You are on page 1of 95

‫جامعة العربي بن مهيدي –أم البواقي–‬

‫كلية الحقوق و العلوم الســـــــياسية‬

‫قسم الحـــــــــــــــــقوق‬

‫ضمانات المحاكمة العادلة في النظام األساسي‬


‫للمحكمة الجنائية الدولية‬

‫مذكرة تكميلية لنيل شهادة المــــــــــاستر‬

‫‪-‬شعبة الحقوق– تخصص‪ :‬منازعات عمومية‬

‫مديرة المذكرة‪ :‬أ‪ .‬شهرزاد نوار‬ ‫الطالبة‪ :‬رحمة بن دعاس‬


‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫‪ -1‬مراد مناع ‪ ،‬أستاذ مساعد أ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪-‬أم البواقي‪.............................-‬رئيسا‪.‬‬

‫‪ -2‬شهرزاد نوار‪،‬أستاذ مساعد أ ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪-‬أم البواقي‪.....................-‬مشرفا ومقررا‪.‬‬

‫‪ -3‬لحسن بن مهني‪ ،‬أستاذ مساعد أ‪،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪-‬أم البواقي‪.................-‬عضوا ممتحنا‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪2016/2015 :‬‬


‫ات إِلَى أَ ْهلِ َها َوإِذَا‬ ‫كم أَن تُؤدُّواْ األَمانَ ِ‬
‫َ‬ ‫اّللَ يَأْ ُم ُر ُ ْ‬
‫﴿إن ه‬
‫َّ‬
‫اّللَ نِعِمَّا‬
‫ن ه‬ ‫ك ُمواْ بِا ْل َع ْد ِل إِ َّ‬ ‫ن النَّا ِ‬
‫س أَن تَ ْح ُ‬ ‫ك ْمتُم بَ ْي َ‬
‫َح َ‬
‫ان َسمِيعا بَ ِصيرا ِ﴾‬‫ك‬
‫َ‬
‫َ َ‬ ‫اّلل‬
‫ه‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫كم بِِ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ظ‬
‫ُ‬ ‫يعِ‬
‫َ‬

‫صدق هللا العظيم‬

‫سورة النساء – اآلي‬


‫اإله داء‪:‬‬

‫إل ـ ـى وطـ ـ ـني الحـ ـ ـ ـبيب األغلـ ـ ـ ـى مـ ـن ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل شـ ـ ـيء في الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون ‪ ...‬الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائـ ـ ـر‪.‬‬

‫إلـ ـى رمـ ـز التسام ـ ـح و الم ـ ـحبة و الصفاء‪ ،‬فببركة دعائـ ـها وفقـ ـ ـت لبلـ ـ ـوغ هذه الم ـ ـ ـرتبة‪.‬‬

‫إلـ ـ ـ ـ ـى من جـ ـ ـ ـعل هللا ال ـ ـ ـ ـ ـ ـجنة تحـ ـ ـ ـ ـت أقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدامها‪ ...............‬أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ح ـ ـ ـ ـفظها هللا‪.‬‬

‫إل ـى من رباني و رعاني ‪ ،‬وشج ـعني على طلب العلــم و دفعني إليه‪ ......‬أبي الغالي‪.‬‬

‫إل ـ ـ ـ ـى من جم ـ ـ ـعني بهم الق ـ ـ ـ ـدر و طلب العـ ـ ـلم و المع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرفة‪ ........‬أسات ـ ـذتنا الك ـ ـرام ‪.‬‬

‫إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى كل من سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعدني علـ ـ ـ ـ ـ ـى إع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداد ه ـ ـ ـ ـ ـ ــذا العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ‪.........‬‬

‫إلى كل هؤالء أهدي ثمرة مجهودي المتواضع رم از و عرفانا ‪.‬‬

‫رحمة بن دعاس‬

‫أ‬
‫شكر و تقدير‬

‫الحمد و الشكر هلل على ما أنعم من نعمه و فضله و توفيقه إياي في إتمام هذا البحث و اشكره على أن سهل‬

‫إخراجه ‪ ،‬فهو أهل للحمد و الشكر ال يسعني إال أن أتوجه بجزيل الشكر و اإلمتنان إلى كل من مد لي يد العون‬

‫في إعداد هذا البحث ‪.‬‬

‫ثم أتقدم بخالص الشكر و التقدير و العرفان ألستاذتي الفاضلة "شهرزاد نوار" التي تكرمت بقبول اإلشراف على هذه‬

‫الرسالة و التي لم تتوانى في تقديم كل ما في وسعها من جهد لتوجيهي و إرشادي إلى الصحيح في منهج البحث‬

‫ومتابعتي في كل وقت و نصائحها القيمة التي هي بمثابة درر لكل باحث ‪ ،‬فكانت نعم الموجه و المرشد من بداية‬

‫العمل إلى منتهاه رغم التزاماتها الكثيرة ‪.‬‬

‫كما أتقدم بوافر الشكر و عظيم االمتنان إلى رئيس أعضاء لجنة المناقشة الذين شرفوني بقبول مناقشة هذه الرسالة‪،‬‬

‫و لتحملهم عناء قراءة هذا البحث و مناقشة اآلراء الواردة فيها و تقويمه و تثمينه‪ ،‬و الشكر موصول إلى جميع‬

‫أساتذتي المحترمين لكلية الحقوق و العلوم السياسي ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬على ما قدموه من عناية و رعاية و ما زودوني‬

‫به من توجيهات و نصائح علمية ‪.‬‬

‫ب‬
‫مقــــــــــــــــــــدمة‬
‫مـــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــدمــــــــــة‬

‫تعتبر المحاكمة العادلة من الحقوق األساسية لإلنسان و أهم مرحلة تراعى فيها حقوقهم و تراقب‬
‫خاللها جميع اإلجراءات المتبعة بما تشمله من تحقيقات أولية إلى غاية االستئناف و النقض و من‬
‫المستقر عليه أنه حتى يتمكن أطراف الدعوى من التمتع بحقهم في محاكمة عادلة يفترض أن تمنح لهم‬
‫مجموعة من الضمانات و الحقوق الكفيلة بإرساء دعائم هذا الحق‪ ،‬سواء للمتهم و هو كل شخص تقام‬
‫عليه دعوى جزائية منذ لحظة توجيه االتهام إليه من خالل مقاضاته أمام محكمة مستقلة محايدة منشئة‬
‫بحكم القانون طبقا إلجراءات علنية تتيح له من خاللها الفرصة في الدفاع عن نفسه و تمكينه من الطعن‬
‫في الحكم الصادر ضده و التعويض في حالة إخفاق العدالة ‪ ،‬و سواء للمجني عليهم و الشهود من خالل‬
‫ضمان مشاركتهم في إجراءات المحاكمة و حمايتهم ومساعدتهم من اجل الوصول للحقيقة و تعويضهم‬
‫عن األضرار التي تلحق بهم‪.‬‬

‫فلقد كان الشغل الش اغل للمجتمع الدولي هو تحقيق العدالة الجنائية الدولية ألنها المعيار الدال على‬
‫إحترام الحقوق المكفولة لإلنسان إال أن العالم لم ينتبه لفكرة إرضاء العدالة إال بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫تلك الحرب التي أرتكبت فيها أبشع و أفضع الجرائم ضد الشعوب سواء كانت جرائم ضد اإلنسانية أو‬
‫جرائم حرب أو جرائم اإلبادة ‪ ،‬عليه فقد بدت الحاجة الماسة "إلنشاء جهاز قضائي دولي دائم مؤهل لكفالة‬
‫العدالة الجنائية الدولية و إرساء دعائمها تمثل في المحكمة الجنائية الدولية الدائمة لمحاكمة مرتكبي أشد‬
‫الجرائم خطورة مراعاة لمصلحة المجتمع من جهة و محاولة موازنة هذه المصلحة مع مصلحة أطراف‬
‫الدعوى الجنائية من جهة أخرى"‪ 1‬حيث أقر نظام روما األساسي لسنة ‪ 1998‬جملة من الضمانات التي‬
‫تكفل محاكمة عادلة ألطراف الدعوى و تحقيق العدالة ‪.‬‬

‫و تتجلى أهمية دراسة موضوع ضمانات المحاكمة العادلة في النظام األساسي للمحكمة الجنائية‬
‫و‬ ‫الدولية في أنه من أهم الموضوعات اإلجرائية كون هذه الضمانات هي المعيار الدال على قوة النظام‬
‫مقاومته إلنحراف األجهزة القضائية عن مسار العدالة بشكل يعزز الثقة بأحكام القضاء ألن الحكم‬
‫الجنائي الدولي قد تم التوصل إليه بطريقة أحترمت فيها حقوق األطراف و حرياتهم ‪ ،‬و من خالل ما سبق‬
‫يمكننا تقسيم هذه األهمية إلى أهمية عملية و أخرى علمية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Salvator zappala.la justice pénale international :Montchrestien:2007.p105.‬‬
‫‪Voir aussi :Alain pellet. Pour la cour pénale international:quelques remarques sur sa compétence et‬‬
‫‪sa saisine « l’observateur de nations unies » (N05 ,1998).P143.‬‬

‫‪1‬‬
‫مـــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــدمــــــــــة‬

‫فاألهمية العملية لهذا الموضوع تكمن في أن تحقيق ضمانات المحاكمة العادلة تقتضي إلزام المحكمة‬
‫الجنائية الدولية بإعتبارها جها از حديث النشأة لتطبيق القانون تطبيقا سليما و اإللتزام بنصوصه و أحكامه‪.‬‬

‫أما األهمية العلمية فتكمن في كون أن هذا الموضوع من أدق وأهم المواضيع القانونية التي تتعلق‬
‫بنجاح نظام روما األساسي في تحقيق عدة ضمانات لألطراف‪.‬‬

‫و إبراز مدى فعالية المحكمة في تحقيق العدالة الجنائية الدولية التي اقرها نظامها األساسي في كل‬
‫مرحلة من مراحل الدعوى الجنائية الدولية بما في ذلك ضمانات مرحلة ما قبل المحاكمة و أثناء‬
‫المحاكمة‪.‬‬

‫و لقد تم إختيار هذا الموضوع بناء على عدة أسباب منها ما هو شخصي ( ذاتي ) و منها ما هو‬
‫موضوعي فاألسباب الشخصية التي دفعتنا إلختيار الموضوع هي ‪ :‬دراسة المواضيع التي لها طابع‬
‫جنائي و لها عالقة بحقوق اإلنسان و حرياته األساسية في إن واحد ‪ ،‬و مساهمة مني في البحث في هذا‬
‫المجال إلثراء المكتبة القانونية وحتى يعتمد عليه زمالئي الحقا كمرجع ‪.‬‬

‫أما األسباب الموضوعية التي دفعتنا الختيار هذا الموضوع فتتمثل في األتي ‪:‬‬

‫إن ضمانات المحاكمة العادلة مسألة تثير االنتباه و االهتمام الن المجتمع الدولي يبحث عن العدل‬ ‫‪-‬‬
‫و ينثر من الظلم‪.‬‬
‫باإلضافة أن هذا الموضوع من المواضيع الحديثة بحداثة الجهاز " المحكمة الجنائية الدولية الدائمة‬ ‫‪-‬‬
‫" و المشتملة على جانبين أساسين في القانون وهما " القانون الدولي و القانون الجنائي " اللذان امتزجا في‬
‫النظام اإلجرائي للمحكمة من خالل قواعد نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تطرح عدة‬
‫إشكاليات يجب اإلجابة عنها‪.‬‬
‫فضال عن إرتباط الموضوع بحقوق اإلنسان و حرياته األساسية و هو موضوع جد هام و غايته‬ ‫‪-‬‬
‫نبيلة ومطلبه شرعي‬

‫و تهدف هذه الدراسة إلى‪:‬‬

‫معرفة مدى إسهام نظام روما األساسي في تحقيق ضمانات المحاكمة العادلة في كل مرحلة من‬ ‫‪-‬‬
‫مراحل الدعوى الجنائية الدولية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مـــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــدمــــــــــة‬

‫بيان الضمانات التي يوفرها النظام للمحكمة الجنائية في مرحلة ما قبل المحاكمة سواء المستمدة‬ ‫‪-‬‬
‫من المبادئ العامة للقانون‪ ،‬والمتمثلة في إحترام الشرعية الجنائية و إقرار المسؤولية الجنائية الفردية ‪ ،‬أو‬
‫أثناء مرحلة التحقيق التي تقتصر على المتهم فقط دون المجني عليه و الشهود‪.‬‬
‫توضيح أهم الضمانات التي أقرها نظام روما األساسي في مرحلة المحاكمة و إظهار و كشف مدى‬ ‫‪-‬‬
‫فعالية النصوص القانونية لنظام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة ‪.‬‬

‫ويطرح موضوع الدراسة اشكالية اساسية تتمحور حول‪:‬‬

‫باعتبار إنشاء المحكمة الجنائية الدولية خطوة هامة في إتجاه إرساء قواعد العدالة إلى أي مدى تضمن‬
‫النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية أحكاما توفر ألطراف الدعوى الحق في محاكمة عادلة ‪ ،‬و ما‬
‫مدى نجاح النظام األساسي لهذه المحكمة في ضمان الحق في محاكمة عادلة ؟‬

‫و يضاف إلى ما سبق تساؤالت أخرى كالتالي ‪:‬‬

‫فيما تتمثل ضمانات المحاكمة العادلة ؟‬ ‫‪-‬‬


‫ما هي ضمانات المتهم فيما يتعلق بالقواعد العامة للمحاكمة من جهة ‪ ،‬وفيما يتعلق بضماناته أثناء‬ ‫‪-‬‬
‫مرحلتي التحقيق و المحاكمة من جهة أخرى ؟‬
‫هل ساهمت المحكمة الجنائية الدولية في توفير ضمانات للمجني عليهم و الشهود؟‬ ‫‪-‬‬

‫و من أجل اإلجابة على هذه اإلشكالية المطروحة إعتمدنا في دراستنا على المنهج المركب التحليلي‬
‫والوصفي ‪ ،‬المن اسب لهذا الموضوع من الدراسات القانونية ‪ ،‬حيث أن المنهج التحليلي يسمح لنا بتحليل‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة حسب ما ورد في نصوص النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة‬
‫وقواعد اإلجراءات و قواعد اإلثبات المتعلقة بهذه الضمانات ‪ ،‬والمنهج الوصفي من خالل وصف تشكيلة‬
‫المحكمة و اختصاصاتها و إجراءات التحقيق و المحاكمة فيها و ما تضمنته من ضمانات للمحاكمة‬
‫العادلة ‪.‬‬

‫أما الدراسات السابقة لموضوع الدراسة فمنذ نشأة المحكمة الجنائية الدولية الدائمة سنة ‪ 1998‬صدرت‬
‫العديد من األبحاث و الكتابات التي عنيت بدراسة المحكمة الجنائية الدولية من حيث اإلحاطة بتشكيلتها‬
‫وتنظيمها و بيان إختصاصاتها والحديث عن اإلجراءات المتتبعة أمامها فضال عن بيان دورها و إسهامها‬
‫في تحقيق العدالة الجنائية الدولية ومدى فعاليتها كجهاز قضائي دولي دائم ومن بينها نذكر ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مـــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــدمــــــــــة‬

‫‪ /1‬مذكرة ماجستير لياسين بغو بعنوان " تحريك الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة " مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في الحقوق ‪ .‬إشراف بريكي لحبيب‪ .‬جامعة العربي بن مهيدي‪-‬أم البواقي‪-‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪.‬قطب جامعة أم البواقي‪.‬السنة الجامعية ‪ ،2011-2010‬التي تتناول فيها‬
‫ضمانات المتهم أثناء مرحلة التحقيق ‪ ،‬و المحاكمة و لم يتناول ضمانات المستمدة من القواعد العامة‬
‫للقانون ‪ ،‬و ضمانات المجني عليهم و الشهود ‪.‬‬

‫‪ /2‬مذكرة ماجيستير آلسية بن بوعزيز بعنوان "التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية"‪ .‬مدرسة الدكتوراه‪.‬‬
‫اشراف السعيد فكرة‪ .‬المركز الجامعي عباس لغرور – خنشلة ‪ .‬معهد العلوم القانونية واالدارية‪ .‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2011-2010‬‬

‫‪ /3‬مذكرة ماجيستير لعبد الرزاق خوجة معنونة بضمانات المحاكمة العادلة أمام المحكمة الجنائية الدولية‬
‫العادلة ‪ .‬اشراف عمار رزيق ‪ .‬جامعة الحاج لخضر‪ -‬باتنة‪ .‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ .‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2013-2012‬‬

‫و بناء على ما سبق يمكن أن نقسم موضوع البحث إلى فصلين نتناول في الفصل األول ضمانات‬
‫المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الذي قسمناه بدوره إلى مبحثين ‪ ،‬نتناول في‬
‫المبحث األول " الضمانات المتعلقة بالقواعد العامة للمحاكمة " وفي المبحث الثاني " ضمانات المحاكمة‬
‫العادلة أثناء مرحلة التحقيق" ‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني سنتناول فيه ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية في‬
‫مبحثين نتعرض إلى " الضمانات التي يتمتع بها المتهم أثناء مرحلة المحاكمة " في المبحث األول والى‬
‫" الضمانات التي يتمتع بها المجني عليهم و الشهود " في المبحث الثاني ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصـــــــل األول‪:‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة‬
‫قبل مرحلة المحاكمة‬
‫الجنائية الدولية‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫يوفر النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة مجموعة من الضمانات قبل مرحلة‬

‫المحاكمة التي يتمتع بها المتهم دون باقي األطراف األخرى كالمجني عليهم والشهود ‪ ،‬والمستمدة من‬

‫المبادئ العامة للقانون التي يتعين تطبيقها لتأمين المحاكمة العادلة لكل شخص متهم أمام المحكمة‬

‫الجنائية الدولية والمتمثلة في إحترام مبدأ الشرعية الجنائية الذي يعتبر أحد الدعامات األولى التي‬

‫تستند عليها العدالة حيث يساهم في إحداث نوع من التوازن بين فعالية العدالة الجنائية لتوقيع العقاب‬

‫وكفالة الحريات للمتهم من جهة واقرار المسؤولية الجنائية الفردية من جهة أخرى‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ضمانات المتهم أثناء مرحلة التحقيق التي هي عبارة عن مجموعة من اإلجراءات‬

‫التي تهدف إلى البحث عن معلومات وأدلة تؤدي إلى معرفة الحقيقة وجمعها‪ ،‬والتي يترتب عليها‬

‫إحالة المتهم إلى المحكمة المختصة بمقاضاته في الحالة التي تكون فيها تلك المعلومات تعزز‬

‫الشكوك بارتكابه للجريمة أو اإلفراج عنه إذا كانت ال توحي بذلك ‪ ،‬غير أن هذه العدالة ال تحقق إال‬

‫في ظل اإلحترام الكامل للحقوق والحريات األساسية لإلنسان التي منها حق المتهم في التمتع‬

‫بمختلف الضمانات خالل مرحلتي اإلحتجاز و اإلستجواب ‪ ،‬حيث توفر المرحلة األولى " اإلحتجاز"‬

‫للمتهم الحق أن يطلب اإلفراج عنه مؤقتا وأن يستعين بمحام قبل المحاكمة ‪ ،‬أما المرحلة الثانية "‬

‫اإلستجواب" فتمنع إكراه المتهم عن اإلعتراف مع تمكينه باإللتزام بالصمت والحق باإلستعانة‬

‫بمترجمين وعدم التعرض للتعذيب أو سوء المعاملة وتدوين اإلستجواب‪،‬ولإلحاطة بهذه الضمانات‬

‫التي وفرها نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية قبل مرحلة المحاكمة الجنائية‪،‬ارتأينا أن‬

‫نقسم هذا الفصل إلى مبحثين نتناول في المبحث األول الضمانات المتعلقة للقواعد العامة للمحاكمة‬

‫وفي المبحث الثاني لضمانات المتهم أثناء مرحلة التحقيق‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬الضمانات المتعلقة بالقواعد العامة للمحاكمة‪:‬‬

‫تهدف العدالة الجنائية الدولية إلى حماية المجتمع الدولي من الجرائم الدولية وذلك بمعاقبة‬
‫مرتكبيها‪ ،‬وتقتضي قواعد العدالة ومبادئ حقوق اإلنسان إحاطة هؤالء بالضمانات الالزمة منذ لحظة‬
‫القبض عليهم إلى غاية محاكمتهم‪.1‬‬

‫وتضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬أحكاما تتعلق بالمبادئ األساسية التي يتعين‬
‫تطبيقها لتأمين المحاكمة العادلة لكل شخص متهم أمامها‪ ،2‬وهذه المبادئ األساسية هي نتيجة‬
‫طبيعية لتطبيق القانون تطبيقا سليما يضمن عدم التحيز مع طرف دون آخر‪ ،‬وبالتالي تتصف هذه‬
‫المبادئ بالعدالة واإلنصاف واالستقامة‪ ،‬ومن هنا يستفيد المتهم باعتباره طرف في الدعوى مما تقدمه‬
‫هذه المبادئ من عدالة وانصاف ومساواة ‪ ،‬ومن المبادئ القانونية الرئيسية التي كرسها نظام روما في‬
‫الباب الثالث منه نذكر مبدأ الشرعية الجنائية ومبدأ المسؤولية الجنائية الفردية باعتبارهما من المبادئ‬
‫التي تحقق ضمانات للمتهم في مرحلة التحقيق أو المحاكمة‪ ،‬والتي تستمد أصولها من مبادئ القانون‬
‫العامة التي أقرتها النظم القانونية الداخلية‪ ،‬وأكدت عليها المواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬ولإلحاطة بأهم هذه الضمانات يتعين تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين نتناول في المطلب‬
‫احترم مبدأ الشرعية الجنائية ‪ ،‬ونتعرض في المطلب الثاني إلقرار مبدأ المسؤولية الجنائية‬
‫ا‬ ‫األول‬
‫الفردية وهذا ما سيتم توضيحه تباعا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬احترام مبدأ الشرعية الجنائية‪:‬‬

‫من المبادئ األساسية المقررة في التشريعات الجنائية الحديثة سواء على المستوى الدولي أو‬
‫المستوى الوطني أنه "ال جريمة وال عقوبة إال بنص"‪،3‬ويساهم تطبيق هذا المبدأ في تحديد األفعال‬
‫التي تشمل جريمة وما ال يعتبر كذلك وكذا تحديد أركان الجريمة وشروط وقوعها بحيث يكون القضاة‬
‫ملزمين بالنصوص التي تحدد الجرائم‪ ،‬و إستنادا لهذا المبدأ فإنه يلزم إثبات أن األفعال المرتكبة‬
‫تشكل جريمة من الجرائم الداخلة في إختصاص المحكمة والتي تستلزم ضرورة توقيع الجزاء الذي‬
‫‪4‬‬
‫قرره نظامها األساسي‪.‬‬

‫‪1‬نجوى يونس سديرة‪.‬ضمانات المتهم أم المحكمة الجنائية الدولية‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار الثقافة‪ :‬عمان‪ ،2014 ،‬ص ‪.85‬‬
‫تم تبني النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية بروما في ‪ 17‬جويلية ‪ .1998‬ودخل حيز التنفيذفي ‪ 01‬جويلية‬ ‫‪2‬‬

‫‪.2001‬‬
‫عبد الفتاح بيومي حجازي‪ .‬المحكمة الجنائية الدولية لدراسة متخصصة في القانون الدولي‪.‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫اإلسكندرية‪2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫علي خلف الشرعة‪.‬مبدأ التكامل في المحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ .‬دار حامد‪ :‬عمان‪ ،2012 ،‬ص ‪.160‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪7‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫ويشترط مبدأ الشرعية الجنائية في جميع إجراءات الدعوى الجنائية الدولية بإعتباره أحد أهم‬
‫دعامات العدالة التي تساهم في إحداث التوازن بين فعالية العدالة الجنائية في توقيع العقاب وكفالة‬
‫حريات المتهم‪ ،‬فما المقصود بمبدأ‬

‫الشرعية الجنائية وفيما تتمثل أقسامها وما هي الضمانات التي يوفرها هذا المبدأ للمتهم؟ وهذا ما‬
‫سيتم التطرق إليه في الفروع التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم مبدأ الشرعية الجنائية‪:‬‬

‫يقتضي اإللمام بمبدأ الشرعية الجنائية تعريفها وبيان أقسامها ثم إبراز أهمية مبدأ الشرعية الجنائية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف مبدأ الشرعية الجنائية‪:‬‬

‫يعد مبدأ الشرعية ضمانة من ضمانات المتهم‪ ،‬إذ يكفل له محاكمة عادلة من خالل خضوعه‬
‫للجرائم منصوص عليها مسبقا‪ ،‬والمجرمة أساسا بموجب نص قانوني‪ ،‬والمعاقبته على إرتكاب هذا‬
‫الفعل مما يؤدي إلى حمايته من تعسف القضاء عند إدانته بتهم ليست واردة في نص قانوني مما‬
‫يؤدي إلى محاكمة غير عادلة وخارجة عن نطاق مبدأ الشرعية‪.1‬‬

‫ويعني مبدأ الشرعية الجنائية عدم جواز معاقبة األشخاص جنائيا على القيام بأي فعل إال إذا‬
‫وجد نص قانوني يحرم الفعل الذي إقترفه هؤالء األشخاص‪ ،‬ويبين الجزاء المترتب على مخالفة هذا‬
‫النص‪ ،‬كما يقصد به أنه "ال جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني" ويعني ذلك أن السلطة التشريعية‬
‫وحدها لها صالحية تحديد السلوكات المعاقب عليها وتوقيع العقوبات على مرتكبيها‪ ،‬ولذلك يقتضي‬
‫هذا المبدأ ضرورة الفصل بين السلطات الثالث‪ ،‬التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬وأن المهمة من شأن‬
‫السلطة التشريعية وحدها‪ ،‬وال يجوز أن يعهد بها للسلطة القضائية والتنفيذية‪ ،‬ألن منح هذه المهمة‬
‫لهذه األخيرة ‪-‬السلطة التنفيذية‪ -‬يسهل عليها البطش بخصومها من جهة وكبت الحريات الفردية من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬نظ ار لوجود أجهزة السلطة والقسر تحت سلطتها والمالحظ أن هذه التعريفات قد حصرت‬
‫الشرعية الجنائية في الجانب الموضوعي (شرعية الجرائم والعقوبات) ‪ ،‬في حين أنه في الواقع أن‬
‫مبدأ الشرعية يشمل كل من اإلجراءات الجنائية‪ ،‬والجزاء الجنائي‪.2‬‬

‫أحمد فنر العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.128‬‬ ‫‪1‬‬

‫نجوى يونس سديرة‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص ص‪.105-103‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬أقسام الشرعية الجنائية‪:‬‬

‫يتشكل مبدأ الشرعية الجنائية من وجهين لعملة واحدة أال وهما‪ :‬ال جريمة إال بنص وهو ما يطلق‬
‫عليه بمبدأ مشروعية الجريمة وال عقوبة إال بنص وهو ما يطلق عليه بمبدأ مشروعية العقوبة‬
‫وسنتطرق إلى هذين القسمين حسب نظام روما األساسي كما يلي‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬ال جريمة إال بنص (مبدأ شرعية الجريمة)‪:‬‬

‫نصت الفقرة األولى من المادة (‪ )22‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أنه "ال‬
‫يسأل الشخص جنائيا بموجب هذا النظام ما لم يشكل السلوك المعني وقت وقوعه جريمة تدخل في‬
‫اختصاص هذه المحكمة" وحسب نص هذه المادة ال يشكل الفعل جريمة تدخل في إختصاص‬
‫المحكمة الجنائية الدولية إال إذا كان مجرما بموجب نص قانوني (نظام روما األساسي) وقت إرتكابه‬
‫مما يؤدي لمساءلته أمام هذه المحكمة‪ ،‬ومن خالل نص المادة (‪ )05‬من النظام األساسي فإن‬
‫المحكمة الجنائية الدولية تختص بأربع (‪ )04‬جرائم أساسية وهي جريمة اإلبادة الجماعية و جرائم‬
‫الحرب و الجرائم ضد اإلنسانية و جريمة العدوان‪ ،‬المعرفة على التوالي في المواد (‪ )8 ،7 ،6‬من‬
‫‪1‬‬
‫النظام األساسي‪.‬‬

‫وتضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية عدة جرائم لم يتم إدراجها ضمن إختصاص‬
‫المحكمة مع إمكانية إدراجها عند تعديل النظام األساسي والموافقة عليها حسب اآللية التي نصت‬
‫عليها المادة (‪ ،)123‬ومن بين هذه الجرائم نذكر على سبيل المثال جرائم اإلرهاب واإلتجار في‬
‫المخدرات‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬ال عقوبة إال بنص (مبدأ شرعية العقوبة)‪:‬‬

‫حسب نص المادة (‪ )1/21‬فال يعاقب أي شخص أدانته المحكمة إال وفقا لهذا النظام‬
‫األساسي‪ ،‬إذ ال يمكن توقيع العقوبات على مرتكبي الجرائم الدولية الخطيرة ما لم يكن منصوص‬
‫عليها في نظام روما األساسي‪.2‬‬

‫‪2‬انطر المادة(‪1()5‬و‪)5‬من النظام روما األساسي‪.‬‬


‫أحمد فنر العبيدي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.129‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية مبدأ الشرعية الجنائية‪:‬‬

‫يحتل مبدأ الشرعية الجنائية أهمية بالغة نظ ار إلعتباره من أهم الضمانات المقررة للمتهم إذ‬
‫بوجوده توجد الضمانات األخرى التي تستمد وجودها منه‪،‬لهذا فإن األهمية العملية لهذا المبدأ تتمثل‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ /‬ضمان حقوق األفراد‪:‬‬

‫تتحقق هذه األهمية من خالل التحديد الدقيق لنوعية الجرائم والعقوبات المقررة لها حتى ال توجد‬
‫ثغرات في القانون تمكن القضاة من التسلط فال يمكن للقاضي الحكم باإلدانة إال إذا وجد نص‬
‫قانوني‪ ،‬إذ ال يعتبر فعال ما جريمة ما لم يرد نص قانوني بتجريمه مهما كان على درجة كبيرة من‬
‫الخطورة على حقوق األفراد أو مصالح الجماعة وبالتالي فإن مبدأ الشرعية الجنائية يعتبر حدا فاصال‬
‫بين األفعال غير المشروعة والمشروعة وهذه األخيرة (األفعال المشروعة) يرتكبها األفراد بكل حرية‬
‫وال يمكن مساءلتهم جنائيا عنها مما ستتبع عدم إدانتهم‪ ،‬وعليه يستوجب على القضاة اإللتزام بما ورد‬
‫في النص من عناصر التجريم وشروطه وعدم إهمال أي منها بدليل أنه قليل األهمية أو ال أهمية له‬
‫أو أن عدم األخذ به يحقق العدالة أو مصلحة الضحايا‪.1‬‬

‫ب‪ /‬إعطاء العقوبة أساسها القانوني‪:‬‬

‫إن مبدأ الشرعية يجعل العقوبة تحظى بقبول الرأي العام الدولي من جهة ومن جهة أخرى‬
‫المساواة في تطبيق هذه العقوبة على جميع األشخاص الذين تتوافر فيهم الشروط المنصوص عليها‬
‫في نظام روما األساسي‪ ،‬إذ ال يمكن للقاضي الحكم بعقوبة لم ينص عليها هذا النظام أو إستبدال‬
‫العقوبة المنصوص عليها بعقوبة أخرى غير منصوص عليها كما ال يمكن تخفيف العقوبة أو رفعها‬
‫إال في إطار ما هو منصوص عليه في النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫ج‪ /‬حماية جميع األفراد‪:‬‬

‫يحمي مبدأ الشرعية الجنائية األفراد سواءا المجرمين أو غير المجرمين‪ ،‬فهو يحمي الطائفة‬
‫األولى (المجرم) من خالل عدم إقتراف جرائم عقوباتها أشد من الجرائم المرتكبة‪ ،‬كما يحمي الطائفة‬
‫الثانية (غير المجرمين) من ما يرتكبه المجرم من أفعال ضمانا بعدم إفالته من العقاب‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق خوجة‪ .‬ضمانات المحاكمة العادلة أمام المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬تحت إشراف‬
‫عمار رزيق‪.‬جامعة الحاج لخضر‪– .‬باتنة‪ -‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.‬د ت‪.‬السنة الجامعية‪ .2013-2012 .‬ص ‪.111‬‬

‫‪10‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫د‪ /‬يلعب مبدأ الشرعية الجنائية دو ار وقائيا‪:‬‬

‫يمنح مبدأ الشرعية دو ار وقائيا لنظام روما األساسي‪ ،‬بحيث يكون الشخص على علم باألفعال‬
‫المجرمة والغير المجرمة‪ ،‬مما يجعل هذا النظام كإنذار سابق لعدم إرتكاب األفعال المنصوص عليها‬
‫‪1‬‬
‫فيه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات المستمدة من مبدأ الشرعية الجنائية‪:‬‬

