You are on page 1of 17

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫المركز الجامعي –مرسلي عبد هللا –تيبازة‬

‫معهد الحقوق والعلوم االنسانية‬

‫‪ .‬السنة الثانية ليسانس‪:‬اجراءات مدنية‬

‫‪:‬عنولن البحث‬

‫االختصاص! النوعي و االقليمي للمحكمة‬

‫من‬

‫‪ :‬اعداد الطلبة‬

‫‪ .‬خمالي ابتهال‪-‬‬

‫‪.‬موساوي نوح‪-‬‬

‫‪.‬لكباشي عمر‪-‬‬

‫الفوج ‪06:‬‬

‫'السنة الجامعية'‪2021/2022‬‬
‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬

‫‪.‬المبحث األول‪ :‬االختصاص النوعي واإلقليمي‬

‫‪.‬المطلب األول‪ :‬االختصاص النوعي للمحاكم‬


‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬القواعد الخاصة لالختصاص‬
‫اإلقليمي‬
‫المبحث الثاني‪:‬االختصاص النوعي و االقليمي في‬
‫‪ .‬المحكمة االبتدائية‬
‫‪ ‬‬
‫المطلب األول‪ :‬االختصاص النوعي في المحكمة‬
‫‪.‬االبتدائية‬
‫المطلب الثاني‪:‬االختصاص االقليمي في المحكمة‬
‫‪ .‬االبتدائية‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪ :‬أقسام المحكمة االبتدائية‬

‫خاتمة‬
‫مقدمة‬

‫مع التطور التاريخي أصبح لمرفق القضاء ضرورة وجوده‬


‫لحماية الحقوق والحريات للفصل ما بين المتخاصمين ومنعهم‬
‫من اقتصاص حقهم بأنفسهم ‪ ،‬فالقضاء يختص دون غيره من‬
‫سلطات الدولة ‪ ،‬فقد حدد الدستور الجزائري وظيفة السلطة‬
‫القضائية المجتمع والحريات ‪ ،‬وتضمن للجميع ولكل واحد‬
‫المحافظة على حقوقهم األساسية واالختصاص عموما أي‬
‫سواء كان نوعي أو محلي يقصد به والية جهة قضائية معينة‬
‫للفصل في الدعوى دون غيرها وهذا األخير هو موضوع‬
‫نقاشنا ومن هنا نطرح اإلشكال كالتالي ‪ :‬فيما يتمثل‬
‫االختصاص النوعي واالختصاص المحلي ؟‬
‫المطلب األول ‪:‬االختصاص النوعي‬

‫إن معنى االختصاص النوعي إذا حاولنا تحديده فيمكن القول بأنه سلطة جهة قضائية معينة للفصل دون‬
‫سواها في دعاوي معينة ‪ ،‬أي يتم تحديد االختصاص النوعي بالنظر‪ 3‬إلى موضوع‪ 3‬الدعوى وطبيعة‬
‫النزاع ‪ ،‬والمبدأ العام أن قواعد االختصاص النوعي متعلقة بالنظام‪ 3‬العام ‪ ،‬أي ال يجوز اإلتفاق على‬
‫مخالفتها ‪ ،‬ويثيرها القاضي من تلقاء نفسه وفي أي مرحلة من مراحل الدعوى‬

‫‪:‬االختصاص النوعي للمحاكم‬


‫إن القاعدة العامة الختصاص المحاكم العادية نص عليها قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في المادة‬
‫‪ 32" ‬الفقرة ‪ " 1‬المحكمة هي الجهة القضائية ذات االختصاص العام وتتشكل من أقسام‬
‫ويقصد باالختصاص‪ 3‬النوعي للمحاكم سلطة الفصل في المنازعات بحسب نوعها أو طبيعتها ‪ ،‬فضابط‬
‫إسناد االختصاص لمحكمة معينة وفقا للمعيار النوعي يستند‪ 3‬على نوع النزاع مثال ذلك ‪ ،‬اختصاص‬
‫محكمة النقض نوعيا بنظر‪ 3‬الطعون في األحكام بهذا الطرق‪ ، 3‬واختصاص محاكم االستئناف‪ 3‬نوعيا بنظر‬
‫‪ .‬الطعن في األحكام بهذا الطريق‬
‫‪ :‬فقد ساد طيلة عقود اجتهاد المحكمة العليا و الذي يقضي بما يلي‬
‫متى كان مقررا أن المحاكم هي الجهات الفضائية الخاصة بالقانون العام و هي تفصل في جميع القضايا"‬
‫المدنية و التجارية أو دعاوى الشركات التي تختص بها محليا ‪ ،‬فإن إنشاء بعض الفروع لدى المحاكم ال‬
‫يعد اختصاصا نوعيا لهذه الفروع‪ 3‬بل هي تنظيم داخلي بحت ‪ ،‬و من ثم النفي على القرار بخرق قواعد‬
‫اإلختصاص النوعي غير سليم يتعين رفضه و هذا ما يفسر أن مختلف األقسام‪ 3‬المشكلة للمحكمة تعتبر‬
‫" مجرد تقسيم إداري و ليس توزيع‪ 3‬الختصاصات نوعية لمختلف هذه األقسام‪3‬‬
‫و هذا ما يتأكد أيضا في الفقرة ‪3‬من المادة ‪ 32‬ق إ م إ التي تنص على "تفصل المحكمة في جميع‬
‫القضايا ال سيما المدنية التجارية و البحرية و اإلجتماعية و العقارية و قضايا شؤون األسرة و التي‬
‫" تختص بها إقليميا‬
‫وكذلك في الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 32‬من ق إ م إ غير انه في المحاكم التي لم تنشأ فيها األقسام ينقى القسم‬
‫المدني هو الذي ينظر في جميع النزاعات بإستثناء القضايا اإلجتماعية ‪ ،‬وتظيف الفقرة ‪ 6‬من نفس المادة‬
‫أنه في حالة جدولة قضية أمام قسم غير القسم المعني بالنظر فيها ‪ ،‬يحال الملف إلى القسم المعني عن‬
‫طريق‪ 3‬أمانة الضبط ‪،‬بعد إخبار رئيس المحكمة المسبقة‪،‬و نالحظ في هذه الفقرة أن المشرع لم يرتب‬
‫البطالن (عدم قبول الدعوى) في حالة عدم تسجيلها في القسم المتخصص للنظر فيها و هذا ما يؤكد لنا‬
‫أن القاعدة العامة في إختصاص أقسام‪ 3‬المحكمة ليس إختصاص نوعي بل هو مجرد تقسيم إداري كما‬
‫سبق توضيحه إال أنه يوجد استثناءات على هذه القاعدة‬
‫االستثناء األول ‪ :‬إختصاص القسم االجتماعي‬
‫و هو يعتبر اختصاص من النظام‪ 3‬العام يثيره القاضي من تلقاء نفسه و ال يجوز للخصوم اإلتفاق على‬
‫خالفة ‪ ،‬و هذا أكدته كذلك المادة ‪500‬ق إ م التي نصت على أن يختص القسم االجتماعي اختصاص‬
‫مانعا ‪ ،‬و طبقا لهذه المادة يختص القسم االجتماعي دون سواه ‪ ،‬بمعنى انه اختصاص نوعي من النظام‬
‫العام يثيره القاصي من تلقاء نفسه أو األطراف‪ 3‬و في أي مرحلة كانت عليها الدعوى‬
‫الستثناء الثاني‪ :‬األقطاب المتخصصة‬
‫‪.‬عن طريق التنظيم الفقرة ‪ 9‬من م ‪ 32‬تفضل األقطاب‪ 3‬المتخصصة بتشكيلة جماعية من ثالثة قضاة‬
‫الفقرة ‪ :10‬تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة ‪ ،‬عند االقتضاء‪ 3‬عن طريق التنظيم‬
‫الفرع ‪ :2‬توزيع القضايا على مختلف أقسام المحكمة‬

