Professional Documents
Culture Documents
لقد اهتم الفكر الجنائي القدم بدراسة المسؤولية الجنائية حيث كان الشخص يسأل مسؤولية مطلق ة على أي
شخص يقوم بسلوك إجرامي تحت واليته ،فكان رب األسرة يسأل عن كافة أفراد أس رته حال ة قي امهم
بجريمة ،لكن األمر تطور فأصبحت المسؤولية الجنائية مقصورة على األفعال التي يقوم بها الجاني ،فكانت
كذلك مطلقة فلم تكن موانع المسؤولية متجلية بصورة واضحة ذلك أن الجاني يسأل بالرغم من الظ روف
التي أحاطت به وقت ارتكابه للسلوك اإلجرامي.
و قد اهتمت الشريعة اإلسالمية كذلك و أحاطت بمن تجب عليهم المس ؤولية الجنائي ة إذ تق ر الش ريعة
المسؤولية على اإلنسان الحي المكلف فإذا مات سقطت التكاليف و لم يعد محال للمس ؤولية .كم ا تنث نى
المسؤولية الجنائية على األطفال الذين لم يحلموا لقوله تعالى" :إذا بلغ األطفال منكم الحلم فليس تأذنوا كم ا
استأذن الذين من قبلكم" -.سورة النور اآلية -59و قوله ص "رفع القلم على ثالث الصبي حتى يحتلم ،و
النائم حتى يستقيظ و المجنون حتى يعقل" كما تنتقي المسؤولية الجنائية عند المكره و ذلك لقوله تعالى "إال
من أكره و قلبه مطمئن باإليمان" سورة النحل اآلية 106و قوله تعالى :فمن اضطر غير باغ و ال ع اد
فال أثم عليه" سورة البقرة اآلية 172و قوله ص" :رفع عن أمتي الخطأ و النسيان و م ا ! س تنكر ه و
عليه".
و بالتالي نستخلص من هذه اآليات و األحاديث أن المسؤولية الجنائية ال تقوم في الشريعة اإلس المية على
الصبي حتى يبلغ أي حتى يكون أهال لفهم ما يفعل و يجب أن تقوم الصلة بين الفعل الجاهل و النتيجة كما
ال تقوم المسؤولية الجنائية على المكره و المجنون ،و إن اإلنسان ال يسأل عن فعل أتاه غيره و بالتالي فإن
الشريعة اإلسالمية أقرت بأن المسؤولية الجنائية تقوم في غير هذه الحاالت المتمثلة في صغر السن الصبي
غير الحالمين المكره و المجنون حتى يعقل.
و اهتم التشريع الجنائي بتالزم سلوك الشخص في القيام ب الجرائم و الظ روف المحيط ة في ارتك اب
الجريمة ،ذلك أن موضوع المسؤولية الجنائية يعتبر من أهم المواضيع في الدراسة الجنائية فإتيان السلوك
اإلجرامي كنا بصدد قيام المسؤولية الجنائية التي تستوجب بالضرورة ارتكازها على أساسين هم ا حري ة
االختيار و اإلدراك على أنه اختلف الفقه في هذه المسألة.
إن دراسة موضوع أسس المسؤولية الجنائية يقتضي بالضرورة معرفة موانع هذه المسؤولية و تعدادها ذلك
أنها ظروف تؤثر إلرادة الجاني فتفقد حرية االختيار و اإلدراك فيستوي لديه السلوك الس وي و الس لوك
اإلجرامي.
و عليه سوف تكون دراستنا لهذا الموضوع في فصلين فاألول حددناه في قيام المسؤولية الجنائية و نتطرق
من خالله إلى أساس المسؤولية الجنائية و ذلك بالتعرض إلى مفهوم حرية االختيار و اإلدراك كما نوضح
أسس المسؤولية الجنائية عند المذاهب الفقهية ،الحتمي و التقليدي ،و نتط رق لل ترجيح بين الم ذهبين و
نقترح بعض األسس للمسؤولية الجنائية.
أما في الفصل الثاني فنتطرق إلى أشخاص المسؤولية الجنائية و ذل ك بتس ليط الض وء على الش خص
الطبيعي و الشخص االعتباري في إمكانية مساءلته جنائيا أم نفي المسؤولية عنه باإلض افة إلى التع رض
إلى موجب المسؤولية الجنائية في كون وقوع الجريمة شرطا الزما و تثار مسألة الحصانة الدبلوماسية.
الفصل األول - :قيام المسؤولية الجنائية :-
تعتبر المسؤولية الجنائية من النظريات األساسية في قانون العقوبات إال أن المشرع لم يقم بتحديدها بدق ة
حيث اكتفى بتحديد موانعها و بالتالي فسح المجال للفقه لكي يحدد هذه المعالم من الموانع وضحها المشرع.
