You are on page 1of 75

‫شرح متن اآلجرومية‬

‫أحمد زيني دحالن‬

‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد األنبياء والمرسلين‪،‬‬
‫محمد بن عبد اهلل وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن متن اآلجرومية يعتبر من أحسن ما وضع من‬
‫المقدمات في فن النحو‪ ،‬وذلك أنه متن يمتاز باإليجاز ووضوح العبارة‬
‫وسهولتها‪ ،‬كما أن مؤلفه ضرب فيه العديد من األمثلة ليكون قريب المنال‬
‫للمبتدئين في هذا الفن‪ ،‬فصارت هذه المميزات دافعا لكل من أراد أن‬
‫يشرع في دراسة علم النحو أن يبدأ بهذا المتن المبارك‪ ،‬ليحصل له النفع في‬
‫أقرب مدة ‪.‬‬
‫ثم إن هذه المقدمة وإن كانت سهلة العبارة قريبة المنال إال أنها تحتاج‬
‫ليسير شرح وبيان وتنبيه على بعض عباراتها‪ ،‬ليتم المقصود من تأليفها‪،‬‬
‫الشُروح لهذه المقدمة هو شرح أحمد زيني دحالن‪ ،‬فقد‬
‫وكان من أفضل ُّ‬
‫شرحها شرحا مختصرا موجزا سهلا واضحا‪ ،‬فيه ما في أصله من المزايا ‪.‬‬
‫وقد اعتنيت بهذا الشرح الميسر فراجعته على أكثر من نسخة‪ ،‬وقمت ـ‬
‫من باب تقريب المعلومات ـ بكتابة توضيحات يسيرة قليلة‪ ،‬لبعض الجمل‬
‫والتعريفات التي قد تحتاج لمزيد إيضاح وبيان‪ ،‬ولم أسترسل في ذلك منعا‬
‫للتطويل ‪.‬‬
‫أن اعتنائي بهذا الشرح والسعي في نشره يرجع إلى أن هذا‬
‫وأنبه إلى َّ‬
‫الشرح مفيد في بابه‪ ،‬وليس في ذلك االعتناء أي تزكية لأحمد زيني دحالن‬
‫من ناحية عقيدته‪ ،‬ألن هذا الشرح يتعلق بعلم النحو ال بعلم العقيدة‪ ،‬فال مانع‬
‫من االستفادة من المؤلف فيما لم يُخطئ فيه كالنحو‪ ،‬وأما من ناحية العقائد‬
‫فال نستفيد من دحالن في أي شيء فيها لفساد عقيدة‪ ،‬فقد كان يسميه بعض‬

‫‪2‬‬
‫أهل العلم بشيخ الكذابين‪ ،‬وقد كان دحالن من أشد المناوئين لدعوة اإلمام‬
‫محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه اهلل تعالى ـ في الحجاز‪ ،‬فأَلَّف ردودا مألها‬
‫بالباطل والباليا العظام ليصد بها الناس عن سبيل اهلل وعن دعوة الشيخ‬
‫محمد‪ ،‬وكان مما ألفه ما سمّاه زورا وبهتانا بـ"الدرر السنية في الرد على‬
‫الوهابية"‪ ،‬ومن أراد أن يعرف حقيقته العقدية أكثر فليرجع إلى كتاب دعاوى‬
‫المناوئين ‪.‬‬
‫فنحن إنما أخذنا ما عنده من الشيء المفيد‪ ،‬وأما العقيدة فال نأخذها إال‬
‫من أعالم أهل السنة والجماعة‪ ،‬وال يضر أحمد دحالن بعقيدته إال نفسه ومن‬
‫تبعه عليها‪.‬‬
‫وأنبه إخواني كذلك إلى أني لم أرد بعملي هذا إال ما عند اهلل من األجر‬
‫والثواب‪ ،‬لذلك أنا أجيز لكل مسلم أن ينشر هذا الشرح بأي وسيلة كانت‬
‫من غير تصريح مني‪ ،‬بشرط أن ال يفصل مقدمتي عن الشرح لكي ال يغتر‬
‫بالشارح من ال يعرفه فيحسبه من علماء أهل السنة والجماعة فيكون فتنة له‬
‫‪.‬‬
‫واهلل أعلى وأعلم ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد‬
‫أبو عمر الحنبلي‬

‫‪3‬‬
‫شرح مختصر جدا‬
‫على متن اآلجرومية‬
‫ألحمد زيني دحالن‬

‫مقدمات علم النحو‪ ،‬وبعض الفوائد للمؤلف وأحد تالميذه‬

‫(فائدة) الفاعل ‪ :‬من قام به الفعل‪ ،‬وال يكون إال مرفوعاً‪ ،‬نحو ‪ :‬قام زي ٌد ‪.‬‬
‫والمفعول ‪ :‬من وقع عليه الفعل‪ ،‬وال يكون إال منصوباً‪ ،‬نحو ‪ :‬ضربت زيداً‬
‫‪.‬‬
‫ونائب الفاعل ‪ :‬هو المفعول الذي أقيم مقام الفاعل بعد حذفه (‪ )1‬وال يكون‬
‫رو ‪.‬‬
‫ب َع ْم ٌ‬
‫ض َر ُ‬ ‫ض ِر َ‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬ويُ ْ‬ ‫إال مرفوعاً‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫والمض اف والمض اف إليه ‪ :‬كل اس مين بينهما نس بة جزئية (‪ )2‬نحو ‪ :‬غُاَل ُم‬
‫زي ٍد‪ ،‬الغالم منس وب لزي د‪ ،‬فيسمى األول مض افاً والث اني مض افاً إلي ه‪،‬‬
‫والمض اف يك ون إعرابه بحسب العوامل ال تي قبل ه‪ ،‬والمض اف إليه ال يك ون‬
‫إال مجروراً ‪.‬‬
‫مت َي ْو مَ‬
‫ص ُ‬‫وظرف الزمان ‪ :‬هو اسم الزمان الذي يقع فيه الحدث‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫الخ ِ‬
‫ميس ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ام‬
‫ست َأم َ‬
‫وظرف المكان ‪ :‬هو اسم المكان الذي يقع فيه الحدث‪ ،‬نحو ‪َ :‬جلَ ُ‬
‫وكل من ظرف الزمان والمكان ال يكون إال منصوبا ‪.‬‬ ‫الَّ ِ‬
‫شيخ‪ٌ ،‬‬

‫‪ )1‬أي بعد حذف الفاعل ‪.‬‬


‫‪ )2‬أو نقول في تعريف المضاف إليه ‪ :‬هو اسم أو ضمير ينسب إلى اسم اسبق ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اء َزي ٌد‬
‫والح ال ‪ :‬هو االسم ال ذي ي بين هيئة ال ذات وقت الفعل ( ) نحو ‪َ :‬ج َ‬
‫‪3‬‬

‫راكباً‪ ،‬وال يكون إال منصوباً ‪.‬‬


‫والتمييز ‪ :‬هو االسم المبين ما انبهم من الذوات أو النسب (‪ )2‬نحو ‪ِ :‬عندي‬
‫ْل َزيْتاً‪ ،‬وطاب محمد نفساً (‪ )3‬وال يكون إال منصوباً ‪.‬‬
‫رط ٌ‬
‫والمفع ول ألجله ‪ :‬هو االسم ال ذي فُعل الفعل ألجله (‪ )4‬وال يك ون إال‬
‫إجالالً َلزيْ ٍد (‪. )5‬‬
‫ت ْ‬‫منصوباً‪ ،‬نحو ‪ :‬قُ ْم ُ‬
‫والمفع ول معه ‪ :‬هو االسم المق ترن ب واو المعي ة‪ ،‬وفُ ِعل الفعل معه (‪ )6‬نحو ‪:‬‬
‫الجيش‪ ,‬ولا يكون إال منصوبا ‪.‬‬‫ِ‬ ‫والجيش‪ ,‬أي مع‬
‫َ‬ ‫األمير‬
‫اء ُ‬ ‫َج َ‬
‫دل على اثنين بزيادة ألف ونون رفع اً‪ٍ ،‬‬
‫وياء ونون نصباً وجراً‪،‬‬ ‫والمثنى ‪ :‬ما ّ‬
‫بالزيْديْ ِن ‪.‬‬ ‫الزي َد ِ‬
‫ت َّ‬ ‫الزيْديْ ِن‪َ ،‬‬
‫وم َر ْر ُ‬ ‫ت َّ‬‫ان‪َ ،‬و َرأيْ ُ‬ ‫نحو ‪ :‬جاء َّ ْ‬
‫دل على جم ٍع ب واو ون ون في آخ ره في حالة‬
‫وجمع الم ذكر الس الم ‪ :‬ما ّ‬
‫الزي ُدو َن‪َ ،‬و َرأيْت‬
‫التي النصب والج ر‪ ،‬نحو ‪ :‬ج اء ّ‬
‫الرف ع‪ ،‬وي اء ون ون في ح ْ‬
‫بالزيْ دين‪ ،‬والف رق بين المث نى والجمع في ح التي النصب‬ ‫ِ‬
‫ت ّ‬ ‫ين‪َ ،‬و َم َر ْر ُ‬
‫الزيْ د َ‬
‫ّ‬
‫والجر‪ ،‬أن ياء المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما بعدها‪ ،‬وياء الجمع مكسور‬
‫ما قبلها مفتوح ما بعدها ‪.‬‬
‫ور ُج ٌل ‪.‬‬
‫والمعرب ‪ :‬ما تغير آخره بسبب اختالف العوامل‪ ،‬نحو ‪َ :‬زيْ ٌد َ‬

‫‪ )3‬أو يقال بعبارة أسهل ‪ :‬هو اسم يقع في جواب كيف حدث الفعل ‪.‬‬
‫‪ )2‬أو يقال ‪ :‬هو كل اسم نكرة منصوب يذكر لبيان المراد من كلمة سابقة مبهمة ‪.‬‬
‫فسرا ‪.‬‬
‫وم َّ‬
‫سر يُسمى ُم َميَّزا ُ‬
‫والم َف َّ‬
‫وم َميِّزا ‪ُ ،‬‬
‫والم َف ِّس ُر للمبهم يُسمى تمييزا ُ‬
‫) ُ‬
‫‪3‬‬

‫‪ )4‬أي يقع في جواب لِ َم حدث الفعل ‪.‬‬


‫‪ )5‬فإجالال هو المفعول ألجله ‪.‬‬
‫‪ )6‬أو نق ول بعب ارة أخ رى ‪ :‬هو اسم منص وب ي ذكر بعد "واو" بمع نى "م ع" للداللة على‬
‫المصاحبة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وكم‪ ،‬واهلل س بحانه‬
‫وحيث ْ‬
‫ُ‬ ‫وأم ِ‬
‫س‬ ‫زم حالة واح دة ‪ :‬ك أيْ َن ْ‬
‫ني ‪ :‬ما ل َ‬
‫والمب ّ‬
‫أعلم وأحكم أهـ مؤلفه ‪.‬‬
‫(فائدة) ينبغي لكل شارع في فن أن يتصوره ويعرفه قبل الشروع فيه‪ ،‬ليك ون‬
‫التصور بمعرفة المبادئ العشرة المنظومة في قول‬
‫ّ‬ ‫ويحصل‬
‫ُ‬ ‫على بصيرة فيه‪،‬‬
‫بعضهم ‪:‬‬
‫كل فن َعشره الح ّد والموضوع ثم الثَّمر ْه‬
‫إن مبادئ ّ‬
‫ونسبة والواضع واالسم االستمداد حكم الشارع‬ ‫ٌ‬ ‫وفضله‬
‫بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرفا‬ ‫ِ‬ ‫والبعض‬
‫ُ‬ ‫مسائل‬
‫ٌ‬
‫واآلن نش رع في فن النحو فنق ول ‪ :‬ح ّده (‪ )1‬علم بقواع َد يع رف بها أحك ام‬
‫الكلم ات العربي ة‪ ،‬ح ال تركيبها من اإلع راب والبن اء‪ ،‬وما يتبعها من ش روط‬
‫النواسخ‪ ،‬وحذف العائد ‪ .‬وموضوعه ‪ :‬الكلمات العربية من حيث البحث عن‬
‫رز عن الخط أ‪ ،‬واالس تعانة على فهم كالم اهلل‬
‫أحوالها ‪ .‬وغايته وفائدته ‪ :‬التح ُ‬
‫وكالم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ .‬وشرفه ‪ :‬بشرف فائدته ‪ .‬واستمداده‬
‫فوقانه على س ائر العل وم بالنس بة واالعتب ار ‪.‬‬
‫‪ :‬من كالم الع رب ‪ .‬وفض له ‪َ :‬‬
‫ومسائله ‪ :‬قواعده‪ ،‬كقولك ‪ :‬الفاعل مرفوع ‪ .‬وواضعه ‪ :‬أبو األسود الدؤلي‬
‫من الت ابعين‪ ،‬ب أمر من اإلم ام علي ك رم اهلل وجهه ‪ .‬ونس بته لب اقي العل وم ‪:‬‬
‫التب اين ‪ .‬واس مه ‪ :‬علم النح و‪ ،‬وعلم العربية ‪ .‬وحكم الش ارع فيه ‪ :‬وجوبه‬
‫كل ناحية‪ ،‬والعيني على قارئ التفسير والحديث ‪.‬‬
‫الكفائي على أهل ّ‬
‫ّ‬
‫وحكي في سبب وضع أبي األسود الدؤلي لهذا الفن‪ ،‬أنه كان ليلة على سطح‬
‫بيته وعن ده بنتُ ه‪ ،‬ف رأت الس ماء ونجومها وحسن تأللؤ أنوارها مع وج ود‬
‫الظلمة‪ ،‬فق الت ‪ :‬يا أبت ما أحس ن الس ِ‬
‫ماء ــ بضم الن ون ‪ ،‬وكسر الهم زة ــ‬ ‫ُ‬

‫‪ )1‬أي تعريفه ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وظن أنها أرادت أي شئ أحسن منه ا‪ ،‬فق الت ‪ :‬يا‬
‫فق ال ‪ :‬أي بنية نجومه ا‪ّ ،‬‬
‫أحسن‬ ‫ِ‬
‫أبت ما أردت هذا‪ ،‬إنما أردت التعجب من حسنها‪ ،‬فقال ‪ :‬قولي ‪ :‬ما‬
‫َ‬
‫السماء وافتحي فاك‪ ،‬فلما أصبح غدا على سيدنا علي كرم اهلل وجهه‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫َ‬
‫يا أم ير المؤم نين ح دث في أوالدنا ما لم نعرفه‪ ،‬وأخ بره بالقص ة‪ ،‬فق ال ه ذا‬
‫بمخالطة العجم العرب‪ ،‬ثم أمره فاشترى صحيفة‪ ،‬وأملى عليه بعد أيام أقسام‬
‫الكالم ثالثة ‪ :‬اس م‪ ،‬وفع ل‪ ،‬وح رف ج اء لمع نى‪ ،‬وجملة من ب اب التعجب‪،‬‬
‫وق ال ‪ :‬انح نحو ه ذا‪ ،‬فل ذلك س مي بعلم النحو ‪ .‬ثم ق ال تتبعه يا أبا األس ود‬
‫وزد عليه ما وقع لك‪ ،‬واعلم يا أبا األسود أن األشياء ثالثة ‪ :‬ظاهر‪ ،‬ومضمر‪،‬‬
‫وشئ ليس بظ اهر وال مض مر‪ ،‬وإنما تتفاضل الن اس في معرفة ما ليس بظ اهر‬
‫ياء وعرض تها عليه فك ان من‬
‫وال مض مر ‪ .‬ق ال أبو األس ود ‪ :‬فجمعت منها أش َ‬
‫وكأن‪ ،‬ولم أذكر‬
‫ّ‬ ‫ذلك حروف النصب‪ ،‬فكان منها ‪ :‬إ ّن‪ ،‬وأ ّن‪ ،‬وليت‪ ،‬ولعل‪،‬‬
‫لكن‪ ،‬فق ال لي ‪ :‬لم تركته ا‪ ،‬فقلت ‪ :‬لم أحس بها منه ا‪ ،‬فق ال ‪ :‬بل هي منها‪،‬‬
‫ّ‬
‫فزدها ‪.‬‬
‫ثم سمع أبو األسود رجالً يقرأ ‪{ :‬أن اهلل برئ من المشركين ورسولُه} بالجر‪،‬‬
‫فوضع باب العطف والنعت (‪. )1‬‬
‫واعلم أنه ورد في الحث على تعلم العربية أحاديث مرفوعة‪ ،‬وآثار موقوفة‪،‬‬
‫دعاء ملحونا‪ ،‬والعلماء‬
‫فمن ذلك قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬إن اهلل ال يسمع ً‬
‫بي عن أبي جعفر‬
‫ال ي رون الص الة خلف اللّحن ة‪ ،‬ومن ذلك ما أخرجه المره ُّ‬
‫محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب‪ ،‬أنه قال ‪ :‬قال رسول‬

