You are on page 1of 11

‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫قوائم احملتويات متاحة على ‪ ASJP‬املنصة اجلزائرية للمجالت العلمية‬


‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‬
‫الصفحة الرئيسية للمجلة‪www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/552 :‬‬

‫دور العدالة اجلنائية التصاحلية‬


‫يف احلد من أزمة العدالة اجلنائية‬

‫‪The role of restorative criminal justice in reducing‬‬


‫‪the criminal justice crisis‬‬
‫‪2‬‬
‫منال لعرابة ‪ ،* ،1‬سامية العايب‬
‫‪1‬جامعة ‪8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬مخبر الدراسات القانونية البيئية– الجزائر‬
‫‪2‬جامعة ‪8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬مخبر الدراسات القانونية البيئية– الجزائر‬
‫‪Key words:‬‬ ‫‪Abstract‬‬
‫‪-Criminal justice crisis‬‬ ‫‪The study of this article aims to highlight the experience of the criminal justice sector, in the‬‬
‫‪majority of countries in the world of high inflation in the amount of crimes stipulated, as a‬‬
‫‪- Restorative justice‬‬ ‫‪result of excessive use of the penal weapon ;This has created a large number of crimes that the‬‬
‫‪-Public action‬‬ ‫‪courts are carrying.‬‬
‫‪-Criminal policy.‬‬ ‫‪In order to familiarize and inform aspects of the subject, analyse its legal dimensions and‬‬
‫‪attempt to explain and simplify the relevant legal procedures, the research necessitated‬‬
‫‪the adoption of the descriptive and analytical approaches ; This is done by a descriptive‬‬
‫‪presentation of the phenomenon with a careful analysis of data and information.‬‬
‫‪We have come to the conclusion that, in order to alleviate this burden and achieve successful‬‬
‫‪and swift justice, criminal legislation has resorted to a pattern of restorative justice,It seeks to‬‬
‫‪direct punitive policy of its deterrent nature to resolve the dispute between the parties to the‬‬
‫‪public action, in consensual ways without going through the procedural stages, In consensual‬‬
‫‪ways without going through the procedural stages, by following the path of reform and‬‬
‫‪reconciliation.‬‬

‫ملخص‬ ‫معلومات املقال‬


‫تاريخ املقال‪:‬‬
‫تهدف دراسة هذا املقال إلى تسليط الضوء على ما يشهده قطاع العدالة الجنائية‪ ،‬لدى أغلبية‬ ‫اإلرسال ‪2020-06-08:‬‬
‫دول العالم من التضخم الكبير في كم الجرائم المنصوص عليها ‪،‬نتيجة اإلسراف المفرط‬
‫في استخدام السالح العقابي مما خلق كما كبيرا من الجرائم تنوء المحاكم بحملها‪.‬‬ ‫املراجعة ‪2020-11-05 :‬‬

‫وبغية اإللمام واإلحاطة بجوانب الموضوع وتحليل أبعادة القانونية ومحاولة شرح اإلجراءات‬ ‫القبول ‪2020-11-06 :‬‬
‫القانونية ذات الصلة وتبسيطها‪ ،‬استلزم البحث اعتماد املنهج الوصفي واملنهج التحليلي‪ ،‬وذلك بعرض‬ ‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬
‫وصفي للظاهرة مع تحليل دقيق للبيانات والمعلومات‪.‬‬ ‫‪ -‬أزمة العدالة‬
‫وقد توصلنا إىل ّأنه ورغبة في التخفيف من هذا العبء وتحقيق عدالة ناجحة وسريعة‪ ،‬اتجهت‬ ‫الجنائية‬
‫التشريعات الجنائية إلى اللجوء إلى نمط من العدالة التصالحية‪ ،‬تسعى من خاللها إلى‬ ‫‪-‬العدالة التصالحية‬
‫توجيه السياسة العقابية من طابعها الردعي إلى تسوية النزاع القائم بين أطراف الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬بطرق رضائية دون المرور بالمراحل اإلجرائية‪ ،‬وذلك بسلك طريق اإلصالح‬ ‫‪-‬الدعوى العمومية‬
‫وأن السياسة الجنائية تتطلب األخذ على وجه السرعة وسائل أكثر‬ ‫والتصالح ‪ ،‬خاصة ّ‬ ‫‪-‬السياسة الجنائية‪.‬‬
‫مرونة وقابلية للتطور في حل المنازعات الجنائية ‪ ،‬والتي من شانها أن تساهم في عالج‬
‫مشكلة الزيادة الهائلة في عدد الجرائم‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫‪* Corresponding author at : The University 8 Mai 1945, Guelma - ALGERIA‬‬
‫‪Email : : manlaar94@gmail.com‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫واجملين عليه من ناحية‪ ،‬وإقامة عدالة تصاحلية من ناحية‬ ‫‪ .1‬مقدمة‬