‫يوفر مبدأ الشرعية الجنائية مجموعة من الحقوق والضمانات لحماية المتهم من تعسف وتجاوزات‬
‫السلطة المختصة بإتخاذ القرار‪ ،‬على غرار ضمان إحترام مبدأ الشرعية اإللتزام بالتفسير الضيق‬
‫للنص وحظر القياس وأخي ار عدم رجعية نصوص التجريم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التفسير الضيق للنص وحظر القياس‪:‬‬

‫يجب عدم التوسع في تفسير نصوص نظام روما المختلفة‪ ،‬وفي حالة وجود حاجة يجب أال يعدو‬
‫أن يكون التفسير تفسي ار ضيقا في حالة وجود حاجة للتفسير‪ ،‬وتطبيقا لذلك ال يجوز للمفسر القياس‬
‫و تفسير الشك والغموض لصالح الشخص محل التحقيق أو المحاكمة أو اإلدانة وهذا ما نصت عليه‬
‫الفقرة الثانية من المادة (‪ )22‬من النظام األساسي للمحكمة‪.2‬‬

‫وعليه فقد منح النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية اللجوء إلى القياس كتفسير للنصوص‬
‫الخاصة بتعريف الجريمة بهدف غلق الباب أمام أية محاولة لخلق جريمة جديدة لم يرد النص عليها‬
‫في النظام األساسي للمحكمة‪ ،‬إال أنه وبعد تقنيين أغلب الجرائم الدولية وقواعد القانون الدولي الجنائي‬
‫فإنه يستوجب عدم جواز األخذ بالتفسير والقياس للحفاظ على حقوق المتهمين واعماال لمبدأ الشرعية‬
‫كضمانة أساسية لحقوق األفراد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم رجعية النصوص العقابية‪:‬‬

‫من المبادئ الثابتة في القانون الدولي الجنائي والنظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية مبدأ‬
‫عدم رجعية أثر النص العقابي الذي نقل عن المبادئ العامة للقانون الجنائي التي أخذت بها معظم‬
‫الدول في قوانينها العقابية‪3‬وحسب هذا المبدأ ال يجوز أن يسأل الشخص جنائيا عن الجرائم التي‬

‫عبد الرزاق خوجة‪ .‬المرجع نفسه‪.‬ص ‪.112‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد فنر العبيدي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.129‬‬ ‫‪2‬‬

‫منتصر سعيد حموده‪.‬المحكمة الجنائية الدولية (النظرية العامة للجريمة الدولية أحكام القانون الدولي الخاص دراسة‬ ‫‪3‬‬

‫تحليلية)‪.‬الطبعة األولى‪ .‬دار الفكر الجامعي‪ :‬اإلسكندرية‪.2009.‬ص ‪.193‬‬

‫‪11‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫إرتكبها قبل سريان النظام األساسي وانما يسأل عن السلوك الذي يشكل جريمة إبادة جماعية أو حرب‬
‫أو عدوان أو جريمة ضد اإلنسانية اقترفها بعد نفاذه‪ ،‬كما ال يجوز أن يعاقب الشخص وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 24‬من النظام األساسي عن الجرائم التي تقع قبل نفاذ هذا النظام وضرورة تطبيق القانون‬
‫األصلح للمتهم محل التحقيق أو اإلتهام في حالة تغير القانون المطبق على واقعة أو قضية ما قبل‬
‫صدور الحكم النهائي‪،‬ومن ناحية أخرى ال يجوز للمحكمة مساءلة األشخاص أقل من ‪ 18‬عاما وقت‬
‫إرتكاب الجريمة‪ ،‬وال تكون المحكمة مختصة بهذا الشخص وفقا لنص المادة (‪ )26‬من النظام‬
‫‪1‬‬
‫األساسي للمحكمة‪.‬‬

‫أخذ النظام األساسي للمحكمة باإلستثناء الوارد على هذا المبدأ وهو القانون األصلح للمتهم الذي‬
‫يقصد به جعل الفعل غير مجرم‪ ،‬أو التقليل من مقدار عقوبته وحتى يستفيد المتهم من هذا اإلستثناء‬
‫‪2‬‬
‫(القانون الجديد األصلح) يجب أال يكون قد صدر ضده حكم نهائي حائز لقوة األمر المقضي به‬
‫ويعد هذا اإلستثناء من المبادئ األساسية التي يقوم عليها مبدأ الشرعية‪ ،‬حيث يترتب عليه حماية‬
‫الحرية الفردية‪ ،‬فمن حق المتهم أن يستفيد بالوضع األفضل الذي ضمنه له القانون الجديد‪ ،‬إذ قرر‬
‫له جزاء أحق –تدبير إحترازي واصالحي بدال من العقوبة‪ -‬أو يقرر عقوبة أخف من العقوبة المقررة‬
‫‪3‬‬
‫في القانون السابق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إقرار المسؤولية الجنائية الدولية‪:‬‬

‫يقصد بالمسؤولية –بصفة عامة‪ -‬العالقة القانونية التي تنشأ بين أكثر من طرف إذ تعد بمثابة‬
‫الوسيلة القانونية التي تحدد الشخص الذي أنتهك القانون وتفرض عليه عقاب كجزاء جنائي عما‬
‫إرتكبه من مخالفات وأخي ار تلزمه بالتعويض عن األضرار التي لحقت بالغير‪ ،‬شريطة بلوغ المتهم سن‬
‫الثامنة عشرة (‪ )18‬عند حصول الجريمة واال فال يكون للمحكمة الجنائية الدولية إختصاص عليه‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫وكرس النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية مبدأ المسؤولية الجنائية الفردية من خالل‬
‫مالحقة األفراد وليس الدول أو الهيئات المعنوية‪ ،‬وكذا بيان حدود هذه المسؤولية ومدى وجود‬
‫الجريمة بالفعل أو في مرحلة الشروع وهل هناك مسؤولية جنائية وطبيعتها والعقاب عليها وغيرها من‬
‫قواعد المسؤولية وهذا ما سوف نتناوله من خالل الفروع التالية‪:‬‬

‫‪1‬إبراهيم محمود اللبيدي‪.‬ضمانات حقوق اإلنسان أمام المحاكم الجنائية‪.‬الطبعة األولى‪ .‬دار الكتب القانونية‪ :‬مصر‪.‬‬
‫‪.2010‬ص ص ‪.495-494‬‬
‫منتصر سعيد حموده‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.193‬‬ ‫‪2‬‬

‫إبراهيم محمود اللبيدي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.498‬‬ ‫‪3‬‬

‫نجوى يونس سديرة‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.119‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪12‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬المساهمة والشروع في ارتكاب الجريمة‪:‬‬

‫تختص المحكمة الجنائية الدولية بمعاقبة األشخاص الطبيعيين عما إقترفوه من جرائم دولية تدخل‬
‫في إختصاص المحكمة‪ ،‬سواء إرتكبوا الفعل بصفتهم الفردية أو الجماعية أو باإلشتراك مع آخر‬
‫(فاعل أصلي مادي) أو عن طريق شخص آخر (فاعل معنوي) حتى لو كان هذا األخير غير‬
‫مسؤول جنائيا عن جريمة من الجرائم محل إختصاص المحكمة‪.‬‬

‫كما تثور هذه المسؤولية أيضا إذا أمر شخص آخر على إرتكاب هذه الجرائم أو حث على‬
‫إرتكابها أو تقديم العون أو التحريض أو المساعدة لتسهيل إرتكابها أو كان قد شرع في إرتكاب أي‬
‫من الجرائم المنصوص عليها في النظام األساسي للمحكمة‪ ،‬وفقا لهذا النظام تثور أيضا هذه‬
‫المسؤولية ضد األشخاص الذين يتفقون جنائيا بينهم على إرتكاب جريمة أو أكثر من الجرائم التي‬
‫تختص بها المحكمة الجنائية الدولية أو الشروع في إرتكابها‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬المساهمة الجنائية‪:‬‬

‫تعني المساهمة الجنائية إسهام أكثر من شخص في إرتكاب الجريمة‪ ،‬وتتحقق هذه المساهمة‬
‫بقيام الجاني بإرتكاب الجريمة أو مساعدة أشخاص آخرين على إرتكابها‪ ،‬وتقسم األفعال المكونة‬
‫‪2‬‬
‫للمساهمة الجنائية إلى قسمين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬أعمال تدخل في الفعل المادي المكون للجريمة‪:‬‬

‫حيث يكون مرتكب هذه األعمال فاعال للجريمة إذا إرتكب الفعل بنفسه أو فاعال مع غيره إذا‬
‫‪3‬‬
‫ساهم مع غيره في إرتكابها وهي مساهمة أصلية‪.‬‬

‫‪ -2‬أفعال ال تدخل في الفعل المكون للجريمة‪:‬‬

‫إن هذه األفعال تكون خارجة عن الفعل المكون للجريمة ولكنها تتصل به بطريق غير مباشر‬
‫كالتحريض على إرتكابها أو تسهيلها بالمساعدة في األفعال المجهزة لها ويعد مرتكبها شريكا في‬

‫إبراهيم محمود البيدي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.498‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬خالد مصطفى فهمي‪ .‬المحكمة الجنائية الدولية النظام األساسي للمحكمة والمحكمات السابقة والجرائم التي تختص‬
‫المحكمة بنظرها‪ .‬الطبعة االولى‪ .‬دار الفكر الجامعي‪ :‬اإلسكندرية‪ .‬سنة ‪. 2011‬ص ‪.98‬‬
‫‪3‬يقصد بالمساهمة األصلية إتيان نشاط يعاقب عليه القانون سواء باشر هذا النشاط كله أو باشر جزء منه أو أتى فعال‬
‫يتصل به على نحو وثيق بحيث يعد التخطيط للجريمة جزءا منها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫الجريمة وهي المساعدة التبعية‪ ،1‬ويكون توقيع العقاب على الجريمة التي ساهم فيها بنص خاص‬
‫يقرر فيه القانون ذلك‪.‬‬

‫ويعاقب نظام روما األساسي على المساهمة الجنائية في إرتكاب الجرائم سواء بالتحريض أو‬
‫المساعدة أو اإلتفاق شريطة توافر الركن المعنوي في الجريمة من علم وارادة حتى تكون هذه‬
‫الجريمة عمدية‪ ،‬على أن تكون للمحكمة السلطة التقديرية في تطبيق العقوبات المالئمة على كل‬
‫مساهم حسب دوره في ارتكاب الجريمة‪ ،‬وتتحقق المساهمة الجنائية إما بهدف تعزيز النشاط‬
‫اإلجرامي أو الغرض اإلجرامي للجماعة الذي ينطوي على إرتكاب جريمة تدخل في إختصاص‬
‫المحكمة أو مع العلم بنية إرتكاب الجريمة لدى هذه الجماعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروع في إرتكاب جريمة دولية‪:‬‬

‫الشروع في تنفيذ فعل بقصد إرتكاب جريمة خاب أثرها ألسباب ال دخل إلرادة الفاعل فيها وال‬
‫تعتبر األعمال التحضيرية من قبيل الشروع لذلك يعتبر الشروع في ارتكاب الجريمة جريمة ناقصة‬
‫لعدم تحقق الركن المادي المتمثل في النتيجة اإلجرامية رغم توفر الركن المعنوي المتمثل في صورة‬
‫القصد الجنائي‪ 2،‬ألن الجريمة تبدأ بمرحلة التفكير والعزم ثم تليها المرحلة التحضيرية للجريمة وال‬
‫يعاقب الفاعل عن هاتين المرحلتين ثم المرحلة الثالثة وهي مرحلة البدء في تنفيذ الجريمة وعدم‬
‫إتمامها بسبب خارج عن إرادة الفاعل ويتحقق الشروع في المراحل الثالث األولى ويعاقب الفاعل في‬
‫المرحلة الثالثة وهي البدء في تنفيذ الجريمة وللشروع ثالثة صور وهي ‪:3‬‬

‫الجريمة الموقوفة والجريمة الخائبة والجريمة المستحيلة‪ :‬ونصت المادة (‪ )25‬يعاقب على الشروع‬
‫في إرتكاب الجريمة عن طريق إجراء يبدأ بتنفيذ جريمة لم تقع لظروف ال تتصل بنوايا الشخص‪ ،‬ألن‬
‫النظام األساسي ال يعاقب على المراحل التي تسبق البدء في تنفيذ الجريمة أو التفكير فيها أو‬
‫التصميم عليها أو النوايا واألعمال التحضيرية غير المرتبطة بجريمة أخرى كما ال يعاقب الشخص‬
‫الذي يكف عن بذل أي جهد الرتكاب الجريمة أو يحول دون وقوع الجريمة بوسيلة أخرى مما يؤدي‬
‫إلى عدم إتمام الجريمة‪ ،‬فال يكون عرضة للعقاب إال إذا تخلى بمحض إرادته عن الغرض‬
‫‪4‬‬
‫اإلجرامي‪.‬‬

‫إن المساهمة التبعية تفرض نشاط ال يجرمه القانون لذاته‪ ،‬ولوال صلته بالفعل اإلجرامي الذي يرتكبه الغير لما وقع من‬ ‫‪1‬‬

‫أجله العقاب‪.‬‬
‫‪2‬خالد مصطفى فهمي‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.103‬‬
‫محمد علي السالم عياد الحلبي‪.‬شرح قانون العقوبات‪.‬القسم العام‪.‬د‪.‬ط‪.‬مكتبة الثقافة‪ :‬عمان‪ .1997 .‬ص ‪.136‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬خالد مصطفى فهمي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.103‬‬

‫‪14‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موانع المسؤولية الجنائية‪:‬‬

‫توفر الخطأ وبالتالي إمتناع‬ ‫عدم‬ ‫إن تخلف اإلدراك والتمييز وحرية اإلختيار يؤدي إلى‬
‫المسؤولية الجنائية في آن واحد من جهة أخرى ‪،‬ولقد حدد النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‬
‫عدة أسباب إلمتناع المسؤولية الجنائية يمكن حصرها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬حالة المرض أو القصور العقلي‪.‬‬


‫‪ ‬حالة السكر غير االختياري‪.‬‬
‫‪ ‬الدفاع الشرعي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬اإلكراه والغلط في الوقائع والغلط في القانون‪.‬‬
‫‪ ‬أوامر الرؤساء ومقتضيات القانون‪.‬‬

‫وسنعرض هذه األسباب على التوالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حالة المرض أو القصور العقلي‪:‬‬

‫فال يسأل الشخص جنائيا إذا كان وقت إرتكابه للجريمة يعاني مرضا أو قصو ار عقليا بعدم‬
‫قدرته على إدراك عدم مشروعية أو طبيعة سلوكه‪،‬وعليه فإن الشخص قد يرتكب األفعال اإلجرامية‬
‫المكونة للركن المادي في الجريمة وتتحقق النتيجة كأثر لهذا أو السلوك اإلجرامي‪ ،‬إال أنه توفر‬
‫القصد الجنائي المشكل للركن المعنوي في الجريمة نتيجة لمرض أصاب عقله مما تنعدم معه القدرة‬
‫‪2‬‬
‫على إدراك وتمييز المشروعية وعدم المشروعية وبالتالي إنعدام المسؤولية الجنائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حالة السكر االضطراري‪:‬‬

‫تمتنع المسؤولية الجنائية في حال وجود الشخص حين إرتكابه الجريمة في حالة سكر‬
‫إضطراري مما يدعم قدرته على إدراك عدم مشروعية عمله ما لم يكن قد أقدم على السكر بإختياره‬
‫‪3‬‬
‫وأنه يحتمل أن يصدر عنه نتيجة السكر سلوك يشكل جريمة تدخل في إختصاص المحكمة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حالة الدفاع الشرعي‪:‬‬

‫‪1‬أنظر المادة (‪ )31‬من نظام روما األساسي‪.‬‬


‫عصام عبد الفتاح مطر‪.‬المحكلمة الجنائية الدولية‪.‬الطبعة األولى‪ .‬دار الجامعة الجديدة‪ :‬اإلسكندرية‪ .2010 .‬ص ‪.518‬‬ ‫‪2‬‬

‫زياد عيتاني‪.‬المحكمة الجنائية الدولية وتطور القانون الدولي الجنائي‪.‬الطبعة األولى‪.‬منشورات الحلبي الحكومية‪ :‬لبنان‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .2009‬ص ‪.369‬‬

‫‪15‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫تنتفي المسؤولية الجنائية للشخص إذا كان وقت إرتكابه السلوك يتصرف على نحو معقول للدفاع‬
‫عن نفسه أو الغير أو الدفاع في جرائم الحرب عن ممتلكات ال غنى عنها لبقائهم أو بقاء غيرهم‬
‫على قيد الحياة‪ ،‬أو عن ممتلكات ال غنى عنها إلنجاز مهمة عسكرية ضد إستخدام وشيك وغير‬
‫‪1‬‬
‫مشروع للقوة شريطة التناسب بين أفعال الدفاع ودرجة الخطر‪.‬‬

‫وعليه فالدفاع الشرعي في القانون الدولي الجنائي يختلف عن الدفاع في القانون الجنائي الداخلي‬
‫وخاصة في حاالت جرائم الحرب‪ ،‬بحيث يقرر القانون األول لألفراد حق الدفاع الشرعي عن األصول‬
‫والممتلكات العامة في حالتين هما‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إذا كانت هذه الممتلكات ال غنى عنها لبقاء هؤالء األفراد أو غيرهم على قيد الحياة‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬وهي الحالة التي تكون فيها هذه الممتلكات ضرورية وهامة من أجل إنجاز مهمة‬
‫عسكرية بشرط أن تكون هذه المهمة موجهة ضد هجوم وشيك وغير مشروع ‪ ،‬أما الدفاع الشرعي في‬
‫القانون الثاني (القانون الجنائي الداخلي) فهو مقرر لألفراد قصد مواجهة خطر جسيم أو حال‬
‫‪2‬‬
‫ومباشر ومفاجئ على الفرد أو الغير أو مال الغير على حد سواء‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اإلكراه‪:‬‬

‫إذا حدث سلوك مجرم تحت تأثير إكراه ناتج عن تهديد بالموت الوشيك أو بحدوث ضرر بدني‬
‫جسيم مستمر أو وشيك وتصرف الشخص الذي ارتكب السلوك المجرم تصرفا معقوال لتجنب هذا‬
‫التهديد‪ ،‬ولم يتسبب بضرر أكبر من الضرر المراد تجنبه تمتنع عنه المسؤولية وفي هذه الحالة يمكن‬
‫للمحكمة أن تنظر في أسباب أخرى غير المشار إليها في أسباب إمتناع المسؤولية الجنائية الفردية‬
‫‪3‬‬
‫المنصوص عليها في المادة (‪ )31‬من النظام األساسي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الغلط في الوقائع والقانون‪:‬‬

‫ال يشكل الغلط في الوقائع سببا إلمتناع المسؤولية الجنائية الدولية إال إذا إنتفى الركن المعنوي‬
‫الالزم إلرتكاب الجريمة كما ال يعد الغلط في القانون في الج ارئم التي تختص بها المحكمة سببا‬

‫‪1‬أنظر الفقرة األولى من المادة (‪ )31‬من النظام األساسي للمحكمةالجنائية الدولية‪.‬‬


‫زياد عيتاني‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.370‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬أنظر الفقرة األولى من المادة (‪ )31‬من النظام األساسي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫إلمتناع المسؤولية الجنائية الفردية‪ ،‬إال في الحالة التي ينعدم فيها الركن المعنوي من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫‪1‬‬
‫أخرى إذا كان الوضع على النحو المنصوص عليها في المادة (‪.)33‬‬

‫ومن خالل ما سبق فإن جهل الجاني بأحد العناصر األساسية الالزمة لقيام الجريمة حسبما‬
‫يحدده القانون أو الغلط بشأنها من شأنه عدم توفر القصد الجنائي لديه فإذا ثبت عدم توفر العلم‬
‫بالصفة األثمة للفعل المرتكب (الجهل) أو اإلحاطة بها على نحو غير مطابق إلرادة المشرع‬
‫(الغلط)‪ ،‬ففي الحالتين يجب أن تكون سببا لدفع مسؤولية الجاني كما ال يصح اإلعتذار بالجهل أو‬
‫الغلط في أحكام القانون بشأن جريمة تضمنتها معاهدة أو إتفاقية دولية كإتفاقية مكافحة ومعاقبة إبادة‬
‫‪2‬‬
‫الجنس البشري‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أوامر الرؤساء‪:‬‬

‫يعد أمر الرئيس وفقا لما أشارت إليه بعض المواثيق الدولية السابقة كاإلعالن العالمي لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬على غرار نظام روما األساسي مانعا من موانع المسؤولية الجنائية‪ ،‬وبموجب المادة (‪)33‬‬
‫من نظام روما األساسي فال يعفى الشخص من المسؤولية الجنائية الفردية إذا كان إرتكابه لتلك‬
‫الجريمة قد تم إمتثاال ألمر حكومة أو رئيس عسكريا كان أو مدنيا‪ ،‬إال إذا كان على هذا الشخص‬
‫إلتزام قانوني بإطاعة أوامر الحكومة أو الرئيس المعني واذا لم يكن الشخص على علم بأن األمر‬
‫‪3‬‬
‫غير مشروع وأخي ار يعفى مرتكب الجريمة الدولية إذا لم تكن المشروعية ظاهرة‪.‬‬

‫‪1‬أنظر المادة (‪ )32‬من النظام األساسي‪.‬‬


‫عصام عميد الفتاح مطر‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص ص ‪.528-526‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد غالي‪ ،‬إجراءات التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية‪.‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬تحت إشراف شكري‬ ‫‪3‬‬

‫قلفاط‪.‬جامعة أبو بكر بلقايط‪–.‬تلمسان‪ -‬كلية الحقوق‪.‬د‪.‬ت‪.‬السنة الجامعية ‪2005/2004‬ص ‪.36‬‬

‫‪17‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة التحقيق‪:‬‬

‫التحقيق هو مجموعة من اإلجراءات التي تقوم بها سلطات التحقيق قصد البحث عن معلومات‬
‫وجمع األدلة عن الجريمة ومعرفة الحقيقة ثم إحالة المتهم إلى المحكمة المختصة لمقاضاته‪ ،‬إذا‬
‫كانت تلك المعلومات تعزز شكوك الرتكابه الجريمة وتقدير عقوباتهم بما يتناسب ظروف ارتكابهم‬
‫لتك الجرائم واالنتهاكات أو اإلفراج عنه إن كانت ال توحي بذالك تمهيدا إلجراءات محاكمة عادلة‪.1‬‬

‫ويمثل التحقيق االبتدائي المرحلة األولى للدعوى الجزائية باكتشاف األدلة القائمة على األدلة‬
‫القائمة على نسبة الجريمة للمتهم ‪ ،‬قبل اإلحالة على المحكمة و استظهار قيمتها‪ ،‬واستبعاد األدلة‬
‫الضعيفة مما يسمح للمحكمة النظر في الدعوة بعد أن إتضحت عناصرها واكتشفت أهم أدلتها فيكون‬
‫حكمها متماشيا مع العدالة الجنائية‪.2‬‬

‫والتحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية يمر بعدة مراحل أولها مرحلة االحتجاز بناءا على األمر‬
‫بالقبض الصادر عن الدائرة التمهيدية‪ 3‬التي يطلب فيها من المدعي العام سواء كان اإلحتجاز في‬
‫الدولة التي ألقت القبض على الشخص وفقا إلجراءات القبض فيها أو اإلحتجاز في مقر المحكمة‬
‫قبل المحاكمة‪ ،‬وثانيهما مرحلة االستجواب من طرف المدعي العام الذي له سلطتي التحقيق والمتابعة‬
‫في نفس الوقت أو من طرف السلطات الوطنية كما قد تلجأ الدائرة التمهيدية بإعتبارها الجهة التي لها‬
‫صال حية الترخيص للمدعي العام سواء بالمتابعة أو رفضها في حالة الضرورة إلى إجراء تحقيقات‬
‫حول األدلة المقدمة لها أو القيام بتحقيقات إضافية‪ ،‬وعلى هذا األساس قمنا بتقسيم هذا المبحث إلى‬
‫مطلبين نتناول في المطلب األول ضمانات المتهم أمام المدعي العام بينما نتعرض في المطلب‬
‫الثاني لضمانات المتهم أمام الدائرة التمهيدية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬ضمانات المتهم أمام المدعي العام ‪:‬‬

‫بإعتبار أن مكتب المدعي العام هيئة قضائية ال عالقة لها بالسياسة إال أن نشاطها يتأثر أحيانا‬
‫بالوسط السياسي‪ ،‬خاصة أن المدعي العام يباشر إجراءات التحقيق من تلقاء نفسه وفقا لما علم به‬

‫‪1‬براء منذر كمال عبد اللطيف ‪.‬النظام القضائي للمحكمة الجنائية الدولية‪ .‬الطبعةاألولى‪ .‬دار حامد‪ :‬عمان ‪ .2007.‬ص‬
‫‪.253‬‬
‫‪2‬طالل ياسين العيسىو علي جبر الحسناوي‪ .‬المحكمة الجنائية الدولية دراسة قانونية‪ .‬دار اليازوري‪ :‬عمان‪ .2009 .‬ص‬
‫‪.171‬‬
‫‪3‬إن الدائرة التمهيدية هي جهاز من أجهزة المحكمة القضائية تتشكل داخل الشعب الثالث(االبتدائية والتمهيدية وشعبة‬
‫االستئناف)‪.‬يتولى مهامها إما قاض واحد أو ثالثة قضاة الشعبة التمهيدية ‪ ،‬ويراعي فيهم أن يكونوا من ذوي الخبرات‬
‫العالية في مجال المحاكمات الجنائية والقانون الدولي والقانون الجنائي واإلجراءات الجنائية ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫من وقائع قد تشمل إحدى الجرائم الداخلة في إختصاص المحكمة‪ ،‬أو تأسيسا على معلومات األفراد‬
‫او الدول أو المنظمات الدولية الحكومية أو الغير الحكومية‪ ،‬أو مجلس األمن لذلك فإن مهامه‬
‫تختلف عن مهام النيابة العامة في التشريعات الوطنية‪.1‬‬

‫يباشر المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية التحقيق والمالحقة القضائية في حالة إرتكاب‬
‫جرائم خطيرة ‪ ،‬وفقا ألحكام النظام األساسي وحتى في حلة عدم وجود إحالة من قبل إحدى الهيآت و‬
‫هذا التوسع في دور المدعي العام من شأنه تعزيز إستقالليته و نزاهته باعتباره ينوب عن المجتمع‬
‫الدولي في المالحقة و المتابعة‪.2‬‬

‫إال أنه كثي ار ما تنتهك إجراءات التحقيق التي يباشرها قاضي التحقيق الحقوق األساسية لألفراد لذا‬
‫يتعين تحصين المتهم خالل إتهامه بمجموعة من الضمانات‪ ،3‬و هذا ما ستتولى بيانه ضمن الفروع‬
‫التالية‪ :‬نتطرق في الفرع األول إلجراءات أمام المدعي العام و نتناول في الفرع الثاني الضمانات‬
‫المتوفرة للمتهم ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اإلجراءات أمام المدعي العام ‪:‬‬

‫إن المدعي العام يختص أساسا باإلدعاء أو اإلتهام أو المالحقة و القيام بالتحقيقات األولية أو‬
‫التمهيدية و التحقيقات اإلبتدائية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إجراءات التحقيق األولي ‪:‬‬

‫يباشر المدعي العام القيام بإجراءات اإلستقصاء و التحقيق األولي أو التمهيدي بعد علمه‬
‫بالجريمة او الجرائم التي وقعت بأحد الطرق الثالثة‪. 4‬‬

‫أ‪ /‬اإلحالة من دولة طرف‪:‬‬

‫لما كانت الدول هي األطراف الرئيسية في المحكمة و عليه يجوز لها ممارسة حقها في اإلدعاء‬
‫أمام المحكمة لهذا يتولى المدعي العام التحقيق األولي إذا أحالت دولة طرف أية حالة ترتكب فيها‬
‫جريمة أو أكثر من الجرائم التي تختص بها المحكمة‪ ،‬و طلبت هذه الدولة من المدعي العام التحقيق‬
‫في هذه الحالة و البحث فيها إذا كان يتعين توجيه االتهام إلى شخص معين أو عدة أشخاص‬

‫‪1‬قيدا نجيب حمد ‪.‬المحكمة الجنائية الدولية نحو العدالة الدولية‪ .‬الطبعةاألولى‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ :‬لبنان ‪2006.‬‬
‫‪ .‬ص‪.178‬‬
‫‪2‬انظر المادة (‪ )54‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪3‬نجوى يونس سديرة‪ .‬مرجع سابق‪.132 .‬‬
‫‪4‬انظر المادة(‪/13‬ا‪.‬ب) من النظام األساسي من المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫بإرتكاب هذه الجرائم ‪ ،‬ويجب على الدولة المحيلة أن تحدد الحالة و الظروف المتصلة بها وأن يكون‬
‫طلبها مرفقا بما يوجد في تلك الدولة من مستندات مؤيدة لطلبها طبقا لنص المادة (‪ )14‬من نظام‬
‫روما األساسي‪.1‬‬

‫ب‪ /‬إحالة مجلس األمن ‪:‬‬

‫أو كل ميثاق األمم المتحدة لمجلس األمن مهمة المحافظة على السلم و األمن الدوليين و منحه‬
‫سلطات واسعة في هذا الشأن و لتحقيق نفس الغرض‪ 2‬يضطلع المدعي العام بمهام التحقيق إذا أحال‬
‫مجلس األمن بموجب"الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة " أية حالة يبدو فيها أن جريمة أوأكثر‬
‫من الجرائم قد إرتكبت وفقا للفترة (ب) من المادة (‪.3)13‬‬

‫ج‪/‬علم المدعي العام شخصيا بوقوع الجريمة من تلقاء نفسه ‪:‬‬

‫لقد أجاز النظام األساسي للمدعي تحريك الدعوى من تلقاء نفسه إستنادا إلى المعلومات المتعلقة‬
‫بجرائم تدخل في إختصاص المحكمة‪ 4‬سواء كانت تلك المعلومات شهادة شفاهية أو معلومات خطية‪،‬‬
‫و بذلك فقد ضمن ميثاق روما للمدعي العام رخصة االدعاء الدولي نيابة عن الجماعة الدولية‬
‫و ليس نيابة عن إحدى الدول‪ ،‬و يقوم المدعي العام بتحليل جدية المعلومات التي يتلقاها كما يجوز‬
‫له لهذا الغرض الحصول على معلومات إضافية من الدول أو أجهزة األمم المتحدة أو المنظمات‬
‫الدولية الحكومية أو غير الحكومية كاللجنة الدولية للصليب األحمر أو أية مصادر أخرى موثوقة‬
‫يراها مالئمة ‪ ،‬ويجوز له تلقي الشهادات التحريرية أو الشفوية في مقر المحكمة و هذه الصالحية‬
‫المتمثلة في فتح المدعي العام للتحقيق استنادا إلى المعلومات المتوفرة لديه عن الجريمة و بمعزل‬
‫عن طلب الدول شكلت إستقاللية واضحة‪ ،‬أصبح بمقتضاها المدعي العام يجمع بين سلطتي التحقيق‬
‫و اإلتهام في أن واحد‪ ،‬بحيث يكون مسؤوال عن اإلحتفاظ بالمعلومات و األدلة المادية التي تحصل‬
‫عليها من التحقيقات التي يجريها مكتبه كما يكون مسؤوال عن تخزينها و المحافظة عليها لتقديمها‬
‫للمحكمة في الوقت المناسب‪.5‬‬

‫‪1‬علي عبد القادر القهوجي ‪ .‬القانون الدولي الجنائي‪ .‬الطبعةاألولى‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ :‬لبنان ‪ .2001 .‬ص‬
‫ص‪.337 - 336‬‬
‫‪2‬احمدى بوزنية أمنة ‪ .‬آليات تنفيذ القانون الدولي اإلنساني‪.‬د‪.‬ط‪ .‬دار الجامعة الجديدة ‪ :‬اإلسكندرية‪ .‬ص‪.197‬‬
‫‪3‬علي عبد القادر القهوجي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.337-336‬‬
‫‪4‬انظر المادة(‪)1/15‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬
‫‪5‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.109-107‬‬

