Professional Documents
Culture Documents
1
بسم اهلل الرحمن الرحيم
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد األنبياء والمرسلين،
محمد بن عبد اهلل وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
مما ال شك فيه أن متن اآلجرومية يعتبر من أحسن ما وضع من
المقدمات في فن النحو ،وذلك أنه متن يمتاز باإليجاز ووضوح العبارة
وسهولتها ،كما أن مؤلفه ضرب فيه العديد من األمثلة ليكون قريب المنال
للمبتدئين في هذا الفن ،فصارت هذه المميزات دافعا لكل من أراد أن يشرع
في دراسة علم النحو أن يبدأ بهذا المتن المبارك ،ليحصل له النفع في أقرب
مدة .
ثم إن هذه المقدمة وإن كانت سهلة العبارة قريبة المنال إال أنها تحتاج
ليسير شرح وبيان وتنبيه على بعض عباراتها ،ليتم المقصود من تأليفها ،وكان
الش ُروح لهذه المقدمة هو شرح أحمد زيني دحالن ،فقد شرحها من أفضل ُّ
شرحا مختصرا موجزا سهال واضحا ،فيه ما في أصله من المزايا .
وقد اعتنيت بهذا الشرح الميسر فراجعته على أكثر من نسخة ،وقمت ـ
من باب تقريب المعلومات ـ بكتابة توضيحات يسيرة قليلة ،لبعض الجمل
والتعريفات التي قد تحتاج لمزيد إيضاح وبيان ،ولم أسترسل في ذلك منعا
للتطويل .
وأنبه إلى َّ
أن اعتنائي بهذا الشرح والسعي في نشره يرجع إلى أن هذا
الشرح مفيد في بابه ،وليس في ذلك االعتناء أي تزكية ألحمد زيني دحالن
من ناحية عقيدته ،ألن هذا الشرح يتعلق بعلم النحو ال بعلم العقيدة ،فال مانع
من االستفادة من المؤلف فيما لم يُخطئ فيه كالنحو ،وأما من ناحية العقائد
فال نستفيد من دحالن في أي شيء فيها لفساد عقيدة ،فقد كان يسميه بعض
2
أهل العلم بشيخ الكذابين ،وقد كان دحالن من أشد المناوئين لدعوة اإلمام
محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه اهلل تعالى ـ في الحجاز ،فَألَّف ردودا مألها
بالباطل والباليا العظام ليصد بها الناس عن سبيل اهلل وعن دعوة الشيخ
سماه زورا وبهتانا بـ"الدرر السنية في الرد على
محمد ،وكان مما ألفه ما ّ
الوهابية" ،ومن أراد أن يعرف حقيقته العقدية أكثر فليرجع إلى كتاب دعاوى
المناوئين .
فنحن إنما أخذنا ما عنده من الشيء المفيد ،وأما العقيدة فال نأخذها إال
من أعالم أهل السنة والجماعة ،وال يضر أحمد دحالن بعقيدته إال نفسه ومن
تبعه عليها.
وأنبه إخواني كذلك إلى أني لم أرد بعملي هذا إال ما عند اهلل من األجر
والثواب ،لذلك أنا أجيز لكل مسلم أن ينشر هذا الشرح بأي وسيلة كانت
من غير تصريح مني ،بشرط أن ال يفصل مقدمتي عن الشرح لكي ال يغتر
بالشارح من ال يعرفه فيحسبه من علماء أهل السنة والجماعة فيكون فتنة
له .
واهلل أعلى وأعلم ،وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد
أبو عمر الحنبلي
3
شرح مختصر جدا
على متن اآلجرومية
ألحمد زيني دحالن
(فائدة) الفاعل :من قام به الفعل ،وال يكون إال مرفوعاً ،نحو :قام زي ٌد .
والمفعول :من وقع عليه الفعل ،وال يكون إال منصوباً ،نحو :ضربت زيداً .
ونائب الفاعل :هو المفعول الذي أقيم مقام الفاعل بعد حذفه ( )1وال يكون
رو .
ب َع ْم ٌ
ض َر ُ ض ِر َ
ب زي ٌد ،ويُ ْ إال مرفوعاً ،نحو ُ :
والمض اف والمض اف إلي ه :ك ل اس مين بينهم ا نس بة جزئي ة ( )2نح و :غُاَل ُم
زي ٍد ،الغالم منس وب لزي د ،فيس مى األول مض افاً والث اني مض افاً إلي ه،
والمضاف يكون إعرابه بحسب العوامل التي قبله ،والمضاف إليه ال يكون
إال مجروراً .
َو مَ
مت ي ْ
ص ُوظرف الزمان :هو اسم الزمان الذي يقع فيه الحدث ،نحو ُ :
الخ ِ
ميس . َ
َام
ست أم َ
وظرف المكان :هو اسم المكان الذي يقع فيه الحدث ،نحو َ :جلَ ُ
وكل من ظرف الزمان والمكان ال يكون إال منصوبا . الَّ ِ
شيخٌ ،
3
َاء َزي ٌد
َ ج : نحو ) والحال :هو االسم الذي يبين هيئة الذات وقت الفعل (
راكباً ،وال يكون إال منصوباً .
)1أي بعد حذف الفاعل .
)2أو نقول في تعريف المضاف إليه :هو اسم أو ضمير ينسب إلى اسم اسبق .
)3أو يقال بعبارة أسهل :هو اسم يقع في جواب كيف حدث الفعل .
4
والتمييز :هو االسم المبين ما انبهم من الذوات أو النسب ( )1نحو ِ :عندي
ْل َزيْتاً ،وطاب محمد نفساً ( )2وال يكون إال منصوباً .
رط ٌ
والمفع ول ألجل ه :ه و االس م ال ذي فُع ل الفع ل ألجل ه ( )3وال يك ون إال
إجالالً َلزيْ ٍد (. )4
ت ْمنصوباً ،نحو :قُ ْم ُ
والمفعول معه :هو االسم المقترن بواو المعية ،وفُ ِع ل الفعل معه ( )5نحو :
ِ
الجيش ,ولا يكون إال منصوبا . والجيش ,أي مع
َ األمير
اء ُ َج َ
دل على اثنين بزيادة ألف ونون رفع اًٍ ،
وياء ونون نصباً وجراً، والمثنى :ما ّ
بالزيْديْ ِن . الزي َد ِ
ت َّ الزيْديْ ِنَ ،
وم َر ْر ُ ت َّانَ ،و َرأيْ ُ نحو :جاء َّ ْ
دل على جم ٍع ب واو ون ون في آخ ره في حال ة
وجم ع الم ذكر الس الم :م ا ّ
الزي ُدو َنَ ،و َرأيْت
التي النص ب والج ر ،نح و :ج اء ّ
الرف ع ،وي اء ون ون في ح ْ
بالزيْ دين ،والف رق بين المث نى والجم ع في ح التي النص ب ِ
ت ّ َر ْر ُ
ينَ ،وم َ
الزيْ د َ
ّ
والجر ،أن ياء المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما بعدها ،وياء الجمع مكسور
ما قبلها مفتوح ما بعدها .
ور ُج ٌل .
والمعرب :ما تغير آخره بسبب اختالف العوامل ،نحو َ :زيْ ٌد َ
وكم ،واهلل س بحانهوحيث ْ ُ وأم ِ
س زم حال ة واح دة :ك أيْ َن ْ
ني :م ا ل َ
والمب ّ
أعلم وأحكم أهـ مؤلفه .
(فائدة) ينبغي لكل شارع في فن أن يتصوره ويعرفه قبل الشروع فيه ،ليكون
)1أو يقال :هو كل اسم نكرة منصوب يذكر لبيان المراد من كلمة سابقة مبهمة .
فسرا .
وم َّ
سر يُسمى ُم َميَّزا ُ
والم َف َّ
وم َميِّزا ُ ،
والم َف ِّس ُر للمبهم يُسمى تمييزا ُ
) ُ
2
5
التصور بمعرفة المبادئ العشرة المنظومة في قول
ّ ويحصل
ُ على بصيرة فيه،
بعضهم :
كل فن َعشره الح ّد والموضوع ثم الثَّمر ْه
إن مبادئ ّ
وفضله ونسبةٌ والواضع واالسم االستمداد حكم الشارع
بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرفا ِ والبعض
ُ مسائل
ٌ
واآلن نش رع في فن النح و فنق ول :ح ّده ( )1علم بقواع َد يع رف به ا أحك ام
الكلم ات العربي ة ،ح ال تركيبه ا من اإلع راب والبن اء ،وم ا يتبعها من ش روط
النواسخ ،وحذف العائد .وموضوعه :الكلمات العربية من حيث البحث عن
رز عن الخط أ ،واالس تعانة على فهم كالم اهلل
أحواله ا .وغايت ه وفائدت ه :التح ُ
وكالم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم .وشرفه :بشرف فائدته .واستمداده
فوقان ه على س ائر العل وم بالنس بة واالعتب ار .
:من كالم الع رب .وفض له َ :
ومسائله :قواعده ،كقولك :الفاعل مرفوع .وواضعه :أبو األسود الدؤلي
من الت ابعين ،ب أمر من اإلم ام علي ك رم اهلل وجه ه .ونس بته لب اقي العل وم :
التب اين .واس مه :علم النح و ،وعلم العربي ة .وحكم الش ارع في ه :وجوب ه
كل ناحية ،والعيني على قارئ التفسير والحديث .
الكفائي على أهل ّ
ّ
وحكي في سبب وضع أبي األسود الدؤلي لهذا الفن ،أنه كان ليلة على سطح
بيت ه وعن ده بنتُ ه ،ف رأت الس ماء ونجومه ا وحس ن تألل ؤ أنواره ا م ع وج ود
الظلمة ،فق الت :ي ا أبت م ا أحس ن الس ِ
ماء ــ بض م الن ون ،وكس ر الهم زة ـ ُ
وظن أنه ا أرادت أي ش ئ أحس ن منه ا ،فق الت :ي ا
فق ال :أي بنية نجومه اّ ،
أحسن أبت ما أردت هذا ،إنما أردت التعجب من حسنها ،فقال :قولي :ما ِ
َ
السماء وافتحي فاك ،فلما أصبح غدا على سيدنا علي كرم اهلل وجهه ،وقال :َ
ي ا أم ير المؤم نين ح دث في أوالدن ا م ا لم نعرفه ،وأخ بره بالقص ة ،فق ال ه ذا
)1أي تعريفه .
6
بمخالطة العجم العرب ،ثم أمره فاشترى صحيفة ،وأملى عليه بعد أيام أقسام
الكالم ثالث ة :اس م ،وفع ل ،وح رف ج اء لمع نى ،وجمل ة من ب اب التعجب،
وقال :انح نحو هذا ،فلذلك سمي بعلم النحو .ثم قال تتبعه يا أبا األسود
وزد عليه ما وقع لك ،واعلم يا أبا األسود أن األشياء ثالثة :ظاهر ،ومضمر،
وش ئ ليس بظ اهر وال مض مر ،وإنم ا تتفاض ل الن اس في معرف ة م ا ليس بظ اهر
أشياء وعرضتها عليه فكان من
َ وال مضمر .قال أبو األس ود :فجمعت منها
ذلك حروف النصب ،فكان منها :إ ّن ،وأ ّن ،وليت ،ولعل ،وكأنّ ،ولم أذكر
لكن ،فق ال لي :لم تركته ا ،فقلت :لم أحس بها منه ا ،فق ال :ب ل هي منها،
ّ
فزدها .
ثم سمع أبو األسود رجالً يقرأ { :أن اهلل برئ من المشركين ورسولُه} ب الجر،
فوضع باب العطف والنعت (. )1
واعلم أنه ورد في الحث على تعلم العربية أحاديث مرفوعة ،وآثار موقوفة،
دعاء ملحونا ،والعلم اء
فمن ذلك قوله صلى اهلل عليه وسلم :إن اهلل ال يسمع ً
بي عن أبي جعف ر
ال ي رون الص الة خل ف اللّحن ة ،ومن ذل ك م ا أخرج ه المره ُّ
محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،أنه قال :قال رسول
المرهبي
ُّ اهلل صلى اهلل عليه وسلم :أعربوا الكالم كما تعربوا القرآن ،وأخرج
عمر بقوم قد رموا رشقا فأخطئوه،
مر ُ أيضا عن جاب ٍر رضي اهلل عنهما ،قال ّ :
علي من
فق ال :م ا أس وأ رميكم ،فق الوا :نحن متعلمين ،فق ال :لحنكم أش د ّ
)1ثم كتب الناس بعد أبي األسود الدؤلي في هذا الفن إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن
أحم د في زمن ه ارون الرش يد ،فأخ ذ عن الخلي ل تلمي ذه س يبويه أب و بش ر عم رو بن
عثم ان بن قن بر ،ال ذي أك ثر من التف اريع ووض ع األدل ة والش واهد من كالم الع رب
لقواعد هذا الفن ،إلى أن أصبح كتاب سيبويه أساسا لكل ما كتب بعده في علم النحو
.
7
سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول " :رحم اهلل امرءاً أصلح
ُ رميكم،
من لسانه" حديث ضعيف .
عمر رضي اهلل عنه ،قال تعلموا السنة والفرائض واللحن،
البيهقي عن َ
ُّ وأخرج
وابن عم ر رض ي اهلل
ابن عب اس َ
بيهقي أن َ
كم ا تعلم ون الق رآن .وأخ رج ال ُّ
عنهم ،كانا يضربان أوالدهما على اللحن ،وأخرج أبو طاهر عن الشعبي ،قال
أب و بك ر الص ديق رض ي اهلل عن ه ،ألن أق رأ وأس قط ،أحب إلي من أن أق رأ
بيهقي في ش عب اإليم ان ،عن ش عبة أن ه ق ال :إذا ك ان
وألحن .وأخ رج ال ُّ
المح دث ال يع رف النح و فه و كالحم ار ،يك ون على رأس ه مخالة ليس فيه ا
ش عير .وأخ رج أيض ا عن أبي الزن اد عن أبي ه أن ه ق ال :م ا تزن دق من تزن دق
بالمش رق إال جهال بكالم الع رب .وأخ رج أيض ا عن ابن المب ارك ق ال :ال
َي ْنبُ ل الرج ل بن وع من العل وم م ا لم ي زين علم ه بالعربي ة ،على أن ه تراف ع رج ل
وأخ وه إلى زياد في م يراث ،فق ال :إن أبونا مات ،وإن أخينا وثب على مال
أضر عليك مما أضعت من
أبانا فأكله ،فقال زياد إن الذي أضعت من نفسكّ ،
مالك ،وأما القاضي فقال :ال رحم اهلل أباك وال جبر عظم أخيك ،قم في لعنة
اهلل وحر سقر ،قال الجالل السيوطي في شرح ألفيته :وقد اتفق العلماء على
أن النح و يحت اج إلي ه في ك ّل فن من فن ون العلم الس يما التفس ير والح ديث،
فإن ه ال يج وز ألح د أن يتكلم في كت اب اهلل ح تى يك ون ملم اً بالعربي ة ،ألن
القرآن عربي وال تفهم مقاصده إال بمعرفة قواعد العربية ،وكذا الحديث ،قال
ابن الص الح :ينبغي للمح دث أن ال ي روي حديث ه بق راءة لح ان ،ثم روى عن
األصمعي يقول :إن أخوف ما أخاف على طالب العلم
َّ أبي داود قال سمعت
إذا لم يعرف النحو أن يدخل في قول النبي صلى اهلل عليه وسلم :من كذب
علي متعمدا ،فليتبوأ مقعده من النار ،ألنه لم يكن صلى اهلل عليه وسلم يلحن،
فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه ،قال بعضهم :
8
من فاته النحو فذاك األخرس * وفهمه في كل علم مفلس
وقدره بين الورى موضوع * وإن يناظر فهو المقطوع
ال يهتدي لحكمة في الذكر * وما له في غامض من فكر
واهلل سبحانه وتعالى أعلم أهـ بقلم عثمان شطا تلميذ المؤلف .
بسم اهلل الرحمن الرحيم
ض ِع) يعني أن الكالم عند النحويين هو الم َر َّك ُ
ب المفي ُد بالو ْ ظ ُ (الكالم هو اللَّ ْف ُ
اللف ظ إلى آخ ره ,فاللف ظ :ه و الص وت المش تمل على بعض الح روف
الهجائية كزيد ,فإنه صوت اشتمل على الزاي والياء والدال ,فإن لم يشتمل
على بعض الح روف كص وت الطب ل فال يس مى لفظ اً ,فخ رج باللفظ م ا كان
مفيدا ولم يكن لفظا ،كاإلشارة ،والكتابة ،والعقد ،والنصب فال تسمى كالما
عند النحاة .
والمركب ما تركب من كلمتين فأكثر ,كقام زيد ،وزيد قائم ,والمثال األول
فع ل وفاع ل ،وك ل فاع ل مرف وع ،والمث ال الث اني مبت دأ وخ بر ،وك ل مبت دأ
مرفوع باالبتداء ،وكل خبر مرفوع بالمبتدأ ،وخرج بالمركب المفرد كزيد،
فال يقال له كالم أيضا عند النحاة .
والمفي د ما أف اد فائ دة يحس ن الس كوت عليه ا من المتكلم والس امع ،كق ام
زي د ،وزي د ق ائم ,ف إن كال منهم ا أف اد فائ دة يحس ن الس كوت عليه ا من
المتكلم والس امع ،وهي اإلخب ار بقي ام زيد ،ف إن الس امع إذا س مع ذل ك ال
ينتظر شيئاً آخر يتوقف عليه تمام الكالم ويحسن أيضا سكوت المتكلم .
وخرج بالمفيد المركب ،غير المفيد نحو :غالم ٍ
زيد ،من غير إسناد شيء ُ
إليه ,وإ ْن قام زيدَّ ,
فإن تمام الفائدة فيه يتوقف على ذكر جواب الشرط ،فال
كل من المثالين كالما عند النحاة .
يسمى ٌ
وقوله (بالوض ع) فس ره بعضهم بالقصد ,فخرج غير المقصود ككالم النائم
9
والس اهي ،فال يس مى كالم اً عن د النح اة ,وبعض هم فس ره بالوضع الع ربي،
فخرج كالم العجم ،كالترك والبربر ،فال يسمى كالما عند النحاة .
مثال ما اجتمع فيه القيود األربعة :قام زي ٌد ،وزيد قائم ,فالمثال األول فعل
وفاع ل ،والث اني مبت دأ وخ بر ،وك ل من المث الين لف ظ م ركب مفي د بالوض ع،
فهو كالم .
) 1حرف المعنى هو ما كان له معنى ال يظهر إال إذا انتظم في جملة ،كحروف الجر
واالستفهام وغيرها .
)2حرف المبنى هو ما كان من بنية الكلمة .
10
(فاالس م يع رف :ب الخفض ،والتن وين ،ودخ ول األل ف والالم ،وح روف
الخفض) يع ني أن االس م يتم يز عن الفع ل والح رف ب الخفض ،نح و :م ررت
بزي د ،وغالم زي د ،فزي د المج رور بالب اء وغالم ،اس مان لوج ود الخفض؛
ورجل كل منها اسم لوجود التنوين فيه،
ٌ ورجل ،فزي ٌد
ٌ والتنوين ،نحو :زي ٌد،
والتن وين ن ون س اكنة تلحق اآلخ ر لفظ اً ال خط اً ( )1ودخ ول األل ف والالم،
نح و :الرج ل والغالم ،فك ل منهم ا اسم ل دخول " أل " عليهم ا؛ وح روف
فكل منهما اسم لدخول حرف الخفض
الخفض ،نحو :مررت بزيد ورجلٌ ،
وهي الباء عليهما ،ثم ذكر جملة من حروف الخفض ،فقال :
رة إلى ال ُكوف ِة ،فك ل من البص رة رت من البص ِ (و ِه َي ِ :م ْن ،وِإلَى) نح و ِ :س ُ
َ
والكوف ة اسم ل دخول ِم ْن على األول ،وإلى على الث اني (وعن) نح و :رميت
ركبت علىُ القوس ،فالقوس اسم لدخول عن عليه (وعلى) نحو : ِ السهم عن
َ
(وفِي) نح و :الم اء في الك و ِز، رس ،ف الفرس اس م ل دخول على علي ه َ الف ِ
ريم لقيت هُ ،فرج ل ب رج ٍل ك ٍ ب) نح و ُ :ر ّ(و ُر ّ
ف الكوز اس م ل دخول في علي ه َ
بزيد ،فزيد اسم لدخول الباء مررت ٍ (والْبَاءُ) نحو :
ُ رب عليه َ
اسم لدخول ّ
(والَّ ُ
الم) اف) نحو :زي ٌد كالبد ِر ،فالبدر اسم لدخول الكاف عليه َ عليه (والْ َك ُ
وف الْ َق َس ِم) وهي (و ُح ُر ُ 2 نحو ٍ ُ :
المال لزيد ،فزيد اسم لدخول الالم عليه ( ) َ
(و ِه َي :الْ َو ُاوَ ،والْبَاءُ،
من جمل ة ح روف الخفض ،واس تعملت في القس م َ
وتاهلل ،فلفظ الجاللة اسم لدخول حروف القسم وباهللِ ،
واهللِ ،
والتَّاء) نحو ِ :
َ ُ
عليه .