و المسؤولية بوجه عام تكون إما بالقوة أو بالفعل ويراد بالمفهوم األول صالحية الشخص ألن يتحمل تبعية
سلوكه و بالتالي فهي صفة أو حالة في الشخص تالزمه سواء وقع منه ما يقتضي المساءلة أو بلم يقع منه
شيء بعد أما المفهوم الثاني فيراد به تحميل الشخص تبعة سلوك صدر منه حقيقة ،و علي ه فالمس ؤولية
ليست مجرد صفة أو حالة قائمة بالشخص لتحمل الجزاء الجنائي الناشئ عما يرتكبه و لكنها باإلضافة إلى
ذلك فهي جزاء ،كما أن المسؤولية الجنائية أنواع فقد تكون دينية أو خلقية أو قانونية و هذه الخيرة تختلف
باختالف الفروع فيمكن أن تكون مدينة أو إدارية أو جنائية أو دولية و يقصد بالمسؤولية الجنائية ،صالحية
الشخص لتحمل الجزاء الجنائي الناشئ عما يرتكبه من جرائم و الجزاء له مظهرات هما العقوبة و التدبير
الوقائي و على هذا األساس يمكن تعريف المسؤولية بأنها صالحية الشخص لتحم ل العقوب ة و الت دبير
الوقائي الذي يقرره القانوني كأثر للجريمة التي ارتكبها .لكن هذا التعرف يث ير مش كلة حيث أن هن اك
خالف بين العقوبة و التدبير الوقائي من حيث الطبيعة و الهدف و شروط االستحقاق حيث يمكن القول بأن
من كان أهال الرتكاب فهو أهل لتحميل التدبير الوقائي المقرر لها ،لكن يختلف األمر بالنسبة للعقوبة فق د
تقع الجريمة من شخص و مع ذلك ال يكون أهال لتحميل عقوبتها ،ألن استحقاق العقوبة يقتضي فضال عن
ارتكاب الجريمة شروطا أخرى فال يعاقب الشخص عن الجريمة التي ارتكبها.
و سوف نتعرض في هذا الفصل إلى أساس المسؤولية الجنائية من خالل التعرض على شروط قيامها التي
تعتمد على حرية االختيار و اآلراك كما سوف نتعرض إلى أشخاص المسؤولية الجنائية أي م تى تق وم
المسؤولية بالنسبة لكل من الشخص الطبيعي و الشخص االعتباري باإلض افة إلى ه ذا تع الج م وجب
المسؤولية الجنائية التي تعتبر وقوع الجريمة شرطا الزما حيث تثار مسألة الحصانة الدبلوماسية.
)
المطلب الثاني :مذهب الحتمية
أنشأ هذا المذهب نتيجة للتقدم المطرد في العلوم الطبيعية و نجاحها في الكشف عن األسباب المختلفة لكثير
من الظواهر الطبيعية و كذلك رأي كثير من المشتغلين بالعلوم االجتماعية أن الجريمة ليست ثمرة حري ة
االختيار بل اعتبرها ظاهرة إنسانية ال بد من أن تحكمها هي األخرى أسباب مختلفة سواء ك انت أس باب
طبيعية أو عضوية أو نفسية تؤدي إليها حتما و أن القول بحرية االختيار ال تعدو أن تكون وهما شخص يا
يكذبه الواقع العضوي و النفسي و محاولة الهروب من التعمق في دراسة أسباب الجريمة بإلقاء اللوم كل ه
على الجاني ،و يرد أنصار هذا المذهب عما اتهمه به خصومهم من أن الحتمية تؤدي إلى الجمود و ع دم
مواجهة الجريمة باعتبار أنها نتيجة حتمية المناص من وقوعها و يرون بأن هذا الق ول في ه خل ط بين
الحتمية و القدرية فليست الحتمية بمعناها الصحيح مثالية الخمول و الجمود بل تدفع دائما إلى العمل و إلى
التحري عن األسباب لمقاومتها فتمتنع بالتالي نتائجها و أن اإليمان بتسلسل األسباب يجعلها تنظر للج اني
كضحية للظروف االجتماعية الداخلية و الخارجية فليس هناك م ذنبون و لكن خط رون و بس بب ه ذه
الخطورة يجب أن يوضع كل من يخرق قاعدة من قواعد قانون العقوبات بحيث ال يستطيع اإلض رار ،إذ
أن من حق المجتمع أن يدافع عن نفسه بل أن ذلك هو واجبه و لهذا ال يقيم أنصار الحتمية فكرة الج زاء
على المسؤولية مما يؤدي إلى عدم إمكانية اتخاذ أية إجراءات حيال عديمي اإلدراك أو تخفيف العقوب ات
الموقعة على ناقصي التمييز أو االختيار بالرغم من خطورة هؤالء على المجتمع و ثبوت ارتفاع نس بتهم
بين مجموع المجرمين.