‫‪20‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫فإذا ما إستنتج المدعي العام أن هناك أساسا معقوال للشروع في إجراء التحقيق يقدم إلى دائرة ما‬
‫قبل المحاكمة (الدائرة التمهيدية) طلبا باإلذن له بإجراء تحقيق ابتدائي إلحاقه بأية أدلة تؤيد طلبه ثم‬
‫جمعها‪ ،‬و يجوز للمجني عليهم أن يطلبوا امن الدائرة التمهيدية سماع أقوالهم وفقا للقواعد اإلجرائية‬
‫و قواعد اإلثبات‪ ،‬وتأذن الدائرة التمهيدية بالتحقيق إذا ما استنتجت بعد دراستها لطلب المدعي العام‬
‫أن هناك أساسا معقوال للشروع في إجراء تحقيق إبتدائي وأن الدعوى تدخل في إختصاص المحكمة‬
‫تأذن بالتحقيق دون المساس بما تقرره المحكمة فيما بعد بشأن اإلختصاص وقبول الدعوى ‪ ،‬بينما إذا‬
‫تبين لهذه الدائرة عدم جدية طلب المدعي العام رفضت اإلذن إلجراء التحقيق االبتدائي مع تقديم‬
‫طلب جديد يستند إلى أدلة و وقائع جديدة‪ ،‬أما إذا إستنتج المدعي العام بعد التحقيق أن المعلومات‬
‫ال تشكل أساس اإلجراء التحقيق فعليه أن يبلغ مقدمي المعلومات بذلك دون أن يمنعه من النظر في‬
‫معلومات جديدة ليتخذ بعد ذلك مايراه مناسبا‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات التحقيق االبتدائي‪:‬‬

‫إن اإلجراءات التي يتخذها المدعي العام هي من إجراءات التحقيق اإلبتدائي التي يتوالها‬
‫قاضي التحقيق و النيابة العامة في القانون الداخلي ‪ ،‬ولكن إختصاص المدعي العام بفتح التحقيق‬
‫يتوقف على موافقة الدائرة التمهيدية كما أن جزء من هذه اإلجراءات تقوم بها الدائرة التمهيدية ‪.2‬‬

‫وعلى غرار صالحية المدعي العام األصلية المتمثلة في اإلتهام و اإلدعاء والمالحقة فهو‬
‫يختص بالتحقيقات اإلبتدائية التي يمارسها وفقا لقيود معينة و أسس قانونية وجب توافرها ‪ ،‬وهذا ما‬
‫سنحاول معالجته ‪.‬‬

‫‪ /1‬الشروع في التحقيق االبتدائي‪:‬‬

‫بموجب المادة (‪ )53‬الفقرة (‪ )01‬من النظام األساسي يشرع المدعي العام بالتحقيق بعد تقديم‬
‫المعلومات الواردة إليه‪ ،‬ما لم يقرر عدم وجود أساس معقول لمباشرة إجراءات التحقيق و بعد‬
‫تمحيص المدعي العام المعلومات المتاحة له يلجأ إلى أسس ثالثة ليقرر بدء التحقيق أو العزوف‬
‫عنه‪.3‬‬

‫‪1‬علي عبد القادر القهوجي‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪337‬‬


‫‪2‬علي عبد القادر القهوجي ‪ .‬مرجع نفسه ‪.‬ص ص‪.341-340‬‬
‫‪3‬عمرمحمود المخزومي ‪ .‬القانون الدولي اإلنساني في ضوء المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار الثقافة ‪:‬‬
‫عمان ‪ .2008.‬ص‪.212‬‬

‫‪21‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ /‬توافر أساس معقول يدل على وجود جريمة واقعة ضمن إختصاص المحكمة ‪:‬‬

‫و ذلك بناءا على تقييم المعلومات التي تتضمنها اإلحالة تقييما منطقيا و موضوعيا و يجوز‬
‫للمدعي العام أن يثير عدم اإلختصاص أثناء قيامه بالتحقيق إذا أظهرت الشهادات و القرائن ذلك ‪.1‬‬

‫ب‪ /‬توافر شروط المقبولية ‪:‬‬

‫ال يجوز التحقيق أو المالحقة في الدولة المختصة مالم تكن الدولة غير راغبة في التحقيق أو‬
‫المالحقة أو غير قادرة عليها‪.2‬‬

‫ج‪ /‬التثبت من أن التحقيق يخدم مصلحة العدالة ‪:‬‬

‫يتمتع المدعي العام بسلطة تقديرية في تقدير مصالح العدالة على ضوء جسامة الجرم‬
‫و مصلحة الضحايا‪،‬فإذا قرر المدعي العام عدم مباشرة التحقيق إلنتفاء مصالح العدالة يكون للدائرة‬
‫التمهيدية المبادرة من تلقاء نفسها لمراجعة ق ارره فال يصبح نهائيا إال بعد إعتمادها له‪. 3‬‬

‫وعلى المدعي العام بعد مباشرته للتحقيق إتخاذ أحد الق اررين‪ :‬إما اإلستمرار في إجراءات السير في‬
‫الدعوى و أن يبلغ الدائرة التمهيدية أن إجراء التحقيق لن يخدم العدالة أو أنه ال يوجد أساس كاف‬
‫للمقاضاة و بالتالي عدم اإلستمرار في التحقيق‪.‬‬

‫‪ ‬اإلستمرار في التحقيق‪:4‬‬

‫ويكون هذا القرار في الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا تبين للمدعي العام من المعلومات المتاحة أن هناك أساسا معقوال لإلعتقاد بأن‬
‫جريمة ما تدخل في إختصاص المحكمة قد أرتكبت أو يجرى إرتكابها ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت القضية يمكن أن تكون حسب المادة (‪.)170‬‬
‫‪ -‬إذا رأى المدعي العام أحدا في اعتباره خطورة الجريمة و مصالح المجني عليهم أن‬
‫هناك أسبابا جوهرية تدعو إلى اإلعتقاد بضرورة اإلستمرار في إجراءات التحقيق‪.5‬‬

‫‪1‬بدر الدين محمد شبل ‪.‬الحماية الدولية لحقوق اإلنسان و حرياته األساسية ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار الثقافة‪ :‬عمان ‪.‬‬
‫‪.2011‬ص‪.212‬‬
‫‪ 2‬انظر المادة (‪ )17‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪3‬بدر الدين محمد شبل ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.447‬‬
‫‪4‬انظر المادة (‪ )1/53‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬
‫‪5‬علي يوسف الشكري‪ .‬القضاء الجنائي الدولي في عالم متغير ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار الثقافة ‪ :‬عمان ‪ .2008 .‬ص‪.195‬‬

‫‪22‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تبليغ الدائرة التمهيدية أن إجراء التحقيق لن يخدم العدالة و انه ال يوجد أساس كافي‬
‫للمقاضاة‪:‬‬

‫يقرر المدعي العام عدم اإلستمرار في التحقيق ‪:‬‬

‫أ‪ /‬إذا ما إستنتج بعد إجرائه التحقيق األولى أن المعلومات المقدمة له ال تشكل أساسا معقوال للشروع‬
‫في التحقيق االبتدائي‪ ،‬أي عدم وجود أساس قانوني أو واقعي كاف لطلب إصدار أمر قبض أو‬
‫حضور طبقا لنص المادة (‪.)58‬‬

‫ب‪ /‬وجود أسباب جوهرية تدعو لإلعتقاد بان إجراء التحقيق لن يخدم مصالح العدالة و يتضح ذلك‬
‫بعد مراعاة المدعي العام لجميع الظروف كخطورة الجريمة و مصالح المجني عليهم و اعتالل‬
‫الشخص المنسوب إليه الجريمة ودوره في الجريمة‪.1‬‬

‫ج‪ /‬باإلضافة إلى أن القضية غير مقبولة‪. 2‬‬

‫على المدعي العام تبليغ ما توصل إليه إلى مقدمي تلك المعلومات كما يبلغ الدائرة التمهيدية بق ارره‬
‫بخصوص عدم إجراء التحقيق حتى يكون لها الحق في مراجعة هذا القرار سواء بمبادرة منها أوبناءا‬
‫على طلب الدولة المحيلة‪ ،‬و للدائرة التمهيدية أن تطلب من المدعي العام إعادة النظر في ق ارره و ال‬
‫يكون هذا األخير نافذا إال بعد إعتماده من الدائرة التمهيدية ‪.3‬‬

‫‪ /2‬سلطات المدعي العام في التحقيق ‪:‬‬

‫حسب نص المادة (‪ )54‬فان المدعي العام يتمتع بمجموعة من اإلجراءات تتطلب عددا من‬
‫الواجبات و السلطات أثناء ممارسته للتحقيق أهمها ‪:‬‬

‫أ‪ /‬إثبات الحقيقة و الوصول إليها ‪:‬‬

‫و ذلك من خالل جمع األدلة و توسيع التحقيق وفحص كل الوقائع و األدلة‪ 4‬التي تتصل‬
‫بتحديد ما إذا كان هناك مسؤولية جنائية أو ال بحسب النظام األساسي‪ ،‬و هنا يجب على المدعي‬

‫‪1‬ياسين بغو ‪ .‬تحريك الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة ‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير تخصص قانون‬
‫جنائي دولي ‪ .‬جامعة العربي ين مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪-‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ .‬السنة الجامعية ‪2011/2010‬‬
‫‪ .‬ص‪.40‬‬
‫‪2‬انظر المادة (‪ )17‬من نظام روما األساسي ‪.‬‬
‫‪3‬ياسين بغو ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.40‬‬
‫‪4‬سهيل حسين الفتالوي ‪.‬موسوعة القانون الدولي الجنائي ‪ .03‬القضاء الدولي الجنائي ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار الثقافة‬
‫للنشر و التوزيع ‪ :‬عمان ‪ .2011.‬ص‪.265-264‬‬

‫‪23‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫العام عند مباشرته لتحقيق االبتدائي اإللتزام بالبحث في أدلة التجريم و البراءة على حد سواء كما‬
‫يجب عليه إتخاذ كافة التدابير التي تضمن فعالية التحقيق‪.‬‬

‫ب‪ /‬أخذ حقوق األشخاص بعين اإلعتبار ‪:‬‬

‫ولتفعيل دور المدعي العام في التحقيق أيضا عليه أن يأخذ حقوق بأشخاص بعين اإلعتبار‬
‫سواء كانوا متهمين أو مشتبها فيهم أو غيرهم طبقا لنص المادة (‪ )1/54‬من النظام األساسي‪ ،‬كما‬
‫يستخدم المدعي العام عدة سلطات لتسيير أعماله منها‪: 1‬‬

‫ب‪-‬أ‪ /‬القيام بالتحقيقات في إقليم دولة الطرف في النظام‪ :‬وذلك إستنادا إلى أحكام التعاون‬
‫و المساعدة الدولية التي تلزم الدول على التعاون التام مع المحكمة سواء أثناء التحقيقات أو‬
‫المحاكمة‪ ،‬و ذلك بعد أن يأخذ المدعي العام‬

‫اإلذن من الدائرة التمهيدية للقيام بخطوات التحقيق محددة في إقليم دولة طرف دون ضمان تعاون‬
‫تلك الدولة بموجب أحكام الباب التاسع (‪ )09‬من النظام األساسي ‪.2‬‬

‫ب‪-‬ب‪ /‬جمع األدلة و فحصها ‪ :‬كما للمدعي العام سلطة جمع األدلة وفحصها وهنا يجوز له أن‬
‫يطلب من أية دولة أو منظمة حكومية إلتخاذ ما يلزم من التدابير لجمع األدلة‪ ،‬كما يحق له أال‬
‫يكشف على أية مستندات أو معلومات تصل إليه و أن يطلب أية إجراءات حق في سيبل الحفاظ‬
‫على سرية المعلومات التي بحوزته ‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا ما إتضح للمدعي العام أثناء التحقيق أن هناك فرصة قد ال تتكرر ألخذ شهادة‬
‫جمع األدلة و أن هذه األدلة و المعلومات قد تتالشى و تضيع ‪ ،‬فله أن يخبر الدائرة التمهيدية بذلك‬
‫لتتخذ اإلجراءات الالزمة لعدم ضياع هذه األدلة‪ ،‬ومن بين هذه اإلجراءات التي تتخذها المحكمة‬
‫نذكر ‪:‬‬

‫‪ ‬تعيين خبير لتقديم المساعدة ‪.‬‬


‫‪ ‬اإلذن للمدعي العام باالستعانة بما يلزم للحفاظ على هذه المعلومات و األدلة ‪.‬‬
‫‪ ‬إصدار بعض األوامر و التعليمات للمدعي العام إلتباعها للحفاظ على تلك المعلومات ‪.‬‬
‫‪ ‬إنتداب أحد قضاة الدائرة التمهيدية لإلشتراك في التحقيق بإتخاذ إلجراءات أخرى في جمع‬
‫األدلة و الحفاظ عليها‪.1‬‬

‫‪1‬سهيل حسين الفتالوي‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.264‬‬


‫‪2‬علي خلف الشرعة‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪152‬‬

‫‪24‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الضمانات المتوفرة للمتهم ‪.‬‬

‫يمتع المتهم بارتكاب جرائم دولية تدخل في إختصاص المحكمة الجنائية الدولية بعدة حقوق‬
‫وضمانات لتكفل لهم الحق في درء اإلتهام عن كاهلهم واعادتهم إلى األصل العام وهو حالة البراءة و‬
‫ذلك من خالل مجموعة من القواعد الموضوعية و اإلجرائية بغرض التحقق من نسبة هذه الجرائم إلى‬
‫المشتبه فيهم أو ال ‪.2‬‬

‫و سوف نتعرض إلى هذه الضمانات التي تضمنها النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية و‬
‫القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات خاصة مرحلتي اإلحتجاز و اإلستجواب‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬ضمانات المتهم عند االحتجاز ‪.‬‬

‫لجميع األفراد الحق في التمتع بالحرية حيث ال يجوز توقيف أحد أو إعتقاله إال طبقا ألحكام‬
‫القانون على نحو بعيد عن التعسف كما ال ينبغي في األحوال العادية احتجاز المتهمين بارتكاب‬
‫أفعال جنائية إلى حين تقديمهم إلى‬

‫المحاكمة‪ ،‬غير أن المعايير الدولية لم تكتفي بحظر القبض على أي فرد أو احتجازه تعسفا بل‬
‫تشترط أيضا أن يتم ذلك بناءا على اإلجراءات المحددة في نص القانون ووفقا لها كما ينبغي كقاعدة‬
‫‪3‬‬
‫عامة اإلستمرار في إحتجاز األشخاص المتهمين بارتكاب أفعال جنائية إلى حين محاكمتهم‬

‫‪ /1‬حقوق المتهم عند القبض ‪:‬‬

‫إن القبض هو إجراء إحتياطي يهدف إلى وضع المتهم تحت يد العدالة عن طريق تقييد حرية‬
‫التنقل و الحركة بشكل ينطوي على المساس بحرية المتهم‪ ،4‬و على هذا األساس سوف نتطرق إلى‬
‫حق المتهم في اإلفراج عنه مؤقتا وحق المتهم في اإلستعانة بمحام قبل المحاكمة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬سهيل الفتالوي ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.265‬‬
‫‪2‬ندى بو اللبن ‪ .‬إجراءات التحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون الجنائي‬
‫الدولي‪ .‬إشراف الطاهر زواقري‪.‬المركز الجامعي خنشلة ‪ .‬معهد العلوم القانونية ‪ .‬د‪.‬ت ‪ .‬السنة الجامعية ‪.2011/2010.‬‬
‫ص‪.90‬‬
‫‪3‬هشام محمد فريجة ‪ .‬ضمانات الحق في محاكمة عادلة في المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان‪ .‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪.‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ .‬د‪.‬س ‪ .‬ص‪.434‬‬
‫‪4‬عالء باسم صيحي بني فضل ‪ .‬ضمانات المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬قدمت هذه األطروحة استكماال للمتطلبات‬
‫الحصول على درجة الماجيستر في القانون العام ‪ .‬إشراف دكتور نائل طه و باسم منصور‪.‬جامعة النجاح الوطنية في‬
‫نابلس‪-‬فلسطين‪-‬كلية الدراسات العلية – بتاريخ ‪. 2011/07/28‬السنة الجامعية ‪ .2011‬ص‪.75‬‬

‫‪25‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ /‬حق المتهم في اإلفراج عنه مؤقتا‪:‬‬

‫وفقا لنص المادة (‪ )60‬الفقرة الثانية يجوز للشخص الخاضع للتوقيف أن يطلب من الدائرة‬
‫التمهيدية اإلفراج عنه مؤقتا لحين المحاكمة و تبت هذه الدائرة في الطلب على وجه السرعة بعد‬
‫التماس أراء المدعي العام و تستعرض كل من ‪ 20‬يوم على األقل حكما سواء اإلفراج عن الشخص‬
‫أواحتجازه‪ ،‬كما يجوز لها اإلستمرار في إحتجاز هذا الشخص أواإلفراج عنه بالشروط أو بدون شروط‬
‫وقد وردت هذه الشروط في القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات و هي‪:1‬‬

‫‪ ‬عدم ذهاب الشخص المعني إلى أماكن معينة و إمتناعه عن مقابلة أشخاص تحددهم الدائرة‬
‫التمهيدية ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم إتصال الشخص المعني بالضحايا و الشهود إتصاال مباش ار أو غير مباشر ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم مزاولة الشخص المعني أنشطة مهنية معينة ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يقيم الشخص المعني عنوان تحدده الدائرة التمهيدية ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يستجيب المعني ألمر المثول الصادر عن سلطة أو شخص مؤهل تحدده الدائرة التمهيدية ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يودع هذا الشخص تعهدا أو يقدم ضمانا أو كفالة عائلية أو شخصية تحدد الدائرة التمهيدية‬
‫مبلغا وأجالها وطرق دفعها ‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يقدم الشخص المعني للسجل جميع المستندات التي تثبت هويته السيما جواز سفره‪.2‬‬

‫والبد أن يكون طلب اإلفراج المؤقت كتابيا و يخطر المدعي العام بهذا الطلب و تتخذ الدائرة‬
‫التمهيدية قرارها بعد تلقي مالحظات كتابية من المدعي العام أو الشخص المحتجز‪ ،‬و يمكن لها أن‬
‫تقرر عقد جلسة بناءا على طلب المدعي العام أو الشخص المحتج أو بمبادرة منها على األقل جلسة‬
‫واحدة في كل عام‪.‬‬

‫ب‪ /‬حق المتهم في اإلستعانة بمحام قبل المحاكمة ‪:‬‬

‫إن الحق في اإلستعانة بمحام هو حق أصيل للمتهم فلكل شخص محتجز أو يحتمل أن تنسب له‬
‫التهمة الحق في الحصول على مساعدة محام يختاره لحماية حقوقه و مساعدته في الدفاع عن‬
‫نفسه‪ ،‬و إنتداب محام كفئ مؤهل للدفاع عنه إذا كان غير قادر على دفع النفقات الالزمة لتوكيل‬
‫محام‪.‬‬

‫‪1‬عالء باسم صبحي بني فضل ‪.‬المرجع نفسه ‪.‬ص ‪.90‬‬


‫‪2‬انظرالمادة (‪ )119‬من القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫و يجب أن يمنح الشخص المتهم مساحة زمنية و تسهيالت كافية لإلتصال بمحاميه على‬
‫انف ارد لضمان محاكمة عادلة و ينطبق هذا الحكم على جميع مراحل الدعوى الجنائية كما ينبغي على‬
‫الحكومات أن تضمن للمحتجزين فرصة للتشاور مع محاميهم و اإلتصال بهم دون أي قيد كالبطئ‬
‫أو التأخير أو الرقابة‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ /‬ضمانات المتهم أثناء االستجواب ‪:‬‬

‫يعد االستجواب إجراء من إجراءات التحقيق واجراء من إجراءات الدفاع في آن واحد و فيه‬
‫تستطيع سلطة التحقيق كشف الحقيقة من خالل مناقشة المتهم بصورة تفصيلية قد تؤدي به إلى‬
‫اإلدالء بأقوال غير صالحة و تؤخذ كدليل عليه ومواجهته بأدلة إثبات مختلفة‪.‬‬

‫و يستطيع المتهم بواسطة اإلستجواب إبداء دفاعه و تنفيذ األدلة ضده‪ ،‬و لذلك أحاطه النظام‬
‫األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ 2‬بالعديد من الضمانات‪ ،‬منها إبالغ المتهم بالتهمة المنسوبة إليه‬
‫وحظر اإلكراه على اإلعتراف و الحق في إلتزام الصمت الحق في اإلستعانة بالمترجمين وعدم‬
‫التعرض للتعذيب أو سوء المعاملة‪ ،‬وهذا ما سيتم شرحه على التوالي‪.3‬‬

‫أ‪ /‬إبالغ الشخص بالتهمة المنسوبة إليه ‪:‬‬

‫يجب على المدعي العام إحاطة المتهم بعد التثبت من شخصيته بالوقائع المنسوبة إليه وتبصيره‬
‫بأدلة إدانته‪ ،‬باإلضافة إلى النصوص القانونية المتابع على أساسها‪ ،4‬وعدم إشتراط إحاطة المتهم‬
‫بالتكييف القانوني للجريمة التي إرتكبها‪.‬‬

‫و لقد ورد هذا اإلجراء في العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية لعام ‪ 51966‬الذي نص على‬
‫ضرورة إبالغ كل من يقبض عليه بأسباب القبض و التهم الموجهة إليه ‪ ،‬كما ورد أيضا في النظام‬
‫األساسي للمحكمة الجنائية الدولية بموجب المادة (‪ )55‬الفقرة الثانية التي نصت على ضرورة إبالغ‬

‫محمد هشام فريجة‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪. 435‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬سردار علي عزيز ‪.‬ضمانات المتهم أثناءاالستجواب ‪.‬الطبعةاألولى‪ .‬المركز القومي لإلصدارات القانونية ‪:‬القاهرة ‪.2014.‬‬
‫ص‪.41‬‬
‫‪3‬راجع نص المادة (‪ )55‬من النظام األساسي للمحكمةالجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪4‬آسية بن بوعزيز ‪ .‬التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية‪ .‬بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في القانون الجنائي‬
‫الدولي ‪ .‬تحت إشراف السعيد فكرة‪ .‬المركز الجامعي عباس الغرور –خنشلة‪ -‬مدرسة الدكتوراه ‪ .‬معهد العلوم القانونية و‬
‫اإلدارية‪.‬د‪.‬ت‪.‬السنة الجامعية ‪.2011-2010‬ص‪106‬‬
‫‪5‬انظر المادة (‪ )2/9‬من المعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشخص قبل الشروع في إستجوابه بأن هناك أسبابا تدعو لإلعتقاد بأنه إرتكب جريمة تدخل في‬
‫اختصاص المحكمة‪.‬‬

‫ب‪ /‬حظر اإلكراه على االعتراف ‪:‬‬

‫من الضمانات األساسية للمتهم أثناء اإلستجواب عدم جواز أجباره على اإلعتراف بالذنب و تجريم‬
‫نفسه بحيث ال يجوز إكراه الشخص سواء كان إكراها ماديا أو معنويا لإلعتراف بالذنب حول ما يحقق‬
‫معه و ال يعتد بهذا اإلعتراف إن كان ناتجا عن إكراه بينما يكون منتجا لكل أثاره القانونية إذا إعترف‬
‫هذا الشخص بمحض إرادته وفق الشروط و اإلجراءات الصحيحة الخاصة باإلعتراف‪.1‬‬

‫ج‪ /‬الحق في إلتزام الصمت ‪:‬‬

‫كما يحق للمتهم أن يتكلم بما يشاء دفاعا عن نفسه دون ممارسة أي ضغط عليه يحق له أيضا‬
‫أن يصمت عن الكالم أو يؤخر كالمه إلى وقت أخر‪ ،‬وله أن يجيب على بعض االستفسارات دون‬
‫البعض األخر دون أن يضر صـمته بمصلحته ‪.2‬‬

‫ولقد أكد نظام روما األساسي على هذا الحق في المادة (‪ )55‬الفقرة (‪ )02‬التي نصت على أنه‬
‫"حيثما توجد أسباب تدعو لالعتقاد بان شخصا ما قد ارتكب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة و‬
‫يكون من المزمع استجواب ذلك الشخص إما من قبل المدعي العام أو السلطات الوطنية بناءا على‬
‫طلب مقدم بموجب الباب التاسع من هذا النظام‪ ،‬يكون لذلك الشخص الحقوق التالية ( الرضا ) و‬
‫يجب إبالغه بها قبل استجوابه‪.‬‬

‫أ‪-‬أن يجري إبالغه قبل الشروع في إستجوابه بأن هناك أسباب تدعو لإلعتقاد بأنه إرتكب جريمة‬
‫تدخل في إختصاص المحكمة‪.‬‬
‫ب‪-‬إلتزام الصمت دون أن يعتبر هذا الصمت عامال في تقرير الذنب أو كبراءة" ‪.‬‬

‫د‪ /‬الحق في اإلستعانة بمترجمين ‪:‬‬

‫يحق للشخص محل التحقيق أو المحاكمة اإلستعانة مجانا بمترجم شفوي كفئ يتقن اللغة التي‬
‫يتحدثها المتهم لكي يفهم إجراءات التحقيق و الحصول على الترجمات التحريرية الالزمة للوفاء‬
‫بمقتضيات اإلنصاف‪.3‬‬

‫‪1‬سهيل حسين الفتالوي ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.266‬‬


‫عالء باسم صيحي بني فضل ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ص‪.97-96‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬اسية بن بوعزيز ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.105‬‬

‫‪28‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫ه‪ /‬عدم التعرض للتعديل أو سوء المعاملة‪:‬حرصت المادة (‪/1/55‬ب) على ضرورة أن ال يتعرض‬
‫الشخص الخاضع للتحقيق ألي شكل من أشكال القسر أو اإلكراه أو التهديد أو التعذيب أو أي‬
‫ضرب من ضروب المعاملة القاسية أوالإلنسانية المادة (‪ ،)55‬وممارسة التعذيب و غيره من أشكال‬
‫سوء المعاملة تعتبر أفعاال يجب منعها و التحقيق فيها والمعاقبة عليها لما في ذلك اإلغتصاب‬
‫و غيره من أشكال اإلعتداء الجنسي و سوء المعاملة التي تتعرض لها النساء أثناء الحبس‪.1‬‬

‫و‪ /‬تدوين اإلستجواب ‪ :‬البد من تدوين ما يدلي به الشخص الذي يتم إستجوابه‪ ،‬من أقوال في‬
‫محضر يسمى محضر األقوال الرسمية‪ ،‬مع التوضيح بأن هذا الشخص قد أبلغ بحقوقه قبل البدء في‬
‫إستجوابه ويراعى في كتابة هذا المحضر جميع اإلجراءات الشكلية و الموضوعية الالزمة منها‪:‬‬

‫و يدون تنازل الشخص عن حقه في االستجواب بحضور محام كتابيا و يتم تسجيله بالصوت أو‬
‫الفيديو إن أمكن ذلك واتاحة الفرصة للشخص المستجوب عند إنتهاء اإلستجواب لتوضيح أي شيء‬
‫مما قاله أو إضافة أي شيء يريد المتهم إضافته‪ ،‬وال بد من تسجيل وقت إنتهاء اإلستجواب و غيرها‬
‫من اإلجراءات األخرى‪. 2‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬ضمانات المتهم أمام الدائرة التمهيدية ‪.‬‬

‫تقوم الدائرة التمهيدية و هي إحدى الدوائر القضائية األساسية للمحكمة بأداء دور مكمل لدور‬
‫المدعي العام في مجال التحقيق و التمهيد إلجراءات المحاكمة‪ ،‬و ذلك بتقدير ما يلزم من تدابير لهذا‬
‫الغرض و األمر‪.3‬‬

‫ويتمتع المتهم بإرتكاب جرائم دولية بعدد من الضمانات و الحقوق التي تكفل الحق في درء‬
‫اإل تهام عن كاهله‪،‬وهو ما سنحاول توضيحه ضمن ثالث فروع نتناول في الفرع األول " اإلجراءات‬
‫الدائرة التمهيدية " بينما ننظر في الفرع الثاني " إعتماد المتهم "‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اإلجراءات أمام الدائرة التمهيدية ‪:‬‬

‫تتمثل إجراءات التحقيق التي تمارسها الدائرة التمهيدية في بيان كيفية إصدارها للق اررات وتحديد‬
‫مهامها و سلطاتها في إصدار األوامر المتعلقة بالتحقيق‪.‬‬

‫‪1‬محمد هشام فريجة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.436‬‬


‫‪2‬أنظر المادة (‪ )112‬القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬
‫‪3‬بدر الدين محمد شبل ‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.451‬‬

‫‪29‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال ‪ :‬الكيفية التي تصدر بها الدائرة التمهيدية ق ارراتها ‪:‬‬

‫نصت المادة (‪ )67‬الفقرة الثانية من النظام األساسي على كيفية إصدار الدائرة لق ارراتها‪ ،‬بحيث‬
‫تصدر األوامر والق اررات بموجب المواد (‪ )15.18.19‬و الفقرة الثانية من المادة (‪ )57‬و الفقرة‬
‫السابعة من المادة (‪ )61‬و المادة (‪ 1)72‬و يجب أن توافق عليها أغلبية أعضائها وهذه األوامر‬
‫و الق اررات تتعلق بالسماح للمدعي العام بالبدء في التحقيق أو رفض ذلك اإلذن أو اإلذن له بإتخاذ‬
‫خطوات تحقيق معينة‪ ،‬إلى جانب التقرير بوجود أدلة كافية مع الدول بخصوص الكشف عن‬
‫المعلومات التي من شأنها المساس بمصالح األمن الوطني‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهام الدائرة التمهيدية في التحقيق‪:‬‬

‫تقوم الدائرة التمهيدية بمهام عديدة فيما يتعلق بتحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة إلى‬
‫جانب وظائفها األخرى والمتمثلة في إصدار األوامر و الق اررات ومن بين هذه المهام نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ /1‬أن تصدر الدائرة التمهيدية األوامر و الق اررات المتعلقة بالتحقيق بناء على طلب المدعي العام‪.‬‬

‫‪ /2‬أن تصدر الدائرة بناءا على طلب شخص مقبوض عليه أو الذي حضر أمام هذه المحكمة بناءا‬
‫على طلب الحضور ما يلزم من األوامر‪ ،‬و أن يتخذ أية تدابير أو تلتمس أي وسائل تعاون الدولي‬
‫أو المساعدة القضائية الدولية عمال بالباب التاسع من النظام األساسي و هذا كله من أجل مساعدة‬
‫هذا الشخص على إعداد دفاعه ‪.‬‬

‫‪ /3‬إتخاذ كافة اإلجراءات لحماية المجني عليهم و الشهود و األدلة و الشخص المقبوض عليه أو‬
‫طلب الحضور ومعلومات المتعلقة باألمن الوطني ألي من الدول المختلفة‪. 3‬‬

‫‪ /4‬السماح للمدعي العام بإتخاذ خطوة تحقيق محددة داخل إقليم دولة طرف دون أن يكون ضد من‬
‫تعاون هذه الدولة ‪،‬إذا كانت ظروف هذه الدولة الداخلية ال تسمح لها بإجراء هذه التحقيقات لعدم‬
‫وجود أي عنصر من عناصر نظامها القضائي مع كون هذه الدولة في ذات الوقت غير قادرة على‬
‫تنفيذ المساعدة الدولية‪.‬‬

‫‪ /5‬كما يحق للدائرة التمهيدية أن تطلب من الدولة التعاون معها ‪ ،‬وعرض مصادر العائدات‬
‫و الممتلكات و األدوات المتعلقة بالجرائم إلتخاذ تدابير حماية و خاصة من أجل المصلحة النهائية‬

‫‪1‬نجوى يونس سديرة ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.168‬‬


‫‪2‬علي عبد القادر القهوجي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪341‬‬
‫‪3‬بدر الدين محمد شبل‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.454-453‬‬

‫‪30‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫للمجني عليهم و ذلك عندما يكون قد صدر أمر بالقبض أو بالحضور و يعني إحالة اإلتهام الواجب‬
‫‪1‬‬
‫لقوة األدلة و تهاون األط ارف المعنية وفقا لقواعد اإلثبات والقواعد اإلجرائية‬

‫ثالثا ‪ :‬سلطات الدائرة التمهيدية في إصدار األوامر المتعلقة بالتحقيق ‪:‬‬

‫تصدر الدائرة التمهيدية بعد بداية التحقيق و بناءا على طلب المدعي العام الق اررات و األوامر‬
‫الالزمة ألغراض التحقيق‪ ،‬ومن ذلك أمر القبض و أمر الحضور الواردين بالمادة (‪ )58‬من النظام‬
‫األساسي للمحكمة الجنائية الدولية ‪.2‬‬

‫‪ /1‬إصدار األمر بالقبض ‪:‬‬

‫يعتبر إصدار األمر بالقبض من أهم وسائل إجبار الشخص على المثول أمام المحكمة على‬
‫صعيد القضائيين الجنائي الوطني و الجنائي الدولي ‪ ،‬فضال عن إعتبار إجراء من إجراءات التحقيق‬
‫التي تهدف إلتخاذ اإلحتياطات الالزمة لتقييد حرية المقبوض عليه ‪ ،‬ووضعه تحت تصرف الجهة‬
‫المخولة بإلقاء القبض عليه لمدة زمنية مؤقتة لمنعه من الفرار تمهيدا إلستجوابه من الجهات‬
‫المختصة‪.3‬‬

