You are on page 1of 62

‫شرح متن اآلجرومية‬

‫أحمد زيني دحالن‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد األنبياء‬
‫والمرسلين‪ ،‬محمد بن عبد هللا وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن متن اآلجرومية يعتبر من أحسن ما وضع‬
‫من المقدمات في فن النحو‪ ،‬وذلك أنه متن يمتاز باإليجاز ووضوح‬
‫العبارة وسهولتها‪ ،‬كما أن مؤلفه ضرب فيه العديد من األمثلة‬
‫ليكون قريب المنال للمبتدئين في هذا الفن‪ ،‬فصارت هذه المميزات‬
‫دافعا لكل من أراد أن يشرع في دراسة علم النحو أن يبدأ بهذا‬
‫المتن المبارك‪ ،‬ليحصل له النفع في أقرب مدة ‪.‬‬
‫ثم إن هذه المقدمة وإن كانت سهلة العبارة قريبة المنال إال أنها‬
‫تحتاج ليسير شرح وبيان وتنبيه على بعض عباراتها‪ ،‬ليتم‬
‫المقصود من تأليفها‪ ،‬وكان من أفضل الشروح لهذه المقدمة هو‬
‫شرح أحمد زيني دحالن‪ ،‬فقد شرحها شرحا مختصرا موجزا سهال‬
‫واضحا‪ ،‬فيه ما في أصله من المزايا ‪.‬‬
‫وقد اعتنيت بهذا الشرح الميسر فراجعته على أكثر من نسخة‪،‬‬
‫وقمت ـ من باب تقريب المعلومات ـ بكتابة توضيحات يسيرة قليلة‪،‬‬
‫لبعض الجمل والتعريفات التي قد تحتاج لمزيد إيضاح وبيان‪ ،‬ولم‬
‫أسترسل في ذلك منعا للتطويل ‪.‬‬
‫وأنبه إلى أن اعتنائي بهذا الشرح والسعي في نشره يرجع إلى‬
‫أن هذا الشرح مفيد في بابه‪ ،‬وليس في ذلك االعتناء أي تزكية‬
‫ألحمد زيني دحالن من ناحية عقيدته‪ ،‬ألن هذا الشرح يتعلق بعلم‬
‫النحو ال بعلم العقيدة‪ ،‬فال مانع من االستفادة من المؤلف فيما لم‬
‫يخطئ فيه كالنحو‪ ،‬وأما من ناحية العقائد فال نستفيد من دحالن في‬
‫أي شيء فيها لفساد عقيدة‪ ،‬فقد كان يسميه بعض أهل العلم بشيخ‬
‫الكذابين‪ ،‬وقد كان دحالن من أشد المناوئين لدعوة اإلمام محمد بن‬
‫عبد الوهاب ـ رحمه هللا تعالى ـ في الحجاز‪ ،‬فأَلف ردودا مألها‬
‫بالباطل والباليا العظام ليصد بها الناس عن سبيل هللا وعن دعوة‬
‫الشيخ محمد‪ ،‬وكان مما ألفه ما سماه زورا وبهتانا بـ"الدرر‬
‫السنية في الرد على الوهابية"‪ ،‬ومن أراد أن يعرف حقيقته‬

‫‪2‬‬
‫العقدية أكثر فليرجع إلى كتاب دعاوى المناوئين ‪.‬‬
‫فنحن إنما أخذنا ما عنده من الشيء المفيد‪ ،‬وأما العقيدة فال‬
‫نأخذها إال من أعالم أهل السنة والجماعة‪ ،‬وال يضر أحمد دحالن‬
‫بعقيدته إال نفسه ومن تبعه عليها‪.‬‬
‫وأنبه إخواني كذلك إلى أني لم أرد بعملي هذا إال ما عند هللا من‬
‫األجر والثواب‪ ،‬لذلك أنا أجيز لكل مسلم أن ينشر هذا الشرح بأي‬
‫وسيلة كانت من غير تصريح مني‪ ،‬بشرط أن ال يفصل مقدمتي عن‬
‫الشرح لكي ال يغتر بالشارح من ال يعرفه فيحسبه من علماء أهل‬
‫السنة والجماعة فيكون فتنة له ‪.‬‬
‫وهللا أعلى وأعلم ‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبينا محمد‬
‫أبو عمر الحنبلي‬

‫‪3‬‬
‫شرح مختصر جدا‬
‫على متن اآلجرومية‬
‫ألحمد زيني دحالن‬

‫مقدمات علم النحو‪ ،‬وبعض الفوائد للمؤلف وأحد تالميذه‬

‫(فائدة) الفاعل ‪ :‬من قام به الفعل‪ ،‬وال يكون إال مرفوعاً‪ ،‬نحو ‪ :‬قام‬
‫زيد ‪.‬‬
‫والمفعول ‪ :‬من وقع عليه الفعل‪ ،‬وال يكون إال منصوباً‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫ضربت زيدا ً ‪.‬‬
‫ونائب الفاعل ‪ :‬هو المفعول الذي أقيم مقام الفاعل بعد حذفه (‪)1‬‬
‫ب زيد‪ ،‬وي ْ‬
‫ض َرب ع َْمرو ‪.‬‬ ‫وال يكون إال مرفوعاً‪ ،‬نحو ‪ :‬ض ِر َ‬
‫والمضاف والمضاف إليه ‪ :‬كل اسمين بينهما نسبة جزئية (‪ )2‬نحو‬
‫‪ :‬غ َالم زيد‪ ،‬الغالم منسوب لزيد‪ ،‬فيسمى األول مضافا ً والثاني‬
‫مضافا ً إليه‪ ،‬والمضاف يكون إعرابه بحسب العوامل التي قبله‪،‬‬
‫والمضاف إليه ال يكون إال مجرورا ً ‪.‬‬
‫وظرف الزمان ‪ :‬هو اسم الزمان الذي يقع فيه الحدث‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫ص مت ي َ ْو مَ ال َخ ِ‬
‫ميس ‪.‬‬
‫وظرف المكان ‪ :‬هو اسم المكان الذي يقع فيه الحدث‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫شيخ‪ ،‬وكل من ظرف الزمان والمكان ال يكون إال‬ ‫َجلَست أ َما َم ال ِ‬
‫منصوبا ‪.‬‬
‫والحال ‪ :‬هو االسم الذي يبين هيئة الذات وقت الفعل (‪ )3‬نحو ‪:‬‬
‫َجا َء َزيد راكباً‪ ،‬وال يكون إال منصوبا ً ‪.‬‬
‫والتمييز ‪ :‬هو االسم المبين ما انبهم من الذوات أو النسب (‪ )4‬نحو‬

‫) أي بعد حذف الفاعل ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) أو نقول في تعريف المضاف إليه ‪ :‬هو اسم أو ضمير ينسب إلى اسم‬ ‫‪2‬‬

‫اسبق ‪.‬‬
‫) أو يقال بعبارة أسهل ‪ :‬هو اسم يقع في جواب كيف حدث الفعل ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫) أو يقال ‪ :‬هو كل اسم نكرة منصوب يذكر لبيان المراد من كلمة سابقة‬ ‫‪4‬‬

‫مبهمة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ِ :‬عندي ر ْطل َز ْيتاً‪ ،‬وطاب محمد نفسا ً (‪ )5‬وال يكون إال منصوبا ً ‪.‬‬
‫والمفعول ألجله ‪ :‬هو االسم الذي فعل الفعل ألجله (‪ )6‬وال يكون إال‬
‫لز ْيد (‪. )7‬‬‫منصوباً‪ ،‬نحو ‪ :‬ق ْمت إجْ الالً َ‬
‫والمفعول معه ‪ :‬هو االسم المقترن بواو المعية‪ ،‬وف ِعل الفعل معه‬
‫الجيش‪ ,‬وال يكون إال‬ ‫ِ‬ ‫والجيش‪ ,‬أي مع‬ ‫َ‬ ‫(‪ )8‬نحو ‪َ :‬جا َء األمير‬
‫منصوبا ‪.‬‬
‫والمثنى ‪ :‬ما دل على اثنين بزيادة ألف ونون رفعاً‪ ،‬وياء ونون‬
‫نصبا ً وجراً‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء الز ْيد ِ‬
‫َان‪َ ،‬و َرأ ْيت الز ْيد ْي ِن‪ ،‬و َم َر ْرت بالز ْيد ْي ِن‬
‫‪.‬‬
‫وجمع المذكر السالم ‪ :‬ما دل على جمع بواو ونون في آخره في‬
‫حالتي النصب والجر‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء‬ ‫ْ‬ ‫حالة الرفع‪ ،‬وياء ونون في‬
‫ِين‪َ ،‬و َم َر ْرت بالز ْيدين‪ ،‬والفرق بين المثنى‬ ‫ون‪َ ،‬و َرأ ْيت الز ْيد َ‬
‫الزيد َ‬
‫والجمع في حالتي النصب والجر‪ ،‬أن ياء المثنى مفتوح ما قبلها‬
‫مكسور ما بعدها‪ ،‬وياء الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها ‪.‬‬
‫ورجل‬ ‫والمعرب ‪ :‬ما تغير آخره بسبب اختالف العوامل‪ ،‬نحو ‪َ :‬ز ْيد َ‬
‫‪.‬‬
‫وأم ِس وحيث وك ْم‪ ،‬وهللا‬ ‫والمبني ‪ :‬ما لز َم حالة واحدة ‪ :‬كأ ْي َن ْ‬
‫سبحانه أعلم وأحكم أهـ مؤلفه ‪.‬‬
‫(فائدة) ينبغي لكل شارع في فن أن يتصوره ويعرفه قبل الشروع‬
‫فيه‪ ،‬ليكون على بصيرة فيه‪ ،‬ويحصل التصور بمعرفة المبادئ‬
‫العشرة المنظومة في قول بعضهم ‪:‬‬
‫إن مبادئ كل فن عَشره الحد والموضوع ثم الثمر ْه‬
‫وفضله ونسبة والواضع واالسم االستمداد حكم الشارع‬
‫بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرفا‬ ‫ِ‬ ‫مسائل والبعض‬

‫) والمفَسِر للمبهم يسمى تمييزا وم َم ِيزا ‪ ،‬والم َفسر يسمى م َميزا ومفسرا‬ ‫‪5‬‬

‫‪.‬‬
‫) أي يقع في جواب ِل َم حدث الفعل ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫) فإجالال هو المفعول ألجله ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫) أو نقول بعبارة أخرى ‪ :‬هو اسم منصوب يذكر بعد "واو" بمعنى‬ ‫‪8‬‬

‫"مع" للداللة على المصاحبة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫واآلن نشرع في فن النحو فنقول ‪ :‬حده (‪ )9‬علم بقواعدَ يعرف بها‬
‫أحكام الكلمات العربية‪ ،‬حال تركيبها من اإلعراب والبناء‪ ،‬وما‬
‫يتبعها من شروط النواسخ‪ ،‬وحذف العائد ‪ .‬وموضوعه ‪ :‬الكلمات‬
‫العربية من حيث البحث عن أحوالها ‪ .‬وغايته وفائدته ‪ :‬التحرز عن‬
‫الخطأ‪ ،‬واالستعانة على فهم كالم هللا وكالم رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ .‬وشرفه ‪ :‬بشرف فائدته ‪ .‬واستمداده ‪ :‬من كالم العرب ‪.‬‬
‫فوقانه على سائر العلوم بالنسبة واالعتبار ‪ .‬ومسائله ‪:‬‬ ‫وفضله ‪َ :‬‬
‫قواعده‪ ،‬كقولك ‪ :‬الفاعل مرفوع ‪ .‬وواضعه ‪ :‬أبو األسود الدؤلي من‬
‫التابعين‪ ،‬بأمر من اإلمام علي كرم هللا وجهه ‪ .‬ونسبته لباقي العلوم‬
‫‪ :‬التباين ‪ .‬واسمه ‪ :‬علم النحو‪ ،‬وعلم العربية ‪ .‬وحكم الشارع فيه ‪:‬‬
‫وجوبه الكفائي على أهل كل ناحية‪ ،‬والعيني على قارئ التفسير‬
‫والحديث ‪.‬‬
‫وحكي في سبب وضع أبي األسود الدؤلي لهذا الفن‪ ،‬أنه كان ليلة‬
‫على سطح بيته وعنده بنته‪ ،‬فرأت السماء ونجومها وحسن تأللؤ‬
‫السماء ــ بضم‬
‫ِ‬ ‫أنوارها مع وجود الظلمة‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا أبت ما أحسن‬
‫النون ‪ ،‬وكسر الهمزة ــ فقال ‪ :‬أي بنية نجومها‪ ،‬وظن أنها أرادت‬
‫ت ما أردت هذا‪ ،‬إنما أردت‬ ‫أي شئ أحسن منها‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا أب ِ‬
‫َ‬
‫أحسن السما َء وافتحي فاك‪،‬‬ ‫التعجب من حسنها‪ ،‬فقال ‪ :‬قولي ‪ :‬ما‬
‫فلما أصبح غدا على سيدنا علي كرم هللا وجهه‪ ،‬وقال ‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين حدث في أوالدنا ما لم نعرفه‪ ،‬وأخبره بالقصة‪ ،‬فقال هذا‬
‫بمخالطة العجم العرب‪ ،‬ثم أمره فاشترى صحيفة‪ ،‬وأملى عليه بعد‬
‫أيام أقسام الكالم ثالثة ‪ :‬اسم‪ ،‬وفعل‪ ،‬وحرف جاء لمعنى‪ ،‬وجملة من‬
‫باب التعجب‪ ،‬وقال ‪ :‬انح نحو هذا‪ ،‬فلذلك سمي بعلم النحو ‪ .‬ثم قال‬
‫تتبعه يا أبا األسود وزد عليه ما وقع لك‪ ،‬واعلم يا أبا األسود أن‬
‫األشياء ثالثة ‪ :‬ظاهر‪ ،‬ومضمر‪ ،‬وشئ ليس بظاهر وال مضمر‪،‬‬
‫وإنما تتفاضل الناس في معرفة ما ليس بظاهر وال مضمر ‪ .‬قال أبو‬
‫األسود ‪ :‬فجمعت منها أشيا َء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف‬
‫النصب‪ ،‬فكان منها ‪ :‬إن‪ ،‬وأن‪ ،‬وليت‪ ،‬ولعل‪ ،‬وكأن‪ ،‬ولم أذكر لكن‪،‬‬
‫فقال لي ‪ :‬لم تركتها‪ ،‬فقلت ‪ :‬لم أحسبها منها‪ ،‬فقال ‪ :‬بل هي منها‪،‬‬

‫) أي تعريفه ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪6‬‬
‫فزدها ‪.‬‬
‫ثم سمع أبو األسود رجالً يقرأ ‪{ :‬أن هللا برئ من المشركين‬
‫ورسوله} بالجر‪ ،‬فوضع باب العطف والنعت (‪. )10‬‬
‫واعلم أنه ورد في الحث على تعلم العربية أحاديث مرفوعة‪ ،‬وآثار‬
‫موقوفة‪ ،‬فمن ذلك قوله صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬إن هللا ال يسمع دعا ًء‬
‫ملحونا‪ ،‬والعلماء ال يرون الصالة خلف اللحنة‪ ،‬ومن ذلك ما أخرجه‬
‫المرهبي عن أبي جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي‬
‫بن أبي طالب‪ ،‬أنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫أعربوا الكالم كما تعربوا القرآن‪ ،‬وأخرج المرهبي أيضا عن جابر‬
‫رضي هللا عنهما‪ ،‬قال ‪ :‬مر عمر بقوم قد رموا رشقا فأخطئوه‪ ،‬فقال‬
‫‪ :‬ما أسوأ رميكم‪ ،‬فقالوا ‪ :‬نحن متعلمين‪ ،‬فقال ‪ :‬لحنكم أشد علي من‬
‫رميكم‪ ،‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول ‪" :‬رحم هللا‬
‫امرءا ً أصلح من لسانه" حديث ضعيف ‪.‬‬
‫عمر رضي هللا عنه‪ ،‬قال تعلموا السنة‬ ‫َ‬ ‫وأخرج البيهقي عن‬
‫والفرائض واللحن‪ ،‬كما تعلمون القرآن ‪ .‬وأخرج البيهقي أن َ‬
‫ابن‬
‫وابن عمر رضي هللا عنهم‪ ،‬كانا يضربان أوالدهما على‬ ‫َ‬ ‫عباس‬
‫اللحن‪ ،‬وأخرج أبو طاهر عن الشعبي‪ ،‬قال أبو بكر الصديق رضي‬
‫هللا عنه‪ ،‬ألن أقرأ وأسقط‪ ،‬أحب إلي من أن أقرأ وألحن ‪ .‬وأخرج‬
‫البيهقي في شعب اإليمان‪ ،‬عن شعبة أنه قال ‪ :‬إذا كان المحدث ال‬
‫يعرف النحو فهو كالحمار‪ ،‬يكون على رأسه مخالة ليس فيها شعير‬
‫‪ .‬وأخرج أيضا عن أبي الزناد عن أبيه أنه قال ‪ :‬ما تزندق من‬
‫تزندق بالمشرق إال جهال بكالم العرب ‪ .‬وأخرج أيضا عن ابن‬
‫المبارك قال ‪ :‬ال َي ْنبل الرجل بنوع من العلوم ما لم يزين علمه‬
‫بالعربية‪ ،‬على أنه ترافع رجل وأخوه إلى زياد في ميراث‪ ،‬فقال ‪ :‬إن‬
‫أبونا مات‪ ،‬وإن أخينا وثب على مال أبانا فأكله‪ ،‬فقال زياد إن الذي‬

‫) ثم كتب الناس بعد أبي األسود الدؤلي في هذا الفن إلى أن أكمل أبوابه‬ ‫‪10‬‬

‫الخليل بن أحمد في زمن هارون الرشيد‪ ،‬فأخذ عن الخليل تلميذه سيبويه أبو‬
‫بشر عمرو بن عثمان بن قنبر‪ ،‬الذي أكثر من التفاريع ووضع األدلة والشواهد‬
‫من كالم العرب لقواعد هذا الفن‪ ،‬إلى أن أصبح كتاب سيبويه أساسا لكل ما كتب‬
‫بعده في علم النحو ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أضعت من نفسك‪ ،‬أضر عليك مما أضعت من مالك‪ ،‬وأما القاضي‬
‫فقال ‪ :‬ال رحم هللا أباك وال جبر عظم أخيك‪ ،‬قم في لعنة هللا وحر‬
‫سقر‪ ،‬قال الجالل السيوطي في شرح ألفيته ‪ :‬وقد اتفق العلماء على‬
‫أن النحو يحتاج إليه في كل فن من فنون العلم السيما التفسير‬
‫والحديث‪ ،‬فإنه ال يجوز ألحد أن يتكلم في كتاب هللا حتى يكون ملما ً‬
‫بالعربية‪ ،‬ألن القرآن عربي وال تفهم مقاصده إال بمعرفة قواعد‬
‫العربية‪ ،‬وكذا الحديث‪ ،‬قال ابن الصالح ‪ :‬ينبغي للمحدث أن ال‬
‫يروي حديثه بقراءة لحان‪ ،‬ثم روى عن أبي داود قال سمعت‬
‫األصمعي يقول ‪ :‬إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف‬
‫النحو أن يدخل في قول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬من كذب علي‬
‫متعمدا‪ ،‬فليتبوأ مقعده من النار‪ ،‬ألنه لم يكن صلى هللا عليه وسلم‬
‫يلحن‪ ،‬فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه‪ ،‬قال بعضهم ‪:‬‬
‫من فاته النحو فذاك األخرس * وفهمه في كل علم مفلس‬
‫وقدره بين الورى موضوع * وإن يناظر فهو المقطوع‬
‫ال يهتدي لحكمة في الذكر * وما له في غامض من فكر‬
‫وهللا سبحانه وتعالى أعلم أهـ بقلم عثمان شطا تلميذ المؤلف ‪.‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫ض ِع) يعني أن الكالم عند‬ ‫(الكالم هو الل ْفظ الم َركب المفيد بالو ْ‬
‫النحويين هو اللفظ إلى آخره‪ ,‬فاللفظ ‪ :‬هو الصوت المشتمل على‬
‫بعض الحروف الهجائية كزيد‪ ,‬فإنه صوت اشتمل على الزاي والياء‬
‫والدال‪ ,‬فإن لم يشتمل على بعض الحروف كصوت الطبل فال يسمى‬
‫لفظا ً‪ ,‬فخرج باللفظ ما كان مفيدا ولم يكن لفظا‪ ،‬كاإلشارة‪ ،‬والكتابة‪،‬‬
‫والعقد‪ ،‬والنصب فال تسمى كالما عند النحاة ‪.‬‬
‫والمركب ما تركب من كلمتين فأكثر‪ ,‬كقام زيد‪ ،‬وزيد قائم‪ ,‬والمثال‬
‫األول فعل وفاعل‪ ،‬وكل فاعل مرفوع‪ ،‬والمثال الثاني مبتدأ وخبر‪،‬‬
‫وكل مبتدأ مرفوع باالبتداء‪ ،‬وكل خبر مرفوع بالمبتدأ‪ ،‬وخرج‬
‫بالمركب المفرد كزيد‪ ،‬فال يقال له كالم أيضا عند النحاة ‪.‬‬
‫والمفيد ما أفاد فائدة يحسن السكوت عليها من المتكلم والسامع‪،‬‬
‫كقام زيد‪ ،‬وزيد قائم‪ ,‬فإن كال منهما أفاد فائدة يحسن السكوت عليها‬

‫‪8‬‬
‫من المتكلم والسامع‪ ،‬وهي اإلخبار بقيام زيد‪ ،‬فإن السامع إذا سمع‬
‫ذلك ال ينتظر شيئا ً آخر يتوقف عليه تمام الكالم ويحسن أيضا‬
‫سكوت المتكلم ‪.‬‬
‫وخرج بالمفيد المركب‪ ،‬غير المفيد نحو ‪ :‬غالم زيد‪ ،‬من غير إسناد‬
‫وإن قام زيد‪ ,‬فإن تمام الفائدة فيه يتوقف على ذكر‬ ‫شيء إليه‪ْ ,‬‬
‫جواب الشرط‪ ،‬فال يسمى كل من المثالين كالما عند النحاة ‪.‬‬
‫وقوله (بالوضع) فسره بعضهم بالقصد‪ ,‬فخرج غير المقصود ككالم‬
‫النائم والساهي‪ ،‬فال يسمى كالما ً عند النحاة‪ ,‬وبعضهم فسره‬
‫بالوضع العربي‪ ،‬فخرج كالم العجم‪ ،‬كالترك والبربر‪ ،‬فال يسمى‬
‫كالما عند النحاة ‪.‬‬
‫مثال ما اجتمع فيه القيود األربعة ‪ :‬قام زيد‪ ،‬وزيد قائم‪ ,‬فالمثال‬
‫األول فعل وفاعل‪ ،‬والثاني مبتدأ وخبر‪ ،‬وكل من المثالين لفظ مركب‬
‫مفيد بالوضع‪ ،‬فهو كالم ‪.‬‬

‫(وأقسامه ثالثة ‪ :‬اسم‪ ،‬وفعل‪ ،‬وحرف) يعني أن أجزاء الكالم التي‬


‫يتألف منها ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬االسم‪ ،‬وهو كلمة دلت على معنى في نفسها‪ ،‬ولم تقترن‬
‫بزمن وضعاً‪ ،‬كزيد‪ ،‬وأنا‪ ،‬وهذا ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الفعل‪ ،‬وهو كلمة دلت على معنى في نفسها‪ ،‬واقترنت‬
‫بزمن وضعا ً‪ ,‬فإن دلت تلك الكلمة على زمن ماض‪ ،‬فهي الفعل‬
‫الماضي‪ ،‬نحو ‪ :‬قام‪ ,‬وإن دلت على زمن يحتمل الحال واالستقبال‪،‬‬
‫فهي الفعل المضارع‪ ،‬نحو ‪ :‬يقوم‪ ,‬وإن دلت على طلب شيء في‬
‫المستقبل‪ ،‬فهي فعل األمر نحو ‪ :‬ق ْم ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الحرف‪ ،‬وهو كلمة دلت على معنى في غيرها‪ ،‬نحو ‪ :‬إلى‪،‬‬
‫وهل‪ ،‬ولم ‪.‬‬
‫وقوله (جاء لمعنى) يعني به أن الحرف ال يكون له دخل في تركيب‬
‫الكالم إال إذا كان له معنى (‪ )11‬كهل‪ ،‬ولم‪ ،‬فإن هل معناها‬
‫االستفهام‪ ،‬ولم معناها النفي‪ ،‬فإن لم يكن له معنى‪ ،‬ال يدخل في‬