و يرى هؤالء أن التقليديين و حتى المحدثين منهم في درجة تقديرهم لدرجة مسؤولية الجاني ينظرون إليه
كما لو كان موضوعا تحت ناقوس من زجاج بينما ينظرون إليه هم من خالل مختلف الظروف الشخصية
و البيئية و االجتماعية فاستعداد المجرم الذاتي لإلجرام و ما يحيط به من الظروف االجتماعية كالجه ل و
الفقر و سوء التربية و خطاء السوء و ما يساعد على ذلك من تغيير في الفصول و غيره ا من العوام ل
الطبيعية كلها تتدخل بنصيب كبير أو ضئيل في حدوث الجريمة ،فالجريمة ما هي اإلنتاج الزم الجتم اع
هذه العوامل المختلفة و متى توافرت لدى شخص ما فهو مسوق حتما إلى ارتكاب الجريمة إذ أن ه م تى
توافرت األسباب و ترتبت النتيجة و يستطرد أصحاب هذا الرأي بأن القول بأن الجريم ة نتيج ة حتمي ة
لعوامل مختلفة ليس معناه ترك فاعلها و شأنه ألنها مقدرة عليه ،بل يتعين على المجتمع أن تتخ ذ عندئ ذ
الوسائل الكفيلة بحماية ،فكما الفرد محتوم عليه وقوع الجريمة تحت تلك العوامل المختلفة كلك فإن المجتمع
محتوم عليه الرد على فعل الجاني دفاعا عن كيانه فالعبرة في اختيار التدبير الذي تتخ ذ حي ات الج اني
قسم بعض أنصار هذا المذهب المج رمين إلى فئ ات ليست هي درجة مسئوليته بل درجة خطورته لذلك ّ
أربعة :
.1المجرمون بالوالدة.
.2المجرمون بالعاطفة .
.3المجرمون بالمصادفة .
.4المجرمون المجانين .
و نرى هؤالء يتخذون حيال كل فئة التدبير الذي يتفق مع خطورة أفرادها و قد أضاف فريق آخر من هذا
المذهب إلى أن التقسيمات خاصة بالمجرمين المعتادين ،و قد جلب هذا االصطالح أنص ار و رج ال علم
اإلجرام ،و كان له أثره في إثراء الكتابات عن هؤالء المجرمين و اقتراح التدابير التي تتفق مع حالتهم.
و استطرد هذا الفريق إلى القول أن المبادئ األساسية التي تستلمها العدالة االجتماعية تنحصر في مبدأين :
الردع و العقاب و أن أية محاولة بين هذين المبدأين لن تؤدي إلى حل ،إال أن ترك أحدها و األخذ بالمب دأ
اآلخر و القول بالردع يستدعي تركيز االنتباه على الجريمة كوحدة موضوعية و على العكس من ذلك فإن
العقاب يؤدي إلى االهتمام بفاعل الجريمة ،فال يقتصر على الضرر المترتب على الجريمة بل يتع د أ إلى
األهم منه وهو الخطر الذي يمثله المتهم.
ويخيف أصحاب هذا الرأي بأن الفهم التجريبي ألهلية ارتكاب الجرائم يجب أن ينص ب ليس فق ط على
لحظة ارتكاب الجريمة أو على الفترة التي تسبقها بل يجب أن يهدف إلى تحقيق الدفاع الوقائي و ال دفاع
العقابي .
إن هذا النظر أصبح له وظيفة قانونية في العدالة الجنائية فإن فكرة الج زاء يجب أن تق اس ،ليس وفق ا
للجريمة أو وفقا للواجب الذي انتهك أو وفقا للدفاع اإلجرامي و لكن وفقا لخطورة الجاني ،و يجب أن تتخذ
معيارا شخصيا يحل محل المعيار الموضوعي في تحديد التدبير الذي يتخذ حيال المتهم .
و في بعض الفقهاء من هذه المدرسة أن حالة هذه الخطورة تستدعي مواجهة أمرين هما خطورة الج اني
من ناحية و قابلية التكييف في الحياة االجتماعية من ناحية أخرى ،و تواجه خط ورة الج اني بالت دابير
البوليسية الوقائية ،بينما ترتبط قابليته للتكييف باألغراض العملية للعدالة االجتماعية و تقوم حالة الخطورة
االجتماعية وما تستتبعه من تدابير فبل ارتكاب الجريمة ،أما قابليته للتكييف فال تثور إال بعد وقوع الجريمة
و يقصد مالءمة الجزاء المتخذ لحالة الخطورة الجنائية التي عليها المتهم ،و قد أي د بعض الفقه اء ه ذه
التفرقة في المؤتمر الدولي الثاني لعلم اإلجرام .و تكمن هذه التفرقة من تحاشي الخشية من اتخ اذ معي ار
الحالة الخطرة سبيال لالعتداء على الحريات الفردية كما أنها تمكن من ناحية أخرى من التغلب على كثير
من المتناقضات التي وقع فيها االتحاد الدولي لقانون العقوبات و بعض الفقهاء الذين ي رون أن الجريم ة
تواجه بالعقوبة بينما تستدعي حالة الخطورة تدبيرا احترازيا و أن يقتصر معيار الحالة الخطرة على بعض
فئات من المجرمين و هم العائدون و الشواذ و القصر الخطرون ،فهذه التفرقة لن تؤدي بن ا إلى الت ورط
مقدما في تحديد من هو المجرم الخطر و المجرم الغير خطر إذ البحث في اتحاد تدبير احترازي لن يث ور
إلى بعد ارتكاب الجريمة و بسبب حالة الشخص الخطرة التي تستشف من احتماالت عودته للجريمة و هذه
االحتماالت تختلف باختالف فئة المجرمين.