(والفعل يعرف :بقد ،والسين ،وسوف ،وتاء التأنيث الساكنة) يعني أن الفعل
)1أي نون تلحق آخر الكلمة عند التلفظ بها ،فهي تلفظ وال تكتب .
) 2فائدة :إذا دخل حرف الجر الالم على اسم محلى بأل ،فإن األلف التي في أل
تحذف نحو :للملك ،للدار .
11
يتميز عن االسم والحرف بدخول قد عليه ،وتدخل على الماضي نحو :قد
وم زي ٌد ،فك ٌل من ق ام ويق وم فع ٌل
ام زي ٌد ،وعلى المض ارع ،نح و :ق د يق ُ
ق َ
يقوم زي ٌد،
يختص ان بالمض ارع ،نح و :س ُ َّ ل دخول ق د علي ه ،والس ين وس وف
وم زي ٌد ،فيق وم فع ٌل مض ارعٌ ل دخول الس ين وس وف علي ه ،وت اء
وس وف يق ُ
ماض لِلُحوق
ت ِهن ٌد فقام فعل ٍ قَام ْ
التأنيث الساكنة تختص بالماضي ،نحو َ :
الت ِ
َّاء له .
(والح رف م ا ال يص لح مع ه دلي ل االس م ،وال دليل الفع ل) يع ني أن الح رف
يتم يز عن االس م والفع ل ب أن ال يقب ل ش يئاً من عالم ِ
ات االس م وال ش يئاً من
عالمات الفعل ،كهَل ،وفي ،ولم ،فإنَّها ال تقبل شيئاً من ذلك ،فعالمتُ هُ عدم
قب ول العالم ات ال تي لالس م والفع ل ،ق ال العالم ة الحري ري في ملحة
اإلعراب :
س على قولي تَ ُكن عاَّل َم ْه ِ
فَق ْ والحرف ما ْليست له عالم ْه
أي ما لَْيست له عالمة موجودة ،بل عالمته عدمية ،نظير ذلك الجيم والخاء
والحاء ،فالجيم عالمتها نقطة من أسفلها ،والخاء عالمتها نقطة من أعالها،
والحاء عالمتها عدم وجود نقطة من أسفلها وأعالها ،واهلل سبحانه وتعالى
أعلم .
(باب اإلعراب)
(اإلع راب ه و تغي ير أواخ ر الكلم ( )1الختالف العوام ل ( )2الداخل ة عليه ا
)1أي أحوال أواخر الكلم ،فال يعقل َتغَيّر نفس األواخر ،فآخر الكلمة ال يتغير .
)2العامل هو ما يدخل على الكلمة فيؤثر في آخرها بالرفع أو النصب أو الجر أو
الجزم ،فالفعل هو العامل في الفاعل وفي المفعول ،ألنه يؤثر في آخر الفاعل فيرفعه،
وفي آخ ر المفع ول فينص به ،وكح رف الج زم فإن ه ي ؤثر في آخ ر المض ارع ،فيجعل ه
12
لفظ اً أو تق ديراً) يع ني أن اإلع راب ه و تغي ير أواخ ر الكلم ،بس بب دخ ول
العوامل المختلفة ،وذلك نحو :زيد ،فإنه قبل دخول العوامل موقوف ليس
يطلب
ُ معرباً ،وال مبنيَّاً ،وال مرفوعا وال غيره ،فإذا دخل عليه العامل فإن كان
فع ّرفِ َع ،نحو :جاء زيْ ٌد ،فإنه فعل يطلب فاعالً ،والفاعل مرفوع ،فيكون
الر ّ
َّ
ب نُص ب م ا
زي ٌد مرفوع اً بج اء على أن ه فاعل ه ،وإن ك ان العام ل يطلب النص َ
رأيت زي داً ،ف إ ّن رأيت فع ل ،والت اء فاعله ،وزي داً مفعول ه،
بع ده ،نح و ُ :
َر ُج َّر ما بعده ،نحو الباء في نحو :
يطلب الج َّ
ُ والمفعول منصوب ،وإن كان
بزيدٍ ،
فزيد مجرور بالباء .فتغيُّر اآلخر من رف ٍع إلى ٍ
نصب أو جر هو مررت ٍ
ُ
اإلعراب ،وسببه دخول العوامل .
وقول ه (لفظ اً أو تق ديراً) يع ني ب ه أن اآلخر يتغ ير لفظ اً كم ا رأيت ه في األمثل ة
الم ذكورة ،أو تق ديراً كم ا في االس م الّذي آخ ره أل ف ،نح و :الف تى ،أو ي اء
نحو :القاضي ،فإ ّن األلف اللينة يتعذر تحريكها ،فيقدر فيها اإلعراب للتع ذر،
جاء الفتى ،فالفتى فاعل مرفوع بضمة مقدرة على األلف منع من ظهورها
نحو َ
ورأيت الفتى ،فالفتى مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على األلف منع
ُ التعذر،
من ظهورها التعذر؛ ومررت بالفتى ،فالفتى مجرور بالباء بكسرة مقدرة على
األلف منع من ظهورها التعذر ،ونحو :جاء القاضي ،فالقاضي فاعل مرفوع
بض مة مق درة على الي اء من ع من ظهوره ا الثق ل ،وم ررت بالقاض ي ،فالقاض ي
مجرور بالباء بكسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ،وأما في حالة
فالقاضي مفعول ، القاضي رأيت
ُ : نحو ، للخ َّف ِ
ة النصب فتظهر الفتحة على الياء ِ
َ َ
به منصوب بفتحة ظاهرة؛ فالفرق بين ما آخره ألف أو ياء ،أن ما آخره ألف
مجزوما ،وكحرف الجر فإنه يؤثر في آخر االسم ،فيجعله مجرورا ،والمعمول هو ما
تغ ير آخ ره بس بب العام ل ،واألث ر الحاص ل من رف ع أو نص ب أو ج ر أو ج زم يس مى
العمل أي اإلعراب .
13
يتع ذر إظه اره وإعراب ه رفع اً ونص باً وج راً ،وم ا آخ ره ي اء ال يتع ذر ،ولكن ه
يستثقل رفعاً وجراً .
(وأقس امه أربع ة :رف ع ،ونص ب ،وخفض ،وج زم) يع ني أن أقس ام اإلع راب
رب عم َر ،وخفض،
رب زي ٌد ،ونص ب ،نح و :لن أض َ
أربع ة :رف ع ،نحو :يض ُ
رب زي داً؛ فزي د في األول مرف وع
نح و :م ررت بزي د ،وج زم نح و :لم أض ْ
وعمر
َ بيضرب على أنه فاعله ،وأضرب في الثاني فع ل مضارع منصوب بلن،
رب في
منصوب بأضرب على أنه مفعوله ،وزيد في الثالث مجرور بالباء ،وأض ْ
الرابع فعل مضارع مجزوم بلم .
ص ِّي ُره
ولن :تسمى حرف نفي ونصب واستقبال ،ألنها تنفي الفعل وتنصبُهُ وتُ َ
مس تقبالً ،ولم :تس مى ح رف نفي وج زم وقلب ،ألنه ا تنفي الفع ل ،وتجزم ه،
وتقلب معناه فيصير ماضيا .
(فلألس ماء من ذل ك الرف ع ،والنص ب ،والخفض ،وال ج زم فيه ا) يع ني أن
رأيت زيداً ،والخفض
والنصب نحو ُ :
ُ الرفع نحو :جاء زيد،
األسماء يدخلها ُ
الجزم . مررت ٍ
بزيد ،وال يدخلها ُ نحو :
ُ
(ولألفع ال من ذل ك الرف ع ،والنص ب ،والج زم ،وال خفض فيه ا) يع ني أن
رب ،والج زم
رب ،والنص ب نح و :لن أض َ
األفع ال ي دخلها الرف ع نح و :يض ُ
أضرب ،وال يدخلها الخفض؛ فالرفع والنصب يشترك فيهما االسم
ْ نحو :لم
والفعل ،ويختص االسم بالخفض ،والفعل بالجزم ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
14
(باب معرفة عالمات اإلعراب)
(للرفع أربع عالمات :الضمة ،والواو ،واأللف ،والنون) يعني أن الكلمة
ف رفعها بواحد من أربع عالمات ،إما الضمة نحو :جاء زي ٌد ،فزيد فاعل
ُي ْع َر ُ
مرفوع بالضمة ،أو الواو نحو :جاء أبوك ،وجاء الزيدون ،فأبوك فاعل
مرفوع بالواو ،والزيدون فاعل مرفوع بالواو ،أو األلف ،نحو :جاء الزيدان،
فالزيدان فاعل مرفوع باأللف ،أو النون نحو :يضربان ،فيضربان فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون .
(فأما الضمة فتكون عالمة للرفع في أربعة مواضع :في االسم المفرد ،وجمع
التكسير ،وجمع المؤنث السالم ،والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره
ف رفعها شيء) يعني َّ
أن الضمةَ تكون عالمة للرفع في هذه المواضع ،أي ُي ْع َر ُ
بوجود الضمة فيها لفظاً أو تقديراً ،فاالسم المفرد ( )1نحو :جاء زي ٌد والفتى،
فزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ،والفتى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة
الرجال
ُ للتعذر؛ وجمع التكسير وهو ما تغير عن بناء مفرده ( )2نحو :جاء
واُألسارى ،فالرجال فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ،واُألسارى فاعل مرفوع
بالضمة المقدرة للتعذر ،وجمع المؤنث السالم ( )3وهو ما ُجمع بألف وتاء
الهندات ،فالهندات فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة،
ُ مزيدتين ،نحو :جاءت
بكر ،فيضرب
عمرو ،ويرمي ٌ
يضرب زي ٌد ،ويخشى ٌ
ُ والفعل المضارع ،نحو :
فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ،ويخشى مرفوع بالضمة المقدرة
للتعذر ،ويرمي بالضمة المقدرة للثقل .
15
(وقوله الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) احترازا عما إذا كان اتصل
به ألف االثنين ،نحو :يضربان ،وتضربان ،أو واو الجماعة ،نحو :يضربون،
وتضربون ،أو ياء المؤنثة المخاطبة ،نحو :تضربين ،فإنه يرفع بثبوت النون
كما سيأتي؛ واحتراز أيضاً عما إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة،
نحو {لَيُ ْس َجنَ َّن َولَيَ ُكوناً} فإنه يبنى على الفتح ( )1أو اتصلت به نون النسوة،
ض ْع َن} فإنه يبنى على السكون .ات ير ِ نحو {و ِ
الوال َد ُ ُ ْ َ َ
(وأما الواو فتكون عالمة للرفع في موضعين ،في جمع المذكر السالم ،وفي
األسماء الخمسة ،وهي :أبوك ،وأخوك ،وحموك ،وفوك ،وذو ٍ
مال) يعني أ ّن
ف رفعها بوجود الواو ،فتكون ِ
الخمسةُ ،ي ْع َر ُ واألسماء جمع المذكر السالم
َ
مرفوعة بالواو نيابة عن الضمة ،والمراد بجمع المذكر السالم اللفظ الدال
على الجمعية بواو ونون في آخره في حالة الرفع ،وياء ونون في حالتي
النصب والجر ( )2نحو :جاء الزيدون ،ورأيت الزيدين ،ومررت بالزيدين،
فالزيدون في قولك :جاء الزيدون فاعل مرفوع بالواو ،والنون عوض عن
التنوين في االسم المفرد ( )3واألسماء الخمسة ،نحو :جاء أبوك ،وأخوك،
وحموك ،وفوك ،وذو ٍ
مال ،فكل واحد منها فاعل مرفوع بالواو نيابة عن
الضمة ،وكل من جمع المذكر السالم واألسماء الخمسة له شروط تطلب
) 1الفرق التشكيلي بين نون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد الخفيفة هو أن نون التوكيد
الخفيفة نون ساكنة ،أما أختها فتكون مشددة مفتوحة ،والفرق المعنوي بينهما هو أن
التوكي د ب النون الثقيل ة يك ون أق وى من التوكي د بالخفيف ة منه ا فالفع ل المس ند اليه ا
يكون قد أكد مرتين على العكس من توكيد الخفيفة التي تؤكد الفعل مرة واحدة .
) 2أي هو ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة واو ونون إلى المفرد في حالة
الرفع ،أو ياء ونون إلى المفرد في حالتي النصب والجر.
)3أي بدال عن التنوين الذي كان موجودا في نحو قولنا :جاء زي ٌد .
16
المطوالت .
ّ من
(وأما األلف فتكون عالمة للرفع في تـثنية األسماء خاصة) المراد من تثنية
األسماء :المثنى والمراد منه ما دل على اثنين ،بألف ونون في آخره في
حالة الرفع ،وياء ونون في حالتَ ِي النصب والجر ( )1نحو :جاء الزيدان،
ورأيت الزيْ َديْن ،ومررت بالزي َديْن ،فالزيدان في قولك :جاء الزيدان فاعل
مرفوع وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة؛ والفرق بين المثنى والجمع في
حالتي النصب والجرَّ ،
أن الياء التي في المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما
بعدها ،وفي الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها ،والنون عوض عن
التنوين في االسم المفرد ،في ٍ
كل من التثنية والجمع .
(وأما النو ُن فتكو ُن عالمةً للرف ِع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تـثنية)
نحو :يفعالن وتفعالن (أو ضمير جمع) نحو :يفعلون وتفعلون (أو ضمير
المؤنثة المخاطبة) نحو :تفعلين ،وهذه األوزان تسمى األفعال الخمسة
وتكون النون التي في آخرها عالمة على ِ
رفعها ،فهي مرفوعة بثبوت النون
نيابة عن الضمة ،فتقول :الزيدان يضربان ،فيضربان مرفوع بثبوت النون
نيابة عن الضمة ،وكذا أنتما تضربان ،والزيدون يضربون ،وأنتم تضربون،
ِ
وأنت تضربين ،فكل هذه األمثلة مرفوعة ،وعالمة رفعها ثبوت النون،
واأللف في األول والثاني فاعل ،والواو في الثالث والرابع فاعل ،والياء في
الخامس فاعل .
(وللنصب خمس عالمات :الفتحة ،واأللف ،والكسرة ،والياء ،وحذف
رأيت
النون) عالمات النصب خمس ،واحدة منها أصلية ،وهي الفتحة نحو ُ :
رأيت أباك ،والكسرة نحو :
زيداً ،وأربعة نائبة عنها ،وهي األلف نحو ُ :
) 1أي هو ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون إلى آخر االسم المفرد في حالة
الرفع ،وياء ونون في حالتي النصب والجر .
17
ِ
والزيدين ،وحذف النون نحو : ِ
الهندات ،والياء نحو :رأيت الزي َديْن رأيت
ُ
لن يضربوا (فأما الفتحة فتكون عالمة للنصب في ثالثة مواضع :في االسم
المفرد ،وجمع التكسير ،والفعل المضارع ،إذا دخل عليه ناصب ،ولم يتصل
بآخره شئ) يعني أن هذه المواضع الثالثة إذا نُصبت تكون منصوبة بالفتحة،
رأيت زيداً ،فزيداً مفعول منصوب بالفتحة ،وجمع
فاالسم المفرد نحو ُ :
جال ،والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب نحو :
الر َ
رأيت ِّ
التكسير نحو ُ :
أضرب ،فأضرب فعل مضارع منصوب بلن (وأما األلف فتكون عالمة
َ لن
رأيت أباك ،وأخاك ،وما أشبه ذلك)
للنصب في األسماء الخمسة ،نحو ُ :
األسماء الخمسةَ تكون في حالة النصب منصوبة باأللف نيابة عن
َ يعني َّ
أن
الفتحة نحو :رأيت أباك ،وأخاك ،وما أشبه ذلك ،وهي :حماك ،وفاك ،وذا
ٍ
مال ،فكلها منصوبة باأللف نيابة عن الفتحة (وأما الكسرة فتكون عالمة
ِ
السموات} وإعرابه :خلق للنصب في جمع المؤنث السالم) نحو { َخلَ َق اهلل
ِ
والسموات مفعول فعل ٍ
ماض ،ولفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة،
به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ،ألنه جمع مؤنث سالم (وأما الياء
ِ
رأيت الزي َديْ ِن والزيْد َ
ين، فتكون عالمة للنصب في :التثنية ،والجمع) نحو ُ :
فاألول منصوب بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة،
والثاني منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الفتحة
أيضاً ،والنون عوض عن التنوين فيهما (وأما حذف النون فيكون عالمة
للنصب في األفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون) يعني أن حذف النون
يكون عالمة للنصب نيابة عن الفتحة في األفعال الخمسة ،نحو :لن يفعال،
ولن تفعال ،ولن يفعلوا ،ولن تفعلوا ،ولن تفعلي ،فكل واحد من هذه األمثلة
منصوب وعالمة نصبه حذف النون نيابة عن الفتحة ،واأللف فاعل في األول
والثاني ،والواو فاعل في الثالث والرابع ،والياء فاعل في الخامس .
18
(وللخفض ثالث عالمات :الكسرة ،والياء ،والفتحة) عالمات الخفض
ثالث ،واحدة منها أصلية ،وهي الكسرة نحو :مررت ٍ
بزيد ،واثنان نائبان
والزيْ ِدن ،والفتحة نحو :
والزيْ َديْن َّ
عنها ،وهي الياء نحو :مررت بأخيك َّ
بإبراهيم (فأما الكسرة فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع :في
َ مررت
االسم المفرد المنصرف ،وجمع التكسير المنصرف ،وجمع المؤنث السالم)
فاالسم المفرد نحو :مررت ٍ
بزيد والفتى ،وجمع التكسير نحو :مررت
ِ
بالهندات، ِ
والهنود ،وجمع المؤنث السالم نحو :مررت ِ
بالرجال واألسارى
والمنصرف معناه الذي يقبل الصرف ،والصرف هو التنوين ،ولألسماء التي
المطوالت (وأما الياء
تقبل التنوين أو ال تقبله عالمات تعرف بها ،تطلب من ّ
فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع :في األسماء الخمسة ،والتثنية،
والجمع) يعني أن هذه المواضع الثالثة تكون الياء فيها عالمة على الخفض
نيابة عن الكسرة ،فاألسماء الخمسة نحو :مررت بأبيك ،وأخيك ،وحميك،
وفيك ،وذي ٍ
مال ،فكلها مجرورة بالباء ،وعالمة الجر فيها الياء نيابة عن
مررت بالزيْ َديْ ِن ،فالزيْ َديْ ِن مجرور
ُ الكسرة ،والتثنية بمعنى المثنى نحو :
بالباء ،وعالمة الجر فيه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن
الكسرة ،والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد والجمع نحو :مررت
فالزيدين مجرور بالباء وعالمة جره الياء المكسور ما قبلها ين، ِ
َ بالزيْد َ
المفتوح ما بعدها ،والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد (وأما الفتحة
فتكون عالمة للخفض في االسم الذي ال ينصرف) يعني أن االسم الذي ال
نص ِرف إنما يعرف خفضه إذا دخل عليه عامل الخفض بالفتحة ،فيكون
يَ َ
وإبراهيم ،فكل
َ مررت بأحم َد،
ُ مجروراً بالفتحة نيابة عن الكسرة ،نحو :
منهما مجرور بالباء وعالمة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ألنه اسم ال
نص ِرف
ينصرف ،أي ال ينون ،ألن الصرف هو التنوين ،ولالسم الذي ال يَ َ
19
المطوالت ،فإن
أقسام كثيرة ،وله حدود وعالمات يعرف بها ،تطلب من ّ
المبتدئ يكفيه في أول األمر أن يتصوره إجماالً .
(وللجزم عالمتان :السكون ،والحذف) فالسكون عالمة أصلية ،نحو :لم
يضرب زي ٌد ،فيضرب فعل مضارع مجزوم بلم ،وعالمة جزمه السكون،
ْ
1
يخش زي ٌد ،فيضربا
والحذف ينوب عن السكون ( ) نحو :لم يضربا ،ولم َ
ويخش فعل مضارع
َ فعل مضارع مجزوم بلم ،وعالمة جزمه حذف النون،
مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف األلف (فأما السكون فيكون عالمة للجزم
في الفعل المضارع الصحيح اآلخر) المراد بالصحيح اآلخر أن ال يكون في
آخره ألف ،أو واو ،أو ياء ،نحو :يخشى ،ويدعو ،ويرمي ،مثال الصحيح
يضرب فإذا دخل عليه جازم ،يكون مجزوماً بالسكون ،نحو :لم
ُ األخر
يضرب زي ٌد (وأما الحذف فيكون عالمة للجزم في الفعل المضارع المعتل
ْ
فيخش فعل مضارع مجزوم بلم ،وعالمة جزمه
َ يخش زي ٌد،
اآلخر) نحو :لم َ
حذف األلف نيابة عن السكون ،والفتحة قبلها دليل عليها ،وزيد فاعل ،ولم
يدعُ زي ٌد ،فيدعُ فعل مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الواو نيابة عن
يرم زيدِ ،
فيرم السكون ،والضمة قبلها دليل عليها ،وزيد فاعل مرفوع ،ولم ِ
ٌ ٌ
فعل مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الياء نيابة عن السكون،
والكسرة قبلها دليل عليها ،وزيد فاعل .