‫إن المحكمة الجهة القضائية االبتدائية التي نجدها على مستوى‪ 3‬إقليم الواقعة الجغرافية للدائرة حسب‬
‫التحديد الوارد بالمرسوم التنفيذي ‪ 98/63‬المؤرخ في ‪ 1998/02/16‬المحدد إلقليم‪ 3‬إختصاص المحكمة‬
‫‪ ،‬وتتفرع المحكمة إلى عدة أقسام ‪ ،‬وقد‪ 3‬يتفرع القسم إلى فروع كل فرع يختص بموضوع محدد حسب‬
‫‪ .‬وتيرة أهمية نشاط كل محكمة‬
‫وتعتبر‪ 3‬المحكمة الجهة القضائية ذات االختصاص العام وتتشكل من أقسام كما تصف المدة ‪ 10‬من‬
‫القانون العضوي‪ 3‬رقم ‪ 05-11‬المتعلق بالتنظيم‪ 3‬القضائي أن المحكمة درجة أولى للتقاضي ‪ ،‬وقد‪ 3‬حدد هذا‬
‫القانون مختلف األقسام‪ 3‬التي يمكن أنتشكل المحكمة وهي كاآلتي ‪ :‬القسم المدني ‪ ،‬قسم الجنح ‪ ،‬قسم‬
‫المخالفات ‪ ،‬القسم اإلستعجالي‪ ، 3‬قسم‪ 3‬شؤون األسرة ‪،‬قسم األحداث ‪ ،‬القسم اإلجتماعي ‪،‬القسم العقاري ‪،‬‬
‫‪ .‬القسم البحري ‪ ،‬القسم التجاري‬
‫واألساس الذي يتم توزيع‪ 3‬الدعاوي فيه على مختلف األقسام‪ 3‬ونعرف أن هذا التوزيع عمل إداري‬
‫تنظيمي‪ ، 3‬وعادة فموضوع الدعوى هو من يحدد إختصاص القسم ‪،‬فالمحكمة تفصل في جميع القضايا‬
‫المدنية ‪ ،‬التجارية ‪ ،‬البحرية ‪ ،‬االجتماعية ‪ ،‬العقارية ‪ ،‬قضايا‪ 3‬شؤون األسرة التي تختص بها إقليميا ‪،‬وفي‬
‫حالة جدولة قضية أمام قسم عير القسم المعني بالنظر فيها ‪ ،‬بحال الملف إلى القسم المعني عن طريق‬
‫‪ .‬أمانة الضبط بعد إخبار رئيس المحكمة مسبقا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي‬

‫بعد أن عرفنا كيفية توزيع القضايا بين كل الجهات القضائية يبقى لنا تحديد ما هي الجهة القضائية‬
‫‪.‬المختصة محليا من بين كل الجهات القضائية من نفس النوع والدرجة‬
‫والقواعد التي نص عليها المشرع في هذا المجال تطبق على كل الجهات القضائية ما عدا المحكمة العليا‬
‫التي ال تخضع لقواعد االختصاص المحلي كونها تمارس صالحياتها على القرارات الصادرة من المحاكم‬
‫‪.‬والمجالس القضائية‬
‫‪.‬سنخصص القسم األول للقواعد العامة لالختصاص المحلي والقسم الثاني للقواعد الخاصة‬

‫‪:‬القواعد العامة لالختصاص المحلي‬

‫تشكل المادة ‪ 8‬من قانون اإلجراءات المدنية (الملغى) النص األساسي‪ 3‬الذي يرتكز عليه االختصاص‬
‫المحلي للمحاكم وإذا كانت هذه المادة قد وضعت قاعدة مبدئية فإنها تتضمن من جهة أخرى مجموعة من‬
‫‪.‬االستثناءات‬
‫سنتطرق أوال لمبدأ اختصاص محكمة موطن المدعى عليه ثم سنعرض تطبيقات هذا المبدأ وأخيرا‪3‬‬
‫‪.‬سنتناول قواعد اختصاص المجالس القضائية‬
‫الفرع‪ :1‬مبدأ اختصاص محكمة موطن المدعى عليه‬
‫حسب المادة ‪ 37‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية فهي تحدد موقع أو مكان رفع الدعوى وهو‬
‫مكان سكن المدعى عليه وهي تنص على << يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في‬
‫دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬وإن لم يكن له موطن معروف‪ 3‬فيعود االختصاص للجهة‬
‫القضائية التي يقع في فيها آخر موطن له وفي حالة اختيار موطن يؤول‪ 3‬االختصاص اإلقليمي‪ 3‬للجهة‬
‫القضائية التي يقع فيها الموطن المختار ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ >>.‬حيث ترتكز هذه القاعدة‬
‫‪:‬على األسس اآلتية‬
‫أ‌‪ -‬ما دام لم يحكم في الدعوى فإن المدعى عليه يستفيد من قرينتين‬
‫كل األشخاص يوجدون في حالة توازن قانوني‪- 3‬‬
‫اعتبار الظواهر متطابقة مع الواقع إال إذا أثبت العكس ‪-‬‬
‫ب‌‪ -‬هذا األساس الذي ترتكز عليه القاعدة فبدونها سيتمكن المدعي ذي النية السيئة أن يرفع الدعوى أمام‬
‫محكمة نائية إلرهاق‪ 3‬المدعى عليه‬

