You are on page 1of 20

‫المبادئ العامة للتدابير الوقائية‪ :‬ماهية‪,‬تعريف‪,‬أهمية‪,‬طبيعة‬

‫‪ 5‬تعليقات ‪ /‬القانون الخاص‬

‫المبادئ العامة للتدابير الوقائية – الفصل األول ‪:‬‬

‫ظلت العقوبة لحقبة طويلة من الزمن الصورة األساسية إن لم تكن الوحيدة للجزاء الجنائي‪.‬‬
‫ومع تطور الفكر العقابي تبث عجز العقوبة عن القيام بالدور المنوط بها والذي يتجلى في‬
‫الحد من ظاهرة اإلجرام والقضاء عليها داخل المجتمع‪ ،‬مما أدى إلى ظهور ما يسمى‬
‫بالتدابير الوقائية على يد المدرسة الوضعية كنظرية‪ ،‬أي أن التدابير كانت من قبل ظهور‬
‫المدرسة الوضعية‪ .‬وبذلك لم يعد الهدف من الجزاء الجنائي هو إيالم المجرمين المحكوم‬
‫عليهم واالنتقام منهم‪ ،‬بل غدا ذلك الهدف متمثال في فكرة إعادة تأهيل هؤالء المحكوم عليهم‬
‫وإ دماجهم في المجتمع‪.‬‬

‫وللوفاء بهذه األهداف الجديدة في مجال العقاب ظهرت كما سبق القول فكرة التدابير الوقائية‬
‫التي تتميز ببعض الخصائص ولتطبيقها يجب أن تتوفر بعض الشروط كما أنها تخضع‬
‫لضمانات وقواعد قانونية‪ .‬هذه التدابير ال تهدف إلى إيالم المجرم واالنتقام منه كما هو الشأن‬
‫بالنسبة للعقوبة وإ نما تهدف إلى إصالح المجرم وإ عادة تكييفه مع المجتمع ومساعدته على‬
‫االنخراط واالندماج من جديد في حظيرة المجتمع‪.‬‬

‫إذن سنعمل من خالل هذا الفصل األول على بيان ماهية هذه التدابير وتطورها التاريخي‬
‫وذلك في (فرع أول)‪ ،‬ثم بيان خصائصها وشروطها‪ ،‬وكذلك الضمانات والقواعد القانونية‬
‫التي تخضع لها هذه التدابير في (فرع ثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬ماهية التدابير الوقائية وتطورها التاريخي‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التدابير الوقائية‬

‫اختلف الفقهاء في شأن الطبيعة القانونية للتدابير الوقائية وكان هذا الموضوع مثارا لتضارب‬
‫اآلراء نظرا للصراع القائم بين االتجاهات المذهبية في السياسة الجنائية لتحديد طبيعة‬
‫العقوبة( )‪ .‬وكان من المتعين اتخاذ موقف لتحديد المدلول القانوني للتدابير الوقائية‪ ،‬وما إذا‬
‫كانت جزاء جنائي تتحقق له جميع صفات الجزاء الجنائي‪ ،‬أو أنه مجرد إجراء أو معاملة أو‬
‫إعادة تأهيل‪ ،‬وقد انعكس هذا الخالف على طبيعة التدابير الوقائية أيضا‪ ،‬فيرى جانب من‬
‫الفقه أنها تدابير ذات طبيعة قضائية‪ ،‬ويرى جانب آخر أنها إجراءات إدارية‪ .‬ويترتب على‬
‫هذا الخالف األخير تحديد خضوعها لنطاق قانون العقوبات أو القانون اإلداري( )‪ .‬ويذهب‬
‫الرأي الراجح في الفقه إلى أن التدابير االحترازية جزاء جنائي‪ ،‬كما أنها ذات طبيعة قضائية‬
‫وتخضع بالتالي لقانون العقوبات‪ ،‬كما يالحظ أن هناك تعدد في التسميات التي أعطيت لهذه‬
‫التدابير وأيضا في التعريفات‪ .‬وسوف نبرز ذلك من خالل التطرق إلى تعريف التدابير‬
‫الوقائية (مطلب أول) وإ لى أهمية هذه التدابير (مطلب ثاني) وطبيعتها (مطلب ثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التعريف بالتدابير الوقائية‬

‫أعطيت للتدابير الوقائية عدة تعريفات لكن قبل التطرق إلى هذه األخيرة البد من اإلشارة إلى‬
‫أن هناك اختالف حول تسمية هذه التدابير فهناك من يطلق عليها التدابير االحترازية ومن‬
‫التشريعات التي تسير في هذا االتجاه نذكر مصر ولبنان واألردن وهناك من يطلق عليها‬
‫تدابير األمن وهناك من يطلق عليها اسم التدابير الوقائية‪ ،‬وقد صار المشرع المغربي في هذا‬
‫االتجاه وهذا ما يالحظ من خالل الفصل األول من القانون الجنائي المغربي‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للتعريفات فهناك عدة تعريفات ومن بينها التعريف الذي قال إن التدبير الوقائي هو معاملة‬
‫فردية قسرية ينص عليها القانون لمواجهة الخطورة المتوافرة لدى األفراد للدفاع عن المجتمع‬
‫ضد الجريمة‪ .‬فهو معاملة فردية تنزل بشخص معين بعد أن تثبت خطورته على المجتمع‬
‫لتحول دون إجرامه( ) وتوصف كذلك بأنها قسرية وقانونية( )‪.‬‬