(وفي األفعال التي رفعها بثبات النون) هي األفعال الخمسة ،يعني أن عالمة
الجزم فيها تكون حذف النون ،نحو :لم يضربا ،ولم تضربا ،فهما مجزومان
بلم وعالمة جزمهما حذف النون ،واأللف فاعل ،ولم يضربوا ،ولم تضربوا،
ك ذلك مجزوم ان وعالم ة جزمهم ا ح ذف الن ون ،وال واو فاع ل ،ولم تض ربي
مج زوم بلم وعالم ة جزم ه ح ذف الن ون ،والي اء فاع ل ،واهلل س بحانه وتع الى
)1والمقصود بالحذف ،حذف النون أو حذف حرف العلة ،وسيأتي .
20
أعلم .
(فصل) هذا الفصل يذكر فيه جميع ما تقدم في الباب السابق ،لكنه في الباب
الس ابق ذك ره مفص الً ،والقص د ذك ره هن ا مجمالً ،وه ذه ع ادة المتق دمين
ي ذكرون الكالم َّأوالً مفص الً ثم يذكرون ه مجمالً ،تمرين اً للمبت دئ ،فيك ون
كالجمع عند الحساب .
(والمعربات قسمان :قسم يعرب بالحركات) يعني بذلك الضمة ،والفتحة،
والكس رة ،ويلح ق به ا الس كون (وقس م يع رب ب الحروف) يع ني به ا ال واو،
واألل ف ،والي اء ،والن ون ،ويلح ق به ا الح ذف (( )1فال ذي يع رب بالحرك ات
أربعة أن واع :االس م المف رد) كزي د (وجم ع التكسير) كالرج ال (وجم ع
المؤنث السالم) كالهندات (والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) نحو
يضرب (وكلها ترفع بالضمة ،وتنصب بالفتحة ،وتخفض بالكسرة ،وتجزم
ُ :
بالس كون) وس يأتي ،يُ ْس تَثنى من ذل ك جم ع الم ؤنث الس الم في حال ة
النص ب ( )2واال س م ال ذي ال ينص رف في حال ة الج ر ( )3والفع ل
المضارع المعتل اآلخر في حالة الجزم (. )4
لمات ،فيض رب فع ل
ال والمس ُ
فمث ال الرف ع لم ا ذك ره :يض رب زي ٌد والرج ُ
والمسلمات كل منها فاعل
ُ والرجال
ُ مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ،وزي ٌد
رب فع ل
ال ،فأض َ
رب زي داً والرج َ
مرف وع بالض مة ،ومث ال النص ب :لن أض َ
والرجال كل
َ مضارع منصوب بلن ،والفاعل مستتر وجوب اً تقديره أنا ،وزيداً
منهم ا مفع ول منص وب بالفتح ة ،ومث ال الخفض :م ررت بزي ٍد ،والرج ِ
ال،
21
ِ
والمسلمات ،فكل منها مجرور بالباء وجره بالكسرة .
(وخرج عن ذلك ثالثة أشياءُ ،جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة) نحو :
ِ
والسموات مفعول ِ
السموات} لفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة، {خلق اهلل
منص وب بالكس رة (واالس م ال ذي ال ينص رف يخفض بالفتح ة) نح و :م ررت
يخش،
بأحم َد (والفعل المضارع المعتل اآلخر يجزم بحذف آخره) نحو :لم َ
ولم ي دع ،ولم ي ِ
رم ،ف األول مج زوم بح ذف األل ف ،والث اني بح ذف ال واو، ُ
والثالث بحذف الياء (والذي يعرب بالحروف) يعني الواو ،واأللف ،والياء،
ويلحق بها النون (أربعة أنواع :التثنية) يعني المثنى (وجمع المذكر السالم،
واألس ماء الخمس ة ،واألفع ال الخمس ة ،وهي :يفعالن) بالمثن اة تحت
(وتفعالن) بالمثن اة ف وق (ويفعل ون) بالمثن اة تحت (وتفعل ون) بالمثن اة ف وق
(وتفعلين) بالمثناة فوق ال غير (فأما التثنية فترفع باأللف) نحو :جاء الزيدان
بالزيْ َديْ ِن (وأما جمع
(وتنصب ،وتخفض بالياء) نحو :رأيت الزي َديْن ،ومررت َّ
المذكر السالم فيرفع بالواو) نحو :جاء الزي ُدون (وينص ب ويخفض بالياء)
ين (وأما األسماء الخمسة فترفع بالواو) الزيدين ،ومررت َّ ِ
نحو :رأيت ِ
بالزيد َ َ
نحو :جاء أبوك (وتنصب باأللف) نحو :رأيت أباك (وتخفض بالياء) نحو :
مررت بأبيك .
(وأم ا األفعال الخمس ة ف ترفع بالنون) نح و :يض ربان ،وتض ربان ،ويض ربون،
وتضربون ،وتضربين (وتنصب وتجزم بحذفها) نحو :لن يضربا ،ولم يضربا،
ولن تض ربا ،ولم تض ربا ،ولن يض ربوا ،ولم يض ربوا ،ولن تض ربوا ،ولم
تضربوا ،ولن تضربي ،ولم تضربي .
22
ب ــاب األفع ــال
(األفع ال ثالث ة :م ٍ
اض) وه و م ا دل على ح دث مضى وانقض ى ،وعالمت ه أن
ت (ومضارع) وهو ما
ض َربَ ْ
ضرب ،تقول فيه َ
َ يقبل تاء التأنيث الساكنة ،نحو :
دل على حدث يقبل الحال واالستقبال ،وعالمته أن يقبل السين وسوف ولم،
يضرب (وأمر) ه و
ْ يضرب ،ولم
ُ سيضرب ،وسوف
ُ يضرب ،تقول فيه :
ُ نحو :
ما دل على حدث في المستقبل ،وعالمته أن يقبل ياء المؤنثة المخاطبة ويدل
رب ،تق ول في ه :اض ربي (نح و :ض رب ،ويض رب،
على الطلب ،نح و :اض ْ
واض رب) األول مث ال للماض ي ،والثاني مث ال للمض ارع ،والث الث مث ال لألمر
23
ضرب،
َ (فالماضي مفتوح األخر أبداً) يعني أنه مبني على الفتح لفظ اً ،نحو :
أو تقديراً للتعذر ،نحو :رمى ،ويقدر فيه الفتح أيض اً إذا اتصل به ضمير رف ٍع
ضربت وضربنا ،ويكون ظهور الفتح متعذراً كراهةَ توالي أربع
ُ متحرك ،نحو :
متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ،ويقدر فيه الفتح أيض اً إذا اتصل به واو
الضمير نحو :ضربوا ،ألن الواو يناسبها ضم ما قبلها ،فضمة المناسبة تمنع
من ظهور الفتح ،فيقال :مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل
بحركة المناسبة (( )1واألمر مجزوم أبداً) يعني أنه مبني على السكون الشبيه
بالجزم ،فإن كان معتالً آخره باأللف أو الواو أو الياء ،يكون مبنيا على ح ذف
ح رف العل ة ،وهي األل ف أو ال واو أو الي اء ،نح و :اخش ،وادعِ ،
وارم ،وإن ُ َ
ك ان مس نداً إلى أل ف االث نين ،أو واو الجماع ة ،أو ي اء المؤنث ة المخاطبة يب نى
على ح ذف الن ون ،نح و :اض ربا ،واض ربوا ،واض ربي ،واألل ف فاع ل ،وك ذا
ال واو ،والي اء ،وإن ك ان مس نداً إلى ن ون النس وة يب نى على الس كون ،نح و :
اض ِربْ َن يا نسوةُ ،وإن اتصلت به نون التوكيد يبنى على الفتح ،نحو :اضربَ ْن،
ب النون الخفيف ة ،واض ِربَ َّن ب النون الثقيلة (والمض ارع م ا ك ان في أول ه إح دى
ت) بشرط أن تكون الهم زة للمتكلم ،نحو
أني ُ
الزوائد األربع ،يجمعها قولك ْ :
وم ،والن ون للمتكلم ومع ه غ يره أو المعظم نفس ه نح و :نَق وم ،والي اء
:أق ُ
للغائب نحو :يقوم ،والتاء للمخاطب نحو :تقوم ،وللمؤنثة الغائبة نحو :هند
تقوم؛ فخرجت الهمزة التي ليست للمتكلم ،نحو َ :أ ْك َر َم فإنه ٍ
ماض ،والنون
الدواء،
َ س زي ٌد
َر َج َ
التي ليست للمتكلم ومعه غيره ،أو المعظم نفسه نحو :ن ْ
ماض ،والياء التي ليست للغائب ،نحو :يرنأ زي ٌد إذا جعل فيه النَّرجس ،فإنه ٍ
) 1وحركة المناسبة هي حركة تمنع من ظهور حركة اإلعراب لقوتها ،فنحن ال نستطيع أن
نظه ر حرك ة الفتح ة على الب اء في ض ربوا لق وة الحرك ة المناس بة لل واو وهي الض مة ل ذلك
امتنع ظهور الفتح الشتغال المحل .
24
ماض ،واليرناء هي الحناء ،وخرج بالتاء التيالشيب ،إذا خضبه باليرناء ،فإنه ٍ َ
للمخ اطب أو الغائب ة ،ت اء نح و :تعلَّم زي ٌد المس ألةَ ،فه و فعل م ٍ
اض ،ف أقوم،
ونق وم ،ويق وم ،وتق وم أفع ال مض ا ِر َعةٌ لوج ود ح رف الزي ادة في أوله ا ،أع ني
الهم زة والن ون والت اء والي اء (وه و مرف وع أب داً ،ح تى ي دخل علي ه ناص ب أو
ج ازم) ورافعه تج رده من الناص ب والج ازم ،وه و عام ل معن وي ال لفظي ()1
ف إن دخ ل علي ه عام ل ناص ب فإنه ينص به ،أو ج ازم فإن ه يجزمه (فالنواص ب
عشرة) أربعة منها تنصب بنفسها ،وستة منها يكون النصب معها بأن مضمرة
وجوب اً أو جوازاً (وهي :أن ،ولن ،وإذن ،وكي) هذه األربعة تنصب بنفسها،
رب ،فيعجب ني فع ل مض ارع ،وأن ح رف مص دري
مث ال أن :يعجب ني أن تض َ
ت َأ ْن حرف اً مص درياً ألنه ا
وس ِّميَ ْ
ونص ب ،والفع ل المض ارع منص وب به اُ ،
تُ ْسبَك مع ما بعدها بمصدر ( )2إذ التقدير يعجبني ضربك ،ومثال لن قولك :
ص ِّي ُر معن اه مس تقبالً،
يقوم زي ٌد ،فلن ح رف نفي ونص ب واس تقبال ،ألنها تُ َ
لن َ
من قال لك :أزورك غداً ،فإذن أكرمك ،في جواب ْ
ومثال إذن قولك :إذن َ
توس ِّميَ ْ
حرف جواب وجزاء ونصب ،وأكرمَك فعل مضارع منصوب بإذنُ ،
واب لوقوعه ا في الج واب ،وج ٍ
زاء ألن م ا بع دها ج زاء لم ا قبله ا، ح رف ج ٍ
) 1اعلم أن العوامل تنقسم إلى عوامل لفظية ومعنوية ،فالعامل اللفظي هو المؤثر
الملف وظ ك األدوات ال تي تنص ب المض ارع أو تجزم ه ،واألح رف ال تي تنص ب المبتدأ
وترفع الخبر ،واألحرف التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ،وحروف الجر والمضاف
والمبتدأ .والعامل المعنوي هو تجرد االسم والمضارع من مؤثر فيهما ملفوظ ،فتجرد
المبت دأ من عام ل لفظي ك ان س بب رفع ه ،وتج رد الفع ل المض ارع من عوام ل
النص ب والج زم ك ان س بب رفع ه أيض ا ،ومع نى التج رد ه و ع دم ذك ر
العامل .
) 2أي أنها تؤول مع الفعل المضارع بعدها بمصدر ،فضربك في المثال المتقدم فاعل
يعجبني .
25
المطوالت؛
ّ ونصب ألنها تنصب الفعل المضارع ،ولنصبها شروط تطلب من
ومث ال كي :جئت كي أق رَأ ،إذا ك انت الالم مق درة قبله ا أي لكي أق رأ،
فتكون كي مصدرية بمعنى أن ،وأقرَأ فعل مضارع منصوب بها ،فإن كانت
كي بمع نى الم التعلي ل ك ان النص ب ب أن مض مرة بع دها (والم كي) ه ذه وم ا
بع دها ليس ت ناص بة بنفس ها ،ب ل النص ب ب أن مض مرة ج وازاً في الم كي،
ووجوب اً في م ا بع دها ،مث ال الم كي :جئت ألق رَأ ،ف الالم ح رف ج ر للتعلي ل
والفع ل منص وب ب أن مض مرة ج وازاً بع دها ،وإنم ا قي ل له ا الم كي إلفادته ا
التعلي ل مث ل َك ْي ،وألنه ا ق د ت دخل على كي ،نح و :جئت لكي أق رأ (والم
الجحود) أي النفي ،والنصب بأن مضمرة وجوب اً بعدها ،وضابطها أن يسبقها
{ومَا كَا َن اهلل لُِيع ِّ
َذ َب ُهم} و {لَم َ نحو ) 1
كان المنفية بما أو يكن المنفية بلم (
ِ ِ
ذب ويغف َر منص وبان ب أن مض مرة وجوب اً بع د الم يَ ُك ِن اهلل لَي ْغف َر لَ ُه ْم} فيع َ
إلينا موس ى} أو الجح ود (وح تى) س واء ك انت بمع نى إلى نحو {حتَ َّى َي ْر ِج َع ْ
بمعنى الم التعليل ،نحو قولك للكافر :أسلم حتى تدخل الجنة ،أي لتدخل،
وتدخل ك ل منهما منص وب بأن مضمرة وجوب اً بعد ح تى (والجواب
َ فيرجع
َ
بالف اء و ال واو) يع ني الف اء وال واو الواقع تين في الج واب ( )2وليس ت الف اء
والواو ناصبتين بأنفسهما ،بل النصب بأن مضمرة وجوب اً بعدهما ،والمراد من
وقوعهما في الجواب وقوعهما في المواضع التسعة المشهورة ( )3األول منها
26
فُأح ِس َن منصوب بأن مضمرة وجوب اً بعدفأحسن إليكْ ،
َ :األمر ،نحو :أقبل
ِ
المعية، واو ِ
واو َ
وُأحس َن ك انت ال ُ
الف اء الواقع ة في ج واب األم ر ،وإن قلت ْ :
فالنصب بأن مضمرة وجوب اً بعد واو المعية الواقعة بعد األمر .الثاني النهي،
فيغضب فعل مضارع منص وب َ ويغضب،
َ فيغضب ،أو :
َ نحو :ال تضرب زيداً
ب أن مض مرة وجوب اً بع د الف اء أو ال واو الواقع تين بع د النهي .الث الث ال دعاء،
رب وفق ني فأعم َل صالحاَ ،أو وأعم َل صالحاً .فأعم َل منص وب بأن
نح و ِّ :
مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين في بعد الدعاء؛ والفرق بين الدعاء
واألم ر أن األمر طلب من األعلى إلى األدنى ،وال دعاء طلب من األدنى إلى
وأذهب
َ أذهب إلي ه أو
األعلى .الراب ع االس تفهام ،نحو :ه ل زي ٌد في ال دار ف َ
أذهب منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بع د
إلي ه ،ف َ
وتصيب
َ فتصيب خيراً أو
َ ض ،نحو :أال تن ِز ُل عندنا
الع ْر ُ
االستفهام .الخامس َ
فتصيب منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد
َ خيراً،
كرك ،أو :
ت زي داً فيش َ َرض .الس ادس التحض يض ،نح و :اال ّأك َر ْم َ
الع ْ
كرك ،فيش كر منص وب ب أن مض مرة وجوب ا بع د الف اء أو ال واو الواقع تين
ويش َ
بعد التحضيض ،والفرق بين العرض والتحضيض ،أن العرض هو الطلب برفق
ليت لي
ولين ،والتحضيض هو الطلب بحث وإزعاج .السابع التمني ،نحو َ :
وأحج منه ،فأحج منصوب بأن مضمرة وجوب اً بعد الفاء أو
َّ فأحج منه ،أو
ماالً َّ
ال واو الواقع تين بعد التم ني .الث امن ال ترجي ،نح و :لعلي أراج ع الش ي َخ
فيفهمَني أو ويفهمَني ،فيفهم منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بع د الف اء أو ال واو
الواقع تين بع د ال ترجي .التاس ع النفي ،نح و :ما تأتين ا فتح َدثَنا أو وتح دثَنا،
فتح دثنا منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بع د الف اء أو ال واو الواقع تين بع د النفي
(وأو) يع ني أن من النواص ب للفع ل المض ارع أو ،لكن ب أن مض مرة وجوب اً
فيسلم منصوب بأن يسلم ،أي إال أن يسلم، ِ
َ ألقتلَ َّن الكاف َر أو َ
بعدها ،نحو ُ :
27
مض مرة وجوب اً بع د "أو" ال تي بمع نى إال ،وق د تك ون بمع نى إلى ،نح و :
أللزمنَّك أو تقض يَني حقي ،أي إلى أن تقض يني حقي ،فتقض َي فع ل مض ارع
منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد أو التي بمعنى إلى .
(والج وازم ثماني ة عش ر) قس م منه ا يج زم فعالً واح داً ،وقس م يج زم فعلين،
رب زي ٌد ،فلم ح رف نفي
وب دأ بالقس م األول فق ال (وهي :لم) نح و :لم يض ْ
وس ميت حرف
ويضرب فعل مضارع مجزوم بلم ،وزي ٌد فاعلُ ،
ْ وجزم وقلب،
نفي ألنها تنفي الفعل المضارع ،وجزم ألنها تجزمه ،وقلب ألنها تقلب معناه
ص يِّره ماض ياً (ولم ا) وهي بمع نى لم ،ح رف نفي وج زم وقلب نحو {لَ َّما
وتُ َ
بلم ا ،وعالم ة جزم ه ح ذف
يَ ُذوقُوا عَذاب} في ذوقوا فع ل مض ارع مج زوم ّ
النون ،والواو فاعل (وَألَ ْم) هي لم إال أنها اقترنت بهمزة االستفهام نحو {ألَ ْم
نَ ْش َر ْح} ف الهمزة لالس تفهام التقري ري ( )1ولم ح رف نفي وج زم وقلب،
لـما إال أنه ا اق ترنت بهم زة
وألم ا) هي ّ
رح فع ل مض ارع مج زوم بلم ( ّ ونش ْ
ُأحسن إليك فالهمزة لالستفهام التقريري ،ولما حرف ْ االستفهام ،نحو :ألما
بلما (والم األمر) نحو {لُِي ْن ِف ْق ِ
وُأحس ْن فعل مضارع مجزوم ّ
نفي وجزم وقلبْ ،
ذو َس َع ٍة} فالالم الم األمر ،وينف ْق فعل مضارع مجزوم بالم األمر ،وذو فاعل
وس َع ٍة مضاف إليه مجرور بالكسرة مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسةَ ،
الظ اهرة (وال دعاء) الم ال دعاء هي الم األم ر إال أنها من األدنى إلى األعلى،
ضوي ْق ِ
ك} فالالم الم الدعاءَ ، فتسمى الم الدعاء تأدب اً ،نحو {لَِي ْق ِ
ض َعلَْينَا َربُّ َ
فعل مضارع مجزوم بالم الدعاء ،وعالمة جزمه حذف حرف العلة وهي الياء،
وتخف
ْ َف ،فال ناهية،والكسرة قبلها دليل عليها (وال في النهي) نحو :ال تخ ْ
فعل مضارع مجزوم بال الناهية (والدعاء) ال الدعائية هي ال الناهية إال أنها من
) 1االستفهام التقريري هو أن يكون المخاطب عالما بثبوت أمر ما فنفاه ،ثم تَذْكره له
بصيغة االستفهام ليثبت .