‫‪ )1‬ثم كتب الناس بعد أبي األسود الدؤلي في هذا الفن إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن أحمد‬
‫في زمن هارون الرشيد‪ ،‬فأخذ عن الخليل تلميذه سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر‪،‬‬
‫الذي أك ثر من التف اريع ووضع األدلة والش واهد من كالم العرب لقواعد هذا الفن‪ ،‬إلى أن‬
‫أصبح كتاب سيبويه أساسا لكل ما كتب بعده في علم النحو ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المرهبي‬
‫ُّ‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬أعربوا الكالم كما تعربوا القرآن‪ ،‬وأخرج‬
‫عمر بقوم قد رموا رشقا فأخطئوه‪،‬‬
‫مر ُ‬‫أيضا عن جاب ٍر رضي اهلل عنهما‪ ،‬قال ‪ّ :‬‬
‫علي من‬
‫فق ال ‪ :‬ما أس وأ رميكم‪ ،‬فق الوا ‪ :‬نحن متعلمين‪ ،‬فق ال ‪ :‬لحنكم أشد ّ‬
‫معت رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وس لم يق ول ‪" :‬رحم اهلل ام رءاً‬
‫رميكم‪ ،‬س ُ‬
‫أصلح من لسانه" حديث ضعيف ‪.‬‬
‫عمر رضي اهلل عنه‪ ،‬قال تعلموا السنة والفرائض واللحن‪،‬‬
‫البيهقي عن َ‬
‫ُّ‬ ‫وأخرج‬
‫وابن عمر رضي اهلل‬
‫ابن عب اس َ‬‫بيهقي أن َ‬
‫ُّ‬ ‫كما تعلم ون الق رآن ‪ .‬وأخ رج ال‬
‫عنهم‪ ،‬كانا يضربان أوالدهما على اللحن‪ ،‬وأخرج أبو طاهر عن الشعبي‪ ،‬قال‬
‫أبو بكر الص ديق رضي اهلل عن ه‪ ،‬ألن أق رأ وأس قط‪ ،‬أحب إلي من أن أق رأ‬
‫بيهقي في ش عب اإليم ان‪ ،‬عن ش عبة أنه ق ال ‪ :‬إذا ك ان‬
‫وألحن ‪ .‬وأخ رج ال ُّ‬
‫المح دث ال يع رف النحو فهو كالحم ار‪ ،‬يك ون على رأسه مخالة ليس فيها‬
‫ش عير ‪ .‬وأخ رج أيضا عن أبي الزن اد عن أبيه أنه ق ال ‪ :‬ما تزن دق من تزن دق‬
‫بالمش رق إال جهال بكالم الع رب ‪ .‬وأخ رج أيضا عن ابن المب ارك ق ال ‪ :‬ال‬
‫يَ ْنُب ل الرجل بن وع من العل وم ما لم ي زين علم ه بالعربي ة‪ ،‬على أنه ترافع رجل‬
‫وأخ وه إلى زي اد في م يراث‪ ،‬فق ال ‪ :‬إن أبونا م ات‪ ،‬وإن أخينا وثب على م ال‬
‫أضر عليك مما أضعت من‬
‫أبانا فأكله‪ ،‬فقال زياد إن الذي أضعت من نفسك‪ّ ،‬‬
‫مالك‪ ،‬وأما القاضي فقال ‪ :‬ال رحم اهلل أباك وال جبر عظم أخيك‪ ،‬قم في لعنة‬
‫اهلل وحر سقر‪ ،‬قال الجالل السيوطي في شرح ألفيته ‪ :‬وقد اتفق العلماء على‬
‫أن النحو يحت اج إليه في ك ّل فن من فن ون العلم الس يما التفس ير والح ديث‪،‬‬
‫فإنه ال يج وز ألحد أن يتكلم في كت اب اهلل ح تى يك ون ملم اً بالعربي ة‪ ،‬ألن‬
‫القرآن عربي وال تفهم مقاصده إال بمعرفة قواعد العربية‪ ،‬وكذا الحديث‪ ،‬قال‬
‫ابن الص الح ‪ :‬ينبغي للمح دث أن ال ي روي حديثه بق راءة لح ان‪ ،‬ثم روى عن‬
‫األصمعي يقول ‪ :‬إن أخوف ما أخاف على طالب العلم‬
‫َّ‬ ‫أبي داود قال سمعت‬

‫‪8‬‬
‫إذا لم يعرف النحو أن يدخل في قول النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬من كذب‬
‫علي متعمدا‪ ،‬فليتبوأ مقعده من النار‪ ،‬ألنه لم يكن صلى اهلل عليه وسلم يلحن‪،‬‬
‫فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه‪ ،‬قال بعضهم ‪:‬‬
‫من فاته النحو فذاك األخرس * وفهمه في كل علم مفلس‬
‫وقدره بين الورى موضوع * وإن يناظر فهو المقطوع‬
‫ال يهتدي لحكمة في الذكر * وما له في غامض من فكر‬
‫واهلل سبحانه وتعالى أعلم أهـ بقلم عثمان شطا تلميذ المؤلف ‪.‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫ض ِع) يعني أن الكالم عند النح ويين هو‬ ‫الم َر َّك ُ‬
‫ب المفي ُد بالو ْ‬ ‫ظ ُ‬ ‫(الكالم هو اللَّ ْف ُ‬
‫اللفظ إلى آخ ره‪ ,‬فاللفظ ‪ :‬هو الص وت المش تمل على بعض الح روف‬
‫الهجائية كزيد‪ ,‬فإنه صوت اشتمل على الزاي والياء والدال‪ ,‬فإن لم يشتمل‬
‫على بعض الح روف كص وت الطبل فال يس مى لفظ اً‪ ,‬فخ رج باللفظ ما ك ان‬
‫مفيدا ولم يكن لفظا‪ ،‬كاإلشارة‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والعقد‪ ،‬والنصب فال تسمى كالما‬
‫عند النحاة ‪.‬‬
‫والمركب ما تركب من كلمتين فأكثر‪ ,‬كقام زيد‪ ،‬وزيد قائم‪ ,‬والمثال األول‬
‫فعل وفاع ل‪ ،‬وكل فاعل مرف وع‪ ،‬والمث ال الث اني مبت دأ وخ بر‪ ،‬وكل مبت دأ‬
‫مرفوع باالبتداء‪ ،‬وكل خبر مرفوع بالمبتدأ‪ ،‬وخرج بالمركب المفرد كزيد‪،‬‬
‫فال يقال له كالم أيضا عند النحاة ‪.‬‬
‫والمفيد ما أف اد فائ دة يحسن الس كوت عليها من المتكلم والس امع‪ ،‬كق ام‬
‫زي د‪ ،‬وزيد ق ائم‪ ,‬ف إن كال منهما أف اد فائ دة يحسن الس كوت عليها من‬
‫المتكلم والس امع‪ ،‬وهي اإلخب ار بقي ام زيد‪ ،‬ف إن الس امع إذا س مع ذلك ال‬
‫ينتظر شيئاً آخر يتوقف عليه تمام الكالم ويحسن أيضا سكوت المتكلم ‪.‬‬
‫غالم زي ٍد‪ ،‬من غ ير إس ناد ش يء‬
‫وخ رج بالمفيد الم ركب‪ ،‬غ ير المفيد نحو ‪ُ :‬‬

‫‪9‬‬
‫إليه‪ ,‬وإ ْن قام زيد‪َّ ,‬‬
‫فإن تمام الفائدة فيه يتوقف على ذكر جواب الشرط‪ ،‬فال‬
‫كل من المثالين كالما عند النحاة ‪.‬‬
‫يسمى ٌ‬
‫وقوله (بالوض ع) فس ره بعض هم بالقص د‪ ,‬فخ رج غ ير المقص ود ككالم الن ائم‬
‫والس اهي‪ ،‬فال يس مى كالم اً عند النح اة‪ ,‬وبعض هم فس ره بالوضع الع ربي‪،‬‬
‫فخرج كالم العجم‪ ،‬كالترك والبربر‪ ،‬فال يسمى كالما عند النحاة ‪.‬‬
‫مث ال ما اجتمع فيه القي ود األربعة ‪ :‬ق ام زي ٌد‪ ،‬وزيد ق ائم‪ ,‬فالمث ال األول فعل‬
‫وفاع ل‪ ،‬والث اني مبت دأ وخ بر‪ ،‬وكل من المث الين لفظ م ركب مفيد بالوض ع‪،‬‬
‫فهو كالم ‪.‬‬

‫رف) يع ني أن أج زاء الكالم ال تي يت ألف‬


‫(وأقس ُامهُ ثالث ةٌ ‪ :‬اس ٌم‪ ،‬وفع ٌل‪ ،‬وح ٌ‬
‫منها ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬االس م‪ ،‬وهو كلمة دلت على مع نى في نفس ها‪ ،‬ولم تق ترن ب زمن‬
‫وضعاً‪ ،‬كزيد‪ ،‬وأنا‪ ،‬وهذا ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الفعل‪ ،‬وهو كلمة دلت على معنى في نفسها‪ ،‬واقترنت بزمن وضعاً‪,‬‬
‫فإن دلت تلك الكلمة على زمن ماض‪ ،‬فهي الفعل الماضي‪ ،‬نحو ‪ :‬ق ام‪ ,‬وإن‬
‫دلت على زمن يحتمل الح ال واالس تقبال‪ ،‬فهي الفعل المض ارع‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫يقوم‪ ,‬وإن دلت على طلب شيء في المستقبل‪ ،‬فهي فعل األمر نحو ‪ :‬قُ ْم ‪.‬‬
‫الث الث ‪ :‬الح رف‪ ،‬وهو كلمة دلت على مع نى في غيره ا‪ ،‬نحو ‪ :‬إلى‪ ،‬وه ل‪،‬‬
‫ولم ‪.‬‬
‫وقوله (ج اء لمع نى) يع ني به أن الح رف ال يك ون له دخل في ت ركيب الكالم‬
‫إال إذا ك ان له مع نى (‪ )1‬كه ل‪ ،‬ولم‪ ،‬ف َّ‬
‫إن هل معناها االس تفهام‪ ،‬ولم معناها‬

‫‪ )1‬ح رف المع نى هو ما ك ان له مع نى ال يظهر إال إذا انتظم في جملة ‪ ،‬كح روف الجر‬

‫‪10‬‬
‫النفي‪ ،‬ف إن لم يكن له مع نى‪ ،‬ال ي دخل في ت ركيب الكالم‪ ،‬كح روف المب اني‬
‫(‪ )1‬نحو ‪ :‬زاي زيد‪ ،‬ويائه‪ ،‬وداله‪ ،‬فإ ّن كال منها حرف مبنى ال حرف معنى ‪.‬‬
‫(فاالسم يع رف ‪ :‬ب الخفض‪ ،‬والتن وين‪ ،‬ودخ ول األلف والالم‪ ،‬وح روف‬
‫الخفض) يع ني أن االسم يتم يز عن الفعل والح رف ب الخفض‪ ،‬نحو ‪ :‬م ررت‬
‫بزي د‪ ،‬وغالم زي د‪ ،‬فزيد المج رور بالب اء وغالم‪ ،‬اس مان لوج ود الخفض؛‬
‫ورجل كل منها اسم لوجود التنوين فيه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ورجل‪ ،‬فزي ٌد‬
‫ٌ‬ ‫والتنوين‪ ،‬نحو ‪ :‬زي ٌد‪،‬‬
‫والتن وين ن ون س اكنة تلحق اآلخر لفظ اً ال خط اً (‪ )2‬ودخ ول األلف والالم‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬الرجل والغالم‪ ،‬فكل منهما اسم ل دخول " أل " عليهم ا؛ وح روف‬
‫فكل منهما اسم لدخول حرف الخفض‬
‫الخفض‪ ،‬نحو ‪ :‬مررت بزيد ورجل‪ٌ ،‬‬
‫وهي الباء عليهما‪ ،‬ثم ذكر جملة من حروف الخفض‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫رة إلى ال ُكوف ِة‪ ،‬فكل من البص رة‬ ‫رت من البص ِ‬ ‫(و ِه َي ‪ِ :‬م ْن‪ ،‬وإِلَى) نحو ‪ِ :‬س ُ‬
‫َ‬
‫والكوفة اسم ل دخول ِم ْن على األول‪ ،‬وإلى على الث اني (وعن) نحو ‪ :‬رميت‬
‫ركبت على‬
‫ُ‬ ‫القوس‪ ،‬فالقوس اسم لدخول عن عليه (وعلى) نحو ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫السهم عن‬
‫َ‬
‫(وفِي) نحو ‪ :‬الم اء في الك و ِز‪،‬‬ ‫رس‪ ،‬ف الفرس اسم ل دخول على عليه َ‬ ‫الف ِ‬
‫ريم لقيت هُ‪ ،‬فرجل‬ ‫ب رج ٍل ك ٍ‬ ‫ب) نحو ‪ُ :‬ر ّ‬
‫(و ُر ّ‬
‫ف الكوز اسم ل دخول في عليه َ‬
‫ررت بزي ٍد‪ ،‬فزيد اسم ل دخول الب اء‬ ‫(والْبَ اءُ) نحو ‪ :‬م ُ‬
‫رب عليه َ‬
‫اسم ل دخول ّ‬
‫(والَّ ُ‬
‫الم)‬ ‫اف) نحو ‪ :‬زي ٌد كالبد ِر‪ ،‬فالبدر اسم لدخول الكاف عليه َ‬ ‫عليه (والْ َك ُ‬
‫وف الْ َق َس ِم) وهي‬
‫(و ُح ُر ُ‬ ‫نحو ‪ٍ ُ :‬‬
‫المال لزي د‪ ،‬فزيد اسم لدخول الالم عليه ( َ‬
‫)‬ ‫‪3‬‬

‫واالستفهام وغيرها ‪.‬‬


‫‪ )1‬حرف المبنى هو ما كان من بنية الكلمة ‪.‬‬
‫‪ )2‬أي نون تلحق آخر الكلمة عند التلفظ بها ‪ ،‬فهي تلفظ وال تكتب ‪.‬‬
‫‪ )3‬فائ دة ‪ :‬إذا دخل ح رف الجر الالم على اسم محلى ب أل‪ ،‬ف إن األلف ال تي في أل تح ذف‬
‫نحو ‪ :‬للملك‪ ،‬للدار ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫(و ِه َي ‪ :‬الْ َو ُاو‪َ ،‬والْبَ اءُ‪،‬‬
‫من جملة ح روف الخفض‪ ،‬واس تعملت في القسم َ‬
‫وتاهلل‪ ،‬فلفظ الجاللة اسم ل دخول ح روف القسم‬ ‫وباهلل‪ِ ،‬‬
‫واهلل‪ِ ،‬‬
‫والتَّاء) نحو ‪ِ :‬‬
‫َ ُ‬
‫عليه ‪.‬‬
‫(والفعل يع رف ‪ :‬بق د‪ ،‬والس ين‪ ،‬وس وف‪ ،‬وت اء الت أنيث الس اكنة) يع ني أن‬
‫الفعل يتميز عن االسم والحرف بدخول قد عليه‪ ،‬وتدخل على الماضي نحو‬
‫فعل‬
‫فكل من قام ويقوم ٌ‬‫يقوم زي ٌد‪ٌ ،‬‬
‫قام زي ٌد‪ ،‬وعلى المضارع‪ ،‬نحو ‪ :‬قد ُ‬ ‫‪ :‬قد َ‬
‫يقوم زي ٌد‪،‬‬
‫يختص ان بالمض ارع‪ ،‬نحو ‪ :‬س ُ‬ ‫َّ‬ ‫ل دخول قد علي ه‪ ،‬والس ين وس وف‬
‫وم زي ٌد‪ ،‬فيق وم فع ٌل مض ارعٌ ل دخول الس ين وس وف علي ه‪ ،‬وت اء‬
‫وس وف يق ُ‬
‫ماض لِلُحوق‬
‫ت ِهن ٌد فقام فعل ٍ‬
‫التأنيث الساكنة تختص بالماضي‪ ،‬نحو ‪ :‬قَ َام ْ‬
‫الت ِ‬
‫َّاء له ‪.‬‬
‫(والح رف ما ال يص لح معه دليل االس م‪ ،‬وال دليل الفع ل) يع ني أن الح رف‬
‫يتم يز عن االسم والفعل ب أن ال يقبل ش يئاً من عالم ِ‬
‫ات االسم وال ش يئاً من‬
‫كه ل‪ ،‬وفي‪ ،‬ولم‪ ،‬فإنَّها ال تقبل شيئاً من ذلك‪ ،‬فعالمتُ هُ عدم‬
‫عالمات الفعل‪َ ،‬‬
‫قبول العالمات التي لالسم والفعل‪ ،‬قال العالمة الحريري في ملحة اإلعراب‬
‫‪:‬‬
‫س على قولي تَ ُكن عاَّل َم ْه‬ ‫ِ‬
‫فَق ْ‬ ‫والحرف ما ْليست له عالم ْه‬
‫أي ما لَْيست له عالمة موجودة‪ ،‬بل عالمته عدمية‪ ،‬نظير ذلك الجيم والخاء‬
‫والحاء‪ ،‬فالجيم عالمتها نقطة من أسفلها‪ ،‬والخاء عالمتها نقطة من أعالها‪،‬‬
‫والحاء عالمتها عدم وجود نقطة من أسفلها وأعالها‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫(باب اإلعراب)‬

‫‪12‬‬
‫(اإلع راب هو تغي ير أواخر الكلم (‪ )1‬الختالف العوامل (‪ )2‬الداخلة عليها‬
‫لفظ اً أو تق ديراً) يع ني أن اإلع راب هو تغي ير أواخر الكلم‪ ،‬بس بب دخ ول‬
‫العوامل المختلفة‪ ،‬وذلك نحو ‪ :‬زي د‪ ،‬فإنه قبل دخ ول العوامل موق وف ليس‬
‫معرب اً‪ ،‬وال مبنيَّاً‪ ،‬وال مرفوعا وال غ يره‪ ،‬ف إذا دخل عليه العامل ف إن ك ان‬
‫فع ّرفِ َع‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء زيْ ٌد‪ ،‬فإنه فعل يطلب فاعالً‪ ،‬والفاعل مرفوع‪،‬‬
‫الر ّ‬
‫يطلب َّ‬
‫ُ‬
‫ب‬‫فيك ون زي ٌد مرفوع اً بج اء على أنه فاعل ه‪ ،‬وإن ك ان العامل يطلب النص َ‬
‫رأيت زي داً‪ ،‬ف إ ّن رأيت فع ل‪ ،‬والت اء فاعله‪ ،‬وزي داً‬
‫نُصب ما بع ده‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫الج َّر ُج َّر ما بعده‪ ،‬نحو الباء في‬
‫يطلب َ‬
‫ُ‬ ‫مفعوله‪ ،‬والمفعول منصوب‪ ،‬وإن كان‬
‫نصب أو‬ ‫بزيد‪ٍ ،‬‬
‫فزيد مجرور بالباء ‪ .‬فتغيُّر اآلخر من رف ٍع إلى ٍ‬ ‫مررت ٍ‬ ‫ُ‬ ‫نحو ‪:‬‬
‫جر هو اإلعراب‪ ،‬وسببه دخول العوامل ‪.‬‬
‫وقوله (لفظ اً أو تق ديراً) يع ني به أن اآلخر يتغ ير لفظ اً كما رأيته في األمثلة‬
‫الم ذكورة‪ ،‬أو تق ديراً كما في االسم الّذي آخ ره أل ف‪ ،‬نحو ‪ :‬الف تى‪ ،‬أو ي اء‬
‫نحو ‪ :‬القاضي‪ ،‬فإ ّن األلف اللينة يتعذر تحريكها‪ ،‬فيقدر فيها اإلعراب للتعذر‪،‬‬
‫اء الف تى‪ ،‬ف الفتى فاعل مرف وع بض مة مق درة على األلف منع من‬ ‫نحو ج َ‬
‫ورأيت الف تى‪ ،‬ف الفتى مفع ول به منص وب بفتحة مق درة على‬
‫ُ‬ ‫ظهورها التع ذر‪،‬‬
‫األلف منع من ظهورها التع ذر؛ وم ررت بالفتى‪ ،‬ف الفتى مج رور بالب اء بكس رة‬
‫مق درة على األلف منع من ظهورها التع ذر‪ ،‬ونحو ‪ :‬ج اء القاض ي‪ ،‬فالقاضي‬

