Professional Documents
Culture Documents
قسم الحـــــــــــــــــقوق
-3لحسن بن مهني ،أستاذ مساعد أ،جامعة العربي بن مهيدي -أم البواقي.................-عضوا ممتحنا.
إل ـ ـى وطـ ـ ـني الحـ ـ ـ ـبيب األغلـ ـ ـ ـى مـ ـن ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل شـ ـ ـيء في الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون ...الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائـ ـ ـر.
إلـ ـى رمـ ـز التسام ـ ـح و الم ـ ـحبة و الصفاء ،فببركة دعائـ ـها وفقـ ـ ـت لبلـ ـ ـوغ هذه الم ـ ـ ـرتبة.
إلـ ـ ـ ـ ـى من جـ ـ ـ ـعل هللا ال ـ ـ ـ ـ ـ ـجنة تحـ ـ ـ ـ ـت أقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدامها ...............أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ح ـ ـ ـ ـفظها هللا.
إل ـى من رباني و رعاني ،وشج ـعني على طلب العلــم و دفعني إليه ......أبي الغالي.
إل ـ ـ ـ ـى من جم ـ ـ ـعني بهم الق ـ ـ ـ ـدر و طلب العـ ـ ـلم و المع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرفة ........أسات ـ ـذتنا الك ـ ـرام .
رحمة بن دعاس
أ
شكر و تقدير
الحمد و الشكر هلل على ما أنعم من نعمه و فضله و توفيقه إياي في إتمام هذا البحث و اشكره على أن سهل
إخراجه ،فهو أهل للحمد و الشكر ال يسعني إال أن أتوجه بجزيل الشكر و اإلمتنان إلى كل من مد لي يد العون
ثم أتقدم بخالص الشكر و التقدير و العرفان ألستاذتي الفاضلة "شهرزاد نوار" التي تكرمت بقبول اإلشراف على هذه
الرسالة و التي لم تتوانى في تقديم كل ما في وسعها من جهد لتوجيهي و إرشادي إلى الصحيح في منهج البحث
ومتابعتي في كل وقت و نصائحها القيمة التي هي بمثابة درر لكل باحث ،فكانت نعم الموجه و المرشد من بداية
كما أتقدم بوافر الشكر و عظيم االمتنان إلى رئيس أعضاء لجنة المناقشة الذين شرفوني بقبول مناقشة هذه الرسالة،
و لتحملهم عناء قراءة هذا البحث و مناقشة اآلراء الواردة فيها و تقويمه و تثمينه ،و الشكر موصول إلى جميع
أساتذتي المحترمين لكلية الحقوق و العلوم السياسي ،قسم الحقوق ،على ما قدموه من عناية و رعاية و ما زودوني
ب
مقــــــــــــــــــــدمة
مـــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــدمــــــــــة
تعتبر المحاكمة العادلة من الحقوق األساسية لإلنسان و أهم مرحلة تراعى فيها حقوقهم و تراقب
خاللها جميع اإلجراءات المتبعة بما تشمله من تحقيقات أولية إلى غاية االستئناف و النقض و من
المستقر عليه أنه حتى يتمكن أطراف الدعوى من التمتع بحقهم في محاكمة عادلة يفترض أن تمنح لهم
مجموعة من الضمانات و الحقوق الكفيلة بإرساء دعائم هذا الحق ،سواء للمتهم و هو كل شخص تقام
عليه دعوى جزائية منذ لحظة توجيه االتهام إليه من خالل مقاضاته أمام محكمة مستقلة محايدة منشئة
بحكم القانون طبقا إلجراءات علنية تتيح له من خاللها الفرصة في الدفاع عن نفسه و تمكينه من الطعن
في الحكم الصادر ضده و التعويض في حالة إخفاق العدالة ،و سواء للمجني عليهم و الشهود من خالل
ضمان مشاركتهم في إجراءات المحاكمة و حمايتهم ومساعدتهم من اجل الوصول للحقيقة و تعويضهم
عن األضرار التي تلحق بهم.
فلقد كان الشغل الش اغل للمجتمع الدولي هو تحقيق العدالة الجنائية الدولية ألنها المعيار الدال على
إحترام الحقوق المكفولة لإلنسان إال أن العالم لم ينتبه لفكرة إرضاء العدالة إال بعد الحرب العالمية الثانية
تلك الحرب التي أرتكبت فيها أبشع و أفضع الجرائم ضد الشعوب سواء كانت جرائم ضد اإلنسانية أو
جرائم حرب أو جرائم اإلبادة ،عليه فقد بدت الحاجة الماسة "إلنشاء جهاز قضائي دولي دائم مؤهل لكفالة
العدالة الجنائية الدولية و إرساء دعائمها تمثل في المحكمة الجنائية الدولية الدائمة لمحاكمة مرتكبي أشد
الجرائم خطورة مراعاة لمصلحة المجتمع من جهة و محاولة موازنة هذه المصلحة مع مصلحة أطراف
الدعوى الجنائية من جهة أخرى" 1حيث أقر نظام روما األساسي لسنة 1998جملة من الضمانات التي
تكفل محاكمة عادلة ألطراف الدعوى و تحقيق العدالة .
و تتجلى أهمية دراسة موضوع ضمانات المحاكمة العادلة في النظام األساسي للمحكمة الجنائية
و الدولية في أنه من أهم الموضوعات اإلجرائية كون هذه الضمانات هي المعيار الدال على قوة النظام
مقاومته إلنحراف األجهزة القضائية عن مسار العدالة بشكل يعزز الثقة بأحكام القضاء ألن الحكم
الجنائي الدولي قد تم التوصل إليه بطريقة أحترمت فيها حقوق األطراف و حرياتهم ،و من خالل ما سبق
يمكننا تقسيم هذه األهمية إلى أهمية عملية و أخرى علمية .
1
Salvator zappala.la justice pénale international :Montchrestien:2007.p105.
Voir aussi :Alain pellet. Pour la cour pénale international:quelques remarques sur sa compétence et
sa saisine « l’observateur de nations unies » (N05 ,1998).P143.
1
مـــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــدمــــــــــة
فاألهمية العملية لهذا الموضوع تكمن في أن تحقيق ضمانات المحاكمة العادلة تقتضي إلزام المحكمة
الجنائية الدولية بإعتبارها جها از حديث النشأة لتطبيق القانون تطبيقا سليما و اإللتزام بنصوصه و أحكامه.
أما األهمية العلمية فتكمن في كون أن هذا الموضوع من أدق وأهم المواضيع القانونية التي تتعلق
بنجاح نظام روما األساسي في تحقيق عدة ضمانات لألطراف.
و إبراز مدى فعالية المحكمة في تحقيق العدالة الجنائية الدولية التي اقرها نظامها األساسي في كل
مرحلة من مراحل الدعوى الجنائية الدولية بما في ذلك ضمانات مرحلة ما قبل المحاكمة و أثناء
المحاكمة.
و لقد تم إختيار هذا الموضوع بناء على عدة أسباب منها ما هو شخصي ( ذاتي ) و منها ما هو
موضوعي فاألسباب الشخصية التي دفعتنا إلختيار الموضوع هي :دراسة المواضيع التي لها طابع
جنائي و لها عالقة بحقوق اإلنسان و حرياته األساسية في إن واحد ،و مساهمة مني في البحث في هذا
المجال إلثراء المكتبة القانونية وحتى يعتمد عليه زمالئي الحقا كمرجع .
أما األسباب الموضوعية التي دفعتنا الختيار هذا الموضوع فتتمثل في األتي :
إن ضمانات المحاكمة العادلة مسألة تثير االنتباه و االهتمام الن المجتمع الدولي يبحث عن العدل -
و ينثر من الظلم.
باإلضافة أن هذا الموضوع من المواضيع الحديثة بحداثة الجهاز " المحكمة الجنائية الدولية الدائمة -
" و المشتملة على جانبين أساسين في القانون وهما " القانون الدولي و القانون الجنائي " اللذان امتزجا في
النظام اإلجرائي للمحكمة من خالل قواعد نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تطرح عدة
إشكاليات يجب اإلجابة عنها.
فضال عن إرتباط الموضوع بحقوق اإلنسان و حرياته األساسية و هو موضوع جد هام و غايته -
نبيلة ومطلبه شرعي
معرفة مدى إسهام نظام روما األساسي في تحقيق ضمانات المحاكمة العادلة في كل مرحلة من -
مراحل الدعوى الجنائية الدولية.
2
مـــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــدمــــــــــة
بيان الضمانات التي يوفرها النظام للمحكمة الجنائية في مرحلة ما قبل المحاكمة سواء المستمدة -
من المبادئ العامة للقانون ،والمتمثلة في إحترام الشرعية الجنائية و إقرار المسؤولية الجنائية الفردية ،أو
أثناء مرحلة التحقيق التي تقتصر على المتهم فقط دون المجني عليه و الشهود.
توضيح أهم الضمانات التي أقرها نظام روما األساسي في مرحلة المحاكمة و إظهار و كشف مدى -
فعالية النصوص القانونية لنظام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة .
باعتبار إنشاء المحكمة الجنائية الدولية خطوة هامة في إتجاه إرساء قواعد العدالة إلى أي مدى تضمن
النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية أحكاما توفر ألطراف الدعوى الحق في محاكمة عادلة ،و ما
مدى نجاح النظام األساسي لهذه المحكمة في ضمان الحق في محاكمة عادلة ؟
و من أجل اإلجابة على هذه اإلشكالية المطروحة إعتمدنا في دراستنا على المنهج المركب التحليلي
والوصفي ،المن اسب لهذا الموضوع من الدراسات القانونية ،حيث أن المنهج التحليلي يسمح لنا بتحليل
ضمانات المحاكمة العادلة حسب ما ورد في نصوص النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة
وقواعد اإلجراءات و قواعد اإلثبات المتعلقة بهذه الضمانات ،والمنهج الوصفي من خالل وصف تشكيلة
المحكمة و اختصاصاتها و إجراءات التحقيق و المحاكمة فيها و ما تضمنته من ضمانات للمحاكمة
العادلة .
أما الدراسات السابقة لموضوع الدراسة فمنذ نشأة المحكمة الجنائية الدولية الدائمة سنة 1998صدرت
العديد من األبحاث و الكتابات التي عنيت بدراسة المحكمة الجنائية الدولية من حيث اإلحاطة بتشكيلتها
وتنظيمها و بيان إختصاصاتها والحديث عن اإلجراءات المتتبعة أمامها فضال عن بيان دورها و إسهامها
في تحقيق العدالة الجنائية الدولية ومدى فعاليتها كجهاز قضائي دولي دائم ومن بينها نذكر :
3
مـــــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــدمــــــــــة
/1مذكرة ماجستير لياسين بغو بعنوان " تحريك الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة " مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في الحقوق .إشراف بريكي لحبيب .جامعة العربي بن مهيدي-أم البواقي-
كلية الحقوق و العلوم السياسية.قطب جامعة أم البواقي.السنة الجامعية ،2011-2010التي تتناول فيها
ضمانات المتهم أثناء مرحلة التحقيق ،و المحاكمة و لم يتناول ضمانات المستمدة من القواعد العامة
للقانون ،و ضمانات المجني عليهم و الشهود .
/2مذكرة ماجيستير آلسية بن بوعزيز بعنوان "التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية" .مدرسة الدكتوراه.
اشراف السعيد فكرة .المركز الجامعي عباس لغرور – خنشلة .معهد العلوم القانونية واالدارية .السنة
الجامعية .2011-2010
/3مذكرة ماجيستير لعبد الرزاق خوجة معنونة بضمانات المحاكمة العادلة أمام المحكمة الجنائية الدولية
العادلة .اشراف عمار رزيق .جامعة الحاج لخضر -باتنة .كلية الحقوق والعلوم السياسية .السنة
الجامعية .2013-2012
و بناء على ما سبق يمكن أن نقسم موضوع البحث إلى فصلين نتناول في الفصل األول ضمانات
المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الذي قسمناه بدوره إلى مبحثين ،نتناول في
المبحث األول " الضمانات المتعلقة بالقواعد العامة للمحاكمة " وفي المبحث الثاني " ضمانات المحاكمة
العادلة أثناء مرحلة التحقيق" .
أما الفصل الثاني سنتناول فيه ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية في
مبحثين نتعرض إلى " الضمانات التي يتمتع بها المتهم أثناء مرحلة المحاكمة " في المبحث األول والى
" الضمانات التي يتمتع بها المجني عليهم و الشهود " في المبحث الثاني .
4
الفصـــــــل األول:
ضمانات المحاكمة العادلة
قبل مرحلة المحاكمة
الجنائية الدولية
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
الفصل األول:
يوفر النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة مجموعة من الضمانات قبل مرحلة
المحاكمة التي يتمتع بها المتهم دون باقي األطراف األخرى كالمجني عليهم والشهود ،والمستمدة من
المبادئ العامة للقانون التي يتعين تطبيقها لتأمين المحاكمة العادلة لكل شخص متهم أمام المحكمة
الجنائية الدولية والمتمثلة في إحترام مبدأ الشرعية الجنائية الذي يعتبر أحد الدعامات األولى التي
تستند عليها العدالة حيث يساهم في إحداث نوع من التوازن بين فعالية العدالة الجنائية لتوقيع العقاب
وكفالة الحريات للمتهم من جهة واقرار المسؤولية الجنائية الفردية من جهة أخرى.
باإلضافة إلى ضمانات المتهم أثناء مرحلة التحقيق التي هي عبارة عن مجموعة من اإلجراءات
التي تهدف إلى البحث عن معلومات وأدلة تؤدي إلى معرفة الحقيقة وجمعها ،والتي يترتب عليها
إحالة المتهم إلى المحكمة المختصة بمقاضاته في الحالة التي تكون فيها تلك المعلومات تعزز
الشكوك بارتكابه للجريمة أو اإلفراج عنه إذا كانت ال توحي بذلك ،غير أن هذه العدالة ال تحقق إال
في ظل اإلحترام الكامل للحقوق والحريات األساسية لإلنسان التي منها حق المتهم في التمتع
بمختلف الضمانات خالل مرحلتي اإلحتجاز و اإلستجواب ،حيث توفر المرحلة األولى " اإلحتجاز"
للمتهم الحق أن يطلب اإلفراج عنه مؤقتا وأن يستعين بمحام قبل المحاكمة ،أما المرحلة الثانية "
اإلستجواب" فتمنع إكراه المتهم عن اإلعتراف مع تمكينه باإللتزام بالصمت والحق باإلستعانة
بمترجمين وعدم التعرض للتعذيب أو سوء المعاملة وتدوين اإلستجواب،ولإلحاطة بهذه الضمانات
التي وفرها نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية قبل مرحلة المحاكمة الجنائية،ارتأينا أن
نقسم هذا الفصل إلى مبحثين نتناول في المبحث األول الضمانات المتعلقة للقواعد العامة للمحاكمة
6
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
تهدف العدالة الجنائية الدولية إلى حماية المجتمع الدولي من الجرائم الدولية وذلك بمعاقبة
مرتكبيها ،وتقتضي قواعد العدالة ومبادئ حقوق اإلنسان إحاطة هؤالء بالضمانات الالزمة منذ لحظة
القبض عليهم إلى غاية محاكمتهم.1
وتضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية ،أحكاما تتعلق بالمبادئ األساسية التي يتعين
تطبيقها لتأمين المحاكمة العادلة لكل شخص متهم أمامها ،2وهذه المبادئ األساسية هي نتيجة
طبيعية لتطبيق القانون تطبيقا سليما يضمن عدم التحيز مع طرف دون آخر ،وبالتالي تتصف هذه
المبادئ بالعدالة واإلنصاف واالستقامة ،ومن هنا يستفيد المتهم باعتباره طرف في الدعوى مما تقدمه
هذه المبادئ من عدالة وانصاف ومساواة ،ومن المبادئ القانونية الرئيسية التي كرسها نظام روما في
الباب الثالث منه نذكر مبدأ الشرعية الجنائية ومبدأ المسؤولية الجنائية الفردية باعتبارهما من المبادئ
التي تحقق ضمانات للمتهم في مرحلة التحقيق أو المحاكمة ،والتي تستمد أصولها من مبادئ القانون
العامة التي أقرتها النظم القانونية الداخلية ،وأكدت عليها المواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق
اإلنسان ،ولإلحاطة بأهم هذه الضمانات يتعين تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين نتناول في المطلب
احترم مبدأ الشرعية الجنائية ،ونتعرض في المطلب الثاني إلقرار مبدأ المسؤولية الجنائية
ا األول
الفردية وهذا ما سيتم توضيحه تباعا.
من المبادئ األساسية المقررة في التشريعات الجنائية الحديثة سواء على المستوى الدولي أو
المستوى الوطني أنه "ال جريمة وال عقوبة إال بنص"،3ويساهم تطبيق هذا المبدأ في تحديد األفعال
التي تشمل جريمة وما ال يعتبر كذلك وكذا تحديد أركان الجريمة وشروط وقوعها بحيث يكون القضاة
ملزمين بالنصوص التي تحدد الجرائم ،و إستنادا لهذا المبدأ فإنه يلزم إثبات أن األفعال المرتكبة
تشكل جريمة من الجرائم الداخلة في إختصاص المحكمة والتي تستلزم ضرورة توقيع الجزاء الذي
4
قرره نظامها األساسي.
1نجوى يونس سديرة.ضمانات المتهم أم المحكمة الجنائية الدولية .الطبعة األولى .دار الثقافة :عمان ،2014 ،ص .85
تم تبني النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية بروما في 17جويلية .1998ودخل حيز التنفيذفي 01جويلية 2
.2001
عبد الفتاح بيومي حجازي .المحكمة الجنائية الدولية لدراسة متخصصة في القانون الدولي.د.ط ،دار الفكر الجامعي: 3
7
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
ويشترط مبدأ الشرعية الجنائية في جميع إجراءات الدعوى الجنائية الدولية بإعتباره أحد أهم
دعامات العدالة التي تساهم في إحداث التوازن بين فعالية العدالة الجنائية في توقيع العقاب وكفالة
حريات المتهم ،فما المقصود بمبدأ
الشرعية الجنائية وفيما تتمثل أقسامها وما هي الضمانات التي يوفرها هذا المبدأ للمتهم؟ وهذا ما
سيتم التطرق إليه في الفروع التالية:
يقتضي اإللمام بمبدأ الشرعية الجنائية تعريفها وبيان أقسامها ثم إبراز أهمية مبدأ الشرعية الجنائية.
يعد مبدأ الشرعية ضمانة من ضمانات المتهم ،إذ يكفل له محاكمة عادلة من خالل خضوعه
للجرائم منصوص عليها مسبقا ،والمجرمة أساسا بموجب نص قانوني ،والمعاقبته على إرتكاب هذا
الفعل مما يؤدي إلى حمايته من تعسف القضاء عند إدانته بتهم ليست واردة في نص قانوني مما
يؤدي إلى محاكمة غير عادلة وخارجة عن نطاق مبدأ الشرعية.1
ويعني مبدأ الشرعية الجنائية عدم جواز معاقبة األشخاص جنائيا على القيام بأي فعل إال إذا
وجد نص قانوني يحرم الفعل الذي إقترفه هؤالء األشخاص ،ويبين الجزاء المترتب على مخالفة هذا
النص ،كما يقصد به أنه "ال جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني" ويعني ذلك أن السلطة التشريعية
وحدها لها صالحية تحديد السلوكات المعاقب عليها وتوقيع العقوبات على مرتكبيها ،ولذلك يقتضي
هذا المبدأ ضرورة الفصل بين السلطات الثالث ،التشريعية والتنفيذية والقضائية ،وأن المهمة من شأن
السلطة التشريعية وحدها ،وال يجوز أن يعهد بها للسلطة القضائية والتنفيذية ،ألن منح هذه المهمة
لهذه األخيرة -السلطة التنفيذية -يسهل عليها البطش بخصومها من جهة وكبت الحريات الفردية من
جهة أخرى ،نظ ار لوجود أجهزة السلطة والقسر تحت سلطتها والمالحظ أن هذه التعريفات قد حصرت
الشرعية الجنائية في الجانب الموضوعي (شرعية الجرائم والعقوبات) ،في حين أنه في الواقع أن
مبدأ الشرعية يشمل كل من اإلجراءات الجنائية ،والجزاء الجنائي.2
8
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
يتشكل مبدأ الشرعية الجنائية من وجهين لعملة واحدة أال وهما :ال جريمة إال بنص وهو ما يطلق
عليه بمبدأ مشروعية الجريمة وال عقوبة إال بنص وهو ما يطلق عليه بمبدأ مشروعية العقوبة
وسنتطرق إلى هذين القسمين حسب نظام روما األساسي كما يلي:
نصت الفقرة األولى من المادة ( )22من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أنه "ال
يسأل الشخص جنائيا بموجب هذا النظام ما لم يشكل السلوك المعني وقت وقوعه جريمة تدخل في
اختصاص هذه المحكمة" وحسب نص هذه المادة ال يشكل الفعل جريمة تدخل في إختصاص
المحكمة الجنائية الدولية إال إذا كان مجرما بموجب نص قانوني (نظام روما األساسي) وقت إرتكابه
مما يؤدي لمساءلته أمام هذه المحكمة ،ومن خالل نص المادة ( )05من النظام األساسي فإن
المحكمة الجنائية الدولية تختص بأربع ( )04جرائم أساسية وهي جريمة اإلبادة الجماعية و جرائم
الحرب و الجرائم ضد اإلنسانية و جريمة العدوان ،المعرفة على التوالي في المواد ( )8 ،7 ،6من
1
النظام األساسي.
وتضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية عدة جرائم لم يتم إدراجها ضمن إختصاص
المحكمة مع إمكانية إدراجها عند تعديل النظام األساسي والموافقة عليها حسب اآللية التي نصت
عليها المادة ( ،)123ومن بين هذه الجرائم نذكر على سبيل المثال جرائم اإلرهاب واإلتجار في
المخدرات.