‫و لما كان األمر بالقبض قيد وجوبي يخضع له اإلنسان فانه وجب أن تكون أحكامه واضحة ال‬
‫لبس فيها ‪ ،‬الن مخالفة هذا اإلجراء يترتب عليه جزاءات نتيجة لما يلحقه من ضرر لألفراد‪ ،‬على‬
‫غرار اآلثار النفسية و اإلجتماعية التي يسببها للمقبوض عليهم و التي يصعب تعويضهم عنها‪.‬‬

‫وينبغي مراعاة عدة أمور لضمان إستخدام أمر القبض على النحو االمثل أهمها أن تقتصر‬
‫سلطة إصداره على جهات محددة تتمتع بالكفاية والحيدة اللتان تجعالنها أهال لعدم التعسف و تتمثل‬
‫هذه السلطة وفقا لنظام روما األساسي في القضاء ممثال بدائرة ما قبل المحكامة إذ يجوز لهذه‬
‫الدائرة إصدار األمر بالقبض بناءا على طلب المدعى العام الذي يقدمه في أي وقت بعد الشروع في‬
‫التحقيق ‪.4‬‬

‫أ‪ /‬عوامل إصدار األمر بالقبض ‪:‬‬

‫نص النظام األساسي على عدة عوامل يجب على الدائرة التمهيدية مراعاتها قبل إصدار أمر‬
‫القبض و هي‪:‬‬

‫‪1‬نجوى يونس سديرة‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.173-172‬‬


‫‪2‬منتصر سعيد حمودة ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.230‬‬
‫‪3‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.280‬‬

‫‪31‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬وجود أسباب معقولة لإلعتقاد بان الشخص قد إرتكب جريمة تدخل في إختصاص المحكمة وأن‬
‫القبض على الشخص يبدو ضروريا‪. 1‬‬

‫ب‪ /‬األسباب الداعية إلصدار األمر بالقبض ‪:‬‬

‫تتمثل أسباب إصدار األمر بالقبض فيما يلي ‪:‬‬

‫وعدم قيامه بعرقلة التحقيقات و المحاكمات و عدم‬ ‫‪ ‬ضمان حضور الشخص للمحاكمة‬
‫تعريضها للخطر‪.‬‬
‫‪ ‬منع الشخص من اإلستمرار في ارتكاب الجرائم‪.‬‬

‫و بناءا على أمر القبض يجوز إلقاء القبض إحتياطيا و للمحكمة طلب المساعدة الدولية في تنفيذ‬
‫أمر القبض كما يجوز للدائرة التمهيدية تعديل أمر القبض بناءا على طلب المدعي العام بالزيادة أو‬
‫حذفا ويبقى أمر القبض ساري المفعول حتى تأمر المحكمة بإلغائه أو وقف تنفيذه ألنه ليس محددا‬
‫لمدة زمنية معينة بل يخضع للسلطة التقديرية للمحكمة لذلك كان يتعين أن يكون للقبض مدة محددة‬
‫لتفادي اإلحتجاز التعسفي لمدة غير معقولة و ضمان حقوق المتهم المقبوض عليه‪.2‬‬

‫ج‪ /‬البيانات التي يتضمنها األمر بالقبض ‪:‬‬

‫يجب أن يتضمن طلب المدعي العام من الدائرة التمهيدية إلصدار أمر القبض على شخص ما‬
‫مجموعة من الشروط الشكلية وهي ‪:‬‬

‫‪ ‬اسم الشخص وأية معلومات أخرى ذات صلة لتسهيل التعرف على شخصيته‪.‬‬
‫‪ ‬إشارة محددة إلى الجرائم التي تدخل في إختصاص المحكمة و المدعية أن الشخص قد‬
‫أرتكبها‪.‬‬
‫‪ ‬بيان موجز بالوقائع التي تشكل الجرائم المتهم فيها الشخص ‪.‬‬
‫‪ ‬موجز باألدلة و أية معلومات أخرى تثبت وجود أسباب معقولة باإلعتقاد بأن الشخص قد‬
‫إرتكب تلك الجرائم‪.‬‬
‫‪ ‬ذكر السبب الذي أدى بالمدعي العام إلصدار أمر بالقبض أوامر الحضور‪. 3‬‬

‫نصت المادة (‪ )1/158‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على انه‪ ":‬تصدر الدائرة التمهيدية في أي وقت‬ ‫‪1‬‬

‫بعد الشروع في التحقيق و بناءا على طلب المدعي أم ار بالقبض على الشخص إذا اقتضى لما يلي ‪ :‬وجود أسباب معقولة‬
‫لالعتقاد بان الشخص قد ارتكب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة" ‪.‬‬
‫‪2‬سهيل حسين الفتالوي ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ص ‪.266-265‬‬
‫‪3‬علي يوسف الشكري‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.197‬‬

‫‪32‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن خالل هذه البيانات يتضح أنه لكي ينفذ أمر القبض البد أن يكون محر ار ومشتمال على‬
‫‪1‬‬
‫البيانات التي تحدد شخصية المتهم بشكل دقيق و أن يكون المتهم على علم بالوقائع المستندة إليه‬
‫وعليه " ففي حالة أي طلب بإلقاء القبض على شخص و تقديمه يكون قد صدر أمر بالقبض عليه‬
‫من الدائرة التمهيدية بمقتضى المادة (‪" )58‬يجب أن يتضمن الطلب أو أن يؤيد بما يلي ‪:‬‬

‫أ‪-‬معلومات تصف الشخص المطلوب وتكون كافية لتحديد هويته ومعلومات عن المكان الذي‬
‫يحتمل وجود الشخص فيه‪.‬‬

‫ب‪ -‬نسخة من أمر القبض ‪.‬‬

‫ج‪ -‬المستندات أو البيانات أو المعلومات الالزمة للوفاء بمتطلبات عملية التقديم في الدولة الموجه‬
‫إليها الطلب في ما عدا أنه ال يجوز أن تكون تلك المتطلبات أثقل وطأة من المتطلبات الواجبة‬
‫التطبيق على طلبات التسليم التي يقدم عمال بالمعاهدات أو الترتيبات المعقودة بين الدولة الموجه‬
‫إليها الطلب و دول أخرى و ينبغي إذا ما أمكن أن تكون أقل وطأة مع مراعاة الطبيعة المتميزة‬
‫‪2‬‬
‫للمحكمة‬

‫‪ /2‬إصدار األمر بالحضور‪:‬‬

‫يعد إصدار األمر بالحضور وسيلة إلجبار األشخاص على الحضور أمام المحكمة الجنائية‬
‫الدولية‪ ،‬وهذا األسلوب شائع في التشريعات الوطنية كما أخذت به األنظمة األساسية للمحاكم الجنائية‬
‫الدولية المؤقتة و النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة ‪.3‬‬

‫فما هو المقصود بأمر الحضور ؟ وفيما تتمثل البيانات التي يتضمنها ؟‪.‬‬

‫تعريف األمر بالحضور ‪:‬‬

‫إن األمر بالحضور هو إجراء بمقتضاه يكلف المتهم بالحضور في مكان و زمان معين وال‬
‫يجوز تنفيذه كرها ألنه مجرد دعوى بتوجيه كتاب إلى المتهم وهو جائر لكل الجرائم ويهدف إلى‬

‫‪1‬نجوى يونس سديرة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.182‬‬


‫‪2‬انظر المادة (‪ )1/58‬من النظام األساسي التي نصت على انه‪ ":‬تصدر الدائرة التمهيدية في أي وقت بعد الشروع في‬
‫التحقيق و بناء على طلب المدعي العام أم ار بالقبض على الشخص اذا اقتنعت بما يلي ‪ ،‬بعد فحص الطلب و األدلةأو‬
‫المعلومات األخرى المقدمة من المدعي العام‪:‬‬
‫أ‪/‬و جود اسباب معقولة لالعتقاد بان الشخص قد ارتكب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة ‪.‬‬
‫ب‪/‬ان القبض على الشخص يبدو ضروريا"‪.‬‬
‫‪3‬براءة منذر كمال عبد اللطيف ‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.455‬‬

‫‪33‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫تسهيل التحقيق والكشف عن الحقيقة‪ 1‬وقد تضمن نظام نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‬
‫هذا األمر في المادة (‪ )7/58‬منه بأنه للمدعي العام عوضا عن إصدار أمر بالقبض أن يطلب من‬
‫الدائرة التمهيدية إصدار أم ار بحضور الشخص أمام المحكمة‪ ،‬إذا إقتنعت الدائرة بوجود أسباب‬
‫معقولة لإلعتقاد بان الشخص المطلوب قد أرتكب الجريمة المدعي بإرتكابها وان إصدار أمر‬
‫الحضور يكفي لضمان مثوله أمام المحكمة‪.2‬‬

‫بيانات أمر الحضور ‪ :‬أوجب النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة أن يتضمن أمر‬
‫القبض البيانات التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬اسم الشخص و أية معلومات أخرى ذات صلة بالتعرف عليه‪.‬‬


‫‪ ‬التاريخ المحدد الذي يكون على الشخص أن يمثل فيه‪.‬‬
‫‪ ‬إشارة محددة إلى الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة و المدعي العام أن الشخص قد‬
‫ارتكبها ‪.‬‬
‫‪ ‬بيان موجز بالوقائع المدعي العام أنها تشكل تلك الجريمة ‪ ،‬و يجري أخطار الشخص بأمر‬
‫الحضور‪.3‬‬

‫ويجري إخطار الشخص بأمر الحضور لكي يكون على علم بما هو منسوب إليه وبالتاريخ و‬
‫المكان المحددان اللذان يجب عليه أن يمثل فيها أمام المحكمة و يجب إخطار هذا الشخص باألمر‬
‫الصادر بالحضور إخطا ار رسميا حتى يتوفر العلم اليقيني بهذا التاريخ و يصبح مسئوال عن عدم‬
‫مثوله أمام المحكمة وفي حالة عدم استجابته لهذا األمر فإنه سيعرض نفسه ألسلوب أخر المتمثل‬
‫في إصدار أمر القبض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اعتماد التهم قبل المحاكمة‪:4‬‬

‫بعد إنتهاء المدعي العام من التحقيق و إحالة الدعوى الجنائية إلى الدائرة التمهيدية بتقديمها‬
‫إلى جهة الحكم المتمثلة في الدائرة االبتدائية فإنه يتعين على الدائرة التمهيدية أن تتخذ اإلجراءات‬

‫‪1‬نجوى يونس سديرة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.176‬‬


‫‪2‬بدر الدين محمد شبل ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.257‬‬
‫‪3‬انظر المادة (‪ )7/58‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬
‫يقصد باعتماد التهم قبل المحاكمة إشعار الشخص الذي سيحال للمحكمة انه قد ارتكب جريمة بأدلة ثابتة ال ليست فيها‬ ‫‪4‬‬

‫‪،‬وقد حددت المادة (‪ )60‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة التأكد من التهم قبل إجراء المحاكمة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلدارية و القضائية إلعتماد التهم ضد الشخص المتهم و المتمثلة في عقد جلسة إلعتماد التهم التي‬
‫على أساسها يطلب المدعي العام للمحاكمة‪.1‬‬

‫أوال‪:‬اإلجراءات السابقة لجلسة اعتماد التهم‪:‬‬

‫تتخذ الدائرة التمهيدية و المدعي العام مجموعة من اإلجراءات قبل جلسة إعتماد التهم نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬فتح قلم كتاب المحكمة ملفا كامال‪ :‬ويكون هذا الملف دقيقا و شامال لجميع اإلجراءات التي تتم‬
‫أمام الدائرة التمهيدية ويحتفظ به ولجميع مسندات المحاكمة إلى هذه الدائرة رهنا بأي قيود تتعلق‬
‫بالسرية و حماية معلومات األمن القومي‪ ،‬يجوز أن يطلع عليه المدعي العام و الشخص المعني و‬
‫المجني عليهم أو ممثلوهم القانونيين المشاركون في اإلجراءات‪.2‬‬
‫‪ -‬مثول الشخص الذي صدر بحقه أمر القبض أو الحضور ‪ :‬ويشرع في هذا اإلجراء بمجرد وصول‬
‫الشخص الذي صدر بحقه أمر القبض أو الحضور أمام الدائرة التمهيدية و مثوله أمامها ‪ ،‬وحضور‬
‫المدعي العام مع ضرورة تمتع هذا الشخص بكافة حقوقه بعد تالوتها عليه باللغة التي يفهمها‪.3‬‬

‫‪ -‬تحديد موعد عقد جلسة إلقرار التهم ‪ :‬تقوم الدائرة التمهيدية بتحديد موعد عقد جلسة إلقرار التهم‬
‫أثناء المثول األول للشخص الذي صدر بحقه أمر القبض أو الحضور على أن تتأكد من أنه قد‬
‫أعلن عن هذه الجلسة و التأجيالت المحتمل حدوثها‪.4‬‬

‫‪ -‬إتخاذ الق اررات الضرورية المتعلقة بكشف األدلة ‪ :‬يسمح هذا اإلجراء للدائرة التمهيدية بإصدار‬
‫ق اررات تتعلق بكشف األدلة بين المدعي العام و الشخص المعني على أن تعقد هذه الدائرة جلسات‬
‫تحضيرية للتأكد من أن هذه األدلة سيتم إكتشافها في ظروف مرضية‪.5‬‬

‫و وفقا للفقرة (‪ )04‬من المادة (‪ )61‬من نظام روما األساسي يحق للمدعي العام قبل انعقاد هذه‬
‫الجلسة مواصلة الجلسة بما أن ذلك قد يؤدي إلى توافر معلومات جديدة و تعديل أو سحب أي من‬
‫التهم و تبليغ الشخص قبل فترة معقولة من جلسة إعتماد التهم ضده بأي تعديل أو سحب على أن‬
‫يبلغ المدعي العام دائرة ما قبل المحاكمة بأسباب سحب التهم في حالة السحب فقط دون تعديل‬
‫التهم‪.‬‬

‫‪1‬وقد نصت على هذه اإلجراءات المادة (‪ )121‬من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات للمحكمة الجنائية الدولية ‪..‬‬
‫‪2‬نجوى يونس سديرة ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.191‬‬
‫‪3‬جهاد القضاء‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.78‬‬
‫‪4‬براءة منذر كمال عبد اللطيف‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.292‬‬
‫‪5‬لندة معمر يشوي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.192‬‬

‫‪35‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫و يخطر المدعي الدائرة التمهيدية و الشخص المعني بالتهم المعدلة قبل عقد الجلسة بمدة‬
‫أقصاها(‪ )15‬يوما لتمكين هذا الشخص من تهيئة دفاعه و عدم إهدار وقته في إعداد مثل هذا الدفاع‬
‫‪1‬‬
‫فضال عن تقديمه قائمة من األدلة التي يعتزم تقديمها تدعيما لتلك التهم في‬ ‫في حالة السحب‬
‫الجلسة خالل مدة أقصاها (‪ )30‬يوما قبل موعد عقد الجلسة‪.‬‬

‫‪ ‬كما يجب على الدائرة التمهيدية القيام خالل فترة معقولة قبل موعد الجلسة بعدة أمور و المتمثلة‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬تزويد الشخص بصورة من المستند المتضمن للتهم التي يعتزم المدعي العام على أساسها تقديم‬
‫الشخص إلى المحاكمة‪.‬‬
‫‪ ‬إبالغ الشخص باألدلة التي يعتزم المدعي العام االعتماد عليها في الجلسة‪.‬‬
‫‪ ‬يجوزلدائرة ما قبل المحاكمة أن تصد ار أوامر تخص الكشف عن معلومات ألغراض الجلسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جلسة إعتماد التهم ‪:‬‬

‫تعقد الدائرة التمهيدية خالل فترة معقولة جلسة إلعتماد التهم الموجهة ضد الشخص الذي القي‬
‫القبض عليه أو حضر طواعية أمامها و التي يعتزم المدعي العام طلب المحاكمة على أساسها‬
‫واألصل أن تعقد الجلسة بحضور المدعي العام‬

‫و الشخص المنسوب إليه التهم باإلضافة إلى محاميه‪.2‬‬

‫‪/1‬إعتماد التهم بحضور المتهم ‪:‬‬

‫يتم إقرار التهم بحضور المتهم بناءا على طلب من رئيس الدائرة التمهيدية الموجه إلى موظف‬
‫قلم المحكمة بتالوة التهم بالصيغة التي قدمها المدعي العام و تحديد طرق سير الجلسة و الشروط‬
‫الالزمة لعرض األدلة التي يتضمنها ملف اإلجراءات‪.3‬‬

‫وعلى المدعي العام أثناء الجلسة أن يدعم بالدليل الكافي كل تهمة من التهم إلثبات وجود أسباب‬
‫جوهرية تدعو لإلعتقاد بأن الشخص قد إرتكب الجريمة المنسوبة إليه ويجوز أن يعتمد المدعي العام‬
‫على أدلة مستندة أو عرض موجز لألدلة و ال يكون بحاجة إلى إستدعاء الشهود المتوقع إدالؤهم‬

‫‪1‬براءة منذر كمال عبد اللطيف‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.294‬‬


‫‪2‬جهاد القضاء‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.79‬‬
‫‪3‬نجوى يونس سديرة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.193‬‬

‫‪36‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫ويتمتع الشخص الذي تتخذ ضده هذه اإلجراءات أثناء جلسة إعتماد التهم‬ ‫والشهادة في المحاكمة‬
‫بعدد من الحقوق يعد جزءا ال يتج أز من حقه في الدفاع و أهمها ‪:‬‬

‫‪ ‬اإلعتراض على التهم الموجهة له ‪.‬‬


‫‪ ‬الطعن في األدلة المقدمة من المدعي العام‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم أدلة جديدة لنفي االتهام عنه‪.2‬‬

‫فإذا ما رأت الدائرة التمهيدية وجود أدلة كافية إلثبات وجود أسباب جوهرية تدعو لإلعتقاد بأن‬
‫الشخص قد أرتكب الجرائم المنسوبة إليه ‪ ،‬يجب عليها إتخاذ احد الق اررات اآلتية ‪:‬‬

‫‪ ‬إعتماد التهم التي تقرر شأنها وجود أدلة كافية و إقالة الشخص إلى دائرة إبتدائية لمحاكمته عن‬
‫التهم المعتمدة‪.‬‬
‫‪ ‬رفض اعتماد التهم لعدم وجود أدلة كافية‪.‬‬

‫أن تؤجل الجلسة و تطلب من المدعي العام النظر في تقديمه مزيد من األدلة أواجراء مزيد‬
‫من التحقيقات بشأن تهمة معينة وتعديل تهمة ما ‪،‬ألن األدلة المقدمة تبدو و كأنها تؤسس لجريمة‬
‫مختلفة تدخل في إختصاص المحكمة‪ 3‬و يجوز للمدعي العام بعد إعتماد التهم و قبل بدء المحاكمة‬
‫أن يعدل التهم بإذن من الدائرة التمهيدية و إخطار المتهم بذلك ويجب عليه عقد جلسة إلعتماد‬
‫التهم الجديدة أو التي إستبدلها كتهمة أخرى أشد منها كما يجوز له بعد بدء المحاكمة سحب التهم‬
‫بإذن من الدائرة التمهيدية‪ ،‬أما إذا رفضت الدائرة التمهيدية اعتماد الدائرة التمهيدية إعتماد التهم فان‬
‫ذلك ال يمنع المدعي العام في وقت الحق من طلب إعتماده إذا كان ذلك الطلب مدعوما بأدلة‬
‫‪4‬‬
‫إضافية طبقا للمادة (‪ )9/61‬من نظام روما األساسي‪.‬‬

‫‪ /2‬إعتماد التهم في غياب المتهم ‪:‬‬

‫األصل أن تعقد جلسة إعتماد التهم بحضور المدعي العام و الشخص المنسوب إليه التهم باإلضافة‬
‫إلى محاميه غير أنه يجوز للدائرة التمهيدية بناء على طلب المدعي العام أو بمبادرة منها عقد‬
‫جلسة في غياب الشخص المنسوب إليه التهم من أجل إعتماد التهم التي يعتزم المدعي العام طلب‬
‫المحاكمة على أساسها و يكون ذلك في حالتين هما‪:‬‬

‫‪1‬انظر المادة (‪ )5/61‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬


‫‪2‬منتصر سعيد حمودة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.239-238‬‬
‫‪3‬براءة منذر كمال‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.295‬‬
‫‪4‬جهاد القضاة‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.80‬‬

‫‪37‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬عندما يكون الشخص قد تنازل عن حقه في الحضور ‪.‬‬


‫‪ ‬عندما يكون الشخص قد فر أو لم يمكن العثور عليه‪.1‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬تنازل المتهم عن حقه في الحضور ‪ :‬و تكون هذه الحالة إذا كان الشخص المعني‬
‫يرغب في التنازل عن حقه في حضور جلسة إقرار التهم ‪ ،‬فإنه يتعين عليه القيام بتقديم طلب كتابي‬
‫بذلك إلى الدائرة التمهيدية ‪،‬التي تقوم بإجراء مشاورات مع المدعي العام و الشخص المعني الذي‬
‫يرافقه فيها محاميه أو من ينوب عنه‪.2‬‬

‫و تأذن الدائرة التمهيدية للشخص المعني بتتبع الجلسة من خارج قاعة المحكمة و إستخدام‬
‫تكنولوجيا اإلتصاالت إذا لزم األمر‪ ،3‬كما ال تعقد جلسة اعتماد التهم في غياب المتهم إال إذا اقتنعت‬
‫الدائرة بأن الشخص المعني يفهم معنى حق حضور الجلسة و عواقب التنازل عن ذلك ‪ ،‬مع تمكينه‬
‫من تقديم مالحظات كتابية بشأن المسائل المعروضة على الدائرة في حالة تنازله‪.4‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬فرار المتهم من مكان توقيفه أو في حالة عدم العثور عليه‪ :‬يتم إعتماد التهم‬
‫عندما يكون الشخص قد فر أو لم يمكن العثور عليه وتكون قد إتخذت كل الخطوات المعقولة‬
‫لضمان حضور الشخص أمام المحكم إلبالغه‪،‬بالتهم وأن الجلسة ستعقد إلعتماد تلك التهم و في هذه‬
‫الحالة يمثل الشخص بواسطة محام حيثما تقرر الدائرة التمهيدية أن ذلك في مصلحة العدالة‪.5‬‬

‫و يمارس المحامي المعترف به للمتهم و يحال المتهم إلى الدائرة االبتدائية في حالة القبض‬
‫عليه الحقا وكانت المحكمة قد أقرت التهم التي ينوي المدعي العام بناء عليها متابعة المحاكمة‬
‫ويجوز للمتهم أن يطلب كتابيا من الدائرة االبتدائية إحالة المسائل الالزمة إلى الدائرة التمهيدية لتيسير‬
‫أداء عملها على نحو فعال و عادل ‪.‬‬

‫‪/3‬تعديل التهم أوسحبها ‪:‬‬

‫للمدعي العام بعد إعتماد المتهم و قبل بدء المحاكمة أن يعدل المتهم و ذلك بإذن من الدائرة‬
‫التمهيدية وبعد إخطار المتهم و إذا سعى المدعي العام إلى إضافة تهم أخرى إلى اإلستعانة عن‬

‫‪1‬انظر المادة (‪ )2/60‬من نظام روما األساسي ‪.‬‬


‫‪2‬جهاد القضاة ‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.81‬‬
‫‪3‬راجع المادة (‪ )3/124‬من القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬
‫‪4‬جهاد القضاة ‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.81‬‬
‫‪5‬راجع الفقرة (‪/1‬ب) من المادة (‪ )61‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫تهمة بأخرى أشد وجب عقد جلسة إلعتماد تلك التهم و بعد بدء المحاكمة يجوز للمدعي العام‬
‫سحب التهم بإذن من الدائرة االبتدائية ‪.1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اآلثار المترتبة على إعتماد التهم أو رفضها ‪:‬‬

‫يترتب على إقرار الدائرة التمهيدية بإعتماد التهم التي توجد بشأنها أدلة كافية أو قرارها برفض‬
‫اعتماد التهم التي قررت الدائرة بشأنها عدم كفاية األدلة عدة أثار نذكر منها ‪:‬‬

‫‪/1‬اآلثار المترتبة على إعتماد التهم ‪:‬‬

‫نصت المادة (‪ )129‬من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات للمحكمة الجنائية الدولية أنه في حالة‬
‫إعتماد التهم يقوم المدعي العام بإخطار الشخص المعني و محاميه إذا أمكن بقرار الدائرة التمهيدية‬
‫المتعلق بإقرار التهم و إحالة‬

‫التهم إلى الدائرة االبتدائية و يحال ذلك القرار إلى الرئاسة مشفوعا بمحضر جلسات الدائرة‬
‫التمهيدية‪،‬كما تضمن نظام روما األساسي في المادة (‪ )11/61‬منه إلزام هيئة الرئاسة بتشكيل دائرة‬
‫ابتدائية تكون رهنا بالفقرة (‪ )08‬و بالفقرة (‪ )04‬من المادة (‪ )61‬مسؤولة عن سير اإلجراءات‬
‫الالحقة ‪ ،‬ويجوز لها أن تمارس أي وظيفة من وظائف الدائرة التمهيدية تكون متصلة بعملها و يمكن‬
‫أن يكون لها دور في تلك اإلجراءات‪.2‬‬

‫‪ /2‬اآلثار المترتبة على رفض إعتماد التهم‪:‬‬

‫نصت المادة (‪ )10/61‬من النظام األساسي للمحاكمة الجنائية الدولية على أنه " يتوقف سريان‬
‫أي أمر حضور سبق إصداره في ما يتعلق بأية تهمة ال تعتمدها الدائرة التمهيدية أو يسجلها‬
‫المدعي العام "‪.‬‬

‫و يتضح مما سبق بأن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية قصر سحب التهم على أمر‬
‫الحضور فقط دون أمر إلقاء القبض الصادر من المحكمة‪.3‬‬

‫‪1‬انظر المادة (‪ )8/61‬من النظام األساسي‪.‬‬


‫‪2‬جهاد القضاة‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.84‬‬
‫‪3‬نجوى يونس سديرة ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.196‬‬

‫‪39‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫حاولنا من خالل الفصل األول بيان الضمانات التي يوفرها النظام األساسي للمحكمة الجنائية‬

‫الدولية وتوصلنا إلى أن هذه الضمانات تقتصر على الشخص المتهم بارتكاب إحدى الجرائم الداخلة‬

‫في إختصاص المحكمة دون باقي أطراف الدعوى الجنائية كالمجني عليهم و الشهود‪ ،‬والمتمثلة في‬

‫الضمانات المستمدة من القواعد العامة للقانون التي أقرتها النظم القانونية الداخلية و أكدت عليها‬

‫العديد من الوثائق الدولية و في مقدمتها الوثائق ذات العالقة بحقوق اإلنسان و لعل أهم الضمانات‬

‫التي البد إن يتمتع بها إحترام مبدأ الشرعية الجنائية و إقرار المسؤولية الجنائية الفردية لتحقيق العدالة‬

‫للمتهم‪ ،‬باإلضافة إلى تمتعه بتلك الضمانات المتعلقة التحقيق التي توفر نوعين من الضمانات للمتهم‬

‫أحدهما أمام المدعي العام واألخر أمام الحق في طلب اإلفراج عنه مؤقتا و اإلستعانة بمحام أمام‬

‫المحكمة وحظر إكراه المتهم على االعتراف وحقه في إلتزام الصمت و اإلستعانة بمترجمين و عدم‬

‫تعرضه للتعذيب أو سوء المعاملة أما النوع الثاني فيمنح للمتهم عدة ضمانات تتعلق بأمر الحضور‬

‫واعتماد التهم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة‬
‫أثناء مرحلة المحاكمة‬
‫الجنائية الدولية‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعتبر المحاكمة المرحلة األخيرة للدعوى الجنائية و أهم مراحلها على اإلطالق حيث يتحدد فيها‬

‫مصير المتهم وتقدير األدلة فيها يكون نهائيا ‪ ،‬كما أنها تتميز بطابعها القضائي البحت حيث أن‬

‫اإلختصاص بها للقضاء وحده دون سواه‪.‬‬

‫فبعد إعتماد الدائرة التمهيدية التهم تحدد هيئة الرئاسة دائرة إبتدائية تسهر على سير اإلج ارءات‬

‫الالحقة ‪ ،‬و يجوز لها أن تمارس أي وظيفة من وظائف الدائرة التمهيدية المتصلة بعملها إذا‬

‫كانت الزمة لتلك اإلجراءات طبقا لنص المادة (‪ )11/61‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية‬

‫الدولية ‪ ،‬و تنعقد المحاكمات في مقر المحكمة ما لم يتقرر غير ذلك حسب نص المادة (‪.) 62‬‬

‫ونظ ار ألهمية هذه المرحلة نص نظام روما األساسي على مجموع من الضمانات المتوفرة‬

‫للمتهم بإعتباره أحد أطراف الدعوى الجنائية الدولية ‪ ،‬بعضها موضوعي كتشكيلة المحكمة‬

‫و إستقالليتها و إختصاصتها و القانون الواجب التطبيق والبعض األخر إجرائي كحق تسبيب‬

‫األحكام وحق المتهم في الطعن في األحكام الصادرة عن المحكمة ‪.‬‬

‫وعليه سوف نقسم هذا الفصل إلى مبحثين نتناول في المبحث األول الضمانات التي يتمتع بها‬

‫المتهم أثناء مرحلة المحاكمة ‪ ،‬ونتعرض في المبحث الثاني للضمانات التي يتمتع بها المجني‬

‫‪1‬‬
‫عليهم و الشهود‪.‬‬

‫‪ 1‬يقصد بالمحاكمة مجموعة من اإلجراءات هدفها تمحيص جميع األدلة و البيانات المتعلقة بالدعوى سواء كانت لمصلحة المتهم أو‬
‫ضده ‪ ،‬فهي بذلك تهدف االستقصاء الحقيقة الواقعية و القانونية المتعلقة بالدعوى ثم الفصل في موضوعها أما بإدانة إذا كانت األدلة‬
‫جازمة ‪،‬ـ و أما بالبراءة إذا لم تتوافر األدلة الجازمة باإلدانة ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪:‬الضمانات التي يتمتع بهاالمتهم أثناء مرحلة المحاكمة ‪:‬‬

‫يتمتع المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية في مرحلة المحاكمة بمجموعة من الضمانات التي‬
‫نص عليها نظام روما األساسي للمحكمة بشكل صريح‪ ،‬كحقه في المحاكمة أمام محكمة نزيهة‬
‫و مستقلة و تتشكل وفقا ألسس قانونية صحيحة إلى جانب ضماناته المتعلقة بإختصاصات‬
‫المحكمة و القانون الواجب التطبيق أمامها و حضوره جلسات المحاكمة وسرعة الفصل في‬
‫الدعوى‪ ،‬والحق في المحاكمة العالنية و ضمان كفالة الدفاع و الطعن في األحكام الصادرة ضده‬
‫و تمكينه من المطالبة بالتعويض و غيرها من الضمانات ‪.‬‬

‫وللحديث عن هذه الضمانات سنقوم بتقسيم هذا المبحث إلى مطلبين نتناول في المطلب‬
‫األول الضمانات الموضوعية‪ ،‬ونتعرض في المطلب الثاني للضمانات اإلجرائية ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الضمانات الموضوعية‪:‬‬

‫نص النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على عدد من الضمانات الموضوعية التي‬
‫يستفيد منها المتهم والمستمدة من الية النظام في تشكيلة المحكمة و أجهزتها‪. 1‬‬

‫و دراسة الضمانات الموضوعية لمحاكمة المتهم محاكمة عادلة في نظام روما األساسي‬
‫تقتضي التعرض للضمانات المتعلقة بتشكيلة المحكمة و إستقالليتها‪ ،‬و الضمانات المتعلقة‬
‫بإختصاصات المحكمة و القانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الضمانات المتعلقة بتشكيلة المحكمة‪:‬‬

‫تعد المحكمة الجنائية الدولية كيانا قضائيا قائما بذاته له هياكله الخاصة التي تقوم عليها‬
‫شأنها في ذلك شأن سائر األجهزة القضائية الوطنية غير أنها تختلف إلى حد كبير عن النماذج‬
‫التقليدية بحيث يعكس الهيكل التنظيمي تميز المحكمة بكونها منظمة عادلة دولية بصفة رئيسية‬
‫و تعمل جميع أجهزة المحكمة المنصوص عليها في النظام األساسي كفريق عمل دولي ال يخضع‬
‫ألي تعليمات تصدر من أي دولة من الدول األطراف بما يكفل تحقق المحاكمة العادلة‪ ،‬كما‬
‫يجب أن تمارس هذه األجهزة وظائفها بصورة مستقلة دون تدخل من أي جهة كانت إال في حدود‬
‫الرقابة القانونية التي أقرها نظام روما األساسي‪.2‬‬

