You are on page 1of 74

‫شرح متن اآلجرومية‬

‫أحمد زيني دحالن‬

‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد األنبياء والمرسلين‪،‬‬
‫محمد بن عبد اهلل وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن متن اآلجرومية يعتبر من أحسن ما وضع من‬
‫المقدمات في فن النحو‪ ،‬وذلك أنه متن يمتاز باإليجاز ووضوح العبارة‬
‫وسهولتها‪ ،‬كما أن مؤلفه ضرب فيه العديد من األمثلة ليكون قريب المنال‬
‫للمبتدئين في هذا الفن‪ ،‬فصارت هذه المميزات دافعا لكل من أراد أن يشرع‬
‫في دراسة علم النحو أن يبدأ بهذا المتن المبارك‪ ،‬ليحصل له النفع في أقرب‬
‫مدة ‪.‬‬
‫ثم إن هذه المقدمة وإن كانت سهلة العبارة قريبة المنال إال أنها تحتاج‬
‫ليسير شرح وبيان وتنبيه على بعض عباراتها‪ ،‬ليتم المقصود من تأليفها‪ ،‬وكان‬
‫الش ُروح لهذه المقدمة هو شرح أحمد زيني دحالن‪ ،‬فقد شرحها‬ ‫من أفضل ُّ‬
‫شرحا مختصرا موجزا سهال واضحا‪ ،‬فيه ما في أصله من المزايا ‪.‬‬
‫وقد اعتنيت بهذا الشرح الميسر فراجعته على أكثر من نسخة‪ ،‬وقمت ـ‬
‫من باب تقريب المعلومات ـ بكتابة توضيحات يسيرة قليلة‪ ،‬لبعض الجمل‬
‫والتعريفات التي قد تحتاج لمزيد إيضاح وبيان‪ ،‬ولم أسترسل في ذلك منعا‬
‫للتطويل ‪.‬‬
‫وأنبه إلى َّ‬
‫أن اعتنائي بهذا الشرح والسعي في نشره يرجع إلى أن هذا‬
‫الشرح مفيد في بابه‪ ،‬وليس في ذلك االعتناء أي تزكية ألحمد زيني دحالن‬
‫من ناحية عقيدته‪ ،‬ألن هذا الشرح يتعلق بعلم النحو ال بعلم العقيدة‪ ،‬فال مانع‬
‫من االستفادة من المؤلف فيما لم يُخطئ فيه كالنحو‪ ،‬وأما من ناحية العقائد‬
‫فال نستفيد من دحالن في أي شيء فيها لفساد عقيدة‪ ،‬فقد كان يسميه بعض‬

‫‪2‬‬
‫أهل العلم بشيخ الكذابين‪ ،‬وقد كان دحالن من أشد المناوئين لدعوة اإلمام‬
‫محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه اهلل تعالى ـ في الحجاز‪ ،‬فَألَّف ردودا مألها‬
‫بالباطل والباليا العظام ليصد بها الناس عن سبيل اهلل وعن دعوة الشيخ‬
‫سماه زورا وبهتانا بـ"الدرر السنية في الرد على‬
‫محمد‪ ،‬وكان مما ألفه ما ّ‬
‫الوهابية"‪ ،‬ومن أراد أن يعرف حقيقته العقدية أكثر فليرجع إلى كتاب دعاوى‬
‫المناوئين ‪.‬‬
‫فنحن إنما أخذنا ما عنده من الشيء المفيد‪ ،‬وأما العقيدة فال نأخذها إال‬
‫من أعالم أهل السنة والجماعة‪ ،‬وال يضر أحمد دحالن بعقيدته إال نفسه ومن‬
‫تبعه عليها‪.‬‬
‫وأنبه إخواني كذلك إلى أني لم أرد بعملي هذا إال ما عند اهلل من األجر‬
‫والثواب‪ ،‬لذلك أنا أجيز لكل مسلم أن ينشر هذا الشرح بأي وسيلة كانت‬
‫من غير تصريح مني‪ ،‬بشرط أن ال يفصل مقدمتي عن الشرح لكي ال يغتر‬
‫بالشارح من ال يعرفه فيحسبه من علماء أهل السنة والجماعة فيكون فتنة‬
‫له ‪.‬‬
‫واهلل أعلى وأعلم ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد‬
‫أبو عمر الحنبلي‬

‫‪3‬‬
‫شرح مختصر جدا‬
‫على متن اآلجرومية‬
‫ألحمد زيني دحالن‬

‫مقدمات علم النحو‪ ،‬وبعض الفوائد للمؤلف وأحد تالميذه‬

‫(فائدة) الفاعل ‪ :‬من قام به الفعل‪ ،‬وال يكون إال مرفوعاً‪ ،‬نحو ‪ :‬قام زي ٌد ‪.‬‬
‫والمفعول ‪ :‬من وقع عليه الفعل‪ ،‬وال يكون إال منصوباً‪ ،‬نحو ‪ :‬ضربت زيداً ‪.‬‬
‫ونائب الفاعل ‪ :‬هو المفعول الذي أقيم مقام الفاعل بعد حذفه (‪ )1‬وال يكون‬
‫رو ‪.‬‬
‫ب َع ْم ٌ‬
‫ض َر ُ‬ ‫ض ِر َ‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬ويُ ْ‬ ‫إال مرفوعاً‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫والمض اف والمض اف إلي ه ‪ :‬ك ل اس مين بينهم ا نس بة جزئي ة (‪ )2‬نح و ‪ :‬غُاَل ُم‬
‫زي ٍد‪ ،‬الغالم منس وب لزي د‪ ،‬فيس مى األول مض افاً والث اني مض افاً إلي ه‪،‬‬
‫والمضاف يكون إعرابه بحسب العوامل التي قبله‪ ،‬والمضاف إليه ال يكون‬
‫إال مجروراً ‪.‬‬
‫َو مَ‬
‫مت ي ْ‬
‫ص ُ‬‫وظرف الزمان ‪ :‬هو اسم الزمان الذي يقع فيه الحدث‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫الخ ِ‬
‫ميس ‪.‬‬ ‫َ‬
‫َام‬
‫ست أم َ‬
‫وظرف المكان ‪ :‬هو اسم المكان الذي يقع فيه الحدث‪ ،‬نحو ‪َ :‬جلَ ُ‬
‫وكل من ظرف الزمان والمكان ال يكون إال منصوبا ‪.‬‬ ‫الَّ ِ‬
‫شيخ‪ٌ ،‬‬
‫‪3‬‬
‫َاء َزي ٌد‬
‫َ‬ ‫ج‬ ‫‪:‬‬ ‫نحو‬ ‫)‬ ‫والحال ‪ :‬هو االسم الذي يبين هيئة الذات وقت الفعل (‬
‫راكباً‪ ،‬وال يكون إال منصوباً ‪.‬‬
‫‪ )1‬أي بعد حذف الفاعل ‪.‬‬
‫‪ )2‬أو نقول في تعريف المضاف إليه ‪ :‬هو اسم أو ضمير ينسب إلى اسم اسبق ‪.‬‬
‫‪ )3‬أو يقال بعبارة أسهل ‪ :‬هو اسم يقع في جواب كيف حدث الفعل ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫والتمييز ‪ :‬هو االسم المبين ما انبهم من الذوات أو النسب (‪ )1‬نحو ‪ِ :‬عندي‬
‫ْل َزيْتاً‪ ،‬وطاب محمد نفساً (‪ )2‬وال يكون إال منصوباً ‪.‬‬
‫رط ٌ‬
‫والمفع ول ألجل ه ‪ :‬ه و االس م ال ذي فُع ل الفع ل ألجل ه (‪ )3‬وال يك ون إال‬
‫إجالالً َلزيْ ٍد (‪. )4‬‬
‫ت ْ‬‫منصوباً‪ ،‬نحو ‪ :‬قُ ْم ُ‬
‫والمفعول معه ‪ :‬هو االسم المقترن بواو المعية‪ ،‬وفُ ِع ل الفعل معه (‪ )5‬نحو ‪:‬‬
‫ِ‬
‫الجيش‪ ,‬ولا يكون إال منصوبا ‪.‬‬ ‫والجيش‪ ,‬أي مع‬
‫َ‬ ‫األمير‬
‫اء ُ‬ ‫َج َ‬
‫دل على اثنين بزيادة ألف ونون رفع اً‪ٍ ،‬‬
‫وياء ونون نصباً وجراً‪،‬‬ ‫والمثنى ‪ :‬ما ّ‬
‫بالزيْديْ ِن ‪.‬‬ ‫الزي َد ِ‬
‫ت َّ‬ ‫الزيْديْ ِن‪َ ،‬‬
‫وم َر ْر ُ‬ ‫ت َّ‬‫ان‪َ ،‬و َرأيْ ُ‬ ‫نحو ‪ :‬جاء َّ ْ‬
‫دل على جم ٍع ب واو ون ون في آخ ره في حال ة‬
‫وجم ع الم ذكر الس الم ‪ :‬م ا ّ‬
‫الزي ُدو َن‪َ ،‬و َرأيْت‬
‫التي النص ب والج ر‪ ،‬نح و ‪ :‬ج اء ّ‬
‫الرف ع‪ ،‬وي اء ون ون في ح ْ‬
‫بالزيْ دين‪ ،‬والف رق بين المث نى والجم ع في ح التي النص ب‬ ‫ِ‬
‫ت ّ‬ ‫َر ْر ُ‬
‫ين‪َ ،‬وم َ‬
‫الزيْ د َ‬
‫ّ‬
‫والجر‪ ،‬أن ياء المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما بعدها‪ ،‬وياء الجمع مكسور‬
‫ما قبلها مفتوح ما بعدها ‪.‬‬
‫ور ُج ٌل ‪.‬‬
‫والمعرب ‪ :‬ما تغير آخره بسبب اختالف العوامل‪ ،‬نحو ‪َ :‬زيْ ٌد َ‬
‫وكم‪ ،‬واهلل س بحانه‬‫وحيث ْ‬ ‫ُ‬ ‫وأم ِ‬
‫س‬ ‫زم حال ة واح دة ‪ :‬ك أيْ َن ْ‬
‫ني ‪ :‬م ا ل َ‬
‫والمب ّ‬
‫أعلم وأحكم أهـ مؤلفه ‪.‬‬
‫(فائدة) ينبغي لكل شارع في فن أن يتصوره ويعرفه قبل الشروع فيه‪ ،‬ليكون‬

‫‪ )1‬أو يقال ‪ :‬هو كل اسم نكرة منصوب يذكر لبيان المراد من كلمة سابقة مبهمة ‪.‬‬
‫فسرا ‪.‬‬
‫وم َّ‬
‫سر يُسمى ُم َميَّزا ُ‬
‫والم َف َّ‬
‫وم َميِّزا ‪ُ ،‬‬
‫والم َف ِّس ُر للمبهم يُسمى تمييزا ُ‬
‫) ُ‬
‫‪2‬‬

‫‪ )3‬أي يقع في جواب لِ َم حدث الفعل ‪.‬‬


‫‪ )4‬فإجالال هو المفعول ألجله ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬أو نقول بعبارة أخرى ‪ :‬هو اسم منصوب يذكر بعد "واو" بمعنى "مع" للداللة على‬
‫المصاحبة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التصور بمعرفة المبادئ العشرة المنظومة في قول‬
‫ّ‬ ‫ويحصل‬
‫ُ‬ ‫على بصيرة فيه‪،‬‬
‫بعضهم ‪:‬‬
‫كل فن َعشره الح ّد والموضوع ثم الثَّمر ْه‬
‫إن مبادئ ّ‬
‫وفضله ونسبةٌ والواضع واالسم االستمداد حكم الشارع‬
‫بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرفا‬ ‫ِ‬ ‫والبعض‬
‫ُ‬ ‫مسائل‬
‫ٌ‬
‫واآلن نش رع في فن النح و فنق ول ‪ :‬ح ّده (‪ )1‬علم بقواع َد يع رف به ا أحك ام‬
‫الكلم ات العربي ة‪ ،‬ح ال تركيبه ا من اإلع راب والبن اء‪ ،‬وم ا يتبعها من ش روط‬
‫النواسخ‪ ،‬وحذف العائد ‪ .‬وموضوعه ‪ :‬الكلمات العربية من حيث البحث عن‬
‫رز عن الخط أ‪ ،‬واالس تعانة على فهم كالم اهلل‬
‫أحواله ا ‪ .‬وغايت ه وفائدت ه ‪ :‬التح ُ‬
‫وكالم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ .‬وشرفه ‪ :‬بشرف فائدته ‪ .‬واستمداده‬
‫فوقان ه على س ائر العل وم بالنس بة واالعتب ار ‪.‬‬
‫‪ :‬من كالم الع رب ‪ .‬وفض له ‪َ :‬‬
‫ومسائله ‪ :‬قواعده‪ ،‬كقولك ‪ :‬الفاعل مرفوع ‪ .‬وواضعه ‪ :‬أبو األسود الدؤلي‬
‫من الت ابعين‪ ،‬ب أمر من اإلم ام علي ك رم اهلل وجه ه ‪ .‬ونس بته لب اقي العل وم ‪:‬‬
‫التب اين ‪ .‬واس مه ‪ :‬علم النح و‪ ،‬وعلم العربي ة ‪ .‬وحكم الش ارع في ه ‪ :‬وجوب ه‬
‫كل ناحية‪ ،‬والعيني على قارئ التفسير والحديث ‪.‬‬
‫الكفائي على أهل ّ‬
‫ّ‬
‫وحكي في سبب وضع أبي األسود الدؤلي لهذا الفن‪ ،‬أنه كان ليلة على سطح‬
‫بيت ه وعن ده بنتُ ه‪ ،‬ف رأت الس ماء ونجومه ا وحس ن تألل ؤ أنواره ا م ع وج ود‬
‫الظلمة‪ ،‬فق الت ‪ :‬ي ا أبت م ا أحس ن الس ِ‬
‫ماء ــ بض م الن ون ‪ ،‬وكس ر الهم زة ـ‬ ‫ُ‬
‫وظن أنه ا أرادت أي ش ئ أحس ن منه ا‪ ،‬فق الت ‪ :‬ي ا‬
‫فق ال ‪ :‬أي بنية نجومه ا‪ّ ،‬‬
‫أحسن‬ ‫أبت ما أردت هذا‪ ،‬إنما أردت التعجب من حسنها‪ ،‬فقال ‪ :‬قولي ‪ :‬ما‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫السماء وافتحي فاك‪ ،‬فلما أصبح غدا على سيدنا علي كرم اهلل وجهه‪ ،‬وقال ‪:‬‬‫َ‬
‫ي ا أم ير المؤم نين ح دث في أوالدن ا م ا لم نعرفه‪ ،‬وأخ بره بالقص ة‪ ،‬فق ال ه ذا‬
‫‪ )1‬أي تعريفه ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫بمخالطة العجم العرب‪ ،‬ثم أمره فاشترى صحيفة‪ ،‬وأملى عليه بعد أيام أقسام‬
‫الكالم ثالث ة ‪ :‬اس م‪ ،‬وفع ل‪ ،‬وح رف ج اء لمع نى‪ ،‬وجمل ة من ب اب التعجب‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬انح نحو هذا‪ ،‬فلذلك سمي بعلم النحو ‪ .‬ثم قال تتبعه يا أبا األسود‬
‫وزد عليه ما وقع لك‪ ،‬واعلم يا أبا األسود أن األشياء ثالثة ‪ :‬ظاهر‪ ،‬ومضمر‪،‬‬
‫وش ئ ليس بظ اهر وال مض مر‪ ،‬وإنم ا تتفاض ل الن اس في معرف ة م ا ليس بظ اهر‬
‫أشياء وعرضتها عليه فكان من‬
‫َ‬ ‫وال مضمر ‪ .‬قال أبو األس ود ‪ :‬فجمعت منها‬
‫ذلك حروف النصب‪ ،‬فكان منها ‪ :‬إ ّن‪ ،‬وأ ّن‪ ،‬وليت‪ ،‬ولعل‪ ،‬وكأنّ‪ ،‬ولم أذكر‬
‫لكن‪ ،‬فق ال لي ‪ :‬لم تركته ا‪ ،‬فقلت ‪ :‬لم أحس بها منه ا‪ ،‬فق ال ‪ :‬ب ل هي منها‪،‬‬
‫ّ‬
‫فزدها ‪.‬‬
‫ثم سمع أبو األسود رجالً يقرأ ‪{ :‬أن اهلل برئ من المشركين ورسولُه} ب الجر‪،‬‬
‫فوضع باب العطف والنعت (‪. )1‬‬
‫واعلم أنه ورد في الحث على تعلم العربية أحاديث مرفوعة‪ ،‬وآثار موقوفة‪،‬‬
‫دعاء ملحونا‪ ،‬والعلم اء‬
‫فمن ذلك قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬إن اهلل ال يسمع ً‬
‫بي عن أبي جعف ر‬
‫ال ي رون الص الة خل ف اللّحن ة‪ ،‬ومن ذل ك م ا أخرج ه المره ُّ‬
‫محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب‪ ،‬أنه قال ‪ :‬قال رسول‬
‫المرهبي‬
‫ُّ‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬أعربوا الكالم كما تعربوا القرآن‪ ،‬وأخرج‬
‫عمر بقوم قد رموا رشقا فأخطئوه‪،‬‬
‫مر ُ‬ ‫أيضا عن جاب ٍر رضي اهلل عنهما‪ ،‬قال ‪ّ :‬‬
‫علي من‬
‫فق ال ‪ :‬م ا أس وأ رميكم‪ ،‬فق الوا ‪ :‬نحن متعلمين‪ ،‬فق ال ‪ :‬لحنكم أش د ّ‬

‫‪ )1‬ثم كتب الناس بعد أبي األسود الدؤلي في هذا الفن إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن‬
‫أحم د في زمن ه ارون الرش يد‪ ،‬فأخ ذ عن الخلي ل تلمي ذه س يبويه أب و بش ر عم رو بن‬
‫عثم ان بن قن بر‪ ،‬ال ذي أك ثر من التف اريع ووض ع األدل ة والش واهد من كالم الع رب‬
‫لقواعد هذا الفن‪ ،‬إلى أن أصبح كتاب سيبويه أساسا لكل ما كتب بعده في علم النحو‬
‫‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول ‪" :‬رحم اهلل امرءاً أصلح‬
‫ُ‬ ‫رميكم‪،‬‬
‫من لسانه" حديث ضعيف ‪.‬‬
‫عمر رضي اهلل عنه‪ ،‬قال تعلموا السنة والفرائض واللحن‪،‬‬
‫البيهقي عن َ‬
‫ُّ‬ ‫وأخرج‬
‫وابن عم ر رض ي اهلل‬
‫ابن عب اس َ‬
‫بيهقي أن َ‬
‫كم ا تعلم ون الق رآن ‪ .‬وأخ رج ال ُّ‬
‫عنهم‪ ،‬كانا يضربان أوالدهما على اللحن‪ ،‬وأخرج أبو طاهر عن الشعبي‪ ،‬قال‬
‫أب و بك ر الص ديق رض ي اهلل عن ه‪ ،‬ألن أق رأ وأس قط‪ ،‬أحب إلي من أن أق رأ‬
‫بيهقي في ش عب اإليم ان‪ ،‬عن ش عبة أن ه ق ال ‪ :‬إذا ك ان‬
‫وألحن ‪ .‬وأخ رج ال ُّ‬
‫المح دث ال يع رف النح و فه و كالحم ار‪ ،‬يك ون على رأس ه مخالة ليس فيه ا‬
‫ش عير ‪ .‬وأخ رج أيض ا عن أبي الزن اد عن أبي ه أن ه ق ال ‪ :‬م ا تزن دق من تزن دق‬
‫بالمش رق إال جهال بكالم الع رب ‪ .‬وأخ رج أيض ا عن ابن المب ارك ق ال ‪ :‬ال‬
‫َي ْنبُ ل الرج ل بن وع من العل وم م ا لم ي زين علم ه بالعربي ة‪ ،‬على أن ه تراف ع رج ل‬
‫وأخ وه إلى زياد في م يراث‪ ،‬فق ال ‪ :‬إن أبونا مات‪ ،‬وإن أخينا وثب على مال‬
‫أضر عليك مما أضعت من‬
‫أبانا فأكله‪ ،‬فقال زياد إن الذي أضعت من نفسك‪ّ ،‬‬
‫مالك‪ ،‬وأما القاضي فقال ‪ :‬ال رحم اهلل أباك وال جبر عظم أخيك‪ ،‬قم في لعنة‬
‫اهلل وحر سقر‪ ،‬قال الجالل السيوطي في شرح ألفيته ‪ :‬وقد اتفق العلماء على‬
‫أن النح و يحت اج إلي ه في ك ّل فن من فن ون العلم الس يما التفس ير والح ديث‪،‬‬
‫فإن ه ال يج وز ألح د أن يتكلم في كت اب اهلل ح تى يك ون ملم اً بالعربي ة‪ ،‬ألن‬
‫القرآن عربي وال تفهم مقاصده إال بمعرفة قواعد العربية‪ ،‬وكذا الحديث‪ ،‬قال‬
‫ابن الص الح ‪ :‬ينبغي للمح دث أن ال ي روي حديث ه بق راءة لح ان‪ ،‬ثم روى عن‬
‫األصمعي يقول ‪ :‬إن أخوف ما أخاف على طالب العلم‬
‫َّ‬ ‫أبي داود قال سمعت‬
‫إذا لم يعرف النحو أن يدخل في قول النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬من كذب‬
‫علي متعمدا‪ ،‬فليتبوأ مقعده من النار‪ ،‬ألنه لم يكن صلى اهلل عليه وسلم يلحن‪،‬‬
‫فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه‪ ،‬قال بعضهم ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫من فاته النحو فذاك األخرس * وفهمه في كل علم مفلس‬
‫وقدره بين الورى موضوع * وإن يناظر فهو المقطوع‬
‫ال يهتدي لحكمة في الذكر * وما له في غامض من فكر‬
‫واهلل سبحانه وتعالى أعلم أهـ بقلم عثمان شطا تلميذ المؤلف ‪.‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫ض ِع) يعني أن الكالم عند النحويين هو‬ ‫الم َر َّك ُ‬
‫ب المفي ُد بالو ْ‬ ‫ظ ُ‬ ‫(الكالم هو اللَّ ْف ُ‬
‫اللف ظ إلى آخ ره‪ ,‬فاللف ظ ‪ :‬ه و الص وت المش تمل على بعض الح روف‬
‫الهجائية كزيد‪ ,‬فإنه صوت اشتمل على الزاي والياء والدال‪ ,‬فإن لم يشتمل‬
‫على بعض الح روف كص وت الطب ل فال يس مى لفظ اً‪ ,‬فخ رج باللفظ م ا كان‬
‫مفيدا ولم يكن لفظا‪ ،‬كاإلشارة‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والعقد‪ ،‬والنصب فال تسمى كالما‬
‫عند النحاة ‪.‬‬
‫والمركب ما تركب من كلمتين فأكثر‪ ,‬كقام زيد‪ ،‬وزيد قائم‪ ,‬والمثال األول‬
‫فع ل وفاع ل‪ ،‬وك ل فاع ل مرف وع‪ ،‬والمث ال الث اني مبت دأ وخ بر‪ ،‬وك ل مبت دأ‬
‫مرفوع باالبتداء‪ ،‬وكل خبر مرفوع بالمبتدأ‪ ،‬وخرج بالمركب المفرد كزيد‪،‬‬
‫فال يقال له كالم أيضا عند النحاة ‪.‬‬
‫والمفي د ما أف اد فائ دة يحس ن الس كوت عليه ا من المتكلم والس امع‪ ،‬كق ام‬
‫زي د‪ ،‬وزي د ق ائم‪ ,‬ف إن كال منهم ا أف اد فائ دة يحس ن الس كوت عليه ا من‬
‫المتكلم والس امع‪ ،‬وهي اإلخب ار بقي ام زيد‪ ،‬ف إن الس امع إذا س مع ذل ك ال‬
‫ينتظر شيئاً آخر يتوقف عليه تمام الكالم ويحسن أيضا سكوت المتكلم ‪.‬‬
‫وخرج بالمفيد المركب‪ ،‬غير المفيد نحو ‪ :‬غالم ٍ‬
‫زيد‪ ،‬من غير إسناد شيء‬ ‫ُ‬
‫إليه‪ ,‬وإ ْن قام زيد‪َّ ,‬‬
‫فإن تمام الفائدة فيه يتوقف على ذكر جواب الشرط‪ ،‬فال‬
‫كل من المثالين كالما عند النحاة ‪.‬‬
‫يسمى ٌ‬
‫وقوله (بالوض ع) فس ره بعضهم بالقصد‪ ,‬فخرج غير المقصود ككالم النائم‬

‫‪9‬‬
‫والس اهي‪ ،‬فال يس مى كالم اً عن د النح اة‪ ,‬وبعض هم فس ره بالوضع الع ربي‪،‬‬
‫فخرج كالم العجم‪ ،‬كالترك والبربر‪ ،‬فال يسمى كالما عند النحاة ‪.‬‬
‫مثال ما اجتمع فيه القيود األربعة ‪ :‬قام زي ٌد‪ ،‬وزيد قائم‪ ,‬فالمثال األول فعل‬
‫وفاع ل‪ ،‬والث اني مبت دأ وخ بر‪ ،‬وك ل من المث الين لف ظ م ركب مفي د بالوض ع‪،‬‬
‫فهو كالم ‪.‬‬

‫وحرف) يعني أن أجزاء الكالم التي يتألف منها‬


‫ٌ‬ ‫وفعل‪،‬‬
‫اسم‪ٌ ،‬‬
‫(وأقسامهُ ثالثةٌ ‪ٌ :‬‬
‫ُ‬
‫ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬االس م‪ ،‬وه و كلم ة دلت على مع نى في نفس ها‪ ،‬ولم تق ترن ب زمن‬
‫وضعاً‪ ،‬كزيد‪ ،‬وأنا‪ ،‬وهذا ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الفعل‪ ،‬وهو كلمة دلت على معنى في نفسها‪ ،‬واقترنت بزمن وضعاً‪,‬‬
‫فإن دلت تلك الكلمة على زمن ماض‪ ،‬فهي الفعل الماضي‪ ،‬نحو ‪ :‬قام‪ ,‬وإن‬
‫دلت على زمن يحتمل الحال واالستقبال‪ ،‬فهي الفعل المضارع‪ ،‬نحو ‪ :‬يقوم‪,‬‬
‫وإن دلت على طلب شيء في المستقبل‪ ،‬فهي فعل األمر نحو ‪ :‬قُ ْم ‪.‬‬
‫الث الث ‪ :‬الح رف‪ ،‬وه و كلم ة دلت على معنى في غيره ا‪ ،‬نح و ‪ :‬إلى‪ ،‬وه ل‪،‬‬
‫ولم ‪.‬‬
‫وقوله (جاء لمعنى) يعني به أن الحرف ال يكون له دخل في تركيب الكالم‬
‫إال إذا ك ان ل ه مع نى (‪ )1‬كه ل‪ ،‬ولم‪ ،‬ف َّ‬
‫إن ه ل معناه ا االس تفهام‪ ،‬ولم معناه ا‬
‫النفي‪ ،‬ف إن لم يكن له مع نى‪ ،‬ال ي دخل في ت ركيب الكالم‪ ،‬كح روف المباني‬
‫(‪ )2‬نحو ‪ :‬زاي زيد‪ ،‬ويائه‪ ،‬وداله‪ ،‬فإ ّن كال منها حرف مبنى ال حرف معنى ‪.‬‬