حسب نص المادة ( )1/21فال يعاقب أي شخص أدانته المحكمة إال وفقا لهذا النظام
األساسي ،إذ ال يمكن توقيع العقوبات على مرتكبي الجرائم الدولية الخطيرة ما لم يكن منصوص
عليها في نظام روما األساسي.2
9
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
يحتل مبدأ الشرعية الجنائية أهمية بالغة نظ ار إلعتباره من أهم الضمانات المقررة للمتهم إذ
بوجوده توجد الضمانات األخرى التي تستمد وجودها منه،لهذا فإن األهمية العملية لهذا المبدأ تتمثل
فيما يلي:
تتحقق هذه األهمية من خالل التحديد الدقيق لنوعية الجرائم والعقوبات المقررة لها حتى ال توجد
ثغرات في القانون تمكن القضاة من التسلط فال يمكن للقاضي الحكم باإلدانة إال إذا وجد نص
قانوني ،إذ ال يعتبر فعال ما جريمة ما لم يرد نص قانوني بتجريمه مهما كان على درجة كبيرة من
الخطورة على حقوق األفراد أو مصالح الجماعة وبالتالي فإن مبدأ الشرعية الجنائية يعتبر حدا فاصال
بين األفعال غير المشروعة والمشروعة وهذه األخيرة (األفعال المشروعة) يرتكبها األفراد بكل حرية
وال يمكن مساءلتهم جنائيا عنها مما ستتبع عدم إدانتهم ،وعليه يستوجب على القضاة اإللتزام بما ورد
في النص من عناصر التجريم وشروطه وعدم إهمال أي منها بدليل أنه قليل األهمية أو ال أهمية له
أو أن عدم األخذ به يحقق العدالة أو مصلحة الضحايا.1
إن مبدأ الشرعية يجعل العقوبة تحظى بقبول الرأي العام الدولي من جهة ومن جهة أخرى
المساواة في تطبيق هذه العقوبة على جميع األشخاص الذين تتوافر فيهم الشروط المنصوص عليها
في نظام روما األساسي ،إذ ال يمكن للقاضي الحكم بعقوبة لم ينص عليها هذا النظام أو إستبدال
العقوبة المنصوص عليها بعقوبة أخرى غير منصوص عليها كما ال يمكن تخفيف العقوبة أو رفعها
إال في إطار ما هو منصوص عليه في النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
يحمي مبدأ الشرعية الجنائية األفراد سواءا المجرمين أو غير المجرمين ،فهو يحمي الطائفة
األولى (المجرم) من خالل عدم إقتراف جرائم عقوباتها أشد من الجرائم المرتكبة ،كما يحمي الطائفة
الثانية (غير المجرمين) من ما يرتكبه المجرم من أفعال ضمانا بعدم إفالته من العقاب.
1عبد الرزاق خوجة .ضمانات المحاكمة العادلة أمام المحكمة الجنائية الدولية .مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير .تحت إشراف
عمار رزيق.جامعة الحاج لخضر– .باتنة -كلية الحقوق والعلوم السياسية.د ت.السنة الجامعية .2013-2012 .ص .111
10
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
يمنح مبدأ الشرعية دو ار وقائيا لنظام روما األساسي ،بحيث يكون الشخص على علم باألفعال
المجرمة والغير المجرمة ،مما يجعل هذا النظام كإنذار سابق لعدم إرتكاب األفعال المنصوص عليها
1
فيه.
يوفر مبدأ الشرعية الجنائية مجموعة من الحقوق والضمانات لحماية المتهم من تعسف وتجاوزات
السلطة المختصة بإتخاذ القرار ،على غرار ضمان إحترام مبدأ الشرعية اإللتزام بالتفسير الضيق
للنص وحظر القياس وأخي ار عدم رجعية نصوص التجريم.
يجب عدم التوسع في تفسير نصوص نظام روما المختلفة ،وفي حالة وجود حاجة يجب أال يعدو
أن يكون التفسير تفسي ار ضيقا في حالة وجود حاجة للتفسير ،وتطبيقا لذلك ال يجوز للمفسر القياس
و تفسير الشك والغموض لصالح الشخص محل التحقيق أو المحاكمة أو اإلدانة وهذا ما نصت عليه
الفقرة الثانية من المادة ( )22من النظام األساسي للمحكمة.2
وعليه فقد منح النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية اللجوء إلى القياس كتفسير للنصوص
الخاصة بتعريف الجريمة بهدف غلق الباب أمام أية محاولة لخلق جريمة جديدة لم يرد النص عليها
في النظام األساسي للمحكمة ،إال أنه وبعد تقنيين أغلب الجرائم الدولية وقواعد القانون الدولي الجنائي
فإنه يستوجب عدم جواز األخذ بالتفسير والقياس للحفاظ على حقوق المتهمين واعماال لمبدأ الشرعية
كضمانة أساسية لحقوق األفراد.
من المبادئ الثابتة في القانون الدولي الجنائي والنظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية مبدأ
عدم رجعية أثر النص العقابي الذي نقل عن المبادئ العامة للقانون الجنائي التي أخذت بها معظم
الدول في قوانينها العقابية3وحسب هذا المبدأ ال يجوز أن يسأل الشخص جنائيا عن الجرائم التي
منتصر سعيد حموده.المحكمة الجنائية الدولية (النظرية العامة للجريمة الدولية أحكام القانون الدولي الخاص دراسة 3
11
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
إرتكبها قبل سريان النظام األساسي وانما يسأل عن السلوك الذي يشكل جريمة إبادة جماعية أو حرب
أو عدوان أو جريمة ضد اإلنسانية اقترفها بعد نفاذه ،كما ال يجوز أن يعاقب الشخص وفقا لنص
المادة 24من النظام األساسي عن الجرائم التي تقع قبل نفاذ هذا النظام وضرورة تطبيق القانون
األصلح للمتهم محل التحقيق أو اإلتهام في حالة تغير القانون المطبق على واقعة أو قضية ما قبل
صدور الحكم النهائي،ومن ناحية أخرى ال يجوز للمحكمة مساءلة األشخاص أقل من 18عاما وقت
إرتكاب الجريمة ،وال تكون المحكمة مختصة بهذا الشخص وفقا لنص المادة ( )26من النظام
1
األساسي للمحكمة.
أخذ النظام األساسي للمحكمة باإلستثناء الوارد على هذا المبدأ وهو القانون األصلح للمتهم الذي
يقصد به جعل الفعل غير مجرم ،أو التقليل من مقدار عقوبته وحتى يستفيد المتهم من هذا اإلستثناء
2
(القانون الجديد األصلح) يجب أال يكون قد صدر ضده حكم نهائي حائز لقوة األمر المقضي به
ويعد هذا اإلستثناء من المبادئ األساسية التي يقوم عليها مبدأ الشرعية ،حيث يترتب عليه حماية
الحرية الفردية ،فمن حق المتهم أن يستفيد بالوضع األفضل الذي ضمنه له القانون الجديد ،إذ قرر
له جزاء أحق –تدبير إحترازي واصالحي بدال من العقوبة -أو يقرر عقوبة أخف من العقوبة المقررة
3
في القانون السابق.
يقصد بالمسؤولية –بصفة عامة -العالقة القانونية التي تنشأ بين أكثر من طرف إذ تعد بمثابة
الوسيلة القانونية التي تحدد الشخص الذي أنتهك القانون وتفرض عليه عقاب كجزاء جنائي عما
إرتكبه من مخالفات وأخي ار تلزمه بالتعويض عن األضرار التي لحقت بالغير ،شريطة بلوغ المتهم سن
الثامنة عشرة ( )18عند حصول الجريمة واال فال يكون للمحكمة الجنائية الدولية إختصاص عليه.
4
وكرس النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية مبدأ المسؤولية الجنائية الفردية من خالل
مالحقة األفراد وليس الدول أو الهيئات المعنوية ،وكذا بيان حدود هذه المسؤولية ومدى وجود
الجريمة بالفعل أو في مرحلة الشروع وهل هناك مسؤولية جنائية وطبيعتها والعقاب عليها وغيرها من
قواعد المسؤولية وهذا ما سوف نتناوله من خالل الفروع التالية:
1إبراهيم محمود اللبيدي.ضمانات حقوق اإلنسان أمام المحاكم الجنائية.الطبعة األولى .دار الكتب القانونية :مصر.
.2010ص ص .495-494
منتصر سعيد حموده.مرجع سابق .ص .193 2
12
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
تختص المحكمة الجنائية الدولية بمعاقبة األشخاص الطبيعيين عما إقترفوه من جرائم دولية تدخل
في إختصاص المحكمة ،سواء إرتكبوا الفعل بصفتهم الفردية أو الجماعية أو باإلشتراك مع آخر
(فاعل أصلي مادي) أو عن طريق شخص آخر (فاعل معنوي) حتى لو كان هذا األخير غير
مسؤول جنائيا عن جريمة من الجرائم محل إختصاص المحكمة.
كما تثور هذه المسؤولية أيضا إذا أمر شخص آخر على إرتكاب هذه الجرائم أو حث على
إرتكابها أو تقديم العون أو التحريض أو المساعدة لتسهيل إرتكابها أو كان قد شرع في إرتكاب أي
من الجرائم المنصوص عليها في النظام األساسي للمحكمة ،وفقا لهذا النظام تثور أيضا هذه
المسؤولية ضد األشخاص الذين يتفقون جنائيا بينهم على إرتكاب جريمة أو أكثر من الجرائم التي
تختص بها المحكمة الجنائية الدولية أو الشروع في إرتكابها.1
تعني المساهمة الجنائية إسهام أكثر من شخص في إرتكاب الجريمة ،وتتحقق هذه المساهمة
بقيام الجاني بإرتكاب الجريمة أو مساعدة أشخاص آخرين على إرتكابها ،وتقسم األفعال المكونة
2
للمساهمة الجنائية إلى قسمين هما:
حيث يكون مرتكب هذه األعمال فاعال للجريمة إذا إرتكب الفعل بنفسه أو فاعال مع غيره إذا
3
ساهم مع غيره في إرتكابها وهي مساهمة أصلية.
إن هذه األفعال تكون خارجة عن الفعل المكون للجريمة ولكنها تتصل به بطريق غير مباشر
كالتحريض على إرتكابها أو تسهيلها بالمساعدة في األفعال المجهزة لها ويعد مرتكبها شريكا في
2خالد مصطفى فهمي .المحكمة الجنائية الدولية النظام األساسي للمحكمة والمحكمات السابقة والجرائم التي تختص
المحكمة بنظرها .الطبعة االولى .دار الفكر الجامعي :اإلسكندرية .سنة . 2011ص .98
3يقصد بالمساهمة األصلية إتيان نشاط يعاقب عليه القانون سواء باشر هذا النشاط كله أو باشر جزء منه أو أتى فعال
يتصل به على نحو وثيق بحيث يعد التخطيط للجريمة جزءا منها.
13
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
الجريمة وهي المساعدة التبعية ،1ويكون توقيع العقاب على الجريمة التي ساهم فيها بنص خاص
يقرر فيه القانون ذلك.
ويعاقب نظام روما األساسي على المساهمة الجنائية في إرتكاب الجرائم سواء بالتحريض أو
المساعدة أو اإلتفاق شريطة توافر الركن المعنوي في الجريمة من علم وارادة حتى تكون هذه
الجريمة عمدية ،على أن تكون للمحكمة السلطة التقديرية في تطبيق العقوبات المالئمة على كل
مساهم حسب دوره في ارتكاب الجريمة ،وتتحقق المساهمة الجنائية إما بهدف تعزيز النشاط
اإلجرامي أو الغرض اإلجرامي للجماعة الذي ينطوي على إرتكاب جريمة تدخل في إختصاص
المحكمة أو مع العلم بنية إرتكاب الجريمة لدى هذه الجماعة.
الشروع في تنفيذ فعل بقصد إرتكاب جريمة خاب أثرها ألسباب ال دخل إلرادة الفاعل فيها وال
تعتبر األعمال التحضيرية من قبيل الشروع لذلك يعتبر الشروع في ارتكاب الجريمة جريمة ناقصة
لعدم تحقق الركن المادي المتمثل في النتيجة اإلجرامية رغم توفر الركن المعنوي المتمثل في صورة
القصد الجنائي 2،ألن الجريمة تبدأ بمرحلة التفكير والعزم ثم تليها المرحلة التحضيرية للجريمة وال
يعاقب الفاعل عن هاتين المرحلتين ثم المرحلة الثالثة وهي مرحلة البدء في تنفيذ الجريمة وعدم
إتمامها بسبب خارج عن إرادة الفاعل ويتحقق الشروع في المراحل الثالث األولى ويعاقب الفاعل في
المرحلة الثالثة وهي البدء في تنفيذ الجريمة وللشروع ثالثة صور وهي :3
الجريمة الموقوفة والجريمة الخائبة والجريمة المستحيلة :ونصت المادة ( )25يعاقب على الشروع
في إرتكاب الجريمة عن طريق إجراء يبدأ بتنفيذ جريمة لم تقع لظروف ال تتصل بنوايا الشخص ،ألن
النظام األساسي ال يعاقب على المراحل التي تسبق البدء في تنفيذ الجريمة أو التفكير فيها أو
التصميم عليها أو النوايا واألعمال التحضيرية غير المرتبطة بجريمة أخرى كما ال يعاقب الشخص
الذي يكف عن بذل أي جهد الرتكاب الجريمة أو يحول دون وقوع الجريمة بوسيلة أخرى مما يؤدي
إلى عدم إتمام الجريمة ،فال يكون عرضة للعقاب إال إذا تخلى بمحض إرادته عن الغرض
4
اإلجرامي.
إن المساهمة التبعية تفرض نشاط ال يجرمه القانون لذاته ،ولوال صلته بالفعل اإلجرامي الذي يرتكبه الغير لما وقع من 1
أجله العقاب.
2خالد مصطفى فهمي.مرجع سابق .ص .103
محمد علي السالم عياد الحلبي.شرح قانون العقوبات.القسم العام.د.ط.مكتبة الثقافة :عمان .1997 .ص .136 3
14
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
توفر الخطأ وبالتالي إمتناع عدم إن تخلف اإلدراك والتمييز وحرية اإلختيار يؤدي إلى
المسؤولية الجنائية في آن واحد من جهة أخرى ،ولقد حدد النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية
عدة أسباب إلمتناع المسؤولية الجنائية يمكن حصرها في اآلتي:
فال يسأل الشخص جنائيا إذا كان وقت إرتكابه للجريمة يعاني مرضا أو قصو ار عقليا بعدم
قدرته على إدراك عدم مشروعية أو طبيعة سلوكه،وعليه فإن الشخص قد يرتكب األفعال اإلجرامية
المكونة للركن المادي في الجريمة وتتحقق النتيجة كأثر لهذا أو السلوك اإلجرامي ،إال أنه توفر
القصد الجنائي المشكل للركن المعنوي في الجريمة نتيجة لمرض أصاب عقله مما تنعدم معه القدرة
2
على إدراك وتمييز المشروعية وعدم المشروعية وبالتالي إنعدام المسؤولية الجنائية.
تمتنع المسؤولية الجنائية في حال وجود الشخص حين إرتكابه الجريمة في حالة سكر
إضطراري مما يدعم قدرته على إدراك عدم مشروعية عمله ما لم يكن قد أقدم على السكر بإختياره
3
وأنه يحتمل أن يصدر عنه نتيجة السكر سلوك يشكل جريمة تدخل في إختصاص المحكمة.
زياد عيتاني.المحكمة الجنائية الدولية وتطور القانون الدولي الجنائي.الطبعة األولى.منشورات الحلبي الحكومية :لبنان. 3
.2009ص .369
15
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
تنتفي المسؤولية الجنائية للشخص إذا كان وقت إرتكابه السلوك يتصرف على نحو معقول للدفاع
عن نفسه أو الغير أو الدفاع في جرائم الحرب عن ممتلكات ال غنى عنها لبقائهم أو بقاء غيرهم
على قيد الحياة ،أو عن ممتلكات ال غنى عنها إلنجاز مهمة عسكرية ضد إستخدام وشيك وغير
1
مشروع للقوة شريطة التناسب بين أفعال الدفاع ودرجة الخطر.
وعليه فالدفاع الشرعي في القانون الدولي الجنائي يختلف عن الدفاع في القانون الجنائي الداخلي
وخاصة في حاالت جرائم الحرب ،بحيث يقرر القانون األول لألفراد حق الدفاع الشرعي عن األصول
والممتلكات العامة في حالتين هما:
الحالة األولى :إذا كانت هذه الممتلكات ال غنى عنها لبقاء هؤالء األفراد أو غيرهم على قيد الحياة.
الحالة الثانية :وهي الحالة التي تكون فيها هذه الممتلكات ضرورية وهامة من أجل إنجاز مهمة
عسكرية بشرط أن تكون هذه المهمة موجهة ضد هجوم وشيك وغير مشروع ،أما الدفاع الشرعي في
القانون الثاني (القانون الجنائي الداخلي) فهو مقرر لألفراد قصد مواجهة خطر جسيم أو حال
2
ومباشر ومفاجئ على الفرد أو الغير أو مال الغير على حد سواء.
رابعا :اإلكراه:
إذا حدث سلوك مجرم تحت تأثير إكراه ناتج عن تهديد بالموت الوشيك أو بحدوث ضرر بدني
جسيم مستمر أو وشيك وتصرف الشخص الذي ارتكب السلوك المجرم تصرفا معقوال لتجنب هذا
التهديد ،ولم يتسبب بضرر أكبر من الضرر المراد تجنبه تمتنع عنه المسؤولية وفي هذه الحالة يمكن
للمحكمة أن تنظر في أسباب أخرى غير المشار إليها في أسباب إمتناع المسؤولية الجنائية الفردية
3
المنصوص عليها في المادة ( )31من النظام األساسي.
ال يشكل الغلط في الوقائع سببا إلمتناع المسؤولية الجنائية الدولية إال إذا إنتفى الركن المعنوي
الالزم إلرتكاب الجريمة كما ال يعد الغلط في القانون في الج ارئم التي تختص بها المحكمة سببا
16
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
إلمتناع المسؤولية الجنائية الفردية ،إال في الحالة التي ينعدم فيها الركن المعنوي من جهة ،ومن جهة
1
أخرى إذا كان الوضع على النحو المنصوص عليها في المادة (.)33
ومن خالل ما سبق فإن جهل الجاني بأحد العناصر األساسية الالزمة لقيام الجريمة حسبما
يحدده القانون أو الغلط بشأنها من شأنه عدم توفر القصد الجنائي لديه فإذا ثبت عدم توفر العلم
بالصفة األثمة للفعل المرتكب (الجهل) أو اإلحاطة بها على نحو غير مطابق إلرادة المشرع
(الغلط) ،ففي الحالتين يجب أن تكون سببا لدفع مسؤولية الجاني كما ال يصح اإلعتذار بالجهل أو
الغلط في أحكام القانون بشأن جريمة تضمنتها معاهدة أو إتفاقية دولية كإتفاقية مكافحة ومعاقبة إبادة
2
الجنس البشري.
يعد أمر الرئيس وفقا لما أشارت إليه بعض المواثيق الدولية السابقة كاإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان ،على غرار نظام روما األساسي مانعا من موانع المسؤولية الجنائية ،وبموجب المادة ()33
من نظام روما األساسي فال يعفى الشخص من المسؤولية الجنائية الفردية إذا كان إرتكابه لتلك
الجريمة قد تم إمتثاال ألمر حكومة أو رئيس عسكريا كان أو مدنيا ،إال إذا كان على هذا الشخص
إلتزام قانوني بإطاعة أوامر الحكومة أو الرئيس المعني واذا لم يكن الشخص على علم بأن األمر
3
غير مشروع وأخي ار يعفى مرتكب الجريمة الدولية إذا لم تكن المشروعية ظاهرة.
محمد غالي ،إجراءات التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية.مذكرة لنيل شهادة الماجستير .تحت إشراف شكري 3
17
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
التحقيق هو مجموعة من اإلجراءات التي تقوم بها سلطات التحقيق قصد البحث عن معلومات
وجمع األدلة عن الجريمة ومعرفة الحقيقة ثم إحالة المتهم إلى المحكمة المختصة لمقاضاته ،إذا
كانت تلك المعلومات تعزز شكوك الرتكابه الجريمة وتقدير عقوباتهم بما يتناسب ظروف ارتكابهم
لتك الجرائم واالنتهاكات أو اإلفراج عنه إن كانت ال توحي بذالك تمهيدا إلجراءات محاكمة عادلة.1
ويمثل التحقيق االبتدائي المرحلة األولى للدعوى الجزائية باكتشاف األدلة القائمة على األدلة
القائمة على نسبة الجريمة للمتهم ،قبل اإلحالة على المحكمة و استظهار قيمتها ،واستبعاد األدلة
الضعيفة مما يسمح للمحكمة النظر في الدعوة بعد أن إتضحت عناصرها واكتشفت أهم أدلتها فيكون
حكمها متماشيا مع العدالة الجنائية.2
والتحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية يمر بعدة مراحل أولها مرحلة االحتجاز بناءا على األمر
بالقبض الصادر عن الدائرة التمهيدية 3التي يطلب فيها من المدعي العام سواء كان اإلحتجاز في
الدولة التي ألقت القبض على الشخص وفقا إلجراءات القبض فيها أو اإلحتجاز في مقر المحكمة
قبل المحاكمة ،وثانيهما مرحلة االستجواب من طرف المدعي العام الذي له سلطتي التحقيق والمتابعة
في نفس الوقت أو من طرف السلطات الوطنية كما قد تلجأ الدائرة التمهيدية بإعتبارها الجهة التي لها
صال حية الترخيص للمدعي العام سواء بالمتابعة أو رفضها في حالة الضرورة إلى إجراء تحقيقات
حول األدلة المقدمة لها أو القيام بتحقيقات إضافية ،وعلى هذا األساس قمنا بتقسيم هذا المبحث إلى
مطلبين نتناول في المطلب األول ضمانات المتهم أمام المدعي العام بينما نتعرض في المطلب
الثاني لضمانات المتهم أمام الدائرة التمهيدية.
بإعتبار أن مكتب المدعي العام هيئة قضائية ال عالقة لها بالسياسة إال أن نشاطها يتأثر أحيانا
بالوسط السياسي ،خاصة أن المدعي العام يباشر إجراءات التحقيق من تلقاء نفسه وفقا لما علم به
1براء منذر كمال عبد اللطيف .النظام القضائي للمحكمة الجنائية الدولية .الطبعةاألولى .دار حامد :عمان .2007.ص
.253
2طالل ياسين العيسىو علي جبر الحسناوي .المحكمة الجنائية الدولية دراسة قانونية .دار اليازوري :عمان .2009 .ص
.171
3إن الدائرة التمهيدية هي جهاز من أجهزة المحكمة القضائية تتشكل داخل الشعب الثالث(االبتدائية والتمهيدية وشعبة
االستئناف).يتولى مهامها إما قاض واحد أو ثالثة قضاة الشعبة التمهيدية ،ويراعي فيهم أن يكونوا من ذوي الخبرات
العالية في مجال المحاكمات الجنائية والقانون الدولي والقانون الجنائي واإلجراءات الجنائية .
18
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
من وقائع قد تشمل إحدى الجرائم الداخلة في إختصاص المحكمة ،أو تأسيسا على معلومات األفراد
او الدول أو المنظمات الدولية الحكومية أو الغير الحكومية ،أو مجلس األمن لذلك فإن مهامه
تختلف عن مهام النيابة العامة في التشريعات الوطنية.1
يباشر المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية التحقيق والمالحقة القضائية في حالة إرتكاب
جرائم خطيرة ،وفقا ألحكام النظام األساسي وحتى في حلة عدم وجود إحالة من قبل إحدى الهيآت و
هذا التوسع في دور المدعي العام من شأنه تعزيز إستقالليته و نزاهته باعتباره ينوب عن المجتمع
الدولي في المالحقة و المتابعة.2
إال أنه كثي ار ما تنتهك إجراءات التحقيق التي يباشرها قاضي التحقيق الحقوق األساسية لألفراد لذا
يتعين تحصين المتهم خالل إتهامه بمجموعة من الضمانات ،3و هذا ما ستتولى بيانه ضمن الفروع
التالية :نتطرق في الفرع األول إلجراءات أمام المدعي العام و نتناول في الفرع الثاني الضمانات
المتوفرة للمتهم .