‫الفرع‪:2‬تطبيقات هذا المبدأ‬

‫قد يكون المدعى عليه شخص طبيعي أو شخص اعتباري كالشركة أو الجمعية ومفهوم الموطن الذي‬
‫يرتكز‪ 3‬عليه االختصاص اإلقليمي قد حدده القانون المدني في مادته ‪ 36‬بالنسبة للشخص الطبيعي‪ 3‬والمادة‬
‫‪ 50‬بالنسبة للشخص االعتباري‪ .‬فحسب المادة ‪ 36‬من القانون المدني فإن موطن كل جزائري هو المحل‬
‫الذي يوجد فيه سكناه الرئيسي‪ 3‬وعند عدم وجود سكنى يحل محلها مكان اإلقامة العادي ولكن إذا لم يكن‬
‫للمدعى عليه موطن معروف‪ 3‬ترفع الدعوى أمام المحكمة التي يختارها المدعي‪ .‬وأما موطن الشخص‬
‫‪.‬االعتباري فهو المكان الذي يوجد فيه مركز‪ 3‬إدارته حسب المادة ‪ 50‬من القانون المدني الجزائري‬

‫الفرع‪:3‬االختصاص المحلي للمجلس القضائي‬

‫يختص المجلس القضائي‪ 3‬بالنظر في كل االستئنافات المرفوعة ضد األحكام واألوامر الصادرة من‬
‫المحاكم الواقعة في دائرة اختصاصه‪ .‬في بعض الحاالت أسند المشرع لِلِجان خاصة النظر في استئنافات‪3‬‬
‫بعض القرارات ونذكر على سبيل المثال العقوبات المسلطة على المحامين من قبل مجلس التأديب التي‬
‫‪.‬يجب استئنافها‪ 3‬أمام لجنة الطعن الوطنية‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪:‬القواعد الخاصة لالختصاص اإلقليمي‬

‫لقد رأينا أن المحطمة المختصة إقليميا هي مبدئيا المحكمة التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه ولكن‬
‫أدخل القانون على هذا المبدأ استثناءات كثيرة فبعد أن أخضع بعض المواد لمحكمة غير التي يقع بها‬
‫موطن المدعى عليه أجاز خيار االختصاص في بعض الحاالت ونظرا للتداخل بين االختصاص اإلقليمي‬
‫والنوعي الذي يتميز به تشريعنا‪ 3‬فيجب في بعض الحاالت التنسيق‪ 3‬بين هذين االختصاصين لتحديد‬
‫المحكمة المختصة محليا‬
‫الفرع‪ :1‬تعيين محكمة محدد‪ :‬حددت المادة ‪ 37‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المحكمة‬
‫المختصة إقليميا للنظر في بعض الدعاوى بغض النظر عن موطن المدعى عليه وهذه الدعاوى قد تكون‬
‫‪.‬مدنية أو تجارية أو اجتماعية أو متعلقة باألحوال الشخصية أو باالستعجال‪3‬‬
‫أ‌‪ -‬القضايا المدنية‪ :‬فيما يخص الدعاوى العقارية تكون المحكمة التي يقع العقار في دائرة اختصاصها هي‬
‫‪.‬المختصة كلما تعلق األمر بدعوى عقارية‬
‫ب‌‪ -‬المواد التجارية‪ :‬في الدعاوى المتعلقة بالشركات بالنسبة لمنازعات الشركاء يرفع الطلب برفع الطلب‬
‫إلى المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها‪ 3‬المركز الرئيسي للشركة ومادام‪ 3‬المشرع لم يحدد نوع‬
‫الشركة فتطبق القاعدة سواء تعلق األمر بشركة تجارية أو مدنية‪ .‬النزاعات التي قد تنشأ بين الشركاء‬
‫عديدة ومتنوعة فبالنسبة للشركات التجارية قد ينشأ النزاع حول تقدير الحصص العينية أو حول توزيع‪3‬‬
‫األرباح أو حول إحالة حصص الشركة أو إثبات المسؤولية المدنية على القائمين باإلدارة وبالنسبة‬
‫‪.‬للشركات المدنية كمستثمرة فالحية جماعية قد ينشأ نزاع حول عدم احترام‪ 3‬أحد الشركاء اللتزاماته‬
‫ت‌‪ -‬المواد االجتماعية‪ :‬النزاعات الفردية في العمل والمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ال تطبق‪3‬‬
‫أمام المحكمة الفاصلة في المسائل االجتماعية قاعدة اختصاص موطن المدعى عليه قد يكون موطن‬
‫صاحب العمل أو صاحب األجرة بعيدا عن مكان العمل والمحكمة الفاصلة في المسائل االجتماعية أنشئت‬
‫لتطبق على المتقاضين العادات المتداولة محليا في المهنة وهذا االهتمام وهو الذي دفع المشرع إلى قرار‬
‫‪.‬قواعد خاصة طرأت عليها بعض التعديالت فيها بعد‬
‫ث‌‪ -‬قضايا األحوال الشخصية‪ :‬في دعاوى الطالق ترفع الدعوى أمام المحكمة التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها مسكن الزوجية‪ .‬وفي دعاوى الحضانة تختص المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها‪ 3‬مكان‬
‫ممارسة الحضانة وأما الدعاوى المتعلقة بالنفقة فيجب أن يرفع الطلب أمام المحكمة التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها موطن أو مسكن الدائن بقيمة النفقة‪ .‬وفي مواد الميراث يرفع الطلب أمام المحكمة التي يقع‬
‫‪.‬في دائرة اختصاصها‪ 3‬مكان اقتراح التركة‬
‫ج‌‪ -‬القضايا المستعجلة‪ :‬تخفيف قواعد االختصاص المحلي في مواد االستعجال للحصول على أمر‬
‫استعجالي‪ 3‬من المفروض أن ترفع القضية لرئيس المحكمة التي يكون مختصما محليا للفصل في موضوع‬
‫اإلشكال ولكن باعتبار ضرورة تدخل القاضي بصفة مستعجلة فإن المشرع أقر قواعد خاصة إذا أوجب‬
‫‪.‬رفع الدعوى أمام المحكمة الواقعة في دائرة اختصاصها (مكان الشكل التنفيذي) أو (التدبير‪ 3‬المطلوب)‬
‫الفرع‪ :2‬خيار االختصاص‪ :‬أجاز المشرع للمدعي في بعض المواد أن يختار بين محكمتين أو أكثر عند‬
‫تقديم طلبه وهذا الخيار قد يكون على محكمتين بمعنى أنه يمكن للمدعي أن يرفع طلبه أمام المحكمة التي‬
‫يقع في دائرة اختصاصها‪ 3‬موطن المدعى عليه وأما أمام محكمة أخرى كما قد يكون هذا االختيار متعددا‬
‫أي يكون االختصاص المحلي موزعا على أكثر من محكمتين وفي بعض الحاالت االستثنائية قد يكون‬
‫‪.‬االختصاص وطني يجيز رفع الدعوى أمام أي محكمة من محاكم الجزائر‬

