Professional Documents
Culture Documents
جامعة غرداية
كلية الحقوق والعلوم السياسية
المستوى:
التخصص:
المقياس:
تحت عنوان:
د.
الصفحة الموضوع
أ المقدمة
15 الخاتمة
المقدمة
لقد اهتم الفكر الجنائي القدم بدراسة المسؤولية الجنائية حيث كان الشخص يسأل مسؤولية مطلقة على
أي ش خص يق وم بس لوك إج رامي تحت واليت ه ،فك ان رب األس رة يس أل عن كاف ة أف راد أس رته حال ة
قي امهم بجريم ة ،لكن األم ر تط ور فأص بحت المس ؤولية الجنائي ة مقص ورة على األفع ال ال تي يق وم به ا
الج اني ،فك انت ك ذلك مطلق ة فلم تكن موان ع المس ؤولية متجلي ة بص ورة واض حة ذل ك أن الج اني يس أل
بالرغم من الظروف التي أحاطت به وقت ارتكابه للسلوك اإلجرامي .وقد اهتمت الشريعة اإلسالمية
ك ذلك وأح اطت بمن تجب عليهم المس ؤولية الجنائي ة إذ تق ر الش ريعة المس ؤولية على اإلنس ان الحي
المكلف فإذا مات سقطت التكاليف ولم يعد محال للمسؤولية.
ا
المبحث األول
المبحث األول
تحث المس ؤولية الجنائي ة يتن اول األس اس ال ذي تق وم علي ه وبمع نى آخ ر ه ل مج رد ح دوث أم ال ب د من
شروط أخرى ،فإذا ارتكب الجاني جريمة قتل فهل مجرد حدوث الجريمة يكفي لقيام مسؤوليته أم يتعين
توافر شرط أو شروط أخرى كحالته العقلية و درجة تمييزه و درجة اختياره ،فهي من الناحية النظرية
األس اس ال ذي يجب أن تب نى علي ه المس ؤولية الجنائي ة و من الناحي ة التش ريعية األس اس ال ذي يس تلزمه
القانون الذي يحكم الواقعة لقيام المسؤولية الجنائية.
فالمسؤولية الجنائية هي عبارة عن التزام قانوني يتحمل التبعية أي التزام جزائي و هي في نفس الوقت
التزام تبعي ،حيث أنها تنشأ بصفة أساسية مستقلة بذاتها ،بل تنشأ دائما بالتبعية اللتزام قانون آخر و
1
هو االلتزام األصلي ،ذلك لحمايته من عدم التنفيذ لضمان الوقاء االختياري به.
ومن المسلم به الفقه الجنائي أن صدور القاعدة التجريمية عبارة عن واقعة قانونية منشئمة لعالقة تمثل
الدول ة أح د أطرافه ا و يمث ل الف رد طرفه ا الث اني عالق ة قانوني ة تؤه ل ك ل منهم ا ألن تنش أ ل ه حقوق ا و
التزام ات متبادل ة ،فالقاع دة تنش أ مباش رة على ع اتق الف رد التزام ا أص ليا غالب ا م ا يك ون موض وعه
االمتناع عن سلوك أو االتباع عن تحقيق الواقعة المعينة التي حددتها تلك القاعدة في صورة االلتزام
الع ام .و ه ذا االل تزام من حيث عموميت ه يش به ذل ك االل تزام الس لبي الع ام المع روف في الق انون الم دني
الذي يكفل لصاحب الحق ،الحق العيني مال عدم تعرض أحد له في المنفعة بذلك الحق و يستمد هذا
االلتزام مصدره من النص الجنائي في الشيء الذي يحدد ما هو محظور.
يقاب ل ه ذا االل تزام أن ينش أ للدول ة ح ق في أن يفي المل تزم اختي ار بالتزام ه ه ذا ب أن يبقى ممتنع ا عن
السلوك المحظور و عن تحقيق الواقعة المدنية في الشطر الحكمي للقاعدة التجريمية ،و حقها هذا يقابله
ه ذا االل تزام ب ان ال تط الب الف رد إال باالمتن اع عن ارتك اب نفس الس لوك المحظ ورة و عن تحقي ق ذات
الواقع ة ب ان ال تط الب الف رد غال باالمتن اع عن ارتك اب نفس الس لوك المحظ ورة و عن تحقي ق ذات
الواقع ة المح ددة في تل ك القاع دة و من ينش أ للف رد مقاب ل ذل ك حق ه الشخص ي في أن يف ارق ك ل أن واع
السلوك األخرى و أن تحقق كافة الوقائع التي تخرج عن الحدود التي رسمها القاعدة للواقعة القانونية
المجرمة ،هذه الحقوق و االلتزامات األصلية المتبادلة بين الدولة و الفرد التي أنشأتها القاعدة القانونية
سرعان م ا تتحول إلى جانبه ا اآلخر أي ج انب االلتزام الجزائي أو المسؤولية الجنائية .إذا أدخ ل أحد
عمار عوابدي ،نظرية المسؤولية االدارية دراسة تأصيلية تحليلية و مقارنة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،سنة .1994 1
3
المبحث األول
األطراف بالتزامه فيها فإذا كان هو الفرد الذي ارتكب السلوك المحظور أو حقق الواقعة المجرمة ،تولد
التزامه بتحمل العقوبة إي أنشأت المسؤولية الجنائية للدول حقها الشخصي في مطالبة الجاني قضائية
ب أن يتحم ل تل ك العقوب ة ال تي ح ددها المش رع للش رع ق درا و نوع ا في الش ق الج زائي من قاعدت ه
التجريمية.