‫‪1‬احمد فنر العبيدي‪.‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪41‬‬


‫‪2‬طالل ياسين العسي وعلي جبار الحسيناوي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪57‬‬

‫‪43‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ‪ :‬الضمانات المتعلقة بتشكيلة المحكمة و إستقالليتها‪:‬‬

‫تعد تشكيلة المحكمة ضمانة أساسية للمتهم كون أنها تلعب دو ار هاما أثناء مثول المتهم أمام‬
‫محكمة تتشكل وفقا ألسس قانونية صحيحة‪ ،‬وتضمن النظام األساسي للمحكمة أربعة أجهزة‬
‫رئيسية و المتمثلة في هيئة الرئاسة شعبة اإلستئناف وشعبة إبتدائية و شعبة تمهيدية ومكتب‬
‫المدعي العام و قلم المحكمة وتقوم جمعية الدول األطراف باإلشراف على تنفيذ وظائف السياسة‬
‫العامة‪.1‬‬

‫و تتكون هيئة الرئاسة و شعب المحكمة الثالث من قضاة يتم إختيارهم باإلنتخاب و فق‬
‫شروط معينة أما مكتب المدعي العام فيتكون من المدعي العام ونوابه ومستشاريه باإلضافة إلى‬
‫الموظفين في حين يضم قلم المحكمة‬

‫المسجل ونائبه و يتم إختيارهم بشروط خاصة و يعين إلى جانبهم عددا من الموظفين‪ ،‬على أن‬
‫تتخذ مدينة الهاي بهولندا مق ار للمحكمة الجنائية و يمكن للمحكمة أن تعقد جلساتها في مكان‬
‫آخر إن رأت ذلك مناسبا‪. 2‬‬

‫و هذا ما سيتم التطرق إليه من خالل دراسة األجهزة المكونة للمحكمة المشتملة على ثالث‬
‫أجهزة رئيسية و هي الجهاز القضائي ‪ ،‬الجهاز اإلداري و الجهاز الدعائي‪.‬‬

‫‪ /1‬الجهاز القضائي ‪:‬‬

‫و يقصد بالجهاز القضائي كل هيئة القضاء بما تشمله من هيئة الرئاسة و الشعب المكونة‬
‫للمح كمة و هي الشعبة التمهيدية و الشعبة اإلبتدائية و شعبة اإلستئناف‪ 3‬ويتكون هذا الجهاز من‬
‫‪ 18‬قاضيا يتم إختيارهم باالقتراع السري في اجتماع لجمعية الدول األطراف يعد لهذا الغرض‬
‫و يعملون على أساس التفرغ بمجرد‬ ‫يتوزعون بين هيئة الرئاسة و شعب المحكمة الثالث‬
‫إنتخابهم لمدة ‪ 09‬سنوات ويجوز زيادة عددهم عند الضرورة بناء على إقتراح من هيئة الرئاسة‬
‫وموافقة جمعية الدول األطراف بأغلبية الثلثين‪.4‬‬

‫‪1‬محمود شريف بيسوني‪.‬المحكمة الجنائية الدولية‪.‬مدخل لدراسة أحكام وآليات اإلنقاذ الوطني للنظام األساسي‪.‬الطبعة‬
‫األولى‪.‬دار‪ .‬الشروق‪:‬القاهرة‪.2004.‬ص‪.58‬‬
‫‪2‬خالد حسين ناجي ابو غزلة‪.‬المحكمة الجنائية الدولية و الجرائم الدولية‪.‬ط‪.1‬دار جليس الزمان ‪.‬عمان‪.2010.‬ص‪.239‬‬
‫‪3‬عصام عبد الفتاح مطر‪.‬المحكمة الجنائية الدولية‪.‬د‪.‬ط‪.‬دار الجامعة الجديدة‪:‬اإلسكندرية ‪.2013.‬ص‪.142‬‬
‫‪4‬راجع المادة(‪)36‬من النظام االساسي‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و في حالة شغور منصب القضاة بسبب الوفاة أواإلستقالة والتنحية فانه يتم إنتخاب قاض جديد‬
‫لشغل المنصب الشاغر حسبما نصت عليه المادة)‪(36‬من النظام األساسي و يكمل القاضي‬
‫المنتخب مدة والية سلفه ‪ ،‬و يجوز إعادة إنتخابهم لمدة والية كاملة إذا كانت المدة ثالث سنوات‬
‫أو أقل ‪.‬‬

‫أ‪ /‬هيئة الرئاسة ‪:‬‬

‫و‬ ‫تعد هيئة الرئاسة أعلى هيئة قضائية في المحكمة الجنائية الدولية و تتكون من الرئيس‬
‫نائبه األول و الثاني‪ 1‬يتم إختيارهم باألغلبية المطلقة للقضاة و يعملون لمدة ‪ 03‬سنوات أو لحين‬
‫إنتهاء مدة خدمته كقاضي و تكون المدة األقرب هي األنفذ و يجوز إعادة إنتخابهم مرة واحدة‬
‫فقط‪.2‬‬

‫وتكون هيئة الرئاسة مسؤولة عن القيام باإلدارة السليمة للمحكمة بإستثناء مكتب المدعي‬
‫العام و الوظائف األخرى الممنوحة طبقا للنظام األساسي ‪ ،‬و تقوم هذه الهيئة بالتنسيق مع مكتب‬
‫المدعي العام للمحكمة بمهام منها البث في المدى الذي يكون مطلوبا في حدوده من قضاة‬
‫المحكمة العمل على أساس التفرغ و تقرير اإللتحاق المؤقت لقضاة الشعبة اإلبتدائية بالشعبة‬
‫التمهيدي أو العكس إذا رأت أن في ذلك ما يحقق سير العمل بالمحكمة في الحدود المقررة في‬
‫المادة (‪ )4/39‬من النظام األساسي‪ ،‬و يحل النائب األول للرئيس محل الرئيس في حالة غيابه‬
‫أو تنحيته كما يحل النائب الثاني للرئيس محل الرئيس في حالة غياب كل من الرئيس و نائبه‬
‫األول أو تنحيتهما‪.3‬‬

‫ب‪ /‬دوائر المحكمة ‪:‬‬

‫بعد إنتخاب القضاة يتم توزيعهم على الشعب القضائية الثالث في المحكمة‬
‫الدولية و المتمثلة في شعبة اإلستئناف والشعب اإلبتدائية و التمهيدية ‪ ،‬ويكون تعيين القضاة‬
‫في هذه الشعب على أساس طبيعة المهام التي تؤديها كل شعبة ومؤهالت القضاة المنتخبين في‬
‫المحكمة و خبراتهم و تمارس الوظائف القضائية للمحكمة في كل شعبة بواسطة دوائر على‬
‫النحو التالي‪:4‬‬

‫‪1‬طالل ياسين العسي وعلي جبار الحسيناوي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.100‬‬


‫‪2‬انظر الفقرة(‪ )1‬من المادة(‪ )38‬من النظام األساسي‪.‬‬
‫‪3‬انظر المادة (‪/2/38‬أ) من نظام روما األساسي‪.‬‬
‫‪4‬انظر المادة (‪)1/39‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شعبة اإلستئناف ‪:‬‬

‫تتشكل شعبة اإلستئناف من الرئيس و أربعة قضاة آخرين من ذوي الخبرة في مجال القانون‬
‫وهم نفس القضاة الذين تتألف منهم دائرة‬ ‫الجنائي واإلجراءات الجنائية و القانون الدولي‬
‫اإلستئناف‪ ،‬و يعمل هؤالء القضاة في هذه الشعبة طيلة مدة واليتهم وليس لهم العمل إال في تلك‬
‫الشعبة إالإستثناء‪ 1‬حيث يجوز لقضاة الشعب اإلستثنائية اإللتحاق بصورة مؤقتة بالشعب التمهيدية‬
‫أو بالعكس إذ رأت هيئة الرئاسة أن ذلك يحقق سير العمل بالمحكمة ‪ ،‬و النظام األساسي ومراعاة‬
‫لحياد القضاة و نزاهتهم حظر على أي قاض اإلشتراك في الدائرة االبتدائية أثناء نظرها ألي‬
‫دعوى سبق لذات القاضي أن يشترك في مراحلها أو كان يحمل جنسية الدولة الشاكية أو الدولة‬
‫التي يكون المتهم أحد مواطنيها ‪.2‬‬

‫الشعبة االبتدائية ‪:‬‬

‫تتألف الشعبة االبتدائية من عدد القضاة ال يقل عن ستة (‪)06‬و يجوز أن تتشكل داخل‬
‫الشعبة اإلبتدائية أكثر من دائرة ابتدائية‪ ،‬أما الدائرة االبتدائية تتكون من ثالث (‪ )03‬قضاة‬
‫يعملون لمدة ثالث (‪ )03‬سنوات يمكن أن تمتد لحين إتمام القضية التي ينظرونها ‪.3‬‬

‫وليس هناك ما يحول دون إلتحاق قضاة الدائرة اإلبتدائية للعمل في الدائرة التمهيدية أو‬
‫العكس ‪ ،‬بشرط أال يشترك قاض في الدائرة اإلبتدائية في نظر قضية سبق و أن عرضت عليه‬
‫عندما كان عضوا في الدائرة التمهيدية‪.4‬‬

‫الشعبة التمهيدية ‪:‬‬

‫تتكون هذه الشعبة من عدد من القضاة و ال يقل عن ستة (‪ )06‬يعملون لمدة ثالثة (‪)03‬‬
‫سنوات قابلة لإلمتداد إذا إقتضت ظروف العمل ذلك و يجوز أن تتشكل فيها أكثر من دائرة‬
‫تمهيدية ‪.5‬‬

‫‪1‬لندة معمريشوي‪.‬المحكمة الجنائية الدولية الدائمة واختصاصها‪.‬الطبعةاألولى‪.‬دار الثقافة‪:‬عمان‪.2010.‬ص‪.220‬‬


‫‪2‬علي يوسف الشكري‪.‬القضاء الجنائي الدولي في عالم متغير‪.‬الطبعة األولى‪. .‬دار الثقافة‪:‬عمان‪.2008.‬ص‪.112‬‬
‫‪3‬لندة معمر يشوي ‪.‬مرجع سابق‪.221.‬‬
‫‪4‬بدر الدين محمد شبل‪.‬الحماية الدولية الجنائية لحقوق اإلنسان وحرياتهاألساسية‪.‬الطبعة األولى‪.‬دار‬
‫الثقافة‪.‬عمان‪.2011‬ص‪.322‬‬
‫‪5‬يتولى مهام الدائرة التمهيدية إما قاض واحد أو ثالث قضاة من قضاة الشعبة التمهيدية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما يجوز إنتقال قضاة الشعبتين اإلبتدائية و التمهيدية من شعبة إلى أخرى بشرط أن ال‬
‫يكون القاضي أو القضاة المنتقلين من الدائرة التمهيدية إلى اإلبتدائية لم يسبق لهم أن نظروا أية‬
‫دعوى كانت موجودة أمام دائرتهم و كانت ذاتها ال تزال معروضة أمام الدائرة اإلبتدائية ‪ ،‬ذلك أن‬
‫القاضي سبق له تكوين رأي في القضية ‪ ،‬فال يجوز أن يفصل فيها الحقا بكونه قاضي حكم‪.1‬‬

‫‪ /2‬الجهاز اإلدعائي ‪:‬‬

‫يتكون الجهاز اإلدعائي من مكتب المدعي العام الذي يتألف من المدعي العام واحد أكثر‬
‫و نائب أو نوابا له ومجموعة من الموظفين المؤهلين‪ ،‬و يشترط في المرشح لمنصب المدعي‬
‫العام أو أحد نوابه مجموعة من الشروط و المتمثلة في أن يكون المدعي العام و نوابه من‬
‫جنسيات مختلفة و يطلعون بوظائفهم على أساس التفرغ و أن يكونوا من ذوي األخالق العالية‬
‫و الكفاءة الرفيعة وأن يكونوا ذوي معرفة ممتازة و يتكلمون بطالقة إحدى لغات العمل في‬
‫المحكمة الجنائية الدولية بغية فهم مجريات الجلسات و ما يدور فيها‪ ،‬ويعمل مكتب المدعي العام‬
‫كجهاز منفصل عن أجهزة المحكمة ويكون مسؤوالعن تلقي اإلحاالت أو أي معلومة موثوقة عن‬
‫جرائم تدخل في إختصاصات المحكمة لدراستها قصد اإلضطالع بمهام التحقيق‪.2‬‬

‫و يكون للمدعي العام السلطة الكاملة على اإلدارة و اإلشراف على المكتب و ينتخب‬
‫باإلقتراع السري باألغلبية المطلقة ألعضاء جمعية الدول األطراف ‪3‬كما ينتخب المدعي العام‬
‫بنفس الطريقة عن طريق قائمة المرشحين ‪ ،‬ويتولى المدعي العام و نوابه مناصبهم لمدة تسع‬
‫(‪ )09‬سنوات مالم يتقرر لهم في وقت إنتخابهم حسب الفقرة الرابعة من المادة (‪ )42‬باإلضافة‬
‫لذلك فإن المدعي العام يجوز له أن يعين مستشارين قانونيين بخصوص قضايا معينة ‪.‬‬

‫و يحرص النظام األساسي على ضمان حياد المدعي العام و نوابه إذ يسمح بإعفاء أو تنحي‬
‫المدعي أو نوابه سواء عند طلبهم أو عند طلب المتهم في أطول ما يمكن أن يكون حيادهم فيها‬
‫موضح شك معقول ألي سبب كان طبق للمادة (‪ )8/22‬من نظام روما األساسي‪.4‬‬

‫و تتمثل مهمة هيئة اإلدعاء الرئيسية في التحقيق في الجرائم المدعي ارتكابها و مباشرة‬
‫اإلدعاء في الجرائم المشار إليها في النظام األساسي للمحكمة و ذلك فور تلقيها شكوى‬
‫بذلك ‪ ،‬و يجب على المدعي العام أو نوابه عدم مباشرة أي نشاط أو عمل يحتمل أن يتعارض‬

‫‪1‬لندة معمر يشوي ‪.‬مرجع سابق‪.222.221.‬‬


‫‪2‬انظر المادة (‪)1/42‬من النظام األساسي‪.‬‬
‫‪3‬انظر الفقرة (‪ )4‬من المادة(‪ )42‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪4‬محمود شريف بسيوني‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.65-64‬‬

‫‪47‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مع مهام اإلدعاء التي يقومون بها أو ينال من الثقة في إستقاللهم و أال يزاولون أي عمل آخر ذو‬
‫طابع مهني ‪.‬‬

‫‪ /3‬الجهاز اإلداري ‪:‬‬

‫يضم الجهاز اإلداري كل من قلم المحكمة و الموظفون اإلداريون في المحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬

‫‪ /1-3‬قلم المحكمة‪:‬‬

‫يتكون قلم المحكمة من المسجل ونائبه و بعض الموظفين و يكون مسؤوال بوظائف المدعي‬
‫العام و سلطاته‪ 1‬و يرأس المسجل قلم المحكمة و يمارس وظائفه تحت سلطة رئيس المحكمة‬
‫حسب الفقرة (‪ )2‬من المادة (‪ ،)43‬وينبغي أن يكون المسجل و نائبه من األشخاص أصحاب‬
‫األخالق الرفيعة و أن يكون على معرفة ممتازة و طالقة في لغة واحدة على األقل من لغات‬
‫العمل في المحكمة‪. 2‬‬

‫و يتم إنتخاب المسجل و نائبه باألغلبية المطلقة للقضاة عن طريق اإلقتراع السري مع‬
‫األخذ بعين اإلعتبار أي توصية من جمعية الدول األطراف وفقا للفقرة الرابعة من نفس المادة‬
‫(‪ ،)43‬و إذا إقتضت الحاجة يتم تعيين نائب المسجل بنفس الطريقة السابقة و يشغل المسجل‬
‫منصبه لمدة خمسة (‪ ) 05‬سنوات و يجوز إعادة إنتخابه مرة واحدة فقط ويعمل المسجل و نوابه‬
‫على أساس التفرغ بالمحكمة أما نائب المسجل فيشغل منصبه لمدة خمس (‪ )05‬سنوات أو لمدة‬
‫أقصر‪.3‬‬

‫‪ /2-3‬الموظفون ‪:4‬‬

‫يتم تعيين الموظفون المؤهلين الالزمين بما في ذلك المحققين من طرف المدعي العام‬
‫و المسجل‪ ،‬أخذا بعين االعتبار معيار الكفاءة و النزاهة في التعيين و يخضع هؤالء لنظام أساسي‬
‫توافق عليه جمعية الدول األطراف كما يمكن لموظفي الدول األطراف أو المنظمات الحكومية أو‬
‫غير الحكومية مساعدة أجهزة المحكمة دون مقابل شريطة خضوعهم لمبادئ تعليمية و توجيهية‬
‫تقررها جمعية الدول األطراف‪.‬‬

‫‪1‬خالدحسني ناجي ابو غزلة ‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.254-244‬‬


‫‪2‬أنظ ارلمادة (‪)3/43‬من النظام األساسي‪.‬‬
‫‪3‬انظر الفقرة (‪ )5‬من المادة(‪)43‬من النظام االساسي‪.‬‬
‫‪4‬انظر المادة (‪ )44‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يتمتع هؤالء الموظفين بالحصانات و اإلمتيازات أثناء أدائهم لوظائفهم التي ترفع بقرار من‬
‫المسجل ويجب على جميع القضاة و الموظفين التقيد بأداء مهامهم بنزاهة و أمانة ‪ ،‬حيث‬
‫وضعت اللجنة التحضيرية مشروع إتفاق الحصانات واإلمتيازات التي أقرته جمعية الدول األطراف‬
‫بدورتها األولى عام ‪.12002‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إستقاللية المحكمة الجنائية الدولية ‪:‬‬

‫يعتبر إستقالل المحكمة ثاني الضمانات الموضوعية لحق المتهم في محاكمة عادلة‬
‫ويقتضي تحقيق إستقاللية المحكمة تحصينها من التأثيرات السياسية أو الخضوع للضغوط‬
‫الخارجية حتى ال تكون وسيلة للعدالة اإلنتقالية من جهة وحياد قضاتها و مدعيها العام من جهة‬
‫أخرى ‪ ،2‬ألن الدور المنتظر من القضاة ال يمكن أن يتحقق إال إذا كان سلطة محايدة و مستقلة‬
‫ويقول الفقيه الفرنسي ( جورج بيردو ) في هذا الصدد " أن خير ضمان من الفرد يحده‬
‫القانون‪ ،‬هو قيام عدالة حقه أي عدالة يباشر في ظلها القاضي واليته غير مستهدف إال بنصوص‬
‫القانون ووحي ضميره ‪ ،‬وال يقوم تنظيم قضائي سليم إال بتحقيق اإلستقالل للقضاة سواء في‬
‫مواجهة المتخاصمين أو في مواجهة الحكومة "‪.3‬‬

‫ورغم أن المحكمة لها عالقة بمنظمة األمم المتحدة وذات إختصاص على الجرائم األشد‬
‫خطورة على المجتمع الدولي كما هو وارد في الفقرة التاسعة من ديباجة النظام األساسي للمحكمة‬
‫الجنائية الدولية و المادة الثانية منه ‪ ،‬إال أن هناك آليات تمكن المحكمة من ممارسة عملها‬
‫بإستقاللية و خاصة من مجلس األمن تأخذ أجهزة منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬الضمانات المتعلقة بإختصاص المحكمة و القانون الواجب التطبيق ‪:‬‬

‫سنتناول في هذا الفرع ضمانة موضوعية أخرى يتمتع بها المتهم لتحقيق مفهوم المحاكمة‬
‫العادلة التي تسعى المحكمة لتحقيقها على غرار تشكيلة المحكمة واستقالليتها ‪ ،‬و المتمثلة في‬
‫اإلختصاصات التي تباشرها المحكمة و تحديد القانون الواجب التطبيق أمامها وهذا ما سيتم‬
‫توضيحه بالدراسة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬زياد عتياني‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.303-302‬‬


‫‪2‬أعمربركاني‪.‬حق المتهم في المحاكمة العادلة أمام المحكمة الجنائية الدولية‪".‬مداخالات الملتقى الدولي حول المحاكمة‬
‫العادلة في القانون الجزائري والمواثيق الدولية‪.‬يومي‪10‬و‪ 11‬افريل‪."2012‬جامعة العربي بن مهيدي‪-‬ام البواقي‪.-‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية‪.‬مطبعة جامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬الجزائر ص‪.568‬‬
‫‪3‬باية سكاكني‪.‬العدالة الجنائية الدولية ودورها في حماية حقوق اإلنسان‪.‬د‪.‬ط‪.‬دارهومة‪:‬الجزائر‪.2004.‬ص‪.83-82‬‬

‫‪49‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ‪ :‬الضمانات المتعلقة بإختصاصات المحكمة الجنائية الدولية ‪:‬‬

‫يتحدد إختصاص المحكمة الجنائية الدولية وفقا ألربعة معايير فإماأن يكون نوعيا حسب نوع‬
‫الجريمة واما شخصيا حسب أشخاص مرتكبيها واما أن يكون زمنيا يبين الزمن الذي إرتكبت فيه‬
‫الجريمة‪ ،‬أومكانيا حسب مكان وقوع الجريمة ‪،1‬و تحقق إختصاصات المحكمة التي يستفيد منها‬
‫المتهم أثناء محاكمته أو خالل فترة إجراءات التقاضي كاملة ضمانة الوالية القضائية للمحكمة ‪.‬‬

‫‪ /1‬اإلختصاص النوعي ( الموضوعي ) ‪:‬‬

‫يقوم هذا اإلختصاص أساسا على نوع الجريمة التي نص النظام األساسي للمحكمة على‬
‫صالحية التحقيق فيها ‪ ،‬وكذا مالحقة مرتكبيها و الحكم عليهم‪ ،‬لذا فإن إختصاص المحكمة شمل‬
‫على سبيل الحصر أربعة جرائم أساسية و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬جريمة اإلبادةالجماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬الجرائم ضد اإلنسانية ‪.‬‬

‫‪ -‬جرائم الحرب‪.‬‬

‫‪-‬جريمة العدوان‪.2‬‬

‫و تستعين المحكمة بأركان الجرائم في تفسير و تطبيق المواد (‪ )8.7.6‬من النظام‬


‫األساسي‪،3‬و هذا ما سيتم تبيانه تباعا ‪.‬‬

‫‪ /2‬اإلختصاص الشخصي ‪:‬‬

‫نصت المواد (‪ )28 ، 27 ، 26 ،25‬من الباب الثالث من النظام األساسي للمحكمة‬


‫الجنائية الدولية على اإلختصاص الشخصي للمحكمة‪ ،‬الذي يقصد به إختصاص المحكمة‬

‫‪1‬يقصد باإلختصاص بصورة عامة أهلية السلطات للقيام بأعمالمعينة‪،‬وهو بالنسبة للقضاء الجنائي الدولي أهلية المحكمة‬
‫لرؤية الدعوى الجنائية والفصل فيها‪.‬و لمزيد من التفصل انظر‪- Alain pellet.op.cit.p144.:‬‬
‫‪stéphaniemoupas.l’essentiel de la justice pénale internationale.guaulino :Voiraussi‬‬
‫‪158.-paris.2007.pp135:édition‬‬
‫‪2‬انظر المادة (‪ )05‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪3‬راجع المادة (‪ )09‬من نظام روما األساسي‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجنائية الدولية بمحاكمة األشخاص الطبيعيين فقط و ال تسأل أمامها األشخاص المعنوية‬
‫أو اإلعتبارية من دول و منظمات أو هيئات تتمتع بالشخصية اإلعتبارية‪.1‬‬

‫و بالتالي ال تتمتع المحكمة بسلطة النظر في مسؤولية الدول و تؤكد المادة (‪ )4/35‬على أن‬
‫األفراد الذين يعملون لحساب الدولة و يتصرفون بإعتبارهم رعايا الدول األطراف البالغين سن‬
‫الثامنة عشر (‪ )18‬عند إرتكاب الجريمة المنسوبة إليهم ‪ ،‬سواء كانوا من رعايا الدول الثالثة‬
‫القابلة بإختصاص المحكمة المؤقت بموجب إعالن صريح أو من رعايا الدول المتهمين بإرتكاب‬
‫إحدى الجرائم المنصوص عليها في المادة (‪ )05‬على إقليم دولة طرف‪ ،‬و ال تعد الصفة الرسمية‬
‫للمتهم مانعا من موانع المسؤولية و ال حتى عذ ار مخففا للعقوبة ‪ ،‬كما ال تحول الحصانات‬
‫أو القواعد اإلجرائية الخاصة التي قد ترتبط بالصفة الرسمية للشخص دون تقديمه للمحاكمة‬
‫و محاكمته‪.2‬‬

‫كما يخضع للمساءلة القائد العسكري و الرئيس عن الجرائم التي يرتكبها المرؤوسين إذا كان‬
‫الرئيس قد علم أو تجاهل عن وعي أية معلومات تبين بوضوح أن مرؤوسيه يرتكبون أو على‬
‫وشك أن يرتكبون هذه الجرائم‪ ،‬أو إذا لم يتخذ جميع التدابير الالزمة المعقولة في حدود سلطته‬
‫هذه لمنع إرتكاب هذه الجرائم و قمعها أو لم يعرض المسألة على السلطات المختصة لتحقيق‬
‫و المقاضاة ‪.3‬‬

‫‪ /3‬اإلختصاص الزمني ‪:‬‬

‫أخذ النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية بالمبدأ الذي يقضي بعدم جواز تطبيق القانون‬
‫الجنائي بأثر رجعي‪،4‬ومقتضى ذلك ألنه ليس للمحكمة إختصاص فيما يتعلق بالجرائم التي‬
‫ترتكب بعد بدأ نفاذ هذا النظام وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )11‬و تضمنته المادة(‪)126‬‬
‫فإختصاص المحكمة هو إختصاص مستقبلي فقط ولذلك ال يسري على الجرائم التي أ رتكبت‬
‫قبل سريان النظام األساسي‪.5‬‬

‫‪1‬لندة معمر يشوي ‪.‬مرجع سابق‪.154.‬‬


‫‪2‬راجع المادة (‪)2,1/27‬من نظام روما األساسي‪.‬‬
‫‪3‬خالد حسين ناجي أبو غزلة ‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.279‬‬
‫‪4‬علي يوسف الشكري‪.‬مرجع سابق‪.190.‬‬
‫‪5‬طالل ياسين العسي وعلي جبار الحسيناوي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.67-66‬‬

‫‪51‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفيما يتعلق بالدول التي تنضم إلى هذا النظام بعد دخوله حيز النفاذ فإن المحكمة ال تختص إال‬
‫بالنظر في الجرائم التي ترتكب بعد بدأ نفاذه فيما يتعلق بتلك الدولة‪،‬تطبيقا للمبدأ القاضي "بعدم‬
‫تطبيق أحكامه إالبأثر فوري ومباشر"‪.‬‬

‫‪ /4‬اإلختصاص المكاني‪:‬‬

‫يقوم اإلختصاص المكاني على مبدأ سيادة الدولة على أراضيها‪،‬بحيث تختص المحكمة‬
‫الجنائية الدولية بالجرائم التي تقع في إقليم كل دولة طرف في نظام روما أما إذا لم تكن الدولة‬
‫التي وقعت على إقليمها الجريمة طرفا في نظام روما فإن المحكمة تختص بنظرها إذا قبلت تلك‬
‫الدولة باختصاص المحكمة بنظر تلك الجريمة ‪،‬تطبيقا لمبدأ نسبية المعاهدات ‪.1‬‬

‫وبالتالي فإن الوالية اإلقليمية للمحكمة الجنائية الدولية تكون على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪-‬إذا كانت الدولة طرفا في النظام األساسي‪:‬‬


‫فإن المحكمة تختص تلقائيا بنظر الجرائم المشار إليها في المادة(‪ )05‬من النظام بمجرد‬
‫إنضمام هذه الدولة إلى النظام األساسي للمحكمة بالتصديق عليه أو اإلنضمام إليه أو قبوله‬
‫يتضمن قبولها إلختصاص المحكمة بالنظر في جميع الجرائم التي تختص بهاالمحكمة‪.2‬‬
‫ب‪-‬كما تختص المحكمة بنظر الجرائم التي تقع في إقليم دولة طرف أوقد تصبح طرفا في نظام‬
‫روما أو دولة تسجيل السفينة أو الطائرة التي وقعت الجريمة على متنها أو كانت الدولة التي‬
‫يكون المتهم بإرتكاب الجريمة إحدى رعاياها طرفا في النظام األساسي أو قبلت بالنظر في‬
‫الجريمة محل البحث‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬قانون الواجب التطبيق‪:‬‬
‫لقد حددت المادة(‪)21‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية القانون الذي تطبقه‬
‫المحكمة في القضايا المعروضة عليها على أساس ما تضمنه هذا النظام من قواعد قانونية‬
‫مختلفة في األحكام الموضوعية واإلجراءات القانونية مراعية في ذلك األولوية في تطبيق لمصادر‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫‪1‬خالد حسين ناجي ابو غزلة ‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.280‬‬


‫‪2‬علي يوسف الشكري‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.189‬‬
‫‪3‬نجوى يونس سديرة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.75‬‬

‫‪52‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪/1‬في المقام األول‪:‬‬


‫النظام األساسي و أركان الجرائم و القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات الخاصة بالمحكمة‪.1‬‬
‫‪/2‬في المقام الثاني‪:‬‬
‫المعاهدات الواجبة التطبيق‪2‬ومبادئ القانون الدولي وقواعده بما في ذلك المبادئ المقررة في‬
‫القانون الدولي للمنازعات المسلحة‪.‬‬
‫‪/3‬وفي المقام األخير‪:‬‬
‫المبادئ العامة للقانون التي تستخلصها المحكمة من القوانين الوطنية للنظم القانونية في‬
‫العالم ‪،‬حسبما يكون مناسبا بما في ذلك القوانين الوطنية التي تمتد واليتها على الجريمة وشريطه‬
‫أال تتعارض هذه المبادئ مع النظام األساسي أو القانون الدولي أو القواعد و المعايير المعترف‬
‫بها دوليا كما يجوز للمحكمة أن تأخذ بالمبادئ القانونية التي سبق وأن استقرت عليها المحكمة‬
‫في أحكامها السابقة‪.3‬‬
‫وعدم إعتماد النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية في تحديد القانون الواجب التطبيق‬
‫على المادة (‪ )38‬من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية كان مثا ار للتساؤل خاصة مع القبول‬
‫الواسع للمادة(‪ )38‬في أوساط فقه القانون الدولي رغم اإلنتقادات الموجهة إليها نظ ار لعدم إشارتها‬
‫إلى األعمال الصادرة عن اإلرادة المنفردة أو إلى الق اررات الصادرة عن المنظمات الدولية‪.4‬‬
‫قد فرضت المادة (‪ )21‬ضرورة أن تتقيد المحكمة في تطبيق هذه المبادئ وتفسيرها بما‬
‫يتوافق مع إحترام حقوق اإلنسان وعدم التمييز بين البشر على أساس الجنس أو النسب أو العرق‬
‫أو اللون أو اللغة أو الدين أو أي سبب أخر تحقيقا للمساواة فيما بينهم ونشر العدالة والسالم في‬
‫العالم‪.‬‬
‫وهكذا نالحظ بأن المصادر التي نص عليها النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية هي‬
‫متدرجة بحيث ال تلجا المحكمة إلى المصدر الالحق مالم تستدل على الحكم في المصدر السابق‬
‫تستوجب المسائل المعروضة على هيئاتها‬ ‫له من جهة ومرونته من جهة أخرى بحيث‬
‫أو المسائل التي يمكن أن تجسد في المستقبل وهي غير واردة على سبيل الحصر‪.5‬‬

‫‪1‬بارعة القدسي‪.‬المحكمة الجنائية الدولية طبيعتها واختصاصها موقف الواليات المتحدة األمريكية و إسرائيل منها‪".‬مجلة‬
‫جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية"‪(.‬المجلد‪.20‬العدد الثاني‪.)2009 .‬ص‪.131‬‬
‫ويقصد بالمعاهدات الدولية المعاهدات الواجبة التطبيق على الجرائم التي تختص المحكمة بالنظر فيها‪،‬والمنصوص عليها‬ ‫‪2‬‬

‫في المادة(‪)05‬من النظام األساسي مثل اتفاقيات جنيف األربع لحماية أسرى وجرحى ومرضى الحرب والسكان المدنيين‬
‫لسنة‪،1949‬والعهدين الدوليين لحقوق اإلنسان لسنة‪1966‬وغيرها من االتفاقيات المتعلقة بالجرائم التي تنظرها المحكمة‪.‬‬
‫‪1‬بارعة القدسي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.132‬‬
‫‪4‬عمر محمود المخزومي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.330-329‬‬
‫‪5‬عمر محمد جعفر‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.89‬‬