‫أخرى تعزيزا لألمن والطمأنينة ألفراد اجملتمع‪.‬‬
‫تباشر الدولة وظيفتها اجلزائية حلماية املصاحل االجتماعية‬
‫اليت تسود اجملتمع فتختار اجلزاء األكثر صالحية واألقرب ولإلجابة على اإلشكالية قسمنا الدراسة إىل قسمني رئيسيني ‪:‬‬
‫إىل التعبري عن مدى تقدير اجملتمع ألهمية هذه املصاحل‪ ،‬القسم األول‪:‬العدالة اجلنائية يف ميزان أزمة العدالة التصاحلية‪.‬‬
‫فإذا قدرت الدولة أن املصلحة تستحق أقصى مراتب احلماية‬
‫القسم الثاني‪ :‬العدالة التصاحلية كعالج ألزمة العدالة اجلنائية‬
‫عربت عن ذلك بالعقاب ‪ ،‬ويعترب التجريم هو أقصى مراتب‬
‫احلماية اليت يضفيها التشريع على نوع معني من املصاحل اليت ‪ .2‬أزمة العدالة اجلنائية يف ميزان العدالة التصاحلية‬
‫تضطلع الدولة باعتبارها حامية اجملتمع من خالل سلطتها‬ ‫تهم اجملتمع‪( .‬امحد فتحي سرور‪ ،1982 ،‬ص ص ‪.)20-19‬‬
‫استقر لدى الفكر القانوني منذ ذلك الوقت مفهوم اجلرمية القضائية كأصل عام حبل النزاعات اجلزائية‪ ،‬والتصدي‬
‫على أنها اعتداء يقع على مصلحة اجملتمع بأسره أخذت للظواهر اإلجرامية من خالل إصدار األحكام القضائية‬
‫الدولة على عاتقها حقها يف توقيع العقاب على كل من تسول ومتابعة تنفيذها ‪،‬إال أنه يف ظل التنامي الكبري والتطور‬
‫له نفسه ارتكاب أي سلوك جمرم و اختذت من ذلك غايتها الذي شهدته اجملتمعات البشرية طفت إىل الواقع مجلة من‬
‫املنشودة أو وظيفتها الشرعية اليت وفرت هلا كافة اإلمكانيات السلوكات املنحرفة أثقلت كاهل الدولة وكان األمر اكرب‬
‫املادية والبشرية حرصا منها أن ال يفلت من قبضة القانون أي منها‪،‬إذ أنه بازدياد عدد اجلرائم نتج عنه ازدياد تدخل الدولة‬
‫واستخدامها سياسة التجريم والعقاب ترتب على كل هذا‬ ‫شخص يتجرأ على أوامره ونواهيه‪.‬‬
‫ظهور أزمة للعدالة اجلنائية ‪.‬‬
‫(عبد اللطيف يوسري‪ ،2017 ،‬ص‪.)1‬‬
‫ظهرت فكرة البحث إلجياد بدائل وآليات من شانها اخلروج‬
‫اضطرت الدولة أمام التطور السريع للظاهرة اإلجرامية‬
‫من األزمة اليت أملت بالعدالة اجلنائية من خالل تلك‬
‫لتدخل يف شتى اجملاالت بالتشريع والتنظيم‪ ،‬فأدى التوسع يف‬
‫الزاوية‪ ،‬حيث متخض هذا البحث واالجتهاد إىل بروز فكرة‬
‫التجريم إىل اإلسراف يف استخدام الدعوى اجلنائية لتحقيق‬
‫السياسة اجلنائية البديلة اليت تهتم باإلصالح واالنتقال من‬
‫سلطة الدولة يف العقاب وتزامن هذا اإلسراف مع طول‬
‫العدالة التقليدية إىل عدالة تصاحلية تقوم على الرتاضي‬
‫اإلجراءات اجلنائية ‪ ،‬فأصبحت املعاناة ذات وجهني ‪،‬عقابي سببه‬
‫‪)80-Mascala Corinne, 2018 ,pp75(.‬‬
‫التوسع يف التجريم ‪،‬ووجه إجرائي سببه الدعوى اجلنائية‬
‫‪ .1 .2‬أسباب أزمة العدالة اجلنائية‬ ‫بإجراءاتها الطويلة ‪.‬‬
‫يوجد إقرار على فضل التشريعات اجلنائية يف مكافحة‬ ‫(أمحد حممد براك ‪ ،2017،‬ص ص ‪.)3-2‬‬
‫اجلرمية‪ ،‬إذ شهدت اغلب النظم اإلجرائية اجلزائية يف اغلب‬
‫أصبحت العدالة اجلنائية حتتاج إىل نفس يبعث فيها نوعا من‬
‫الدول أزمة شديدة التعقيد‪ ،‬أطلق عليها مصطلح أزمة العدالة‬
‫النجاعة ‪ ،‬ويقربها أكثر من ضمري ووجدان اجملتمع‪ ،‬لذلك‬
‫اجلنائية‪ ،‬والواقع أن األسباب متنوعة ومتعددة‪ ،‬وحتى إذا‬
‫بدأت الثورة على اآلليات التقليدية إلدارة العدالة اجلنائية‬
‫تعددت لظروف كل دولة وطبيعة كل نظام إال أن املهتمني‬
‫جبدية ‪ ،‬على اعتبار أن السياسة املعاصرة تتطلب األخذ على‬
‫مبوضوع اجلرمية أسفرت دراساتهم على إرجاعها إىل أسباب‬
‫وجه السرعة وسائل أكثر فعالية‪ ،‬فظهرت فكرة السياسة‬
‫ذو طبيعة موضوعية‪ ،‬ولعل أهمها ما تشهده الدول من ظاهرة‬
‫اجلنائية البديلة اليت تهتم باإلصالح واالنتقال من العدالة‬
‫التضخم التشريعي نتيجة اإلفراط يف التجريم إضافة إىل‬
‫التقليدية إىل العدالة التصاحلية‪ ،‬هذه األخرية اليت تقوم على‬
‫مشكلة احلبس قصري املدة‬
‫الصفح والرتاضي وإعطاء أطراف الدعوى العمومية الدور‬
‫إضافة إىل تلك األسباب املوضوعية هنالك أسباب ذو طبيعة‬ ‫األكرب يف حتديد مصري الدعوى اجلنائية‪.‬‬
‫إجرائية ساهمت يف بروز األزمة الراهنة‪ ،‬متثلت أهمها يف بطء‬
‫من هذا املنطلق تتبلور إشكالية الدراسة يف مايلي‪:‬‬
‫اإلجراءات والتأجيالت ‪ ،‬وعدم فعالية أجهزت العدالة أمام الكم‬
‫اهلائل للقضايا املعروضة أمامهم ‪.‬‬ ‫فيما تتمثل خصوصية أحكام نظام العدالة اجلنائية التصاحلية ؟‬
‫بغية اإلملام واإلحاطة جبوانب املوضوع وحتليل أبعادة القانونية‬
‫‪.1.1.2‬األسباب املوضوعية الزمة العدالة اجلنائية‬
‫وحماولة شرح النصوص القانونية وتبسيطها‪ ،‬واإلجابة على‬
‫تعترب اجلرمية ظاهرة معقدة متتد جذورها بصفة أساسية‬
‫اإلشكالية مت اعتماد املنهج الوصفي واملنهج التحليلي‪ ،‬وذلك بعرض‬
‫يف العالقات االجتماعية اليت تعاني من املشكالت االجتماعية‪،‬‬
‫وصفي للظاهرة مع حتليل دقيق للبيانات واملعلومات وتفسري‬
‫ولذلك يهتم السياسة االجتماعية و السياسة اجلنائية‬
‫عميق هلا‪.‬‬
‫مبنع اجلرمية بإختاذ التدابري الفعالة ملقاومة هذه األسباب‬
‫يكتسب هذا موضوع أهمية من خالل تعزيز فكرة الوقاية من أجل وقاية اجملتمع من اجلرمية ‪(،‬أمحد فتحي سرور‪،‬‬
‫من اجلرمية وإزالة أسبابها‪ ،‬وحمو بوادر األزمة بني اجلاني املرجع السابق ص ‪ ، )257‬ويتضمن القانون اجلنائي يف شقة‬
‫‪332‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫املوضوعي القواعد اليت حتدد صور اجلرائم والعقوبات املقررة السعيد معيزة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.) 273‬‬
‫هلا حبيث انه حينما تقع اجلرمية يف اجملتمع يتولد للدولة يف ُتع ّد مشكلة احلبس قصري املدة‪ ،‬أو مشكلة العقوبة السالبة‬
‫مواجهة مرتكب اجلرمية حق يسمى باحلق يف العقاب والذي للحرية قصرية املدة من أهم مشاكل السياسة العقابية‬
‫تقتضيه عن طريق مباشرة إجراءات الدعوى العمومية‪( .‬مراد احلديثة اليت نشأت بسبب النصوص اجلنائية‪ ،‬أو بسبب توجه‬
‫بلهومي‪ ،2018 ،‬ص‪ )07‬أخذت الدولة توسع من استعمال القضاة يف الغالب للحكم باحلد األدنى للعقوبة يف اجلرائم‬
‫آليتها العقابية بالتجريم مع التطور السريع للجرمية البسيطة حبكم السلطة التقديرية الواسعة اليت يتمتعون بها‬
‫وازديادها‪ ،‬نتيجة لذلك اتسع نطاق التجريم ليشمل أفعاال يف تفريد العقوبة ‪،‬ولتأثرهم أيضا بعقدة احلد األدنى ‪ ،‬واحلد‬
‫ليست باخلطورة الكبرية‪ ،‬أدى هذا التوسع بدورة إىل خلق األدنى يف الغالب هو العقوبة قصرية املدة‪.‬‬
‫مشكلة أخرى وهي احلبس قصري املدة بسبب توجه القضاة يف‬
‫(عمر سامل ‪ ، 2008 ،‬ص ‪.) 27‬‬ ‫الغالب باحلكم باحلد األدنى للعقوبة يف اجلرائم البسيطة‪.‬‬
‫ولقد كشفت التجربة الطويلة اليت مرت بها العقوبات السالبة‬ ‫أوال ‪ :‬ظاهرة التضخم التشريعي‬
‫للحرية بأن هلا آثار سلبية جد سيئة السيما قصرية املدة منها‪،‬‬
‫تعد األسوء واألكثر ضررا (منصور رمحاني‪ ،2006 ،‬ص‬ ‫شهدت خمتلف التشريعات حتوال جذريا يف سياسة التجريم إذ ُّ‬
‫املنتهجة حنو التوسع‪ ،‬ولعل أبرز ما يدل على ذلك هو ما بات ‪ ،)306‬إذ هلا آثارا سيئة على الشخص احملكوم عليه وعلى أسرته‬
‫ألنه يصفه بصفة اإلجرام وخيرجه من اجملتمع األخيار ويزج‬ ‫يعرف لدى الفقه بظاهرة التضخم التشريعي‪.‬‬
‫يقصد"بالتضخم التشريعي"كثرة القواعد القانونية اجلنائية به زمرة األشرار ‪ ،‬كما يرتتب على احلبس مهما قصرت مدته‬
‫وتفاقمها بصورة ال مثيل هلا يف العقود السابقة ‪ ،‬فقد صدر يف أن يفقد احملكوم عليه عمله هذا ما قد يكون سببا يف حرمان‬
‫غضون السنوات القليلة املاضية ‪ ،‬كما هائال من النصوص أسرته منه‪ ،‬خاصة إذا كان هو العامل الوحيد لألسرة وليس‬
‫اجلنائية ‪ ،‬وال يزال يصدر بوترية متزايدة باستمرار‪ ،‬إذ أن هلا مورد رزق غري عمله‪ ،‬فيكون قد سلب على أسرة احملكوم‬
‫النزعة التجرميية اجلديدة املهيمنة على السياسة اجلنائية عليه مصدر الرزق‪ ،‬مما قد تضطرها احلاجة وبالتبعية تقل‬
‫املنتهجة يف أغلب التشريعات يف احلقبة الراهنة احدث تكدسا‪ ،‬الرقابة على األبناء‪ ،‬مما يسهل احنرافهم وسقوطهم إىل هاوية‬
‫اجلرائم‪.‬‬ ‫بل فوضى يف اجملال اجلنائية‪.‬‬
‫(إسحاق إبراهيم منصور ‪ ، 2009 ،‬ص ص ‪.)151-150‬‬ ‫( رضا السعيد معيزة ‪ ، 2016 ،‬ص ‪.) 113‬‬
‫أما على املستوى االقتصادي‪ ،‬فالتكلفة اليت تتحملها الدولة‬ ‫فالتضخم التشريعي اجلنائي يعكس نشوء عالقة عدم التوازن‬
‫على املسجون جد باهضة‪ ،‬ولن نتحدث عن تكاليف بناء‬ ‫بني جهة احلاجات من التجريم‪ ،‬والقدرة على امتصاص‬
‫السجون وامليزانية الضخمة اليت ترصدها الدولة للوزارات‬ ‫املستهلكني للقانون اجلنائي (املتمثل يف اجملتمع اي األفراد‬
‫واملوظفني‪ ،‬وإمنا يكفي احلديث على تكلفة نفقات املساجني‬ ‫املكونني له) ‪ ،‬ومن جهة أخرى كمية القواعد اجلنائية‬
‫‪،‬أهمها أنه كلما زاد عدد احملكوم عليهم بعقوبة احلبس قصرية‬ ‫الصادرة‪ ،‬والشك انه من غري املمكن هنا تفسري اخللل الذي‬
‫املدة إزدمحت بهم السجون واملؤسسات العقابية‪ ،‬فكان العبث يف‬ ‫يشوب العالقة إال على ضوء مبدأ الضرورة الذي حيكم‬
‫برامج التأهيل ‪(،‬منصور رمحاني ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪،)306‬‬ ‫التجريم والعقاب ‪ (.‬رضا السعيد معيزة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫فرتتب عنه فشل التأهيل واإلدماج للمحبوسني يف اجملتمع إذ‬ ‫‪.)115‬‬
‫ثبت أن املؤسسات العقابية يف الغالب تفسد اجملرم املبتدئ بدل‬ ‫ثانيا ‪ :‬ظاهرة احلبس قصري املدة‬
‫إصالحه‪ ،‬وهذا بدل أن يصبح السجن مكانا لإلصالح حتول إىل‬
‫مكان لتفريغ جمرمني مبؤهالت أعلى وخربات أكثر‪ ،‬تدفعهم‬ ‫يُعد احلبس قصري املدة من أبرز أسباب أزمة العدالة اجلنائية‬
‫إىل ارتكاب جرائم اشد خطورة مبجرد خروجهم من السجن‪.‬‬ ‫الراهنة‪ ،‬ومشكلة من أعقد املشكالت اليت تواجهها التشريعات‬
‫العقابية حاليا والتشريع العقابي اجلزائري خصوصا‪ ،‬ملا يرتتب‬
‫عليه من آثار سلبية وأضرار بالغة مل تسلم منها حتى الدول (عبد اللطيف يوسري ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.) 10‬‬
‫األكثر تقدما‪( .‬عبد اللطيف يوسري ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ .2.1.2 .)273‬األسباب اإلجرائية‬
‫يكون احلكم القضائي على اجلاني حماطا بإجراءات جزائية‬ ‫ال وجود للحبس قصري املدة أو ما يصطلح عليه أيضا بالعقوبة‬
‫هدفها الوصول غلى احلقيقة واإلنصاف بني اجلاني و الضحية‬ ‫السالبة للحرية قصرية املدة ‪ ،‬بهذه الصيغة أو التعبري يف‬
‫أو اجملتمع ‪ ،‬وقد تضمن القانون التفاصيل وحدد مددا معينة‬ ‫التشريعات اجلزائية(مبا فيها التشريع اجلزائري ) يف احلقيقة‪،‬‬
‫هلذه اإلجراءات ‪،‬فإذا مل حترتم أدت إىل دور عكسي بالنسبة‬ ‫بل هي حمض تسمية فقهية درج الفقه اجلنائي على تداوهلا‬
‫ملكافحة اجلرمية‪( ،‬منصور رمحاني‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪،)309‬‬ ‫منذ أواخر القرن التاسع عشر ‪،‬إىل أن استقرت كمصطلح من‬
‫إّ‬
‫ال أن تنوع وتعدد العوامل املعرقلة لسري العدالة اجلنائية زاد‬ ‫مصطلحات علم العقاب و احتلت مكانة جد هامة فيه السيما‬
‫اإلجراءات اجلزائية تعقيدا ومتثل أكثر يف البطء الناتج عن‬ ‫يف الوقت الراهن ‪ ،‬حيث كثر االهتمام بهذه العقوبة ‪( .‬رضا‬
‫‪333‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫كثرة الشكليات‪ ،‬إضافة إىل اإلسراف يف استخدام املفرط معاجلة هذا النقص ‪.‬‬
‫للدعوى العمومية ذات اإلجراءات الطويلة كل ذلك اخل بهذا (امحد حممد براك‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ص‪)3-2‬‬
‫كان على السياسة اجلنائية أمام املؤشرات اخلطرية أن تعيد‬ ‫التوازن و شل جهاز القضاء‪.‬‬
‫يف إسرتاتيجياتها يف مكافحة اجلرمية ‪ ،‬حيث بدأت السياسة‬ ‫أوال ‪ :‬اإلغراق يف الشكليات‬
‫إن اهلدف العام لقانون اإلجراءات اجلزائية يف إطار الشرعية اجلنائية يف حماولة اخلروج عن العدالة التقليدية النعدام‬ ‫ّ‬
‫الدستورية هو ختفيف التوازن بني املصلحة العامة و احلرية فاعلية عملية هلا‪ ،‬والتوجه إىل عدالة حتقق األهداف اليت‬
‫تصبو إليها السياسة اجلنائية املعاصرة (مراد بلهومي ‪ ،‬املرجع‬ ‫الشخصية‬
‫السابق ‪ ،‬ص ص ‪.)4-3‬‬
‫وغريها من حقوق اإلنسان مبا يكشف التوازن بني هدفني هما‬
‫فاعلية العدالة اجلنائية ‪ ،‬واحلرية الشخصية و غريها من تطورت العدالة اليت كانت يف البداية عدالة عقابية ترتكز‬
‫حقوق اإلنسان ‪ ،‬ومن ثم فإن أي تشريع إجرائي يتوقف على حول السلوك اجملرم والعقوبة املناسبة له‪ ،‬إىل عدالة تأهيلية‬
‫مدى قدرته يف التوفيق بني الضمانات اليت تكفل صحة احلكم ترتكز على اجملرم وسبل تأهيله وإعادة إدماجه اجتماعيا‪،‬‬
‫واإلجراءات اليت تضمن عدم اإلبطاء يف إصداره (علي بن صاحل‪ ،‬لتظهر أخريا ما يطلق عليه بالعدالة التصاحلية اليت ترتكز‬
‫على االهتمام بكافة أطراف الدعوى العمومية ‪.‬‬ ‫‪ ، 2018‬ص ‪.)97‬‬
‫‪ . 1.2.2‬تعريف العدالة اجلنائية التصاحلية‬ ‫غري أن التوسع يف التجريم الذي عرفه قانون العقوبات أدّى‬
‫يعترب مصطلح العدالة اجلنائية التصاحلية من املصطلحات‬ ‫إىل اإلسراف يف استخدام الدعوى العمومية باعتبارها األداة‬
‫املستحدثة يف البحوث اجلنائية‪ ،‬وقد متت مناقشة هذه املسألة‬ ‫اليت يتم من خالهلا اقتضاء الدولة حق العقاب‪ ،‬مما نتج عن‬
‫يف مؤمتر األمم املتحدة العاشر ملنع اجلرمية ومعاملة اجملرمني‬ ‫ذلك شل اجلهاز القضائي نظرا لطول إجراءاتها‪ ،‬حيث شهدت‬
‫‪ ،‬الذي عقد يف فينا عام ‪ (.2000‬إعالن فينا بشأن اجلرمية‬ ‫وضعية احملاكم تكدسا كبريا يف القضايا اجلزائية اليت‬
‫والعدالة‪ ،‬صدر عن األمم املتحدة العاشر ملنع اجلرمية ومعاملة‬ ‫تعرض عليها رغم بساطتها ‪،‬كل ذلك انعكس سلبا على أداء‬
‫اجملرمني‪ ،‬املنعقد يف فينا ‪ 17 /10‬ابريل ‪. ) 2000‬‬ ‫القضاء اجلزائي فرتتب على ذلك تأخر الفصل يف القضايا‪،‬‬
‫يقصد بالعدالة التصاحلية " جعل املعتدي مسؤوال عن اصالح‬ ‫واإلخالل حبق املتهم يف احملاكمة خالل مدة معقولة إضافة‬
‫الضرر الذي سببته اجلرمية ومنحه الفرصة إلثبات قدراته‬ ‫إىل البطء يف اإلجراءات ‪.‬‬
‫ومساته االجيابية‪ ،‬والتعامل مع مضاعر الذنب بطريقة بناءة‬ ‫ثانيا ‪ :‬ضعف أجهزة العدالة‬
‫‪ ،‬باإلضافة إىل إشرتاك آخرين يؤدون دورا يف حل النزاع مبن‬ ‫أدت التغريات االجتماعية املصاحبة للتطور االجتماعي‪،‬‬