فاحتمال عودة المجرم بالعاطفة أقل من احتمال عودة المجرم المجنون \او المجرم المعتاد ،و على هذا فإن
حالة الخطورة االجتماعية يقصد بها مواجهة خطر ارتكاب الجريمة ،بينما حالة الخطورة اإلجرامية ي راد
لها أن تواجه خطر العود.
و يعيب البعض على المدرسة التقليدية أنها فصلت بطريقة حاسمة بين الوقاية و الجزاء بالرغم من أنهم ا
ليس اال وجهين للدفاع االجتماعي ذاته ،و يجب العمل على التوفيق بينهما في النشاط الذي تقوم به الدول ة
ضد الجريمة ،على أن يكون لكل من هذين الوجهين تنظيم قانونية خاص ،ألن لكل منهما نقط ة انطالق و
غرض مختلف.
و تتحقق الوقاية باإلجراءات البوليسية لألمان و ببدائل العقوبة أما الجزاء فيتحقق عن طريق جهاز العدالة
الجنائية الذي ال يتخذ إال بعد ارتكاب جريمة بهدف منع العود بواسطة تدابير احترازية غير محددة المدة.
مؤيدي ما تقدم أن أنصار هذا الرأي ينظرون إلى الجريمة باعتبارها ذنبا يستقبحه الضمير و يترتب علي ه
المسؤولية الجنائية ،و ال تصبح العقوبة جزاء هذا الذنب تفضي بالمجازاة عليه العدالة المطلقة أو العدال ة
مع المصلحة ،و إنما تصبح وظيفة العقاب مجرد وسيلة للدفاع عن المجتم ع ،و تختل ف الوس يلة تبع ا
الختالف األشخاص ،و أن التعبير بالعقوبة عن هذه الوسيلة خطأ في التسمية ،ذل ك أن فك رة التفك ير و
إرضاء الشعور بالعدل ال يعني بها المجتمع عند تقدير هذه الوسيلة فهو إنما يعني بالدفاع عن نفسه ووقاية
آمنة في المستقبل ،لذلك فإنه ال ينظر إلى الجاني نظرة الثأر و التشفي منه ،ب ل العكس ينظ ر باعتب اره
منكوب سيئ الحظ و يعمل على إصالحه بقدر المستطاع.
و مجمل القول أنه بينما ال يكفي أصحاب المذهب التقليدي في قيام المسؤولية الجنائية بصدور الجريمة من
الفرد بل يشترطون حلقه وسطى بينهما و هي أن يكون الجاني مخطأ ،فإن أص حاب الم ذهب ال واقعي
يغفلون تلك الحلقة الوسطى و يكتفون بمجرد صور الجريمة هي الفرد فخط ورة الف رد ليس ت ذنب ه و
مسئوليته األدبية هي المسؤولية أمام المجتمع و يكتفي في ذلك صدور الجريمة من الفرد أي إسناد الفع ل
الضار إليه.
لم ير تكر أنصار هذا المذهب على حرية االختيار كأساس للمسؤولية الجنائية على غرار المذهب التقليدي
فالحقيقية في رأيهم أن السلوك اإلجرامي شأنه شأن كافة الظواهر الطبيعية و االجتماعية خاض ع لق انون
السببية ،ناشئ عن تفاعل بين شخصية الجاني و ظروف بيئية خاصة.
فالمذهب الوضعي ينادي بالخطورة اإلجرامية الكامنة في الجاني كأساس بديل للمسؤولية الجنائي ة ال تي
ترتكز على حرية االختيار ،ذلك أن هذه الخطورة تدفع المجتمع بأن يوجهها و يبعد عن نفسه عواقبه ا و
هذا األمر الذي أدى إلى اتساع إقامة المسؤولية على هذا األساس فتشمل بذلك الصغير و الكبير ،العاقل و
المجنون ،ذلك أن أساس المسؤولية ليس حرية االختيار و اإلدراك ،إنما الخطورة اإلجرامية.
كان أول المتصدين لنق االتجاهات الحتمية التي اعتنقها أنصار المذهب الواقعي أبصار المدرسة التقليدي ة
الجديدة التي ظهرت كرد فعل لهذه االتجاهات الحتمية إذ نادى هؤالء أن شعور كل إنسان بحريته يجب أن
يظل أساس المسؤولية و أن هذا الشعور ليس وهما ،ففي جميع األعمال اإلرادية يتصرف الف رد وه و
يشعر بأنه حر بل أنه يستطيع أن ينقل لآلخرين هذا الشعور و أن إدراك الشخص لقدرته على إجراء خيار
بين عدة أمور و أن هذا الخيار يعتبر عماد الحياة االجتماعية و بالتالي فإن مفهوم المسؤولية األدبية عالوة
على انه اصطالح جرى به القول و تغلغل في أعماق الجميع ال يجب التخلي عنه لصالح مف اهيم أخ رى
أكثر تعقيدا مثل الخطورة أو الحالة الخطرة أو األهلية الجنائية.