28
األدنى إلى األعلى ،نحو { :ربَّنا ال تُ ِ
ؤاخ ْذنا} فتؤاخذ فعل مضارع مجزوم بال َ
الدعائية ،إلى هنا انتهى الكالم على ما يجزم فعالً واحداً ،ثم أخذ يتكلم على
ما يجزم فعلين فقال :
(وإن) وهي ح رف يج زم فعلين األول فع ل الش رط ،والث اني جوابه وج زاؤه،
عمرو ،فيقم األول مج زوم بإ ْن على أنه فعل الشرط،
نح و :إن ي ُق ْم زي ٌد ي ُق ْم ٌ
تفعل
والثاني مجزوم بها أيضاً على أنه جواب الشرط وجزاؤه (وما) نحو :ما ْ
أفعل ،فما اسم شرط جازم يجزم فعلين ،األول فعل الشرط ،والثاني جواب
ْ
الشرط وجزاؤه ،فتفعل األول مجزوم بها على أنه فعل الشرط ،والثاني أيض اً
أقم مع ه،
يقم ْ
وم ْن) نح و :من ْ
مج زوم به ا على أن ه ج واب الش رط وج زاؤه ( َ
فمن اس م ش رط ج ازم يج زم فعلين ،فيقم األول مج زوم به ا على أن ه فع ل
الش رط ،والث اني أيض ا مج زوم به ا على أن ه ج واب الش رط وج زاؤه (ومهم ا)
نح و :مهم ا تفع ْل أفع ْل ،فمهم ا اس م ش رط ج ازم ،وتفع ل األول مج زوم به ا
على أنه فعل الشرط ،والثاني كذلك على أنه جواب الشرط وجزاؤه (وإذما)
عمرو ،وإعرابه كإعراب مث ال إ ْن،
يقم ٌيقم زي ٌد ْ
هي حرف مثل إ ْن ،نحو :إذما ْ
رب ،فأي اً اس م ش رط ج ازم وم ا بعده
رب أض ْ
وأي) نح و :أي اً تض ْ
وقد تقدم ( ٌّ
مج زوم ب ه ،على أن ه ش رطه وجواب ه وج زاؤه (وم تى) نح و :م تى تأك ْل آك ْل،
فمتى اسم شرط جازم ،وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأيان) نحو :أيان ما
دل أع ْ
دل ،فأي ان اس م ش رط ج ازم ،وم ا زائ دة وم ا بع ده ش رطه وجواب ه تع ْ
أنزل ،فأين اسم شرط جازم ،وما زائدة ،وما تنزل ْ وجزاؤه (وأين) نحو :أينما ْ
تربح ،فأنى اسم شرط تستقم ْ
ْ بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وَأنَّى) نحو :أنى
ِّر ِ
ج ازم ،وما بع ده شرطه وجواب ه وج زاؤه (وحيثُما) نحو َ :ح ْيثُما تَ ْس تَق ْم ُيقَد ْ
ِّر جوابه ِ
ويقَد ْلَك اهلل نَ َجاحَ اً ،فحيثما اسم شرط جازمَ ،وتَ ْس تَق ْم فعل الشرط ُ
َ
وج زاؤه (وكيفما) الج زم به ا قال ه الكوفي ون ومنع ه البص ريون ،مثال ه :كيفما
29
أجلس ،فكيفم ا اس م ش رط جَا ِزم ،وم ا بع ده ش رطه وجواب ه وج زاؤه ْ تجلس
ْ
زم ب إذا في وس ِم َع الج ُ
الش عر خاص ة) ه ذا َزائ د على الثماني ة عش رُ ، (وإذا في ِّ
قو ُل َّ
الشاعر : ِ
الشعر ال في النثر ،ومما ُسم َع ْ
خصاصةٌ َفتَ َح َّم ِل ك وإذا تُ ِ
ص ْب َ
َ
فتصب فعل الشرط ،وجملة تَ َح َّمل جوابه ،فالفاء رابطة للجوابَ ،وتَ َح َّم ِل فعل ْ
أمر مبني على سكون مقدر ،منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الروي .
30
اَألس َم ِاء
ـات ْ بــاب مرفُوع ـ ِ
َ ُ َْ َ
(المرفوعات سبعة :وهي الفاعل) نحو :جاء زي ٌد والفتى والقاضي ،وغالمي
عمرو (والمبتدأ ،
ب ٌ ض َر ُ ض ِر َ
ب زي ٌد ،ويُ ْ (والمفعول الذي لم يسم فاعله) نحو ُ
وخبره) نحو :زي ٌد والفتى والقاضي وغالمي قائمون (واسم كان وأخواتها)
ائم (والت ابع إن وأخواته ا) نح و َّ :
إن زي داً ق ٌ نح و :ك ان زي ٌد قائم اً (وخ بر َّ
للمرف وع ،وه و أربع ة أش ياء :النعت) نح و :ج اء زي ٌد الفاض ُل (والعط ف)
والبدل) نحو :جاء
نفسه ( ُ
وعمرو (والتوكيد) نحو :جاء زي ٌد ُ
نحو :جاء زي ٌد ٌ
زي ٌد أخوك .
وهذه كلها مذكورة هنا إجماالً على سبيل التعداد وسيذكر كل واحد منها في
باب مفصله ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
اع ِلباب ال َف ِ
َ ُ
عمرو ِ
(الفاعل هو االسم المرفوعُ المذكور قبلهُ ف ْعلهُ) نحو :قام زي ٌد ،ويقوم ٌ
(وهو على قسمين :ظاهر) وهو ما دل على مسماه بال قيد ،كزيد ورجل
(ومضمر) وهو ما دل على متكلم ،أو مخاطب ،أو غائب ،كأنا ،وأنت ،وهو
(( )1فالظاهر نحو :قولك :قام زيدٌ) فقام فعل ٍ
ماض مبني على فتح ظاهر
في آخره ،وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (ويقوم زي ٌد) فيقوم فعل
مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ،وزيد فاعل مرفوع بالضمة
) 1أو يقال في تعريف الظاهر والمضمر بعبارة أسهل ،أن الظاهر هو الذي لم يدل على
تَ َكلُّم وال خطاب وال غيبة .والمضمر هو ما دل على تَ َكلُّم أو خطاب أو غيبة .
31
الظاهرة (وقام الزيدان) فقام فعل ٍ
ماض ،والزيدان فاعل مرفوع باأللف نيابة
عن الضمة ألنه مثنى (ويقوم الزيدان) فيقوم فعل مضارع ،والزيدان فاعل
مرفوع باأللف (وقام الزيدون) فقام فعل ٍ
ماض ،والزيدون فاعل مرفوع
بالواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم (ويقوم الزيدون) فيقوم فعل
مضارع ،والزيدون فاعله (وقام الرجال) فالرجال جمع تكسير فاعل قام
(ويقوم الرجال) فالرجال فاعل يقوم (وقامت هند) فقام فعل ٍ
ماض ،والتاء
عالمة التأنيث ،وهند فاعله (وتقوم هند) فتقوم فعل مضارع ،وهند فاعله
(وقامت الهندان) فقام فعل ماض ،والهندان فاعله (وتقوم الهندان) فتقوم
فعل مضارع ،والهندان فاعله (وقامت الهندات) فقام فعل ٍ
ماض ،والهندات
فاعله وهو جمع مؤنث سالم (وتقوم الهندات) فتقوم فعل مضارع ،والهندات
فاعله (وقامت الهنود) فقام فعل ٍ
ماض ،والهنود فاعله ،وهو جمع هند جمع
تكسير (وتقوم الهنود) فتقوم فعل مضارع ،والهنود فاعله (وقام أخوك) فقام
فعل ٍ
ماض ،وأخو فاعل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة ،والكاف
مضاف إليه (ويقوم أخوك) فيقوم فعل مضارع ،وأخوك فاعله (وقام غالمي)
فقام فعل ٍ
ماض ،وغالمي فاعله مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم،
منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ،وغالم مضاف ،وياء
المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (ويقوم غالمي) فيقوم
فعل مضارع ،وغالمي فاعله (وما أشبه ذلك) وجملة ما ذكره عشرون مثاالً
عشرة مع الماضي ،وعشرة مع المضارع ،وكلها مع الظاهر .
ولما قدم الكالم على الظاهر أخذ يتكلم على المضمر ،وهو اثنا عشر ضميراً،
ت) بفتح
ض َربْ ُ
سبعة للحاضر ،وخمسة للغائب ،فقال (والمضمر نحو :قولك َ
ب فعل ماض ،والتاء ضمير المتكلم
ض َر َ
الضاد وضم التاء للمتكلم ،وإعرابه َ
ض َربْنا) بفتح الضاد وسكون الباء
فاعل مبني على الضم في محل رفع (و َ
32
للمعظم نفسه ،أو المتكلم ومعه غيره ،وإعرابه ضرب فعل ماض ،ونا فاعله
ت) بفتح الضاد والتاء للمخاطب،
(وض َربْ َ
مبني على السكون في محل رفع َ
وإعرابه ضرب فعل ماض ،والتاء ضمير المخاطب فاعل مبني على الفتح في
ضربْ ِ
ت) بفتح الضاد وكسر التاء للمخاطبة ،وإعرابه ضرب فعل محل رفع (و َ َ
ماض ،والتاء ضمير المؤنثة المخاطبة مبني على الكسر في محل رفع
ض َربْـتُما) بفتح الضاد وضم التاء للمثنى المذكر والمؤنث ،وإعرابه ضرب
(و َ
فعل ماض ،والتاء ضمير المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع،
1
(وض َر ْبتُم) بفتح الضاد
والميم حرف عماد ( ) واأللف حرف دال على التثنية َ
وضم التاء لجمع الذكور المخاطبين ،وإعرابه ضرب فعل ماض والتاء ضمير
المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع ،والميم عالمة جمع الذكور
2
(وض َر ْبتُ َّن) بفتح الضاد وضم التاء لجمع اإلناث المخاطبات ،وإعرابه
() َ
ضرب فعل ماض ،والتاء فاعل مبني على الضم في محل رفع ،والنون عالمة
جمع اإلناث المخاطبات .
ب) أي من
(وض َر َ
وهذه كلها أمثلة الحاضر ،وأشار إلى أمثلة الغائب بقوله َ
ب ،وإعرابه زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ،وضرب
ض َر َ
قولك مثالً :زي ٌد َ
فعل ماض ،والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على زيد ،والجملة
ت) بسكون التاء للغائبة،
ض َربَ ْ
من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ (و َ
ربت ،وإعرابه :هند مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،
ض ْ أي من قولك :هند َ
وضرب فعل ماض ،والتاء عالمة التأنيث ،وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره
َ
التي هي حركت التاء في المفرد المذكر قد تشبع فينشأ عنها ألف .
ت" الموضوع للمتكلم وحده ،إذ حركت
ـ"ض َربْ ُ
)2ولم يأت فيها بالواو لئال يلتبس ب َ
التاء فيه وهي الضمة قد تشبع فينشأ عنها الواو .
33
هي يعود على هند ،والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ
(وض َربَا) للمثنى الغائب المذكر من قولك مثالً :الزيدان ضربا ،وإعرابه :
َ
الزيدان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن الضمة ألنه مثنى ،والنون عوض عن
ب فعل ماض ،واأللف فاعل مبني على
ض َر َ
التنوين في االسم المفرد ،و َ
ض َربَتا
السكون في محل رفع ،والجملة خبر المبتدأ ،وللمثنى الغائب المؤنث َ
تقول :الهندان ضربتا ،وإعرابه :الهندان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن
وح ِّركت اللتقاء
الضمة ألنه مثنى ،وضرب فعل ماض ،والتاء عالمة التأنيثُ ،
الساكنين وكانت الحركة فتحة لمناسبة األلف ،واأللف فاعل مبني على
السكون في محل رفع ،والجملة خبر المبتدأ (وضربوا) لجمع الذكور
الغائبين من قولك مثالً :الزيدون ضربوا ،وإعرابه :الزيدون مبتدأ مرفوع
بالواو نيابة عن الضمة ،ألنه جمع مذكر سالم ،والنون عوض عن التنوين في
االسم المفرد ،وضرب فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من
ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة ،والواو فاعل مبني على السكون في
(وض َربْ َن) لجمع اإلناث الغائبات من قولك
محل رفع ،والجملة خبر المبتدأ َ
مثالً :الهندات ضربن ،وإعرابه :الهندات مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،
وضرب فعل ماض ،والنون ضمير النسوة فاعل مبني على الفتح في محل
رفع ،والجملة خبر المبتدأ .
ِ
ول الَّ ِذي لَ ْم يُ َس َّم فَاعلُهُ
اب الْم ْفعُ ِ
بَ ُ َ
ويسمى نائب الفاعل (وهو االسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله) يعني أن
34
نائب الفاعل ،هو المفعول الذي
المفعول الذي لم يسم فاعله المسمى أيض اً َ
يق وم مق ام فاعل ه في جمي ع أحكام ه بع د ح ذف الفاع ل لغ رض من األغ راض،
وخلق اهللُ اإلنسا َن ،برفع لفظ ض ِعيفاً} األصل
اإلنس ا ُن َ ِ
َ {و ُخل َق َ
كقوله تعالى َ
الجالل ة على الفاعلي ة ،ونص ب اإلنس ان على المفعولي ة ،فح ذف الفاع ل وه و
يم المفعول به ِ
لفظ الجاللة للعلم به ،فبقي الفعل محتاجاً إلى ما يسند إليه ،فُأق َ
مق ام الفاع ل في اإلس ناد إلي ه ف ُأعطي جمي َع أحك ام الفاع ل ،فص ار المفع ول
مرفوع اً بع د أن ك ان منص وباً ،فالتبس ت ص ورته بص ورة الفاع ل ف احتيج إلى
تمييز أحدهما عن اآلخر بحيث إذا سمع لفظ الفعل ُي ْعلَم أ ّن ما بعده فاعل أو
نائب عن الفاعل ،فبقي الفعل مع الفاعل على صورته األصلية وغُـيّر مع نائبه .
ض َم أوله و ُك ِس َر ما قبل
ثم بيّن كيفية تغيير الفعل بقوله (فإن كان الفعل ماضياً ُ
ماض مبني لما لم ض ِعيفاً} وإعرابه ُ :خلِ َق فعل ٍ
اإلنس ا ُن َ ِ
آخره) نحو { َو ُخل َق َ
يس م فاعل ه ،وإن ش ئت قلت مب ني للمجه ول وه و بمع نى م ا قبل ه ،واإلنس ان
ض عيفاً ح ال من اإلنسان (وإن ك ان)
ن ائب الفاع ل مرف وع بالض مة الظ اهرةَ ،و َ
ب زي ٌد ،بضم األول
ضر ُ
ضم أوله ،وفتح ما قبل آخره) نحو :يُ َ
الفعل (مضارعاً ُ
ب فعل مضارع مبني لما لم يسم
ض َر ُ
وفتح الراء التي قبل آخره ،وإعرابه :يُ ْ
قلت مبني للمجهول وهو بمعنى ما قبله ،وزيد نائب الفاعل
فاعله ،وإن شئت َ
مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو على قسمين :ظاهر ومضمر) كما تقدم نظيره
ض ِر َ
ب) بضم أول ه وكس ر ال راء ال تي قب ل في الفاعل (فالظ اهر نح و قول ك ُ :
ض ِر َ
ب زي ٌد ،تقول في إعرابه :ضرب فعل ماض مبني آخره (زي ٌد) فإذا قلت ُ :
ب) بضم
ضر ُ
لما لم يسم فاعله ،وزي ٌد نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (ويُ َ
ب زي ٌد ،تق ول في
ض َر ُ
أول ه وفتح ال راء ال تي قب ل آخ ره (زي ٌد) ف إذا قلت :يُ ْ
إعراب ه :يض رب فع ل مض ارع مب ني لم ا لم يس م فاعل ه ،وزي ٌد ن ائب الفاعل
مرفوع بالضمة الظاهرة (وُأ ْك ِر َم َع ْم ٌرو) بضم أول الفعل وكسر ما قبل آخره،
35
وإعراب ه ُ :أ ْك ِر َم فع ل م ٍ
اض مب ني لم ا لم يس م فاعل ه ،وعم ٌرو ن ائب الفاعل
مرفوع بالضمة الظاهرة (ويُ ْك َر ُم َع ْم ٌرو) بضم أول الفعل وفتح الراء التي قبل
آخ ره ،وإعراب ه :يك رم فع ل مض ارع مب ني لم ا لم يس م فاعل ه ،وعم ٌرو ن ائب
ت) بضم الضاد ض ِربْ ُ
الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (والمضمر نحو قولك ُ :
ضرب فعل ماض مبني للمجهول، وكسر الراء وضم التاء للمتكلم ،وإعرابه ُ :
وض ِربنا)
والت اء ض مير المتكلم ن ائب الفاع ل مب ني على الض م في مح ل رفع ( ُ
بضم الضاد وكسر الراء ،للمتكلم ومعه غيره أو المعظم ن ْف َسه ،وإعرابه ضرب
فع ل م اض مب ني لم ا لم يس م فاعل ه ،ون ا ض مير ن ائب عن الفاع ل مب ني على
ت) بض م الض اد وكس ر ال راء وفتح الت اء، ض ِربْ َ
الس كون في مح ل رفع ( َو ُ
ب فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله ،والتاءض ِر َ
للمخاطب المذكر ،وإعرابه ُ :
ت) بضم وض ِربْ ِ
ضمير المخاطب نائب الفاعل مبني على الفتح في محل رفع ( ُ
الضاد وكسر الراء والتاء ،للمخاطبة المؤنثة ،وإعرابه :ضرب فعل ماض مبني
لم ا لم يس م فاعل ه ،والت اء ض مير المخاطب ة المؤنث ة ن ائب الفاعل مب ني على
وض ِر ْبتُما) بضم الضاد وكسر الراء وضم التاء للمثنى
الكسر في محل رفع ( ُ
ض رب فع ل م اض مب ني للمجه ول،
المخ اطب ،م ذكراً أو مؤنث اً ،وإعراب ه ُ :
المخاطبين نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع ،والميم ْ والتاء ضمير
ض ِربْ ُتـ ْم) بض م الض اد وكس ر رف ٌ
دال على التثني ة (و ُ ح رف عم اد ،واألل ف ح ٌ
الراء وضم التاء لجمع الذكور المخاطبين ،وإعرابه :ضرب فعل ماض مبني
لم ا لم يس م فاعل ه ،والت اء ض مير المخ اطبين ال ذكور ن ائب الفاع ل مب ني على
ض ِر ْبتُ َّن) بضم الضاد وكسر الراء
الضم في محل رفع ،والميم عالمة الجمع ( َو ُ
وضم التاء ،ضمير النسوة المخاطبات ،وإعرابه :ضرب فعل ماض مبني لما
لم يسم فاعله ،والتاء ضمير النسوة المخاطبات نائب الفاعل مبني على الضم
في مح ل رف ع ،والن ون عالم ة جم ع النسوة ،والحاص ل أن الت اء في الجمي ع
36
نائب الفاعل ،وما اتصل به حروف دالة على المعنى المراد من تثنية ،وجمع
وض ِر َ
ب) بضم الضاد وكسر الراء وفتح الباء للمذكر الغائب تذكير وتأنيث ( ُ
ض ِر َ
ب ،وإعراب ه :زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة ،وض رب في نح و قول ك :زي ٌد ُ
فعل ماض مبني للمجهول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو
ت) بضم الضاد وكسر الراء وفتح الباء وسكون التاء للغائبة المؤنثة ض ِربَ ْ
( َو ُ
ت ،وإعرابه :هند مبتدأ مرفوع بالضمة ،وضرب في نحو قولك ِ :ه ْن ٌد ُ
ض ِربَ ْ
فعل ماض مبني للمجهول ،والتاء عالمة التأنيث ،ونائب الفاعل ضمير مستتر
وض ِربا) بضم الض اد وكس ر ال راء وبع د الب اء أل ف للمث نى
ج وازاً تق ديره هي ( ُ
الغ ائب الم ذكر في نح و قول ك :الزي ِ
دان ض ربا ،وإعراب ه :الزي دان مبت دأ
مرفوع باأللف ،وضرب فعل ماض مبني للمجهول ،واأللف نائب الفاعل مبني
ض ِربَـتَا ،بزيادة
على السكون في محل رفع ،وتقول في مثنى الغائب المؤنث ُ :
ض ِربوا) بضم الضاد وكسر الراء ،لجمع الذكور الغائبين ،في
تاء التأنيث ( َو ُ
نح و قول ك :الزي دون ض ربوا ،وإعراب ه :الزي دون مبت دأ مرف وع ب الواو،
وضرب فعل ماض مبني للمجهول مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال
المح ل بض مة المناس بة ،وال واو ض مير جم ع ال ذكور الغ ائبين في مح ل رف ع
ض ِربْ َن) بضم الض اد وكس ر ال راء ،لجم ع النس وة الغائب ات في
ن ائب فاعل ( َو ُ
ض ِربْ َن ،وإعرابه :النسوة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،
نحو قولك :النسوة ُ
ضرب فعل ماض مبني للمجهول ،والنون ضمير جمع النسوة نائب الفاعل
َو ُ
مبني على الفتح في محل رفع .