ومن ثم يصبح الجاني ملتزما باالستسالم لتنفيذ هذه العقوبة و الواقع أن الجزاء هنا يستعمل كجنس عام
يمكن أن يتضمن نوعين ،األول واحد وهو الجزاء الثاني ،فاألول هو الوسيلة التي تمنع اإلجرام يتميز
بعنصر عن اص طالح ي دل دالل ة وض عية على مع نى االل تزام الق انوني بتحم ل العقوب ة ال تي هدد المرء
بتوقيعها كجزاء لتحقيق الواقعة المجرمة التي تتضمنها تلك القاعدة.
تثبت المس ؤولية الجنائي ة على الش خص المتمت ع بالملك ات العقلي ة ال تي تمكن ه من حري ة االختي ار على
إثب ات الس لوك اإلج رامي من عدم ه ،ف إذا غ ابت حري ة االختي ار له ذه الق درة على التمي يز فال من اط من
مساءلة هذا الشخص إضافة إلى كونه أهال لتوقيع الجزاء عليه بمعنى تكون لديه األهلية الجنائية.
وكذلك تثبت المسؤولية الجنائية بإتيان الجاني لسلوكه اإلجرامي و هو مدرك النتائج فعله و سلوكه هذا
واعيا في ذلك بأنه سوف يعتدي على مصلحة تحميها المجتمع.1
يتمتع اإلنس ان بملكات ذهني ة تس مح بالق درة على التمييز في إتي ان الس لوك اإلجرامي من عدمه و على
ذلك يكون أهال لوحده في تحمل المسؤولية الجنائية و يظهر هذا المبدأ جليا في كون الشخص الطبيعي
مسؤول جنائيا حتى و لو ارتكب جريمة لفائدة الشخص االعتباري ،ذلك أن حرية االختيار ميزة نفسية
2
من خصائص اإلنسان ذاته.
فالشخص إذا ما اختل و عيد بسبب مرض أو علة فإنه يفقد المقدرة على حرية اختيار السلوك السوي
في الموقف الذي هو بصدده و إذا أتى سلوكا مجرما انتقت مساءلته النعدام حرية االختيار لديه و كذلك
الحال بالنسبة للشخص الذي يأتي سلوكا مجرما من جراء خطر مفاجئ ال قبل له بدفعه فال يكون لديه
ال وقت الختي ار س لوكه ذل ك أن هدف ه الوحي د ه و النج اة و الخالص بنفس ه من الهالك ح تى و ل و ك ان
1لحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي العام الديوان الوطني لألشغال التربوية -طبعة .2002
2القاضي فريد الزعبي ،الموسوعة الجزائية ،المجلد األول المدخل إلى الحقوق والعلوم الجزائية ،الطبعة الثالثة ،دار صادر للطباعة 1والنشر،
بيروت 9،سنة .1995
4
المبحث األول
السلوك مجرما .وعليه فإذا ما ثبت أن اإلنسان عند إتيان السلوك اإلجرامي كانت لديه حرية االختيار
في اجتنابه و جبت مساءلته و قامت بذلك المسؤولية الجنائية إضافة إلى إدراك لنتائج فعله بمعنى انه
يدرك أن هذا الذي أتاه أو سوف يأتيه معاقب عليه قانونا.
إن اإلدراك على ج انب ك ون ل ه الخي ار فيم ا ي أتي من األفع ال و فيم ا ي ترك مس وق ب أن يس لك مس لكا
يستحيل عليه بحكم تكوينه و ظروفه أن يسلك غيره مدركا في ذلك نتائج أفعاله و ما سوف يترتب عليه
1
من آثار من عقاب أو تدابير احترازية ذلك أن العقوبة غاية الردع و اإلصالح.
واإلدراك مالزم لل وعي فم تى ك ان الش خص واعي ا ألفعال ه ك ان م دركا لطبيعته ا و نتائجه ا على ج انب
صفتها الشرعية و غير الشرعية.
ويعرف الفقه الوعي بأنه وضع ذهني تتجلى فيه الوظيفة الطبيعية للقوى العقلية بحيث يبنى بأن هذه
القوى تعمل بصورة صحيحة ،فاتصال اإلنسان مع نفسه و مع العالم الخارجي يتم ضمن سباق عض وي
و نفساني بالغ العقيدة.