‫ويوضح هذا التعريف الخصائص األساسية للتدبير الوقائي في أنه مجموعة من اإلجراءات‬
‫تقتضيها مصلحة المجتمع في مكافحة اإلجرام‪ ،‬ومن ثم كان لها طابع اإلجبار والقسر‪ ،‬فهي‬
‫تفرض على من ثبت أنه مصدر خطر على المجتمع‪ ،‬وال يترك األمر فيها إلى خياره ولو‬
‫كانت تدابير عالجية‪ ،‬أو أساليب مساعدة اجتماعية يستفيد منها من توقع عليه‪ ،‬ومصدر‬
‫االلزام واإلجبار أن الهدف األخير للتدبير هو حماية المجتمع من الظاهرة اإلجرامية‪ ،‬وليس‬
‫من المنطق أن يكون تحقيق هذه المصلحة مرتهنا بمشيئة فرد‪ ،‬وقد ال تلتئم هذه المشيئة مع‬
‫تلك المصلحة( )‪ .‬فهناك تعريف آخر يعرف التدابير بأنها وسائل للحماية والوقاية لمنع‬
‫خطورة المجرم من احتمال عودته إلى ارتكاب جريمة في المستقبل( )‪.‬‬

‫ويعرفها البعض اآلخر بأنها جزاء جنائي يستهدف مواجهة الخطورة اإلجرامية الحالية لدى‬
‫األشخاص لدرئها عن المجتمع‪ ،‬ويرى أنصار هذا التعريف أنه يتعين بيان أنه جزاء جنائي‬
‫يتخذ في مواجهة الحاالت التي ينزل بها التدبير قبل ارتكاب الجريمة وليس قاصرا على‬
‫المجرم‪ ،‬وأن تعريف التدابير الوقائية بأنه ينزل بأحد األشخاص وليس األفراد يجعله يشمل‬
‫األشخاص المعنوية أيضا( )‪.‬‬

‫ويرى البعض أنه يمكن تعريف التدابير بأنها مجموعة من اإلجراءات القضائية صادرة ضد‬
‫األشخاص الطبيعيين واالعتباريين واألشياء لمواجهة الخطورة اإلجرامية التي تتواجد لديهم‬
‫إذا ما ارتكبت جريمة من أجل الدفاع عن المجتمع( )‪.‬‬

‫هذه جملة من التعاريف التي أعطيت للتدابير الوقائية‪ ،‬أما بالنسبة للمشرع المغربي ومن‬
‫خالل تصفح النصوص القانونية المنظمة للتدابير الوقائية وذلك ما بين المادة ‪ 61‬إلى المادة‬
‫‪ 104‬من القانون الجنائي المغربي يالحظ أنه لم يقم بتقديم تعريف لها‪ ،‬ويمكن تقديم تعريف‬
‫لها وذلك من خالل الخصائص التي تميزها‪ ،‬هذا التعريف يمكن تلخيصه فيما يلي ‪ :‬بأنها‬
‫نظام قانوني يرمي أساسا إلى حماية المجتمع من الخطر الكامن في بعض األفراد الذين‬
‫أصبحوا بحكم استعدادهم اإلجرامي مهيئين أكثر من غيرهم الرتكاب ما من شأنه أن يؤدي‬
‫إلى االضطراب االجتماعي‪ ،‬كالمجانين والعائدين واألحداث‪ ،‬ويكون ذلك إما بالتحفظ عليهم‬
‫وإ ما بعالجهم وإ ما بتهذيبهم وإ صالحهم بقصد إعانتهم على استرداد مكانتهم وإ دماجهم من‬
‫جديد في المجتمع‪.‬‬

‫فالتدبير إذن ال يعتبر عقوبة يجب إيقاعها على الشخص بسبب ارتكابه ألحد األفعال المخالفة‬
‫للقانون الجنائي والتي تعد جريمة كما هو األمر بالنسبة لنظام العقوبة‪ ،‬وإ نما يراد بها مواجهة‬
‫ما قد يصدر عن الشخص من خطر في المستقبل وجرائم‪ .‬فالمجنون مثال الذي يرتكب‬
‫جريمته وهو في حالة جنون ال يمكن معاقبته من الناحية الجنائية النعدام مسؤوليته الجنائية‬
‫ولكن يجوز الحكم بوضعه في مؤسسة لعالج األمراض العقلية لمدة غير محددة تنتهي حتما‬
‫بشفائه والغاية من هذا الوضع باألساس حفظ المجتمع مما قد يرتكبه هذا الشخص غير‬
‫الممكن مساءلته من جرائم قد ارتكبها وبالتالي سوف يتم الحد من هذه الخطورة‪ .‬إذا كان هذا‬
‫هو تعريف التدابير الوقائية فأين تتجلى أهميتها ؟ وهذا ما سنتطرق له في المطلب القادم‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهمية التدابير الوقائية‬