إن المدعي العام يختص أساسا باإلدعاء أو اإلتهام أو المالحقة و القيام بالتحقيقات األولية أو
التمهيدية و التحقيقات اإلبتدائية.
يباشر المدعي العام القيام بإجراءات اإلستقصاء و التحقيق األولي أو التمهيدي بعد علمه
بالجريمة او الجرائم التي وقعت بأحد الطرق الثالثة. 4
لما كانت الدول هي األطراف الرئيسية في المحكمة و عليه يجوز لها ممارسة حقها في اإلدعاء
أمام المحكمة لهذا يتولى المدعي العام التحقيق األولي إذا أحالت دولة طرف أية حالة ترتكب فيها
جريمة أو أكثر من الجرائم التي تختص بها المحكمة ،و طلبت هذه الدولة من المدعي العام التحقيق
في هذه الحالة و البحث فيها إذا كان يتعين توجيه االتهام إلى شخص معين أو عدة أشخاص
1قيدا نجيب حمد .المحكمة الجنائية الدولية نحو العدالة الدولية .الطبعةاألولى .منشورات الحلبي الحقوقية :لبنان 2006.
.ص.178
2انظر المادة ( )54من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
3نجوى يونس سديرة .مرجع سابق.132 .
4انظر المادة(/13ا.ب) من النظام األساسي من المحكمة الجنائية الدولية.
19
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
بإرتكاب هذه الجرائم ،ويجب على الدولة المحيلة أن تحدد الحالة و الظروف المتصلة بها وأن يكون
طلبها مرفقا بما يوجد في تلك الدولة من مستندات مؤيدة لطلبها طبقا لنص المادة ( )14من نظام
روما األساسي.1
أو كل ميثاق األمم المتحدة لمجلس األمن مهمة المحافظة على السلم و األمن الدوليين و منحه
سلطات واسعة في هذا الشأن و لتحقيق نفس الغرض 2يضطلع المدعي العام بمهام التحقيق إذا أحال
مجلس األمن بموجب"الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة " أية حالة يبدو فيها أن جريمة أوأكثر
من الجرائم قد إرتكبت وفقا للفترة (ب) من المادة (.3)13
لقد أجاز النظام األساسي للمدعي تحريك الدعوى من تلقاء نفسه إستنادا إلى المعلومات المتعلقة
بجرائم تدخل في إختصاص المحكمة 4سواء كانت تلك المعلومات شهادة شفاهية أو معلومات خطية،
و بذلك فقد ضمن ميثاق روما للمدعي العام رخصة االدعاء الدولي نيابة عن الجماعة الدولية
و ليس نيابة عن إحدى الدول ،و يقوم المدعي العام بتحليل جدية المعلومات التي يتلقاها كما يجوز
له لهذا الغرض الحصول على معلومات إضافية من الدول أو أجهزة األمم المتحدة أو المنظمات
الدولية الحكومية أو غير الحكومية كاللجنة الدولية للصليب األحمر أو أية مصادر أخرى موثوقة
يراها مالئمة ،ويجوز له تلقي الشهادات التحريرية أو الشفوية في مقر المحكمة و هذه الصالحية
المتمثلة في فتح المدعي العام للتحقيق استنادا إلى المعلومات المتوفرة لديه عن الجريمة و بمعزل
عن طلب الدول شكلت إستقاللية واضحة ،أصبح بمقتضاها المدعي العام يجمع بين سلطتي التحقيق
و اإلتهام في أن واحد ،بحيث يكون مسؤوال عن اإلحتفاظ بالمعلومات و األدلة المادية التي تحصل
عليها من التحقيقات التي يجريها مكتبه كما يكون مسؤوال عن تخزينها و المحافظة عليها لتقديمها
للمحكمة في الوقت المناسب.5
1علي عبد القادر القهوجي .القانون الدولي الجنائي .الطبعةاألولى .منشورات الحلبي الحقوقية :لبنان .2001 .ص
ص.337 - 336
2احمدى بوزنية أمنة .آليات تنفيذ القانون الدولي اإلنساني.د.ط .دار الجامعة الجديدة :اإلسكندرية .ص.197
3علي عبد القادر القهوجي .مرجع سابق.ص ص.337-336
4انظر المادة()1/15من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية .
5براء منذر كمال عبد اللطيف .مرجع سابق.ص ص.109-107
20
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
فإذا ما إستنتج المدعي العام أن هناك أساسا معقوال للشروع في إجراء التحقيق يقدم إلى دائرة ما
قبل المحاكمة (الدائرة التمهيدية) طلبا باإلذن له بإجراء تحقيق ابتدائي إلحاقه بأية أدلة تؤيد طلبه ثم
جمعها ،و يجوز للمجني عليهم أن يطلبوا امن الدائرة التمهيدية سماع أقوالهم وفقا للقواعد اإلجرائية
و قواعد اإلثبات ،وتأذن الدائرة التمهيدية بالتحقيق إذا ما استنتجت بعد دراستها لطلب المدعي العام
أن هناك أساسا معقوال للشروع في إجراء تحقيق إبتدائي وأن الدعوى تدخل في إختصاص المحكمة
تأذن بالتحقيق دون المساس بما تقرره المحكمة فيما بعد بشأن اإلختصاص وقبول الدعوى ،بينما إذا
تبين لهذه الدائرة عدم جدية طلب المدعي العام رفضت اإلذن إلجراء التحقيق االبتدائي مع تقديم
طلب جديد يستند إلى أدلة و وقائع جديدة ،أما إذا إستنتج المدعي العام بعد التحقيق أن المعلومات
ال تشكل أساس اإلجراء التحقيق فعليه أن يبلغ مقدمي المعلومات بذلك دون أن يمنعه من النظر في
معلومات جديدة ليتخذ بعد ذلك مايراه مناسبا.1
إن اإلجراءات التي يتخذها المدعي العام هي من إجراءات التحقيق اإلبتدائي التي يتوالها
قاضي التحقيق و النيابة العامة في القانون الداخلي ،ولكن إختصاص المدعي العام بفتح التحقيق
يتوقف على موافقة الدائرة التمهيدية كما أن جزء من هذه اإلجراءات تقوم بها الدائرة التمهيدية .2
وعلى غرار صالحية المدعي العام األصلية المتمثلة في اإلتهام و اإلدعاء والمالحقة فهو
يختص بالتحقيقات اإلبتدائية التي يمارسها وفقا لقيود معينة و أسس قانونية وجب توافرها ،وهذا ما
سنحاول معالجته .
بموجب المادة ( )53الفقرة ( )01من النظام األساسي يشرع المدعي العام بالتحقيق بعد تقديم
المعلومات الواردة إليه ،ما لم يقرر عدم وجود أساس معقول لمباشرة إجراءات التحقيق و بعد
تمحيص المدعي العام المعلومات المتاحة له يلجأ إلى أسس ثالثة ليقرر بدء التحقيق أو العزوف
عنه.3
21
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
أ /توافر أساس معقول يدل على وجود جريمة واقعة ضمن إختصاص المحكمة :
و ذلك بناءا على تقييم المعلومات التي تتضمنها اإلحالة تقييما منطقيا و موضوعيا و يجوز
للمدعي العام أن يثير عدم اإلختصاص أثناء قيامه بالتحقيق إذا أظهرت الشهادات و القرائن ذلك .1
ال يجوز التحقيق أو المالحقة في الدولة المختصة مالم تكن الدولة غير راغبة في التحقيق أو
المالحقة أو غير قادرة عليها.2
يتمتع المدعي العام بسلطة تقديرية في تقدير مصالح العدالة على ضوء جسامة الجرم
و مصلحة الضحايا،فإذا قرر المدعي العام عدم مباشرة التحقيق إلنتفاء مصالح العدالة يكون للدائرة
التمهيدية المبادرة من تلقاء نفسها لمراجعة ق ارره فال يصبح نهائيا إال بعد إعتمادها له. 3
وعلى المدعي العام بعد مباشرته للتحقيق إتخاذ أحد الق اررين :إما اإلستمرار في إجراءات السير في
الدعوى و أن يبلغ الدائرة التمهيدية أن إجراء التحقيق لن يخدم العدالة أو أنه ال يوجد أساس كاف
للمقاضاة و بالتالي عدم اإلستمرار في التحقيق.
اإلستمرار في التحقيق:4
-إذا تبين للمدعي العام من المعلومات المتاحة أن هناك أساسا معقوال لإلعتقاد بأن
جريمة ما تدخل في إختصاص المحكمة قد أرتكبت أو يجرى إرتكابها .
-إذا كانت القضية يمكن أن تكون حسب المادة (.)170
-إذا رأى المدعي العام أحدا في اعتباره خطورة الجريمة و مصالح المجني عليهم أن
هناك أسبابا جوهرية تدعو إلى اإلعتقاد بضرورة اإلستمرار في إجراءات التحقيق.5
1بدر الدين محمد شبل .الحماية الدولية لحقوق اإلنسان و حرياته األساسية .الطبعة األولى .دار الثقافة :عمان .
.2011ص.212
2انظر المادة ( )17من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
3بدر الدين محمد شبل .مرجع سابق .ص.447
4انظر المادة ( )1/53من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية .
5علي يوسف الشكري .القضاء الجنائي الدولي في عالم متغير .الطبعة األولى .دار الثقافة :عمان .2008 .ص.195
22
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
تبليغ الدائرة التمهيدية أن إجراء التحقيق لن يخدم العدالة و انه ال يوجد أساس كافي
للمقاضاة:
أ /إذا ما إستنتج بعد إجرائه التحقيق األولى أن المعلومات المقدمة له ال تشكل أساسا معقوال للشروع
في التحقيق االبتدائي ،أي عدم وجود أساس قانوني أو واقعي كاف لطلب إصدار أمر قبض أو
حضور طبقا لنص المادة (.)58
ب /وجود أسباب جوهرية تدعو لإلعتقاد بان إجراء التحقيق لن يخدم مصالح العدالة و يتضح ذلك
بعد مراعاة المدعي العام لجميع الظروف كخطورة الجريمة و مصالح المجني عليهم و اعتالل
الشخص المنسوب إليه الجريمة ودوره في الجريمة.1
على المدعي العام تبليغ ما توصل إليه إلى مقدمي تلك المعلومات كما يبلغ الدائرة التمهيدية بق ارره
بخصوص عدم إجراء التحقيق حتى يكون لها الحق في مراجعة هذا القرار سواء بمبادرة منها أوبناءا
على طلب الدولة المحيلة ،و للدائرة التمهيدية أن تطلب من المدعي العام إعادة النظر في ق ارره و ال
يكون هذا األخير نافذا إال بعد إعتماده من الدائرة التمهيدية .3
حسب نص المادة ( )54فان المدعي العام يتمتع بمجموعة من اإلجراءات تتطلب عددا من
الواجبات و السلطات أثناء ممارسته للتحقيق أهمها :
و ذلك من خالل جمع األدلة و توسيع التحقيق وفحص كل الوقائع و األدلة 4التي تتصل
بتحديد ما إذا كان هناك مسؤولية جنائية أو ال بحسب النظام األساسي ،و هنا يجب على المدعي
1ياسين بغو .تحريك الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة .مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير تخصص قانون
جنائي دولي .جامعة العربي ين مهيدي -أم البواقي-كلية الحقوق و العلوم السياسية .السنة الجامعية 2011/2010
.ص.40
2انظر المادة ( )17من نظام روما األساسي .
3ياسين بغو .مرجع سابق .ص.40
4سهيل حسين الفتالوي .موسوعة القانون الدولي الجنائي .03القضاء الدولي الجنائي .الطبعة األولى .دار الثقافة
للنشر و التوزيع :عمان .2011.ص.265-264
23
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
العام عند مباشرته لتحقيق االبتدائي اإللتزام بالبحث في أدلة التجريم و البراءة على حد سواء كما
يجب عليه إتخاذ كافة التدابير التي تضمن فعالية التحقيق.
ولتفعيل دور المدعي العام في التحقيق أيضا عليه أن يأخذ حقوق بأشخاص بعين اإلعتبار
سواء كانوا متهمين أو مشتبها فيهم أو غيرهم طبقا لنص المادة ( )1/54من النظام األساسي ،كما
يستخدم المدعي العام عدة سلطات لتسيير أعماله منها: 1
ب-أ /القيام بالتحقيقات في إقليم دولة الطرف في النظام :وذلك إستنادا إلى أحكام التعاون
و المساعدة الدولية التي تلزم الدول على التعاون التام مع المحكمة سواء أثناء التحقيقات أو
المحاكمة ،و ذلك بعد أن يأخذ المدعي العام
اإلذن من الدائرة التمهيدية للقيام بخطوات التحقيق محددة في إقليم دولة طرف دون ضمان تعاون
تلك الدولة بموجب أحكام الباب التاسع ( )09من النظام األساسي .2
ب-ب /جمع األدلة و فحصها :كما للمدعي العام سلطة جمع األدلة وفحصها وهنا يجوز له أن
يطلب من أية دولة أو منظمة حكومية إلتخاذ ما يلزم من التدابير لجمع األدلة ،كما يحق له أال
يكشف على أية مستندات أو معلومات تصل إليه و أن يطلب أية إجراءات حق في سيبل الحفاظ
على سرية المعلومات التي بحوزته .
وفي حالة ما إذا ما إتضح للمدعي العام أثناء التحقيق أن هناك فرصة قد ال تتكرر ألخذ شهادة
جمع األدلة و أن هذه األدلة و المعلومات قد تتالشى و تضيع ،فله أن يخبر الدائرة التمهيدية بذلك
لتتخذ اإلجراءات الالزمة لعدم ضياع هذه األدلة ،ومن بين هذه اإلجراءات التي تتخذها المحكمة
نذكر :
24
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
يمتع المتهم بارتكاب جرائم دولية تدخل في إختصاص المحكمة الجنائية الدولية بعدة حقوق
وضمانات لتكفل لهم الحق في درء اإلتهام عن كاهلهم واعادتهم إلى األصل العام وهو حالة البراءة و
ذلك من خالل مجموعة من القواعد الموضوعية و اإلجرائية بغرض التحقق من نسبة هذه الجرائم إلى
المشتبه فيهم أو ال .2
و سوف نتعرض إلى هذه الضمانات التي تضمنها النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية و
القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات خاصة مرحلتي اإلحتجاز و اإلستجواب.
لجميع األفراد الحق في التمتع بالحرية حيث ال يجوز توقيف أحد أو إعتقاله إال طبقا ألحكام
القانون على نحو بعيد عن التعسف كما ال ينبغي في األحوال العادية احتجاز المتهمين بارتكاب
أفعال جنائية إلى حين تقديمهم إلى
المحاكمة ،غير أن المعايير الدولية لم تكتفي بحظر القبض على أي فرد أو احتجازه تعسفا بل
تشترط أيضا أن يتم ذلك بناءا على اإلجراءات المحددة في نص القانون ووفقا لها كما ينبغي كقاعدة
3
عامة اإلستمرار في إحتجاز األشخاص المتهمين بارتكاب أفعال جنائية إلى حين محاكمتهم
إن القبض هو إجراء إحتياطي يهدف إلى وضع المتهم تحت يد العدالة عن طريق تقييد حرية
التنقل و الحركة بشكل ينطوي على المساس بحرية المتهم ،4و على هذا األساس سوف نتطرق إلى
حق المتهم في اإلفراج عنه مؤقتا وحق المتهم في اإلستعانة بمحام قبل المحاكمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1سهيل الفتالوي .مرجع سابق .ص.265
2ندى بو اللبن .إجراءات التحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية .مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون الجنائي
الدولي .إشراف الطاهر زواقري.المركز الجامعي خنشلة .معهد العلوم القانونية .د.ت .السنة الجامعية .2011/2010.
ص.90
3هشام محمد فريجة .ضمانات الحق في محاكمة عادلة في المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان .جامعة محمد خيضر بسكرة .
كلية الحقوق و العلوم السياسية .د.س .ص.434
4عالء باسم صيحي بني فضل .ضمانات المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية .قدمت هذه األطروحة استكماال للمتطلبات
الحصول على درجة الماجيستر في القانون العام .إشراف دكتور نائل طه و باسم منصور.جامعة النجاح الوطنية في
نابلس-فلسطين-كلية الدراسات العلية – بتاريخ . 2011/07/28السنة الجامعية .2011ص.75
25
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
وفقا لنص المادة ( )60الفقرة الثانية يجوز للشخص الخاضع للتوقيف أن يطلب من الدائرة
التمهيدية اإلفراج عنه مؤقتا لحين المحاكمة و تبت هذه الدائرة في الطلب على وجه السرعة بعد
التماس أراء المدعي العام و تستعرض كل من 20يوم على األقل حكما سواء اإلفراج عن الشخص
أواحتجازه ،كما يجوز لها اإلستمرار في إحتجاز هذا الشخص أواإلفراج عنه بالشروط أو بدون شروط
وقد وردت هذه الشروط في القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات و هي:1
عدم ذهاب الشخص المعني إلى أماكن معينة و إمتناعه عن مقابلة أشخاص تحددهم الدائرة
التمهيدية .
عدم إتصال الشخص المعني بالضحايا و الشهود إتصاال مباش ار أو غير مباشر .
عدم مزاولة الشخص المعني أنشطة مهنية معينة .
أن يقيم الشخص المعني عنوان تحدده الدائرة التمهيدية .
أن يستجيب المعني ألمر المثول الصادر عن سلطة أو شخص مؤهل تحدده الدائرة التمهيدية .
أن يودع هذا الشخص تعهدا أو يقدم ضمانا أو كفالة عائلية أو شخصية تحدد الدائرة التمهيدية
مبلغا وأجالها وطرق دفعها .
يجب أن يقدم الشخص المعني للسجل جميع المستندات التي تثبت هويته السيما جواز سفره.2
والبد أن يكون طلب اإلفراج المؤقت كتابيا و يخطر المدعي العام بهذا الطلب و تتخذ الدائرة
التمهيدية قرارها بعد تلقي مالحظات كتابية من المدعي العام أو الشخص المحتجز ،و يمكن لها أن
تقرر عقد جلسة بناءا على طلب المدعي العام أو الشخص المحتج أو بمبادرة منها على األقل جلسة
واحدة في كل عام.
إن الحق في اإلستعانة بمحام هو حق أصيل للمتهم فلكل شخص محتجز أو يحتمل أن تنسب له
التهمة الحق في الحصول على مساعدة محام يختاره لحماية حقوقه و مساعدته في الدفاع عن
نفسه ،و إنتداب محام كفئ مؤهل للدفاع عنه إذا كان غير قادر على دفع النفقات الالزمة لتوكيل
محام.
26
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
و يجب أن يمنح الشخص المتهم مساحة زمنية و تسهيالت كافية لإلتصال بمحاميه على
انف ارد لضمان محاكمة عادلة و ينطبق هذا الحكم على جميع مراحل الدعوى الجنائية كما ينبغي على
الحكومات أن تضمن للمحتجزين فرصة للتشاور مع محاميهم و اإلتصال بهم دون أي قيد كالبطئ
أو التأخير أو الرقابة.1
يعد االستجواب إجراء من إجراءات التحقيق واجراء من إجراءات الدفاع في آن واحد و فيه
تستطيع سلطة التحقيق كشف الحقيقة من خالل مناقشة المتهم بصورة تفصيلية قد تؤدي به إلى
اإلدالء بأقوال غير صالحة و تؤخذ كدليل عليه ومواجهته بأدلة إثبات مختلفة.
و يستطيع المتهم بواسطة اإلستجواب إبداء دفاعه و تنفيذ األدلة ضده ،و لذلك أحاطه النظام
األساسي للمحكمة الجنائية الدولية 2بالعديد من الضمانات ،منها إبالغ المتهم بالتهمة المنسوبة إليه
وحظر اإلكراه على اإلعتراف و الحق في إلتزام الصمت الحق في اإلستعانة بالمترجمين وعدم
التعرض للتعذيب أو سوء المعاملة ،وهذا ما سيتم شرحه على التوالي.3
يجب على المدعي العام إحاطة المتهم بعد التثبت من شخصيته بالوقائع المنسوبة إليه وتبصيره
بأدلة إدانته ،باإلضافة إلى النصوص القانونية المتابع على أساسها ،4وعدم إشتراط إحاطة المتهم
بالتكييف القانوني للجريمة التي إرتكبها.
و لقد ورد هذا اإلجراء في العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية لعام 51966الذي نص على
ضرورة إبالغ كل من يقبض عليه بأسباب القبض و التهم الموجهة إليه ،كما ورد أيضا في النظام
األساسي للمحكمة الجنائية الدولية بموجب المادة ( )55الفقرة الثانية التي نصت على ضرورة إبالغ
2سردار علي عزيز .ضمانات المتهم أثناءاالستجواب .الطبعةاألولى .المركز القومي لإلصدارات القانونية :القاهرة .2014.
ص.41
3راجع نص المادة ( )55من النظام األساسي للمحكمةالجنائية الدولية.
4آسية بن بوعزيز .التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية .بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في القانون الجنائي
الدولي .تحت إشراف السعيد فكرة .المركز الجامعي عباس الغرور –خنشلة -مدرسة الدكتوراه .معهد العلوم القانونية و
اإلدارية.د.ت.السنة الجامعية .2011-2010ص106
5انظر المادة ( )2/9من المعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية .
27
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
الشخص قبل الشروع في إستجوابه بأن هناك أسبابا تدعو لإلعتقاد بأنه إرتكب جريمة تدخل في
اختصاص المحكمة.
من الضمانات األساسية للمتهم أثناء اإلستجواب عدم جواز أجباره على اإلعتراف بالذنب و تجريم
نفسه بحيث ال يجوز إكراه الشخص سواء كان إكراها ماديا أو معنويا لإلعتراف بالذنب حول ما يحقق
معه و ال يعتد بهذا اإلعتراف إن كان ناتجا عن إكراه بينما يكون منتجا لكل أثاره القانونية إذا إعترف
هذا الشخص بمحض إرادته وفق الشروط و اإلجراءات الصحيحة الخاصة باإلعتراف.1
كما يحق للمتهم أن يتكلم بما يشاء دفاعا عن نفسه دون ممارسة أي ضغط عليه يحق له أيضا
أن يصمت عن الكالم أو يؤخر كالمه إلى وقت أخر ،وله أن يجيب على بعض االستفسارات دون
البعض األخر دون أن يضر صـمته بمصلحته .2
ولقد أكد نظام روما األساسي على هذا الحق في المادة ( )55الفقرة ( )02التي نصت على أنه
"حيثما توجد أسباب تدعو لالعتقاد بان شخصا ما قد ارتكب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة و
يكون من المزمع استجواب ذلك الشخص إما من قبل المدعي العام أو السلطات الوطنية بناءا على
طلب مقدم بموجب الباب التاسع من هذا النظام ،يكون لذلك الشخص الحقوق التالية ( الرضا ) و
يجب إبالغه بها قبل استجوابه.