‫‪ )1‬أي أحوال أواخر الكلم‪ ،‬فال يعقل َتغَيّر نفس األواخر‪ ،‬فآخر الكلمة ال يتغير ‪.‬‬
‫‪ )2‬العامل هو ما ي دخل على الكلمة في ؤثر في آخرها ب الرفع أو النصب أو الجر أو الج زم‪،‬‬
‫فالفعل هو العامل في الفاعل وفي المفع ول‪ ،‬ألنه ي ؤثر في آخر الفاعل فيرفع ه‪ ،‬وفي آخر‬
‫المفعول فينصبه‪ ،‬وكحرف الجزم فإنه يؤثر في آخر المضارع‪ ،‬فيجعله مجزوما‪ ،‬وكحرف‬
‫الجر فإنه يؤثر في آخر االسم ‪،‬فيجعله مجرورا‪ ،‬والمعمول هو ما تغير آخره بسبب العامل‬
‫‪ ،‬واألثر الحاصل من رفع أو نصب أو جر أو جزم يسمى العمل أي اإلعراب ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫فاعل مرف وع بض مة مق درة على الي اء منع من ظهورها الثق ل‪ ،‬وم ررت‬
‫بالقاض ي‪ ،‬فالقاضي مج رور بالب اء بكس رة مق درة على الي اء منع من ظهورها‬
‫للخ َّف ِة‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت‬ ‫الثق ل‪ ،‬وأما في حالة النصب فتظهر الفتحة على الي اء ِ‬
‫فالقاضي مفعول به منصوب بفتحة ظاهرة؛ فالفرق بين ما آخره ألف‬
‫َ‬ ‫القاضي‪،‬‬
‫َ‬
‫أو ياء‪ ،‬أن ما آخره ألف يتعذر إظهاره وإعرابه رفع اً ونصباً وجراً‪ ،‬وما آخره‬
‫ياء ال يتعذر‪ ،‬ولكنه يستثقل رفعاً وجراً ‪.‬‬
‫(وأقس امه أربعة ‪ :‬رف ع‪ ،‬ونص ب‪ ،‬وخفض‪ ،‬وج زم) يع ني أن أقس ام اإلع راب‬
‫رب عم َر‪ ،‬وخفض‪،‬‬
‫رب زي ٌد‪ ،‬ونص ب‪ ،‬نحو ‪ :‬لن أض َ‬
‫أربعة ‪ :‬رف ع‪ ،‬نحو ‪ :‬يض ُ‬
‫رب زي داً؛ فزيد في األول مرف وع‬
‫نحو ‪ :‬م ررت بزي د‪ ،‬وج زم نحو ‪ :‬لم أض ْ‬
‫وعمر‬
‫َ‬ ‫بيضرب على أنه فاعله‪ ،‬وأضرب في الثاني فع ل مضارع منصوب بلن‪،‬‬
‫وأضرب في‬
‫ْ‬ ‫منصوب بأضرب على أنه مفعوله‪ ،‬وزيد في الثالث مجرور بالباء‪،‬‬
‫الرابع فعل مضارع مجزوم بلم ‪.‬‬
‫ص ِّي ُره‬
‫ولن ‪ :‬تسمى حرف نفي ونصب واستقبال‪ ،‬ألنها تنفي الفعل وتنصبُهُ وتُ َ‬
‫مس تقبالً‪ ،‬ولم ‪ :‬تس مى ح رف نفي وج زم وقلب‪ ،‬ألنها تنفي الفع ل‪ ،‬وتجزم ه‪،‬‬
‫وتقلب معناه فيصير ماضيا ‪.‬‬
‫(فلألس ماء من ذلك الرف ع‪ ،‬والنص ب‪ ،‬والخفض‪ ،‬وال ج زم فيه ا) يع ني أن‬
‫رأيت زيداً‪ ،‬والخفض‬
‫والنصب نحو ‪ُ :‬‬
‫ُ‬ ‫الرفع نحو ‪ :‬جاء زيد‪،‬‬
‫األسماء يدخلها ُ‬
‫الجزم ‪.‬‬ ‫مررت ٍ‬
‫بزيد‪ ،‬وال يدخلها‬ ‫ُ‬ ‫نحو ‪:‬‬
‫ُ‬
‫(ولألفع ال من ذلك الرف ع‪ ،‬والنص ب‪ ،‬والج زم‪ ،‬وال خفض فيه ا) يع ني أن‬
‫رب‪ ،‬والج زم‬
‫رب‪ ،‬والنصب نحو ‪ :‬لن أض َ‬
‫األفع ال ي دخلها الرفع نحو ‪ :‬يض ُ‬
‫أضرب‪ ،‬وال يدخلها الخفض؛ فالرفع والنصب يشترك فيهما االسم‬
‫ْ‬ ‫نحو ‪ :‬لم‬
‫والفعل‪ ،‬ويختص االسم بالخفض‪ ،‬والفعل بالجزم‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫‪14‬‬
15
‫(باب معرفة عالمات الإعراب)‬
‫(للرفع أربع عالمات ‪ :‬الضمة‪ ،‬والواو‪ ،‬واأللف‪ ،‬والنون) يعني أن الكلمة‬
‫ف رفعها بواحد من أربع عالمات‪ ،‬إما الضمة نحو ‪ :‬جاء زي ٌد‪ ،‬فزيد فاعل‬
‫ُي ْع َر ُ‬
‫مرفوع بالضمة‪ ،‬أو الواو نحو ‪ :‬جاء أبوك‪ ،‬وجاء الزيدون‪ ،‬فأبوك فاعل‬
‫مرفوع بالواو‪ ،‬والزيدون فاعل مرفوع بالواو‪ ،‬أو األلف‪ ،‬نحو ‪:‬جاء الزيدان‪،‬‬
‫فالزيدان فاعل مرفوع باأللف‪ ،‬أو النون نحو ‪ :‬يضربان‪ ،‬فيضربان فعل‬
‫مضارع مرفوع بثبوت النون ‪.‬‬
‫(فأما الضمة فتكون عالمة للرفع في أربعة مواضع ‪ :‬في االسم المفرد‪ ،‬وجمع‬
‫التكسير‪ ،‬وجمع المؤنث السالم‪ ،‬والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره‬
‫ف رفعها‬ ‫شيء) يعني َّ‬
‫أن الضمةَ تكون عالمة للرفع في هذه المواضع‪ ،‬أي ُي ْع َر ُ‬
‫بوجود الضمة فيها لفظاً أو تقديراً‪ ،‬فاالسم المفرد (‪ )1‬نحو ‪ :‬جاء زي ٌد‬
‫والفتى‪ ،‬فزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬والفتى فاعل مرفوع بالضمة‬
‫المقدرة للتعذر؛ وجمع التكسير وهو ما تغير عن بناء مفرده (‪ )2‬نحو ‪ :‬جاء‬
‫الرجال واألُسارى‪ ،‬فالرجال فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬واألُسارى فاعل‬
‫ُ‬
‫مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر‪ ،‬وجمع المؤنث السالم (‪ )3‬وهو ما ُجمع بألف‬
‫الهندات‪ ،‬فالهندات فاعل مرفوع بالضمة‬
‫ُ‬ ‫وتاء مزيدتين‪ ،‬نحو ‪ :‬جاءت‬
‫بكر‪،‬‬
‫عمرو‪ ،‬ويرمي ٌ‬
‫يضرب زي ٌد‪ ،‬ويخشى ٌ‬
‫ُ‬ ‫الظاهرة‪ ،‬والفعل المضارع‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫فيضرب فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬ويخشى مرفوع بالضمة‬
‫المقدرة للتعذر‪ ،‬ويرمي بالضمة المقدرة للثقل ‪.‬‬

‫‪ )1‬االسم المفرد هو ما دل على واحد أو واحدة‪ ،‬مثل ولد أو امرأة ‪.‬‬


‫‪ )2‬أو يقال بعبارة أخرى‪ ،‬هو مادل على أكثر من اثنين أو اثنتين بتغير صورة المفرد ‪.‬‬
‫‪ )3‬سمي هذا الجمع سالما‪ ،‬ألن المفرد سالم من التغير فهاء هند مثال مكسورة وفي الجمع‬
‫كذلك‪ ،‬والنون في المفرد ساكنة وفي الجمع كذلك ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫(وقوله الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) احترازا عما إذا كان‬
‫اتصل به ألف االثنين‪ ،‬نحو ‪ :‬يضربان‪ ،‬وتضربان‪ ،‬أو واو الجماعة‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫يضربون‪ ،‬وتضربون‪ ،‬أو ياء المؤنثة المخاطبة‪ ،‬نحو ‪ :‬تضربين‪ ،‬فإنه يرفع‬
‫بثبوت النون كما سيأتي؛ واحتراز أيضاً عما إذا اتصلت به نون التوكيد‬
‫الخفيفة أو الثقيلة‪ ،‬نحو {لَيُ ْس َجنَ َّن َولَيَ ُكوناً} فإنه يبنى على الفتح (‪ )1‬أو‬
‫ات ير ِ‬
‫ض ْع َن} فإنه يبنى على السكون ‪.‬‬ ‫اتصلت به نون النسوة‪ ،‬نحو {و ِ‬
‫الوال َد ُ ُ ْ‬
‫َ َ‬
‫(وأما الواو فتكون عالمة للرفع في موضعين‪ ،‬في جمع المذكر السالم‪ ،‬وفي‬
‫األسماء الخمسة‪ ،‬وهي ‪ :‬أبوك‪ ،‬وأخوك‪ ،‬وحموك‪ ،‬وفوك‪ ،‬وذو ٍ‬
‫مال) يعني أ ّن‬
‫ف رفعها بوجود الواو‪ ،‬فتكون‬ ‫ِ‬
‫الخمسة‪ُ ،‬ي ْع َر ُ‬ ‫واألسماء‬ ‫جمع المذكر السالم‬
‫َ‬
‫مرفوعة بالواو نيابة عن الضمة‪ ،‬والمراد بجمع المذكر السالم اللفظ الدال‬
‫على الجمعية بواو ونون في آخره في حالة الرفع‪ ،‬وياء ونون في حالتي‬
‫النصب والجر (‪ )2‬نحو ‪ :‬جاء الزيدون‪ ،‬ورأيت الزيدين‪ ،‬ومررت بالزيدين‪،‬‬
‫فالزيدون في قولك ‪ :‬جاء الزيدون فاعل مرفوع بالواو‪ ،‬والنون عوض عن‬
‫التنوين في االسم المفرد (‪ )3‬واألسماء الخمسة‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء أبوك‪ ،‬وأخوك‪،‬‬
‫وحموك‪ ،‬وفوك‪ ،‬وذو ٍ‬
‫مال‪ ،‬فكل واحد منها فاعل مرفوع بالواو نيابة عن‬
‫الضمة‪ ،‬وكل من جمع المذكر السالم واألسماء الخمسة له شروط تطلب‬

‫‪ )1‬الف رق التش كيلي بين ن ون التوكيد الثقيلة ون ون التوكيد الخفيفة هو أن ن ون التوكيد‬


‫الخفيفة ن ون س اكنة‪ ،‬أما أختها فتك ون مشددة مفتوحة‪ ،‬والف رق المعن وي بينهما هو أن‬
‫التوكيد بالنون الثقيلة يكون أقوى من التوكيد بالخفيفة منها فالفعل المسند اليها يكون قد‬
‫أكد مرتين على العكس من توكيد الخفيفة التي تؤكد الفعل مرة واحدة ‪.‬‬
‫‪ )2‬أي هو ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة واو ونون إلى المفرد في حالة الرفع‪،‬‬
‫أو ياء ونون إلى المفرد في حالتي النصب والجر‪.‬‬
‫‪ )3‬أي بدال عن التنوين الذي كان موجودا في نحو قولنا ‪ :‬جاء زي ٌد ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المطوالت ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من‬
‫(وأما األلف فتكون عالمة للرفع في تـثنية األسماء خاصة) المراد من تثنية‬
‫األسماء ‪ :‬المثنى والمراد منه ما دل على اثنين‪ ،‬بألف ونون في آخره في‬
‫حالة الرفع‪ ،‬وياء ونون في حالتَ ِي النصب والجر (‪ )1‬نحو ‪ :‬جاء الزيدان‪،‬‬
‫ورأيت الزيْ َديْن‪ ،‬ومررت بالزي َديْن‪ ،‬فالزيدان في قولك ‪ :‬جاء الزيدان فاعل‬
‫مرفوع وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة؛ والفرق بين المثنى والجمع في‬
‫حالتي النصب والجر‪َّ ،‬‬
‫أن الياء التي في المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما‬
‫بعدها‪ ،‬وفي الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها‪ ،‬والنون عوض عن‬
‫التنوين في االسم المفرد‪ ،‬في ٍ‬
‫كل من التثنية والجمع ‪.‬‬
‫(وأما النو ُن فتكو ُن عالمةً للرف ِع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تـثنية)‬
‫نحو ‪ :‬يفعالن وتفعالن (أو ضمير جمع) نحو ‪ :‬يفعلون وتفعلون (أو ضمير‬
‫المؤنثة المخاطبة) نحو ‪ :‬تفعلين‪ ،‬وهذه األوزان تسمى األفعال الخمسة‬
‫وتكون النون التي في آخرها عالمة على ِ‬
‫رفعها‪ ،‬فهي مرفوعة بثبوت النون‬
‫نيابة عن الضمة‪ ،‬فتقول ‪ :‬الزيدان يضربان‪ ،‬فيضربان مرفوع بثبوت النون‬
‫نيابة عن الضمة‪ ،‬وكذا أنتما تضربان‪ ،‬والزيدون يضربون‪ ،‬وأنتم تضربون‪،‬‬
‫ِ‬
‫وأنت تضربين‪ ،‬فكل هذه األمثلة مرفوعة‪ ،‬وعالمة رفعها ثبوت النون‪،‬‬
‫واأللف في األول والثاني فاعل‪ ،‬والواو في الثالث والرابع فاعل‪ ،‬والياء في‬
‫الخامس فاعل ‪.‬‬
‫(وللنصب خمس عالمات ‪ :‬الفتحة‪ ،‬واأللف‪ ،‬والكسرة‪ ،‬والياء‪ ،‬وحذف‬
‫رأيت‬
‫النون) عالمات النصب خمس‪ ،‬واحدة منها أصلية‪ ،‬وهي الفتحة نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت أباك‪ ،‬والكسرة نحو ‪:‬‬
‫زيداً‪ ،‬وأربعة نائبة عنها‪ ،‬وهي األلف نحو ‪ُ :‬‬
‫‪ )1‬أي هو ما دل على اث نين أو اثن تين بزي ادة ألف ون ون إلى آخر االسم المف رد في حالة‬
‫الرفع ‪ ،‬وياء ونون في حالتي النصب والجر ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ِ‬
‫والزيدين‪ ،‬وحذف النون نحو ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الهندات‪ ،‬والياء نحو ‪ :‬رأيت الزي َديْن‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬
‫لن يضربوا (فأما الفتحة فتكون عالمة للنصب في ثالثة مواضع ‪ :‬في االسم‬
‫المفرد‪ ،‬وجمع التكسير‪ ،‬والفعل المضارع‪ ،‬إذا دخل عليه ناصب‪ ،‬ولم يتصل‬
‫بآخره شئ) يعني أن هذه المواضع الثالثة إذا نُصبت تكون منصوبة بالفتحة‪،‬‬
‫رأيت زيداً‪ ،‬فزيداً مفعول منصوب بالفتحة‪ ،‬وجمع‬
‫فاالسم المفرد نحو ‪ُ :‬‬
‫جال‪ ،‬والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب نحو ‪:‬‬
‫الر َ‬
‫رأيت ِّ‬
‫التكسير نحو ‪ُ :‬‬
‫أضرب‪ ،‬فأضرب فعل مضارع منصوب بلن (وأما األلف فتكون عالمة‬
‫َ‬ ‫لن‬
‫رأيت أباك‪ ،‬وأخاك‪ ،‬وما أشبه ذلك)‬
‫للنصب في األسماء الخمسة‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫األسماء الخمسةَ تكون في حالة النصب منصوبة باأللف نيابة عن‬
‫َ‬ ‫يعني َّ‬
‫أن‬
‫الفتحة نحو ‪ :‬رأيت أباك‪ ،‬وأخاك‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬وهي ‪ :‬حماك‪ ،‬وفاك‪ ،‬وذا‬
‫ٍ‬
‫مال‪ ،‬فكلها منصوبة باأللف نيابة عن الفتحة (وأما الكسرة فتكون عالمة‬
‫ِ‬
‫السموات} وإعرابه ‪ :‬خلق‬ ‫للنصب في جمع المؤنث السالم) نحو { َخلَ َق اهلل‬
‫ِ‬
‫والسموات مفعول‬ ‫فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬ولفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة‪ ،‬ألنه جمع مؤنث سالم (وأما الياء‬
‫ِ‬
‫رأيت الزي َديْ ِن والزيْد َ‬
‫ين‪،‬‬ ‫فتكون عالمة للنصب في ‪ :‬التثنية‪ ،‬والجمع) نحو ‪ُ :‬‬
‫فاألول منصوب بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة‪،‬‬
‫والثاني منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الفتحة‬
‫أيضاً‪ ،‬والنون عوض عن التنوين فيهما (وأما حذف النون فيكون عالمة‬
‫للنصب في األفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون) يعني أن حذف النون‬
‫يكون عالمة للنصب نيابة عن الفتحة في األفعال الخمسة‪ ،‬نحو ‪ :‬لن يفعال‪،‬‬
‫ولن تفعال‪ ،‬ولن يفعلوا‪ ،‬ولن تفعلوا‪ ،‬ولن تفعلي‪ ،‬فكل واحد من هذه األمثلة‬
‫منصوب وعالمة نصبه حذف النون نيابة عن الفتحة‪ ،‬واأللف فاعل في األول‬
‫والثاني‪ ،‬والواو فاعل في الثالث والرابع‪ ،‬والياء فاعل في الخامس ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫(وللخفض ثالث عالمات ‪ :‬الكسرة‪ ،‬والياء‪ ،‬والفتحة) عالمات الخفض‬
‫ثالث‪ ،‬واحدة منها أصلية‪ ،‬وهي الكسرة نحو ‪ :‬مررت ٍ‬
‫بزيد‪ ،‬واثنان نائبان‬
‫والزيْ ِدن‪ ،‬والفتحة نحو ‪:‬‬
‫والزيْ َديْن َّ‬
‫عنها‪ ،‬وهي الياء نحو ‪ :‬مررت بأخيك َّ‬
‫بإبراهيم (فأما الكسرة فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع ‪ :‬في‬
‫َ‬ ‫مررت‬
‫االسم المفرد المنصرف‪ ،‬وجمع التكسير المنصرف‪ ،‬وجمع المؤنث السالم)‬
‫فاالسم المفرد نحو ‪ :‬مررت ٍ‬
‫بزيد والفتى‪ ،‬وجمع التكسير نحو ‪ :‬مررت‬
‫ِ‬
‫بالهندات‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والهنود‪ ،‬وجمع المؤنث السالم نحو ‪ :‬مررت‬ ‫ِ‬
‫بالرجال واألسارى‬
‫والمنصرف معناه الذي يقبل الصرف‪ ،‬والصرف هو التنوين‪ ،‬ولألسماء التي‬
‫المطوالت (وأما الياء‬
‫ّ‬ ‫تقبل التنوين أو ال تقبله عالمات تعرف بها‪ ،‬تطلب من‬
‫فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع ‪ :‬في األسماء الخمسة‪ ،‬والتثنية‪،‬‬
‫والجمع) يعني أن هذه المواضع الثالثة تكون الياء فيها عالمة على الخفض‬
‫نيابة عن الكسرة‪ ،‬فاألسماء الخمسة نحو ‪ :‬مررت بأبيك‪ ،‬وأخيك‪ ،‬وحميك‪،‬‬
‫وفيك‪ ،‬وذي ٍ‬
‫مال‪ ،‬فكلها مجرورة بالباء‪ ،‬وعالمة الجر فيها الياء نيابة عن‬
‫مررت بالزيْ َديْ ِن‪ ،‬فالزيْ َديْ ِن مجرور‬
‫ُ‬ ‫الكسرة‪ ،‬والتثنية بمعنى المثنى نحو ‪:‬‬
‫بالباء‪ ،‬وعالمة الجر فيه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن‬
‫الكسرة‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد والجمع نحو ‪ :‬مررت‬
‫فالزيدين مجرور بالباء وعالمة جره الياء المكسور ما قبلها‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بالزيْد َ‬
‫المفتوح ما بعدها‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد (وأما الفتحة‬
‫فتكون عالمة للخفض في االسم الذي ال ينصرف) يعني أن االسم الذي ال‬
‫صرِف إنما يعرف خفضه إذا دخل عليه عامل الخفض بالفتحة‪ ،‬فيكون‬
‫يَن َ‬
‫وإبراهيم‪ ،‬فكل‬
‫َ‬ ‫مررت بأحم َد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مجروراً بالفتحة نيابة عن الكسرة‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫منهما مجرور بالباء وعالمة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ألنه اسم ال‬
‫صرِف‬
‫ينصرف‪ ،‬أي ال ينون‪ ،‬ألن الصرف هو التنوين‪ ،‬ولالسم الذي ال يَن َ‬