باب المبتدأ والخبر
(المبتدأ هو االسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية) يعني أن المبتدأ هو
االس م المرف وع الع اري ـ أي المج رد ـ عن العوام ل اللفظي ة ،فخ رج باالس م
الفع ل والح رف باعتب ار معناهم ا ،فك ل منه ا ال يق ع مبت دأ ،وخ رج ب المرفوع
37
المنصوب والمجرور بغير حرف زائد ( )1فكل منهما ال يقع مبتدأ ،وخرج
بقول ه الع اري عن العوام ل اللفظي ة م ا اق ترن ب ه عام ل لفظي كالفاع ل ون ائب
الفاعل فال يسمى كل منهما مبتدأ (والخبر هو االسم المرفوع المسند إليه)
يع ني أن الخ بر ه و االس م المرف وع المس ند إلى المبت دأ (نح و قول ك :زي ٌد
ائم) ه ذا تمثي ل للمبت دأ والخ بر المف ردين ،فزي ٌد اس م مرف وع مج رد عن
ق ٌ
العوام ل اللفظي ة فهو مبت دأ ،ورافع ه االبت داء ،وه و عام ل معن وي ال لفظي،
ائم اس م مرف وع مس ند إلى المبت دأ فه و خ بر عن ه مرف وع ،ورافع ه المبت دأ
وق ٌ
(والزيدان قائمان) وهذا مثال للمبتدأ والخبر المثنيين ،فالزيدان مبتدأ مرفوع
باالبتداء وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة ألنه مثنى ،وقائمان خبر المبتدأ
مرف وع ب ه وعالم ة رفع ه األل ف ألن ه مث نى (والزي دون ق ائمون) وه ذا مث ال
وع ْين جمع مذكر سالماً ،فالزيدون مبتدأ مرفوع بالواو،
المجم َ
ُ للمبتدأ والخبر
وق ائمون خ بره ك ذلك مرف وع ب الواو ألن كالً منهم ا جمع م ذكر س الم
(والمبت دأ قس مان :ظ اهر ومض مر) كم ا تق دم أن الفاع ل ظ اهر ومض مر
ائم ،والزي دان قائم ان،
(فالظ اهر م ا تق دم ذك ره) يع ني من قول ه :زي ٌد ق ٌ
والزي دون ق ائمون ،والظ اهر ه و م ا دل لفظ ه على مس ماه بال قرين ة ،نح و :
دل على
زي ٌد ،فإنه ي دل على ال ذات الموض وع له ا بال قرين ة ،والمض مر م ا ّ
متكلم أو مخ اطب أو غ ائب بقرين ة التكلم أو الخط اب أو الغَْيبَة ،نح و :أن ا
وأنت وه و ،وه و ينقس م إلى :متص ل ،ومنفص ل ،فالمتص ل ه و م ا يجب
اتص اله بعامل ه وال يق ع بع د إال في االختي ار ( )2وتق دمت أمثلت ه في ب اب
) 1حرف الجر الزائد هو الذي ال يجلب معنى جديدا ،وإنما يؤكد المعنى العام في الجملة
كلها ،وال يتأثر المعنى األصلي بحذفه ،نحو :بحسبك األدب ،فأصلها حسبُك األدب أي
يكفيك أو كافيك ،فالباء الزائدة داخلة على المبتدأ .
) 2وهو دائم االتصال باالسم أو الفعل أو حرف الجر أو بكان وأخواتها أو بإن وأخواتها .
38
ضربت ،وضربنا إلى آخر ما تقدم؛ والمنفصل ما يبتدأ به،
ُ الفاعل ،في قوله :
ويق ع بع د إال في االختي ار ( )1وهو ما أشار إليه بقوله (والمضمر اثنا عشر،
ائم ،فأن ا ض مير رف ع
وهي :أنا) ال دال على المتكلم ،في نح و قول ك :أن ا ق ٌ
منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ،وقائم خبره مرفوع بالضمة
الظ اهرة (ونحن) ال دال على المتكلم ومع ه غ يره أو المعظم نفس ه في نح و
قولك :نحن ق ائمون ،فنحن ض مير رفع منفص ل مب ني على الض م في مح ل
وأنت) بفتح
رفع مبتدأ ،وقائمون خبره مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم ( َ
مير رف ع
ائم ،ف أنْ ض ُ
الت اء -ال ّدال على المخ اطب في نح و قول ك :أنت ق ٌ
منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ،والتاء حرف خطاب ،وقائم
خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ( ِ
وأنت) بكسر التاء -للمخاطبة المؤنثة
في نحو قولك ِ :
أنت قائم ةٌ ،فأن ضمير رفع منفصل مبني على السكون في
مح ل رف ع مبت دأ ،والتاء ح رف خط اب ،وقائم ة خ بر المبت دأ مرف وع بالض مة
الظ اهرة (وأنتما) للمث نى س واء ك ان ذك راً أو مؤنث اً ،في نح و قول ك :أنتم ا
قائم ان ،ف أ ْن ض مير رف ع منفص ل مبت دأ مب ني على الس كون في مح ل رف ع،
والت اء ح رف خط اب ،والميم ح رف عم اد ،واألل ف ح رف دال على التثني ة،
وقائم ان خ بر المبت دأ مرف وع ب األلف ألن ه مث نى (وأنتم) لجم ع ال ذكور
ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني
ُ المخاطبين في نحو قولك :أنتم قائمون ،فأ ْن
على الس كون في محل رف ع ،والت اء ح رف خط اب ،والميم عالم ة الجم ع،
وق ائمون خ بر المبت دأ مرف وع ب الواو ألن ه جم ع م ذكر س الم (وأنتن) لجم ع
قائمات ،فأن ضمير رفع منفصل ،مبتدأ
ٌ اإلناث المخاطبات في قولك :أنتن
مبني على السكون في محل رفع ،والتاء حرف خطاب ،والنون عالمة جمع
وقائمات خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو) للمفرد الغائب
ٌ النسوة،
) أو نقول بعبارة أخرى أن الضمائر المنفصلة هي ما استقلت بالنطق . 1
39
قائم ،فهو ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح في
في نحو قولك :هو ٌ
مح ل رف ع ،وق ائم خ بره مرف وع بالض مة الظ اهرة (وهي) للمف ردة الغائب ة في
نحو قول ك :هي قائم ةٌ ،فهي ض مير رف ع منفص ل مبت دأ مب ني على الفتح في
مح ل رف ع ،وقائم ة خ بر المبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة (وهما) للمث نى
الغ ائب ،س واء ك ان م ذكراً أو مؤنث اً ،في نح و قول ك :هم ا قائم ان ،فهم ا
ض مير رف ع منفص ل مبت دأ مب ني على الس كون في محل رف ع ،وقائم ان خ بره
مرفوع باأللف ألنه مثنى (وهم) لجمع الذكور الغائبين في نحو قولك :هم
ق ائمون ،فهم ض مير رف ع منفص ل مبت دأ مب ني على الس كون في مح ل رف ع،
وه َّن) لجم ع اإلن اث
وق ائمون خ بره مرف وع ب الواو ألن ه جم ع م ذكر س الم ( ُ
الغائبات ،في نحو قولك :هن قائمات ،فهن ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني
على الفتح في مح ل رف ع ،وقائم ات خ بره مرف وع بالض مة الظ اهرة ،ثم إن
المنص ف رحم ه اهلل تع الى مث ل لوق وع بعض ها مبت دأ بقول ه (نح و قول ك :أن ا
ق ائم ،ونحن ق ائمون) وتق دم إع راب المث الين (وم ا أش به ذلك) من األمثل ة
السابقة .
(والخبر قسمان :مفرد ،وغير مفرد) والمراد بالمفرد هنا ما ليس جملة وال
شبهها ،ولو كان مثنى أو مجموع اً؛ والمراد بغير المفرد ،الجملة أو شبهها،
والجملة الكالم المركب من فعل وفاعل ،نحو :قام زي ٌد ،أو من مبتدأ وخبر،
نحو :زي ٌد قائم ،والمركب من فعل وفاعل يسمى جملة فعلية ،والم ركب من
والجار والمج رور كما
ّ مبتدأ وخبر يسمى جملة اسمية ،وشبه الجملة الظرف
ائم) فزي ٌد مبت دأ ،وخ بره ق ائم (والزي دان
س يذكره (ف المفرد نح و :زي ٌد ق ٌ
قائم ان) فالزي دان مبت دأ مرف وع ب األلف ألن ه مث نى ،وقائم ان خ بره مرف وع
باأللف أيضاً ألنه مثنى (والزيدون قائمون) فالزيدون مبتدأ مرفوع بالواو ألنه
جمع مذكر سالم ،وقائمون خبره مرفوع أيضاً بالواو ألنه جمع مذكر سالم،
40
فالخبر في هذه األمثلة مفرد ألنه ليس جملة وال شبهها (وغير المفرد أربعة
أش ياء) ألن ش به الجمل ة ش يئان الظ رف والج ار والمج رور ،والجمل ة ش يئان،
الجمل ة الفعلي ة ،والجمل ة االس مية ،وق د أش ار إلى بي ان ذل ك بقوله (الج ار
والمج رور والظ رف) فك ل منهما يس مى ش به الجملة (والفع ل م ع فاعل ه،
والمبتدأ مع خبره) فكل منهما يسمى جملة (نحو قولك :زي ٌد في الدار) هذا
اراً ومج روراً ،وإعراب ه :زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة
مث ال للخ بر إذا ك ان ج ّ
الظ اهرة ،وفي ال دار ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف تق ديره ك ائن أو اس تقر
(وزي ٌد عن دك) ه ذا مث ال للخ بر إذا ك ان ظرف اً ،وإعرابه :زي ٌد مبت دأ مرف وع
بالضمة الظاهرة ،وعند ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف
خ بر المبت دأ ( )1والتق دير ك ائن أو اس تقر عن دك ( )2وعن د مض اف والك اف
مض اف إلي ه مب ني على الفتح في مح ل ج ر؛ وفي الحقيق ة الخ بر ه و المتعل ق
المح ذوف ،وإنم ا ك ان الج ار والمج رور والظ رف ش بيهين بالجمل ة ألن ه من
ق ّدر المحذوف فعالً نحو :استقر ،كان من قبيل اإلخبار بالجملة ،وإن َّ
قَدره
اسماً مفرداً ( )3نحو :كائن ،كان من قبيل اإلخبار بالمفرد ،فكأنهما أخذا
طرف اً من المف رد ،وطرف اً من الجمل ة ،فل ذا كان ا ش بيهين بالجمل ة ،وش بيهين
يل تَِقي ُك ُمِ
ب المفرد ،فح ذف ذل ك في كالمهم من ب اب االكتف اء مثل { َس َراب َ
َر} أي وال برد (وزي ٌد ق ام أب وه) ه ذا مث ال للخ بر إذا ك ان جملة فعلي ة،
الح َّ
وإعراب ه :زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وق ام فع ل م اض ،وأب و فاع ل
) 1فعلى ما مشى عليه المؤلف أن الخبر ليس هو الظرف نفسه ،أو الجار والمجرور ،وإنما
الخبر هو اللفظ المحذوف الذي يتعلق به الظرف والجار والمجرور .
)2فالخبر هو ما قبل الظرف والجار والمجرور من جملة فعلية فعلها محذوف وفاعلها
ضمير "استقر" في شبه الجملة ،أو الخبر المفرد المشتق .
)3أي اسما مشتقا .
41
مرف وع ب الواو ألن ه من األس ماء الخمس ة ،وأب و مض اف ،واله اء مض اف إلي ه
مبني على الضم في محل جر ،والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر
المبتدأ (وزي ٌد جاريته ذاهبة) هذا مثال للخبر إذا كان جملة إسمية ،وإعرابه :
زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وجاريت ه مبت دأ ث ٍ
ان مرف وع بالض مة
الظاهرة ،وجارية مضاف ،والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر،
وذاهبة خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة ،والمبتدأ الثاني وخبره خبر
المبتدأ األول ،والرابط بينهما الهاء من جاريته ،واهلل أعلم .
المبُتَ َدأ َوالَ َخب ِر باب الْعو ِام ِل َّ ِ ِ
الداخلَة َعلى ْ َ ُ ََ
ه ذا الب اب منعق ٌد للعوام ل الداخلة على المبت دأ والخ بر ،فتغيرهم ا وتنس خ
حكمهم ا الس ابق ،وله ذا تس مى بالنواس خ (وهي ك ان وأخواته ا) نح و :ك ان
قائم (وظن وأخواتها) نحو :ظننت
زي ٌد قائماً (وإن وأخواتها) نحو :إ ّن زيداً ٌ
زيداً قائماً (فأما ك ان وأخواته ا فإنها ترف ع االسم) ال ذي ك ان مبت دأ ،ويس مى
بعد دخولها اسمها (وتنصب الخبر) وهو الذي كان خبراً للمبتدأ ،ويسمى بعد
دخوله ا خبرها (وهي) أي ك ان وأخواته ا (ك ان) نحو َ { :وكَا َن اهللُ غَ ُف وراً
َر ِحيم اً} وإعراب ه :ك ان فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينص ب الخ بر ،ولفظ
خبره ا
الجالل ة اس مها ،مرف وع به ا وعالم ة رفع ه الض مة الظ اهرة ،وغف وراً ُ
خبر بعد خبر ( )1منصوب
منصوب بها وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة ،ورحيماً ٌ
وس ِّميَت هذه األفعال ناقصة ألنها ال تكتفي بالمرفوع بل ال
بالفتحة الظاهرةُ ،
يتم معناه ا إال بالمنصوب (وأمسى) نحو :أمس ى زي ٌد غني اً ،وإعرابه :أمسى
فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينصب الخ بر ،وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة
البرد
أصبح َُ الظاهرة ،وغنياً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وأصبح) نحو :
والبرد
ُ شديداً ،وإعرابه :أصبح فعل ماض ناقص ،يرفع االسم وينصب الخبر،
) يعني أنها خبر ثاني . 1
42
اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وش ديداً خبره ا منص وب بالفتحة الظ اهرة
(وأض حى) نح و :أض حى الفقي ه ورع اً ،وإعراب ه :أض حى فع ل م اض ن اقص
يرفع االس م وينص ب الخ بر ،والفقي هُ اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وورع اً
ظل
ظل زي ٌد صائماً ،وإعرابه ّ :
وظل) نحو ّ :
خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة ( َّ
فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينص ب الخ بر ،وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة
الظ اهرة ،وص ائماً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة (وب ات) نح و :ب ات زي ٌد
س اهراً ،وإعراب ه :ب ات فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينص ب الخ بر ،وزي ٌد
اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وس اهراً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة
عر رخيص اً ،وإعرابه :صار فعل ماض ناقص ،يرفع
الس ُ
صار ِّ
(وصار) نحو َ :
عر اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ،ورخيص اً خبرها
الس ُ
االسم وينصب الخبرّ ،
منصوب بالفتحة الظاهرة (وليس) نحو :ليس زي ٌد قائم اً ،وإعرابه :ليس فعل
ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر ،وزي ٌد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة،
وقائم اً خبرها منص وب بالفتح ة الظ اهرة (وم ا زال) نح و :م ازال زي ٌد عالم اً،
وإعرابه :ما نافية ،وزال فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر ،وزي ٌد
اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وعالم اً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة
(وماانف ك) نح و :ماانفك عم ٌرو جالس اً (وم افتئ) نح و :م افتئ بك ٌر محس ناً
(ومابرح) نحو :مابرح محم ٌد كريماً ،وإعراب الجميع مثل إعراب مازال زي ٌد
عالماً (ومادام) نحو :ال أصحبك مادام زي ٌد متردداً إليك ،وإعراب مادام :ما
ظرفي ة ،ودام فع ل م اض ن اقص يرف ع االس م وينص ب الخ بر ،وزي ٌدمص درية ْ
اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وم تردداً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة،
وإلي ك ج ار ومج رور متعل ق بم تردداً؛ وس ميت م ا ه ذه ظرفي ة ،لنيابتها عن
ك مع ما بعدها بمصدرِ ،إذ التقدير مدة دوام ٍ
زيد ظرف ،ومصدرية ألنها تَ ْس بُ ُ
ك (وم ا تص ّرف منه ا) يع ني أن م ا تص ّرف من ه ذه األفع ال يعم ُل م تردداً إلي َ
43
عمل ماضيها من كونه يرفع االسم وينصب الخبر (نحو :كان ويكون وكن) َ
ف األول م ٍ
اض ،والث اني مض ارع ،والث الث أم ر ،وكله ا ترف ع االس م ،وتنص ب
الخبر (وأصبح ،ويصبح ،وأصبح) ِمثْ ُل األول ( )1ماض ومضارع وأمر (تق ول)
في عمل الماضي (كان زي ٌد قائماً) وتقدم إعرابه ،وتقول في عمل المضارع :
يك ون زي ٌد قائم اً ،وإعراب ه :يك ون فع ل مض ارع ن اقص من متص رفات ك ان
الناقص ة ،يرف ع االس م وينص ب الخ بر ،وزي ٌد اس مها مرفوع بالض مة الظ اهرة،
وقائم اً خبره ا منص وب بالفتح ة الظ اهرة؛ وتق ول في عم ل األم ر :كن قائم اً،
وإعراب ه :كن فع ل أم ر ن اقص من متص رفات ك ان الناقص ة ،يرف ع االس م
وينص ب الخ بر ،واس مها ض مير مس تتر وجوب اً تق ديره أنت ،وقائم اً خبره ا
منص وب بالفتح ة الظ اهرة ،وقس الب اقي مم ا يتص رف (وليس عم ٌرو شاخص اً)
وإعراب ه :ليس فع ل م اض ن اقص يرف ع االسم وينص ب الخ بر ،عم ٌرو اس مها
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وشاخص اً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛ وليس ال
تستعمل إال بصيغة الماضي ليس لها مضارع وال أمر وال مصدر ،ولهذا ذهب
بعض هم إلى أنه ا ح رف نفي وليس ت فعالً ،لكن م ذهب الجمه ور أنه ا فع ل
ت هن ٌد جالس ةً ،وقوله (وما
ماض ألنها تقبل تاء التأنيث الساكنة ،نحو :لَْي َس ْ
أشبه ذلك) يعني أن ما كان مشبهاً لهذه األمثلة فهو مثلها في العمل واإلعراب
فقسه عليه ،وال حاجة إلى اإلطالة بكثرة األمثلة .
إن وأخواتها فإنها تنصب االسم) وهو الذي كان مبتدأ (وترفع الخبر) (وأما َّ
ولكن ،وكأ ّن ،وليت ،ولعل،
الذي كان مرفوعاً بالمبتدأ (وهي :إ ّن ،وأ ّنّ ،
إن حرف توكيد ونصب ،تنصب االسم قائم) وإعرابه َّ :
تقول :إ ّن زيداً ٌ
وترفع الخبر ،وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ،وقائم خبرها مرفوع
أن المفتوحة :بلغني َّ
أن زيداً منطل ٌق، بالضمة الظاهرة ،وتقول في عمل َّ
) أي مثل المثال األول . 1
44
وإعرابه :بلغ فعل ماض ،والنون للوقاية ( )2والياء مفعول به مبني على
وأن حرف توكيد ونصب ،تنصب االسم ،وترفع السكون في محل نصبَّ ،
الخبر ،وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ،ومنطل ٌق خبرها مرفوع بالضمة
الظاهرة ،وأ ّن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل َبلَ َغ ،والتقدير َ :بلَغني
جالس ،وإعرابه : ًاعمر لكن القوم قام : لكن عمل في وتقول ، انطال ُق ٍ
زيد
ٌ ّ ّ
ولكن حرف استدراك ونصب ،تنصب االسم وترفع
القوم فعل وفاعلَّ ،
قام ُ
الخبر ،وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ،وجالساً خبرها مرفوع
بالضمة الظاهرة ،وتقول في عمل كأ ّن َّ :
كأن زيداً أس ٌد ،وإعرابه :كأن
حرف تشبيه ونصب ،تنصب االسم ،وترفع الخبر ،وزيداً اسمها منصوب
بالفتحة الظاهرة ،وأس ٌد خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (و) تقول في عمل
تمن ونصب ،تنصب االسم،
شاخص) وإعرابه :ليت حرف ٍّ
ٌ ليت (ليت عمراً
وشاخص خبرها
ٌ وترفع الخبر ،وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة،
قادم) وإعرابه :
الحبيب ٌ
َ مرفوع بالضمة الظاهرة ،وتقول في عمل لعل (لعل
والحبيب اسمها
َ ترج ونصب ،تنصب االسم ،وترفع الخبر،
لعل حرف ٍ
وقادم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (ومعنى إ ّن
ٌ منصوب بالفتحة الظاهرة،
وأ ّن للتوكيد) أي توكيد النسبة ،أعني قيام ٍ
زيد مثالً في قولك :إن زيداً َ
(ولكن لالستدراك) وهو تعقيب الكالم
َّ قائم ،فيرتفع الكذب واحتمال المجازٌ
برفع ما يتوهم ثبوتُه أو نفيه ( َّ
وكأن للتشبيه) وهو مشاركة أم ٍر ألم ٍر في معنى
ولعل
بينهما (وليت للتمني) وهو طلب ما ال طمع فيه ،أو ما فيه عسر ( َّ
قادم،
الحبيب ٌ
َ للترجي والتوقع) فالترجي طلب األمر المحبوب ،نحو :لعل
)2إذا اتصلت ياء المتكلم بالفعل وجب أن يتوسط بينها وبين الفعل نو ٌن تسمى نون الوقاية،
وسميت هذه النون بنون الوقاية ألنها تقي الفعل من الكسر ،فمن خواص األفعال أنها ال
يدخله كسر .