‫سبقت اإلشارة إلى أن التدابير الوقائية تعد الوسيلة الثانية للسياسة الجنائية في مكافحة‬
‫اإلجرام‪ ،‬وذلك إلى جانب العقوبة والتي ظلت أي هذه األخيرة وقتا طويال الوسيلة الواحدة في‬
‫مجال محاربة الظاهرة اإلجرامية وذلك عبر حقب طويلة من الزمن‪ .‬غير أن قصور العقوبة‬
‫في مواضع متعددة عن أداء وظيفتها االجتماعية‪ ،‬مما اقتضى البحث عن نظام يحل مكانها‬
‫في هذه المواضع‪ ،‬أو يقف إلى جانبها لكي يساندها ويضيف إليها ما تفتقده من فاعلية‪،‬‬
‫ويتجلى قصور العقوبة في تحقيق هدفها والمتمثل في تطهير المجتمع من آفة اإلجرام في‬
‫مواضيع عدة من بينها حالة انعدام المسؤولية الجنائية كالشخص المجنون الذي يرتكب عدة‬
‫جرائم فال يمكن توقيع العقوبة وذلك بسبب انعدام مسؤوليته الجنائية أي انعدام الركن المعنوي‬
‫للجريمة‪ ،‬ومن خالل هذا القصور تبرز أهمية التدابير الوقائية والتي يمكن تطبيقها أي هذه‬
‫األخيرة على الحالة السابقة وكذلك في مواضع أخرى تبدو غير كافية العقوبة فيها لمواجهتها‬
‫وذلك مثل الخطورة اإلجرامية كحالة معتاد اإلجرام فلو اكتفى المشرع بالعقوبة وحدها لعجز‬
‫عن مكافحة اإلجرام‪ ،‬ومن ثم كان التبرير الحقيقي للتدابير هو سد مواضع الثغرات والقصور‬
‫في نظام العقوبة وهذا ال يعني االنتقاص من قيمة العقوبة التي تظل األساس األول في‬
‫مواجهة ومكافحة الظاهرة اإلجرامية‪.‬‬

‫كما تتجلى أهمية التدابير الوقائية في أنها تحرص على حماية الحريات العامة فأغلب هذه‬
‫التدابير ال مفر للمجتمع من اتخاذها‪ ،‬ألنها الوسيلة الوحيدة لوقايته من خطورة الشك فيها‬
‫وذلك مثل تدبير إيداع المجانين في مؤسسة للعالج‪ .‬وبذلك فإن التدابير تسعى إلى إعادة‬
‫إدماج الجانحين من عديمي المسؤولية والمعتادين داخل المجتمع فالتدبير الذي يضع المجنون‬
‫في مستشفى للعالج ال يقصد به المشرع معاقبة هذا المجنون وذلك بإيالمه عن الجريمة التي‬
‫ارتكبها سابقا وإ نما المقصود به التحفظ عليه وعالجه إذا أمكن وهكذا بالنسبة لباقي أنواع‬
‫التدابير األخرى والتي وإ ن كان تنفيذها في حق الشخص قد يؤدي إلى إيالمه بعض األحيان‬
‫إال أن هذا اإليالم غير مقصود لذاته وإ نما المقصود منه هو اتقاء خطورته والتحفظ عليه أو‬
‫عالجه بالدرجة األولى وحماية المجتمع من الخطورة اإلجرامية الكامنة فيه‪ ،‬جاء في مذكرة‬
‫تقديم مجموعة القانون الجنائي لسنة ‪“ 1962‬تعتبر التدابير الوقائية من بين أهم ما استحدثه‬
‫القانون الجنائي وما استعاره من التشريعات المعاصرة‪ ،‬إذ تهدف مقتضياته إلى تفادي الخطر‬
‫االجتماعي الكامن في بعض المجرمين كما تتضمن كذلك‪ ،‬وهذا يتجلى من اسمها إما تدابير‬
‫للحماية الفردية وإ ما وسائل للدفاع‪ ،‬وإ ذا كان أكثر هذه التدابير يوافق عقوبات إضافية سبق‬
‫التنصيص عليها في القوانين السابقة‪ ،‬فإن البعض منها يعتبر حديثا”( )‪ .‬من هنا إذا تتجلى‬
‫أهمية التدابير الوقائية والتي يجب االعتناء بها حتى تحقق األهداف المرجوة منها‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬طبيعة التدابير الوقائية‬