‫‪ ) 1‬حرف المعنى هو ما كان له معنى ال يظهر إال إذا انتظم في جملة ‪ ،‬كحروف الجر‬
‫واالستفهام وغيرها ‪.‬‬
‫‪ )2‬حرف المبنى هو ما كان من بنية الكلمة ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫(فاالس م يع رف ‪ :‬ب الخفض‪ ،‬والتن وين‪ ،‬ودخ ول األل ف والالم‪ ،‬وح روف‬
‫الخفض) يع ني أن االس م يتم يز عن الفع ل والح رف ب الخفض‪ ،‬نح و ‪ :‬م ررت‬
‫بزي د‪ ،‬وغالم زي د‪ ،‬فزي د المج رور بالب اء وغالم‪ ،‬اس مان لوج ود الخفض؛‬
‫ورجل كل منها اسم لوجود التنوين فيه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ورجل‪ ،‬فزي ٌد‬
‫ٌ‬ ‫والتنوين‪ ،‬نحو ‪ :‬زي ٌد‪،‬‬
‫والتن وين ن ون س اكنة تلحق اآلخ ر لفظ اً ال خط اً (‪ )1‬ودخ ول األل ف والالم‪،‬‬
‫نح و ‪ :‬الرج ل والغالم‪ ،‬فك ل منهم ا اسم ل دخول " أل " عليهم ا؛ وح روف‬
‫فكل منهما اسم لدخول حرف الخفض‬
‫الخفض‪ ،‬نحو ‪ :‬مررت بزيد ورجل‪ٌ ،‬‬
‫وهي الباء عليهما‪ ،‬ثم ذكر جملة من حروف الخفض‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫رة إلى ال ُكوف ِة‪ ،‬فك ل من البص رة‬ ‫رت من البص ِ‬ ‫(و ِه َي ‪ِ :‬م ْن‪ ،‬وِإلَى) نح و ‪ِ :‬س ُ‬
‫َ‬
‫والكوف ة اسم ل دخول ِم ْن على األول‪ ،‬وإلى على الث اني (وعن) نح و ‪ :‬رميت‬
‫ركبت على‬‫ُ‬ ‫القوس‪ ،‬فالقوس اسم لدخول عن عليه (وعلى) نحو ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫السهم عن‬
‫َ‬
‫(وفِي) نح و ‪ :‬الم اء في الك و ِز‪،‬‬ ‫رس‪ ،‬ف الفرس اس م ل دخول على علي ه َ‬ ‫الف ِ‬
‫ريم لقيت هُ‪ ،‬فرج ل‬ ‫ب رج ٍل ك ٍ‬ ‫ب) نح و ‪ُ :‬ر ّ‬‫(و ُر ّ‬
‫ف الكوز اس م ل دخول في علي ه َ‬
‫بزيد‪ ،‬فزيد اسم لدخول الباء‬ ‫مررت ٍ‬ ‫(والْبَاءُ) نحو ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫رب عليه َ‬
‫اسم لدخول ّ‬
‫(والَّ ُ‬
‫الم)‬ ‫اف) نحو ‪ :‬زي ٌد كالبد ِر‪ ،‬فالبدر اسم لدخول الكاف عليه َ‬ ‫عليه (والْ َك ُ‬
‫وف الْ َق َس ِم) وهي‬ ‫(و ُح ُر ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫نحو ‪ٍ ُ :‬‬
‫المال لزيد‪ ،‬فزيد اسم لدخول الالم عليه ( ) َ‬
‫(و ِه َي ‪ :‬الْ َو ُاو‪َ ،‬والْبَاءُ‪،‬‬
‫من جمل ة ح روف الخفض‪ ،‬واس تعملت في القس م َ‬
‫وتاهلل‪ ،‬فلفظ الجاللة اسم لدخول حروف القسم‬ ‫وباهلل‪ِ ،‬‬
‫واهلل‪ِ ،‬‬
‫والتَّاء) نحو ‪ِ :‬‬
‫َ ُ‬
‫عليه ‪.‬‬
‫(والفعل يعرف ‪ :‬بقد‪ ،‬والسين‪ ،‬وسوف‪ ،‬وتاء التأنيث الساكنة) يعني أن الفعل‬

‫‪ )1‬أي نون تلحق آخر الكلمة عند التلفظ بها ‪ ،‬فهي تلفظ وال تكتب ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬فائدة ‪ :‬إذا دخل حرف الجر الالم على اسم محلى بأل‪ ،‬فإن األلف التي في أل‬
‫تحذف نحو ‪ :‬للملك‪ ،‬للدار ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يتميز عن االسم والحرف بدخول قد عليه‪ ،‬وتدخل على الماضي نحو ‪ :‬قد‬
‫وم زي ٌد‪ ،‬فك ٌل من ق ام ويق وم فع ٌل‬
‫ام زي ٌد‪ ،‬وعلى المض ارع‪ ،‬نح و ‪ :‬ق د يق ُ‬
‫ق َ‬
‫يقوم زي ٌد‪،‬‬
‫يختص ان بالمض ارع‪ ،‬نح و ‪ :‬س ُ‬ ‫َّ‬ ‫ل دخول ق د علي ه‪ ،‬والس ين وس وف‬
‫وم زي ٌد‪ ،‬فيق وم فع ٌل مض ارعٌ ل دخول الس ين وس وف علي ه‪ ،‬وت اء‬
‫وس وف يق ُ‬
‫ماض لِلُحوق‬
‫ت ِهن ٌد فقام فعل ٍ‬ ‫قَام ْ‬
‫التأنيث الساكنة تختص بالماضي‪ ،‬نحو ‪َ :‬‬
‫الت ِ‬
‫َّاء له ‪.‬‬
‫(والح رف م ا ال يص لح مع ه دلي ل االس م‪ ،‬وال دليل الفع ل) يع ني أن الح رف‬
‫يتم يز عن االس م والفع ل ب أن ال يقب ل ش يئاً من عالم ِ‬
‫ات االس م وال ش يئاً من‬
‫عالمات الفعل‪ ،‬كهَل‪ ،‬وفي‪ ،‬ولم‪ ،‬فإنَّها ال تقبل شيئاً من ذلك‪ ،‬فعالمتُ هُ عدم‬
‫قب ول العالم ات ال تي لالس م والفع ل‪ ،‬ق ال العالم ة الحري ري في ملحة‬
‫اإلعراب ‪:‬‬
‫س على قولي تَ ُكن عاَّل َم ْه‬ ‫ِ‬
‫فَق ْ‬ ‫والحرف ما ْليست له عالم ْه‬
‫أي ما لَْيست له عالمة موجودة‪ ،‬بل عالمته عدمية‪ ،‬نظير ذلك الجيم والخاء‬
‫والحاء‪ ،‬فالجيم عالمتها نقطة من أسفلها‪ ،‬والخاء عالمتها نقطة من أعالها‪،‬‬
‫والحاء عالمتها عدم وجود نقطة من أسفلها وأعالها‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫(باب اإلعراب)‬
‫(اإلع راب ه و تغي ير أواخ ر الكلم (‪ )1‬الختالف العوام ل (‪ )2‬الداخل ة عليه ا‬

‫‪ )1‬أي أحوال أواخر الكلم‪ ،‬فال يعقل َتغَيّر نفس األواخر‪ ،‬فآخر الكلمة ال يتغير ‪.‬‬
‫‪ )2‬العامل هو ما يدخل على الكلمة فيؤثر في آخرها بالرفع أو النصب أو الجر أو‬
‫الجزم‪ ،‬فالفعل هو العامل في الفاعل وفي المفعول‪ ،‬ألنه يؤثر في آخر الفاعل فيرفعه‪،‬‬
‫وفي آخ ر المفع ول فينص به‪ ،‬وكح رف الج زم فإن ه ي ؤثر في آخ ر المض ارع‪ ،‬فيجعل ه‬

‫‪12‬‬
‫لفظ اً أو تق ديراً) يع ني أن اإلع راب ه و تغي ير أواخ ر الكلم‪ ،‬بس بب دخ ول‬
‫العوامل المختلفة‪ ،‬وذلك نحو ‪ :‬زيد‪ ،‬فإنه قبل دخول العوامل موقوف ليس‬
‫يطلب‬
‫ُ‬ ‫معرباً‪ ،‬وال مبنيَّاً‪ ،‬وال مرفوعا وال غيره‪ ،‬فإذا دخل عليه العامل فإن كان‬
‫فع ّرفِ َع‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء زيْ ٌد‪ ،‬فإنه فعل يطلب فاعالً‪ ،‬والفاعل مرفوع‪ ،‬فيكون‬
‫الر ّ‬
‫َّ‬
‫ب نُص ب م ا‬
‫زي ٌد مرفوع اً بج اء على أن ه فاعل ه‪ ،‬وإن ك ان العام ل يطلب النص َ‬
‫رأيت زي داً‪ ،‬ف إ ّن رأيت فع ل‪ ،‬والت اء فاعله‪ ،‬وزي داً مفعول ه‪،‬‬
‫بع ده‪ ،‬نح و ‪ُ :‬‬
‫َر ُج َّر ما بعده‪ ،‬نحو الباء في نحو ‪:‬‬
‫يطلب الج َّ‬
‫ُ‬ ‫والمفعول منصوب‪ ،‬وإن كان‬
‫بزيد‪ٍ ،‬‬
‫فزيد مجرور بالباء ‪ .‬فتغيُّر اآلخر من رف ٍع إلى ٍ‬
‫نصب أو جر هو‬ ‫مررت ٍ‬
‫ُ‬
‫اإلعراب‪ ،‬وسببه دخول العوامل ‪.‬‬
‫وقول ه (لفظ اً أو تق ديراً) يع ني ب ه أن اآلخر يتغ ير لفظ اً كم ا رأيت ه في األمثل ة‬
‫الم ذكورة‪ ،‬أو تق ديراً كم ا في االس م الّذي آخ ره أل ف‪ ،‬نح و ‪ :‬الف تى‪ ،‬أو ي اء‬
‫نحو ‪ :‬القاضي‪ ،‬فإ ّن األلف اللينة يتعذر تحريكها‪ ،‬فيقدر فيها اإلعراب للتع ذر‪،‬‬
‫جاء الفتى‪ ،‬فالفتى فاعل مرفوع بضمة مقدرة على األلف منع من ظهورها‬
‫نحو َ‬
‫ورأيت الفتى‪ ،‬فالفتى مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على األلف منع‬
‫ُ‬ ‫التعذر‪،‬‬
‫من ظهورها التعذر؛ ومررت بالفتى‪ ،‬فالفتى مجرور بالباء بكسرة مقدرة على‬
‫األلف منع من ظهورها التعذر‪ ،‬ونحو ‪ :‬جاء القاضي‪ ،‬فالقاضي فاعل مرفوع‬
‫بض مة مق درة على الي اء من ع من ظهوره ا الثق ل‪ ،‬وم ررت بالقاض ي‪ ،‬فالقاض ي‬
‫مجرور بالباء بكسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل‪ ،‬وأما في حالة‬
‫فالقاضي مفعول‬ ‫‪،‬‬ ‫القاضي‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫نحو‬ ‫‪،‬‬ ‫للخ َّف ِ‬
‫ة‬ ‫النصب فتظهر الفتحة على الياء ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫به منصوب بفتحة ظاهرة؛ فالفرق بين ما آخره ألف أو ياء‪ ،‬أن ما آخره ألف‬

‫مجزوما‪ ،‬وكحرف الجر فإنه يؤثر في آخر االسم ‪،‬فيجعله مجرورا‪ ،‬والمعمول هو ما‬
‫تغ ير آخ ره بس بب العام ل ‪ ،‬واألث ر الحاص ل من رف ع أو نص ب أو ج ر أو ج زم يس مى‬
‫العمل أي اإلعراب ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫يتع ذر إظه اره وإعراب ه رفع اً ونص باً وج راً‪ ،‬وم ا آخ ره ي اء ال يتع ذر‪ ،‬ولكن ه‬
‫يستثقل رفعاً وجراً ‪.‬‬
‫(وأقس امه أربع ة ‪ :‬رف ع‪ ،‬ونص ب‪ ،‬وخفض‪ ،‬وج زم) يع ني أن أقس ام اإلع راب‬
‫رب عم َر‪ ،‬وخفض‪،‬‬
‫رب زي ٌد‪ ،‬ونص ب‪ ،‬نح و ‪ :‬لن أض َ‬
‫أربع ة ‪ :‬رف ع‪ ،‬نحو ‪ :‬يض ُ‬
‫رب زي داً؛ فزي د في األول مرف وع‬
‫نح و ‪ :‬م ررت بزي د‪ ،‬وج زم نح و ‪ :‬لم أض ْ‬
‫وعمر‬
‫َ‬ ‫بيضرب على أنه فاعله‪ ،‬وأضرب في الثاني فع ل مضارع منصوب بلن‪،‬‬
‫رب في‬
‫منصوب بأضرب على أنه مفعوله‪ ،‬وزيد في الثالث مجرور بالباء‪ ،‬وأض ْ‬
‫الرابع فعل مضارع مجزوم بلم ‪.‬‬
‫ص ِّي ُره‬
‫ولن ‪ :‬تسمى حرف نفي ونصب واستقبال‪ ،‬ألنها تنفي الفعل وتنصبُهُ وتُ َ‬
‫مس تقبالً‪ ،‬ولم ‪ :‬تس مى ح رف نفي وج زم وقلب‪ ،‬ألنه ا تنفي الفع ل‪ ،‬وتجزم ه‪،‬‬
‫وتقلب معناه فيصير ماضيا ‪.‬‬
‫(فلألس ماء من ذل ك الرف ع‪ ،‬والنص ب‪ ،‬والخفض‪ ،‬وال ج زم فيه ا) يع ني أن‬
‫رأيت زيداً‪ ،‬والخفض‬
‫والنصب نحو ‪ُ :‬‬
‫ُ‬ ‫الرفع نحو ‪ :‬جاء زيد‪،‬‬
‫األسماء يدخلها ُ‬
‫الجزم ‪.‬‬ ‫مررت ٍ‬
‫بزيد‪ ،‬وال يدخلها‬ ‫ُ‬ ‫نحو ‪:‬‬
‫ُ‬
‫(ولألفع ال من ذل ك الرف ع‪ ،‬والنص ب‪ ،‬والج زم‪ ،‬وال خفض فيه ا) يع ني أن‬
‫رب‪ ،‬والج زم‬
‫رب‪ ،‬والنص ب نح و ‪ :‬لن أض َ‬
‫األفع ال ي دخلها الرف ع نح و ‪ :‬يض ُ‬
‫أضرب‪ ،‬وال يدخلها الخفض؛ فالرفع والنصب يشترك فيهما االسم‬
‫ْ‬ ‫نحو ‪ :‬لم‬
‫والفعل‪ ،‬ويختص االسم بالخفض‪ ،‬والفعل بالجزم‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫(باب معرفة عالمات اإلعراب)‬
‫(للرفع أربع عالمات ‪ :‬الضمة‪ ،‬والواو‪ ،‬واأللف‪ ،‬والنون) يعني أن الكلمة‬
‫ف رفعها بواحد من أربع عالمات‪ ،‬إما الضمة نحو ‪ :‬جاء زي ٌد‪ ،‬فزيد فاعل‬
‫ُي ْع َر ُ‬
‫مرفوع بالضمة‪ ،‬أو الواو نحو ‪ :‬جاء أبوك‪ ،‬وجاء الزيدون‪ ،‬فأبوك فاعل‬
‫مرفوع بالواو‪ ،‬والزيدون فاعل مرفوع بالواو‪ ،‬أو األلف‪ ،‬نحو ‪:‬جاء الزيدان‪،‬‬
‫فالزيدان فاعل مرفوع باأللف‪ ،‬أو النون نحو ‪ :‬يضربان‪ ،‬فيضربان فعل‬
‫مضارع مرفوع بثبوت النون ‪.‬‬
‫(فأما الضمة فتكون عالمة للرفع في أربعة مواضع ‪ :‬في االسم المفرد‪ ،‬وجمع‬
‫التكسير‪ ،‬وجمع المؤنث السالم‪ ،‬والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره‬
‫ف رفعها‬ ‫شيء) يعني َّ‬
‫أن الضمةَ تكون عالمة للرفع في هذه المواضع‪ ،‬أي ُي ْع َر ُ‬
‫بوجود الضمة فيها لفظاً أو تقديراً‪ ،‬فاالسم المفرد (‪ )1‬نحو ‪ :‬جاء زي ٌد والفتى‪،‬‬
‫فزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬والفتى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة‬
‫الرجال‬
‫ُ‬ ‫للتعذر؛ وجمع التكسير وهو ما تغير عن بناء مفرده (‪ )2‬نحو ‪ :‬جاء‬
‫واُألسارى‪ ،‬فالرجال فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬واُألسارى فاعل مرفوع‬
‫بالضمة المقدرة للتعذر‪ ،‬وجمع المؤنث السالم (‪ )3‬وهو ما ُجمع بألف وتاء‬
‫الهندات‪ ،‬فالهندات فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مزيدتين‪ ،‬نحو ‪ :‬جاءت‬
‫بكر‪ ،‬فيضرب‬
‫عمرو‪ ،‬ويرمي ٌ‬
‫يضرب زي ٌد‪ ،‬ويخشى ٌ‬
‫ُ‬ ‫والفعل المضارع‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬ويخشى مرفوع بالضمة المقدرة‬
‫للتعذر‪ ،‬ويرمي بالضمة المقدرة للثقل ‪.‬‬

‫‪ )1‬االسم المفرد هو ما دل على واحد أو واحدة‪ ،‬مثل ولد أو امرأة ‪.‬‬


‫‪ ) 2‬أو يقال بعبارة أخرى‪ ،‬هو مادل على أكثر من اثنين أو اثنتين بتغير صورة المفرد ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬سمي هذا الجمع سالما‪ ،‬ألن المفرد سالم من التغير فهاء هند مثال مكسورة وفي‬
‫الجمع كذلك‪ ،‬والنون في المفرد ساكنة وفي الجمع كذلك ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫(وقوله الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) احترازا عما إذا كان اتصل‬
‫به ألف االثنين‪ ،‬نحو ‪ :‬يضربان‪ ،‬وتضربان‪ ،‬أو واو الجماعة‪ ،‬نحو ‪ :‬يضربون‪،‬‬
‫وتضربون‪ ،‬أو ياء المؤنثة المخاطبة‪ ،‬نحو ‪ :‬تضربين‪ ،‬فإنه يرفع بثبوت النون‬
‫كما سيأتي؛ واحتراز أيضاً عما إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة‪،‬‬
‫نحو {لَيُ ْس َجنَ َّن َولَيَ ُكوناً} فإنه يبنى على الفتح (‪ )1‬أو اتصلت به نون النسوة‪،‬‬
‫ض ْع َن} فإنه يبنى على السكون ‪.‬‬‫ات ير ِ‬ ‫نحو {و ِ‬
‫الوال َد ُ ُ ْ‬ ‫َ َ‬
‫(وأما الواو فتكون عالمة للرفع في موضعين‪ ،‬في جمع المذكر السالم‪ ،‬وفي‬
‫األسماء الخمسة‪ ،‬وهي ‪ :‬أبوك‪ ،‬وأخوك‪ ،‬وحموك‪ ،‬وفوك‪ ،‬وذو ٍ‬
‫مال) يعني أ ّن‬
‫ف رفعها بوجود الواو‪ ،‬فتكون‬ ‫ِ‬
‫الخمسة‪ُ ،‬ي ْع َر ُ‬ ‫واألسماء‬ ‫جمع المذكر السالم‬
‫َ‬
‫مرفوعة بالواو نيابة عن الضمة‪ ،‬والمراد بجمع المذكر السالم اللفظ الدال‬
‫على الجمعية بواو ونون في آخره في حالة الرفع‪ ،‬وياء ونون في حالتي‬
‫النصب والجر (‪ )2‬نحو ‪ :‬جاء الزيدون‪ ،‬ورأيت الزيدين‪ ،‬ومررت بالزيدين‪،‬‬
‫فالزيدون في قولك ‪ :‬جاء الزيدون فاعل مرفوع بالواو‪ ،‬والنون عوض عن‬
‫التنوين في االسم المفرد (‪ )3‬واألسماء الخمسة‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء أبوك‪ ،‬وأخوك‪،‬‬
‫وحموك‪ ،‬وفوك‪ ،‬وذو ٍ‬
‫مال‪ ،‬فكل واحد منها فاعل مرفوع بالواو نيابة عن‬
‫الضمة‪ ،‬وكل من جمع المذكر السالم واألسماء الخمسة له شروط تطلب‬

‫‪ ) 1‬الفرق التشكيلي بين نون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد الخفيفة هو أن نون التوكيد‬
‫الخفيفة نون ساكنة‪ ،‬أما أختها فتكون مشددة مفتوحة‪ ،‬والفرق المعنوي بينهما هو أن‬
‫التوكي د ب النون الثقيل ة يك ون أق وى من التوكي د بالخفيف ة منه ا فالفع ل المس ند اليه ا‬
‫يكون قد أكد مرتين على العكس من توكيد الخفيفة التي تؤكد الفعل مرة واحدة ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أي هو ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة واو ونون إلى المفرد في حالة‬
‫الرفع‪ ،‬أو ياء ونون إلى المفرد في حالتي النصب والجر‪.‬‬
‫‪ )3‬أي بدال عن التنوين الذي كان موجودا في نحو قولنا ‪ :‬جاء زي ٌد ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المطوالت ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من‬
‫(وأما األلف فتكون عالمة للرفع في تـثنية األسماء خاصة) المراد من تثنية‬
‫األسماء ‪ :‬المثنى والمراد منه ما دل على اثنين‪ ،‬بألف ونون في آخره في‬
‫حالة الرفع‪ ،‬وياء ونون في حالتَ ِي النصب والجر (‪ )1‬نحو ‪ :‬جاء الزيدان‪،‬‬
‫ورأيت الزيْ َديْن‪ ،‬ومررت بالزي َديْن‪ ،‬فالزيدان في قولك ‪ :‬جاء الزيدان فاعل‬
‫مرفوع وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة؛ والفرق بين المثنى والجمع في‬
‫حالتي النصب والجر‪َّ ،‬‬
‫أن الياء التي في المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما‬
‫بعدها‪ ،‬وفي الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها‪ ،‬والنون عوض عن‬
‫التنوين في االسم المفرد‪ ،‬في ٍ‬
‫كل من التثنية والجمع ‪.‬‬
‫(وأما النو ُن فتكو ُن عالمةً للرف ِع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تـثنية)‬
‫نحو ‪ :‬يفعالن وتفعالن (أو ضمير جمع) نحو ‪ :‬يفعلون وتفعلون (أو ضمير‬
‫المؤنثة المخاطبة) نحو ‪ :‬تفعلين‪ ،‬وهذه األوزان تسمى األفعال الخمسة‬
‫وتكون النون التي في آخرها عالمة على ِ‬
‫رفعها‪ ،‬فهي مرفوعة بثبوت النون‬
‫نيابة عن الضمة‪ ،‬فتقول ‪ :‬الزيدان يضربان‪ ،‬فيضربان مرفوع بثبوت النون‬
‫نيابة عن الضمة‪ ،‬وكذا أنتما تضربان‪ ،‬والزيدون يضربون‪ ،‬وأنتم تضربون‪،‬‬
‫ِ‬
‫وأنت تضربين‪ ،‬فكل هذه األمثلة مرفوعة‪ ،‬وعالمة رفعها ثبوت النون‪،‬‬
‫واأللف في األول والثاني فاعل‪ ،‬والواو في الثالث والرابع فاعل‪ ،‬والياء في‬
‫الخامس فاعل ‪.‬‬
‫(وللنصب خمس عالمات ‪ :‬الفتحة‪ ،‬واأللف‪ ،‬والكسرة‪ ،‬والياء‪ ،‬وحذف‬
‫رأيت‬
‫النون) عالمات النصب خمس‪ ،‬واحدة منها أصلية‪ ،‬وهي الفتحة نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت أباك‪ ،‬والكسرة نحو ‪:‬‬
‫زيداً‪ ،‬وأربعة نائبة عنها‪ ،‬وهي األلف نحو ‪ُ :‬‬
‫‪ ) 1‬أي هو ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون إلى آخر االسم المفرد في حالة‬
‫الرفع ‪ ،‬وياء ونون في حالتي النصب والجر ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ِ‬
‫والزيدين‪ ،‬وحذف النون نحو ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الهندات‪ ،‬والياء نحو ‪ :‬رأيت الزي َديْن‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬
‫لن يضربوا (فأما الفتحة فتكون عالمة للنصب في ثالثة مواضع ‪ :‬في االسم‬
‫المفرد‪ ،‬وجمع التكسير‪ ،‬والفعل المضارع‪ ،‬إذا دخل عليه ناصب‪ ،‬ولم يتصل‬
‫بآخره شئ) يعني أن هذه المواضع الثالثة إذا نُصبت تكون منصوبة بالفتحة‪،‬‬
‫رأيت زيداً‪ ،‬فزيداً مفعول منصوب بالفتحة‪ ،‬وجمع‬
‫فاالسم المفرد نحو ‪ُ :‬‬
‫جال‪ ،‬والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب نحو ‪:‬‬
‫الر َ‬
‫رأيت ِّ‬
‫التكسير نحو ‪ُ :‬‬
‫أضرب‪ ،‬فأضرب فعل مضارع منصوب بلن (وأما األلف فتكون عالمة‬
‫َ‬ ‫لن‬
‫رأيت أباك‪ ،‬وأخاك‪ ،‬وما أشبه ذلك)‬
‫للنصب في األسماء الخمسة‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫األسماء الخمسةَ تكون في حالة النصب منصوبة باأللف نيابة عن‬
‫َ‬ ‫يعني َّ‬
‫أن‬
‫الفتحة نحو ‪ :‬رأيت أباك‪ ،‬وأخاك‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬وهي ‪ :‬حماك‪ ،‬وفاك‪ ،‬وذا‬
‫ٍ‬
‫مال‪ ،‬فكلها منصوبة باأللف نيابة عن الفتحة (وأما الكسرة فتكون عالمة‬
‫ِ‬
‫السموات} وإعرابه ‪ :‬خلق‬ ‫للنصب في جمع المؤنث السالم) نحو { َخلَ َق اهلل‬
‫ِ‬
‫والسموات مفعول‬ ‫فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬ولفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة‪ ،‬ألنه جمع مؤنث سالم (وأما الياء‬
‫ِ‬
‫رأيت الزي َديْ ِن والزيْد َ‬
‫ين‪،‬‬ ‫فتكون عالمة للنصب في ‪ :‬التثنية‪ ،‬والجمع) نحو ‪ُ :‬‬
‫فاألول منصوب بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة‪،‬‬
‫والثاني منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الفتحة‬
‫أيضاً‪ ،‬والنون عوض عن التنوين فيهما (وأما حذف النون فيكون عالمة‬
‫للنصب في األفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون) يعني أن حذف النون‬
‫يكون عالمة للنصب نيابة عن الفتحة في األفعال الخمسة‪ ،‬نحو ‪ :‬لن يفعال‪،‬‬
‫ولن تفعال‪ ،‬ولن يفعلوا‪ ،‬ولن تفعلوا‪ ،‬ولن تفعلي‪ ،‬فكل واحد من هذه األمثلة‬
‫منصوب وعالمة نصبه حذف النون نيابة عن الفتحة‪ ،‬واأللف فاعل في األول‬
‫والثاني‪ ،‬والواو فاعل في الثالث والرابع‪ ،‬والياء فاعل في الخامس ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫(وللخفض ثالث عالمات ‪ :‬الكسرة‪ ،‬والياء‪ ،‬والفتحة) عالمات الخفض‬
‫ثالث‪ ،‬واحدة منها أصلية‪ ،‬وهي الكسرة نحو ‪ :‬مررت ٍ‬
‫بزيد‪ ،‬واثنان نائبان‬
‫والزيْ ِدن‪ ،‬والفتحة نحو ‪:‬‬
‫والزيْ َديْن َّ‬
‫عنها‪ ،‬وهي الياء نحو ‪ :‬مررت بأخيك َّ‬
‫بإبراهيم (فأما الكسرة فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع ‪ :‬في‬
‫َ‬ ‫مررت‬
‫االسم المفرد المنصرف‪ ،‬وجمع التكسير المنصرف‪ ،‬وجمع المؤنث السالم)‬
‫فاالسم المفرد نحو ‪ :‬مررت ٍ‬
‫بزيد والفتى‪ ،‬وجمع التكسير نحو ‪ :‬مررت‬
‫ِ‬
‫بالهندات‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والهنود‪ ،‬وجمع المؤنث السالم نحو ‪ :‬مررت‬ ‫ِ‬
‫بالرجال واألسارى‬
‫والمنصرف معناه الذي يقبل الصرف‪ ،‬والصرف هو التنوين‪ ،‬ولألسماء التي‬
‫المطوالت (وأما الياء‬
‫تقبل التنوين أو ال تقبله عالمات تعرف بها‪ ،‬تطلب من ّ‬
‫فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع ‪ :‬في األسماء الخمسة‪ ،‬والتثنية‪،‬‬
‫والجمع) يعني أن هذه المواضع الثالثة تكون الياء فيها عالمة على الخفض‬
‫نيابة عن الكسرة‪ ،‬فاألسماء الخمسة نحو ‪ :‬مررت بأبيك‪ ،‬وأخيك‪ ،‬وحميك‪،‬‬
‫وفيك‪ ،‬وذي ٍ‬
‫مال‪ ،‬فكلها مجرورة بالباء‪ ،‬وعالمة الجر فيها الياء نيابة عن‬
‫مررت بالزيْ َديْ ِن‪ ،‬فالزيْ َديْ ِن مجرور‬
‫ُ‬ ‫الكسرة‪ ،‬والتثنية بمعنى المثنى نحو ‪:‬‬
‫بالباء‪ ،‬وعالمة الجر فيه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن‬
‫الكسرة‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد والجمع نحو ‪ :‬مررت‬
‫فالزيدين مجرور بالباء وعالمة جره الياء المكسور ما قبلها‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بالزيْد َ‬
‫المفتوح ما بعدها‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد (وأما الفتحة‬
‫فتكون عالمة للخفض في االسم الذي ال ينصرف) يعني أن االسم الذي ال‬
‫نص ِرف إنما يعرف خفضه إذا دخل عليه عامل الخفض بالفتحة‪ ،‬فيكون‬
‫يَ َ‬
‫وإبراهيم‪ ،‬فكل‬
‫َ‬ ‫مررت بأحم َد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مجروراً بالفتحة نيابة عن الكسرة‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫منهما مجرور بالباء وعالمة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ألنه اسم ال‬
‫نص ِرف‬
‫ينصرف‪ ،‬أي ال ينون‪ ،‬ألن الصرف هو التنوين‪ ،‬ولالسم الذي ال يَ َ‬