ف الفكرة تتك ون ل دى اإلنس ان ض من عملي ة ذهني ة مؤلف ة من اس تنكار و تص ور و رب ط ،ف إذا م اتت ه ذه
العملي ة بص ورة ص حيحة ك انت الفك رة س ليمة بص ورة متوافق ة م ع الحقيق ة الثابت ة أم ا إذا ط رأ أي خل ل
2
على مصدر القوى العقلية اختل وعي الشخص مضطربا مما يحول دون إدراكه لحقيقة األمور.
وعلى ذلك فإنه متى توفرت حرية االختيار في إتيان السلوك اإلجرامي لدى الشخص و كان مدركا في
ذلك لنتائج أفعاله و جبت مساءلته جنائيا و توقيع الجزاء عليه حتى تحقق العقوبة غايتها في ذلك الردع
واإلصالح و قد تعددت المذاهب الفقهية في االعتماد على أساس المسؤولية الجنائية.
فهن اك م ذاهب قبلت حري ة االختي ار و اإلدراك كأس اس للمس ؤولية الجنائي ة و هن اك من اعتم دت على
أس اس المس ؤولية االجتماعي ة الممثل ة في الخط ورة الكامن ة في الج اني ،فك ان هن اك م ذهبان ،الم ذهب
التقليدي و المذهب الحتمي على أنه يرجح بينهما بمذهب توفيقي.
1رضا فرج شرح قانون العقوبات الجزائري الكتاب االول قانون العقوبات القسم العام الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر.
2عبد هللا سليمان شرح قانون العقوبات 9القسم العام ،الجزء األول " الجريمة دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع عين مليلة (الجزائر).
5
المبحث الثاني
المبحث الثاني
إن تحديد أساس المسؤولية الجنائية يعتبر أمرا ال غنى عنه عند رسم السياسة الجنائية و يتناول األساس
الذي ترتكز عليه األحكام القانونية الجنائي و بالتالي يعاقب المجتمع بمقتضاه فهو الذي يبين الشروط
الالزم ة توفرها لقيام المسؤولية الجنائي ة و هو الذي يحدد كون ه رد فعل اجتم اعي إزاء الجريم ة وهو
ال ذي يقتص ر على العقوب ة أو الت دبير االح ترازي أو تمكن الجم ع بينهم ا .وت برز أهمي ة تحدي د أس اس
المسؤولية بصفة خاصة بالنسبة لطوائف المجرمين الذين يشكل سلوكهم و حالتهم الخاصة خط ورة على
1
المجتمع كالشواذ و العائدين و ليس أدل على ذلك من اختالف الفقه في النظرة للعود و االعتياد.
ويذهب التقليديون إلى أن سبب تشديد عقوبة العائد أو المعتاد يقوم على افتراض توافر أذناب أشد لديه،
مرجعه إرادة أكثر إصرار على الشر بدليل عدم اعتداله بالتحذير القضائي السابق توجيهه له على أن
هناك جانبا آخر من الفقهاء التقليدين يرون أن العود و االعتياد ينقص من درجة أذناب الفاعل و سندهم
في ذلك أن تكرار ارتكاب الجرائم يكون عادة تؤثر على اإلرادة فتنقص منها.
وفي الج انب اآلخ ر نج د أنص ار المدرس ة الوض عية ينك رون على اإلطالق حري ة اإلرادة و ي رون في
ضروب السلوك اإلنساني كافة – ومنه الجريمة نتيجة حتمية يحكمها قانون السببية و تحددها مختلف
الظ روف الشخص ية و البيئ ة و له ذا ف إنهم ال يقيم ون رد فع ل االجتم اعي حي ال العائ د أو المعت اد على
مسؤوليته األدبية و لكن على أساس من حالة الخطورة الكامنة فيه.و قد جرت محاوالت عديدة للتوفيق
بين تن ادي ب ه المدرس ة التقليدي ة من أج ل حري ة االختب ار هي أس اس المس ؤولية و م ا تق وم ب ه المدرس ة
الوض عية من حتمي ة ،كم ا ط الب بعض الفقه اء بالتج اوز عن الحث في أس اس المس ؤولية ق وال منهم أن
ه ذه مس ألة فلس فية ال دخ ل للق انون الوض عي به ا.لق د تف رقت اآلراء في البحث عن أس اس المس ؤولية
الجنائية فانقسم الفكر القانوني في تناوله لهذا الموضوع إلى مذهبان أحدهما يبني المسؤولية على أساس
حري ة اإلنس ان في االختب ار و ه ذا ه و الم ذهب التقلي دي و الم ذهب الحتمي ة ال ذي بينهم ا على أس اس
2
الخطورة اإلجرامية للجاني على انه يرجع بين المذهبين بمذهب توقيفي.
