أمر القبض في محل إقامته إن كان معلومًا وتنشر في ص حيفتين محلي تين‬
‫وت ذاع باإلذاع ة أو التلفزي ون في الجناي ات والجنح الهام ة حس بما تق رره المحكم ة ال تق ل مدت ه‬
‫عن شهر في الجنح والمخالفات وشهرين في الجنايات من تأريخ آخر نشر في الصحف"‪ .‬د‪-‬‬
‫إس تثناء من حكم الفق رة (ج) من ه ذه الم ادة‪ ،‬إذا ت بين بنتيج ة التبلي غ أن المتهم بجريم ة عقوبته ا‬
‫اإلع دام‪ ،‬ه ارب فيوض ع أم ر القبض الص ادر علي ه لم دة س تة أش هر في مح ل إقامت ه إن ك ان‬

‫‪ -1‬سنأتي الى بيان أركان وعقوبة جريمة الفرار في الصفحات الالحقة من البحث‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫معلومًا وفي لوحة إعالنات كل من المحكمة التي أصدرته ومركز الشرطة الذي يتولى التحقي ق‬
‫في القض ية‪ ،‬وتق رر المحكم ة المختص ة من ع س فره وحج ز أموال ه المنقول ة وغ ير المنقول ة‪،‬‬
‫وت دعوه الى تق ديم نفس ه إليه ا أو الى أي مرك ز للش رطة وتح دد موع دًا لمحاكمت ه يلي إكم ال‬
‫اإلجراءات المتقدمة بمدة ال تقل عن شهرين‪ ،‬وتشعر الجهات ذات العالقة كافة ب ذلك"‪ .‬فالقانون‬
‫هنا لم يحدد ما هو المقصود بالهارب ولكن تحدث عن اآلثار التي تنتج عن هروب المتهم‪.‬‬

‫وع ّر فت المادة (‪ )288‬من قانون إج راءات الجزائي ة اليم ني الفاّر بأن ه " يعد فاّر ًا من وج ه‬
‫العدالة كل من متهم هرب بعد حبسه أو القبض عليه أو لم يكن له محل إقامة معروف أوجدت‬
‫ق رائن ت دل على أن ه أخفى نفس ه أو حض ر جلس ات المحاكم ة وتخل ف عن باقيه ا دون ع ذر‬
‫مقبول"‪.‬‬

‫وُع ِّر ف الفاّر (الَهارب)‪ 1‬بأنه "اإلفالت غير المشروع للسجين من الحراس ة القانوني ة" أو أنه‬
‫يعني " التحرر القسري للسجين من الحراسة القانونية"‪ .‬وعرفته محكمة النقض السورية بقولها‬
‫" هرب المحكوم عليه من السجن هو التخلص من تنفيذ العقوبة التي حكم القانون بتنفيذها بعد‬
‫اكساب الحكم الصادر عليه قوة القضية المقضية"‪.2‬‬

‫وينقسم األشخاص الفاّر ين من وجه العدالة الى قسمين‪ ،‬قسم هم الفاّر ين من المتهمين والقسم‬
‫اآلخ ر هم الف اّر ين من المحك ومين عليهم‪ .‬وعلي ه س نتعرف على الف اّر ين من المتهمين ومن ثم‬
‫الفاّر ين من المحكومين عليهم ‪.‬‬

‫‪ -1‬الفاّر ين من المتهمين‬

‫ال يوج د تعري ف مح دد للمتهم‪ ،‬غ ير أن ه ق د يختل ف الق وانين في التمي يز بين المتهم وغ يره‬

‫ممن يتعرض ون إلج راءات وهم ليس وا متهمين بع د‪ ،‬وأن بعض ها ق د أعطى تم يزًا اص طالحيًا‬
‫للمتهم ذاته في مرحلة أو أخرى من مراحل الدعوى الجزائية لذا فقد اجتهد الفقه والقضاء في‬

‫‪ - 1‬إن فعل َه َر َب يعني‪َ :‬فَّر ‪( ،‬في المشي) والَهَر ْب مصدر الفع ل َه َر َب وَه ِر َب ويع ني الف رار‪ .‬ينظ ر‪ :‬ج بران‬
‫مسعود‪ ،‬قاموس الرائد‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ص‪.1560‬‬
‫‪ -‬كريم محمد منصور الخزرجي‪ ،‬ج رائم ه رب المحك ومين والموق وفين والمقب وض عليهم والمس اعدة علي ه‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫رسالة ماجستير مقدمة الى كلية القانون‪ ،‬بجامعة بغداد‪ ،2002 ،‬ص‪.16‬‬

‫‪5‬‬
‫وضع تعريف للمتهم ألن تعريفه يعتبر من األمور الجوهرية والتي تلزم سلطة التحقيق معاملت ه‬
‫على أساس تلك الصفة‪.1‬‬

‫المش رع الع راقي لم يع ّر ف المتهم في نص وص ق انون أص ول المحاكم ات الجزائي ة رقم (‬


‫‪ )23‬لس نة (‪ )1971‬وإ نم ا أتى ب ه في بعض النص وص‪ .2‬م ع ذل ك تم تعريف ه في ق انون‬
‫اإلج راءات الجزائي ة الفلس طيني رقم (‪ )3‬لس نة (‪ )2001‬في الم ادة (‪ )8‬من ه بأن ه " ك ل ش خص‬
‫تقام عليه دعوى جزائية يسمى متهمًا"‪.‬‬

‫وهناك تعريف آخر للمتهم بأنه "كل شخص تحرك الدعوى الجزائية ضده لإلشتباه بإرتكابه‬
‫جريمة أو إشتراكه فيها"‪.3‬‬

‫والف اّر ون من المتهمين يش مل المقب وض علي ه والموق وف والمس توقف‪ ،‬وس نتناولهم بالش كل‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المقبوض عليه‬

‫القبض هو إجراء ماس بحق اإلنسان في التنقل والتجوال‪ ،‬ويؤدي الى منع ممارسته لكافة‬
‫حقوقه‪ ،‬وهو من اإلجراءات الخطرة التي تعّر ض الحريات الشخصية للمساس واإلنتهاك‪.4‬‬

‫وهناك تعاريف عديدة لبيان المقص ود ب القبض فقد ع ّر ف بأن ه" عب ارة عن حجز الشخص‬
‫لف ترة من ال وقت لمنع ه من الف رار وتمهي دًا لس ماع أقوال ه بمعرف ة الجه ة المختص ة"‪ .5‬وع ّر ف‬
‫أيض ًا بأن ه " إتخ اذ اإلحتياط ات الالزم ة لتقيي د المقب وض علي ه ووض غه تحت تص رف الجه ة‬

‫‪ -‬عماد أحمد هاشم الشيخ الخليل‪ ،‬ضمانات المتهم أثناء مرحلة اإلستجواب‪ ،‬رسالة ماجس تير مقدم ة الى كلي ة‬ ‫‪1‬‬

‫الحقوق بجامعة العالم األمريكية‪ ،2006 ،‬ص‪.20‬‬


‫‪ -‬من األمثلة على ذلك‪ ،‬المادة (‪/9‬هـ) و المادة (‪ )43‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬زه ير جمع ة ب اش الم الكي ‪ ،‬محاكم ة المتهم الف اّر من وج ه العدال ة (دراس ة مقارن ة بين ق انون أص ول‬
‫المحاكمات الجزائية األردني وقواعد اإلجراءات في القضاء الدولي)‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة الى كلية الحقوق‬
‫بجامعة الشرق األوسط‪ ،2013 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -‬س ردار علي عزي ز‪ ،‬ض مانات المحاكم ة العادل ة للمتهم ( دراس ة مقارن ة بالش ريعة اإلس المية)‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪4‬‬

‫القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2010 ،‬ص‪.203‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬رؤوف عبيد‪ ،‬مباديء اإلج راءات الجنائي ة في الق انون المص ري‪ ،‬دار الفك ر الع ربي‪ ،‬الق اهرة‪،2005 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫ص‪.329‬‬

‫‪6‬‬
‫المخولة بالقبض عليه لفترة زمنية مؤقتة بهدف منعه من الفرار تمهيدًا إلستجوابه من الجهات‬
‫المختصة"‪.1‬‬

‫ب‪ -‬الموقوف‬

‫التوقيف هو من إجراءات التحقيق اإلبتدائي ويقصد من ه حجز المتهم ووضعه تحت سلطة‬
‫الجهة القائمة بالتحقيق أو المحاكمة أثناء فترة التحقيق أو المحاكمة‪ ،‬وهو بذلك يعد من أخطر‬

‫إجراءات التحقيق أو المحاكمة‪ ،‬حيث أنها يؤدي الى سلب حرية المتهم الذي هو ال يزال بريئ ًا‬
‫في نظر القانون الى أن تثبت إدانته‪.2‬‬

‫الموقوفون هم األشخاص الذين يتم إيقافهم في مراكز الشرطة أو في السجون أو التسفيرات‬


‫إلته امهم بإرتك اب أعم ال جنائي ة وال ذين ص درت بحقهم م ذكرات توقي ف قض ائية على أن يتم‬
‫الفصل بينهم وبين النزالء والمودعين‪.3‬‬

‫ج‪ -‬المستوقف‬

‫اإلستيقاف هو إجراء من إجراءات اإلستدالل يلجأ إليه أفراد الشرطة أو األمن متى ما وجد‬
‫شخص أو مجموعة من األشخاص في وضع يدعو الى الشك والريبة‪ ،‬كأن يكون هناك ش خص‬
‫س ائر في طري ق حالم ا ش اهد أف راد الش رطة آلذ ب الفرار أو أن ينح رف عن خ ط س يره‬
‫اإلعتي ادي‪ ،‬ففي ه ذه الحال ة يس تطيع أف راد الش رطة إس تيقاف ه ذا الش خص والس ؤال من ه كم ا‬
‫يمكن البحث عن السالح الذي قد يحمله ومتى ما تأكد لهم بأن هذا الشخص ال عالقة له بأية‬
‫جريمة يتركونه وشأنه‪.4‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬رزك ار محم د ق ادر‪ ،‬ش رح ق انون أص ول المحاكم ات الجزائي ة‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬مؤسس ة ‪O.P.L.C‬‬ ‫‪1‬‬

‫للطباعة والنشر‪ ،‬أربيل‪ ،2003 ،‬ص ‪.213‬‬


‫‪ - 2‬د‪ .‬رزكار محمد قادر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪ -‬الم ادة ( ‪/1‬س ابعًا) من ق انون إص الح ال نزالء والم ودعين الع راقي رقم (‪ )14‬لس نة ‪ ،2018‬منش ور في‬ ‫‪3‬‬

‫جريدة الوقائع العراقية‪ ،‬العدد ‪ ،4499‬السنة الستون‪.2018 ،‬‬


‫‪ -‬هيمن حمة علي كاكة‪ ،‬جريمة إيواء الفارين في قانون العقوبات العراقي‪ ،‬رسالة ماجس تير مقدم ة الى كلي ة‬ ‫‪4‬‬

‫القانون والعلوم السياسية بجامعة صالح الدين‪ ،‬أربيل‪ ،‬كوردستان‪ ،2017 ،‬ص‪.41‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -2‬الفاّر ين من المحكوم عليهم‬

‫يقصد بالحكم في نطاق الدعوى الجزائية القرار الذي تصدره المحكمة في جلسة المحاكمة‬
‫بشان براءة المتهم من التهمة المنسوبة اليه أو إدانته بها وبي ان العقوب ة المقررة بحق ه‪ .1‬ويش مل‬
‫المحكوم عليهم ( المحجوز‪ ،‬المحبوس‪ ،‬والمسجون والمودع)‪.‬‬

‫أ‪ -‬المحجوز‬

‫ويعّر ف الحجز بأنه إستبقاء الشخص في المكان المحدد بقرار الحجز ولو لم ترافقه حراسة‬
‫لصيقة وهو إجراء أخف من التوقيف‪.2‬‬

‫والحج ز يك ون بحكم قض ائي وذل ك بوض ع المحك وم علي ه في الحج ز إلبع اده عن المجتم ع‬
‫لفترة من الزمن وإ ن إرجاعه يؤدي الى األضرار به والمجتمع أيضًا‪.3‬‬

‫وتنص الم ادة (‪ )73‬من ق انون العقوب ات الع راقي رقم (‪ )111‬لس نة (‪ )1969‬المع ّد ل على‬
‫أنه" ‪1‬ـ ـ إذا ارتكب الفتى جناية يحكم عليه بالحجز في مدرسة الفتيان الجانحين مدة ال تقل عن‬
‫سنتين وال تزيد على خمس عشرة سنة إذا كانت عقوبة الجناية اإلعدام أو السجن المؤبد‪ 2 .‬ـ ـ‬
‫وب الحجز في مدرس ة الفتي ان الج انحين م دة ال تق ل عن س نة وال تزي د على نص ف الح د‬
‫األقصى ‪ ...‬ويجوز للمحكمة أن تحكم على الفتى بالحجز في مدرسة إصالحية مدة ال تقل عن‬
‫سنة وال تزيد عن نصف الحد األقصى المقرر للجناية قانونًا‪."...‬‬