أ-أن يجري إبالغه قبل الشروع في إستجوابه بأن هناك أسباب تدعو لإلعتقاد بأنه إرتكب جريمة
تدخل في إختصاص المحكمة.
ب-إلتزام الصمت دون أن يعتبر هذا الصمت عامال في تقرير الذنب أو كبراءة" .
يحق للشخص محل التحقيق أو المحاكمة اإلستعانة مجانا بمترجم شفوي كفئ يتقن اللغة التي
يتحدثها المتهم لكي يفهم إجراءات التحقيق و الحصول على الترجمات التحريرية الالزمة للوفاء
بمقتضيات اإلنصاف.3
28
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
ه /عدم التعرض للتعديل أو سوء المعاملة:حرصت المادة (/1/55ب) على ضرورة أن ال يتعرض
الشخص الخاضع للتحقيق ألي شكل من أشكال القسر أو اإلكراه أو التهديد أو التعذيب أو أي
ضرب من ضروب المعاملة القاسية أوالإلنسانية المادة ( ،)55وممارسة التعذيب و غيره من أشكال
سوء المعاملة تعتبر أفعاال يجب منعها و التحقيق فيها والمعاقبة عليها لما في ذلك اإلغتصاب
و غيره من أشكال اإلعتداء الجنسي و سوء المعاملة التي تتعرض لها النساء أثناء الحبس.1
و /تدوين اإلستجواب :البد من تدوين ما يدلي به الشخص الذي يتم إستجوابه ،من أقوال في
محضر يسمى محضر األقوال الرسمية ،مع التوضيح بأن هذا الشخص قد أبلغ بحقوقه قبل البدء في
إستجوابه ويراعى في كتابة هذا المحضر جميع اإلجراءات الشكلية و الموضوعية الالزمة منها:
و يدون تنازل الشخص عن حقه في االستجواب بحضور محام كتابيا و يتم تسجيله بالصوت أو
الفيديو إن أمكن ذلك واتاحة الفرصة للشخص المستجوب عند إنتهاء اإلستجواب لتوضيح أي شيء
مما قاله أو إضافة أي شيء يريد المتهم إضافته ،وال بد من تسجيل وقت إنتهاء اإلستجواب و غيرها
من اإلجراءات األخرى. 2
تقوم الدائرة التمهيدية و هي إحدى الدوائر القضائية األساسية للمحكمة بأداء دور مكمل لدور
المدعي العام في مجال التحقيق و التمهيد إلجراءات المحاكمة ،و ذلك بتقدير ما يلزم من تدابير لهذا
الغرض و األمر.3
ويتمتع المتهم بإرتكاب جرائم دولية بعدد من الضمانات و الحقوق التي تكفل الحق في درء
اإل تهام عن كاهله،وهو ما سنحاول توضيحه ضمن ثالث فروع نتناول في الفرع األول " اإلجراءات
الدائرة التمهيدية " بينما ننظر في الفرع الثاني " إعتماد المتهم ".
تتمثل إجراءات التحقيق التي تمارسها الدائرة التمهيدية في بيان كيفية إصدارها للق اررات وتحديد
مهامها و سلطاتها في إصدار األوامر المتعلقة بالتحقيق.
29
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
نصت المادة ( )67الفقرة الثانية من النظام األساسي على كيفية إصدار الدائرة لق ارراتها ،بحيث
تصدر األوامر والق اررات بموجب المواد ( )15.18.19و الفقرة الثانية من المادة ( )57و الفقرة
السابعة من المادة ( )61و المادة ( 1)72و يجب أن توافق عليها أغلبية أعضائها وهذه األوامر
و الق اررات تتعلق بالسماح للمدعي العام بالبدء في التحقيق أو رفض ذلك اإلذن أو اإلذن له بإتخاذ
خطوات تحقيق معينة ،إلى جانب التقرير بوجود أدلة كافية مع الدول بخصوص الكشف عن
المعلومات التي من شأنها المساس بمصالح األمن الوطني.2
تقوم الدائرة التمهيدية بمهام عديدة فيما يتعلق بتحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة إلى
جانب وظائفها األخرى والمتمثلة في إصدار األوامر و الق اررات ومن بين هذه المهام نذكر ما يلي:
/1أن تصدر الدائرة التمهيدية األوامر و الق اررات المتعلقة بالتحقيق بناء على طلب المدعي العام.
/2أن تصدر الدائرة بناءا على طلب شخص مقبوض عليه أو الذي حضر أمام هذه المحكمة بناءا
على طلب الحضور ما يلزم من األوامر ،و أن يتخذ أية تدابير أو تلتمس أي وسائل تعاون الدولي
أو المساعدة القضائية الدولية عمال بالباب التاسع من النظام األساسي و هذا كله من أجل مساعدة
هذا الشخص على إعداد دفاعه .
/3إتخاذ كافة اإلجراءات لحماية المجني عليهم و الشهود و األدلة و الشخص المقبوض عليه أو
طلب الحضور ومعلومات المتعلقة باألمن الوطني ألي من الدول المختلفة. 3
/4السماح للمدعي العام بإتخاذ خطوة تحقيق محددة داخل إقليم دولة طرف دون أن يكون ضد من
تعاون هذه الدولة ،إذا كانت ظروف هذه الدولة الداخلية ال تسمح لها بإجراء هذه التحقيقات لعدم
وجود أي عنصر من عناصر نظامها القضائي مع كون هذه الدولة في ذات الوقت غير قادرة على
تنفيذ المساعدة الدولية.
/5كما يحق للدائرة التمهيدية أن تطلب من الدولة التعاون معها ،وعرض مصادر العائدات
و الممتلكات و األدوات المتعلقة بالجرائم إلتخاذ تدابير حماية و خاصة من أجل المصلحة النهائية
30
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
للمجني عليهم و ذلك عندما يكون قد صدر أمر بالقبض أو بالحضور و يعني إحالة اإلتهام الواجب
1
لقوة األدلة و تهاون األط ارف المعنية وفقا لقواعد اإلثبات والقواعد اإلجرائية
تصدر الدائرة التمهيدية بعد بداية التحقيق و بناءا على طلب المدعي العام الق اررات و األوامر
الالزمة ألغراض التحقيق ،ومن ذلك أمر القبض و أمر الحضور الواردين بالمادة ( )58من النظام
األساسي للمحكمة الجنائية الدولية .2
يعتبر إصدار األمر بالقبض من أهم وسائل إجبار الشخص على المثول أمام المحكمة على
صعيد القضائيين الجنائي الوطني و الجنائي الدولي ،فضال عن إعتبار إجراء من إجراءات التحقيق
التي تهدف إلتخاذ اإلحتياطات الالزمة لتقييد حرية المقبوض عليه ،ووضعه تحت تصرف الجهة
المخولة بإلقاء القبض عليه لمدة زمنية مؤقتة لمنعه من الفرار تمهيدا إلستجوابه من الجهات
المختصة.3
و لما كان األمر بالقبض قيد وجوبي يخضع له اإلنسان فانه وجب أن تكون أحكامه واضحة ال
لبس فيها ،الن مخالفة هذا اإلجراء يترتب عليه جزاءات نتيجة لما يلحقه من ضرر لألفراد ،على
غرار اآلثار النفسية و اإلجتماعية التي يسببها للمقبوض عليهم و التي يصعب تعويضهم عنها.
وينبغي مراعاة عدة أمور لضمان إستخدام أمر القبض على النحو االمثل أهمها أن تقتصر
سلطة إصداره على جهات محددة تتمتع بالكفاية والحيدة اللتان تجعالنها أهال لعدم التعسف و تتمثل
هذه السلطة وفقا لنظام روما األساسي في القضاء ممثال بدائرة ما قبل المحكامة إذ يجوز لهذه
الدائرة إصدار األمر بالقبض بناءا على طلب المدعى العام الذي يقدمه في أي وقت بعد الشروع في
التحقيق .4
نص النظام األساسي على عدة عوامل يجب على الدائرة التمهيدية مراعاتها قبل إصدار أمر
القبض و هي:
31
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
وجود أسباب معقولة لإلعتقاد بان الشخص قد إرتكب جريمة تدخل في إختصاص المحكمة وأن
القبض على الشخص يبدو ضروريا. 1
وعدم قيامه بعرقلة التحقيقات و المحاكمات و عدم ضمان حضور الشخص للمحاكمة
تعريضها للخطر.
منع الشخص من اإلستمرار في ارتكاب الجرائم.
و بناءا على أمر القبض يجوز إلقاء القبض إحتياطيا و للمحكمة طلب المساعدة الدولية في تنفيذ
أمر القبض كما يجوز للدائرة التمهيدية تعديل أمر القبض بناءا على طلب المدعي العام بالزيادة أو
حذفا ويبقى أمر القبض ساري المفعول حتى تأمر المحكمة بإلغائه أو وقف تنفيذه ألنه ليس محددا
لمدة زمنية معينة بل يخضع للسلطة التقديرية للمحكمة لذلك كان يتعين أن يكون للقبض مدة محددة
لتفادي اإلحتجاز التعسفي لمدة غير معقولة و ضمان حقوق المتهم المقبوض عليه.2
يجب أن يتضمن طلب المدعي العام من الدائرة التمهيدية إلصدار أمر القبض على شخص ما
مجموعة من الشروط الشكلية وهي :
اسم الشخص وأية معلومات أخرى ذات صلة لتسهيل التعرف على شخصيته.
إشارة محددة إلى الجرائم التي تدخل في إختصاص المحكمة و المدعية أن الشخص قد
أرتكبها.
بيان موجز بالوقائع التي تشكل الجرائم المتهم فيها الشخص .
موجز باألدلة و أية معلومات أخرى تثبت وجود أسباب معقولة باإلعتقاد بأن الشخص قد
إرتكب تلك الجرائم.
ذكر السبب الذي أدى بالمدعي العام إلصدار أمر بالقبض أوامر الحضور. 3
نصت المادة ( )1/158من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على انه ":تصدر الدائرة التمهيدية في أي وقت 1
بعد الشروع في التحقيق و بناءا على طلب المدعي أم ار بالقبض على الشخص إذا اقتضى لما يلي :وجود أسباب معقولة
لالعتقاد بان الشخص قد ارتكب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة" .
2سهيل حسين الفتالوي .مرجع سابق .ص ص .266-265
3علي يوسف الشكري .مرجع سابق .ص.197
32
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
ومن خالل هذه البيانات يتضح أنه لكي ينفذ أمر القبض البد أن يكون محر ار ومشتمال على
1
البيانات التي تحدد شخصية المتهم بشكل دقيق و أن يكون المتهم على علم بالوقائع المستندة إليه
وعليه " ففي حالة أي طلب بإلقاء القبض على شخص و تقديمه يكون قد صدر أمر بالقبض عليه
من الدائرة التمهيدية بمقتضى المادة (" )58يجب أن يتضمن الطلب أو أن يؤيد بما يلي :
أ-معلومات تصف الشخص المطلوب وتكون كافية لتحديد هويته ومعلومات عن المكان الذي
يحتمل وجود الشخص فيه.
ج -المستندات أو البيانات أو المعلومات الالزمة للوفاء بمتطلبات عملية التقديم في الدولة الموجه
إليها الطلب في ما عدا أنه ال يجوز أن تكون تلك المتطلبات أثقل وطأة من المتطلبات الواجبة
التطبيق على طلبات التسليم التي يقدم عمال بالمعاهدات أو الترتيبات المعقودة بين الدولة الموجه
إليها الطلب و دول أخرى و ينبغي إذا ما أمكن أن تكون أقل وطأة مع مراعاة الطبيعة المتميزة
2
للمحكمة
يعد إصدار األمر بالحضور وسيلة إلجبار األشخاص على الحضور أمام المحكمة الجنائية
الدولية ،وهذا األسلوب شائع في التشريعات الوطنية كما أخذت به األنظمة األساسية للمحاكم الجنائية
الدولية المؤقتة و النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة .3
فما هو المقصود بأمر الحضور ؟ وفيما تتمثل البيانات التي يتضمنها ؟.
إن األمر بالحضور هو إجراء بمقتضاه يكلف المتهم بالحضور في مكان و زمان معين وال
يجوز تنفيذه كرها ألنه مجرد دعوى بتوجيه كتاب إلى المتهم وهو جائر لكل الجرائم ويهدف إلى
33
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
تسهيل التحقيق والكشف عن الحقيقة 1وقد تضمن نظام نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية
هذا األمر في المادة ( )7/58منه بأنه للمدعي العام عوضا عن إصدار أمر بالقبض أن يطلب من
الدائرة التمهيدية إصدار أم ار بحضور الشخص أمام المحكمة ،إذا إقتنعت الدائرة بوجود أسباب
معقولة لإلعتقاد بان الشخص المطلوب قد أرتكب الجريمة المدعي بإرتكابها وان إصدار أمر
الحضور يكفي لضمان مثوله أمام المحكمة.2
بيانات أمر الحضور :أوجب النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة أن يتضمن أمر
القبض البيانات التالية :
ويجري إخطار الشخص بأمر الحضور لكي يكون على علم بما هو منسوب إليه وبالتاريخ و
المكان المحددان اللذان يجب عليه أن يمثل فيها أمام المحكمة و يجب إخطار هذا الشخص باألمر
الصادر بالحضور إخطا ار رسميا حتى يتوفر العلم اليقيني بهذا التاريخ و يصبح مسئوال عن عدم
مثوله أمام المحكمة وفي حالة عدم استجابته لهذا األمر فإنه سيعرض نفسه ألسلوب أخر المتمثل
في إصدار أمر القبض.
بعد إنتهاء المدعي العام من التحقيق و إحالة الدعوى الجنائية إلى الدائرة التمهيدية بتقديمها
إلى جهة الحكم المتمثلة في الدائرة االبتدائية فإنه يتعين على الدائرة التمهيدية أن تتخذ اإلجراءات
،وقد حددت المادة ( )60من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة التأكد من التهم قبل إجراء المحاكمة.
34
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
اإلدارية و القضائية إلعتماد التهم ضد الشخص المتهم و المتمثلة في عقد جلسة إلعتماد التهم التي
على أساسها يطلب المدعي العام للمحاكمة.1
تتخذ الدائرة التمهيدية و المدعي العام مجموعة من اإلجراءات قبل جلسة إعتماد التهم نذكر منها:
-فتح قلم كتاب المحكمة ملفا كامال :ويكون هذا الملف دقيقا و شامال لجميع اإلجراءات التي تتم
أمام الدائرة التمهيدية ويحتفظ به ولجميع مسندات المحاكمة إلى هذه الدائرة رهنا بأي قيود تتعلق
بالسرية و حماية معلومات األمن القومي ،يجوز أن يطلع عليه المدعي العام و الشخص المعني و
المجني عليهم أو ممثلوهم القانونيين المشاركون في اإلجراءات.2
-مثول الشخص الذي صدر بحقه أمر القبض أو الحضور :ويشرع في هذا اإلجراء بمجرد وصول
الشخص الذي صدر بحقه أمر القبض أو الحضور أمام الدائرة التمهيدية و مثوله أمامها ،وحضور
المدعي العام مع ضرورة تمتع هذا الشخص بكافة حقوقه بعد تالوتها عليه باللغة التي يفهمها.3
-تحديد موعد عقد جلسة إلقرار التهم :تقوم الدائرة التمهيدية بتحديد موعد عقد جلسة إلقرار التهم
أثناء المثول األول للشخص الذي صدر بحقه أمر القبض أو الحضور على أن تتأكد من أنه قد
أعلن عن هذه الجلسة و التأجيالت المحتمل حدوثها.4
-إتخاذ الق اررات الضرورية المتعلقة بكشف األدلة :يسمح هذا اإلجراء للدائرة التمهيدية بإصدار
ق اررات تتعلق بكشف األدلة بين المدعي العام و الشخص المعني على أن تعقد هذه الدائرة جلسات
تحضيرية للتأكد من أن هذه األدلة سيتم إكتشافها في ظروف مرضية.5
و وفقا للفقرة ( )04من المادة ( )61من نظام روما األساسي يحق للمدعي العام قبل انعقاد هذه
الجلسة مواصلة الجلسة بما أن ذلك قد يؤدي إلى توافر معلومات جديدة و تعديل أو سحب أي من
التهم و تبليغ الشخص قبل فترة معقولة من جلسة إعتماد التهم ضده بأي تعديل أو سحب على أن
يبلغ المدعي العام دائرة ما قبل المحاكمة بأسباب سحب التهم في حالة السحب فقط دون تعديل
التهم.
1وقد نصت على هذه اإلجراءات المادة ( )121من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات للمحكمة الجنائية الدولية ..
2نجوى يونس سديرة .مرجع سابق .ص.191
3جهاد القضاء .مرجع سابق .ص.78
4براءة منذر كمال عبد اللطيف .مرجع سابق .ص.292
5لندة معمر يشوي .مرجع سابق.ص.192
35
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
و يخطر المدعي الدائرة التمهيدية و الشخص المعني بالتهم المعدلة قبل عقد الجلسة بمدة
أقصاها( )15يوما لتمكين هذا الشخص من تهيئة دفاعه و عدم إهدار وقته في إعداد مثل هذا الدفاع
1
فضال عن تقديمه قائمة من األدلة التي يعتزم تقديمها تدعيما لتلك التهم في في حالة السحب
الجلسة خالل مدة أقصاها ( )30يوما قبل موعد عقد الجلسة.
كما يجب على الدائرة التمهيدية القيام خالل فترة معقولة قبل موعد الجلسة بعدة أمور و المتمثلة
فيما يلي :
تزويد الشخص بصورة من المستند المتضمن للتهم التي يعتزم المدعي العام على أساسها تقديم
الشخص إلى المحاكمة.
إبالغ الشخص باألدلة التي يعتزم المدعي العام االعتماد عليها في الجلسة.
يجوزلدائرة ما قبل المحاكمة أن تصد ار أوامر تخص الكشف عن معلومات ألغراض الجلسة.
تعقد الدائرة التمهيدية خالل فترة معقولة جلسة إلعتماد التهم الموجهة ضد الشخص الذي القي
القبض عليه أو حضر طواعية أمامها و التي يعتزم المدعي العام طلب المحاكمة على أساسها
واألصل أن تعقد الجلسة بحضور المدعي العام
يتم إقرار التهم بحضور المتهم بناءا على طلب من رئيس الدائرة التمهيدية الموجه إلى موظف
قلم المحكمة بتالوة التهم بالصيغة التي قدمها المدعي العام و تحديد طرق سير الجلسة و الشروط
الالزمة لعرض األدلة التي يتضمنها ملف اإلجراءات.3
وعلى المدعي العام أثناء الجلسة أن يدعم بالدليل الكافي كل تهمة من التهم إلثبات وجود أسباب
جوهرية تدعو لإلعتقاد بأن الشخص قد إرتكب الجريمة المنسوبة إليه ويجوز أن يعتمد المدعي العام
على أدلة مستندة أو عرض موجز لألدلة و ال يكون بحاجة إلى إستدعاء الشهود المتوقع إدالؤهم
36
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
1
ويتمتع الشخص الذي تتخذ ضده هذه اإلجراءات أثناء جلسة إعتماد التهم والشهادة في المحاكمة
بعدد من الحقوق يعد جزءا ال يتج أز من حقه في الدفاع و أهمها :
فإذا ما رأت الدائرة التمهيدية وجود أدلة كافية إلثبات وجود أسباب جوهرية تدعو لإلعتقاد بأن
الشخص قد أرتكب الجرائم المنسوبة إليه ،يجب عليها إتخاذ احد الق اررات اآلتية :
إعتماد التهم التي تقرر شأنها وجود أدلة كافية و إقالة الشخص إلى دائرة إبتدائية لمحاكمته عن
التهم المعتمدة.
رفض اعتماد التهم لعدم وجود أدلة كافية.
أن تؤجل الجلسة و تطلب من المدعي العام النظر في تقديمه مزيد من األدلة أواجراء مزيد
من التحقيقات بشأن تهمة معينة وتعديل تهمة ما ،ألن األدلة المقدمة تبدو و كأنها تؤسس لجريمة
مختلفة تدخل في إختصاص المحكمة 3و يجوز للمدعي العام بعد إعتماد التهم و قبل بدء المحاكمة
أن يعدل التهم بإذن من الدائرة التمهيدية و إخطار المتهم بذلك ويجب عليه عقد جلسة إلعتماد
التهم الجديدة أو التي إستبدلها كتهمة أخرى أشد منها كما يجوز له بعد بدء المحاكمة سحب التهم
بإذن من الدائرة التمهيدية ،أما إذا رفضت الدائرة التمهيدية اعتماد الدائرة التمهيدية إعتماد التهم فان
ذلك ال يمنع المدعي العام في وقت الحق من طلب إعتماده إذا كان ذلك الطلب مدعوما بأدلة
4
إضافية طبقا للمادة ( )9/61من نظام روما األساسي.
األصل أن تعقد جلسة إعتماد التهم بحضور المدعي العام و الشخص المنسوب إليه التهم باإلضافة
إلى محاميه غير أنه يجوز للدائرة التمهيدية بناء على طلب المدعي العام أو بمبادرة منها عقد
جلسة في غياب الشخص المنسوب إليه التهم من أجل إعتماد التهم التي يعتزم المدعي العام طلب
المحاكمة على أساسها و يكون ذلك في حالتين هما:
37
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
الحالة األولى :تنازل المتهم عن حقه في الحضور :و تكون هذه الحالة إذا كان الشخص المعني
يرغب في التنازل عن حقه في حضور جلسة إقرار التهم ،فإنه يتعين عليه القيام بتقديم طلب كتابي
بذلك إلى الدائرة التمهيدية ،التي تقوم بإجراء مشاورات مع المدعي العام و الشخص المعني الذي
يرافقه فيها محاميه أو من ينوب عنه.2
و تأذن الدائرة التمهيدية للشخص المعني بتتبع الجلسة من خارج قاعة المحكمة و إستخدام
تكنولوجيا اإلتصاالت إذا لزم األمر ،3كما ال تعقد جلسة اعتماد التهم في غياب المتهم إال إذا اقتنعت
الدائرة بأن الشخص المعني يفهم معنى حق حضور الجلسة و عواقب التنازل عن ذلك ،مع تمكينه
من تقديم مالحظات كتابية بشأن المسائل المعروضة على الدائرة في حالة تنازله.4
الحالة الثانية :فرار المتهم من مكان توقيفه أو في حالة عدم العثور عليه :يتم إعتماد التهم
عندما يكون الشخص قد فر أو لم يمكن العثور عليه وتكون قد إتخذت كل الخطوات المعقولة
لضمان حضور الشخص أمام المحكم إلبالغه،بالتهم وأن الجلسة ستعقد إلعتماد تلك التهم و في هذه
الحالة يمثل الشخص بواسطة محام حيثما تقرر الدائرة التمهيدية أن ذلك في مصلحة العدالة.5
و يمارس المحامي المعترف به للمتهم و يحال المتهم إلى الدائرة االبتدائية في حالة القبض
عليه الحقا وكانت المحكمة قد أقرت التهم التي ينوي المدعي العام بناء عليها متابعة المحاكمة
ويجوز للمتهم أن يطلب كتابيا من الدائرة االبتدائية إحالة المسائل الالزمة إلى الدائرة التمهيدية لتيسير
أداء عملها على نحو فعال و عادل .