7
المبحث الثاني
س اد ه ذا الم ذهب أوال بين جمي ع المش تغلين بالمس ائل الجنائي ة و ال ي زال ح تى الي وم متبع ا في أغلب
التشريعات ،و هو المذهب التقليدي في تحديد أساس المسؤولية و مناط مسؤولية الجاني مردها أن في
وسعة األحجام على ارتكاب الجريمة بدال من اإلقدام عليها فإذا أقدم عليها عد مسؤوال أدبيا لحصيانه
أوامر المشرع و نواهي ه و يستطرد أنص ار هذا الرأي بأن ه مهما كانت ثقل الدوافع التي تض غط على
إرادة الف رد لتوجيه ه وجه ة ف إن من المؤك د أن يبقى لدي ه الق درة على أن يم يز بين الخ ير و الش ر و
الص واب و الخط أ و علي ه أن يتب ع طري ق الخ ير و يبتع د عن طري ق الش ر بحكم واجب األخالق أو
اآلداب التي عليه أن يراعيها ،فإذا عاد عن طريق الخير و اقدم على الجريمة فقد اخطأ يشعر ضميره
بقبح ه و من ثم فق د حقت علي ه المس ؤولية و أن أي رد فع ل في المجتم ع ال ي راعي ه ذه الحقيق ة و ال
1
يكون فقط مخالفا للعناصر األولية للعدالة بل منافيا أيضا للمنطق و المعقول.
وال يعنى القول بحرية االختيار أن اإلرادة تحدد بعيدا عن كل مؤثر فإن االعتراف بهذه الجريمة يعني
أن اإلنسان إذا واجهته مؤثرات متعددة بعضهما يدفعه إلى العمل و البعض يرغبه عنه فسيظل له دائما
الق درة على االختي ار و في ذل ك ي ذهب ال رأي إلى أن اإلنس ان إذا م ا وجهت ه م ؤثرات مختلف ة فإن ه ال
يتص رف ك الحيوان ال ذي تجئ ردود أفعال ه تلقائي ا ب ل على العكس يتص رف بطريق ة إيجابي ة إذ يخت ار
الطريق الذي يسلكه بين عدة طرق تعرض أمامه و لكن الطريق المؤثر الذي يغرى اإلنسان باتباعه
وهو في اختياره لهذا الطريق ال يخضع تلقائيا لقوة المؤثرات جل الختياره هو :و يرى أصحاب هذا
الم ذهب أن حري ة االختي ار و م ا ي ترتب على س وء االختي ار من مس ؤولية ض ميره هي األس اس الوحي د
المتصورة للمسؤولية فإن الشهور بهاله سنده في ضمير كل شخص و ما دام اإلنسان يتطلب الثن اء على
م ا يص نع فإن ه و الش ك يس تحق العق اب على م ا ي رتكب و ال يص ح للق انون أن يه در إح دى العقائ د
األساسية التي تسود المجتمع بل أنهم يرون في االعتراف بحرية االختيار ما يدفع الفرد على أن يعمل
دائما على انتهاج السبيل األمثل و إلى زيادة طاقاته للتغلب على التوازع الريرة التي قد تعرض له و
القول بعكس ذلك يجعل الشخص مقدرة عليه و ال قبل له و ال إرادة له في إحداثها و سيتتبع هذا القول
أن ه إذا نتفت حري ة االختي ار انتفت بالت الي المس ؤولية و إذا ق ل نص يب الف رد من ه ذه الحري ة خفت
مسئوليته تبعا لذلك و نتيجة لهذا المبدأ إذا إنعدمت حرية االختيار لدى شخص ما لجنون أو صغر من
انتفت مسؤولية ضميره فال يمكن إسناد الخطأ إليه أي ال يمكن اعتباره مخطئا و بالتالي فال تنهض قبله
المسؤولية الجنائية.
1رضي فرج-شرح قانون العقوبات 9الجزائري األحكام العامة للجريمة ،مرجع سابق.
8
المبحث الثاني
على أن الفق ه التقلي دي ك ان ينظ ر إلى حري ة االختي ار و المس ؤولية الفردي ة باعتباره ا مج رد مف اهيم
مجردة ،األمر الذي جعله ينظر للجاني ككائن مجرد كمخلوق منصور عقال و لذلك فقد اهتم بالجريمة
على أنه ا ك ائن ق انوني و ليس ت مظه را لس لوك الج اني ،ب ل كش يء مج رد ل ه طبيع ة مس تقلة و ثابت ة و
يرجع هذا المسلك من المدرسة على خشيتها من الحكم الذي كان سائدا قبل الثورة الفرنسية مما جعلها
تتمسك بالقول بان الناس مستاؤون دون تفرقة على أساس شخصية كل منهم ،غير أن الظلم الذي كشف
عن تطبيق قوانين الثورة التي وضعت لكل جريمة عقوبة من حد واحد مقدرة على أساس موضوعي
بحث ،جع ل الفق ه التقلي دي بهج ر بعض الش يء ،الفك رة المج ردة لإلنس ان س واء الح ر ،غ ير أن ه اكتفى
لتحقيق متطلبات العدالة بتقدير لمختلف مظاهر االنحرافات التي تتكون منها الجريمة وفقا للمقياس العام
المتبع ،لذلك فإن العدالة ال تحتاج في نظرهم إال إلى موظف أمين قادر على تطبيق العقوبة المحددة في
القانون.