‫‪20‬‬
‫المطوالت‪ ،‬فإن‬
‫ّ‬ ‫أقسام كثيرة‪ ،‬وله حدود وعالمات يعرف بها‪ ،‬تطلب من‬
‫المبتدئ يكفيه في أول األمر أن يتصوره إجماالً ‪.‬‬
‫(وللجزم عالمتان ‪ :‬السكون‪ ،‬والحذف) فالسكون عالمة أصلية‪ ،‬نحو ‪ :‬لم‬
‫يضرب زي ٌد‪ ،‬فيضرب فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وعالمة جزمه السكون‪،‬‬
‫ْ‬
‫يخش زي ٌد‪ ،‬فيضربا‬
‫والحذف ينوب عن السكون ( ) نحو ‪ :‬لم يضربا‪ ،‬ولم َ‬
‫‪1‬‬

‫ويخش فعل مضارع‬


‫َ‬ ‫فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وعالمة جزمه حذف النون‪،‬‬
‫مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف األلف (فأما السكون فيكون عالمة للجزم‬
‫في الفعل المضارع الصحيح اآلخر) المراد بالصحيح اآلخر أن ال يكون في‬
‫آخره ألف‪ ،‬أو واو‪ ،‬أو ياء‪ ،‬نحو ‪ :‬يخشى‪ ،‬ويدعو‪ ،‬ويرمي‪ ،‬مثال الصحيح‬
‫يضرب فإذا دخل عليه جازم‪ ،‬يكون مجزوماً بالسكون‪ ،‬نحو ‪ :‬لم‬
‫ُ‬ ‫األخر‬
‫يضرب زي ٌد (وأما الحذف فيكون عالمة للجزم في الفعل المضارع المعتل‬
‫ْ‬
‫فيخش فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وعالمة جزمه‬
‫َ‬ ‫يخش زي ٌد‪،‬‬
‫اآلخر) نحو ‪ :‬لم َ‬
‫حذف األلف نيابة عن السكون‪ ،‬والفتحة قبلها دليل عليها‪ ،‬وزيد فاعل‪ ،‬ولم‬
‫فيدع فعل مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الواو نيابة عن‬‫يدعُ زي ٌد‪ُ ،‬‬
‫يرم زيد‪ِ ،‬‬
‫فيرم‬ ‫السكون‪ ،‬والضمة قبلها دليل عليها‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع‪ ،‬ولم ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فعل مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الياء نيابة عن السكون‪،‬‬
‫والكسرة قبلها دليل عليها‪ ،‬وزيد فاعل ‪.‬‬
‫(وفي األفعال التي رفعها بثبات النون) هي األفعال الخمسة‪ ،‬يعني أن عالمة‬
‫الجزم فيها تكون حذف النون‪ ،‬نحو ‪ :‬لم يضربا‪ ،‬ولم تضربا‪ ،‬فهما مجزومان‬
‫بلم وعالمة جزمهما حذف النون‪ ،‬واأللف فاعل‪ ،‬ولم يضربوا‪ ،‬ولم تضربوا‪،‬‬
‫ك ذلك مجزوم ان وعالمة جزمهما ح ذف الن ون‪ ،‬وال واو فاع ل‪ ،‬ولم تض ربي‬

‫‪ )1‬والمقصود بالحذف‪ ،‬حذف النون أو حذف حرف العلة ‪ ،‬وسيأتي ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مج زوم بلم وعالمة جزمه ح ذف الن ون‪ ،‬والي اء فاع ل‪ ،‬واهلل س بحانه وتع الى‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫(فصل) هذا الفصل يذكر فيه جميع ما تقدم في الباب السابق‪ ،‬لكنه في الباب‬
‫الس ابق ذك ره مفص الً‪ ،‬والقصد ذك ره هنا مجمالً‪ ،‬وه ذه ع ادة المتق دمين‬
‫ي ذكرون الكالم َّأوالً مفص الً ثم يذكرونه مجمالً‪ ،‬تمرين اً للمبت دئ‪ ،‬فيك ون‬
‫كالجمع عند الحساب ‪.‬‬
‫(والمعربات قسمان ‪ :‬قسم يعرب بالحركات) يعني بذلك الضمة‪ ،‬والفتحة‪،‬‬
‫والكس رة‪ ،‬ويلحق بها الس كون (وقسم يع رب ب الحروف) يع ني بها ال واو‪،‬‬
‫واألل ف‪ ،‬والي اء‪ ،‬والن ون‪ ،‬ويلحق بها الح ذف (‪( )1‬فال ذي يع رب بالحرك ات‬
‫أربعة أن واع ‪ :‬االسم المف رد) كزيد (وجمع التكسير) كالرج ال (وجمع‬
‫الم ؤنث الس الم) كالهن دات (والفعل المض ارع ال ذي لم يتصل ب آخره شئ)‬
‫رب (وكلها ترفع بالض مة‪ ،‬وتنصب بالفتح ة‪ ،‬وتخفض بالكس رة‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬يض ُ‬
‫وتج زم بالس كون) وس يأتي‪ ،‬يُ ْس تَثنى من ذلك جمع الم ؤنث الس الم في‬
‫رف في حالة الجر ( ‪)3‬‬ ‫ذي ال ينص‬ ‫حالة النصب ( ‪ )2‬واال سم ال‬
‫والفعل المضارع المعتل اآلخر في حالة الجزم (‪. )4‬‬
‫لمات‪ ،‬فيض رب فعل‬
‫ال والمس ُ‬
‫فمث ال الرفع لما ذك ره ‪ :‬يض رب زي ٌد والرج ُ‬
‫والمسلمات كل منها فاعل‬
‫ُ‬ ‫والرجال‬
‫ُ‬ ‫مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وزي ٌد‬
‫رب فعل‬
‫ال‪ ،‬فأض َ‬
‫رب زي داً والرج َ‬
‫مرف وع بالض مة‪ ،‬ومث ال النصب ‪ :‬لن أض َ‬
‫والرجال كل‬
‫َ‬ ‫مضارع منصوب بلن‪ ،‬والفاعل مستتر وجوب اً تقديره أنا‪ ،‬وزيداً‬
‫‪ )1‬أي حذف النون أو حذف حرف العلة ‪.‬‬
‫‪ )2‬فإنه ينصب بالكسرة وسيأتي ‪.‬‬
‫‪ )3‬فإنه يجر بالفتحة وسيأتي ‪.‬‬
‫‪ )4‬فإنه يجزم بحذف حرف العلة وسيأتي ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫منهما مفع ول منص وب بالفتح ة‪ ،‬ومث ال الخفض ‪ :‬م ررت بزي ٍد‪ ،‬والرج ِ‬
‫ال‪،‬‬
‫ِ‬
‫والمسلمات‪ ،‬فكل منها مجرور بالباء وجره بالكسرة ‪.‬‬
‫(وخ رج عن ذلك ثالثة أش ياءُ‪ ،‬جمع الم ؤنث الس الم ينصب بالكس رة) نحو ‪:‬‬
‫ِ‬
‫والسموات مفعول‬ ‫ِ‬
‫السموات} لفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة‪،‬‬ ‫{خلق اهلل‬
‫منص وب بالكس رة (واالسم ال ذي ال ينص رف يخفض بالفتح ة) نحو ‪ :‬م ررت‬
‫يخش‪،‬‬
‫بأحم َد (والفعل المضارع المعتل اآلخر يجزم بحذف آخ ره) نحو ‪ :‬لم َ‬
‫ولم ي دع‪ ،‬ولم ي ِ‬
‫رم‪ ،‬ف األول مج زوم بح ذف األل ف‪ ،‬والث اني بح ذف ال واو‪،‬‬ ‫ُ‬
‫والثالث بحذف الياء (والذي يعرب بالحروف) يعني الواو‪ ،‬واأللف‪ ،‬والياء‪،‬‬
‫ويلحق بها النون (أربعة أنواع ‪ :‬التثنية) يعني المثنى (وجمع المذكر السالم‪،‬‬
‫واألس ماء الخمس ة‪ ،‬واألفع ال الخمس ة‪ ،‬وهي ‪ :‬يفعالن) بالمثن اة تحت‬
‫(وتفعالن) بالمثن اة ف وق (ويفعل ون) بالمثن اة تحت (وتفعل ون) بالمثن اة ف وق‬
‫(وتفعلين) بالمثناة فوق ال غير (فأما التثنية فترفع باأللف) نحو ‪ :‬جاء الزيدان‬
‫بالزيْ َديْ ِن (وأما جمع‬
‫(وتنصب‪ ،‬وتخفض بالياء) نحو ‪ :‬رأيت الزي َديْن‪ ،‬ومررت َّ‬
‫الم ذكر الس الم ف يرفع ب الواو) نحو ‪ :‬ج اء الزي ُدون (وينصب ويخفض بالي اء)‬
‫ين (وأما األسماء الخمسة فترفع بالواو)‬ ‫الزيدين‪ ،‬ومررت َّ ِ‬
‫نحو ‪ :‬رأيت ِ‬
‫بالزيد َ‬ ‫َ‬
‫نحو ‪ :‬جاء أبوك (وتنصب باأللف) نحو ‪ :‬رأيت أباك (وتخفض بالياء) نحو ‪:‬‬
‫مررت بأبيك ‪.‬‬
‫(وأما األفع ال الخمسة ف ترفع ب النون) نحو ‪ :‬يض ربان‪ ،‬وتض ربان‪ ،‬ويض ربون‪،‬‬
‫وتضربون‪ ،‬وتضربين (وتنصب وتجزم بحذفها) نحو ‪ :‬لن يضربا‪ ،‬ولم يضربا‪،‬‬
‫ولن تض ربا‪ ،‬ولم تض ربا‪ ،‬ولن يض ربوا‪ ،‬ولم يض ربوا‪ ،‬ولن تض ربوا‪ ،‬ولم‬
‫تضربوا‪ ،‬ولن تضربي‪ ،‬ولم تضربي ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ب ــاب األفع ــال‬
‫(األفع ال ثالثة ‪ :‬م ٍ‬
‫اض) وهو ما دل على ح دث مضى وانقض ى‪ ،‬وعالمته أن‬
‫ت (ومضارع) وهو ما‬
‫ض َربَ ْ‬
‫ضرب‪ ،‬تقول فيه َ‬
‫َ‬ ‫يقبل تاء التأنيث الساكنة‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫دل على حدث يقبل الحال واالستقبال‪ ،‬وعالمته أن يقبل السين وسوف ولم‪،‬‬
‫يضرب (وأمر) هو‬
‫ْ‬ ‫يضرب‪ ،‬ولم‬
‫ُ‬ ‫سيضرب‪ ،‬وسوف‬
‫ُ‬ ‫نحو ‪ :‬يضربُ‪ ،‬تقول فيه ‪:‬‬
‫ما دل على حدث في المستقبل‪ ،‬وعالمته أن يقبل ياء المؤنثة المخاطبة ويدل‬
‫رب‪ ،‬تق ول فيه ‪ :‬اض ربي (نحو ‪ :‬ض رب‪ ،‬ويض رب‪،‬‬
‫على الطلب‪ ،‬نح و ‪ :‬اض ْ‬

‫‪24‬‬
‫واضرب) األول مثال للماضي‪ ،‬والثاني مثال للمضارع‪ ،‬والثالث مثال لألمر‬
‫رب‪،‬‬
‫(فالماضي مفت وح األخر أب داً) يع ني أنه مب ني على الفتح لفظ اً‪ ،‬نحو ‪ :‬ض َ‬
‫أو تقديراً للتعذر‪ ،‬نحو ‪ :‬رمى‪ ،‬ويقدر فيه الفتح أيض اً إذا اتصل به ضمير رف ٍع‬
‫ربت وض ربنا‪ ،‬ويك ون ظه ور الفتح متع ذراً كراه ةَ ت والي‬
‫متح رك‪ ،‬نحو ‪ :‬ض ُ‬
‫أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة‪ ،‬ويقدر فيه الفتح أيضاً إذا اتصل به‬
‫واو الض مير نحو ‪ :‬ض ربوا‪ ،‬ألن ال واو يناس بها ضم ما قبله ا‪ ،‬فض مة المناس بة‬
‫تمنع من ظه ور الفتح‪ ،‬فيق ال ‪ :‬مب ني على فتح مق در منع من ظه وره اش تغال‬
‫المحل بحركة المناسبة (‪( )1‬واألمر مجزوم أبداً) يعني أنه مبني على السكون‬
‫الش بيه ب الجزم‪ ،‬ف إن ك ان معتالً آخ ره ب األلف أو ال واو أو الي اء‪ ،‬يك ون مبنيا‬
‫اخش‪ ،‬وادعُ‪،‬‬
‫على ح ذف ح رف العل ة‪ ،‬وهي األلف أو ال واو أو الي اء‪ ،‬نحو ‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫وارم‪ ،‬وإن ك ان مس نداً إلى ألف االث نين‪ ،‬أو واو الجماع ة‪ ،‬أو ي اء المؤنثة‬
‫المخاطبة يبنى على حذف النون‪ ،‬نحو ‪ :‬اضربا‪ ،‬واضربوا‪ ،‬واضربي‪ ،‬واأللف‬
‫فاع ل‪ ،‬وك ذا ال واو‪ ،‬والي اء‪ ،‬وإن ك ان مس نداً إلى ن ون النس وة يب نى على‬
‫الس كون‪ ،‬نحو ‪ :‬اض ِربْ َن يا نس وةُ‪ ،‬وإن اتص لت به ن ون التوكيد يب نى على‬
‫الفتح‪ ،‬نحو ‪ :‬اضربَ ْن‪ ،‬بالنون الخفيفة‪ ،‬واض ِربَ َّن بالنون الثقيلة (والمضارع ما‬
‫ت) بش رط أن تك ون‬
‫أني ُ‬
‫ك ان في أوله إح دى الزوائد األرب ع‪ ،‬يجمعها قولك ‪ْ :‬‬
‫وم‪ ،‬والن ون للمتكلم ومعه غ يره أو المعظم نفسه‬
‫الهم زة للمتكلم‪ ،‬نحو ‪ :‬أق ُ‬
‫نحو ‪ :‬نَق وم‪ ،‬والي اء للغ ائب نحو ‪ :‬يق وم‪ ،‬والت اء للمخ اطب نحو ‪ :‬تق وم‪،‬‬
‫وللمؤنثة الغائبة نحو ‪ :‬هند تقوم؛ فخرجت الهمزة التي ليست للمتكلم‪ ،‬نحو‬
‫‪َ :‬أكْ َرَم فإنه م ٍ‬
‫اض‪ ،‬والن ون ال تي ليست للمتكلم ومعه غ يره‪ ،‬أو المعظم نفسه‬

‫‪ )1‬وحركة المناسبة هي حركة تمنع من ظهور حركة اإلعراب لقوتها‪ ،‬فنحن ال نستطيع أن‬
‫نظهر حركة الفتحة على الب اء في ض ربوا لق وة الحركة المناس بة لل واو وهي الض مة ل ذلك‬
‫امتنع ظهور الفتح الشتغال المحل ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫دواء‪ ،‬إذا جعل فيه النَّرجس‪ ،‬فإنه م ٍ‬
‫اض‪ ،‬والي اء ال تي‬ ‫س زي ٌد ال َ‬‫نحو ‪َ :‬ن ْر َج َ‬
‫اض‪،‬‬‫يب‪ ،‬إذا خض به باليرن اء‪ ،‬فإنه م ٍ‬‫ليست للغ ائب‪ ،‬نحو ‪ :‬يرنأ زي ٌد الش َ‬
‫واليرن اء هي الحن اء‪ ،‬وخ رج بالتاء ال تي للمخ اطب أو الغائب ة‪ ،‬تاء نحو ‪ :‬تعلَّم‬
‫زي ٌد المس ألةَ‪ ،‬فهو فعل م ٍ‬
‫اض‪ ،‬ف أقوم‪ ،‬ونق وم‪ ،‬ويق وم‪ ،‬وتق وم أفع ال مض ارَِعٌة‬
‫لوج ود ح رف الزي ادة في أوله ا‪ ،‬أع ني الهم زة والن ون والت اء والي اء (وهو‬
‫مرف وع أب داً‪ ،‬ح تى ي دخل عليه ناصب أو ج ازم) ورافعه تج رده من الناصب‬
‫والج ازم‪ ،‬وهو عامل معن وي ال لفظي (‪ )1‬ف إن دخل عليه عامل ناصب فإنه‬
‫ينص به‪ ،‬أو ج ازم فإنه يجزمه (فالنواصب عش رة) أربعة منها تنصب بنفس ها‪،‬‬
‫وستة منها يكون النصب معها بأن مضمرة وجوب اً أو جوازاً (وهي ‪ :‬أن‪ ،‬ولن‪،‬‬
‫رب‪،‬‬
‫وإذن‪ ،‬وكي) ه ذه األربعة تنصب بنفس ها‪ ،‬مث ال أن ‪ :‬يعجب ني أن تض َ‬
‫فيعجب ني فعل مض ارع‪ ،‬وأن ح رف مص دري ونص ب‪ ،‬والفعل المض ارع‬
‫ت أَ ْن حرف اً مصدرياً ألنها تُ ْس بَك مع ما بعدها بمصدر (‪)2‬‬
‫وس ِّميَ ْ‬
‫منصوب بها‪ُ ،‬‬
‫وم زي ٌد‪ ،‬فلن ح رف نفي‬
‫إذ التق دير يعجب ني ض ربك‪ ،‬ومث ال لن قولك ‪ :‬لن يق َ‬
‫ص ِّي ُر معن اه مس تقبالً‪ ،‬ومث ال إذن قولك ‪ :‬إذن‬
‫ونصب واس تقبال‪ ،‬ألنها تُ َ‬
‫من ق ال لك ‪ :‬أزورك غ داً‪ ،‬ف إذن ح رف ج واب وج زاء‬ ‫أكرم ك‪ ،‬في ج واب ْ‬
‫َ‬