‫‪:‬أ‌‪ -‬الحاالت التي تختص فيها محكمتين مختلفتين‬


‫الدعاوى المختلطة‪ :‬يجوز‪ 3‬في مثل هذا النوع من الدعاوى أن يرفع الطلب إما إلى المحكمة التي يقع في ‪-‬‬
‫دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه أو مسكنه وإما أمام الجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها‬
‫‪.‬مقر األموال‬
‫دعاوى تعويض الضرر الناشئ من جريمة‪ :‬إذا كانت متعلقة بتعويض الضرر الناشئ من جناية أو ‪-‬‬
‫جنحة أو مخالفة أو شبه جنحة‪ ،‬يجوز أن يرفع الطلب إما إلى محكمة موطن المدعى عليه وإما أمام‬
‫الجهة القضائية التي وقع في دائرة اختصاصها الفعل الضار‪ .‬في حالة اختيار‪ 3‬الموطن فإن المحكمة‬
‫المختصة إقليميا إلى جانب المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه هي الجهة‬
‫‪.‬القضائية للموطن المختار‬
‫ب‌‪ -‬الحاالت التي تختص فيها عدة محاكم‪ :‬تختص عدة محاكم في حالة تعدد المدعى عليهم‪ ،‬المنازعات‬
‫المتعلقة بالتوريدات‪ 3‬واألشغال وأجور العمال أو الصناع‪ ،‬الدعاوى التجارية‪ ،‬الدعوى المرفوعة ضد‬
‫‪ .‬شركة‬
‫ت‌‪ -‬القضايا التي تختص فيها أي محكمة من المحاكم‪ :‬إذا لم يكن للمدعى عليه موطن أو مسكن في‬
‫الجزائر يجوز‪ 3‬رفع الدعوى أمام المحكمة التي يختارها المدعي وتطبق هذه القاعدة خاصة في المنازعات‬
‫المتعلقة بتنفيذ العقود التي أبرمها أجنبي في بلد أجنبي مع جزائري‪ 3‬أو المنازعات الناشئة عن تنفيذ‬
‫‪.‬التزامات تعاقد‪ 3‬عليها جزائري في بلد أجنبي‬
‫الفرع‪ :3‬ضرورة التنسيق بين قواعد االختصاص المحلي وقواعد االختصاص النوعي لتحديد المحكمة‬
‫المختصة‪ :‬عند تطرقنا لقواعد االختصاص النوعي رأينا أن بعض المواد تختص بها المحكمة المنعقدة في‬
‫مقر المجلس القضائي دون غيرها والحظنا‪ 3‬كذلك أثناء دراستنا‪ 3‬لقواعد االختصاص المحلي أن بعض هذه‬
‫‪.‬المواد نفسها تخضع الختصاص محلي خاص‬
‫المبحث الثاني ‪:‬االختصاص النوعي و اإلقليمي في المحاكم االبتدائية‪.‬‬

‫مطلب األول‪ :‬االختصاص النوعي ‪.‬‬

‫يقصد باالختصاص في العمل القضائي‪ ،‬صالحية جهة قضائية ما للبت في قضايا‪ 3‬معينة نوعيا و قيميا و‬
‫مكانيا‪ .‬ومسألة تحديد االختصاص راجع لتعدد الجهات القضائية التي تتولى الفصل في الخصومات‪ 3‬نوعيا‬
‫و مكانيا‪ ،‬منعا للتداخل و التنازع‪ ،‬إما بحسب نوع القضية ( االختصاص النوعي) أو قيمتها‪3‬‬

‫( االختصاص القيمي) أو بحسب محل االدعاء ( االختصاص المحلي)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االختصاص النوعي‪:‬‬

‫نميز في هذا الصدد بين اختصاصات المحكمة االبتدائية نوعيا بصفتها محكمة موضوع‪ ،‬و بين‬
‫اختصاصات‪ 3‬رئيسها بصفته قاضيا‪ 3‬للمستعجالت‪.‬‬

‫أ‪ -‬اختصاصات المحكمة االبتدائية بصفتها محكمة موضوع‪ :‬تعتبر المحاكم االبتدائية كما ذكرنا آنفا‬
‫المحكمة ذات االختصاص الوالئي العام‪ ،‬حيث ينعقد لها االختصاص من حيث المبدأ بنظر‪ 3‬جميع القضايا‬
‫والفصل فيها‪ ،‬ما لم يوجد نص خاص يستثني بعضا منها‪ .‬وبناء عليه فإن المحكمة االبتدائية تختص مدنيا‬
‫و زجريا‪ ،‬ما لم ينص القانون صراحة على إسناد االختصاص إلى محكمة أخرى بالنظر‪ 3‬في جميع‬
‫الدعاوی طبقا للشروط المحددة بمقتضى قانون المسطرة المدنية أو قانون المسطرة الجنائية أو بمقتضى‬
‫نصوص خاصة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬اختصاصات رئيس المحكمة االبتدائية‪ :‬عالوة على اختصاصه بالبت في طلبات إلغاء األحكام‬
‫الصادرة عن أقسام قضاء القرب‪ ،‬ينعقد االختصاص القضائي لرئيس المحكمة أو من ينوب عنه‪ ،‬بصفته‬
‫قاضيا‪ 3‬للمستعجالت للبت في األوامر المبنية على طلب‪ ،‬و كذا األوامر باألداء‪ ،‬فضال عن البت في‬
‫القضايا االستعجالية‪.‬‬