‫) حرف المعنى هو ما كان له معنى ال يظهر إال إذا انتظم في جملة ‪،‬‬ ‫‪11‬‬

‫كحروف الجر واالستفهام وغيرها ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫تركيب الكالم‪ ،‬كحروف المباني (‪ )12‬نحو ‪ :‬زاي زيد‪ ،‬ويائه‪ ،‬وداله‪،‬‬
‫فإن كال منها حرف مبنى ال حرف معنى ‪.‬‬
‫(فاالسم يعرف ‪ :‬بالخفض‪ ،‬والتنوين‪ ،‬ودخول األلف والالم‪،‬‬
‫وحروف الخفض) يعني أن االسم يتميز عن الفعل والحرف‬
‫بالخفض‪ ،‬نحو ‪ :‬مررت بزيد‪ ،‬وغالم زيد‪ ،‬فزيد المجرور بالباء‬
‫وغالم‪ ،‬اسمان لوجود الخفض؛ والتنوين‪ ،‬نحو ‪ :‬زيد‪ ،‬ورجل‪ ،‬فزيد‬
‫ورجل كل منها اسم لوجود التنوين فيه‪ ،‬والتنوين نون ساكنة تلحق‬
‫اآلخر لفظا ً ال خطا ً (‪ )13‬ودخول األلف والالم‪ ،‬نحو ‪ :‬الرجل والغالم‪،‬‬
‫فكل منهما اسم لدخول " أل " عليهما؛ وحروف الخفض‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫مررت بزيد ورجل‪ ،‬فكل منهما اسم لدخول حرف الخفض وهي‬
‫الباء عليهما‪ ،‬ثم ذكر جملة من حروف الخف ض‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫سرت من البصر ِة إلى الكوف ِة‪ ،‬فكل من‬ ‫( َو ِه َي ‪ِ :‬م ْن‪ ،‬و ِإلَى) نحو ‪ِ :‬‬
‫البصرة والكوفة اسم لدخول ِم ْن على األول‪ ،‬وإلى على الثاني‬
‫القوس‪ ،‬فالقوس اسم لدخول عن‬ ‫ِ‬ ‫(وعن) نحو ‪ :‬رميت السه َم عن‬
‫الفرس‪ ،‬فالفرس اسم لدخول على‬ ‫ِ‬ ‫عليه (وعلى) نحو ‪ :‬ركبت على‬
‫الكوز‪ ،‬فالكوز اسم لدخول في عليه‬ ‫ِ‬ ‫عليه ( َوفِي) نحو ‪ :‬الماء في‬
‫( َورب) نحو ‪ :‬رب رجل كريم لقيته‪ ،‬فرجل اسم لدخول رب عليه‬
‫( َوا ْلبَاء) نحو ‪ :‬مررت بزيد‪ ،‬فزيد اسم لدخول الباء عليه (وا ْلكَاف)‬
‫كالبدر‪ ،‬فالبدر اسم لدخول الكاف عليه ( َوالالم) نحو ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫نحو ‪ :‬زيد‬
‫س ِم) وهي‬ ‫المال لزيد‪ ،‬فزيد اسم لدخول الالم عليه ( ) ( َوحروف ا ْلقَ َ‬
‫‪14‬‬

‫من جملة حروف الخفض‪ ،‬واستعملت في القسم ( َو ِه َي ‪ :‬ا ْل َواو‪،‬‬


‫َوا ْلبَاء‪َ ،‬والتاء) نحو ‪ :‬وهللاِ‪ ،‬وباهللِ‪ ،‬وتاهللِ‪ ،‬فلفظ الجاللة اسم لدخول‬
‫حروف القسم عليه ‪.‬‬
‫(والفعل يعرف ‪ :‬بقد‪ ،‬والسين‪ ،‬وسوف‪ ،‬وتاء التأنيث الساكنة)‬
‫يعني أن الفعل يتميز عن االسم والحرف بدخول قد عليه‪ ،‬وتدخل‬
‫على الماضي نحو ‪ :‬قد قا َم زيد‪ ،‬وعلى المضارع‪ ،‬نحو ‪ :‬قد يقوم‬

‫) حرف المبنى هو ما كان من بنية الكلمة ‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫) أي نون تلحق آخر الكلمة عند التلفظ بها ‪ ،‬فهي تلفظ وال تكتب ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫) فائدة ‪ :‬إذا دخل حرف الجر الالم على اسم محلى بأل‪ ،‬فإن األلف التي‬ ‫‪14‬‬

‫في أل تحذف نحو ‪ :‬للملك‪ ،‬للدار ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫زيد‪ ،‬فكل من قام ويقوم فعل لدخول قد عليه‪ ،‬والسين وسوف‬
‫يختصان بالمضارع‪ ،‬نحو ‪ :‬سيقوم زيد‪ ،‬وسوف يقوم زيد‪ ،‬فيقوم‬
‫فعل مضارع لدخول السين وسوف عليه‪ ،‬وتاء التأنيث الساكنة‬
‫اء له‬‫تختص بالماضي‪ ،‬نحو ‪ :‬قَا َمتْ ِهند فقام فعل ماض ِللحوق الت ِ‬
‫‪.‬‬
‫(والحرف ما ال يصلح معه دليل االسم‪ ،‬وال دليل الفعل) يعني أن‬
‫ت االسم‬ ‫الحرف يتميز عن االسم والفعل بأن ال يقبل شيئا ً من عالما ِ‬
‫وال شيئا ً من عالمات الفعل‪ ،‬ك َهل‪ ،‬وفي‪ ،‬ولم‪ ،‬فإنها ال تقبل شيئا ً من‬
‫ذلك‪ ،‬فعالمته عدم قبول العالمات التي لالسم والفعل‪ ،‬قال العالمة‬
‫الحريري في ملحة اإلعراب ‪:‬‬
‫س على قولي تَكن عال َم ْه‬ ‫فَ ِق ْ‬ ‫والحرف ما ل ْيست له عالم ْه‬
‫أي ما لَ ْيست له عالمة موجودة‪ ،‬بل عالمته عدمية‪ ،‬نظير ذلك الجيم‬
‫والخاء والحاء‪ ،‬فالجيم عالمتها نقطة من أسفلها‪ ،‬والخاء عالمتها‬
‫نقطة من أعالها‪ ،‬والحاء عالمتها عدم وجود نقطة من أسفلها‬
‫وأعالها‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫(باب اإلعراب)‬
‫(اإلعراب هو تغيير أواخر الكلم (‪ )15‬الختالف العوامل ( ) الداخلة‬
‫‪16‬‬

‫عليها لفظا ً أو تقديرا ً) يعني أن اإلعراب هو تغيير أواخر الكلم‪،‬‬


‫بسبب دخول العوامل المختلفة‪ ،‬وذلك نحو ‪ :‬زيد‪ ،‬فإنه قبل دخول‬
‫العوامل موقوف ليس معرباً‪ ،‬وال مبنياً‪ ،‬وال مرفوعا وال غيره‪ ،‬فإذا‬
‫دخل عليه العامل فإن كان يطلب الرفع رفِ َع‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء ز ْيد‪ ،‬فإنه‬
‫فعل يطلب فاعالً‪ ،‬والفاعل مرفوع‪ ،‬فيكون زيد مرفوعا ً بجاء على‬

‫) أي أحوال أواخر الكلم‪ ،‬فال يعقل ت َ َغير نفس األواخر‪ ،‬فآخر الكلمة ال‬ ‫‪15‬‬

‫يتغير ‪.‬‬
‫) العامل هو ما يدخل على الكلمة فيؤثر في آخرها بالرفع أو النصب أو‬ ‫‪16‬‬

‫الجر أو الجزم‪ ،‬فالفعل هو العامل في الفاعل وفي المفعول‪ ،‬ألنه يؤثر في آخر‬
‫الفاعل فيرفعه‪ ،‬وفي آخر المفعول فينصبه‪ ،‬وكحرف الجزم فإنه يؤثر في آخر‬
‫المضارع‪ ،‬فيجعله مجزوما‪ ،‬وكحرف الجر فإنه يؤثر في آخر االسم ‪،‬فيجعله‬
‫مجرورا‪ ،‬والمعمول هو ما تغير آخره بسبب العامل ‪ ،‬واألثر الحاصل من رفع أو‬
‫نصب أو جر أو جزم يسمى العمل أي اإلعراب ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫النصب نصب ما بعده‪ ،‬نحو ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫أنه فاعله‪ ،‬وإن كان العامل يطلب‬
‫رأيت زيداً‪ ،‬فإن رأيت فعل‪ ،‬والتاء فاعله‪ ،‬وزيدا ً مفعوله‪ ،‬والمفعول‬
‫منصوب‪ ،‬وإن كان يطلب ال َجر جر ما بعده‪ ،‬نحو الباء في نحو ‪:‬‬
‫مررت بزيد‪ ،‬فزيد مجرور بالباء ‪ .‬فتغير اآلخر من رفع إلى نصب‬
‫أو جر هو اإلعراب‪ ،‬وسببه دخول العوامل ‪.‬‬
‫وقوله (لفظا ً أو تقديرا ً) يعني به أن اآلخر يتغير لفظا ً كما رأيته في‬
‫األمثلة المذكورة‪ ،‬أو تقديرا ً كما في االسم الذي آخره ألف‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫الفتى‪ ،‬أو ياء نحو ‪ :‬القاضي‪ ،‬فإن األلف اللينة يتعذر تحريكها‪،‬‬
‫فيقدر فيها اإلعراب للتعذر‪ ،‬نحو جا َء الفتى‪ ،‬فالفتى فاعل مرفوع‬
‫بضمة مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر‪ ،‬ورأيت الفتى‪،‬‬
‫فالفتى مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على األلف منع من ظهورها‬
‫التعذر؛ ومررت بالفتى‪ ،‬فالفتى مجرور بالباء بكسرة مقدرة على‬
‫األلف منع من ظهورها التعذر‪ ،‬ونحو ‪ :‬جاء القاضي‪ ،‬فالقاضي‬
‫فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل‪،‬‬
‫ومررت بالقاضي‪ ،‬فالقاضي مجرور بالباء بكسرة مقدرة على الياء‬
‫منع من ظهورها الثقل‪ ،‬وأما في حالة النصب فتظهر الفتحة على‬
‫فالقاضي مفعول به منصوب‬‫َ‬ ‫اضي‪،‬‬
‫للخف ِة‪ ،‬نحو ‪ :‬رأيت الق َ‬ ‫الياء ِ‬
‫بفتحة ظاهرة؛ فالفرق بين ما آخره ألف أو ياء‪ ،‬أن ما آخره ألف‬
‫يتعذر إظهاره وإعرابه رفعا ً ونصبا ً وجراً‪ ،‬وما آخره ياء ال يتعذر‪،‬‬
‫ولكنه يستثقل رفعا ً وجرا ً ‪.‬‬
‫(وأقسامه أربعة ‪ :‬رفع‪ ،‬ونصب‪ ،‬وخفض‪ ،‬وجزم) يعني أن أقسام‬
‫أضرب‬
‫َ‬ ‫اإلعراب أربعة ‪ :‬رفع‪ ،‬نحو ‪ :‬يضرب زيد‪ ،‬ونصب‪ ،‬نحو ‪ :‬لن‬
‫أضرب زيداً؛‬
‫ْ‬ ‫عمر‪ ،‬وخفض‪ ،‬نحو ‪ :‬مررت بزيد‪ ،‬وجزم نحو ‪ :‬لم‬ ‫َ‬
‫فزيد في األول مرفوع بيضرب على أنه فاعله‪ ،‬وأضرب في الثاني‬
‫وعمر منصوب بأضرب على أنه‬ ‫َ‬ ‫فعل مضارع منصوب بلن‪،‬‬
‫وأضرب في الرابع فعل‬
‫ْ‬ ‫مفعوله‪ ،‬وزيد في الثالث مجرور بالباء‪،‬‬
‫مضارع مجزوم بلم ‪.‬‬
‫ولن ‪ :‬تسمى حرف نفي ونصب واستقبال‪ ،‬ألنها تنفي الفعل وتنصبه‬
‫ص ِيره مستقبالً‪ ،‬ولم ‪ :‬تسمى حرف نفي وجزم وقلب‪ ،‬ألنها تنفي‬ ‫وت َ‬
‫الفعل‪ ،‬وتجزمه‪ ،‬وتقلب معناه فيصير ماضيا ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫(فلألسماء من ذلك الرفع‪ ،‬والنصب‪ ،‬والخفض‪ ،‬وال جزم فيها) يعني‬
‫أن األسماء يدخلها الرفع نحو ‪ :‬جاء زيد‪ ،‬والنصب نحو ‪ :‬رأيت‬
‫زيداً‪ ،‬والخفض نحو ‪ :‬مررت بزيد‪ ،‬وال يدخلها الجزم ‪.‬‬
‫(ولألفعال من ذلك الرفع‪ ،‬والنصب‪ ،‬والجزم‪ ،‬وال خفض فيها) يعني‬
‫أضرب‪،‬‬
‫َ‬ ‫أن األفعال يدخلها الرفع نحو ‪ :‬يضرب‪ ،‬والنصب نحو ‪ :‬لن‬
‫أضرب‪ ،‬وال يدخلها الخفض؛ فالرفع والنصب‬ ‫ْ‬ ‫والجزم نحو ‪ :‬لم‬
‫يشترك فيهما االسم والفعل‪ ،‬ويختص االسم بالخفض‪ ،‬والفعل‬
‫بالجزم‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫(باب معرفة عالمات اإلعراب)‬
‫(للرفع أربع عالمات ‪ :‬الضمة‪ ،‬والواو‪ ،‬واأللف‪ ،‬والنون) يعني أن‬
‫الكلمة ي ْع َرف رفعها بواحد من أربع عالمات‪ ،‬إما الضمة نحو ‪ :‬جاء‬
‫زيد‪ ،‬فزيد فاعل مرفوع بالضمة‪ ،‬أو الواو نحو ‪ :‬جاء أبوك‪ ،‬وجاء‬
‫الزيدون‪ ،‬فأبوك فاعل مرفوع بالواو‪ ،‬والزيدون فاعل مرفوع‬
‫بالواو‪ ،‬أو األلف‪ ،‬نحو ‪:‬جاء الزيدان‪ ،‬فالزيدان فاعل مرفوع باأللف‪،‬‬
‫أو النون نحو ‪ :‬يضربان‪ ،‬فيضربان فعل مضارع مرفوع بثبوت‬
‫النون ‪.‬‬
‫(فأما الضمة فتكون عالمة للرفع في أربعة مواضع ‪ :‬في االسم‬
‫المفرد‪ ،‬وجمع التكسير‪ ،‬وجمع المؤنث السالم‪ ،‬والفعل المضارع‬
‫الذي لم يتصل بآخره شيء) يعني أن الضمةَ تكون عالمة للرفع في‬
‫هذه المواضع‪ ،‬أي ي ْع َرف رفعها بوجود الضمة فيها لفظا ً أو تقديراً‪،‬‬
‫فاالسم المفرد (‪ )17‬نحو ‪ :‬جاء زيد والفتى‪ ،‬فزيد فاعل مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬والفتى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر؛‬
‫وجمع التكسير وهو ما تغير عن بناء مفرده (‪ )18‬نحو ‪ :‬جاء الرجال‬
‫واألسارى‪ ،‬فالرجال فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬واألسارى فاعل‬
‫مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر‪ ،‬وجمع المؤنث السالم (‪ )19‬وهو ما‬
‫جمع بألف وتاء مزيدتين‪ ،‬نحو ‪ :‬جاءت الهندات‪ ،‬فالهندات فاعل‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬والفعل المضارع‪ ،‬نحو ‪ :‬يضرب زيد‪،‬‬
‫ويخشى عمرو‪ ،‬ويرمي بكر‪ ،‬فيضرب فعل مضارع مرفوع بالضمة‬
‫الظاهرة‪ ،‬ويخشى مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر‪ ،‬ويرمي بالضمة‬
‫المقدرة للثقل ‪.‬‬
‫(وقوله الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) احترازا عما إذا‬
‫كان اتصل به ألف االثنين‪ ،‬نحو ‪ :‬يضربان‪ ،‬وتضربان‪ ،‬أو واو‬
‫الجماعة‪ ،‬نحو ‪ :‬يضربون‪ ،‬وتضربون‪ ،‬أو ياء المؤنثة المخاطبة‪،‬‬

‫) االسم المفرد هو ما دل على واحد أو واحدة‪ ،‬مثل ولد أو امرأة ‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫) أو يقال بعبارة أخرى‪ ،‬هو مادل على أكثر من اثنين أو اثنتين بتغير‬ ‫‪18‬‬

‫صورة المفرد ‪.‬‬


‫) سمي هذا الجمع سالما‪ ،‬ألن المفرد سالم من التغير فهاء هند مثال‬ ‫‪19‬‬

‫مكسورة وفي الجمع كذلك‪ ،‬والنون في المفرد ساكنة وفي الجمع كذلك ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫نحو ‪ :‬تضربين‪ ،‬فإنه يرفع بثبوت النون كما سيأتي؛ واحتراز أيضا ً‬
‫س َجنَن‬‫عما إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة‪ ،‬نحو { َلي ْ‬
‫َولَيَكونا ً} فإنه يبنى على الفتح (‪ )20‬أو اتصلت به نون النسوة‪ ،‬نحو‬
‫الوا ِلدَات ي ْر ِض ْع َن} فإنه يبنى على السكون ‪.‬‬
‫{ َو َ‬
‫(وأما الواو فتكون عالمة للرفع في موضعين‪ ،‬في جمع المذكر‬
‫السالم‪ ،‬وفي األسماء الخمسة‪ ،‬وهي ‪ :‬أبوك‪ ،‬وأخوك‪ ،‬وحموك‪،‬‬
‫وفوك‪ ،‬وذو مال) يعني أن جمع المذكر السالم واألسما َء الخمس ِة‪،‬‬
‫ي ْع َرف رفعها بوجود الواو‪ ،‬فتكون مرفوعة بالواو نيابة عن‬
‫الضمة‪ ،‬والمراد بجمع المذكر السالم اللفظ الدال على الجمعية بواو‬
‫ونون في آخره في حالة الرفع‪ ،‬وياء ونون في حالتي النصب‬
‫والجر (‪ )21‬نحو ‪ :‬جاء الزيدون‪ ،‬ورأيت الزيدين‪ ،‬ومررت‬
‫بالزيدين‪ ،‬فالزيدون في قولك ‪ :‬جاء الزيدون فاعل مرفوع بالواو‪،‬‬
‫والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد (‪ )22‬واألسماء‬
‫الخمسة‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء أبوك‪ ،‬وأخوك‪ ،‬وحموك‪ ،‬وفوك‪ ،‬وذو مال‪،‬‬
‫فكل واحد منها فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة‪ ،‬وكل من جمع‬
‫المذكر السالم واألسماء الخمسة له شروط تطلب من المطوالت ‪.‬‬
‫(وأما األلف فتكون عالمة للرفع في تـثنية األسماء خاصة) المراد‬
‫من تثنية األسماء ‪ :‬المثنى والمراد منه ما دل على اثنين‪ ،‬بألف‬
‫ونون في آخره في حالة الرفع‪ ،‬وياء ونون في حالتَي ِ النصب‬
‫والجر (‪ )23‬نحو ‪ :‬جاء الزيدان‪ ،‬ورأيت الز ْيدَ ْين‪ ،‬ومررت بالزيدَ ْين‪،‬‬
‫فالزيدان في قولك ‪ :‬جاء الزيدان فاعل مرفوع وعالمة رفعه األلف‬

‫) الفرق التشكيلي بين نون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد الخفيفة هو أن‬ ‫‪20‬‬

‫نون التوكيد الخفيفة نون ساكنة‪ ،‬أما أختها فتكون مشددة مفتوحة‪ ،‬والفرق‬
‫المعنوي بينهما هو أن التوكيد بالنون الثقيلة يكون أقوى من التوكيد بالخفيفة‬
‫منها فالفعل المسند اليها يكون قد أكد مرتين على العكس من توكيد الخفيفة‬
‫التي تؤكد الفعل مرة واحدة ‪.‬‬
‫) أي هو ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة واو ونون إلى‬ ‫‪21‬‬

‫المفرد في حالة الرفع‪ ،‬أو ياء ونون إلى المفرد في حالتي النصب والجر‪.‬‬
‫) أي بدال عن التنوين الذي كان موجودا في نحو قولنا ‪ :‬جاء زيد ‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫) أي هو ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون إلى آخر االسم‬ ‫‪23‬‬

‫المفرد في حالة الرفع ‪ ،‬وياء ونون في حالتي النصب والجر ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫نيابة عن الضمة؛ والفرق بين المثنى والجمع في حالتي النصب‬
‫والجر‪ ،‬أن الياء التي في المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما بعدها‪،‬‬
‫وفي الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها‪ ،‬والنون عوض عن‬
‫التنوين في االسم المفرد‪ ،‬في كل من التثنية والجمع ‪.‬‬
‫للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به‬ ‫(وأما النون فتكون عالمةً‬
‫ِ‬
‫ضمير تـثنية) نحو ‪ :‬يفعالن وتفعالن (أو ضمير جمع) نحو ‪:‬‬
‫يفعلون وتفعلون (أو ضمير المؤنثة المخاطبة) نحو ‪ :‬تفعلين‪،‬‬
‫وهذه األوزان تسمى األفعال الخمسة وتكون النون التي في آخرها‬
‫عالمة على رف ِعها‪ ،‬فهي مرفوعة بثبوت النون نيابة عن الضمة‪،‬‬
‫فتقول ‪ :‬الزيدان يضربان‪ ،‬فيضربان مرفوع بثبوت النون نيابة عن‬
‫الضمة‪ ،‬وكذا أنتما تضربان‪ ،‬والزيدون يضربون‪ ،‬وأنتم تضربون‪،‬‬
‫ت تضربين‪ ،‬فكل هذه األمثلة مرفوعة‪ ،‬وعالمة رفعها ثبوت‬ ‫وأن ِ‬
‫النون‪ ،‬واأللف في األول والثاني فاعل‪ ،‬والواو في الثالث والرابع‬
‫فاعل‪ ،‬والياء في الخامس فاعل ‪.‬‬
‫(وللنصب خمس عالمات ‪ :‬الفتحة‪ ،‬واأللف‪ ،‬والكسرة‪ ،‬والياء‪،‬‬
‫وحذف النون) عالمات النصب خمس‪ ،‬واحدة منها أصلية‪ ،‬وهي‬
‫الفتحة نحو ‪ :‬رأيت زيداً‪ ،‬وأربعة نائبة عنها‪ ،‬وهي األلف نحو ‪:‬‬
‫رأيت أباك‪ ،‬والكسرة نحو ‪ :‬رأيت الهنداتِ‪ ،‬والياء نحو ‪ :‬رأيت‬
‫الزيدَ ْين والزيدِين‪ ،‬وحذف النون نحو ‪ :‬لن يضربوا (فأما الفتحة‬
‫فتكون عالمة للنصب في ثالثة مواضع ‪ :‬في االسم المفرد‪ ،‬وجمع‬
‫التكسير‪ ،‬والفعل المضارع‪ ،‬إذا دخل عليه ناصب‪ ،‬ولم يتصل بآخره‬
‫شئ) يعني أن هذه المواضع الثالثة إذا نصبت تكون منصوبة‬
‫بالفتحة‪ ،‬فاالسم المفرد نحو ‪ :‬رأيت زيداً‪ ،‬فزيدا ً مفعول منصوب‬
‫الرجا َل‪ ،‬والفعل المضارع إذا‬
‫بالفتحة‪ ،‬وجمع التكسير نحو ‪ :‬رأيت ِ‬
‫أضرب‪ ،‬فأضرب فعل مضارع منصوب‬ ‫َ‬ ‫دخل عليه ناصب نحو ‪ :‬لن‬
‫بلن (وأما األلف فتكون عالمة للنصب في األسماء الخمسة‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫رأيت أباك‪ ،‬وأخاك‪ ،‬وما أشبه ذلك) يعني أن األسما َء الخمسةَ تكون‬
‫في حالة النصب منصوبة باأللف نيابة عن الفتحة نحو ‪ :‬رأيت‬
‫أباك‪ ،‬وأخاك‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬وهي ‪ :‬حماك‪ ،‬وفاك‪ ،‬وذا مال‪ ،‬فكلها‬
‫منصوبة باأللف نيابة عن الفتحة (وأما الكسرة فتكون عالمة‬

‫‪16‬‬
‫ت} وإعرابه‬ ‫للنصب في جمع المؤنث السالم) نحو { َخلَ َ‬
‫ق هللا السموا ِ‬
‫‪ :‬خلق فعل ماض‪ ،‬ولفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫ت مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة‪ ،‬ألنه جمع‬ ‫والسموا ِ‬
‫مؤنث سالم (وأما الياء فتكون عالمة للنصب في ‪ :‬التثنية‪،‬‬
‫ِين‪ ،‬فاألول منصوب بالياء‬ ‫والجمع) نحو ‪ :‬رأيت الزيدَ ْي ِن والز ْيد َ‬
‫المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة‪ ،‬والثاني‬
‫منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن‬
‫الفتحة أيضاً‪ ،‬والنون عوض عن التنوين فيهما (وأما حذف النون‬
‫فيكون عالمة للنصب في األفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون)‬
‫يعني أن حذف النون يكون عالمة للنصب نيابة عن الفتحة في‬
‫األفعال الخمسة‪ ،‬نحو ‪ :‬لن يفعال‪ ،‬ولن تفعال‪ ،‬ولن يفعلوا‪ ،‬ولن‬
‫تفعلوا‪ ،‬ولن تفعلي‪ ،‬فكل واحد من هذه األمثلة منصوب وعالمة‬
‫نصبه حذف النون نيابة عن الفتحة‪ ،‬واأللف فاعل في األول‬
‫والثاني‪ ،‬والواو فاعل في الثالث والرابع‪ ،‬والياء فاعل في الخامس‬
‫‪.‬‬
‫(وللخفض ثالث عالمات ‪ :‬الكسرة‪ ،‬والياء‪ ،‬والفتحة) عالمات‬
‫الخفض ثالث‪ ،‬واحدة منها أصلية‪ ،‬وهي الكسرة نحو ‪ :‬مررت‬
‫بزيد‪ ،‬واثنان نائبان عنها‪ ،‬وهي الياء نحو ‪ :‬مررت بأخيك والز ْيدَ ْين‬
‫والز ْيدِن‪ ،‬والفتحة نحو ‪ :‬مررت بإبراهي َم (فأما الكسرة فتكون‬
‫عالمة للخفض في ثالثة مواضع ‪ :‬في االسم المفرد المنصرف‪،‬‬
‫وجمع التكسير المنصرف‪ ،‬وجمع المؤنث السالم) فاالسم المفرد‬
‫نحو ‪ :‬مررت بزيد والفتى‪ ،‬وجمع التكسير نحو ‪ :‬مررت بالرجا ِل‬
‫واألسارى والهنودِ‪ ،‬وجمع المؤنث السالم نحو ‪ :‬مررت بالهنداتِ‪،‬‬
‫والمنصرف معناه الذي يقبل الصرف‪ ،‬والصرف هو التنوين‪،‬‬
‫ولألسماء التي تقبل التنوين أو ال تقبله عالمات تعرف بها‪ ،‬تطلب‬
‫من المطوالت (وأما الياء فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع ‪:‬‬
‫في األسماء الخمسة‪ ،‬والتثنية‪ ،‬والجمع) يعني أن هذه المواضع‬
‫الثالثة تكون الياء فيها عالمة على الخفض نيابة عن الكسرة‪،‬‬
‫فاألسماء الخمسة نحو ‪ :‬مررت بأبيك‪ ،‬وأخيك‪ ،‬وحميك‪ ،‬وفيك‪،‬‬
‫وذي مال‪ ،‬فكلها مجرورة بالباء‪ ،‬وعالمة الجر فيها الياء نيابة عن‬