‫اختلف الفقهاء بشأن طبيعة التدابير الوقائية وذلك من ناحية هل يمكن اعتبارها جزاء جنائي‬
‫أم أنها مجرد إجراء أو معاملة أو إعادة تأهيل (أوال) ومن ناحية أخرى هل تعتبر تدابير ذات‬
‫طبيعة قضائية أم أنها ذات طبيعة إدارية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التدبير الوقائي جزاء جنائي‬

‫اختلف الفقه الجنائي فيما إذا كان للتدابير الوقائية صفة الجزاء الجنائي أو ال وذلك إلى‬
‫اتجاهين ‪:‬‬

‫االتجاه األول ‪ :‬يرى أن التدابير الوقائية ليس لها صفة الجزاء تأسيسا على أن العقوبة جزاء‬
‫رادع يطبق بعد ارتكاب الجريمة وليس لمنع ارتكاب جرائم جديدة‪ ،‬والعقوبة ال تدافع وال‬
‫تعالج وال تكيف بل تعاقب‪ ،‬أما التدابير الوقائية فهي على العكس إجراءات مانعة تطبق بعد‬
‫ارتكاب الجريمة ولكن ليس بسبب الجريمة وال تهدف إلى الجزاء ولكن منع الخطر‪ ،‬ولهذا‬
‫فإن التدابير ليست ألم‪ ،‬بل إجراء يؤدي إلى جعل الجاني الخطر في موقف يستحيل معه‬
‫الضرر أو زيادة هذا الضرر‪ ،‬ومن ثم فإن العقوبة والتدابير الوقائية تمثالن قطاعان متوازيان‬
‫ومتقابالن في مجال القانون الجنائي بالمعنى الواسع‪ ،‬فالعقوبة تحقق القانون الرادع‪ ،‬أما‬
‫التدابير فتحقق القانون المانع( )‪.‬‬

‫فهذا االتجاه يرى أن التدابير الوقائية ليس جزاء‪ ،‬إذ أن أهم ما يميز الجزاء أنه تعبير عن لوم‬
‫الشارع‪ ،‬ومن ثم كان مفترضا مسؤولية من يوقع عليه ذلك أن الجزاء يفترض أمرا أو نهيا‬
‫يعيه من يوجه إليه‪ ،‬ويستطيع االمتثال إليه ولذلك ينتظر منه المشرع ذلك فإذا خالفه كان‬
‫جدير باللوم وكان الجزاء الذي يوقع عليه هو التعبير القانوني عن هذا اللوم‪ ،‬وليس التدبير‬
‫الوقائي كذلك إذ يتجرد من معنى اللوم والجزاء فال يستهدف مقابلة خطأ‪ ،‬وإ نما مجرد‬
‫مواجهة خطورة فهو مجرد أسلوب دفاع اجتماعي‪ ،‬ومن ثم كان متصورا اتخاذه إزاء‬
‫أشخاص غير مسؤولين كالمجانين ومن وضعتهم الظروف االجتماعية في حالة خطرة‬
‫كالمتشردين والمتسولين( )‪ .‬وهذا هو التبرير الذي اعتمده هذا االتجاه وقد أيد الفقيه “روكس”‬
‫هذا االتجاه بقوله إن التدابير أكثر اتساعا من فكرة العقوبة‪ ،‬ولذلك فإن التدابير الوقائية ليست‬
‫جزاء أخالقيا لخطأ‪ ،‬ولكن طبيعة العقوبة في اإليالم والزجر على خالف طبيعة التدابير التي‬
‫تتجرد من إلحاق ضرر بالجاني وإ يالمه‪ ،‬أي أن التدبير ال يتضمن عناصر التهديد واإليالم‪،‬‬
‫وردع الغير ذلك أن أسلوب التدبير يتمثل في حماية المجتمع من خطورة محتملة( )‪.‬‬

‫وينتهي الفقيه “بترو سيلي” إلى ذات النتيجة‪ ،‬وإ ن كان يؤسس رأيه على تقسيم التدابير إلى‬
‫تدابير جزائية وغير جزائية‪ ،‬والتي يمكن اختصارها إلى عقوبات وتدابير‪ ،‬وتتضمن التدابير‬
‫الجزائية أو العقوبات تهديد بوضع قيود على النشاط القانوني للفرد الذي يتمتع باألهلية‪،‬‬
‫وتوجب كذلك استخدام إكراه نفسي يؤدي إلى إلزام هذا الفرد باحترام القاعدة القانونية اآلمرة‪،‬‬
‫وتوقع العقوبات بعد ذلك العصيان وبسببه‪ .‬أما التدابير غير الجزائية فهي التي تقرر إسباغ‬
‫الحماية على الشخص بال اشتراك إلرادته في ذلك وحيث ال توجه إليه القاعدة القانونية‪.‬‬
‫وعلى هذا فإن جميع التدابير الدفاعية هي تدابير غير عقابية‪ ،‬وبالتالي فإن التدابير الجزائية‬
‫هي العقوبة‪ ،‬والتدابير غير الجزائية هي التدابير الوقائية( )‪ .‬وهذا االتجاه هو السائد في الفقه‬
‫اإليطالي ويستند أنصار هذا االتجاه إلى الحجج واألسانيد اآلتية ‪:‬‬
‫ـ أن الصراع ضد الجريمة ال يقتصر على استخدام العقوبة ألنه سيظل هناك مجرمون‬
‫خطرون حتى بعد تنفيذ العقوبة عليهم‪ ،‬كما سنجد مجرمين غير معاقبين وال يمكن معاقبتهم‬
‫ولكنهم خطرين‪.‬‬