‫‪ - 1‬القضاء االستعجالی‪:‬‬

‫حفاظا على األوضاع القائمة‪ ،‬وصيانة المصالح األطراف التي قد تتضرر‪ 3‬من طول أمد النزاعات‬
‫المعوضة على محاكم الموضوع‪ 3‬و ما ينتج عن ذلك من قيام وضعيات‪ 3‬قد يتعذر معها إرجاع الحال إلى‬
‫ما كانت عليه‪ ،‬أناط المشرع برئيس المحكمة االبتدائية مهمة البت في النزاعات ذات الطابع االستعجالي‪3‬‬
‫متى توفرت شروط‪ 3‬االستعجال و التي يمكن إرجاعها إلى شرطين رئيسيين‪ :‬الشرط األول ‪ :‬يتمثل في‬
‫عنصر االستعجال وهو الخطر الحقيقي المحذق بالحق المراد المحافظة عليه‪ ،‬و الذي تتعين رفعه على‬
‫وجه السرعة‪ .‬الشرط الثاني‪ :‬يتمثل في عدم المساس بجوهر الحق بمعنى أن يتعلق األمر بإجراء ال‬
‫يرمي إلى البت في أصل الموضوع‪ ،‬و أال يبت فيه من طرف‪ 3‬قاضي‪ 3‬المستعجالت‪ ،‬الذي يصرح بعدم‬
‫االختصاص في حال تعلق الطلب بأصل الحق و جوهره‪.‬‬

‫‪ -2‬األوامر المبنية على طلب‪:‬‬

‫يختص رؤساء‪ 3‬المحاكم االبتدائية وحدهم بالبت في كل مقال يستهدف الحصول على أمر بإثبات حال أو‬
‫توجيه إنذار أو أي إجراء مستعجل في أي مادة لم يرد بشأنها نص خاص وال يضر بحقوق األطراف‪.‬‬
‫وتتسم‪ 3‬هذه المسطرة بكونها غير تواجهية‪ ،‬إذ يتم البت فيها و إصدار األمر في غيبة األطراف و دون‬
‫حضور‪ 3‬كاتب الضبط‪ .‬و في حالة وجود أية صعوبة في تنفيذ األمر يمكن الرجوع‪ 3‬إلى الرئيس ‪ .‬ويكون‬
‫األمر في حالة الرفض قابال لالستئناف‪ ،‬أمام الرئيس األول لمحكمة االستئناف‪ ،‬داخل أجل خمسة عشر‬
‫يوما من يوم إصداره‪ ،‬عدا إذا تعلق األمر بإثبات حال أو توجيه إنذار التي ال تقبل الطعن‪.‬‬

‫‪ 3‬األوامر باألداء‪:‬‬

‫يختص أيضا رئيس المحكمة االبتدائية أو من ينوب عنه بالبت في مقاالت األمر باألداء ‪ ،‬كلما كانت‬
‫عالقة دائنية ثابتة بين طرفين‪ ،‬إذ يحق للدائن أن يلتجئ لرئيس المحكمة االبتدائية قصد استصدار‪ 3‬أمر‬
‫بأداء ذلك ايختص لدين في مواجهة المدين‪ ،‬عن طريق تقديم مقال مؤدى عنه في إطار مسطرة األمر‬
‫باألداء المنصوص عليها في المسطرة المدنية‪ ،‬متى توفرت الشروط‪ 3‬التالية‪ :‬أن يتعلق الطلب بأداء مبلغ‬
‫مالي؛ ‪ -‬أن يفوق هذا المبلغ ‪ 5000‬درهم؛ ‪ -‬أن يكون الدين ثابتا بموجب ورقة تجارية‪ ،‬أو سند رسمي‬
‫أو اعتراف بدین؛ ‪ .‬أن يكون للمدين موطن بالمغرب حتى يتسني تبليغه باألمر‪ .‬فإذا ظهر له أن الدين‬
‫ثابت وفق الشروط‪ 3‬المحددة المقال‪ ،‬أصدر أمرا بقبول الطلب قاضيا‪ 3‬على المدين باألداء أصل الدين مع‬
‫الصوائر‪ 3,‬أما إذا ظهر له خالف ذلك‪ ،‬أصدر أمرا معلال برفض الطلب وأحال الطلب على المحكمة‬
‫المختصة تبعا لإلجراءات العادية و تجدر اإلشارة إلى أن األمر الصادر برفض الطلب ال يقبل أي طعن‪،‬‬
‫في حين تستأنف األوامر الصادر‪ 3‬بالقبول أمام الرئيس األول لمحكمة االستئناف‪ 3‬داخل أمد ‪ 8‬أيام من‬
‫تاريخ التبليغ ‪.‬‬

‫االختصاص القيمي‪ :‬تختص المحاكم االبتدائية قيميا أي بالنظر‪ 3‬إلى قيمة النزاع موضوع‪ 3‬الدعوى بالنظر‪:‬‬
‫‪ -‬ابتدائيا إذا كانت قيمة موضوع النزاع غير محددة‪ ،‬مع حفظ حق االستئناف أمام المحاكم االستئنافية‪ ،‬ما‬
‫عدا النزاعات المتعلقة بالغرامات التهديدية المقررة في التشريع الخاص بالتعويض عن حوادث الشغل و‬
‫األمراض المهنية و التي تبت فيها ابتدائيا و انتهائيا و لو كان مبلغ الطلب غير محدد‪.‬‬

‫‪ -‬ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف أمام غرف االستئنافات‪ 3‬بالمحاكم االبتدائية‪ ،‬في النزاعات التي ال‬
‫تتجاوز‪ 3‬قيمتها عشرون ألف درهم‪ - .‬ابتدائيا‪ ،‬مع حفظ حق االستئناف أمام محاكم االستئناف ‪ ،‬في جميع‬
‫الدعاوى التي قيمتها‪ 3‬تتجاوز عشرين ألف درهم ‪ -‬ابتدائيا و انتهائيا‪ 3‬في إطار قضايا‪ 3‬القرب في جميع‬
‫طلبات الدعاوى الشخصية و المنقولة التي ال تتجاوز‪ 5000 3‬درهم ‪ - .‬ابتدائيا‪ 3‬و انتهائيا بصفتها جهة‬
‫استئنافية في إطار غرف االستئنافات في جميع الدعاوى المدنية التي ال تتجاوز قيمتها عشرون ألف‬
‫درهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االختصاص االقليمي ‪:‬‬