‫‪ )1‬اعلم أن العوامل تنقسم إلى عوامل لفظية ومعنوي ة‪ ،‬فالعامل اللفظي هو الم ؤثر الملف وظ‬
‫ك األدوات ال تي تنصب المض ارع أو تجزم ه‪ ،‬واألح رف ال تي تنصب المبت دأ وترفع الخ بر‪،‬‬
‫واألح رف ال تي ترفع المبت دأ وتنصب الخ بر‪ ،‬وح روف الجر والمض اف والمبت دأ ‪ .‬والعامل‬
‫المعنوي هو تجرد االسم والمضارع من مؤثر فيهما ملفوظ‪ ،‬فتجرد المبتدأ من عامل لفظي‬
‫كان سبب رفعه‪ ،‬وتج رد الفعل المض ارع من عوامل النصب والج زم ك ان س بب‬
‫رفعه أيضا‪ ،‬و معنى التجرد هو عدم ذكر العامل ‪.‬‬
‫‪ )2‬أي أنها ت ؤول مع الفعل المض ارع بع دها بمص در‪ ،‬فض ربك في المث ال المتق دم فاعل‬
‫يعجبني ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ت ح رف ج ٍ‬
‫واب‬ ‫وس ِّميَ ْ‬
‫وأكرمك فعل مض ارع منص وب ب إذن‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫ونص ب‪،‬‬
‫لوقوعها في الج واب‪ ،‬وج ٍ‬
‫زاء ألن ما بع دها ج زاء لما قبله ا‪ ،‬ونصب ألنها‬
‫تنصب الفعل المض ارع‪ ،‬ولنص بها ش روط تطلب من المط ّوالت؛ ومث ال كي ‪:‬‬
‫جئت كي أق رأَ‪ ،‬إذا ك انت الالم مق درة قبلها أي لكي أق رأ‪ ،‬فتك ون كي‬
‫مصدرية بمعنى أن‪ ،‬وأقرأَ فعل مضارع منصوب بها‪ ،‬فإن كانت كي بمعنى الم‬
‫التعليل ك ان النصب ب أن مض مرة بع دها (والم كي) ه ذه وما بع دها ليست‬
‫ناص بة بنفس ها‪ ،‬بل النصب ب أن مض مرة ج وازاً في الم كي‪ ،‬ووجوب اً في ما‬
‫بعدها‪ ،‬مثال الم كي ‪ :‬جئت ألقرأَ‪ ،‬فالالم حرف جر للتعليل والفعل منصوب‬
‫ب أن مض مرة ج وازاً بع دها‪ ،‬وإنما قيل لها الم كي إلفادتها التعليل مثل َك ْي‪،‬‬
‫وألنها قد ت دخل على كي‪ ،‬نحو ‪ :‬جئت لكي أق رأ (والم الجح ود) أي النفي‪،‬‬
‫والنصب ب أن مض مرة وجوب اً بع دها‪ ،‬وض ابطها أن يس بقها ك ان المنفية بما أو‬
‫{و َما َك ا َن اهلل لُِي َع ِّذ َب ُهم} و {لَم يَ ُك ِن اهلل لَِيغْ ِف َر لَ ُه ْم}‬
‫يكن المنفية بلم ( ) نحو َ‬
‫‪1‬‬

‫ذب ويغف َر منص وبان ب أن مض مرة وجوب اً بعد الم الجح ود (وح تى) س واء‬ ‫فيع َ‬
‫ك انت بمع نى إلى نحو {حتَ َّى َي ْر ِج َع ْ‬
‫إلينا موس ى} أو بمع نى الم التعلي ل‪ ،‬نحو‬
‫دخل كل‬
‫يرجع وت َ‬‫قولك للك افر ‪ :‬أس لم ح تى ت دخل الجن ة‪ ،‬أي لت دخل‪ ،‬ف َ‬
‫منهما منصوب بأن مضمرة وجوب اً بعد حتى (والجواب بالفاء و الواو) يعني‬
‫الف اء وال واو الواقع تين في الج واب (‪ )2‬وليست الف اء وال واو ناص بتين‬
‫بأنفس هما‪ ،‬بل النصب ب أن مض مرة وجوب اً بع دهما‪ ،‬والم راد من وقوعهما في‬

‫‪ )1‬ويسميها البعض بالم النفي ‪.‬‬


‫‪ )2‬يعني أن من النواصب للمضارع الفاء والواو الواقعتين في الجواب‪ ،‬والمراد بالفاء فاء‬
‫السببية‪ ،‬وهي التي يكون ما قبلها سبب لما بعدها‪ ،‬والمراد بالواو واو المعية المفيدة معنى‬
‫مع ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الج واب وقوعهما في المواض ع التس عة المش هورة (‪ )3‬األول منها ‪ :‬األم ر‪،‬‬
‫ُح ِس َن منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء‬ ‫نحو ‪ :‬أقبل فأحس َن إلي ك‪ ،‬فأ ْ‬
‫واو المعي ِة‪،‬‬
‫واو َ‬ ‫ُحس َن ك انت ال ُ‬
‫الواقعة في ج واب األم ر‪ ،‬وإن قلت ‪ :‬وأ ِ‬
‫ْ‬
‫فالنصب ب أن مض مرة وجوب اً بعد واو المعية الواقعة بعد األمر ‪ .‬الث اني النهي‪،‬‬
‫فيغضب فعل مضارع منصوب‬ ‫َ‬ ‫ويغضب‪،‬‬
‫َ‬ ‫فيغضب‪ ،‬أو ‪:‬‬
‫َ‬ ‫نحو ‪ :‬ال تضرب زيداً‬
‫ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بعد النهي ‪ .‬الث الث ال دعاء‪،‬‬
‫فأعمل منصوب بأن‬
‫َ‬ ‫وأعمل صالحاً ‪.‬‬
‫َ‬ ‫فأعمل صالحاَ ‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫رب وفقني‬
‫نحو ‪ِّ :‬‬
‫مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين في بعد الدعاء؛ والفرق بين الدعاء‬
‫واألمر أن األمر طلب من األعلى إلى األدنى‪ ،‬وال دعاء طلب من األدنى إلى‬
‫وأذهب‬
‫َ‬ ‫أذهب إليه أو‬
‫َ‬ ‫األعلى ‪ .‬الرابع االس تفهام‪ ،‬نحو ‪ :‬هل زي ٌد في ال دار ف‬
‫أذهب منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بعد‬
‫إلي ه‪ ،‬ف َ‬
‫وتصيب‬
‫َ‬ ‫فتصيب خيراً أو‬
‫َ‬ ‫ض‪ ،‬نحو ‪ :‬أال تن ِز ُل عندنا‬
‫الع ْر ُ‬
‫االستفهام ‪ .‬الخامس َ‬
‫يب منص وب ب أن مض مرة وجوبا بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بعد‬
‫خ يراً‪ ،‬فتص َ‬
‫كرك‪ ،‬أو ‪:‬‬
‫ت زي داً فيش َ‬ ‫الع ْرض ‪ .‬الس ادس التحض يض‪ ،‬نحو ‪ :‬اال أّك َر ْم َ‬
‫َ‬
‫كرك‪ ،‬فيش كر منص وب ب أن مض مرة وجوبا بعد الف اء أو ال واو الواقع تين‬ ‫ويش َ‬
‫بعد التحضيض‪ ،‬والفرق بين العرض والتحضيض‪ ،‬أن العرض هو الطلب برفق‬
‫ليت لي‬
‫ولين‪ ،‬والتحضيض هو الطلب بحث وإزعاج ‪ .‬السابع التمني‪ ،‬نحو ‪َ :‬‬
‫وأحج منه‪ ،‬فأحج منصوب بأن مضمرة وجوب اً بعد الفاء أو‬
‫َّ‬ ‫فأحج منه‪ ،‬أو‬
‫ماالً َّ‬
‫ال واو الواقع تين بعد التم ني ‪ .‬الث امن ال ترجي‪ ،‬نحو ‪ :‬لعلي أراجع الش ي َخ‬
‫ويفهم ني‪ ،‬فيفهم منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو‬
‫َ‬ ‫فيفهم ني أو‬
‫َ‬
‫الواقع تين بعد ال ترجي ‪ .‬التاسع النفي‪ ،‬نحو ‪ :‬ما تأتينا فتح َدثَنا أو وتح دثَنا‪،‬‬
‫‪ )3‬التي جمعها بعضهم في قوله ‪:‬‬
‫مر وادع وانه وسل واعرض لحضهم * تمن وارج كذاك النفي قد كمال‬

‫‪28‬‬
‫فتح دثنا منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بعد النفي‬
‫(وأو) يع ني أن من النواصب للفعل المض ارع أو‪ ،‬لكن ب أن مض مرة وجوب اً‬
‫فيسلم منصوب بأن‬ ‫يسلم‪ ،‬أي إال أن يسلم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ألقتلَ َّن الكاف َر أو َ‬
‫بعدها‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫مض مرة وجوب اً بعد "أو" ال تي بمع نى إال‪ ،‬وقد تك ون بمع نى إلى‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫أللزمنَّك أو تقض يَني حقي‪ ،‬أي إلى أن تقض يني حقي‪ ،‬فتقض َي فعل مض ارع‬
‫منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد أو التي بمعنى إلى ‪.‬‬
‫(والج وازم ثمانية عش ر) قسم منها يج زم فعالً واح داً‪ ،‬وقسم يج زم فعلين‪،‬‬
‫رب زي ٌد‪ ،‬فلم ح رف نفي‬
‫وب دأ بالقسم األول فق ال (وهي ‪ :‬لم) نحو ‪ :‬لم يض ْ‬
‫وس ميت حرف‬
‫ويضرب فعل مضارع مجزوم بلم‪ ،‬وزي ٌد فاعل‪ُ ،‬‬
‫ْ‬ ‫وجزم وقلب‪،‬‬
‫نفي ألنها تنفي الفعل المض ارع‪ ،‬وج زم ألنها تجزم ه‪ ،‬وقلب ألنها تقلب معن اه‬
‫ص يِّره ماض ياً (ولم ا) وهي بمع نى لم‪ ،‬ح رف نفي وج زم وقلب نحو {لَ َّما‬
‫وتُ َ‬
‫بلم ا‪ ،‬وعالمة جزمه ح ذف‬
‫يَ ُذوقُوا َع ذاب} في ذوقوا فعل مض ارع مج زوم ّ‬
‫وأَلمْ) هي لم إال أنها اقترنت بهمزة االستفهام نحو {ألَ ْم‬
‫النون‪ ،‬والواو فاعل ( َ‬
‫نَ ْش َر ْح} ف الهمزة لالس تفهام التقري ري (‪ )1‬ولم ح رف نفي وج زم وقلب‪،‬‬
‫لـما إال أنها اق ترنت بهم زة‬
‫وألم ا) هي ّ‬
‫رح فعل مض ارع مج زوم بلم ( ّ‬ ‫ونش ْ‬
‫ُحسن إليك فالهمزة لالستفهام التقريري‪ ،‬ولما حرف‬ ‫االستفهام‪ ،‬نحو ‪ :‬ألما أ ْ‬
‫بلما (والم األم ر) نحو‬ ‫نفي وج زم وقلب‪ ،‬وأ ِ‬
‫ُحس ْن فعل مض ارع مج زوم ّ‬ ‫ْ‬
‫{لُِي ْن ِف ْق ذو َس َع ٍة} ف الالم الم األم ر‪ ،‬وينف ْق فعل مض ارع مج زوم بالم األم ر‪،‬‬
‫وس َع ٍة مضاف إليه مجرور‬
‫وذو فاعل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة‪َ ،‬‬
‫بالكس رة الظ اهرة (وال دعاء) الم ال دعاء هي الم األمر إال أنها من األدنى إلى‬
‫ك} فالالم الم الدعاء‪،‬‬ ‫األعلى‪ ،‬فتسمى الم الدعاء تأدباً‪ ،‬نحو {لَِي ْق ِ‬
‫ض َعلَْينَا َربُّ َ‬
‫‪ )1‬االس تفهام التقري ري هو أن يك ون المخ اطب عالما بثب وت أمر ما فنف اه ‪ ،‬ثم َت ْذكره له‬
‫بصيغة االستفهام ليثبت ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وي ْق ِ‬
‫ض فعل مض ارع مج زوم بالم ال دعاء‪ ،‬وعالمة جزمه ح ذف ح رف العلة‬ ‫َ‬
‫ف‪ ،‬فال‬
‫وهي الي اء‪ ،‬والكس رة قبلها دليل عليها (وال في النهي) نحو ‪ :‬ال ت َخ ْ‬
‫ف فعل مض ارع مج زوم بال الناهية (وال دعاء) ال الدعائية هي ال‬ ‫ناهي ة‪ ،‬وتخ ْ‬
‫ؤاخ ْذنا} فتؤاخذ فعل‬‫الناهية إال أنها من األدنى إلى األعلى‪ ،‬نحو ‪{ :‬ربَّنا ال تُ ِ‬
‫َ‬
‫مضارع مجزوم بال الدعائية‪ ،‬إلى هنا انتهى الكالم على ما يجزم فعالً واحداً‪،‬‬
‫ثم أخذ يتكلم على ما يجزم فعلين فقال ‪:‬‬
‫(وإن) وهي ح رف يج زم فعلين األول فعل الش رط‪ ،‬والث اني جوابه وج زاؤه‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬إن ي ُق ْم زي ٌد ي ُق ْم عم ٌرو‪ ،‬فيقم األول مج زوم ب إنْ على أنه فعل الش رط‪،‬‬
‫والثاني مجزوم بها أيضاً على أنه جواب الشرط وجزاؤه (وما) نحو ‪ :‬ما تفع ْل‬
‫أفع ْل‪ ،‬فما اسم ش رط جازم يج زم فعلين‪ ،‬األول فعل الش رط‪ ،‬والث اني ج واب‬
‫الشرط وجزاؤه‪ ،‬فتفعل األول مجزوم بها على أنه فعل الشرط‪ ،‬والثاني أيض اً‬
‫أقم مع ه‪،‬‬
‫يقم ْ‬
‫وم ْن) نحو ‪ :‬من ْ‬
‫مج زوم بها على أنه ج واب الش رط وج زاؤه ( َ‬
‫فمن اسم ش رط ج ازم يج زم فعلين‪ ،‬فيقم األول مج زوم بها على أنه فعل‬
‫الش رط‪ ،‬والث اني أيضا مج زوم بها على أنه ج واب الش رط وج زاؤه (ومهم ا)‬
‫نحو ‪ :‬مهما تفع ْل أفع ْل‪ ،‬فمهما اسم ش رط ج ازم‪ ،‬وتفعل األول مج زوم بها‬
‫على أنه فعل الشرط‪ ،‬والثاني كذلك على أنه جواب الشرط وجزاؤه (وإذما)‬
‫إن‪،‬‬
‫عمرو‪ ،‬وإعرابه كإعراب مثال ْ‬
‫يقم ٌ‬‫يقم زي ٌد ْ‬
‫إن‪ ،‬نحو ‪ :‬إذما ْ‬
‫هي حرف مثل ْ‬
‫رب‪ ،‬فأي اً اسم ش رط ج ازم وما بع ده‬
‫رب أض ْ‬
‫وأي) نحو ‪ :‬أي اً تض ْ‬
‫وقد تق دم ( ٌّ‬
‫مج زوم ب ه‪ ،‬على أنه ش رطه وجوابه وج زاؤه (وم تى) نحو ‪ :‬م تى تأك ْل آك ْل‪،‬‬
‫فمتى اسم شرط جازم‪ ،‬وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأيان) نحو ‪ :‬أيان‬
‫دل أع ْ‬
‫دل‪ ،‬فأي ان اسم ش رط ج ازم‪ ،‬وما زائ دة وما بع ده ش رطه وجوابه‬ ‫ما تع ْ‬
‫تنزل ْ‬
‫أنزل‪ ،‬فأين اسم شرط جازم‪ ،‬وما زائ دة‪ ،‬وما‬ ‫وجزاؤه (وأين) نحو ‪ :‬أينما ْ‬
‫تربح‪ ،‬فأنى اسم شرط‬‫تستقم ْ‬
‫ْ‬ ‫بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأَنَّى) نحو ‪ :‬أنى‬