و تتفق التوصية التي خلصت إليها حلقة الدراسات ال تي عق دت في ستراس يورغ س نة 1959م لبحث
موضوع المسؤولية مع آراء المدرسة التقليدية الحديثة إذ أكدت الحلقة أهمية الشعور بالمسؤولية كعامل من
عوامل الضبط االجتماعي على أنها قصرت نطاق المسؤولية على األصحاء ذوي اإلدراك العقلي السليم.
و إذا كانت التشريعات الحديثة تكاد تجمع على اعتناق فكرة حرية االختيار سواء نصت عليها صراحة أو
قبلتها ضمنيا و أقامت الجزاء بناءا على ذلك على المسؤولية األدبية فإن هذا االتجاه نفسه ال يزال مسيطرا
عل التعديالت التي أدخلت على هذه التشريعات و على مشروعات القوانين التي ستحل محلها و من ذل ك
القانون الصادر في فرنسا في 22ديسمبر 1958الخاص باألحداث يشترط لتوافر مسئوليتهم ثبوت الخطأ
و اإلدراك و مشروع قانون العقوبات األلماني .
و يميل المشرع المصري في التعديالت التي يدخلها على قانون العقوبات التي تؤثر بهذه النظرية.
تعتبر اآلراء التي نادى بها االتحاد الدولي لقانون العقوبات أول و أبرز المحاوالت التي قيلت للتوفي ق بين
ما ذهب إليه أنصار المدرسة التقليدية الحديثة و أنصار المدرسة الوضعية و قد ارتكزت فلسفة االتحاد على
دعامتين رئيسيتين أولهما أن مهمة قانون العقوبات هي الكفاح ضد الجريمة باعتبارها ظاهرة اجتماعي ة و
ثانيهما أن على قانون العقوبات و التشريعات الجنائية مراع اة النت ائج ال تي تس فر عنه ا الدراس ات
اإلنتروبولوجية و االجتماعية و لدى كانت هاتان الدعامتان تدالن بوضوح على االتجاه الوضعي لالتح اد
إلى أنه مع ذلك رفض بإصرار اآلخذ بالحتمية ،كما نادى بها أنصار المدرسة الوضعية قوال منه أن ه من
المستحيل إثباتها كما أنه من المستحيل إثبات حرية اإلرادة فإن مبدأ السببية يفقد مدلوله في عمار األسباب
المتغايرة الالنهائية و يضيع في التيه الذي يقع فيه مبدأ الحرية.
لذلك فقد طالب االتحاد رجال القانون باال يغرقوا في نطاق األفكار الفلس فية ،ب ل عليهم التس ليم ج دال
بالشعور الداخلي للفرد بحريته سواء كان هذا الشعور حقيقة أو مجر وهم فإنه ال يهم ،إذ أن لهذا الش عور
أهمي قصوى في عمليات التكيف االجتماعي و لهذا المنحنى الذي أخذت به المدرسة التوفيقية ميزتان فهو
يتجنب الخوض في المبادئ الفلسفية التي نادى بها الوضعيون و خصومهم و يمكن من ناحية أخ رى من
مراعاة متطلبات الدفاع االجتماعي التي تعتبر في نظر أنصار هذه المدرسة األساس الصحيح لحق العقاب،
إذ أن تعقد الحياة االجتماعية جعل من الصعب أحيانا إقامة الدليل عن الخطأ كلما حدث ضرر ل ذلك يجب
أن يستند قانون العقوبات على فكرة الدفاع االجتماعي التي تقبل قيام حق الدولة في التدخل بغ ير اس تناد
كلي على الخطأ و المسؤولية.
و تسلم نظرية الدفاع الجتماعي وفق لمدلولها األول الذي قال به رجال االتحاد الدولي بالحري ة النس بية
لألفراد ،غير أنها ليست مبنية على أساس المفهوم الميتافيزيقي لحرية االختبار فهي تع رف اإلرادة بأنه ا
العمليات التي تجعل الشخص يقرر أن يفعل أوال يفعل ،أن يتصرف او ال يتصرف ،فهي المحدد المباش ر
للتصرفات دون دخول في تفاصيل تهدف إلى معرفة هل هذه اإلرادة حرة أو تخضع لمبدأ السببية.
و ال تطلب هذه النظرية في قانون العقوبات قانونا تكفيريا أو رادعا بل يجب أن يراعى فقط حالة الخطورة
التي عليها المتهم ،و كان أنصاره يقصرون حالة الخطورة أوال على المجرمين العائدين ثم اتس ع نطاقه ا
حتى شمل غير األصحاء و المجرمين المعتادين و المحترفين و يترتب على اآلخذ بالحالة الخط رة وفق ا
للنظرية األولى للدفاع االجتماعي ثالثة نتائج رئيسية:
-1أن االعتداء بها يستتبع بالضرورة التسليم باصطالح المجرم الخطر و بالفعل أثرى ه ذا االص طالح
العديد من التشريعات الجنائية أكثر من إثرائه للفقه ،فقد تضمنته تشريعات كثيرة في الدول األوروبية.