‫ـ أن لكل من العقوبة والتدابير الوقائية تنظيم خاص به‪ ،‬فالعقوبة هدفها الردع والتدابير‬
‫الوقائية هدفها المنع‪ ،‬والعقوبة دائما رادعة وتنسب إلى الجريمة التي وقعت وحيث ال يوجد‬
‫جزاء ال يوجد عقاب‪.‬‬

‫ـ أن التدبير يتجه إلى المستقبل ليواجه احتماال قد ينطوي عليه‪ ،‬ويعني ذلك أنه ال يتجه إلى‬
‫الماضي فليس من أغراضه أن يكون حسابا للجاني من أجل سلوك إجرامي صدر عنه وليس‬
‫من شأنه أن يكون جزاء عن جريمة ارتكبت فعال‪.‬‬

‫ـ أن مهمة المشرع ال تقف عند وضع جزاءات‪ ،‬وإ نما تتضمن في المقام األول تحديد الحقوق‬
‫والمصالح الجديرة بالحماية الجنائية‪ ،‬وبيان عناصرها ورسم نطاق الحماية التي يسبغها‬
‫عليها‪ ،‬وحين يفرغ من ذلك يحدد الجزاء الجنائي لالعتداء على هذا الحق أو المصلحة‪.‬‬

‫االتجاه الثاني ‪ :‬يذهب إلى أن التدابير الوقائية لها صفة جزائية تأسيسا على أن الوظيفة‬
‫الوقائية للتدابير وإ ن كانت تختلف بالطبع عن وظيفة العقوبة التي يناط بها أساسا الردع إال‬
‫أنها ال تحول دون اعتبار التدابير من قبيل الجزاءات الجنائية خاصة وأنه ال يوجد في‬
‫التشريع ما يمنع من قبول تعريف واسع لفكرة الجزاء يشمل الجزاء الرادع‪ ،‬والجزاء‬
‫الوقائي‪ ،‬وعلى ذلك فإن الجزاء الجنائي إما عقوبات وإ ما تدابير وقائية( )‪.‬‬
‫ويرى “أنتروليزي” أن التدابير االحترازية هي عقوبات جزائية ذلك ألنها تفترض وقوع فعل‬
‫مخالف لقواعد النظام القانوني المعمول به‪ ،‬وهذه التدابير ما هي إال رد فعل على هذا السلوك‬
‫ذاته‪ ،‬وبالرغم من أن للتدابير الوقائية وظيفة مانعة على خالف العقوبة التي لها وظيفة رادعة‬
‫فإن ذلك ال يمنع الباتة من أن تكون التدابير عقوبات جزائية( )‪.‬‬

‫ويرى “مارك آنسل” أن التدابير لها صفة الجزاء الجنائي‪ ،‬فالعبرة عنده بالجزاء الجنائي‬
‫سواء كان عقوبة أو تدبير‪ ،‬وال خالف بين االثنين من الناحية الجزائية‪ ،‬وأن الدور الذي يقوم‬
‫به القاضي الجنائي في العقوبة واحد وهو مجرد عمل اجتماعي من أجل تقويم المجرم‬
‫واستعادته إلى حظيرة المجتمع‪ ،‬ويضيف “آنسل” بأن المقابلة بين العقوبة والتدابير ال تفهم إال‬
‫بالتمييز بين من يمكن إسناد األفعال إليهم‪ ،‬ومن ال يمكن ذلك بالنسبة لهم‪ ،‬وبين المسؤولين‬
‫وغير المسؤولين‪ ،‬ويرتب على ذلك أنه ال يوجد مبرر للتمييز النظري المجرد بين العقوبة‬
‫والتدبير ألن العبرة بالمحتوى الذي يهدي إلى معالجة المجرم اجتماعيا وأنه يجب أن تندرج‬
‫التدابير والعقوبات في نظام موحد للدفاع االجتماعي حيث ال توجد عقوبات وال تدابير بل‬
‫جزاءات غير مسماة‪ ،‬والتي ستكون مستوحاة بواسطة معايير نفسية واجتماعية وأخالقية( )‪،‬‬
‫كما أن الذي يهم الدفاع االجتماعي ليس هو اسم الجزاء وإ نما مضمونه الذي يجب أن يتجه‬
‫إلى عالج المحكوم عليه( )‪.‬‬

‫ويستند أنصار هذا الرأي الذي يرى أن للتدابير الوقائية صفة الجزاء إلى األسانيد اآلتية ‪:‬‬