‫‪19‬‬
‫المطوالت‪ ،‬فإن‬
‫أقسام كثيرة‪ ،‬وله حدود وعالمات يعرف بها‪ ،‬تطلب من ّ‬
‫المبتدئ يكفيه في أول األمر أن يتصوره إجماالً ‪.‬‬
‫(وللجزم عالمتان ‪ :‬السكون‪ ،‬والحذف) فالسكون عالمة أصلية‪ ،‬نحو ‪ :‬لم‬
‫يضرب زي ٌد‪ ،‬فيضرب فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وعالمة جزمه السكون‪،‬‬
‫ْ‬
‫‪1‬‬
‫يخش زي ٌد‪ ،‬فيضربا‬
‫والحذف ينوب عن السكون ( ) نحو ‪ :‬لم يضربا‪ ،‬ولم َ‬
‫ويخش فعل مضارع‬
‫َ‬ ‫فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وعالمة جزمه حذف النون‪،‬‬
‫مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف األلف (فأما السكون فيكون عالمة للجزم‬
‫في الفعل المضارع الصحيح اآلخر) المراد بالصحيح اآلخر أن ال يكون في‬
‫آخره ألف‪ ،‬أو واو‪ ،‬أو ياء‪ ،‬نحو ‪ :‬يخشى‪ ،‬ويدعو‪ ،‬ويرمي‪ ،‬مثال الصحيح‬
‫يضرب فإذا دخل عليه جازم‪ ،‬يكون مجزوماً بالسكون‪ ،‬نحو ‪ :‬لم‬
‫ُ‬ ‫األخر‬
‫يضرب زي ٌد (وأما الحذف فيكون عالمة للجزم في الفعل المضارع المعتل‬
‫ْ‬
‫فيخش فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وعالمة جزمه‬
‫َ‬ ‫يخش زي ٌد‪،‬‬
‫اآلخر) نحو ‪ :‬لم َ‬
‫حذف األلف نيابة عن السكون‪ ،‬والفتحة قبلها دليل عليها‪ ،‬وزيد فاعل‪ ،‬ولم‬
‫يدعُ زي ٌد‪ ،‬فيدعُ فعل مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الواو نيابة عن‬
‫يرم زيد‪ِ ،‬‬
‫فيرم‬ ‫السكون‪ ،‬والضمة قبلها دليل عليها‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع‪ ،‬ولم ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فعل مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الياء نيابة عن السكون‪،‬‬
‫والكسرة قبلها دليل عليها‪ ،‬وزيد فاعل ‪.‬‬
‫(وفي األفعال التي رفعها بثبات النون) هي األفعال الخمسة‪ ،‬يعني أن عالمة‬
‫الجزم فيها تكون حذف النون‪ ،‬نحو ‪ :‬لم يضربا‪ ،‬ولم تضربا‪ ،‬فهما مجزومان‬
‫بلم وعالمة جزمهما حذف النون‪ ،‬واأللف فاعل‪ ،‬ولم يضربوا‪ ،‬ولم تضربوا‪،‬‬
‫ك ذلك مجزوم ان وعالم ة جزمهم ا ح ذف الن ون‪ ،‬وال واو فاع ل‪ ،‬ولم تض ربي‬
‫مج زوم بلم وعالم ة جزم ه ح ذف الن ون‪ ،‬والي اء فاع ل‪ ،‬واهلل س بحانه وتع الى‬
‫‪ )1‬والمقصود بالحذف‪ ،‬حذف النون أو حذف حرف العلة ‪ ،‬وسيأتي ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫(فصل) هذا الفصل يذكر فيه جميع ما تقدم في الباب السابق‪ ،‬لكنه في الباب‬
‫الس ابق ذك ره مفص الً‪ ،‬والقص د ذك ره هن ا مجمالً‪ ،‬وه ذه ع ادة المتق دمين‬
‫ي ذكرون الكالم َّأوالً مفص الً ثم يذكرون ه مجمالً‪ ،‬تمرين اً للمبت دئ‪ ،‬فيك ون‬
‫كالجمع عند الحساب ‪.‬‬
‫(والمعربات قسمان ‪ :‬قسم يعرب بالحركات) يعني بذلك الضمة‪ ،‬والفتحة‪،‬‬
‫والكس رة‪ ،‬ويلح ق به ا الس كون (وقس م يع رب ب الحروف) يع ني به ا ال واو‪،‬‬
‫واألل ف‪ ،‬والي اء‪ ،‬والن ون‪ ،‬ويلح ق به ا الح ذف (‪( )1‬فال ذي يع رب بالحرك ات‬
‫أربعة أن واع ‪ :‬االس م المف رد) كزي د (وجم ع التكسير) كالرج ال (وجم ع‬
‫المؤنث السالم) كالهندات (والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) نحو‬
‫يضرب (وكلها ترفع بالضمة‪ ،‬وتنصب بالفتحة‪ ،‬وتخفض بالكسرة‪ ،‬وتجزم‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬
‫بالس كون) وس يأتي‪ ،‬يُ ْس تَثنى من ذل ك جم ع الم ؤنث الس الم في حال ة‬
‫النص ب ( ‪ )2‬واال س م ال ذي ال ينص رف في حال ة الج ر ( ‪ )3‬والفع ل‬
‫المضارع المعتل اآلخر في حالة الجزم (‪. )4‬‬
‫لمات‪ ،‬فيض رب فع ل‬
‫ال والمس ُ‬
‫فمث ال الرف ع لم ا ذك ره ‪ :‬يض رب زي ٌد والرج ُ‬
‫والمسلمات كل منها فاعل‬
‫ُ‬ ‫والرجال‬
‫ُ‬ ‫مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وزي ٌد‬
‫رب فع ل‬
‫ال‪ ،‬فأض َ‬
‫رب زي داً والرج َ‬
‫مرف وع بالض مة‪ ،‬ومث ال النص ب ‪ :‬لن أض َ‬
‫والرجال كل‬
‫َ‬ ‫مضارع منصوب بلن‪ ،‬والفاعل مستتر وجوب اً تقديره أنا‪ ،‬وزيداً‬
‫منهم ا مفع ول منص وب بالفتح ة‪ ،‬ومث ال الخفض ‪ :‬م ررت بزي ٍد‪ ،‬والرج ِ‬
‫ال‪،‬‬

‫‪ )1‬أي حذف النون أو حذف حرف العلة ‪.‬‬


‫‪ )2‬فإنه ينصب بالكسرة وسيأتي ‪.‬‬
‫‪ )3‬فإنه يجر بالفتحة وسيأتي ‪.‬‬
‫‪ )4‬فإنه يجزم بحذف حرف العلة وسيأتي ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ِ‬
‫والمسلمات‪ ،‬فكل منها مجرور بالباء وجره بالكسرة ‪.‬‬
‫(وخرج عن ذلك ثالثة أشياءُ‪ ،‬جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة) نحو ‪:‬‬
‫ِ‬
‫والسموات مفعول‬ ‫ِ‬
‫السموات} لفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة‪،‬‬ ‫{خلق اهلل‬
‫منص وب بالكس رة (واالس م ال ذي ال ينص رف يخفض بالفتح ة) نح و ‪ :‬م ررت‬
‫يخش‪،‬‬
‫بأحم َد (والفعل المضارع المعتل اآلخر يجزم بحذف آخره) نحو ‪ :‬لم َ‬
‫ولم ي دع‪ ،‬ولم ي ِ‬
‫رم‪ ،‬ف األول مج زوم بح ذف األل ف‪ ،‬والث اني بح ذف ال واو‪،‬‬ ‫ُ‬
‫والثالث بحذف الياء (والذي يعرب بالحروف) يعني الواو‪ ،‬واأللف‪ ،‬والياء‪،‬‬
‫ويلحق بها النون (أربعة أنواع ‪ :‬التثنية) يعني المثنى (وجمع المذكر السالم‪،‬‬
‫واألس ماء الخمس ة‪ ،‬واألفع ال الخمس ة‪ ،‬وهي ‪ :‬يفعالن) بالمثن اة تحت‬
‫(وتفعالن) بالمثن اة ف وق (ويفعل ون) بالمثن اة تحت (وتفعل ون) بالمثن اة ف وق‬
‫(وتفعلين) بالمثناة فوق ال غير (فأما التثنية فترفع باأللف) نحو ‪ :‬جاء الزيدان‬
‫بالزيْ َديْ ِن (وأما جمع‬
‫(وتنصب‪ ،‬وتخفض بالياء) نحو ‪ :‬رأيت الزي َديْن‪ ،‬ومررت َّ‬
‫المذكر السالم فيرفع بالواو) نحو ‪ :‬جاء الزي ُدون (وينص ب ويخفض بالياء)‬
‫ين (وأما األسماء الخمسة فترفع بالواو)‬ ‫الزيدين‪ ،‬ومررت َّ ِ‬
‫نحو ‪ :‬رأيت ِ‬
‫بالزيد َ‬ ‫َ‬
‫نحو ‪ :‬جاء أبوك (وتنصب باأللف) نحو ‪ :‬رأيت أباك (وتخفض بالياء) نحو ‪:‬‬
‫مررت بأبيك ‪.‬‬
‫(وأم ا األفعال الخمس ة ف ترفع بالنون) نح و ‪ :‬يض ربان‪ ،‬وتض ربان‪ ،‬ويض ربون‪،‬‬
‫وتضربون‪ ،‬وتضربين (وتنصب وتجزم بحذفها) نحو ‪ :‬لن يضربا‪ ،‬ولم يضربا‪،‬‬
‫ولن تض ربا‪ ،‬ولم تض ربا‪ ،‬ولن يض ربوا‪ ،‬ولم يض ربوا‪ ،‬ولن تض ربوا‪ ،‬ولم‬
‫تضربوا‪ ،‬ولن تضربي‪ ،‬ولم تضربي ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ب ــاب األفع ــال‬
‫(األفع ال ثالث ة ‪ :‬م ٍ‬
‫اض) وه و م ا دل على ح دث مضى وانقض ى‪ ،‬وعالمت ه أن‬
‫ت (ومضارع) وهو ما‬
‫ض َربَ ْ‬
‫ضرب‪ ،‬تقول فيه َ‬
‫َ‬ ‫يقبل تاء التأنيث الساكنة‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫دل على حدث يقبل الحال واالستقبال‪ ،‬وعالمته أن يقبل السين وسوف ولم‪،‬‬
‫يضرب (وأمر) ه و‬
‫ْ‬ ‫يضرب‪ ،‬ولم‬
‫ُ‬ ‫سيضرب‪ ،‬وسوف‬
‫ُ‬ ‫يضرب‪ ،‬تقول فيه ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫نحو ‪:‬‬
‫ما دل على حدث في المستقبل‪ ،‬وعالمته أن يقبل ياء المؤنثة المخاطبة ويدل‬
‫رب‪ ،‬تق ول في ه ‪ :‬اض ربي (نح و ‪ :‬ض رب‪ ،‬ويض رب‪،‬‬
‫على الطلب‪ ،‬نح و ‪ :‬اض ْ‬
‫واض رب) األول مث ال للماض ي‪ ،‬والثاني مث ال للمض ارع‪ ،‬والث الث مث ال لألمر‬

‫‪23‬‬
‫ضرب‪،‬‬
‫َ‬ ‫(فالماضي مفتوح األخر أبداً) يعني أنه مبني على الفتح لفظ اً‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫أو تقديراً للتعذر‪ ،‬نحو ‪ :‬رمى‪ ،‬ويقدر فيه الفتح أيض اً إذا اتصل به ضمير رف ٍع‬
‫ضربت وضربنا‪ ،‬ويكون ظهور الفتح متعذراً كراهةَ توالي أربع‬
‫ُ‬ ‫متحرك‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة‪ ،‬ويقدر فيه الفتح أيض اً إذا اتصل به واو‬
‫الضمير نحو ‪ :‬ضربوا‪ ،‬ألن الواو يناسبها ضم ما قبلها‪ ،‬فضمة المناسبة تمنع‬
‫من ظهور الفتح‪ ،‬فيقال ‪ :‬مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل‬
‫بحركة المناسبة (‪( )1‬واألمر مجزوم أبداً) يعني أنه مبني على السكون الشبيه‬
‫بالجزم‪ ،‬فإن كان معتالً آخره باأللف أو الواو أو الياء‪ ،‬يكون مبنيا على ح ذف‬
‫ح رف العل ة‪ ،‬وهي األل ف أو ال واو أو الي اء‪ ،‬نح و ‪ :‬اخش‪ ،‬وادع‪ِ ،‬‬
‫وارم‪ ،‬وإن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك ان مس نداً إلى أل ف االث نين‪ ،‬أو واو الجماع ة‪ ،‬أو ي اء المؤنث ة المخاطبة يب نى‬
‫على ح ذف الن ون‪ ،‬نح و ‪ :‬اض ربا‪ ،‬واض ربوا‪ ،‬واض ربي‪ ،‬واألل ف فاع ل‪ ،‬وك ذا‬
‫ال واو‪ ،‬والي اء‪ ،‬وإن ك ان مس نداً إلى ن ون النس وة يب نى على الس كون‪ ،‬نح و ‪:‬‬
‫اض ِربْ َن يا نسوةُ‪ ،‬وإن اتصلت به نون التوكيد يبنى على الفتح‪ ،‬نحو ‪ :‬اضربَ ْن‪،‬‬
‫ب النون الخفيف ة‪ ،‬واض ِربَ َّن ب النون الثقيلة (والمض ارع م ا ك ان في أول ه إح دى‬
‫ت) بشرط أن تكون الهم زة للمتكلم‪ ،‬نحو‬
‫أني ُ‬
‫الزوائد األربع‪ ،‬يجمعها قولك ‪ْ :‬‬
‫وم‪ ،‬والن ون للمتكلم ومع ه غ يره أو المعظم نفس ه نح و ‪ :‬نَق وم‪ ،‬والي اء‬
‫‪ :‬أق ُ‬
‫للغائب نحو ‪ :‬يقوم‪ ،‬والتاء للمخاطب نحو ‪ :‬تقوم‪ ،‬وللمؤنثة الغائبة نحو ‪ :‬هند‬
‫تقوم؛ فخرجت الهمزة التي ليست للمتكلم‪ ،‬نحو ‪َ :‬أ ْك َر َم فإنه ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والنون‬
‫الدواء‪،‬‬
‫َ‬ ‫س زي ٌد‬
‫َر َج َ‬
‫التي ليست للمتكلم ومعه غيره‪ ،‬أو المعظم نفسه نحو ‪ :‬ن ْ‬
‫ماض‪ ،‬والياء التي ليست للغائب‪ ،‬نحو ‪ :‬يرنأ زي ٌد‬ ‫إذا جعل فيه النَّرجس‪ ،‬فإنه ٍ‬

‫‪ ) 1‬وحركة المناسبة هي حركة تمنع من ظهور حركة اإلعراب لقوتها‪ ،‬فنحن ال نستطيع أن‬
‫نظه ر حرك ة الفتح ة على الب اء في ض ربوا لق وة الحرك ة المناس بة لل واو وهي الض مة ل ذلك‬
‫امتنع ظهور الفتح الشتغال المحل ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ماض‪ ،‬واليرناء هي الحناء‪ ،‬وخرج بالتاء التي‬‫الشيب‪ ،‬إذا خضبه باليرناء‪ ،‬فإنه ٍ‬ ‫َ‬
‫للمخ اطب أو الغائب ة‪ ،‬ت اء نح و ‪ :‬تعلَّم زي ٌد المس ألةَ‪ ،‬فه و فعل م ٍ‬
‫اض‪ ،‬ف أقوم‪،‬‬
‫ونق وم‪ ،‬ويق وم‪ ،‬وتق وم أفع ال مض ا ِر َعةٌ لوج ود ح رف الزي ادة في أوله ا‪ ،‬أع ني‬
‫الهم زة والن ون والت اء والي اء (وه و مرف وع أب داً‪ ،‬ح تى ي دخل علي ه ناص ب أو‬
‫ج ازم) ورافعه تج رده من الناص ب والج ازم‪ ،‬وه و عام ل معن وي ال لفظي (‪)1‬‬
‫ف إن دخ ل علي ه عام ل ناص ب فإنه ينص به‪ ،‬أو ج ازم فإن ه يجزمه (فالنواص ب‬
‫عشرة) أربعة منها تنصب بنفسها‪ ،‬وستة منها يكون النصب معها بأن مضمرة‬
‫وجوب اً أو جوازاً (وهي ‪ :‬أن‪ ،‬ولن‪ ،‬وإذن‪ ،‬وكي) هذه األربعة تنصب بنفسها‪،‬‬
‫رب‪ ،‬فيعجب ني فع ل مض ارع‪ ،‬وأن ح رف مص دري‬
‫مث ال أن ‪ :‬يعجب ني أن تض َ‬
‫ت َأ ْن حرف اً مص درياً ألنه ا‬
‫وس ِّميَ ْ‬
‫ونص ب‪ ،‬والفع ل المض ارع منص وب به ا‪ُ ،‬‬
‫تُ ْسبَك مع ما بعدها بمصدر (‪ )2‬إذ التقدير يعجبني ضربك‪ ،‬ومثال لن قولك ‪:‬‬
‫ص ِّي ُر معن اه مس تقبالً‪،‬‬
‫يقوم زي ٌد‪ ،‬فلن ح رف نفي ونص ب واس تقبال‪ ،‬ألنها تُ َ‬
‫لن َ‬
‫من قال لك ‪ :‬أزورك غداً‪ ،‬فإذن‬ ‫أكرمك‪ ،‬في جواب ْ‬
‫ومثال إذن قولك ‪ :‬إذن َ‬
‫ت‬‫وس ِّميَ ْ‬
‫حرف جواب وجزاء ونصب‪ ،‬وأكرمَك فعل مضارع منصوب بإذن‪ُ ،‬‬
‫واب لوقوعه ا في الج واب‪ ،‬وج ٍ‬
‫زاء ألن م ا بع دها ج زاء لم ا قبله ا‪،‬‬ ‫ح رف ج ٍ‬

‫‪ ) 1‬اعلم أن العوامل تنقسم إلى عوامل لفظية ومعنوية‪ ،‬فالعامل اللفظي هو المؤثر‬
‫الملف وظ ك األدوات ال تي تنص ب المض ارع أو تجزم ه‪ ،‬واألح رف ال تي تنص ب المبتدأ‬
‫وترفع الخبر‪ ،‬واألحرف التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر‪ ،‬وحروف الجر والمضاف‬
‫والمبتدأ ‪ .‬والعامل المعنوي هو تجرد االسم والمضارع من مؤثر فيهما ملفوظ‪ ،‬فتجرد‬
‫المبت دأ من عام ل لفظي ك ان س بب رفع ه‪ ،‬وتج رد الفع ل المض ارع من عوام ل‬
‫النص ب والج زم ك ان س بب رفع ه أيض ا‪ ،‬ومع نى التج رد ه و ع دم ذك ر‬
‫العامل ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أي أنها تؤول مع الفعل المضارع بعدها بمصدر‪ ،‬فضربك في المثال المتقدم فاعل‬
‫يعجبني ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المطوالت؛‬
‫ّ‬ ‫ونصب ألنها تنصب الفعل المضارع‪ ،‬ولنصبها شروط تطلب من‬
‫ومث ال كي ‪ :‬جئت كي أق رَأ‪ ،‬إذا ك انت الالم مق درة قبله ا أي لكي أق رأ‪،‬‬
‫فتكون كي مصدرية بمعنى أن‪ ،‬وأقرَأ فعل مضارع منصوب بها‪ ،‬فإن كانت‬
‫كي بمع نى الم التعلي ل ك ان النص ب ب أن مض مرة بع دها (والم كي) ه ذه وم ا‬
‫بع دها ليس ت ناص بة بنفس ها‪ ،‬ب ل النص ب ب أن مض مرة ج وازاً في الم كي‪،‬‬
‫ووجوب اً في م ا بع دها‪ ،‬مث ال الم كي ‪ :‬جئت ألق رَأ‪ ،‬ف الالم ح رف ج ر للتعلي ل‬
‫والفع ل منص وب ب أن مض مرة ج وازاً بع دها‪ ،‬وإنم ا قي ل له ا الم كي إلفادته ا‬
‫التعلي ل مث ل َك ْي‪ ،‬وألنه ا ق د ت دخل على كي‪ ،‬نح و ‪ :‬جئت لكي أق رأ (والم‬
‫الجحود) أي النفي‪ ،‬والنصب بأن مضمرة وجوب اً بعدها‪ ،‬وضابطها أن يسبقها‬
‫{ومَا كَا َن اهلل لُِيع ِّ‬
‫َذ َب ُهم} و {لَم‬ ‫َ‬ ‫نحو‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬
‫كان المنفية بما أو يكن المنفية بلم (‬
‫ِ ِ‬
‫ذب ويغف َر منص وبان ب أن مض مرة وجوب اً بع د الم‬ ‫يَ ُك ِن اهلل لَي ْغف َر لَ ُه ْم} فيع َ‬
‫إلينا موس ى} أو‬ ‫الجح ود (وح تى) س واء ك انت بمع نى إلى نحو {حتَ َّى َي ْر ِج َع ْ‬
‫بمعنى الم التعليل‪ ،‬نحو قولك للكافر ‪ :‬أسلم حتى تدخل الجنة‪ ،‬أي لتدخل‪،‬‬
‫وتدخل ك ل منهما منص وب بأن مضمرة وجوب اً بعد ح تى (والجواب‬
‫َ‬ ‫فيرجع‬
‫َ‬
‫بالف اء و ال واو) يع ني الف اء وال واو الواقع تين في الج واب (‪ )2‬وليس ت الف اء‬
‫والواو ناصبتين بأنفسهما‪ ،‬بل النصب بأن مضمرة وجوب اً بعدهما‪ ،‬والمراد من‬
‫وقوعهما في الجواب وقوعهما في المواضع التسعة المشهورة (‪ )3‬األول منها‬

‫‪ )1‬ويسميها البعض بالم النفي ‪.‬‬


‫‪ ) 2‬يعني أن من النواصب للمضارع الفاء والواو الواقعتين في الجواب‪ ،‬والمراد بالفاء‬
‫ف اء الس ببية‪ ،‬وهي ال تي يك ون م ا قبله ا س بب لم ا بع دها‪ ،‬والم راد ب الواو واو المعي ة‬
‫المفيدة معنى مع ‪.‬‬
‫‪ )3‬التي جمعها بعضهم في قوله ‪:‬‬
‫مر وادع وانه وسل واعرض لحضهم * تمن وارج كذاك النفي قد كمال‬

‫‪26‬‬
‫فُأح ِس َن منصوب بأن مضمرة وجوب اً بعد‬‫فأحسن إليك‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫‪ :‬األمر‪ ،‬نحو ‪ :‬أقبل‬
‫ِ‬
‫المعية‪،‬‬ ‫واو‬ ‫ِ‬
‫واو َ‬
‫وُأحس َن ك انت ال ُ‬
‫الف اء الواقع ة في ج واب األم ر‪ ،‬وإن قلت ‪ْ :‬‬
‫فالنصب بأن مضمرة وجوب اً بعد واو المعية الواقعة بعد األمر ‪ .‬الثاني النهي‪،‬‬
‫فيغضب فعل مضارع منص وب‬ ‫َ‬ ‫ويغضب‪،‬‬
‫َ‬ ‫فيغضب‪ ،‬أو ‪:‬‬
‫َ‬ ‫نحو ‪ :‬ال تضرب زيداً‬
‫ب أن مض مرة وجوب اً بع د الف اء أو ال واو الواقع تين بع د النهي ‪ .‬الث الث ال دعاء‪،‬‬
‫رب وفق ني فأعم َل صالحاَ ‪ ،‬أو وأعم َل صالحاً ‪ .‬فأعم َل منص وب بأن‬
‫نح و ‪ِّ :‬‬
‫مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين في بعد الدعاء؛ والفرق بين الدعاء‬
‫واألم ر أن األمر طلب من األعلى إلى األدنى‪ ،‬وال دعاء طلب من األدنى إلى‬
‫وأذهب‬
‫َ‬ ‫أذهب إلي ه أو‬
‫األعلى ‪ .‬الراب ع االس تفهام‪ ،‬نحو ‪ :‬ه ل زي ٌد في ال دار ف َ‬
‫أذهب منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بع د‬
‫إلي ه‪ ،‬ف َ‬
‫وتصيب‬
‫َ‬ ‫فتصيب خيراً أو‬
‫َ‬ ‫ض‪ ،‬نحو ‪ :‬أال تن ِز ُل عندنا‬
‫الع ْر ُ‬
‫االستفهام ‪ .‬الخامس َ‬
‫فتصيب منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد‬
‫َ‬ ‫خيراً‪،‬‬
‫كرك‪ ،‬أو ‪:‬‬
‫ت زي داً فيش َ‬ ‫َرض ‪ .‬الس ادس التحض يض‪ ،‬نح و ‪ :‬اال ّأك َر ْم َ‬
‫الع ْ‬
‫كرك‪ ،‬فيش كر منص وب ب أن مض مرة وجوب ا بع د الف اء أو ال واو الواقع تين‬
‫ويش َ‬
‫بعد التحضيض‪ ،‬والفرق بين العرض والتحضيض‪ ،‬أن العرض هو الطلب برفق‬
‫ليت لي‬
‫ولين‪ ،‬والتحضيض هو الطلب بحث وإزعاج ‪ .‬السابع التمني‪ ،‬نحو ‪َ :‬‬
‫وأحج منه‪ ،‬فأحج منصوب بأن مضمرة وجوب اً بعد الفاء أو‬
‫َّ‬ ‫فأحج منه‪ ،‬أو‬
‫ماالً َّ‬
‫ال واو الواقع تين بعد التم ني ‪ .‬الث امن ال ترجي‪ ،‬نح و ‪ :‬لعلي أراج ع الش ي َخ‬
‫فيفهمَني أو ويفهمَني‪ ،‬فيفهم منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بع د الف اء أو ال واو‬
‫الواقع تين بع د ال ترجي ‪ .‬التاس ع النفي‪ ،‬نح و ‪ :‬ما تأتين ا فتح َدثَنا أو وتح دثَنا‪،‬‬
‫فتح دثنا منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بع د الف اء أو ال واو الواقع تين بع د النفي‬
‫(وأو) يع ني أن من النواص ب للفع ل المض ارع أو‪ ،‬لكن ب أن مض مرة وجوب اً‬
‫فيسلم منصوب بأن‬ ‫يسلم‪ ،‬أي إال أن يسلم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ألقتلَ َّن الكاف َر أو َ‬
‫بعدها‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬

‫‪27‬‬
‫مض مرة وجوب اً بع د "أو" ال تي بمع نى إال‪ ،‬وق د تك ون بمع نى إلى‪ ،‬نح و ‪:‬‬
‫أللزمنَّك أو تقض يَني حقي‪ ،‬أي إلى أن تقض يني حقي‪ ،‬فتقض َي فع ل مض ارع‬
‫منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد أو التي بمعنى إلى ‪.‬‬
‫(والج وازم ثماني ة عش ر) قس م منه ا يج زم فعالً واح داً‪ ،‬وقس م يج زم فعلين‪،‬‬
‫رب زي ٌد‪ ،‬فلم ح رف نفي‬
‫وب دأ بالقس م األول فق ال (وهي ‪ :‬لم) نح و ‪ :‬لم يض ْ‬
‫وس ميت حرف‬
‫ويضرب فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وزي ٌد فاعل‪ُ ،‬‬
‫ْ‬ ‫وجزم وقلب‪،‬‬
‫نفي ألنها تنفي الفعل المضارع‪ ،‬وجزم ألنها تجزمه‪ ،‬وقلب ألنها تقلب معناه‬
‫ص يِّره ماض ياً (ولم ا) وهي بمع نى لم‪ ،‬ح رف نفي وج زم وقلب نحو {لَ َّما‬
‫وتُ َ‬
‫بلم ا‪ ،‬وعالم ة جزم ه ح ذف‬
‫يَ ُذوقُوا عَذاب} في ذوقوا فع ل مض ارع مج زوم ّ‬
‫النون‪ ،‬والواو فاعل (وَألَ ْم) هي لم إال أنها اقترنت بهمزة االستفهام نحو {ألَ ْم‬
‫نَ ْش َر ْح} ف الهمزة لالس تفهام التقري ري (‪ )1‬ولم ح رف نفي وج زم وقلب‪،‬‬
‫لـما إال أنه ا اق ترنت بهم زة‬
‫وألم ا) هي ّ‬
‫رح فع ل مض ارع مج زوم بلم ( ّ‬ ‫ونش ْ‬
‫ُأحسن إليك فالهمزة لالستفهام التقريري‪ ،‬ولما حرف‬ ‫ْ‬ ‫االستفهام‪ ،‬نحو ‪ :‬ألما‬
‫بلما (والم األمر) نحو {لُِي ْن ِف ْق‬ ‫ِ‬
‫وُأحس ْن فعل مضارع مجزوم ّ‬
‫نفي وجزم وقلب‪ْ ،‬‬
‫ذو َس َع ٍة} فالالم الم األمر‪ ،‬وينف ْق فعل مضارع مجزوم بالم األمر‪ ،‬وذو فاعل‬
‫وس َع ٍة مضاف إليه مجرور بالكسرة‬ ‫مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة‪َ ،‬‬
‫الظ اهرة (وال دعاء) الم ال دعاء هي الم األم ر إال أنها من األدنى إلى األعلى‪،‬‬
‫ض‬‫وي ْق ِ‬
‫ك} فالالم الم الدعاء‪َ ،‬‬ ‫فتسمى الم الدعاء تأدب اً‪ ،‬نحو {لَِي ْق ِ‬
‫ض َعلَْينَا َربُّ َ‬
‫فعل مضارع مجزوم بالم الدعاء‪ ،‬وعالمة جزمه حذف حرف العلة وهي الياء‪،‬‬
‫وتخف‬
‫ْ‬ ‫َف‪ ،‬فال ناهية‪،‬‬‫والكسرة قبلها دليل عليها (وال في النهي) نحو ‪ :‬ال تخ ْ‬
‫فعل مضارع مجزوم بال الناهية (والدعاء) ال الدعائية هي ال الناهية إال أنها من‬
‫‪ ) 1‬االستفهام التقريري هو أن يكون المخاطب عالما بثبوت أمر ما فنفاه ‪ ،‬ثم تَذْكره له‬
‫بصيغة االستفهام ليثبت ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫األدنى إلى األعلى‪ ،‬نحو ‪{ :‬ربَّنا ال تُ ِ‬
‫ؤاخ ْذنا} فتؤاخذ فعل مضارع مجزوم بال‬ ‫َ‬
‫الدعائية‪ ،‬إلى هنا انتهى الكالم على ما يجزم فعالً واحداً‪ ،‬ثم أخذ يتكلم على‬
‫ما يجزم فعلين فقال ‪:‬‬
‫(وإن) وهي ح رف يج زم فعلين األول فع ل الش رط‪ ،‬والث اني جوابه وج زاؤه‪،‬‬
‫عمرو‪ ،‬فيقم األول مج زوم بإ ْن على أنه فعل الشرط‪،‬‬
‫نح و ‪ :‬إن ي ُق ْم زي ٌد ي ُق ْم ٌ‬
‫تفعل‬
‫والثاني مجزوم بها أيضاً على أنه جواب الشرط وجزاؤه (وما) نحو ‪ :‬ما ْ‬
‫أفعل‪ ،‬فما اسم شرط جازم يجزم فعلين‪ ،‬األول فعل الشرط‪ ،‬والثاني جواب‬
‫ْ‬
‫الشرط وجزاؤه‪ ،‬فتفعل األول مجزوم بها على أنه فعل الشرط‪ ،‬والثاني أيض اً‬
‫أقم مع ه‪،‬‬
‫يقم ْ‬
‫وم ْن) نح و ‪ :‬من ْ‬
‫مج زوم به ا على أن ه ج واب الش رط وج زاؤه ( َ‬
‫فمن اس م ش رط ج ازم يج زم فعلين‪ ،‬فيقم األول مج زوم به ا على أن ه فع ل‬
‫الش رط‪ ،‬والث اني أيض ا مج زوم به ا على أن ه ج واب الش رط وج زاؤه (ومهم ا)‬
‫نح و ‪ :‬مهم ا تفع ْل أفع ْل‪ ،‬فمهم ا اس م ش رط ج ازم‪ ،‬وتفع ل األول مج زوم به ا‬
‫على أنه فعل الشرط‪ ،‬والثاني كذلك على أنه جواب الشرط وجزاؤه (وإذما)‬
‫عمرو‪ ،‬وإعرابه كإعراب مث ال إ ْن‪،‬‬
‫يقم ٌ‬‫يقم زي ٌد ْ‬
‫هي حرف مثل إ ْن‪ ،‬نحو ‪ :‬إذما ْ‬
‫رب‪ ،‬فأي اً اس م ش رط ج ازم وم ا بعده‬
‫رب أض ْ‬
‫وأي) نح و ‪ :‬أي اً تض ْ‬
‫وقد تقدم ( ٌّ‬
‫مج زوم ب ه‪ ،‬على أن ه ش رطه وجواب ه وج زاؤه (وم تى) نح و ‪ :‬م تى تأك ْل آك ْل‪،‬‬
‫فمتى اسم شرط جازم‪ ،‬وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأيان) نحو ‪ :‬أيان ما‬
‫دل أع ْ‬
‫دل‪ ،‬فأي ان اس م ش رط ج ازم‪ ،‬وم ا زائ دة وم ا بع ده ش رطه وجواب ه‬ ‫تع ْ‬
‫أنزل‪ ،‬فأين اسم شرط جازم‪ ،‬وما زائدة‪ ،‬وما‬ ‫تنزل ْ‬ ‫وجزاؤه (وأين) نحو ‪ :‬أينما ْ‬
‫تربح‪ ،‬فأنى اسم شرط‬ ‫تستقم ْ‬
‫ْ‬ ‫بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وَأنَّى) نحو ‪ :‬أنى‬
‫ِّر‬ ‫ِ‬
‫ج ازم‪ ،‬وما بع ده شرطه وجواب ه وج زاؤه (وحيثُما) نحو ‪َ :‬ح ْيثُما تَ ْس تَق ْم ُيقَد ْ‬
‫ِّر جوابه‬ ‫ِ‬
‫ويقَد ْ‬‫لَك اهلل نَ َجاحَ اً‪ ،‬فحيثما اسم شرط جازم‪َ ،‬وتَ ْس تَق ْم فعل الشرط ُ‬
‫َ‬
‫وج زاؤه (وكيفما) الج زم به ا قال ه الكوفي ون ومنع ه البص ريون‪ ،‬مثال ه ‪ :‬كيفما‬

‫‪29‬‬
‫أجلس‪ ،‬فكيفم ا اس م ش رط جَا ِزم‪ ،‬وم ا بع ده ش رطه وجواب ه وج زاؤه‬ ‫ْ‬ ‫تجلس‬
‫ْ‬
‫زم ب إذا في‬ ‫وس ِم َع الج ُ‬
‫الش عر خاص ة) ه ذا َزائ د على الثماني ة عش ر‪ُ ،‬‬ ‫(وإذا في ِّ‬
‫قو ُل َّ‬
‫الشاعر ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الشعر ال في النثر ‪ ،‬ومما ُسم َع ْ‬
‫خصاصةٌ َفتَ َح َّم ِل‬ ‫ك‬ ‫وإذا تُ ِ‬
‫ص ْب َ‬
‫َ‬
‫فتصب فعل الشرط‪ ،‬وجملة تَ َح َّمل جوابه‪ ،‬فالفاء رابطة للجواب‪َ ،‬وتَ َح َّم ِل فعل‬ ‫ْ‬
‫أمر مبني على سكون مقدر‪ ،‬منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الروي ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اَألس َم ِاء‬
‫ـات ْ‬ ‫بــاب مرفُوع ـ ِ‬
‫َ ُ َْ َ‬
‫(المرفوعات سبعة ‪ :‬وهي الفاعل) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد والفتى والقاضي‪ ،‬وغالمي‬
‫عمرو (والمبتدأ ‪،‬‬
‫ب ٌ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫ض ِر َ‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬ويُ ْ‬ ‫(والمفعول الذي لم يسم فاعله) نحو ُ‬
‫وخبره) نحو ‪ :‬زي ٌد والفتى والقاضي وغالمي قائمون (واسم كان وأخواتها)‬
‫ائم (والت ابع‬ ‫إن وأخواته ا) نح و ‪َّ :‬‬
‫إن زي داً ق ٌ‬ ‫نح و ‪ :‬ك ان زي ٌد قائم اً (وخ بر َّ‬
‫للمرف وع‪ ،‬وه و أربع ة أش ياء ‪ :‬النعت) نح و ‪ :‬ج اء زي ٌد الفاض ُل (والعط ف)‬
‫والبدل) نحو ‪ :‬جاء‬
‫نفسه ( ُ‬
‫وعمرو (والتوكيد) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد ُ‬
‫نحو ‪ :‬جاء زي ٌد ٌ‬
‫زي ٌد أخوك ‪.‬‬
‫وهذه كلها مذكورة هنا إجماالً على سبيل التعداد وسيذكر كل واحد منها في‬
‫باب مفصله‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫اع ِل‬‫باب ال َف ِ‬
‫َ ُ‬
‫عمرو‬ ‫ِ‬
‫(الفاعل هو االسم المرفوعُ المذكور قبلهُ ف ْعلهُ) نحو ‪ :‬قام زي ٌد‪ ،‬ويقوم ٌ‬
‫(وهو على قسمين ‪ :‬ظاهر) وهو ما دل على مسماه بال قيد‪ ،‬كزيد ورجل‬
‫(ومضمر) وهو ما دل على متكلم‪ ،‬أو مخاطب‪ ،‬أو غائب‪ ،‬كأنا‪ ،‬وأنت‪ ،‬وهو‬
‫(‪( )1‬فالظاهر نحو ‪ :‬قولك ‪ :‬قام زيدٌ) فقام فعل ٍ‬
‫ماض مبني على فتح ظاهر‬
‫في آخره‪ ،‬وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (ويقوم زي ٌد) فيقوم فعل‬
‫مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع بالضمة‬

‫‪ ) 1‬أو يقال في تعريف الظاهر والمضمر بعبارة أسهل‪ ،‬أن الظاهر هو الذي لم يدل على‬
‫تَ َكلُّم وال خطاب وال غيبة ‪ .‬والمضمر هو ما دل على تَ َكلُّم أو خطاب أو غيبة ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الظاهرة (وقام الزيدان) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والزيدان فاعل مرفوع باأللف نيابة‬
‫عن الضمة ألنه مثنى (ويقوم الزيدان) فيقوم فعل مضارع‪ ،‬والزيدان فاعل‬
‫مرفوع باأللف (وقام الزيدون) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والزيدون فاعل مرفوع‬
‫بالواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم (ويقوم الزيدون) فيقوم فعل‬
‫مضارع‪ ،‬والزيدون فاعله (وقام الرجال) فالرجال جمع تكسير فاعل قام‬
‫(ويقوم الرجال) فالرجال فاعل يقوم (وقامت هند) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والتاء‬
‫عالمة التأنيث‪ ،‬وهند فاعله (وتقوم هند) فتقوم فعل مضارع‪ ،‬وهند فاعله‬
‫(وقامت الهندان) فقام فعل ماض‪ ،‬والهندان فاعله (وتقوم الهندان) فتقوم‬
‫فعل مضارع‪ ،‬والهندان فاعله (وقامت الهندات) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والهندات‬
‫فاعله وهو جمع مؤنث سالم (وتقوم الهندات) فتقوم فعل مضارع‪ ،‬والهندات‬
‫فاعله (وقامت الهنود) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والهنود فاعله‪ ،‬وهو جمع هند جمع‬
‫تكسير (وتقوم الهنود) فتقوم فعل مضارع‪ ،‬والهنود فاعله (وقام أخوك) فقام‬
‫فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬وأخو فاعل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة‪ ،‬والكاف‬
‫مضاف إليه (ويقوم أخوك) فيقوم فعل مضارع‪ ،‬وأخوك فاعله (وقام غالمي)‬
‫فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬وغالمي فاعله مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم‪،‬‬
‫منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة‪ ،‬وغالم مضاف‪ ،‬وياء‬
‫المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (ويقوم غالمي) فيقوم‬
‫فعل مضارع‪ ،‬وغالمي فاعله (وما أشبه ذلك) وجملة ما ذكره عشرون مثاالً‬
‫عشرة مع الماضي‪ ،‬وعشرة مع المضارع‪ ،‬وكلها مع الظاهر ‪.‬‬
‫ولما قدم الكالم على الظاهر أخذ يتكلم على المضمر‪ ،‬وهو اثنا عشر ضميراً‪،‬‬
‫ت) بفتح‬
‫ض َربْ ُ‬
‫سبعة للحاضر‪ ،‬وخمسة للغائب‪ ،‬فقال (والمضمر نحو ‪ :‬قولك َ‬
‫ب فعل ماض‪ ،‬والتاء ضمير المتكلم‬
‫ض َر َ‬
‫الضاد وضم التاء للمتكلم‪ ،‬وإعرابه َ‬
‫ض َربْنا) بفتح الضاد وسكون الباء‬
‫فاعل مبني على الضم في محل رفع (و َ‬

‫‪32‬‬
‫للمعظم نفسه‪ ،‬أو المتكلم ومعه غيره‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل ماض‪ ،‬ونا فاعله‬
‫ت) بفتح الضاد والتاء للمخاطب‪،‬‬
‫(وض َربْ َ‬
‫مبني على السكون في محل رفع َ‬
‫وإعرابه ضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء ضمير المخاطب فاعل مبني على الفتح في‬
‫ضربْ ِ‬
‫ت) بفتح الضاد وكسر التاء للمخاطبة‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل‬ ‫محل رفع (و َ َ‬
‫ماض‪ ،‬والتاء ضمير المؤنثة المخاطبة مبني على الكسر في محل رفع‬
‫ض َربْـتُما) بفتح الضاد وضم التاء للمثنى المذكر والمؤنث‪ ،‬وإعرابه ضرب‬
‫(و َ‬
‫فعل ماض‪ ،‬والتاء ضمير المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫(وض َر ْبتُم) بفتح الضاد‬
‫والميم حرف عماد ( ) واأللف حرف دال على التثنية َ‬
‫وضم التاء لجمع الذكور المخاطبين‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل ماض والتاء ضمير‬
‫المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع‪ ،‬والميم عالمة جمع الذكور‬
‫‪2‬‬
‫(وض َر ْبتُ َّن) بفتح الضاد وضم التاء لجمع اإلناث المخاطبات‪ ،‬وإعرابه‬
‫() َ‬
‫ضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء فاعل مبني على الضم في محل رفع‪ ،‬والنون عالمة‬
‫جمع اإلناث المخاطبات ‪.‬‬
‫ب) أي من‬
‫(وض َر َ‬
‫وهذه كلها أمثلة الحاضر‪ ،‬وأشار إلى أمثلة الغائب بقوله َ‬
‫ب‪ ،‬وإعرابه زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وضرب‬
‫ض َر َ‬
‫قولك مثالً ‪ :‬زي ٌد َ‬
‫فعل ماض‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على زيد‪ ،‬والجملة‬
‫ت) بسكون التاء للغائبة‪،‬‬
‫ض َربَ ْ‬
‫من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ (و َ‬
‫ربت‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬هند مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫ض ْ‬ ‫أي من قولك ‪ :‬هند َ‬
‫وضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء عالمة التأنيث‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره‬
‫َ‬

‫ت" ألن الفتحة‬


‫"ض َربْ َ‬
‫الم ْبنَى لئال يلتبس بخطاب المفرد المذكر َ‬
‫) زيدت الميم في َ‬
‫‪1‬‬

‫التي هي حركت التاء في المفرد المذكر قد تشبع فينشأ عنها ألف ‪.‬‬
‫ت" الموضوع للمتكلم وحده ‪ ،‬إذ حركت‬
‫ـ"ض َربْ ُ‬
‫‪ )2‬ولم يأت فيها بالواو لئال يلتبس ب َ‬
‫التاء فيه وهي الضمة قد تشبع فينشأ عنها الواو ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫هي يعود على هند‪ ،‬والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ‬
‫(وض َربَا) للمثنى الغائب المذكر من قولك مثالً ‪ :‬الزيدان ضربا‪ ،‬وإعرابه ‪:‬‬
‫َ‬
‫الزيدان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن الضمة ألنه مثنى‪ ،‬والنون عوض عن‬
‫ب فعل ماض‪ ،‬واأللف فاعل مبني على‬
‫ض َر َ‬
‫التنوين في االسم المفرد ‪ ،‬و َ‬
‫ض َربَتا‬
‫السكون في محل رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ‪ ،‬وللمثنى الغائب المؤنث َ‬
‫تقول ‪ :‬الهندان ضربتا‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الهندان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن‬
‫وح ِّركت اللتقاء‬
‫الضمة ألنه مثنى‪ ،‬وضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء عالمة التأنيث‪ُ ،‬‬
‫الساكنين وكانت الحركة فتحة لمناسبة األلف‪ ،‬واأللف فاعل مبني على‬
‫السكون في محل رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ (وضربوا) لجمع الذكور‬
‫الغائبين من قولك مثالً ‪ :‬الزيدون ضربوا‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الزيدون مبتدأ مرفوع‬
‫بالواو نيابة عن الضمة‪ ،‬ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في‬
‫االسم المفرد‪ ،‬وضرب فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من‬
‫ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة‪ ،‬والواو فاعل مبني على السكون في‬
‫(وض َربْ َن) لجمع اإلناث الغائبات من قولك‬
‫محل رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ َ‬
‫مثالً ‪ :‬الهندات ضربن‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الهندات مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫وضرب فعل ماض‪ ،‬والنون ضمير النسوة فاعل مبني على الفتح في محل‬
‫رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ ‪.‬‬

‫ِ‬
‫ول الَّ ِذي لَ ْم يُ َس َّم فَاعلُهُ‬
‫اب الْم ْفعُ ِ‬
‫بَ ُ َ‬
‫ويسمى نائب الفاعل (وهو االسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله) يعني أن‬

‫‪34‬‬
‫نائب الفاعل‪ ،‬هو المفعول الذي‬
‫المفعول الذي لم يسم فاعله المسمى أيض اً َ‬
‫يق وم مق ام فاعل ه في جمي ع أحكام ه بع د ح ذف الفاع ل لغ رض من األغ راض‪،‬‬
‫وخلق اهللُ اإلنسا َن‪ ،‬برفع لفظ‬ ‫ض ِعيفاً} األصل‬
‫اإلنس ا ُن َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫{و ُخل َق َ‬
‫كقوله تعالى َ‬
‫الجالل ة على الفاعلي ة‪ ،‬ونص ب اإلنس ان على المفعولي ة‪ ،‬فح ذف الفاع ل وه و‬
‫يم المفعول به‬ ‫ِ‬
‫لفظ الجاللة للعلم به‪ ،‬فبقي الفعل محتاجاً إلى ما يسند إليه‪ ،‬فُأق َ‬
‫مق ام الفاع ل في اإلس ناد إلي ه ف ُأعطي جمي َع أحك ام الفاع ل‪ ،‬فص ار المفع ول‬
‫مرفوع اً بع د أن ك ان منص وباً‪ ،‬فالتبس ت ص ورته بص ورة الفاع ل ف احتيج إلى‬
‫تمييز أحدهما عن اآلخر بحيث إذا سمع لفظ الفعل ُي ْعلَم أ ّن ما بعده فاعل أو‬
‫نائب عن الفاعل‪ ،‬فبقي الفعل مع الفاعل على صورته األصلية وغُـيّر مع نائبه ‪.‬‬
‫ض َم أوله و ُك ِس َر ما قبل‬
‫ثم بيّن كيفية تغيير الفعل بقوله (فإن كان الفعل ماضياً ُ‬
‫ماض مبني لما لم‬ ‫ض ِعيفاً} وإعرابه ‪ُ :‬خلِ َق فعل ٍ‬
‫اإلنس ا ُن َ‬ ‫ِ‬
‫آخره) نحو { َو ُخل َق َ‬
‫يس م فاعل ه‪ ،‬وإن ش ئت قلت مب ني للمجه ول وه و بمع نى م ا قبل ه‪ ،‬واإلنس ان‬
‫ض عيفاً ح ال من اإلنسان (وإن ك ان)‬
‫ن ائب الفاع ل مرف وع بالض مة الظ اهرة‪َ ،‬و َ‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬بضم األول‬
‫ضر ُ‬
‫ضم أوله‪ ،‬وفتح ما قبل آخره) نحو ‪ :‬يُ َ‬
‫الفعل (مضارعاً ُ‬
‫ب فعل مضارع مبني لما لم يسم‬
‫ض َر ُ‬
‫وفتح الراء التي قبل آخره‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬يُ ْ‬
‫قلت مبني للمجهول وهو بمعنى ما قبله‪ ،‬وزيد نائب الفاعل‬
‫فاعله‪ ،‬وإن شئت َ‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو على قسمين ‪ :‬ظاهر ومضمر) كما تقدم نظيره‬
‫ض ِر َ‬
‫ب) بضم أول ه وكس ر ال راء ال تي قب ل‬ ‫في الفاعل (فالظ اهر نح و قول ك ‪ُ :‬‬
‫ض ِر َ‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬تقول في إعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض مبني‬ ‫آخره (زي ٌد) فإذا قلت ‪ُ :‬‬
‫ب) بضم‬
‫ضر ُ‬
‫لما لم يسم فاعله‪ ،‬وزي ٌد نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (ويُ َ‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬تق ول في‬
‫ض َر ُ‬
‫أول ه وفتح ال راء ال تي قب ل آخ ره (زي ٌد) ف إذا قلت ‪ :‬يُ ْ‬
‫إعراب ه ‪ :‬يض رب فع ل مض ارع مب ني لم ا لم يس م فاعل ه‪ ،‬وزي ٌد ن ائب الفاعل‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة (وُأ ْك ِر َم َع ْم ٌرو) بضم أول الفعل وكسر ما قبل آخره‪،‬‬

‫‪35‬‬
‫وإعراب ه ‪ُ :‬أ ْك ِر َم فع ل م ٍ‬
‫اض مب ني لم ا لم يس م فاعل ه‪ ،‬وعم ٌرو ن ائب الفاعل‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة (ويُ ْك َر ُم َع ْم ٌرو) بضم أول الفعل وفتح الراء التي قبل‬
‫آخ ره‪ ،‬وإعراب ه ‪ :‬يك رم فع ل مض ارع مب ني لم ا لم يس م فاعل ه‪ ،‬وعم ٌرو ن ائب‬
‫ت) بضم الضاد‬ ‫ض ِربْ ُ‬
‫الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (والمضمر نحو قولك ‪ُ :‬‬
‫ضرب فعل ماض مبني للمجهول‪،‬‬ ‫وكسر الراء وضم التاء للمتكلم‪ ،‬وإعرابه ‪ُ :‬‬
‫وض ِربنا)‬
‫والت اء ض مير المتكلم ن ائب الفاع ل مب ني على الض م في مح ل رفع ( ُ‬
‫بضم الضاد وكسر الراء‪ ،‬للمتكلم ومعه غيره أو المعظم ن ْف َسه‪ ،‬وإعرابه ضرب‬
‫فع ل م اض مب ني لم ا لم يس م فاعل ه‪ ،‬ون ا ض مير ن ائب عن الفاع ل مب ني على‬
‫ت) بض م الض اد وكس ر ال راء وفتح الت اء‪،‬‬ ‫ض ِربْ َ‬
‫الس كون في مح ل رفع ( َو ُ‬
‫ب فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله‪ ،‬والتاء‬‫ض ِر َ‬
‫للمخاطب المذكر‪ ،‬وإعرابه ‪ُ :‬‬
‫ت) بضم‬ ‫وض ِربْ ِ‬
‫ضمير المخاطب نائب الفاعل مبني على الفتح في محل رفع ( ُ‬
‫الضاد وكسر الراء والتاء‪ ،‬للمخاطبة المؤنثة‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض مبني‬
‫لم ا لم يس م فاعل ه‪ ،‬والت اء ض مير المخاطب ة المؤنث ة ن ائب الفاعل مب ني على‬
‫وض ِر ْبتُما) بضم الضاد وكسر الراء وضم التاء للمثنى‬
‫الكسر في محل رفع ( ُ‬
‫ض رب فع ل م اض مب ني للمجه ول‪،‬‬
‫المخ اطب‪ ،‬م ذكراً أو مؤنث اً‪ ،‬وإعراب ه ‪ُ :‬‬
‫المخاطبين نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع‪ ،‬والميم‬ ‫ْ‬ ‫والتاء ضمير‬
‫ض ِربْ ُتـ ْم) بض م الض اد وكس ر‬ ‫رف ٌ‬
‫دال على التثني ة (و ُ‬ ‫ح رف عم اد‪ ،‬واألل ف ح ٌ‬
‫الراء وضم التاء لجمع الذكور المخاطبين‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض مبني‬
‫لم ا لم يس م فاعل ه‪ ،‬والت اء ض مير المخ اطبين ال ذكور ن ائب الفاع ل مب ني على‬
‫ض ِر ْبتُ َّن) بضم الضاد وكسر الراء‬
‫الضم في محل رفع‪ ،‬والميم عالمة الجمع ( َو ُ‬
‫وضم التاء‪ ،‬ضمير النسوة المخاطبات‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض مبني لما‬
‫لم يسم فاعله‪ ،‬والتاء ضمير النسوة المخاطبات نائب الفاعل مبني على الضم‬
‫في مح ل رف ع‪ ،‬والن ون عالم ة جم ع النسوة‪ ،‬والحاص ل أن الت اء في الجمي ع‬