للمدعي العام بعد إعتماد المتهم و قبل بدء المحاكمة أن يعدل المتهم و ذلك بإذن من الدائرة
التمهيدية وبعد إخطار المتهم و إذا سعى المدعي العام إلى إضافة تهم أخرى إلى اإلستعانة عن
38
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
تهمة بأخرى أشد وجب عقد جلسة إلعتماد تلك التهم و بعد بدء المحاكمة يجوز للمدعي العام
سحب التهم بإذن من الدائرة االبتدائية .1
يترتب على إقرار الدائرة التمهيدية بإعتماد التهم التي توجد بشأنها أدلة كافية أو قرارها برفض
اعتماد التهم التي قررت الدائرة بشأنها عدم كفاية األدلة عدة أثار نذكر منها :
نصت المادة ( )129من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات للمحكمة الجنائية الدولية أنه في حالة
إعتماد التهم يقوم المدعي العام بإخطار الشخص المعني و محاميه إذا أمكن بقرار الدائرة التمهيدية
المتعلق بإقرار التهم و إحالة
التهم إلى الدائرة االبتدائية و يحال ذلك القرار إلى الرئاسة مشفوعا بمحضر جلسات الدائرة
التمهيدية،كما تضمن نظام روما األساسي في المادة ( )11/61منه إلزام هيئة الرئاسة بتشكيل دائرة
ابتدائية تكون رهنا بالفقرة ( )08و بالفقرة ( )04من المادة ( )61مسؤولة عن سير اإلجراءات
الالحقة ،ويجوز لها أن تمارس أي وظيفة من وظائف الدائرة التمهيدية تكون متصلة بعملها و يمكن
أن يكون لها دور في تلك اإلجراءات.2
نصت المادة ( )10/61من النظام األساسي للمحاكمة الجنائية الدولية على أنه " يتوقف سريان
أي أمر حضور سبق إصداره في ما يتعلق بأية تهمة ال تعتمدها الدائرة التمهيدية أو يسجلها
المدعي العام ".
و يتضح مما سبق بأن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية قصر سحب التهم على أمر
الحضور فقط دون أمر إلقاء القبض الصادر من المحكمة.3
39
ضمانات المحاكمة العادلة قبل مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل األول
حاولنا من خالل الفصل األول بيان الضمانات التي يوفرها النظام األساسي للمحكمة الجنائية
الدولية وتوصلنا إلى أن هذه الضمانات تقتصر على الشخص المتهم بارتكاب إحدى الجرائم الداخلة
في إختصاص المحكمة دون باقي أطراف الدعوى الجنائية كالمجني عليهم و الشهود ،والمتمثلة في
الضمانات المستمدة من القواعد العامة للقانون التي أقرتها النظم القانونية الداخلية و أكدت عليها
العديد من الوثائق الدولية و في مقدمتها الوثائق ذات العالقة بحقوق اإلنسان و لعل أهم الضمانات
التي البد إن يتمتع بها إحترام مبدأ الشرعية الجنائية و إقرار المسؤولية الجنائية الفردية لتحقيق العدالة
للمتهم ،باإلضافة إلى تمتعه بتلك الضمانات المتعلقة التحقيق التي توفر نوعين من الضمانات للمتهم
أحدهما أمام المدعي العام واألخر أمام الحق في طلب اإلفراج عنه مؤقتا و اإلستعانة بمحام أمام
المحكمة وحظر إكراه المتهم على االعتراف وحقه في إلتزام الصمت و اإلستعانة بمترجمين و عدم
تعرضه للتعذيب أو سوء المعاملة أما النوع الثاني فيمنح للمتهم عدة ضمانات تتعلق بأمر الحضور
واعتماد التهم.
40
الفصل الثاني:
ضمانات المحاكمة العادلة
أثناء مرحلة المحاكمة
الجنائية الدولية
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
الفصل الثاني:
تعتبر المحاكمة المرحلة األخيرة للدعوى الجنائية و أهم مراحلها على اإلطالق حيث يتحدد فيها
مصير المتهم وتقدير األدلة فيها يكون نهائيا ،كما أنها تتميز بطابعها القضائي البحت حيث أن
فبعد إعتماد الدائرة التمهيدية التهم تحدد هيئة الرئاسة دائرة إبتدائية تسهر على سير اإلج ارءات
الالحقة ،و يجوز لها أن تمارس أي وظيفة من وظائف الدائرة التمهيدية المتصلة بعملها إذا
كانت الزمة لتلك اإلجراءات طبقا لنص المادة ( )11/61من النظام األساسي للمحكمة الجنائية
الدولية ،و تنعقد المحاكمات في مقر المحكمة ما لم يتقرر غير ذلك حسب نص المادة (.) 62
ونظ ار ألهمية هذه المرحلة نص نظام روما األساسي على مجموع من الضمانات المتوفرة
للمتهم بإعتباره أحد أطراف الدعوى الجنائية الدولية ،بعضها موضوعي كتشكيلة المحكمة
و إستقالليتها و إختصاصتها و القانون الواجب التطبيق والبعض األخر إجرائي كحق تسبيب
وعليه سوف نقسم هذا الفصل إلى مبحثين نتناول في المبحث األول الضمانات التي يتمتع بها
المتهم أثناء مرحلة المحاكمة ،ونتعرض في المبحث الثاني للضمانات التي يتمتع بها المجني
1
عليهم و الشهود.
1يقصد بالمحاكمة مجموعة من اإلجراءات هدفها تمحيص جميع األدلة و البيانات المتعلقة بالدعوى سواء كانت لمصلحة المتهم أو
ضده ،فهي بذلك تهدف االستقصاء الحقيقة الواقعية و القانونية المتعلقة بالدعوى ثم الفصل في موضوعها أما بإدانة إذا كانت األدلة
جازمة ،ـ و أما بالبراءة إذا لم تتوافر األدلة الجازمة باإلدانة .
42
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
يتمتع المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية في مرحلة المحاكمة بمجموعة من الضمانات التي
نص عليها نظام روما األساسي للمحكمة بشكل صريح ،كحقه في المحاكمة أمام محكمة نزيهة
و مستقلة و تتشكل وفقا ألسس قانونية صحيحة إلى جانب ضماناته المتعلقة بإختصاصات
المحكمة و القانون الواجب التطبيق أمامها و حضوره جلسات المحاكمة وسرعة الفصل في
الدعوى ،والحق في المحاكمة العالنية و ضمان كفالة الدفاع و الطعن في األحكام الصادرة ضده
و تمكينه من المطالبة بالتعويض و غيرها من الضمانات .
وللحديث عن هذه الضمانات سنقوم بتقسيم هذا المبحث إلى مطلبين نتناول في المطلب
األول الضمانات الموضوعية ،ونتعرض في المطلب الثاني للضمانات اإلجرائية .
نص النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على عدد من الضمانات الموضوعية التي
يستفيد منها المتهم والمستمدة من الية النظام في تشكيلة المحكمة و أجهزتها. 1
و دراسة الضمانات الموضوعية لمحاكمة المتهم محاكمة عادلة في نظام روما األساسي
تقتضي التعرض للضمانات المتعلقة بتشكيلة المحكمة و إستقالليتها ،و الضمانات المتعلقة
بإختصاصات المحكمة و القانون الواجب التطبيق.
تعد المحكمة الجنائية الدولية كيانا قضائيا قائما بذاته له هياكله الخاصة التي تقوم عليها
شأنها في ذلك شأن سائر األجهزة القضائية الوطنية غير أنها تختلف إلى حد كبير عن النماذج
التقليدية بحيث يعكس الهيكل التنظيمي تميز المحكمة بكونها منظمة عادلة دولية بصفة رئيسية
و تعمل جميع أجهزة المحكمة المنصوص عليها في النظام األساسي كفريق عمل دولي ال يخضع
ألي تعليمات تصدر من أي دولة من الدول األطراف بما يكفل تحقق المحاكمة العادلة ،كما
يجب أن تمارس هذه األجهزة وظائفها بصورة مستقلة دون تدخل من أي جهة كانت إال في حدود
الرقابة القانونية التي أقرها نظام روما األساسي.2
43
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
تعد تشكيلة المحكمة ضمانة أساسية للمتهم كون أنها تلعب دو ار هاما أثناء مثول المتهم أمام
محكمة تتشكل وفقا ألسس قانونية صحيحة ،وتضمن النظام األساسي للمحكمة أربعة أجهزة
رئيسية و المتمثلة في هيئة الرئاسة شعبة اإلستئناف وشعبة إبتدائية و شعبة تمهيدية ومكتب
المدعي العام و قلم المحكمة وتقوم جمعية الدول األطراف باإلشراف على تنفيذ وظائف السياسة
العامة.1
و تتكون هيئة الرئاسة و شعب المحكمة الثالث من قضاة يتم إختيارهم باإلنتخاب و فق
شروط معينة أما مكتب المدعي العام فيتكون من المدعي العام ونوابه ومستشاريه باإلضافة إلى
الموظفين في حين يضم قلم المحكمة
المسجل ونائبه و يتم إختيارهم بشروط خاصة و يعين إلى جانبهم عددا من الموظفين ،على أن
تتخذ مدينة الهاي بهولندا مق ار للمحكمة الجنائية و يمكن للمحكمة أن تعقد جلساتها في مكان
آخر إن رأت ذلك مناسبا. 2
و هذا ما سيتم التطرق إليه من خالل دراسة األجهزة المكونة للمحكمة المشتملة على ثالث
أجهزة رئيسية و هي الجهاز القضائي ،الجهاز اإلداري و الجهاز الدعائي.
و يقصد بالجهاز القضائي كل هيئة القضاء بما تشمله من هيئة الرئاسة و الشعب المكونة
للمح كمة و هي الشعبة التمهيدية و الشعبة اإلبتدائية و شعبة اإلستئناف 3ويتكون هذا الجهاز من
18قاضيا يتم إختيارهم باالقتراع السري في اجتماع لجمعية الدول األطراف يعد لهذا الغرض
و يعملون على أساس التفرغ بمجرد يتوزعون بين هيئة الرئاسة و شعب المحكمة الثالث
إنتخابهم لمدة 09سنوات ويجوز زيادة عددهم عند الضرورة بناء على إقتراح من هيئة الرئاسة
وموافقة جمعية الدول األطراف بأغلبية الثلثين.4
1محمود شريف بيسوني.المحكمة الجنائية الدولية.مدخل لدراسة أحكام وآليات اإلنقاذ الوطني للنظام األساسي.الطبعة
األولى.دار .الشروق:القاهرة.2004.ص.58
2خالد حسين ناجي ابو غزلة.المحكمة الجنائية الدولية و الجرائم الدولية.ط.1دار جليس الزمان .عمان.2010.ص.239
3عصام عبد الفتاح مطر.المحكمة الجنائية الدولية.د.ط.دار الجامعة الجديدة:اإلسكندرية .2013.ص.142
4راجع المادة()36من النظام االساسي.
44
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
و في حالة شغور منصب القضاة بسبب الوفاة أواإلستقالة والتنحية فانه يتم إنتخاب قاض جديد
لشغل المنصب الشاغر حسبما نصت عليه المادة)(36من النظام األساسي و يكمل القاضي
المنتخب مدة والية سلفه ،و يجوز إعادة إنتخابهم لمدة والية كاملة إذا كانت المدة ثالث سنوات
أو أقل .
و تعد هيئة الرئاسة أعلى هيئة قضائية في المحكمة الجنائية الدولية و تتكون من الرئيس
نائبه األول و الثاني 1يتم إختيارهم باألغلبية المطلقة للقضاة و يعملون لمدة 03سنوات أو لحين
إنتهاء مدة خدمته كقاضي و تكون المدة األقرب هي األنفذ و يجوز إعادة إنتخابهم مرة واحدة
فقط.2
وتكون هيئة الرئاسة مسؤولة عن القيام باإلدارة السليمة للمحكمة بإستثناء مكتب المدعي
العام و الوظائف األخرى الممنوحة طبقا للنظام األساسي ،و تقوم هذه الهيئة بالتنسيق مع مكتب
المدعي العام للمحكمة بمهام منها البث في المدى الذي يكون مطلوبا في حدوده من قضاة
المحكمة العمل على أساس التفرغ و تقرير اإللتحاق المؤقت لقضاة الشعبة اإلبتدائية بالشعبة
التمهيدي أو العكس إذا رأت أن في ذلك ما يحقق سير العمل بالمحكمة في الحدود المقررة في
المادة ( )4/39من النظام األساسي ،و يحل النائب األول للرئيس محل الرئيس في حالة غيابه
أو تنحيته كما يحل النائب الثاني للرئيس محل الرئيس في حالة غياب كل من الرئيس و نائبه
األول أو تنحيتهما.3
بعد إنتخاب القضاة يتم توزيعهم على الشعب القضائية الثالث في المحكمة
الدولية و المتمثلة في شعبة اإلستئناف والشعب اإلبتدائية و التمهيدية ،ويكون تعيين القضاة
في هذه الشعب على أساس طبيعة المهام التي تؤديها كل شعبة ومؤهالت القضاة المنتخبين في
المحكمة و خبراتهم و تمارس الوظائف القضائية للمحكمة في كل شعبة بواسطة دوائر على
النحو التالي:4
45
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
تتشكل شعبة اإلستئناف من الرئيس و أربعة قضاة آخرين من ذوي الخبرة في مجال القانون
وهم نفس القضاة الذين تتألف منهم دائرة الجنائي واإلجراءات الجنائية و القانون الدولي
اإلستئناف ،و يعمل هؤالء القضاة في هذه الشعبة طيلة مدة واليتهم وليس لهم العمل إال في تلك
الشعبة إالإستثناء 1حيث يجوز لقضاة الشعب اإلستثنائية اإللتحاق بصورة مؤقتة بالشعب التمهيدية
أو بالعكس إذ رأت هيئة الرئاسة أن ذلك يحقق سير العمل بالمحكمة ،و النظام األساسي ومراعاة
لحياد القضاة و نزاهتهم حظر على أي قاض اإلشتراك في الدائرة االبتدائية أثناء نظرها ألي
دعوى سبق لذات القاضي أن يشترك في مراحلها أو كان يحمل جنسية الدولة الشاكية أو الدولة
التي يكون المتهم أحد مواطنيها .2
تتألف الشعبة االبتدائية من عدد القضاة ال يقل عن ستة ()06و يجوز أن تتشكل داخل
الشعبة اإلبتدائية أكثر من دائرة ابتدائية ،أما الدائرة االبتدائية تتكون من ثالث ( )03قضاة
يعملون لمدة ثالث ( )03سنوات يمكن أن تمتد لحين إتمام القضية التي ينظرونها .3
وليس هناك ما يحول دون إلتحاق قضاة الدائرة اإلبتدائية للعمل في الدائرة التمهيدية أو
العكس ،بشرط أال يشترك قاض في الدائرة اإلبتدائية في نظر قضية سبق و أن عرضت عليه
عندما كان عضوا في الدائرة التمهيدية.4
تتكون هذه الشعبة من عدد من القضاة و ال يقل عن ستة ( )06يعملون لمدة ثالثة ()03
سنوات قابلة لإلمتداد إذا إقتضت ظروف العمل ذلك و يجوز أن تتشكل فيها أكثر من دائرة
تمهيدية .5
46
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
كما يجوز إنتقال قضاة الشعبتين اإلبتدائية و التمهيدية من شعبة إلى أخرى بشرط أن ال
يكون القاضي أو القضاة المنتقلين من الدائرة التمهيدية إلى اإلبتدائية لم يسبق لهم أن نظروا أية
دعوى كانت موجودة أمام دائرتهم و كانت ذاتها ال تزال معروضة أمام الدائرة اإلبتدائية ،ذلك أن
القاضي سبق له تكوين رأي في القضية ،فال يجوز أن يفصل فيها الحقا بكونه قاضي حكم.1
يتكون الجهاز اإلدعائي من مكتب المدعي العام الذي يتألف من المدعي العام واحد أكثر
و نائب أو نوابا له ومجموعة من الموظفين المؤهلين ،و يشترط في المرشح لمنصب المدعي
العام أو أحد نوابه مجموعة من الشروط و المتمثلة في أن يكون المدعي العام و نوابه من
جنسيات مختلفة و يطلعون بوظائفهم على أساس التفرغ و أن يكونوا من ذوي األخالق العالية
و الكفاءة الرفيعة وأن يكونوا ذوي معرفة ممتازة و يتكلمون بطالقة إحدى لغات العمل في
المحكمة الجنائية الدولية بغية فهم مجريات الجلسات و ما يدور فيها ،ويعمل مكتب المدعي العام
كجهاز منفصل عن أجهزة المحكمة ويكون مسؤوالعن تلقي اإلحاالت أو أي معلومة موثوقة عن
جرائم تدخل في إختصاصات المحكمة لدراستها قصد اإلضطالع بمهام التحقيق.2
و يكون للمدعي العام السلطة الكاملة على اإلدارة و اإلشراف على المكتب و ينتخب
باإلقتراع السري باألغلبية المطلقة ألعضاء جمعية الدول األطراف 3كما ينتخب المدعي العام
بنفس الطريقة عن طريق قائمة المرشحين ،ويتولى المدعي العام و نوابه مناصبهم لمدة تسع
( )09سنوات مالم يتقرر لهم في وقت إنتخابهم حسب الفقرة الرابعة من المادة ( )42باإلضافة
لذلك فإن المدعي العام يجوز له أن يعين مستشارين قانونيين بخصوص قضايا معينة .
و يحرص النظام األساسي على ضمان حياد المدعي العام و نوابه إذ يسمح بإعفاء أو تنحي
المدعي أو نوابه سواء عند طلبهم أو عند طلب المتهم في أطول ما يمكن أن يكون حيادهم فيها
موضح شك معقول ألي سبب كان طبق للمادة ( )8/22من نظام روما األساسي.4
و تتمثل مهمة هيئة اإلدعاء الرئيسية في التحقيق في الجرائم المدعي ارتكابها و مباشرة
اإلدعاء في الجرائم المشار إليها في النظام األساسي للمحكمة و ذلك فور تلقيها شكوى
بذلك ،و يجب على المدعي العام أو نوابه عدم مباشرة أي نشاط أو عمل يحتمل أن يتعارض
47
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
مع مهام اإلدعاء التي يقومون بها أو ينال من الثقة في إستقاللهم و أال يزاولون أي عمل آخر ذو
طابع مهني .
يضم الجهاز اإلداري كل من قلم المحكمة و الموظفون اإلداريون في المحكمة الجنائية الدولية .
/1-3قلم المحكمة:
يتكون قلم المحكمة من المسجل ونائبه و بعض الموظفين و يكون مسؤوال بوظائف المدعي
العام و سلطاته 1و يرأس المسجل قلم المحكمة و يمارس وظائفه تحت سلطة رئيس المحكمة
حسب الفقرة ( )2من المادة ( ،)43وينبغي أن يكون المسجل و نائبه من األشخاص أصحاب
األخالق الرفيعة و أن يكون على معرفة ممتازة و طالقة في لغة واحدة على األقل من لغات
العمل في المحكمة. 2
و يتم إنتخاب المسجل و نائبه باألغلبية المطلقة للقضاة عن طريق اإلقتراع السري مع
األخذ بعين اإلعتبار أي توصية من جمعية الدول األطراف وفقا للفقرة الرابعة من نفس المادة
( ،)43و إذا إقتضت الحاجة يتم تعيين نائب المسجل بنفس الطريقة السابقة و يشغل المسجل
منصبه لمدة خمسة ( ) 05سنوات و يجوز إعادة إنتخابه مرة واحدة فقط ويعمل المسجل و نوابه
على أساس التفرغ بالمحكمة أما نائب المسجل فيشغل منصبه لمدة خمس ( )05سنوات أو لمدة
أقصر.3
/2-3الموظفون :4
يتم تعيين الموظفون المؤهلين الالزمين بما في ذلك المحققين من طرف المدعي العام
و المسجل ،أخذا بعين االعتبار معيار الكفاءة و النزاهة في التعيين و يخضع هؤالء لنظام أساسي
توافق عليه جمعية الدول األطراف كما يمكن لموظفي الدول األطراف أو المنظمات الحكومية أو
غير الحكومية مساعدة أجهزة المحكمة دون مقابل شريطة خضوعهم لمبادئ تعليمية و توجيهية
تقررها جمعية الدول األطراف.
48
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
و يتمتع هؤالء الموظفين بالحصانات و اإلمتيازات أثناء أدائهم لوظائفهم التي ترفع بقرار من
المسجل ويجب على جميع القضاة و الموظفين التقيد بأداء مهامهم بنزاهة و أمانة ،حيث
وضعت اللجنة التحضيرية مشروع إتفاق الحصانات واإلمتيازات التي أقرته جمعية الدول األطراف
بدورتها األولى عام .12002
يعتبر إستقالل المحكمة ثاني الضمانات الموضوعية لحق المتهم في محاكمة عادلة
ويقتضي تحقيق إستقاللية المحكمة تحصينها من التأثيرات السياسية أو الخضوع للضغوط
الخارجية حتى ال تكون وسيلة للعدالة اإلنتقالية من جهة وحياد قضاتها و مدعيها العام من جهة
أخرى ،2ألن الدور المنتظر من القضاة ال يمكن أن يتحقق إال إذا كان سلطة محايدة و مستقلة
ويقول الفقيه الفرنسي ( جورج بيردو ) في هذا الصدد " أن خير ضمان من الفرد يحده
القانون ،هو قيام عدالة حقه أي عدالة يباشر في ظلها القاضي واليته غير مستهدف إال بنصوص
القانون ووحي ضميره ،وال يقوم تنظيم قضائي سليم إال بتحقيق اإلستقالل للقضاة سواء في
مواجهة المتخاصمين أو في مواجهة الحكومة ".3
ورغم أن المحكمة لها عالقة بمنظمة األمم المتحدة وذات إختصاص على الجرائم األشد
خطورة على المجتمع الدولي كما هو وارد في الفقرة التاسعة من ديباجة النظام األساسي للمحكمة
الجنائية الدولية و المادة الثانية منه ،إال أن هناك آليات تمكن المحكمة من ممارسة عملها
بإستقاللية و خاصة من مجلس األمن تأخذ أجهزة منظمة األمم المتحدة.