-2ضرورة األخذ بفكرة العزل أو اإلبعاد بالنسبة للمجرمين الخطرين ،إذ أن ربط مفهوم الحالة الخط رة
بالدفاع عن المجتمع يؤدي منطقيا إلى هذه النتيجة حتى يمكن وضعهم خارج دائرة األضرار ولو اس تمر
هذا العزل أو األبعاد طوال الحياة مادامت حالة الخطورة باقية.
-3ضرورة تطبيق نظام العقوبات غير المحددة إذ أن اإلجراء الذي يتخذ حيال المجرم الخط ر ال يح دد
وفقا للمعايير الخلقية و بالمقابلة للجريمة المرتكبة ،بل يستهدف ضمان الدفاع عن المجتمع بإبعاده عن م ا
ظل خطرا و على أن يترك البت في اإلفراج عنه لسلطة إدارية طبية واجتماعية و قد كان لمبادئ االتحاد
الدولي لقانون العقوبات أثرها الواضح على كثير من التشريعات الوضعية في أوربا و أمريكا و لم يقتصر
تأثير المدرسة التوفيقية على التشريعات بل تعداه إلى الفقه فانضمت إليها الحركة التي ظهرت في إس بانيا
باسم " علم اإلجرام الحديث" و المدرسة الفنية -القانون اإليطالية.
)
المطلب الرابع :األسس المقترحة للمسؤولية الجنائية:
نادى بعض الفقهاء تفاديا لالنتقادات التي وجهت للمذهبين السالفي الذكر اقترح أسس جدي دة على أس اس
الحتمية مع تحديد من كل فكرة للخطأ و الواجب يؤدي إلى بروز الضمير الخلقي وزعزعة كي ان ق انون
العقوبات كما أنه ليس بالزم إقامة المسؤولية اعتمادا على المفهوم المدرسي لحري ة االختي ار و يكفي في
رأيه القامة المسؤولية توفر شرطين:
-وحدة الشخصية.
-التماثل االجتماعي.
و المراد بوحدة الشخصية أن تكون شخصية الجاني حين ارتكاب الجريمة هي ذات شخص ية وقت تنفي ذ
العقوبة و بهذا ال يعد المجنون مسؤوال ألن شخصيته ليست واحدة كما أن التماثل االجتماعي يفترض قدرا
من التشابه إنتفت بالتالي المسؤولية ،على أن هذه النظرية يعيبها القصور عن تفسير المسؤولية فإن عبارة
وحدة الشخصية عبارة غامضة و إذا كان للمقصود بها أن الشخص عند ارتكابه الجريمة يكون في حال ة
نفسية أو عقلية مختلفة عن الحالة العادية فإن ذلك يؤدي إلى إفالت الجاني من العقاب في أغلب األح وال
إذا ارتكب الجريمة وهو في حالة غضب أو انفعال تختلف عن حالته العادية و من ناحية أخرى فإن األخذ
بهذا المعيار يؤدي إلى ضرورة توقيع العقاب على المجنون إذا كانت حالته وقت ارتكاب الجريم ة مث ل
حالته وقت الحكم عليه ،كما أن معيار التماثل االجتماعي قد يؤدي إلى إهدار مقتضيات الدفاع عن المجتمع
إذا ما ارتكب الجريمة شخص يختلف عن أفراد المجتمع الذي ارتكب فيه جريمتهـ و ينكر البعض اآلخر
حرية االختيار و يقيم المسؤولية على ما أسماه القدرة على التصرف الطبيعي وفقا للب واعث ف إن ك ان
مرتكب الجريمة غير قادر على هذا التصرف وفقا للمعايير االجتماعية.
إن هذا الرأي يعيبه الغموض فهو لم يحدد البواعث التي تتحكم في التصرف ،فقد تردد أنصاره بين القول
بالبواعث الخلقية و االجتماعية التي تؤثر على التصرف و بين الباعث السلبي الراج ع إلى الخ وف من
العقوبة المستقلة و من ثمة أعتراض عمله آخر على هذا المبدأ ومرجعه أن األخذ ب ه ي ؤدي إلى انتق اء
المسؤولية إذا كان التصرف نتيجة اختيار غير طبيعي ليس عاطفي وهو أمر ال يمكن التسليم به ،و يذهب
فريق ثالث إلى إحالل مفهوم األهلية الجنائية محل المسؤولية و يعتبر الشخص أهال جنائيا إذا كان يمكن ه
أن يستشعر وقت ارتكاب الجريمة خوفا أو رهبة من العقوبة بمعنى انهم يؤسسون المس ؤولية على م دى
تأثير العقوبة وقت ارتكاب الجريمة في ضمير الفاعل باعتبارها دافعا مضادا للدافع اإلجرامي و على ه ذا
فإن األهلية الجنائية قد تكون كاملة أو معينة أو باطلة.