‫فيهم الضحية و االهل وافراد االسرى املمتدة ‪...‬بعبارة اخرى‬ ‫واالقتصادي والسياسي إىل وضع مشكالت دقيقة أمام حتقيق‬
‫فإن العدالة التصاحلية هي نهج يف التعامل مع اجلرمية‬ ‫أهداف السياسة اجلنائية يف سباق مع الزمن ‪ ،‬فالسياسة‬
‫يعرتف بأثرها الضحية واملعتدي نفسه واجملتمع الذي وقت‬ ‫اجلنائية هلا أهدافها ‪ ،‬ولكن هذه األهداف مل تتحقق على النحو‬
‫فيه " ( ليلى بعتاش ‪ ، 2014 ،‬ص ‪. )198‬‬ ‫الواجب‪ ،‬فازداد اإلجرام انتشارا وفشلت السجون يف حتقيق‬
‫كما يعرفها اآلخرون أنها "عملية االستجابة للجرمية‬ ‫أهدافها‪ ،‬وازدادت عوامل اإلجرام وتعقدت سبل الوصول إىل‬
‫بطريقة تقرر إعادة احلالة إىل طبيعتها‪ ،‬وتو ّفق بني مجيع‬ ‫احلقيقة وتعرضت ضمانات احلرية الشخصية للخطر‪ ،‬وقد‬
‫األطراف املتضررة من اجلرمية ‪ ،‬وميكن من خالهلا املساعدة‬ ‫ظهر هذا اخللل واضحا يف أداء أجهزة العدالة اجلنائية فقد‬
‫على جتاوز أزمة العدالة اجلنائية اليت تعاني منها كافة‬ ‫أصابها الشلل واضعف من أداء دورها يف مكافحة اإلجرام (علي‬
‫اجملتمعات اإلنسانية ‪ ،‬وهي حبق تع ّد تعبريا عن حاجة لشكل‬ ‫بن صاحل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.) 98‬‬
‫جديد للعدالة ال حتققه اإلجراءات التقليدية‪ ( .‬بلقاسم‬ ‫‪ .2 .2‬مفهوم العدالة التصاحلية‬
‫سويقات ‪، 2018 ،‬ص ‪.) 177‬‬
‫أدى التوسع يف التجريم إىل اإلسراف يف استخدام الدعوى‬
‫تعد العدالة التصاحلية أحد احللول النابعة‪ ،‬اليت من شأنها‬ ‫ُّ‬ ‫اجلنائية لتحقيق سلطة الدولة يف العقاب‪ ،‬وتزامن هذا‬
‫إخراج اجملتمعات اإلنسانية من دائرة العدالة التقليدية اليت‬ ‫اإلسراف مع اإلجراءات اجلنائية‪ ،‬فأصبحت املعاناة ذات‬
‫أنهكتها األزمة‪ ،‬فتعيد االعتبار للضحية باعتباره من وقع‬ ‫وجهني‪ ،‬وجه عقابي سببه ظاهرة التضخم التشريعي كما‬
‫عليه اجلرم وتبعاته ‪ ،‬ولكونه مهمشا يف العدالة التقليدية اليت‬ ‫سبق بيانه‪ ،‬ووجه إجرائي سببه الدعوى اجلنائية بإجراءاتها‬
‫كانت تولي ضمانات للمتهم عرب مراحل اّلدعوى العمومية ‪،‬‬ ‫الطويلة‪ ،‬فظهرت أزمة العدالة اجلنائية‪ ،‬وأثبتت التجربة‬
‫فمن بني آليات ووسائل عالج هذه األزمة الرتكيز على دور‬ ‫قصور العدالة التقليدية يف مواجهة ظاهرة تزايد املنازعات يف‬
‫اجملين عليه وحماولة امتصاص غضبه وسخطه وكذلك من‬ ‫النطاق اجلزائي‪ ،‬ناهيك على أنها كشفت خطورة أزمة وسائل‬
‫أجل خلق بدائل جديدة ختص الدعوى العمومية ‪.‬‬ ‫التنظيم االجتماعي‪ ،‬فضال عن قصور السياسة اجلنائية يف‬
‫‪334‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫الظاهرة اإلجرامية وازدياد عدد القضايا املعروضة أمام‬ ‫(أشرف رمضان عبد احلميد ‪ ، 2004 ،‬ص ‪.)10‬‬
‫احملاكم‪ ،‬ما أرهق كاهل القضاء نتيجة الكم اهلائل للقضايا‬ ‫‪ . 2.2.2‬خصائص العدالة اجلنائية التصاحلية‬
‫ما تولد على ذلك اإلخالل حبق املتهم يف احملاكمة ‪ ،‬فأضحى‬
‫الوصول إىل عدالة ناجعة أمرا عسريا ‪ ،‬إضافة إىل تأخر‬ ‫حيرص نظام العدالة التصاحلية على تطبيق القواعد املنظمة‬
‫الفصل يف القضايا‪ ،‬ونتيجة لتفاقم املشكلة اجلنائية و ارتفاع‬ ‫حلقوق املتهمني والضحايا بصفة عامة ‪ ،‬وبآليات حمددة قد‬
‫تكاليف مواجهتها املالية اجته الفقه والتشريع للبحث عن آليات‬ ‫تقتصر على األجهزة احلكومية ماجعل هلذا النظام ذاتيته‬
‫عديدة غري التقليدية بإنهاء الدعوى العمومية دون اللجوء إىل‬ ‫عن غريه من االنظمة املشابهة مثل ننظام العدالة املتوازية‬
‫إجراءات احملاكمة‪.‬‬ ‫الذي يهتم حبقوق الضحايا وحتريك كافة امكانات اجملتمع‬
‫احلكومية و األهلية ‪ ،‬لتوفري أسباب العدالة واملعاملة املنصفة‬
‫‪ .1 .3‬آثار أزمة العدالة اجلنائية‬ ‫هلم يف إعالنات املم املتحدة للمبادى االساسية لتوفري العدالة‬
‫ترتب على أزمة العدالة اجلنائية نتائج وخيمة وكثرية‪ ،‬سواء‬ ‫لضحايا اجلرمية وإساءة إستعمال السلطة ‪ ،‬وبصفة خاصة‬
‫على حقوق أطراف الدعوى اجلزائية‪ ،‬أو يف حق اجملتمع‪ ،‬مما‬ ‫تسهيل إستجابة اإلجراءات القصائية والغدارية الحتياجات‬
‫أسفر عن عدم إشباع غريزة العدالة لدى نفوس املتقاضني‪،‬‬ ‫الضحايا وتوفري املساعدات ومحاية خصوصيات الضحايا‬
‫واحنصرت أهم آثارها فيما يلي ‪ :‬البطء يف اإلجراءات الذي‬ ‫وأسرهم ‪(.‬أمل فاضل عبد خشان عنوز ‪ ،2016،‬ص ‪)22‬‬
‫تعترب العدالة اجلنائية التصاحلية من أهم الوسائل البديلة صاحبه لزاما اإلخالل مببدأ املساواة‪ ،‬ونظرا لكثرة القضايا‬
‫اليت تقوي العالقة بني أطراف النزاع وبقية أفراد اجملتمع امللقاة على كاهل القضاء ترتب عن ذلك إجراء حفظ امللفات‪،‬‬
‫‪،‬كما تعترب طريقة غري تقليدية إلدارة الدعوى اجلنائية‪ ،‬واحلد من قدرة اجلهاز القضائي على مواجهة اجلرمية‪.‬‬
‫ووسيلة ف ّعالة لتجاوز أزمة العدالة اجلنائية الستنادها إىل ‪ . 1.1.3‬البطء يف اإلجراءات واإلخالل مببدأ املساواة‬
‫فكرة احلد من اجلرمية‪ ،‬وفكرة احلد من العقاب اللتان تصبان يتطلب تسيري إجراءات احملاكة اجلنائية إجراءات حتقيق‬
‫يف فكرة عامة وجمردة هي املساءلة غري القضائية للخصومات أولية وقضائية وجلسات حماكمة‪ ،‬ناهيك عن اإلجراءات‬
‫التحفظية اليت تصاحب سري الدعوى‪ ،‬كالتوقيف للنظر‬ ‫اجلنائية لتحقيق العدالة اآلمنة و الناجحة ‪.‬‬
‫واجلبس املؤقت والرقابة القضائية وغريها ‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫(أمل فاضل عبد حشان عنور ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.) 34‬‬
‫طرق الطعن يف األحكام الصادرة فيها العادية و غري العادية‬ ‫أوال ‪ :‬العدالة الرضائية‬
‫‪ ،‬باإلضافة إىل طرق الطعن يف األحكام الصادرة فيها العادية‬
‫يقوم جوهر العدالة التصاحلية أو العدالة الرضائية على وغري العادية اليت تساهم بشكل واضح يف إطالة أمد النزاع‬
‫عنصر الرضا‪ ،‬أي االعرتاف بإرادة أطراف الدعوى العمومية يف وبالتالي زيادة املال واجلهد على األطراف املتنازعة والدولة‬
‫وضع حد هلا يف بعض اجلرائم املاسة بهم‪ ،‬أو املرتكبة من قبلهم والقضاء على السواء‪( .‬داود زمورة ‪ ، 2017 ،‬ص‪.)04‬‬
‫وذلك بإتباع إجراءات أخرى غري التقليدية ‪ ،‬وأحيانا يضاف إىل‬
‫إرادة طرف آخر يتمثل يف اجملتمع ممثال يف النيابة العامة‪ ،‬أصبح قطاع العدالة يعاني من أزمة حقيقية ناجتة عن الكم‬
‫والذي يقدر مدى مالئمة إنهاء النزاع عن طريق العدالة اهلائل للدعاوي املطروحة عليه‪ ،‬وعجز عن احتواءها بالفصل‬
‫التصاحلية‪ ،‬ودون إتباع اإلجراءات املعتادة‪( ..‬مراد بهلولي فيها يف آجال معقولة‪ ،‬نتيجة العبء الواقع على جهات سلطات‬
‫التحقيق ‪ ،‬حيث مير زمن طويل بني ارتكاب اجلرمية وحتى‬ ‫‪،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.) 17‬‬
‫انتهاء التحقيق وإحالة امللف إىل احملكمة املختصة ‪ ،‬وإضافة‬
‫إىل األعباء امللقاة على النيابة العامة‪ ،‬كل هذا أدى إىل ٌمع ّوقات‬ ‫ثانيا ‪ :‬إجراءات العدالة التصاحلية غري قضائية‬
‫تعد العدالة التصاحلية أسلوب قانوني غري قضائي إلدارة كبرية يف مباشرة التحقيق يف امللفات‪ ،‬حتى إعداد الئحة اتهام‬ ‫ُّ‬
‫الدعوى العمومية‪ ،‬بإعطاء دور أكرب ألطراف الدعوى وتقدميها‪ ،‬كما أن قسم ال بأس به منها يتأخر عدة سنوات ‪ ،‬بل‬
‫اجلنائية من املتهم و اجملين عليه ومبشاركة اجملتمع يف إنهاء ميتد إىل مرحلة احملاكمة فبعد تقديم الئحة االتهام تستمر‬
‫الدعوى اجلزائية‪ ،‬والسيطرة على جمرياتها ملواجهة الظاهرة اجللسات واملداوالت يف امللفات زمنا طويال جدا ويكون التأجيل‬
‫ملدة طويلة ‪( .‬حممد أمحد براك ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.) 78‬‬ ‫اإلجرامية‪.‬‬
‫إن التأجيالت أو البطء يف اإلجراءات‬‫ميكن القول عموما ّ‬ ‫(ليلى بعتاش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. )199‬‬
‫اجلزائية يرتتب عنه فقدان احلقوق الشخصية‪ ،‬من زاوية‬
‫‪ .3‬العدالة التصاحلية كعالج ألزمة العدالة اجلنائية‬
‫وضعه موضع االتهام وإخراجه من أصله الربيء‪ ،‬كما مينع‬
‫كانت السياسة اجلزائية ترتكز على جتريم مجيع األفعال اجملتمع مكنة تطبيق العدالة والردع‪ ،‬إذ أنه كلما كان هناك‬
‫اليت ينتج عنها إخالل يف النظام االجتماعي‪ ،‬إىل درجة أن تأخري يف توقيع العقوبة علة املتهم ّ‬
‫مس بفاعلية هذه األخرية‬
‫املتمعن يف خمتلف نصوص القوانني جيد بأنه ال يكاد خيلو كأداة للردع لفقدها كثريا من قدرتها على الردع ‪ ،‬ألن‬
‫أي قانون من مادة جترم وتعاقب ‪،‬كل ذلك ترتب عليه تضخم‬
‫‪335‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫‪ .1.2.3‬املصاحلة اجلنائية‬ ‫املصلحة تتحقق بتوقيع العقوبة على املتهم على وجه السرعة‬
‫ليتبني االرتباط بني اجلرمية و العقوبة املنطوق بها‪.‬‬
‫ال متلك النيابة العامة التصرف يف الدعوى العمومية بالتنازل‬
‫أو التعهد بعدم حتريكها أو التخلي عن الطعن يف األحكام‬ ‫كما يصعب الوصول إىل احلقيقة عندما مرور وقت طويل من‬
‫الصادرة بشأنها كأصل عام يف التشريعات املعاصرة‪ ،‬وهذا‬ ‫ارتكاب اجلرمية وعدم البت يف الدعوى العمومية‪ّ ،‬‬
‫ألن احلقيقة‬
‫تطابقا مع قاعدة عدم قابلية الدعوى العمومية للتنازل عنها ‪،‬‬ ‫مع ّرضة ألن ختتفي وتتالشى لعدة أسباب من أهمها‪ ،‬صعوبة‬
‫إّ‬
‫ال أن هدا املبدأ مل يظل على إطالقه يف املسائل اجلزائية‪ ،‬فكثريا‬ ‫استدعاء الشهود أو حتى نسيان مجيع تفاصيل احلادث موضوع‬
‫من التشريعات مسحت بالصلح أو املصاحلة نظرا ملا حيققه من‬ ‫الشهادة المتداد املدة مابني ارتكاب اجلرم و جلسات احملاكمة ‪.‬‬
‫مزايا ‪.‬‬ ‫‪ . 2.1.3‬احلد من قدرة اجلهاز القضائي على مواجهة اجلرمية‬
‫(عبد الرمحان خلفي‪ ، 2015 ،‬ص ‪. ) 200‬‬ ‫خلق ضغط العمل وتأجيل النظر يف امللفات مشكلة أخرى وهي‬
‫جيد املتم ّعن يف نصوص القانون اجلنائي وقانون اإلجراءات‬ ‫نقص قدرة اجلهاز القضائي ‪ ،‬سواء النيابة العامة أو الضبطية‬
‫اجلزائية بأن املشرع اجلزائري مل يضع تعريفا للمصاحلة‬ ‫القضائية على معاجلة امللفات‪ ،‬والتحقيق فيها وتقديم‬
‫اجلزائية مثله مثل املشرع الفرنسي واملصري‪ ،‬وإمنا اكتفى‬ ‫لوائح االتهام‪ ،‬حيث ينظر جهاز النيابة العامة إىل التخلي عن‬
‫بالنص على أحكامه وتطبيقه وترك تعريفه للفقه ‪.‬‬ ‫التحقيق يف جزء كبري من امللفات نتيجة ضغط العمل يف إطار‬
‫املوارد القليلة واحملدودة‪ ،‬حيث متيل النيابة العامة لتفضيل‬
‫يُع ّرف الفقه الصلح أو املصاحلة بأنها "إجراء يتم مبقتضاه‬
‫معاجلة امللفات البسيطة نسبيا على معاجلة ملف معقد‬
‫انقضاء الدعوى العمومية من غري أن ترفع على املتهم إذا مل‬
‫واحد حيتاج التحقيق فيه سنوات وتتطلب نفقات باهضة‪ ،‬هلذا‬
‫يدفع مبلغا معينا للطرف عارض املصاحلة يف مدة حمددة"‪.‬‬
‫انتشرت ظاهرة حفظ امللفات يف مجيع الدول املختلفة ‪ ،‬وهو ما‬
‫( عبد الرمحان خلفي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪،)201‬كما ع ّرفه‬
‫يظهر جليا من األرقام السوداء حلفظ امللفات ‪( .‬حممد أمحد‬
‫البعض األخر بأنة "اتفاق بني صاحب السلطة اإلجرائية يف‬
‫براك ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪) 79‬‬
‫مالحقة اجلاني‪ ،‬وبني هذا األخري يرتتب عليه إنهاء سري الدعوى‬
‫يقصد حبفظ امللف ذلك اإلجراء االستداللي الذي تلجأ إليه اجلنائي‪ ،‬شريطة قيام هذا األخري بتنفيذ تدابري معينة" ‪ ( .‬مراد‬
‫النيابة العامة عندما تتصرف يف نتائج االستدالل‪ ،‬وعلى الرغم بلهومي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.) 89‬‬
‫ال أنه ينطوي على قدر من‬ ‫من بساطة األحكام املنظمة له إ ّ‬
‫وعليه فنظام الصلح اجلنائي هو نظام إجرائي‪ ،‬يهدف إىل‬
‫اخلطورة ‪ ،‬ويكفي أن قرار كهذا حيجب الدعوى العمومية‬
‫تبسيط آليات رد الفعل االجتماعي على مرتكب اجلرمية‬
‫عن القضاء‪ ،‬لذلك فإن املشرع جيايف يف إصدار هذا القرار‬
‫للوصول إىل حل يرضي أطراف اخلصومة ‪ ،‬وهو بذلك يظهر‬
‫حقوق اجملين عليه أو املضرور من اجلرمية‪ ،‬كما أن عدم‬
‫كأحد اآلليات اهلامة اليت تساهم يف حل أزمة العدالة اليت‬
‫إصداره يؤدي إىل اإلجحاف حبقوق املشتبه فيه ‪ ،‬ومن بني هذا‬
‫تعاني منها معظم الدول املعاصرة‪ ،‬لذا البد من البحث عن‬
‫وذاك تظهر فطنة عضو النيابة العامة خالل مرحلة مجع‬
‫مشروعيته ‪ ،‬واجلرائم اليت جيوز فيها تطبيقه ‪.‬‬
‫االستدالالت ‪ ( .‬علي مشالل‪ ، 2016 ،‬ص ‪) 53 52-‬‬
‫أوال ‪ :‬مشروعية املصاحلة اجلنائية‬
‫كما أنه يوجد تأثري سليب آخر حلفظ امللفات‪ ،‬حيث يؤدي‬
‫يُع ّد الصلح أو املصاحلة أحد توجهات السياسة اجلنائية حنو‬ ‫ضغط العمل إىل احلد من قدرة السلطات يف مواجهة اجلرمية‪،‬‬
‫خوصصة العدالة اجلنائية‪ ،‬وما ينفك املشرع األخذ بها حتى‬ ‫ومينع إمكانية خلق جهاز تنفيذ عقابي نافع ورادع ‪ ،‬وإن عدم‬
‫يف جرائم القانون العام مثلما فعلت كثري من التشريعات‪ ،‬منها‬ ‫قدرة احملكمة والنيابة على معاقبة املخالفني يضر كثريا‬
‫عممها يف مجيع املخالفات واجلنح اليت‬‫املشرع املصري الذي ّ‬ ‫بعنصر الردع‪ ،‬وبقدرة اجلهاز القضائي على منع اجلرمية‪،‬‬
‫تكون عقوبتها الغرامة فقط‪ ،‬حبيث يتم التصاحل بني املخالفني‬ ‫وحينما يكون هناك نسبا كبرية من اجلرائم اليت هلا ردا أو أنها‬
‫والنيابة العامة‪ ،‬وذلك باالتفاق على مبلغ من املال يوضع‬ ‫تلقى ردا حمدودا ‪ ،‬فذلك قد يؤدي تلقائيا إىل ازدهار اجلرمية ‪.‬‬
‫باخلزينة العمومية ‪ ،‬ويرجع يف ذلك إىل نص املادة ‪ 18‬مكرر‬ ‫(حممد أمحد براك ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. ) 80‬‬
‫يف القانون الصادر سنة ‪ 1998‬إجراءات جنائية مصري "جيوز‬
‫‪ .2 .3‬آليات العدالة التصاحلية‬
‫التصاحل يف املخالفات ‪،‬وكذلك يف مواد اجلنح اليت يعاقب عليها‬
‫القانون بالغرامة فقط‪.‬‬ ‫تتطلب السياسة اجلنائية املعاصرة األخذ على وجه السرعة‬
‫بوسائل وآليات أكثر قابلية للتطور يف حل املنازعات اجلنائية‬
‫على مأمور الضبط القضائي املختص عند حترير احملضر أن‬
‫‪ ،‬واليت من شأنها املساهمة يف عالج األزمة اجلنائية‪ ،‬وحرصا‬
‫يعرض التصاحل على املتهم أو وكيله فى املخالفات ويثبت‬
‫على ذلك قام املشرع اجلزائري باستحداث آليات تضع حدا‬
‫ذلك فى حمضره ويكون عرض التصاحل فى اجلنح من النيابة‬
‫لتعقيدات اإلجراءات متثلت يف الصلح اجلنائي إضافة إىل‬
‫العامة‪.‬‬
‫إجراء الوساطة اجلنائية‪ ،‬بهدف حتقيق عدالة ناجحة‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫وعلى املتهم الذي يقبل التصاحل أن يدفع خالل مخسة عشر‬