‫‪17‬‬
‫الكسرة‪ ،‬والتثنية بمعنى المثنى نحو ‪ :‬مررت بالز ْيدَ ْي ِن‪ ،‬فالز ْيدَ ْي ِن‬
‫مجرور بالباء‪ ،‬وعالمة الجر فيه الياء المفتوح ما قبلها المكسور‬
‫ما بعدها نيابة عن الكسرة‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم‬
‫فالزيدين مجرور بالباء‬ ‫َ‬ ‫المفرد والجمع نحو ‪ :‬مررت بالز ْيد َ‬
‫ِين‪،‬‬
‫وعالمة جره الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها‪ ،‬والنون‬
‫عوض عن التنوين في االسم المفرد (وأما الفتحة فتكون عالمة‬
‫ص ِرف‬ ‫للخفض في االسم الذي ال ينصرف) يعني أن االسم الذي ال يَن َ‬
‫إنما يعرف خفضه إذا دخل عليه عامل الخفض بالفتحة‪ ،‬فيكون‬
‫مجرورا ً بالفتحة نيابة عن الكسرة‪ ،‬نحو ‪ :‬مررت بأحمدَ‪ ،‬وإبراهي َم‪،‬‬
‫فكل منهما مجرور بالباء وعالمة جره الفتحة نيابة عن الكسرة‬
‫ألنه اسم ال ينصرف‪ ،‬أي ال ينون‪ ،‬ألن الصرف هو التنوين‪ ،‬ولالسم‬
‫ص ِرف أقسام كثيرة‪ ،‬وله حدود وعالمات يعرف بها‪،‬‬ ‫الذي ال َين َ‬
‫تطلب من المطوالت‪ ،‬فإن المبتدئ يكفيه في أول األمر أن يتصوره‬
‫إجماالً ‪.‬‬
‫(وللجزم عالمتان ‪ :‬السكون‪ ،‬والحذف) فالسكون عالمة أصلية‪،‬‬
‫يضرب زيد‪ ،‬فيضرب فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وعالمة‬ ‫ْ‬ ‫نحو ‪ :‬لم‬
‫جزمه السكون‪ ،‬والحذف ينوب عن السكون (‪ )24‬نحو ‪ :‬لم يضربا‪،‬‬
‫يخش زيد‪ ،‬فيضربا فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وعالمة جزمه‬ ‫َ‬ ‫ولم‬
‫ويخش فعل مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف‬ ‫َ‬ ‫حذف النون‪،‬‬
‫األلف (فأما السكون فيكون عالمة للجزم في الفعل المضارع‬
‫الصحيح اآلخر) المراد بالصحيح اآلخر أن ال يكون في آخره ألف‪،‬‬
‫أو واو‪ ،‬أو ياء‪ ،‬نحو ‪ :‬يخشى‪ ،‬ويدعو‪ ،‬ويرمي‪ ،‬مثال الصحيح‬
‫األخر يضرب فإذا دخل عليه جازم‪ ،‬يكون مجزوما ً بالسكون‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫يضرب زيد (وأما الحذف فيكون عالمة للجزم في الفعل‬ ‫ْ‬ ‫لم‬
‫فيخش فعل مضارع‬ ‫َ‬ ‫يخش زيد‪،‬‬
‫َ‬ ‫المضارع المعتل اآلخر) نحو ‪ :‬لم‬
‫مجزوم بلم‪ ،‬وعالمة جزمه حذف األلف نيابة عن السكون‪ ،‬والفتحة‬
‫قبلها دليل عليها‪ ،‬وزيد فاعل‪ ،‬ولم يدع زيد‪ ،‬فيدع فعل مضارع‬
‫مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الواو نيابة عن السكون‪ ،‬والضمة‬
‫فيرم فعل‬ ‫ِ‬ ‫يرم زيد‪،‬‬ ‫قبلها دليل عليها‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع‪ ،‬ولم ِ‬
‫) والمقصود بالحذف‪ ،‬حذف النون أو حذف حرف العلة ‪ ،‬وسيأتي ‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪18‬‬
‫مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الياء نيابة عن السكون‪،‬‬
‫والكسرة قبلها دليل عليها‪ ،‬وزيد فاعل ‪.‬‬
‫(وفي األفعال التي رفعها بثبات النون) هي األفعال الخمسة‪ ،‬يعني‬
‫أن عالمة الجزم فيها تكون حذف النون‪ ،‬نحو ‪ :‬لم يضربا‪ ،‬ولم‬
‫تضربا‪ ،‬فهما مجزومان بلم وعالمة جزمهما حذف النون‪ ،‬واأللف‬
‫فاعل‪ ،‬ولم يضربوا‪ ،‬ولم تضربوا‪ ،‬كذلك مجزومان وعالمة جزمهما‬
‫حذف النون‪ ،‬والواو فاعل‪ ،‬ولم تضربي مجزوم بلم وعالمة جزمه‬
‫حذف النون‪ ،‬والياء فاعل‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫(فصل) هذا الفصل يذكر فيه جميع ما تقدم في الباب السابق‪ ،‬لكنه‬
‫في الباب السابق ذكره مفصالً‪ ،‬والقصد ذكره هنا مجمالً‪ ،‬وهذه‬
‫عادة المتقدمين يذكرون الكالم أوالً مفصالً ثم يذكرونه مجمالً‪،‬‬
‫تمرينا ً للمبتدئ‪ ،‬فيكون كالجمع عند الحساب ‪.‬‬
‫(والمعربات قسمان ‪ :‬قسم يعرب بالحركات) يعني بذلك الضمة‪،‬‬
‫والفتحة‪ ،‬والكسرة‪ ،‬ويلحق بها السكون (وقسم يعرب بالحروف)‬
‫يعني بها الواو‪ ،‬واأللف‪ ،‬والياء‪ ،‬والنون‪ ،‬ويلحق بها الحذف (‪)25‬‬
‫(فالذي يعرب بالحركات أربعة أنواع ‪ :‬االسم المفرد) كزيد (وجمع‬
‫التكسير) كالرجال (وجمع المؤنث السالم) كالهندات (والفعل‬
‫المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) نحو ‪ :‬يضرب (وكلها ترفع‬
‫بالضمة‪ ،‬وتنصب بالفتحة‪ ،‬وتخفض بالكسرة‪ ،‬وتجزم بالسكون)‬
‫ستَثنى من ذلك جمع المؤنث السالم في حالة النصب‬ ‫وسيأتي‪ ،‬ي ْ‬
‫(‪ ) 26‬واالسم الذي ال ينصرف في حالة الجر (‪ ) 27‬والفعل‬
‫المضارع المعتل اآلخر في حالة الجزم (‪. )28‬‬
‫فمثال الرفع لما ذكره ‪ :‬يضرب زيد والرجال والمسلمات‪ ،‬فيضرب‬
‫فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وزيد والرجال والمسلمات‬
‫أضرب زيدا ً‬
‫َ‬ ‫كل منها فاعل مرفوع بالضمة‪ ،‬ومثال النصب ‪ :‬لن‬
‫فأضرب فعل مضارع منصوب بلن‪ ،‬والفاعل مستتر‬ ‫َ‬ ‫والرجا َل‪،‬‬

‫) أي حذف النون أو حذف حرف العلة ‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫) فإنه ينصب بالكسرة وسيأتي ‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫) فإنه يجر بالفتحة وسيأتي ‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫) فإنه يجزم بحذف حرف العلة وسيأتي ‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪19‬‬
‫وجوبا ً تقديره أنا‪ ،‬وزيدا ً والرجا َل كل منهما مفعول منصوب‬
‫بالفتحة‪ ،‬ومثال الخفض ‪ :‬مررت بزيد‪ ،‬والرجا ِل‪ ،‬والمسلماتِ‪ ،‬فكل‬
‫منها مجرور بالباء وجره بالكسرة ‪.‬‬
‫(وخرج عن ذلك ثالثة أشياء‪ ،‬جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة)‬
‫ت} لفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة‪،‬‬ ‫نحو ‪{ :‬خلق هللا السموا ِ‬
‫ت مفعول منصوب بالكسرة (واالسم الذي ال ينصرف‬ ‫والسموا ِ‬
‫يخفض بالفتحة) نحو ‪ :‬مررت بأحمدَ (والفعل المضارع المعتل‬
‫يرم‪،‬‬
‫يخش‪ ،‬ولم يدع‪ ،‬ولم ِ‬ ‫َ‬ ‫اآلخر يجزم بحذف آخره) نحو ‪ :‬لم‬
‫فاألول مجزوم بحذف األلف‪ ،‬والثاني بحذف الواو‪ ،‬والثالث بحذف‬
‫الياء (والذي يعرب بالحروف) يعني الواو‪ ،‬واأللف‪ ،‬والياء‪ ،‬ويلحق‬
‫بها النون (أربعة أنواع ‪ :‬التثنية) يعني المثنى (وجمع المذكر‬
‫السالم‪ ،‬واألسماء الخمسة‪ ،‬واألفعال الخمسة‪ ،‬وهي ‪ :‬يفعالن)‬
‫بالمثناة تحت (وتفعالن) بالمثناة فوق (ويفعلون) بالمثناة تحت‬
‫(وتفعلون) بالمثناة فوق (وتفعلين) بالمثناة فوق ال غير (فأما‬
‫التثنية فترفع باأللف) نحو ‪ :‬جاء الزيدان (وتنصب‪ ،‬وتخفض‬
‫بالياء) نحو ‪ :‬رأيت الزيدَ ْين‪ ،‬ومررت بالز ْيدَ ْي ِن (وأما جمع المذكر‬
‫السالم فيرفع بالواو) نحو ‪ :‬جاء الزيدون (وينصب ويخفض بالياء)‬
‫ِين (وأما األسماء الخمسة‬ ‫ِين‪ ،‬ومررت بالزيد َ‬ ‫نحو ‪ :‬رأيت الزيد َ‬
‫فترفع بالواو) نحو ‪ :‬جاء أبوك (وتنصب باأللف) نحو ‪ :‬رأيت أباك‬
‫(وتخفض بالياء) نحو ‪ :‬مررت بأبيك ‪.‬‬
‫(وأما األفعال الخمسة فترفع بالنون) نحو ‪ :‬يضربان‪ ،‬وتضربان‪،‬‬
‫ويضربون‪ ،‬وتضربون‪ ،‬وتضربين (وتنصب وتجزم بحذفها) نحو ‪:‬‬
‫لن يضربا‪ ،‬ولم يضربا‪ ،‬ولن تضربا‪ ،‬ولم تضربا‪ ،‬ولن يضربوا‪ ،‬ولم‬
‫يضربوا‪ ،‬ولن تضربوا‪ ،‬ولم تضربوا‪ ،‬ولن تضربي‪ ،‬ولم‬
‫تضربي ‪.‬‬

‫بـــاب األفعـــال‬
‫(األفعال ثالثة ‪ :‬ماض) وهو ما دل على حدث مضى وانقضى‪،‬‬
‫ضرب‪ ،‬تقول فيه‬
‫َ‬ ‫وعالمته أن يقبل تاء التأنيث الساكنة‪ ،‬نحو ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫ض َربَتْ (ومضارع) وهو ما دل على حدث يقبل الحال واالستقبال‪،‬‬ ‫َ‬
‫وعالمته أن يقبل السين وسوف ولم‪ ،‬نحو ‪ :‬يضرب‪ ،‬تقول فيه ‪:‬‬
‫يضرب (وأمر) هو ما دل على حدث‬ ‫ْ‬ ‫سيضرب‪ ،‬وسوف يضرب‪ ،‬ولم‬
‫في المستقبل‪ ،‬وعالمته أن يقبل ياء المؤنثة المخاطبة ويدل على‬
‫اضرب‪ ،‬تقول فيه ‪ :‬اضربي (نحو ‪ :‬ضرب‪ ،‬ويضرب‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫الطلب‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫واضرب) األول مثال للماضي‪ ،‬والثاني مثال للمضارع‪ ،‬والثالث‬
‫مثال لألمر (فالماضي مفتوح األخر أبدا ً) يعني أنه مبني على الفتح‬
‫رب‪ ،‬أو تقديرا ً للتعذر‪ ،‬نحو ‪ :‬رمى‪ ،‬ويقدر فيه الفتح‬ ‫لفظاً‪ ،‬نحو ‪ :‬ض َ‬
‫أيضا ً إذا اتصل به ضمير رفع متحرك‪ ،‬نحو ‪ :‬ضربت وضربنا‪،‬‬
‫ويكون ظهور الفتح متعذرا ً كراهةَ توالي أربع متحركات فيما هو‬
‫كالكلمة الواحدة‪ ،‬ويقدر فيه الفتح أيضا ً إذا اتصل به واو الضمير‬
‫نحو ‪ :‬ضربوا‪ ،‬ألن الواو يناسبها ضم ما قبلها‪ ،‬فضمة المناسبة‬
‫تمنع من ظهور الفتح‪ ،‬فيقال ‪ :‬مبني على فتح مقدر منع من ظهوره‬
‫اشتغال المحل بحركة المناسبة (‪( )29‬واألمر مجزوم أبدا ً) يعني أنه‬
‫مبني على السكون الشبيه بالجزم‪ ،‬فإن كان معتالً آخره باأللف أو‬
‫الواو أو الياء‪ ،‬يكون مبنيا على حذف حرف العلة‪ ،‬وهي األلف أو‬
‫وارم‪ ،‬وإن كان مسندا ً إلى ألف‬ ‫ِ‬ ‫اخش‪ ،‬وادع‪،‬‬
‫َ‬ ‫الواو أو الياء‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫االثنين‪ ،‬أو واو الجماعة‪ ،‬أو ياء المؤنثة المخاطبة يبنى على حذف‬
‫النون‪ ،‬نحو ‪ :‬اضربا‪ ،‬واضربوا‪ ،‬واضربي‪ ،‬واأللف فاعل‪ ،‬وكذا‬
‫الواو‪ ،‬والياء‪ ،‬وإن كان مسندا ً إلى نون النسوة يبنى على السكون‪،‬‬
‫اضر ْب َن يا نسوة‪ ،‬وإن اتصلت به نون التوكيد يبنى على‬ ‫ِ‬ ‫نحو ‪:‬‬
‫واضربَن بالنون الثقيلة‬ ‫ِ‬ ‫الفتح‪ ،‬نحو ‪ :‬اضربَ ْن‪ ،‬بالنون الخفيفة‪،‬‬
‫(والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد األربع‪ ،‬يجمعها قولك ‪:‬‬
‫أن ْيت) بشرط أن تكون الهمزة للمتكلم‪ ،‬نحو ‪ :‬أقوم‪ ،‬والنون للمتكلم‬
‫ومعه غيره أو المعظم نفسه نحو ‪ :‬نَقوم‪ ،‬والياء للغائب نحو ‪:‬‬
‫يقوم‪ ،‬والتاء للمخاطب نحو ‪ :‬تقوم‪ ،‬وللمؤنثة الغائبة نحو ‪ :‬هند‬
‫تقوم؛ فخرجت الهمزة التي ليست للمتكلم‪ ،‬نحو ‪ :‬أ َ ْك َر َم فإنه ماض‪،‬‬

‫) وحركة المناسبة هي حركة تمنع من ظهور حركة اإلعراب لقوتها‪،‬‬ ‫‪29‬‬

‫فنحن ال نستطيع أن نظهر حركة الفتحة على الباء في ضربوا لقوة الحركة‬
‫المناسبة للواو وهي الضمة لذلك امتنع ظهور الفتح الشتغال المحل ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫والنون التي ليست للمتكلم ومعه غيره‪ ،‬أو المعظم نفسه نحو ‪:‬‬
‫س زيد الدوا َء‪ ،‬إذا جعل فيه النرجس‪ ،‬فإنه ماض‪ ،‬والياء التي‬ ‫نَ ْر َج َ‬
‫الشيب‪ ،‬إذا خضبه باليرناء‪ ،‬فإنه‬ ‫َ‬ ‫ليست للغائب‪ ،‬نحو ‪ :‬يرنأ زيد‬
‫ماض‪ ،‬واليرناء هي الحناء‪ ،‬وخرج بالتاء التي للمخاطب أو الغائبة‪،‬‬
‫تاء نحو ‪ :‬تعلم زيد المسألةَ‪ ،‬فهو فعل ماض‪ ،‬فأقوم‪ ،‬ونقوم‪ ،‬ويقوم‪،‬‬
‫عة لوجود حرف الزيادة في أولها‪ ،‬أعني الهمزة‬ ‫مضار َ‬
‫ِ‬ ‫وتقوم أفعال‬
‫والنون والتاء والياء (وهو مرفوع أبداً‪ ،‬حتى يدخل عليه ناصب أو‬
‫جازم) ورافعه تجرده من الناصب والجازم‪ ،‬وهو عامل معنوي ال‬
‫لفظي (‪ )30‬فإن دخل عليه عامل ناصب فإنه ينصبه‪ ،‬أو جازم فإنه‬
‫يجزمه (فالنواصب عشرة) أربعة منها تنصب بنفسها‪ ،‬وستة منها‬
‫يكون النصب معها بأن مضمرة وجوبا ً أو جوازا ً (وهي ‪ :‬أن‪ ،‬ولن‪،‬‬
‫وإذن‪ ،‬وكي) هذه األربعة تنصب بنفسها‪ ،‬مثال أن ‪ :‬يعجبني أن‬
‫تضرب‪ ،‬فيعجبني فعل مضارع‪ ،‬وأن حرف مصدري ونصب‪ ،‬والفعل‬ ‫َ‬
‫سبَك مع ما‬ ‫المضارع منصوب بها‪ ،‬وس ِميَتْ أ َ ْن حرفا ً مصدريا ً ألنها ت ْ‬
‫بعدها بمصدر (‪ )31‬إذ التقدير يعجبني ضربك‪ ،‬ومثال لن قولك ‪ :‬لن‬
‫ص ِير معناه‬
‫يقو َم زيد‪ ،‬فلن حرف نفي ونصب واستقبال‪ ،‬ألنها ت َ‬
‫من قال لك ‪:‬‬ ‫مستقبالً‪ ،‬ومثال إذن قولك ‪ :‬إذن أكر َمك‪ ،‬في جواب ْ‬
‫أزورك غداً‪ ،‬فإذن حرف جواب وجزاء ونصب‪ ،‬وأكر َمك فعل‬
‫مضارع منصوب بإذن‪ ،‬وس ِميَتْ حرف جواب لوقوعها في الجواب‪،‬‬
‫وجزاء ألن ما بعدها جزاء لما قبلها‪ ،‬ونصب ألنها تنصب الفعل‬
‫المضارع‪ ،‬ولنصبها شروط تطلب من المطوالت؛ ومثال كي ‪ :‬جئت‬
‫كي أقرأَ‪ ،‬إذا كانت الالم مقدرة قبلها أي لكي أقرأ‪ ،‬فتكون كي‬

‫) اعلم أن العوامل تنقسم إلى عوامل لفظية ومعنوية‪ ،‬فالعامل اللفظي هو‬ ‫‪30‬‬

‫المؤثر الملفوظ كاألدوات التي تنصب المضارع أو تجزمه‪ ،‬واألحرف التي‬


‫تنصب المبتدأ وترفع الخبر‪ ،‬واألحرف التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر‪،‬‬
‫وحروف الجر والمضاف والمبتدأ ‪ .‬والعامل المعنوي هو تجرد االسم والمضارع‬
‫من مؤثر فيهما ملفوظ‪ ،‬فتجرد المبتدأ من عامل لفظي كان سبب رفعه‪ ،‬وتجرد‬
‫الفعل المضارع من عوامل النصب والجزم كان سبب رفعه أيضا‪،‬‬
‫و معنى التجرد هو عدم ذكر العامل ‪.‬‬
‫) أي أنها تؤول مع الفعل المضارع بعدها بمصدر‪ ،‬فضربك في المثال‬ ‫‪31‬‬

‫المتقدم فاعل يعجبني ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مصدرية بمعنى أن‪ ،‬وأقرأ َ فعل مضارع منصوب بها‪ ،‬فإن كانت كي‬
‫بمعنى الم التعليل كان النصب بأن مضمرة بعدها (والم كي) هذه وما‬
‫بعدها ليست ناصبة بنفسها‪ ،‬بل النصب بأن مضمرة جوازا ً في الم‬
‫كي‪ ،‬ووجوبا ً في ما بعدها‪ ،‬مثال الم كي ‪ :‬جئت ألقرأَ‪ ،‬فالالم حرف‬
‫جر للتعليل والفعل منصوب بأن مضمرة جوازا ً بعدها‪ ،‬وإنما قيل لها‬
‫الم كي إلفادتها التعليل مثل ك َْي‪ ،‬وألنها قد تدخل على كي‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫جئت لكي أقرأ (والم الجحود) أي النفي‪ ،‬والنصب بأن مضمرة‬
‫وجوبا ً بعدها‪ ،‬وضابطها أن يسبقها كان المنفية بما أو يكن المنفية‬
‫َان هللا ِليعَ ِذبَهم} و {لَم يَك ِن هللا ِليَ ْغ ِف َر لَه ْم}‬
‫بلم (‪ )32‬نحو { َو َما ك َ‬
‫ويغفر منصوبان بأن مضمرة وجوبا ً بعد الم الجحود (وحتى)‬ ‫َ‬ ‫يعذب‬
‫ف َ‬
‫سواء كانت بمعنى إلى نحو {حتَى يَ ْر ِج َع إل ْينا موسى} أو بمعنى الم‬
‫التعليل‪ ،‬نحو قولك للكافر ‪ :‬أسلم حتى تدخل الجنة‪ ،‬أي لتدخل‪،‬‬
‫فيرج َع وتدخ َل كل منهما منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد حتى‬
‫(والجواب بالفاء و الواو) يعني الفاء والواو الواقعتين في الجواب‬
‫(‪ )33‬وليست الفاء والواو ناصبتين بأنفسهما‪ ،‬بل النصب بأن‬
‫مضمرة وجوبا ً بعدهما‪ ،‬والمراد من وقوعهما في الجواب وقوعهما‬
‫في المواضع التسعة المشهورة (‪ )34‬األول منها ‪ :‬األمر‪ ،‬نحو ‪ :‬أقبل‬
‫ِن منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد الفاء الواقعة‬ ‫فأحسن إليك‪ ،‬فأحْ س َ‬
‫َ‬
‫واو المعي ِة‪،‬‬ ‫ِن كانت الواو َ‬ ‫في جواب األمر‪ ،‬وإن قلت ‪ :‬وأحْ س َ‬
‫فالنصب بأن مضمرة وجوبا ً بعد واو المعية الواقعة بعد األمر ‪.‬‬
‫فيغضب‬
‫َ‬ ‫ويغضب‪،‬‬
‫َ‬ ‫فيغضب‪ ،‬أو ‪:‬‬
‫َ‬ ‫الثاني النهي‪ ،‬نحو ‪ :‬ال تضرب زيدا ً‬
‫فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد الفاء أو الواو‬
‫رب وفقني فأعم َل‬ ‫ِ‬ ‫الواقعتين بعد النهي ‪ .‬الثالث الدعاء‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫صالحا َ ‪ ،‬أو وأعم َل صالحا ً ‪ .‬فأعم َل منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد‬

‫) ويسميها البعض بالم النفي ‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫) يعني أن من النواصب للمضارع الفاء والواو الواقعتين في الجواب‪،‬‬ ‫‪33‬‬

‫والمراد بالفاء فاء السببية‪ ،‬وهي التي يكون ما قبلها سبب لما بعدها‪ ،‬والمراد‬
‫بالواو واو المعية المفيدة معنى مع ‪.‬‬
‫) التي جمعها بعضهم في قوله ‪:‬‬ ‫‪34‬‬