الفرع الثاني :الضمانات المتعلقة بإختصاص المحكمة و القانون الواجب التطبيق :
سنتناول في هذا الفرع ضمانة موضوعية أخرى يتمتع بها المتهم لتحقيق مفهوم المحاكمة
العادلة التي تسعى المحكمة لتحقيقها على غرار تشكيلة المحكمة واستقالليتها ،و المتمثلة في
اإلختصاصات التي تباشرها المحكمة و تحديد القانون الواجب التطبيق أمامها وهذا ما سيتم
توضيحه بالدراسة فيما يلي :
49
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
يتحدد إختصاص المحكمة الجنائية الدولية وفقا ألربعة معايير فإماأن يكون نوعيا حسب نوع
الجريمة واما شخصيا حسب أشخاص مرتكبيها واما أن يكون زمنيا يبين الزمن الذي إرتكبت فيه
الجريمة ،أومكانيا حسب مكان وقوع الجريمة ،1و تحقق إختصاصات المحكمة التي يستفيد منها
المتهم أثناء محاكمته أو خالل فترة إجراءات التقاضي كاملة ضمانة الوالية القضائية للمحكمة .
يقوم هذا اإلختصاص أساسا على نوع الجريمة التي نص النظام األساسي للمحكمة على
صالحية التحقيق فيها ،وكذا مالحقة مرتكبيها و الحكم عليهم ،لذا فإن إختصاص المحكمة شمل
على سبيل الحصر أربعة جرائم أساسية و هي :
-جرائم الحرب.
-جريمة العدوان.2
1يقصد باإلختصاص بصورة عامة أهلية السلطات للقيام بأعمالمعينة،وهو بالنسبة للقضاء الجنائي الدولي أهلية المحكمة
لرؤية الدعوى الجنائية والفصل فيها.و لمزيد من التفصل انظر- Alain pellet.op.cit.p144.:
stéphaniemoupas.l’essentiel de la justice pénale internationale.guaulino :Voiraussi
158.-paris.2007.pp135:édition
2انظر المادة ( )05من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
3راجع المادة ( )09من نظام روما األساسي.
50
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
الجنائية الدولية بمحاكمة األشخاص الطبيعيين فقط و ال تسأل أمامها األشخاص المعنوية
أو اإلعتبارية من دول و منظمات أو هيئات تتمتع بالشخصية اإلعتبارية.1
و بالتالي ال تتمتع المحكمة بسلطة النظر في مسؤولية الدول و تؤكد المادة ( )4/35على أن
األفراد الذين يعملون لحساب الدولة و يتصرفون بإعتبارهم رعايا الدول األطراف البالغين سن
الثامنة عشر ( )18عند إرتكاب الجريمة المنسوبة إليهم ،سواء كانوا من رعايا الدول الثالثة
القابلة بإختصاص المحكمة المؤقت بموجب إعالن صريح أو من رعايا الدول المتهمين بإرتكاب
إحدى الجرائم المنصوص عليها في المادة ( )05على إقليم دولة طرف ،و ال تعد الصفة الرسمية
للمتهم مانعا من موانع المسؤولية و ال حتى عذ ار مخففا للعقوبة ،كما ال تحول الحصانات
أو القواعد اإلجرائية الخاصة التي قد ترتبط بالصفة الرسمية للشخص دون تقديمه للمحاكمة
و محاكمته.2
كما يخضع للمساءلة القائد العسكري و الرئيس عن الجرائم التي يرتكبها المرؤوسين إذا كان
الرئيس قد علم أو تجاهل عن وعي أية معلومات تبين بوضوح أن مرؤوسيه يرتكبون أو على
وشك أن يرتكبون هذه الجرائم ،أو إذا لم يتخذ جميع التدابير الالزمة المعقولة في حدود سلطته
هذه لمنع إرتكاب هذه الجرائم و قمعها أو لم يعرض المسألة على السلطات المختصة لتحقيق
و المقاضاة .3
أخذ النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية بالمبدأ الذي يقضي بعدم جواز تطبيق القانون
الجنائي بأثر رجعي،4ومقتضى ذلك ألنه ليس للمحكمة إختصاص فيما يتعلق بالجرائم التي
ترتكب بعد بدأ نفاذ هذا النظام وهذا ما نصت عليه المادة ( )11و تضمنته المادة()126
فإختصاص المحكمة هو إختصاص مستقبلي فقط ولذلك ال يسري على الجرائم التي أ رتكبت
قبل سريان النظام األساسي.5
51
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
وفيما يتعلق بالدول التي تنضم إلى هذا النظام بعد دخوله حيز النفاذ فإن المحكمة ال تختص إال
بالنظر في الجرائم التي ترتكب بعد بدأ نفاذه فيما يتعلق بتلك الدولة،تطبيقا للمبدأ القاضي "بعدم
تطبيق أحكامه إالبأثر فوري ومباشر".
/4اإلختصاص المكاني:
يقوم اإلختصاص المكاني على مبدأ سيادة الدولة على أراضيها،بحيث تختص المحكمة
الجنائية الدولية بالجرائم التي تقع في إقليم كل دولة طرف في نظام روما أما إذا لم تكن الدولة
التي وقعت على إقليمها الجريمة طرفا في نظام روما فإن المحكمة تختص بنظرها إذا قبلت تلك
الدولة باختصاص المحكمة بنظر تلك الجريمة ،تطبيقا لمبدأ نسبية المعاهدات .1
وبالتالي فإن الوالية اإلقليمية للمحكمة الجنائية الدولية تكون على النحو التالي:
52
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
1بارعة القدسي.المحكمة الجنائية الدولية طبيعتها واختصاصها موقف الواليات المتحدة األمريكية و إسرائيل منها".مجلة
جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية"(.المجلد.20العدد الثاني.)2009 .ص.131
ويقصد بالمعاهدات الدولية المعاهدات الواجبة التطبيق على الجرائم التي تختص المحكمة بالنظر فيها،والمنصوص عليها 2
في المادة()05من النظام األساسي مثل اتفاقيات جنيف األربع لحماية أسرى وجرحى ومرضى الحرب والسكان المدنيين
لسنة،1949والعهدين الدوليين لحقوق اإلنسان لسنة1966وغيرها من االتفاقيات المتعلقة بالجرائم التي تنظرها المحكمة.
1بارعة القدسي .مرجع سابق.ص.132
4عمر محمود المخزومي.مرجع سابق.ص.330-329
5عمر محمد جعفر.مرجع سابق.ص.89
53
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
1عمر فخري عبد الرزاق الحديثي.حق المتهم في محاكمة عادلة (دراسة مقارنة ).د.ط.دار الثقافة:عمان.2005.ص.97
2عالء باسم صبحي بني فضل .مرجع سابق.ص.133
3براء منذر كمال عبد اللطيف.مرجع سابق .ص ص.304-303
54
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
اإلتصاالت إذا لزم األمر وذلك حتى يتمكن المتهم رغم تواجده خارج القاعة التي تجري بداخلها
المحاكمة من ممارسة حق الدفاع طبقا للفقرة ( )2من المادة ( )63من النظام األساسي.1
ثانيا :حق المتهم في محاكمة علنية (علنية المحاكمة):
ويراد بالعالنية حق كل إنسان أن يحضر المحاكمة دون شرط أو قيد و دون تمييز
لإلطالع على جلسات المحاكمة والعلم بها و من إبراز مظاهر العالنية و السماح لجمهور الناس
بالدخول إلى القاعة التي تتم بها المحاكمة.2
و الهدف من عالنية إجراءات المحاكمة وهو دعم الثقة بأحكام القضاء عندما تجري
المحاكمات أمام الجمهور وتحت رقابته ،مما يؤدي بهم إلى معرفة مدى تجرد القضاة على
التطبيق السليم للقانون و عدم التمييز في المعاملة بين األفراد باإلضافة إلى أن مبدأ العالنية من
شأنه الردع و الزجر ببيانه للناس جزاء المجرمين وفي ذلك عظة لغيرهم.3
و لقد أكد نظام روما األساسي على أن يكون للمتهم الحق في أن يحاكم محاكمة علنية
عند البت و في أي تهمة وأن تكون المحاكمة منصفة وتجرى على نحو نزيه 4غير أنه ال يجوز
للدائرة االبتدائية في ظروف معينة و أن تعقد بعض اإلجراءات في جلسة سرية لألغراض
المبنية في المادة ( )68أو لحماية المعلومات السرية أو الحساسة المقدمة كأدلة ويجب على هذه
الدائرة أن تتلو على المتهم التهم التي إعتمدتها وأن تعطي للمتهم الفرصة لإلعتراف بالذنب
أو الدفع بأنه غير مذنب كما يجوز للقاضي الذي يرأس الجلسة أن يصدر أثناء المحاكمة
توجيهات تتعلق بسير اإلجراءات سي ار عادال و نزيها.5
ثالثا:السرعة في الفصل:
إن صدور الحكم العادل و المنصف غير كاف لتحقيق العدالة بل البد من صدور هذا القرار
في وقته المحدد ألن عامل الزمن له أهمية في تحقيق العدالة ،فإذا صدر الحل المنصف متأخ ار
قد ال يترتب عنه إزالة الظلم.6
وقد تضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية هذا الحق في المادة (/1/67ج) منه
حيث ينبغي عدم تأخير إجراء محاكمة المتهم إال إذا كان للتأخير ما يبرره من أجل الوصول إلى
حقيقة،كما ال ينبغي عدم التسرع في المحاكمة ألن هذا النوع من المحاكمة يخالف مبادئ حقوق
55
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
اإلنسان و على هذا األساس فإن السرعة المطلوبة للفصل في الدعوى هي السرعة المعقولة طبقا
لظروف كل قضية و بعدم إختصار و إختزال إجراءات المحاكمة و تسليما بأن العدالة الجنائية
تعتبر نوع من أنواع الظلم و كما أن السرعة في إنتهاء المحاكمة يحقق فائدة للمجتمع الدولي
في تحقيق الردع العام .
رابعا :ضمان كفالة حق الدفاع :
إن إحترام حق الدفاع للمتهم في مرحلة المحاكمة تعتبر ضمانة أساسية للمحاكمة العادلة
و المنصفة إلرتباطه بالحق في إفتراض البراءة من جهة و الحق في المساواة من جهة أخرى
فال يتصور و جود عدالة تقوم مع إنتهاك حق الدفاع كون أن حق الدفاع يهدف إلى رد اإلتهام
و تقديم األدلة على إثبات البراءة.1
2
الذي تتجلى و لقد تضمن النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية حماية حق الدفاع
أهميته بأن المصلحة العامة تقتضي أن يستعمل المتهم حقوقه على النحو السليم لتحقيق العدالة
طالما أنه يجهل حقوقه و يجهل كيفية
مباشرتها فيأتي دور الدفاع في تعريفه بتلك الحقوق و مساعدته في إستعمالها و تجنبه ألي
سلوك ضار قد يصدر من جانبه.3
و من مستلزمات حق الدفاع أنه ال يجوز للمحكمة أن تحكم على أي شخص بناءا على
أدلة سليمة و إتاحة الفرصة لذوي الشأن لمناقشتها و إبداء الرأي فيها و المتهم أولى من غيره
في مناقشة ما يوجه إليه من إتهامات وما يدعمها من أدلة و من هنا جاءت الحاجة لتأكيد حق
الدفاع الذي يتطلب حق المتهم في إبالغه بالتهمة التي سيحاكم بشأنها وأدلتها وهذا ما أشارت
إليه المادة ( )67الفقرة األولى و الحق في إتاحة الوقت الكافي لتحضير دفاعه وأن يطلع على
ملف الدعوى لما يمكنه اإلستعانة بمحام وأن يكون أخر المتكلمين في الدعوى وأن يدافع عن
نفسه بنفسه أو باألستعانة بمساعدة قانونية من إختياره وأن توفر له المحكمة المساعدة القانونية
إذا لم يكن لديه المساعدة القانونية كلما إقتضت مصلحة العدالة ذلك ،و دون أن يدفع أي
أتعاب لقاء هذه المساعدة إذا لم يكن لديه اإلمكانية لتحملها .
خامسا :تأمين مترجم كفئ من قبل المحكمة:
يحق للمتهم الذي ال يتكلم أو ال يفهم اللغة التي تستخدمها المحكمة أن يستعين مجانا
بمترجم كفء و بما يلزم من الترجمات التحريرية إلستيفاء مقتضيات اإلنصاف ،إذا كان ثمة
56
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
إجراءات أمام المحكمة أو مستندات معروضة عليها بلغة غير اللغة التي يفهمها المتهم علما
تاما و يتكلمها.1
سادسا :عدم جواز المحاكمة عن الجريمة ذاتها مرتين :
يعتبر مبدأ عدم الجواز المحاكمة عن ذات الجريمة مرتين من المبادئ العامة للقانون
العقابية في دول العالم التشريعات و قواعد العدالة و اإلنصاف التي أخذت بها كافة
المختلفة ،حيث ال يستفيد المجتمع من عقاب شخص على جريمة صدر فيها حكم من هذه
المحكمة أو محكمة أخرى داخلية كانت أو دولية 2حيث ال يخرج الحكم في المحاكمة األولى عن
بحيث يكون للمتهم الحق في أن يدفع أمام هيئة المحكمة الثانية بعدم جواز 3
اإلدانة أو البراءة
نظر دعوى سبق الفصل فيها في حالة تعرضه لمحاكمة ثانية عن جريمة تم محاكمته
عنها سابقا ،وحسب المادة ( )20من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية فال يجوز معاقبة
الشخص عن ذات الفعل المجرم مرتين سواء برأته المحكمة أو أدانته ،ويعد هذا المبدأ قاص ار
على النظم القانونية الداخلية .4
كما أن هناك ضمانة للمحاكمة العادلة متعلقة بشخص المتهم على غرار الضمانات المتعلقة
بجلسات المحاكمة والمتمثلة في إفتراض براءة المتهم إلى غاية إثبات إدانته .
إفتراض براءة المتهم إلى غاية إثبات إدانته :
لقد أخذ النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على غرار القوانين الوطنية العقابية بمبدأ قرنية
البراءة الذي يعتبر ضمانة هامة للحرية الشخصية و يقصد به أن كل شخص سواء كان مشتبها
فيه أم متهما بجريمة مهما كانت جسامتها يجب أن يعامل في جميع مراحل اإلجراءات معاملة
الشخص البريء حتى ثبت إدانته بحكم قضائي نهائي بات حائز القوة الشيء المقضي به .5
و قد تم تكريس هذا المبدأ في المادة ( )1/66من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية
التي نصت على أن األصل في اإلنسان هو البراءة إلى أن تثبت إدانته أمام المحكمة بحكم
جنائي نهائي وفقا للقانون الواجب التطبيق يقع عبئ إثبات اإلدانة على عاتق المدعي العام كما
57
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
أخذت المحكمة الجنائية الدولية أيضا بقاعدة الشك يفسر صالح المتهم في حال وجود شك يستند
ألسباب معقولة في نسبة الجريمة للمتهم كدليل لصالح المتهم و براءته من التهم الموجهة إليه.1
تملك المحكمة الجنائية الدولية حق توقيع العقاب على مرتكبي الجرائم الدولية و لممارسة
هذا الحق البد من ان تنتهي المحاكمة بصدور حكم قضائي فيها بالبراءة أو اإلدانة من الجهة
التي خولها نظام روما األساسي حق إصدار األحكام ،2والهدف من إصدار األحكام هو حماية
مرتكبي الجرائم من إنتهاك حقوقهم و ضماناتهم ،سواء ما تعلق منها بصدور الحكم الجنائي
أو حق المتهم في الطعن في األحكام الصادرة ضده ،و تمكينه من المطالبة بالتعويض .3
تصدر الدائرة اإلبتدائية أحكامها بإجماع اآلراء أو بأغلبية اآلراء و إذا يتعذر الحصول على
اإلجماع وجب أن يكون مداوالت الدائرة اإلبتدائية سرية ،كما يجب أن يكون حكم المحكمة
مكتوبا و مسببا ومعز از باألدلة و النتائج التي يبنى عليها الحكم ،فإذا صدر الحكم باألغلبية
وجب ذكر آراء األقلية أما إذا لم يكن هناك إجماع فيجب أن يتضمن الحكم آراء األغلبية و آراء
األقلية. 4
ويكون النطق بالحكم في جلسة علنية وفي حضور المتهم إذا أمكن ذلك وكل هذه الشروط
السابقة الذكر تعتبر ضمانات للمتهم وجب مراعاتها،نذكر من بينها صدور الحكم بناءا على
تفحص شخصية المتهم و تسبيب األحكام.
1وقاعدة الشك يفسر لصالح المتهم من أهم النتائج المترتبة على إفتراض البراءة,وقد نص عليها النظام األساسي في
المادة()1/22بقوله":يئول تعريف الجريمة تأويال دقيقا وال يجوز توسيع نطاقه عن طريق القياس في حالة الغموض يفسر
التعريف لصالح الشخص محل التحقيق أو المقاضاة اإلدارية.
2يعرف الحكم بأنه الرأي الذي تنتهي إليه المحكمة في الموضوع المبسوط أمامها,فهو القرار الصادر عن المحكمة من
خالل تطبيق أحكام القانون بصدد النزاع المعروض عليها.
3عالء باسم صبحي بني فضل .مرجع سابق.ص.143
4علي خلف الشرعة.مرجع سابق.ص.165
58
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
و الهدف من بحث شخصية الجاني هو المساعدة على تحديد المسؤولية الجنائية للمتهم عن
السلوك الموجه إليه،و الكشف عن األسباب التي دفعت المتهم إلرتكاب الفعل اإلجرامي من جهة
وتحديد قدرة المتهم في المثول أمام الدائرة التمهيدية أم ال بحيث تؤجل المحكمة النظر في القضية
إذا كان المتهم قادر على المثول أمام هذه الدائرة.
يعد تسبيب األحكام أحد ضمانات المتهم الالزمة لحسن سير العدالة أمام المحكمة الجنائية
الدولية الدائمة ،ويقصد بالتسبيب ذكر مجموعة من األدلة الواقعية والحجج القانونية التي إستندت
عليها المحكمة في تكوين قناعاتها بالحل الذي تضمنه حكمها و اإلشارة إلى النصوص القانونية
التي أثارها النزاع،فيجب على القاضي قبل أن يثير حكمه أن يسرد جملة من العلل و األدلة التي
دفعته لإلقتناع بمضمون هذا الحكم دون غيره.3
وهناك عدة شروط يجب مراعاتها لصحة تسبيب الحكم ،نذكر منها:
-أن تكون األدلة المعتمدة كأسباب للحكم مأخوذة من ملفات الدعوى .
-وأخي ار أال يكون هناك تناقص بين الحكم أو بينهما وبين منطوق الحكم.4
59
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
و الغاية من تسبيب األحكام هي إحترام وثقة المتهمين على األحكام الصادرة ومنح
الفرصة للمتهم إلعمال الرقابة المباشرة على المحكمة لكي يتعرف ما إذاأحاطت بوجهة نظرة
الدعوى من عدمها،1باإلضافة إلى حماية القاضي نفسه مصدر الحكم أو حماية هيئة الحكم إن
كانت التشكيلة جماعية وذلك بسرد القاضي لمجموعة من األسباب والبراهين التي تدل على
إقتناعه بالمنطوق الذي توصل إليه.
يعد الطعن في األحكام الجنائية ضمانة رئيسية يلجأ إليها المتهم عند وجود شوائب في
الحكم الصادر ضده من أجل تدعيم حقه في المحاكمة العادلة ،و عليه فهو بمثابة وسيلة لتعميق
الثقة بين القضاة و أطراف الخصومة و هذا يؤثر بدوره على قوة األحكام و عدالتها و تحقيق
اإلستقرار القانوني و تقصي الحقيقة. 2
نص النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية على جواز إستئناف األحكام الصادرة عن
الدائرة اإلبتدائية 3من قبل الشخص المدان أو من قبل المدعي العام بإعتباره جهة إدعاء أو نيابة
عن هذا الشخص المدان إذا توفر أحد األسباب التالية :الغلط اإلجرائي ،الغلط في الوقائع
و الغلط في القانون ( القانون الوضعي ) ،وأي سبب أخر يمس نزاهة أو موثوقية اإلجراءات
أو القرار .4
ويجوز للمدعي العام أو الشخص المدان إستئناف حكم العقوبة وفقا للقواعد اإلجرائية
و قواعد اإلثباتإذارأى أي متهم أنه ال يوجد أي تناسب بين الجريمة و العقوبة ،وفي حالة ما إذا
رأت المحكمة أثناء نظر إستئناف حكم العقوبة أن هناك أسباب قد تؤثر على قرار اإلدانة بشكل
كلي أو جزئي يجوز للمحكمة عندئذ أن تصدر قرار بشأن اإلدانة بالرغم من عدم إستئناف ق ار ار
60
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
إلدانة أما إذا رأت المحكمة أن هناك أسباب تستوجب تخفيض العقوبة فإنه يجوز للمحكمة أن
تصدر قرار بتخفيض العقوبة .1
ويبقى الشخص المدان تحت التحفظ لحين البت في اإلستئناف ما لم تأمر الدائرة اإلبتدائية
بغير ذلك و يفرج عنه إذا كانت مدة الحبس اإلحتياطي أي التحفظ تتجاوز مدة الحبس المحكوم
بها عليه مع مراعاة الشروط الواردة في الفقرة (/3ج) من المادة ( )81من النظام
ا ألساسي ،و يفرج عن المتهم فو ار في حالة تبرئته و يعلق تنفيذ القرار أو تنفيذ حكم العقوبة
خالل الفترة المسموح فيها اإلستئناف وطيلة إجراءات اإلستئناف و رهنا بأحكام الفقرة (/3أ/ب)
من نفس المادة ،2و يجوز أيضا إستئناف الق اررات المتعلقة باإلختصاص أو المقبولية أو منح
أو رفض منح اإلفراج المؤقت عن الشخص محل التحقيق أو المحاكمة و ال يترتب على إستئناف
هذه الق اررات اثر موقف ما لم تأمر بذلك دائرة اإلستئناف بناء على طلب الوقف ،و في جميع
األحوال يكون لدائرة اإلستئناف ممارسة جميع سلطات الدائرة اإلبتدائية كإلغاء أو تعديل قرار
أو حكم أو األمر بإجراء محاكمة جديدة أمام دائرة إبتدائية أخرى و يصدر حكم دائرة اإلستئناف
بأغلبية اآلراء في جلسة علنية مع بيان األسباب التي إ ستندت إليها و تضمينه أراء األغلبية
و األقلية.
يعتبر إعادة النظر من طرق الطعن غير العادية في األحكام ,فهو فرصة ثانية في حالة
فوات أجال اإلستئناف وبعدم إستخدام كل طرق الطعن المنصوص عليها في النظام األساسي
,وتهدف إلى مراجعة الحكم.حتى لو كان نهائيا بسبب ظهور وقائع جديدة بعد صدور
الحكم ،و لو كانت قد تبينت قبل صدوره لتغير مساره.