‫‪ - 1‬هيمن علي كاكة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.43‬‬


‫‪ -‬محم د ع ودة الجب ور‪ ،‬المس ؤولية الجزائي ة المترتب ة على ف رار الس جناء في الق انون المق ارن‪ ،‬دار النش ر‬ ‫‪2‬‬

‫بالمركز العربي للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪ ،1993 ،‬ص‪.59‬‬


‫‪ - 3‬هيمن حمة علي كاكة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪8‬‬
‫ب ـ المحبوس‬

‫لقد أشار قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة (‪ )1969‬المع ّد ل الى نوعين من الحبس‬
‫وعّر فهما بشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬ـ الحبس الشديد‪ :‬هو إيداع المحكوم عليه في إحدى المنشآت العقابية المخصصة لهذا الغرض‬
‫الم دة المق ررة في الحكم وال تق ل م دة الحبس الش ديد على ثالث ة أش هر وال تزي د على خمس‬
‫سنوات ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.1‬‬

‫‪2‬ـ الحبس البس يط‪ :‬فه و إي داع المحك وم علي ه في إح دى المنش آت العقابي ة المخصص ة له ذا‬
‫الغ رض في الحكم م دة ال تق ل على (‪ )24‬س اعة وال تزي د على س نة م ا لم ينص الق انون على‬
‫خالف ذلك‪.2‬‬

‫إذن المحبوس هو المحكوم علي ه في إحدى المنش آت العقابي ة المخصص ة لهذا الغرض مدة‬
‫يحددها القانون‪.‬‬

‫ج ـ المسجون‬

‫عّر ف المشرع العراقي عقوبة السجن بأنه " إيداع المحكوم عليه في إحدى المنشآت العقابية‬
‫المخصص ة قانون ًا له ذا الغ رض لم دة عش رين س نة إن ك ان مؤب دًا والم دد المبّين ة في الحكم إن‬
‫ك ان مؤقت ًا ومدة الس جن المؤقت أك ثر من خمس سنوات الى خمس عش رة م ا لم ينص القانون‬
‫خالف ذلك"‪. 3‬‬

‫وعّر ف قانون النزالء والمودعين العراقي رقم (‪ )13‬لسنة (‪ )2018‬المؤسسات اإلصالحية في‬
‫الم ادة (‪/1‬س ابعًا) على أنه ا " هي جه ة ذات شخص ية معنوي ة مس تقلة وال تي ي ودع فيه ا ال نزالء‬
‫ال ذين تص در بحقهم أحك ام قض ائية لغ رض تنفي ذ تل ك األحك ام‪ ،‬والعم ل على عالجهم وت أهيلهم‬
‫خالل ف ترة تنفي ذ العقوب ة وذل ك بتص نيفهم وت أهيلهم س لوكيًا ومهني ًا وتربوي ًا‪ .‬وتتك ون من أقس ام‬

‫‪ - 1‬المادة (‪ )88‬من قانون العقوبات العراقي‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة (‪ )89‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة (‪ )87‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ومديريات يتم تحديد مهامها وتشكيالتها وإ ختصاص كل منها بموجب نظام خاص يعد من قبل‬
‫الوزارة المختصة ويصدر عن مجلس الوزراء"‪.‬‬

‫بينم ا الس جين ه و " ك ل ش خص ص در بحق ه حكم يقض ي بوض عه في الس جن من س لطة‬
‫مختصة قانونًا بإصداره"‪.1‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن قانون العقوبات العراقي في المادة (‪ )267‬المتضمنة تجريم هروب‬
‫المحكوم عليه قد خلت من ذكر السجن حيث إنها قد تضمنت "كل من هرب بعد القبض عليه‬
‫أو حجزه أو توقيفه أو حبسه بمقتضى القانون"‪.2‬‬

‫وبشكل يخالف جميع قوانين دول العالم‪ ،‬ال تعاقب المانيا سجنائها الفاّر ين من السجون‪ ،‬في‬
‫حين أن ه ذا الفع ل ق د يع رض ص احبه في دول أخ رى لمض اعفة عقوب ة الحبس‪ ،‬أو فق دان‬
‫اإلمتيازات التي كان قد حصل عليها‪ ،‬أو إتخاذ المزيد من اإلجراءات التأديبية بحقه‪.3‬‬

‫ونحن ب دورنا نؤي د التش ريعات ال تي تع اقب األش خاص الف اّر ين من المؤسس ات اإلص الحية‬
‫لضمان أمن وسالمة وإ صالح المجتمع من الخلل واإلنحرافات الشخصية التي آلت الى إرتكاب‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫د‪ -‬إيداع الحدث‬

‫‪ - 1‬الفقرة (‪ )13‬من المادة نفسها والقانون نفسه‪.‬‬


‫‪ - 2‬هيمن حمة علي كاكة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪45‬‬
‫‪ -‬يعود تأريخ ق انون اله روب من الس جن في الماني ا للع ام ‪ ،1880‬حيث رأى واضعو ه ذا الق انون أن البق اء‬ ‫‪3‬‬

‫ح رًا والس عي لني ل الحري ة هي غري زة البش ر‪ ،‬ل ذلك ق ّر روا ع دم جع ل الف رار من الس جن غ ير ق انوني‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من ذلك‪ ،‬إن أحدث السجين أثناء فراره دمارًا في الممتلكات مثل‪ :‬إتالف القضبان بالمنشار‪ ،‬أو تدمير‬
‫الجدران والسيج أو اإلعتداء على أي فرد ‪ ،‬فهنا تقع العقوبة عليه‪ .‬لذلك من النادر يخلص السجين الفار دون‬
‫عق اب‪ .‬وك ذلك اله روب من الس جن مش روع أيض ًا في ق انون النمس ا والمكس يك‪ .‬لم اذا اله روب من الس جن في‬
‫تروني‬ ‫ع اإللك‬ ‫ورة في الموق‬ ‫ة منش‬ ‫انون؟ مقال‬ ‫ه الق‬ ‫اقب علي‬ ‫ر ال يع‬ ‫ا أم‬ ‫الماني‬
‫‪ http://www.almadenahnews.com‬تأريخ الزيارة‬

‫‪10‬‬
‫فالمودع هو الحدث المحكوم عليه بتدبير سالب للحرية وفق ًا لقانون رعاية األحداث رقم (‬
‫‪ )76‬لس نة (‪ )1983‬الع راقي المع ّد ل وذل ك بوض عهم في دار المالحظ ة أو مدرس ة تأهي ل‬
‫الصبيان أو الفتيان أو الشباب البالغين األحداث‪.4‬‬

‫يمنع بعض التش ريعات محاكم ة الحدث م ا لم يتم التاسعة من عمره كالتش ريع العراقي‪،2‬‬
‫بينم ا تش ريعات أخ رى كالتش ريع اإلم اراتي والتش ريع اللبن اني الل ذان ح ددا مس ؤولية الجزائي ة‬
‫بإكمال السابعة من العمر‪ ،3‬والتشريع الجزائري حددها بأكثر من ذلك وهي بإكمال الثالثة عشر‬
‫من العمر‪.4‬‬

‫وفق ًا لم ا تق دم يتض ح لن ا أن أغلب التش ريعات جنائي ة لم يع رف الش خص الف اّر من وج ه‬


‫العدالة وإ نما وّض حت الشروط والظروف المالبسات التي يعتبر الشخص فاّر ًا‪.‬‬

‫والشخص الفاّر من وجه العدالة هو إما أن يكون متهم َا بجريمة وتقام عليه دعوى جزائية أو‬
‫محكومًا عليه بإرتكاب فعل جّر مه القانون وصدر الحكم ضده في محكمة مختصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫البنيان القانوني لجريمة الفرار من وجه العدالة‬

‫تنص المادة (‪ )267‬من قانون العقوبات العراقي المع ّد ل على أنه " يعاقب بالحبس مدة ال‬
‫تزيد على س نتين أو بغرام ة ال تزيد على مائ ة دين ار‪ :‬ك ل من هرب بعد إلق اء القبض علي ه أو‬
‫حج زه أو توقيف ه أو حبس ه بمقتض ى الق انون‪ .‬وتك ون العقوب ة الحبس إذا وقعت الجريم ة من‬
‫شخصين فأكثر أو بالتهديد أو بالعنف على األشخاص أو األشياء‪ .‬وتكون العقوبة السجن مدة ال‬

‫‪ - 4‬المادة (‪ )10‬من قانون رعاي ة األح داث الع راقي‪ ،‬ه ذا وق د بّينت الفق رة (رابع ًا) منه ا أن الش اب هم من أتم‬
‫الثامنة عشرة من المودعين في مدرسة تأهيل الفتيان أو أكمل الثامنة عشرة من عمره وقت الحكم عليه‪.‬‬
‫‪ -‬تنص المادة (‪/47‬أوًال) من قانون رعاية األح داث الع راقي على أن ه" ال تق ام ال دعوى الجزائي ة على من لم‬ ‫‪2‬‬

‫يكن وقت إرتكاب الجريمة قد أتم التاسعة من عمره‪."...‬‬


‫‪ -‬الم ادة (‪ )6‬من ق انون االح داث الج انحين المش ردين اإلم اراتي رقم (‪ )9‬لس نة ‪ .1976‬والم ادة (‪ )3‬من‬ ‫‪3‬‬

‫قانون األحداث المخالفين للقانون أو المعرضين للخطر اللبناني رقم (‪ )422‬لسنة ‪.2002‬‬
‫‪ - 4‬المادة (‪ )49‬من قانون العقوبات الجزائري رقم ‪66‬ـ‪ 156‬لسنة ‪ 1966‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تزيد على سبع سنوات إذا وقعت الجريمة بإستعمال السالح أو بالتهديد بإستعماله"‪ .‬فوفق ًا لذلك‬
‫تقوم جريمة الفاّر من وجه العدالة على ركني المادي والمعنوي وسنبّينهما وعلى الوجه اآلتي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬الركن المادي‬

‫يتمثل الركن المادي في السلوك اإلجرامي أو ماديات الجريمة‪ ،‬وهو فعل خارجي له طبيعة‬
‫ملموسة تدركه الحواس‪ ،‬وال تقوم أية جريمة بدون توافر ركن مادي‪ ،‬ويؤدي توافره الى إقامة‬
‫ال دليل ض د م رتكب الجريم ة ويحمي األف راد من إحتم ال أن تؤاخ ذهم الس لطات العام ة دون أن‬
‫يصدرعنهم سلوك مادي محدد‪.1‬‬

‫يتمثل السلوك في هذه الجريمة بفعل الهرب متمثًال باألفعال المادية التي يتخلص بواسطتها‬
‫الجاني من الحراسة المعبرة عن الحفظ القانوني سواء كانت حراسة لصيقة بشخص اله ارب أو‬
‫كانت عامة مفروضة على المباني التي تضم مسلوبي الحرية كالمؤسسات اإلصالحية ويمكن‬
‫أن يتحق ق اله روب ب أي فع ل يخ رج بواس طته مس لوب الحري ة من نط اق الس يطرة المفروض ة‬
‫عليه فقد يقع الهروب باإلفالت من قبضة الحارس بخداعه أو بإستخدام القوة والعنف ضده أو‬
‫ضد األشياء المقيدة حركته بها كاإلقفال واألوصاد الحديدية أو بكسر باب المؤسسة وغيرها‪.‬‬
‫أما النتيجة المطلوبة لتحقيق جريمة الهرب من العدالة هي اإلفالت غير المشروع من الحراسة‬
‫القانونية‪ ،‬وال تحتاج الجريمة غير ذلك السلوك المجرد للهرب فال تتوقف الجريمة على نتيجة‬
‫ضارة كالوفاة في جريمة القت ل أو نقل حيازة الملكية في جريمة السرقة‪ 2‬وهذا يعني بأن هذه‬
‫الجريمة تعد من جرائم الخطر‪.‬‬

‫إن تعقب مسلوب الحرية أو القبض عليه بعد اإلفالت غير المشروع من الحراسة القانونية‬
‫يختلف عن القبض عليه وهو يحاول اإلفالت من الحراسة إال أن يقظة الحراس أو تعقيبه وهو‬
‫داخل مبنى اإلصالحية في محاولته الهرب حالت دون تمكنه من تحقيق جريمته‪ ،‬ففي الوضع‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬محمد الشناوي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.120‬‬