‫‪53‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية‪.‬‬


‫إن ضمانات المتهم في محاكمة عادلة أثناء مرحلة المحاكمة تشمل ضمانات إجرائية‬
‫للعدالة الجنائية سواء متعلق منها بسير جلسات المحاكمة أو ما تعلق منها بصدور الحكم‬
‫الجنائي‪.‬‬
‫من القانون‬ ‫و يقصد بهذه الضمانات اإلجرائية مجموعة الدعامات القانونية المستمدة‬
‫لقانون اإلجراءات الجزائية ولضمان سير المحكمة الجزائية سي ار طبيعيا‪.1‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الضمانات المتعلقة بسير جلسات المحاكمة‪:‬‬
‫للمتهم ضمانات هامة أثناء سير جلسات المحاكمة تضمن له محاكمة عادلة من خالل‬
‫حضوره جلسات المحاكمة وسرعة الفصل في الدعوى و الحق في محاكمة علنية و ضمان كفالة‬
‫حق الدفاع و هذا ما سوف يتم التطرق إليه تباعا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حضور المتهم جلسات المحاكمة ‪:‬‬
‫يعتبر هذا الحق ضمانة رئيسية لحماية حقوق المتهم وبذلك بمنحه الفرصة بأن يكون له‬
‫دور إيجابي في الدعوى باإلضافة إلى تحقيق مصلحته بإتاحة الفرصة له لتفنيد ودحض أدلة‬
‫الخصم باإلستفادة من الظروف المخففة أو المطالبة باإلستفادة منها‪.2‬‬
‫وفقا للمادة (‪ )63‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية يحق لكل متهم مرتكب‬
‫لجريمة تختص بها المحكمة أن يحاكم حضوريا و هذا األخير يستوجب إخطار المتهم و محاميه‬
‫بمكان و زمان المحاكمة قبل بدئها بوقت كاف و قد أشارت اللجنة المعينة بحقوق اإلنسان‬
‫المنشئة بموجب العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية عام ‪ 1996‬إلى أن االستدعاء إلى‬
‫المحاكمة يكون قبل بدئها بثالثة أيام ويجب إستبعاد إمكانية إجراء المحاكمة الغيابية تماما ألن‬
‫فكرة المحاكمة الغيابية غير مالئمة للجرائم التي تدخل في إختصاصات المحكمة و كما إن‬
‫فرض األحكام و العقوبات غيابيا دون إمكانية تنفيذها من شأنه أن ينال من سمعة المحكمة‬
‫فالضحايا و الشهود لن يحصلوا على قرار نهائي كون أن هناك إحتماال إلجراء محاكمة مجددا‬
‫بعد القبض على المتهم أو تسليم نفسه ومع إعتماد نص مشابه للقاعدة (‪ )61‬من القواعد‬
‫اإلجرائية و قواعد اإلثبات لمحكمتي يوغسالفيا السابقة و رواندا‪.3‬‬
‫غير أن النظام األساسي للمحكمة أجاز للدائرة االبتدائية إبعاد المتهم الماثل أمام المحكمة‬
‫من جلسات المحاكمة إذا واصل تعطيل وعرقلة سير المحاكمة‪ ،‬مع توفير كل الوسائل لمتابعة‬
‫المتهم سواء بواسطة توجيه محامي من خارج قاعة المحكمة أو عن طريق إستخدام تكنولوجيا‬

‫‪1‬عمر فخري عبد الرزاق الحديثي‪.‬حق المتهم في محاكمة عادلة (دراسة مقارنة )‪.‬د‪.‬ط‪.‬دار الثقافة‪:‬عمان‪.2005.‬ص‪.97‬‬
‫‪2‬عالء باسم صبحي بني فضل‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.133‬‬
‫‪3‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪.‬مرجع سابق ‪.‬ص ص‪.304-303‬‬

‫‪54‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلتصاالت إذا لزم األمر وذلك حتى يتمكن المتهم رغم تواجده خارج القاعة التي تجري بداخلها‬
‫المحاكمة من ممارسة حق الدفاع طبقا للفقرة (‪ )2‬من المادة (‪ )63‬من النظام األساسي‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق المتهم في محاكمة علنية (علنية المحاكمة)‪:‬‬
‫ويراد بالعالنية حق كل إنسان أن يحضر المحاكمة دون شرط أو قيد و دون تمييز‬
‫لإلطالع على جلسات المحاكمة والعلم بها و من إبراز مظاهر العالنية و السماح لجمهور الناس‬
‫بالدخول إلى القاعة التي تتم بها المحاكمة‪.2‬‬
‫و الهدف من عالنية إجراءات المحاكمة وهو دعم الثقة بأحكام القضاء عندما تجري‬
‫المحاكمات أمام الجمهور وتحت رقابته‪ ،‬مما يؤدي بهم إلى معرفة مدى تجرد القضاة على‬
‫التطبيق السليم للقانون و عدم التمييز في المعاملة بين األفراد باإلضافة إلى أن مبدأ العالنية من‬
‫شأنه الردع و الزجر ببيانه للناس جزاء المجرمين وفي ذلك عظة لغيرهم‪.3‬‬
‫و لقد أكد نظام روما األساسي على أن يكون للمتهم الحق في أن يحاكم محاكمة علنية‬
‫عند البت و في أي تهمة وأن تكون المحاكمة منصفة وتجرى على نحو نزيه‪ 4‬غير أنه ال يجوز‬
‫للدائرة االبتدائية في ظروف معينة و أن تعقد بعض اإلجراءات في جلسة سرية لألغراض‬
‫المبنية في المادة (‪ )68‬أو لحماية المعلومات السرية أو الحساسة المقدمة كأدلة ويجب على هذه‬
‫الدائرة أن تتلو على المتهم التهم التي إعتمدتها وأن تعطي للمتهم الفرصة لإلعتراف بالذنب‬
‫أو الدفع بأنه غير مذنب كما يجوز للقاضي الذي يرأس الجلسة أن يصدر أثناء المحاكمة‬
‫توجيهات تتعلق بسير اإلجراءات سي ار عادال و نزيها‪.5‬‬
‫ثالثا‪:‬السرعة في الفصل‪:‬‬
‫إن صدور الحكم العادل و المنصف غير كاف لتحقيق العدالة بل البد من صدور هذا القرار‬
‫في وقته المحدد ألن عامل الزمن له أهمية في تحقيق العدالة‪ ،‬فإذا صدر الحل المنصف متأخ ار‬
‫قد ال يترتب عنه إزالة الظلم‪.6‬‬
‫وقد تضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية هذا الحق في المادة (‪/1/67‬ج) منه‬
‫حيث ينبغي عدم تأخير إجراء محاكمة المتهم إال إذا كان للتأخير ما يبرره من أجل الوصول إلى‬
‫حقيقة‪،‬كما ال ينبغي عدم التسرع في المحاكمة ألن هذا النوع من المحاكمة يخالف مبادئ حقوق‬

‫‪1‬منتصر سعيد حمودة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.303-304‬‬


‫‪2‬عالء باسم صبحي بني فضل‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.123‬‬
‫‪3‬عمر فخري عبد الرزاق الحديثي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.121-122‬‬
‫‪4‬انظر المادة(‪ )1/68‬من النظام روما األساسي‪.‬‬
‫‪5‬سهيل حسين الفتالوي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.282‬‬
‫‪6‬عمر فخري عبد الرزاق الحديثي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.123‬‬

‫‪55‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلنسان و على هذا األساس فإن السرعة المطلوبة للفصل في الدعوى هي السرعة المعقولة طبقا‬
‫لظروف كل قضية و بعدم إختصار و إختزال إجراءات المحاكمة و تسليما بأن العدالة الجنائية‬
‫تعتبر نوع من أنواع الظلم و كما أن السرعة في إنتهاء المحاكمة يحقق فائدة للمجتمع الدولي‬
‫في تحقيق الردع العام ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬ضمان كفالة حق الدفاع ‪:‬‬
‫إن إحترام حق الدفاع للمتهم في مرحلة المحاكمة تعتبر ضمانة أساسية للمحاكمة العادلة‬
‫و المنصفة إلرتباطه بالحق في إفتراض البراءة من جهة و الحق في المساواة من جهة أخرى‬
‫فال يتصور و جود عدالة تقوم مع إنتهاك حق الدفاع كون أن حق الدفاع يهدف إلى رد اإلتهام‬
‫و تقديم األدلة على إثبات البراءة‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫الذي تتجلى‬ ‫و لقد تضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية حماية حق الدفاع‬
‫أهميته بأن المصلحة العامة تقتضي أن يستعمل المتهم حقوقه على النحو السليم لتحقيق العدالة‬
‫طالما أنه يجهل حقوقه و يجهل كيفية‬
‫مباشرتها فيأتي دور الدفاع في تعريفه بتلك الحقوق و مساعدته في إستعمالها و تجنبه ألي‬
‫سلوك ضار قد يصدر من جانبه‪.3‬‬
‫و من مستلزمات حق الدفاع أنه ال يجوز للمحكمة أن تحكم على أي شخص بناءا على‬
‫أدلة سليمة و إتاحة الفرصة لذوي الشأن لمناقشتها و إبداء الرأي فيها و المتهم أولى من غيره‬
‫في مناقشة ما يوجه إليه من إتهامات وما يدعمها من أدلة و من هنا جاءت الحاجة لتأكيد حق‬
‫الدفاع الذي يتطلب حق المتهم في إبالغه بالتهمة التي سيحاكم بشأنها وأدلتها وهذا ما أشارت‬
‫إليه المادة (‪ )67‬الفقرة األولى و الحق في إتاحة الوقت الكافي لتحضير دفاعه وأن يطلع على‬
‫ملف الدعوى لما يمكنه اإلستعانة بمحام وأن يكون أخر المتكلمين في الدعوى وأن يدافع عن‬
‫نفسه بنفسه أو باألستعانة بمساعدة قانونية من إختياره وأن توفر له المحكمة المساعدة القانونية‬
‫إذا لم يكن لديه المساعدة القانونية كلما إقتضت مصلحة العدالة ذلك ‪ ،‬و دون أن يدفع أي‬
‫أتعاب لقاء هذه المساعدة إذا لم يكن لديه اإلمكانية لتحملها ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تأمين مترجم كفئ من قبل المحكمة‪:‬‬
‫يحق للمتهم الذي ال يتكلم أو ال يفهم اللغة التي تستخدمها المحكمة أن يستعين مجانا‬
‫بمترجم كفء و بما يلزم من الترجمات التحريرية إلستيفاء مقتضيات اإلنصاف ‪ ،‬إذا كان ثمة‬

‫‪1‬نجوى يونس سديرة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.264-234‬‬


‫‪2‬انظر المادة(‪)1/67‬من النظام األساسي‪.‬‬
‫‪3‬محمد الطراونة‪.‬الحق في المحاكمة العادلة في التشريعات االردنية من حيث النص و التطبيق ‪ ".‬الرنامج الخاص حول‬
‫سيادة القانون و استقالية القضاء و المحامين" ‪ .‬المعهد العربي لحقوق اإلنسان‪.2003-2000.‬ص ص‪.16-15‬‬

‫‪56‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إجراءات أمام المحكمة أو مستندات معروضة عليها بلغة غير اللغة التي يفهمها المتهم علما‬
‫تاما و يتكلمها‪.1‬‬
‫سادسا‪ :‬عدم جواز المحاكمة عن الجريمة ذاتها مرتين ‪:‬‬
‫يعتبر مبدأ عدم الجواز المحاكمة عن ذات الجريمة مرتين من المبادئ العامة للقانون‬
‫العقابية في دول العالم‬ ‫التشريعات‬ ‫و قواعد العدالة و اإلنصاف التي أخذت بها كافة‬
‫المختلفة ‪ ،‬حيث ال يستفيد المجتمع من عقاب شخص على جريمة صدر فيها حكم من هذه‬
‫المحكمة أو محكمة أخرى داخلية كانت أو دولية‪ 2‬حيث ال يخرج الحكم في المحاكمة األولى عن‬
‫بحيث يكون للمتهم الحق في أن يدفع أمام هيئة المحكمة الثانية بعدم جواز‬ ‫‪3‬‬
‫اإلدانة أو البراءة‬
‫نظر دعوى سبق الفصل فيها في حالة تعرضه لمحاكمة ثانية عن جريمة تم محاكمته‬
‫عنها سابقا‪ ،‬وحسب المادة (‪ )20‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية فال يجوز معاقبة‬
‫الشخص عن ذات الفعل المجرم مرتين سواء برأته المحكمة أو أدانته ‪ ،‬ويعد هذا المبدأ قاص ار‬
‫على النظم القانونية الداخلية ‪.4‬‬
‫كما أن هناك ضمانة للمحاكمة العادلة متعلقة بشخص المتهم على غرار الضمانات المتعلقة‬
‫بجلسات المحاكمة والمتمثلة في إفتراض براءة المتهم إلى غاية إثبات إدانته ‪.‬‬
‫‪ ‬إفتراض براءة المتهم إلى غاية إثبات إدانته ‪:‬‬

‫لقد أخذ النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على غرار القوانين الوطنية العقابية بمبدأ قرنية‬
‫البراءة الذي يعتبر ضمانة هامة للحرية الشخصية و يقصد به أن كل شخص سواء كان مشتبها‬
‫فيه أم متهما بجريمة مهما كانت جسامتها يجب أن يعامل في جميع مراحل اإلجراءات معاملة‬
‫الشخص البريء حتى ثبت إدانته بحكم قضائي نهائي بات حائز القوة الشيء المقضي به ‪.5‬‬

‫و قد تم تكريس هذا المبدأ في المادة (‪ )1/66‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‬
‫التي نصت على أن األصل في اإلنسان هو البراءة إلى أن تثبت إدانته أمام المحكمة بحكم‬
‫جنائي نهائي وفقا للقانون الواجب التطبيق يقع عبئ إثبات اإلدانة على عاتق المدعي العام كما‬

‫‪1‬انظر المادة(‪/1/67‬ج) من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬


‫‪2‬منتصر سعيد حموده‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.251‬‬
‫‪3‬ففي حالة اإلدانة يكون قد نفذ العقوبة الصادرة ضده‪,‬أما في حالة البراءة‪,‬فالمتهم ال يعاقب عليها‪,‬شريطة إن يكون الحكم‬
‫الصادر حائز لقوة األمر المقضي به نهائيا غير قابل للطعن فيه بأي شكل من أشكال الطعن‪.‬‬
‫‪4‬ابراهيم محمود اللبيدي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.495‬‬
‫‪5‬نجوى يونس سديرة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.121‬‬

‫‪57‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أخذت المحكمة الجنائية الدولية أيضا بقاعدة الشك يفسر صالح المتهم في حال وجود شك يستند‬
‫ألسباب معقولة في نسبة الجريمة للمتهم كدليل لصالح المتهم و براءته من التهم الموجهة إليه‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الضمانات المتعلقة بالحكم الجنائي ‪:‬‬

‫تملك المحكمة الجنائية الدولية حق توقيع العقاب على مرتكبي الجرائم الدولية و لممارسة‬
‫هذا الحق البد من ان تنتهي المحاكمة بصدور حكم قضائي فيها بالبراءة أو اإلدانة من الجهة‬
‫التي خولها نظام روما األساسي حق إصدار األحكام‪ ،2‬والهدف من إصدار األحكام هو حماية‬
‫مرتكبي الجرائم من إنتهاك حقوقهم و ضماناتهم ‪ ،‬سواء ما تعلق منها بصدور الحكم الجنائي‬
‫أو حق المتهم في الطعن في األحكام الصادرة ضده ‪ ،‬و تمكينه من المطالبة بالتعويض ‪.3‬‬

‫أوال ‪ :‬ضمانات المتهم عند صدور الحكم الجنائي ‪:‬‬

‫تصدر الدائرة اإلبتدائية أحكامها بإجماع اآلراء أو بأغلبية اآلراء و إذا يتعذر الحصول على‬
‫اإلجماع وجب أن يكون مداوالت الدائرة اإلبتدائية سرية ‪ ،‬كما يجب أن يكون حكم المحكمة‬
‫مكتوبا و مسببا ومعز از باألدلة و النتائج التي يبنى عليها الحكم ‪ ،‬فإذا صدر الحكم باألغلبية‬
‫وجب ذكر آراء األقلية أما إذا لم يكن هناك إجماع فيجب أن يتضمن الحكم آراء األغلبية و آراء‬
‫األقلية‪. 4‬‬

‫ويكون النطق بالحكم في جلسة علنية وفي حضور المتهم إذا أمكن ذلك وكل هذه الشروط‬
‫السابقة الذكر تعتبر ضمانات للمتهم وجب مراعاتها‪،‬نذكر من بينها صدور الحكم بناءا على‬
‫تفحص شخصية المتهم و تسبيب األحكام‪.‬‬

‫‪1‬وقاعدة الشك يفسر لصالح المتهم من أهم النتائج المترتبة على إفتراض البراءة‪,‬وقد نص عليها النظام األساسي في‬
‫المادة(‪)1/22‬بقوله‪":‬يئول تعريف الجريمة تأويال دقيقا وال يجوز توسيع نطاقه عن طريق القياس في حالة الغموض يفسر‬
‫التعريف لصالح الشخص محل التحقيق أو المقاضاة اإلدارية‪.‬‬
‫‪2‬يعرف الحكم بأنه الرأي الذي تنتهي إليه المحكمة في الموضوع المبسوط أمامها‪,‬فهو القرار الصادر عن المحكمة من‬
‫خالل تطبيق أحكام القانون بصدد النزاع المعروض عليها‪.‬‬
‫‪3‬عالء باسم صبحي بني فضل‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.143‬‬
‫‪4‬علي خلف الشرعة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.165‬‬

‫‪58‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪/1‬صدور الحكم بناءا على فحص شخصية المتهم‪:‬‬


‫أبدى التطور الحاصل في السياسة الجنائية اهتماما بالشخص الفاعل و معرفة األسباب‬
‫الدافعة الرتكاب الجريمة باإلضافة إلى تطور العقوبة التي أصبحت وظيفتها الردع و اإلصالح‬
‫من أجل تربية الجاني ليصبح عنص ار فعال في المجتمع‪.1‬‬
‫وحتى يتمكن القاضي من إصدار حكمه و جب عليه بحث شخصية المتهم قبل الحكم عليه‬
‫من خالل مراعاته للجوانب الطبية و النفسية و العقلية للجاني‪.2‬‬

‫و الهدف من بحث شخصية الجاني هو المساعدة على تحديد المسؤولية الجنائية للمتهم عن‬
‫السلوك الموجه إليه‪،‬و الكشف عن األسباب التي دفعت المتهم إلرتكاب الفعل اإلجرامي من جهة‬
‫وتحديد قدرة المتهم في المثول أمام الدائرة التمهيدية أم ال بحيث تؤجل المحكمة النظر في القضية‬
‫إذا كان المتهم قادر على المثول أمام هذه الدائرة‪.‬‬

‫‪/2‬تسبيب األحكام الدولية‪:‬‬

‫يعد تسبيب األحكام أحد ضمانات المتهم الالزمة لحسن سير العدالة أمام المحكمة الجنائية‬
‫الدولية الدائمة‪ ،‬ويقصد بالتسبيب ذكر مجموعة من األدلة الواقعية والحجج القانونية التي إستندت‬
‫عليها المحكمة في تكوين قناعاتها بالحل الذي تضمنه حكمها و اإلشارة إلى النصوص القانونية‬
‫التي أثارها النزاع‪،‬فيجب على القاضي قبل أن يثير حكمه أن يسرد جملة من العلل و األدلة التي‬
‫دفعته لإلقتناع بمضمون هذا الحكم دون غيره‪.3‬‬

‫وهناك عدة شروط يجب مراعاتها لصحة تسبيب الحكم‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪-‬أن تكون األسباب واضحة و مفصلة ‪.‬‬

‫‪-‬أن تكون األدلة المعتمدة كأسباب للحكم مأخوذة من ملفات الدعوى ‪.‬‬

‫‪-‬وأخي ار أال يكون هناك تناقص بين الحكم أو بينهما وبين منطوق الحكم‪.4‬‬

‫‪1‬عالء باسم صبحي بني فضل‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.144‬‬


‫‪2‬تمثل الجوانب الطبية في التعرف على الحالة الصحية للمتهم من خالل االختبارات الطبية التي تجرى له ‪،‬وما مر به من‬
‫أزمات طبية وصحية‪،‬ثم فحص قدراته الطبية والتعرف على مدى صحته ‪ ،‬يرتكز البحث العقلي على الحالة العقلية والعصبية‬
‫للمتهم للتأكد ما إذا كان يعاني من بعض األمراض العقلية والعصبية التي قد تؤثر على سلوكه وتوجيهه وجهة منحرفة‪.‬‬
‫‪3‬نجوى يونس سديرة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.298‬‬
‫‪4‬عالء باسم صبحي بني فضل‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.156‬‬

‫‪59‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و الغاية من تسبيب األحكام هي إحترام وثقة المتهمين على األحكام الصادرة ومنح‬
‫الفرصة للمتهم إلعمال الرقابة المباشرة على المحكمة لكي يتعرف ما إذاأحاطت بوجهة نظرة‬
‫الدعوى من عدمها‪،1‬باإلضافة إلى حماية القاضي نفسه مصدر الحكم أو حماية هيئة الحكم إن‬
‫كانت التشكيلة جماعية وذلك بسرد القاضي لمجموعة من األسباب والبراهين التي تدل على‬
‫إقتناعه بالمنطوق الذي توصل إليه‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ضمانات المتهم في الطعن في األحكام الصادرة ضده‪:‬‬

‫يعد الطعن في األحكام الجنائية ضمانة رئيسية يلجأ إليها المتهم عند وجود شوائب في‬
‫الحكم الصادر ضده من أجل تدعيم حقه في المحاكمة العادلة ‪ ،‬و عليه فهو بمثابة وسيلة لتعميق‬
‫الثقة بين القضاة و أطراف الخصومة و هذا يؤثر بدوره على قوة األحكام و عدالتها و تحقيق‬
‫اإلستقرار القانوني و تقصي الحقيقة‪. 2‬‬

‫و يمكن للمتهم أن يطعن في األحكام الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بطريق‬


‫اإلستئناف أو بطلب إعادة النظر في الحكم الصادر ضده ‪.‬‬

‫‪ /1‬الطعن بطريق اإلستئناف ‪:‬‬

‫نص النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على جواز إستئناف األحكام الصادرة عن‬
‫الدائرة اإلبتدائية‪ 3‬من قبل الشخص المدان أو من قبل المدعي العام بإعتباره جهة إدعاء أو نيابة‬
‫عن هذا الشخص المدان إذا توفر أحد األسباب التالية ‪ :‬الغلط اإلجرائي ‪ ،‬الغلط في الوقائع‬
‫و الغلط في القانون ( القانون الوضعي ) ‪ ،‬وأي سبب أخر يمس نزاهة أو موثوقية اإلجراءات‬
‫أو القرار ‪.4‬‬

‫ويجوز للمدعي العام أو الشخص المدان إستئناف حكم العقوبة وفقا للقواعد اإلجرائية‬
‫و قواعد اإلثباتإذارأى أي متهم أنه ال يوجد أي تناسب بين الجريمة و العقوبة‪ ،‬وفي حالة ما إذا‬
‫رأت المحكمة أثناء نظر إستئناف حكم العقوبة أن هناك أسباب قد تؤثر على قرار اإلدانة بشكل‬
‫كلي أو جزئي يجوز للمحكمة عندئذ أن تصدر قرار بشأن اإلدانة بالرغم من عدم إستئناف ق ار ار‬

‫‪1‬أعمر بركاني‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.579‬‬


‫‪2‬عمر فخري عبد الرزاق الحديثي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.171-172‬‬
‫‪3‬عمر محمود المخزومي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.223‬‬
‫‪4‬علي خلف الشرعة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.167‬‬

‫‪60‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إلدانة أما إذا رأت المحكمة أن هناك أسباب تستوجب تخفيض العقوبة فإنه يجوز للمحكمة أن‬
‫تصدر قرار بتخفيض العقوبة ‪.1‬‬

‫ويبقى الشخص المدان تحت التحفظ لحين البت في اإلستئناف ما لم تأمر الدائرة اإلبتدائية‬
‫بغير ذلك و يفرج عنه إذا كانت مدة الحبس اإلحتياطي أي التحفظ تتجاوز مدة الحبس المحكوم‬
‫بها عليه مع مراعاة الشروط الواردة في الفقرة (‪/3‬ج) من المادة (‪ )81‬من النظام‬
‫ا ألساسي ‪ ،‬و يفرج عن المتهم فو ار في حالة تبرئته و يعلق تنفيذ القرار أو تنفيذ حكم العقوبة‬
‫خالل الفترة المسموح فيها اإلستئناف وطيلة إجراءات اإلستئناف و رهنا بأحكام الفقرة (‪/3‬أ‪/‬ب)‬
‫من نفس المادة ‪ ،2‬و يجوز أيضا إستئناف الق اررات المتعلقة باإلختصاص أو المقبولية أو منح‬
‫أو رفض منح اإلفراج المؤقت عن الشخص محل التحقيق أو المحاكمة و ال يترتب على إستئناف‬
‫هذه الق اررات اثر موقف ما لم تأمر بذلك دائرة اإلستئناف بناء على طلب الوقف‪ ،‬و في جميع‬
‫األحوال يكون لدائرة اإلستئناف ممارسة جميع سلطات الدائرة اإلبتدائية كإلغاء أو تعديل قرار‬
‫أو حكم أو األمر بإجراء محاكمة جديدة أمام دائرة إبتدائية أخرى و يصدر حكم دائرة اإلستئناف‬
‫بأغلبية اآلراء في جلسة علنية مع بيان األسباب التي إ ستندت إليها و تضمينه أراء األغلبية‬
‫و األقلية‪.‬‬

‫‪ /2‬الطعن بطريق إعادةالنظر ‪:‬‬

‫يعتبر إعادة النظر من طرق الطعن غير العادية في األحكام ‪,‬فهو فرصة ثانية في حالة‬
‫فوات أجال اإلستئناف وبعدم إستخدام كل طرق الطعن المنصوص عليها في النظام األساسي‬
‫‪,‬وتهدف إلى مراجعة الحكم‪.‬حتى لو كان نهائيا بسبب ظهور وقائع جديدة بعد صدور‬
‫الحكم ‪ ،‬و لو كانت قد تبينت قبل صدوره لتغير مساره‪.‬‬

‫تكون األحكام الصادرة عن الدائرة اإلستئنافية نهائية ال تقبل الطعن فيها إال إذا ما وجد من‬
‫األسباب ما يتيح فرصة إعادة النظر فيها‪ ،‬و حسب المادة (‪ )84‬من النظام األساسي يجوز‬
‫للشخص المدان أو للزوج أو أوالده أو الوادين أو أي شخص من األحياء يكون قد تلقى تعليمات‬
‫خطية صريحة قبل وفاة المتهم أو المدعي العام نيابة عن الشخص المدان أن يقدم طلبا إلى‬
‫دائرة اإلستئناف إلعادة النظر في الحكم النهائي باإلدانة أو بالعقوبة‪ ، 3‬و ذلك خالل أجل أقصاه‬

‫‪1‬انظر المادة(‪/1/81‬ب و ج) من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬


‫‪2‬انظر المادة(‪ )4/81‬من النظام األساسي‪.‬‬
‫‪3‬علي عبد القادر القهوجي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.351‬‬

‫‪61‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سنة من تاريخ إصدار الحكم نظ ار لصعوبة إستدعاء األشخاص المعنيين‪1‬إستنادا إلى األسباب‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪ /1‬إكتشاف أدلة جديدة لم يكن متاحا الحصول عليها وقت المحاكمة دون أن يكون للطرف‬
‫المقدم للطلب عالقة بعدم اإلتاحة كليا أو جزئيا أو كانت هذه األدلة على قدر كبير من األهمية‬
‫بحيث لو أثبتت عند المحاكمة لكانت ستؤدي إلى حكم مختلف ‪.‬‬

‫‪ /2‬إذا تب ين أن هناك أدلة حاسمة قد وضعت في االعتبار وقت المحاكمة و اعتمدت عليها‬
‫اإلدانة و كانت ملفقة أو مزيفة‪. 2‬‬

‫‪ /3‬إذا تبين أن واحدا أو أكثر من القضاة الذين إشتركوا في تقرير اإلدانة أو إعتماد المتهم قد‬
‫إرتكبوا سلوكا سيئا جسميا أثناء أداء مهامهم الرسمية و ال يتالئم معها‪،‬ويتسبب أو يحتمل أن‬
‫يتسبب في ضرر جسيم إلقامة العدل على نحو سليم أمام المحكمة أو للسير الداخلي السليم لعمل‬
‫يكفي لتبرير عزل ذلك القاضي أو هؤالء‬ ‫المحكمة‪ 3‬أو أخلوا بواجباتهم إخالال جسيما‬
‫بالواجبات والحاالت التي يقوم فيها الشخص بما يلي‪:‬‬ ‫القضاة ‪ ،‬وتشمل اإلخالل‬
‫أ‪/‬عدم اإلمتثال للواجب الذي يملي عليه إن يطلب التنحي مع علمه بوجود أسباب تبرر ذلك ‪.‬‬
‫ب‪/‬التأخر بصورة متكررة ومن دون مبرر في تحريك الدعوى أو تسييرها أو الفصل فيها أو في‬
‫ممارسته ألي إختصاص من إختصاصاته القضائية‪.‬‬

‫و تنظر دائرة اإلستئناف في الطلب المقدم إلعادة النظر في الحكم فإذا ما رأت بأن الطلب‬
‫ليس له أساس ترفضه ‪ ،‬أما إذا رأت بان الطلب جدير باإلعتبار فيجوز لها إما أن تدعو الدائرة‬
‫وأن تشكل دائرة إبتدائية جديدة أو أن تبقى على‬ ‫اإلبتدائية األصلية لإلنعقاد من جديد‬
‫إختصاصها بشأن المسالة حتى تتوصل إلى قرار ما إذا كان ينبغي إعادة النظر في الحكم‪.4‬‬

‫سفيان براهيمي ‪.‬دور المحكمة الجنائية الدولية في مكافحة الجرائم الدولية‪.‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫إشراف محمد‬
‫اقلولي‪.‬جامعةمولود معمري‪-‬تيزي وزو‪.‬كلية الحقوق ‪.‬تاريخ المناقشة ‪.2011/10/20‬ص ‪.36‬‬
‫‪2‬لندة معمريشوي ‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.267-268‬‬
‫‪3‬رافع خلف العرميط العيثاوي‪.‬القانون الواجب التطبيق على الجرائم في المحكمة الجنائية الدولية‪.‬دار‬
‫أمنة‪:‬عمان‪.2014.‬ص ص‪.212.211‬‬
‫‪4‬محمد فهاد الشاللدة‪.‬القانون الدولي اإلنساني‪ .‬د‪.‬ط‪.‬منشاة المعارف‪:‬اإلسكندرية‪.2005.‬ص‪.395‬‬

‫‪62‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /3‬إعادة النظر من قبل المحكمة بشأن تخفيف العقوبة ‪:‬‬

‫من األمور الهامة المتعلقة بتنفيذ العقوبة مسألة العفو عن العقوبة المحكوم بها الشخص‬
‫المتهم أو تخفيفها و هذا ما أخذ به النظام األساسي الذي تضمن تقليص الدور الممنوح للدول‬
‫في مقابل إعطاء قدر من الصالحيات للمحكمة للقيام بإعادة النظر في شان تخفيف العقوبة‬
‫و بالتالي فإن للمحكمة التي أصدرت الحكم دون غيرها حق البت في أي تخفيف للعقوبة بعد‬
‫اإلستماع إلى أقوال المحكوم عليه‪.1‬‬

‫‪ /1-3‬شروط تخفيف العقوبة‪ :‬نصت المادة (‪.3-4/110‬ب‪.‬ج) من النظام األساسي على‬


‫الشروط الواجب توفرها حتى تتخذ المحكمة قرار تخفيف العقوبة و هي ‪:‬‬

‫أ‪-‬أن يقضي المحكوم عليه ثلثي مدة العقوبة أو ‪ 25‬سنة في حالة السجن المؤبد ‪.‬‬

‫ب‪-‬أن يبدي المحكوم عليه اإلستعداد المبكر والمستمر للتعاون مع المحكمة في ما تقوم به من‬
‫أعمال التحقيق والمقاضاة ‪.‬‬

‫ج‪-‬أن يساعد المحكوم عليه طواعية على تنفيذ األحكام و األوامر الصادرة عن المحكمة في‬
‫قضايا أخرى وباألخص المساعدة في تحديد مكان األموال الخاضعة و األصول الخاضعة‬
‫ألوامر الغرامة أو المصادرة أو التعويض التي يمكن إستخدامها لصالح المجني عليه ‪.‬‬

‫د‪ -‬أي عوامل أخرى تثبت حدوث تغيير واضح هام في الظروف يكفي لتبرير العقوبة على النحو‬
‫المنصوص عليه في القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات‪.2‬‬