‫‪30‬‬
‫ِّر‬ ‫ِ‬
‫وحيثم ا) نحو ‪َ :‬ح ْيثُما تَ ْس تَق ْم ُي َق د ْ‬ ‫ج ازم‪ ،‬وما بع ده ش رطه وجوابه وج زاؤه ( ُ‬
‫ِّر جوابه‬ ‫ِ‬
‫وي َق د ْ‬
‫اح اً‪ ،‬فحيثما اسم ش رط ج ازم‪َ ،‬وتَ ْس تَق ْم فعل الش رط ُ‬ ‫ك اهلل نَ َج َ‬
‫لَ َ‬
‫وج زاؤه (وكيفما) الج زم بها قاله الكوفي ون ومنعه البص ريون‪ ،‬مثاله ‪ :‬كيفما‬
‫أجلس‪ ،‬فكيفما اسم ش رط َج ا ِزم‪ ،‬وما بع ده ش رطه وجوابه وج زاؤه‬ ‫ْ‬ ‫تجلس‬
‫ْ‬
‫زم ب إذا في‬ ‫وس ِم َع الج ُ‬ ‫الش عر خاص ة) ه ذا َزائد على الثمانية عش ر‪ُ ،‬‬ ‫(وإذا في ِّ‬
‫قو ُل َّ‬
‫الشاعر ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الشعر ال في النثر ‪ ،‬ومما ُسم َع ْ‬
‫خصاصةٌ َفتَ َح َّم ِل‬ ‫ك‬ ‫وإذا تُ ِ‬
‫ص ْب َ‬
‫َ‬
‫ب فعل الش رط‪ ،‬وجملة تَ َح َّمل جواب ه‪ ،‬فالف اء رابطة للج واب‪َ ،‬وتَ َح َّم ِل‬
‫فتص ْ‬
‫فعل أمر مب ني على س كون مق در‪ ،‬منع من ظه وره اش تغال المحل بحركة‬
‫الروي ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫َس َم ِاء‬ ‫ِ‬
‫ـاب َم ْرفُوع ـَـات األ ْ‬
‫بـَ ُ‬
‫(المرفوعات سبعة ‪ :‬وهي الفاعل) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد والفتى والقاضي‪ ،‬وغالمي‬
‫عمرو (والمبتدأ ‪،‬‬
‫ب ٌ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫ض ِر َ‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬ويُ ْ‬ ‫(والمفعول الذي لم يسم فاعله) نحو ُ‬
‫وخ بره) نحو ‪ :‬زي ٌد والف تى والقاضي وغالمي ق ائمون (واسم ك ان وأخواته ا)‬
‫ائم (والت ابع‬ ‫إن وأخواته ا) نحو ‪َّ :‬‬
‫إن زي داً ق ٌ‬ ‫نحو ‪ :‬ك ان زي ٌد قائم اً (وخ بر َّ‬
‫الفاضل (والعطف) نحو‬
‫ُ‬ ‫للمرفوع‪ ،‬وهو أربعة أشياء ‪ :‬النعت) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد‬
‫والبدل) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد‬
‫ُ‬ ‫نفسه (‬
‫وعمرو (والتوكيد) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد ُ‬
‫‪ :‬جاء زي ٌد ٌ‬
‫أخوك ‪.‬‬
‫وه ذه كلها م ذكورة هنا إجم االً على س بيل التع داد وس يذكر كل واحد منها‬
‫في باب مفصله‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫باب ال َف ِ‬
‫اع ِل‬ ‫َ ُ‬
‫عمرو‬ ‫ِ‬
‫(الفاعل هو االسم المرفوعُ المذكور قبلهُ ف ْعلهُ) نحو ‪ :‬قام زي ٌد‪ ،‬ويقوم ٌ‬
‫(وهو على قسمين ‪ :‬ظاهر) وهو ما دل على مسماه بال قيد‪ ،‬كزيد ورجل‬
‫(ومضمر) وهو ما دل على متكلم‪ ،‬أو مخاطب‪ ،‬أو غائب‪ ،‬كأنا‪ ،‬وأنت‪ ،‬وهو‬

‫‪32‬‬
‫(‪( )1‬فالظاهر نحو ‪ :‬قولك ‪ :‬قام زيدٌ) فقام فعل ٍ‬
‫ماض مبني على فتح ظاهر‬
‫في آخره‪ ،‬وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (ويقوم زي ٌد) فيقوم فعل‬
‫مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع بالضمة‬
‫الظاهرة (وقام الزيدان) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والزيدان فاعل مرفوع باأللف نيابة‬
‫عن الضمة ألنه مثنى (ويقوم الزيدان) فيقوم فعل مضارع‪ ،‬والزيدان فاعل‬
‫مرفوع باأللف (وقام الزيدون) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والزيدون فاعل مرفوع‬
‫بالواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم (ويقوم الزيدون) فيقوم فعل‬
‫مضارع‪ ،‬والزيدون فاعله (وقام الرجال) فالرجال جمع تكسير فاعل قام‬
‫(ويقوم الرجال) فالرجال فاعل يقوم (وقامت هند) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والتاء‬
‫عالمة التأنيث‪ ،‬وهند فاعله (وتقوم هند) فتقوم فعل مضارع‪ ،‬وهند فاعله‬
‫(وقامت الهندان) فقام فعل ماض‪ ،‬والهندان فاعله (وتقوم الهندان) فتقوم‬
‫فعل مضارع‪ ،‬والهندان فاعله (وقامت الهندات) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والهندات‬
‫فاعله وهو جمع مؤنث سالم (وتقوم الهندات) فتقوم فعل مضارع‪،‬‬
‫والهندات فاعله (وقامت الهنود) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬والهنود فاعله‪ ،‬وهو جمع‬
‫هند جمع تكسير (وتقوم الهنود) فتقوم فعل مضارع‪ ،‬والهنود فاعله (وقام‬
‫أخوك) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬وأخو فاعل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة‪،‬‬
‫والكاف مضاف إليه (ويقوم أخوك) فيقوم فعل مضارع‪ ،‬وأخوك فاعله (وقام‬
‫غالمي) فقام فعل ٍ‬
‫ماض‪ ،‬وغالمي فاعله مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء‬
‫المتكلم‪ ،‬منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة‪ ،‬وغالم مضاف‪،‬‬
‫وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (ويقوم غالمي)‬

‫‪ )1‬أو يقال في تعريف الظاهر والمضمر بعبارة أسهل‪ ،‬أن الظاهر هو الذي لم يدل على تَ َكلُّم‬
‫وال خطاب وال غيبة ‪ .‬والمضمر هو ما دل على تَ َكلُّم أو خطاب أو غيبة ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فيقوم فعل مضارع‪ ،‬وغالمي فاعله (وما أشبه ذلك) وجملة ما ذكره عشرون‬
‫مثاالً عشرة مع الماضي‪ ،‬وعشرة مع المضارع‪ ،‬وكلها مع الظاهر ‪.‬‬
‫ولما قدم الكالم على الظاهر أخذ يتكلم على المضمر‪ ،‬وهو اثنا عشر ضميراً‪،‬‬
‫ت) بفتح‬
‫ض َربْ ُ‬
‫سبعة للحاضر‪ ،‬وخمسة للغائب‪ ،‬فقال (والمضمر نحو ‪ :‬قولك َ‬
‫ب فعل ماض‪ ،‬والتاء ضمير المتكلم‬
‫ض َر َ‬
‫الضاد وضم التاء للمتكلم‪ ،‬وإعرابه َ‬
‫ض َربْنا) بفتح الضاد وسكون الباء‬
‫فاعل مبني على الضم في محل رفع (و َ‬
‫للمعظم نفسه‪ ،‬أو المتكلم ومعه غيره‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل ماض‪ ،‬ونا فاعله‬
‫ت) بفتح الضاد والتاء للمخاطب‪،‬‬
‫(وض َربْ َ‬
‫مبني على السكون في محل رفع َ‬
‫وإعرابه ضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء ضمير المخاطب فاعل مبني على الفتح في‬
‫ضربْ ِ‬
‫ت) بفتح الضاد وكسر التاء للمخاطبة‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل‬ ‫محل رفع (و َ َ‬
‫ماض‪ ،‬والتاء ضمير المؤنثة المخاطبة مبني على الكسر في محل رفع‬
‫(وض َربْـتُما) بفتح الضاد وضم التاء للمثنى المذكر والمؤنث‪ ،‬وإعرابه ضرب‬
‫َ‬
‫فعل ماض‪ ،‬والتاء ضمير المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع‪،‬‬
‫(وض َر ْبتُم) بفتح الضاد‬
‫والميم حرف عماد ( ) واأللف حرف دال على التثنية َ‬
‫‪1‬‬

‫وضم التاء لجمع الذكور المخاطبين‪ ،‬وإعرابه ضرب فعل ماض والتاء ضمير‬
‫المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع‪ ،‬والميم عالمة جمع الذكور‬
‫ض َر ْبتُ َّن) بفتح الضاد وضم التاء لجمع اإلناث المخاطبات‪ ،‬وإعرابه‬
‫( ) (و َ‬
‫‪2‬‬

‫ضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء فاعل مبني على الضم في محل رفع‪ ،‬والنون عالمة‬
‫جمع اإلناث المخاطبات ‪.‬‬

‫ت" ألن الفتحة التي هي‬


‫ض َربْ َ‬
‫الم ْبنَى لئال يلتبس بخطاب المفرد المذكر " َ‬
‫) زيدت الميم في َ‬
‫‪1‬‬

‫حركت التاء في المفرد المذكر قد تشبع فينشأ عنها ألف ‪.‬‬


‫ت" الموضوع للمتكلم وحده ‪ ،‬إذ حركت التاء‬
‫بـ"ض َربْ ُ‬
‫‪ )2‬ولم يأت فيها بالواو لئال يلتبس َ‬
‫فيه وهي الضمة قد تشبع فينشأ عنها الواو ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ب) أي من‬
‫ض َر َ‬
‫وهذه كلها أمثلة الحاضر‪ ،‬وأشار إلى أمثلة الغائب بقوله (و َ‬
‫ب‪ ،‬وإعرابه زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وضرب‬
‫ض َر َ‬
‫قولك مثالً ‪ :‬زي ٌد َ‬
‫فعل ماض‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على زيد‪ ،‬والجملة‬
‫ت) بسكون التاء للغائبة‪،‬‬
‫ض َربَ ْ‬
‫من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ (و َ‬
‫ربت‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬هند مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫ض ْ‬ ‫أي من قولك ‪ :‬هند َ‬
‫وضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء عالمة التأنيث‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره‬
‫َ‬
‫هي يعود على هند‪ ،‬والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ‬
‫(وضَرَبا) للمثنى الغائب المذكر من قولك مثالً ‪ :‬الزيدان ضربا‪ ،‬وإعرابه ‪:‬‬
‫َ‬
‫الزيدان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن الضمة ألنه مثنى‪ ،‬والنون عوض عن‬
‫ب فعل ماض‪ ،‬واأللف فاعل مبني على‬
‫ض َر َ‬
‫التنوين في االسم المفرد ‪ ،‬و َ‬
‫ض َربَتا‬
‫السكون في محل رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ‪ ،‬وللمثنى الغائب المؤنث َ‬
‫تقول ‪ :‬الهندان ضربتا‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الهندان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن‬
‫وح ِّركت اللتقاء‬
‫الضمة ألنه مثنى‪ ،‬وضرب فعل ماض‪ ،‬والتاء عالمة التأنيث‪ُ ،‬‬
‫الساكنين وكانت الحركة فتحة لمناسبة األلف‪ ،‬واأللف فاعل مبني على‬
‫السكون في محل رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ (وضربوا) لجمع الذكور‬
‫الغائبين من قولك مثالً ‪ :‬الزيدون ضربوا‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الزيدون مبتدأ مرفوع‬
‫بالواو نيابة عن الضمة‪ ،‬ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في‬
‫االسم المفرد‪ ،‬وضرب فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من‬
‫ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة‪ ،‬والواو فاعل مبني على السكون في‬
‫(وض َربْ َن) لجمع اإلناث الغائبات من قولك‬
‫محل رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ َ‬
‫مثالً ‪ :‬الهندات ضربن‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الهندات مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪،‬‬
‫وضرب فعل ماض‪ ،‬والنون ضمير النسوة فاعل مبني على الفتح في محل‬
‫رفع‪ ،‬والجملة خبر المبتدأ ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ِ‬
‫ول الَّ ِذي لَ ْم يُ َس َّم فَاعلُهُ‬
‫اب الْم ْفعُ ِ‬
‫بَ ُ َ‬
‫ويسمى نائب الفاعل (وهو االسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله) يع ني أن‬
‫نائب الفاعل‪ ،‬هو المفعول الذي‬
‫المفعول الذي لم يسم فاعله المسمى أيض اً َ‬
‫يق وم مق ام فاعله في جميع أحكامه بعد ح ذف الفاعل لغ رض من األغ راض‪،‬‬
‫ض ِعيفاً} األصل وخل َق اهللُ اإلنس ا َن‪ ،‬برفع لفظ‬ ‫اإلنس ا ُن َ‬ ‫ِ‬
‫{و ُخل َق َ‬
‫كقوله تع الى َ‬
‫الجاللة على الفاعلي ة‪ ،‬ونصب اإلنس ان على المفعولي ة‪ ،‬فح ذف الفاعل وهو‬
‫يم المفع ول به‬ ‫ِ‬
‫لفظ الجاللة للعلم به‪ ،‬فبقي الفعل محتاجاً إلى ما يسند إليه‪ ،‬فأُق َ‬
‫مق ام الفاعل في اإلس ناد إليه ف أُعطي جمي َع أحك ام الفاع ل‪ ،‬فص ار المفع ول‬
‫مرفوع اً بعد أن ك ان منص وباً‪ ،‬فالتبست ص ورته بص ورة الفاعل ف احتيج إلى‬
‫تمييز أحدهما عن اآلخر بحيث إذا سمع لفظ الفعل ُيعْلَم أ ّن ما بعده فاعل أو‬
‫نائب عن الفاعل‪ ،‬فبقي الفعل مع الفاعل على صورته األصلية وغُـيّر مع نائبه ‪.‬‬
‫ض َم أوله و ُك ِس َر ما قبل‬
‫ثم بيّن كيفية تغيير الفعل بقوله (فإن كان الفعل ماضياً ُ‬
‫اض مب ني لما لم‬ ‫ض ِعيفاً} وإعرابه ‪ُ :‬خلِ َق فعل م ٍ‬
‫اإلنس ا ُن َ‬ ‫ِ‬
‫آخ ره) نحو { َو ُخل َق َ‬
‫يسم فاعل ه‪ ،‬وإن ش ئت قلت مب ني للمجه ول وهو بمع نى ما قبل ه‪ ،‬واإلنس ان‬
‫ض عيفاً حال من اإلنس ان (وإن ك ان)‬
‫ن ائب الفاعل مرفوع بالض مة الظ اهرة‪َ ،‬و َ‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬بضم‬
‫ض م أول ه‪ ،‬وفتح ما قبل آخ ره) نحو ‪ :‬يُض َر ُ‬
‫الفعل (مض ارعاً ُ‬
‫ب فعل مضارع مبني لما لم‬
‫ض َر ُ‬
‫األول وفتح الراء التي قبل آخره‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬يُ ْ‬
‫قلت مب ني للمجه ول وهو بمع نى ما قبل ه‪ ،‬وزيد ن ائب‬
‫يسم فاعل ه‪ ،‬وإن ش ئت َ‬
‫الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو على قسمين ‪ :‬ظاهر ومضمر) كما تقدم‬

‫‪36‬‬
‫ض ِر َ‬
‫ب) بضم أوله وكسر ال راء ال تي‬ ‫نظ يره في الفاعل (فالظ اهر نحو قولك ‪ُ :‬‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬تقول في إعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض‬ ‫ض ِر َ‬
‫قبل آخره (زي ٌد) فإذا قلت ‪ُ :‬‬
‫ب)‬
‫ضر ُ‬
‫مبني لما لم يسم فاعله‪ ،‬وزي ٌد نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (ويُ َ‬
‫ب زي ٌد‪ ،‬تقول في‬
‫ض َر ُ‬
‫بضم أوله وفتح الراء التي قبل آخره (زي ٌد) فإذا قلت ‪ :‬يُ ْ‬
‫إعرابه ‪ :‬يض رب فعل مض ارع مب ني لما لم يسم فاعل ه‪ ،‬وزي ٌد ن ائب الفاعل‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة (وأُ ْك ِر َم َع ْم ٌرو) بضم أول الفعل وكسر ما قبل آخره‪،‬‬
‫اض مب ني لما لم يسم فاعل ه‪ ،‬وعم ٌرو ن ائب الفاعل‬ ‫وإعرابه ‪ :‬أُ ْك ِر َم فعل م ٍ‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة (ويُ ْك َر ُم َع ْم ٌرو) بضم أول الفعل وفتح الراء التي قبل‬
‫آخ ره‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬يك رم فعل مض ارع مب ني لما لم يسم فاعل ه‪ ،‬وعم ٌرو ن ائب‬
‫ت) بضم الضاد‬
‫ض رِبْ ُ‬
‫الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (والمضمر نحو قولك ‪ُ :‬‬
‫ضرب فعل ماض مبني للمجه ول‪،‬‬ ‫وكسر الراء وضم التاء للمتكلم‪ ،‬وإعرابه ‪ُ :‬‬
‫وض ِربنا)‬
‫والت اء ض مير المتكلم ن ائب الفاعل مب ني على الضم في محل رفع ( ُ‬
‫بضم الض اد وكسر ال راء‪ ،‬للمتكلم ومعه غ يره أو المعظم ن ْف َس ه‪ ،‬وإعرابه‬
‫ض رب فعل م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه‪ ،‬ونا ض مير ن ائب عن الفاعل مب ني‬
‫ت) بضم الض اد وكسر ال راء وفتح الت اء‪،‬‬ ‫ض ِربْ َ‬
‫على الس كون في محل رفع ( َو ُ‬
‫ب فعل م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه‪،‬‬ ‫ض ِر َ‬
‫للمخ اطب الم ذكر‪ ،‬وإعرابه ‪ُ :‬‬
‫ت)‬‫ض ِربْ ِ‬
‫والتاء ضمير المخاطب نائب الفاعل مبني على الفتح في محل رفع (و ُ‬
‫بضم الض اد وكسر ال راء والت اء‪ ،‬للمخاطبة المؤنث ة‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ض رب فعل‬
‫م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه‪ ،‬والت اء ض مير المخاطبة المؤنثة ن ائب الفاعل‬
‫وض ِر ْبتُما) بضم الض اد وكسر ال راء وضم‬
‫مب ني على الكسر في محل رفع ( ُ‬
‫ض رب فعل م اض مب ني‬
‫الت اء للمث نى المخ اطب‪ ،‬م ذكراً أو مؤنث اً‪ ،‬وإعرابه ‪ُ :‬‬
‫اطبين ن ائب الفاعل مب ني على الضم في محل‬ ‫للمجه ول‪ ،‬والت اء ض مير المخ ْ‬
‫ض ِربْ ُتـ ْم) بضم‬ ‫رف ٌ‬
‫دال على التثني ة (و ُ‬ ‫رف ع‪ ،‬والميم ح رف عم اد‪ ،‬واأللف ح ٌ‬