قياسا على األهلية المدنية وفقا لدرجة تأثر الجاني من العقوبة المستقبلة و يرى أنصار هذا الرأي أنه يمكن
تحاشي ما يترتب على األخذ بالمسؤولية المخففة من مضايقات عملي ة تمث ل في تخفي ف العقوب ة على
المجرمين الخطرين إذ أنه بالمسؤولية المخففة من مضايقات عملية تمثل في تخفيف العقوبة على المجرمين
الخطرين إذ انه وفقاله يقاس اإلجراء الذي يتخذ حبالهم وفقا لدرجة مسئوليتهم األدبية بل بمراع اة أهلي ة
الجنائية األمر الذي يتيح إخضاعهم لتدبير عالجي يتفق مع حالتهم و ي راعي في ال وقت نفس ه درج ة
خطورتهم و قد افتقدت هذه النظرية على أساس أن الشخص الذي يرتكب جريمة إنما يفعل ذلك ألنه وقت
ارتكابها ال يرتدع من التهديد بالعقوبة و على ذلك فإن الشخص المسؤول هو ال ذي يق دم على ارتك اب
الجريمة أي الذي ال يثار بشأنه المسؤولية الجنائية و من ناحية أخرى فإن الرهبة من العقوب ة حال ة من
حاالت اإلدراك التي عليها الشخص و على هذا فإن فكرتها ال تأثير أية عالقة بين الفرد و الفعل ب الرغم
من أن لهذه العالقة أهمية كبيرة في تحديد المسؤولية و يبين من استعراض هذه النظريات إنه ا لم تحق ق
النتائج التي تدعوا إليها فإن المبادئ المقول بها لتحل محل حرية االختيار غامضة و فجة و ليست كافي ة
لتبرير المسؤولية و فضال عن ذلك فإن فكرتي القدرة على الترف و الرهبة من العقوبة تفرض في الف رد
القدرة على االختيار بين الدوافع التي تدعوا للقيام بالفعل من ناحية و بين الضرر المتوقع من العقوب ة من
ناحية أخرى ،قدرة على االختيار في الواقع إال جوهر حرية اإلرادة و الرأي الصحيح الذي نناصره يتف ق
مع ما يراه اغلب الفقهاء المعاصرين من إمكان التوفيق بين مذهبي حرية االختيار و الحتمية فلك ل منه ا
نصيب من الحقيقة و كال منهما يعيبه التطرف.
فليس بصحيح القول بأن اإلنسان يتمتع بحرية مطلقة إذ أنه يخضع و ال شك لمؤثرات عضوية و نفسية و
اجتماعية تحد من هذه الحرية ،فمن ناحية أخرى و من غير المنطقي مساواة اإلنسان بمختل ف الظ واهر
الطبيعية في استجابته لمبدأ السببية فهو مزود بالعقل الذي يمكنه من أعمال إرادته في حدود حريته النسبية
و لم تستطع قوانين السببية حتى اآلن أن تعطي تفسير كامال للسلوك اإلنساني إذ أن ذلك يتطلب تقدما كبيرا
في العلوم اإلنسانية كعلمي النفس و األنتروبولوجيا الجنائي و في رأي البعض أن مشكلة حرية االختيار لم
تعد ذات ميتافيزيقا فقد أمكن لعلم النفس أن يصيغها في قالب علمي فحقيقة المشكلة تتعلق فقط بكمية جه د
التيقظ التي يمكن بذلها في لحظة معينة فإن اإلرادة تتوقف دائما على فكرة تدفع للعمل و لكن لما كنا نواجه
باستمرار بأفكار مختلفة و ليس بفكرة واحدة إذ أن ذلك يعتبر حالة مرضية كحالة األفكار التسلكية فإن جهد
التيقظ ينصب على قبول فكرة واحدة مع استبعاد األفكار األخرى أيا كان الميل إليها و يظهر جهد التيق ظ
في التمسك بباعث مثالي و شريف للكبح جماع الدوافع الغريزية و الشريرة و في عدم اإلقدام على األفعال
العدوانية أو الممنوعة و قبل اإلقدام على الجريمة تثور في شعور الفرد عدة أفكار تدفعه إلى ارتكابه ا و
عدة أفكار أخرى تنفره منها فإذا استطاع تثبيت األفكار الثانية أقدم الشخص على ارتكاب و قد يؤدي جهد
التيقظ في النهاية إلى تشبيه األفكار الشريرة باألفكار الطبية حتى يتغير كلية شعور الشخص فتستوي لدي ه
مختلف النوازع و الشخص ذو اإلرادة القوية هو الذي يستجيب لصوت العقل مهما كان ضعيف و يتمسك
به و يؤكده في شعوره و يغض الطرف عن األفكار أو النوازع التي تعيد به عن سواء السبيل و ال يب دوا
جهد التيقظ كرد فعل من نمط محدد إزاء الفكرة التي تحاول أن تفرض نفسيا علينا بل كمتغير مستقل يم ر
بسلسلة متطورة من المتغيرات بين معطيات ثانية هي كل الحاالت و بواعثها و أخالقنا ...الخ.