‫‪36‬‬
‫نائب الفاعل‪ ،‬وما اتصل به حروف دالة على المعنى المراد من تثنية‪ ،‬وجمع‬
‫وض ِر َ‬
‫ب) بضم الضاد وكسر الراء وفتح الباء للمذكر الغائب‬ ‫تذكير وتأنيث ( ُ‬
‫ض ِر َ‬
‫ب‪ ،‬وإعراب ه ‪ :‬زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة‪ ،‬وض رب‬ ‫في نح و قول ك ‪ :‬زي ٌد ُ‬
‫فعل ماض مبني للمجهول‪ ،‬ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو‬
‫ت) بضم الضاد وكسر الراء وفتح الباء وسكون التاء للغائبة المؤنثة‬ ‫ض ِربَ ْ‬
‫( َو ُ‬
‫ت‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬هند مبتدأ مرفوع بالضمة‪ ،‬وضرب‬ ‫في نحو قولك ‪ِ :‬ه ْن ٌد ُ‬
‫ض ِربَ ْ‬
‫فعل ماض مبني للمجهول‪ ،‬والتاء عالمة التأنيث‪ ،‬ونائب الفاعل ضمير مستتر‬
‫وض ِربا) بضم الض اد وكس ر ال راء وبع د الب اء أل ف للمث نى‬
‫ج وازاً تق ديره هي ( ُ‬
‫الغ ائب الم ذكر في نح و قول ك ‪ :‬الزي ِ‬
‫دان ض ربا‪ ،‬وإعراب ه ‪ :‬الزي دان مبت دأ‬
‫مرفوع باأللف‪ ،‬وضرب فعل ماض مبني للمجهول‪ ،‬واأللف نائب الفاعل مبني‬
‫ض ِربَـتَا‪ ،‬بزيادة‬
‫على السكون في محل رفع‪ ،‬وتقول في مثنى الغائب المؤنث ‪ُ :‬‬
‫ض ِربوا) بضم الضاد وكسر الراء‪ ،‬لجمع الذكور الغائبين‪ ،‬في‬
‫تاء التأنيث ( َو ُ‬
‫نح و قول ك ‪ :‬الزي دون ض ربوا‪ ،‬وإعراب ه ‪ :‬الزي دون مبت دأ مرف وع ب الواو‪،‬‬
‫وضرب فعل ماض مبني للمجهول مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال‬
‫المح ل بض مة المناس بة‪ ،‬وال واو ض مير جم ع ال ذكور الغ ائبين في مح ل رف ع‬
‫ض ِربْ َن) بضم الض اد وكس ر ال راء‪ ،‬لجم ع النس وة الغائب ات في‬
‫ن ائب فاعل ( َو ُ‬
‫ض ِربْ َن‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬النسوة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫نحو قولك ‪ :‬النسوة ُ‬
‫ضرب فعل ماض مبني للمجهول‪ ،‬والنون ضمير جمع النسوة نائب الفاعل‬
‫َو ُ‬
‫مبني على الفتح في محل رفع ‪.‬‬
‫باب المبتدأ والخبر‬
‫(المبتدأ هو االسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية) يعني أن المبتدأ هو‬
‫االس م المرف وع الع اري ـ أي المج رد ـ عن العوام ل اللفظي ة‪ ،‬فخ رج باالس م‬
‫الفع ل والح رف باعتب ار معناهم ا‪ ،‬فك ل منه ا ال يق ع مبت دأ‪ ،‬وخ رج ب المرفوع‬

‫‪37‬‬
‫المنصوب والمجرور بغير حرف زائد (‪ )1‬فكل منهما ال يقع مبتدأ‪ ،‬وخرج‬
‫بقول ه الع اري عن العوام ل اللفظي ة م ا اق ترن ب ه عام ل لفظي كالفاع ل ون ائب‬
‫الفاعل فال يسمى كل منهما مبتدأ (والخبر هو االسم المرفوع المسند إليه)‬
‫يع ني أن الخ بر ه و االس م المرف وع المس ند إلى المبت دأ (نح و قول ك ‪ :‬زي ٌد‬
‫ائم) ه ذا تمثي ل للمبت دأ والخ بر المف ردين‪ ،‬فزي ٌد اس م مرف وع مج رد عن‬
‫ق ٌ‬
‫العوام ل اللفظي ة فهو مبت دأ‪ ،‬ورافع ه االبت داء‪ ،‬وه و عام ل معن وي ال لفظي‪،‬‬
‫ائم اس م مرف وع مس ند إلى المبت دأ فه و خ بر عن ه مرف وع‪ ،‬ورافع ه المبت دأ‬
‫وق ٌ‬
‫(والزيدان قائمان) وهذا مثال للمبتدأ والخبر المثنيين‪ ،‬فالزيدان مبتدأ مرفوع‬
‫باالبتداء وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة ألنه مثنى‪ ،‬وقائمان خبر المبتدأ‬
‫مرف وع ب ه وعالم ة رفع ه األل ف ألن ه مث نى (والزي دون ق ائمون) وه ذا مث ال‬
‫وع ْين جمع مذكر سالماً‪ ،‬فالزيدون مبتدأ مرفوع بالواو‪،‬‬
‫المجم َ‬
‫ُ‬ ‫للمبتدأ والخبر‬
‫وق ائمون خ بره ك ذلك مرف وع ب الواو ألن كالً منهم ا جمع م ذكر س الم‬
‫(والمبت دأ قس مان ‪ :‬ظ اهر ومض مر) كم ا تق دم أن الفاع ل ظ اهر ومض مر‬
‫ائم‪ ،‬والزي دان قائم ان‪،‬‬
‫(فالظ اهر م ا تق دم ذك ره) يع ني من قول ه ‪ :‬زي ٌد ق ٌ‬
‫والزي دون ق ائمون‪ ،‬والظ اهر ه و م ا دل لفظ ه على مس ماه بال قرين ة‪ ،‬نح و ‪:‬‬
‫دل على‬
‫زي ٌد‪ ،‬فإنه ي دل على ال ذات الموض وع له ا بال قرين ة‪ ،‬والمض مر م ا ّ‬
‫متكلم أو مخ اطب أو غ ائب بقرين ة التكلم أو الخط اب أو الغَْيبَة‪ ،‬نح و ‪ :‬أن ا‬
‫وأنت وه و‪ ،‬وه و ينقس م إلى ‪ :‬متص ل‪ ،‬ومنفص ل‪ ،‬فالمتص ل ه و م ا يجب‬
‫اتص اله بعامل ه وال يق ع بع د إال في االختي ار (‪ )2‬وتق دمت أمثلت ه في ب اب‬

‫‪ ) 1‬حرف الجر الزائد هو الذي ال يجلب معنى جديدا‪ ،‬وإنما يؤكد المعنى العام في الجملة‬
‫كلها‪ ،‬وال يتأثر المعنى األصلي بحذفه‪ ،‬نحو ‪ :‬بحسبك األدب‪ ،‬فأصلها حسبُك األدب أي‬
‫يكفيك أو كافيك‪ ،‬فالباء الزائدة داخلة على المبتدأ ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬وهو دائم االتصال باالسم أو الفعل أو حرف الجر أو بكان وأخواتها أو بإن وأخواتها ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ضربت‪ ،‬وضربنا إلى آخر ما تقدم؛ والمنفصل ما يبتدأ به‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الفاعل‪ ،‬في قوله ‪:‬‬
‫ويق ع بع د إال في االختي ار (‪ )1‬وهو ما أشار إليه بقوله (والمضمر اثنا عشر‪،‬‬
‫ائم‪ ،‬فأن ا ض مير رف ع‬
‫وهي ‪ :‬أنا) ال دال على المتكلم‪ ،‬في نح و قول ك ‪ :‬أن ا ق ٌ‬
‫منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬وقائم خبره مرفوع بالضمة‬
‫الظ اهرة (ونحن) ال دال على المتكلم ومع ه غ يره أو المعظم نفس ه في نح و‬
‫قولك ‪ :‬نحن ق ائمون‪ ،‬فنحن ض مير رفع منفص ل مب ني على الض م في مح ل‬
‫وأنت) بفتح‬
‫رفع مبتدأ‪ ،‬وقائمون خبره مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم ( َ‬
‫مير رف ع‬
‫ائم‪ ،‬ف أنْ ض ُ‬
‫الت اء ‪ -‬ال ّدال على المخ اطب في نح و قول ك ‪ :‬أنت ق ٌ‬
‫منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ‪ ،‬والتاء حرف خطاب‪ ،‬وقائم‬
‫خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ( ِ‬
‫وأنت) بكسر التاء ‪ -‬للمخاطبة المؤنثة‬
‫في نحو قولك ‪ِ :‬‬
‫أنت قائم ةٌ‪ ،‬فأن ضمير رفع منفصل مبني على السكون في‬
‫مح ل رف ع مبت دأ‪ ،‬والتاء ح رف خط اب‪ ،‬وقائم ة خ بر المبت دأ مرف وع بالض مة‬
‫الظ اهرة (وأنتما) للمث نى س واء ك ان ذك راً أو مؤنث اً‪ ،‬في نح و قول ك ‪ :‬أنتم ا‬
‫قائم ان‪ ،‬ف أ ْن ض مير رف ع منفص ل مبت دأ مب ني على الس كون في مح ل رف ع‪،‬‬
‫والت اء ح رف خط اب‪ ،‬والميم ح رف عم اد‪ ،‬واألل ف ح رف دال على التثني ة‪،‬‬
‫وقائم ان خ بر المبت دأ مرف وع ب األلف ألن ه مث نى (وأنتم) لجم ع ال ذكور‬
‫ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني‬
‫ُ‬ ‫المخاطبين في نحو قولك ‪ :‬أنتم قائمون‪ ،‬فأ ْن‬
‫على الس كون في محل رف ع‪ ،‬والت اء ح رف خط اب‪ ،‬والميم عالم ة الجم ع‪،‬‬
‫وق ائمون خ بر المبت دأ مرف وع ب الواو ألن ه جم ع م ذكر س الم (وأنتن) لجم ع‬
‫قائمات‪ ،‬فأن ضمير رفع منفصل‪ ،‬مبتدأ‬
‫ٌ‬ ‫اإلناث المخاطبات في قولك ‪ :‬أنتن‬
‫مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬والتاء حرف خطاب‪ ،‬والنون عالمة جمع‬
‫وقائمات خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو) للمفرد الغائب‬
‫ٌ‬ ‫النسوة‪،‬‬
‫) أو نقول بعبارة أخرى أن الضمائر المنفصلة هي ما استقلت بالنطق ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬‬
‫قائم‪ ،‬فهو ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح في‬
‫في نحو قولك ‪ :‬هو ٌ‬
‫مح ل رف ع‪ ،‬وق ائم خ بره مرف وع بالض مة الظ اهرة (وهي) للمف ردة الغائب ة في‬
‫نحو قول ك ‪ :‬هي قائم ةٌ‪ ،‬فهي ض مير رف ع منفص ل مبت دأ مب ني على الفتح في‬
‫مح ل رف ع‪ ،‬وقائم ة خ بر المبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة (وهما) للمث نى‬
‫الغ ائب‪ ،‬س واء ك ان م ذكراً أو مؤنث اً‪ ،‬في نح و قول ك ‪ :‬هم ا قائم ان‪ ،‬فهم ا‬
‫ض مير رف ع منفص ل مبت دأ مب ني على الس كون في محل رف ع‪ ،‬وقائم ان خ بره‬
‫مرفوع باأللف ألنه مثنى (وهم) لجمع الذكور الغائبين في نحو قولك ‪ :‬هم‬
‫ق ائمون‪ ،‬فهم ض مير رف ع منفص ل مبت دأ مب ني على الس كون في مح ل رف ع‪،‬‬
‫وه َّن) لجم ع اإلن اث‬
‫وق ائمون خ بره مرف وع ب الواو ألن ه جم ع م ذكر س الم ( ُ‬
‫الغائبات‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬هن قائمات‪ ،‬فهن ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني‬
‫على الفتح في مح ل رف ع‪ ،‬وقائم ات خ بره مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬ثم إن‬
‫المنص ف رحم ه اهلل تع الى مث ل لوق وع بعض ها مبت دأ بقول ه (نح و قول ك ‪ :‬أن ا‬
‫ق ائم‪ ،‬ونحن ق ائمون) وتق دم إع راب المث الين (وم ا أش به ذلك) من األمثل ة‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫(والخبر قسمان ‪ :‬مفرد‪ ،‬وغير مفرد) والمراد بالمفرد هنا ما ليس جملة وال‬
‫شبهها‪ ،‬ولو كان مثنى أو مجموع اً؛ والمراد بغير المفرد‪ ،‬الجملة أو شبهها‪،‬‬
‫والجملة الكالم المركب من فعل وفاعل‪ ،‬نحو ‪ :‬قام زي ٌد‪ ،‬أو من مبتدأ وخبر‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬زي ٌد قائم‪ ،‬والمركب من فعل وفاعل يسمى جملة فعلية‪ ،‬والم ركب من‬
‫والجار والمج رور كما‬
‫ّ‬ ‫مبتدأ وخبر يسمى جملة اسمية‪ ،‬وشبه الجملة الظرف‬
‫ائم) فزي ٌد مبت دأ ‪ ،‬وخ بره ق ائم (والزي دان‬
‫س يذكره (ف المفرد نح و ‪ :‬زي ٌد ق ٌ‬
‫قائم ان) فالزي دان مبت دأ مرف وع ب األلف ألن ه مث نى‪ ،‬وقائم ان خ بره مرف وع‬
‫باأللف أيضاً ألنه مثنى (والزيدون قائمون) فالزيدون مبتدأ مرفوع بالواو ألنه‬
‫جمع مذكر سالم‪ ،‬وقائمون خبره مرفوع أيضاً بالواو ألنه جمع مذكر سالم‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫فالخبر في هذه األمثلة مفرد ألنه ليس جملة وال شبهها (وغير المفرد أربعة‬
‫أش ياء) ألن ش به الجمل ة ش يئان الظ رف والج ار والمج رور‪ ،‬والجمل ة ش يئان‪،‬‬
‫الجمل ة الفعلي ة‪ ،‬والجمل ة االس مية‪ ،‬وق د أش ار إلى بي ان ذل ك بقوله (الج ار‬
‫والمج رور والظ رف) فك ل منهما يس مى ش به الجملة (والفع ل م ع فاعل ه‪،‬‬
‫والمبتدأ مع خبره) فكل منهما يسمى جملة (نحو قولك ‪ :‬زي ٌد في الدار) هذا‬
‫اراً ومج روراً‪ ،‬وإعراب ه ‪ :‬زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة‬
‫مث ال للخ بر إذا ك ان ج ّ‬
‫الظ اهرة‪ ،‬وفي ال دار ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف تق ديره ك ائن أو اس تقر‬
‫(وزي ٌد عن دك) ه ذا مث ال للخ بر إذا ك ان ظرف اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬زي ٌد مبت دأ مرف وع‬
‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬وعند ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف‬
‫خ بر المبت دأ (‪ )1‬والتق دير ك ائن أو اس تقر عن دك (‪ )2‬وعن د مض اف والك اف‬
‫مض اف إلي ه مب ني على الفتح في مح ل ج ر؛ وفي الحقيق ة الخ بر ه و المتعل ق‬
‫المح ذوف‪ ،‬وإنم ا ك ان الج ار والمج رور والظ رف ش بيهين بالجمل ة ألن ه من‬
‫ق ّدر المحذوف فعالً نحو ‪ :‬استقر‪ ،‬كان من قبيل اإلخبار بالجملة‪ ،‬وإن َّ‬
‫قَدره‬
‫اسماً مفرداً (‪ )3‬نحو ‪ :‬كائن‪ ،‬كان من قبيل اإلخبار بالمفرد‪ ،‬فكأنهما أخذا‬
‫طرف اً من المف رد‪ ،‬وطرف اً من الجمل ة‪ ،‬فل ذا كان ا ش بيهين بالجمل ة‪ ،‬وش بيهين‬
‫يل تَِقي ُك ُم‬‫ِ‬
‫ب المفرد‪ ،‬فح ذف ذل ك في كالمهم من ب اب االكتف اء مثل { َس َراب َ‬
‫َر} أي وال برد (وزي ٌد ق ام أب وه) ه ذا مث ال للخ بر إذا ك ان جملة فعلي ة‪،‬‬
‫الح َّ‬
‫وإعراب ه ‪ :‬زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وق ام فع ل م اض‪ ،‬وأب و فاع ل‬

‫‪ ) 1‬فعلى ما مشى عليه المؤلف أن الخبر ليس هو الظرف نفسه‪ ،‬أو الجار والمجرور‪ ،‬وإنما‬
‫الخبر هو اللفظ المحذوف الذي يتعلق به الظرف والجار والمجرور ‪.‬‬
‫‪ )2‬فالخبر هو ما قبل الظرف والجار والمجرور من جملة فعلية فعلها محذوف وفاعلها‬
‫ضمير "استقر" في شبه الجملة‪ ،‬أو الخبر المفرد المشتق ‪.‬‬
‫‪ )3‬أي اسما مشتقا ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مرف وع ب الواو ألن ه من األس ماء الخمس ة‪ ،‬وأب و مض اف‪ ،‬واله اء مض اف إلي ه‬
‫مبني على الضم في محل جر‪ ،‬والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر‬
‫المبتدأ (وزي ٌد جاريته ذاهبة) هذا مثال للخبر إذا كان جملة إسمية‪ ،‬وإعرابه ‪:‬‬
‫زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وجاريت ه مبت دأ ث ٍ‬
‫ان مرف وع بالض مة‬
‫الظاهرة‪ ،‬وجارية مضاف‪ ،‬والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر‪،‬‬
‫وذاهبة خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬والمبتدأ الثاني وخبره خبر‬
‫المبتدأ األول‪ ،‬والرابط بينهما الهاء من جاريته‪ ،‬واهلل أعلم ‪.‬‬
‫المبُتَ َدأ َوالَ َخب ِر‬ ‫باب الْعو ِام ِل َّ ِ ِ‬
‫الداخلَة َعلى ْ‬ ‫َ ُ ََ‬
‫ه ذا الب اب منعق ٌد للعوام ل الداخلة على المبت دأ والخ بر‪ ،‬فتغيرهم ا وتنس خ‬
‫حكمهم ا الس ابق‪ ،‬وله ذا تس مى بالنواس خ (وهي ك ان وأخواته ا) نح و ‪ :‬ك ان‬
‫قائم (وظن وأخواتها) نحو ‪ :‬ظننت‬
‫زي ٌد قائماً (وإن وأخواتها) نحو ‪ :‬إ ّن زيداً ٌ‬
‫زيداً قائماً (فأما ك ان وأخواته ا فإنها ترف ع االسم) ال ذي ك ان مبت دأ‪ ،‬ويس مى‬
‫بعد دخولها اسمها (وتنصب الخبر) وهو الذي كان خبراً للمبتدأ‪ ،‬ويسمى بعد‬
‫دخوله ا خبرها (وهي) أي ك ان وأخواته ا (ك ان) نحو ‪َ { :‬وكَا َن اهللُ غَ ُف وراً‬
‫َر ِحيم اً} وإعراب ه ‪ :‬ك ان فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينص ب الخ بر‪ ،‬ولفظ‬
‫خبره ا‬
‫الجالل ة اس مها‪ ،‬مرف وع به ا وعالم ة رفع ه الض مة الظ اهرة‪ ،‬وغف وراً ُ‬
‫خبر بعد خبر (‪ )1‬منصوب‬
‫منصوب بها وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة‪ ،‬ورحيماً ٌ‬
‫وس ِّميَت هذه األفعال ناقصة ألنها ال تكتفي بالمرفوع بل ال‬
‫بالفتحة الظاهرة‪ُ ،‬‬
‫يتم معناه ا إال بالمنصوب (وأمسى) نحو ‪ :‬أمس ى زي ٌد غني اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬أمسى‬
‫فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينصب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة‬
‫البرد‬
‫أصبح ُ‬‫َ‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وغنياً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وأصبح) نحو ‪:‬‬
‫والبرد‬
‫ُ‬ ‫شديداً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬أصبح فعل ماض ناقص‪ ،‬يرفع االسم وينصب الخبر‪،‬‬
‫) يعني أنها خبر ثاني ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وش ديداً خبره ا منص وب بالفتحة الظ اهرة‬
‫(وأض حى) نح و ‪ :‬أض حى الفقي ه ورع اً‪ ،‬وإعراب ه ‪ :‬أض حى فع ل م اض ن اقص‬
‫يرفع االس م وينص ب الخ بر‪ ،‬والفقي هُ اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وورع اً‬
‫ظل‬
‫ظل زي ٌد صائماً‪ ،‬وإعرابه ‪ّ :‬‬
‫وظل) نحو ‪ّ :‬‬
‫خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة ( َّ‬
‫فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينص ب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة‬
‫الظ اهرة‪ ،‬وص ائماً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة (وب ات) نح و ‪ :‬ب ات زي ٌد‬
‫س اهراً‪ ،‬وإعراب ه ‪ :‬ب ات فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينص ب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد‬
‫اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وس اهراً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة‬
‫عر رخيص اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬صار فعل ماض ناقص‪ ،‬يرفع‬
‫الس ُ‬
‫صار ِّ‬
‫(وصار) نحو ‪َ :‬‬
‫عر اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬ورخيص اً خبرها‬
‫الس ُ‬
‫االسم وينصب الخبر‪ّ ،‬‬
‫منصوب بالفتحة الظاهرة (وليس) نحو ‪ :‬ليس زي ٌد قائم اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ليس فعل‬
‫ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزي ٌد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫وقائم اً خبرها منص وب بالفتح ة الظ اهرة (وم ا زال) نح و ‪ :‬م ازال زي ٌد عالم اً‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬ما نافية‪ ،‬وزال فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزي ٌد‬
‫اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وعالم اً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة‬
‫(وماانف ك) نح و ‪ :‬ماانفك عم ٌرو جالس اً (وم افتئ) نح و ‪ :‬م افتئ بك ٌر محس ناً‬
‫(ومابرح) نحو ‪ :‬مابرح محم ٌد كريماً‪ ،‬وإعراب الجميع مثل إعراب مازال زي ٌد‬
‫عالماً (ومادام) نحو ‪ :‬ال أصحبك مادام زي ٌد متردداً إليك‪ ،‬وإعراب مادام ‪ :‬ما‬
‫ظرفي ة‪ ،‬ودام فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينص ب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد‬‫مص درية ْ‬
‫اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وم تردداً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة‪،‬‬
‫وإلي ك ج ار ومج رور متعل ق بم تردداً؛ وس ميت م ا ه ذه ظرفي ة‪ ،‬لنيابتها عن‬
‫ك مع ما بعدها بمصدر‪ِ ،‬إذ التقدير مدة دوام ٍ‬
‫زيد‬ ‫ظرف‪ ،‬ومصدرية ألنها تَ ْس بُ ُ‬
‫ك (وم ا تص ّرف منه ا) يع ني أن م ا تص ّرف من ه ذه األفع ال يعم ُل‬ ‫م تردداً إلي َ‬

‫‪43‬‬
‫عمل ماضيها من كونه يرفع االسم وينصب الخبر (نحو ‪ :‬كان ويكون وكن)‬ ‫َ‬
‫ف األول م ٍ‬
‫اض‪ ،‬والث اني مض ارع‪ ،‬والث الث أم ر‪ ،‬وكله ا ترف ع االس م‪ ،‬وتنص ب‬
‫الخبر (وأصبح‪ ،‬ويصبح‪ ،‬وأصبح) ِمثْ ُل األول (‪ )1‬ماض ومضارع وأمر (تق ول)‬
‫في عمل الماضي (كان زي ٌد قائماً) وتقدم إعرابه‪ ،‬وتقول في عمل المضارع ‪:‬‬
‫يك ون زي ٌد قائم اً‪ ،‬وإعراب ه ‪ :‬يك ون فع ل مض ارع ن اقص من متص رفات ك ان‬
‫الناقص ة‪ ،‬يرف ع االس م وينص ب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد اس مها مرفوع بالض مة الظ اهرة‪،‬‬
‫وقائم اً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة؛ وتق ول في عم ل األم ر ‪ :‬كن قائم اً‪،‬‬
‫وإعراب ه ‪ :‬كن فع ل أم ر ن اقص من متص رفات ك ان الناقص ة‪ ،‬يرف ع االس م‬
‫وينص ب الخ بر‪ ،‬واس مها ض مير مس تتر وجوب اً تق ديره أنت‪ ،‬وقائم اً خبره ا‬
‫منص وب بالفتح ة الظ اهرة‪ ،‬وقس الب اقي مم ا يتص رف (وليس عم ٌرو شاخص اً)‬
‫وإعراب ه ‪ :‬ليس فع ل م اض ن اقص يرف ع االسم وينص ب الخ بر‪ ،‬عم ٌرو اس مها‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وشاخص اً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛ وليس ال‬
‫تستعمل إال بصيغة الماضي ليس لها مضارع وال أمر وال مصدر‪ ،‬ولهذا ذهب‬
‫بعض هم إلى أنه ا ح رف نفي وليس ت فعالً‪ ،‬لكن م ذهب الجمه ور أنه ا فع ل‬
‫ت هن ٌد جالس ةً‪ ،‬وقوله (وما‬
‫ماض ألنها تقبل تاء التأنيث الساكنة‪ ،‬نحو ‪ :‬لَْي َس ْ‬
‫أشبه ذلك) يعني أن ما كان مشبهاً لهذه األمثلة فهو مثلها في العمل واإلعراب‬
‫فقسه عليه‪ ،‬وال حاجة إلى اإلطالة بكثرة األمثلة ‪.‬‬
‫إن وأخواتها فإنها تنصب االسم) وهو الذي كان مبتدأ (وترفع الخبر)‬ ‫(وأما َّ‬
‫ولكن‪ ،‬وكأ ّن‪ ،‬وليت‪ ،‬ولعل‪،‬‬
‫الذي كان مرفوعاً بالمبتدأ (وهي ‪ :‬إ ّن‪ ،‬وأ ّن‪ّ ،‬‬
‫إن حرف توكيد ونصب‪ ،‬تنصب االسم‬ ‫قائم) وإعرابه ‪َّ :‬‬
‫تقول ‪ :‬إ ّن زيداً ٌ‬
‫وترفع الخبر‪ ،‬وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وقائم خبرها مرفوع‬
‫أن المفتوحة ‪ :‬بلغني َّ‬
‫أن زيداً منطل ٌق‪،‬‬ ‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬وتقول في عمل َّ‬
‫) أي مثل المثال األول ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬بلغ فعل ماض‪ ،‬والنون للوقاية (‪ )2‬والياء مفعول به مبني على‬
‫وأن حرف توكيد ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع‬ ‫السكون في محل نصب‪َّ ،‬‬
‫الخبر‪ ،‬وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬ومنطل ٌق خبرها مرفوع بالضمة‬
‫الظاهرة‪ ،‬وأ ّن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل َبلَ َغ‪ ،‬والتقدير ‪َ :‬بلَغني‬
‫جالس‪ ،‬وإعرابه ‪:‬‬ ‫ً‬‫ا‬‫عمر‬ ‫لكن‬ ‫القوم‬ ‫قام‬ ‫‪:‬‬ ‫لكن‬ ‫عمل‬ ‫في‬ ‫وتقول‬ ‫‪،‬‬ ‫انطال ُق ٍ‬
‫زيد‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ولكن حرف استدراك ونصب‪ ،‬تنصب االسم وترفع‬
‫القوم فعل وفاعل‪َّ ،‬‬
‫قام ُ‬
‫الخبر‪ ،‬وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وجالساً خبرها مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬وتقول في عمل كأ ّن ‪َّ :‬‬
‫كأن زيداً أس ٌد‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬كأن‬
‫حرف تشبيه ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪ ،‬وزيداً اسمها منصوب‬
‫بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وأس ٌد خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (و) تقول في عمل‬
‫تمن ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪،‬‬
‫شاخص) وإعرابه ‪ :‬ليت حرف ٍّ‬
‫ٌ‬ ‫ليت (ليت عمراً‬
‫وشاخص خبرها‬
‫ٌ‬ ‫وترفع الخبر‪ ،‬وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪،‬‬
‫قادم) وإعرابه ‪:‬‬
‫الحبيب ٌ‬
‫َ‬ ‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وتقول في عمل لعل (لعل‬
‫والحبيب اسمها‬
‫َ‬ ‫ترج ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪،‬‬
‫لعل حرف ٍ‬
‫وقادم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (ومعنى إ ّن‬
‫ٌ‬ ‫منصوب بالفتحة الظاهرة‪،‬‬
‫وأ ّن للتوكيد) أي توكيد النسبة‪ ،‬أعني قيام ٍ‬
‫زيد مثالً في قولك ‪ :‬إن زيداً‬ ‫َ‬
‫(ولكن لالستدراك) وهو تعقيب الكالم‬
‫َّ‬ ‫قائم‪ ،‬فيرتفع الكذب واحتمال المجاز‬‫ٌ‬
‫برفع ما يتوهم ثبوتُه أو نفيه ( َّ‬
‫وكأن للتشبيه) وهو مشاركة أم ٍر ألم ٍر في معنى‬
‫ولعل‬
‫بينهما (وليت للتمني) وهو طلب ما ال طمع فيه‪ ،‬أو ما فيه عسر ( َّ‬
‫قادم‪،‬‬
‫الحبيب ٌ‬
‫َ‬ ‫للترجي والتوقع) فالترجي طلب األمر المحبوب‪ ،‬نحو ‪ :‬لعل‬