‫ـ أن التدابير جزاء جنائي يجري تطبيقه عمال بإخضاع المحكوم عليه لطبيب جسماني أو‬
‫نفسي أو لمحض إجراء تحفظي‪ .‬وهو جزاء جنائي ألن فيه انتقاص من حق المحكوم‬
‫عليه( )‪.‬‬
‫ـ أن تدابير التقويم التي فرضها المشرع لمن يجرم من األحداث كالوضع في مؤسسة‬
‫إصالحية والتوبيخ وغيرها‪ ،‬الغرض منها تقويم األحداث واألخذ بيدهم في الطريق المستقيم‬
‫منعا لهم من المضي في انحرافهم‪ ،‬وهي تعتبر بمثابة جزاءات أصلية فرضها المشرع لمثل‬
‫هؤالء األحداث( )‪.‬‬

‫ـ يعد التدبير الوقائي والعقوبة بمثابة الدعامتين اللتين ينبغي إقامة صرح لكل تعديل جنائي‬
‫عليهما‪ ،‬ولذلك ينبغي بالضرورة تحديد دور هذين الجزائين الجنائيين في القانون الجنائي‬
‫الحديث‪ ،‬وحيث يتطلب ذلك أن يكون الجزاء الجنائي صادرا من جهة قضائية وبعد ارتكاب‬
‫جريمة( )‪.‬‬

‫ـ أن مباشرة إجراءات الدفاع االجتماعي تتضمن فضال عن العمل على إصالح الفرد وإ عادته‬
‫إلى المجتمع صفة الجزاء على أساس أن إجراء التدبير يتضمن صفة الجزاء( )‪.‬‬

‫ـ تشكل بعض الجزاءات الجنائية في آن واحد عقوبات وتدابير احترازية كغلق المؤسسة‪،‬‬
‫والتي تحقق غرضا واحدا هو مجازاة المتهم‪ ،‬وحماية العامة من منع تجدد الجريمة‬
‫مستقبال( )‪.‬‬

‫ـ أن كلمة الجزاء ذات معنى عام‪ ،‬فهي تشمل رد فعل مخالفة أي فرع من فروع القانون بيد‬
‫أن كلمة العقوبة تفصح عن أشد جزاءات القانون ومن ثم تندرج التدابير تحت وصف‬
‫الجزاءات‪.‬‬

‫ويالحظ أن المشرع المغربي يسير في االتجاه الذي يعتبر التدابير الوقائية جزاء جنائيا وذلك‬
‫من خالل الفصل األول من القانون الجنائي الذي يورد التدابير على جانب العقوبة وذلك‬
‫باعتبارهما من الوسائل التي يعتمدها المشرع وذلك كجزاء عن مخالفة نصوص القانون‬
‫الجنائي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الطبيعة القضائية للتدابير الوقائية‬

‫اختلف الفقه الجنائي في تحديد طبيعة التدابير كما سلف الذكر وذلك ما إذا كانت ذات طبيعة‬
‫قضائية أم ذات طبيعة إدارية‪.‬‬

‫االتجاه األول ‪ :‬إن التدابير الوقائية هي ذات طبيعة قضائية ويؤيد ذلك طابع الشرعية الذي‬
‫يسود نظام التدابير‪ ،‬وال يغير من هذه الطبيعة أن المشرع قد يصف أحيانا التدابير بكونها‬
‫إدارية ذلك أن وصف المشرع ال يغير من حقيقة األشياء‪ ،‬كما ال يغير وصف المتعاقدين من‬
‫الطبيعة القانونية الصحيحة لتعاقدهم( )‪.‬‬

‫ويرى أنصار هذا الرأي في الفقه اإليطالي أن األمر يحتاج إلى التفرقة بين الوالية القضائية‬
‫والوالية اإلدارية‪ ،‬إذ أن المعروف أن الصفة المميزة للوالية القضائية تتلخص في الحياد بين‬
‫الطرفين‪ ،‬كما أن الجهاز المنفذ للوالية القضائية يقوم بحماية الحقوق الموضوعية من غير أن‬
‫يكون طرفا ذا مصلحة فيها‪ ،‬بينما نجد أن الجهاز المخول له ممارسة الوالية اإلدارية يعمل‬
‫كصاحب للحق الشخصي بسبب تحقيق مصلحته الذاتية( )‪.‬‬

‫ويستند أنصار هذا الرأي إلى المبررات اآلتية( ) ‪:‬‬


‫ـ أن تطبيق التدابير االحترازية ال يمكن تصويره على أنه إجراء إداري والسبب في ذلك أن‬
‫هذا التطبيق مخول للسلطة القضائية فقط‪ ،‬وفي حالة قيام القاضي بوظائف إدارية فهذه من‬
‫األعمال االستثنائية‪.‬‬

‫ـ أن التشريعات الجنائية تتبع مبدأ الشرعية أيضا في نطاق التدابير االحترازية‪ ،‬كما أن تقنين‬
‫اإلجراءات الجنائية يعالج التدابير االحترازية بنفس الوسائل واألشكال الخاصة بالدعوى‬
‫القضائية‪.‬‬