45
هالك (وأما
والتوقع اإلشفاق أي الخوف من المكروه ،نحو :لعل زيداً ٌ
ظننت وأخواتها ،فإنها تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعوالن لها ،وهي :
ُ
ظننت فعل وفاعل ،وزيداً مفعول
ظننت زيداً قائماً ،وإعرابه ُ :
ظننت) نحو ُ :
ُ
أول منصوب بالفتحة الظاهرة ،وقائماً :مفعول ٍ
ثان منصوب بالفتحة الظاهرة
(وحسبت ،وخلت ،وزعمت ،ورأيت ،وعلمت ،ووجدت ،واتخذت،
وخلت
ظننت زيداً منطلقاً) وإعرابه كما تقدم ( ُ وجعلت ،وسمعت ،تقول ُ :
الهالل الئحاً ،وما أشبه ذلك) يعني أن ما أشبه المثالين من بقية األمثلة يقاس
َ
الحبيب قادما،
َ على هذين المثالين نحو :زعمت بكراً صديقاً ،وحسبت
ووجدت العل َم نافعاً،
ُ الجود محبوباً،
َ وعلمت
ُ ورأيت الصد َق منجياً،
ُ
الطين إبريقاً ،وإعرابه كما تقدم؛ ومثال سمع
ت بكراً صديقاً ،وجعلت َ واتَّ َخ ْذ ُ
والنبي
َّ النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول ،فسمعت فعل وفاعل،
سمعت َّ
ُ :
مفعول أول ،ويقول فعل مضارع ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا ،والجملة
في محل نصب مفعول ثان؛ والراجح أن سمع في نحو هذا المثال تتعدى
لمفعول واحد والجملة التي بعدها حال ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم وأحكم .
َّعـ ـ ـ ِ
ـت ـاب الن ْ
ب ـَ ـ ُ
(النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره) يعني أن
النعت يتبع منعوته في رفعه إن كان مرفوعاً ،وفي نصبه إن كان منصوباً ،وفي
خفضه إن كان مخفوضاً ،وفي تعريفه إن كان معرفةً ،وفي تنكيره إن كان
نكرةً ،وذلك في النعت الحقيقي وهو الرافع لضمير المنعوت (( )1تقول :
العاقل) وإعرابه :قام فعل ماض ،وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة
ُ قام زي ٌد
) 1وذلك أن من عالمة النعت الحقيقي أنه يشتمل على ضمير مستتر يعود على ذلك
والعاقل نعت له ،وهو اسم فاعل
ُ العاقل ،فزيد فاعل بقام،
ُ المنعوت ،فإذا قلنا :قام زي ٌد
يعمل عمل فعله فيرفع فاعال ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على زيد .
46
الظاهرة ،والعاقل نعت لزيد ونعت المرفوع مرفوع ،وعالمة رفعه الضمة
العاقل)
َ (ورأيت زيداً
ُ الظاهرة ،وهو تابع للمنعوت في الرفع والتعريف
رأيت فعل وفاعل ،وزيداً مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة،
وإعرابه ُ :
والعاقل نعت لزيد منصوب أيضاً بالفتحة الظاهرة ،فقد تبعه في نصبه وتعريفه
َ
ِ
العاقل) وإعرابه :مررت فعل وفاعل ،وبزيد الباء حرف جر، (ومررت ٍ
بزيد
ِ
والعاقل نعت له مجرور بالكسرة الظاهرة ،فقد وزيد مجرور بالباء،
تبعه في خفضه وتعريفه .
عاقل ،ورأيت رجالً عاقالً ،ومررت ٍ
برجل رجل ٌ وتقول في التنكير :جاء ٌ
ٍ
عاقل ،وإعرابه :كالذي قبله ،فقد تبع منعوته في اإلعراب والتنكير .
ولما كان النعت تارة يكون معرفة ،وتارة يكون نكرة ،ذكر المصنف أقسام
دل على معيّن،
أشياء) المعرفة ما ّ
المعرفة والنكرة فقال (والمعرفة خمسة َ
دل
األول منها (االسم المضمر) وهو ما ّوالذي ذكره المصنف خمسة أشياء ّ
على متكلم أو مخاطب أو غائب (نحو :أنَا) للمتكلم ،ونحن للمتكلم ومعه
(وأنت) للمخاطبِ ،
وأنت للمخاطبة ،وأنتما َ غيره ،أو المعظم نفسه
للمخاطبين ،وأنتم لجمع الذكور المخاطبين ،وأ ْنتُ َّن لجمع اإلناث
ْ
ين ،وهن ِئِ
للغائبين ،وهم للغا ب َ
ْ المخاطبات ،وهو للغائب ،وهي للغائبة ،وهما
األول ِ
للغائبات (و) الثاني من أقسام المعرفة (االسم العلم ،نحو :زي ٌد ومكة) ّ
َعلَ ٌم لمن يعقل ،والثاني َعلَ ٌم لما ال يعقل (و) الثالث من أقسام المعرفة (االسم
المبهم نحو :هذا ،وهذه ،وهؤالء) وهذا االسم يشمل جميع أسماء اإلشارة
واألسماء الموصولة ،نحو :الذي ،والتي ،والذين ،ويحصل التعيين في أسماء
اإلشارة باإلشارة الحسية ،وفي األسماء الموصولة بالصلة ،نحو :جاء الذي
قام أبوه (( )1و) الرابع من أقسام المعرفة (االسم الذي فيه األلف والالم،
) 1توضيح وبيان لالسم الموصول والصلة :االسم الموصول هو ما دل على معين بواسطة
47
نحو :الرجل ،والغالم ،و) الخامس من أقسام المعرفة (ما أضيف إلى واحد
األربعة) نحو :غالمي ،وغالم ٍ
زيد ،وغالم هذا ،وغالم الذي قام ِ من هذه
أبوه ،وغالم الرجل (والنكرة كل اسم شائع في جنسه ،ال يختص به واحد
دون آخر) يعني أن النكرة هي االسم الموضوع لفرد غير معيّن ،نحو :
وغالم ،فال يختص به واحد دون آخر (وتقريبه كل ما صلح دخول
ٌ رجل،
ٌ
والغالم قبل
َ الرجل
َ والغالم) يعني أن
ُ الرجل،
ُ األلف والالم عليه ،نحو :
دخول األلف والالم عليهما نكرتان ،ألن رجالً يصدق على كل رجل ()1
تعرفاً ،فقبول األلف والالم
وكذلك غالم ،فلما دخلت عليهما األلف والالم ّ
عالمة التنكير ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
ـاب ال َـع ـطْ ِ
ـف بَـ ُ
والمراد به عطف النسق ،وهو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف
العطف اآلتية (وحروف العطف عشرة ،وهي :الواو) نحو :جاء زي ٌد
وعمرو الواو
وعمرو ،فجاء فعل ماض ،وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرةٌ ،ٌ
زيد مرفوع بالضمة الظاهرة؛ فالمعطوف حرف عطف ،وعمرو معطوف على ٍ
ٌ
يتبع المعطوف عليه في إعرابه ،سواء كان رفعاً أو غيره (والفاء) نحو :جاء
فعمرو معطوف على زيد مرفوع بالضمة الظاهرة (وثم) نحو : فعمروٌ ،
زي ٌد ٌ
ْكر بعده تُسمى صلة الموصول ،واالسم الموصول يحتاج إلى صلة ٍ ِ ٍ
جملة أو شبه جملة تُذ ُ
ٍ
جملة تُ ْذ َك ُر بعده تتم معناه ،نحو : وإلى عائد ،وتُفسر صلة الموصول بأنها جملة أو شبهُ
َأح ِس ْن إلى من في المس جد ،ويُ َّ
فس ر العائ د بأن ه بْ ، ج اء ال ذي أكرمتُ هُ ،أك ِر ْم َم ْن عن َده َ
َأد ٌ
الص لَة ،فالعائ د في األمثلة السابقةضمير يع ود إلى االسم الموصول ،وتشتمل عليه جملة ِّ
اله اء في أكرمتُ هُ وفي عن َده ،وض مير مس تتر ج وازا تق ديره "ه و" في المث ال الث الث ،فكأن ه
قيل :أحسن إلى من هو في المسجد .
َ
) وال يختص به واحد دون آخر . 1
48
عمرو (وأم) نحو :جاء زي ٌد ،أم
عمرو (و أو) نحو :جاء زي ٌد أو ٌ جاء زي ٌد ثم ٌ
داء} معطوف على ِ ِ ٍ
عمرو (وإما) نحو {فَ َّإما َمنَّاً َب ْع ُد وإما ف َداء} فقوله {ف ً
ٌ
{منَّاً} والعاطف الواو الداخلة على إما ،وإما أتى بها للداللة على التقسيم
والتخيير ،والمصنف جرى على أن إما هي العاطفة وهو ضعيف ،والراجح أن
عمرو (وال) نحو :جاء زي ٌد ال
العاطف الواو (وبل) نحو :ما جاء زي ٌد بل ٌ
عمرو (وحتى في بعض المواضع)
لكن ٌ
(ولكن) نحو :ما جاء زي ٌد ْ
ْ عمرو
ٌ
وذلك البعض هو ما كان ما بعدها بعضاً مما قبلها ،نحو :أكلت السمكة
رأسها ،فحتى حرف عطف ،ورأس معطوف على السمكة منصوب
حتى َ
عطفت
َ ظاهر (فإ ْن
بالفتحة الظاهرة ،والهاء مضاف إليه ،وإعراب بقية األمثلة ٌ
نصبت ،أو على
َ رفعت) كما تقدم (أو على منصوب
َ بها على مرفوع
وعمرو ،ورأيت
جزمت ،تقول :قام زي ٌد ٌ
َ خفضت ،أو على مجزوم
َ مخفوض
وع ْمراً ،ومررت بزيد وعم ٍرو) واإلعراب ظاهر ،ومثال العطف في
زيداً َ
فاألول
ولم يقعُ ْد) ّ
يقوم ويقع َد (وزي ٌد لم ي ُقمْ ْ
يقوم ويقع ُد ،ولن َ
األفعال :زي ٌد ُ
مرفوع ،والثاني منصوب ،والثالث مجزوم ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
باب التوكيد
قلت :ج اء زي ٌد ،يحتم ل أن يك ون الكالم
وه و الت ابع الراف ع لالحتم ال ،ف إذا َ
قلت جاء زي ٌد
زيد ،أو رسولُه ،فإذا َعلى تقدير مضاف ،والتقدير :جاء كتاب ٍ
َ ُ ُ
القوم ،يحتمل أن الذي جاء بعضهم،نفسه ،ارتفع االحتمال ،وإذا قلت :جاء ُ ُ
َّ
للمؤكد في رفعه) قلت :جاء القوم كلُّهم ارتفع االحتمال (التوكيد تابع
فإذا َ
ونفسه توكيد له ،وتوكيد المرفوع مرفوع فاعلُ ،
نفسه ،فزي ٌد ٌ
نحو :جاء زي ٌد ُ
49
ونفس ه توكي د ل ه ،وتوكي د
نفسه ،فزي داً مفع ولَ ،
رأيت زي داً َ
(ونص به) نح و ُ :
بزيد ِ
نفس ه ،فزيد مجرور بالباء وخفض ه) نحو :مررت ٍ
المنصوب منصوب ( ِ
رأيت في األمثلة،
ونفسه توكيد له ،وتوكيد المجرور مجرور (وتعريفه) كما َ
ولم يق ل وتنك يره ،ألن ألف اظ التوكي د كلها َمعَا ِرف فال تتب ع النك رة ،وأج از
ت شهراً كلَّه ،فجعلوا كله توكيد الشهر ولم ص ْم ُ
1
ذلك الكوفيون ( ) نحو ُ :
يوجبوا مطابقته في التنكير .
نفس ه
جاء زي ٌد ُ
(ويكون بألفاظ معلومة ،وهي :النفس) بمعنى الذات ،نحو َ :
القو ُم
(والعين) بمعنى الذات أيض اً ،نحو :جاء زي ٌد عينُه (وكل) نحو :جاء ْ
كلُّهم ،ف القوم فاع ل ،وك ُّل توكي د للق وم ،واله اء مض اف إلي ه ،والميم عالم ة
أجم ُع ،فأجمع توكيد للقوم مرف وع بالض مة
القوم َ
جاء ُ الجمع (وأجمع) نحو َ :
ص ع) ي ؤتى به ا في التوكي د
وأبتَع ،وأبْ َ
الظ اهرة (وتواب ع أجم ع ،وهي :أ ْكتَعْ ،
القوم أجمعون ،أكتعون ،أبتعون ،أبصعون ،وإعراب ه :
تابعة ألجمع ،نحو :جاء ُ
جاء فعل ماض ،والقوم فاعل مرفوع بالضمة ،وأجمعون تأكيد للقوم مرفوع
ب الواو ألن ه جم ع م ذكر س الم ،والن ون ع وض عن التن وين في االس م المف رد،
وأكتع ون تأكي د ث ان ،وأبتع ون ث الث ،وأبص عون راب ع ،وإعرابه ا ك إعراب م ا
قبله ا ( )2وأتى به ا لزي ادة التوكي د والمبالغ ة في ه ،وكله ا بمع نى أجمع ون ألن
أكت ع م أخوذ من ق ولهم :تكت ع الجل د إذا اجتمع ،وأبتع من الْبَْت ِع وه و طول
ت أعن اقهم ،فجعل وه كناي ة عن العن ق ،والق وم إذا ك انوا مجتمعين ط الَ ْ
ص ِع وه و الع رق المجتم ع فيك ون بمع نىاالجتم اع ،وأبص ع م أخوذ من البَ ْ
أجمع؛ ولما كانت هذه األلفاظ الثالثة ال يؤتى بها غالب اً إال بعد أجمع سميت
نفس ه) فزي ٌد فاع ل ،ونفس توكيد ل ه ،واله اء
تواب ع أجمع (تق ول :ق ام زي ٌد ُ
) أي أنهم أجازوا أن تتبع ألفاظ التوكيد النكرات . 1
) أي أنها تأكيد مرفوع بالواو ألنها جمع مذكر سالم . 2
50
وكل تأكيد للقوم،
لرأيتَّ ،
ُ فالقوم مفعول به
َ القوم كلَّ ُهم)
مضاف إليه (ورأيت َ
واله اء مض اف إلي ه ،والميم عالم ة الجمع (وم ررت ب القوم أجمعين) ف القوم
مج رور بالب اء ،وأجمعين تأكي د للق وم مج رور بالي اء ألن ه جم ع م ذكر س الم،
والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
باب البدل
2 1
جاء
َ : نحو ) ( متبوعه وبين بينه ) هو التابع المقصود بالحكم بال واسطة (
زي ٌد أخ وك ،فزي ٌد فاع ل ،وأخ وك ب دل من زي د ،ب دل ك ل من ك ل ،ويس مى
البدل المطابق ألن المراد من الثاني هو األول بعينه (إذا ُأبدل اسم من اسم)
ص ِّل تس جد هلل يرحمك
نح و :ج اء زي ٌد أخ وك (أو فع ل من فع ل) نح و :إن تُ َ
(تبع ه في جمي ع إعراب ه) رفع اً ،ونص باً ،وخفض اً ،وجزم اً (وه و أربع ة أقس ام :
بدل الشئ من الشئ) ويقال له :بدل الكل من الكل ،والبدل المطابق ،وهو
ما كان الثاني فيه عين األول ،نحو :جاء زي ٌد أخوك (وبدل البعض من الكل)
ف ُثلَثه (وب دل
وه و م ا ك ان الث اني في ه بعض اً من األول ،نح و :أكلت الرغي َ
االش تمال) وه و م ا ك ان الث اني في ه بين ه وبين األول ارتب اط بغ ير الكلي ة
علم هُ (( )3وبدل الغلط) وهو ما ذكر فيه األول
والجزئية ،نحو :نَفعني زي ٌد ُ
)1لفظية .
)2أو يقال في تعريفه :هو تابع يدل على نفس المتبوع أو جزء منه ،ويتضح شرح التعريف
فعلي تابع لإلمام في إعرابه ،وهو المقصود
عليٌ ،
اإلمام ٌ
ُ بالمثال ،فقولنا مثال :واضع النحو
بحكم نسبة وضع النحو إليه ،واإلمام إنما ذكر توطئة وتمهيدا له ،وهو غير مقصود بالذات
قلت واض ع النح و علي ،ك ان كالم ا
"علي" بال ذكر منف ردا ،فل و َ
ألن ك ل و حذفت ه الس تقل ٌ
مستقال ،وال واسطة بين التابع والمتبوع كحروف العطف وغيرها .
)3ولتوض يح التعري ف أك ثر أق ول :عن د النظ ر إلى المث ال الس ابق نج د أن ا النف ع يحتم ل أن
يك ون بج اه زي د أو علمه أو غيرهم ا مم ا ينتف ع ب ه ،ولكن عن دما قلنا علم ه تعين أحد تلك
َع دون الباقي من المعاني من غير أن يدخل واحد
العرض يَّة التي يتضمنها العامل َنف َ
المعاني َ
51
غلطاً ،ثم ذكر الثاني إلزالة ذلك الغلط ،نحو :ركبت زيداً الفرس ،وقد مثّل
قام زي ٌد أخوك)
المصنف رحمه اهلل تعالى لألقسام األربعة بقوله (نحو قولك َ :
فزي ٌد فاعل ،وأخوك بدل منه بدل كل من كل مرفوع بالواو ألنه من األسماء
الرغيف مفع ول ب ه
َ ف ثُلثَه) ف
(وأكلت الرغي َ
ُ الخمس ة ،والك اف مض اف إلي ه
وثلث ب دل من ه ب دل بعض من ك ل ،واله اء مض اف إلي ه مب ني على
ألكلتَ ،
ُ
َع فع ل م اض ،والن ون
الض م في مح ل جر (ونفع ني زي ٌد علم ه) وإعراب ه َ :نف َ
نفع
فاعل َ
للوقاية ،والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب ،وزي ٌد ُ
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وعلم بدل اشتمال من ٍ
زيد ،والهاء مضاف إليه مبني ُ
رأيت،
رس) فزي داً مفع ول به ل ُ
(ورأيت زي داً الف َ
ُ على الض م في مح ل ج ر
والف رس ب دل غل ط أي ب دل عن اللف ظ ال ذي ذك ر غلط اً ،وه و الم راد بقوله
فأبدلت
َ (أردت أن تقول :الفرس فغلطت فأبدلت زيداً منه) المراد من قوله
اإلبدال اللغوي وهو التعويض ،والمعنى عوضت زيداً عن الفرس الذي كان
التركيب اإلتيان به بدون لفظ ٍ
زيد ،فال ينافي أن البدل في االصطالح في ِ ح ّق
ه ذا ال تركيب ه و الف رس ال زي ٌد ،فال اع تراض على المص نف ب أن الب دل ه و
دلت زي داً من ه؛ وحاص ل الج واب أن م راده
الف رس ال زي ٌد ،فكيف يق ول فأب َ
اإلبدال اللغوي ال االصطالحي ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
من تلك المعاني في ذات زيد أو تكوينه الجسمي ،فهو ليس جزءا حقيقيا أساسيا أصيال ال
يوجد زيد إال به ،وإنما هو أمر عرضي طارئ ،فالعلم في المثال السابق يسمى بدل اشتمال،
والمبدل منه هو زيد ،وقد عرف بعضهم بدل االشتمال بتعريف أوضح وأسهل مما قاله
الش ارح فق ال :ه و ت ابع يعين أم را عرض يا ووص فا طارئ ا من األم ور واألوص اف المتع ددة
بالمتبوع ويشتمل عليها معنى عامله إجماال بغير تفصيل .