‫‪ -‬كريم محمد منصور الخزرجي‪ ،‬ج رائم ه رب المحك ومين والموق وفين والمقب وض عليهم والمس اعدة علي ه‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫رسالة ماجستير مقدمة الى كلية القانون بجامعة بغداد‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪ ،2002 ،‬ص‪.74‬‬

‫‪12‬‬
‫األول يس أل مس لوب الحري ة عن جريم ة تام ة‪ ،‬وفي الحال ة الثاني ة فيس أل عن جريم ة الش روع‪،‬‬
‫فالنتيجة محققة في األول رغم إعادة الفاّر الى مكانه إال أنها لم تتحقق في الحالة الثانية ألسباب‬
‫ال دخل إلرادة الجاني فيها‪ ،‬مثلما ال يؤثر طول أو قصر فترة البقاء في الهرب‪.1‬‬

‫إذن ع دم مث ول المتهم أم ام القض اء أو ف رار المحك وم علي ه في المؤسس ات اإلص الحية ه و‬


‫الخط ر الن اتج عن عدم اس تفاء المتهم أو المحكوم علي ه العقوب ة المقررة ل ه أو عدم إكم ال م دة‬
‫عقوبته‪ ،‬مما يمس باألمن الداخلي للدولة والعدالة الجنائية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لصور الفرار (الهرب) وفق المادة (‪ )267‬فأنها تنقسم الى الهرب البسيط والذي‬
‫لم يحدد المشرع أية وسيلة معينة‪ ،‬ويعاقب الشخص الفاّر بالحبس مدة ال تزيد على سنتين أو‬
‫بغرام ة ال تزي د على مائ ة دين ار‪ ،‬بينم ا اله رب الش ديد ه و ال ذي يح دد المش رع إس تخدام وس يلة‬
‫معين ة إلرتك اب الس لوك كالتهدي د أو إس تخدام العن ف على األش خاص أو األش ياء أو بإس تعمال‬
‫السالح أو بالتهديد بإستعماله وتكون العقوبة حينها السجن مدة ال تزيد على سبع سنوات‪.‬‬

‫الجدير باإلشارة الى أن هناك حاالت يرتكب فيها شخص الفاّر جريمة أخرى حتى يتمكن من‬
‫الفرار كالقتل أو الجرح وغيرها‪ ،‬هنا على المشرع األخذ بتعدد العقوبة‪ ،‬بحيث يعاقب الشخص‬
‫الف اّر أوًال على فعل ه اإلج رامي وه و الف رار وثاني ًا على إرتك اب الجريم ة الثاني ة كالقت ل أو‬
‫غيره ا‪ ،‬أي تط بيق الم ادة (‪ )142‬من ق انون العقوب ات لتحق ق حال ة تع دد الج رائم م ع وح دة‬
‫الغرض‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫جريم ة الف رار من العدال ة من الج رائم العمدي ة ال تي يتطلب ت وفر القص د الج رمي بعنص ريه‬
‫العلم واإلرادة‪ .‬وه ذا يع ني‪ ،‬يجب أن يعلم مس لوب الحري ة بص فته القانوني ة ه ذه كون ه مقب وض‬
‫عليه أو محجوز أو محبوس وفقًا للقانون‪ ،‬وأنه يرتكب فعًال من شأنه أن يقود الى الهرب وأن‬
‫ينص رف إرادت ه الى ذل ك الفع ل ونتيجت ه المتمثل ة ب اإلفالت من الحراس ة القانوني ة المفروض ة‬
‫عليه‪.2‬‬

‫‪ - 1‬كريم محمد منصور الخزرجي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.78‬‬


‫‪ - 2‬كريم محمد منصور الخزرجي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.101‬‬

‫‪13‬‬
‫وفق ًا لم ا تق دم أن فع ل الف رار لم يح دد من قب ل المش رع الجن ائي على س بيل الحص ر وإ نم ا‬
‫كافة األفعال التي يقوم بها مسلوب الحرية من شأنها تؤدي الى التخلص من الحراسة القانونية‬
‫المفروض ة علي ه تع د س لوكًا مادي ًا‪ ،‬إض افة الى إن ه يكفي في ه ذه الجريم ة ان يت وافر القص د‬
‫الجرمي العام وال يطلب توافر القصد خاص‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫دور الشرطة الجنائية الدولية ـــ اإلنتربول ـــ في مالحقة الفاّر ين من وجه العدالة‬

‫إن الهدف الرئيس من إنشاء منظمة اإلنتربول هو تنمية وتطوير التعاون الدولي الشرطي‬
‫في مجال مكافحة الجرائم ومالحقة المجرمين‪ ،‬لذلك فإن مكافحة هذه الجرائم بواسطة أجهزة‬
‫الش رطة الجنائي ة في دول الع الم المختلف ة ال تي ب اتت غالبيته ا أعض اء في ه ذه المنظم ة الدولي ة‬
‫هي اله دف المنش ود من وراء اإلن تربول‪ .1‬ولتن اول دور اإلن تربول في مالحق ة المج رمين‬
‫الفاّر ين من وجه العدالة سنقسم هذا المبحث الى مطلبين وكاآلتي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جه ود الش رطة الجنائي ة الدولي ة ـ ـ ـ اإلن تربول ـ ـ ـ في مالحق ة الف اّر ين من وج ه‬
‫العدالة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوسائل التي تتبعها الشرطة الجنائية الدولية ـ ـ ـ اإلنتربول ـ ـ ـ في مالحقة الفاّر ين‬
‫من وجه العدالة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬منتص ر س عيد حم ودة‪ ،‬المنظم ة الدولي ة للش رطة الجنائي ة (اإلن تربول)‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬دار الفك ر‬
‫الجامعي‪ ،‬األسكندرية‪ ،‬ص‪.131‬‬

‫‪14‬‬
‫المطلب األول‬

‫جهود الشرطة الجنائية الدولية ـــ اإلنتربول ـــ في مالحقة الفاّر ين من وجه العدالة‬

‫يمثل المجرمون الفاّر ون تهديدًا خطيرًا للسالمة العامة في جميع أنحاء العالم‪ ،‬فهم في تنقل‬
‫دائم غالب ًا ما يسافرون من بلد الى آخر مستخدمين وثائق سفر مسروقة أو مزورة ويستغلون‬
‫الف رص الس انحة فيميل ون ف رارهم المس تمر من وج ه العدال ة عن طري ق إرتك اب المزي د من‬
‫األعمال اإلجرامية‪ ،‬ويقّو ض الفاّر ون أيضًا أنظمة العدالة الجنائية في العالم‪ ،‬فقد يدانون بتهمة‬
‫إنته اك الق انون ولكن من دون أن يلقى القبض عليهم‪ ،‬وق د يطل ق س راحهم بكفال ة فيل وذون‬
‫ب الفرار لتف ادي مح اكمتهم أو ربم ا يف ّر ون من الس جن وعن دما يف ّر ون ال يج ري الفص ل في‬
‫القضايا التي إتهموا بها‪ ،‬وال ينصاع المجرمون المدانون لإللتزامات المفروضة عليهم‪ ،‬وُتنكر‬
‫العدالة على ضحايا جرائمهم‪.1‬‬

‫يكمن دور اإلن تربول في توف ير إدارة فرعي ة ل دعم التحقيق ات بش أن الف ارين والمس اعدة‬
‫اإلس تباقية والمنتظم ة لل دول األعض اء ولغيره ا من الهيئ ات الدولي ة به دف تحدي د مك ان وج ود‬
‫الفاّر ين الذين يعبرون الحدود الدولية وإ عتقالهم‪ ،‬وتضطلع هذه اإلدارة في توفير الدعم للدول‬
‫األعضاء للتحقيقات الجارية بشان الفاّر ين الدوليين وتوفير الدعم العملياتي للتحقيقات في جرائم‬
‫اإلبادة الجماعية والجرائم المرتكبة ضد اإلنسانية وجرائم الحرب‪ 2‬التي تجريها الدول األعض اء‬
‫في اإلنتربول والمحاكم التابعة لألمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية‪.3‬‬

‫_ د‪ .‬منتصر سعيد حمودة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.132‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ب الرجوع الى الم ادة (‪ )6‬من النظ ام األساس ي للمحكم ة الجنائي ة الدولي ة نج د أنه ا ع رفت جريم ة اإلب ادة‬ ‫‪2‬‬

‫الجماعية على أنها " إرتكاب أعمال معينة بنّي ة اإلبادة الكلية أو الجزئية لجماعة قومية أو إثنية‪ ،‬أو عنصرية‪،‬‬
‫أو دينية"‪ .‬والجرائم ضد اإلنسانية عّر فها المادة (‪ )7‬من نفس النظام األساسي على أنها إرتكاب أعمال عدتها‬
‫ذات المادة " كجزء من إعتداء شائع أو منظم موجه ضد أي من السكان المدنيين مع إدراك لهذا اإلعتداء"‪ .‬أم ا‬
‫ج رائم الح رب هي تل ك المخالف ات واإلنتهاك ات ال تي تش كل خرق ًا لق وانين وأع راف الح رب وال تي يرتكبه ا‬
‫المق اتلون وأف راد الجي وش النظامي ة والق وات المحالف ة بوج ه ع ام‪ ،‬أو ح تى من ج انب الم دنيين إب ان النزاع ات‬
‫المسلحة‪ .‬للمزيد حول الجرائم الدولية ينظر‪ :‬د‪ .‬زينب محمد عبد السالم‪ ،‬إجراءات القبض والتحقيق والتقديم‬
‫أمام المحكمة الجنائية الدولية ( دراسة تحليلية مقارنة)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪ 261‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وتعد عملية‪ ) )INFRA‬هي إحدى أهم عمليات اإلنتربول الدولية لتطويق وإ عتقال الفاّر ين‪،‬‬
‫وال تي تّر ك ز على الح االت الخط يرة‪ ،‬من ض منها الف اّر ين المطل وبين إلرتك ابهم ج رائم القت ل‪،‬‬
‫واإلعت داء الجنس ي على االطف ال‪ ،‬وته ريب المه اجرين‪ ،‬واإلحتي ال‪ ،‬والفس اد‪ ،‬واإلتج ار‬
‫بالمخدرات‪ ،‬والجرائم البيئية وغسيل األموال‪ .‬وقد ساهم العمل الجماعي والتعاون الدولي في‬
‫نجاح عملية( ‪ )INFRA‬بشكل كبير‪ ،‬إذ أنه منذ أن أنطلقت هذه العملية عام (‪ )2009‬أسفرت‬
‫سنويًا عن تحديد مكان(‪ )1000‬فاّر ومن ثم التمكن من إلقاء القبض على غالبيتهم‪.1‬‬

‫ومن ذ ع ام (‪ )2018‬توس ع نط اق عم ل اإلن تربول في مج ال مالحق ة المج رمين الخط يرين‬


‫خاص ة المج رمين ال دوليين الظ العين في ج رائم اإلب ادة الجماعي ة وج رائم الح رب والج رائم‬
‫المرتكبة ضد اإلنسانية‪ .‬وفي هذا اإلطار يتعاون اإلنتربول مع السلطات الوطنية والمؤسسات‬
‫الدولية لجمع المعلومات عن األفراد المشتبه بهم في إرتكاب هذه الجرائم لتحدي دهم وإ عتق الهم‪.2‬‬
‫كم ا وض ع اإلن تربول خط ة عم ل وأس س ذات ص بغة قانوني ة متمثل ة في إج راءات تتب ع ض من‬
‫إطاره ا ال داخلي للمنظم ة وخارجه ا ض من إط ار التعام ل م ع ال دول األعض اء فيه ا‪ ،3‬وبقص د‬
‫المش اركة في مكافح ة الجريم ة الع ابرة للح دود وتخليص الع الم من أثاره ا والح د منه ا ق در‬
‫اإلمكان‪.‬‬

‫تقتض ي أنش طة اإلن تربول بالض رورة التعام ل م ع معلوم ات شخص ية كاألس ماء وبص مات‬
‫األصابع والبصمة الوراثية‪ ،‬ولجنة الرقابة على محفوظات اإلنتربول هي هيئة مستقلة مسؤولة‬
‫رسميا عن اإلشراف على تطبيق قواعد حماية البيانات لدينا لتوفير الحماية للحقوق األساسية‬

‫‪ - 3‬دعم التحقيق ات بش أن الف اّر ين‪ ،‬مقال ة منش ورة على الموق ع اإللك تروني لمنظم ة اإلن تربول‬
‫‪ /http://www.Interpol.int/ar‬بتأريخ ‪.5/10/2019‬‬
‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬عام ‪ 2018‬استطاع اإلنتربول إعتقال أكثر من (‪ )270‬فردًا مطلوبًا في ج رائم ح رب من قب ل بل دان ش تى‬ ‫‪2‬‬