‫ثانيا ‪ :‬اجلرائم اليت جيوز فيها املصاحلة‬
‫يوماً من اليوم التالي لعرض التصاحل عليه‪ ،‬مبلغاً يعادل ربع‬
‫يعترب الصلح سببا النقضاء الدعوى العمومية يف بعض‬
‫احلد األقصى للغرامة املقررة للجرمية أو قيمة احلد األدنى‬
‫اجلرائم البسيطة‪ ،‬أو جرائم منصوص عليها يف قوانني خاصة‬
‫املقرر هلا أيهما أكثر ‪.‬‬
‫تتعلق باملصاحل املالية للدولة‪ ،‬فقد نصت معظم التشريعات‬
‫ويكون الدفع إىل خزانة احملكمة أو إىل النيابة العامة أو إىل على تصاحل النيابة العامة مع املتهم‪ ،‬وقد يكون الصلح قبل‬
‫حتريك الدعوى العمومية يف نوع معني من اجلرائم معظمها‬ ‫أي موظف عام يرخص له فى ذلك من وزير العدل ‪.‬‬
‫وال يسقط حق املتهم فى التصاحل بفوات ميعاد الدفع وال قليلة األهمية نص عليه مباشرة يف القوانني العقابية ‪ ،‬وقد‬
‫بإحالة الدعوى اجلنائية إىل احملكمة املختصة إذا دفع مبلغاً أخذ به املشرع اجلزائري يف قانون اإلجراءات اجلزائية حني‬
‫يعادل نصف احلد األقصى للغرامة املقررة للجرمية أو قيمة رأى أنه ميكن الوصول إىل الغاية املقصودة من حتريك الدعوى‬
‫العمومية –دون حتريكها‪ -‬نظرا لعدم أهمية تلك اجلرائم‬ ‫احلد األدنى املقرر هلا أيهما أكثر‪.‬‬
‫وتفاديا ملا يتكبده املتهم والضحية والشهود من أتعاب ومصاريف‬
‫وتنتقضي الدعوى اجلنائية بدفع مبلغ التصاحل ولو كانت‬
‫من جهة أخرى‪( .‬علي مشالل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.) 164‬‬
‫مرفوعة بطريق اإلدعاء املباشر ‪ ،‬وال يكون لذلك تأثري على‬
‫نظم قانون اإلجراءات اجلزائية إجراءات الصلح يف مواد‬ ‫ّ‬ ‫الدعوى املدنية "‪.‬‬
‫املخالفات وأوكلها إىل وكيل اجلمهورية‪ ،‬وهي املخالفات اليت‬
‫(املادة ‪ 18‬مكرر مضافة بالقانون ‪ 174‬لسنه ‪ 1998‬اجلريدة‬
‫يعاقب عليها القانون بالغرامة فقط وقد وردت أحكام الصلح يف‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 51‬مكرر فى ‪ ،1998/12/20‬قانون اإلجراءات‬
‫املواد من ‪ 393-381‬إجراءات جزائية الواردة يف الفصل الثاني‬
‫اجلنائية طبقا ألحدث التعديالت بالقانون ‪ 95‬لسنة ‪. )2003‬‬
‫حتت عنوان "يف احلكم يف مواد املخالفات " من الباب الثالث من‬
‫وقد جعل املشرع الفرنسي يف املادة ‪ 6‬من قانون اإلجراءات الكتاب الثاني‪.‬‬
‫اجلزائية الصلح سببا النقضاء الدعوى العمومية يف اجلرائم‬
‫(قانون اإلجراءات اجلزائية الصادر مبوجب القانون رقم‬
‫البسيطة‪ ، ،‬وجعله سببا النقضاء الدعوى العمومية يف اجلرائم‬
‫‪ ،155/66‬املؤرخ يف ‪ ،1966/03/04‬واملتمم باألمر رقم ‪،12-15‬‬
‫اجلمركية والتعامل النقدي ونظام الضرائب غري املباشرة‪.‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 28‬يوليو سنة ‪ ،2015‬جريدة رمسية العدد ‪ 41‬الصادر‬
‫) ‪ -(Sarah-Marie Cabon, 2014 ; P61.‬يف ‪ 19‬يوليو ‪.)2015‬‬
‫قد يكون الصلح كذلك بعد حتريك الدعوى العمومية‬ ‫‪-(Amane Gogorza ; 2010; pages 353 à 363).‬‬
‫ومباشرتها والسري فيها‪ ،‬حيث أجازه املشرع يف قوانني خاصة‬ ‫‪-https://www.legifrance.gouv.fr/‬‬
‫لعلة معينة وهي ما تنطوي عليه هذه اجلرائم من اعتداء على‬
‫تستمد املصاحلة اجلنائية مشروعيتها من الناحية القانونية‬
‫املصاحل املالية للدولة ‪ ،‬حيث يكون مبلغ الصلح ذي صيغة‬
‫يف املادة اجلزائية من نص املادة ‪ 6‬من قانون اإلجراءات‬
‫مزدوجة أي جيمع بني صفيت التعويض و العقاب‪( .‬علي‬
‫اجلزائية اليت جتيز انقضاء الدعوى العمومية باملصاحلة‪،‬‬
‫مشالل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.) 164‬‬
‫وتردد املشرع كثريا قبل إقرار املصاحلة يف املواد اجلزائية‬
‫وجند املصاحلة يف قانون اجلمارك بالنسبة للجرائم‬ ‫حيث ظلت حمظورة من حيث املبدأ من سنة ‪ 1975‬إىل‬
‫اجلمركية كالتهريب و االسترياد والتصدير دون تصريح‬ ‫سنة ‪ ،1986‬حيث كان العمل جيري بها منذ االستقالل‬
‫أو بتصريح مزور ‪ ،‬واألصل أنها تتم يف مجيع اجلرائم‬ ‫إىل غاية ‪ ،1975‬ومت جترميها إثر تعديل نص املادة ‪ 6‬من‬
‫اجلمركية‪ ،‬إ ّ‬
‫ال ما استثين بنص حسب ما ورد يف نص املادة‬ ‫الفقرة األخرية لألمر ‪ 165-66‬املؤرخ يف ‪ 8‬جوان املتضمن‬
‫‪ 3/265‬من قانون اجلمارك ‪.‬‬ ‫قانون اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬والذي كان جييزها مبوجب األمر‬
‫(القانون رقم ‪ ، 07-79‬املؤرخ يف ‪ 21‬يوليو سنة ‪ ،1979‬املتضمن‬ ‫رقم ‪ 146- 75‬املؤرخ يف ‪ 17‬جوان ‪ ،1975‬إذ أصبح قانون‬
‫قانون اجلمارك‪ ،‬املعدل واملتمم مبوجب القانون رقم ‪، 10-98‬‬ ‫اإلجراءات اجلزائية إثر التعديل ينص صراحة على حتريم‬
‫املؤرخ يف ‪ 22‬أوت ‪ 1998‬املعدل واملتمم بالقانون ‪ ، 04-17‬املؤرخ‬ ‫أن املشرع ما لبث أن تراجع عن موقفه املتشدد‬ ‫املصاحلة ‪ ،‬غري ّ‬
‫يف ‪ 16‬أفريل ‪ ،2017‬جريدة رمسية عدد ‪ 11‬الصادر يف ‪19‬‬ ‫حيال املصاحلة يف املواد اجلنائية‪،‬حيث عدل مرة أخرى املادة ‪6‬‬
‫فرباير ‪)2017‬‬ ‫السابقة مبوجب القانون ‪ 05/68‬الصادر يف ‪4‬مارس ‪،1986‬‬
‫فأجاز انقضاء الدعوى العمومية باملصاحلة يف املواد اجلزائية ‪،‬‬
‫جندها كذلك يف قانون العمل ‪11-90‬املتعلق بعالقات العمل‬
‫وقد تزامن ذلك مع ظهور ليونة يف تطبيق النظام االشرتاكي‬
‫الفردية الصادر بتاريخ ‪ ، 1990/04/21‬مبوجب املادة ‪155‬‬
‫مما يدعم فكرة ربط جتريم املصاحلة باملواد اجلزائية‬
‫اليت تنص على أنه‪" :‬ميكن خمالفي أحكام هذا القانون أن يضعوا‬
‫باالعتبارات السياسية واإليديولوجية ‪.‬‬
‫حدا للدعوى اجلنائية املباشرة ضدهم بدفع غرامة الصلح اليت‬
‫تساوي احلد األدنى للغرامة املنصوص عليها يف هذا القانون " ‪.‬‬ ‫( أحسن بوسقيعة‪ ، 2001 ،‬ص ص ‪.) 14-13‬‬