‫‪ /2-3‬عوامل تخفيف العقوبة‪:‬نصت القاعدة (‪ )223‬على أنه‪ ":‬لدى إعادة النظر في مسالة‬
‫تخفيف العقوبة عمال بالفقرتين (‪ 3‬و ‪ )5‬من المادة (‪ )110‬يراعي قضاة دائرة االستئناف الثالث‬
‫المعايير المدرجة في الفقرة (‪( )04‬أ) و(ب) من المادة (‪ )110‬و المعايير التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تصرف المحكوم عليه أثناء إحتجازه بما يظهر إنصرافا حقيقيا عن جرمه ‪.‬‬

‫ب‪-‬إحتمال إعادة دمج المحكوم عليه في المجتمع إستق ارره فيه بنجاح ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ما إذا كان اإلفراج المبكر عن المحكوم عليه سيؤدي إلى درجة كبيرة من عدم اإلستقرار‬
‫االجتماعي ‪.‬‬

‫‪1‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪.‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.304‬‬


‫‪2‬علي يوسف الشكري‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ص‪.214-215‬‬

‫‪63‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د‪ -‬أي إجراء مهم يتخذه المحكوم عليه لصالح الضحايا و أي اثر يلحق بالضحايا و أسرهم من‬
‫جراء اإلفراج المبكر‪.‬‬

‫ه‪-‬الظروف الشخصية للمحكوم عليه بما في ذلك تدهور حالته البدنية أو العقلية ‪ ،‬أو تقدمه في‬
‫السن ‪."1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ضمان حق المتهم في التعويض ‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫الذي يقرره له‬ ‫إذا ما ثبت أن الشخص المدان بريء فيحق لهذا األخير طلب التعويض‬
‫وتضمنته القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات الخاصة بها عن‬ ‫النظام األساسي للمحكمة‬
‫اإلنتهاكات و األضرار التي تلحق به بمناسبة محاكمته جنائيا‪ ،‬ويعتبر تعويض المتهم دعما لحقه‬
‫في محاكمة عادلة وذلك يجبر ما يترتب عن خرق إحدى دعامات هذا الحق(الحق في محاكمة‬
‫عادلة) من أضرار‪ ،‬كون أن إقرار الحق في التعويض يعد ضمانة أساسية لعدالة اإلجراءات‬
‫وموضوعيتها‪. 3‬‬

‫وهذا الحق نصت عليه األنظمة القانونية الوضعية ومناط إستحقاق التعويض هو ما يلحق‬
‫المتهم من ضرر‪ ،‬ويشترط في الضرر الذي يتعين عليه التعويض الشروط التالية ‪:‬‬

‫‪-1‬أن يكون ناتجا عن خطأ أو إهمال شخص ما‪.‬‬


‫‪-2‬أن يخل بمركز يحميه القانون‪.‬‬
‫‪-3‬وأن يكون الضرر محقق الوقوع‪.4‬‬
‫وقد تضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية هذا الحق في المادة(‪ )85‬منه‪ ،‬كما‬
‫إشترط هذا النظام منح التعويض للشخص الذي يطالب به إال إذا وجد في أحد هذه الوضعيات‬
‫الثالث وهي‪:‬‬
‫*في حالة عدم مشروعية القبض على الشخص أو إحتجازه ‪.‬‬
‫*في حالة نقض اإلدانة‪.‬‬
‫*في حالة حدوث خطأ قضائي جسيم‪.‬‬

‫‪1‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.205-206‬‬


‫‪2‬ويقصد بحق المتهم في التعويض‪:‬حقه في الحصول على ما يجبر الضرر ممن أوقفه به‪,‬أو تسبب في وقوعه بخطئه‬
‫‪,‬ووفقا ألحكام المسؤولية المدنية التي تنص على إصالح الضرر بمختلف أنواعه‪.‬‬
‫‪3‬نجوى يونس سديرة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.320‬‬
‫‪4‬عبد القادر البقيرات‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ص ‪.240-130‬‬

‫‪64‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪:‬الضمانات التي يتمتع بها المجني عليهم والشهود أمام المحكمة الجنائية‬
‫الدولية‪:‬‬

‫لقد أبدى المجتمع الدولي إهتمامه بضمان مراعاة حقوق طائفتين من ألشخاص‪،‬تتمثل‬
‫الطائفة األولى في األشخاص الذين إنتهكت حقوقهم والذين يطلق عليهم إسم المجني‬
‫عليهم ‪ ،‬بينما تتمثل الطائفة الثانية في الشهود ألن العدالة الجنائية الدولية ال تقتصر على‬
‫ضمانات المتهمين فقط بل البد أيضا من العناية بمصلحة المجني عليهم والشهود بإعتبارهم من‬
‫األطراف األساسية التي روعيت حقوقها في النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية و خاصة‬
‫في ديباجته ألجل تحقيق الموازنة بين حقوق جميع األطراف الذين لهم صلة باإلجراءات القضائية‬
‫التي تباشر أمام المحكمة‪.1‬‬

‫فمن حق الضحايا والشهود المشاركة في اإلجراءات وحمايتهم من التعرض ألي شكل من‬
‫أشكاال إلنتقام كما يحق للضحايا أو ذويهم الحصول على تعويض لجبر األضرار التي تعرضوا‬
‫لها ‪ ،‬وعليه سيتم تقسيم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب ‪،‬نتناول في المطلب األول الحق في‬
‫المشاركة ونتعرض في المطلب الثاني لحماية المجني عليهم والشهود ‪ ،‬بينما نتناول في المطلب‬
‫الثالث جبر الضرر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حق المشاركة في اإلجراءات القضائية للمحكمة الجنائية الدولية‪:‬‬

‫منح النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية مجموعة من الحقوق األساسية لكل من‬
‫المجني عليهم والشهود‪ ،‬من بينها حق المشاركة في اإلجراءات القضائية للمحكمة الجنائية الدولية‬
‫كل حسب صفته واختصاصاته‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬حق مشاركة المجني عليهم ‪:‬‬

‫يعرف إعالن الجمعية العامة لألمم المتحدة المعتمد بموجب قرارها رقم (‪ )40-34‬المؤرخ‬
‫في ‪ 29‬نوفمبر‪ 1985‬المتضمن المبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة و إساءة‬
‫إستعمال السلطة الضحية(المجني عليه) في المادة األولى منه التي نصت على أنه يقصد‬
‫بمصطلح الضحايا ‪" :‬األشخاص الذين أصيبوا بضرر ‪،‬فرديا أو جماعيا‪ ،‬وخاصة الذين أنتهكت‬

‫‪1‬أشارت ديباجة نظام روما األساسي إلى إن "ماليين األطفال والنساء والرجال قد وقعوا خالل القرن الحالي ضحايا لفضائع‬
‫ال يمكن تصورها وقد هزت ضمير اإلنسانية بقوة"‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سالمتهم الجسدية أو العقلي‪ ،‬أو أصيبوا بألم معنوي أو بخسائر مادية أو الذين أنتهكت حقوقهم‬
‫األساسية بشكل خطير وذلك من جراء أعمال أو إغفاالت متعارضة مع القوانين الجنائية"‪.1‬‬

‫كما عرفت المادة(‪)85‬من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات الضحايا أو المجني عليهم على‬
‫النحو التالي ‪:‬‬

‫"األشخاص الطبيعيين المتضررين من جريمة تدخل في إختصاص المحكمة الجنائية‬


‫الدولية"‪ ،‬ويجوز أن يشمل لفظ الضحايا األشخاص المعنوية كالمنظمات والمؤسسات التي تتعرض‬
‫لضرر مباشر في أي من ممتلكاتها المخصصة للدين أو التعليم أو الفن أو العلم أو األغراض‬
‫الخيرية والمعالم األثرية والمستشفيات‪،‬وغيرها من األماكن واألشياء المخصصة ألغراض إنسانية‪.2‬‬

‫ومن خالل التعريفات السابقة يمكن أن نعرف المجني عليه انه هو ‪:‬كل شخص طبيعي‬
‫أو معنوي تضرر بفعل إرتكاب جريمة من الجرائم الدولية‪ ،‬والغاية من مشاركة المجني عليهم هو‬
‫تمكينهم من تقديم وجهات نظرهم حول الوقائع و تقديمهم الطلبات المرتبطة بالقضية أمام أجهزة‬
‫المحكمة طيلة إجراءات الدعوى إبتداء من تقديم المعلومات للمدعي العام لفتح التحقيق إلى غاية‬
‫االستئناف في األوامر التي تصدر عن دوائر المحكمة المختصة‪.3‬‬

‫أوال‪:‬قيام المجني عليهم بتقديم المعلومات للمدعي العام ‪:‬‬

‫للمدعي العام التحقق من جدية المعلومات التي يتلقاها والتعاون بشكل خاص مع المنظمات‬
‫غير الحكومية كما يجوز للمدعي العام األمر ببدء التحقيقات بناءا غلى المعلومات التي يتلقاها‬
‫من مصادر مفتوحة بما في ذلك الضحايا الذين يجوز لهم أن يتقدموا بطلباتهم عندما تبحث‬
‫الدائرة التمهيدية مسألة البدء في التحقيق‪. 4‬‬

‫ويعطي هذا الحق للمجني عليهم المزيد من الحقوق من خالل السماح لهم بإمكانية تحريك‬
‫الدعوى العمومية أمام القضاء الدولي الجنائي والتي تبقى أقل بكثير من الحق المعترف به‬
‫للمجني عليهم في بعض القوانين الوطنية‪،‬إذ يجوز تحريك الدعوى العمومية بواسطة الضحية عن‬

‫‪1‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.330‬‬


‫‪2‬منتصر سعيد حموده‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.258‬‬
‫‪3‬نصر الدين بوسماحة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.16‬‬
‫‪4‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.319‬‬

‫‪66‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫طريق تقديم شكوى مصحوبة بإدعاء مدني في جرائم محددة كجريمة إصدار شيك بدون رصيد‬
‫أو تقديم شكوى مباشرة لدى قاضي التحقيق كطرف مدني‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلشتراك في اإلجراءات‪:‬‬

‫ال تعتبر المحكمة الجنائية الدولية المجني عليهم عناصر سلبية للحماية أو أدوات للمالحقة‬
‫القضائية للجناة ‪ ،‬بل أنها تعترف باإلسهام الذي يقدمونه لعملية المحاكمة وأهمية تلك المحاكمة‬
‫بالنسبة لهم‪،‬من خالل مشاركتهم في إجراءات التحقيق التي يشرف عليها مكتب المدعي العام‬
‫طبقا لنظام روما األساسي والقواعد اإلجرائية بغض النظر عن الطريقة التي تمارس بها المحكمة‬
‫إختصاصها‪.2‬‬

‫وعليه فالفقرة الثالثة من المادة(‪)68‬من نظام روما األساسي‪،‬تلزم المحكمة بالسماح للمجني عليهم‬
‫بعرض آرائهم وشواغلهم والنظر فيها من خالل المراحل المناسبة لنظر الدعوى على نحو ال يضر‬
‫وال يتعارض مع حقوق المتهمين من جهة وال مع عدالة أو نزاهة المحكمة من جهة أخرى‪. 3‬‬

‫ويقوم المجني عليهم بالمشاركة في جميع إجراءات المحاكمة وفقا للمادة (‪)89‬من القواعد‬
‫اإلجرائية وقواعد اإلثبات التي بينت طريقة مشاركتهم والمتمثلة فيما يلي ‪:‬‬

‫ضرورة تقديم طلب مكتوب للمسجل‪،‬الذي يقوم بإحالة هذا الطلب إلى الدائرة المناسبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقدم المسجل نسخة من الطلب إلى المدعي العام إلى الدفاع الذين يحق لهم الرد عليها‬ ‫‪-‬‬
‫خال مهلة تحددها الدائرة كما يجوز للدائرة أن ترفض الطلب المقدم إذا رأت أن الشخص ليس‬
‫مجنيا عليه أو أن لمعايير المحددة في الفقرة(‪)3‬من المادة (‪)68‬لم تستوف ويجوز للضحية الذي‬
‫رفض طلبه أن يتقدم بطلب جديد في مرحلة الحقة من مراحل اإلجراءات ‪.‬‬

‫كما يمكن أن ينوب عن الضحايا(المجني عليهم) ممثلين قانونيين وهم أحرار في إختيار‬
‫ممثليهم شريطة أن يتحلى هؤالء بالكفاءات الالزمة كما هو الحال بالنسبة إلى ممثلي المتهمين‬
‫‪4‬إذ يتمتع الممثلين القانونيين للضحايا بحق حضور اإلجراءات مالم ترى الدائرة المعنية بسبب‬
‫المالبسات أن تقتصر تدخل الممثل على المالحظات‬

‫‪1‬نصر الدين بوسماحة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪. 41‬‬


‫‪2‬محمد غالي ‪.‬مرجع سابق‪.‬ص ص‪.41-42‬‬
‫‪3‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.319‬‬
‫‪4‬انظر المادة(‪ )90‬من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المكتوبة أو البيانات ويسمح للمدعي العام الدفاع بالرد على أي مالحظات شفوية أو خطية للمثل‬
‫القانوني للضحايا و هذا ما نصت عليه المادة (‪ )91‬من القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات‪.1‬‬

‫و تلزم المحكمة بأخطار الضحايا أو ممثليهم القانونيين بجميع اإلجراءات المضطلع بها‬
‫أمامها بإستثناء اإلجراءات المنصوص عليها في الباب الثاني كإخطار الضحايا بشان قرار‬
‫المدعي العام بعدم الشروع في التحقيق أو بعدم المقاضاة‪،‬واخطار الضحايا بخصوص جلسة من‬
‫اجل إقرار التهم عمال بالمادة(‪ )61‬و يجوز لدائرة المحكمة المختصة أن تشرك المجني عليهم في‬
‫إجراءات أخرى عن طريق إلتماس أرائهم بشأن مسائل مختلفة كإعادة النظر في قرار المدعي‬
‫العام بعدم إجراء تحقيق أو عدم المقاضاة أو تعديل التهم و غير ذلك من المسائل‪. 2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حق مشاركة الشهود ‪:‬‬

‫إلى جانب مشاركة المجني عليهم في إجراءات المحكمة يحق أيضا للشهود المشاركة في‬
‫هذه اإلجراءات لإلدالء بشهادتهم سواء شفاهة بحضور الشاهد أمام المحكمة أو من خالل شهادة‬
‫مسجلة بواسطة تكنولوجيا العرض السمعي المرئي أو السمعي فقط ‪،‬و الغاية من اإلدالء بالشهادة‬
‫هو إثبات الحقيقة بنسبة الجريمة إلى المتهم أو نفيها عنه ‪.3‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف الشاهد في النظام األساسي‪:‬‬

‫من خالل نص المادة (‪)69‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية و الفقرة الثانية‬
‫من القاعدة (‪ )66‬يمكن أن نستخلص بأن الشاهد في النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‬
‫هو قيام الشخص البالغ (‪ )18‬سنة أو أقل باإلدالء بأقواله وفقا لما رآه من أفعال تعد وفقا للنظام‬
‫األساسي للمحكمة مجرمة شرط اإللتزام بالصدق في تقديم األدلة إلى المحكمة‪.4‬‬

‫‪1‬محمد غالي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.162‬‬


‫‪2‬نصر الدين بوسماحة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.44‬‬
‫‪3‬انظر المادة(‪ )1/69‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪4‬عبد المجيد لخذاري‪.‬حماية الشاهد دراسة مقاربة بين الفقه اإلسالمي والتشريع الجنائي الجزائري والنظام األساسي للمحكمة‬
‫الجنائية الدولية‪.‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم اإلسالمية‪.‬إشراف الطاهر زواقي‪.‬جامعة الحاج لخضر‪-‬باتنة‪.-‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية واإلسالمية‪.‬د‪.‬ت‪.‬السنة الجامعية‪.2014.2013.‬ص‪.11‬‬

‫‪68‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪ :‬صور الشاهد في النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية ‪:‬‬

‫لقد منح النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية للمتهم الحق في إستجواب شهود اإلثبات‬
‫بنفسه أو بواسطة آخرين أن يؤمن له حضور و إستجواب شهود النفي بنفس الشروط المتعلقة‬
‫بشهود اإلثبات‪.1‬‬

‫ومن خالل ما سبق نستخلص بأن الشهود في النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‬
‫ن وعان يتمثل النوع األول في شهود اإلثبات أما النوع الثاني فيتمثل في شهود النفي‪ ،‬و قد نصت‬
‫الفقرة الثانية من المادة (‪ ) 69‬على شهود اإلثبات أما شهود النفي فقد نصت عليه الفقرة الثالثة‬
‫من نفس المادة‪. 2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الحق في الحماية‪:‬‬

‫تقتضي المحاكمة الفعالة أمام المحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬إشراك المجني عليهم و الشهود‬
‫الذين يشاركون في كشف الحقائق و المالبسات المحيطة بالجرائم الشنعاء و التي قد يتعرضون‬
‫فيها للتهديدات و الضغوطات ألنهم غالبا ما يكونون غير راغبين باإلشتراك في المحاكمة‬
‫أو خائفين من عواقب المشاركة‪. 3‬‬

‫و لحماية المجني عليهم و الشهود فرضت المادة (‪ )1/68‬من النظام األساسي على أجهزة‬
‫المحكمة المختلفة بإتخاذ تدابير الحماية المناسبة لحماية أمانهم و سالمتهم البدنية و النفسية‬
‫و كرامتهم و خصوصيتهم‪ 4‬و تولي المحكمة في ذلك إعتبا ار لجميع العوامل ذات الصلة كالسن‬
‫و النوع و الجنس و الصحة و طبيعة الجريمة السيما عندما تنطوي الجريمة على عنف جنسي‬
‫أو عنف ضد األطفال و يتخذ هذه التدابير و خاصة أثناء التحقيق في هذه الجرائم أو المقاضاة‬
‫عليها شريطة أال تتعارض أو تمس حقوق المتهم ‪ ،‬أو مع متطلبات محاكمة عادلة ونزيهة‪. 5‬‬

‫‪1‬انظر المادة (‪/1/67‬ه)من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬


‫‪2‬شهود اإلثبات ‪:‬وهو الشاهد الذي يدلي بشهادته شخصيا في المحاكمة‪,‬إال بالقدر الذي تتيحه التدابير المنصوص عليها‬
‫في المادة (‪)67‬أو القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات ‪,‬أو تسمع له المحكمة اإلدالء بإفادة شفوية أو مسجلة بواسطة‬
‫تكنولوجيا العرض السمعي أو المرئي فضال عن تقديم المستندات أو محاضر مكتوبة شريطة أال تمس هذه التدابير حقوق‬
‫المتهم أو تتعارض معها‪,‬أما فيما يتعلق بشهود النفي فقد أجاز النظام طلب تقديم جميع األدلة التي ترى أنها ضرورية‬
‫لتقرير الحقيقة ‪.‬‬
‫‪3‬قيدا نجيب حمد‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.190‬‬
‫‪4‬منتصر سعيد حمودة‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.258‬‬
‫‪5‬سلوان علي كسار‪.‬اختصاص المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في الجرائم ضد االنسانية‪.‬دط‪.‬دار أمنة ‪ :‬عمان ‪-‬‬
‫‪.2014‬ص‪.179‬‬

‫‪69‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و بإستثناء مبدأ علنية الجلسات المنصوص عليه في المادة (‪ )67‬من النظام األساسي‬
‫لدوائر المحكمة أن تقوم لحماية المجني عليهم و الشهود بإجراء أي جزء من المحاكمة في‬
‫جلسات سرية أو بالسماح بتقديم األدلة بوسائل الكترونية أو الطفل الذي يكون مجنيا عليه‬
‫‪1‬‬
‫عدا عن عدم كشف الهوية للعلن و السماح بالشهادة بأساليب ال تتطلب مثول‬ ‫أو الشاهد‬
‫الضحية أو الشاهد بشخصه أمام المحكمة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬إنشاء وحدة الضحايا و الشهود‪:‬‬

‫نصت الفقرة (‪ )6‬من المادة (‪ )43‬من نظامروما األساسي على إنشاء المسجل لوحدة‬
‫المجني عليهم و الشهود ضمن قلم المحكمة ويقع على عاتقها توفير تدابير وقائية و ترتيبات‬
‫أمنية للمجني عليهم و الشهود و لغيرهم من األفراد كأفراد أسرهم الذين يتعرضون للخطر بسبب‬
‫إفاداتهم و تتولى هذه الوحدة بالتشاور مع مكتب المدعي العام حماية المجني عليهم و الشهود‪. 2‬‬

‫أوال ‪ :‬مهام وحدة المجني عليهم و الشهود ‪:‬‬

‫تقوم وحدة المجني عليهم و الشهود بالمهام التالية ‪:‬‬

‫‪ /1‬بالنسبة للضحايا ( حماية الضحايا ) ‪ :‬تكون حماية الضحايا عن طريق توفير تدابير‬
‫الحماية و األمن المالئم لهم ووضع خطط طويلة و قصيرة األمد لحمايتهم و توصية أجهزة‬
‫المحكمة باعتماد تدابير للحماية و كذلك إبالغ الدول المعنية بهذه التدابير باإلضافة إلى‬
‫مساعدتهم في الحصول على المساعدة الطبية و النفسية و غيرها من أنواع المساعدة الالزمة‬
‫و التعاون مع الدول عند االقتضاء لتوفير أي من التدابير المنصوص عليها في هذه القاعدة‪.‬‬

‫‪ /2‬بالنسبة للشهود ‪ :‬تتم حماية الشهود من خالل إرشادهم إلى جهة يحصلون منها على‬
‫المشورة القانونية بغرض حماية حقوقهم السيما ما يتعلق منها بشهادتهم و مساعدتهم عند‬
‫إستدعائهم لإلدالء بها أمام المحكمة من جهة و إتخاذ تدابير يراعي فيها نوع الجنس لتسيير‬
‫اإلدالء بالشهادة في جميع مراحل إجراءات المحكمة المتعلقة بضحايا العنف الجنسي ‪.3‬‬

‫‪1‬انظر المادة(‪ )2/68‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬


‫‪2‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.326‬‬
‫‪3‬سهيل حسين الفتالوي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.258‬‬

‫‪70‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما يتعين تقديم عناية خاصة الحتياجات األطفال و المسنين و المعوقين و لتسهيل مشاركة‬
‫األطفال و حمايتهم كشهود تعيين الوحدة عند االقتضاء و بموافقة الوالدين أو الوصي القانوني‬
‫شخصا يساعد الطفل طيلة مراحل اإلجراءات‪. 1‬‬
‫‪ /3‬مساعدة محامي الدفاع ‪ :‬يتولى المجلس تقديم الدعم و المساعدة و المعلومات لجميع‬
‫محامي الدفاع الذين يمثلون أمام المحكمة و تقديم الدعم الالزم حسبما يلزم المحققين‬
‫اإلختصاصيين ليكون الدفاع فعاال ‪ ،‬كما يتشاور المسجل حسب اإلقتضاء ألغراض من قبل إدارة‬
‫المساعدة القانونية مع أية هيئة تمثيلية مستقلة لرابطات المحامين أو رابطات قانونية بما في ذلك‬
‫هيئة من هذا القبيل قد يتيسر إنشاؤها بفضل جمعية الدول األطراف‪.2‬‬
‫باإلضافة إلى إن المسجل ينشئ و يضع قائمة بأسماء المحامين و يختار الشخص بحرية‬
‫المحامي من هذه القائمة أو محام أخر تتوفر فيه المعايير المطلوبة و لديه الرغبة في أن يدرج‬
‫اسمه بالقائمة ‪.3‬‬

‫ثانيا‪:‬كيفية ممارسة وحدة المجني عليهم و الشهود لعملها‪:‬‬

‫يتعين على وحدة المجني عليهم و الشهود االلتزام بجملة من الشروط لضمان األداء الفعال لعملها‬
‫و هي كالتالي‪:‬‬

‫كفالة حفاظ موظفي الوحدة على السرية في جميع األوقات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إحترام مصالح الشهود مع التسليم بالمصالح الخاصة لمكتب المدعي العام وهيئة الدفاع‬ ‫‪-‬‬
‫والشهود بطرق من ضمنها إذا إقتضى الحال الحفاظ على فصل مالئم للخدمات المقدمة إلى‬
‫شهود اإلدعاء و شهود الدفاع و إلتزام الحياد في التعاون مع جميع األطراف و طبقا لما يصدر‬
‫من دوائر المحكمة من أحكام و ق اررات إتاحة المساعدة اإلدارية و التقنية للشهود والمجني عليهم‬
‫الذين يمثلون أمام المحكمة و األشخاص اآلخرين الذين يتعرضون للخطر بسبب الشهادة و التي‬
‫يدلي بها هؤالء الشهود خالل جميع مراحل اإلجراءات و بعدها على النحو المناسب بصورة‬
‫معقولة ‪.‬‬

‫‪ -‬كفالة التدريب لموظفيها بخصوص أمن المجني عليهم و الشهود و سالمتهم و كرامتهم ‪.‬‬
‫‪-‬التعاون عند اإلقتضاء مع المنظمات الحكومية الدولية و غير الحكومية ‪.4‬‬

‫‪1‬انظر المادة(‪ )17‬من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات‪.‬‬


‫‪2‬سهيل حسين الفتالوي‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.259‬‬
‫‪3‬راجع المادة(‪ )21‬من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات‪.‬‬
‫‪4‬انظر المادة(‪ )18‬من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تدابير حماية المجني عليهم و الشهود ‪:‬‬


‫تتخذ دائرة المحكمة تدابير مناسبة لحماية أمان المجني عليهم و الشهود بناء على طلب‬
‫المدعي العام أو الدفاع أو الشهود أو المجني عليه أو ممثله القانوني إن وجد أومن تلقاء نفسها‬
‫‪ ،‬وعلى دائرة المحكمة قبل أن تأمر باتخاذ تدابير لحماية المجني عليه أو الشاهد أو أي شخص‬
‫أخر معرض للخطر نتيجة شهادة أدلى بها الشاهد أن تلتزم بالتشاور مع وحدة المجني عليهم‬
‫و الشهود ‪ ،1‬و بالتالي تتساءل فيما يتمثل تدابير الحماية و ما مدى مشروعيتها ؟‬

‫أوال ‪ /‬تدابير الحماية التي تقررها دائرة المحكمة ‪:‬‬

‫نصت المادة (‪ )3/87‬من القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات للمحكمة الجنائية الدولية على‬
‫أنه يجوز لدائرة المحكمة المختصة أن تقرر عدة تدابير نذكر منها ‪:‬‬

‫إن يحمي إسم الضحية أو الشاهد أو أي شخص أخر معرض للخطر بسبب شهادة أدلى‬ ‫‪‬‬
‫بها شاهد‪ ،‬و أي معلومات قد تقضي إلى معرفة هوية أي متهم من السجالت العامة للدائرة ‪.‬‬
‫إن يمنع المدعي العام أو الدفاع أو أي مشترك أخر في اإلجراءات القانونية من اإلفصاح‬ ‫‪‬‬
‫عن تلك المعلومات إلى طرف ثالث‪.2‬‬
‫إمكانية إستجواب الشهود بواسطة جهاز الفيديو أو التقنيات األخرى ‪ ،‬و يجوز للمدعي‬ ‫‪‬‬
‫العام حفظ إثباتات معينة و اإلكتفاء باإلفادة عن خالصة منها فقط من جهة و يجوز له أيضا‬
‫إزالة أسماء و هويات بعض الشهود من‬
‫الملف‪ ،‬و إن يستعمل إسم مستعار للمجني عليه أو الشاهد أو أي شخص أخر معرض للخطر‬
‫بسبب شهادة أدلى بها‪.‬‬
‫كما تقرر دائرة المحكمة مجموعة من التدابير الخاصة التي نصت عليها المادة (‪)88‬‬ ‫‪‬‬
‫من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات‪.3‬‬
‫ثانيا ‪:‬مشروعية تدابير الحماية ‪:‬‬

‫تعتبر تدابير الحماية نافذة في مواجهة جميع األشخاص سواء كانوا من الجمهور أو أجهزة‬
‫اإلعالم وحتى المتهم وحتى تكون هذه التدابير التي تهدف في األصل إلى عدم التعرف على‬

‫‪1‬راجع الفقرة األولى من المادة(‪ )87‬من القواعد اإلجرائية وقواعداإلثبات‪.‬‬


‫‪2‬نصر الدين بوسماحة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.35‬‬
‫‪3‬من بين هذه التدابير نذكر على سبيل المثال إن تأمر المحكمة دائرة المحكمة بتدابير تسهيل اخذ شهادة أي من الضحايا‬
‫أو الشهود المصابين بصدمة أو شاهد أو طفل أو أي شخص مسن أو أي من ضحايا العنف الجنسي عمال بالفقرتين ‪1‬و‪2‬‬
‫من المادة(‪)68‬‬

‫‪72‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هوية الشاهد مشروعة‪, 1‬البد أن تمارس بطريقة ال تمس بحقوق المتهم أو تتعارض معها ‪,‬أو مع‬
‫مقتضيات إجراء محاكمة عادلة و نزيهة دون أن تبين ما إذا كان عقد جلسات سرية أو إخفاء‬
‫هوية الشاهد يتعارض مع حقوق الضحية‪.2‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬جبر الضرر‪:‬‬

‫تتقرر المسؤولية المدنية إلى جانب المسؤولية الجزائية المترتبة عن الفعل المجرم ‪،‬وهذه‬
‫المسؤولية يتحملها عادة من إرتكب الخطأ أو خالف أحكام القوانين واألنظمة في المجتمع ‪،‬و مثل‬
‫هذا المفهوم يندرج في نطاق التشريعات و المعاهدات الدولية‪.3‬‬

‫ونصت المادة (‪)75‬من النظام األساسي على حقوق الضحايا و الشهود المتعلقة بجبر‬
‫األضرار التي تلحق بهم‪ ،‬فالمحكمة ملزمة بموجب هذه المادة بتحديد المبادئ المتصلة بجبر‬
‫األضرار‪،‬ويجوز لها إلى جانب توقيعها عقوبة سالبة للحرية وفرضها غرامات مالية على الشخص‬
‫المدان ‪،‬أن تأمر هذا األخير بعد صدور الحكم عليه بأن يجبر أضرار المجني عليهم والشهود‪،‬بما‬
‫تراه المحكمة مناسبا كالتعويضات واعادة التأهيل والترضية وتقديم‬

‫ضمانات بعدم التكرار وأي شكل أخر من أشكال جبر األضرار‪ ،4‬ويقتصر جبر األضرار على‬
‫الجانب المادي الذي يتخذ صورة منح أموال او حوافز مادية أو تقديم خدمات مجانية كالصحة‬
‫و التعليم و اإلسكان‪،‬أما الجانب المعنوي والذي له أهمية كبيرة في توفير الراحة النفسية للضحايا‬
‫فيخرج عن إختصاص المحكمة الجنائية الدولية ويمكن اللجوء إليه من طرف الدول والمنضمات‬
‫الدولية‪.5‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صور جبر الضرر‪:‬‬

‫لقد تناولت الفقرة الثانية من المادة (‪ )75‬الكيفية التي ستقدم بها المحكمة ضرورة جبر‬
‫األضرار وعليه يشمل جبر الضرر المجني عليهم والشهود ‪،‬رد الحقوق والتعويض‪.‬‬

‫‪1‬نصر الدين بوسماحة‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.37‬‬


‫‪2‬أنظر المادة( ‪ ) 5/68‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪3‬عمر محمد جعفر‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.77‬‬
‫‪4‬براء منذر كمال عبد اللطيف‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.332‬‬
‫‪5‬يتمثل الجانب المعنوي في إصدار إعتذار رسمي واإلعتراف بالجرائم المرتكبة أو تسمية أماكن عمومية باألحداث للذين‬
‫ذهبوا ضحيتها‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ‪:‬رد الحقوق‪:‬‬

‫يقصد برد الحقوق أن يعيد الشخص المدان إلى المجني عليه الحقوق التي إنتهكها الفعل‬
‫اإلجرامي ‪ ،‬وينصب رد الحقوق على الممتلكات أو األموال التي تم اإلستيالء عليها بصورة‬
‫مباشرة ‪،‬نتيجة السلوك اإلجرامي الذي يحاكم عليه الشخص‪،‬ويتخذ رد الحقوق أشكاال مختلفة تتحد‬
‫بحسب المعايير المعتمدة في التقييم كأن تكون بالنظر إلى المستفيد من التعويض ‪،‬أو بالنظر إلى‬
‫طبيعة التعويض‪ ،‬وتخضع عملية المطالبة برد الحقوق لنفس اإلجراءات المتبعة في المطالبة‬
‫بجبر الضرر‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويض‪:‬‬