‫مر وادع وانه وسل واعرض لحضهم * تمن وارج كذاك النفي قد كمال‬

‫‪23‬‬
‫الفاء أو الواو الواقعتين في بعد الدعاء؛ والفرق بين الدعاء واألمر‬
‫أن األمر طلب من األعلى إلى األدنى‪ ،‬والدعاء طلب من األدنى إلى‬
‫فأذهب إليه أو‬
‫َ‬ ‫األعلى ‪ .‬الرابع االستفهام‪ ،‬نحو ‪ :‬هل زيد في الدار‬
‫فأذهب منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد الفاء أو الواو‬ ‫َ‬ ‫وأذهب إليه‪،‬‬
‫َ‬
‫تنزل عندنا‬ ‫الواقعتين بعد االستفهام ‪ .‬الخامس العَ ْرض‪ ،‬نحو ‪ :‬أال ِ‬
‫فتصيب منصوب بأن مضمرة وجوبا‬ ‫َ‬ ‫وتصيب خيراً‪،‬‬
‫َ‬ ‫فتصيب خيرا ً أو‬
‫َ‬
‫بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد العَ ْرض ‪ .‬السادس التحضيض‪ ،‬نحو‬
‫ويشكرك‪ ،‬فيشكر منصوب بأن‬ ‫َ‬ ‫كر ْمتَ زيدا ً فيشكركَ ‪ ،‬أو ‪:‬‬‫‪ :‬اال أ َ‬
‫مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد التحضيض‪ ،‬والفرق‬
‫بين العرض والتحضيض‪ ،‬أن العرض هو الطلب برفق ولين‪،‬‬
‫والتحضيض هو الطلب بحث وإزعاج ‪ .‬السابع التمني‪ ،‬نحو ‪ :‬ليتَ‬
‫لي ماالً فأحج منه‪ ،‬أو وأحج منه‪ ،‬فأحج منصوب بأن مضمرة‬
‫وجوبا ً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد التمني ‪ .‬الثامن الترجي‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬لعلي أراجع الشي َخ فيفه َمني أو ويفه َمني‪ ،‬فيفهم منصوب بأن‬
‫مضمرة وجوبا ً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الترجي ‪ .‬التاسع‬
‫النفي‪ ،‬نحو ‪ :‬ما تأتينا فتحدَثَنا أو وتحدثَنا‪ ،‬فتحدثنا منصوب بأن‬
‫مضمرة وجوبا ً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد النفي (وأو) يعني‬
‫أن من النواصب للفعل المضارع أو‪ ،‬لكن بأن مضمرة وجوبا ً بعدها‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬ألقتلَن الكافِ َر أو يسل َم‪ ،‬أي إال أن يسلم‪ ،‬فيسل َم منصوب بأن‬
‫مضمرة وجوبا ً بعد "أو" التي بمعنى إال‪ ،‬وقد تكون بمعنى إلى‪،‬‬
‫فتقضي‬
‫َ‬ ‫نحو ‪ :‬أللزمنك أو تقض َيني حقي‪ ،‬أي إلى أن تقضيني حقي‪،‬‬
‫فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد أو التي بمعنى إلى ‪.‬‬
‫(والجوازم ثمانية عشر) قسم منها يجزم فعالً واحداً‪ ،‬وقسم يجزم‬
‫يضرب زيد‪،‬‬‫ْ‬ ‫فعلين‪ ،‬وبدأ بالقسم األول فقال (وهي ‪ :‬لم) نحو ‪ :‬لم‬
‫ويضرب فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وزيد‬ ‫ْ‬ ‫فلم حرف نفي وجزم وقلب‪،‬‬
‫فاعل‪ ،‬وسميت حرف نفي ألنها تنفي الفعل المضارع‪ ،‬وجزم ألنها‬
‫ص ِيره ماضيا ً (ولما) وهي بمعنى‬ ‫تجزمه‪ ،‬وقلب ألنها تقلب معناه وت َ‬
‫لم‪ ،‬حرف نفي وجزم وقلب نحو {لَما يَذوقوا عَذاب} فيذوقوا فعل‬
‫مضارع مجزوم بلما‪ ،‬وعالمة جزمه حذف النون‪ ،‬والواو فاعل‬
‫(وأ َلَ ْم) هي لم إال أنها اقترنت بهمزة االستفهام نحو {ألَ ْم نَش َْرحْ }‬

‫‪24‬‬
‫فالهمزة لالستفهام التقريري (‪ )35‬ولم حرف نفي وجزم وقلب‪،‬‬
‫ونشرحْ فعل مضارع مجزوم بلم (وألما) هي لـما إال أنها اقترنت‬
‫حسن إليك فالهمزة لالستفهام‬ ‫ْ‬ ‫بهمزة االستفهام‪ ،‬نحو ‪ :‬ألما أ‬
‫التقريري‪ ،‬ولما حرف نفي وجزم وقلب‪ ،‬وأحْ س ِْن فعل مضارع‬
‫سعَة} فالالم الم األمر‪،‬‬ ‫مجزوم بلما (والم األمر) نحو { ِلي ْن ِفقْ ذو َ‬
‫وينفقْ فعل مضارع مجزوم بالم األمر‪ ،‬وذو فاعل مرفوع بالواو‬
‫سعَة مضاف إليه مجرور بالكسرة‬ ‫ألنه من األسماء الخمسة‪ ،‬و َ‬
‫الظاهرة (والدعاء) الم الدعاء هي الم األمر إال أنها من األدنى إلى‬
‫علَ ْينَا َربكَ } فالالم الم‬
‫ض َ‬‫األعلى‪ ،‬فتسمى الم الدعاء تأدباً‪ ،‬نحو { ِليَ ْق ِ‬
‫ض فعل مضارع مجزوم بالم الدعاء‪ ،‬وعالمة جزمه‬ ‫الدعاء‪ ،‬و َي ْق ِ‬
‫حذف حرف العلة وهي الياء‪ ،‬والكسرة قبلها دليل عليها (وال في‬
‫وتخف فعل مضارع مجزوم بال‬ ‫ْ‬ ‫ف‪ ،‬فال ناهية‪،‬‬ ‫النهي) نحو ‪ :‬ال ت َخ ْ‬
‫الناهية (والدعاء) ال الدعائية هي ال الناهية إال أنها من األدنى إلى‬
‫ؤاخ ْذنا} فتؤاخذ فعل مضارع مجزوم بال‬ ‫األعلى‪ ،‬نحو ‪َ { :‬ربنا ال ت ِ‬
‫الدعائية‪ ،‬إلى هنا انتهى الكالم على ما يجزم فعالً واحداً‪ ،‬ثم أخذ‬
‫يتكلم على ما يجزم فعلين فقال ‪:‬‬
‫(وإن) وهي حرف يجزم فعلين األول فعل الشرط‪ ،‬والثاني جوابه‬
‫بإن على‬ ‫وجزاؤه‪ ،‬نحو ‪ :‬إن يق ْم زيد يق ْم عمرو‪ ،‬فيقم األول مجزوم ْ‬
‫أنه فعل الشرط‪ ،‬والثاني مجزوم بها أيضا ً على أنه جواب الشرط‬
‫وجزاؤه (وما) نحو ‪ :‬ما تفع ْل أفعلْ‪ ،‬فما اسم شرط جازم يجزم‬
‫فعلين‪ ،‬األول فعل الشرط‪ ،‬والثاني جواب الشرط وجزاؤه‪ ،‬فتفعل‬
‫األول مجزوم بها على أنه فعل الشرط‪ ،‬والثاني أيضا ً مجزوم بها‬
‫على أنه جواب الشرط وجزاؤه (و َم ْن) نحو ‪ :‬من يق ْم أق ْم معه‪ ،‬فمن‬
‫اسم شرط جازم يجزم فعلين‪ ،‬فيقم األول مجزوم بها على أنه فعل‬
‫الشرط‪ ،‬والثاني أيضا مجزوم بها على أنه جواب الشرط وجزاؤه‬
‫(ومهما) نحو ‪ :‬مهما تفع ْل أفعلْ‪ ،‬فمهما اسم شرط جازم‪ ،‬وتفعل‬
‫األول مجزوم بها على أنه فعل الشرط‪ ،‬والثاني كذلك على أنه جواب‬
‫إن‪ ،‬نحو ‪ :‬إذما يق ْم زيد يق ْم‬ ‫الشرط وجزاؤه (وإذما) هي حرف مثل ْ‬

‫) االستفهام التقريري هو أن يكون المخاطب عالما بثبوت أمر ما فنفاه ‪،‬‬ ‫‪35‬‬

‫ثم ت َ ْذكره له بصيغة االستفهام ليثبت ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫إن‪ ،‬وقد تقدم (وأي) نحو ‪ :‬أيا ً‬ ‫عمرو‪ ،‬وإعرابه كإعراب مثال ْ‬
‫أضرب‪ ،‬فأيا ً اسم شرط جازم وما بعده مجزوم به‪ ،‬على أنه‬ ‫ْ‬ ‫تضرب‬
‫ْ‬
‫شرطه وجوابه وجزاؤه (ومتى) نحو ‪ :‬متى تأك ْل آكلْ‪ ،‬فمتى اسم‬
‫شرط جازم‪ ،‬وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأيان) نحو ‪ :‬أيان‬
‫ما تعد ْل أعدلْ‪ ،‬فأيان اسم شرط جازم‪ ،‬وما زائدة وما بعده شرطه‬
‫وجوابه وجزاؤه (وأين) نحو ‪ :‬أينما تنز ْل أنزلْ‪ ،‬فأين اسم شرط‬
‫جازم‪ ،‬وما زائدة‪ ،‬وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأَنى) نحو ‪:‬‬
‫أنى تستق ْم تربحْ‪ ،‬فأنى اسم شرط جازم‪ ،‬وما بعده شرطه وجوابه‬
‫ست َ ِق ْم يقَد ِْر لَكَ هللا نَ َجا َحاً‪ ،‬فحيثما‬
‫وجزاؤه (وحيثما) نحو ‪َ :‬ح ْيثما ت َ ْ‬
‫ست َ ِق ْم فعل الشرط ويقَد ِْر جوابه وجزاؤه‬ ‫اسم شرط جازم‪َ ،‬وت َ ْ‬
‫(وكيفما) الجزم بها قاله الكوفيون ومنعه البصريون‪ ،‬مثاله ‪ :‬كيفما‬
‫أجلس‪ ،‬فكيفما اسم شرط َج ِازم‪ ،‬وما بعده شرطه وجوابه‬ ‫ْ‬ ‫تجلس‬
‫ْ‬
‫وجزاؤه (وإذا في الشِعر خاصة) هذا َزائد على الثمانية عشر‪،‬‬
‫قول الشاعر ‪:‬‬ ‫وس ِم َع الجزم بإذا في الشعر ال في النثر ‪ ،‬ومما س ِم َع ْ‬
‫صة فَت َ َحم ِل‬
‫وإذا ت ِص ْبكَ خصا َ‬
‫فتصب فعل الشرط‪ ،‬وجملة ت َ َحمل جوابه‪ ،‬فالفاء رابطة للجواب‪،‬‬ ‫ْ‬
‫َوت َ َحم ِل فعل أمر مبني على سكون مقدر‪ ،‬منع من ظهوره اشتغال‬
‫المحل بحركة الروي ‪.‬‬

‫اء‬ ‫ت األَ ْ‬
‫س َم ِ‬ ‫بـَـاب َم ْرفوعـَــا ِ‬
‫(المرفوعات سبعة ‪ :‬وهي الفاعل) نحو ‪ :‬جاء زيد والفتى‬
‫ب زيد‪،‬‬
‫والقاضي‪ ،‬وغالمي (والمفعول الذي لم يسم فاعله) نحو ض ِر َ‬
‫ض َرب عمرو (والمبتدأ ‪ ،‬وخبره) نحو ‪ :‬زيد والفتى والقاضي‬ ‫وي ْ‬
‫وغالمي قائمون (واسم كان وأخواتها) نحو ‪ :‬كان زيد قائما ً (وخبر‬
‫إن وأخواتها) نحو ‪ :‬إن زيدا ً قائم (والتابع للمرفوع‪ ،‬وهو أربعة‬
‫أشياء ‪ :‬النعت) نحو ‪ :‬جاء زيد الفاضل (والعطف) نحو ‪ :‬جاء زيد‬

‫‪26‬‬
‫وعمرو (والتوكيد) نحو ‪ :‬جاء زيد نفسه (والبدل) نحو ‪ :‬جاء زيد‬
‫أخوك ‪.‬‬
‫وهذه كلها مذكورة هنا إجماالً على سبيل التعداد وسيذكر كل واحد‬
‫منها في باب مفصله‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫بَاب الفَا ِع ِل‬
‫(الفاعل هو االسم المرفوع المذكور قبله فِ ْعله) نحو ‪ :‬قام زيد‪،‬‬
‫ويقوم عمرو (وهو على قسمين ‪ :‬ظاهر) وهو ما دل على مسماه‬
‫بال قيد‪ ،‬كزيد ورجل (ومضمر) وهو ما دل على متكلم‪ ،‬أو مخاطب‪،‬‬
‫أو غائب‪ ،‬كأنا‪ ،‬وأنت‪ ،‬وهو (‪( )36‬فالظاهر نحو ‪ :‬قولك ‪ :‬قام زيد)‬
‫فقام فعل ماض مبني على فتح ظاهر في آخره‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة (ويقوم زيد) فيقوم فعل مضارع مرفوع لتجرده‬
‫عن الناصب والجازم‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وقام‬
‫الزيدان) فقام فعل ماض‪ ،‬والزيدان فاعل مرفوع باأللف نيابة عن‬
‫الضمة ألنه مثنى (ويقوم الزيدان) فيقوم فعل مضارع‪ ،‬والزيدان‬
‫فاعل مرفوع باأللف (وقام الزيدون) فقام فعل ماض‪ ،‬والزيدون‬
‫فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم (ويقوم‬
‫الزيدون) فيقوم فعل مضارع‪ ،‬والزيدون فاعله (وقام الرجال)‬
‫فالرجال جمع تكسير فاعل قام (ويقوم الرجال) فالرجال فاعل يقوم‬
‫(وقامت هند) فقام فعل ماض‪ ،‬والتاء عالمة التأنيث‪ ،‬وهند فاعله‬
‫(وتقوم هند) فتقوم فعل مضارع‪ ،‬وهند فاعله (وقامت الهندان) فقام‬
‫فعل ماض‪ ،‬والهندان فاعله (وتقوم الهندان) فتقوم فعل مضارع‪،‬‬
‫والهندان فاعله (وقامت الهندات) فقام فعل ماض‪ ،‬والهندات فاعله‬
‫وهو جمع مؤنث سالم (وتقوم الهندات) فتقوم فعل مضارع‪،‬‬
‫والهندات فاعله (وقامت الهنود) فقام فعل ماض‪ ،‬والهنود فاعله‪،‬‬
‫وهو جمع هند جمع تكسير (وتقوم الهنود) فتقوم فعل مضارع‪،‬‬
‫والهنود فاعله (وقام أخوك) فقام فعل ماض‪ ،‬وأخو فاعل مرفوع‬

‫) أو يقال في تعريف الظاهر والمضمر بعبارة أسهل‪ ،‬أن الظاهر هو الذي‬ ‫‪36‬‬

‫لم يدل على تَكَلم وال خطاب وال غيبة ‪ .‬والمضمر هو ما دل على تَكَلم أو خطاب‬
‫أو غيبة ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫بالواو ألنه من األسماء الخمسة‪ ،‬والكاف مضاف إليه (ويقوم‬
‫أخوك) فيقوم فعل مضارع‪ ،‬وأخوك فاعله (وقام غالمي) فقام فعل‬
‫ماض‪ ،‬وغالمي فاعله مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء‬
‫المتكلم‪ ،‬منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة‪ ،‬وغالم‬
‫مضاف‪ ،‬وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر‬
‫(ويقوم غالمي) فيقوم فعل مضارع‪ ،‬وغالمي فاعله (وما أشبه‬
‫ذلك) وجملة ما ذكره عشرون مثاالً عشرة مع الماضي‪ ،‬وعشرة‬
‫مع المضارع‪ ،‬وكلها مع الظاهر ‪.‬‬
‫ولما قدم الكالم على الظاهر أخذ يتكلم على المضمر‪ ،‬وهو اثنا عشر‬
‫ضميراً‪ ،‬سبعة للحاضر‪ ،‬وخمسة للغائب‪ ،‬فقال (والمضمر نحو ‪:‬‬
‫ب فعل‬ ‫ض َر ْبت) بفتح الضاد وضم التاء للمتكلم‪ ،‬وإعرابه َ‬
‫ض َر َ‬ ‫قولك َ‬
‫ماض‪ ،‬والتاء ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع‬
‫ض َر ْبنا) بفتح الضاد وسكون الباء للمعظم نفسه‪ ،‬أو المتكلم ومعه‬ ‫(و َ‬
‫غيره‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل ماض‪ ،‬ونا فاعله مبني على السكون في‬
‫ض َربْتَ ) بفتح الضاد والتاء للمخاطب‪ ،‬وإعرابه ضرب‬ ‫محل رفع (و َ‬
‫فعل ماض‪ ،‬والتاء ضمير المخاطب فاعل مبني على الفتح في محل‬
‫ت) بفتح الضاد وكسر التاء للمخاطبة‪ ،‬وإعرابه ضرب‬ ‫رفع (و َ‬
‫ض َر ْب ِ‬
‫فعل ماض‪ ،‬والتاء ضمير المؤنثة المخاطبة مبني على الكسر في‬
‫ض َر ْبـتما) بفتح الضاد وضم التاء للمثنى المذكر‬ ‫محل رفع (و َ‬
‫والمؤنث‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء ضمير المخاطبين‬
‫فاعل مبني على الضم في محل رفع‪ ،‬والميم حرف عماد (‪)37‬‬
‫واأللف حرف دال على التثنية (و َ‬
‫ض َر ْبتم) بفتح الضاد وضم التاء‬
‫لجمع الذكور المخاطبين‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل ماض والتاء ضمير‬
‫المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع‪ ،‬والميم عالمة جمع‬
‫ض َر ْبتن) بفتح الضاد وضم التاء لجمع اإلناث‬ ‫الذكور (‪( )38‬و َ‬

‫) زيدت الميم في ال َم ْب َنى لئال يلتبس بخطاب المفرد المذكر " َ‬


‫ض َربْتَ "‬ ‫‪37‬‬

‫ألن الفتحة التي هي حركت التاء في المفرد المذكر قد تشبع فينشأ عنها ألف ‪.‬‬
‫ض َربْت" الموضوع للمتكلم وحده ‪،‬‬ ‫) ولم يأت فيها بالواو لئال يلتبس بـ" َ‬ ‫‪38‬‬

‫إذ حركت التاء فيه وهي الضمة قد تشبع فينشأ عنها الواو ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫المخاطبات‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء فاعل مبني على‬
‫الضم في محل رفع‪ ،‬والنون عالمة جمع اإلناث المخاطبات ‪.‬‬
‫ب)‬ ‫وهذه كلها أمثلة الحاضر‪ ،‬وأشار إلى أمثلة الغائب بقوله (و َ‬
‫ض َر َ‬
‫ب‪ ،‬وإعرابه زيد مبتدأ مرفوع بالضمة‬ ‫أي من قولك مثالً ‪ :‬زيد َ‬
‫ض َر َ‬
‫الظاهرة‪ ،‬وضرب فعل ماض‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر جوازا ً تقديره‬
‫هو يعود على زيد‪ ،‬والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر‬
‫ض َربَتْ ) بسكون التاء للغائبة‪ ،‬أي من قولك ‪ :‬هند‬ ‫المبتدأ (و َ‬
‫وضرب فعل‬‫َ‬ ‫ضَربتْ ‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬هند مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫ماض‪ ،‬والتاء عالمة التأنيث‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر جوازا ً تقديره‬
‫هي يعود على هند‪ ،‬والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر‬
‫ض َربَا) للمثنى الغائب المذكر من قولك مثالً ‪ :‬الزيدان‬ ‫المبتدأ (و َ‬
‫ضربا‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الزيدان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن الضمة‬
‫ب‬
‫ض َر َ‬‫ألنه مثنى‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد ‪ ،‬و َ‬
‫فعل ماض‪ ،‬واأللف فاعل مبني على السكون في محل رفع‪،‬‬
‫ض َربَتا تقول ‪:‬‬‫والجملة خبر المبتدأ‪ ،‬وللمثنى الغائب المؤنث َ‬
‫الهندان ضربتا‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الهندان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن‬
‫الضمة ألنه مثنى‪ ،‬وضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء عالمة التأنيث‪،‬‬
‫وح ِركت اللتقاء الساكنين وكانت الحركة فتحة لمناسبة األلف‪،‬‬
‫واأللف فاعل مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬والجملة خبر‬
‫المبتدأ (وضربوا) لجمع الذكور الغائبين من قولك مثالً ‪ :‬الزيدون‬
‫ضربوا‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الزيدون مبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة‪،‬‬
‫ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد‪،‬‬
‫وضرب فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره‬
‫اشتغال المحل بحركة المناسبة‪ ،‬والواو فاعل مبني على السكون‬
‫ض َر ْب َن) لجمع اإلناث الغائبات‬
‫في محل رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ (و َ‬
‫من قولك مثالً ‪ :‬الهندات ضربن‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الهندات مبتدأ مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬وضرب فعل ماض‪ ،‬والنون ضمير النسوة فاعل‬
‫مبني على الفتح في محل رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫سم فَا ِعله‬‫بَاب ا ْل َم ْفعو ِل الذِي لَ ْم ي َ‬
‫ويسمى نائب الفاعل (وهو االسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله)‬
‫نائب الفاعل‪ ،‬هو‬ ‫يعني أن المفعول الذي لم يسم فاعله المسمى أيضا ً َ‬
‫المفعول الذي يقوم مقام فاعله في جميع أحكامه بعد حذف الفاعل‬
‫ض ِعيفا ً} األصل‬
‫سان َ‬ ‫ق اإلن َ‬ ‫لغرض من األغراض‪ ،‬كقوله تعالى { َوخ ِل َ‬
‫اإلنسان‪ ،‬برفع لفظ الجاللة على الفاعلية‪ ،‬ونصب اإلنسان‬ ‫َ‬ ‫وخلق هللا‬
‫َ‬
‫على المفعولية‪ ،‬فحذف الفاعل وهو لفظ الجاللة للعلم به‪ ،‬فبقي‬
‫الفعل محتاجا ً إلى ما يسند إليه‪ ،‬فأقِي َم المفعول به مقام الفاعل في‬
‫اإلسناد إليه فأعطي جمي َع أحكام الفاعل‪ ،‬فصار المفعول مرفوعا ً بعد‬
‫أن كان منصوباً‪ ،‬فالتبست صورته بصورة الفاعل فاحتيج إلى تمييز‬
‫أحدهما عن اآلخر بحيث إذا سمع لفظ الفعل ي ْعلَم أن ما بعده فاعل أو‬
‫نائب عن الفاعل‪ ،‬فبقي الفعل مع الفاعل على صورته األصلية‬
‫وغـير مع نائبه ‪.‬‬
‫ثم بين كيفية تغيير الفعل بقوله (فإن كان الفعل ماضيا ً ض َم أوله‬
‫ض ِعيفا ً} وإعرابه ‪ :‬خ ِل َ‬
‫ق‬ ‫سان َ‬ ‫ق اإلن َ‬‫وكس َِر ما قبل آخره) نحو { َوخ ِل َ‬
‫فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله‪ ،‬وإن شئت قلت مبني للمجهول‬
‫وهو بمعنى ما قبله‪ ،‬واإلنسان نائب الفاعل مرفوع بالضمة‬
‫ضعيفا ً حال من اإلنسان (وإن كان) الفعل (مضارعا ً ضم‬ ‫الظاهرة‪َ ،‬و َ‬
‫ضرب زيد‪ ،‬بضم األول وفتح الراء‬ ‫أوله‪ ،‬وفتح ما قبل آخره) نحو ‪ :‬ي َ‬
‫ض َرب فعل مضارع مبني لما لم يسم‬ ‫التي قبل آخره‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ي ْ‬
‫فاعله‪ ،‬وإن شئت قلتَ مبني للمجهول وهو بمعنى ما قبله‪ ،‬وزيد‬
‫نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو على قسمين ‪ :‬ظاهر‬
‫ب)‬‫ومضمر) كما تقدم نظيره في الفاعل (فالظاهر نحو قولك ‪ :‬ض ِر َ‬
‫ب زيد‪،‬‬ ‫بضم أوله وكسر الراء التي قبل آخره (زيد) فإذا قلت ‪ :‬ض ِر َ‬
‫تقول في إعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله‪ ،‬وزيد‬
‫ضرب) بضم أوله وفتح‬ ‫نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وي َ‬
‫ض َرب زيد‪ ،‬تقول في إعرابه‬ ‫الراء التي قبل آخره (زيد) فإذا قلت ‪ :‬ي ْ‬
‫‪ :‬يضرب فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله‪ ،‬وزيد نائب الفاعل‬

‫‪30‬‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة (وأ ْك ِر َم ع َْمرو) بضم أول الفعل وكسر ما‬
‫قبل آخره‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬أ ْك ِر َم فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله‪،‬‬
‫وعمرو نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وي ْك َرم ع َْمرو) بضم‬
‫أول الفعل وفتح الراء التي قبل آخره‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬يكرم فعل مضارع‬
‫مبني لما لم يسم فاعله‪ ،‬وعمرو نائب الفاعل مرفوع بالضمة‬
‫الظاهرة (والمضمر نحو قولك ‪ :‬ض ِر ْبت) بضم الضاد وكسر الراء‬
‫وضم التاء للمتكلم‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض مبني للمجهول‪،‬‬
‫والتاء ضمير المتكلم نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع‬
‫(وض ِربنا) بضم الضاد وكسر الراء‪ ،‬للمتكلم ومعه غيره أو المعظم‬
‫سه‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله‪ ،‬ونا ضمير‬ ‫ن ْف َ‬
‫نائب عن الفاعل مبني على السكون في محل رفع ( َوض ِربْتَ ) بضم‬
‫ب‬‫الضاد وكسر الراء وفتح التاء‪ ،‬للمخاطب المذكر‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ض ِر َ‬
‫فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله‪ ،‬والتاء ضمير المخاطب نائب‬
‫ت) بضم الضاد وكسر‬ ‫الفاعل مبني على الفتح في محل رفع (وض ِر ْب ِ‬
‫الراء والتاء‪ ،‬للمخاطبة المؤنثة‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض مبني‬
‫لما لم يسم فاعله‪ ،‬والتاء ضمير المخاطبة المؤنثة نائب الفاعل‬
‫مبني على الكسر في محل رفع (وض ِر ْبتما) بضم الضاد وكسر الراء‬
‫وضم التاء للمثنى المخاطب‪ ،‬مذكرا ً أو مؤنثاً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل‬
‫ماض مبني للمجهول‪ ،‬والتاء ضمير المخاطب ْين نائب الفاعل مبني‬
‫على الضم في محل رفع‪ ،‬والميم حرف عماد‪ ،‬واأللف حرف دال‬
‫على التثنية (وض ِر ْبتـ ْم) بضم الضاد وكسر الراء وضم التاء لجمع‬
‫الذكور المخاطبين‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض مبني لما لم يسم‬
‫فاعله‪ ،‬والتاء ضمير المخاطبين الذكور نائب الفاعل مبني على‬
‫الضم في محل رفع‪ ،‬والميم عالمة الجمع ( َوض ِر ْبتن) بضم الضاد‬
‫وكسر الراء وضم التاء‪ ،‬ضمير النسوة المخاطبات‪ ،‬وإعرابه ‪:‬‬
‫ضرب فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله‪ ،‬والتاء ضمير النسوة‬
‫المخاطبات نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع‪ ،‬والنون‬
‫عالمة جمع النسوة‪ ،‬والحاصل أن التاء في الجميع نائب الفاعل‪،‬‬
‫وما اتصل به حروف دالة على المعنى المراد من تثنية‪ ،‬وجمع‬
‫ب) بضم الضاد وكسر الراء وفتح الباء للمذكر‬ ‫تذكير وتأنيث (وض ِر َ‬