‫في من اطق مختلف ة من الع الم‪Fugitive arrested across Asia in INTERPOL coordinated .‬‬
‫‪ ،operation‬منشور على الموقع اإللكتروني ‪ /http://www.Interpol.int/ar‬بتأريخ ‪.6/10/2019‬‬
‫‪ -‬آم ال بن ص ويلح‪ ،‬التع اون ال دولي وق وانين مكافح ة اإلره اب ال دولي‪ ،‬رس الة ماجس تير مقدم ة الى جامع ة‬ ‫‪3‬‬

‫اإلخ وة منت وري‪ ،‬قس تنطينة‪ ،‬كلي ة الحق وق والعل وم السياس ية ‪ ،‬قس م الحق وق‪ ،‬ف رع عالق ات دولي ة وق انون‬
‫المنظمات الدولية‪ ،2008 ،‬ص‪.146‬‬

‫‪16‬‬
‫لألفراد وللتعاون بين أجهزة الشرطة على الصعيد الدولي‪ ،‬وفي عام (‪ )2008‬إعتمدت الجمعية‬
‫العامة قرارًا عّز ز دور لجنة الرقابة على محفوظات اإلنتربول وإ ستقالليتها‪.‬‬

‫ولتأكي د فّعالي ة دور اإلن تربول في مج ال مكافح ة الجريم ة فق د عم د الى إمتالك أس اليب‬
‫ووس ائل اإلتص ال الس ريع بين ه وبين كاف ة المك اتب المركزي ة الوطني ة بواس طة ش بكة الس لكية‬
‫وص ور برقي ة ترب ط األمان ة العام ة بكاف ة المك اتب المركزي ة لض مان س رعة نق ل المعلوم ات‬
‫والص ور وبص مات المج رمين‪ ،‬وال ش ك ف أن س رعة وص ول المعلوم ات والبيان ات وس رعة‬
‫ت داولها بين ال دول يس اعد إلى ح د كب ير في الوقاي ة الى ح ٍد م ا من ص ور اإلج رام ال دولي‬
‫واإلجرام العابر للحدود‪.1‬‬

‫ومن اإلجراءات اإلدارية المتبعة لمالحقة الفاّر ين من وجه العدالة هو إستالم كتب المالحقة‬
‫الدولي ة من اإلدارة العام ة للمب احث الفدرالي ة والمرف ق به ا كتب رس مية ص ادرة من اإلن تربول‬
‫وذل ك إلص دار أوام ر قبض لمتهمين في قض ايا جنائي ة مختلف ة‪ ،‬وك ل كت اب مس تقل بذات ه عن‬
‫متهم معين يذكر به البيانات األساسية وهي ( اإلسم والجنسية ومواصفات خاص ة ورقم اإلثبات‬
‫ونوع التهمة و الدولة الطالبة) ويتم عرض هذا الكتاب على وكيل اإلدعاء العام إلصدار أمر‬
‫قبض داخلي إذا م ا اش تبه في وج ود المتهم المطل وب داخ ل الدول ة ويرس ل أم ر القبض الى‬
‫المب احث الجنائي ة لتعميم ه والقبض علي ه وعرض ه على وكي ل النياب ة ومواجهت ه بالقض ية‬
‫المطل وب عليه ا وفتح المحض ر ب ذلك وعن دما يص در وكي ل النياب ة قرارات ه س واء إخالء س بيله‬
‫بكفالة مالية أو شخصية أو منعه من السفر أو حجز جواز لسفر أو أن يقوم بحجز حري ة المتهم‬
‫وإ ستمرار إعادة عرضه عليه‪ ،‬باإلضافة الى طلبه من المباحث في كال الحاالت مخاطبة الدولة‬
‫الطالبة إلحضار ملف القضية وهو ما يسمى ( ملف إسترداد) ليطلع عليه ويكون هذا الملف‬
‫شامًال لكل القضية المطلوب من أجلها المتهم كقائمة اإلتهام وأدلة اإلثبات أو حكم أو تحقيقات‬
‫بالقض ية أو بإحض ار م ا يفي د براءت ه منه ا وعن دما يتم اإلنته اء من القض ية نهائي ًا ومن ثم تتم‬
‫مخاطبة الدولة الطالبة بجميع ما تم في القضية‪.2‬‬

‫‪ -‬حيم ر عب د الك ريم‪ ،‬منظم ة اإلن تربول‪ ،‬رس الة ماجس تر مقدم ة الى كلي ة الحق وق والعل وم السياس ية بجامع ة‬ ‫‪1‬‬

‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.2019 ،12‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬حسن يوسف حسن‪ ،‬حقوق تبادل المسجونين وفق المعاه دات الدولي ة‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬المرك ز الق ومي‬ ‫‪2‬‬

‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2015 ،‬ص‪.38‬‬

‫‪17‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫الوسائل التي تتبعها الشرطة الجنائية الدولية ــ اإلنتربول ــ في مالحقة الفاّر ين من وجه‬
‫العدالة‬

‫هناك مجموعة من الوسائل تستخدمها شرطة اإلنتربول لمالحقة المجرمين وضبطهم وهذه‬
‫الوسائل هي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬منظومة اإلتصاالت‬

‫المنظوم ة العالمي ة لإلتص االت المعروف ة ب (‪ )I-24/7‬حيث تعت بر من أحدث ما توص لت‬
‫إليه التكنولوجية الحديثة في مجال اإلتصاالت‪ ،‬فهي تسمح بتبادل الرسائل بين المكاتب الوطنية‬
‫للمنظمة األمانة العامة للمنظمة في ظرف قصير مما يسهل ربط البيانات بين مختلف مكاتب‬
‫العالم ويسهل إجراء التحقيقات‪ ،‬وما يميز هذه المنظومة أنها آمنة‪ ،‬وتخضع للمعايير الدولية‬
‫والقانونية‪. 1‬‬

‫و يساعد قواعد البيانات الموجودة في منظومة اإلتص االت العالمية أجهزة شرطة المكتب‬
‫المركزي الوطني في إجراء تحريات في الفارين من العدالة‪ .‬ومن ضمن قواعد البيانات هي‪:‬‬

‫‪1‬ـ قاعدة بيانات البحث اآللي اإلسمية‬

‫هذه القاعدة تهتم بالبحث الخاص بالمجرمين المعروفين دوليًا والفاّر ين من وجه العدالة‪ ،‬أو‬
‫أش خاص مفق ودين أو جثث غ ير متع رف عليه ا‪ ،‬والس وابق القض ائية للمج رمين الف اّر ين‬
‫وصورهم و بصماتهم ونشرات البحث والتسليم الصادرة بحقهم‪.2‬‬

‫‪2‬ـ قاعدة بيانات وثائق السفر المسروقة‬

‫‪ -‬د‪ .‬رحم وني محم د‪ ،‬منظم ة الش رطة الجنائي ة الدولي ة (اإلن تربول) آلي ة لمكافح ة الجريم ة المنظم ة‪ ،‬بحث‬ ‫‪1‬‬

‫منشور في مجلة آفاق العلمية‪ ،‬المجلد‪ ،11‬العدد‪ ،2019 ،04‬ص‪.73‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬عك روم ع ادل‪ ،‬المنظم ة الدولي ة للش رطة الجنائي ة والجريم ة المنظم ة كآلي ة لمكافح ة الجريم ة المنظم ة‬ ‫‪2‬‬

‫(دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،2013 ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.173‬‬

‫‪18‬‬
‫وهي قاع دة تتض من معلوم ات عن وث ائق الس فر المس روقة والمس تعملة في النش اطات‬
‫اإلجرامية التي تشكل نوع من الحماية للعصابات اإلجرامية وخاصة األشخاص المطلوبين من‬
‫وجه العدالة الذين إتهموا بجرائم اإلتجار بالبشر و تهريب المهاجرين و اإلتجار غير المشروع‬
‫بالمخ درات واله اربين من المج رمين المحك ومين وغيره ا‪ .‬ويمكن التع رف على الوث ائق من‬
‫خالل تفحص الرقم التسلسلي للوثيقة المشكوك فيها ومقارنتها مع جميع البيانات المخزنة لديها‬
‫في بنك المعلومات الذي يتم مراجعته بإستمرار من قبل المكاتب المركزية الوطنية‪.1‬‬

‫‪3‬ـ قاعدة بيانات البصمة الجينية‪DNA2‬‬

‫أنش أت ه ذه القاع دة في منظم ة اإلن تربول ع ام (‪ 3)2002‬وهي تعم ل على مقارن ة البص مات‬
‫الوراثية المتوفرة المتمثلة في جملة من البصمات الجينية الخاصة بكل فرد إلجراء المطابقات‬
‫بين شخص وآخر‪ ،‬أو بين البصمات التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة وبصمة الشخص‬
‫المش تبه ب ه والش خص الف ار من وج ه العدال ة عن د إلق اء القبض علي ه‪ .‬وتس تخدم أيض ًا للتع رف‬
‫على المفق ودين وجثث مجهول ة الهوي ة وال تحت وي ه ذه الس جالت أي ة معلوم ات إس مية‪ ،‬كم ا‬
‫يتحكم ك ل عض و في البيان ات الخاص ة ب ه‪ .4‬ففي ح االت التحقي ق يتم إرس ال البص مة في ش كل‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬عكروم عادل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.173‬‬


‫‪ -2‬البصمة الجينية ألي إنس ان أس اس عالمات ه المم يزة وص فاته الوراثي ة من ذ بداي ة تكوين ه في بطن أم ه‪ ،‬وهي‬
‫ال تي تحدد ن وع فصيلة دم ه وأنزيمات ه وش كل طبع ات أص ابعه ول ون ش عره وبش رته‪ ،‬وغ ير ذل ك من الص فات‬
‫الوراثية‪ ،‬كما تتحكم البصمة الجينية في وظيفة خاليا اإلنسان بحيث إذا ما حدث أي خلل في الحمض النووي‬
‫(‪ )DNA‬فإن ه يعكس في ص ورة م رض أو عاه ة على الش خص المع ني‪ .‬ك وثر أحم د خالن د‪ ،‬اإلثب ات الجن ائي‬
‫بالوس ائل العلمي ة (دراس ة تحليلي ة مقارن ة)‪ ،‬رس الة ماجس تير مقدم ة الى كلي ة الق انون والسياس ة بجامع ة ص الح‬
‫الدين‪ ،‬أربيل‪ ،2002 ،‬ص‪.149‬‬
‫‪ -‬اس تخدم تحلي ل البص مة الوراثي ة ألول م رة في تحقيق ات الش رطة في منتص ف ثمانين ات الق رن العش رين‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫البص مة الوراثي ة‪ ،‬منش ور في الموق ع الرس مي لإلن تربول ‪ /http://www.Interpol.int/ar‬ت أريخ الزي ارة‬
‫‪.22/7/2020‬‬
‫‪ - 4‬د‪ .‬رحموني محمد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.74‬‬

‫‪19‬‬
‫رمز من حروف وأرقام‪ ،‬وال تتضمن أية بيانات إسمية‪ ،‬وبالتالي تحتفظ الدول األعضاء بهذه‬
‫المعلومات لنفسها‪ ،‬بما يتماشى مع نظام اإلنتربول لمعاملة البيانات‪.1‬‬

‫ثانيًا‪ :‬اإلستخبارات الجنائية‬

‫وهذا العمل تقوم به وحدة تحليل التحريات الجنائية التابعة لمنظمة اإلنتربول‪ ،‬الذي يتمثل‬
‫في تحلي ل المعلوم ات ال تي يتم جمعه ا من المج رمين والج رائم‪ ،‬ومن ثم توزيعه ا على المك اتب‬
‫الوطني ة في ال دول األعض اء و حفظه ا في جه از الحاس ب اآللي للمنظم ة للرج وع إليه ا عن د‬
‫الحاجة‪.2‬‬

‫فق د يتم حف ظ المعلوم ات من قب ل ش عبة اإلس تخبار الجن ائي على س جالت كم بيوتر مص نفة‬
‫باألسماء المحلية أو المستعارة لإلشخاص‪ ،‬باإلضافة الى صور المجرمين الدوليين المطلوبين‬
‫والهاربين من وجه العدالة‪.3‬‬