‫‪337‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫(القانون رقم ‪ ،11 /90‬املؤرخ يف ‪ 21‬افريل ‪ 1990‬املتعلق ثانيا مكررا عنوانه "يف الوساطة "‪ ،‬أين جند ‪ 10‬مواد جديدة‬
‫بعالقات العمل ‪ ،‬معدل ومتمم بالقانون ‪، 29-91‬جريدة منظمة هلذا اإلجراء انطالقا من املادة ‪ 37‬مكرر إىل املادة ‪37‬‬
‫مكرر ‪ ، 09‬واعتربها سببا خاصا يف انقضاء الدعوى العمومية‬ ‫رمسية عدد ‪ 68‬لسنة ‪.)1991‬‬
‫تطبق أيضا يف اجلنح املاسة بقانون الصرف وحركة رؤوس ألنه حدده يف جرائم حمددة ‪.‬‬
‫األموال من وإىل اخلارج‪ ،‬الصادر على ضوء التعديل الصادر (قانون اإلجراءات اجلزائية الصادر مبوجب القانون رقم‬
‫باألمر ‪ 01/03‬املؤرخ يف ‪ ،2003/02/19‬املعدل لألمر ‪ 155/66 22/96‬املؤرخ يف ‪ 1966/03/04‬واملتمم باألمر رقم ‪-15‬‬
‫أن املصاحلة تضع حدا للمتابعة عندما ‪ 12‬املؤرخ يف ‪ 28‬يوليو سنة ‪ ،2015‬جريدة رمسية العدد ‪41‬‬ ‫يف نص املادة ‪ 9‬مكرر‪ ،‬إذ ّ‬
‫يقوم املخالف بالتنفيذ الكامل لاللتزامات املرتتبة عليها‪ ،‬وذلك ‪ ،‬الصادر يف ‪ 19‬يوليو ‪. )2015‬‬
‫جاء ذكر الوساطة كذلك يف القانون املتعلق حبماية الطفل‬ ‫يف احلالة اليت تكون فيها املصاحلة ممكنة ‪.‬‬
‫رقم ‪ 12-15‬املؤرخ يف ‪ 15‬جويلية ‪ 2010‬من املواد ‪ 110‬إىل‬ ‫(األمر رقم ‪ ،22/96‬املؤرخ يف ‪ 09‬يوليو ‪ 1996‬املتعلق مبخالفة‬
‫املادة ‪ ( 115‬القانون رقم ‪ 12-15‬مؤرخ يف ‪ 28‬رمضان عام‬ ‫التشريع اخلاصني بالصرف وحركة رؤوس األموال من وإىل‬
‫‪ 1436‬ه املوافق ل ‪ 15‬يوليو سنة ‪ ،1979‬املتعلق حبماية الطفل‪،‬‬ ‫اخلارج‪ ،‬املعدل واملتمم باألمر رقم ‪ ،01-03‬املؤرخ يف ‪ 19‬فرباير‬
‫اجلريدة الرمسية عدد ‪ 93‬الصادر يف ‪ 19‬يوليو ‪. )2015‬‬ ‫‪ ، 2003‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 12‬الصادر يف ‪ 23‬فرباير ‪)2003‬‬
‫مل يُع ّرف قانون اإلجراءات اجلزائية الوساطة اجلنائية إ ّ‬
‫ال أن‬ ‫مل تعد املصاحلة جائزة مبوجب املادة ‪ 09‬مكرر ‪ 1‬املستحدثة‬
‫املادة ‪ 02‬من قانون محاية الطفل عرفتها بأنه ‪ ":‬آلية قانونية‬ ‫يف القانون ‪ 03/10‬املعدل لألمر ‪ ،22/96‬يف حال ما إذا كانت‬
‫تهدف إىل إبرام اتفاق بني الطفل اجلانح وممثلة الشرعي من‬ ‫قيمة حمل اجلنحة تفوق ‪ 20‬مليون دينارا‪ ،‬أو كان املخالف قد‬
‫جهة‪ ،‬وبني الضحية أو ذوي حقوقه من جهة أخرى‪ ،‬تهدف إىل‬ ‫سبق له االستفادة من مصاحلة أو كان عائدا‪ ،‬أو كانت جرمية‬
‫إنهاء املتابعات و جرب الضرر الذي تعرضت له الضحية ووضع‬ ‫الصرف مقرتنة جبرمية تبييض األموال أو املخدرات أو الفساد‬
‫حد آلثار اجلرمية واملساهمة يف إدماج الطفل ‪( .‬القانون رقم‬ ‫أو اجلرمية املنظمة أو اجلرمية العابرة للحدود الوطنية‪.‬‬
‫‪ 12-15‬مؤرخ يف ‪ 15‬يوليو سنة ‪ ، 1979‬املتعلق حبماية الطفل‪،‬‬ ‫فقد تراجع املشرع اجلزائري ومبوجب األمر ‪ 03/10‬املؤرخ‬
‫اجلريدة الرمسية عدد ‪ 93‬الصادر يف ‪ 19‬يوليو ‪.)2015‬‬ ‫يف ‪ 26‬أوت ‪2010‬عن جعل حتريك الدعوى العمومية مقيدة‬
‫تعترب الوساطة إجراء من إجراءات التصرف يف نتائج االستدالل‬ ‫بشكوى وزير املالية ممثال يف أحد أعوانه ‪ ،‬بل أعطى للنيابة‬
‫يلجأ إليها وكيل اجلمهورية كبديل للدعوى العمومية‪،‬‬ ‫العامة حق حتريك الدعوى العمومية حتى ولو كانت الشكوى‬
‫يف حال حصول تسوية بني اجلاني واجملين عليه من جهة ‪،‬‬ ‫موضوع دراسة إلجراء املصاحلة ‪ ،‬وذلك إذا كان املبلغ مليون‬
‫والنيابة العامة من جهة أخرى بهدف التوصل إىل جرب الضرر‬ ‫دينار جزائري أو يفوقه مع ارتباط ذلك بعمليات التجارة‬
‫املرتتب عن اجلرمية دون اللجوء إىل القضاء ‪( .‬علي مشالل‪،‬‬ ‫اخلارجية‪ ،‬وإذا كانت مبلغ املخالفة ‪500‬ألف دينار أو تفوقها‬
‫املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.) 69‬‬ ‫يف احلاالت األخرى‪.‬‬
‫وبالتالي فالوساطة اجلزائية عبارة عن نظام تلجأ اليه النيابة‬ ‫(األمر ‪ 03-10‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬املتعلق بقمع خمالفة‬
‫العامة للتصرف يف جرائم حمددة على سبيل احلصر يف املادة‬ ‫التشریع والتنظیم اخلاصنی بالصرف وحركة رؤوس األموال‬
‫‪ 37‬مكرر ‪02‬من قانون االجراءات اجلزائية‪ ،‬وللنيابة العامة‬ ‫من وإىل اخلارج‪ ،‬اجلریدة الرمسیة الصادرة يف ‪ 01‬سبتمرب‬
‫السلطة التقديرية يف مدى جدوى اللجوء إىل الوساطة إلنهاء‬ ‫‪، 2010‬عدد ‪.).50‬‬
‫الدعوى العمومية ‪،‬طبقا ملبدأ املالئمة متى تبني هلا أن اجلرمية‬ ‫باإلضافة إىل أن املصاحلة ال حتول دون اختاذ إجراءات‬
‫بسيطة و ميكن حلها بطريق ودي ‪ ،‬تتميز الوساطة يف شروط‬ ‫التحري اليت من شأنها الكشف عن وقائع أخرى ذات طابع‬
‫األخذ بها‪ ،‬وكذا بطريقة تنفيذها وباآلثار اليت ترتبها ‪.‬‬ ‫جزائي مرتبطة بها ‪ ،‬أو إذا كانت قيمة حمل اجلنحة تفوق‬
‫أوال ‪ :‬أحكام الوساطة اجلنائية‬ ‫‪ 20‬مليون دينار‪ ،‬أو إذا سبق للمخالف االستفادة من املصاحلة‬
‫يستوجب املشرع اجلزائري إلجراء الوساطة اجلنائية ضرورة‬ ‫أو إذا كان يف حالة عود‪ ،‬أو إذا اقرتنت جرمية الصرف جبرائم‬
‫توافر مجلة من الشروط املوضوعية نص عليها يف املواد‬ ‫تبييض األموال واجلرمية املنظمة العابرة للحدود‪( .‬حمادي‬
‫‪37‬مكرر وكذا املادة ‪ 37‬مكرر‪ ، 02‬إذ بالرجوع لنص املادة‬ ‫الطاهر‪ ،2015 ،‬ص ‪.)522‬‬
‫‪ 37‬مكرر اشرتط املشرع أن تتم الوساطة قبل حتريك الدعوى‬ ‫‪ .2.2.3‬الوساطة اجلنائية‬
‫استحدث املشرع اجلزائري على غرار التشريعات اليت شهدتها العمومية ‪،‬كما أشارت املادة ‪ 110‬من قانون الطفل على نفس‬
‫اغلب الدول من خالل تعديل قانون اإلجراءات اجلزائية األمر إذ نصت على أنه ‪ ":‬ميكن إجراء الوساطة يف أي وقت من‬
‫مبوجب األمر ‪ 02-15‬املؤرخ يف ‪ 23‬جويلية ‪ ،2015‬فصال تاريخ ارتكاب الطفل للمخالفة أو اجلنحة قبل حتريك الدعوى‬