الخاتمة :
إن موضوع المسؤولية الجنائية ال يزال محل اهتمام الفقه الجنائي ،فاألساس في قيام المس ؤولية الجنائي ة
مبني على حرية االختيار و اإلدراك ،فاإلنسان متى كان حرا في إتيان السلوك اإلجرامي من عدمه أصبح
محل قيام مساءلته جنائيا.
هذا باإلضافة إلى اإلدراك فالشخص إذا اختلطت عليه األمور فاستوى لديه المباح بالمحضور و فقد ب ذلك
عناصر التركيبية الذهنية في إتيان أصل الفكرة محل الدراسة كانت الغاية من عقابه دون جدوى ،ذل ك أن
هذه الغاية تمكن في الردع و اإلصالح ،فإذا أنزلنا الجزاء عليه كنا بصدد االنتقام منه و ليس بتحقيق ه ذا
الردع و اإلصالح.
و قد تتعدد هذه الظروف التي تحل على إرادة الشخص فتفقده حرية االختي ار و اإلدراك فتك ون بص دد
موانع المسؤولية الجنائية ،و هذه الموانع قد عددها المشرع الجزائري في 03عناصر هي الجنوب ص فر
السين و اإلكراه.
كما تطرقنا من خالل هذه المذكرة إلى االختالفات المتعددة التي وقعت بين المذاهب الفقهية حول األس اس
التي يرتكز عليها لقيام المسؤولية الجنائية فباإلضافة إلى حرية االختيار و اإلدراك فقد ن ادى البعض من
أصحاب تلك المذاهب بالحتمية (الجبرية) أي أن اإلنسان مجبر و ليس مخير في إتيان السلوك اإلجرامي و
أن كل أفعاله قضاء و قدر
المراجع:
المسؤولي ة الجنائية بين حرية االختيار والحتمية ،المجلة الجنائية القومية ،العدد الثاني ،يوليو .1965 ّ األلفي ،محمد عبدالعزيز، )1
الجزائي !!ة للش !!خص المعن !!وي في ظ !!ل ق !!انون العقوب !!ات الج !!زائي ،ب !!دون اس !!م مؤل !!ف ،منش !!ور على الموق !!ع
ّ !ؤولية
بحث بعن !!وان المس ! ّ )2
اإللكتروني .http:// www. startime55. forum
األولى ،الق!!اهرة مكتب!!ة الحل!!بي،
ب!!در ،محم!!د عب!!د المنعم؛ الب!!درواي ،عب!!د المنعم ،مبادئ الق انون الروم اني تاريخ ه ونظمه ،الطبع!!ة ّ )3
.1956
الجنائية للشخص المعنوي ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر2006 ،
ّ المسؤولية
ّ بشوش ،عائشة، )4
العامة للقانون الجنائي ،الطبعة الثانية ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف.1968 ، النظرية ّ
ّ بهنام ،رمسيس، )5
ب!!و س!!قيعة ،حس!!ن ،الوج يز في الق انون الج زائي الخ اص ،الج!!رائم الواقع!!ة على األش!!خاص ،الج!!رائم الواقع!!ة على األم!!وال ،الج!!زء )6
األول ،طبعة.2005
ّ
بو سقيعة ،حسن ،الوجيز في القانون الجنائي الخاص ،الجزء الثاني ،طبعة .2004 )7
الجمال ،مصطفى؛ عبد الرحمن ،حمدي ،مبادئ القانون ،دار الفكر العربي ،القاهرة.1975 ، )8
األولى ،دار النهض!!ة،
الجزائي ة للشخص المعنوي وفق قانون العقوبات الفرنسي ،جامع !ة! الق!!اهرة ،الطبع!!ة ّ
ّ المسؤولية
ّ سالم ،عمر، )9
.1995
العربية .1996
ّ سرور ،أحمد فتحي ،الوسيط في قانون العقوبات ،القسم العام ،دار النهضة )10
األولى دار الفكر العربي ،القاهرة.1976 ،
العامة للحق ،الطبعة ّ
النظرية ّ
ّ سرور ،محمد شكري، )11
األولى ،الدار العلمية الدولية ودار الثقاف!!ة للنش!!ر والتوزي!!ع ،عم!!ان،
العامة في قانون العقوبات ،الطبعة ّ
السعيد ،كامل ،شرح األحكام ّ )12
.2002
العامة للحق ،دار المطبوعات الجامعية !،اإلسكندرية.1999 ،
ّ النظرية
ّ أبو السعود ،رمضان ،شرح مقدمة القانون المدني )13
األول ،مصادر االلتزام ،طبعة .1962
العامة لاللتزام ،الجزء ّ
النظرية ّ
ّ سلطان ،أنور، )14
األولى ،دار المعارف بمصر.1980 ،
المعنوية ،رسالة دكتوراه ،الطبعة ّ
ّ المسؤولية الجنائية لألشخاص
ّ صالح ،إبراهيم علي، )15