‫ـ أن من بين سلطات قاضي التنفيذ في القانون اإليطالي رخصة تطبيق وتعديل واستبدال‬
‫وإ لغاء األحكام التي أعلن عنها قاضي الموضوع( )‪.‬‬

‫ـ أن التدابير االحترازية ليست لها وحدها خصيصة عدم تحديد مدتها إذ توجد نظم أخرى‬
‫تعرف عدم التحديد بالنسبة للعقوبة غير محددة المدة كما في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫ـ أن التدابير جزء من قانون العقوبات ذلك ألن التقنين الجنائي قد نص عليها ونظمها‪ ،‬وأنها‬
‫وسيلة من وسائل الكفاح ضد الجريمة‪.‬‬

‫االتجاه الثاني ‪ :‬يرى الرأي الثاني في الفقه أن التدابير هي إجراءات من طبيعة إدارية‪ ،‬فقد‬
‫قيل إن وظيفة القاضي الجنائي تتمثل في التعرف على الجزاء الجنائي المنصوص عليه في‬
‫القانون وتطبيقه‪ ،‬فإذا تولى القاضي وظيفة مختلفة كما في حالة وقاية المجتمع من أخطار‬
‫محتملة فإن عمله حينئذ لم يعد قضائيا بل أصبح إداريا( )‪.‬‬
‫ويستند أنصار هذا الرأي على الحجج والمبررات اآلتية ‪:‬‬

‫ـ من المعروف أن التدابير االحترازية تهدف إلى منع وقوع ضرر اجتماعي‪ ،‬وحيث أن‬
‫وظيفة منع األضرار االجتماعية الناتجة من نشاط األفراد من اختصاص الشرطة‪ ،‬ونظرا‬
‫ألن اختصاصات الشرطة تدخل في نطاق القانون اإلداري‪ ،‬فالتدابير إذن إجراءات إدارية‪.‬‬

‫ـ أن التدابير الوقائية ليست بعقوبة‪ ،‬وتطبق على األشخاص الذين ال تستند إليهم األفعال‬
‫المكونة للجريمة‪ ،‬فهي بذلك تدخل أيضا في نطاق قانون الشرطة ألن قواعده تمارس في حق‬
‫هؤالء األشخاص السابق ذكرهم‪.‬‬

‫ـ تتصف التدابير بعدم التحديد‪ ،‬وهي الصفة التي تضم هذه التدابير إلى مجال العقوبات‬
‫اإلدارية التي تسود فيها قاعدة عدم التحديد الناتجة عن مناسبة العقوبة للضرر‪.‬‬

‫ـ أن التدابير االحترازية ما عدا المصادرة قابلة لإللغاء والتعديل واالستبدال‪ ،‬كما أن مبدأ‬
‫حجية الشيء المقضى به ال تسري في مواجهة التدابير االحترازية حيث أن قاضي التنفيذ‬
‫يستطيع الذهاب إلى عكس ما حكمت به محكمة الموضوع‪.‬‬

‫ويذهب الفقيه “بيتول” على القول بأنه إذا تأكد الطابع اإلداري للتدابير فإنه ليس من الصعب‬
‫إدماج التدابير في مهام الشرطة تلك المهام التي تهدف بحكم طبيعة األشياء إلى الدفاع عن‬
‫المجتمع ضد خطر أضرار اجتماعية( )‪.‬‬

‫ونرى أن التدابير الوقائية في التشريع المغربي هي ذات طبيعة قضائية‪ ،‬فهي تخضع لمبدأ‬
‫الشرعية وتوقع بواسطة القضاء وهذا ما يتجلى من خالل تسمية بعض أنواع هذه التدابير‬
‫مثل الوضع القضائي في مؤسسة للعالج وأيضا الوضع القضائي في مؤسسة فالحية وبالتالي‬
‫فهي تخضع إلشراف السلطة القضائية التام‪.‬‬

‫إذا كانت التدابير الوقائية ذات طبيعة قضائية ولها صفة جزاء جنائي فما هو التطور الذي‬
‫قطعته وكيف جاءت هذه التدابير إلى الوجود ؟ هذا ما سنالحظه في المبحث القادم‪.‬‬