وتأسيسا على ذلك فقد نظر هذا الفقه إلى العائد أو المعتاد على أنه مسؤول أدبيا عن عودته الرتكاب
الجريمة و أن هذا التكرار يعتبر ظرفا مشددا يمكن من تشديد العقوبة على أن يرجع في استخالص هذا
الظرف لمعايير موضوعية بحتة قائمة على الجرائم التي سبق الحكم عليه بسببها.
على أن اقتص ار الفق ه التقلي دي على مج رد تش ديد العقوب ة دون اق تراح أي وس يلة أخ رى ،أدى إلى
اإلسراف في الحكم على العائدين و المعتادين بعقوبات قصيرة المدة و كان هذا االتجاه في الوقت نفسه
منطقيا على ما ذهب إليه هذا الفقه من ضرورة قياس العقوبة على قدر المسؤولية األدبية و لما كانت
ه ذه المس ؤولية في رأي البعض ق د ش ابه بعض المقص ور لتخل ف في تق دير العائ د أو المعت اد راج ع
لضعف إرادته ،لذلك رأي هؤالء عدم التغاني في تقدير الخطأ المنسوب إليه ،األمر الذي يؤدي على
1
تخفيف العقوبة.
يرى أنصار هذا المذهب أن أساس المسؤولية يمكن في حرية االختيار ،فاإلنسان البالغ العاقل له ملكات
عقلي ة تس مح ل ه بالق درة على التمي يز بين الخ ير و الش ر ،بين الطيب و الخ بيث ،بين الحالل و الح رام،
م دركا لع واقب أفعال ه متحكم ا في س لوكه أتي ا في ذل ك من األفع ال م ا أراد ،فالش خص إذا ارتكب فعال
نهي عن ه الق انون أو امتن ع عن فع ل أم ر ب ه الق انون وجبت مس ائلته عم ا وق ع من ه.و على ذل ك ف إن
مسؤولية الشخص ال تنتفي إال إذا فقد هذا األخير قدرته على االختيار ذلك أن معاقبته سوف تكون ظلما
1رضي فرج-شرح قانون العقوبات 9الجزائري األحكام العامة للجريمة ،مرجع سابق.
9
المبحث الثاني
من جهة و غير مجدية من جهة أخرى .وذلك أن الغاية من العقاب هي الردع و ال تتحقق هذه الغاية
بالعقاب مع التجرد من قدرة اإلدراك أو حرية االختيار.و عليه فإن المذهب التقليدي يكون قد قبل حري ة
1
االختيار و اإلدراك كأساس للمسؤولية الجنائية فإذا ما غاب ذلك انتفت مسؤولية الجاني.
أنشأ هذا المذهب نتيجة للتقدم المطرد في العلوم الطبيعية و نجاحها في الكشف عن األسباب المختلفة
لكث ير من الظ واهر الطبيعي ة و ك ذلك رأي كث ير من المش تغلين ب العلوم االجتماعي ة أن الجريم ة ليس ت
ثمرة حرية االختيار بل اعتبرها ظاهرة إنسانية ال بد من أن تحكمها هي األخرى أسباب مختلفة سواء
ك انت أس باب طبيعي ة أو عض وية أو نفس ية ت ؤدي إليه ا حتم ا و أن الق ول بحري ة االختي ار ال تع دو أن
تكون وهما شخصيا يكذبه الواقع العضوي و النفسي و محاولة الهروب من التعمق في دراسة أسباب
الجريم ة بإلق اء الل وم كل ه على الج اني ،و ي رد أنص ار ه ذا الم ذهب عم ا اتهم ه ب ه خص ومهم من أن
الحتمية تؤدي إلى الجمود و عدم مواجهة الجريمة باعتبار أنها نتيجة حتمية ال مناص من وقوعها و
يرون بأن هذا القول فيه خلط بين الحتمية و القدرية فليست الحتمية بمعناها الصحيح مثالية الخمول و
الجم ود ب ل ت دفع دائم ا إلى العم ل و إلى التح ري عن األس باب لمقاومته ا فتمتن ع بالت الي نتائجه ا و أن
اإليمان بتسلسل األسباب يجعلها تنظر للجاني كضحية للظروف االجتماعية الداخلية و الخارجية فليس
هناك مذنبون و لكن خطرون و بسبب هذه الخطورة يجب أن يوضع كل من يخرق قاعدة من قواعد
قانون العقوبات بحيث ال يستطيع اإلضرار ،إذ أن من حق المجتمع أن يدافع عن نفسه بل أن ذلك هو
واجبه و لهذا ال يقيم أنصار الحتمية فكرة الجزاء على المسؤولية مما يؤدي إلى عدم إمكانية اتخاذ أية
إج راءات حي ال ع ديمي اإلدراك أو تخفي ف العقوب ات الموقع ة على ناقص ي التمي يز أو االختي ار ب الرغم
2
من خطورة هؤالء على المجتمع و ثبوت ارتفاع نسبتهم بين مجموع المجرمين.