‫‪37‬‬
‫الض اد وكسر ال راء وضم الت اء لجمع ال ذكور المخ اطبين‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ض رب‬
‫فعل م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه‪ ،‬والت اء ض مير المخ اطبين ال ذكور ن ائب‬
‫ض ِر ْبتُ َّن) بضم‬
‫الفاعل مب ني على الضم في محل رف ع‪ ،‬والميم عالمة الجمع ( َو ُ‬
‫الضاد وكسر ال راء وضم الت اء‪ ،‬ض مير النسوة المخاطب ات‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ض رب‬
‫فعل م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه‪ ،‬والت اء ض مير النس وة المخاطب ات ن ائب‬
‫الفاعل مبني على الضم في محل رفع‪ ،‬والنون عالمة جمع النسوة‪ ،‬والحاصل‬
‫أن الت اء في الجميع ن ائب الفاع ل‪ ،‬وما اتصل به ح روف دالة على المع نى‬
‫وض ِر َ‬
‫ب) بضم الض اد وكسر ال راء‬ ‫الم راد من تثني ة‪ ،‬وجمع ت ذكير وت أنيث ( ُ‬
‫ض ِر َ‬
‫ب‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬زي ٌد مبتدأ‬ ‫وفتح الباء للمذكر الغائب في نحو قولك ‪ :‬زي ٌد ُ‬
‫مرف وع بالض مة‪ ،‬وض رب فعل م اض مب ني للمجه ول‪ ،‬ون ائب الفاعل ض مير‬
‫ت) بضم الض اد وكسر ال راء وفتح الب اء‬ ‫ض ِربَ ْ‬
‫مس تتر فيه ج وازاً تق ديره هو ( َو ُ‬
‫ت‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬هند‬ ‫وس كون الت اء للغائبة المؤنثة في نحو قولك ‪ِ :‬ه ْن ٌد ُ‬
‫ض ِربَ ْ‬
‫مبت دأ مرف وع بالض مة‪ ،‬وض رب فعل م اض مب ني للمجه ول‪ ،‬والت اء عالمة‬
‫وض ِربا) بضم الضاد‬‫التأنيث‪ ،‬ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي ( ُ‬
‫ِ‬
‫الزيدان‬ ‫وكسر الراء وبعد الباء ألف للمثنى الغائب المذكر في نحو قولك ‪:‬‬
‫ض ربا‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬الزي دان مبت دأ مرف وع ب األلف‪ ،‬وض رب فعل م اض مب ني‬
‫للمجهول‪ ،‬واأللف نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬وتقول في‬
‫ض ِربوا) بضم الض اد‬
‫ض ِربَـتَا‪ ،‬بزي ادة ت اء الت أنيث ( َو ُ‬
‫مث نى الغ ائب الم ؤنث ‪ُ :‬‬
‫وكسر ال راء‪ ،‬لجمع ال ذكور الغ ائبين‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬الزي دون ض ربوا‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬الزي دون مبت دأ مرف وع ب الواو‪ ،‬وض رب فعل م اض مب ني للمجه ول‬
‫مب ني على فتح مق در منع من ظه وره اش تغال المحل بض مة المناس بة‪ ،‬وال واو‬
‫ض ِربْ َن) بضم الضاد‬
‫ضمير جمع الذكور الغائبين في محل رفع نائب فاعل ( َو ُ‬
‫ض ِربْ َن‪ ،‬وإعرابه‬
‫وكسر الراء‪ ،‬لجمع النسوة الغائبات في نحو قولك ‪ :‬النسوة ُ‬

‫‪38‬‬
‫ض رب فعل ماض مبني للمجهول‪،‬‬
‫‪ :‬النسوة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة‪َ ،‬و ُ‬
‫والنون ضمير جمع النسوة نائب الفاعل مبني على الفتح في محل رفع ‪.‬‬
‫باب المبتدأ والخبر‬
‫(المبتدأ هو االسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية) يعني أن المبتدأ هو‬
‫االسم المرف وع الع اري ـ أي المج رد ـ عن العوامل اللفظي ة‪ ،‬فخ رج باالسم‬
‫الفعل والح رف باعتب ار معناهم ا‪ ،‬فكل منها ال يقع مبت دأ‪ ،‬وخ رج ب المرفوع‬
‫المنص وب والمج رور بغ ير ح رف زائد (‪ )1‬فكل منهما ال يقع مبت دأ‪ ،‬وخ رج‬
‫بقوله الع اري عن العوامل اللفظية ما اق ترن به عامل لفظي كالفاعل ون ائب‬
‫الفاعل فال يس مى كل منهما مبتدأ (والخ بر هو االسم المرفوع المس ند إليه)‬
‫يع ني أن الخ بر هو االسم المرف وع المس ند إلى المبت دأ (نحو قولك ‪ :‬زي ٌد‬
‫ائم) ه ذا تمثيل للمبت دأ والخ بر المف ردين‪ ،‬فزي ٌد اسم مرف وع مج رد عن‬
‫ق ٌ‬
‫العوامل اللفظية فهو مبت دأ‪ ،‬ورافعه االبت داء‪ ،‬وهو عامل معن وي ال لفظي‪،‬‬
‫ائم اسم مرف وع مس ند إلى المبت دأ فهو خ بر عنه مرف وع‪ ،‬ورافعه المبت دأ‬
‫وق ٌ‬
‫(والزيدان قائمان) وهذا مثال للمبتدأ والخبر المثنيين‪ ،‬فالزيدان مبتدأ مرفوع‬
‫باالبتداء وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة ألنه مثنى‪ ،‬وقائمان خبر المبتدأ‬
‫مرف وع به وعالمة رفعه األلف ألنه مث نى (والزي دون ق ائمون) وه ذا مث ال‬
‫وع ْين جمع م ذكر س الماً‪ ،‬فالزي دون مبت دأ مرف وع‬
‫المجم َ‬
‫ُ‬ ‫للمبت دأ والخ بر‬
‫بالواو‪ ،‬وقائمون خبره كذلك مرفوع بالواو ألن كالً منهما جمع مذكر سالم‬
‫(والمبت دأ قس مان ‪ :‬ظ اهر ومض مر) كما تق دم أن الفاعل ظ اهر ومض مر‬
‫ائم‪ ،‬والزي دان قائم ان‪،‬‬
‫(فالظ اهر ما تق دم ذك ره) يع ني من قوله ‪ :‬زي ٌد ق ٌ‬
‫‪ )1‬حرف الجر الزائد هو الذي ال يجلب معنى جديدا‪ ،‬وإنما يؤكد المعنى العام في الجملة‬
‫كلها‪ ،‬وال يتأثر المعنى األصلي بحذفه‪ ،‬نحو ‪ :‬بحسبك األدب‪ ،‬فأصلها حسبُك األدب أي‬
‫يكفيك أو كافيك‪ ،‬فالباء الزائدة داخلة على المبتدأ ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫والزي دون ق ائمون‪ ،‬والظ اهر هو ما دل لفظه على مس ماه بال قرين ة‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫دل على‬
‫زي ٌد‪ ،‬فإنه ي دل على ال ذات الموض وع لها بال قرين ة‪ ،‬والمض مر ما ّ‬
‫متكلم أو مخ اطب أو غ ائب بقرينة التكلم أو الخط اب أو الغَْيبَ ة‪ ،‬نحو ‪ :‬أنا‬
‫وأنت وه و‪ ،‬وهو ينقسم إلى ‪ :‬متص ل‪ ،‬ومنفص ل‪ ،‬فالمتصل هو ما يجب‬
‫اتص اله بعامله وال يقع بعد إال في االختي ار (‪ )1‬وتق دمت أمثلته في ب اب‬
‫ضربت‪ ،‬وضربنا إلى آخر ما تقدم؛ والمنفصل ما يبتدأ به‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الفاعل‪ ،‬في قوله ‪:‬‬
‫ويقع بعد إال في االختي ار (‪ )2‬وهو ما أش ار إليه بقوله (والمض مر اثنا عش ر‪،‬‬
‫ائم‪ ،‬فأنا ض مير رفع‬
‫وهي ‪ :‬أنا) ال دال على المتكلم‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬أنا ق ٌ‬
‫منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬وقائم خبره مرفوع بالضمة‬
‫الظ اهرة (ونحن) ال دال على المتكلم ومعه غ يره أو المعظم نفسه في نحو‬
‫قولك ‪ :‬نحن ق ائمون‪ ،‬فنحن ض مير رفع منفصل مب ني على الضم في محل‬
‫وأنت) بفتح‬
‫رفع مبتدأ‪ ،‬وقائمون خبره مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم ( َ‬
‫مير رفع‬
‫ائم‪ ،‬ف أنْ ض ُ‬
‫الت اء ‪ -‬ال ّدال على المخ اطب في نحو قولك ‪ :‬أنت ق ٌ‬
‫منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ‪ ،‬والتاء حرف خطاب‪ ،‬وقائم‬
‫خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ( ِ‬
‫وأنت) بكسر التاء ‪ -‬للمخاطبة المؤنثة‬
‫في نحو قولك ‪ِ :‬‬
‫أنت قائم ةٌ‪ ،‬ف أن ض مير رفع منفصل مب ني على الس كون في‬
‫محل رفع مبت دأ‪ ،‬والت اء ح رف خط اب‪ ،‬وقائمة خ بر المبت دأ مرف وع بالض مة‬
‫الظ اهرة (وأنتما) للمث نى س واء ك ان ذك راً أو مؤنث اً‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬أنتما‬
‫قائم ان‪ ،‬ف أ ْن ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني على الس كون في محل رف ع‪،‬‬
‫والت اء ح رف خط اب‪ ،‬والميم ح رف عم اد‪ ،‬واأللف ح رف دال على التثني ة‪،‬‬
‫وقائم ان خ بر المبت دأ مرف وع ب األلف ألنه مث نى (وأنتم) لجمع ال ذكور‬
‫‪ )1‬وهو دائم االتصال باالسم أو الفعل أو حرف الجر أو بكان وأخواتها أو بإن وأخواتها ‪.‬‬
‫) أو نقول بعبارة أخرى أن الضمائر المنفصلة هي ما استقلت بالنطق ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬
‫ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني‬
‫ُ‬ ‫المخاطبين في نحو قولك ‪ :‬أنتم قائمون‪ ،‬فأ ْن‬
‫على الس كون في محل رف ع‪ ،‬والت اء ح رف خط اب‪ ،‬والميم عالمة الجم ع‪،‬‬
‫وق ائمون خ بر المبت دأ مرف وع ب الواو ألنه جمع م ذكر س الم (وأنتن) لجمع‬
‫قائمات‪ ،‬فأن ضمير رفع منفصل‪ ،‬مبتدأ‬
‫ٌ‬ ‫اإلناث المخاطبات في قولك ‪ :‬أنتن‬
‫مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬والتاء حرف خطاب‪ ،‬والنون عالمة جمع‬
‫وقائمات خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو) للمفرد الغائب‬
‫ٌ‬ ‫النسوة‪،‬‬
‫قائم‪ ،‬فهو ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح في‬
‫في نحو قولك ‪ :‬هو ٌ‬
‫محل رف ع‪ ،‬وق ائم خ بره مرف وع بالض مة الظ اهرة (وهي) للمف ردة الغائبة في‬
‫نحو قولك ‪ :‬هي قائم ةٌ‪ ،‬فهي ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني على الفتح في‬
‫محل رف ع‪ ،‬وقائمة خ بر المبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة (وهما) للمث نى‬
‫الغ ائب‪ ،‬س واء ك ان م ذكراً أو مؤنث اً‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬هما قائم ان‪ ،‬فهما‬
‫ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني على الس كون في محل رف ع‪ ،‬وقائم ان خ بره‬
‫مرف وع ب األلف ألنه مث نى (وهم) لجمع ال ذكور الغ ائبين في نحو قولك ‪ :‬هم‬
‫ق ائمون‪ ،‬فهم ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني على الس كون في محل رف ع‪،‬‬
‫وه َّن) لجمع اإلن اث‬
‫وق ائمون خ بره مرف وع ب الواو ألنه جمع م ذكر س الم ( ُ‬
‫الغائب ات‪ ،‬في نحو قولك ‪ :‬هن قائم ات‪ ،‬فهن ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني‬
‫على الفتح في محل رف ع‪ ،‬وقائم ات خ بره مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬ثم إن‬
‫المنصف رحمه اهلل تع الى مثل لوق وع بعض ها مبت دأ بقوله (نحو قولك ‪ :‬أنا‬
‫ق ائم‪ ،‬ونحن ق ائمون) وتق دم إع راب المث الين (وما أش به ذلك) من األمثلة‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫(والخبر قسمان ‪ :‬مفرد‪ ،‬وغير مفرد) والمراد بالمفرد هنا ما ليس جملة وال‬
‫شبهها‪ ،‬ولو كان مثنى أو مجموع اً؛ والمراد بغير المفرد‪ ،‬الجملة أو شبهها‪،‬‬
‫والجملة الكالم الم ركب من فعل وفاع ل‪ ،‬نحو ‪ :‬ق ام زي ٌد‪ ،‬أو من مبت دأ‬

‫‪41‬‬
‫وخ بر‪ ،‬نحو ‪ :‬زي ٌد ق ائم‪ ،‬والم ركب من فعل وفاعل يس مى جملة فعلي ة‪،‬‬
‫والجار‬
‫ّ‬ ‫والمركب من مبتدأ وخبر يسمى جملة اسمية‪ ،‬وشبه الجملة الظرف‬
‫قائم) فزي ٌد مبتدأ ‪ ،‬وخبره قائم‬
‫والمجرور كما سيذكره (فالمفرد نحو ‪ :‬زي ٌد ٌ‬
‫(والزي دان قائم ان) فالزي دان مبت دأ مرف وع ب األلف ألنه مث نى‪ ،‬وقائم ان خ بره‬
‫مرف وع ب األلف أيض اً ألنه مث نى (والزي دون ق ائمون) فالزي دون مبت دأ مرف وع‬
‫ب الواو ألنه جمع م ذكر س الم‪ ،‬وق ائمون خ بره مرف وع أيض اً ب الواو ألنه جمع‬
‫مذكر سالم‪ ،‬فالخبر في هذه األمثلة مفرد ألنه ليس جملة وال شبهها (وغير‬
‫المف رد أربعة أش ياء) ألن ش به الجملة ش يئان الظ رف والج ار والمج رور‪،‬‬
‫والجملة ش يئان‪ ،‬الجملة الفعلي ة‪ ،‬والجملة االس مية‪ ،‬وقد أش ار إلى بي ان ذلك‬
‫بقوله (الجار والمجرور والظرف) فكل منهما يسمى ش به الجملة (والفعل مع‬
‫فاعل ه‪ ،‬والمبت دأ مع خ بره) فكل منهما يس مى جملة (نحو قولك ‪ :‬زي ٌد في‬
‫جاراً ومجروراً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬زي ٌد مبتدأ مرفوع‬
‫الدار) هذا مثال للخبر إذا كان ّ‬
‫بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وفي الدار جار ومج رور متعلق بمح ذوف تقديره كائن أو‬
‫اس تقر (وزي ٌد عن دك) ه ذا مث ال للخ بر إذا ك ان ظرف اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬زي ٌد مبت دأ‬
‫مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وعند ظ رف مك ان منص وب على الظرفية متعلق‬
‫بمحذوف خبر المبتدأ (‪ )1‬والتقدير كائن أو استقر عندك (‪ )2‬وعند مضاف‬
‫والك اف مض اف إليه مب ني على الفتح في محل ج ر؛ وفي الحقيقة الخ بر هو‬
‫المتعلق المح ذوف‪ ،‬وإنما ك ان الج ار والمج رور والظ رف ش بيهين بالجملة‬
‫ألنه من ق ّدر المح ذوف فعالً نحو ‪ :‬اس تقر‪ ،‬ك ان من قبيل اإلخب ار بالجمل ة‪،‬‬