‫بخصوص االختصاص المكاني نص المشرع المغربي في الفصل ‪ 27‬من قانون المسطرة المدنية على‬
‫أنه‪ " :‬يكون االختصاص المحلي لمحكمة الموطن الحقيقي أو المختار للمدعى عليه‪ . (( :‬إذا لم يكن لهذا‬
‫األخير موطن في المغرب ولكن يتوفر‪ 3‬على محل إقامة كان االختصاص المحكمة هذا المحل‪ - .‬إذا لم‬
‫يكن للمدعى عليه ال موطن وال محل إقامة بالمغرب فيمكن تقديم الدعوى ضده أمام محكمة موطن أو‬
‫إقامة‬
‫المدعي أو واحد منهم عند تعدد هم‪ - .‬إذا تعدد المدعى عليهم جاز للمدعي أن يختار محكمة موطن أو‬
‫محل إقامة أي واحد منهم‪ ".‬فمن خالل مقتضيات هذا النص يتضح أن االختصاص محليا يرجع‪ ،‬كقاعدة‬
‫عامة‪ ،‬لمحكمة موطن المدعى عليه أو محل إقامته أو عنوانه المختار‪ ،‬إعماال للمبدأ القائل بان "المدعي‬
‫يسعى وراء المدعي عليها‪ ،‬استنادا لقاعدة " براءة الذمة هي األصل" االستثناءات ‪ :‬لكن هذه القاعدة‬
‫ليست على إطالقها‪ 3‬بل ترد عليها مجموعة من االستثناءات ‪ ،‬ومنها على سبيل التمثيل ال الحصر‪- :‬‬
‫الدعاوى العقارية‪ :‬حيث ينعقد االختصاص بشأنها‪ 3‬للمحكمة التي يوجد العقار في دائرة نفوذها‪ - .‬دعاوى‬
‫النفقة‪ ،‬إذ ينعقد االختصاص لمحكمة إقامة المدعى عليه أو إقامة المدعي باختيار‪ 3‬هذا األخير ‪ -‬دعاوى‬
‫التعويض‪ ،‬و التي ينعقد فيها االختصاص لمحكمة الفعل المسبب للضرر‪ ،‬أو موطن المدعى عليه باختيار‪3‬‬
‫المدعي‪.‬‬

‫‪ -‬دعاوى عقود التجهيز‪ ،‬واألشغال والكراء والعمل‪ ،‬التي تختص بنظرها المحكمة التي يوجد في دائرتها‬
‫محل التعاقد‪ 3‬أو محكمة مكان تنفيذ العقد‪.‬‬

‫المسطرة أمام المحاكم االبتدائية األصل في القضايا الجنحية التي تعرض على المحكمة االبتدائية أن يتم‬
‫إحالته عليها من طرف النيابة العامة مع تحديد جلساتها‪ ،‬و بعد ذلك يتم تسجيلها بسجالت المحكمة و‬
‫إدراجها بالجلسة المعينة‪ .‬لكن هذا ال يمنع من االدعاء الجندي المباشر‪ 3‬أمام المحكمة بمقتضى شكاية‬
‫مباشرة يتقدم به المشتكي في مواجهة المشتكى‪ 3‬به و تؤدى‪ 3‬عنها الرسوم القضائية و رسم الضمانة الذي‬
‫يحدده القاضي الجنحي‪ ،‬و يتم إحالتها على النيابة العامة قصد ترقيمها و تعيين الجلسة و أخذ نظير منها‪،‬‬
‫قبل أن يتم استعداء الطرف‪ 3‬المشتکی به و إدراج الملف في الجلسة المعينة‪ .‬تعقد المحاكم االبتدائية‬
‫جلساتها الزجرية ‪ ،‬بقاض منفرد وبحضور النيابة العامة وبمساعدة كاتب الضبط ويتعين حضور ممثل‬
‫النيابة العامة في الجلسات الزجرية ‪ ،‬تحت طائلة بطالن المسطرة والحكم ‪ ،‬ما عدا جلسات قضاء القرب‬
‫ذات الطابع الزجري فال تحضرها النيابة العامة و تعقد هذه الجلسات بشكل علني ‪ ،‬ما لم ينص القانون‬
‫على خالف ذلك كما هو الشأن بالنسبة الجلسات األحداث‪ ،‬أو اقتضت المصلحة ذلك‪ .‬أما األحكام فال‬
‫تنطق إال في جلسة علنية أما بشأن الدعاوى المدنية فالقاعدة أن المسطرة أمامها تكون كتابية‪ ،‬إال ما‬
‫استثناه المشرع بمقتضى الفصل ‪ 45‬من قانون المسطرة المدنية فيتم رفع الدعاوی‪ ،‬ما لم يتعلق األمر‬
‫بنزاعات التحفيظ العقاري التي تحال من المحافظ‪ 3‬على األمالك العقارية‪ ،‬بمقتضی مقال مكتوب مؤدى‪3‬‬
‫عنه الرسوم القضائية ما لم يكن معفي منها بقوة القانون أو بحكم االستفادة من المساعدة القضائية‪ ،‬و‬
‫يسجل بسجالت المحكمة‪ ،‬و تعين له جلسة يستدعي لها األطراف بعد تعيين القاضي المقرر في القضية‬
‫متى كانت الدعوى من زمرة الملفات التي ينظرها القضاء الجماعي‪ .‬تعقد المحاكم االبتدائية‪ ،‬بقاض‬
‫منفرد وبمساعدة كاتب الضبط‪ .‬وال يستثنى‪ 3‬من هذا المبدأ سوى الدعاوى العقارية العينية والمختلطة‬
‫وقضايا األسرة والميراث‪ ،‬باستثناء النفقة‪ ،‬حيث يبت في القضايا المذكورة من طرف هيئة جماعية‬
‫مشكلة من ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس‪ ،‬وبمساعدة كاتب الضبط على أنه متى تبين للقاضي المنفرد أن‬
‫أحد الطلبات األصلية أو المقابلة أو المقاصة يرجع االختصاص إلى القضاء الجماعي‪ ،‬أو له ارتباط‬
‫بدعوي جارية أمام القضاء الجماعي رفع يده عن القضية برمتها بأمر والئي وعندها يتولى رئيس‬
‫المحكمة االبتدائية إحالة ملف القضية على القضاء الجماعي‪ .‬و إذا كان حضور النيابة العامة إجباريا في‬
‫الجلسات الزجرية واختياريا في جميع القضايا األخرى‪ ،‬عدا في األحوال المحددة بمقتضى قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬وخاصة إذا كانت النيابة العامة طرفا‪ 3‬رئيسيا‪ 3،‬وفي‪ 3‬جميع األحوال األخرى المقررة‬
‫بمقتضى نص خاص‪ .‬فقد استقر العمل و االجتهاد القضائي‪ 3‬في قضايا‪ 3‬األسرة على كفاية اإلدالء‬
‫بالملتمسات و المستنتجات الكتابية عن الحضور‪ 3‬الشخصي لممثل النيابة العامة عند تعذره‪ ،‬رغم تنصيص‬
‫المادة الثالثة من مدونة األسرة على كون النيابة العامة طرفا أصليا في جميع الدعاوى األسرية‪.‬‬