ويرى هؤالء أن التقليديين و حتى المحدثين منهم في درجة تقديرهم لدرجة مسؤولية الجاني ينظرون
إلي ه كم ا ل و ك ان موض وعا تحت ن اقوس من زج اج بينم ا ينظ رون إلي ه هم من خالل مختل ف الظ روف
الشخص ية و البيئي ة و االجتماعي ة فاس تعداد المج رم ال ذاتي لإلج رام و م ا يحي ط ب ه من الظ روف
االجتماعية كالجهل و الفقر و سوء التربية و خطاء السوء و ما يساعد على ذلك من تغيير في الفصول
و غيره ا من العوام ل الطبيعي ة كله ا تت دخل بنص يب كب ير أو ض ئيل في ح دوث الجريم ة ،فالجريم ة م ا
عبد الحكيم فودة -الموسوعة الجنائية الحديثة التعليق على قانون العقوبات المجلد األول -دار الفكر و القانون بالمنصورة -طبعة .2002 1
عبد هللا سليمان -شرح قانون العقوبات القسم العام الجزء األول -ديوان المطبوعات الجامعية -طبعة .1998 2
10
المبحث الثاني
هي اإلنتاج الزم الجتماع هذه العوامل المختلفة و متى توافرت لدى شخص ما فهو مسوق حتما إلى
ارتكاب الجريمة إذ أنه متى توافرت األسباب و ترتبت النتيجة و يستطرد أصحاب هذا الرأي بأن القول
بأن الجريمة نتيجة حتمية لعوامل مختلفة ليس معناه ترك فاعلها و شأنه ألنها مقدرة عليه ،بل يتعين
على المجتمع أن تتخذ عندئذ الوسائل الكفيلة بحماية ،فكما الفرد محتوم عليه وقوع الجريمة تحت تلك
العوام ل المختلف ة كل ك ف إن المجتم ع محت وم علي ه ال رد على فع ل الج اني دفاع ا عن كيان ه ف العبرة في
قس م بعض
اختيار التدبير الذي تتخذ حيات الجاني ليست هي درجة مسئوليته بل درجة خطورته لذلك ّ
أنص ار ه ذا الم ذهب المج رمين إلى فئ ات أربع ة .1 :المجرم ون ب الوالدة .2.المجرم ون بالعاطف ة.3 .
المجرمون بالمصادفة .4 .المجرمون المجانين .و نرى هؤالء يتخذون حيال كل فئة التدبير الذي يتفق
م ع خط ورة أفراده ا و ق د أض اف فري ق آخ ر من ه ذا الم ذهب إلى أن التقس يمات خاص ة ب المجرمين
المعتادين ،و قد جلب هذا االصطالح أنصار و رجال علم اإلجرام ،و كان له أثره في إثراء الكتابات
عن هؤالء المجرمين و اقتراح التدابير التي تتفق مع حالتهم.
واس تطرد ه ذا الفري ق إلى الق ول أن المب ادئ األساس ية ال تي تس تلمها العدال ة االجتماعي ة تنحص ر في
مبدأين :الردع و العقاب و أن أية محاولة بين هذين المبدأين لن تؤدي إلى حل ،إال أن ترك أحدها و
األخ ذ بالمب دأ اآلخ ر و الق ول ب الردع يس تدعي ترك يز االنتب اه على الجريم ة كوح دة موض وعية و على
العكس من ذلك فإن العقاب يؤدي إلى االهتمام بفاعل الجريمة ،فال يقتصر على الضرر المترتب على
الجريمة بل يتعد أ إلى األهم منه وهو الخطر الذي يمثله المتهم.
ويخيف أصحاب هذا الرأي بأن الفهم التجريبي ألهلية ارتكاب الجرائم يجب أن ينصب ليس فقط على
لحظة ارتكاب الجريمة أو على الفترة التي تسبقها بل يجب أن يهدف إلى تحقيق الدفاع الوقائي و الدفاع
العق ابي .إن ه ذا النظ ر أص بح ل ه وظيف ة قانوني ة في العدال ة الجنائي ة ف إن فك رة الج زاء يجب أن تق اس،
ليس وفقا للجريمة أو وفقا للواجب الذي انتهك أو وفقا للدفاع اإلجرامي و لكن وفقا لخطورة الجاني ،و
يجب أن تتخ ذ معي ارا شخص يا يح ل مح ل المعي ار الموض وعي في تحدي د الت دبير ال ذي يتخ ذ حي ال
المتهم .و في بعض الفقه اء من ه ذه المدرس ة أن حال ة ه ذه الخط ورة تس تدعي مواجه ة أم رين هم ا
خط ورة الج اني من ناحي ة و قابلي ة التك ييف في الحي اة االجتماعي ة من ناحي ة أخ رى ،و تواج ه خط ورة
الجاني بالتدابير البوليسية الوقائية ،بينما ترتبط قابليته للتكييف باألغراض العملية للعدالة االجتماعية و
تق وم حال ة الخط ورة االجتماعي ة وم ا تس تتبعه من ت دابير فب ل ارتك اب الجريم ة ،أم ا قابليت ه للتك ييف فال
11
المبحث الثاني
تثور إال بعد وقوع الجريمة و يقصد مالءمة الجزاء المتخذ لحالة الخطورة الجنائية التي عليها المتهم،
و ق د أي د بعض الفقه اء ه ذه التفرق ة في الم ؤتمر ال دولي الث اني لعلم اإلج رام .و تكمن ه ذه التفرق ة من
تحاشي الخشية من اتخاذ معيار الحالة الخطرة سبيال لالعتداء على الحريات الفردية كما أنها تمكن من
ناحي ة أخ رى من التغلب على كث ير من المتناقض ات ال تي وق ع فيه ا االتح اد ال دولي لق انون العقوب ات و
بعض الفقهاء الذين يرون أن الجريمة تواجه بالعقوبة بينما تستدعي حالة الخطورة تدبيرا احترازيا و
أن يقتص ر معي ار الحال ة الخط رة على بعض فئ ات من المج رمين و هم العائ دون و الش واذ و القص ر
الخط رون ،فه ذه التفرق ة لن ت ؤدي بن ا إلى الت ورط مق دما في تحدي د من ه و المج رم الخط ر و المج رم
الغ ير خط ر إذ البحث في اتح اد ت دبير اح ترازي لن يث ور إلى بع د ارتك اب الجريم ة و بس بب حال ة
الش خص الخط رة التي تستش ف من احتم االت عودت ه للجريم ة و هذه االحتم االت تختل ف ب اختالف فئ ة
1
المجرمين.