‫‪338‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫إجراءها من قبل وكيل اجلمهورية أو احد مساعديه أو أحد‬ ‫العمومية ‪.".....‬‬


‫ولقد مت حصر موضوع الوساطة اجلزائية يف جرائم حمددة ضباط الشركة القضائية "‬
‫على سبيل احلصر‪ ،‬إال أن تنظيم قانون اإلجراءات اجلزائية يشرتط أن يفرغ حمتوى االتفاق بني الطرفني يف حمضر‬
‫جاء متميزا عن قانون محاية الطفل‪ ،‬فالوساطة ليست مطلقة‪ ، ،‬حبيث ُيدّون حمضر الوساطة من كاتب النيابة العامة‬
‫حيث تكون يف مجيع املخالفات ويف بعض اجلنح ‪ ،‬واملادة ‪ 337‬ويتضمن احملضر هوية وعنوان األطراف وعرض لألفعال‪،‬‬
‫مكرر‪ 02‬حددت اجلنح اليت جتوز فيها الوساطة‪ ،‬وهي جرائم وحيدد موضوع االتفاق واآلجال احملددة للتنفيذ‪ ،‬وخيتم‬
‫السب و القذف و االعتداء على احلياة اخلاصة‪ ،‬والتهديد احملضر بتوقيع وكيل اجلمهورية وأمني الضبط وتسلم‬
‫والوشاية الكاذبة وترك األسرة وعدم تسديد النفقة ‪ ،‬عدم نسخة لكل طرف‪.‬‬
‫تسليم الطفل واالستيالء بطريق الغش على أموال اإلرث قبل مل يُق ّيد املشرع األطراف بنقاط صلح معينة‪ ،‬بل فتح اجملال‬
‫ال يكون خمالف‬ ‫قسمتها أو على أشياء مشرتكة أو أموال الشركة ‪،‬وإصدار للرتاضي بينهما على أي اتفاق‪ ،‬بشرط أ ّ‬
‫شيك بدون رصيد والتخريب أو اإلتالف العمدي ألموال الغري‪ ،‬للقانون ‪ ،‬ورغم ذلك رسم ّ‬
‫توجه معني قد يسري عليه املتهم‬
‫وجنح الضرب واجلروح غري العمدية والعمدية املرتكبة بدون والضحية عادة‪ ،‬وهو إما إعادة احلال إىل ما كانت عليه‪ ،‬أو‬
‫سبق اإلصرار والرتصد‪ ،‬أو استعمال سالح وجرائم التعدي على تعويض مالي ‪ ،‬أو عيين ‪.‬‬
‫امللكية العقارية واحملاصيل والرعي يف ملك الغري ‪ ،‬واستهالك‬
‫مأكوالت أو مشروبات أو االستفادة من خدمات أخرى عن ( عبد الرمحان خلفي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. )135‬‬
‫أجازت املادة ‪ 114‬من قانون محاية الطفل أن يتضمن كذلك‬ ‫طريق التحايل‪.‬‬
‫أما بالنسبة للطفل‪ ،‬فإنه جيوز إجراء الوساطة يف كل اجلنح حمضر الوساطة تعهد الطفل حتت ضمان ممثله الشرعي‬
‫واملخالفات من طرف وكيل اجلمهورية طبقا ألحكام املادة تنفيذ االلتزامات التالية‪:‬‬
‫‪ 110‬من قانون محاية الطفل رقم ‪ ، 12-15‬باستثناء اجلنايات ■ إجراء مراقبة طبية أو اخلضوع للعالج‬
‫■ متابعة الدراسة أو تكوين متخصص‬ ‫اليت ال جيوز فيها الوساطة‪.‬‬