‫‪.‬المطلب الثالث ‪:‬أقسام‪ 3‬المحكمة االبتدائية‬


‫أقسام‪ 3‬المحاكم ‪ :‬قدمت المادة ‪ 13‬من القانون العضوي رقم‪ 05-11 3‬المحكمة إلى ‪ 10‬أقسام‪ ،‬ويمكن‬
‫لرئيس حسب أهميته المحكمة بعد استطالع رأي وكيل الجمهورية تقليص عددها أو تقسيمها إلى فروع‬
‫حسب أهمية و جذم النشاط القضائي و تتمثل هذه األقسام في ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬القسم المدني ‪ :‬يهتم القسم المدني بالفصل في النزاعات والخصومات‪ 3‬المدنية التي تخرج عن‬
‫اختصاص األقسام المختلفة األخرى كالقسم التجاري والعقاري ‪ ،‬ويقوم أيضا بالفصل في القضايا المتعلقة‬
‫بالحقوق العينية العقارية والدعاوى المنقولة والمنازعات المتعلقة بكل دعوى خاصة بالمسؤولية و التي‬
‫تهدف إلى الحصول‪ 3‬على تعويض عن األضرار‪ 3‬الناجمة عن مختلف األخطاء المرتكبة في حق األفراد‪.‬‬
‫كما يفصل القسم المدني في الخصومات الناتجة عن المسؤولية العقدية الناشئة على عقود البيع أو اإليجار‬
‫أو الشركة أو التأمين أو الرهن وبصفة عامة كل عقد ينطوي‪ 3‬تحت أحكام القانون المدني‪ ،‬ومن ثم يكبر‬
‫القسم المدني من أقدم األقسام‪ 3‬الموجودة داخل المحكمة أكثرها تقال على صعيد‪ 3‬المنازعات‪ ،‬لما ينطوي‬
‫عليه القانون المدني من تنظيم روابط‪ 3‬مختلفة ومتنوعة‬

‫‪ -2‬قسم الجنح ‪ :‬يختص هذا القسم بالفصل في األفعال اإلجرامية التي يرتكبها‪ 3‬البالغون والتي توصف‬
‫بأنها مخالفة أو جنحة طيقا لقواعد قانون العقوبات أو القوانين العقابية المكملة له‪ ،‬كقانون الضرائب‬
‫وقانون الجمارك و قانون حماية المستهلك‪ ،‬وقانون اإلعالم وقانون اإلضراب وقانون‪ 3‬حماية المؤلف‪،‬‬
‫وغيرها من النصوص العقابية وعادة ما يتم تقسيم هذا القسم إلى فرعين‪ .‬فرع الجنح وفرع المخالفات‪.‬‬

‫‪ -3‬قسم المخالفات ‪ :‬ويختص هذا القسم بالنظر في قضايا‪ 3‬المخالفات التي تتراوح العقوبة فيها من يوم‬
‫واحد حبس إلى شهرين حليش‪ ،‬و بغرامة مالية من الغرامة من ‪ 2000‬دج إلى‬

‫‪20.000‬‬

‫دج‪..‬‬

‫‪ - 4‬القسم االستعجالي‪ : 3‬يفصل القسم االستعجالي بحكم مؤقت ال يمس بأصل الحق في المسائل‬
‫المستعجلة التي يخشى عليها قوات الوقت‪ ،‬مثل طلب وقف أشغال البناء الذي يعتبر تييرا مؤقتا لحماية‬
‫الحق من الخطر الناجم عن مواصلة عملية البناء في انتظار الفصل النهائي في موضوع‪ 3‬الدعوى‪ .‬وأيضا‪3‬‬
‫طلب وضع المال المتنازع فيه تحت الحراسة القضائية إلى حين الفصل في موضوع الحق قصد عدم‬
‫إتالف المال أو التصرف‪ 3‬فيه من حائزه‪ ،‬وكذا إشكاالت التنفيذ المتعلقة ‪.‬‬

‫ويفصل أيضا القسم االستعجالي‪ 3‬في بعض المنازعات المنصوص عليها صراحة في القانون تعیین خبير‬
‫من أجل تحديد ومن بين هذه المنازعات دعوى مراجعة بدل اإليجار‪ ،‬وكذا طلب تعويض االستحقاق‪3‬‬

‫‪ -5‬قسم شؤون األسرة ‪ :‬يقوم قسم شؤون األسرة أو ما كان يعرف يقسم األحوال الشخصية بالفصل في‬
‫المنازعات الناشئة عن تطبيق القانون رقم‪ 11-84 3‬المؤرخ في ‪ 09‬يوليو‪ 1984 3‬المتعلق بقانون األسرة‬
‫المعدل و المتمم ويتكفل القاضي المشرف على قسم شؤون األسرة بالفصل في مسائل الزواج‪ ،‬والتسب‪،‬‬
‫والطالق‪ 3‬والتطليق‪ ،‬والحضانة‪ ،‬والمنازعات حول متاع البيت‪ ،‬والنفقات ‪ ،‬والنيابة الشرعية‪ ،‬والكفالة‪،‬‬
‫والميرات‪ ،‬وكذلك كل ما يتعلق بالجنسية والمالحظ أن لقاضي شؤون األسرة صالحيات واسعة‪ ،‬فقد‬
‫تجيز له إسقاط الحضانة إذا ثبت أن صاحبها‪ 3‬لم يقم برعاية الولد وتعليمه‪ ،‬أو أصليح الولد في حالة خطر‬
‫صحي أو معنوي وأيضا النزاعات المتعلقة بقك الرابطة الزوجية‪ ،‬فللقاضى صالحيات إجراء الصلح‪ ،‬إذ‬
‫نصت المادة ‪ 49‬من قانون األسرة " ال يتبت الطالق إال بحكم بعد محاولة الصلح من طرف القاضي "‬
‫وبهذا اإلجراء تميزت المنازعة األسرية عن غيرها من المنازعات العقارية والمدنية والتجارية ‪،...‬‬
‫قالقضاة هنا غير ملزمون بإجراء عملية الصلح بين الخصوم‪ ،‬والمشرع الجزائري‪ 3‬من خالل فرض‬
‫وجوبية الصلح بين الزوجين قبل النطق بالحكم يهدف إلى التقليل من حاالت الطالق‪ ،‬لما يخلفه من آثارا‬
‫االجتماعية‬