52
اَألس َم ِاء
ات ْ ب ــاب م ْنصوب ِ
َ ُ َ ُ َ
ضربت زيداً ،فزيدا
ُ عشر ،وهي :المفعول به) نحو :
خمسةَ َ
(المنصوبات َ
ضربت ضرباً ،فضرباً مصدر منصوب،
ُ والمصدر) نحو :
ُ مفعول به منصوب (
اليو َم ،فصمت
ت ْ ص ْم ُ
ويعبر عنه بالمفعول المطلق (وظرف الزمان) نحو ُ :
فعل وفاعل ،واليوم منصوب على الظرفية الزمانية (وظرف المكان) نحو :
فجلست فعل وفاعل ،وأمام منصوب على الظرفية ِ
الكعبة، أمام
ُ ت َ جلَ ْس ُ
والحال) نحو :جاء زي ٌد راكباً ،فجاء زي ٌد
ُ المكانية ،والكعبة مضاف إليه (
مييز) نحو { َوفَ َّج ْرنَا
فعل وفاعل ،وراكباً حال من زي ٌد منصوب بجاء (والتّ ُ
وعيُونَاً تمييز
ض مفعول بهُ ،واألر َ
ففجرنا فعل وفاعلْ ، ض عُيُونَاً} َّ
األر َ
ْ
فالقو ُم فاعل قام،
القوم إال زيداًْ ،
منصوب ب َف َّج ْرنا (والمستثنى) نحو :قام ُ
غالم ٍ
وإال أداةُ استثناء ،وزيداً منصوب على االستثناء بإال (واسم ال) نحو :ال َ
حاضر ،فال نافية للجنس تنصب االسم وترفع الخبر ،وغالم اسمهاٌ ٍ
رجل
وحاضر خبرها مرفوع
ٌ منصوب بالفتحة ،وغالم مضاف ورجل مضاف إليه،
وغالم منادى زيد ،فيا حرف ٍ
نداء، بالضمة (والمنادى) نحو :يا غالم ٍ
َ َ
53
منصوب بالفتحة ألنه منادى مضافٍ ،
وزيد مضاف إليه (وخبر كان وأخواتها)
نحو :كان زي ٌد قائماً ،فكان فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر،
إن وأخواتها) نحو َّ :
إن وزي ٌد اسمها مرفوع ،وقائماً خبرها منصوب (واسم َّ
قائم ،فإ ّن حرف توكيد ونصب ،تنصب االسم ،وترفع الخبر ،وزيداً
زيداً ٌ
وقائم خبرها مرفوع (والمفعول من أجله) نحو :قام زي ٌد
اسمها منصوبٌ ،
إجالالً لعمرو ،فقام زي ٌد فعل وفاعل ،وإجالالً مفعول ألجله منصوب بقام،
والنيل،
َ سرت
لعمرو جار ومجرور متعلق بإجالالً (والمفعول معه) نحو ُ :
والنيل مفعول معه منصوب
َ والنيل الواو واو المعية،
َ فسرت فعل وفاعل،
ُ
رأيت زيداً
بسرت (والتابع للمنصوب ،وهو أربعة أشياء :النعت) نحو ُ :
ُ
رأيت زيداً
وع ْمراً (والتوكيد) نحو ُ :
رأيت زيداً َ
العاقل (والعطف) نحو ُ :
َ
رأيت زيداً أخاك ،وإعراب األمثلة ظاهر ،واهلل سبحانه
نفسهُ (والبدل) نحو ُ :
وتعالى أعلم .
ول ِبه
اب الْم ْفعُ ِ
بَ ُ َ
لما ذكر المنصوبات إجماالً شرع يذكرها تفصيالً ،ولم يذكر في التفصيل
خبر كان وأخواتها ،واسم إ ّن وأخواتها ،والتوابع ،لتقدم ذكرها في
المرفوعات ،وبدأ بذكر المفعول به وهو في اللغة :من وقع عليه الفعل،
كضربت زيداً ،أو معنوياً ،كتعلمتُ المسئلةَ ،فإن
ُ سواء كان الفعل حسيّاً،
حسي ،والتعلم معنوي ،وفي اصطالح النحاة ما ذكره بقوله (وهو
الضرب ّ
االسم المنصوب الذي يقع به الفعل) يعني أن المفعول به في اصطالح النحاة
54
س)
الفر َ
ت َ وركِ ْب ُ
ت زيداًَ ،
ض َربْ ُ
هو :االسم الذي يقع عليه فعل الفاعل (نحو َ :
لركبت ،ومثل بمثالين لإلشارة
ُ والفرس مفعول به
َ لضربت،
ُ فزيداً مفعول به
إلى أنه ال فرق في المفعول به بين كونه عاقالً كزيد ،أو غير عاقل كالفرس
ومضمر (فالظاهر
ٌ ظاهر
(وهو على قسمين :ظاهر ،ومضمر) كما أن الفاعل ٌ
والفرس المتقدمان في المثالين السابقين (والمضمر
ُ ما تقدم ذكره) وهو زي ٌد،
قسمان :متصل) وهو الذي ال يبتدأ به ،وال يقع بعد إال في االختيار ،نحو :
إالك ،وقد يقع مثل ذلك في
رأيت َ
الكاف من رأيتك ،إذ ال يصح أن يقال ما ُ
غير االختيار وهو ضرورة الشعر (ومنفصل) وهو الذي يقع في ابتداء الكالم
اك َن ْعبُ ُد} ويقع بعد إال في االختيار ،نحو :ما َن ْعبُ ُد إال إياّ َك (فالمتصل
نحو {إيَّ َ
ض َربَني) وإعرابه :ضرب فعل ماض ،والنون للوقاية،
اثنا عشر ،نحو قولك َ :
(وضربنَا)
َ والياء ضمير المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب
بفتح الباء ،فنا ضمير المتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه مبني على السكون
ك) بفتح الكاف ،فالكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به (وضربَ َ
ك) بكسر الكاف ،ضمير (وضرب ِ
مبني على الفتح في محل نصب مفعول به َ َ َ
ض َربَ ُكما) فالكاف
المخاطبة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به (و َ
ضمير المخاطََب ْين مبني على الضم في محل نصب مفعول به ،والميم حرف
ض َربَ ُكم) فالكاف ضمير جمع الذكور دال على التثنية (و َ
عماد ،واأللف حرف ّ
المخاطبِين مبني على الضم في محل نصب مفعول به ،والميم عالمة الجمع
ض َربَ ُك َّن) فالكاف ضمير جمع اإلناث المخاطبات مبني على الضم في محل
(و َ
وض َربَهُ) فالهاء ضمير المذكر
نصب مفعول به ،والنون عالمة جمع النسوة ( َ
(وض َربَها) فالهاء ضمير
الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به َ
ض َر َب ُهما)
المؤنثة الغائبة مبني على السكون في محل نصب مفعول به (و َ
فالهاء ضمير المثنى الغائـبَ ْـين مبني على الضم في محل نصب مفعول به،
55
دال على التثنية (وضربهم) فالهاء ضمير
والميم حرف عماد ،واأللف حرف ّ
جمع الذكور الغائبِين مبني على الضم في محل نصب مفعول به ،والميم
عالمة الجمع (وضربهن) فالهاء ضمير جمع اإلناث الغائبات مبني على الضم
في محل نصب مفعول به ،والنون عالمة جمع النسوة (والمنفصل اثنا عشر،
أكرمت إال إياي تقول في إعرابه :ما نافية،
َ نحو قولك :إياي) فإذا قلت :ما
وأكرمت فعل وفاعل ،وإال أداة حصر ،وإن شئت قلت إال حرف إليجاب
النفي ( )1أو أداة استثناء ملغاة ال عمل لها ،وإيا ضمير نصب منفصل مبني
دال
ألكرمت ،والياء األخيرة حرف ّ
َ على السكون في محل نصب مفعول به
(وإياك) بفتح
َ على المتكلم (وإيانا) للمتكلم ومعه غير ،أو المعظم نفسه
ِ
(وإياك) بكسر الكاف للمخاطبة (وإيا ُكما) للمخاطبَين الكاف للمخاطب
(وإيا ُكم) لجمع الذكور المخاطبين (وإيا ُك ّن) لجمع اإلناث المخاطبات ،فإيا
في الجميع هي الضمير ،وكلها يقال فيها :ضمير نصب منفصل مبني على
دال على
السكون في محل نصب مفعول به ،والياء في األول حرف ّ
المتكلم ،ونا في الثاني حرف دال على المتكلم ومعه غيره ،أو المعظم نفسه،
والكاف فيما بعده للمخاطب ،أو المخاطبة ،أو المخاطََب ْين ،أو المخاطبِين ،أو
دال على التثنية،
المخاطبات ،والميم في إياكما حرف عماد ،واأللف حرف ّ
والميم في إياكم حرف دال على جمع الذكور المخاطبين ،والنون في إياكن
دال على جمع النسوة المخاطبات (وإياه) للمفرد المذكر الغائب،
حرف ّ
الغائب ْين
والهاء حرف دال على الغيبة (وإياها) للمفردة الغائبة (وإياهما) للمثنى َ
(وإياهم) لجمع الذكور الغائبِين (وإياهن) لجمع اإلناث الغائبات ،واهلل سبحانه
وتعالى أعلم .
56
ص َد ِر
اب ال َْم ْ
بَ ُ
ويسمى المفعول المطلق (وهو :االسم المنصوب الذي يجئ ثالثاً في
يضرب ضرباً) يعني أن المصدر هو االسم
ُ ضرب
َ تصريف الفعل ،نحو قولك :
أي اسم الحدث الذي يجئ ثالثاً في تصريف الفعل أي تغييره من صيغة إلى
يضرب ضرباً ،فقد تغير من صيغة الماضي ،إلى
ُ ضرب
َ صيغة أخرى ،نحو :
ضرب زيْ ٌد ضرباً ،فزي ٌد
َ صيغة المضارع ثانياً ،والمصدر ثالثا ،فإذا قلت :
فاعل ،وضرباً مفعول مطلق منصوب بضرب ،وإن شئت قلت :منصوب على
المصدر بضرب (وهو قسمان :لفظي ومعنوي ،فإ ْن وافق لفظه لفظ فعله فهو
لفظي ،نحو قولك :قتلتُه قتالً ،وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي،
نحو :جلست قعوداً ،وقمت وقوفاً) فإن الجلوس والقعود بمعنى واحد ،كما
أن القيام والوقوف بمعنى واحد ،فكل من قعوداً ووقوفاً منصوب على
المصدرية بالفعل الذي قبله ،ويكفي اتفاقهما في المعنى وإن اختلفا في
اللفظ ،وقيل يقدر لهما فعل موافق في اللفظ فيقال في األول :جلست
وقعدت قعوداً ،وفي الثاني :قمت ووقفت وقوفاً ،وذلك تكلف ال حاجة
إليه ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
باب ظرف الزمان وظرف المكان
(ظرف الزمان) في اصطالح النحاة (هو اسم الزمان) الذي يقع الحدث فيه
يوم الخميس كان التقدير صمت
صمت َ
ُ (المنصوب بتقدير في) فإذا قلت :
57
في ي وم الخميس ،ف اليوم وق ع الص وم في ه (نح و :الي وم) في نح و قول ك :
يوم
صمت َ ُ بصمت ،ومثله
ُ فاليوم منصوب على الظرفية الزمانية
َ اليوم،
صمت َ ُ
وم الخميس (والليل ة) نح و :اعتكفت الليل ة أو ليل ةً أو ليل ة ِ
الجمع ة ،أو ي َ
الجمع ِة ،فالك ل منص وب على الظرفي ة الزماني ة بالفع ل ال ذي قبله (وغ دوة)
نحو :أزورك غدوةً ،فأزورك فعل مضارع ،وفاعله مستتر فيه وجوب اً تقديره
أن ا ،والك اف ض مير المخ اطب مفع ول ب ه مب ني على الفتح في مح ل نص ب،
وغ دو ًة منص وب على الظرفي ة الزماني ة ب أزور (وبك رة) نحو :أزورك بك ر ًة
(وس حراً) نح و :أجيئ ك س حراً (وغ داً) نح و :أجيئ ك غ داً (وعتم ة) نح و :
مساء،
أجيئك عتمةً (وصباحاً) نحو :أجيئك صباحاً (ومساء) نحو :أجيئك ً
َ
أكلم زيداً أبداً ،وإعرابه ال نافية،
واإلعراب ظاهر مما قبله (وأبداً) نحو :ال ُ
وأكلم فعل مضارع ،وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ،وأبداً منص وب على
ُ
الظرفية الزمانية؛ واألبد الزمن المستقبل الذي ال نهاية له (وأمداً) نحو :ال
فقرأت
ُ أكلم زيداً أمداً ،واألمد الزمن المستقبل (وحين اً) تقول :قرأت حين اً،
فع ل وفاع ل ،وحين اً منص وب على الظرفية الزماني ة ،والحين الزم ان المبهم
(وم ا أش به ذل ك) نح و :وقت ،وس اعة ،وض حوة (وظ رف المك ان ه و اس م
المكان) الذي يقع فيه الحدث (المنصوب بتقدير في ،نحو :أمام) تقول :
ت فع ل وفاع ل ،وأم ام منص وب على الظرفية
جلس ت أم ام الش يخ ،فجلس ُ
المكاني ة بجلس ت ،والش يخ مض اف إليه (وخل ف) نح و :جلس ت خلفه
(وقُ ّدام) بمع نى األم ام (ووراء) بمع نى الخلف (وف وق) نح و :جلس ت ف وق
الس طح ،فف وق منص وب على الظرفي ة المكاني ة ،والس طح مض اف إليه
(وتحت) نح و :جلس ت تحت الس قف ،فتحت منص وب على الظرفي ة
المكانية ،والسقف مضاف إليه (وعند) بمعنى المكان القريب ،نحو :جلست
عن د زي ٍد ،فعن د منص وب على الظرفي ة المكاني ة ،وزي د مض اف إليه (وم ع)
58
بمعنى مكان االجتماع والمصاحبة ،نحو :ركبت مع ٍ
زيد ،فمع منصوب على
الظرفية المكانية ،وزيد مضاف إليه (وإزاء) بمعنى مقابل ،نحو :جلست إزاء
ٍ
زيد ،فإزاء منصوب على الظرفية المكانية ،وزيد مضاف إليه (وحذاء) بمعنى
المك ان الق ريب ،نح و :جلست ح ذاء زي ٍد ،فح ذاء منص وب على الظرفي ة
المكانية ،وزيد مضاف إليه (وتلقاء) بمعنى مقابل ،نحو جلست تلقاء زيد،
فتلق اء منص وب على الظرفي ة المكاني ة ،وزيد مض اف إلي ه (وهنا) اسم إشارة
للمك ان الق ريب ،فه و ظ رف مك ان ،نح و :جلس ت هن ا ،فهن ا مب ني على
الس كون في مح ل نصب على الظرفي ة المكانية (وثَ َّم) اس م إش ارة للمك ان
البعي د ،فه و ظ رف مك ان ،نح و :جلست ثَ َّم ،فثَ َّم مب ني على الفتح في مح ل
نصب على الظرفية المكانية (وما أشبه ذلك) من أسماء المكان المبهمة ،نحو
:يمين ،وشمال ،وبريد ،وفرسخ ،وميل ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
ْح ـ ِ
ـال ـاب ال َ
ب ـ ـَـ ُ
(الحال هو االسم المنصوب المفسر لما انبهم ( )1من الهيئات) ( )2يعني أن
الحال هو االسم المنصوب المفسر لهيئة صاحبه عند حصول معنى عامله،
فه و وص ف في المع نى لص احبهَ ،ق ْي ٌد لعامله (نح و :ج اء زي ٌد راكب اً) فزي ٌد
فاعل جاء ،وراكباً حال منه حصل بها بيان هيئته عند المجيء ،فهي حال من
59
الفاعل ،وناصبه الفعل المذكور قبله ،وقد تأتي الحال من المفعول كما ذك ره
ركبت ،ومس رجاً ح ال من
ُ رس مس رجاً) ف الفرس مفع ول
وركبت الف َ
ُ بقوله (
ولقيت عب َد اهلل
الفرس فهو حال من المفعول ،وناصبها الفعل المذكور قبله ( ُ
راكب اً) فعب َد اهلل مفع ول لقيت ،وراكب اً يحتم ل أن يك ون ح االً من الت اء وهي
الفاعل ،أو من عبد اهلل وهو المفعول (وما أشبه ذلك) من أمثلة الحال ،وقد
والشمس طالع ةٌ ،فالواو واو الحال ()1
ُ جاء زي ٌد
تكون الحال جملة ،نحو َ :
والشمس طالعة مبتدأ وخبر ،والجملة في محل نصب حال من زيد ،وهي في
قوة قولك :جاء زيد مقارناً طلوع الشمس (وال يكون الحال إال نك رة) يعني
فتؤول
أن الحال ال تكون إال نكرة كما في األمثلة السابقة وقد تأتي معرفة ّ
بنكرة ،نحو :ادخلوا األول فاألول ،أي مرتبين ،واجتهد وحدك أي منفرداً
(وال يك ون إال بع د تم ام الكالم) كم ا في األمثل ة الس ابقة ،وق د يجب تق ديم
الحال إذا كان لها صدر الكالم ،كأسماء االستفهام نحو :كيف جاء زي ٌد،
وإعرابه :كيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل نص ب على الحال من
زي د ،وج اء زي د فع ل وفاع ل (وال يك ون ص احبها إال معرف ة) كم ا في األمثلة
الس ابقة ،وق د ت أتي من ص احبها النك رة نك رة س ماعاً ،ومن ه الح ديث "ص لى
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم جالساً ،وصلى وراءه ٌ
رجال قياماً" فقياماً حال
من رج ال وه و نك رة ،وه و يحف ظ وال يق اس علي ه ،وق د ( )2يك ون ص احبها
نك رة قياس اً بمس ّوغ من المس ّوغات الم ذكورة في المط ّوالت ،واهلل س بحانه
وتعالى أعلم .
اب الَّْت ِميي ِز
بَ ُ
)1واو الحال هي واو تربط بين صاحب الحال وجملة الحال ،وتكون الجملة التي بعده في
محل نصب حال .
) عطف على سماعا . 2
60
(التمييز هو االسم المنصوب المفسر لما انبهم ( )1من الذوات) وناصبه ما
2
قبله من فعل ،أو عدد ،أو مقدار ( ) كما سيظهر من األمثلة ،وقد يكون ُمَبيِّناً
ب زي ٌد
تصبَّ َ ِّس ِ
ب كما سيتضح باألمثلة أيضاً (نحو قولك َ : لما َخفي من الن َ
ب فعل ماض ،وزيد فاعل ،وعرقاً تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة صبَّ َ
عرقاً) َفتَ َ
بالفعل قبله ،وهو مبين لما انبهم من النسبة فإن نسبة التصبب إلى زيد تحتمل
كر ( )3شحماً ،وطاب
أن تكون من جهة العرق أو غيره ،وكذا قوله (وتفقأ بَ ٌ
محمد نفساً) كل من التمييزين فيهما مبين لما انبهم من النسبة ،وكل من
التركيبين فعل وفاعل ،وشحماً في األول تمييز ،وكذا نفساً في الثاني
(واشتريت عشرين غالماً) اشتريت فعل وفاعل ،وعشرين مفعول به منصوب
بالياء ألنه ملحق بجمع المذكر السالم ،وغالماً تمييز لعشرين إلبهامها
ولصالحيتها لكل معدود ،وناصب التمييز عشرين (وملكت تسعين نعجةً)
ملكت فعل وفاعل ،وتسعين مفعول به منصوب بالياء ألنه ملحق بجمع
المذكر ،ونعجة تمييز لتسعين منصوب به كما تقدم في عشرين (وزي ٌد أكرم
منك أباً) زيد مبتدأ ،وأكرم خبره ،ومنك جار ومجرور متعلق بأكرم ،وأباً
َ
تمييز منصوب بأكرم ُم َح َّول عن المبتدأ ،واألصل أبو زيد أكرم منك فحول
التركيب ( )4وقيل :زيد أكرم منك ،فحصل إبهام في نسبة األكرمية إليه من
أي جهة ،فجئ بالتمييز لبَيان ذلك اإلبهام ،ومثله قول (وأجمل منك وجهاً)
فأجمل معطوف على أكرم الواقع خبراً عن زيد ،والمعطوف على الخبر خبر،
61
والتقدير زي ٌد أجمل منك وجهاً ،فزيد مبتدأ ،وأجمل خبره ،ومنك جار
ومجرور متعلق بأجمل ،ووجهاً تمييز محول عن المبتدأ إلبهام نسبة األجملية
إليه ،واألصل وجه زيد أجمل منك ففعل به ما تقدم (وال يكون إال نكرة)
يعني أن التمييز كالحال ال يكون إال نكرة كما تقدم في األمثلة ،وأما قوله :
وطبت النفس يا قيس عن عمرو ،فأل فيه زائدة (وال يكون إال بعد تمام
الكالم) كما تقدم في األمثلة أيضاً ،وقد يتق ّدم إذا كان عامله متصرفاً ،كقوله
:
وشيباً رأسي ا ْشَت َعالً
فشيباً تمييز مقدم على عامله وهو اشتعل ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
ب ــاب االستِ ْثن ـ ـ ـ ـ ـ ِ
ـاء َ ُ ْ َ
ه و اإلخ راج ب إال أو إح دى أخواته ا (وح روف االس تثناء ثماني ة ،وهي :إال)
نحو :ق ام الق وم إال زي داً ،فق ام الق وم فع ل وفاع ل ،وإال أداة اس تثناء ،وزي داً
زيد ،فغير منصوب منصوب بإال على االستثناء (وغير) نحو :قام القوم غير ٍ
وس َواءٌ) نح و :ق ام الق وم ِ
وس وى َعلى االس تثناء ،وزي د مض اف إليه (وس وى ُ
زيد ،فسوى منصوب على االستثناء بفتحة مقدرة على األلف للتعذر، سوى ٍ
وزيد مضاف إليه (( )1وخال ،وعدا ،وحاشا) ( )2نحو :قام القوم خال زي داً، ٍ
وعدا عمراً ،وحاشا بكراً ،فخـال فعل ٍ
ماض ،وفاعله ضمير يعود على القائم
المفه وم من ق ام الق وم ( )3وزي داً منص وب على المفعولية بخال ،وه و اس تثناء
وس وى وسواء يجب جره بإضافة األداة إليه ،وأما األداة ِ
) فاالسم الواقع بعد غير وس وى ُ
1
نفسها فإنها تأخذ حكم االسم الواقع بعد إال على التفصيل اآلتي .