‫تتم الوساطة مببادرة من وكيل اجلمهورية أو بطلب من ■ عدم االتصال بأي شخص قد يسهل عودة الطفل إىل اإلجرام‪.‬‬
‫الضحية أو املشتكي منه ومبوافقة كل منهما‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للطفل فتتم بطلب من الطفل أو ممثله الشرعي أو حماميه ‪ ،‬ثانيا ‪ :‬اآلثار املرتتبة عن الوساطة اجلزائية‬
‫أو تلقائيا جيريها وكيل اجلمهورية أو يكلف احد مساعديه أو يُعترب حمضر الوساطة سند تنفيذيا حيث نصت املادة ‪ 37‬مكرر‬
‫أحد ضباط الشرطة القضائية كما هو وارد يف نص املادة ‪ 1 111‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬شأنه شأن السندات التنفيذية‬
‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 600‬من قانون اإلجراءات املدنية‬ ‫من قانون محاية الطفل رقم ‪. 12-15‬‬
‫وعليه لقيام الوساطة بصورة قانونية‪ ،‬ينبغي توفر رضا األطراف واإلدارية‪.‬‬
‫وذلك بقبول تسوية اخلصومة عن طريق الوساطة‪ ،‬إذ تعترب يرتتب على هذا اإلجراء عدة آثار نص عليها املشرع يف املواد ‪37‬‬
‫مكرر ‪ 6‬إىل ‪ 37‬مكرر ‪ 9‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬واملادة‬ ‫موافقة األطراف شرط جوهري للسري يف عملية الوساطة‪.‬‬
‫‪ 110‬يف فقرتها ‪ 2‬من قانون محاية الطفل‪ ،‬تتعلق بوقف تقادم‬ ‫(هوام عالوة ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. )78‬‬
‫الدعوى العمومية خالل اآلجال احملددة لتنفيذ اتفاق الوساطة‪.‬‬
‫إضافة إىل الشروط املوضوعية اليت مت عرضها ‪ ،‬فإن املشرع‬
‫اشرتط معها توفر مجلة من الشروط الشكلية نصت عليها إذا قام املشتكى منه بتنفيذ االلتزامات الواقعة عليه مبوجب‬
‫املادة ‪ 37‬مكرر و‪ 37‬مكرر ‪ ،03‬وكذلك نص املادة ‪ 111‬من اتفاق الوساطة وخالل األجل احملدد لذلك‪ ،‬ترتب على ذلك‬
‫قانون محاية الطفل‪ .‬فباستقراء نص املادة ‪ 37‬مكرر جند أن انقضاء الدعوى العمومية عمال بأحكام املادة ‪ 63‬من قانون‬
‫الوساطة اجلنائية يتم إجراءها من قبل وكيل اجلمهورية ‪ ،‬إذ اإلجراءات اجلزائية حسب التعديل اجلديد ‪ ،‬وكذلك املادة‬
‫يتمتع وكيل اجلمهورية بسلطة املالئمة يف إجراء الوساطة ‪ 115‬من قانون محاية الطفل الذي تنص بأن تنفيذ حمضر‬
‫اجلنائية والذي يظهر من خالل كلمة "جيوز" ‪ ،‬ومنه فإن له الوساطة ينهي املتابعة اجلزائية ‪.‬‬
‫مطلق احلرية يف مالئمة اللجوء للوساطة فال جيوز لألطراف يرتتب على عدم تنفيذ حمضر الوساطة يف اآلجال املتفق عليها‬
‫إجبار النيابة العامة على قبول الوساطة ‪ ،‬كماال جيوز طرح اختاذ وكيل اجلمهورية إجراءات املتابعة املناسبة ‪ ،‬ويعرض‬
‫املمتنع للمساءلة اجلزائية طبقا للمادة ‪ 147‬من قانون‬ ‫النزاع للوساطة دون موافقة وكيل اجلمهورية‪.‬‬
‫ص‪ .)51‬العقوبات ‪.‬‬ ‫السابق‪،‬‬ ‫املرجع‬ ‫عالوة‪،‬‬ ‫(هوام‬
‫أما املادة ‪ 111‬من قانون محاية الطفل فقد نصت على " ضرورة (األمر رقم ‪ 156-66‬مؤرخ يف ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬املتضمن قانون‬