‫‪ )2‬إذا اتصلت ياء المتكلم بالفعل وجب أن يتوسط بينها وبين الفعل نو ٌن تسمى نون الوقاية‪،‬‬
‫وسميت هذه النون بنون الوقاية ألنها تقي الفعل من الكسر‪ ،‬فمن خواص األفعال أنها ال‬
‫يدخله كسر ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫هالك (وأما‬
‫والتوقع اإلشفاق أي الخوف من المكروه‪ ،‬نحو ‪ :‬لعل زيداً ٌ‬
‫ظننت وأخواتها‪ ،‬فإنها تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعوالن لها‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ظننت فعل وفاعل‪ ،‬وزيداً مفعول‬
‫ظننت زيداً قائماً‪ ،‬وإعرابه ‪ُ :‬‬
‫ظننت) نحو ‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫أول منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وقائماً ‪ :‬مفعول ٍ‬
‫ثان منصوب بالفتحة الظاهرة‬
‫(وحسبت‪ ،‬وخلت‪ ،‬وزعمت‪ ،‬ورأيت‪ ،‬وعلمت‪ ،‬ووجدت‪ ،‬واتخذت‪،‬‬
‫وخلت‬
‫ظننت زيداً منطلقاً) وإعرابه كما تقدم ( ُ‬ ‫وجعلت‪ ،‬وسمعت‪ ،‬تقول ‪ُ :‬‬
‫الهالل الئحاً‪ ،‬وما أشبه ذلك) يعني أن ما أشبه المثالين من بقية األمثلة يقاس‬
‫َ‬
‫الحبيب قادما‪،‬‬
‫َ‬ ‫على هذين المثالين نحو ‪ :‬زعمت بكراً صديقاً‪ ،‬وحسبت‬
‫ووجدت العل َم نافعاً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الجود محبوباً‪،‬‬
‫َ‬ ‫وعلمت‬
‫ُ‬ ‫ورأيت الصد َق منجياً‪،‬‬
‫ُ‬
‫الطين إبريقاً‪ ،‬وإعرابه كما تقدم؛ ومثال سمع‬
‫ت بكراً صديقاً‪ ،‬وجعلت َ‬ ‫واتَّ َخ ْذ ُ‬
‫والنبي‬
‫َّ‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول‪ ،‬فسمعت فعل وفاعل‪،‬‬
‫سمعت َّ‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬
‫مفعول أول‪ ،‬ويقول فعل مضارع‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا‪ ،‬والجملة‬
‫في محل نصب مفعول ثان؛ والراجح أن سمع في نحو هذا المثال تتعدى‬
‫لمفعول واحد والجملة التي بعدها حال‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم وأحكم ‪.‬‬
‫َّعـ ـ ـ ِ‬
‫ـت‬ ‫ـاب الن ْ‬
‫ب ـَ ـ ُ‬
‫(النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره) يعني أن‬
‫النعت يتبع منعوته في رفعه إن كان مرفوعاً‪ ،‬وفي نصبه إن كان منصوباً‪ ،‬وفي‬
‫خفضه إن كان مخفوضاً‪ ،‬وفي تعريفه إن كان معرفةً‪ ،‬وفي تنكيره إن كان‬
‫نكرةً‪ ،‬وذلك في النعت الحقيقي وهو الرافع لضمير المنعوت (‪( )1‬تقول ‪:‬‬
‫العاقل) وإعرابه ‪ :‬قام فعل ماض‪ ،‬وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة‬
‫ُ‬ ‫قام زي ٌد‬

‫‪ ) 1‬وذلك أن من عالمة النعت الحقيقي أنه يشتمل على ضمير مستتر يعود على ذلك‬
‫والعاقل نعت له‪ ،‬وهو اسم فاعل‬
‫ُ‬ ‫العاقل‪ ،‬فزيد فاعل بقام‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المنعوت‪ ،‬فإذا قلنا ‪ :‬قام زي ٌد‬
‫يعمل عمل فعله فيرفع فاعال‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على زيد ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الظاهرة‪ ،‬والعاقل نعت لزيد ونعت المرفوع مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‬
‫العاقل)‬
‫َ‬ ‫(ورأيت زيداً‬
‫ُ‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وهو تابع للمنعوت في الرفع والتعريف‬
‫رأيت فعل وفاعل‪ ،‬وزيداً مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ُ :‬‬
‫والعاقل نعت لزيد منصوب أيضاً بالفتحة الظاهرة‪ ،‬فقد تبعه في نصبه وتعريفه‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العاقل) وإعرابه ‪ :‬مررت فعل وفاعل‪ ،‬وبزيد الباء حرف جر‪،‬‬ ‫(ومررت ٍ‬
‫بزيد‬
‫ِ‬
‫والعاقل نعت له مجرور بالكسرة الظاهرة‪ ،‬فقد‬ ‫وزيد مجرور بالباء‪،‬‬
‫تبعه في خفضه وتعريفه ‪.‬‬
‫عاقل‪ ،‬ورأيت رجالً عاقالً‪ ،‬ومررت ٍ‬
‫برجل‬ ‫رجل ٌ‬ ‫وتقول في التنكير ‪ :‬جاء ٌ‬
‫ٍ‬
‫عاقل‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬كالذي قبله‪ ،‬فقد تبع منعوته في اإلعراب والتنكير ‪.‬‬
‫ولما كان النعت تارة يكون معرفة‪ ،‬وتارة يكون نكرة‪ ،‬ذكر المصنف أقسام‬
‫دل على معيّن‪،‬‬
‫أشياء) المعرفة ما ّ‬
‫المعرفة والنكرة فقال (والمعرفة خمسة َ‬
‫دل‬
‫األول منها (االسم المضمر) وهو ما ّ‬‫والذي ذكره المصنف خمسة أشياء ّ‬
‫على متكلم أو مخاطب أو غائب (نحو ‪ :‬أنَا) للمتكلم‪ ،‬ونحن للمتكلم ومعه‬
‫(وأنت) للمخاطب‪ِ ،‬‬
‫وأنت للمخاطبة‪ ،‬وأنتما‬ ‫َ‬ ‫غيره‪ ،‬أو المعظم نفسه‬
‫للمخاطبين‪ ،‬وأنتم لجمع الذكور المخاطبين‪ ،‬وأ ْنتُ َّن لجمع اإلناث‬
‫ْ‬
‫ين‪ ،‬وهن‬ ‫ِئِ‬
‫للغائبين‪ ،‬وهم للغا ب َ‬
‫ْ‬ ‫المخاطبات‪ ،‬وهو للغائب‪ ،‬وهي للغائبة‪ ،‬وهما‬
‫األول‬ ‫ِ‬
‫للغائبات (و) الثاني من أقسام المعرفة (االسم العلم‪ ،‬نحو ‪ :‬زي ٌد ومكة) ّ‬
‫َعلَ ٌم لمن يعقل‪ ،‬والثاني َعلَ ٌم لما ال يعقل (و) الثالث من أقسام المعرفة (االسم‬
‫المبهم نحو ‪ :‬هذا‪ ،‬وهذه‪ ،‬وهؤالء) وهذا االسم يشمل جميع أسماء اإلشارة‬
‫واألسماء الموصولة‪ ،‬نحو ‪ :‬الذي‪ ،‬والتي‪ ،‬والذين‪ ،‬ويحصل التعيين في أسماء‬
‫اإلشارة باإلشارة الحسية‪ ،‬وفي األسماء الموصولة بالصلة‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء الذي‬
‫قام أبوه (‪( )1‬و) الرابع من أقسام المعرفة (االسم الذي فيه األلف والالم‪،‬‬
‫‪ ) 1‬توضيح وبيان لالسم الموصول والصلة ‪ :‬االسم الموصول هو ما دل على معين بواسطة‬

‫‪47‬‬
‫نحو ‪ :‬الرجل‪ ،‬والغالم‪ ،‬و) الخامس من أقسام المعرفة (ما أضيف إلى واحد‬
‫األربعة) نحو ‪ :‬غالمي‪ ،‬وغالم ٍ‬
‫زيد‪ ،‬وغالم هذا‪ ،‬وغالم الذي قام‬ ‫ِ‬ ‫من هذه‬
‫أبوه‪ ،‬وغالم الرجل (والنكرة كل اسم شائع في جنسه‪ ،‬ال يختص به واحد‬
‫دون آخر) يعني أن النكرة هي االسم الموضوع لفرد غير معيّن‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫وغالم‪ ،‬فال يختص به واحد دون آخر (وتقريبه كل ما صلح دخول‬
‫ٌ‬ ‫رجل‪،‬‬
‫ٌ‬
‫والغالم قبل‬
‫َ‬ ‫الرجل‬
‫َ‬ ‫والغالم) يعني أن‬
‫ُ‬ ‫الرجل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫األلف والالم عليه‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫دخول األلف والالم عليهما نكرتان‪ ،‬ألن رجالً يصدق على كل رجل (‪)1‬‬
‫تعرفاً‪ ،‬فقبول األلف والالم‬
‫وكذلك غالم‪ ،‬فلما دخلت عليهما األلف والالم ّ‬
‫عالمة التنكير‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫ـاب ال َـع ـطْ ِ‬
‫ـف‬ ‫بَـ ُ‬
‫والمراد به عطف النسق‪ ،‬وهو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف‬
‫العطف اآلتية (وحروف العطف عشرة‪ ،‬وهي ‪ :‬الواو) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد‬
‫وعمرو الواو‬
‫وعمرو‪ ،‬فجاء فعل ماض‪ ،‬وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪ٌ ،‬‬‫ٌ‬
‫زيد مرفوع بالضمة الظاهرة؛ فالمعطوف‬ ‫حرف عطف‪ ،‬وعمرو معطوف على ٍ‬
‫ٌ‬
‫يتبع المعطوف عليه في إعرابه‪ ،‬سواء كان رفعاً أو غيره (والفاء) نحو ‪ :‬جاء‬
‫فعمرو معطوف على زيد مرفوع بالضمة الظاهرة (وثم) نحو ‪:‬‬ ‫فعمرو‪ٌ ،‬‬
‫زي ٌد ٌ‬

‫ْكر بعده تُسمى صلة الموصول‪ ،‬واالسم الموصول يحتاج إلى صلة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫جملة أو شبه جملة تُذ ُ‬
‫ٍ‬
‫جملة تُ ْذ َك ُر بعده تتم معناه‪ ،‬نحو ‪:‬‬ ‫وإلى عائد‪ ،‬وتُفسر صلة الموصول بأنها جملة أو شبهُ‬
‫َأح ِس ْن إلى من في المس جد‪ ،‬ويُ َّ‬
‫فس ر العائ د بأن ه‬ ‫ب‪ْ ،‬‬ ‫ج اء ال ذي أكرمتُ هُ‪ ،‬أك ِر ْم َم ْن عن َده َ‬
‫َأد ٌ‬
‫الص لَة‪ ،‬فالعائ د في األمثلة السابقة‬‫ضمير يع ود إلى االسم الموصول‪ ،‬وتشتمل عليه جملة ِّ‬
‫اله اء في أكرمتُ هُ وفي عن َده‪ ،‬وض مير مس تتر ج وازا تق ديره "ه و" في المث ال الث الث‪ ،‬فكأن ه‬
‫قيل ‪ :‬أحسن إلى من هو في المسجد ‪.‬‬
‫َ‬
‫) وال يختص به واحد دون آخر ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪48‬‬
‫عمرو (وأم) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد‪ ،‬أم‬
‫عمرو (و أو) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد أو ٌ‬ ‫جاء زي ٌد ثم ٌ‬
‫داء} معطوف على‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫عمرو (وإما) نحو {فَ َّإما َمنَّاً َب ْع ُد وإما ف َداء} فقوله {ف ً‬
‫ٌ‬
‫{منَّاً} والعاطف الواو الداخلة على إما‪ ،‬وإما أتى بها للداللة على التقسيم‬
‫والتخيير‪ ،‬والمصنف جرى على أن إما هي العاطفة وهو ضعيف‪ ،‬والراجح أن‬
‫عمرو (وال) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد ال‬
‫العاطف الواو (وبل) نحو ‪ :‬ما جاء زي ٌد بل ٌ‬
‫عمرو (وحتى في بعض المواضع)‬
‫لكن ٌ‬
‫(ولكن) نحو ‪ :‬ما جاء زي ٌد ْ‬
‫ْ‬ ‫عمرو‬
‫ٌ‬
‫وذلك البعض هو ما كان ما بعدها بعضاً مما قبلها‪ ،‬نحو ‪ :‬أكلت السمكة‬
‫رأسها‪ ،‬فحتى حرف عطف‪ ،‬ورأس معطوف على السمكة منصوب‬
‫حتى َ‬
‫عطفت‬
‫َ‬ ‫ظاهر (فإ ْن‬
‫بالفتحة الظاهرة‪ ،‬والهاء مضاف إليه‪ ،‬وإعراب بقية األمثلة ٌ‬
‫نصبت‪ ،‬أو على‬
‫َ‬ ‫رفعت) كما تقدم (أو على منصوب‬
‫َ‬ ‫بها على مرفوع‬
‫وعمرو‪ ،‬ورأيت‬
‫جزمت‪ ،‬تقول ‪ :‬قام زي ٌد ٌ‬
‫َ‬ ‫خفضت‪ ،‬أو على مجزوم‬
‫َ‬ ‫مخفوض‬
‫وع ْمراً‪ ،‬ومررت بزيد وعم ٍرو) واإلعراب ظاهر‪ ،‬ومثال العطف في‬
‫زيداً َ‬
‫فاألول‬
‫ولم يقعُ ْد) ّ‬
‫يقوم ويقع َد (وزي ٌد لم ي ُقمْ ْ‬
‫يقوم ويقع ُد‪ ،‬ولن َ‬
‫األفعال ‪ :‬زي ٌد ُ‬
‫مرفوع‪ ،‬والثاني منصوب‪ ،‬والثالث مجزوم‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫باب التوكيد‬
‫قلت ‪ :‬ج اء زي ٌد‪ ،‬يحتم ل أن يك ون الكالم‬
‫وه و الت ابع الراف ع لالحتم ال‪ ،‬ف إذا َ‬
‫قلت جاء زي ٌد‬
‫زيد‪ ،‬أو رسولُه‪ ،‬فإذا َ‬‫على تقدير مضاف‪ ،‬والتقدير ‪ :‬جاء كتاب ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫القوم‪ ،‬يحتمل أن الذي جاء بعضهم‪،‬‬‫نفسه‪ ،‬ارتفع االحتمال‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬جاء ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫للمؤكد في رفعه)‬ ‫قلت ‪ :‬جاء القوم كلُّهم ارتفع االحتمال (التوكيد تابع‬
‫فإذا َ‬
‫ونفسه توكيد له‪ ،‬وتوكيد المرفوع مرفوع‬ ‫فاعل‪ُ ،‬‬
‫نفسه‪ ،‬فزي ٌد ٌ‬
‫نحو ‪ :‬جاء زي ٌد ُ‬

‫‪49‬‬
‫ونفس ه توكي د ل ه‪ ،‬وتوكي د‬
‫نفسه‪ ،‬فزي داً مفع ول‪َ ،‬‬
‫رأيت زي داً َ‬
‫(ونص به) نح و ‪ُ :‬‬
‫بزيد ِ‬
‫نفس ه‪ ،‬فزيد مجرور بالباء‬ ‫وخفض ه) نحو ‪ :‬مررت ٍ‬
‫المنصوب منصوب ( ِ‬
‫رأيت في األمثلة‪،‬‬
‫ونفسه توكيد له‪ ،‬وتوكيد المجرور مجرور (وتعريفه) كما َ‬
‫ولم يق ل وتنك يره‪ ،‬ألن ألف اظ التوكي د كلها َمعَا ِرف فال تتب ع النك رة‪ ،‬وأج از‬
‫ت شهراً كلَّه‪ ،‬فجعلوا كله توكيد الشهر ولم‬ ‫ص ْم ُ‬
‫‪1‬‬
‫ذلك الكوفيون ( ) نحو ‪ُ :‬‬
‫يوجبوا مطابقته في التنكير ‪.‬‬
‫نفس ه‬
‫جاء زي ٌد ُ‬
‫(ويكون بألفاظ معلومة‪ ،‬وهي ‪ :‬النفس) بمعنى الذات‪ ،‬نحو ‪َ :‬‬
‫القو ُم‬
‫(والعين) بمعنى الذات أيض اً‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء زي ٌد عينُه (وكل) نحو ‪ :‬جاء ْ‬
‫كلُّهم‪ ،‬ف القوم فاع ل‪ ،‬وك ُّل توكي د للق وم‪ ،‬واله اء مض اف إلي ه‪ ،‬والميم عالم ة‬
‫أجم ُع‪ ،‬فأجمع توكيد للقوم مرف وع بالض مة‬
‫القوم َ‬
‫جاء ُ‬ ‫الجمع (وأجمع) نحو ‪َ :‬‬
‫ص ع) ي ؤتى به ا في التوكي د‬
‫وأبتَع‪ ،‬وأبْ َ‬
‫الظ اهرة (وتواب ع أجم ع‪ ،‬وهي ‪ :‬أ ْكتَع‪ْ ،‬‬
‫القوم أجمعون‪ ،‬أكتعون ‪،‬أبتعون ‪،‬أبصعون ‪،‬وإعراب ه ‪:‬‬
‫تابعة ألجمع‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء ُ‬
‫جاء فعل ماض‪ ،‬والقوم فاعل مرفوع بالضمة‪ ،‬وأجمعون تأكيد للقوم مرفوع‬
‫ب الواو ألن ه جم ع م ذكر س الم‪ ،‬والن ون ع وض عن التن وين في االس م المف رد‪،‬‬
‫وأكتع ون تأكي د ث ان‪ ،‬وأبتع ون ث الث‪ ،‬وأبص عون راب ع‪ ،‬وإعرابه ا ك إعراب م ا‬
‫قبله ا (‪ )2‬وأتى به ا لزي ادة التوكي د والمبالغ ة في ه‪ ،‬وكله ا بمع نى أجمع ون ألن‬
‫أكت ع م أخوذ من ق ولهم ‪ :‬تكت ع الجل د إذا اجتمع‪ ،‬وأبتع من الْبَْت ِع وه و طول‬
‫ت أعن اقهم‪ ،‬فجعل وه كناي ة عن‬ ‫العن ق‪ ،‬والق وم إذا ك انوا مجتمعين ط الَ ْ‬
‫ص ِع وه و الع رق المجتم ع فيك ون بمع نى‬‫االجتم اع‪ ،‬وأبص ع م أخوذ من البَ ْ‬
‫أجمع؛ ولما كانت هذه األلفاظ الثالثة ال يؤتى بها غالب اً إال بعد أجمع سميت‬
‫نفس ه) فزي ٌد فاع ل‪ ،‬ونفس توكيد ل ه‪ ،‬واله اء‬
‫تواب ع أجمع (تق ول ‪ :‬ق ام زي ٌد ُ‬
‫) أي أنهم أجازوا أن تتبع ألفاظ التوكيد النكرات ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) أي أنها تأكيد مرفوع بالواو ألنها جمع مذكر سالم ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪50‬‬
‫وكل تأكيد للقوم‪،‬‬
‫لرأيت‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫فالقوم مفعول به‬
‫َ‬ ‫القوم كلَّ ُهم)‬
‫مضاف إليه (ورأيت َ‬
‫واله اء مض اف إلي ه‪ ،‬والميم عالم ة الجمع (وم ررت ب القوم أجمعين) ف القوم‬
‫مج رور بالب اء‪ ،‬وأجمعين تأكي د للق وم مج رور بالي اء ألن ه جم ع م ذكر س الم‪،‬‬
‫والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫باب البدل‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫جاء‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫نحو‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫متبوعه‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫)‬ ‫هو التابع المقصود بالحكم بال واسطة (‬
‫زي ٌد أخ وك‪ ،‬فزي ٌد فاع ل‪ ،‬وأخ وك ب دل من زي د‪ ،‬ب دل ك ل من ك ل‪ ،‬ويس مى‬
‫البدل المطابق ألن المراد من الثاني هو األول بعينه (إذا ُأبدل اسم من اسم)‬
‫ص ِّل تس جد هلل يرحمك‬
‫نح و ‪ :‬ج اء زي ٌد أخ وك (أو فع ل من فع ل) نح و ‪ :‬إن تُ َ‬
‫(تبع ه في جمي ع إعراب ه) رفع اً‪ ،‬ونص باً‪ ،‬وخفض اً‪ ،‬وجزم اً (وه و أربع ة أقس ام ‪:‬‬
‫بدل الشئ من الشئ) ويقال له ‪ :‬بدل الكل من الكل‪ ،‬والبدل المطابق‪ ،‬وهو‬
‫ما كان الثاني فيه عين األول‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء زي ٌد أخوك (وبدل البعض من الكل)‬
‫ف ُثلَثه (وب دل‬
‫وه و م ا ك ان الث اني في ه بعض اً من األول‪ ،‬نح و ‪ :‬أكلت الرغي َ‬
‫االش تمال) وه و م ا ك ان الث اني في ه بين ه وبين األول ارتب اط بغ ير الكلي ة‬
‫علم هُ (‪( )3‬وبدل الغلط) وهو ما ذكر فيه األول‬
‫والجزئية‪ ،‬نحو ‪ :‬نَفعني زي ٌد ُ‬
‫‪ )1‬لفظية ‪.‬‬
‫‪ )2‬أو يقال في تعريفه ‪ :‬هو تابع يدل على نفس المتبوع أو جزء منه‪ ،‬ويتضح شرح التعريف‬
‫فعلي تابع لإلمام في إعرابه‪ ،‬وهو المقصود‬
‫علي‪ٌ ،‬‬
‫اإلمام ٌ‬
‫ُ‬ ‫بالمثال‪ ،‬فقولنا مثال ‪ :‬واضع النحو‬
‫بحكم نسبة وضع النحو إليه‪ ،‬واإلمام إنما ذكر توطئة وتمهيدا له‪ ،‬وهو غير مقصود بالذات‬
‫قلت واض ع النح و علي‪ ،‬ك ان كالم ا‬
‫"علي" بال ذكر منف ردا‪ ،‬فل و َ‬
‫ألن ك ل و حذفت ه الس تقل ٌ‬
‫مستقال‪ ،‬وال واسطة بين التابع والمتبوع كحروف العطف وغيرها ‪.‬‬
‫‪ )3‬ولتوض يح التعري ف أك ثر أق ول ‪ :‬عن د النظ ر إلى المث ال الس ابق نج د أن ا النف ع يحتم ل أن‬
‫يك ون بج اه زي د أو علمه أو غيرهم ا مم ا ينتف ع ب ه ‪ ،‬ولكن عن دما قلنا علم ه تعين أحد تلك‬
‫َع دون الباقي من المعاني من غير أن يدخل واحد‬
‫العرض يَّة التي يتضمنها العامل َنف َ‬
‫المعاني َ‬

‫‪51‬‬
‫غلطاً‪ ،‬ثم ذكر الثاني إلزالة ذلك الغلط‪ ،‬نحو ‪ :‬ركبت زيداً الفرس‪ ،‬وقد مثّل‬
‫قام زي ٌد أخوك)‬
‫المصنف رحمه اهلل تعالى لألقسام األربعة بقوله (نحو قولك ‪َ :‬‬
‫فزي ٌد فاعل‪ ،‬وأخوك بدل منه بدل كل من كل مرفوع بالواو ألنه من األسماء‬
‫الرغيف مفع ول ب ه‬
‫َ‬ ‫ف ثُلثَه) ف‬
‫(وأكلت الرغي َ‬
‫ُ‬ ‫الخمس ة‪ ،‬والك اف مض اف إلي ه‬
‫وثلث ب دل من ه ب دل بعض من ك ل‪ ،‬واله اء مض اف إلي ه مب ني على‬
‫ألكلت‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫َع فع ل م اض‪ ،‬والن ون‬
‫الض م في مح ل جر (ونفع ني زي ٌد علم ه) وإعراب ه ‪َ :‬نف َ‬
‫نفع‬
‫فاعل َ‬
‫للوقاية‪ ،‬والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب‪ ،‬وزي ٌد ُ‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وعلم بدل اشتمال من ٍ‬
‫زيد‪ ،‬والهاء مضاف إليه مبني‬ ‫ُ‬
‫رأيت‪،‬‬
‫رس) فزي داً مفع ول به ل ُ‬
‫(ورأيت زي داً الف َ‬
‫ُ‬ ‫على الض م في مح ل ج ر‬
‫والف رس ب دل غل ط أي ب دل عن اللف ظ ال ذي ذك ر غلط اً‪ ،‬وه و الم راد بقوله‬
‫فأبدلت‬
‫َ‬ ‫(أردت أن تقول ‪ :‬الفرس فغلطت فأبدلت زيداً منه) المراد من قوله‬
‫اإلبدال اللغوي وهو التعويض‪ ،‬والمعنى عوضت زيداً عن الفرس الذي كان‬
‫التركيب اإلتيان به بدون لفظ ٍ‬
‫زيد‪ ،‬فال ينافي أن البدل في االصطالح في‬ ‫ِ‬ ‫ح ّق‬
‫ه ذا ال تركيب ه و الف رس ال زي ٌد‪ ،‬فال اع تراض على المص نف ب أن الب دل ه و‬
‫دلت زي داً من ه؛ وحاص ل الج واب أن م راده‬
‫الف رس ال زي ٌد‪ ،‬فكيف يق ول فأب َ‬
‫اإلبدال اللغوي ال االصطالحي‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫من تلك المعاني في ذات زيد أو تكوينه الجسمي‪ ،‬فهو ليس جزءا حقيقيا أساسيا أصيال ال‬
‫يوجد زيد إال به‪ ،‬وإنما هو أمر عرضي طارئ‪ ،‬فالعلم في المثال السابق يسمى بدل اشتمال‪،‬‬
‫والمبدل منه هو زيد ‪ ،‬وقد عرف بعضهم بدل االشتمال بتعريف أوضح وأسهل مما قاله‬
‫الش ارح فق ال ‪ :‬ه و ت ابع يعين أم را عرض يا ووص فا طارئ ا من األم ور واألوص اف المتع ددة‬
‫بالمتبوع ويشتمل عليها معنى عامله إجماال بغير تفصيل ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اَألس َم ِاء‬
‫ات ْ‬ ‫ب ــاب م ْنصوب ِ‬
‫َ ُ َ ُ َ‬
‫ضربت زيداً‪ ،‬فزيدا‬
‫ُ‬ ‫عشر‪ ،‬وهي ‪ :‬المفعول به) نحو ‪:‬‬
‫خمسةَ َ‬
‫(المنصوبات َ‬
‫ضربت ضرباً‪ ،‬فضرباً مصدر منصوب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والمصدر) نحو ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫مفعول به منصوب (‬
‫اليو َم‪ ،‬فصمت‬
‫ت ْ‬ ‫ص ْم ُ‬
‫ويعبر عنه بالمفعول المطلق (وظرف الزمان) نحو ‪ُ :‬‬
‫فعل وفاعل‪ ،‬واليوم منصوب على الظرفية الزمانية (وظرف المكان) نحو ‪:‬‬
‫فجلست فعل وفاعل ‪،‬وأمام منصوب على الظرفية‬ ‫ِ‬
‫الكعبة‪،‬‬ ‫أمام‬
‫ُ‬ ‫ت َ‬ ‫جلَ ْس ُ‬
‫والحال) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد راكباً‪ ،‬فجاء زي ٌد‬
‫ُ‬ ‫المكانية‪ ،‬والكعبة مضاف إليه (‬
‫مييز) نحو { َوفَ َّج ْرنَا‬
‫فعل وفاعل‪ ،‬وراكباً حال من زي ٌد منصوب بجاء (والتّ ُ‬
‫وعيُونَاً تمييز‬
‫ض مفعول به‪ُ ،‬‬‫واألر َ‬
‫ففجرنا فعل وفاعل‪ْ ،‬‬ ‫ض عُيُونَاً} َّ‬
‫األر َ‬
‫ْ‬
‫فالقو ُم فاعل قام‪،‬‬
‫القوم إال زيداً‪ْ ،‬‬
‫منصوب ب َف َّج ْرنا (والمستثنى) نحو ‪ :‬قام ُ‬
‫غالم‬ ‫ٍ‬
‫وإال أداةُ استثناء‪ ،‬وزيداً منصوب على االستثناء بإال (واسم ال) نحو ‪ :‬ال َ‬
‫حاضر‪ ،‬فال نافية للجنس تنصب االسم وترفع الخبر‪ ،‬وغالم اسمها‬‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫رجل‬
‫وحاضر خبرها مرفوع‬
‫ٌ‬ ‫منصوب بالفتحة‪ ،‬وغالم مضاف ورجل مضاف إليه‪،‬‬
‫وغالم منادى‬ ‫زيد‪ ،‬فيا حرف ٍ‬
‫نداء‪،‬‬ ‫بالضمة (والمنادى) نحو ‪ :‬يا غالم ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪53‬‬
‫منصوب بالفتحة ألنه منادى مضاف‪ٍ ،‬‬
‫وزيد مضاف إليه (وخبر كان وأخواتها)‬
‫نحو ‪ :‬كان زي ٌد قائماً‪ ،‬فكان فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪،‬‬
‫إن وأخواتها) نحو ‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫وزي ٌد اسمها مرفوع‪ ،‬وقائماً خبرها منصوب (واسم َّ‬
‫قائم‪ ،‬فإ ّن حرف توكيد ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪ ،‬وزيداً‬
‫زيداً ٌ‬
‫وقائم خبرها مرفوع (والمفعول من أجله) نحو ‪ :‬قام زي ٌد‬
‫اسمها منصوب‪ٌ ،‬‬
‫إجالالً لعمرو‪ ،‬فقام زي ٌد فعل وفاعل‪ ،‬وإجالالً مفعول ألجله منصوب بقام‪،‬‬
‫والنيل‪،‬‬
‫َ‬ ‫سرت‬
‫لعمرو جار ومجرور متعلق بإجالالً (والمفعول معه) نحو ‪ُ :‬‬
‫والنيل مفعول معه منصوب‬
‫َ‬ ‫والنيل الواو واو المعية‪،‬‬
‫َ‬ ‫فسرت فعل وفاعل‪،‬‬
‫ُ‬
‫رأيت زيداً‬
‫بسرت (والتابع للمنصوب‪ ،‬وهو أربعة أشياء ‪ :‬النعت) نحو ‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫رأيت زيداً‬
‫وع ْمراً (والتوكيد) نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت زيداً َ‬
‫العاقل (والعطف) نحو ‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫رأيت زيداً أخاك‪ ،‬وإعراب األمثلة ظاهر‪ ،‬واهلل سبحانه‬
‫نفسهُ (والبدل) نحو ‪ُ :‬‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫ول ِبه‬
‫اب الْم ْفعُ ِ‬
‫بَ ُ َ‬
‫لما ذكر المنصوبات إجماالً شرع يذكرها تفصيالً‪ ،‬ولم يذكر في التفصيل‬
‫خبر كان وأخواتها‪ ،‬واسم إ ّن وأخواتها‪ ،‬والتوابع‪ ،‬لتقدم ذكرها في‬
‫المرفوعات‪ ،‬وبدأ بذكر المفعول به وهو في اللغة ‪ :‬من وقع عليه الفعل‪،‬‬
‫كضربت زيداً‪ ،‬أو معنوياً‪ ،‬كتعلمتُ المسئلةَ‪ ،‬فإن‬
‫ُ‬ ‫سواء كان الفعل حسيّاً‪،‬‬
‫حسي‪ ،‬والتعلم معنوي‪ ،‬وفي اصطالح النحاة ما ذكره بقوله (وهو‬
‫الضرب ّ‬
‫االسم المنصوب الذي يقع به الفعل) يعني أن المفعول به في اصطالح النحاة‬