‫ثالثًا‪ :‬مركز العمليات والتنسيق‬

‫يعت بر مرك ز العملي ات والتنس يق بمثاب ة غرف ة العملي ات األولى في اإلن تربول ويق ع في‬
‫مدينة ليون الفرنسية وأسس عام (‪ )2003‬والمركز اآلخر في مدينة بوينس آيرس األرجنتينية‪،‬‬
‫ويعمل الموظفون فيه على مدار ‪ 24‬ساعة يومي ًا ويتقنون عدة لغات لضمان تفادي إشكاالت‬
‫اللغ ة‪ .‬ويش كل الش ريان الحي وي للعملي ات ال تي ينف ذها اإلن تربول فه و جه ة اإلتص ال األولى‬
‫للحص ول على مس اعدة عاجل ة عن د ف رار ش خص متهم بجناي ة أو جنح أو محك وم علي ه وف ق‬
‫ق انون دولت ه‪ ،‬ويت ولى اإلن تربول تنس يق اإلتص االت بين ال دول األعض اء إللق اء القبض على‬
‫الفاّر ين من وجه العدالة بغية تسليمهم وفق إجراءات المتبعة لديه‪.4‬‬

‫‪ - 1‬البصمة الوراثية‪ ،‬منشور في الموقع الرسمي لإلنتربول ‪ /http://www.Interpol.int/ar‬تأريخ الزيارة‬


‫‪23/7/2020‬‬
‫‪ -‬خال د بن مب ارك القري وي القحط اني‪ ،‬التع اون األم ني ال دولي ودوره في مواجه ة الجريم ة المنظم ة ع بر‬ ‫‪2‬‬

‫الوطنية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2006 ،‬ص‪.128‬‬


‫‪ - 3‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫‪ -‬ص حيفة وق ائع اإلن تربول‪ ،‬مرك ز العملي ات والتنس يق‪ /http://www.Interpol.int/ar ،‬ت أريخ الزي ارة‬ ‫‪4‬‬

‫‪.22/7/2020‬‬

‫‪20‬‬
‫رابعُا‪ :‬إصدار النشرات الدولية‬

‫تت ألف منظوم ة نش رات اإلن تربول من مجموع ة من النش رات تص در لغ رض مح دد ب ألوان‬
‫مختلف ة لك ل نوع منه ا دالل ة معين ة وتص در وفق ًا آللي ة معين ة ‪ ،‬وال يمكن إس تحداث نش رات أو‬
‫نشرات خاصة إاّل بموافقة الجمعية العامة لدى اإلنتربول‪.1‬‬

‫وتع ّر ف النش رة في الفق رة (‪ )13‬من الم ادة (‪ )1‬من نظ ام اإلن تربول لمعامل ة البيان ات بأنه ا‬
‫"عب ارة عن أي طلب تع اون أو تنبي ه دولي تص دره المنظم ة بن اء على طلب مكتب مرك زي‬
‫وطني أو كيان دولي ما أو بمبادرة من األمانة العامة ويوجه الى مجموعة البلدان األعضاء في‬
‫المنظمة"‬

‫ولتحقي ق التع اون الش رطي بين ال دول اإلعض اء في اإلن تربول تق وم األمان ة العام ة بإس م‬
‫المنظم ة‪ ،‬بإص دار نشرات دولي ة إما بمب ادرة منه ا أو بطلب من المكاتب المركزي ة الوطني ة أو‬
‫المنظم ات الدولي ة وكيان ات تربطه ا ب اإلنتربول إتفاقي ات خاص ة‪ .2‬على س بيل المث ال عن د ف رار‬
‫متهم بإرتكاب جريمة اإلتجار بالبشر أو جريمة القتل العمد تقوم المكاتب الوطنية تقديم طلب‬
‫إصدار النشرة الحمراء‪ ،3‬بإحدى اللغات الرسمية لإلنتربول ( اإلنكليزية‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬اإلسبانية أو‬
‫العربي ة)‪ .‬لكن عليهم أن يتحقق وا من ص حة المرفق ات المطلوب ة إلص دار النش رة مث ل نوعي ة‬
‫ومش روعية البيان ات ال تي يوفره ا دعم ًا لطلبهم‪ ،‬ومدى فائ دة هذه البيان ات بالنس بة الى التع اون‬
‫‪4‬‬
‫الشرطي الدولي وعدم تعارض مضمون الطلب مع المادة (‪ )3‬من القانون األساسي للمنظمة‬
‫الذي جاء فيها ( يحظر على المنظمة حظرًا بات ًا أن تنشط أو تتدخل في مسائل أو شؤون ذات‬
‫طابع سياسي أو عسكري أو ديني أو عنصري)‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬نظام تسليم المجرمين‬

‫‪ - 1‬المادة (‪ )73‬من القسم (‪ )1‬من الفصل الثاني من نظام اإلنتربول لمعاملة البيانات‪.‬‬
‫معلوم ات عن النش رات‪ ،‬مقال ة منش ورة على الموق ع اإللك تروني لمنظم ة اإلن تربول‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ /http://www.Interpol.int/ar‬تأريخ الزيارة ‪.5/5/2020‬‬


‫‪ - 3‬أصدر اإلنتربول ما يقارب ‪ 13377‬نشرة حم راء في ع ام ‪ 2019‬بح ق المج رمين الف اّر ين المطل وبين إم ا‬
‫للمحاكمة أو لقضاء العقوبة المقررة عليهم‪ .‬النشرة الحمراء‪ ،‬مقالة منشورة في الموقع اإللكتروني لإلإنتربول‬
‫‪ /http://www.Interpol.int/ar‬تأريخ الزيارة ‪.27/7/2020‬‬
‫‪ - 4‬المادة (‪ )76‬من نظام اإلنتربول لمعاملة البيانات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تسليم المجرمين هو آلية رئيسية لمكافحة الجريمة بأبعادها المختلفة والذي يجد مصدره في‬
‫قواعد القانون الدولي‪ ،‬ويكون التشريع الداخلي مجرد أداة لمواكبة اإلتجاهات الدولية المعاصرة‬
‫التي أرست قواعده إتفاقيات دولية‪.1‬‬

‫‪ :1‬تعريف نظام التسليم‬

‫هناك مجموعة من التعاريف لهذا النظام‪ ،‬وإ ن كانت تحمل نفس المعنى رغم إختالف‬
‫صياغتها ومن هذه التعاريف هي‪:‬‬

‫" إجراء بمقتضاه تتخلى الدولة عن شخص موجود على إقليمها لسلطات دولة أخرى تطالب‬
‫بتسليمه إليها لمحاكمته عن جريمة منسوبة إليه إرتكابها أو لتنفيذ عقوبة مقضي عليه بها من‬
‫محاكم الدولة الطالبة ضده"‪.2‬‬

‫وعرفت المحكمة العليا األمريكية نظام تسليم المجرمين بأنه " اإلجراء القانوني المؤسس‬
‫على معاهد أو معاملة بالمثل أو قانون وطني‪ ،‬حيث تتسلم دولة ما من دولة أخرى شخص‬
‫متهم أو مرتكب مخالفة جنائية ضد القوانين الخاصة بالدولة الطالبة أو مخالفة للقانون الجنائي‬
‫الدولي‪ ،‬حيث يعاقب على ذلك في الدولة الطالبة‪.3‬‬

‫وعلى صعيد اإلتفاقيات الدولية فإن معظمها لم تعّر ف نظام تسليم المجرمين ما عدا اإلتفاقي ة‬
‫األوروبي ة لتس ليم المج رمين الموقع ة في ع ام (‪ )1957‬ال تي عرفت ه في الم ادة (‪ )1‬منه ا " ب أن‬
‫الدول األطراف في المعاهدة تتعهد بتسليم األشخاص المتابعين بإرتكاب جريمة أو بتنفيذ عقوب ة‬
‫أو ت دابير أمن ص ادرة ض دهم عن جه ة قض ائية للدول ة الطالب ة "‪ .4‬و ميث اق روم ا األساس ي‬

‫‪ -‬د‪ .‬عب د ال رحمن فتحي عب د ال رحمن س محان‪ ،‬تس ليم المج رمين في ظ ل قواع د الق انون ال دولي‪ ،‬الطبع ة‬ ‫‪1‬‬

‫األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2012 ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬س ليمان عب د المنعم‪ ،‬الج وانب اإلش كالية في النظ ام الق انوني لتس ليم المج رمين (دراس ة مقارن ة)‪ ،‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬األسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ - 3‬د‪.‬عبد الرحمن فتحي عبد الرحمن سمحان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ 24‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬بن زح اف فيص ل‪ ،‬تس ليم مرتك بي الج رائم الدولي ة‪ ،‬أطروح ة دكت وراه مقدم ة الى كلي ة الحق وق والعل وم‬ ‫‪4‬‬

‫السياسية بجامعة وهران‪ ،2012 ،‬ص‪.20‬‬

‫‪22‬‬
‫للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة الموقع عام (‪ )1998‬الذي عّر فه في المادة (‪/102‬ب) بأنه "‬
‫نقل دولة ما شخص الى دولة أخرى بموجب معاهدة أو إتفاقية أو تشريع وطني"‪.‬‬

‫وفي نظرن ا أن إس تخدام كلم ة (المج رمين) من ِقب ل المش رع ال دولي ليس بمحل ه‪ ،‬ألن ص فة‬
‫المج رم غالب ًا لص يقة بالش خص ال ذي تمت إدانت ه وص در الحكم ض ده من جه ة قض ائية‪ ،‬إال أن‬
‫مفهوم المتهم ينصرف الى الشخص الذي أسند إليه اإلتهام بإرتكابه مخالفة أو جناية أو جنحة‬
‫ولم تص در حكم اإلدان ة بحق ه‪ ،‬م ا دام التس ليم يق ع على المحك ومين عليهم والمتهمين مع ًا فمن‬
‫األفضل إستخدام مصطلح (تسليم األشخاص الفاّر ين من العدالة) بدًال من تسليم المجرمين‪.‬‬

‫‪2‬ـ إجراءات تسليم المجرمين الفاّر ين من وجه العدالة من قبل اإلنتربول‬

‫إن لمنظمة اإلنتربول والمكاتب المركزية الوطنية في الدول األعضاء دورًا هام ًا في مجال‬
‫ض بط المج رمين الف اّر ين من وج ه العدال ة وتس ليمهم من خالل م ا وض عتها تل ك المنظم ة من‬
‫أسس تستهدف الى تسريع إجراءات البحث وضبط المجرم الفاّر ‪ .‬ويالحظ أن اإلجراءات التي‬
‫يتبعه ا اإلن تربول في مالحق ة المج رمين الف اّر ين وإ لق اء القبض عليهم وت أمين إنج اح إج راءات‬

‫تسليمهم قد تكون إجراءات عادية‪ ،‬وقد تكون إجراءات مستعجلة ‪ .‬وسنوضح اإلجراءات وفق ًا‬
‫‪1‬‬

‫ما يلي‪-:‬‬

‫أـ اإلجراءات العادية التي يتبعها اإلنتربول في مجال تسليم المجرمين الفاّر ين من وجه العدالة‬

‫بعد أن تقوم السلطة المختصة بأعمال التقصي وجمع األدلة والتحقيق حول المجرم الفاّر ثم‬
‫تنتهي الى حقيقة أنه قد أصبح خارج البالد وينبغي إس ترداده وإ لق اء القبض علي ه‪ ،2‬يتم إص دار‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد منصور الصاوي‪ ،‬أحكام القانون الدولي‪ ،‬المتعلق ة بمكافح ة الج رائم ذات الطبيع ة الدولي ة (دراس ة‬ ‫‪1‬‬

‫في القانون الدولي اإلجتماعي في مجال مكافحة الجرائم الدولية للمخدرات وإ بادة األجناس وخطف الطائرات‬
‫وجرائم أخرى)‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬األسكندرية‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص‪.772‬‬
‫‪ -‬جاس م محم د علي جاس م العبي دي‪ ،‬دور المنظم ة الدولي ة للش رطة الجنائي ة في تعقب وإ س ترداد المج رمين‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .2019‬المت اح في الموق ع اإللك تروني‬ ‫بحث منش ور في مجل ة دراس ات قانوني ة‪ ،‬الع دد ‪،48‬‬