‫‪339‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬

‫العقوبات املعدل واملتمم‪ ،‬جريدة رمسية عدد‪ 48‬الصادر يف ‪ 10‬العدالة التصاحلية مسايرة للسياسة اجلنائية املعاصرة‪.‬‬
‫‪ -2‬وجوب التوسع يف دائرة إعمال نظام الوساطة اجلنائية‬ ‫جوان ‪.)1966‬‬
‫يف الوقت الذي اعرتف التشريع اجلزائري بهذه األنظمة‪ ،‬ليشمل مرحلة ما بعد حتريك الدعوى العمومية‪.‬‬
‫استحدث املشرع الفرنسي نظام التسوية اجلنائية بالقانون تضارب املصاحل‬
‫رقم ‪ 515-99‬الصادر يف ‪ 23‬يونيو ‪ 1999‬بشأن تدعيم فعالية‬
‫* يعلن املؤلفون أنه ليس لديهم تضارب يف املصاحل‪.‬‬
‫اإلجراءات اجلنائية‪ ،‬ثم عدله بالقانون رقم ‪ 204‬الصادر يف ‪9‬‬
‫مارس ‪ ، 2004‬يتيح من خالله لنائب اجلمهورية أن يقرتح على ‪ -5‬املصادر واملراجع‬
‫الشخص الطبيعي البالغ الذي يعرتف بإرتكابه واحدة أو أكثر النصوص القانونية‬
‫من اجلنح املعاقب عليها كعقوبة أصلية بعقوبة الغرامة أو‬
‫‪ -‬إعالن فينا بشأن اجلرمية و العدالة‪ ،‬صدر عن األمم املتحدة العاشر ملنع‬
‫بعقوبة احلبس الذي ال تزيد مدته على مخس سنوات وكذلك اجلرمية و معاملة اجملرمني منعقد يف فينا ‪ 17 /10‬ابريل ‪2000‬‬
‫عند اإلقتضاء واحدة أو أكثر من املخالفات املرتبطة بهذه‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ، 07-79‬املؤرخ يف ‪ 26‬شعبان عام ‪ 1399‬ه املوافق ل ‪ 21‬يوليو سنة‬
‫‪ 1979‬املتضمن قانون اجلمارك املعدل واملتمم مبوجب القانون رقم ‪ 10-98‬املؤرخ‬ ‫اجلنح (ليلى بعتاش ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.)7‬‬
‫يف ‪ 22‬أوت ‪ 1998‬املعدل واملتمم بالقانون ‪ 04-17‬املؤرخ يف ‪ 16‬أفريل ‪،2017‬‬ ‫‪ .4‬خامتة‬
‫جريدة رمسية عدد ‪ 11‬الصادر يف ‪ 19‬فرباير ‪.2017‬‬
‫ال يعترب نظام العدالة التصاحلية نظاما جديدا جاء ليمحو‬
‫‪-‬قانون اإلجراءات اجلزائية الصادر مبوجب القانون رقم ‪ 155/66‬املؤرخ يف‬
‫‪ 1966/03/04‬واملتمم باألمر رقم ‪ 12-15‬املؤرخ يف ‪ 28‬يوليو سنة ‪،2015‬‬ ‫النظام العدالة اجلنائية التقليدية الذي كان سائدا‪ ،‬بل يعترب‬
‫جريدة رمسية العدد ‪ ، 41‬الصادر يف ‪ 19‬يوليو ‪.2015‬‬ ‫وسيلة رضائية مكملة للعدالة التقليدية يف بعض اجلرائم ‪،‬‬
‫‪-‬األمر رقم ‪ ، 156-66‬املؤرخ يف ‪ 18‬صفر عام ‪1386‬ه املوافق ل ‪ 8‬جوان ‪1966‬‬ ‫مل يأت صدفة بل برز نتيجة عدة عوامل واعتبارات ‪ ،‬يهدف إىل‬
‫املتضمن قانون العقوبات املعدل واملتمم ‪ ،‬جريدة رمسية عدد‪ 48‬الصادر يف ‪10‬‬ ‫توجيه السياسة العقابية من طابعها الردعي إىل تسوية النزاع‬
‫جوان ‪1966‬‬ ‫القائم بني أطراف الدعوى العمومية بإنهاء الدعوى العمومية‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،11 /90‬املؤرخ يف ‪ 21‬افريل ‪ 1990‬املتعلق بعالقات العمل ‪ ،‬معدل‬ ‫بطرق رضائية بسلك طريق اإلصالح‪ ،‬وبالتالي اخلروج قليال‬
‫ومتمم بالقانون ‪، 29-91‬جريدة رمسية عدد ‪ 68‬لسنة ‪.)1991‬‬ ‫عن املسالك املعتادة لتوقيع اجلزاء اجلنائي ‪.‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ ،22/96‬املؤرخ يف ‪ 23‬صفر ‪ 1417‬املوافق ل ‪ 09‬يوليو ‪ 1996‬املتعلق‬ ‫من خالل ما ّ‬
‫مت حتليله باقتضاب يف هذه الدراسة توصلنا إىل‬
‫مبخالفة التشريع اخلاصني بالصرف وحركة رؤوس األموال من وإىل اخلارج‬
‫املعدل واملتمم باألمر رقم ‪ 01-03‬املؤرخ يف ‪ 18‬ذي احلجة عام ‪1423‬ه املوافق ل‬ ‫أهم النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ 19‬فرباير ‪ ، 2003‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 12‬الصادر يف ‪ 23‬فرباير ‪. 2003‬‬ ‫‪-1‬أمام عجز احملاكم من احتواء مشكل التضخم اليت تعانيه‬
‫‪-‬األمر ‪ 03-10‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬املتعلق بقمع خمالفة التشریع والتنظیم‬ ‫‪ ،‬كان من الضروري استحداث أنظمة جديدة ملسايرة تطور‬
‫اخلاصنی بالصرف وحركة رؤوس األموال من وإىل اخلارج‪ ،‬اجلریدة الرمسیة‬ ‫اجلرمية و كثرتها ‪ ،‬تهدف هذه األخرية إىل إنهاء اخلصومة‬
‫الصادرة يف ‪ 01‬سبتمرب ‪، 2010‬عدد ‪.50‬‬
‫اجلزائية دون التوجه للقضاء ‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ، 12-15‬املؤرخ يف ‪ 28‬رمضان عام ‪ 1436‬ه املوافق ل ‪ 15‬يوليو سنة‬
‫‪ ، 1979‬املتعلق حبماية الطفل ‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 93‬الصادر يف ‪ 19‬يوليو‬ ‫‪ -2‬أصبح نظام العدالة التصاحلية من أهم وسائل مواجهة‬
‫‪. 2015‬‬ ‫أزمة العدالة اجلنائية ‪ ،‬ملا له من دور فعال يف إنهاء الدعاوى‬
‫‪-‬القانون املصري ‪ 174‬لسنه ‪ 1998‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 51‬مكرر فى‬ ‫العمومية مع اإلحتفاظ خبيار اللجوء للقضاء اذا تعذر اإلتفاق‪.‬‬
‫‪ ،1998/12/20‬قانون اإلجراءات اجلنائية طبقا ألحدث التعديالت بالقانون ‪95‬‬
‫لسنة ‪. )2003‬‬
‫‪ -3‬العدالة التصاحلية أعطت للمجين عليه الدور األكرب يف‬
‫الدعوى اجلنائية بعد أن كان األصل هو اإلهتمام باملتهم‪،‬‬
‫فئة الكتب‬
‫حيث أصبح هو األساس يف اإلجراءات اجلزائية يف ضوء‬
‫االجتاهات املعاصرة للسياسة اجلنائية القائمة على التصاحل ‪ -‬أحسن بوسقيعة(‪ ، )2001‬املصاحلة يف املواد اجلزائية بشكل عام و يف املادة‬
‫اجلمركية بوجه خاص‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الديوان الوطين لألشغال الرتبوية ‪،‬‬
‫اجلزائر ‪.‬‬
‫و الرضائية‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد حممد براك (‪ ، )2017‬العقوبة الرضائية يف الشريعة اإلسالمية و‬ ‫‪ -4‬ألساس الذي تقوم عليه العدالة الصاحلية هو الرضا بني‬
‫األنظمة اجلنائية املعاصرة ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر‬ ‫أطراف الدعوى العمومية يف وضع حد هلا يف بعض اجلرائم‬
‫والتوزيع دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫املرتكبة بينهم‪.‬‬
‫‪-‬أمحد فتحي سرور (‪ ،)1982‬أصول السياسة اجلنائية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫إنطالقا مما مت تسجيله من نتائج نقرتح أهم التوصيات اليت قد‬
‫تسهم يف تفعيل العدالة التصاحلية واليت ميكن حصرها يف ‪:‬‬
‫‪ -‬أشرف رمضان عبد احلميد (‪ ،) 2004‬الوساطة اجلنائية ودورها يف إنهاء الدعوى‬
‫العمومية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪ -1‬التقليص من فرض العقوبات السالبة للحرية قصرية‬
‫‪ -‬عبد الرمحان خلفي (‪ ،)2015‬قانون اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري‬ ‫املدة‪ ،‬ملا ختلفه هذه األخرية من خملفات‪ ،‬واالعتماد على نظام‬

‫‪340‬‬
‫م ‪.‬عرابة ‪ ،‬س‪ .‬الـعايب | األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 13‬العدد ‪ | ) 2021 ،01‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪341 - 331 :‬‬
‫واملقارن ‪،‬دار بلقيس للنشر ‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫كيفية اإلستشهاد بهذا املقال حسب أسلوب ‪: APA‬‬ ‫‪ -‬إسحاق إبراهيم منصور (‪ ،)2009‬علم اإلجرام وعلم العقاب ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪،‬‬
‫ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬علي مشالل(‪ ، )2016‬املستحدث يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪ ،‬الكتاب األول ‪ ،‬املؤلف منال عرابة‪ ،‬سامية العايب‪ ،)2021( ،‬دور العدالة اجلنائية‬
‫التصاحلية يف احلد من أزمة العدالة اجلنائية‪ ،‬جملة األكادميية‬ ‫االستدالل واالتهام ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬اجلزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬عمر سامل (‪ ، )2008‬مالمح جديد لنظام وقف التنفيذ يف القانون اجلنائي ‪ ،‬دار للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ،13‬العدد ‪ ،01‬جامعة‬
‫حسيبة بن بوعلي بالشلف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الصفحات‪.‬ص ص‪341-331 :‬‬ ‫النهضة العربية ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬منصور رمحاني (‪ ، )2006‬علم اإلجرام والسياسة اجلنائية ‪ ،‬دار العلوم للنشر‬
‫‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫فئة الرسائل اجلامعية‬
‫‪-‬داود زمورة (‪" ،)2017‬الصلح كبديل للدعوى العمومية يف التشريع اجلزائري"‬
‫‪،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق ‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ، 1‬اجلزائر ‪.‬‬
‫‪-‬رضا السعيد معيزة (‪" ،)2016‬ترشيد السياسة اجلنائية يف اجلزائر" ‪،‬أطروحة‬
‫دكتوراه ‪ ،‬كلية احلقوق ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،01‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬عبد اللطيف يوسري (‪ ،)2017‬العقوبة الرضائية وأثرها يف ترشيد السياسة‬
‫العقابية ‪،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية احلقوق ‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،1‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬مراد بلهومي (‪" ،)2018‬بدائل إجراءات الدعوى العمومية" ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪،‬‬
‫كلية احلقوق ‪،‬جامعة باتنة ‪ --1‬احلاج خلضر ‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬هوام عالوة (‪ "،)2012‬الوساطة بديل حلل النزاع وتطبيقاتها يف الفقه اإلسالمي‬
‫وقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية" ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية ‪ ،‬جامعة باتنة‪ 1-‬احلاج خلضر‪ ،‬اجلزائر ‪.‬‬
‫فئة املقاالت‬
‫‪ -‬أمل فاضل عبد حشان عنور(‪" ، )2016‬العدالة اجلنائية التصاحلية"‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة ‪ ،‬اجمللة االكادمية للبحث القانوني ‪ ،‬جملد ‪ ،13‬جانفي ‪ ،2016‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬بلقاسم سويقات (‪" ،)2018‬العدالة التصاحلية بني املعارضة و التأييد"‪ ،‬دفاتر‬
‫السياسة و القانون ‪ ،‬عدد ‪ ، 19‬جوان ‪ ، 2018‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬علي بن صاحل (‪" ،)2018‬أزمة السياسة اجلنائية والوساطة اجلنائية "‪ ،‬اجمللة‬
‫اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬العدد اخلامس ‪ ،‬جوان‪ ، 2018‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬ليلى بعتاش (‪ "،)2014‬العدالة اجلنائية التصاحلية" ‪ ،‬جملة دفاتر للقانون ‪،‬‬
‫عدد ‪ ، 19‬ديسمرب ‪ ، 2014‬اجلزائر ‪.‬‬
‫‪-‬حمادي الطاهر(‪" ،)2015‬إجراءات املتابعة واملصاحلة يف جرائم الصرف يف‬
‫التشريع اجلزائري" ‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة ‪ ،‬اجمللد ‪، 10‬‬
‫العدد ‪ 12‬لسنة ‪، 2015‬اجلزائر ‪.‬‬

‫املراجع باللغة األجنبية‬

‫‪-Amane Gogorza ; Compétence universelle et réconciliation sociale ; Revue‬‬


‫‪de science criminelle et de droit pénal comparé ; 20102/ (N° 2) ; Dalloz ;Paris‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-Corinne Mascala,Crise(s) et Droit ;le blocage des réformes pénales par la‬‬
‫‪crise ; 2018 ;Presses de L’ université Toulouse 1 capitole ;Paris ;2018 ,pp75-‬‬
‫)‪80 (https://books.openedition.org/‬‬
‫‪-https://www.legifrance.gouv.fr/‬‬
‫‪-Sarah-Marie Cabon, La négociation en matière pénale ; Thése présentée‬‬
‫‪pour obtenir le grade de docteur ; Université de Bordaux , Soutenue le 5‬‬

‫‪décembre 2014 ;Paris ;P61.‬‬

‫‪341‬‬

You might also like