‫‪54‬‬
‫س)‬
‫الفر َ‬
‫ت َ‬ ‫وركِ ْب ُ‬
‫ت زيداً‪َ ،‬‬
‫ض َربْ ُ‬
‫هو ‪ :‬االسم الذي يقع عليه فعل الفاعل (نحو ‪َ :‬‬
‫لركبت‪ ،‬ومثل بمثالين لإلشارة‬
‫ُ‬ ‫والفرس مفعول به‬
‫َ‬ ‫لضربت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فزيداً مفعول به‬
‫إلى أنه ال فرق في المفعول به بين كونه عاقالً كزيد‪ ،‬أو غير عاقل كالفرس‬
‫ومضمر (فالظاهر‬
‫ٌ‬ ‫ظاهر‬
‫(وهو على قسمين ‪ :‬ظاهر‪ ،‬ومضمر) كما أن الفاعل ٌ‬
‫والفرس المتقدمان في المثالين السابقين (والمضمر‬
‫ُ‬ ‫ما تقدم ذكره) وهو زي ٌد‪،‬‬
‫قسمان ‪ :‬متصل) وهو الذي ال يبتدأ به‪ ،‬وال يقع بعد إال في االختيار‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫إالك‪ ،‬وقد يقع مثل ذلك في‬
‫رأيت َ‬
‫الكاف من رأيتك‪ ،‬إذ ال يصح أن يقال ما ُ‬
‫غير االختيار وهو ضرورة الشعر (ومنفصل) وهو الذي يقع في ابتداء الكالم‬
‫اك َن ْعبُ ُد} ويقع بعد إال في االختيار‪ ،‬نحو ‪ :‬ما َن ْعبُ ُد إال إياّ َك (فالمتصل‬
‫نحو {إيَّ َ‬
‫ض َربَني) وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض‪ ،‬والنون للوقاية‪،‬‬
‫اثنا عشر‪ ،‬نحو قولك ‪َ :‬‬
‫(وضربنَا)‬
‫َ‬ ‫والياء ضمير المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب‬
‫بفتح الباء‪ ،‬فنا ضمير المتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه مبني على السكون‬
‫ك) بفتح الكاف‪ ،‬فالكاف ضمير المخاطب‬ ‫في محل نصب مفعول به (وضربَ َ‬
‫ك) بكسر الكاف‪ ،‬ضمير‬ ‫(وضرب ِ‬
‫مبني على الفتح في محل نصب مفعول به َ َ َ‬
‫ض َربَ ُكما) فالكاف‬
‫المخاطبة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به (و َ‬
‫ضمير المخاطََب ْين مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪ ،‬والميم حرف‬
‫ض َربَ ُكم) فالكاف ضمير جمع الذكور‬ ‫دال على التثنية (و َ‬
‫عماد‪ ،‬واأللف حرف ّ‬
‫المخاطبِين مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪ ،‬والميم عالمة الجمع‬
‫ض َربَ ُك َّن) فالكاف ضمير جمع اإلناث المخاطبات مبني على الضم في محل‬
‫(و َ‬
‫وض َربَهُ) فالهاء ضمير المذكر‬
‫نصب مفعول به‪ ،‬والنون عالمة جمع النسوة ( َ‬
‫(وض َربَها) فالهاء ضمير‬
‫الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به َ‬
‫ض َر َب ُهما)‬
‫المؤنثة الغائبة مبني على السكون في محل نصب مفعول به (و َ‬
‫فالهاء ضمير المثنى الغائـبَ ْـين مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫دال على التثنية (وضربهم) فالهاء ضمير‬
‫والميم حرف عماد ‪ ،‬واأللف حرف ّ‬
‫جمع الذكور الغائبِين مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪ ،‬والميم‬
‫عالمة الجمع (وضربهن) فالهاء ضمير جمع اإلناث الغائبات مبني على الضم‬
‫في محل نصب مفعول به‪ ،‬والنون عالمة جمع النسوة (والمنفصل اثنا عشر‪،‬‬
‫أكرمت إال إياي تقول في إعرابه ‪ :‬ما نافية‪،‬‬
‫َ‬ ‫نحو قولك ‪ :‬إياي) فإذا قلت ‪ :‬ما‬
‫وأكرمت فعل وفاعل‪ ،‬وإال أداة حصر‪ ،‬وإن شئت قلت إال حرف إليجاب‬
‫النفي (‪ )1‬أو أداة استثناء ملغاة ال عمل لها‪ ،‬وإيا ضمير نصب منفصل مبني‬
‫دال‬
‫ألكرمت‪ ،‬والياء األخيرة حرف ّ‬
‫َ‬ ‫على السكون في محل نصب مفعول به‬
‫(وإياك) بفتح‬
‫َ‬ ‫على المتكلم (وإيانا) للمتكلم ومعه غير‪ ،‬أو المعظم نفسه‬
‫ِ‬
‫(وإياك) بكسر الكاف للمخاطبة (وإيا ُكما) للمخاطبَين‬ ‫الكاف للمخاطب‬
‫(وإيا ُكم) لجمع الذكور المخاطبين (وإيا ُك ّن) لجمع اإلناث المخاطبات‪ ،‬فإيا‬
‫في الجميع هي الضمير‪ ،‬وكلها يقال فيها ‪ :‬ضمير نصب منفصل مبني على‬
‫دال على‬
‫السكون في محل نصب مفعول به‪ ،‬والياء في األول حرف ّ‬
‫المتكلم‪ ،‬ونا في الثاني حرف دال على المتكلم ومعه غيره‪ ،‬أو المعظم نفسه‪،‬‬
‫والكاف فيما بعده للمخاطب‪ ،‬أو المخاطبة‪ ،‬أو المخاطََب ْين‪ ،‬أو المخاطبِين‪ ،‬أو‬
‫دال على التثنية‪،‬‬
‫المخاطبات‪ ،‬والميم في إياكما حرف عماد‪ ،‬واأللف حرف ّ‬
‫والميم في إياكم حرف دال على جمع الذكور المخاطبين‪ ،‬والنون في إياكن‬
‫دال على جمع النسوة المخاطبات (وإياه) للمفرد المذكر الغائب‪،‬‬
‫حرف ّ‬
‫الغائب ْين‬
‫والهاء حرف دال على الغيبة (وإياها) للمفردة الغائبة (وإياهما) للمثنى َ‬
‫(وإياهم) لجمع الذكور الغائبِين (وإياهن) لجمع اإلناث الغائبات‪ ،‬واهلل سبحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫) أي إلثبات النفي ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫ص َد ِر‬
‫اب ال َْم ْ‬
‫بَ ُ‬
‫ويسمى المفعول المطلق (وهو ‪ :‬االسم المنصوب الذي يجئ ثالثاً في‬
‫يضرب ضرباً) يعني أن المصدر هو االسم‬
‫ُ‬ ‫ضرب‬
‫َ‬ ‫تصريف الفعل‪ ،‬نحو قولك ‪:‬‬
‫أي اسم الحدث الذي يجئ ثالثاً في تصريف الفعل أي تغييره من صيغة إلى‬
‫يضرب ضرباً‪ ،‬فقد تغير من صيغة الماضي‪ ،‬إلى‬
‫ُ‬ ‫ضرب‬
‫َ‬ ‫صيغة أخرى‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫ضرب زيْ ٌد ضرباً‪ ،‬فزي ٌد‬
‫َ‬ ‫صيغة المضارع ثانياً‪ ،‬والمصدر ثالثا‪ ،‬فإذا قلت ‪:‬‬
‫فاعل‪ ،‬وضرباً مفعول مطلق منصوب بضرب‪ ،‬وإن شئت قلت ‪ :‬منصوب على‬
‫المصدر بضرب (وهو قسمان ‪ :‬لفظي ومعنوي‪ ،‬فإ ْن وافق لفظه لفظ فعله فهو‬
‫لفظي‪ ،‬نحو قولك ‪ :‬قتلتُه قتالً‪ ،‬وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬جلست قعوداً‪ ،‬وقمت وقوفاً) فإن الجلوس والقعود بمعنى واحد‪ ،‬كما‬
‫أن القيام والوقوف بمعنى واحد‪ ،‬فكل من قعوداً ووقوفاً منصوب على‬
‫المصدرية بالفعل الذي قبله‪ ،‬ويكفي اتفاقهما في المعنى وإن اختلفا في‬
‫اللفظ‪ ،‬وقيل يقدر لهما فعل موافق في اللفظ فيقال في األول ‪ :‬جلست‬
‫وقعدت قعوداً‪ ،‬وفي الثاني ‪ :‬قمت ووقفت وقوفاً‪ ،‬وذلك تكلف ال حاجة‬
‫إليه‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫باب ظرف الزمان وظرف المكان‬
‫(ظرف الزمان) في اصطالح النحاة (هو اسم الزمان) الذي يقع الحدث فيه‬
‫يوم الخميس كان التقدير صمت‬
‫صمت َ‬
‫ُ‬ ‫(المنصوب بتقدير في) فإذا قلت ‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫في ي وم الخميس‪ ،‬ف اليوم وق ع الص وم في ه (نح و ‪ :‬الي وم) في نح و قول ك ‪:‬‬
‫يوم‬
‫صمت َ‬ ‫ُ‬ ‫بصمت‪ ،‬ومثله‬
‫ُ‬ ‫فاليوم منصوب على الظرفية الزمانية‬
‫َ‬ ‫اليوم‪،‬‬
‫صمت َ‬ ‫ُ‬
‫وم الخميس (والليل ة) نح و ‪ :‬اعتكفت الليل ة أو ليل ةً أو ليل ة‬ ‫ِ‬
‫الجمع ة‪ ،‬أو ي َ‬
‫الجمع ِة‪ ،‬فالك ل منص وب على الظرفي ة الزماني ة بالفع ل ال ذي قبله (وغ دوة)‬
‫نحو ‪ :‬أزورك غدوةً‪ ،‬فأزورك فعل مضارع‪ ،‬وفاعله مستتر فيه وجوب اً تقديره‬
‫أن ا‪ ،‬والك اف ض مير المخ اطب مفع ول ب ه مب ني على الفتح في مح ل نص ب‪،‬‬
‫وغ دو ًة منص وب على الظرفي ة الزماني ة ب أزور (وبك رة) نحو ‪ :‬أزورك بك ر ًة‬
‫(وس حراً) نح و ‪ :‬أجيئ ك س حراً (وغ داً) نح و ‪ :‬أجيئ ك غ داً (وعتم ة) نح و ‪:‬‬
‫مساء‪،‬‬
‫أجيئك عتمةً (وصباحاً) نحو ‪ :‬أجيئك صباحاً (ومساء) نحو ‪ :‬أجيئك ً‬
‫َ‬
‫أكلم زيداً أبداً ‪ ،‬وإعرابه ال نافية‪،‬‬
‫واإلعراب ظاهر مما قبله (وأبداً) نحو ‪ :‬ال ُ‬
‫وأكلم فعل مضارع‪ ،‬وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا‪ ،‬وأبداً منص وب على‬
‫ُ‬
‫الظرفية الزمانية؛ واألبد الزمن المستقبل الذي ال نهاية له (وأمداً) نحو ‪ :‬ال‬
‫فقرأت‬
‫ُ‬ ‫أكلم زيداً أمداً‪ ،‬واألمد الزمن المستقبل (وحين اً) تقول ‪ :‬قرأت حين اً‪،‬‬
‫فع ل وفاع ل‪ ،‬وحين اً منص وب على الظرفية الزماني ة‪ ،‬والحين الزم ان المبهم‬
‫(وم ا أش به ذل ك) نح و ‪ :‬وقت‪ ،‬وس اعة‪ ،‬وض حوة (وظ رف المك ان ه و اس م‬
‫المكان) الذي يقع فيه الحدث (المنصوب بتقدير في‪ ،‬نحو ‪ :‬أمام) تقول ‪:‬‬
‫ت فع ل وفاع ل‪ ،‬وأم ام منص وب على الظرفية‬
‫جلس ت أم ام الش يخ‪ ،‬فجلس ُ‬
‫المكاني ة بجلس ت‪ ،‬والش يخ مض اف إليه (وخل ف) نح و ‪ :‬جلس ت خلفه‬
‫(وقُ ّدام) بمع نى األم ام (ووراء) بمع نى الخلف (وف وق) نح و ‪ :‬جلس ت ف وق‬
‫الس طح‪ ،‬فف وق منص وب على الظرفي ة المكاني ة‪ ،‬والس طح مض اف إليه‬
‫(وتحت) نح و ‪ :‬جلس ت تحت الس قف‪ ،‬فتحت منص وب على الظرفي ة‬
‫المكانية‪ ،‬والسقف مضاف إليه (وعند) بمعنى المكان القريب‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست‬
‫عن د زي ٍد‪ ،‬فعن د منص وب على الظرفي ة المكاني ة‪ ،‬وزي د مض اف إليه (وم ع)‬

‫‪58‬‬
‫بمعنى مكان االجتماع والمصاحبة‪ ،‬نحو ‪ :‬ركبت مع ٍ‬
‫زيد‪ ،‬فمع منصوب على‬
‫الظرفية المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه (وإزاء) بمعنى مقابل‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست إزاء‬
‫ٍ‬
‫زيد‪ ،‬فإزاء منصوب على الظرفية المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه (وحذاء) بمعنى‬
‫المك ان الق ريب‪ ،‬نح و ‪ :‬جلست ح ذاء زي ٍد‪ ،‬فح ذاء منص وب على الظرفي ة‬
‫المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه (وتلقاء) بمعنى مقابل‪ ،‬نحو جلست تلقاء زيد‪،‬‬
‫فتلق اء منص وب على الظرفي ة المكاني ة‪ ،‬وزيد مض اف إلي ه (وهنا) اسم إشارة‬
‫للمك ان الق ريب‪ ،‬فه و ظ رف مك ان‪ ،‬نح و ‪ :‬جلس ت هن ا‪ ،‬فهن ا مب ني على‬
‫الس كون في مح ل نصب على الظرفي ة المكانية (وثَ َّم) اس م إش ارة للمك ان‬
‫البعي د‪ ،‬فه و ظ رف مك ان‪ ،‬نح و ‪ :‬جلست ثَ َّم‪ ،‬فثَ َّم مب ني على الفتح في مح ل‬
‫نصب على الظرفية المكانية (وما أشبه ذلك) من أسماء المكان المبهمة‪ ،‬نحو‬
‫‪ :‬يمين‪ ،‬وشمال‪ ،‬وبريد‪ ،‬وفرسخ‪ ،‬وميل‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫ْح ـ ِ‬
‫ـال‬ ‫ـاب ال َ‬
‫ب ـ ـَـ ُ‬
‫(الحال هو االسم المنصوب المفسر لما انبهم (‪ )1‬من الهيئات) (‪ )2‬يعني أن‬
‫الحال هو االسم المنصوب المفسر لهيئة صاحبه عند حصول معنى عامله‪،‬‬
‫فه و وص ف في المع نى لص احبه‪َ ،‬ق ْي ٌد لعامله (نح و ‪ :‬ج اء زي ٌد راكب اً) فزي ٌد‬
‫فاعل جاء‪ ،‬وراكباً حال منه حصل بها بيان هيئته عند المجيء‪ ،‬فهي حال من‬

‫) أي استبهم بمعنى خفي واستتر ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) الهيئات هي الصفات الالحقة للذوات العاقلة وغيرها ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪59‬‬
‫الفاعل‪ ،‬وناصبه الفعل المذكور قبله‪ ،‬وقد تأتي الحال من المفعول كما ذك ره‬
‫ركبت‪ ،‬ومس رجاً ح ال من‬
‫ُ‬ ‫رس مس رجاً) ف الفرس مفع ول‬
‫وركبت الف َ‬
‫ُ‬ ‫بقوله (‬
‫ولقيت عب َد اهلل‬
‫الفرس فهو حال من المفعول‪ ،‬وناصبها الفعل المذكور قبله ( ُ‬
‫راكب اً) فعب َد اهلل مفع ول لقيت‪ ،‬وراكب اً يحتم ل أن يك ون ح االً من الت اء وهي‬
‫الفاعل‪ ،‬أو من عبد اهلل وهو المفعول (وما أشبه ذلك) من أمثلة الحال‪ ،‬وقد‬
‫والشمس طالع ةٌ‪ ،‬فالواو واو الحال (‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫جاء زي ٌد‬
‫تكون الحال جملة‪ ،‬نحو ‪َ :‬‬
‫والشمس طالعة مبتدأ وخبر‪ ،‬والجملة في محل نصب حال من زيد‪ ،‬وهي في‬
‫قوة قولك ‪ :‬جاء زيد مقارناً طلوع الشمس (وال يكون الحال إال نك رة) يعني‬
‫فتؤول‬
‫أن الحال ال تكون إال نكرة كما في األمثلة السابقة وقد تأتي معرفة ّ‬
‫بنكرة‪ ،‬نحو ‪ :‬ادخلوا األول فاألول‪ ،‬أي مرتبين‪ ،‬واجتهد وحدك أي منفرداً‬
‫(وال يك ون إال بع د تم ام الكالم) كم ا في األمثل ة الس ابقة‪ ،‬وق د يجب تق ديم‬
‫الحال إذا كان لها صدر الكالم‪ ،‬كأسماء االستفهام نحو ‪ :‬كيف جاء زي ٌد‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬كيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل نص ب على الحال من‬
‫زي د‪ ،‬وج اء زي د فع ل وفاع ل (وال يك ون ص احبها إال معرف ة) كم ا في األمثلة‬
‫الس ابقة‪ ،‬وق د ت أتي من ص احبها النك رة نك رة س ماعاً‪ ،‬ومن ه الح ديث "ص لى‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم جالساً‪ ،‬وصلى وراءه ٌ‬
‫رجال قياماً" فقياماً حال‬
‫من رج ال وه و نك رة‪ ،‬وه و يحف ظ وال يق اس علي ه‪ ،‬وق د (‪ )2‬يك ون ص احبها‬
‫نك رة قياس اً بمس ّوغ من المس ّوغات الم ذكورة في المط ّوالت‪ ،‬واهلل س بحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫اب الَّْت ِميي ِز‬
‫بَ ُ‬
‫‪ )1‬واو الحال هي واو تربط بين صاحب الحال وجملة الحال ‪ ،‬وتكون الجملة التي بعده في‬
‫محل نصب حال ‪.‬‬
‫) عطف على سماعا ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪60‬‬
‫(التمييز هو االسم المنصوب المفسر لما انبهم (‪ )1‬من الذوات) وناصبه ما‬
‫‪2‬‬
‫قبله من فعل‪ ،‬أو عدد‪ ،‬أو مقدار ( ) كما سيظهر من األمثلة‪ ،‬وقد يكون ُمَبيِّناً‬
‫ب زي ٌد‬
‫تصبَّ َ‬ ‫ِّس ِ‬
‫ب كما سيتضح باألمثلة أيضاً (نحو قولك ‪َ :‬‬ ‫لما َخفي من الن َ‬
‫ب فعل ماض‪ ،‬وزيد فاعل‪ ،‬وعرقاً تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة‬ ‫صبَّ َ‬
‫عرقاً) َفتَ َ‬
‫بالفعل قبله‪ ،‬وهو مبين لما انبهم من النسبة فإن نسبة التصبب إلى زيد تحتمل‬
‫كر (‪ )3‬شحماً‪ ،‬وطاب‬
‫أن تكون من جهة العرق أو غيره‪ ،‬وكذا قوله (وتفقأ بَ ٌ‬
‫محمد نفساً) كل من التمييزين فيهما مبين لما انبهم من النسبة‪ ،‬وكل من‬
‫التركيبين فعل وفاعل‪ ،‬وشحماً في األول تمييز‪ ،‬وكذا نفساً في الثاني‬
‫(واشتريت عشرين غالماً) اشتريت فعل وفاعل‪ ،‬وعشرين مفعول به منصوب‬
‫بالياء ألنه ملحق بجمع المذكر السالم‪ ،‬وغالماً تمييز لعشرين إلبهامها‬
‫ولصالحيتها لكل معدود‪ ،‬وناصب التمييز عشرين (وملكت تسعين نعجةً)‬
‫ملكت فعل وفاعل‪ ،‬وتسعين مفعول به منصوب بالياء ألنه ملحق بجمع‬
‫المذكر‪ ،‬ونعجة تمييز لتسعين منصوب به كما تقدم في عشرين (وزي ٌد أكرم‬
‫منك أباً) زيد مبتدأ‪ ،‬وأكرم خبره‪ ،‬ومنك جار ومجرور متعلق بأكرم‪ ،‬وأباً‬
‫َ‬
‫تمييز منصوب بأكرم ُم َح َّول عن المبتدأ‪ ،‬واألصل أبو زيد أكرم منك فحول‬
‫التركيب (‪ )4‬وقيل ‪ :‬زيد أكرم منك‪ ،‬فحصل إبهام في نسبة األكرمية إليه من‬
‫أي جهة‪ ،‬فجئ بالتمييز لبَيان ذلك اإلبهام‪ ،‬ومثله قول (وأجمل منك وجهاً)‬
‫فأجمل معطوف على أكرم الواقع خبراً عن زيد‪ ،‬والمعطوف على الخبر خبر‪،‬‬

‫) أي استبهم ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )2‬المقدار هو ما يقدر ب ه غ يره ‪ ،‬ويش مل ك ل ش يء يس تعمل في تق دير الكي ل‬


‫أو الوزن أو المساحة ‪.‬‬
‫) بفتح الباء ‪ ،‬وهو ولد الناقة ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫) وصار المبتدأ تمييزا ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪61‬‬
‫والتقدير زي ٌد أجمل منك وجهاً‪ ،‬فزيد مبتدأ‪ ،‬وأجمل خبره‪ ،‬ومنك جار‬
‫ومجرور متعلق بأجمل‪ ،‬ووجهاً تمييز محول عن المبتدأ إلبهام نسبة األجملية‬
‫إليه‪ ،‬واألصل وجه زيد أجمل منك ففعل به ما تقدم (وال يكون إال نكرة)‬
‫يعني أن التمييز كالحال ال يكون إال نكرة كما تقدم في األمثلة‪ ،‬وأما قوله ‪:‬‬
‫وطبت النفس يا قيس عن عمرو‪ ،‬فأل فيه زائدة (وال يكون إال بعد تمام‬
‫الكالم) كما تقدم في األمثلة أيضاً‪ ،‬وقد يتق ّدم إذا كان عامله متصرفاً‪ ،‬كقوله‬
‫‪:‬‬
‫وشيباً رأسي ا ْشَت َعالً‬
‫فشيباً تمييز مقدم على عامله وهو اشتعل‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫ب ــاب االستِ ْثن ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـاء‬ ‫َ ُ ْ َ‬
‫ه و اإلخ راج ب إال أو إح دى أخواته ا (وح روف االس تثناء ثماني ة‪ ،‬وهي ‪ :‬إال)‬
‫نحو ‪ :‬ق ام الق وم إال زي داً‪ ،‬فق ام الق وم فع ل وفاع ل‪ ،‬وإال أداة اس تثناء‪ ،‬وزي داً‬
‫زيد‪ ،‬فغير منصوب‬ ‫منصوب بإال على االستثناء (وغير) نحو ‪ :‬قام القوم غير ٍ‬
‫وس َواءٌ) نح و ‪ :‬ق ام الق وم‬ ‫ِ‬
‫وس وى َ‬‫على االس تثناء‪ ،‬وزي د مض اف إليه (وس وى ُ‬
‫زيد‪ ،‬فسوى منصوب على االستثناء بفتحة مقدرة على األلف للتعذر‪،‬‬ ‫سوى ٍ‬
‫وزيد مضاف إليه (‪( )1‬وخال ‪ ،‬وعدا ‪ ،‬وحاشا) (‪ )2‬نحو ‪ :‬قام القوم خال زي داً‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وعدا عمراً‪ ،‬وحاشا بكراً‪ ،‬فخـال فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬وفاعله ضمير يعود على القائم‬
‫المفه وم من ق ام الق وم (‪ )3‬وزي داً منص وب على المفعولية بخال‪ ،‬وه و اس تثناء‬
‫وس وى وسواء يجب جره بإضافة األداة إليه‪ ،‬وأما األداة‬ ‫ِ‬
‫) فاالسم الواقع بعد غير وس وى ُ‬
‫‪1‬‬