‫‪31‬‬
‫ب‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬زيد مبتدأ مرفوع‬ ‫الغائب في نحو قولك ‪ :‬زيد ض ِر َ‬
‫بالضمة‪ ،‬وضرب فعل ماض مبني للمجهول‪ ،‬ونائب الفاعل ضمير‬
‫مستتر فيه جوازا ً تقديره هو ( َوض ِربَتْ ) بضم الضاد وكسر الراء‬
‫وفتح الباء وسكون التاء للغائبة المؤنثة في نحو قولك ‪ِ :‬ه ْند‬
‫ض ِربَتْ ‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬هند مبتدأ مرفوع بالضمة‪ ،‬وضرب فعل ماض‬
‫مبني للمجهول‪ ،‬والتاء عالمة التأنيث‪ ،‬ونائب الفاعل ضمير مستتر‬
‫جوازا ً تقديره هي (وض ِربا) بضم الضاد وكسر الراء وبعد الباء ألف‬
‫الزيدان ضربا‪ ،‬وإعرابه ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫للمثنى الغائب المذكر في نحو قولك ‪:‬‬
‫الزيدان مبتدأ مرفوع باأللف‪ ،‬وضرب فعل ماض مبني للمجهول‪،‬‬
‫واأللف نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬وتقول في‬
‫مثنى الغائب المؤنث ‪ :‬ض ِربَـتَا‪ ،‬بزيادة تاء التأنيث ( َوض ِربوا) بضم‬
‫الضاد وكسر الراء‪ ،‬لجمع الذكور الغائبين‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬الزيدون‬
‫ضربوا‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الزيدون مبتدأ مرفوع بالواو‪ ،‬وضرب فعل ماض‬
‫مبني للمجهول مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل‬
‫بضمة المناسبة‪ ،‬والواو ضمير جمع الذكور الغائبين في محل رفع‬
‫نائب فاعل ( َوض ِر ْب َن) بضم الضاد وكسر الراء‪ ،‬لجمع النسوة‬
‫الغائبات في نحو قولك ‪ :‬النسوة ض ِر ْب َن‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬النسوة مبتدأ‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪َ ،‬وضرب فعل ماض مبني للمجهول‪،‬‬
‫والنون ضمير جمع النسوة نائب الفاعل مبني على الفتح في محل‬
‫رفع ‪.‬‬
‫باب المبتدأ والخبر‬
‫(المبتدأ هو االسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية) يعني أن‬
‫المبتدأ هو االسم المرفوع العاري ـ أي المجرد ـ عن العوامل‬
‫اللفظية‪ ،‬فخرج باالسم الفعل والحرف باعتبار معناهما‪ ،‬فكل منها ال‬
‫يقع مبتدأ‪ ،‬وخرج بالمرفوع المنصوب والمجرور بغير حرف زائد‬
‫(‪ )39‬فكل منهما ال يقع مبتدأ‪ ،‬وخرج بقوله العاري عن العوامل‬
‫اللفظية ما اقترن به عامل لفظي كالفاعل ونائب الفاعل فال يسمى‬

‫) حرف الجر الزائد هو الذي ال يجلب معنى جديدا‪ ،‬وإنما يؤكد المعنى‬ ‫‪39‬‬

‫العام في الجملة كلها‪ ،‬وال يتأثر المعنى األصلي بحذفه‪ ،‬نحو ‪ :‬بحسبك األدب‪،‬‬
‫فأصلها حسبك األدب أي يكفيك أو كافيك‪ ،‬فالباء الزائدة داخلة على المبتدأ ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫كل منهما مبتدأ (والخبر هو االسم المرفوع المسند إليه) يعني أن‬
‫الخبر هو االسم المرفوع المسند إلى المبتدأ (نحو قولك ‪ :‬زيد قائم)‬
‫هذا تمثيل للمبتدأ والخبر المفردين‪ ،‬فزيد اسم مرفوع مجرد عن‬
‫العوامل اللفظية فهو مبتدأ‪ ،‬ورافعه االبتداء‪ ،‬وهو عامل معنوي ال‬
‫لفظي‪ ،‬وقائم اسم مرفوع مسند إلى المبتدأ فهو خبر عنه مرفوع‪،‬‬
‫ورافعه المبتدأ (والزيدان قائمان) وهذا مثال للمبتدأ والخبر‬
‫المثنيين‪ ،‬فالزيدان مبتدأ مرفوع باالبتداء وعالمة رفعه األلف نيابة‬
‫عن الضمة ألنه مثنى‪ ،‬وقائمان خبر المبتدأ مرفوع به وعالمة‬
‫رفعه األلف ألنه مثنى (والزيدون قائمون) وهذا مثال للمبتدأ‬
‫ع ْين جمع مذكر سالماً‪ ،‬فالزيدون مبتدأ مرفوع‬ ‫والخبر المجمو َ‬
‫بالواو‪ ،‬وقائمون خبره كذلك مرفوع بالواو ألن كالً منهما جمع‬
‫مذكر سالم (والمبتدأ قسمان ‪ :‬ظاهر ومضمر) كما تقدم أن الفاعل‬
‫ظاهر ومضمر (فالظاهر ما تقدم ذكره) يعني من قوله ‪ :‬زيد قائم‪،‬‬
‫والزيدان قائمان‪ ،‬والزيدون قائمون‪ ،‬والظاهر هو ما دل لفظه على‬
‫مسماه بال قرينة‪ ،‬نحو ‪ :‬زيد‪ ،‬فإنه يدل على الذات الموضوع لها بال‬
‫قرينة‪ ،‬والمضمر ما دل على متكلم أو مخاطب أو غائب بقرينة‬
‫التكلم أو الخطاب أو الغَ ْيبَة‪ ،‬نحو ‪ :‬أنا وأنت وهو‪ ،‬وهو ينقسم إلى ‪:‬‬
‫متصل‪ ،‬ومنفصل‪ ،‬فالمتصل هو ما يجب اتصاله بعامله وال يقع بعد‬
‫إال في االختيار (‪ )40‬وتقدمت أمثلته في باب الفاعل‪ ،‬في قوله ‪:‬‬
‫ضربت‪ ،‬وضربنا إلى آخر ما تقدم؛ والمنفصل ما يبتدأ به‪ ،‬ويقع بعد‬
‫إال في االختيار (‪ )41‬وهو ما أشار إليه بقوله (والمضمر اثنا عشر‪،‬‬
‫وهي ‪ :‬أنا) الدال على المتكلم‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬أنا قائم‪ ،‬فأنا ضمير‬
‫رفع منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬وقائم خبره‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة (ونحن) الدال على المتكلم ومعه غيره أو‬
‫المعظم نفسه في نحو قولك ‪ :‬نحن قائمون‪ ،‬فنحن ضمير رفع‬
‫منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ‪ ،‬وقائمون خبره مرفوع‬
‫بالواو ألنه جمع مذكر سالم (وأنتَ ) بفتح التاء ‪ -‬الدال على‬

‫) وهو دائم االتصال باالسم أو الفعل أو حرف الجر أو بكان وأخواتها أو‬ ‫‪40‬‬

‫بإن وأخواتها ‪.‬‬


‫‪ ) 41‬أو نقول بعبارة أخرى أن الضمائر المنفصلة هي ما استقلت بالنطق ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فأن ضمير رفع منفصل مبني‬ ‫المخاطب في نحو قولك ‪ :‬أنت قائم‪ْ ،‬‬
‫على السكون في محل رفع مبتدأ‪ ،‬والتاء حرف خطاب‪ ،‬وقائم خبر‬
‫ت) بكسر التاء ‪ -‬للمخاطبة‬ ‫المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وأن ِ‬
‫ت قائمة‪ ،‬فأن ضمير رفع منفصل مبني‬ ‫المؤنثة في نحو قولك ‪ :‬أن ِ‬
‫على السكون في محل رفع مبتدأ‪ ،‬والتاء حرف خطاب‪ ،‬وقائمة خبر‬
‫المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وأنتما) للمثنى سواء كان ذكرا ً أو‬
‫فأن ضمير رفع منفصل مبتدأ‬ ‫مؤنثاً‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬أنتما قائمان‪ْ ،‬‬
‫مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬والتاء حرف خطاب‪ ،‬والميم‬
‫حرف عماد‪ ،‬واأللف حرف دال على التثنية‪ ،‬وقائمان خبر المبتدأ‬
‫مرفوع باأللف ألنه مثنى (وأنتم) لجمع الذكور المخاطبين في نحو‬
‫فأن ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على‬ ‫قولك ‪ :‬أنتم قائمون‪ْ ،‬‬
‫السكون في محل رفع‪ ،‬والتاء حرف خطاب‪ ،‬والميم عالمة الجمع‪،‬‬
‫وقائمون خبر المبتدأ مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم (وأنتن)‬
‫لجمع اإلناث المخاطبات في قولك ‪ :‬أنتن قائمات‪ ،‬فأن ضمير رفع‬
‫منفصل‪ ،‬مبتدأ مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬والتاء حرف‬
‫خطاب‪ ،‬والنون عالمة جمع النسوة‪ ،‬وقائمات خبر المبتدأ مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة (وهو) للمفرد الغائب في نحو قولك ‪ :‬هو قائم‪،‬‬
‫فهو ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع‪ ،‬وقائم‬
‫خبره مرفوع بالضمة الظاهرة (وهي) للمفردة الغائبة في نحو‬
‫قولك ‪ :‬هي قائمة‪ ،‬فهي ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح‬
‫في محل رفع‪ ،‬وقائمة خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وهما)‬
‫للمثنى الغائب‪ ،‬سواء كان مذكرا ً أو مؤنثاً‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬هما‬
‫قائمان‪ ،‬فهما ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل‬
‫رفع‪ ،‬وقائمان خبره مرفوع باأللف ألنه مثنى (وهم) لجمع الذكور‬
‫الغائبين في نحو قولك ‪ :‬هم قائمون‪ ،‬فهم ضمير رفع منفصل مبتدأ‬
‫مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬وقائمون خبره مرفوع بالواو‬
‫ألنه جمع مذكر سالم (وهن) لجمع اإلناث الغائبات‪ ،‬في نحو قولك ‪:‬‬
‫هن قائمات‪ ،‬فهن ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح في‬
‫محل رفع‪ ،‬وقائمات خبره مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬ثم إن المنصف‬
‫رحمه هللا تعالى مثل لوقوع بعضها مبتدأ بقوله (نحو قولك ‪ :‬أنا‬

‫‪34‬‬
‫قائم‪ ،‬ونحن قائمون) وتقدم إعراب المثالين (وما أشبه ذلك) من‬
‫األمثلة السابقة ‪.‬‬
‫(والخبر قسمان ‪ :‬مفرد‪ ،‬وغير مفرد) والمراد بالمفرد هنا ما ليس‬
‫جملة وال شبهها‪ ،‬ولو كان مثنى أو مجموعاً؛ والمراد بغير المفرد‪،‬‬
‫الجملة أو شبهها‪ ،‬والجملة الكالم المركب من فعل وفاعل‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫قام زيد‪ ،‬أو من مبتدأ وخبر‪ ،‬نحو ‪ :‬زيد قائم‪ ،‬والمركب من فعل‬
‫وفاعل يسمى جملة فعلية‪ ،‬والمركب من مبتدأ وخبر يسمى جملة‬
‫اسمية‪ ،‬وشبه الجملة الظرف والجار والمجرور كما سيذكره‬
‫(فالمفرد نحو ‪ :‬زيد قائم) فزيد مبتدأ ‪ ،‬وخبره قائم (والزيدان‬
‫قائمان) فالزيدان مبتدأ مرفوع باأللف ألنه مثنى‪ ،‬وقائمان خبره‬
‫مرفوع باأللف أيضا ً ألنه مثنى (والزيدون قائمون) فالزيدون مبتدأ‬
‫مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬وقائمون خبره مرفوع أيضا ً‬
‫بالواو ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬فالخبر في هذه األمثلة مفرد ألنه ليس‬
‫جملة وال شبهها (وغير المفرد أربعة أشياء) ألن شبه الجملة‬
‫شيئان الظرف والجار والمجرور‪ ،‬والجملة شيئان‪ ،‬الجملة الفعلية‪،‬‬
‫والجملة االسمية‪ ،‬وقد أشار إلى بيان ذلك بقوله (الجار والمجرور‬
‫والظرف) فكل منهما يسمى شبه الجملة (والفعل مع فاعله‪،‬‬
‫والمبتدأ مع خبره) فكل منهما يسمى جملة (نحو قولك ‪ :‬زيد في‬
‫الدار) هذا مثال للخبر إذا كان جارا ً ومجروراً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬زيد مبتدأ‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وفي الدار جار ومجرور متعلق بمحذوف‬
‫تقديره كائن أو استقر (وزيد عندك) هذا مثال للخبر إذا كان ظرفاً‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وعند ظرف مكان‬
‫منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (‪ )42‬والتقدير‬
‫كائن أو استقر عندك (‪ )43‬وعند مضاف والكاف مضاف إليه مبني‬
‫على الفتح في محل جر؛ وفي الحقيقة الخبر هو المتعلق المحذوف‪،‬‬

‫) فعلى ما مشى عليه المؤلف أن الخبر ليس هو الظرف نفسه‪ ،‬أو الجار‬ ‫‪42‬‬

‫والمجرور‪ ،‬وإنما الخبر هو اللفظ المحذوف الذي يتعلق به الظرف والجار‬


‫والمجرور ‪.‬‬
‫) فالخبر هو ما قبل الظرف والجار والمجرور من جملة فعلية فعلها‬ ‫‪43‬‬

‫محذوف وفاعلها ضمير "استقر" في شبه الجملة‪ ،‬أو الخبر المفرد المشتق ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وإنما كان الجار والمجرور والظرف شبيهين بالجملة ألنه من قدر‬
‫المحذوف فعالً نحو ‪ :‬استقر‪ ،‬كان من قبيل اإلخبار بالجملة‪ ،‬وإن‬
‫قَدره اسما ً مفردا ً (‪ )44‬نحو ‪ :‬كائن‪ ،‬كان من قبيل اإلخبار بالمفرد‪،‬‬
‫فكأنهما أخذا طرفا ً من المفرد‪ ،‬وطرفا ً من الجملة‪ ،‬فلذا كانا شبيهين‬
‫بالجملة‪ ،‬وشبيهين بالمفرد‪ ،‬فحذف ذلك في كالمهم من باب االكتفاء‬
‫س َرابِي َل ت َ ِقيكم ال َحر} أي والبرد (وزيد قام أبوه) هذا مثال‬
‫مثل { َ‬
‫للخبر إذا كان جملة فعلية‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬زيد مبتدأ مرفوع بالضمة‬
‫الظاهرة‪ ،‬وقام فعل ماض‪ ،‬وأبو فاعل مرفوع بالواو ألنه من‬
‫األسماء الخمسة‪ ،‬وأبو مضاف‪ ،‬والهاء مضاف إليه مبني على‬
‫الضم في محل جر‪ ،‬والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر‬
‫المبتدأ (وزيد جاريته ذاهبة) هذا مثال للخبر إذا كان جملة إسمية‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وجاريته مبتدأ ثان‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وجارية مضاف‪ ،‬والهاء مضاف إليه‬
‫مبني على الضم في محل جر‪ ،‬وذاهبة خبر المبتدأ الثاني مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ األول‪ ،‬والرابط‬
‫بينهما الهاء من جاريته‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫المبتَدَأ َوالَ َخ ِبر‬


‫اخلَ ِة عَلى ْ‬ ‫بَاب ا ْل َع َو ِ‬
‫ام ِل الد ِ‬
‫هذا الباب منعقد للعوامل الداخلة على المبتدأ والخبر‪ ،‬فتغيرهما‬
‫وتنسخ حكمهما السابق‪ ،‬ولهذا تسمى بالنواسخ (وهي كان‬
‫وأخواتها) نحو ‪ :‬كان زيد قائما ً (وإن وأخواتها) نحو ‪ :‬إن زيدا ً قائم‬
‫(وظن وأخواتها) نحو ‪ :‬ظننت زيدا ً قائما ً (فأما كان وأخواتها فإنها‬
‫ترفع االسم) الذي كان مبتدأ‪ ،‬ويسمى بعد دخولها اسمها (وتنصب‬
‫الخبر) وهو الذي كان خبرا ً للمبتدأ‪ ،‬ويسمى بعد دخولها خبرها‬
‫َان هللا َ‬
‫غفورا ً َر ِحيما ً}‬ ‫(وهي) أي كان وأخواتها (كان) نحو ‪َ { :‬وك َ‬
‫وإعرابه ‪ :‬كان فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬ولفظ‬
‫الجاللة اسمها‪ ،‬مرفوع بها وعالمة رفعه الضمة الظاهرة‪ ،‬وغفورا ً‬
‫خبرها منصوب بها وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة‪ ،‬ورحيما ً خبر‬

‫) أي اسما مشتقا ‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪36‬‬
‫بعد خبر (‪ )45‬منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وس ِميَت هذه األفعال ناقصة‬
‫ألنها ال تكتفي بالمرفوع بل ال يتم معناها إال بالمنصوب (وأمسى)‬
‫نحو ‪ :‬أمسى زيد غنياً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬أمسى فعل ماض ناقص يرفع‬
‫االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزيد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وغنيا ً‬
‫خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وأصبح) نحو ‪ :‬أصب َح البرد‬
‫شديداً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬أصبح فعل ماض ناقص‪ ،‬يرفع االسم وينصب‬
‫الخبر‪ ،‬والبرد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وشديدا ً خبرها‬
‫منصوب بالفتحة الظاهرة (وأضحى) نحو ‪ :‬أضحى الفقيه ورعاً‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬أضحى فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪،‬‬
‫والفقيه اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وورعا ً خبرها منصوب‬
‫بالفتحة الظاهرة (وظل) نحو ‪ :‬ظل زيد صائماً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ظل فعل‬
‫ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزيد اسمها مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬وصائما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وبات)‬
‫نحو ‪ :‬بات زيد ساهراً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬بات فعل ماض ناقص يرفع االسم‬
‫وينصب الخبر‪ ،‬وزيد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وساهرا ً‬
‫صار السِعر‬
‫َ‬ ‫خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وصار) نحو ‪:‬‬
‫رخيصاً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬صار فعل ماض ناقص‪ ،‬يرفع االسم وينصب‬
‫الخبر‪ ،‬السعر اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬ورخيصا ً خبرها‬
‫منصوب بالفتحة الظاهرة (وليس) نحو ‪ :‬ليس زيد قائماً‪ ،‬وإعرابه ‪:‬‬
‫ليس فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزيد اسمها‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وقائما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة‬
‫(وما زال) نحو ‪ :‬مازال زيد عالماً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ما نافية‪ ،‬وزال فعل‬
‫ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزيد اسمها مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬وعالما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة‬
‫(وماانفك) نحو ‪ :‬ماانفك عمرو جالسا ً (ومافتئ) نحو ‪ :‬مافتئ بكر‬
‫محسنا ً (ومابرح) نحو ‪ :‬مابرح محمد كريماً‪ ،‬وإعراب الجميع مثل‬
‫إعراب مازال زيد عالما ً (ومادام) نحو ‪ :‬ال أصحبك مادام زيد مترددا ً‬
‫ظرفية‪ ،‬ودام فعل ماض ناقص‬ ‫إليك‪ ،‬وإعراب مادام ‪ :‬ما مصدرية ْ‬
‫يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزيد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬

‫) يعني أنها خبر ثاني ‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪37‬‬
‫ومترددا ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وإليك جار ومجرور‬
‫متعلق بمتردداً؛ وسميت ما هذه ظرفية‪ ،‬لنيابتها عن ظرف‪،‬‬
‫سبك مع ما بعدها بمصدر‪ ،‬إ ِذ التقدير مدة دوام زيد‬ ‫ومصدرية ألنها ت َ ْ‬
‫مترددا ً إليكَ (وما تصرف منها) يعني أن ما تصرف من هذه األفعال‬
‫يعمل عم َل ماضيها من كونه يرفع االسم وينصب الخبر (نحو ‪ :‬كان‬
‫ويكون وكن) فاألول ماض‪ ،‬والثاني مضارع‪ ،‬والثالث أمر‪ ،‬وكلها‬
‫ترفع االسم‪ ،‬وتنصب الخبر (وأصبح‪ ،‬ويصبح‪ ،‬وأصبح) ِمثْل األول‬
‫(‪ )46‬ماض ومضارع وأمر (تقول) في عمل الماضي (كان زيد‬
‫قائما ً) وتقدم إعرابه‪ ،‬وتقول في عمل المضارع ‪ :‬يكون زيد قائماً‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬يكون فعل مضارع ناقص من متصرفات كان الناقصة‪،‬‬
‫يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزيد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫وقائما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛ وتقول في عمل األمر ‪ :‬كن‬
‫قائماً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬كن فعل أمر ناقص من متصرفات كان الناقصة‪،‬‬
‫يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬واسمها ضمير مستتر وجوبا ً تقديره‬
‫أنت‪ ،‬وقائما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وقس الباقي مما‬
‫يتصرف (وليس عمرو شاخصا ً) وإعرابه ‪ :‬ليس فعل ماض ناقص‬
‫يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬عمرو اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫وشاخصا ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛ وليس ال تستعمل إال‬
‫بصيغة الماضي ليس لها مضارع وال أمر وال مصدر‪ ،‬ولهذا ذهب‬
‫بعضهم إلى أنها حرف نفي وليست فعالً‪ ،‬لكن مذهب الجمهور أنها‬
‫ستْ هند جالسةً‪،‬‬‫فعل ماض ألنها تقبل تاء التأنيث الساكنة‪ ،‬نحو ‪ :‬لَ ْي َ‬
‫وقوله (وما أشبه ذلك) يعني أن ما كان مشبها ً لهذه األمثلة فهو‬
‫مثلها في العمل واإلعراب فقسه عليه‪ ،‬وال حاجة إلى اإلطالة بكثرة‬
‫األمثلة ‪.‬‬
‫(وأما إن وأخواتها فإنها تنصب االسم) وهو الذي كان مبتدأ‬
‫(وترفع الخبر) الذي كان مرفوعا ً بالمبتدأ (وهي ‪ :‬إن‪ ،‬وأن‪ ،‬ولكن‪،‬‬
‫وكأن‪ ،‬وليت‪ ،‬ولعل‪ ،‬تقول ‪ :‬إن زيدا ً قائم) وإعرابه ‪ :‬إن حرف‬
‫توكيد ونصب‪ ،‬تنصب االسم وترفع الخبر‪ ،‬وزيدا ً اسمها منصوب‬

‫) أي مثل المثال األول ‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪38‬‬
‫بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وقائم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وتقول في‬
‫عمل أن المفتوحة ‪ :‬بلغني أن زيدا ً منطلق‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬بلغ فعل‬
‫ماض‪ ،‬والنون للوقاية (‪ )47‬والياء مفعول به مبني على السكون‬
‫في محل نصب‪ ،‬وأن حرف توكيد ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع‬
‫الخبر‪ ،‬وزيدا ً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬ومنطلق خبرها‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر‬
‫فاعل َبلَ َغ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬بَلَغني انطالق زيد‪ ،‬وتقول في عمل لكن ‪ :‬قام‬
‫القوم لكن عمرا ً جالس‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬قام القوم فعل وفاعل‪ ،‬ولكن‬
‫حرف استدراك ونصب‪ ،‬تنصب االسم وترفع الخبر‪ ،‬وعمرا ً اسمها‬
‫منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وجالسا ً خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫وتقول في عمل كأن ‪ :‬كأن زيدا ً أسد‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬كأن حرف تشبيه‬
‫ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪ ،‬وزيدا ً اسمها منصوب بالفتحة‬
‫الظاهرة‪ ،‬وأسد خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (و) تقول في عمل‬
‫ليت (ليت عمرا ً شاخص) وإعرابه ‪ :‬ليت حرف تمن ونصب‪،‬‬
‫تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪ ،‬وعمرا ً اسمها منصوب بالفتحة‬
‫الظاهرة‪ ،‬وشاخص خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وتقول في‬
‫الحبيب قادم) وإعرابه ‪ :‬لعل حرف ترج ونصب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫عمل لعل (لعل‬
‫والحبيب اسمها منصوب بالفتحة‬
‫َ‬ ‫تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪،‬‬
‫الظاهرة‪ ،‬وقادم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (ومعنى إن وأن‬
‫للتوكيد) أي توكيد النسبة‪ ،‬أعني قيا َم زيد مثالً في قولك ‪ :‬إن زيدا ً‬
‫قائم‪ ،‬فيرتفع الكذب واحتمال المجاز (ولكن لالستدراك) وهو تعقيب‬
‫الكالم برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه (وكأن للتشبيه) وهو مشاركة‬
‫أمر ألمر في معنى بينهما (وليت للتمني) وهو طلب ما ال طمع فيه‪،‬‬
‫أو ما فيه عسر (ولعل للترجي والتوقع) فالترجي طلب األمر‬
‫الحبيب قادم‪ ،‬والتوقع اإلشفاق أي الخوف من‬
‫َ‬ ‫المحبوب‪ ،‬نحو ‪ :‬لعل‬
‫المكروه‪ ،‬نحو ‪ :‬لعل زيدا ً هالك (وأما ظننت وأخواتها‪ ،‬فإنها تنصب‬