تكون األحكام الصادرة عن الدائرة اإلستئنافية نهائية ال تقبل الطعن فيها إال إذا ما وجد من
األسباب ما يتيح فرصة إعادة النظر فيها ،و حسب المادة ( )84من النظام األساسي يجوز
للشخص المدان أو للزوج أو أوالده أو الوادين أو أي شخص من األحياء يكون قد تلقى تعليمات
خطية صريحة قبل وفاة المتهم أو المدعي العام نيابة عن الشخص المدان أن يقدم طلبا إلى
دائرة اإلستئناف إلعادة النظر في الحكم النهائي باإلدانة أو بالعقوبة ، 3و ذلك خالل أجل أقصاه
61
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
سنة من تاريخ إصدار الحكم نظ ار لصعوبة إستدعاء األشخاص المعنيين1إستنادا إلى األسباب
التالية :
/1إكتشاف أدلة جديدة لم يكن متاحا الحصول عليها وقت المحاكمة دون أن يكون للطرف
المقدم للطلب عالقة بعدم اإلتاحة كليا أو جزئيا أو كانت هذه األدلة على قدر كبير من األهمية
بحيث لو أثبتت عند المحاكمة لكانت ستؤدي إلى حكم مختلف .
/2إذا تب ين أن هناك أدلة حاسمة قد وضعت في االعتبار وقت المحاكمة و اعتمدت عليها
اإلدانة و كانت ملفقة أو مزيفة. 2
/3إذا تبين أن واحدا أو أكثر من القضاة الذين إشتركوا في تقرير اإلدانة أو إعتماد المتهم قد
إرتكبوا سلوكا سيئا جسميا أثناء أداء مهامهم الرسمية و ال يتالئم معها،ويتسبب أو يحتمل أن
يتسبب في ضرر جسيم إلقامة العدل على نحو سليم أمام المحكمة أو للسير الداخلي السليم لعمل
يكفي لتبرير عزل ذلك القاضي أو هؤالء المحكمة 3أو أخلوا بواجباتهم إخالال جسيما
بالواجبات والحاالت التي يقوم فيها الشخص بما يلي: القضاة ،وتشمل اإلخالل
أ/عدم اإلمتثال للواجب الذي يملي عليه إن يطلب التنحي مع علمه بوجود أسباب تبرر ذلك .
ب/التأخر بصورة متكررة ومن دون مبرر في تحريك الدعوى أو تسييرها أو الفصل فيها أو في
ممارسته ألي إختصاص من إختصاصاته القضائية.
و تنظر دائرة اإلستئناف في الطلب المقدم إلعادة النظر في الحكم فإذا ما رأت بأن الطلب
ليس له أساس ترفضه ،أما إذا رأت بان الطلب جدير باإلعتبار فيجوز لها إما أن تدعو الدائرة
وأن تشكل دائرة إبتدائية جديدة أو أن تبقى على اإلبتدائية األصلية لإلنعقاد من جديد
إختصاصها بشأن المسالة حتى تتوصل إلى قرار ما إذا كان ينبغي إعادة النظر في الحكم.4
سفيان براهيمي .دور المحكمة الجنائية الدولية في مكافحة الجرائم الدولية.مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون. 1
إشراف محمد
اقلولي.جامعةمولود معمري-تيزي وزو.كلية الحقوق .تاريخ المناقشة .2011/10/20ص .36
2لندة معمريشوي .مرجع سابق.ص ص.267-268
3رافع خلف العرميط العيثاوي.القانون الواجب التطبيق على الجرائم في المحكمة الجنائية الدولية.دار
أمنة:عمان.2014.ص ص.212.211
4محمد فهاد الشاللدة.القانون الدولي اإلنساني .د.ط.منشاة المعارف:اإلسكندرية.2005.ص.395
62
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
من األمور الهامة المتعلقة بتنفيذ العقوبة مسألة العفو عن العقوبة المحكوم بها الشخص
المتهم أو تخفيفها و هذا ما أخذ به النظام األساسي الذي تضمن تقليص الدور الممنوح للدول
في مقابل إعطاء قدر من الصالحيات للمحكمة للقيام بإعادة النظر في شان تخفيف العقوبة
و بالتالي فإن للمحكمة التي أصدرت الحكم دون غيرها حق البت في أي تخفيف للعقوبة بعد
اإلستماع إلى أقوال المحكوم عليه.1
أ-أن يقضي المحكوم عليه ثلثي مدة العقوبة أو 25سنة في حالة السجن المؤبد .
ب-أن يبدي المحكوم عليه اإلستعداد المبكر والمستمر للتعاون مع المحكمة في ما تقوم به من
أعمال التحقيق والمقاضاة .
ج-أن يساعد المحكوم عليه طواعية على تنفيذ األحكام و األوامر الصادرة عن المحكمة في
قضايا أخرى وباألخص المساعدة في تحديد مكان األموال الخاضعة و األصول الخاضعة
ألوامر الغرامة أو المصادرة أو التعويض التي يمكن إستخدامها لصالح المجني عليه .
د -أي عوامل أخرى تثبت حدوث تغيير واضح هام في الظروف يكفي لتبرير العقوبة على النحو
المنصوص عليه في القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات.2
/2-3عوامل تخفيف العقوبة:نصت القاعدة ( )223على أنه ":لدى إعادة النظر في مسالة
تخفيف العقوبة عمال بالفقرتين ( 3و )5من المادة ( )110يراعي قضاة دائرة االستئناف الثالث
المعايير المدرجة في الفقرة (( )04أ) و(ب) من المادة ( )110و المعايير التالية :
أ -تصرف المحكوم عليه أثناء إحتجازه بما يظهر إنصرافا حقيقيا عن جرمه .
ب-إحتمال إعادة دمج المحكوم عليه في المجتمع إستق ارره فيه بنجاح .
ج -ما إذا كان اإلفراج المبكر عن المحكوم عليه سيؤدي إلى درجة كبيرة من عدم اإلستقرار
االجتماعي .
63
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
د -أي إجراء مهم يتخذه المحكوم عليه لصالح الضحايا و أي اثر يلحق بالضحايا و أسرهم من
جراء اإلفراج المبكر.
ه-الظروف الشخصية للمحكوم عليه بما في ذلك تدهور حالته البدنية أو العقلية ،أو تقدمه في
السن ."1
وهذا الحق نصت عليه األنظمة القانونية الوضعية ومناط إستحقاق التعويض هو ما يلحق
المتهم من ضرر ،ويشترط في الضرر الذي يتعين عليه التعويض الشروط التالية :
64
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
المبحث الثاني:الضمانات التي يتمتع بها المجني عليهم والشهود أمام المحكمة الجنائية
الدولية:
لقد أبدى المجتمع الدولي إهتمامه بضمان مراعاة حقوق طائفتين من ألشخاص،تتمثل
الطائفة األولى في األشخاص الذين إنتهكت حقوقهم والذين يطلق عليهم إسم المجني
عليهم ،بينما تتمثل الطائفة الثانية في الشهود ألن العدالة الجنائية الدولية ال تقتصر على
ضمانات المتهمين فقط بل البد أيضا من العناية بمصلحة المجني عليهم والشهود بإعتبارهم من
األطراف األساسية التي روعيت حقوقها في النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية و خاصة
في ديباجته ألجل تحقيق الموازنة بين حقوق جميع األطراف الذين لهم صلة باإلجراءات القضائية
التي تباشر أمام المحكمة.1
فمن حق الضحايا والشهود المشاركة في اإلجراءات وحمايتهم من التعرض ألي شكل من
أشكاال إلنتقام كما يحق للضحايا أو ذويهم الحصول على تعويض لجبر األضرار التي تعرضوا
لها ،وعليه سيتم تقسيم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب ،نتناول في المطلب األول الحق في
المشاركة ونتعرض في المطلب الثاني لحماية المجني عليهم والشهود ،بينما نتناول في المطلب
الثالث جبر الضرر.
منح النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية مجموعة من الحقوق األساسية لكل من
المجني عليهم والشهود ،من بينها حق المشاركة في اإلجراءات القضائية للمحكمة الجنائية الدولية
كل حسب صفته واختصاصاته.
يعرف إعالن الجمعية العامة لألمم المتحدة المعتمد بموجب قرارها رقم ( )40-34المؤرخ
في 29نوفمبر 1985المتضمن المبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة و إساءة
إستعمال السلطة الضحية(المجني عليه) في المادة األولى منه التي نصت على أنه يقصد
بمصطلح الضحايا " :األشخاص الذين أصيبوا بضرر ،فرديا أو جماعيا ،وخاصة الذين أنتهكت
1أشارت ديباجة نظام روما األساسي إلى إن "ماليين األطفال والنساء والرجال قد وقعوا خالل القرن الحالي ضحايا لفضائع
ال يمكن تصورها وقد هزت ضمير اإلنسانية بقوة".
65
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
سالمتهم الجسدية أو العقلي ،أو أصيبوا بألم معنوي أو بخسائر مادية أو الذين أنتهكت حقوقهم
األساسية بشكل خطير وذلك من جراء أعمال أو إغفاالت متعارضة مع القوانين الجنائية".1
كما عرفت المادة()85من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات الضحايا أو المجني عليهم على
النحو التالي :
ومن خالل التعريفات السابقة يمكن أن نعرف المجني عليه انه هو :كل شخص طبيعي
أو معنوي تضرر بفعل إرتكاب جريمة من الجرائم الدولية ،والغاية من مشاركة المجني عليهم هو
تمكينهم من تقديم وجهات نظرهم حول الوقائع و تقديمهم الطلبات المرتبطة بالقضية أمام أجهزة
المحكمة طيلة إجراءات الدعوى إبتداء من تقديم المعلومات للمدعي العام لفتح التحقيق إلى غاية
االستئناف في األوامر التي تصدر عن دوائر المحكمة المختصة.3
للمدعي العام التحقق من جدية المعلومات التي يتلقاها والتعاون بشكل خاص مع المنظمات
غير الحكومية كما يجوز للمدعي العام األمر ببدء التحقيقات بناءا غلى المعلومات التي يتلقاها
من مصادر مفتوحة بما في ذلك الضحايا الذين يجوز لهم أن يتقدموا بطلباتهم عندما تبحث
الدائرة التمهيدية مسألة البدء في التحقيق. 4
ويعطي هذا الحق للمجني عليهم المزيد من الحقوق من خالل السماح لهم بإمكانية تحريك
الدعوى العمومية أمام القضاء الدولي الجنائي والتي تبقى أقل بكثير من الحق المعترف به
للمجني عليهم في بعض القوانين الوطنية،إذ يجوز تحريك الدعوى العمومية بواسطة الضحية عن
66
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
طريق تقديم شكوى مصحوبة بإدعاء مدني في جرائم محددة كجريمة إصدار شيك بدون رصيد
أو تقديم شكوى مباشرة لدى قاضي التحقيق كطرف مدني.1
ال تعتبر المحكمة الجنائية الدولية المجني عليهم عناصر سلبية للحماية أو أدوات للمالحقة
القضائية للجناة ،بل أنها تعترف باإلسهام الذي يقدمونه لعملية المحاكمة وأهمية تلك المحاكمة
بالنسبة لهم،من خالل مشاركتهم في إجراءات التحقيق التي يشرف عليها مكتب المدعي العام
طبقا لنظام روما األساسي والقواعد اإلجرائية بغض النظر عن الطريقة التي تمارس بها المحكمة
إختصاصها.2
وعليه فالفقرة الثالثة من المادة()68من نظام روما األساسي،تلزم المحكمة بالسماح للمجني عليهم
بعرض آرائهم وشواغلهم والنظر فيها من خالل المراحل المناسبة لنظر الدعوى على نحو ال يضر
وال يتعارض مع حقوق المتهمين من جهة وال مع عدالة أو نزاهة المحكمة من جهة أخرى. 3
ويقوم المجني عليهم بالمشاركة في جميع إجراءات المحاكمة وفقا للمادة ()89من القواعد
اإلجرائية وقواعد اإلثبات التي بينت طريقة مشاركتهم والمتمثلة فيما يلي :
ضرورة تقديم طلب مكتوب للمسجل،الذي يقوم بإحالة هذا الطلب إلى الدائرة المناسبة. -
يقدم المسجل نسخة من الطلب إلى المدعي العام إلى الدفاع الذين يحق لهم الرد عليها -
خال مهلة تحددها الدائرة كما يجوز للدائرة أن ترفض الطلب المقدم إذا رأت أن الشخص ليس
مجنيا عليه أو أن لمعايير المحددة في الفقرة()3من المادة ()68لم تستوف ويجوز للضحية الذي
رفض طلبه أن يتقدم بطلب جديد في مرحلة الحقة من مراحل اإلجراءات .
كما يمكن أن ينوب عن الضحايا(المجني عليهم) ممثلين قانونيين وهم أحرار في إختيار
ممثليهم شريطة أن يتحلى هؤالء بالكفاءات الالزمة كما هو الحال بالنسبة إلى ممثلي المتهمين
4إذ يتمتع الممثلين القانونيين للضحايا بحق حضور اإلجراءات مالم ترى الدائرة المعنية بسبب
المالبسات أن تقتصر تدخل الممثل على المالحظات
67
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
المكتوبة أو البيانات ويسمح للمدعي العام الدفاع بالرد على أي مالحظات شفوية أو خطية للمثل
القانوني للضحايا و هذا ما نصت عليه المادة ( )91من القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات.1
و تلزم المحكمة بأخطار الضحايا أو ممثليهم القانونيين بجميع اإلجراءات المضطلع بها
أمامها بإستثناء اإلجراءات المنصوص عليها في الباب الثاني كإخطار الضحايا بشان قرار
المدعي العام بعدم الشروع في التحقيق أو بعدم المقاضاة،واخطار الضحايا بخصوص جلسة من
اجل إقرار التهم عمال بالمادة( )61و يجوز لدائرة المحكمة المختصة أن تشرك المجني عليهم في
إجراءات أخرى عن طريق إلتماس أرائهم بشأن مسائل مختلفة كإعادة النظر في قرار المدعي
العام بعدم إجراء تحقيق أو عدم المقاضاة أو تعديل التهم و غير ذلك من المسائل. 2
إلى جانب مشاركة المجني عليهم في إجراءات المحكمة يحق أيضا للشهود المشاركة في
هذه اإلجراءات لإلدالء بشهادتهم سواء شفاهة بحضور الشاهد أمام المحكمة أو من خالل شهادة
مسجلة بواسطة تكنولوجيا العرض السمعي المرئي أو السمعي فقط ،و الغاية من اإلدالء بالشهادة
هو إثبات الحقيقة بنسبة الجريمة إلى المتهم أو نفيها عنه .3
من خالل نص المادة ()69من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية و الفقرة الثانية
من القاعدة ( )66يمكن أن نستخلص بأن الشاهد في النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية
هو قيام الشخص البالغ ( )18سنة أو أقل باإلدالء بأقواله وفقا لما رآه من أفعال تعد وفقا للنظام
األساسي للمحكمة مجرمة شرط اإللتزام بالصدق في تقديم األدلة إلى المحكمة.4
68
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
لقد منح النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية للمتهم الحق في إستجواب شهود اإلثبات
بنفسه أو بواسطة آخرين أن يؤمن له حضور و إستجواب شهود النفي بنفس الشروط المتعلقة
بشهود اإلثبات.1
ومن خالل ما سبق نستخلص بأن الشهود في النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية
ن وعان يتمثل النوع األول في شهود اإلثبات أما النوع الثاني فيتمثل في شهود النفي ،و قد نصت
الفقرة الثانية من المادة ( ) 69على شهود اإلثبات أما شهود النفي فقد نصت عليه الفقرة الثالثة
من نفس المادة. 2
تقتضي المحاكمة الفعالة أمام المحكمة الجنائية الدولية ،إشراك المجني عليهم و الشهود
الذين يشاركون في كشف الحقائق و المالبسات المحيطة بالجرائم الشنعاء و التي قد يتعرضون
فيها للتهديدات و الضغوطات ألنهم غالبا ما يكونون غير راغبين باإلشتراك في المحاكمة
أو خائفين من عواقب المشاركة. 3
و لحماية المجني عليهم و الشهود فرضت المادة ( )1/68من النظام األساسي على أجهزة
المحكمة المختلفة بإتخاذ تدابير الحماية المناسبة لحماية أمانهم و سالمتهم البدنية و النفسية
و كرامتهم و خصوصيتهم 4و تولي المحكمة في ذلك إعتبا ار لجميع العوامل ذات الصلة كالسن
و النوع و الجنس و الصحة و طبيعة الجريمة السيما عندما تنطوي الجريمة على عنف جنسي
أو عنف ضد األطفال و يتخذ هذه التدابير و خاصة أثناء التحقيق في هذه الجرائم أو المقاضاة
عليها شريطة أال تتعارض أو تمس حقوق المتهم ،أو مع متطلبات محاكمة عادلة ونزيهة. 5
69
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
و بإستثناء مبدأ علنية الجلسات المنصوص عليه في المادة ( )67من النظام األساسي
لدوائر المحكمة أن تقوم لحماية المجني عليهم و الشهود بإجراء أي جزء من المحاكمة في
جلسات سرية أو بالسماح بتقديم األدلة بوسائل الكترونية أو الطفل الذي يكون مجنيا عليه
1
عدا عن عدم كشف الهوية للعلن و السماح بالشهادة بأساليب ال تتطلب مثول أو الشاهد
الضحية أو الشاهد بشخصه أمام المحكمة .
نصت الفقرة ( )6من المادة ( )43من نظامروما األساسي على إنشاء المسجل لوحدة
المجني عليهم و الشهود ضمن قلم المحكمة ويقع على عاتقها توفير تدابير وقائية و ترتيبات
أمنية للمجني عليهم و الشهود و لغيرهم من األفراد كأفراد أسرهم الذين يتعرضون للخطر بسبب
إفاداتهم و تتولى هذه الوحدة بالتشاور مع مكتب المدعي العام حماية المجني عليهم و الشهود. 2
/1بالنسبة للضحايا ( حماية الضحايا ) :تكون حماية الضحايا عن طريق توفير تدابير
الحماية و األمن المالئم لهم ووضع خطط طويلة و قصيرة األمد لحمايتهم و توصية أجهزة
المحكمة باعتماد تدابير للحماية و كذلك إبالغ الدول المعنية بهذه التدابير باإلضافة إلى
مساعدتهم في الحصول على المساعدة الطبية و النفسية و غيرها من أنواع المساعدة الالزمة
و التعاون مع الدول عند االقتضاء لتوفير أي من التدابير المنصوص عليها في هذه القاعدة.
/2بالنسبة للشهود :تتم حماية الشهود من خالل إرشادهم إلى جهة يحصلون منها على
المشورة القانونية بغرض حماية حقوقهم السيما ما يتعلق منها بشهادتهم و مساعدتهم عند
إستدعائهم لإلدالء بها أمام المحكمة من جهة و إتخاذ تدابير يراعي فيها نوع الجنس لتسيير
اإلدالء بالشهادة في جميع مراحل إجراءات المحكمة المتعلقة بضحايا العنف الجنسي .3
70
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
كما يتعين تقديم عناية خاصة الحتياجات األطفال و المسنين و المعوقين و لتسهيل مشاركة
األطفال و حمايتهم كشهود تعيين الوحدة عند االقتضاء و بموافقة الوالدين أو الوصي القانوني
شخصا يساعد الطفل طيلة مراحل اإلجراءات. 1
/3مساعدة محامي الدفاع :يتولى المجلس تقديم الدعم و المساعدة و المعلومات لجميع
محامي الدفاع الذين يمثلون أمام المحكمة و تقديم الدعم الالزم حسبما يلزم المحققين
اإلختصاصيين ليكون الدفاع فعاال ،كما يتشاور المسجل حسب اإلقتضاء ألغراض من قبل إدارة
المساعدة القانونية مع أية هيئة تمثيلية مستقلة لرابطات المحامين أو رابطات قانونية بما في ذلك
هيئة من هذا القبيل قد يتيسر إنشاؤها بفضل جمعية الدول األطراف.2
باإلضافة إلى إن المسجل ينشئ و يضع قائمة بأسماء المحامين و يختار الشخص بحرية
المحامي من هذه القائمة أو محام أخر تتوفر فيه المعايير المطلوبة و لديه الرغبة في أن يدرج
اسمه بالقائمة .3
يتعين على وحدة المجني عليهم و الشهود االلتزام بجملة من الشروط لضمان األداء الفعال لعملها
و هي كالتالي:
كفالة حفاظ موظفي الوحدة على السرية في جميع األوقات . -
إحترام مصالح الشهود مع التسليم بالمصالح الخاصة لمكتب المدعي العام وهيئة الدفاع -
والشهود بطرق من ضمنها إذا إقتضى الحال الحفاظ على فصل مالئم للخدمات المقدمة إلى
شهود اإلدعاء و شهود الدفاع و إلتزام الحياد في التعاون مع جميع األطراف و طبقا لما يصدر
من دوائر المحكمة من أحكام و ق اررات إتاحة المساعدة اإلدارية و التقنية للشهود والمجني عليهم
الذين يمثلون أمام المحكمة و األشخاص اآلخرين الذين يتعرضون للخطر بسبب الشهادة و التي
يدلي بها هؤالء الشهود خالل جميع مراحل اإلجراءات و بعدها على النحو المناسب بصورة
معقولة .
-كفالة التدريب لموظفيها بخصوص أمن المجني عليهم و الشهود و سالمتهم و كرامتهم .
-التعاون عند اإلقتضاء مع المنظمات الحكومية الدولية و غير الحكومية .4
71
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
نصت المادة ( )3/87من القواعد اإلجرائية و قواعد اإلثبات للمحكمة الجنائية الدولية على
أنه يجوز لدائرة المحكمة المختصة أن تقرر عدة تدابير نذكر منها :
إن يحمي إسم الضحية أو الشاهد أو أي شخص أخر معرض للخطر بسبب شهادة أدلى
بها شاهد ،و أي معلومات قد تقضي إلى معرفة هوية أي متهم من السجالت العامة للدائرة .
إن يمنع المدعي العام أو الدفاع أو أي مشترك أخر في اإلجراءات القانونية من اإلفصاح
عن تلك المعلومات إلى طرف ثالث.2
إمكانية إستجواب الشهود بواسطة جهاز الفيديو أو التقنيات األخرى ،و يجوز للمدعي
العام حفظ إثباتات معينة و اإلكتفاء باإلفادة عن خالصة منها فقط من جهة و يجوز له أيضا
إزالة أسماء و هويات بعض الشهود من
الملف ،و إن يستعمل إسم مستعار للمجني عليه أو الشاهد أو أي شخص أخر معرض للخطر
بسبب شهادة أدلى بها.