‫نفسها فإنها تأخذ حكم االسم الواقع بعد إال على التفصيل اآلتي ‪.‬‬
‫‪ )2‬وكلها بمعنى جاوز ‪.‬‬
‫‪ )3‬أي أن الضمير مستتر فيه وهو يعود على البعض المفهوم من الكل السابق‪ ،‬فكأنه قال ق ام‬
‫القوم خال بعضهم زيدا ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫في المعنى إذ المعنى إذا جاوز القائم زيداً أي خالفه (‪ )1‬فهو بمنزلة قام القوم‬
‫ب إذا كان الكالم‬
‫ص ُ‬
‫إال زيداً‪ ،‬ومثله عدا عمراً وحاشا بكراً (فالمستثنى بإال ُي ْن َ‬
‫تاماً موجب اً) التام هو الذي ذكر فيه المستثنى والمستثنى منه‪ ،‬والموجب هو‬
‫المثبت أي ال ذي لم يدخل ه نفي وال نهي وال اس تفهام (نح و ‪ :‬ق ام الق وم إال‬
‫زيداً) فقام القوم فعل وفاعل‪ ،‬وإال أداة استثناء‪ ،‬وزيداً منصوب على االستثناء‬
‫ب إال (وخ رج الن اس إال َع ْم راً) ه و مثل ه في اإلع راب‪ ،‬وك ل من المث الين ت ام‬
‫موجب يجب فيه نصب المستثنى‪ ،‬فإن كان المستثنى من جنس المستثنى منه‬
‫‪2‬‬
‫يسمى االستثناء متص الً كالمثالين ( ) وإن كان من غير جنسه يسمى منقطع اً‬
‫(‪ )3‬نح و ‪ :‬ق ام الق وم إال حم اراً (وإن ك ان الكالم منفي اً تام اً‪ ،‬ج از في ه الب دل‬
‫والنصب على االستثناء) يعني أن الكالم التام إذا تقدمه نفي‪ ،‬ومثله شبه النفي‬
‫ك النهي واالس تفهام ج از في المس تثنى النص ب على االس تثناء‪ ،‬واإلتب اع على‬
‫وم إال زي ٌد) ب الرفع ب دل من‬
‫البدلي ة وه و المخت ار‪ ،‬ف النفي (نح و ‪ :‬م ا ق ام الق ُ‬
‫الق وم ب دل بعض من ك ل‪ ،‬والعائ د مق در أي منهم (‪( )4‬وزي داً) بالنص ب على‬
‫االس تثناء‪ ،‬ومث ال النهي ‪ :‬ال يقم أح ٌد إال زي ٌد‪ ،‬وإال زي داً‪ ،‬ومث ال االس تفهام ‪:‬‬
‫ه ل ق ام الق وم إال زي ٌد‪ ،‬وإال زي داً‪ ،‬ومح ل ج واز األم رين إذا ك ان االس تثناء‬
‫متصالً‪ ،‬فإن كان منقطعاً وجب النصب وإن تقدمه نفي أو شبهه‪ ،‬نحو ‪ :‬ما قام‬
‫ار ب الرفع‪ ،‬ه ذا م ذهب جمه ور الع رب‪،‬‬
‫الق وم إال حم اراً‪ ،‬وال يج وز إال حم ٌ‬

‫) فلم يقم‪ ،‬فالقوم عندما قاموا وفارقوا زيدا خالفوه في عدم القيام ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ) 2‬ونستطيع أن نعرفه بعبارة أخرى فنقول هو ما كان فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬سقيت األشجار إال شجرة‪ ،‬أو فحص الطبيب الجسم إال اليد ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬أو يقال ‪ :‬هو ما لم يكن فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه كما في المثال الذي‬
‫سيذكره المؤلف ‪.‬‬
‫‪ )4‬أي تقديره إال زي ٌد منهم ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫وأجاز بنو تميم فيه اإلبدال أيضاً (‪( )1‬وإن كان الكالم ناقصاً كان على حسب‬
‫العوامل) يعني إذا كان الكالم ناقص اً بعدم ذكر المستثنى منه كان المستثنى‬
‫على حس ب العوام ل ال تي قبله (نح و ‪ :‬م ا ق ام إال زي ٌد) فم ا نافي ة‪ ،‬وق ام فع ل‬
‫يطلب ف اعالً‪ ،‬وإال أداة اس تثناء ملغ اة ال عم َل له ا‪ ،‬ألن م ا قبله ا يطلب م ا‬
‫ت إال زيداً) فزيداً مفعول ضربت‪ ،‬وإال ملغاة ال‬
‫ض َربْ ُ‬
‫بعدها‪ ،‬وزي ٌد فاعل (وما َ‬
‫عمل لها (وما مررت إال ٍ‬
‫بزيد) فزيد مجرور بالباء ‪ ،‬وإال ملغاة ال عمل لها‪،‬‬
‫وس َو ٍاء‬
‫وس وى‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫والجار والمجرور متعلق بمررت (والمستثنى بغير‪ ،‬وس وى‪ُ ،‬‬
‫مجرور ال غير) يعني أن المستثنى بهذه األدوات األربعة يجب جره بإضافتها‬
‫إليه‪ ،‬وأما هي فلها حكم المستثنى بإال السابق من وجوب النصب مع التمام‬
‫واإليجاب‪ ،‬نحو ‪ :‬قام القوم غير ٍ‬
‫زيد‪ ،‬وأرجحية اإلتباع مع التمام والنفي في‬ ‫َ‬
‫المتصل‪ ،‬نحو ‪ :‬ما قام القوم غير ٍ‬
‫زيد‪ ،‬برفع غ ير على البدلية‪ ،‬ونصبها على‬ ‫ُ ُ‬
‫االستثناء (‪ )2‬ووجوب النصب في المنقطع عند غير تميم‪ ،‬نحو ‪ :‬ما قام القوم‬
‫غير حما ٍر‪ ،‬ومن اإلج راء على حس ب العوام ل في الناقص نحو ‪ :‬م ا قام ُ‬
‫غير‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫زي د‪ ،‬وم ا رأيت غ َير زي د‪ ،‬وما م ررت بغ ي ِر زي د‪ ،‬وهك ذا حكم س وى ُ‬
‫وس وى‬
‫وس واء في الجمي ع (والمس تثنى بخال‪ ،‬وع دا‪ ،‬وحاش ا‪ ،‬يج وز نص به وج ره‪،‬‬
‫وم خال زي داً) بنص ب زي داً على أن خال فع ل م اض‪ ،‬وفاعله ا‬
‫نح و ‪ :‬ق ام الق ُ‬
‫ٍ‬
‫(وزيد) بالجر‬ ‫مستتر يعود على القائم المفهوم من قام القوم‪ ،‬وزيداً مفعول به‬
‫على أن خال ح رف جر (وع دا عم راً‪ ،‬وعم ٍرو‪ ،‬وحاش ا زي داً وزي ٍد) بالنص ب‬
‫والجر في المثالين نظير األول‪ ،‬والحاصل أن المستثنى بهذه الكلمات الثالث‬
‫يجوز نصبه بها على تقديرها أفعاالً‪ ،‬وجره على تقديرها حروفا‪ ،‬واهلل سبحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫حمار ‪.‬‬
‫) فتقول فيه ‪ :‬ما قام القوم إال ٌ‬
‫‪1‬‬

‫‪ )2‬فتقول ‪ :‬ما قام القوم غير ٍ‬


‫زيد ‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪64‬‬
‫ـاب ال‬
‫ب ـَ ـ ـ ُ‬
‫(اعلم أن ال تنصب النكرات بغير تنوين‪ ،‬إذا باشرت النكرة ولم تتكرر ال)‬
‫أن ال النافية للجنس (‪ )1‬تنصب االسم وترفع الخبر‪ ،‬مثل َّ‬
‫إن لكنها‬ ‫يعني َّ‬
‫تختص بالنكرات‪ ،‬فال تعمل في معرفة‪ ،‬ويشترط أن تباشر النكرة وال تكرر‪،‬‬
‫فإن دخلت على ما ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف فإنه يبنى على الفتح (نحو‬
‫إن تنصب االسم وترفع‬ ‫رجل في الدار) فال نافية للجنس تعمل عمل َّ‬
‫‪ :‬ال َ‬
‫ورجل اسمها مبني على الفتح في محل نصب‪ ،‬وفي الدار جار‬
‫َ‬ ‫الخبر‪،‬‬
‫ومجرور متعلق بمحذوف خبر‪ ،‬وإن دخلت على مضاف أو شبيه بالمضاف‬
‫حاضر‪ ،‬وال طالعاً جبالً موجو ٌد‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫غالم سف ٍر‬
‫فإنها تنصبه وال يبنى‪ ،‬نحو ‪ :‬ال َ‬
‫وغالم اسمها منصوب بالفتحة‬
‫َ‬ ‫وإعراب المثال األول ‪ :‬ال نافية للجنس‪،‬‬
‫الظاهرة‪ ،‬وسف ٍر مضاف إليه‪ ،‬وحاضر خبرها؛ وإعراب المثال الثاني ‪ :‬ال نافية‬
‫للجنس‪ ،‬وطالعاً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وجبالً منصوب بطالعاً على‬
‫أنه مفعوله ألنه اسم فاعل يعمل عمل الفعل‪ ،‬وموجود خبرها‪ ،‬والشبيه‬
‫بالمضاف هو ما تعلق به أي اتصل به شئ من تمام معناه (‪ )2‬مرفوعاً كان‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬ال قبيحاً فعلُه ممدوح‪ ،‬ففعله مرفوع بقبيحاً على أنه فاعله‪ ،‬أو منصوباً‬
‫نحو ‪ :‬ال طالعاً جبالً حاضر‪ ،‬أو مجروراً بحرف جر‪ ،‬نحو ‪ :‬ال خيراً من ٍ‬
‫زيد‬
‫زيد جار ومجرور متعلق بخيراً (فإن لم تباشرها وجب الرفع‬‫عندنا‪ ،‬فَ ِمن ٍ‬
‫ْ‬
‫رجل وال امرأة) فال نافية للجنس ملغاة‬
‫ووجب تكرار ال) نحو ‪ :‬ال في الدار ٌ‬
‫ال عمل لها‪ ،‬وفي الدار جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم‪ ،‬ورجل‬
‫مبتدأ مؤخر‪ ،‬وامرأة معطوف على رجل (فإن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها)‬

‫‪ )1‬معنى نفيها للجنس‪ ،‬أنها تنفي الخبر عن جميع أفراد جنس اسمها ‪.‬‬
‫‪ُ )2‬س ِّم َي بذلك لكونه عمل فيما بعده كما يعمل المضاف فيما بعده‪ ،‬وألن ما بعده من تمام‬
‫معناه كالمضاف إليه فهو من تمام المضاف ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫يعني إ ْن دخلت على نكرة وباشرتها وتكررت ال‪ ،‬جاز إعمالها عمل إ ّن‬
‫وإلغاؤها‪ ،‬فيكون ما بعدها مبتدًأ وخبراً (فإن شئت قلت ال َ‬
‫رجل في الدار وال‬
‫رجل وامرأ َة على إعمال ال‪ ،‬وجعل كل منهما اسماً لها (وإن‬
‫امرأ َة) بفتح َ‬
‫رجل وامرأةٌ على إلغائها‪،‬‬
‫رجل في الدار وال امرأةٌ) برفع ٌ‬
‫قلت ‪ :‬ال ٌ‬
‫شئت َ‬
‫وجعل ما بعدها مبتدأ‪ ،‬وفي هذين المثالين أوجه كثيرة مذكورة في‬
‫المطوالت‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫بـ ــاب المنـ ـ ـ ــادى‬
‫(المنادى (‪ )1‬خمسة أنواع ‪ :‬المفرد العلم‪ ،‬والنكرة المقصودة‪ ،‬والنكرة غير‬
‫والم َشبَّه بالمضاف) يعني أن المنادى ينقسم إلى‬
‫المقصودة‪ ،‬والمضاف‪ُ ،‬‬
‫خمسة أقسام ‪ :‬المفرد العلم‪ ،‬والمراد منه ما ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫رجل وامرأةٌ إذا أريد بهما‬
‫ٌ‬ ‫‪:‬‬ ‫نحو‬ ‫)‬ ‫نحو ‪ :‬زيد‪ ،‬وعمرو‪ ،‬والنكرة المقصودة (‬
‫رجل إذا أريد به رجل غير معين‪ ،‬كقول‬
‫معين‪ ،‬والنكرة غير المقصودة‪ ،‬نحو ‪ٌ :‬‬
‫األعمى ‪ :‬يا رجالً خذ بيدي (‪ )3‬والمضاف كغالم ٍ‬
‫زيد‪ ،‬والمشبه بالمضاف كيا‬
‫طالعاً جبال (فأما المفرد العلم‪ ،‬والنكرة المقصودة‪ ،‬فيبنيان على الضم من غير‬
‫رجل) فيا حرف نداء‪ ،‬وزي ُد منادى مبني على الضم‬
‫تنوين‪ ،‬نحو ‪ :‬يا زي ُد‪ ،‬ويا ُ‬
‫رجل‪ ،‬والمثنى يبنى على األلف‪ ،‬وجمع المذكر‬
‫في محل نصب‪ ،‬ومثله ‪ :‬يا ُ‬
‫السالم يبنى على الواو‪ ،‬نحو ‪ :‬يا زيدان ‪ ،‬ويا زيدون ‪.‬‬
‫والحاصل أن كالً يبنى على ما يرفع به (والثالثة الباقية منصوبة ال غير) نحو ‪:‬‬
‫فكل منها منادى منصوب‬ ‫ٍ‬
‫غالم زيد‪ ،‬ويا طالعاً جبالً‪ٌ ،‬‬‫يا رجالً خذ بيدي‪ ،‬ويا َ‬

‫) المنادى هو المطلوب إقباله بيا أو إحدى أخواتها ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) بالنداء ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫) فإنه ال يريد به رجال معينا بذاته‪ ،‬بل يريد أي رجل ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪66‬‬
‫بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وزيد مضاف لغالم‪ ،‬وجبالً مفعول لطالعاً‪ ،‬واهلل سبحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫باب المفعول من أجله‬
‫ام زي ٌد‬
‫(وهو االسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل‪ ،‬نحو ‪ :‬قَ َ‬
‫إجالالً لعمرو) فقام زي ٌد فعل وفاعل‪ ،‬إجالالً منصوب على أنه مفعول ألجله‪،‬‬
‫ألنه ذكر لبيان علة وقوع القيام (وقصدتك ابتغاء معروفك) فقصدتك فعل‬
‫وفاعل ومفعول به‪ ،‬وابتغاء مفعول ألجله‪ ،‬ومعروف مضاف‪ ،‬والكاف مضاف‬
‫المطوالت‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم‬
‫إليه‪ ،‬وللمفعول ألجله شروط تطلب من ّ‬
‫‪.‬‬
‫باب المفعول معه‬
‫(وهو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل) يعني أن المفعول‬
‫معه هو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان الذات التي فعل الفعل بمصاحبتها‪،‬‬
‫والجيش)‬
‫َ‬ ‫ويشترط له أن يقع بعد واو مفيدة للمعية نصاً (نحو ‪ :‬جاء األمير‬
‫فجاء األمير فعل وفاعل‪ ،‬والجيش ‪ :‬الواو واو المعية‪ ،‬والجيش منصوب على‬
‫أنه مفعول معه‪ ،‬وناصبه الفعل المذكور قبله (واستوى الماء والخشبةَ) وإعرابه‬
‫كالذي قبله‪ ،‬واالستواء معناه االرتفاع‪ ،‬والمعنى ارتفع الماء حتى حاذى‬
‫الخشبة‪ ،‬والخشبة مقياس يعرف بها قدر ارتفاع الماء (وأما خبر كان‬
‫قائم‬
‫وأخواتها) نحو ‪ :‬كان زي ٌد قائماً (واسم إ ّن وأخواتها) نحو ‪ :‬إ ّن زيداً ٌ‬
‫(فقد تقدم ذكرهما في المرفوعات) وال حاجة إلى إعادة ذلك هنا (وكذلك‬
‫رأيت زيداً‬
‫العالم‪ ،‬والعطف نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت زيداً َ‬
‫التوابع) وهي النعت‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت زيداً أخاك‬
‫نفسه‪ ،‬والبدل نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت زيداً َ‬
‫وع ْمراً‪ ،‬والتوكيد نحو ‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫(فقد تقدمت هناك) فال حاجة إلى إعادتها هنا‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫بــاب مخفوضات األسمـ ــاء‬
‫بزيد (ومخفوض‬‫(المخفوضات ثالثة ‪ :‬مخفوض بالحرف) نحو ‪ :‬مررت ٍ‬
‫بزيد ِ‬
‫العالم‪،‬‬ ‫زيد (وتابع للمخفوض) نحو ‪ :‬مررت ٍ‬ ‫باإلضافة) نحو ‪ :‬جاء غالم ٍ‬
‫ُ‬
‫مخفوض‬
‫ٌ‬ ‫نفسه‪ٍ ،‬‬
‫وبزيد أخيك‪ ،‬وكالمه يوهم أن التابع‬ ‫وبزيد ِ‬
‫وبزيد وعم ٍرو‪ٍ ،‬‬
‫ٍ‬
‫بالتبعية‪ ،‬والصحيح أنه مخفوض بما جر المتبوع (‪ )1‬إال البدل فعلى نية تكرار‬
‫العامل‪ ،‬فلم يخرج الخفض عن الخفض بحرف أو بالمضاف (فأما المخفوض‬
‫ِ‬
‫الكوفة‬ ‫ِ‬
‫البصرة إلى‬ ‫سرت من‬
‫بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى) نحو ‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫الفرس‬ ‫القوس (وعلى) نحو ‪ :‬ركبت على‬ ‫ِ‬ ‫السهم عن‬
‫َ‬ ‫(وعن) نحو ‪ :‬رميت‬
‫رجل ٍ‬
‫كريم لقيته (والباء)‬ ‫ب ٍ‬ ‫(ورب) نحو ‪ُ :‬ر َّ‬
‫َّ‬ ‫(وفي) نحو ‪ :‬الماء في الكو ِز‬
‫بزيد (والكاف) نحو ‪ :‬زي ٌد كالبد ِر (والالم) نحو ‪ :‬المال ٍ‬
‫لزيد‬ ‫نحو ‪ :‬مررت ٍ‬
‫وباهلل‪ِ ،‬‬
‫وتاهلل (و‬ ‫واهلل‪ِ ،‬‬
‫(وحروف القسم‪ ،‬وهي ‪ :‬الواو‪ ،‬والباء‪ ،‬والتاء) نحو ‪ِ :‬‬
‫ِ‬
‫الجمعة‪ ،‬فما نافية‪ ،‬ورأيتُهُ فعل‬ ‫بمذ ‪ ،‬ومنذ) نحو ‪ :‬ما رأيته مذ أو منذ ِ‬
‫يوم‬
‫ِ‬
‫والجمعة‬ ‫ويوم مجرور بمذ أو منذ‪،‬‬ ‫وفاعل ومفعول‪ ،‬ومذ ومنذ حرفا جر‪ِ ،‬‬

‫‪ ) 1‬ألننا إن جعلنا التبعية عامال من عوامل الخفض فمعنى هذا أن جميع أنواع التبعية‬
‫مجرورة‪ ،‬وهذا غير صحيح ألنها قد تكون مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة‪ ،‬فلو‬
‫الجميل" بالجر وليس‬
‫َ‬ ‫"ضربت عمرا‬
‫ُ‬ ‫كانت مجرورة بالتبعيَّة لنطقنا الجميل في قولنا‬
‫بالنصب‪ ،‬وهذا ليس بصحيح ‪ ،‬بل الصحيح أن نجعل ما جر المتبوع هو ما جر‬
‫التابع ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫مضاف إليه (وأما ما يخفض باإلضافة‪ ،‬فنحو قولك ‪ :‬غالم ٍ‬
‫زيد) فإذا قلت‬
‫زيد‪ ،‬فجاء فعل ماض‪ ،‬وغالم فاعل‪ٍ ،‬‬
‫وزيد مضاف إليه‪ ،‬وهو‬ ‫مثالً ‪ :‬جاء غالم ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مجرور بالمضاف وهو غالم‪ ،‬وكالمه يوهم أنه مجرور باإلضافة‪ ،‬وهذا قول‬
‫ضعيف والصحيح أنه مجرور بالمضاف (وهو على قسمين) يعني أن اإلضافة‬
‫تنقسم إلى قسمين ‪ :‬تارة تكون على معنى الالم‪ ،‬وتارة تكون على معنى ِم ْن‬
‫غالم لزيد (وما‬ ‫ٍ‬ ‫‪1‬‬
‫( ) وأشار إليهما بقوله (ما يقدر بالالم ‪ ،‬نحو ‪ :‬غالم زيد) أي ٌ‬
‫ثوب من َخ ٍّز‪،‬‬ ‫بمن ‪ ،‬نحو ‪ :‬ثوب خز‪ ،‬وباب ساج‪ ،‬وخاتم حديد) أي ٌ‬ ‫يقدر ِ‬
‫حديد (وما أشبه ذلك) من أمثلة القسمين‪،‬‬ ‫ساج (‪ )2‬وخاتم من ٍ‬ ‫وباب من ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وضابط اإلضافة التي تكون على معنى ِم ْن أن يكون المضاف إليه جنساً‬
‫للمضاف‪ ،‬فتكون من لبيان الجنس؛ وبقي قسم ثالث تكون اإلضافة فيه على‬
‫ص َْأر َب َع ِة‬
‫معنى في‪ ،‬وهو أن يكون المضاف إليه ظرفاً للمضاف‪ ،‬نحو {َت َربُّ ُ‬
‫ص في أربعة أشهر‪ ،‬فإذا لم يكن المضاف جنساً للمضاف إليه‪،‬‬ ‫َأ ْش ُه ٍر} أي َتربُّ ُ‬
‫وال ظرفاً له‪ ،‬فهي على معنى الالم‪ ،‬كما قال ابن مالك ‪:‬‬
‫والالم ُخذا * لِما ِس َوى‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ذاك‬ ‫اجرر وان ِو م ْن ْأو في إذا * لَ ْم يَ ْ‬
‫صلُ ِح إال َ‬ ‫والثاني ُ‬
‫َ‬
‫ك‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫َذيْنِ َ‬
‫(قال مؤلف هذا الشرح رحمه اهلل تعالى) هذا آخر ما يسره اهلل تعالى على‬
‫متن اآلجرومية لإلمام الصنهاجي رحمه اهلل تعالى‪ ،‬بقلم الفقير كثير الذنوب‬
‫واآلثام‪ ،‬خادم طلبة العلم بالمسجد الطائفي‪ ،‬والمسجد الحرام المرتجي من‬
‫ربه الغفران أحمد بن زيني دحالن غفر اهلل له ولوالديه ومشايخه ولسائر‬
‫المسلمين آمين ‪ :‬كتبت ذلك مع زمن يسير في الطائف عند مسجد سيدنا‬
‫عبد اهلل بن عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬وكان وقت فراغه في ربيع األول سنة‬
‫) الدالة على بيان الجنس ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) الخز هو الحرير‪ ،‬والساج نوع من الخشب ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪69‬‬
‫إحدى وتسعين ومائتين بعد األلف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل‬
‫الصالة والسالم ‪ ،‬وأسأل اهلل تعالى أن ينفع به كل طالب غير حاسد‪ ،‬وأن‬
‫يجعله خالصاً لوجهه الكريم‪ ،‬بجاه النبي (‪ )1‬وآله وصحبه الكرام‪ ،‬وكذلك‬
‫أسأل كل من وقف على ذلك أو انتفع به أن يستر ما فيه من الخلل‪ ،‬وأن ينبه‬
‫مؤلف عن هفوة‪،‬‬
‫قل أن يخلو ٌ‬
‫على ما وقع فيه بالرد الصريح بعد التأمل‪ ،‬فإنه ّ‬
‫مصنف من عثرة‪ ،‬أسأل اهلل سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه‬
‫ٌ‬ ‫أو ينجو‬
‫ويرضاه‪ ،‬وأن يهدينا سبل السالم‪ ،‬واهلل ولي التوفيق يهدي من يشاء إلى أقوم‬
‫طريق‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه‪ ،‬وسلم تسليماً كثيراً‪ ،‬آمين ‪.‬‬

‫‪ )1‬التوسل بذات النبي صلى اهلل عليه وسلم أو بجاهه‪ ،‬أو التوسل بذوات الصالحين‬
‫مما لم يرد بجوازه كتاب وال سنة‪ ،‬يعتبر من التوسل الغير مشروع‪ ،‬وأما التوسل‬
‫المشروع فينقسم إلى ثالثة أنواع ‪ /1‬التوسل إلى اهلل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى‪،‬‬
‫ْح ْسنَى فَا ْدعُوهُ بِ َها} ‪ /2 .‬التوسل باإليمان والعمل الصالح‬ ‫لقوله تعالى ِ ِ‬
‫اَألس َماء ال ُ‬
‫{وللّه ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اب النَّار}‪/3 .‬‬
‫وبنَا َوقنَا َع َذ َ‬ ‫ين َي ُقولُو َن َر َّبنَا ِإَّننَا َ‬
‫آمنَّا فَا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ‬ ‫لقوله تعالى {الذ َ‬
‫التوسل بدعاء الرجل الصالح‪ ،‬كما توسل الصحابة بدعاء العباس ‪ .‬والواجب على‬
‫المسلم االلتزام بما ورد في الكتاب والسنة ففيهما الخير الكثير وخير الهدى هدى‬
‫محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ .‬وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫رح‬ ‫ني بالش‬ ‫المعت‬
‫ة ُ‬ ‫مقدم‬
‫‪1‬‬
‫مق دمات علم النح و وبعض الفوائ د للمؤل ف وأح د تالمي ذه‬

‫‪71‬‬
‫‪3‬‬
‫رح‬ ‫ة الش‬ ‫بداي‬
‫‪7‬‬
‫راب‬ ‫اب اإلع‬ ‫ب‬
‫‪10‬‬
‫راب‬ ‫ات اإلع‬ ‫ة عالم‬ ‫اب معرف‬ ‫ب‬
‫‪12‬‬
‫ال‬ ‫اب األفع‬ ‫ب‬
‫‪19‬‬
‫ماء‬ ‫ات األس‬ ‫اب مرفوع‬ ‫ب‬
‫‪25‬‬
‫ل‬ ‫اب الفاع‬ ‫ب‬
‫‪25‬‬
‫ه‬ ‫م فاعل‬ ‫ذي لم يس‬ ‫ول ال‬ ‫اب المفع‬ ‫ب‬
‫‪28‬‬
‫بر‬ ‫دأ والخ‬ ‫اب المبت‬ ‫ب‬
‫‪30‬‬
‫بر‬ ‫دأ والخ‬ ‫ة على المبت‬ ‫ل الداخل‬ ‫اب العوام‬ ‫ب‬
‫‪34‬‬
‫اب النعت‬ ‫ب‬
‫‪37‬‬
‫ف‬ ‫اب العط‬ ‫ب‬
‫‪39‬‬

‫‪72‬‬
‫د‬ ‫اب التوكي‬ ‫ب‬
‫‪40‬‬
‫دل‬ ‫اب الب‬ ‫ب‬
‫‪41‬‬
‫ماء‬ ‫وبات األس‬ ‫اب منص‬ ‫ب‬
‫‪43‬‬
‫ه‬ ‫ول ب‬ ‫اب المفع‬ ‫ب‬
‫‪44‬‬
‫در‬ ‫اب المص‬ ‫ب‬
‫‪46‬‬
‫ان‬ ‫ان والمك‬ ‫رف الزم‬ ‫اب ظ‬ ‫ب‬
‫‪46‬‬
‫ال‬ ‫اب الح‬ ‫ب‬
‫‪48‬‬
‫يز‬ ‫اب التمي‬ ‫ب‬
‫‪49‬‬
‫تثناء‬ ‫اب االس‬ ‫ب‬
‫‪50‬‬
‫اب ال‬ ‫ب‬
‫‪52‬‬
‫ادى‬ ‫اب المن‬ ‫ب‬
‫‪53‬‬
‫ه‬ ‫ول ألجل‬ ‫اب المفع‬ ‫ب‬

‫‪73‬‬
‫‪54‬‬
‫ه‬ ‫ول مع‬ ‫اب المفع‬ ‫ب‬
‫‪54‬‬
‫ماء‬ ‫ات األس‬ ‫اب مخفوظ‬ ‫ب‬
‫‪55‬‬

‫‪74‬‬

You might also like