‫) إذا اتصلت ياء المتكلم بالفعل وجب أن يتوسط بينها وبين الفعل نون‬ ‫‪47‬‬

‫تسمى نون الوقاية‪ ،‬وسميت هذه النون بنون الوقاية ألنها تقي الفعل من‬
‫الكسر‪ ،‬فمن خواص األفعال أنها ال يدخله كسر ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المبتدأ والخبر على أنهما مفعوالن لها‪ ،‬وهي ‪ :‬ظننت) نحو ‪ :‬ظننت‬
‫زيدا ً قائماً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ظننت فعل وفاعل‪ ،‬وزيدا ً مفعول أول‬
‫منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وقائما ً ‪ :‬مفعول ثان منصوب بالفتحة‬
‫الظاهرة (وحسبت‪ ،‬وخلت‪ ،‬وزعمت‪ ،‬ورأيت‪ ،‬وعلمت‪ ،‬ووجدت‪،‬‬
‫واتخذت‪ ،‬وجعلت‪ ،‬وسمعت‪ ،‬تقول ‪ :‬ظننت زيدا ً منطلقا ً) وإعرابه‬
‫كما تقدم (وخلت الهال َل الئحاً‪ ،‬وما أشبه ذلك) يعني أن ما أشبه‬
‫المثالين من بقية األمثلة يقاس على هذين المثالين نحو ‪ :‬زعمت‬
‫الصدق منجياً‪ ،‬وعلمت‬
‫َ‬ ‫الحبيب قادما‪ ،‬ورأيت‬
‫َ‬ ‫بكرا ً صديقاً‪ ،‬وحسبت‬
‫الجودَ محبوباً‪ ،‬ووجدت العل َم نافعاً‪ ،‬وات َخ ْذت بكرا ً صديقاً‪ ،‬وجعلت‬
‫الطين إبريقاً‪ ،‬وإعرابه كما تقدم؛ ومثال سمع ‪ :‬سمعت النبي صلى‬ ‫َ‬
‫هللا عليه وسلم يقول‪ ،‬فسمعت فعل وفاعل‪ ،‬والنبي مفعول أول‪،‬‬
‫ويقول فعل مضارع‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا‪ ،‬والجملة في‬
‫محل نصب مفعول ثان؛ والراجح أن سمع في نحو هذا المثال‬
‫تتعدى لمفعول واحد والجملة التي بعدها حال‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى‬
‫أعلم وأحكم ‪.‬‬

‫ت‬
‫بـَــــاب الن ْعــــــ ِ‬
‫(النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره)‬
‫يعني أن النعت يتبع منعوته في رفعه إن كان مرفوعاً‪ ،‬وفي نصبه‬
‫إن كان منصوبا ً‪ ،‬وفي خفضه إن كان مخفوضاً‪ ،‬وفي تعريفه إن‬
‫كان معرفةً‪ ،‬وفي تنكيره إن كان نكرةً‪ ،‬وذلك في النعت الحقيقي‬
‫وهو الرافع لضمير المنعوت (‪( )48‬تقول ‪ :‬قام زيد العاقل) وإعرابه‬
‫‪ :‬قام فعل ماض‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬والعاقل نعت‬
‫لزيد ونعت المرفوع مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة الظاهرة‪ ،‬وهو‬
‫تابع للمنعوت في الرفع والتعريف (ورأيت زيدا ً العاق َل) وإعرابه ‪:‬‬

‫) وذلك أن من عالمة النعت الحقيقي أنه يشتمل على ضمير مستتر يعود‬ ‫‪48‬‬

‫على ذلك المنعوت‪ ،‬فإذا قلنا ‪ :‬قام زيد العاقل‪ ،‬فزيد فاعل بقام‪ ،‬والعاقل نعت له‪،‬‬
‫وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله فيرفع فاعال‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا‬
‫تقديره هو يعود على زيد ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫رأيت فعل وفاعل‪ ،‬وزيدا ً مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة‪،‬‬
‫والعاق َل نعت لزيد منصوب أيضا ً بالفتحة الظاهرة‪ ،‬فقد تبعه في‬
‫نصبه وتعريفه (ومررت بزيد العاق ِل) وإعرابه ‪ :‬مررت فعل‬
‫وفاعل‪ ،‬وبزيد الباء حرف جر‪ ،‬وزيد مجرور بالباء‪ ،‬والعاق ِل نعت‬
‫له مجرور بالكسرة الظاهرة‪ ،‬فقد تبعه في خفضه وتعريفه‬
‫‪.‬‬
‫وتقول في التنكير ‪ :‬جاء رجل عاقل‪ ،‬ورأيت رجالً عاقالً‪ ،‬ومررت‬
‫برجل عاقل‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬كالذي قبله‪ ،‬فقد تبع منعوته في اإلعراب‬
‫والتنكير ‪.‬‬
‫ولما كان النعت تارة يكون معرفة‪ ،‬وتارة يكون نكرة‪ ،‬ذكر المصنف‬
‫أقسام المعرفة والنكرة فقال (والمعرفة خمسة أشيا َء) المعرفة ما‬
‫دل على معين‪ ،‬والذي ذكره المصنف خمسة أشياء األول منها‬
‫(االسم المضمر) وهو ما دل على متكلم أو مخاطب أو غائب (نحو‬
‫‪ :‬أنَا) للمتكلم‪ ،‬ونحن للمتكلم ومعه غيره‪ ،‬أو المعظم نفسه (وأنتَ )‬
‫ت للمخاطبة‪ ،‬وأنتما للمخاطب ْين‪ ،‬وأنتم لجمع الذكور‬ ‫للمخاطب‪ ،‬وأن ِ‬
‫المخاطبين‪ ،‬وأ ْنتن لجمع اإلناث المخاطبات‪ ،‬وهو للغائب‪ ،‬وهي‬
‫للغائبة‪ ،‬وهما للغائب ْين‪ ،‬وهم للغا ِئ ِب َ‬
‫ين‪ ،‬وهن للغائبات (و) الثاني من‬
‫علَم لمن يعقل‪،‬‬
‫أقسام المعرف ِة (االسم العلم‪ ،‬نحو ‪ :‬زيد ومكة) األول َ‬
‫علَم لما ال يعقل (و) الثالث من أقسام المعرفة (االسم‬ ‫والثاني َ‬
‫المبهم نحو ‪ :‬هذا‪ ،‬وهذه‪ ،‬وهؤالء) وهذا االسم يشمل جميع أسماء‬
‫اإلشارة واألسماء الموصولة‪ ،‬نحو ‪ :‬الذي‪ ،‬والتي‪ ،‬والذين‪،‬‬
‫ويحصل التعيين في أسماء اإلشارة باإلشارة الحسية‪ ،‬وفي األسماء‬
‫الموصولة بالصلة‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء الذي قام أبوه (‪( )49‬و) الرابع من‬

‫) توضيح وبيان لالسم الموصول والصلة ‪ :‬االسم الموصول هو ما دل‬ ‫‪49‬‬

‫على معين بواسطة جملة أو شب ِه جملة ت ْذكر بعده تسمى صلة الموصول‪،‬‬
‫واالسم الموصول يحتاج إلى صلة وإلى عائد‪ ،‬وتفسر صلة الموصول بأنها‬
‫جملة أو شبه جملة ت ْذكَر بعده تتم معناه‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء الذي أكرمته‪ِ ،‬‬
‫أكر ْم َم ْن‬
‫س ْن إلى من في المسجد‪ ،‬ويفسر العائد بأنه ضمير يعود إلى االسم‬ ‫عندَه أَدَب‪ ،‬أَحْ ِ‬
‫الصلَة‪ ،‬فالعائد في األمثلة السابقة الهاء في‬
‫الموصول‪ ،‬وتشتمل عليه جملة ِ‬
‫أكرمته وفي عندَه‪ ،‬وضمير مستتر جوازا تقديره "هو" في المثال الثالث‪ ،‬فكأنه‬

‫‪41‬‬
‫أقسام المعرفة (االسم الذي فيه األلف والالم‪ ،‬نحو ‪ :‬الرجل‪،‬‬
‫والغالم‪ ،‬و) الخامس من أقسام المعرفة (ما أضيف إلى واحد من‬
‫هذه األربع ِة) نحو ‪ :‬غالمي‪ ،‬وغالم زيد‪ ،‬وغالم هذا‪ ،‬وغالم الذي‬
‫قام أبوه‪ ،‬وغالم الرجل (والنكرة كل اسم شائع في جنسه‪ ،‬ال يختص‬
‫به واحد دون آخر) يعني أن النكرة هي االسم الموضوع لفرد غير‬
‫معين‪ ،‬نحو ‪ :‬رجل‪ ،‬وغالم‪ ،‬فال يختص به واحد دون آخر (وتقريبه‬
‫كل ما صلح دخول األلف والالم عليه‪ ،‬نحو ‪ :‬الرجل‪ ،‬والغالم) يعني‬
‫أن الرج َل والغال َم قبل دخول األلف والالم عليهما نكرتان‪ ،‬ألن رجالً‬
‫يصدق على كل رجل (‪ )50‬وكذلك غالم‪ ،‬فلما دخلت عليهما األلف‬
‫والالم تعرفاً‪ ،‬فقبول األلف والالم عالمة التنكير‪ ،‬وهللا سبحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫َبــاب الـ َعــ ْط ِ‬


‫ـف‬
‫والمراد به عطف النسق‪ ،‬وهو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه‬
‫أحد حروف العطف اآلتية (وحروف العطف عشرة‪ ،‬وهي ‪ :‬الواو)‬
‫نحو ‪ :‬جاء زيد وعمرو‪ ،‬فجاء فعل ماض‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬وعمرو الواو حرف عطف‪ ،‬وعمرو معطوف‬
‫على زيد مرفوع بالضمة الظاهرة؛ فالمعطوف يتبع المعطوف عليه‬
‫في إعرابه‪ ،‬سواء كان رفعا ً أو غيره (والفاء) نحو ‪ :‬جاء زيد‬
‫فعمرو‪ ،‬فعمرو معطوف على زيد مرفوع بالضمة الظاهرة (وثم)‬
‫نحو ‪ :‬جاء زيد ثم عمرو (و أو) نحو ‪ :‬جاء زيد أو عمرو (وأم)‬
‫نحو ‪ :‬جاء زيد‪ ،‬أم عمرو (وإما) نحو {فَإما َمنا ً بَ ْعد وإما فِدَاء}‬
‫فقوله { ِفدا ًء} معطوف على {منا ً} والعاطف الواو الداخلة على إما‪،‬‬
‫وإما أتى بها للداللة على التقسيم والتخيير‪ ،‬والمصنف جرى على‬
‫أن إما هي العاطفة وهو ضعيف‪ ،‬والراجح أن العاطف الواو (وبل)‬
‫نحو ‪ :‬ما جاء زيد بل عمرو (وال) نحو ‪ :‬جاء زيد ال عمرو ( ْ‬
‫ولكن)‬

‫قي َل ‪ :‬أحسن إلى من هو في المسجد ‪.‬‬


‫‪ ) 50‬وال يختص به واحد دون آخر ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫لكن عمرو (وحتى في بعض المواضع) وذلك‬ ‫نحو ‪ :‬ما جاء زيد ْ‬
‫البعض هو ما كان ما بعدها بعضا ً مما قبلها‪ ،‬نحو ‪ :‬أكلت السمكة‬
‫سها‪ ،‬فحتى حرف عطف‪ ،‬ورأس معطوف على السمكة‬ ‫حتى رأ َ‬
‫منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬والهاء مضاف إليه‪ ،‬وإعراب بقية‬
‫فإن عطفتَ بها على مرفوع رفعتَ ) كما تقدم (أو‬ ‫األمثلة ظاهر ( ْ‬
‫على منصوب نصبتَ ‪ ،‬أو على مخفوض خفضتَ ‪ ،‬أو على مجزوم‬
‫جزمتَ ‪ ،‬تقول ‪ :‬قام زيد وعمرو‪ ،‬ورأيت زيدا ً وع َْمراً‪ ،‬ومررت بزيد‬
‫وعمرو) واإلعراب ظاهر‪ ،‬ومثال العطف في األفعال ‪ :‬زيد يقوم‬
‫ويقعد‪ ،‬ولن يقو َم ويقعدَ (وزيد لم يق ْم ول ْم يقع ْد) فاألول مرفوع‪،‬‬
‫والثاني منصوب‪ ،‬والثالث مجزوم‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫باب التوكيد‬
‫وهو التابع الرافع لالحتمال‪ ،‬فإذا قلتَ ‪ :‬جاء زيد‪ ،‬يحتمل أن يكون‬
‫الكالم على تقدير مضاف‪ ،‬والتقدير ‪ :‬جا َء كتاب زيد‪ ،‬أو رسوله‪،‬‬
‫فإذا قلتَ جاء زيد نفسه‪ ،‬ارتفع االحتمال‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬جاء القوم‪،‬‬
‫يحتمل أن الذي جاء بعضهم‪ ،‬فإذا قلتَ ‪ :‬جاء القوم كلهم ارتفع‬
‫االحتمال (التوكيد تابع للمؤكد في رفعه) نحو ‪ :‬جاء زيد نفسه‪ ،‬فزيد‬
‫فاعل‪ ،‬ونفسه توكيد له‪ ،‬وتوكيد المرفوع مرفوع (ونصبه) نحو ‪:‬‬
‫سه توكيد له‪ ،‬وتوكيد المنصوب‬ ‫سه‪ ،‬فزيدا ً مفعول‪ ،‬ونف َ‬ ‫رأيت زيدا ً نف َ‬
‫وخفضه) نحو ‪ :‬مررت بزيد نفسِه‪ ،‬فزيد مجرور بالباء‬ ‫ِ‬ ‫منصوب (‬
‫ونفسه توكيد له‪ ،‬وتوكيد المجرور مجرور (وتعريفه) كما رأيتَ في‬
‫األمثلة‪ ،‬ولم يقل وتنكيره‪ ،‬ألن ألفاظ التوكيد كلها َمعَ ِارف فال تتبع‬
‫النكرة‪ ،‬وأجاز ذلك الكوفيون (‪ )51‬نحو ‪ :‬ص ْمت شهرا ً كله‪ ،‬فجعلوا‬
‫كله توكيد الشهر ولم يوجبوا مطابقته في التنكير ‪.‬‬
‫(ويكون بألفاظ معلومة‪ ،‬وهي ‪ :‬النفس) بمعنى الذات‪ ،‬نحو ‪ :‬جا َء‬
‫زيد نفسه (والعين) بمعنى الذات أيضا ً‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء زيد عينه (وكل)‬
‫القوم كلهم‪ ،‬فالقوم فاعل‪ ،‬وكل توكيد للقوم‪ ،‬والهاء‬ ‫نحو ‪ :‬جاء ْ‬
‫مضاف إليه‪ ،‬والميم عالمة الجمع (وأجمع) نحو ‪ :‬جا َء القوم أج َمع‪،‬‬

‫) أي أنهم أجازوا أن تتبع ألفاظ التوكيد النكرات ‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪43‬‬
‫فأجمع توكيد للقوم مرفوع بالضمة الظاهرة (وتوابع أجمع‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫صع) يؤتى بها في التوكيد تابعة ألجمع‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء‬ ‫أ ْكتَع‪ ،‬وأ ْبتَع‪ ،‬وأ ْب َ‬
‫القوم أجمعون‪ ،‬أكتعون ‪،‬أبتعون ‪،‬أبصعون ‪،‬وإعرابه ‪ :‬جاء فعل‬
‫ماض‪ ،‬والقوم فاعل مرفوع بالضمة‪ ،‬وأجمعون تأكيد للقوم مرفوع‬
‫بالواو ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم‬
‫المفرد‪ ،‬وأكتعون تأكيد ثان‪ ،‬وأبتعون ثالث‪ ،‬وأبصعون رابع‪،‬‬
‫وإعرابها كإعراب ما قبلها (‪ )52‬وأتى بها لزيادة التوكيد والمبالغة‬
‫فيه‪ ،‬وكلها بمعنى أجمعون ألن أكتع مأخوذ من قولهم ‪ :‬تكتع الجلد‬
‫إذا اجتمع‪ ،‬وأبتع من ا ْلبَتْ ِع وهو طول العنق‪ ،‬والقوم إذا كانوا‬
‫مجتمعين طالَتْ أعناقهم‪ ،‬فجعلوه كناية عن االجتماع‪ ،‬وأبصع‬
‫ْع وهو العرق المجتمع فيكون بمعنى أجمع؛ ولما‬ ‫مأخوذ من البَص ِ‬
‫كانت هذه األلفاظ الثالثة ال يؤتى بها غالبا ً إال بعد أجمع سميت‬
‫توابع أجمع (تقول ‪ :‬قام زيد نفسه) فزيد فاعل‪ ،‬ونفس توكيد له‪،‬‬
‫والهاء مضاف إليه (ورأيت القو َم كلهم) فالقو َم مفعول به لرأيت‪،‬‬
‫وكل تأكيد للقوم‪ ،‬والهاء مضاف إليه‪ ،‬والميم عالمة الجمع (ومررت‬
‫بالقوم أجمعين) فالقوم مجرور بالباء‪ ،‬وأجمعين تأكيد للقوم مجرور‬
‫بالياء ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم‬
‫المفرد‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫باب البدل‬
‫هو التابع المقصود بالحكم بال واسطة ( ) بينه وبين متبوعه ( )‬
‫‪54‬‬ ‫‪53‬‬

‫نحو ‪ :‬جا َء زيد أخوك‪ ،‬فزيد فاعل‪ ،‬وأخوك بدل من زيد‪ ،‬بدل كل من‬
‫كل‪ ،‬ويسمى البدل المطابق ألن المراد من الثاني هو األول بعينه‬
‫(إذا أبدل اسم من اسم) نحو ‪ :‬جاء زيد أخوك (أو فعل من فعل) نحو‬

‫‪ ) 52‬أي أنها تأكيد مرفوع بالواو ألنها جمع مذكر سالم ‪.‬‬
‫) لفظية ‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫) أو يقال في تعريفه ‪ :‬هو تابع يدل على نفس المتبوع أو جزء منه‪،‬‬ ‫‪54‬‬

‫ويتضح شرح التعريف بالمثال‪ ،‬فقولنا مثال ‪ :‬واضع النحو اإلمام علي‪ ،‬فعلي تابع‬
‫لإلمام في إعرابه‪ ،‬وهو المقصود بحكم نسبة وضع النحو إليه‪ ،‬واإلمام إنما ذكر‬
‫توطئة وتمهيدا له‪ ،‬وهو غير مقصود بالذات ألنك لو حذفته الستقل "علي"‬
‫بالذكر منفردا‪ ،‬فلو قلتَ واضع النحو علي‪ ،‬كان كالما مستقال‪ ،‬وال واسطة بين‬
‫التابع والمتبوع كحروف العطف وغيرها ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ص ِل تسجد هلل يرحمك (تبعه في جميع إعرابه) رفعاً‪ ،‬ونصباً‪،‬‬ ‫‪ :‬إن ت َ‬
‫وخفضا ً‪ ،‬وجزما ً (وهو أربعة أقسام ‪ :‬بدل الشئ من الشئ) ويقال له‬
‫‪ :‬بدل الكل من الكل‪ ،‬والبدل المطابق‪ ،‬وهو ما كان الثاني فيه عين‬
‫األول‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء زيد أخوك (وبدل البعض من الكل) وهو ما كان‬
‫الرغيف ثلَثه (وبدل‬
‫َ‬ ‫الثاني فيه بعضا ً من األول‪ ،‬نحو ‪ :‬أكلت‬
‫االشتمال) وهو ما كان الثاني فيه بينه وبين األول ارتباط بغير‬
‫الكلية والجزئية‪ ،‬نحو ‪ :‬نَفعني زيد علمه (‪( )55‬وبدل الغلط) وهو ما‬
‫ذكر فيه األول غلطاً‪ ،‬ثم ذكر الثاني إلزالة ذلك الغلط‪ ،‬نحو ‪ :‬ركبت‬
‫زيدا ً الفرس‪ ،‬وقد مثل المصنف رحمه هللا تعالى لألقسام األربعة‬
‫بقوله (نحو قولك ‪ :‬قا َم زيد أخوك) فزيد فاعل‪ ،‬وأخوك بدل منه بدل‬
‫كل من كل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة‪ ،‬والكاف مضاف‬
‫َ‬
‫وثلث بدل‬ ‫فالرغيف مفعول به ألكلت‪،‬‬
‫َ‬ ‫الرغيف ثلثَه)‬
‫َ‬ ‫إليه (وأكلت‬
‫منه بدل بعض من كل‪ ،‬والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل‬
‫جر (ونفعني زيد علمه) وإعرابه ‪ :‬نَفَ َع فعل ماض‪ ،‬والنون للوقاية‪،‬‬
‫والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب‪ ،‬وزيد فاعل نف َع‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وعلم بدل اشتمال من زيد‪ ،‬والهاء مضاف‬
‫الفرس) فزيدا ً‬
‫َ‬ ‫إليه مبني على الضم في محل جر (ورأيت زيدا ً‬
‫مفعول به لرأيت‪ ،‬والفرس بدل غلط أي بدل عن اللفظ الذي ذكر‬
‫غلطاً‪ ،‬وهو المراد بقوله (أردت أن تقول ‪ :‬الفرس فغلطت فأبدلت‬
‫زيدا ً منه) المراد من قوله فأبدلتَ اإلبدال اللغوي وهو التعويض‪،‬‬
‫ب اإلتيان به‬‫والمعنى عوضت زيدا ً عن الفرس الذي كان حق التركي ِ‬
‫بدون لفظ زيد‪ ،‬فال ينافي أن البدل في االصطالح في هذا التركيب‬

‫) ولتوضيح التعريف أكثر أقول ‪ :‬عند النظر إلى المثال السابق نجد أنا‬ ‫‪55‬‬

‫النفع يحتمل أن يكون بجاه زيد أو علمه أو غيرهما مما ينتفع به ‪ ،‬ولكن عندما‬
‫قلنا علمه تعين أحد تلك المعاني ال َعرضية التي يتضمنها العامل َنفَ َع دون الباقي‬
‫من المعاني من غير أن يدخل واحد من تلك المعاني في ذات زيد أو تكوينه‬
‫الجسمي‪ ،‬فهو ليس جزءا حقيقيا أساسيا أصيال ال يوجد زيد إال به‪ ،‬وإنما هو أمر‬
‫عرضي طارئ‪ ،‬فالعلم في المثال السابق يسمى بدل اشتمال‪ ،‬والمبدل منه هو زيد‬
‫‪ ،‬وقد عرف بعضهم بدل االشتمال بتعريف أوضح وأسهل مما قاله الشارح فقال‬
‫‪ :‬هو تابع يعين أمرا عرضيا ووصفا طارئا من األمور واألوصاف المتعددة‬
‫بالمتبوع ويشتمل عليها معنى عامله إجماال بغير تفصيل ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫هو الفرس ال زيد‪ ،‬فال اعتراض على المصنف بأن البدل هو الفرس‬
‫ال زيد‪ ،‬فكيف يقول فأبدلتَ زيدا ً منه؛ وحاصل الجواب أن مراده‬
‫اإلبدال اللغوي ال االصطالحي‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫اء‬ ‫ت األَ ْ‬
‫س َم ِ‬ ‫بــَـاب َم ْنصوبَا ِ‬
‫عشر‪ ،‬وهي ‪ :‬المفعول به) نحو ‪ :‬ضربت زيداً‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سةَ‬‫(المنصوبات خم َ‬
‫فزيدا مفعول به منصوب (والمصدر) نحو ‪ :‬ضربت ضرباً‪ ،‬فضربا ً‬
‫مصدر منصوب‪ ،‬ويعبر عنه بالمفعول المطلق (وظرف الزمان)‬
‫اليو َم‪ ،‬فصمت فعل وفاعل‪ ،‬واليوم منصوب على‬ ‫نحو ‪ :‬ص ْمت ْ‬
‫ست أما َم الكعب ِة‪،‬‬ ‫الظرفية الزمانية (وظرف المكان) نحو ‪ :‬جلَ ْ‬
‫فجلست فعل وفاعل ‪،‬وأمام منصوب على الظرفية المكانية‪ ،‬والكعبة‬
‫مضاف إليه (والحال) نحو ‪ :‬جاء زيد راكباً‪ ،‬فجاء زيد فعل وفاعل‪،‬‬
‫ض‬ ‫وراكبا ً حال من زيد منصوب بجاء (والتمييز) نحو { َوفَج ْرنَا ْ‬
‫األر َ‬
‫ض مفعول به‪ ،‬وعيونَا ً تمييز‬ ‫واألر َ‬
‫ْ‬ ‫عيونَا ً} ففجرنا فعل وفاعل‪،‬‬
‫فالقوم فاعل‬
‫ْ‬ ‫منصوب بفَج ْرنا (والمستثنى) نحو ‪ :‬قام القوم إال زيداً‪،‬‬
‫قام‪ ،‬وإال أداة استثناء‪ ،‬وزيدا ً منصوب على االستثناء بإال (واسم ال)‬
‫نحو ‪ :‬ال غال َم رجل حاضر‪ ،‬فال نافية للجنس تنصب االسم وترفع‬
‫الخبر‪ ،‬وغالم اسمها منصوب بالفتحة‪ ،‬وغالم مضاف ورجل‬
‫مضاف إليه‪ ،‬وحاضر خبرها مرفوع بالضمة (والمنادى) نحو ‪ :‬يا‬
‫غال َم زيد‪ ،‬فيا حرف نداء‪ ،‬وغال َم منادى منصوب بالفتحة ألنه‬
‫منادى مضاف‪ ،‬وزيد مضاف إليه (وخبر كان وأخواتها) نحو ‪ :‬كان‬
‫زيد قائماً‪ ،‬فكان فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزيد‬
‫اسمها مرفوع‪ ،‬وقائما ً خبرها منصوب (واسم إن وأخواتها) نحو ‪:‬‬
‫إن زيدا ً قائم‪ ،‬فإن حرف توكيد ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪،‬‬
‫وزيدا ً اسمها منصوب‪ ،‬وقائم خبرها مرفوع (والمفعول من أجله)‬
‫نحو ‪ :‬قام زيد إجالالً لعمرو‪ ،‬فقام زيد فعل وفاعل‪ ،‬وإجالالً مفعول‬
‫ألجله منصوب بقام‪ ،‬لعمرو جار ومجرور متعلق بإجالالً (والمفعول‬
‫معه) نحو ‪ :‬سرت والني َل‪ ،‬فسرت فعل وفاعل‪ ،‬والني َل الواو واو‬