‫يعتبر التعويض حقا أساسيا يجب اإلعتراف به للضحايا في إطار عملية جبر األضرار لمنحهم‬
‫المزيد من الثقة في نظام العدالة نتيجة إلعترافه باألذى الذي حل بهم جزاء الفعل اإلجرامي‬
‫ويتحمل دفع التعويض الشخص المدان ‪،‬أو الجهة التي تتحمل المسؤولية عن أفعاله إذا كان من‬
‫موظفي الدولة إضافة إلى إمكانية إنشاء صناديق خاصة بدفع التعويض للمجني عليهم في حالة‬
‫عدم وجود موارد كافية لدي الشخص المدان إلستغاللها في دفع في هذا التعويض‪ 2‬وفي حالة‬
‫تعدد المجني عليهم حيث يودع المحكوم عليهم مبلغ التعويض في هذا الصندوق ‪،‬ويعتبر هذا‬
‫المبلغ منفصال عن موارد الصندوق وبالتالي فالمحكمة ال تلجأ إلى دفع التعويضات عن طريق‬
‫الصندوق اإلستئماني إال إذا عجزت عن دفعها كاملة من أموال الشخص المدان ‪،‬كما يجوز‬
‫للضحايا طلب الحصول على التعويضات من الدول خاصة في إطار عالقة الدول باألفعال‬
‫اإلجرامية وقبل أن تصر المحكمة حكما بالتعويض لصالح المجني عليهم والشهود ضد‬
‫المتهم‪،‬يجب عليها أن تطلب بيانات الشخص المدان أو المجني عليهم أو من سواهم من‬
‫األشخاص المعنيين في دولهم‪،‬على أن تأخذ هذه البيانات عند الحكم بهذه التعويضات لصالح‬
‫المجني عليهم‪.3‬‬

‫ثالثا‪ /‬رد اإلعتبار‪:‬‬

‫يعد رد اإلعتبار شكال من أشكال جبر الضرر للمجني عليهم بحيث يتم تنفيذ أوامر المحكمة‬
‫الخاصة برد اإلعتبار للمجني عليهم عن طريق اإلستعانة بموظفين وخبراء على كفاءة عالية في‬

‫‪ 1‬نصر الدين بوسماحة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.51-50‬‬


‫‪1‬يقصد بالتعويض دفع مبلغ مالي للجني عليه عن األضرار الجسدية أو النفسية أو غيرها من األضرار المتكبدة جراء‬
‫الجريمة المرتكبة‪.‬‬
‫‪ 3‬نصر الدين بوسماحة ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص‪.53-52‬‬

‫‪74‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مجاالت تخصصاتهم ‪،‬سواء كانوا معتمدين من قبل المحكمة مباشرة ‪،‬أو عن طريق اإلستعانة‬
‫مباشرة بمنظمات تقدم خدمات لفائدة الضحايا‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬إجراءات جبر الضرر‪:‬‬

‫يجوز للمحكمة بناءا على طلب مقدم من المجني عليهم أو من تلقاء نفسها أن تحدد نطاق‬
‫الضرر أو الخسارة أو األذى الذي لحق بالمجني عليهم ثم تقضي لهم بالتعويض العيني‬
‫أو المادي أو رد اإلعتبار‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلجراءات بناءا على طلب الضحايا‪:‬‬

‫يقدم طلبا لضحايا لجبر األضرار خطيا أو يودع لدى المسجل ويتضمن هوية مقدم الطلب‬
‫وعنوانه ووصفه لإلصابة أو الخسارة أو الضرر أو األشخاص الذين يعتقد الضحية أنهم مسؤولون‬
‫عن اإلصابة أو الخسارة أو الضرر‪ ،‬ومطالبات التعويض والمطالب المتعلقة بأشكال أخرى من‬
‫اإلنصاف‪.‬‬

‫وتطلب المحكمة إلى المسجل أن يخطر بالطلب الشخص أو األشخاص المذكورين فيه‬
‫أو في التهم و كل من يهمه األمر من أشخاص أ ودول‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات بناءا على طلب المحكمة‪:‬‬

‫عندما تقرر المحكمة مباشرة إجراءات جبر األضرار من تلقاء نفسها يجب عليها أن تطلب من‬
‫المسجل أن يخطر بنيتها الشخص أو األشخاص الذين تصدر المحكمة حكما بحقهم ‪،‬كما يخطر‬
‫الضحايا وكل من يهمهم األمر من أشخاص أو دول‪ ،‬فإذا قدم المجني عليه طلب جبر الضرر‬
‫بعد إخطاره فإنه يبت في طلبه كما لو أنه كان مقدما بموجب المادة(‪,)94‬أما إذا طلب المجني‬
‫عليه إلى المحكمة أال تصدر أم ار بجبر الضرر فإن المحكمة تصدر أم ار فرديا فيما يتعلق بطلب‬
‫بالمجني عليه‪.‬‬

‫‪1‬انظرالمادة (‪ )94‬من القواعد اإلجرائية وقواعد اإل ثبات للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل الثاني ‪:‬‬

‫حاولنا من خالل هذا الفصل توضيح الضمانات التي يمنحها النظام األساسي للمحكمة الجنائية‬

‫الدولية ألطراف الدعوى أثناء مرحلة المحاكمة التي هي عبارة عن مجموعة من اإلجراءات هدفها‬

‫تمحيص جميع األدلة و البيانات المتعلقة بالدعوى سواء كانت لمصلحة المتهم أو ضده و توصلنا‬

‫إلى أن هذه المرحلة توفر نوعين من الضمانات يتمثل النوع األول في الضمانات التي يتمتع بها‬

‫المتهم أثناء مرحلة المحاكمة من خالل محاكمته أمام محكمة مستقلة محايدة منشاة بحكم القانون‬

‫قبل إتهامه طبقا إلجراءات علنية تتيح له الحق في حضور جلسات المحاكمة حتى يكون له دور‬

‫إيجابي في الدعوى و سرعة الفصل في الدعوى و تمكينه من الدفاع عن نفسه و تأمين مترجم‬

‫كفئ من قبل المحاكمة و عدم جواز محاكمته عن الجريمة ذاتها مرتين و إفتراض براءته إلى‬

‫غاية إثبات إدانته ‪ ،‬وأن يصدر الحكم الجنائي بناءا على فحص شخصية المتهم و أن تكون‬

‫مسببا إلى حق الطعن في هذه األحكام و التعويض في حالة إخفاق العدالة ‪.‬‬

‫بينما يتمثل النوع الثاني في الضمانات التي يتمتع بها المجني عليهم و الشهود و المتمثلة في‬

‫المشاركة في إجراءات المحاكمة و حمايتهم و مساعدتهم على الوصول إلى الحقيقة و جبر‬

‫األضرار التي تلحق بهم ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الخاتــــــــــــــمة‬
‫الخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتمة‬

‫يتضح لنا من خالل دراستنا هذه أن الغاية من إنشاء المحكمة الجنائية الدولية الذاتية هو تحقيق‬
‫العدالة عن طريق مراعاة مصلحة المجتمع من خالل معاقبة مرتكبي الجرائم الخطيرة و موازنة‬
‫هذه المصلحة مع مصلحة أطراف الدعوة الجزائية بما في ذلك المتهم المجني عليه‬
‫و الشهود‪ ،‬و لكي تكون المحاكمة عادلة ال بد من توافر حد أدنى من الضمانات التي أقراها النظام‬
‫األساسي للمحكمة الجنائية الدولية سواء في مرحلة ما قبل المحاكمة بما تتضمنه من ضمانات‬
‫متعلقة بالمبادئ العامة و ضمانات أثناء مرحلة التحقيق ‪ ،‬من خالل إجراءات التحقيق التي يباشرها‬
‫المدعي العام و الدائرة التمهيدية و توضيح ضماناته في هذه المرحلة ‪ ،‬أو سواء في مرحلة‬
‫المحاكمة و توضيح ما يتمتع به المتهم و ما يتمتع به المجني عليه و الشهود ‪.‬‬

‫من خالل تعرضنا لموضوع ضمانات المحاكمة العادلة في النظام األساسي في المحكمة الجنائية‬
‫الدولية الدائمة يمكن تسجيل المالحظات التالية ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج ‪:‬‬

‫‪ -1‬المحكمة الجنائية قد خطت خطوة في مجال إقرار حقوق اإلنسان عموما و حقوق أطراف الدعوى‬
‫الجنائية على وجه الخصوص محاولة بذلك حماية حرياتهم الفردية و حظر المساس بها إلى في‬
‫الحدود التي يسمح بها القانون ‪ ،‬و هو أمر لم نلمسه في ظل المحاكم الجنائية الدولية السابقة التي‬
‫سعت لمعاقبة المتهم بغض النظر عن مدى احترام الضمانات المعترف له بها عن عدمه ‪.‬‬
‫‪ -2‬لقد أوضحت لنا الدراسة أن المحكمة الجنائية الدولية وفرت مجموعة من الضمانات في مرحلة ما‬
‫قبل المحاكمة الجنائية التي يتمتع بها المتهم أهمها احترام مبدأ الشرعية الجنائية و إقرار المسؤولية‬
‫أمام‬ ‫الجنائية الفردية اللتان يتعين تطبيقهما لتأمين محاكمة عادلة لكل شخص متهم‬
‫المحكمة ‪ ،‬و تمكين المتهم من حق طلب اإلفراج عنه مؤقتا و االستعانة بمحامي أما المحكمة ‪ ،‬و‬
‫حظر إكراهه على االعتراف و االلتزام بالصمت و عدم تعريضه للتعذيب أو سوء المعاملة ‪.‬‬
‫‪ -3‬كما منحت المحكمة الجنائية الدولية عدة ضمانات أثناء مرحلة المحاكمة المتمثلة في ضمان‬
‫محاكمة المتهم أمام محكمة مستقلة محايدة منشأة بحكم القانون قبل اتهامه طبقا إلجراءات علنية‬
‫تتيح له الحق في حضور جلسات المحاكمة و تمكينه من الدفاع عن نفسه ‪ ،‬إلى حق الطعن في‬
‫األحكام الصادرة عن المحكمة و تعويضه في حالة إخفاق العدالة من جهة ‪ ،‬و ضمان مشاركة‬
‫المجني عليه و الشهود و إجراءات المحاكمة و حمايتهم و مساعدتهم على الوصول إلى الحقيقة‬
‫و تعويضهم عن األضرار التي تلحق بهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬المحاكمة العادلة تقتضي إحترام الحد األدنى من معايير العدالة المعترف بها دوليا ذلك أنها إذا‬
‫افتقرت إلى هذه المعايير فان ذلك من شأنه أن يضعف في قبول المجتمع الدولي بها ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتمة‬

‫‪ -5‬توفير ضمانات المحاكمة العادلة يشكل وسيلة أساسية للمحافظة على السلم و األمن الدوليين بينما‬
‫غياب عدة الضمانات يترتب عنه إنتهاكات لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ -6‬إن إقرار هذه الضمانات في النظام األساسي ساهم في تفعيل القانون الجنائي الدولي كما بعث ثقة‬
‫في نفوس المتقاضين و إطمئنانهم عند مثولهم أمام المحكمة الجنائية الدولية من أجل صون‬
‫حقوقهم و تحقيق العدالة‪.‬‬
‫‪ -7‬يالحظ على بعض المواد الواردة في نظام روما أنها مصاغة بصورة غير سليمة األمر الذي من‬
‫شأنه التأثير على مضمون تلك الضمانات و مفهومها و تطبيقها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات ‪:‬‬
‫‪ -1‬بضرورة مراعاة مدى تطابق الضمانات المنصوص عليها في النظام األساسي للمحكمة الجنائية‬
‫الدولية مع الضمانات الممنوحة ألطراف الدعوى‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار عدم تغليب مصلحة‬
‫الحقوق أحد األطراف على حساب الطرف اآلخر ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة إعادة النظر و صياغة نصوص بعض المواد من النظام األساسي نذكر منها ‪:‬‬
‫‪-‬المادة (‪ )65‬فقرة ‪10‬في ما يتعلق بالتهم التي تعتمدها الدائرة التمهيدية أو يسحبها المدعي العام‬
‫بأن ال يقتصر تأثيرها على أمر الحضور و إنما يمتد إليقاف سريان أمر اإللقاء القبض كذلك في‬
‫حالة إصداره ‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 58‬فقرة ‪ 4‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي نصت على أنه للمدعي‬
‫العام عوضا من إصدار أمر القبض إن يقدم طلبا بان تصدر الدائرة التمهيدية األمر بحضور‬
‫شخص أمام المحكمة ‪ ،‬و كان هناك إهتماما بأمر القبض على أمر الحضور و في ذلك مساس‬
‫بحقوق المتهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة التركيز على شروط إصدار الحكم خاصة التوقيع ‪ ،‬فالمادة (‪ )05/74‬ذكرت جميع‬
‫شروط إصدار الحكم و أغفلت شرط التوقيع الذي يعد شرطا أساسيا من الشروط إصدار الحكم‬
‫يضفي عليه المصداقية التامة فالحكم غير الموقع كأنه لم يكن ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االقتراحات‪:‬‬
‫نقترح ضرورة تفعيل ضمان " سرعة الفصل في الدعوى" لتحديد مدة حسب الحالة تتفق‬
‫و خطورة الجريمة يتعين مراعاتها سواء في مرحلة التحقيق أو المحاكمة بما يحقق العدالة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة المصــادر‬
‫و المراجـــــــع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال ‪ :‬المصادر ‪:‬‬

‫‪ -1‬العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية و السياسية ‪،‬المعتمد في ‪ 16‬ديسمبر ‪.1966‬‬


‫‪ -2‬نظام روما األساسي ‪ ،‬المعتمد من قبل مؤتمر األمم المتحدة الدبلوماسي للمفوضين المعني‬
‫بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية في ‪ 17‬جويلية ‪. 1998‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬باللغة العربية ‪:‬‬

‫‪ /1‬الكتب ‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب المتخصصة ‪:‬‬


‫‪ -1‬إبراهيم محمود اللبيدي ‪ .‬ضمانات حقوق اإلنسان أمام المحاكم الجنائية‪.‬دون طبعة‪.‬دار‬
‫الكتب القانونية ‪ :‬مصر‪. 2010 .‬‬
‫‪ -2‬أحمد فنر العبيدي ‪ .‬ضمانات المتهم أثناء المحاكمة وفق النظام األساسي للمحكمة‬
‫الجنائية الدولية‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار وائل ‪ :‬عمان ‪. 2012 .‬‬
‫‪ -3‬عمر فخري عبد الرزاق الحديثي ‪ .‬حق المتهم في محاكمة عادلة دراسة مقارنة ‪ .‬دار‬
‫الثقافة ‪ :‬عمان ‪. 2005.‬‬
‫‪ -4‬نجوى يونس سديرة ‪ .‬ضمانات المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار‬
‫الثقافة ‪ :‬عمان ‪. 2014 .‬‬
‫‪ -5‬نصر الدين بوسماحة ‪ .‬حقوق ضحايا الجرائم الدولية على ضوء أحكام القانون الدولي ‪.‬‬
‫الطبعة األولى ‪ .‬دار الفكر الجامعي ‪ :‬اإلسكندرية ‪.2007 .‬‬
‫‪ ‬الكتب العامة ‪:‬‬
‫‪ -1‬أحمد بشارة موسى ‪ .‬المسؤولية الجنائية الدولية للفرد ‪.‬دون طبعة‪ .‬دار هومة ‪ :‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ -2‬أحمدي بوزينة أمنة ‪ .‬آليات تنفيذ القانون الدولي اإلنساني ‪.‬دون طبعة‪ .‬دار الجامعة‬
‫الجديدة ‪ :‬اإلسكندرية ‪.2014 .‬‬
‫‪ -3‬باية سكاكني ‪ .‬العدالة الجنائية الدولية و دورها في حماية حقوق اإلنسان ‪ .‬دار هومة ‪:‬‬
‫الجزائر ‪.2004.‬‬
‫‪ -4‬بدر الدين محمد شبل ‪ .‬الحماية الدولية الجنائية لحقوق اإلنسان و حرياته األساسية ‪.‬‬
‫الطبعة األولى ‪ .‬دار الثقافة ‪ :‬عمان ‪.2011 .‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -5‬براء منذر كمال عبد اللطيف ‪ .‬النظام القضائي للمحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬الطبعة األولى ‪.‬‬
‫دار حامد ‪ :‬عمان ‪.2008 .‬‬
‫‪ -6‬جهاد القضاة ‪ .‬درجات التقاضي و إجراءاتها في المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬الطبعة األولى ‪.‬‬
‫دار وائل ‪.2010 :‬‬
‫‪ -7‬خالد حسين ناجي أبو غزلة ‪ .‬المحكمة الجنائية الدولية و الجرائم الدولية‪ .‬الطبعة األولى ‪.‬‬
‫دار جليس الزمان ‪ :‬عمان ‪.2010.‬‬
‫‪ -8‬خالد مصطفى فهمي ‪ .‬المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار الفكر الجامعي ‪:‬‬
‫اإلسكندرية ‪.2011 .‬‬
‫سهيل حسين الفتالوي ‪ .‬موسوعة القضاء الدولي الجنائي ‪ .‬القضاء الدولي الجنائي ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫الطبعة األولى ‪ .‬دار الثقافة ‪ :‬عمان ‪.2011.‬‬
‫‪ -10‬زياد عيتاوي ‪ .‬المحكمة الجنائية الدولية و تطور القانون الدولي الجنائي ‪ .‬الطبعة األولى ‪.‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية ‪ :‬لبنان ‪.2009.‬‬
‫‪ -11‬سلوان علي الكسار ‪ .‬إختصاص المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في الجرائم ضد‬
‫اإلنسانية‪.‬دون طبعة‪.‬دار آمنة‪:‬عمان‪.2014.‬‬
‫‪ -12‬طالل ياسين العيسى وعلي جبار الحسيناوي‪.‬المحكمة الجنائية الدولية دراسة قانونية‪ .‬دون‬
‫طبعة‪.‬دار اليازوري‪.‬عمان‪.2009.‬‬
‫‪ -13‬عبد الفتاح بيومي الحجازي ‪.‬المحكمة الجنائية الدولية‪ :‬دراسة متخصصة في القانون‬
‫الجنائي الدولي‪ .‬دون طبعة‪.‬دار الفكر الجامعي‪ :‬اإلسكندرية ‪.2004.‬‬
‫‪ -14‬عبد القادر البقيرات‪.‬العدالة الجنائية الدولية معاقبة مرتكب الجرائم ضد اإلنسانية‪ .‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ :‬الساحة المركزية‪.‬بن عكنون ‪.‬الجزائر ‪.2005.‬‬
‫‪ -15‬عبد القادر القهوجي ‪ .‬القانون الدولي الجنائي ‪ .‬أهم الجرائم الدولية ‪ ،‬المحاكم الدولية‬
‫الجنائية ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ :‬لبنان ‪.2001.‬‬
‫‪ -16‬عصام عبد الفتاح مطر‪.‬المحكمة الجنائية الدولية‪.‬الطبعة األولى‪.‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪:‬اإلسكندرية‪.2010 .‬‬
‫‪ -17‬علي خلف الشرعة ‪ .‬مبدأ التكامل في المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار‬
‫حامد‪ :‬عمان ‪.2012.‬‬
‫‪ -18‬علي محمد جعفر‪.‬اإلتجاهات الحديثة في القانون الدولي‪.‬الطبعة األولى‪.‬مجد المؤسسة‬
‫الجامعية للدراسات‪:‬لبنان‪.2007.‬‬
‫‪ -19‬علي يوسف الشكري ‪ .‬القضاء الجنائي الدولي في عالم متغير ‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار‬
‫الثقافة ‪ :‬عمان ‪.2008 .‬‬

‫‪83‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -20‬عمر محمود المخزومي ‪ .‬القانون الدولي اإلنساني في ضوء المحكمة الجنائية الدولية ‪.‬‬
‫الطبعة األولى ‪ .‬دار الثقافة ‪ :‬عمان ‪.2008 .‬‬
‫‪ -21‬قيدا نجيب حمد‪.‬المحكمة الجنائية الدولية نحو العدالة الدولية‪ .‬الطبعة األولى‪.‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪:‬لبنان‪.2006.‬‬
‫‪ -22‬لندة معمر يشوي‪.‬المحكمة الجنائية الدولية الدائمة و إختصاصها‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬دار‬
‫الثقافة ‪ :‬عمان ‪.2010.‬‬
‫‪ -23‬محمد علي السالم عياد الحلبي‪ .‬شرح قانون العقوبات "القسم العام"‪.‬دون طبعة‪.‬مكتبة دار‬
‫الثقافة‪:‬عمان‪.1997.‬‬
‫‪ -24‬محمد فهاد الشاللدة‪ .‬القانون الدولي اإلنساني‪.‬دون طبعة‪ .‬منشأة المعارف‪:‬‬
‫اإلسكندرية‪.2005.‬‬
‫‪ -25‬محمود شريف بسيوني‪.‬المحكمة الجنائية الدولية ‪ :‬مدخل لدراسة أحكام و آليات اإلنقاذ‬
‫الوطني للنظام األساسي‪.‬الطبعة األولى‪.‬دار الشروق‪ :‬القاهرة‪.2004.‬‬
‫‪ -26‬منتصر سعيد حموده‪.‬المحكمة الجنائية الدولية دراسة تحليلية‪.‬الطبعة األولى‪:‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪:‬اإلسكندرية‪.2009.‬‬
‫‪ -27‬هشام محمد فريجة‪.‬القضاء الدولي الجنائي‪.‬الطبعة األولى‪.‬دار الراية ‪:‬عمان‪.2012.‬‬

‫‪ /2‬المقاالت في المجاالت المتخصصة‪:‬‬

‫‪ -1‬بارعة القدسي ‪ .‬المحكمة الجنائية الدولية طبيعتها و إختصاصاتها موقف الواليات المتحدة‬
‫األمريكية و إسرائيل منها‪ .‬مجلة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ( .‬المجلد‬
‫‪ .20‬العدد الثاني ‪ .2009 .‬كلية الحقوق ) جامعة دمشق‪.‬‬

‫‪ /3‬المقاالت في الملتقيات العلمية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعمر بركاني‪ .‬حق المتهم في المحاكمة العادلة امام المحكمة الجنائية الدولية‪ ".‬مداخالت‬
‫الملتقى الدولي حول المحاكمة العادلة في القانون الجزائري و المواثيق الدولية "‪ .‬يومي ‪10‬‬
‫و‪ 11‬أفريل ‪ .2012‬جامعة العربي بن مهيدي‪-‬أم البواقي‪ . -‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ .‬مطبعة جامعة محمد خيضر بسكرة‪-‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد الطراونة ‪ .‬الحق في المحاكمة العادلة في التشريعات األردنية من حيث النص و‬
‫التطبيق ‪" .‬البرنامج الخاص حول سيادة القانون و إستقاللية القضاء و المحامين " ‪.‬‬
‫المعهد العربي لحقوق اإلنسان ‪.2003/2000.‬‬

‫‪84‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ ‬الرسائل العلمية‪:‬‬
‫‪ -1‬آسية بن بو عزيز‪ .‬التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬بحث لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون الجنائي الدولي ‪ .‬مدرسة الدكتوراه ‪ .‬إشراف السعيد فكرة‪ .‬المركز الجامعي‬
‫عباس الغرور –خنشلة‪-‬معهد العلوم القانونية و اإلدارية ‪ .‬السنة الجامعية ‪.2011/2010‬‬
‫‪ -2‬سفيان إبراهيمي ‪ .‬دور المحكمة الجنائية الدولية في مكافحة الجرائم الدولية‪ .‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجيستير في القانون ‪ .‬إشراف محمد إقلولي‪.‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪-‬‬
‫كلية الحقوق‪ .‬تاريخ المناقشة ‪.2011/10/20‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق خوجة‪ .‬ضمانات المحاكمة العادلة امام المحكمة الجنائية الدولية‪ .‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الماجيستير في العلوم القانونية‪ .‬إشراف عمار رزيق‪ .‬جامعة الحاج لخضر ‪-‬‬
‫باتنة‪ -‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.‬دون تاريخ‪ .‬السنة الجامعية ‪.2013/2012‬‬
‫‪ -4‬عبد المجيد لخذاري ‪ .‬حماية الشاهد دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي و التشريع الجنائي‬
‫الجزائري و النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ .‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في‬
‫العلوم اإلسالمية‪ .‬إشراف الطاهر زواقري ‪ .‬جامعة الحاج لخضر –باتنة‪ -‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واإلجتماعية و العلوم اإلسالمية‪.‬دون تاريخ‪ .‬السنة الجامعية‪.2014/2013 .‬‬
‫‪ -5‬عالء باسم صبحي بني فضل‪.‬ضمانات المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية قدمت هذه‬
‫األطروحة إستكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجيستير في القانون العام‪ .‬إشراف‬
‫الدكتور نائل طه وباسل المنصور‪ .‬جامعة النجاح الوطنية في نابلس – فلسطين‪ -‬كلية‬
‫الدراسات العليا‪.‬بتاريخ ‪ . 2011/07/08‬السنة الجامعية ‪.2012/2011‬‬
‫‪ -6‬محمد غالي ‪.‬إجراءات التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية ‪ .‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجيستير في العلوم الجنائية و علم اإلجرام‪ .‬إشراف شكري قلفاط‪ .‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد‪ -‬تلمسان‪ -‬كلية الحقوق ‪ .‬دون تاريخ‪ .‬السنة الجامعية ‪.2005/2004‬‬
‫‪ -7‬ندى بو اللبن‪ .‬إجراءات التحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجيستير في القانون الجنائي الدولي ‪ .‬إشراف الطاهر الزواقري ‪ .‬المركز الجامعي –‬
‫خنشلة‪-‬معهد العلوم القانونية‪ .‬دون تاريخ ‪ .‬السنة الجامعية ‪.2011/2010‬‬
‫‪ -8‬ياسين بغو‪ .‬تحريك الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة ‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة ماجيستير في الحقوق ‪ .‬إشراف بريكي لحبيب‪ .‬جامعة العربي بن مهيدي ‪-‬أم‬
‫البواقي‪ -‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪.‬قطب جامعة أم البواقي‪ .‬السنة الجامعية‬
‫‪.2011/2010‬‬

‫‪85‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

:‫المراجع باللغة الفرنسية‬


1- Alain pellet.pour la cour pénal international : quelques remarquesur
sa compétance et sa saisine « l’obsarvateur denations
unies »(n5.1998)
2- Salvator zappala.la justice pénale internationale.montchrestien. :
paris.2007.
3- Stéphanie.moupas.l’essentiel de la justice pénal international
.gaualinoédition.paris.2007.

86
‫فهـــــــــرس‬
‫الموضوعات‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬


‫‪01‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪06‬‬ ‫الفصل األول‪:‬ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬
‫‪07‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الضمانات المتعلقة بالقواعد العامة للمحاكمة‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬إحترام مبدأ الشرعية الجنائية‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم مبدأ الشرعية الجنائية‬
‫‪08‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف مبدأ الشرعية الجنائية‬
‫‪09‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أقسام الشرعية الجنائية‬
‫‪10‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أهمية مبدأ الشرعية الجنائية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬الضمانات المستمدة من مبدأ الشرعية الجنائية‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪:‬التفسير الضيق للنص و حظر القياس‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عدم رجعية النصوص العقابية‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬إقرار المسؤولية الجنائية الدولية‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬المساهمة و الشروع في إرتكاب الجريمة‬
‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬المساهمة الجنائية‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشروع في ارتكاب جريمة دولية‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬موانع المسؤولية الجنائية‬
‫‪15‬‬ ‫أوال‪ :‬حالة المرض أو القصور العقلي‬
‫‪15‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حالة السكر االضطراري‬
‫‪16‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حالة الدفاع الشرعي‬
‫‪16‬‬ ‫رابعا ‪ :‬اإلكراه‬
‫‪16‬‬ ‫خامسا ‪ :‬الغلط في الوقائع و القانون‬
‫‪17‬‬ ‫سادسا‪ :‬أوامر الرؤساء‬
‫‪18‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة التحقيق‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ضمانات المتهم أمام المدعي العام‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات أمام المدعي العام‬
‫‪19‬‬ ‫أوال ‪ :‬إجراءات التحقيق األولي‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إجراءات التحقيق االبتدائي‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات المتوفرة للمتهم‬

‫‪88‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪25‬‬ ‫أوال‪ :‬ضمانات المتهم عند اإلحتجاز‬


‫‪27‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ضمانات المتهم أثناء اإلستجواب‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬ضمانات المتهم أمام الدائرة التمهيدية‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات أمام الدائرة التمهيدية‬
‫‪30‬‬ ‫أوال‪ :‬الكيفية التي تصدر بها الدائرة التمهيدية ق ارراتها‬
‫‪30‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مهام الدائرة التمهيدية في التحقيق‬
‫‪31‬‬ ‫ثالثا‪ :‬سلطات الدائرة التمهيدية في إصدار األوامر المتعلقة بالتحقيق‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إعتماد التهم قبل المحاكمة‬
‫‪35‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلجراءات السابقة في جلسة إعتماد التهم‬
‫‪36‬‬ ‫ثانيا‪ :‬جلسة إعتماد التهم‬
‫‪39‬‬ ‫ثالثا‪ :‬األثار المترتبة على إعتماد التهم أو رفضها‬
‫‪40‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪42‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية‬
‫‪43‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الضمانات التي يتمتع بها المتهم أثناء مرحلة المحاكمة‬
‫‪43‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الضمانات الموضوعية‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الضمانات المتعلقة بتشكيلة المحكمة‬
‫‪44‬‬ ‫أوال‪ :‬الضمانات المتعلقة بتشكيلة المحكمة و إستقالليتها‬
‫‪49‬‬ ‫ثانيا‪ :‬استقاللية المحكمة الجنائية الدولية‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬الضمانات المتعلقة بإختصاص المحكمة و القانون الواجب التطبيق‬
‫‪50‬‬ ‫أوال‪ :‬الضمانات المتعلقة باختصاصات المحكمة الجنائية الدولية‬
‫‪52‬‬ ‫ثانيا‪:‬القانون الواجب التطبيق‬
‫‪54‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الضمانات المتعلقة بسير جلسات المحاكمة‬
‫‪54‬‬ ‫أوال‪ :‬حضور المتهم إلى جلسات المحاكمة‬
‫‪55‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حق المتهم في المحاكمة العلنية (علنية المحاكمة)‬
‫‪55‬‬ ‫ثالثا‪ :‬السرعة في الفصل‬
‫‪56‬‬ ‫رابعا‪ :‬ضمان كفالة حق الدفاع‬
‫‪56‬‬ ‫خامسا ‪ :‬تعيين مترجم كفئ من قبل المحكمة‬
‫‪57‬‬ ‫سادسا‪ :‬عدم جواز المحاكمة على الجريمة ذاتها مرتين‬

‫‪89‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات المتعلقة بالحكم الجنائي‬


‫‪58‬‬ ‫أوال‪ :‬ضمانات المتهم عند صدور الحكم الجنائي‬
‫‪60‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ضمانات المتهم بالطعن في األحكام الصادرة عنه‬
‫‪64‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ضمان حق المتهم في التعويض‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات التي يتمتع بها المجني عليهم و الشهود أمام المحكمة‬
‫‪65‬‬
‫الجنائية الدولية‬
‫‪65‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الحق المشاركة في اإلجراءات القضائية للمحكمة الجنائية الدولية‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حق مشاركة المجني عليهم‬
‫‪66‬‬ ‫أوال‪:‬قيام المجني عليهم لتقديم المعلومات للمدعي العام‬
‫‪67‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االشتراك في اإلجراءات‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حق مشاركة الشهود‬
‫‪68‬‬ ‫أوال‪:‬تعريف الشاهد في النظام األساسي‬
‫‪69‬‬ ‫ثانيا‪ :‬صور الشاهد في النظام األساسي في المحكمة الجنائية الدولية‬
‫‪69‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الحق في الحماية‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إنشاء وحدة الضحايا و الشهود‬
‫‪70‬‬ ‫أوال‪ :‬مهام وحدة المجني عليهم و الشهود‬
‫‪71‬‬ ‫ثانيا‪ :‬كيفية ممارسة وحدة المجني عليهم و الشهود لعملها‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تدابير حماية المجني عليهم و الشهود‬
‫‪72‬‬ ‫أوال‪ :‬تدابير الحماية التي تقررها دائرة المحكمة‬
‫‪72‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مشروعية تدابير الحماية‬
‫‪73‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬جبر الضرر‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬صور جبر الضرر‬
‫‪74‬‬ ‫أوال‪ :‬رد الحقوق‬
‫‪74‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التعويض‬
‫‪74‬‬ ‫ثالثا‪ :‬رد اإلعتبار‬
‫‪75‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬إجراءات جبر الضرر‬
‫‪75‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلجراءات بناء على طلب الضحايا‬
‫‪75‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات بناء على طلب المحكمة‬
‫‪76‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬

‫‪90‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪78‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪81‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪87‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬

‫‪91‬‬

You might also like