)2وكلها بمعنى جاوز .
)3أي أن الضمير مستتر فيه وهو يعود على البعض المفهوم من الكل السابق ،فكأنه قال ق ام
القوم خال بعضهم زيدا .
62
في المعنى إذ المعنى إذا جاوز القائم زيداً أي خالفه ( )1فهو بمنزلة قام القوم
ب إذا كان الكالم
ص ُ
إال زيداً ،ومثله عدا عمراً وحاشا بكراً (فالمستثنى بإال ُي ْن َ
تاماً موجب اً) التام هو الذي ذكر فيه المستثنى والمستثنى منه ،والموجب هو
المثبت أي ال ذي لم يدخل ه نفي وال نهي وال اس تفهام (نح و :ق ام الق وم إال
زيداً) فقام القوم فعل وفاعل ،وإال أداة استثناء ،وزيداً منصوب على االستثناء
ب إال (وخ رج الن اس إال َع ْم راً) ه و مثل ه في اإلع راب ،وك ل من المث الين ت ام
موجب يجب فيه نصب المستثنى ،فإن كان المستثنى من جنس المستثنى منه
2
يسمى االستثناء متص الً كالمثالين ( ) وإن كان من غير جنسه يسمى منقطع اً
( )3نح و :ق ام الق وم إال حم اراً (وإن ك ان الكالم منفي اً تام اً ،ج از في ه الب دل
والنصب على االستثناء) يعني أن الكالم التام إذا تقدمه نفي ،ومثله شبه النفي
ك النهي واالس تفهام ج از في المس تثنى النص ب على االس تثناء ،واإلتب اع على
وم إال زي ٌد) ب الرفع ب دل من
البدلي ة وه و المخت ار ،ف النفي (نح و :م ا ق ام الق ُ
الق وم ب دل بعض من ك ل ،والعائ د مق در أي منهم (( )4وزي داً) بالنص ب على
االس تثناء ،ومث ال النهي :ال يقم أح ٌد إال زي ٌد ،وإال زي داً ،ومث ال االس تفهام :
ه ل ق ام الق وم إال زي ٌد ،وإال زي داً ،ومح ل ج واز األم رين إذا ك ان االس تثناء
متصالً ،فإن كان منقطعاً وجب النصب وإن تقدمه نفي أو شبهه ،نحو :ما قام
ار ب الرفع ،ه ذا م ذهب جمه ور الع رب،
الق وم إال حم اراً ،وال يج وز إال حم ٌ
) فلم يقم ،فالقوم عندما قاموا وفارقوا زيدا خالفوه في عدم القيام . 1
) 2ونستطيع أن نعرفه بعبارة أخرى فنقول هو ما كان فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه،
نحو :سقيت األشجار إال شجرة ،أو فحص الطبيب الجسم إال اليد .
) 3أو يقال :هو ما لم يكن فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه كما في المثال الذي
سيذكره المؤلف .
)4أي تقديره إال زي ٌد منهم .
63
وأجاز بنو تميم فيه اإلبدال أيضاً (( )1وإن كان الكالم ناقصاً كان على حسب
العوامل) يعني إذا كان الكالم ناقص اً بعدم ذكر المستثنى منه كان المستثنى
على حس ب العوام ل ال تي قبله (نح و :م ا ق ام إال زي ٌد) فم ا نافي ة ،وق ام فع ل
يطلب ف اعالً ،وإال أداة اس تثناء ملغ اة ال عم َل له ا ،ألن م ا قبله ا يطلب م ا
ت إال زيداً) فزيداً مفعول ضربت ،وإال ملغاة ال
ض َربْ ُ
بعدها ،وزي ٌد فاعل (وما َ
عمل لها (وما مررت إال ٍ
بزيد) فزيد مجرور بالباء ،وإال ملغاة ال عمل لها،
وس َو ٍاء
وس وىَ ،
ِ
والجار والمجرور متعلق بمررت (والمستثنى بغير ،وس وىُ ،
مجرور ال غير) يعني أن المستثنى بهذه األدوات األربعة يجب جره بإضافتها
إليه ،وأما هي فلها حكم المستثنى بإال السابق من وجوب النصب مع التمام
واإليجاب ،نحو :قام القوم غير ٍ
زيد ،وأرجحية اإلتباع مع التمام والنفي في َ
المتصل ،نحو :ما قام القوم غير ٍ
زيد ،برفع غ ير على البدلية ،ونصبها على ُ ُ
االستثناء ( )2ووجوب النصب في المنقطع عند غير تميم ،نحو :ما قام القوم
غير حما ٍر ،ومن اإلج راء على حس ب العوام ل في الناقص نحو :م ا قام ُ
غير
ِ ٍ ٍ
زي د ،وم ا رأيت غ َير زي د ،وما م ررت بغ ي ِر زي د ،وهك ذا حكم س وى ُ
وس وى
وس واء في الجمي ع (والمس تثنى بخال ،وع دا ،وحاش ا ،يج وز نص به وج ره،
وم خال زي داً) بنص ب زي داً على أن خال فع ل م اض ،وفاعله ا
نح و :ق ام الق ُ
ٍ
(وزيد) بالجر مستتر يعود على القائم المفهوم من قام القوم ،وزيداً مفعول به
على أن خال ح رف جر (وع دا عم راً ،وعم ٍرو ،وحاش ا زي داً وزي ٍد) بالنص ب
والجر في المثالين نظير األول ،والحاصل أن المستثنى بهذه الكلمات الثالث
يجوز نصبه بها على تقديرها أفعاالً ،وجره على تقديرها حروفا ،واهلل سبحانه
وتعالى أعلم .
حمار .
) فتقول فيه :ما قام القوم إال ٌ
1
64
ـاب ال
ب ـَ ـ ـ ُ
(اعلم أن ال تنصب النكرات بغير تنوين ،إذا باشرت النكرة ولم تتكرر ال)
أن ال النافية للجنس ( )1تنصب االسم وترفع الخبر ،مثل َّ
إن لكنها يعني َّ
تختص بالنكرات ،فال تعمل في معرفة ،ويشترط أن تباشر النكرة وال تكرر،
فإن دخلت على ما ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف فإنه يبنى على الفتح (نحو
إن تنصب االسم وترفع رجل في الدار) فال نافية للجنس تعمل عمل َّ
:ال َ
ورجل اسمها مبني على الفتح في محل نصب ،وفي الدار جار
َ الخبر،
ومجرور متعلق بمحذوف خبر ،وإن دخلت على مضاف أو شبيه بالمضاف
حاضر ،وال طالعاً جبالً موجو ٌد،
ٌ غالم سف ٍر
فإنها تنصبه وال يبنى ،نحو :ال َ
وغالم اسمها منصوب بالفتحة
َ وإعراب المثال األول :ال نافية للجنس،
الظاهرة ،وسف ٍر مضاف إليه ،وحاضر خبرها؛ وإعراب المثال الثاني :ال نافية
للجنس ،وطالعاً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ،وجبالً منصوب بطالعاً على
أنه مفعوله ألنه اسم فاعل يعمل عمل الفعل ،وموجود خبرها ،والشبيه
بالمضاف هو ما تعلق به أي اتصل به شئ من تمام معناه ( )2مرفوعاً كان،
نحو :ال قبيحاً فعلُه ممدوح ،ففعله مرفوع بقبيحاً على أنه فاعله ،أو منصوباً
نحو :ال طالعاً جبالً حاضر ،أو مجروراً بحرف جر ،نحو :ال خيراً من ٍ
زيد
زيد جار ومجرور متعلق بخيراً (فإن لم تباشرها وجب الرفععندنا ،فَ ِمن ٍ
ْ
رجل وال امرأة) فال نافية للجنس ملغاة
ووجب تكرار ال) نحو :ال في الدار ٌ
ال عمل لها ،وفي الدار جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ،ورجل
مبتدأ مؤخر ،وامرأة معطوف على رجل (فإن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها)
)1معنى نفيها للجنس ،أنها تنفي الخبر عن جميع أفراد جنس اسمها .
ُ )2س ِّم َي بذلك لكونه عمل فيما بعده كما يعمل المضاف فيما بعده ،وألن ما بعده من تمام
معناه كالمضاف إليه فهو من تمام المضاف .
65
يعني إ ْن دخلت على نكرة وباشرتها وتكررت ال ،جاز إعمالها عمل إ ّن
وإلغاؤها ،فيكون ما بعدها مبتدًأ وخبراً (فإن شئت قلت ال َ
رجل في الدار وال
رجل وامرأ َة على إعمال ال ،وجعل كل منهما اسماً لها (وإن
امرأ َة) بفتح َ
رجل وامرأةٌ على إلغائها،
رجل في الدار وال امرأةٌ) برفع ٌ
قلت :ال ٌ
شئت َ
وجعل ما بعدها مبتدأ ،وفي هذين المثالين أوجه كثيرة مذكورة في
المطوالت ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
ّ
بـ ــاب المنـ ـ ـ ــادى
(المنادى ( )1خمسة أنواع :المفرد العلم ،والنكرة المقصودة ،والنكرة غير
والم َشبَّه بالمضاف) يعني أن المنادى ينقسم إلى
المقصودة ،والمضافُ ،
خمسة أقسام :المفرد العلم ،والمراد منه ما ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف،
2
رجل وامرأةٌ إذا أريد بهما
ٌ : نحو ) نحو :زيد ،وعمرو ،والنكرة المقصودة (
رجل إذا أريد به رجل غير معين ،كقول
معين ،والنكرة غير المقصودة ،نحو ٌ :
األعمى :يا رجالً خذ بيدي ( )3والمضاف كغالم ٍ
زيد ،والمشبه بالمضاف كيا
طالعاً جبال (فأما المفرد العلم ،والنكرة المقصودة ،فيبنيان على الضم من غير
رجل) فيا حرف نداء ،وزي ُد منادى مبني على الضم
تنوين ،نحو :يا زي ُد ،ويا ُ
رجل ،والمثنى يبنى على األلف ،وجمع المذكر
في محل نصب ،ومثله :يا ُ
السالم يبنى على الواو ،نحو :يا زيدان ،ويا زيدون .
والحاصل أن كالً يبنى على ما يرفع به (والثالثة الباقية منصوبة ال غير) نحو :
فكل منها منادى منصوب ٍ
غالم زيد ،ويا طالعاً جبالًٌ ،يا رجالً خذ بيدي ،ويا َ
) فإنه ال يريد به رجال معينا بذاته ،بل يريد أي رجل . 3
66
بالفتحة الظاهرة ،وزيد مضاف لغالم ،وجبالً مفعول لطالعاً ،واهلل سبحانه
وتعالى أعلم .
باب المفعول من أجله
ام زي ٌد
(وهو االسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل ،نحو :قَ َ
إجالالً لعمرو) فقام زي ٌد فعل وفاعل ،إجالالً منصوب على أنه مفعول ألجله،
ألنه ذكر لبيان علة وقوع القيام (وقصدتك ابتغاء معروفك) فقصدتك فعل
وفاعل ومفعول به ،وابتغاء مفعول ألجله ،ومعروف مضاف ،والكاف مضاف
المطوالت ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم
إليه ،وللمفعول ألجله شروط تطلب من ّ
.
باب المفعول معه
(وهو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل) يعني أن المفعول
معه هو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان الذات التي فعل الفعل بمصاحبتها،
والجيش)
َ ويشترط له أن يقع بعد واو مفيدة للمعية نصاً (نحو :جاء األمير
فجاء األمير فعل وفاعل ،والجيش :الواو واو المعية ،والجيش منصوب على
أنه مفعول معه ،وناصبه الفعل المذكور قبله (واستوى الماء والخشبةَ) وإعرابه
كالذي قبله ،واالستواء معناه االرتفاع ،والمعنى ارتفع الماء حتى حاذى
الخشبة ،والخشبة مقياس يعرف بها قدر ارتفاع الماء (وأما خبر كان
قائم
وأخواتها) نحو :كان زي ٌد قائماً (واسم إ ّن وأخواتها) نحو :إ ّن زيداً ٌ
(فقد تقدم ذكرهما في المرفوعات) وال حاجة إلى إعادة ذلك هنا (وكذلك
رأيت زيداً
العالم ،والعطف نحو ُ :
رأيت زيداً َ
التوابع) وهي النعت ،نحو ُ :
رأيت زيداً أخاك
نفسه ،والبدل نحو ُ :
رأيت زيداً َ
وع ْمراً ،والتوكيد نحو ُ :
َ
(فقد تقدمت هناك) فال حاجة إلى إعادتها هنا ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
67
بــاب مخفوضات األسمـ ــاء
بزيد (ومخفوض(المخفوضات ثالثة :مخفوض بالحرف) نحو :مررت ٍ
بزيد ِ
العالم، زيد (وتابع للمخفوض) نحو :مررت ٍ باإلضافة) نحو :جاء غالم ٍ
ُ
مخفوض
ٌ نفسهٍ ،
وبزيد أخيك ،وكالمه يوهم أن التابع وبزيد ِ
وبزيد وعم ٍروٍ ،
ٍ
بالتبعية ،والصحيح أنه مخفوض بما جر المتبوع ( )1إال البدل فعلى نية تكرار
العامل ،فلم يخرج الخفض عن الخفض بحرف أو بالمضاف (فأما المخفوض
ِ
الكوفة ِ
البصرة إلى سرت من
بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى) نحو ُ :
ِ
الفرس القوس (وعلى) نحو :ركبت على ِ السهم عن
َ (وعن) نحو :رميت
رجل ٍ
كريم لقيته (والباء) ب ٍ (ورب) نحو ُ :ر َّ
َّ (وفي) نحو :الماء في الكو ِز
بزيد (والكاف) نحو :زي ٌد كالبد ِر (والالم) نحو :المال ٍ
لزيد نحو :مررت ٍ
وباهللِ ،
وتاهلل (و واهللِ ،
(وحروف القسم ،وهي :الواو ،والباء ،والتاء) نحو ِ :
ِ
الجمعة ،فما نافية ،ورأيتُهُ فعل بمذ ،ومنذ) نحو :ما رأيته مذ أو منذ ِ
يوم
ِ
والجمعة ويوم مجرور بمذ أو منذ، وفاعل ومفعول ،ومذ ومنذ حرفا جرِ ،
) 1ألننا إن جعلنا التبعية عامال من عوامل الخفض فمعنى هذا أن جميع أنواع التبعية
مجرورة ،وهذا غير صحيح ألنها قد تكون مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة ،فلو
الجميل" بالجر وليس
َ "ضربت عمرا
ُ كانت مجرورة بالتبعيَّة لنطقنا الجميل في قولنا
بالنصب ،وهذا ليس بصحيح ،بل الصحيح أن نجعل ما جر المتبوع هو ما جر
التابع .
68
مضاف إليه (وأما ما يخفض باإلضافة ،فنحو قولك :غالم ٍ
زيد) فإذا قلت
زيد ،فجاء فعل ماض ،وغالم فاعلٍ ،
وزيد مضاف إليه ،وهو مثالً :جاء غالم ٍ
ُ ُ
مجرور بالمضاف وهو غالم ،وكالمه يوهم أنه مجرور باإلضافة ،وهذا قول
ضعيف والصحيح أنه مجرور بالمضاف (وهو على قسمين) يعني أن اإلضافة
تنقسم إلى قسمين :تارة تكون على معنى الالم ،وتارة تكون على معنى ِم ْن
غالم لزيد (وما ٍ 1
( ) وأشار إليهما بقوله (ما يقدر بالالم ،نحو :غالم زيد) أي ٌ
ثوب من َخ ٍّز، بمن ،نحو :ثوب خز ،وباب ساج ،وخاتم حديد) أي ٌ يقدر ِ
حديد (وما أشبه ذلك) من أمثلة القسمين، ساج ( )2وخاتم من ٍ وباب من ٍ
ٌ ٌ
وضابط اإلضافة التي تكون على معنى ِم ْن أن يكون المضاف إليه جنساً
للمضاف ،فتكون من لبيان الجنس؛ وبقي قسم ثالث تكون اإلضافة فيه على
ص َْأر َب َع ِة
معنى في ،وهو أن يكون المضاف إليه ظرفاً للمضاف ،نحو {َت َربُّ ُ
ص في أربعة أشهر ،فإذا لم يكن المضاف جنساً للمضاف إليه، َأ ْش ُه ٍر} أي َتربُّ ُ
وال ظرفاً له ،فهي على معنى الالم ،كما قال ابن مالك :
والالم ُخذا * لِما ِس َوى ِ
َ ذاك اجرر وان ِو م ْن ْأو في إذا * لَ ْم يَ ْ
صلُ ِح إال َ والثاني ُ
َ
ك ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم . َذيْنِ َ
(قال مؤلف هذا الشرح رحمه اهلل تعالى) هذا آخر ما يسره اهلل تعالى على
متن اآلجرومية لإلمام الصنهاجي رحمه اهلل تعالى ،بقلم الفقير كثير الذنوب
واآلثام ،خادم طلبة العلم بالمسجد الطائفي ،والمسجد الحرام المرتجي من
ربه الغفران أحمد بن زيني دحالن غفر اهلل له ولوالديه ومشايخه ولسائر
المسلمين آمين :كتبت ذلك مع زمن يسير في الطائف عند مسجد سيدنا
عبد اهلل بن عباس رضي اهلل عنهما ،وكان وقت فراغه في ربيع األول سنة
) الدالة على بيان الجنس . 1
69
إحدى وتسعين ومائتين بعد األلف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل
الصالة والسالم ،وأسأل اهلل تعالى أن ينفع به كل طالب غير حاسد ،وأن
يجعله خالصاً لوجهه الكريم ،بجاه النبي ( )1وآله وصحبه الكرام ،وكذلك
أسأل كل من وقف على ذلك أو انتفع به أن يستر ما فيه من الخلل ،وأن ينبه
مؤلف عن هفوة،
قل أن يخلو ٌ
على ما وقع فيه بالرد الصريح بعد التأمل ،فإنه ّ
مصنف من عثرة ،أسأل اهلل سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه
ٌ أو ينجو
ويرضاه ،وأن يهدينا سبل السالم ،واهلل ولي التوفيق يهدي من يشاء إلى أقوم
طريق ،والحمد هلل رب العالمين ،وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه ،وسلم تسليماً كثيراً ،آمين .
)1التوسل بذات النبي صلى اهلل عليه وسلم أو بجاهه ،أو التوسل بذوات الصالحين
مما لم يرد بجوازه كتاب وال سنة ،يعتبر من التوسل الغير مشروع ،وأما التوسل
المشروع فينقسم إلى ثالثة أنواع /1التوسل إلى اهلل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى،
ْح ْسنَى فَا ْدعُوهُ بِ َها} /2 .التوسل باإليمان والعمل الصالح لقوله تعالى ِ ِ
اَألس َماء ال ُ
{وللّه ْ َ
ِ ِ َّ ِ
اب النَّار}/3 .
وبنَا َوقنَا َع َذ َ ين َي ُقولُو َن َر َّبنَا ِإَّننَا َ
آمنَّا فَا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ لقوله تعالى {الذ َ
التوسل بدعاء الرجل الصالح ،كما توسل الصحابة بدعاء العباس .والواجب على
المسلم االلتزام بما ورد في الكتاب والسنة ففيهما الخير الكثير وخير الهدى هدى
محمد صلى اهلل عليه وسلم .وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد .
70
رح ني بالش المعت
ة ُ مقدم
1
مق دمات علم النح و وبعض الفوائ د للمؤل ف وأح د تالمي ذه
71
3
رح ة الش بداي
7
راب اب اإلع ب
10
راب ات اإلع ة عالم اب معرف ب
12
ال اب األفع ب
19
ماء ات األس اب مرفوع ب
25
ل اب الفاع ب
25
ه م فاعل ذي لم يس ول ال اب المفع ب
28
بر دأ والخ اب المبت ب
30
بر دأ والخ ة على المبت ل الداخل اب العوام ب
34
اب النعت ب
37
ف اب العط ب
39
72
د اب التوكي ب
40
دل اب الب ب
41
ماء وبات األس اب منص ب
43
ه ول ب اب المفع ب
44
در اب المص ب
46
ان ان والمك رف الزم اب ظ ب
46
ال اب الح ب
48
يز اب التمي ب
49
تثناء اب االس ب
50
اب ال ب
52
ادى اب المن ب
53
ه ول ألجل اب المفع ب
73
54
ه ول مع اب المفع ب
54
ماء ات األس اب مخفوظ ب
55
74