كما تقرر دائرة المحكمة مجموعة من التدابير الخاصة التي نصت عليها المادة ()88
من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات.3
ثانيا :مشروعية تدابير الحماية :
تعتبر تدابير الحماية نافذة في مواجهة جميع األشخاص سواء كانوا من الجمهور أو أجهزة
اإلعالم وحتى المتهم وحتى تكون هذه التدابير التي تهدف في األصل إلى عدم التعرف على
72
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
هوية الشاهد مشروعة, 1البد أن تمارس بطريقة ال تمس بحقوق المتهم أو تتعارض معها ,أو مع
مقتضيات إجراء محاكمة عادلة و نزيهة دون أن تبين ما إذا كان عقد جلسات سرية أو إخفاء
هوية الشاهد يتعارض مع حقوق الضحية.2
تتقرر المسؤولية المدنية إلى جانب المسؤولية الجزائية المترتبة عن الفعل المجرم ،وهذه
المسؤولية يتحملها عادة من إرتكب الخطأ أو خالف أحكام القوانين واألنظمة في المجتمع ،و مثل
هذا المفهوم يندرج في نطاق التشريعات و المعاهدات الدولية.3
ونصت المادة ()75من النظام األساسي على حقوق الضحايا و الشهود المتعلقة بجبر
األضرار التي تلحق بهم ،فالمحكمة ملزمة بموجب هذه المادة بتحديد المبادئ المتصلة بجبر
األضرار،ويجوز لها إلى جانب توقيعها عقوبة سالبة للحرية وفرضها غرامات مالية على الشخص
المدان ،أن تأمر هذا األخير بعد صدور الحكم عليه بأن يجبر أضرار المجني عليهم والشهود،بما
تراه المحكمة مناسبا كالتعويضات واعادة التأهيل والترضية وتقديم
ضمانات بعدم التكرار وأي شكل أخر من أشكال جبر األضرار ،4ويقتصر جبر األضرار على
الجانب المادي الذي يتخذ صورة منح أموال او حوافز مادية أو تقديم خدمات مجانية كالصحة
و التعليم و اإلسكان،أما الجانب المعنوي والذي له أهمية كبيرة في توفير الراحة النفسية للضحايا
فيخرج عن إختصاص المحكمة الجنائية الدولية ويمكن اللجوء إليه من طرف الدول والمنضمات
الدولية.5
لقد تناولت الفقرة الثانية من المادة ( )75الكيفية التي ستقدم بها المحكمة ضرورة جبر
األضرار وعليه يشمل جبر الضرر المجني عليهم والشهود ،رد الحقوق والتعويض.
73
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
يقصد برد الحقوق أن يعيد الشخص المدان إلى المجني عليه الحقوق التي إنتهكها الفعل
اإلجرامي ،وينصب رد الحقوق على الممتلكات أو األموال التي تم اإلستيالء عليها بصورة
مباشرة ،نتيجة السلوك اإلجرامي الذي يحاكم عليه الشخص،ويتخذ رد الحقوق أشكاال مختلفة تتحد
بحسب المعايير المعتمدة في التقييم كأن تكون بالنظر إلى المستفيد من التعويض ،أو بالنظر إلى
طبيعة التعويض ،وتخضع عملية المطالبة برد الحقوق لنفس اإلجراءات المتبعة في المطالبة
بجبر الضرر.1
ثانيا :التعويض:
يعتبر التعويض حقا أساسيا يجب اإلعتراف به للضحايا في إطار عملية جبر األضرار لمنحهم
المزيد من الثقة في نظام العدالة نتيجة إلعترافه باألذى الذي حل بهم جزاء الفعل اإلجرامي
ويتحمل دفع التعويض الشخص المدان ،أو الجهة التي تتحمل المسؤولية عن أفعاله إذا كان من
موظفي الدولة إضافة إلى إمكانية إنشاء صناديق خاصة بدفع التعويض للمجني عليهم في حالة
عدم وجود موارد كافية لدي الشخص المدان إلستغاللها في دفع في هذا التعويض 2وفي حالة
تعدد المجني عليهم حيث يودع المحكوم عليهم مبلغ التعويض في هذا الصندوق ،ويعتبر هذا
المبلغ منفصال عن موارد الصندوق وبالتالي فالمحكمة ال تلجأ إلى دفع التعويضات عن طريق
الصندوق اإلستئماني إال إذا عجزت عن دفعها كاملة من أموال الشخص المدان ،كما يجوز
للضحايا طلب الحصول على التعويضات من الدول خاصة في إطار عالقة الدول باألفعال
اإلجرامية وقبل أن تصر المحكمة حكما بالتعويض لصالح المجني عليهم والشهود ضد
المتهم،يجب عليها أن تطلب بيانات الشخص المدان أو المجني عليهم أو من سواهم من
األشخاص المعنيين في دولهم،على أن تأخذ هذه البيانات عند الحكم بهذه التعويضات لصالح
المجني عليهم.3
يعد رد اإلعتبار شكال من أشكال جبر الضرر للمجني عليهم بحيث يتم تنفيذ أوامر المحكمة
الخاصة برد اإلعتبار للمجني عليهم عن طريق اإلستعانة بموظفين وخبراء على كفاءة عالية في
74
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
مجاالت تخصصاتهم ،سواء كانوا معتمدين من قبل المحكمة مباشرة ،أو عن طريق اإلستعانة
مباشرة بمنظمات تقدم خدمات لفائدة الضحايا.
يجوز للمحكمة بناءا على طلب مقدم من المجني عليهم أو من تلقاء نفسها أن تحدد نطاق
الضرر أو الخسارة أو األذى الذي لحق بالمجني عليهم ثم تقضي لهم بالتعويض العيني
أو المادي أو رد اإلعتبار.
يقدم طلبا لضحايا لجبر األضرار خطيا أو يودع لدى المسجل ويتضمن هوية مقدم الطلب
وعنوانه ووصفه لإلصابة أو الخسارة أو الضرر أو األشخاص الذين يعتقد الضحية أنهم مسؤولون
عن اإلصابة أو الخسارة أو الضرر ،ومطالبات التعويض والمطالب المتعلقة بأشكال أخرى من
اإلنصاف.
وتطلب المحكمة إلى المسجل أن يخطر بالطلب الشخص أو األشخاص المذكورين فيه
أو في التهم و كل من يهمه األمر من أشخاص أ ودول.1
عندما تقرر المحكمة مباشرة إجراءات جبر األضرار من تلقاء نفسها يجب عليها أن تطلب من
المسجل أن يخطر بنيتها الشخص أو األشخاص الذين تصدر المحكمة حكما بحقهم ،كما يخطر
الضحايا وكل من يهمهم األمر من أشخاص أو دول ،فإذا قدم المجني عليه طلب جبر الضرر
بعد إخطاره فإنه يبت في طلبه كما لو أنه كان مقدما بموجب المادة(,)94أما إذا طلب المجني
عليه إلى المحكمة أال تصدر أم ار بجبر الضرر فإن المحكمة تصدر أم ار فرديا فيما يتعلق بطلب
بالمجني عليه.
1انظرالمادة ( )94من القواعد اإلجرائية وقواعد اإل ثبات للمحكمة الجنائية الدولية.
75
ضمانات المحاكمة العادلة أثناء مرحلة المحاكمة الجنائية الدولية الفصل الثاني
حاولنا من خالل هذا الفصل توضيح الضمانات التي يمنحها النظام األساسي للمحكمة الجنائية
الدولية ألطراف الدعوى أثناء مرحلة المحاكمة التي هي عبارة عن مجموعة من اإلجراءات هدفها
تمحيص جميع األدلة و البيانات المتعلقة بالدعوى سواء كانت لمصلحة المتهم أو ضده و توصلنا
إلى أن هذه المرحلة توفر نوعين من الضمانات يتمثل النوع األول في الضمانات التي يتمتع بها
المتهم أثناء مرحلة المحاكمة من خالل محاكمته أمام محكمة مستقلة محايدة منشاة بحكم القانون
قبل إتهامه طبقا إلجراءات علنية تتيح له الحق في حضور جلسات المحاكمة حتى يكون له دور
إيجابي في الدعوى و سرعة الفصل في الدعوى و تمكينه من الدفاع عن نفسه و تأمين مترجم
كفئ من قبل المحاكمة و عدم جواز محاكمته عن الجريمة ذاتها مرتين و إفتراض براءته إلى
غاية إثبات إدانته ،وأن يصدر الحكم الجنائي بناءا على فحص شخصية المتهم و أن تكون
مسببا إلى حق الطعن في هذه األحكام و التعويض في حالة إخفاق العدالة .
بينما يتمثل النوع الثاني في الضمانات التي يتمتع بها المجني عليهم و الشهود و المتمثلة في
المشاركة في إجراءات المحاكمة و حمايتهم و مساعدتهم على الوصول إلى الحقيقة و جبر
76
الخاتــــــــــــــمة
الخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتمة
يتضح لنا من خالل دراستنا هذه أن الغاية من إنشاء المحكمة الجنائية الدولية الذاتية هو تحقيق
العدالة عن طريق مراعاة مصلحة المجتمع من خالل معاقبة مرتكبي الجرائم الخطيرة و موازنة
هذه المصلحة مع مصلحة أطراف الدعوة الجزائية بما في ذلك المتهم المجني عليه
و الشهود ،و لكي تكون المحاكمة عادلة ال بد من توافر حد أدنى من الضمانات التي أقراها النظام
األساسي للمحكمة الجنائية الدولية سواء في مرحلة ما قبل المحاكمة بما تتضمنه من ضمانات
متعلقة بالمبادئ العامة و ضمانات أثناء مرحلة التحقيق ،من خالل إجراءات التحقيق التي يباشرها
المدعي العام و الدائرة التمهيدية و توضيح ضماناته في هذه المرحلة ،أو سواء في مرحلة
المحاكمة و توضيح ما يتمتع به المتهم و ما يتمتع به المجني عليه و الشهود .
من خالل تعرضنا لموضوع ضمانات المحاكمة العادلة في النظام األساسي في المحكمة الجنائية
الدولية الدائمة يمكن تسجيل المالحظات التالية .
-1المحكمة الجنائية قد خطت خطوة في مجال إقرار حقوق اإلنسان عموما و حقوق أطراف الدعوى
الجنائية على وجه الخصوص محاولة بذلك حماية حرياتهم الفردية و حظر المساس بها إلى في
الحدود التي يسمح بها القانون ،و هو أمر لم نلمسه في ظل المحاكم الجنائية الدولية السابقة التي
سعت لمعاقبة المتهم بغض النظر عن مدى احترام الضمانات المعترف له بها عن عدمه .
-2لقد أوضحت لنا الدراسة أن المحكمة الجنائية الدولية وفرت مجموعة من الضمانات في مرحلة ما
قبل المحاكمة الجنائية التي يتمتع بها المتهم أهمها احترام مبدأ الشرعية الجنائية و إقرار المسؤولية
أمام الجنائية الفردية اللتان يتعين تطبيقهما لتأمين محاكمة عادلة لكل شخص متهم
المحكمة ،و تمكين المتهم من حق طلب اإلفراج عنه مؤقتا و االستعانة بمحامي أما المحكمة ،و
حظر إكراهه على االعتراف و االلتزام بالصمت و عدم تعريضه للتعذيب أو سوء المعاملة .
-3كما منحت المحكمة الجنائية الدولية عدة ضمانات أثناء مرحلة المحاكمة المتمثلة في ضمان
محاكمة المتهم أمام محكمة مستقلة محايدة منشأة بحكم القانون قبل اتهامه طبقا إلجراءات علنية
تتيح له الحق في حضور جلسات المحاكمة و تمكينه من الدفاع عن نفسه ،إلى حق الطعن في
األحكام الصادرة عن المحكمة و تعويضه في حالة إخفاق العدالة من جهة ،و ضمان مشاركة
المجني عليه و الشهود و إجراءات المحاكمة و حمايتهم و مساعدتهم على الوصول إلى الحقيقة
و تعويضهم عن األضرار التي تلحق بهم .
-4المحاكمة العادلة تقتضي إحترام الحد األدنى من معايير العدالة المعترف بها دوليا ذلك أنها إذا
افتقرت إلى هذه المعايير فان ذلك من شأنه أن يضعف في قبول المجتمع الدولي بها .
79
الخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتمة
-5توفير ضمانات المحاكمة العادلة يشكل وسيلة أساسية للمحافظة على السلم و األمن الدوليين بينما
غياب عدة الضمانات يترتب عنه إنتهاكات لحقوق اإلنسان .
-6إن إقرار هذه الضمانات في النظام األساسي ساهم في تفعيل القانون الجنائي الدولي كما بعث ثقة
في نفوس المتقاضين و إطمئنانهم عند مثولهم أمام المحكمة الجنائية الدولية من أجل صون
حقوقهم و تحقيق العدالة.
-7يالحظ على بعض المواد الواردة في نظام روما أنها مصاغة بصورة غير سليمة األمر الذي من
شأنه التأثير على مضمون تلك الضمانات و مفهومها و تطبيقها.
ثانيا :التوصيات :
-1بضرورة مراعاة مدى تطابق الضمانات المنصوص عليها في النظام األساسي للمحكمة الجنائية
الدولية مع الضمانات الممنوحة ألطراف الدعوى ،مع األخذ بعين االعتبار عدم تغليب مصلحة
الحقوق أحد األطراف على حساب الطرف اآلخر .
-2ضرورة إعادة النظر و صياغة نصوص بعض المواد من النظام األساسي نذكر منها :
-المادة ( )65فقرة 10في ما يتعلق بالتهم التي تعتمدها الدائرة التمهيدية أو يسحبها المدعي العام
بأن ال يقتصر تأثيرها على أمر الحضور و إنما يمتد إليقاف سريان أمر اإللقاء القبض كذلك في
حالة إصداره .
-المادة 58فقرة 4من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي نصت على أنه للمدعي
العام عوضا من إصدار أمر القبض إن يقدم طلبا بان تصدر الدائرة التمهيدية األمر بحضور
شخص أمام المحكمة ،و كان هناك إهتماما بأمر القبض على أمر الحضور و في ذلك مساس
بحقوق المتهم .
-3ضرورة التركيز على شروط إصدار الحكم خاصة التوقيع ،فالمادة ( )05/74ذكرت جميع
شروط إصدار الحكم و أغفلت شرط التوقيع الذي يعد شرطا أساسيا من الشروط إصدار الحكم
يضفي عليه المصداقية التامة فالحكم غير الموقع كأنه لم يكن .
ثالثا :االقتراحات:
نقترح ضرورة تفعيل ضمان " سرعة الفصل في الدعوى" لتحديد مدة حسب الحالة تتفق
و خطورة الجريمة يتعين مراعاتها سواء في مرحلة التحقيق أو المحاكمة بما يحقق العدالة.
80
قائمة المصــادر
و المراجـــــــع
قائمة المصادر والمراجع
/1الكتب :
82
قائمة المصادر والمراجع
-5براء منذر كمال عبد اللطيف .النظام القضائي للمحكمة الجنائية الدولية .الطبعة األولى .
دار حامد :عمان .2008 .
-6جهاد القضاة .درجات التقاضي و إجراءاتها في المحكمة الجنائية الدولية .الطبعة األولى .
دار وائل .2010 :
-7خالد حسين ناجي أبو غزلة .المحكمة الجنائية الدولية و الجرائم الدولية .الطبعة األولى .
دار جليس الزمان :عمان .2010.
-8خالد مصطفى فهمي .المحكمة الجنائية الدولية .الطبعة األولى .دار الفكر الجامعي :
اإلسكندرية .2011 .
سهيل حسين الفتالوي .موسوعة القضاء الدولي الجنائي .القضاء الدولي الجنائي . -9
الطبعة األولى .دار الثقافة :عمان .2011.
-10زياد عيتاوي .المحكمة الجنائية الدولية و تطور القانون الدولي الجنائي .الطبعة األولى .
منشورات الحلبي الحقوقية :لبنان .2009.
-11سلوان علي الكسار .إختصاص المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في الجرائم ضد
اإلنسانية.دون طبعة.دار آمنة:عمان.2014.
-12طالل ياسين العيسى وعلي جبار الحسيناوي.المحكمة الجنائية الدولية دراسة قانونية .دون
طبعة.دار اليازوري.عمان.2009.
-13عبد الفتاح بيومي الحجازي .المحكمة الجنائية الدولية :دراسة متخصصة في القانون
الجنائي الدولي .دون طبعة.دار الفكر الجامعي :اإلسكندرية .2004.
-14عبد القادر البقيرات.العدالة الجنائية الدولية معاقبة مرتكب الجرائم ضد اإلنسانية .ديوان
المطبوعات الجامعية :الساحة المركزية.بن عكنون .الجزائر .2005.
-15عبد القادر القهوجي .القانون الدولي الجنائي .أهم الجرائم الدولية ،المحاكم الدولية
الجنائية .الطبعة األولى .منشورات الحلبي الحقوقية :لبنان .2001.
-16عصام عبد الفتاح مطر.المحكمة الجنائية الدولية.الطبعة األولى.دار الجامعة
الجديدة:اإلسكندرية.2010 .
-17علي خلف الشرعة .مبدأ التكامل في المحكمة الجنائية الدولية .الطبعة األولى .دار
حامد :عمان .2012.
-18علي محمد جعفر.اإلتجاهات الحديثة في القانون الدولي.الطبعة األولى.مجد المؤسسة
الجامعية للدراسات:لبنان.2007.
-19علي يوسف الشكري .القضاء الجنائي الدولي في عالم متغير .الطبعة األولى .دار
الثقافة :عمان .2008 .
83
قائمة المصادر والمراجع
-20عمر محمود المخزومي .القانون الدولي اإلنساني في ضوء المحكمة الجنائية الدولية .
الطبعة األولى .دار الثقافة :عمان .2008 .
-21قيدا نجيب حمد.المحكمة الجنائية الدولية نحو العدالة الدولية .الطبعة األولى.منشورات
الحلبي الحقوقية:لبنان.2006.
-22لندة معمر يشوي.المحكمة الجنائية الدولية الدائمة و إختصاصها .الطبعة األولى .دار
الثقافة :عمان .2010.
-23محمد علي السالم عياد الحلبي .شرح قانون العقوبات "القسم العام".دون طبعة.مكتبة دار
الثقافة:عمان.1997.
-24محمد فهاد الشاللدة .القانون الدولي اإلنساني.دون طبعة .منشأة المعارف:
اإلسكندرية.2005.
-25محمود شريف بسيوني.المحكمة الجنائية الدولية :مدخل لدراسة أحكام و آليات اإلنقاذ
الوطني للنظام األساسي.الطبعة األولى.دار الشروق :القاهرة.2004.
-26منتصر سعيد حموده.المحكمة الجنائية الدولية دراسة تحليلية.الطبعة األولى:دار الفكر
الجامعي:اإلسكندرية.2009.
-27هشام محمد فريجة.القضاء الدولي الجنائي.الطبعة األولى.دار الراية :عمان.2012.
-1بارعة القدسي .المحكمة الجنائية الدولية طبيعتها و إختصاصاتها موقف الواليات المتحدة
األمريكية و إسرائيل منها .مجلة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية و القانونية ( .المجلد
.20العدد الثاني .2009 .كلية الحقوق ) جامعة دمشق.
-1أعمر بركاني .حق المتهم في المحاكمة العادلة امام المحكمة الجنائية الدولية ".مداخالت
الملتقى الدولي حول المحاكمة العادلة في القانون الجزائري و المواثيق الدولية " .يومي 10
و 11أفريل .2012جامعة العربي بن مهيدي-أم البواقي . -كلية الحقوق و العلوم
السياسية .مطبعة جامعة محمد خيضر بسكرة-الجزائر.
-2محمد الطراونة .الحق في المحاكمة العادلة في التشريعات األردنية من حيث النص و
التطبيق " .البرنامج الخاص حول سيادة القانون و إستقاللية القضاء و المحامين " .
المعهد العربي لحقوق اإلنسان .2003/2000.
84
قائمة المصادر والمراجع
الرسائل العلمية:
-1آسية بن بو عزيز .التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية .بحث لنيل شهادة الماجستير
في القانون الجنائي الدولي .مدرسة الدكتوراه .إشراف السعيد فكرة .المركز الجامعي
عباس الغرور –خنشلة-معهد العلوم القانونية و اإلدارية .السنة الجامعية .2011/2010
-2سفيان إبراهيمي .دور المحكمة الجنائية الدولية في مكافحة الجرائم الدولية .مذكرة لنيل
شهادة الماجيستير في القانون .إشراف محمد إقلولي.جامعة مولود معمري -تيزي وزو-
كلية الحقوق .تاريخ المناقشة .2011/10/20
-3عبد الرزاق خوجة .ضمانات المحاكمة العادلة امام المحكمة الجنائية الدولية .مذكرة مقدمة
لنيل شهادة الماجيستير في العلوم القانونية .إشراف عمار رزيق .جامعة الحاج لخضر -
باتنة -كلية الحقوق والعلوم السياسية.دون تاريخ .السنة الجامعية .2013/2012
-4عبد المجيد لخذاري .حماية الشاهد دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي و التشريع الجنائي
الجزائري و النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية .أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في
العلوم اإلسالمية .إشراف الطاهر زواقري .جامعة الحاج لخضر –باتنة -كلية العلوم
اإلنسانية واإلجتماعية و العلوم اإلسالمية.دون تاريخ .السنة الجامعية.2014/2013 .
-5عالء باسم صبحي بني فضل.ضمانات المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية قدمت هذه
األطروحة إستكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجيستير في القانون العام .إشراف
الدكتور نائل طه وباسل المنصور .جامعة النجاح الوطنية في نابلس – فلسطين -كلية
الدراسات العليا.بتاريخ . 2011/07/08السنة الجامعية .2012/2011
-6محمد غالي .إجراءات التقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية .مذكرة لنيل شهادة
الماجيستير في العلوم الجنائية و علم اإلجرام .إشراف شكري قلفاط .جامعة أبو بكر
بلقايد -تلمسان -كلية الحقوق .دون تاريخ .السنة الجامعية .2005/2004
-7ندى بو اللبن .إجراءات التحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية .مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجيستير في القانون الجنائي الدولي .إشراف الطاهر الزواقري .المركز الجامعي –
خنشلة-معهد العلوم القانونية .دون تاريخ .السنة الجامعية .2011/2010
-8ياسين بغو .تحريك الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية الدائمة .مذكرة مقدمة لنيل
شهادة ماجيستير في الحقوق .إشراف بريكي لحبيب .جامعة العربي بن مهيدي -أم
البواقي -كلية الحقوق و العلوم السياسية.قطب جامعة أم البواقي .السنة الجامعية
.2011/2010
85
قائمة المصادر والمراجع
86
فهـــــــــرس
الموضوعات
فهرس الموضوعات
88
فهرس الموضوعات
89
فهرس الموضوعات
90
فهرس الموضوعات
78 الخاتمة
81 قائمة المصادر و المراجع
87 فهرس الموضوعات
91