‫‪23‬‬
‫األم ر القبض من الجه ة القض ائية المختص ة و يق وم قاض ي التحقي ق بمفاتح ة المكتب الوط ني‬
‫لإلنتربول في دولته بتعميم أمر القبض بحق هذا الشخص‪ ،‬ويدرس المكتب الوطني لإلنتربول‬
‫هذا الطلب على ضوء المادة الثالثة من قانونه األساسي التي تنص على " يحظر على المنظمة‬
‫حظ رًا بات ًا أن تت دخل في مس ائل أو ش ؤون ذات ط ابع سياس ي أو عس كري أو دي ني أو‬
‫عنص ري"‪ .‬ف إذا أك د المكتب الوط ني أن الجريم ة المرتكب ة ذات ط ابع سياس ي أو عس كري أو‬
‫دي ني أو عنص ري إمتن ع عن الكتاب ة الى المنظم ة به ذا الموض وع‪ ،‬وإ اّل فإن ه يطلب من األمان ة‬
‫العامة للمنظم ة إصدار تعميم بمذكرة التوقيف‪ ،‬ولإلستجابة له ذا الطلب يجب أن يتضمنه بيان‬
‫مفص ل عن هوي ة الش خص المطل وب‪ ،‬وأوص افه‪ ،‬وس بب التح ري عن ه‪ ،‬وظ روف إرتكاب ه‬
‫الجريمة‪ ،‬ومذكرة القبض الصادرة بحقه ورقمها وتأريخها‪ ،‬واإلشارة الى ما إذا كانت السلطة‬
‫المختصة في الدولة تنوي طلب إسترداده في حال العثور عليه‪ ،‬ذلك أنه قد لوحظ أن المكاتب‬
‫الوطني ة لإلن تربول كث يرًا م ا ترف ع طلب ات التعميم عن الف اّر قب ل أن تتوث ق من أن المراج ع‬
‫القضائية المختصة عازمة على تقديم طلب إستردادهم‪ ،‬فإذا ما ُع ثر عليهم وأوقفوا ولم يطلب‬
‫تسليمهم خالل مدة وجيزة إضطرت سلطات األمن في الدولة التي ُألقي القبض عليهم فيها الى‬
‫اإلفراج عنهم‪ ،‬مّم ا قد يؤدي الى إفالتهم ومغادرتهم البالد الى دولة أخرى‪.1‬‬

‫وبع د وص ول الطلب الى الس كرتارية العام ة لمنظم ة اإلن تربول و تأك دها من أن الطلب ال‬
‫يتعارض مع المادة الثالثة من قانونه فإنها تقوم من خالل األمين العام للمنظمة بإصدار مذكرة‬
‫فردي ة ذات ص يغة موح دة الى جمي ع المك اتب الوطني ة لإلن تربول في جمي ع أنح اء الع الم‪.‬‬
‫وتنط وي ه ذه الم ذكرة فردي ة على بيان ات وافي ة ح ول الش خص المطل وب‪ ،‬وعلى اإلج راءات‬
‫الواجب إتخاذها في حالة العثور عليه‪ ،‬وتعرف هذه المذكرة بإسم نشرة القبض الحمراء‪ ،‬وهي‬
‫تستخدم أساسًا لألمر القبض الدولي‪.2‬‬

‫وبعد أن تتسلمها المكاتب الوطنية‪ ،‬فأنها تبذل كافة جهودها لمعرفة الشخص المطلوب‪ ،‬وبعد‬
‫أن تتوص ل الى معرف ة مكان ه فأنه ا إم ا أن تلقي القبض علي ه وتوقف ه إذا ك انت قوانينه ا تج يز‬

‫‪ http://www.researchgate.net>publication‬تأريخ الزيارة ‪.1/9/2020‬‬


‫‪ - 1‬آمال قارة‪ ،‬تفعيل آليات تسليم المجرمين في إطار المنظمة الدولية للشرطة الجنائية‪ ،‬بحث منشور في مجلة‬
‫العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،2‬ص ‪.2018 ،890‬‬
‫‪ - 2‬المصدر نفسه والصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ذلك‪ ،‬أو أنها تستمر في مراقبته إذا كانت قوانينها ال تجيز التوقيف بدون أمر التوقيف‪ ،‬ويتعين‬
‫على المكتب الوط ني لإلن تربول في الدول ة ال تي ألقي القبض فيه ا على الش خص المطل وب في‬
‫جمي ع األح وال تبلي غ ه ذا األم ر الى منظم ة اإلن تربول‪ ،‬والى مكتبه ا الوط ني في الدول ة ال تي‬
‫تطلب المج رم الف اّر ‪ .‬وحينه ا يس ارع المكتب الوط ني الى إحاط ة القاض ي المختص علم ًا ب ذلك‬
‫فيبادر فورًا الى إرسال طلب التوقيف المؤقت الى السلطة القضائية المختصة في الدولة التي‬
‫ألقي القبض فيها على الشخص المطلوب‪ .‬وعند إستكمال كل هذه اإلجراءات وتوقيف المجرم‬
‫الفار توقيف ًا نهائي ًا بقصد تسليمه‪ ،‬تقوم األمانة العامة بإصدار إلغاء للتعميم السابق حتى يبطل‬
‫مفعوله‪.1‬‬

‫ثم يقوم اإلنتربول بدور بحثي آخر في مجال تسليم المجرمين حيث تقوم ببعض الدراسات‬
‫القانوني ة ال تي تس تهدف إج راء بعض التع ديالت في ق وانين ال دول الخاص ة بالتس ليم لتيس ير‬
‫إجراءات ه‪ .‬بع دها يص در اإلن تربول تعميم منش ور على ك ل المك اتب الوطني ة التابع ة ل ه ع بر‬
‫منظومة اإلتصاالت ليوضحه اإلمكانيات القانونية المتوفرة لدى شرطة كل دولة في ش أن تس ليم‬
‫المج رمين ال ذين تص در ض دهم م ذكرة قبض أو إحتج از من ق اٍض أجن بي بغ رض تس ليمهم‪،‬‬
‫وفي حال ة وج ود نظ ام ق انوني متم يز ل دى دول ة م ا بخص وص التس ليم يق وم ه ذا القس م بتعميم‬
‫النظام على كل مكاتب المركزية الوطنية لإلنتربول‪.2‬‬

‫وأما بشأن أدوات التسليم التي ينتهجها اإلنتربول للقيام بدورها‪ ،‬فأن النشرة الحمراء تعد‬
‫األداة األولى الفاعل ة لمالحق ة المج رمين الف اّر ين من دول ة الى أخ رى على المس توى ال دولي‪،‬‬
‫وتعتبر تلك النشرة بمثابة طلب توقيف مؤقت الى حين تقديم طلب للتسليم بالطريق الدبلوماسي‬
‫بين الدولة المطلوب إليها التسليم والدولة الطالبة بالتسليم‪.3‬‬

‫‪ -‬د ‪ .‬علي حس ن الطوالب ة‪ ،‬التع اون اإلج رائي ال دولي في مج ال تس ليم المج رمين‪ ،‬مرك ز اإلعالمي األم ني‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تروني‬ ‫ع اإللك‬ ‫ور في الموق‬ ‫رين‪ ،‬ص ‪ ،16‬بحث منش‬ ‫ة‪ ،‬البح‬ ‫وم التطبيقي‬ ‫ة العل‬ ‫جامع‬
‫‪ http://www.policems.gov.bh>pdf‬تأريخ الزيارة ‪.1/9/2020‬‬
‫‪ -‬صباح فياض طالس و ميثاق عبد الجليل محمد رضا‪ ،‬آلية التع اون الش رطي في إط ار منظم ة اإلن تربول‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بحث منش ور في مجل ة أوروك للعل وم اإلنس انية التابع ة لكلي ة التربي ة للعل وم اإلنس انية بجامع ة المث نى‪ ،‬الع دد‬
‫الرابع‪ ،‬المجلد الثاني عشر‪،2019 ،‬ص ‪.2575‬‬
‫‪ - 3‬آمال قارة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.897‬‬

‫‪25‬‬
‫والج دير بال ذكر أن الجمعي ة العام ة لألمم المتح دة أص درت ع دة مب اديء في مج ال تعقب‬
‫وإ عتق ال وتس ليم المج رمين وعقوب ة األش خاص المرتك بين لج رائم ض د اإلنس انية‪ ،‬تحث كله ا‬

‫أعض اء المجتم ع ال دولي على تعقب ومحاكم ة الجن اة مرتك بي الج رائم الدولي ة بص فة عام ة أي ًا‬
‫كان مكان وقوعها بيد أنها أخضعت اإلختصاص القضائي لمبدأ اإلقليمية في المرتبة األولى‪.1‬‬

‫بن اًء على م ا تق دم‪ ،‬لمنظم ة اإلن تربول والمك اتب المركزي ة الوطني ة دور ب ارز في مالحق ة‬
‫المج رمين الف اّر ين من العدال ة وتس ليمهم بن اًء على التع اون المتب ادل بين اإلن تربول وال دول‬
‫األعض اء‪ ،‬ألن الدول ة ليس ت بمق دورها تعقب الف اّر إذا ه رب خ ارج البالد إس تنادًا الى مب دأ‬
‫إقليمي ة الق انون الجن ائي ال ذي ال يس مح للدول ة بممارس ة إختصاص اتها على إقليم دول ة أخ رى‪،‬‬
‫وإ حترام السيادة الوطنية‪.‬‬

‫وبعد إنتهاء جميع اإلجراءات المتعلقة بالتحقيق وصدور قرار اإلدانة من جهة القضائية في‬
‫تل ك الدول ة‪ ،‬ينبغي عليه ا إرس ال نس خة من ه الى المكتب المرك زي الوط ني لتل ك الدول ة‪ ،‬وه و‬
‫ب دوره يفحص الطلب ح تى يتأك د أن ه ال يخ الف الم ادة الثالث ة في الق انون األساس ي لمنظم ة‬
‫اإلنتربول‪.‬‬

‫م ع ه ذا نحن نفض ل تع ديل الم ادة الثالث ة وال تي تحظ ر ص راحة على االن تربول الت دخل في‬
‫مس ائل ذات ط ابع سياس ي وعس كري ودي ني وعنص ري‪ ،‬بحيث تش مل فق ط المس ائل السياس ية‬
‫والعسكرية‪ ،‬وذلك لتوسيع دائرة تعقب المجرمين و عدم إفالتهم من العقاب‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلجراءات اإلستثنائية التي يقوم بها اإلنتربول في مجال تسليم المجرمين الفاّر ين من وج ه‬
‫العدالة‬

‫‪ - 1‬صباح فياض طالس و ميثاق عبد الجليل محمد رضا‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 2575‬‬

‫‪26‬‬
‫يقوم المكتب الوطني لإلنتربول في حال ة اإلج راءات المس تعجلة بتعميم أمر قبض للفاّر ‪ 1‬من‬
‫قبل ه مباش رة الى كاف ة المك اتب في ال دول األعض اء‪ ،‬دون توس ط من الس كرتارية العام ة وعلى‬

‫أن ت زود األخ يرة بص ورة من ه ذا التعميم‪ ،‬وله ا الح ق أن تت دخل عن دما يك ون الطلب مخالف ًا‬
‫لنص المادة الثالثة من القانون األساسي للمنظمة‪ ،‬غير أن مثل هذه اإلجراءات يرّد عليها قيد‬
‫أنه إذا مضت مدة ثالثة أشهر يعود الى اإلجراءات اإلعتيادية‪ ،‬وُيطلب من السكرتارية العامة‬
‫لإلنتربول القيام بمهمة تعميم أمر القبض من قبلها‪.2‬‬

‫إال أن ه يظه ر ال دور األهم لإلن تربول في مج ال التس ليم في ح ال ع دم وج ود إتفاقي ة تس ليم‬
‫المج رمين بين ال دولتين‪ ،‬أو وص ول العالق ات بينهم ا الى مرحل ة تحت اج الى قي ام ه ذه األخ يرة‬
‫بالوس اطة من خالل تق رب المكتب المرك زي الوط ني في الدول ة المطل وب منه ا التس ليم من‬
‫وزارة الخارجي ة في نفس الدول ة إلستش عار الق رار الس يادي ال ذي يمكن توقع ه في مث ل ه ذه‬
‫الحاالت قبل تقديم طلب التسليم‪.3‬‬

‫ومن األمثل ة على التع اون ال دولي في ظ ل منظم ة اإلن تربول في إح دى القض ايا‪ ،‬أن أح د‬
‫المصريين إرتكب عدة جرائم رشوة وسرقة وإ صدار شيكات بدون رصيد وتمكن من الهرب‬
‫الى إيطالي ا على متن ب اخرة‪ ،‬وفي ‪ ،1957 /11 /30‬أخط ر المكتب المرك زي الوط ني في‬

‫‪ -‬تنص المادة (‪ )360‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي على أن " يقدم طلب التسليم كتابة‬ ‫‪1‬‬