فاحتمال عودة المجرم بالعاطفة أقل من احتمال عودة المجرم المجنون \او المجرم المعتاد ،و على هذا
ف إن حال ة الخط ورة االجتماعي ة يقص د به ا مواجه ة خط ر ارتك اب الجريم ة ،بينم ا حال ة الخط ورة
اإلجرامي ة ي راد له ا أن تواج ه خط ر الع ود.و يعيب البعض على المدرس ة التقليدي ة أنه ا فص لت بطريق ة
حاس مة بين الوقاي ة و الج زاء ب الرغم من أنهم ا ليس اال وجهين لل دفاع االجتم اعي ذات ه ،و يجب العم ل
على التوفيق بينهما في النشاط الذي تقوم به الدولة ضد الجريمة ،على أن يكون لكل من هذين الوجهين
تنظيم قانوني ة خ اص ،ألن لك ل منهم ا نقط ة انطالق و غ رض مختل ف.و تتحق ق الوقاي ة ب اإلجراءات
البوليسية لألمان و ببدائل العقوبة أما الجزاء فيتحقق عن طريق جهاز العدالة الجنائية الذي ال يتخذ إال
2
بعد ارتكاب جريمة بهدف منع العود بواسطة تدابير احترازية غير محددة المدة.
مؤيدي ما تقدم أن أنصار هذا الرأي ينظرون إلى الجريمة باعتبارها ذنبا يستقبحه الضمير و يترتب
عليه المسؤولية الجنائية ،و ال تصبح العقوبة جزاء هذا الذنب تفضي بالمجازاة عليه العدالة المطلقة أو
العدالة مع المصلحة ،و إنما تصبح وظيفة العقاب مجرد وسيلة للدفاع عن المجتمع ،و تختلف الوسيلة
تبعا الختالف األشخاص ،و أن التعبير بالعقوبة عن هذه الوسيلة خطأ في التسمية ،ذلك أن فكرة التفكير
و إرضاء الشعور بالعدل ال يعني بها المجتمع عند تقدير هذه الوسيلة فهو إنما يعني بالدفاع عن نفسه
ووقاي ة آمن ة في المس تقبل ،لذلك فإن ه ال ينظ ر إلى الج اني نظ رة الث أر و التش في من ه ،ب ل العكس ينظر
1عوض محمد عوض -قانون العقوبات 9القسم العام -دار الجامعة الجديدة للنشر طبعة 2000
2رمسيس -بهناء النظرية العامة للقانون الجنائي -دار المنشأة المعارف للنشر -طبعة .1997
12
المبحث الثاني
باعتب اره منك وب س يئ الح ظ و يعم ل على إص الحه بق در المس تطاع .ومجم ل الق ول أن ه بينم ا ال يكفي
أص حاب الم ذهب التقلي دي في قي ام المس ؤولية الجنائي ة بص دور الجريم ة من الف رد ب ل يش ترطون حلق ه
وسطى بينهما و هي أن يكون الجاني مخطأ ،فإن أصحاب المذهب الواقعي يغفلون تلك الحلقة الوسطى
و يكتفون بمجرد صور الجريمة هي الفرد فخطورة الفرد ليست ذنبه و مسئوليته األدبية هي المسؤولية
أمام المجتمع و يكتفي في ذلك صدور الجريمة من الفرد أي إسناد الفعل الضار إليه .لم ير تكر أنصار
هذا المذهب على حرية االختيار كأساس للمسؤولية الجنائية على غرار المذهب التقليدي فالحقيقية في
رأيهم أن الس لوك اإلج رامي ش أنه ش أن كاف ة الظ واهر الطبيعي ة و االجتماعي ة خاض ع لق انون الس ببية،
ناش ئ عن تفاع ل بين شخص ية الج اني و ظ روف بيئي ة خاص ة .فالم ذهب الوض عي ين ادي ب الخطورة
اإلجرامية الكامنة في الجاني كأساس بديل للمسؤولية الجنائية التي ترتكز على حرية االختيار ،ذلك أن
ه ذه الخط ورة ت دفع المجتم ع ب أن يوجهه ا و يبع د عن نفس ه عواقبه ا و ه ذا األم ر ال ذي أدى إلى اتس اع
إقامة المسؤولية على هذا األساس فتشمل بذلك الصغير و الكبير ،العاقل و المجنون ،ذلك أن أساس
المسؤولية ليس حرية االختيار و اإلدراك ،إنما الخطورة اإلجرامية.1