‫‪46‬‬
‫المعية‪ ،‬والني َل مفعول معه منصوب بسرت (والتابع للمنصوب‪،‬‬
‫وهو أربعة أشياء ‪ :‬النعت) نحو ‪ :‬رأيت زيدا ً العاق َل (والعطف) نحو‬
‫‪ :‬رأيت زيدا ً وع َْمرا ً (والتوكيد) نحو ‪ :‬رأيت زيدا ً نفسه (والبدل)‬
‫نحو ‪ :‬رأيت زيدا ً أخاك‪ ،‬وإعراب األمثلة ظاهر‪ ،‬وهللا سبحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫َباب ا ْل َم ْفعو ِل ب ِه‬


‫لما ذكر المنصوبات إجماالً شرع يذكرها تفصيالً‪ ،‬ولم يذكر في‬
‫التفصيل خبر كان وأخواتها‪ ،‬واسم إن وأخواتها‪ ،‬والتوابع‪ ،‬لتقدم‬
‫ذكرها في المرفوعات‪ ،‬وبدأ بذكر المفعول به وهو في اللغة ‪ :‬من‬
‫وقع عليه الفعل‪ ،‬سواء كان الفعل حسياً‪ ،‬كضربت زيداً‪ ،‬أو معنوياً‪،‬‬
‫كتعلمت المسئلةَ‪ ،‬فإن الضرب حسي‪ ،‬والتعلم معنوي‪ ،‬وفي اصطالح‬
‫النحاة ما ذكره بقوله (وهو االسم المنصوب الذي يقع به الفعل)‬
‫يعني أن المفعول به في اصطالح النحاة هو ‪ :‬االسم الذي يقع عليه‬
‫س) فزيدا ً مفعول به‬ ‫الفر َ‬
‫ور ِك ْبت َ‬ ‫ض َر ْبت زيداً‪َ ،‬‬ ‫فعل الفاعل (نحو ‪َ :‬‬
‫والفرس مفعول به لركبت‪ ،‬ومثل بمثالين لإلشارة إلى أنه‬ ‫َ‬ ‫لضربت‪،‬‬
‫ال فرق في المفعول به بين كونه عاقالً كزيد‪ ،‬أو غير عاقل كالفرس‬
‫(وهو على قسمين ‪ :‬ظاهر‪ ،‬ومضمر) كما أن الفاعل ظاهر ومضمر‬
‫(فالظاهر ما تقدم ذكره) وهو زيد‪ ،‬والفرس المتقدمان في المثالين‬
‫السابقين (والمضمر قسمان ‪ :‬متصل) وهو الذي ال يبتدأ به‪ ،‬وال‬
‫يقع بعد إال في االختيار‪ ،‬نحو ‪ :‬الكاف من رأيتك‪ ،‬إذ ال يصح أن يقال‬
‫ما رأيت إالكَ ‪ ،‬وقد يقع مثل ذلك في غير االختيار وهو ضرورة‬
‫الشعر (ومنفصل) وهو الذي يقع في ابتداء الكالم نحو {إياكَ نَ ْعبد}‬
‫ويقع بعد إال في االختيار‪ ،‬نحو ‪ :‬ما نَ ْعبد إال إياكَ (فالمتصل اثنا‬
‫ض َربَني) وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض‪ ،‬والنون‬ ‫عشر‪ ،‬نحو قولك ‪َ :‬‬
‫للوقاية‪ ،‬والياء ضمير المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل‬
‫نصب (وضربَنَا) بفتح الباء‪ ،‬فنا ضمير المتكلم ومعه غيره أو‬
‫المعظم نفسه مبني على السكون في محل نصب مفعول به‬
‫(وضربَكَ ) بفتح الكاف‪ ،‬فالكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح‬
‫ض َربَ ِك) بكسر الكاف‪ ،‬ضمير المخاطبة‬ ‫في محل نصب مفعول به (و َ‬

‫‪47‬‬
‫ض َر َبكما) فالكاف‬‫مبني على الكسر في محل نصب مفعول به (و َ‬
‫ضمير المخا َطبَ ْين مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪ ،‬والميم‬
‫ض َربَكم) فالكاف‬‫حرف عماد‪ ،‬واأللف حرف دال على التثنية (و َ‬
‫ضمير جمع الذكور المخاط ِبين مبني على الضم في محل نصب‬
‫ض َربَكن) فالكاف ضمير جمع‬ ‫مفعول به‪ ،‬والميم عالمة الجمع (و َ‬
‫اإلناث المخاطبات مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪،‬‬
‫ض َربَه) فالهاء ضمير المذكر الغائب‬‫والنون عالمة جمع النسوة (و َ‬
‫ض َربَها) فالهاء ضمير‬ ‫مبني على الضم في محل نصب مفعول به (و َ‬
‫المؤنثة الغائبة مبني على السكون في محل نصب مفعول به‬
‫(و َ‬
‫ض َربَهما) فالهاء ضمير المثنى الغائـبَـ ْين مبني على الضم في‬
‫محل نصب مفعول به‪ ،‬والميم حرف عماد ‪ ،‬واأللف حرف دال على‬
‫التثنية (وضربهم) فالهاء ضمير جمع الذكور الغائ ِبين مبني على‬
‫الضم في محل نصب مفعول به‪ ،‬والميم عالمة الجمع (وضربهن)‬
‫فالهاء ضمير جمع اإلناث الغائبات مبني على الضم في محل نصب‬
‫مفعول به‪ ،‬والنون عالمة جمع النسوة (والمنفصل اثنا عشر‪ ،‬نحو‬
‫قولك ‪ :‬إياي) فإذا قلت ‪ :‬ما أكرمتَ إال إياي تقول في إعرابه ‪ :‬ما‬
‫نافية‪ ،‬وأكرمت فعل وفاعل‪ ،‬وإال أداة حصر‪ ،‬وإن شئت قلت إال‬
‫حرف إليجاب النفي (‪ )56‬أو أداة استثناء ملغاة ال عمل لها‪ ،‬وإيا‬
‫ضمير نصب منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به‬
‫ألكرمتَ ‪ ،‬والياء األخيرة حرف دال على المتكلم (وإيانا) للمتكلم‬
‫وإياك)‬
‫ِ‬ ‫ومعه غير‪ ،‬أو المعظم نفسه (وإياكَ ) بفتح الكاف للمخاطب (‬
‫بكسر الكاف للمخاطبة (وإياكما) للمخاط َبين (وإياكم) لجمع الذكور‬
‫المخاطبين (وإياكن) لجمع اإلناث المخاطبات‪ ،‬فإيا في الجميع هي‬
‫الضمير‪ ،‬وكلها يقال فيها ‪ :‬ضمير نصب منفصل مبني على السكون‬
‫في محل نصب مفعول به‪ ،‬والياء في األول حرف دال على المتكلم‪،‬‬
‫ونا في الثاني حرف دال على المتكلم ومعه غيره‪ ،‬أو المعظم نفسه‪،‬‬
‫والكاف فيما بعده للمخاطب‪ ،‬أو المخاطبة‪ ،‬أو المخا َطبَ ْين‪ ،‬أو‬
‫المخاط ِبين‪ ،‬أو المخاطبات‪ ،‬والميم في إياكما حرف عماد‪ ،‬واأللف‬

‫) أي إلثبات النفي ‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪48‬‬
‫حرف دال على التثنية‪ ،‬والميم في إياكم حرف دال على جمع الذكور‬
‫المخاطبين‪ ،‬والنون في إياكن حرف دال على جمع النسوة‬
‫المخاطبات (وإياه) للمفرد المذكر الغائب‪ ،‬والهاء حرف دال على‬
‫الغيبة (وإياها) للمفردة الغائبة (وإياهما) للمثنى الغائبَ ْين (وإياهم)‬
‫لجمع الذكور الغائ ِبين (وإياهن) لجمع اإلناث الغائبات‪ ،‬وهللا سبحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫بَاب ا ْل َم ْ‬
‫صد َِر‬
‫ويسمى المفعول المطلق (وهو ‪ :‬االسم المنصوب الذي يجئ ثالثا ً‬
‫ضرب يضرب ضربا ً) يعني أن‬ ‫َ‬ ‫في تصريف الفعل‪ ،‬نحو قولك ‪:‬‬
‫المصدر هو االسم أي اسم الحدث الذي يجئ ثالثا ً في تصريف الفعل‬
‫ضرب يضرب ضرباً‪،‬‬‫َ‬ ‫أي تغييره من صيغة إلى صيغة أخرى‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫فقد تغير من صيغة الماضي‪ ،‬إلى صيغة المضارع ثانياً‪ ،‬والمصدر‬
‫ضرب ز ْيد ضرباً‪ ،‬فزيد فاعل‪ ،‬وضربا ً مفعول مطلق‬ ‫َ‬ ‫ثالثا‪ ،‬فإذا قلت ‪:‬‬
‫منصوب بضرب‪ ،‬وإن شئت قلت ‪ :‬منصوب على المصدر بضرب‬
‫فإن وافق لفظه لفظ فعله فهو‬ ‫(وهو قسمان ‪ :‬لفظي ومعنوي‪ْ ،‬‬
‫لفظي‪ ،‬نحو قولك ‪ :‬قتلته قتالً‪ ،‬وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو‬
‫معنوي‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست قعوداً‪ ،‬وقمت وقوفا ً) فإن الجلوس والقعود‬
‫بمعنى واحد‪ ،‬كما أن القيام والوقوف بمعنى واحد‪ ،‬فكل من قعودا ً‬
‫ووقوفا ً منصوب على المصدرية بالفعل الذي قبله‪ ،‬ويكفي اتفاقهما‬
‫في المعنى وإن اختلفا في اللفظ‪ ،‬وقيل يقدر لهما فعل موافق في‬
‫اللفظ فيقال في األول ‪ :‬جلست وقعدت قعوداً‪ ،‬وفي الثاني ‪ :‬قمت‬
‫ووقفت وقوفاً‪ ،‬وذلك تكلف ال حاجة إليه‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم‬
‫‪.‬‬

‫باب ظرف الزمان وظرف المكان‬


‫(ظرف الزمان) في اصطالح النحاة (هو اسم الزمان) الذي يقع‬
‫الحدث فيه (المنصوب بتقدير في) فإذا قلت ‪ :‬صمت يو َم الخميس‬
‫كان التقدير صمت في يوم الخميس‪ ،‬فاليوم وقع الصوم فيه (نحو ‪:‬‬
‫اليوم) في نحو قولك ‪ :‬صمت اليو َم‪ ،‬فاليو َم منصوب على الظرفية‬

‫‪49‬‬
‫الزمانية بصمت‪ ،‬ومثله صمت يو َم الجمع ِة‪ ،‬أو يو َم الخميس‬
‫(والليلة) نحو ‪ :‬اعتكفت الليلة أو ليلةً أو ليلة الجمع ِة‪ ،‬فالكل‬
‫منصوب على الظرفية الزمانية بالفعل الذي قبله (وغدوة) نحو ‪:‬‬
‫أزورك غدوةً‪ ،‬فأزورك فعل مضارع‪ ،‬وفاعله مستتر فيه وجوبا ً‬
‫تقديره أنا‪ ،‬والكاف ضمير المخاطب مفعول به مبني على الفتح في‬
‫محل نصب‪ ،‬وغدوةً منصوب على الظرفية الزمانية بأزور (وبكرة)‬
‫نحو ‪ :‬أزورك بكرةً (وسحرا ً) نحو ‪ :‬أجيئك سحرا ً (وغدا ً) نحو ‪:‬‬
‫أجيئك غدا ً (وعتمة) نحو ‪ :‬أجيئكَ عتمةً (وصباحا ً) نحو ‪ :‬أجيئك‬
‫صباحا ً (ومساء) نحو ‪ :‬أجيئك مسا ًء‪ ،‬واإلعراب ظاهر مما قبله‬
‫(وأبدا ً) نحو ‪ :‬ال أكلم زيدا ً أبدا ً ‪ ،‬وإعرابه ال نافية‪ ،‬وأكلم فعل‬
‫مضارع‪ ،‬وفاعله مستتر فيه وجوبا ً تقديره أنا‪ ،‬وأبدا ً منصوب على‬
‫الظرفية الزمانية؛ واألبد الزمن المستقبل الذي ال نهاية له (وأمدا ً)‬
‫نحو ‪ :‬ال أكلم زيدا ً أمداً‪ ،‬واألمد الزمن المستقبل (وحينا ً) تقول ‪:‬‬
‫قرأت حيناً‪ ،‬فقرأت فعل وفاعل‪ ،‬وحينا ً منصوب على الظرفية‬
‫الزمانية‪ ،‬والحين الزمان المبهم (وما أشبه ذلك) نحو ‪ :‬وقت‪،‬‬
‫وساعة‪ ،‬وضحوة (وظرف المكان هو اسم المكان) الذي يقع فيه‬
‫الحدث (المنصوب بتقدير في‪ ،‬نحو ‪ :‬أمام) تقول ‪ :‬جلست أمام‬
‫الشيخ‪ ،‬فجلست فعل وفاعل‪ ،‬وأمام منصوب على الظرفية المكانية‬
‫بجلست‪ ،‬والشيخ مضاف إليه (وخلف) نحو ‪ :‬جلست خلفه (وقدام)‬
‫بمعنى األمام (ووراء) بمعنى الخلف (وفوق) نحو ‪ :‬جلست فوق‬
‫السطح‪ ،‬ففوق منصوب على الظرفية المكانية‪ ،‬والسطح مضاف‬
‫إليه (وتحت) نحو ‪ :‬جلست تحت السقف‪ ،‬فتحت منصوب على‬
‫الظرفية المكانية‪ ،‬والسقف مضاف إليه (وعند) بمعنى المكان‬
‫القريب‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست عند زيد‪ ،‬فعند منصوب على الظرفية‬
‫المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه (ومع) بمعنى مكان االجتماع‬
‫والمصاحبة‪ ،‬نحو ‪ :‬ركبت مع زيد‪ ،‬فمع منصوب على الظرفية‬
‫المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه (وإزاء) بمعنى مقابل‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست‬
‫إزاء زيد‪ ،‬فإزاء منصوب على الظرفية المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه‬
‫(وحذاء) بمعنى المكان القريب‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست حذاء زيد‪ ،‬فحذاء‬
‫منصوب على الظرفية المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه (وتلقاء) بمعنى‬

‫‪50‬‬
‫مقابل‪ ،‬نحو جلست تلقاء زيد‪ ،‬فتلقاء منصوب على الظرفية‬
‫المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه (وهنا) اسم إشارة للمكان القريب‪ ،‬فهو‬
‫ظرف مكان‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست هنا‪ ،‬فهنا مبني على السكون في محل‬
‫نصب على الظرفية المكانية (وثَم) اسم إشارة للمكان البعيد‪ ،‬فهو‬
‫ظرف مكان‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست ثَم‪ ،‬فثَم مبني على الفتح في محل نصب‬
‫على الظرفية المكانية (وما أشبه ذلك) من أسماء المكان المبهمة‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬يمين‪ ،‬وشمال‪ ،‬وبريد‪ ،‬وفرسخ‪ ،‬وميل‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫بــــَـــاب ا ْل َحـــا ِل‬


‫(الحال هو االسم المنصوب المفسر لما انبهم (‪ )57‬من الهيئات)‬
‫(‪ )58‬يعني أن الحال هو االسم المنصوب المفسر لهيئة صاحبه عند‬
‫حصول معنى عامله‪ ،‬فهو وصف في المعنى لصاحبه‪ ،‬قَ ْيد لعامله‬
‫(نحو ‪ :‬جاء زيد راكبا ً) فزيد فاعل جاء‪ ،‬وراكبا ً حال منه حصل بها‬
‫بيان هيئته عند المجيء‪ ،‬فهي حال من الفاعل‪ ،‬وناصبه الفعل‬
‫المذكور قبله‪ ،‬وقد تأتي الحال من المفعول كما ذكره بقوله (وركبت‬
‫الفرس مسرجا ً) فالفرس مفعول ركبت‪ ،‬ومسرجا ً حال من الفرس‬ ‫َ‬
‫فهو حال من المفعول‪ ،‬وناصبها الفعل المذكور قبله (ولقيت عبدَ‬
‫هللا راكبا ً) فعبدَ هللا مفعول لقيت‪ ،‬وراكبا ً يحتمل أن يكون حاالً من‬
‫التاء وهي الفاعل‪ ،‬أو من عبد هللا وهو المفعول (وما أشبه ذلك)‬
‫من أمثلة الحال‪ ،‬وقد تكون الحال جملة‪ ،‬نحو ‪ :‬جا َء زيد والشمس‬
‫طالعة‪ ،‬فالواو واو الحال (‪ )59‬والشمس طالعة مبتدأ وخبر‪،‬‬
‫والجملة في محل نصب حال من زيد‪ ،‬وهي في قوة قولك ‪ :‬جاء زيد‬
‫مقارنا ً طلوع الشمس (وال يكون الحال إال نكرة) يعني أن الحال ال‬
‫تكون إال نكرة كما في األمثلة السابقة وقد تأتي معرفة فتؤول‬
‫بنكرة‪ ،‬نحو ‪ :‬ادخلوا األول فاألول‪ ،‬أي مرتبين‪ ،‬واجتهد وحدك أي‬

‫‪ ) 57‬أي استبهم بمعنى خفي واستتر ‪.‬‬


‫‪ ) 58‬الهيئات هي الصفات الالحقة للذوات العاقلة وغيرها ‪.‬‬
‫) واو الحال هي واو تربط بين صاحب الحال وجملة الحال ‪ ،‬وتكون‬ ‫‪59‬‬

‫الجملة التي بعده في محل نصب حال ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫منفردا ً (وال يكون إال بعد تمام الكالم) كما في األمثلة السابقة‪ ،‬وقد‬
‫يجب تقديم الحال إذا كان لها صدر الكالم‪ ،‬كأسماء االستفهام نحو ‪:‬‬
‫كيف جاء زيد‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬كيف اسم استفهام مبني على الفتح في‬
‫محل نصب على الحال من زيد‪ ،‬وجاء زيد فعل وفاعل (وال يكون‬
‫صاحبها إال معرفة) كما في األمثلة السابقة‪ ،‬وقد تأتي من صاحبها‬
‫النكرة نكرة سماعاً‪ ،‬ومنه الحديث "صلى رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم جالساً‪ ،‬وصلى وراءه رجال قياما ً" فقياما ً حال من رجال وهو‬
‫نكرة‪ ،‬وهو يحفظ وال يقاس عليه‪ ،‬وقد (‪ )60‬يكون صاحبها نكرة‬
‫قياسا ً بمسوغ من المسوغات المذكورة في المطوالت‪ ،‬وهللا سبحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫بَاب التْ ِم ِ‬
‫ييز‬
‫(التمييز هو االسم المنصوب المفسر لما انبهم (‪ )61‬من الذوات)‬
‫وناصبه ما قبله من فعل‪ ،‬أو عدد‪ ،‬أو مقدار (‪ )62‬كما سيظهر من‬
‫ب كما سيتضح باألمثلة‬ ‫س ِ‬‫األمثلة‪ ،‬وقد يكون مبَ ِينا ً لما َخفي من النِ َ‬
‫ب فعل ماض‪ ،‬وزيد‬ ‫صب َ‬‫ب زيد عرقا ً) فَت َ َ‬ ‫أيضا ً (نحو قولك ‪ :‬ت َ‬
‫صب َ‬
‫فاعل‪ ،‬وعرقا ً تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة بالفعل قبله‪ ،‬وهو‬
‫مبين لما انبهم من النسبة فإن نسبة التصبب إلى زيد تحتمل أن‬
‫تكون من جهة العرق أو غيره‪ ،‬وكذا قوله (وتفقأ َبكر (‪ )63‬شحماً‪،‬‬
‫وطاب محمد نفسا ً) كل من التمييزين فيهما مبين لما انبهم من‬
‫النسبة‪ ،‬وكل من التركيبين فعل وفاعل‪ ،‬وشحما ً في األول تمييز‪،‬‬
‫وكذا نفسا ً في الثاني (واشتريت عشرين غالما ً) اشتريت فعل‬
‫وفاعل‪ ،‬وعشرين مفعول به منصوب بالياء ألنه ملحق بجمع‬
‫المذكر السالم‪ ،‬وغالما ً تمييز لعشرين إلبهامها ولصالحيتها لكل‬

‫‪ ) 60‬عطف على سماعا ‪.‬‬


‫‪ ) 61‬أي استبهم ‪.‬‬
‫) المقدار هو ما يقدر به غيره ‪ ،‬ويشمل كل شيء يستعمل في‬ ‫‪62‬‬

‫تقدير الكيل أو الوزن أو المساحة ‪.‬‬


‫‪ ) 63‬بفتح الباء ‪ ،‬وهو ولد الناقة ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫معدود‪ ،‬وناصب التمييز عشرين (وملكت تسعين نعجةً) ملكت فعل‬
‫وفاعل‪ ،‬وتسعين مفعول به منصوب بالياء ألنه ملحق بجمع‬
‫المذكر‪ ،‬ونعجة تمييز لتسعين منصوب به كما تقدم في عشرين‬
‫(وزيد أكرم منكَ أبا ً) زيد مبتدأ‪ ،‬وأكرم خبره‪ ،‬ومنك جار ومجرور‬
‫متعلق بأكرم‪ ،‬وأبا ً تمييز منصوب بأكرم م َحول عن المبتدأ‪ ،‬واألصل‬
‫أبو زيد أكرم منك فحول التركيب (‪ )64‬وقيل ‪ :‬زيد أكرم منك‪،‬‬
‫فحصل إبهام في نسبة األكرمية إليه من أي جهة‪ ،‬فجئ بالتمييز‬
‫لبَيان ذلك اإلبهام‪ ،‬ومثله قول (وأجمل منك وجها ً) فأجمل معطوف‬
‫على أكرم الواقع خبرا ً عن زيد‪ ،‬والمعطوف على الخبر خبر‪،‬‬
‫والتقدير زيد أجمل منك وجهاً‪ ،‬فزيد مبتدأ‪ ،‬وأجمل خبره‪ ،‬ومنك‬
‫جار ومجرور متعلق بأجمل‪ ،‬ووجها ً تمييز محول عن المبتدأ إلبهام‬
‫نسبة األجملية إليه‪ ،‬واألصل وجه زيد أجمل منك ففعل به ما تقدم‬
‫(وال يكون إال نكرة) يعني أن التمييز كالحال ال يكون إال نكرة كما‬
‫تقدم في األمثلة‪ ،‬وأما قوله ‪ :‬وطبت النفس يا قيس عن عمرو‪ ،‬فأل‬
‫فيه زائدة (وال يكون إال بعد تمام الكالم) كما تقدم في األمثلة أيضاً‪،‬‬
‫وقد يتقدم إذا كان عامله متصرفا ً‪ ،‬كقوله ‪:‬‬
‫شت َ َعالً‬
‫وشيبا ً رأسي ا ْ‬
‫فشيبا ً تمييز مقدم على عامله وهو اشتعل‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫ـــــــــــاء‬
‫ِ‬ ‫ستِثْ َن‬
‫بـَــاب اال ْ‬
‫هو اإلخراج بإال أو إحدى أخواتها (وحروف االستثناء ثمانية‪ ،‬وهي‬
‫‪ :‬إال) نحو ‪ :‬قام القوم إال زيداً‪ ،‬فقام القوم فعل وفاعل‪ ،‬وإال أداة‬
‫استثناء‪ ،‬وزيدا ً منصوب بإال على االستثناء (وغير) نحو ‪ :‬قام القوم‬
‫سوى‬ ‫غير زيد‪ ،‬فغير منصوب على االستثناء‪ ،‬وزيد مضاف إليه (و ِ‬
‫س َواء) نحو ‪ :‬قام القوم سوى زيد‪ ،‬فسوى منصوب على‬ ‫وسوى و َ‬
‫االستثناء بفتحة مقدرة على األلف للتعذر‪ ،‬وزيد مضاف إليه (‪)65‬‬

‫‪ ) 64‬وصار المبتدأ تمييزا ‪.‬‬


‫سوى وسوى وسواء يجب جره بإضافة األداة‬ ‫) فاالسم الواقع بعد غير و ِ‬ ‫‪65‬‬

‫إليه‪ ،‬وأما األداة نفسها فإنها تأخذ حكم االسم الواقع بعد إال على التفصيل اآلتي ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫(وخال ‪ ،‬وعدا ‪ ،‬وحاشا) (‪ )66‬نحو ‪ :‬قام القوم خال زيداً‪ ،‬وعدا‬
‫عمراً‪ ،‬وحاشا بكراً‪ ،‬فخـال فعل ماض‪ ،‬وفاعله ضمير يعود على‬
‫القائم المفهوم من قام القوم (‪ )67‬وزيدا ً منصوب على المفعولية‬
‫بخال‪ ،‬وهو استثناء في المعنى إذ المعنى إذا جاوز القائم زيدا ً أي‬
‫خالفه (‪ )68‬فهو بمنزلة قام القوم إال زيداً‪ ،‬ومثله عدا عمرا ً وحاشا‬
‫صب إذا كان الكالم تاما ً موجبا ً) التام هو‬‫بكرا ً (فالمستثنى بإال ي ْن َ‬
‫الذي ذكر فيه المستثنى والمستثنى منه‪ ،‬والموجب هو المثبت أي‬
‫الذي لم يدخله نفي وال نهي وال استفهام (نحو ‪ :‬قام القوم إال زيدا ً)‬
‫فقام القوم فعل وفاعل‪ ،‬وإال أداة استثناء‪ ،‬وزيدا ً منصوب على‬
‫االستثناء بإال (وخرج الناس إال ع َْمرا ً) هو مثله في اإلعراب‪ ،‬وكل‬
‫من المثالين تام موجب يجب فيه نصب المستثنى‪ ،‬فإن كان‬
‫المستثنى من جنس المستثنى منه يسمى االستثناء متصالً كالمثالين‬
‫(‪ )69‬وإن كان من غير جنسه يسمى منقطعا ً (‪ )70‬نحو ‪ :‬قام القوم إال‬
‫حمارا ً (وإن كان الكالم منفيا ً تاماً‪ ،‬جاز فيه البدل والنصب على‬
‫االستثناء) يعني أن الكالم التام إذا تقدمه نفي‪ ،‬ومثله شبه النفي‬
‫كالنهي واالستفهام جاز في المستثنى النصب على االستثناء‪،‬‬
‫واإلتباع على البدلية وهو المختار‪ ،‬فالنفي (نحو ‪ :‬ما قام القوم إال‬
‫زيد) بالرفع بدل من القوم بدل بعض من كل‪ ،‬والعائد مقدر أي منهم‬
‫(‪( )71‬وزيدا ً) بالنصب على االستثناء‪ ،‬ومثال النهي ‪ :‬ال يقم أحد إال‬