‫‪ -6‬قسم األحداث ‪ :‬يفصل هذا القسم في االتهامات الموجهة لألحدات أقل من ‪ 18‬سنة وقت ارتكاب‬
‫الجريمة‪ ،‬وتتكون محكمة األحدات من قاضي‪ 3‬يساعده مساعدان لهما اهتمامات بفئة األحدات‪ ،‬بحكم‬
‫عملهما‪.‬‬

‫‪ -7‬القسم االجتماعي ‪ :‬يقصد بالقسم االجتماعى القسم الذي يختص بالمنازعات المتعلقة بعالقة العمل‪،‬‬
‫بين العامل والمستخدم‪ ،‬سواء كان هذا المستخدم‪ 3‬هي الدولة أو البلدية‪ ،‬أو مؤسسة عامة أو خاصة كما‬
‫يختص أيضا بالمنازعات المتعلقة بالضمان االجتماعي‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري‪ 3‬فرض‬
‫عرض النزاع على سبيل الوجوب على مكتب المصالحة الدائرة االختصاص بغرض القيام بعملية‬
‫المصالحة وفي حالة عدم توصلها إلى نتيجة تسلم العامل المعنى محضر‪ 3‬عدم المصالحة‪ ،‬ليتمكن من رفع‬
‫دعواه أمام المحكمة المختصة والمشرع‪ 3‬يهدف من خالل هذا اإلجراء الوجولى إلى التقليل من المنازعات‬
‫العمالية غير أنه في الواقع العملي كثيرا ما نجد المؤسسات المستخدمة ال تمتثل للحضور‪ 3‬لجلسة مصالحة‬
‫بعد تلقيها الستدعاء من جانب مكتب المصالحة أما بالنسبة للمنازعات الجماعية فقد خصص لها المشرع‬
‫إطارا خاصا للوقاية منها وتسويتها‪ 3‬تضمنته القانون رقم ‪ 02-90‬المؤرخ في ‪ 6‬فبراير‪ 1990 3‬المتعلق‬
‫بالوقاية من المنازعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب‪ ،‬وتتشكل‪ 3‬المحكمة العمالية‬
‫أو االجتماعية‪ ،‬كما يطلق عليها من قاض محترف رئيسا إلى جانب مساعدين اجتماعيين أحدهما يمثل‬
‫العمال واالخر بمثل أصحاب العمل‬

‫‪ -8‬القسم البحري ‪ :‬تم إنشاء القسم البحري بموجب القرار الوزاري‪ 3‬المؤرخ في ‪ 14‬جوان ‪ 1995‬ليعهد‬
‫إليه أمر الفصل في المنازعات المتعلقة بالعقود البحرية ويؤول االختصاص في هذا النوع من المنازعات‬
‫إلى المحاكم الواقعة على الساحل دون سواها وهي ‪ :‬القالة‪ ،‬عقاية سكيكدة‪ ،‬تيبازة‪ ،‬شرشال‪ ،‬تتس‪،‬‬
‫مستغانم‪ ،‬جيجل‪ ،‬بجاية‪ ،‬تيقزيرت‪ ،‬دلس‪ ،‬سيدي‪ 3‬محمد‪ ،‬ارزیو‪ ،‬وهران بني صاف‪ ،‬الغزوات‪.‬‬

‫‪ -9‬القسم التجاري ‪ :‬يعتبر القسم التجاري‪ 3‬من األقسام‪ 3‬القديمة داخل المحكمة فقد نظم بموجب المرسوم‪3‬‬
‫رقم‪ 163-66 3‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬ولقد رأى المشرع‪ 3‬أنه من الضروري‪ 3‬أن تفصل المنازعات‬
‫التجارية عن غيرها من المنازعات خاصة المدنية منها‪ ،‬السيما وقد ثبت أن القواعد التي تليق بالمجتمع‬
‫المدني قد ال تناسب المجتمع التجاري‪ ،‬لما يتميز به هذا األخير من دعامة وميزة السرعة واالئتمان الذي‬
‫يقرض النظر إلى المعامالت التجارية نظرة خاصة تختلف عن المعامالت المدنية العادية كما أن المسائل‬
‫المدنية تسير‪ 3‬بيطعيينما المسائل التجارية فتسير‪ 3‬بسرعة وعامل الزمن فيها يلعب دورا بارزا‪ ،‬وطالما أن‬
‫المشرع فصل بين القانون التجاري والقانون المدني فإننا نالحظ وجود‪ 3‬بيع مدني وأخر تجاري وإيجار‬
‫مدنی واألخر تجاري‪ 3‬وشركة مدنية وأخرى‪ 3‬تجارية‪ ،‬ووفقا لنظام االزدواجية في القواعد القانونية فإنها‪3‬‬
‫تلزم يفصل القسم التجاري عن القسم المدني‬

‫حتى يراعى القاضى خصوصية المجتمع التجاري سواء تعلقت بقلة التجار أو المنازعات المتعلقة‬
‫باألعمال التجارية بحسب الموضوع‪ ،‬كالمنازعات المتعلقة بالشراء والبيع‪ ،‬كما يفصل القسم التجاري‪ 3‬في‬
‫المنازعات المترتبة على األعمال التجارية بحسب الشكل‪ ،‬كالدعاوى المتعلقة بالشركات التجارية‬
‫والمحالت التجارية وتفصل المحكمة التجارية في المنازعات المعروضة عليها يقاضی فرد‪ ،‬كما تجدر‬
‫اإلشارة إلى أن القاضي التجاري ال يطيق‪ 3‬القانون التجاري فقط‪ ،‬بل قد يطبق القانون المدني على‬
‫المنازعات التجارية إذا لم يتمكن القانون التجاري من إيجاد حل لها‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫وفي األخير نخلص إلى أن االختصاص النوعي يتمثل في‬
‫كل سلطة جهة قضائية معينة للفصل دون سواها في دعاوى‬
‫معينة أما االختصاص المحلي أو اإلقليمي الذي هو يحدد‬
‫موطن ومكان رفع الدعوى ونسأل هللا عز وجل التوفيق‬
.

You might also like