عبدالحميد الشواربي و عزالدين الديناصوري -المسؤولية الجنائية في قانون العقوبات و االجراءات الجنائية -طبعة .1989 1
13
الخاتمة
الخاتمة
الخاتمة
إن موضوع المسؤولية الجنائية ال يزال محل اهتمام الفقه الجنائي ،فاألساس في قيام المسؤولية الجنائية
مب ني على حري ة االختي ار و اإلدراك ،فاإلنس ان م تى ك ان ح را في إتي ان الس لوك اإلج رامي من عدم ه
أصبح محل قيام مساءلته جنائيا .هذا باإلضافة إلى اإلدراك فالشخص إذا اختلطت عليه األمور فاستوى
لديه المباح بالمحظور و فقد بذلك عناصر التركيبية الذهنية في إتيان أصل الفكرة محل الدراسة كانت
الغاية من عقابه دون جدوى ،ذلك أن هذه الغاية تمكن في الردع و اإلصالح ،فإذا أنزلنا الجزاء عليه
كنا بصدد االنتقام منه و ليس بتحقيق هذا الردع و اإلصالح.و قد تتعدد هذه الظروف التي تحل على
إرادة الشخص فتفقده حرية االختيار و اإلدراك فتكون بصدد موانع المسؤولية الجنائية ،و هذه الموانع
قد عددها المشرع الجزائري في 03عناصر هي الجنوب صفر السين و اإلكراه.كما تطرقنا من خالل
هذه المذكرة إلى االختالفات المتعددة التي وقعت بين المذاهب الفقهية حول األساس التي يرتكز عليها
لقي ام المس ؤولية الجنائي ة فباإلض افة إلى حري ة االختي ار و اإلدراك فق د ن ادى البعض من أص حاب تل ك
المذاهب بالحتمي ة (الجبري ة) أي أن اإلنس ان مج بر و ليس مخ ير في إتي ان الس لوك اإلجرامي و أن ك ل
أفعاله قضاء و قدر.
15
قائمة المراجع
قائمة المراجع
المراجع
رضا فرج شرح قانون العقوبات الجزائري الكتاب االول قانون العقوبات القسم العام .1
الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر.
رض ي ف رج-ش رح ق انون العقوب ات الجزائ ري األحك ام العام ة للجريم ة ش .وللنش ر .2
والتوزيع طبعة .1976
رمسيس -بهناء النظرية العامة للقانون الجنائي -دار المنشأة المعارف للنشر -طبعة .3
.1997
عب د الحكيم ف ودة -الموس وعة الجنائي ة الحديث ة التعلي ق على ق انون العقوب ات المجل د .4
األول -دار الفكر و القانون بالمنصورة -طبعة .2002
عبد اهلل سليمان -شرح قانون العقوبات القسم العام الجزء األول -ديوان المطبوعات .5
الجامعية -طبعة .1998
عبد اهلل سليمان شرح قانون العقوبات القسم العام ،الجزء األول " الجريمة دار الهدى .6
للطباعة والنشر والتوزيع عين مليلة (الجزائر).
عبدالحميد الشواربي و عزالدين الديناصوري -المسؤولية الجنائية في قانون العقوبات .7
و االجراءات الجنائية -طبعة .1989
عم ار عواب دي ،نظري ة المس ؤولية االداري ة دراس ة تأص يلية تحليلي ة و مقارن ة ،دي وان .8
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،سنة .1994
عوض محمد عوض -قانون العقوبات القسم العام -دار الجامعة الجديدة للنشر طبعة .9
2000
فتوح عبد اهلل الشاذلي -شرح قانون العقوبات القسم العام الكتاب الثاني المسؤولية في .10
الجزاء دار الهدى مطبوعات الجامعة -طبعة .1997
القاضي فريد الزعبي ،الموسوعة الجزائية ،المجلد األول المدخل إلى الحقوق والعلوم .11
الجزائية ،الطبعة الثالثة ،دار صادر للطباعة 1والنشر ،بيروت ،سنة .1995
لحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي العام الديوان الوطني لألشغال التربوية - .12
طبعة .2002
17