‫) وكلها بمعنى جاوز ‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫) أي أن الضمير مستتر فيه وهو يعود على البعض المفهوم من الكل‬ ‫‪67‬‬

‫السابق‪ ،‬فكأنه قال قام القوم خال بعضهم زيدا ‪.‬‬

‫‪ ) 68‬فلم يقم‪ ،‬فالقوم عندما قاموا وفارقوا زيدا خالفوه في عدم القيام ‪.‬‬
‫) ونستطيع أن نعرفه بعبارة أخرى فنقول هو ما كان فيه المستثنى بعضا‬ ‫‪69‬‬

‫من المستثنى منه‪ ،‬نحو ‪ :‬سقيت األشجار إال شجرة‪ ،‬أو فحص الطبيب الجسم إال‬
‫اليد ‪.‬‬
‫) أو يقال ‪ :‬هو ما لم يكن فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه كما في‬ ‫‪70‬‬

‫المثال الذي سيذكره المؤلف ‪.‬‬


‫) أي تقديره إال زيد منهم ‪.‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪54‬‬
‫زيد‪ ،‬وإال زيداً‪ ،‬ومثال االستفهام ‪ :‬هل قام القوم إال زيد‪ ،‬وإال زيداً‪،‬‬
‫ومحل جواز األمرين إذا كان االستثناء متصالً‪ ،‬فإن كان منقطعا ً‬
‫وجب النصب وإن تقدمه نفي أو شبهه‪ ،‬نحو ‪ :‬ما قام القوم إال‬
‫حماراً‪ ،‬وال يجوز إال حمار بالرفع‪ ،‬هذا مذهب جمهور العرب‪،‬‬
‫وأجاز بنو تميم فيه اإلبدال أيضا ً (‪( )72‬وإن كان الكالم ناقصا ً كان‬
‫على حسب العوامل) يعني إذا كان الكالم ناقصا ً بعدم ذكر المستثنى‬
‫منه كان المستثنى على حسب العوامل التي قبله (نحو ‪ :‬ما قام إال‬
‫زيد) فما نافية‪ ،‬وقام فعل يطلب فاعالً‪ ،‬وإال أداة استثناء ملغاة ال‬
‫عم َل لها‪ ،‬ألن ما قبلها يطلب ما بعدها‪ ،‬وزيد فاعل (وما َ‬
‫ض َر ْبت إال‬
‫زيدا ً) فزيدا ً مفعول ضربت‪ ،‬وإال ملغاة ال عمل لها (وما مررت إال‬
‫بزيد) فزيد مجرور بالباء ‪ ،‬وإال ملغاة ال عمل لها‪ ،‬والجار‬
‫سوى‪ ،‬وسوى‪،‬‬ ‫والمجرور متعلق بمررت (والمستثنى بغير‪ ،‬و ِ‬
‫س َواء مجرور ال غير) يعني أن المستثنى بهذه األدوات األربعة‬ ‫و َ‬
‫يجب جره بإضافتها إليه‪ ،‬وأما هي فلها حكم المستثنى بإال السابق‬
‫غير زيد‪،‬‬
‫من وجوب النصب مع التمام واإليجاب‪ ،‬نحو ‪ :‬قام القوم َ‬
‫وأرجحية اإلتباع مع التمام والنفي في المتصل‪ ،‬نحو ‪ :‬ما قام القوم‬
‫غير زيد‪ ،‬برفع غير على البدلية‪ ،‬ونصبها على االستثناء (‪)73‬‬
‫ووجوب النصب في المنقطع عند غير تميم‪ ،‬نحو ‪ :‬ما قام القوم غير‬
‫حمار‪ ،‬ومن اإلجراء على حسب العوامل في الناقص نحو ‪ :‬ما قام‬
‫بغير زيد‪ ،‬وهكذا حكم‬ ‫ِ‬ ‫غير زيد‪ ،‬وما مررت‬‫َ‬ ‫غير زيد‪ ،‬وما رأيت‬
‫سوى وسوى وسواء في الجميع (والمستثنى بخال‪ ،‬وعدا‪ ،‬وحاشا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يجوز نصبه وجره‪ ،‬نحو ‪ :‬قام القوم خال زيدا ً) بنصب زيدا ً على أن‬
‫خال فعل ماض‪ ،‬وفاعلها مستتر يعود على القائم المفهوم من قام‬
‫القوم‪ ،‬وزيدا ً مفعول به (وزيد) بالجر على أن خال حرف جر (وعدا‬
‫عمراً‪ ،‬وعمرو‪ ،‬وحاشا زيدا ً وزيد) بالنصب والجر في المثالين نظير‬
‫األول‪ ،‬والحاصل أن المستثنى بهذه الكلمات الثالث يجوز نصبه بها‬
‫على تقديرها أفعاالً‪ ،‬وجره على تقديرها حروفا‪ ،‬وهللا سبحانه‬

‫) فتقول فيه ‪ :‬ما قام القوم إال حمار ‪.‬‬ ‫‪72‬‬

‫غير زيد ‪.‬‬


‫) فتقول ‪ :‬ما قام القوم َ‬ ‫‪73‬‬

‫‪55‬‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫بـَــــــاب ال‬
‫(اعلم أن ال تنصب النكرات بغير تنوين‪ ،‬إذا باشرت النكرة ولم‬
‫تتكرر ال) يعني أن ال النافية للجنس (‪ )74‬تنصب االسم وترفع الخبر‪،‬‬
‫مثل إن لكنها تختص بالنكرات‪ ،‬فال تعمل في معرفة‪ ،‬ويشترط أن‬
‫تباشر النكرة وال تكرر‪ ،‬فإن دخلت على ما ليس مضافا ً وال شبيها ً‬
‫بالمضاف فإنه يبنى على الفتح (نحو ‪ :‬ال رج َل في الدار) فال نافية‬
‫للجنس تعمل عمل إن تنصب االسم وترفع الخبر‪ ،‬ورج َل اسمها‬
‫مبني على الفتح في محل نصب‪ ،‬وفي الدار جار ومجرور متعلق‬
‫بمحذوف خبر‪ ،‬وإن دخلت على مضاف أو شبيه بالمضاف فإنها‬
‫تنصبه وال يبنى‪ ،‬نحو ‪ :‬ال غال َم سفر حاضر‪ ،‬وال طالعا ً جبالً‬
‫موجود‪ ،‬وإعراب المثال األول ‪ :‬ال نافية للجنس‪ ،‬وغال َم اسمها‬
‫منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وسفر مضاف إليه‪ ،‬وحاضر خبرها؛‬
‫وإعراب المثال الثاني ‪ :‬ال نافية للجنس‪ ،‬وطالعا ً اسمها منصوب‬
‫بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وجبالً منصوب بطالعا ً على أنه مفعوله ألنه اسم‬
‫فاعل يعمل عمل الفعل‪ ،‬وموجود خبرها‪ ،‬والشبيه بالمضاف هو ما‬
‫تعلق به أي اتصل به شئ من تمام معناه (‪ )75‬مرفوعا ً كان‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫ال قبيحا ً فعله ممدوح‪ ،‬ففعله مرفوع بقبيحا ً على أنه فاعله‪ ،‬أو‬
‫منصوبا ً نحو ‪ :‬ال طالعا ً جبالً حاضر‪ ،‬أو مجرورا ً بحرف جر‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫ال خيرا ً من زيد عندنا‪ ،‬فَ ِم ْن زيد جار ومجرور متعلق بخيرا ً (فإن لم‬
‫تباشرها وجب الرفع ووجب تكرار ال) نحو ‪ :‬ال في الدار رجل وال‬
‫امرأة) فال نافية للجنس ملغاة ال عمل لها‪ ،‬وفي الدار جار ومجرور‬
‫متعلق بمحذوف خبر مقدم‪ ،‬ورجل مبتدأ مؤخر‪ ،‬وامرأة معطوف‬
‫إن دخلت على‬ ‫على رجل (فإن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها) يعني ْ‬
‫نكرة وباشرتها وتكررت ال‪ ،‬جاز إعمالها عمل إن وإلغاؤها‪ ،‬فيكون‬
‫ما بعدها مبتدأ ً وخبرا ً (فإن شئت قلت ال رج َل في الدار وال امرأةَ)‬

‫) معنى نفيها للجنس‪ ،‬أنها تنفي الخبر عن جميع أفراد جنس اسمها ‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫) س ِم َي بذلك لكونه عمل فيما بعده كما يعمل المضاف فيما بعده‪ ،‬وألن ما‬ ‫‪75‬‬

‫بعده من تمام معناه كالمضاف إليه فهو من تمام المضاف ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫بفتح رج َل وامرأةَ على إعمال ال‪ ،‬وجعل كل منهما اسما ً لها (وإن‬
‫شئت قلتَ ‪ :‬ال رجل في الدار وال امرأة) برفع رجل وامرأة على‬
‫إلغائها‪ ،‬وجعل ما بعدها مبتدأ‪ ،‬وفي هذين المثالين أوجه كثيرة‬
‫مذكورة في المطوالت‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫بــــاب المنــــــــادى‬
‫(المنادى (‪ )76‬خمسة أنواع ‪ :‬المفرد العلم‪ ،‬والنكرة المقصودة‪،‬‬
‫والنكرة غير المقصودة‪ ،‬والمضاف‪ ،‬والمشَبه بالمضاف) يعني أن‬
‫المنادى ينقسم إلى خمسة أقسام ‪ :‬المفرد العلم‪ ،‬والمراد منه ما‬
‫ليس مضافا ً وال شبيها ً بالمضاف‪ ،‬نحو ‪ :‬زيد‪ ،‬وعمرو‪ ،‬والنكرة‬
‫المقصودة (‪ )77‬نحو ‪ :‬رجل وامرأة إذا أريد بهما معين‪ ،‬والنكرة‬
‫غير المقصودة‪ ،‬نحو ‪ :‬رجل إذا أريد به رجل غير معين‪ ،‬كقول‬
‫األعمى ‪ :‬يا رجالً خذ بيدي (‪ )78‬والمضاف كغالم زيد‪ ،‬والمشبه‬
‫بالمضاف كيا طالعا ً جبال (فأما المفرد العلم‪ ،‬والنكرة المقصودة‪،‬‬
‫فيبنيان على الضم من غير تنوين‪ ،‬نحو ‪ :‬يا زيد‪ ،‬ويا رجل) فيا‬
‫حرف نداء‪ ،‬وزيد منادى مبني على الضم في محل نصب‪ ،‬ومثله ‪:‬‬
‫يا رجل‪ ،‬والمثنى يبنى على األلف‪ ،‬وجمع المذكر السالم يبنى على‬
‫الواو‪ ،‬نحو ‪ :‬يا زيدان ‪ ،‬ويا زيدون ‪.‬‬
‫والحاصل أن كالً يبنى على ما يرفع به (والثالثة الباقية منصوبة ال‬
‫غير) نحو ‪ :‬يا رجالً خذ بيدي‪ ،‬ويا غال َم زيد‪ ،‬ويا طالعا ً جبالً‪ ،‬فكل‬
‫منها منادى منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وزيد مضاف لغالم‪ ،‬وجبالً‬
‫مفعول لطالعاً‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫باب المفعول من أجله‬
‫(وهو االسم المنصوب الذي يذكر بيانا ً لسبب وقوع الفعل‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫قَا َم زيد إجالالً لعمرو) فقام زيد فعل وفاعل‪ ،‬إجالالً منصوب على أنه‬
‫مفعول ألجله‪ ،‬ألنه ذكر لبيان علة وقوع القيام (وقصدتك ابتغاء‬
‫معروفك) فقصدتك فعل وفاعل ومفعول به‪ ،‬وابتغاء مفعول ألجله‪،‬‬

‫) المنادى هو المطلوب إقباله بيا أو إحدى أخواتها ‪.‬‬ ‫‪76‬‬

‫) بالنداء ‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫) فإنه ال يريد به رجال معينا بذاته‪ ،‬بل يريد أي رجل ‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪57‬‬
‫ومعروف مضاف‪ ،‬والكاف مضاف إليه‪ ،‬وللمفعول ألجله شروط‬
‫تطلب من المطوالت‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫باب المفعول معه‬


‫(وهو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل) يعني أن‬
‫المفعول معه هو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان الذات التي فعل‬
‫الفعل بمصاحبتها‪ ،‬ويشترط له أن يقع بعد واو مفيدة للمعية نصا ً‬
‫والجيش) فجاء األمير فعل وفاعل‪ ،‬والجيش ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫(نحو ‪ :‬جاء األمير‬
‫الواو واو المعية‪ ،‬والجيش منصوب على أنه مفعول معه‪ ،‬وناصبه‬
‫الفعل المذكور قبله (واستوى الماء والخشبةَ) وإعرابه كالذي قبله‪،‬‬
‫واالستواء معناه االرتفاع‪ ،‬والمعنى ارتفع الماء حتى حاذى‬
‫الخشبة‪ ،‬والخشبة مقياس يعرف بها قدر ارتفاع الماء (وأما خبر‬
‫كان وأخواتها) نحو ‪ :‬كان زيد قائما ً (واسم إن وأخواتها) نحو ‪ :‬إن‬
‫زيدا ً قائم (فقد تقدم ذكرهما في المرفوعات) وال حاجة إلى إعادة‬
‫ذلك هنا (وكذلك التوابع) وهي النعت‪ ،‬نحو ‪ :‬رأيت زيدا ً العال َم‪،‬‬
‫سه‪،‬‬ ‫والعطف نحو ‪ :‬رأيت زيدا ً وع َْمراً‪ ،‬والتوكيد نحو ‪ :‬رأيت زيدا ً نف َ‬
‫والبدل نحو ‪ :‬رأيت زيدا ً أخاك (فقد تقدمت هناك) فال حاجة إلى‬
‫إعادتها هنا‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫بــاب مخفوضات األسمــــاء‬


‫(المخفوضات ثالثة ‪ :‬مخفوض بالحرف) نحو ‪ :‬مررت بزيد‬
‫(ومخفوض باإلضافة) نحو ‪ :‬جاء غالم زيد (وتابع للمخفوض)‬
‫العالم‪ ،‬وبزيد وعمرو‪ ،‬وبزيد نفسِه‪ ،‬وبزيد‬ ‫ِ‬ ‫نحو ‪ :‬مررت بزيد‬
‫أخيك‪ ،‬وكالمه يوهم أن التابع مخفوض بالتبعية‪ ،‬والصحيح أنه‬
‫مخفوض بما جر المتبوع (‪ )79‬إال البدل فعلى نية تكرار العامل‪ ،‬فلم‬

‫) ألننا إن جعلنا التبعية عامال من عوامل الخفض فمعنى هذا أن جميع‬ ‫‪79‬‬

‫أنواع التبعية مجرورة‪ ،‬وهذا غير صحيح ألنها قد تكون مرفوعة أو منصوبة أو‬
‫مجرورة‪ ،‬فلو كانت مجرورة بالتبعية لنطقنا الجميل في قولنا "ضربت عمرا‬

‫‪58‬‬
‫يخرج الخفض عن الخفض بحرف أو بالمضاف (فأما المخفوض‬
‫بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى) نحو ‪ :‬سرت من البصر ِة إلى‬
‫القوس (وعلى) نحو ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الكوف ِة (وعن) نحو ‪ :‬رميت السه َم عن‬
‫الكوز (ورب) نحو ‪ :‬رب‬ ‫ِ‬ ‫الفرس (وفي) نحو ‪ :‬الماء في‬
‫ِ‬ ‫ركبت على‬
‫رجل كريم لقيته (والباء) نحو ‪ :‬مررت بزيد (والكاف) نحو ‪ :‬زيد‬
‫كالبدر (والالم) نحو ‪ :‬المال لزيد (وحروف القسم‪ ،‬وهي ‪ :‬الواو‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والباء‪ ،‬والتاء) نحو ‪ :‬وهللاِ‪ ،‬وباهللِ‪ ،‬وتاهللِ (و بمذ ‪ ،‬ومنذ) نحو ‪ :‬ما‬
‫يوم الجمع ِة‪ ،‬فما نافية‪ ،‬ورأيته فعل وفاعل‬ ‫رأيته مذ أو منذ ِ‬
‫ويوم مجرور بمذ أو منذ‪ ،‬والجمع ِة‬ ‫ِ‬ ‫ومفعول‪ ،‬ومذ ومنذ حرفا جر‪،‬‬
‫مضاف إليه (وأما ما يخفض باإلضافة‪ ،‬فنحو قولك ‪ :‬غالم زيد)‬
‫فإذا قلت مثالً ‪ :‬جاء غالم زيد‪ ،‬فجاء فعل ماض‪ ،‬وغالم فاعل‪ ،‬وزيد‬
‫مضاف إليه‪ ،‬وهو مجرور بالمضاف وهو غالم‪ ،‬وكالمه يوهم أنه‬
‫مجرور باإلضافة‪ ،‬وهذا قول ضعيف والصحيح أنه مجرور‬
‫بالمضاف (وهو على قسمين) يعني أن اإلضافة تنقسم إلى قسمين‬
‫‪ :‬تارة تكون على معنى الالم‪ ،‬وتارة تكون على معنى ِم ْن (‪)80‬‬
‫وأشار إليهما بقوله (ما يقدر بالالم ‪ ،‬نحو ‪ :‬غالم زيد) أي غالم‬
‫بمن ‪ ،‬نحو ‪ :‬ثوب خز‪ ،‬وباب ساج‪ ،‬وخاتم حديد)‬ ‫لزيد (وما يقدر ِ‬
‫أي ثوب من َخز‪ ،‬وباب من ساج (‪ )81‬وخاتم من حديد (وما أشبه‬
‫ذلك) من أمثلة القسمين‪ ،‬وضابط اإلضافة التي تكون على معنى ِم ْن‬
‫أن يكون المضاف إليه جنسا ً للمضاف‪ ،‬فتكون من لبيان الجنس؛‬
‫وبقي قسم ثالث تكون اإلضافة فيه على معنى في‪ ،‬وهو أن يكون‬
‫تربص‬ ‫المضاف إليه ظرفا ً للمضاف‪ ،‬نحو {تَ َربص أ َ ْر َب َع ِة أَشْهر} أي َ‬
‫في أربعة أشهر‪ ،‬فإذا لم يكن المضاف جنسا ً للمضاف إليه‪ ،‬وال‬
‫ظرفا ً له‪ ،‬فهي على معنى الالم‪ ،‬كما قال ابن مالك ‪:‬‬

‫الجمي َل" بالجر وليس بالنصب‪ ،‬وهذا ليس بصحيح ‪ ،‬بل الصحيح أن نجعل ما‬
‫جر المتبوع هو ما جر التابع ‪.‬‬
‫‪ ) 80‬الدالة على بيان الجنس ‪.‬‬
‫‪ ) 81‬الخز هو الحرير‪ ،‬والساج نوع من الخشب ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫والثاني اجرر وان ِو ِم ْن ْأو في إذا * لَ ْم َيصْلحِ إال ذاكَ والال َم خذا *‬
‫َ‬
‫س َوى ذَ ْينِكَ ‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫ِلما ِ‬
‫(قال مؤلف هذا الشرح رحمه هللا تعالى) هذا آخر ما يسره هللا‬
‫تعالى على متن اآلجرومية لإلمام الصنهاجي رحمه هللا تعالى‪ ،‬بقلم‬
‫الفقير كثير الذنوب واآلثام‪ ،‬خادم طلبة العلم بالمسجد الطائفي‪،‬‬
‫والمسجد الحرام المرتجي من ربه الغفران أحمد بن زيني دحالن‬
‫غفر هللا له ولوالديه ومشايخه ولسائر المسلمين آمين ‪ :‬كتبت ذلك‬
‫مع زمن يسير في الطائف عند مسجد سيدنا عبد هللا بن عباس‬
‫رضي هللا عنهما‪ ،‬وكان وقت فراغه في ربيع األول سنة إحدى‬
‫وتسعين ومائتين بعد األلف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل‬
‫الصالة والسالم ‪ ،‬وأسأل هللا تعالى أن ينفع به كل طالب غير حاسد‪،‬‬
‫وأن يجعله خالصا ً لوجهه الكريم‪ ،‬بجاه النبي (‪ )82‬وآله وصحبه‬
‫الكرام‪ ،‬وكذلك أسأل كل من وقف على ذلك أو انتفع به أن يستر ما‬
‫فيه من الخلل‪ ،‬وأن ينبه على ما وقع فيه بالرد الصريح بعد التأمل‪،‬‬
‫فإنه قل أن يخلو مؤلف عن هفوة‪ ،‬أو ينجو مصنف من عثرة‪ ،‬أسأل‬
‫هللا سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه‪ ،‬وأن يهدينا سبل‬
‫السالم‪ ،‬وهللا ولي التوفيق يهدي من يشاء إلى أقوم طريق‪ ،‬والحمد‬
‫هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‪،‬‬
‫وسلم تسليما ً كثيراً‪ ،‬آمين ‪.‬‬

‫) التوسل بذات النبي صلى هللا عليه وسلم أو بجاهه‪ ،‬أو التوسل بذوات‬ ‫‪82‬‬

‫الصالحين مما لم يرد بجوازه كتاب وال سنة‪ ،‬يعتبر من التوسل الغير مشروع‪،‬‬
‫وأما التوسل المشروع فينقسم إلى ثالثة أنواع ‪ /1‬التوسل إلى هللا بأسمائه‬
‫سنَى فَادْعوه ِب َها} ‪/2 .‬‬ ‫الحسنى وصفاته العلى‪ ،‬لقوله تعالى { َو ِِلِ األ َ ْ‬
‫س َماء ا ْلح ْ‬
‫ون َربنَا ِإننَا آ َمنا‬
‫ِين َيقول َ‬
‫التوسل باإليمان والعمل الصالح لقوله تعالى {الذ َ‬
‫اب النار}‪ /3 .‬التوسل بدعاء الرجل الصالح‪ ،‬كما توسل‬ ‫فَا ْغ ِف ْر لَنَا ذنوبَنَا َوقِنَا َ‬
‫عذَ َ‬
‫الصحابة بدعاء العباس ‪ .‬والواجب على المسلم االلتزام بما ورد في الكتاب‬
‫والسنة ففيهما الخير الكثير وخير الهدى هدى محمد صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫وصلى هللا وسلم على نبينا محمد ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫بالشرح‬ ‫المعتني‬ ‫مقدمة‬
‫‪1‬‬
‫تالميذه‬ ‫مقدمات علم النحو وبعض الفوائد للمؤلف وأحد‬
‫‪3‬‬
‫الشرح‬ ‫بداية‬
‫‪7‬‬
‫اإلعراب‬ ‫باب‬
‫‪10‬‬
‫اإلعراب‬ ‫عالمات‬ ‫معرفة‬ ‫باب‬
‫‪12‬‬
‫األفعال‬ ‫باب‬
‫‪19‬‬
‫األسماء‬ ‫مرفوعات‬ ‫باب‬
‫‪25‬‬
‫الفاعل‬ ‫باب‬
‫‪25‬‬
‫فاعله‬ ‫يسم‬ ‫لم‬ ‫الذي‬ ‫المفعول‬ ‫باب‬
‫‪28‬‬
‫والخبر‬ ‫المبتدأ‬ ‫باب‬
‫‪30‬‬
‫والخبر‬ ‫المبتدأ‬ ‫على‬ ‫الداخلة‬ ‫العوامل‬ ‫باب‬
‫‪34‬‬
‫النعت‬ ‫باب‬
‫‪37‬‬
‫العطف‬ ‫باب‬
‫‪39‬‬
‫التوكيد‬ ‫باب‬
‫‪40‬‬

‫‪61‬‬
‫البدل‬ ‫باب‬
‫‪41‬‬
‫األسماء‬ ‫منصوبات‬ ‫باب‬
‫‪43‬‬
‫به‬ ‫المفعول‬ ‫باب‬
‫‪44‬‬
‫المصدر‬ ‫باب‬
‫‪46‬‬
‫والمكان‬ ‫الزمان‬ ‫ظرف‬ ‫باب‬
‫‪46‬‬
‫الحال‬ ‫باب‬
‫‪48‬‬
‫التمييز‬ ‫باب‬
‫‪49‬‬
‫االستثناء‬ ‫باب‬
‫‪50‬‬
‫ال‬ ‫باب‬
‫‪52‬‬
‫المنادى‬ ‫باب‬
‫‪53‬‬
‫ألجله‬ ‫المفعول‬ ‫باب‬
‫‪54‬‬
‫معه‬ ‫المفعول‬ ‫باب‬
‫‪54‬‬
‫األسماء‬ ‫مخفوظات‬ ‫باب‬
‫‪55‬‬

‫‪62‬‬

You might also like