‫بالطرق الدبلوماسية الى وزارة العدل مرفقًا به الوثائق اآلتية بقدر اإلمكان‪ :‬ـ ـ‬
‫‪1‬ـ ـ ـ بيان واف عن الشخص المطلوب تسليمه وأوصافه وصورته الشمسية واألوراق المثبتة لجنسيتهىإذا كان‬
‫من رعايا الدولة الطالبة‪2 .‬ـ ـ ـ صورة شمسية من أمر القبض مبينًا فيها الوصف القانون للجريمة والمادة‬
‫العقابية المنطبقة عليها وصورة رسمية من أوراق التحقيق ومن الحكم أن كان قد صدر عليه‪ .‬ويجوز في حالة‬
‫اإلستعجال توجيه الطلب بطريق البرق أو الهاتف أو بالبريد دون مرفقات"‪.‬‬
‫بما أن نظام تسليم المجرمين يشترط إتباع إجراءات معينة فقد تطول هذه اإلجراءات ويصل دونها الى علم‬
‫المطلوب تسليمه خبر طلب استرداده فيغادر البالد التي يقيم عليها‪ ،‬لذا فقد لجأت الدول الى إتباع أساليب‬
‫جديدة تؤمن سرعة القبض على المجرمين وشل حركتهم وإ نتقالهم وذلك عن طريق األخذ بنظام القبض‬
‫المؤقت‪ .‬وقد أخذ قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي صراحة في المادة (‪ )364‬بجواز القبض المؤقت‬
‫كإجراء تحفظي يتخذ ضد المطلوب تسليمه الى حين ورود جميع الوثائق المطلوبة أو حتى تجري إحالة‬
‫األوراق الى المحكمة مع مراعاة أحكام المادة (‪.)109‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬علي حسن الطوالبة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -‬س راج ال دين محم د ال روبي‪ ،‬اإلن تربول ومالحق ة المج رمين‪ ،‬دار ا لمص رية اللبناني ة‪ ،‬ب دون مك ان طب ع‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،1998‬ص‪.178‬‬

‫‪27‬‬
‫الق اهرة نظ يره في روم ا بت أريخ ‪ ،2/12/1957‬طالب ًا من ه حج زه تمهي دًا لتق ديم طلب التس ليم‪،‬‬
‫وذلك بالرغم من عدم وجود إتفاقية تسليم المجرمين بين مصر وإ يطاليا‪ ،‬وبمجرد نزول المجرم‬
‫اله ارب من الب اخرة في مين اء ن ابولي تم القبض علي ه‪،‬ومن ثم ق ام المكتب ب إبالغ نظ يره في‬
‫‪1‬‬
‫القاهرة للبدء بإجراءات التسليم بالطرق الدبلوماسية وقد تمت إجراءات عملية التسليم بنجاح‬

‫وفق ًا لم ا تق دم يظه ر لن ا أن لإلن تربول طريقت ان إلج راء عملي ة مالحق ة الف اّر ين من وج ه‬
‫العدالة‪ ،‬وهما اإلجراءات اإلعتيادية واإلجراءات المستعجلة‪ ،‬والفرق بينهما هو أن في الحالة‬
‫األولى‪ ،‬يتم تعميم طلب أم ر قبض المج رم بع د دراس ته من مكتب المرك زي الوط ني لدول ة‬

‫الطالبة الى السكرتارية العامة للمنظمة‪ ،‬وإ صدار مذكرة فردية بخصوص تسليم المجرم الفاّر‬
‫وتعميم ه الى جمي ع مك اتب المركزي ة الوطني ة ل دول األعض اء في منظم ة اإلن تربول بينم ا في‬
‫الحالة الثانية‪ ،‬ال تحتاج الرجوع الى السكرتارية العامة للمنظمة‪.‬‬

‫ويتضح لنا أيض ًا أن اإلنتربول ال يمتلك سلطة عليا فوق الدول األعضاء أو قوات شرطة‬
‫خاصة به للتحري والقبض على المجرمين الفاّر ين من وجه العدالة وإ نما هو حلقة الوصل بين‬
‫ق وات الش رطة في ال دول األعض اء في ه‪ ،‬ومن أج ل ذل ك يعق د م ؤتمرات دولي ة لتزوي د ال دول‬
‫اإلعضاء بالمعلومات واإلحصائيات الجنائية‪ ،‬وكذلك األساليب الجديدة المستخدمة فيها‪ ،‬وكذلك‬
‫تستخدم اإلنتربول وسائل تكنولوجية قديمة وحديثة في مجال كشف األنشطة اإلجرامية وتعقب‬
‫المجرمين‪.‬‬

‫ولإلنتربول دور بارز بشأن تسليم المجرمين الفاّر ين من العدالة بحيث يتمتع بدور وسيط‬
‫بين الدول ة طالب ة التس ليم والدول ة المطل وب إليه ا التس ليم‪ ،‬وي ؤمن تس هيل إج راءات تس ليم‬
‫المج رمين الف اّر ين من خالل م ا وض عته اإلن تربول من أس س تس تهدف منه ا س رعة إج راءات‬
‫البحث وكشف المجرم الفاّر ‪.‬‬

‫ولض مان إلق اء القبض على الش خص المطل وب والف اّر من وج ه العدال ة من قب ل اإلن تربول‬

‫تستوجب تعاون متبادل بين الدول المعنية بذلك إلسراع إنتهاء عملية القبض والتسليم‪ ،‬فض ًال‬

‫‪ -‬عمار كريمة‪ ،‬دور المنظمة الدولية للشرطة الجنائية في مكافحة الجريمة المنظمة‪ ،‬رس الة ماجس تير مقدم ة‬ ‫‪1‬‬

‫الى كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‪ ،2019 ،‬ص‪.102‬‬

‫‪28‬‬
‫عن دع وة ال دول األعض اء وغ ير األعض اء في منظم ة اإلن تربول الى إب رام اإلتفاقي ات الدولي ة‬
‫حول تسليم المجرمين‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫من خالل بحثنا هذا توصلنا الى مجموعة من اإلستناجات والتوصيات ومن أهمها‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬اإلستنتاجات‬

‫‪1‬ـ إن أغلب التشريعات الجنائية لم يعّر ف الشخص الفاّر من وجه العدالة وإ نما وضحت أركان‬
‫جريمة الفرار من وجه العدالة‪.‬‬

‫‪2‬ـ الشخص الفاّر من وجه العدالة إما أن يكون متهم َا بجريمة وتقام عليه دعوى جزائية أو أن‬
‫يكون محكومًا عليه بإرتكاب فعل جّر مه القانون وصدر الحكم ضده في محكمة مختصة‪.‬‬

‫‪3‬ـ أن منظمة اإلنتربول ليست لديه سلطة عليا فوق الدول األعضاء أو قوات شرطة خاصة به‬
‫للتح ري والقبض على المج رمين الف اّر ين من وج ه العدال ة وإ نم ا ه و حلق ة الوص ل بين ق وات‬
‫الشرطة في الدول األعضاء فيه‪ ،‬ومن أجل ذلك يعقد مؤتمرات دولية لتزويد الدول اإلعضاء‬
‫بالمعلومات واإلحصائيات الجنائية‪ ،‬وكذلك األساليب الجديدة المستخدمة فيها‪ ،‬وكذلك تستخدم‬
‫اإلن تربول وس ائل تكنولوجي ة قديم ة وحديث ة في مج ال كش ف األنش طة اإلجرامي ة وتعقب‬
‫المجرمين‪.‬‬

‫‪4‬ـ لإلن تربول طريقت ان إلج راء عملي ة مالحق ة الف اّر ين من وج ه العدال ة‪ ،‬وهم ا اإلج راءات‬
‫اإلعتيادية واإلجراءات المستعجلة‪.‬‬

‫‪5‬ـ لإلن تربول دور بارز بشأن تس ليم المج رمين الفاّر ين من العدال ة وأصبح يتمت ع بدور وسيط‬
‫بين الدولة طالبة التسليم والدولة المطلوب إليها التسليم‪ ،‬ويؤمن تسهيل ونجاح إجراءات تسليم‬
‫المج رمين الف اّر ين من خالل م ا وض عته اإلن تربول من أس س تس تهدف منه ا س رعة إج راءات‬
‫البحث وكشف المجرم الفاّر ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ثانيًا‪ :‬التوصيات‬

‫‪1‬ـ ن رى أن منظم ة اإلن تربول منظم ة ش رطية دولي ة حكومي ة تك ّو نت من دول الع الم به دف‬
‫مكافح ة الج رائم ومالحق ة المج رمين وإ لق اء القبض عليهم وتس ليمهم للعدال ة‪ ،‬وبم ا أنه ا ليس ت‬
‫لديها قوات شرطة خاصة بها فأنها تستعين بأجهزة الشرطة الوطنية ألداء مهامها‪ .‬لذلك نفضل‬
‫تأسيس قوات شرطة كبيرة خاصة بها من أفراد شرطة جميع الدول اإلعضاء فيها‪.‬‬

‫‪2‬ـ نفضل تعديل المادة (‪ )3‬التي تحظر صراحة على االنتربول التدخل في مسائل ذات الطابع‬
‫السياسي والعسكري والديني والعنصري‪ ،‬بل يجب عليه حصرها على أفعال المجرمة لطابعها‬
‫السياس ي والعس كري فق ط ح تى ال تتمكن ه روب المج رمين وإ فالتهم من العق اب‪ ،‬وذل ك يس اعد‬
‫على توسيع دائرة تعقب وإ لقاء القبض عليهم‪.‬‬

‫‪4‬ـ في نظرن ا أن إس تخدام كلم ة (المج رمين) من ِق ب ل المش رع ال دولي ليس بمحل ه‪ ،‬ألن ص فة‬
‫المجرم في أغلب الحاالت لصيقة بالشخص الذي تمت إدانته وصدر الحكم ضده أي المحكوم‬
‫علي ه من جه ة قض ائية‪ ،‬إال أن مفه وم المتهم ينص رف الى الش خص ال ذي أس ند إلي ه اإلته ام‬
‫بإرتكاب ه جريم ة جناي ة أو جنح ة ولم تص در حكم باإلدان ة‪ ،‬م ا دام التس ليم يق ع على المحك ومين‬
‫عليهم والمتهمين مع ًا فمن األفض ل إس تخدام مص طلح (تس ليم األش خاص الف اّر ين من وج ه‬
‫العدالة) بدًال من تسليم المجرمين‪.‬‬

‫‪5‬ـ تس توجب تع اون متب ادل بين ال دول إلس راع التح ري والبحث عن الش خص المطل وب دولي ًا‪،‬‬
‫إضافة الى تحصين المنافذ الحدودية‪.‬‬

‫‪6‬ـ دعوة الدول األعضاء وغير األعضاء في منظمة اإلنتربول التي لم توقع اإلتفاقيات الدولية‬
‫حول تسليم المجرمين خاصة إتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطني ة لس نة‬
‫‪ 2000‬إلحتواءها معالجة تسليم المجرمين بين الدول‪.‬‬