‫بحث حول دور التدابير الوقائية في مكافحة الظاهرة اإلجرامية‬

‫دور التدابير الوقائية في مكافحة الظاهرة اإلجرامية‬

‫بحث حول دور التدابير الوقائية في مكافحة الظاهرة اإلجرامية‬

‫تعريف الظاهرة اإلجرامية ‪ ,‬سبل الوقاية منها ومميزات كل نوع‪ ,‬العقوبة‬

‫المبادئ العامة للتدابير الوقائية‪ :‬ماهية‪,‬تعريف‪,‬أهمية‪,‬طبيعة‬

‫التطور التاريخي للتدابير الوقائية‪ :‬في العصور القديمة‬

‫أسباب إيقاف التدابير الوقائية أو اإلعفاء منها بصفة إختيارية‬


‫التدابير الوقائية في العصر الحديث‬

‫التدابير الوقائية في التشريع المقارن‬

‫التدابير الوقائية في التشريع المغربي‬

‫ضمانات التدابير الوقائية والقواعد القانونية التي تخضع لها‬

‫أنواع التدابير الوقائية الشخصية‬

‫التدابير الوقائية العينية‪ :‬المصادرة و اإلغالق‬

‫أسباب إنقضاء التدابير الوقائية بصفة مطلقة‬

‫أسباب إنقضاء التدابير الوقائية بصفة جزئية‬

‫التدابير الوقائية غير الخاضعة لألسباب الواردة في المادة ‪93‬‬

‫تقييم دور التدابير الوقائية‬

‫توجهات السياسة الجنائية الجديدة في مكافحة الظاهرة اإلجرامية‬

‫خاتمة بحث عن دور التدابير الوقائية في مكافحة الجريمة‬

‫‪:Related Posts‬‬

‫ضمانات التدابير الوقائية والقواعد القانونية التي تخضع لها‬

‫بحث حول دور التدابير الوقائية في مكافحة الظاهرة اإلجرامية‬

‫تعريف الظاهرة اإلجرامية و سبل الوقاية منها‬


‫قائمة عناوين وروابط البحوث الجامعية على موقع مراجع‬

‫مدونة الشغل المغربية ‪ ,‬النص الكامل‬

‫إشراف المؤسسات العقابية على تنفيذ الجزاء الجنائي‬

‫قرأوا أيضا‪...‬‬

‫← المبادرات والمقترحات إلصالح جامعة الدول العربية ‪ :‬المبادرة المصرية‬

‫المبادرات والمقترحات الغير رسمية إلصالح الجامعة العربية →‬

‫‪ 5‬أفكار عن “المبادئ العامة للتدابير الوقائية‪ :‬ماهية‪,‬تعريف‪,‬أهمية‪,‬طبيعة”‬

‫‪ABDU‬‬

‫‪ 20‬نوفمبر‪ 2010 ,‬الساعة ‪ 9:03‬ص‬

‫انا عايز اي موضوع يتعلق بالتدابير االحترازية او الوقائية…‪..‬رسلوا لي في االميل‬

‫رد‬

‫الدكتور حسين‬

‫‪ 18‬مارس‪ 2012 ,‬الساعة ‪ 4:35‬م‬

‫ارجو فتح البحث كامال مع مصادره وجزاكم اهلل خيرا على عملكم ‪.‬‬
‫رد‬

‫مراجع ‪MARAJE3‬‬

‫‪ 18‬مارس‪ 2012 ,‬الساعة ‪ 4:52‬م‬

‫السالم عليكم‬

‫كان في رأس الموضوع رابط الموضوع األول للبحث‪ .‬فكل بحث لدينا نقوم بتجزيئه‬
‫لمواضيع لتعميم اإلستفادة قدر اإلمكان‪.‬‬

‫تم وضع روابط باقي الموضوع‪ ..‬في حالة عدم توفر روابط فتوجد قائمة البحوث أدخلها‪.‬‬

‫حياك اهلل‬

‫رد‬

‫‪BELAMACH ALI‬‬

‫‪ 6‬أكتوبر‪ 2012 ,‬الساعة ‪ 2:38‬ص‬

‫السالم عليكم‬

‫جزاكم اهلل خيرا عن عملكم القيم هذا‬

‫لكن أرجوا منكم إمدادنا بالئحة المراجع الخاصة بهذا الجزء من الموضوع‬
‫و شكرا‬

‫رد‬

‫‪YASSOU YASMINE‬‬

‫‪ 29‬أبريل‪ 2020 ,‬الساعة ‪ 2:47‬ص‬

‫سالم انا عايزة مساعدة في موضوع عنوان شروط الوقاية من الجريمة افكار العداد مذكرة‬
‫من فضلكم المساعدة و شكرا‬

‫رد‬

‫اترك تعليقاً‬

‫لن يتم نشر عنوان بريدك اإللكتروني‪ .‬الحقول اإللزامية مشار إليها بـ *‬

‫اكتب هنا‪...‬‬

‫اكتب هنا‪...‬‬

‫االسم*‬
‫االسم*‬

‫البريد اإللكتروني*‬

‫البريد اإللكتروني*‬

‫الموقع‬

‫الموقع‬

‫احفظ اسمي‪ ،‬بريدي اإللكتروني‪ ،‬والموقع اإللكتروني في هذا المتصفح الستخدامها المرة‬
‫المقبلة في تعليقي‪.‬‬

‫تعرف على‬
‫للحد من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة‪ّ .‬‬
‫هذا الموقع يستخدم ‪ّ Akismet‬‬
‫كيفية معالجة بيانات تعليقك‪.‬‬

You might also like