‫قائمة المصادر‬

‫أوًال‪ :‬القواميس‬

‫‪30‬‬
‫‪1‬ـ جبران مسعود‪ ،‬قاموس الرائد‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار العلم للماليين‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الكتب‬
‫‪ -1‬خال د بن مب ارك القري وي القحط اني‪ ،‬التع اون األم ني ال دولي ودوره في مواجه ة الجريم ة‬
‫المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2006 ،‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬رزك ار محم د ق ادر‪ ،‬ش رح ق انون أص ول المحاكم ات الجزائي ة‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬مؤسس ة‬
‫‪ O.P.L.C‬للطباعة والنشر‪ ،‬أربيل‪.2003 ،‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬رؤوف عبيد‪ ،‬مباديء اإلجراءات الجنائية في القانون المصري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬زينب محم د عبدالس الم‪ ،‬إج راءات القبض والتحقي ق والتق ديم أم ام المحكم ة الجنائي ة الدولي ة‬
‫( دراسة تحليلية مقارنة)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪.2014 ،‬‬
‫‪ -5‬س ردار علي عزي ز‪ ،‬ض مانات المحاكم ة العادل ة للمتهم ( دراس ة مقارن ة بالش ريعة اإلس المية)‪،‬‬
‫دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2010 ،‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬الجوانب اإلشكالية في النظام القانوني لتسليم المجرمين (دراس ة مقارن ة‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬األسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪ -7‬سراج الدين محمد الروبي‪ ،‬اإلنتربول ومالحقة المجرمين‪ ،‬دار المصرية اللبنانية‪ ،‬بدون مكان‬
‫طبع‪.1998 ،‬‬
‫‪ -8‬د‪ .‬عكروم عادل‪ ،‬المنظمة الدولية للشرطة الجنائية والجريمة المنظمة كآلية لمكافحة الجريمة‬
‫المنظمة (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،2013 ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪10‬ـ د‪ .‬عب د ال رحمن فتحي عب د ال رحمن س محان‪ ،‬تس ليم المج رمين في ظ ل قواع د الق انون‬
‫الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2012 ،‬‬
‫‪11‬ـ محمد عودة الجبور‪ ،‬المسؤولية الجزائية المترتبة على فرار الس جناء في القانون المقارن‬
‫دار النشر بالمركز العربي للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪.1993 ،‬‬
‫‪12‬ـ د‪ .‬محمد منصور الصاوي‪ ،‬أحكام القانون الدولي‪ ،‬المتعلقة بمكافحة الجرائم ذات‬ ‫‪-9‬‬
‫الطبيع ة الدولي ة (دراس ة في الق انون ال دولي اإلجتم اعي في مج ال مكافح ة الج رائم‬
‫الدولي ة للمخ درات وإ ب ادة األجن اس وخط ف الط ائرات وج رائم أخ رى)‪ ،‬دار‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬األسكندرية‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫د‪ .‬يوس ف حس ن يوس ف‪ ،‬حق وق تب ادل المس جونين وف ق المعاه دات الدولي ة‪ ،‬الطبع ة‬ ‫‪-10‬‬
‫األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2015 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫ثالثًا‪ : :‬الرسائل واألطاريح الجامعية‬
‫‪ -1‬آمال بن صويلح‪ ،‬التعاون الدولي وقوانين مكافحة اإلرهاب الدولي‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة الى‬
‫جامع ة اإلخ وة منت وري‪ ،‬قس تنطينة‪ ،‬كلي ة الحق وق والعل وم السياس ية ‪ ،‬قس م الحق وق‪ ،‬ف رع‬
‫عالقات دولية وقانون المنظمات الدولية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -2‬بن زحاف فيصل‪ ،‬تسليم مرتكبي الجرائم الدولية‪ ،‬أطروحة دكتوراه مقدمة الى كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية بجامعة وهران‪.2012 ،‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬رحموني محمد‪ ،‬منظمة الشرطة الجنائية الدولية (اإلنتربول) آلية لمكافحة الجريمة المنظمة‪،‬‬
‫بحث منشور في مجلة آفاق العلمية‪ ،‬المجلد‪ ،11‬العدد‪.2019 ،04‬‬
‫‪ -4‬زه ير جمع ة ب اش الم الكي ‪ ،‬محاكم ة المتهم الف اّر من وج ه العدال ة (دراس ة مقارن ة بين ق انون‬
‫أص ول المحاكم ات الجزائي ة األردني وقواع د اإلج راءات في القض اء ال دولي)‪ ،‬رس الة‬
‫ماجستير مقدمة الى كلية الحقوق بجامعة الشرق األوسط‪.2013 ،‬‬
‫‪ -5‬عم اد أحم د هاش م الش يخ الخلي ل‪ ،‬ض مانات المتهم أثن اء مرحل ة اإلس تجواب‪ ،‬رس الة ماجس تير‬
‫مقدمة الى كلية الحقوق بجامعة العالم األمريكية‪.2006 ،‬‬
‫‪ -6‬عم ار كريم ة‪ ،‬دور المنظم ة الدولي ة للش رطة الجنائي ة في مكافح ة الجريم ة المنظم ة‪ ،‬رس الة‬
‫ماجستير مقدمة الى كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‪،‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ -7‬ك ريم محم د منص ور الخ زرجي‪ ،‬ج رائم ه رب المحك ومين والموق وفين والمقب وض عليهم‬
‫والمساعدة عليه‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة الى كلية القانون‪ ،‬بجامعة بغداد‪.2002 ،‬‬
‫‪ -8‬ك وثر أحم د خالن د‪ ،‬اإلثب ات الجن ائي بالوس ائل العلمي ة (دراسة تحليلية مقارنة)‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫مقدمة الى كلية القانون والسياسة بجامعة صالح الدين‪ ،‬أربيل‪.2002 ،‬‬
‫‪ -9‬هيمن حم ة علي كاك ة‪ ،‬جريم ة إي واء الف ارين في ق انون العقوب ات الع راقي‪ ،‬رس الة ماجس تير‬
‫مقدمة الى كلية القانون والعلوم السياسية بجامعة صالح الدين‪ ،‬أربيل‪ ،‬كوردستان‪.2017 ،‬‬

‫رابعًا‪ :‬المجالت األكاديمية‬


‫آمال قارة‪ ،‬تفعيل آليات تسليم المجرمين في إطار المنظمة الدولية للشرطة الجنائية‪ ،‬بحث‬ ‫‪-1‬‬
‫منشور في مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪.2018 ،2‬‬
‫ص باح في اض طالس و ميث اق عب د الجلي ل محم د رض ا‪ ،‬آلي ة التع اون الش رطي في إط ار‬ ‫‪-2‬‬
‫منظم ة اإلن تربول‪ ،‬بحث منش ور في مجل ة أوروك للعل وم اإلنس انية التابع ة لكلي ة التربي ة‬
‫للعلوم اإلنسانية بجامعة المثنى‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬المجلد الثاني عشر‪.2019 ،‬‬

‫‪32‬‬
‫خامسًا‪ :‬المصادر اإللكترونية‬
‫‪ -1‬لم اذا اله روب من الس جن في الماني ا أم ر ال يع اقب علي ه الق انون؟ مقال ة منش ورة في الموق ع‬
‫اإللكتروني ‪http;//www.almadenahnews.com‬‬
‫‪ -2‬عام ‪ 2018‬استطاع اإلنتربول إعتقال أكثر من (‪ )270‬فردًا مطلوب ًا في جرائم حرب من قبل‬
‫بل دان ش تى في من اطق مختلف ة من الع الم‪Fugitive arrested across Asia in .‬‬
‫تروني‬ ‫ع اإللك‬ ‫ور في الموق‬ ‫‪ ،INTERPOL‬منش‬ ‫‪coordinated‬‬ ‫‪operation‬‬
‫‪ /http://www.interpol.int/ar‬بتأريخ ‪.6/10/2019‬‬
‫‪ -3‬جاس م محم د علي جاس م العبي دي‪ ،‬دور المنظم ة الدولي ة للش رطة الجنائي ة في تعقب وإ س ترداد‬
‫المج رمين‪ ،‬بحث منش ور في مجل ة دراس ات قانوني ة‪ ،‬الع دد ‪ .2019 ،48‬المت اح في الموق ع‬
‫ت أريخ الزي ارة‬ ‫اإللك تروني ‪http://www.researchgate.net>publication‬‬
‫‪.1/9/2020‬‬
‫د ‪ .‬علي حسن الطوالبة‪ ،‬التعاون اإلجرائي الدولي في مجال تسليم المجرمين‪ ،‬مركز اإلعالمي‬
‫األم ني‪ ،‬جامع ة العل وم التطبيقي ة‪ ،‬البح رين‪ .‬بحث منش ور في الموق ع اإللك تروني‬
‫‪ http://www.policems.gov.bh>pdf‬تأريخ الزيارة ‪.1/9/2020‬‬

‫سادسًا‪ :‬القوانين واألنظمة‬


‫أـــ القوانين‬
‫القانون األساسي لمنظمة اإلنتربول لسنة ‪.1956‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قانون العقوبات الجزائري رقم (‪ )156-66‬لسنة ‪.1966‬‬ ‫‪-2‬‬
‫قانون العقوبات العراقي رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫قانون مصلحة السجون العراقي رقم ‪ 151‬لسنة ‪.1969‬‬ ‫‪-4‬‬
‫قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي رقم ‪ 23‬لسنة ‪.1971‬‬ ‫‪-5‬‬
‫قانون األحداث الجانحين المشردين اإلماراتي رقم ‪ 9‬لسنة ‪.1976‬‬ ‫‪-6‬‬
‫قانون رعاية األحداث العراقي رقم ‪ 76‬لسنة ‪.1983‬‬ ‫‪-7‬‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية اليمني رقم (‪ )13‬لسنة ‪.1994‬‬ ‫‪-8‬‬

‫‪33‬‬
‫ق انون تع ديل الخ امس عش ر رقم (‪ )30‬لس نة (‪ )2001‬لق انون أص ول المحاكم ات الع راقي‬ ‫‪-9‬‬
‫رقم (‪ )23‬لسنة (‪.)1971‬‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية الفلسطيني رقم (‪ )3‬لسنة ‪.2001‬‬ ‫‪-10‬‬
‫قانون النزالء والمودعين العراقي رقم (‪ )13‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪-11‬‬

‫ب ـــ األنظمة‬
‫‪1‬ـ ـ النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية لسنة ‪.1998‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ـ نظام اإلنتربول لمعاملة البيانات لسنة ‪2011‬‬

‫ثوختة‬
‫هةَالتني تاوانبارو سزادراون لة دةست دادث ةروةري كَيش ةيةكي ط ةورة دروس ت دةك ات ب َو‬
‫حكومةت و كَو مةَلطة‪ ،‬وة بة هةِر ةش ةيةكي مةترس ي دار ه ةذمار دةك رَيت ب َو س ةر ئاس ايش و‬
‫سةالمةتي تاكةكان و كَو مةَلطة بة طشتي‪ .‬هةر بَو ية ووَالتاني جيهان هةوَل و كَو شش ي ت ةواوي‬
‫خَو يان خستة طةِر بَو دروست كردني قةوارةيةكي ِر َيكخراو كة سةركردايةتي ه ةوَل و كَو شش ة‬
‫هاوبةشةكانيان بك ات ل ة ئةنجام دا ِر َيكخ راوي ثَو ليس ي ت اواني نَيودةوَل ةتي ـ ئينت ةرثَو ل ـ هات ة‬
‫دروست بوون بة مةبةستي بةرةنطاربوونةوةي تاوان و دةستطير كردني تاوانباران و ِر ادةس ت‬
‫كردنيان‪.‬‬

‫ثَو ليسي تاواني نَيودةوَلةتي ـ ئينتةرثَو ل ـ دادةنرّيت بة يةكَيك لة دي ارترين اليةن ة يارم ةتي دةرة‬
‫نَيودةوَلةتي يةكان كة بةشداريةكي كاريطةري هةية لة خزمةت كردني كَو مةَلط ةي مرَو ظاي ةتي‬
‫لة ِر َيطةي ئةو خزمةتطوزاري و زانياري و داتايانةي كة ثَيشكةشي ثَو ليسي ووَالتاني ئةن دام ل ة‬
‫ِر َيكخراوةكة دةك ات‪ .‬ض ونكة وةك ئاش كراية ثَو ليس ي ووَالت ان ب ة ت ةنها ن اتوانَيت ب ةرةنطاري‬
‫تاوانباري هةَالتوو ببَيتةوةو دةستطيري بكات كاتَيك سنووري ووَالتَيك زي اتر دةب ِر َيت‪.‬ه ةر ل ةم‬
‫نَيوةندةدا ئةم ِر َيكخراوة لة ِر َيطةي بةكارهَيناني ضةندان هَو كارو ئامراز كاردةكات ب َو بةدةس ت‬
‫هَيناني ئةم ئامانجة‪.‬‬

‫طرنطي ئةم توَيذينةوةية لةوة داية كة ه ةَالتني تاوانب ارو س زادراوان ل ة دةس ت دادث ةروةري‬
‫مةترسي يةكي طةورةية لة سةر ئاستي ناوخَو يي و نَيودةوَلةتي بة جَو رَي ك ك ة هةِر ةش ة لةس ةر‬
‫مرَو ظاي ةتي دروس ت دةك ات‪ ،‬وة ئام انج تياي دا ثش انداني ِرَو َل و ئ ةركي ِرَيكخ راوي ثَو ليس ي‬
‫ت اواني نَيودةوَل ةتي ـ ئينت ةرثَو ل ـ ة ل ة دةس تطيركردني تاوانب اراني ه ةَالتوو وة ِر ادةس ت‬
‫كردنةوةيان بة ووَالتي داواكراو‪.‬‬

‫‪34‬‬
Abstract
The Fugitive offenders is a major problem facing both societies and
governments. Consequently، it is considered the most important threat to
the security and safety of individuals in all societies. Therefore،
international efforts have been concerted to establish organizational
entities to lead joint efforts between states، the most important of these is
the International Criminal Police Organization known as INTERPOL،
which is considered a manifestation of international police cooperation; It
effectively contributes to the service of the humanitarian community by
providing services to the criminal police authority in various countries.
Where it is impossible for the police to follow the footsteps of criminals
who move at high speed from one country to another without cooperation
with Interpol.
The importance of the current research lies in the danger embodied by
fugitive offenders internationally and nationally ، then this research
seeks to address Fugitive offenders because of its great importance in the
application of criminal justice and following them by the International
Criminal Police Organization - Interpol - to arrest them in order to hand
them to the country requesting extradition; We have relied in this
research on a well-balanced scientific approach represented in the legal
and analytical approach.
We divided our research into two sections : In the first section we dealt
with the definition of the Fugitive offenders. In the second section، we
explained the role of the International Criminal Police - Interpol - in
arresting these criminals from justice. We concluded the research with a
set of conclusions and recommendations.

35
36

You might also like