‫‪ )1‬فعلى ما مشى عليه المؤلف أن الخبر ليس هو الظرف نفسه‪ ،‬أو الجار والمجرور‪ ،‬وإنما‬
‫الخبر هو اللفظ المحذوف الذي يتعلق به الظرف والجار والمجرور ‪.‬‬
‫‪ )2‬ف الخبر هو ما قبل الظ رف والج ار والمج رور من جملة فعلية فعلها مح ذوف وفاعلها‬
‫ضمير "استقر" في شبه الجملة‪ ،‬أو الخبر المفرد المشتق ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وإن قَ َّدره اس ماً مف رداً (‪ )1‬نحو ‪ :‬ك ائن‪ ،‬ك ان من قبيل اإلخب ار ب المفرد‪،‬‬
‫فكأنهما أخ ذا طرف اً من المف رد‪ ،‬وطرف اً من الجمل ة‪ ،‬فل ذا كانا ش بيهين‬
‫بالجملة‪ ،‬وش بيهين ب المفرد‪ ،‬فحذف ذلك في كالمهم من باب االكتفاء مثل‬
‫الح َّر} أي والبرد (وزي ٌد قام أبوه) هذا مثال للخبر إذا كان‬ ‫{س رابِ ِ‬
‫يل تَقي ُك ُم َ‬
‫ََ َ‬
‫جملة فعلية‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬زي ٌد مبتدأ مرفوع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وقام فعل ماض‪،‬‬
‫وأبو فاعل مرف وع ب الواو ألنه من األس ماء الخمس ة‪ ،‬وأبو مض اف‪ ،‬واله اء‬
‫مض اف إليه مب ني على الضم في محل ج ر‪ ،‬والجملة من الفعل والفاعل في‬
‫محل رفع خ بر المبت دأ (وزي ٌد جاريته ذاهبة) ه ذا مث ال للخ بر إذا ك ان جملة‬
‫إس مية‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وجاريته مبت دأ ث ٍ‬
‫ان‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وجارية مضاف‪ ،‬والهاء مضاف إليه مبني على الضم‬
‫في محل ج ر‪ ،‬وذاهبة خ بر المبت دأ الث اني مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬والمبت دأ‬
‫الثاني وخبره خبر المبتدأ األول‪ ،‬والرابط بينهما الهاء من جاريته‪ ،‬واهلل أعلم‬
‫‪.‬‬
‫المبُتَ َدأ َوالَ َخب ِر‬ ‫باب الْعو ِام ِل َّ ِ ِ‬
‫الداخلَة َعلى ْ‬ ‫َ ُ ََ‬
‫ه ذا الب اب منعق ٌد للعوامل الداخلة على المبت دأ والخ بر‪ ،‬فتغيرهما وتنسخ‬
‫حكمهما الس ابق‪ ،‬وله ذا تس مى بالنواسخ (وهي ك ان وأخواته ا) نحو ‪ :‬ك ان‬
‫قائم (وظن وأخواتها) نحو ‪ :‬ظننت‬
‫زي ٌد قائم اً (وإن وأخواتها) نحو ‪ :‬إ ّن زيداً ٌ‬
‫قائما (فأما ك ان وأخواتها فإنها ترفع االس م) ال ذي ك ان مبت دأ‪ ،‬ويس مى‬
‫زي داً ً‬
‫بعد دخولها اس مها (وتنصب الخ بر) وهو ال ذي ك ان خ براً للمبت دأ‪ ،‬ويس مى‬
‫بعد دخولها خبرها (وهي) أي كان وأخواتها (كان) نحو ‪َ { :‬و َك ا َن اهللُ غَ ُف وراً‬
‫َر ِحيم اً} وإعرابه ‪ :‬ك ان فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر‪ ،‬ولفظ‬
‫خبرها‬
‫الجاللة اس مها‪ ،‬مرف وع بها وعالمة رفعه الض مة الظ اهرة‪ ،‬وغف وراً ُ‬
‫‪ )1‬أي اسما مشتقا ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫خبر بعد خبر (‪ )1‬منصوب‬
‫منصوب بها وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة‪ ،‬ورحيماً ٌ‬
‫وس ِّميَت هذه األفعال ناقصة ألنها ال تكتفي بالمرفوع بل ال‬
‫بالفتحة الظاهرة‪ُ ،‬‬
‫يتم معناها إال بالمنص وب (وأمس ى) نحو ‪ :‬أمسى زي ٌد غني اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬أمسى‬
‫فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة‬
‫البرد‬
‫أصبح ُ‬‫َ‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وغني اً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وأصبح) نحو ‪:‬‬
‫برد‬
‫شديداً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬أصبح فعل ماض ناقص‪ ،‬يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وال ُ‬
‫اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وش ديداً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة‬
‫(وأض حى) نحو ‪ :‬أض حى الفقيه ورع اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬أض حى فعل م اض ن اقص‬
‫يرفع االسم وينصب الخ بر‪ ،‬والفقي هُ اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وورع اً‬
‫ظل‬
‫ظل زي ٌد صائماً‪ ،‬وإعرابه ‪ّ :‬‬
‫وظل) نحو ‪ّ :‬‬
‫خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة ( َّ‬
‫فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة‬
‫الظ اهرة‪ ،‬وص ائماً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة (وب ات) نحو ‪ :‬ب ات زي ٌد‬
‫س اهراً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ب ات فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد‬
‫اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وس اهراً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة‬
‫عر رخيص اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ص ار فعل م اض ن اقص‪ ،‬يرفع‬
‫الس ُ‬
‫(وص ار) نحو ‪ :‬ص َار ِّ‬
‫عر اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬ورخيص اً خبرها‬
‫الس ُ‬
‫االسم وينصب الخبر‪ّ ،‬‬
‫منص وب بالفتحة الظاهرة (وليس) نحو ‪ :‬ليس زي ٌد قائم اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬ليس فعل‬
‫ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪ ،‬وزي ٌد اسمها مرفوع بالضمة الظ اهرة‪،‬‬
‫وقائم اً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة (وما زال) نحو ‪ :‬م ازال زي ٌد عالم اً‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬ما نافي ة‪ ،‬وزال فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد‬
‫اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وعالم اً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة‬
‫(وماانف ك) نحو ‪ :‬ماانفك عم ٌرو جالس اً (وم افتئ) نحو ‪ :‬م افتئ بك ٌر محس ناً‬
‫) يعني أنها خبر ثاني ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫(ومابرح) نحو ‪ :‬مابرح محم ٌد كريماً‪ ،‬وإعراب الجميع مثل إعراب مازال زي ٌد‬
‫عالما (ومادام) نحو ‪ :‬ال أصحبك مادام زي ٌد متردداً إليك‪ ،‬وإعراب م ادام ‪ :‬ما‬
‫ً‬
‫ظرفي ة‪ ،‬ودام فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد‬ ‫مص درية ْ‬
‫اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪ ،‬وم تردداً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة‪،‬‬
‫وإليك ج ار ومج رور متعلق بم تردداً؛ وس ميت ما ه ذه ظرفي ة‪ ،‬لنيابتها عن‬
‫ك مع ما بعدها بمصدر‪ِ ،‬إذ التقدير مدة دوام ٍ‬
‫زيد‬ ‫ظرف‪ ،‬ومصدرية ألنها تَ ْس بُ ُ‬
‫ك (وما تص ّرف منه ا) يع ني أن ما تص ّرف من ه ذه األفع ال يعم ُل‬ ‫م تردداً إلي َ‬
‫عمل ماضيها من كونه يرفع االسم وينصب الخبر (نحو ‪ :‬كان ويكون وكن)‬ ‫َ‬
‫اض‪ ،‬والث اني مض ارع‪ ،‬والث الث أم ر‪ ،‬وكلها ترفع االس م‪ ،‬وتنصب‬ ‫ف األول م ٍ‬
‫مث ُل األول (‪ )1‬ماض ومضارع وأمر (تقول)‬
‫الخبر (وأصبح‪ ،‬ويصبح‪ ،‬وأصبح) ِ ْ‬
‫في عمل الماضي (كان زي ٌد قائماً) وتقدم إعرابه‪ ،‬وتقول في عمل المضارع ‪:‬‬
‫يك ون زي ٌد قائم اً‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬يك ون فعل مض ارع ن اقص من متص رفات ك ان‬
‫الناقص ة‪ ،‬يرفع االسم وينصب الخ بر‪ ،‬وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة‪،‬‬
‫وقائم اً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة؛ وتق ول في عمل األمر ‪ :‬كن قائم اً‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬كن فعل أمر ن اقص من متص رفات ك ان الناقص ة‪ ،‬يرفع االسم‬
‫وينصب الخ بر‪ ،‬واس مها ض مير مس تتر وجوب اً تق ديره أنت‪ ،‬وقائم اً خبرها‬
‫منص وب بالفتحة الظ اهرة‪ ،‬وقس الب اقي مما يتص رف (وليس عم ٌرو شاخص اً)‬
‫وإعرابه ‪ :‬ليس فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر‪ ،‬عم ٌرو اس مها‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وشاخص اً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛ وليس ال‬
‫تستعمل إال بصيغة الماضي ليس لها مضارع وال أمر وال مصدر‪ ،‬ولهذا ذهب‬
‫بعض هم إلى أنها ح رف نفي وليست فعالً‪ ،‬لكن م ذهب الجمه ور أنها فعل‬
‫ت هن ٌد جالس ةً‪ ،‬وقوله (وما‬
‫ماض ألنها تقبل تاء التأنيث الساكنة‪ ،‬نحو ‪ :‬لَْي َس ْ‬
‫) أي مثل المثال األول ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪45‬‬
‫أش به ذل ك) يع ني أن ما ك ان مش بهاً له ذه األمثلة فهو مثلها في العمل‬
‫واإلعراب فقسه عليه‪ ،‬وال حاجة إلى اإلطالة بكثرة األمثلة ‪.‬‬
‫إن وأخواتها فإنها تنصب االسم) وهو الذي كان مبتدأ (وترفع الخبر)‬ ‫(وأما َّ‬
‫ولكن‪ ،‬وكأ ّن‪ ،‬وليت‪ ،‬ولعل‪،‬‬
‫الذي كان مرفوعاً بالمبتدأ (وهي ‪ :‬إ ّن‪ ،‬وأ ّن‪ّ ،‬‬
‫إن حرف توكيد ونصب‪ ،‬تنصب االسم‬ ‫قائم) وإعرابه ‪َّ :‬‬
‫تقول ‪ :‬إ ّن زيداً ٌ‬
‫وترفع الخبر‪ ،‬وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وقائم خبرها مرفوع‬
‫أن المفتوحة ‪ :‬بلغني َّ‬
‫أن زيداً منطل ٌق‪،‬‬ ‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬وتقول في عمل َّ‬
‫وإعرابه ‪ :‬بلغ فعل ماض‪ ،‬والنون للوقاية (‪ )1‬والياء مفعول به مبني على‬
‫وأن حرف توكيد ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع‬ ‫السكون في محل نصب‪َّ ،‬‬
‫الخبر‪ ،‬وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬ومنطل ٌق خبرها مرفوع‬
‫بالضمة الظاهرة‪ ،‬وأ ّن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل َبلَ َغ‪ ،‬والتقدير ‪:‬‬
‫جالس‪،‬‬ ‫لكن عمراً‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫لكن ‪ :‬قام القوم ّ‬
‫َبلَغني انطال ُق زيد‪ ،‬وتقول في عمل ّ‬
‫ولكن حرف استدراك ونصب‪ ،‬تنصب‬ ‫القوم فعل وفاعل‪َّ ،‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬قام ُ‬
‫االسم وترفع الخبر‪ ،‬وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وجالساً خبرها‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وتقول في عمل كأ ّن ‪َّ :‬‬
‫كأن زيداً أس ٌد‪ ،‬وإعرابه ‪:‬‬
‫كأن حرف تشبيه ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪ ،‬وزيداً اسمها‬
‫منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وأس ٌد خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (و) تقول في‬
‫تمن ونصب‪ ،‬تنصب‬
‫شاخص) وإعرابه ‪ :‬ليت حرف ٍّ‬
‫ٌ‬ ‫عمل ليت (ليت عمراً‬
‫وشاخص‬
‫ٌ‬ ‫االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪ ،‬وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪،‬‬
‫قادم)‬
‫الحبيب ٌ‬
‫َ‬ ‫خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وتقول في عمل لعل (لعل‬

‫‪ )1‬إذا اتص لت ي اء المتكلم بالفعل وجب أن يتوسط بينها وبين الفعل ن و ٌن تس مى ن ون‬
‫الوقاية‪ ،‬وسميت هذه النون بنون الوقاية ألنها تقي الفعل من الكسر‪ ،‬فمن خواص األفعال‬
‫أنها ال يدخله كسر ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫والحبيب‬
‫َ‬ ‫ترج ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪،‬‬ ‫وإعرابه ‪ :‬لعل حرف ٍ‬
‫وقادم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة‬
‫ٌ‬ ‫اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪،‬‬
‫(ومعنى إ ّن وأ ّن للتوكيد) أي توكيد النسبة‪ ،‬أعني قيام ٍ‬
‫زيد مثالً في قولك ‪:‬‬ ‫َ‬
‫(ولكن لالستدراك) وهو‬
‫َّ‬ ‫قائم‪ ،‬فيرتفع الكذب واحتمال المجاز‬‫إن زيداً ٌ‬
‫تعقيب الكالم برفع ما يتوهم ثبوتُه أو نفيه ( َّ‬
‫وكأن للتشبيه) وهو مشاركة أم ٍر‬
‫ألم ٍر في معنى بينهما (وليت للتمني) وهو طلب ما ال طمع فيه‪ ،‬أو ما فيه‬
‫ولعل للترجي والتوقع) فالترجي طلب األمر المحبوب‪ ،‬نحو ‪ :‬لعل‬
‫عسر ( َّ‬
‫قادم‪ ،‬والتوقع اإلشفاق أي الخوف من المكروه‪ ،‬نحو ‪ :‬لعل زيداً‬
‫الحبيب ٌ‬
‫َ‬
‫ظننت وأخواتها‪ ،‬فإنها تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعوالن‬
‫هالك (وأما ُ‬
‫ٌ‬
‫ظننت فعل وفاعل‪،‬‬
‫ظننت زيداً قائماً‪ ،‬وإعرابه ‪ُ :‬‬
‫ظننت) نحو ‪ُ :‬‬
‫لها‪ ،‬وهي ‪ُ :‬‬
‫وزيداً مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وقائماً ‪ :‬مفعول ٍ‬
‫ثان منصوب‬
‫بالفتحة الظاهرة (وحسبت‪ ،‬وخلت‪ ،‬وزعمت‪ ،‬ورأيت‪ ،‬وعلمت‪ ،‬ووجدت‪،‬‬
‫ظننت زيداً منطلقاً) وإعرابه كما تقدم‬
‫واتخذت‪ ،‬وجعلت‪ ،‬وسمعت‪ ،‬تقول ‪ُ :‬‬
‫الهالل الئحاً‪ ،‬وما أشبه ذلك) يعني أن ما أشبه المثالين من بقية‬
‫َ‬ ‫وخلت‬
‫ُ‬ ‫(‬
‫األمثلة يقاس على هذين المثالين نحو ‪ :‬زعمت بكراً صديقاً‪ ،‬وحسبت‬
‫الجود محبوباً‪ ،‬ووجدتُ‬
‫َ‬ ‫وعلمت‬
‫ُ‬ ‫ورأيت الصدقَ منجياً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الحبيب قادما‪،‬‬
‫َ‬
‫ت بكراً صديقاً‪ ،‬وجعلت الطينَ إبريقاً‪ ،‬وإعرابه كما تقدم؛‬‫العلمَ نافعاً‪ ،‬واتَّ َخ ْذ ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول‪ ،‬فسمعت فعل‬
‫سمعت َّ‬
‫ُ‬ ‫ومثال سمع ‪:‬‬
‫والنبي مفعول أول‪ ،‬ويقول فعل مضارع‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر فيه‬
‫َّ‬ ‫وفاعل‪،‬‬
‫جوازا‪ ،‬والجملة في محل نصب مفعول ثان؛ والراجح أن سمع في نحو هذا‬
‫المثال تتعدى لمفعول واحد والجملة التي بعدها حال‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى‬
‫أعلم وأحكم ‪.‬‬
‫َّعـ ـ ـ ِ‬
‫ـت‬ ‫ـاب الن ْ‬
‫ب ـَ ـ ُ‬

‫‪47‬‬
‫(النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره) يعني أن‬
‫النعت يتبع منعوته في رفعه إن كان مرفوعاً‪ ،‬وفي نصبه إن كان منصوباً‪ ،‬وفي‬
‫خفضه إن كان مخفوضاً‪ ،‬وفي تعريفه إن كان معرفةً‪ ،‬وفي تنكيره إن كان‬
‫نكر ًة‪ ،‬وذلك في النعت الحقيقي وهو الرافع لضمير المنعوت (‪( )1‬تقول ‪:‬‬
‫العاقل) وإعرابه ‪ :‬قام فعل ماض‪ ،‬وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة‬
‫ُ‬ ‫قام زي ٌد‬
‫الظاهرة‪ ،‬والعاقل نعت لزيد ونعت المرفوع مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‬
‫العاقل)‬
‫َ‬ ‫(ورأيت زيداً‬
‫ُ‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وهو تابع للمنعوت في الرفع والتعريف‬
‫رأيت فعل وفاعل‪ ،‬وزيداً مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة‪،‬‬
‫وإعرابه ‪ُ :‬‬
‫والعاقل نعت لزيد منصوب أيضاً بالفتحة الظاهرة‪ ،‬فقد تبعه في نصبه وتعريفه‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العاقل) وإعرابه ‪ :‬مررت فعل وفاعل‪ ،‬وبزيد الباء حرف جر‪،‬‬ ‫(ومررت ٍ‬
‫بزيد‬
‫ِ‬
‫والعاقل نعت له مجرور بالكسرة الظاهرة‪ ،‬فقد‬ ‫وزيد مجرور بالباء‪،‬‬
‫تبعه في خفضه وتعريفه ‪.‬‬
‫عاقل‪ ،‬ورأيت رجالً عاقالً‪ ،‬ومررت ٍ‬
‫برجل‬ ‫رجل ٌ‬ ‫وتقول في التنكير ‪ :‬جاء ٌ‬
‫ٍ‬
‫عاقل‪ ،‬وإعرابه ‪ :‬كالذي قبله‪ ،‬فقد تبع منعوته في اإلعراب والتنكير ‪.‬‬
‫ولما كان النعت تارة يكون معرفة‪ ،‬وتارة يكون نكرة‪ ،‬ذكر المصنف أقسام‬
‫دل على معيّن‪،‬‬
‫أشياء) المعرفة ما ّ‬
‫المعرفة والنكرة فقال (والمعرفة خمسة َ‬
‫دل‬
‫األول منها (االسم المضمر) وهو ما ّ‬‫والذي ذكره المصنف خمسة أشياء ّ‬
‫على متكلم أو مخاطب أو غائب (نحو ‪ :‬أنَا) للمتكلم‪ ،‬ونحن للمتكلم ومعه‬
‫(وأنت) للمخاطب‪ِ ،‬‬
‫وأنت للمخاطبة‪ ،‬وأنتما‬ ‫َ‬ ‫غيره‪ ،‬أو المعظم نفسه‬
‫للمخاطبين‪ ،‬وأنتم لجمع الذكور المخاطبين‪ ،‬وأ ْنتُ َّن لجمع اإلناث‬
‫ْ‬
‫‪ )1‬وذلك أن من عالمة النعت الحقيقي أنه يش تمل على ض مير مس تتر يع ود على ذلك‬
‫المنع وت‪ ،‬ف إذا قلنا ‪ :‬ق ام زي ٌد العاق ُل‪ ،‬فزيد فاعل بق ام‪ ،‬والعاق ُل نعت ل ه‪ ،‬وهو اسم فاعل‬
‫يعمل عمل فعله فيرفع فاعال‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على زيد ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ين‪ ،‬وهن‬ ‫ِِ‬
‫للغائبين‪ ،‬وهم للغائب َ‬
‫ْ‬ ‫المخاطبات‪ ،‬وهو للغائب‪ ،‬وهي للغائبة‪ ،‬وهما‬
‫األول‬ ‫ِ‬
‫للغائبات (و) الثاني من أقسام المعرفة (االسم العلم‪ ،‬نحو ‪ :‬زي ٌد ومكة) ّ‬
‫َعلَ ٌم لمن يعقل‪ ،‬والثاني َعلَ ٌم لما ال يعقل (و) الثالث من أقسام المعرفة‬
‫(االسم المبهم نحو ‪ :‬هذا‪ ،‬وهذه‪ ،‬وهؤالء) وهذا االسم يشمل جميع أسماء‬
‫اإلشارة واألسماء الموصولة‪ ،‬نحو ‪ :‬الذي‪ ،‬والتي‪ ،‬والذين‪ ،‬ويحصل التعيين‬
‫في أسماء اإلشارة باإلشارة الحسية‪ ،‬وفي األسماء الموصولة بالصلة‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫جاء الذي قام أبوه (‪( )1‬و) الرابع من أقسام المعرفة (االسم الذي فيه األلف‬
‫والالم‪ ،‬نحو ‪ :‬الرجل‪ ،‬والغالم‪ ،‬و) الخامس من أقسام المعرفة (ما أضيف إلى‬
‫األربعة) نحو ‪ :‬غالمي‪ ،‬وغالم ٍ‬
‫زيد‪ ،‬وغالم هذا‪ ،‬وغالم الذي‬ ‫ِ‬ ‫واحد من هذه‬
‫قام أبوه‪ ،‬وغالم الرجل (والنكرة كل اسم شائع في جنسه‪ ،‬ال يختص به‬
‫واحد دون آخر) يعني أن النكرة هي االسم الموضوع لفرد غير معيّن‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫وغالم‪ ،‬فال يختص به واحد دون آخر (وتقريبه كل ما صلح دخول‬
‫ٌ‬ ‫رجل‪،‬‬
‫ٌ‬
‫والغالم قبل‬
‫َ‬ ‫الرجل‬
‫َ‬ ‫والغالم) يعني أن‬
‫ُ‬ ‫الرجل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫األلف والالم عليه‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫دخول األلف والالم عليهما نكرتان‪ ،‬ألن رجالً يصدق على كل رجل (‪)2‬‬
‫تعرفاً‪ ،‬فقبول األلف والالم‬
‫وكذلك غالم‪ ،‬فلما دخلت عليهما األلف والالم ّ‬
‫عالمة التنكير‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫‪ )1‬توضيح وبيان لالسم الموصول والصلة ‪ :‬االسم الموصول هو ما دل على معين بواسطة‬
‫ْكر بعده تُسمى صلة الموصول‪ ،‬واالسم الموصول يحتاج إلى صلة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫جملة أو شبه جملة تُذ ُ‬
‫وإلى عائ د‪ ،‬وتُفسر ص لة الموص ول بأنها جملة أو ش بهُ جمل ٍة تُ ْذ َك ُر بع ده تتم معن اه‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫َح ِس ْن إلى من في المس جد‪ ،‬ويُ َّ‬
‫فس ر العائد بأنه‬ ‫ج اء ال ذي أكرمتُ هُ‪ ،‬أك ِر ْم َم ْن عن َده أ ََد ٌ‬
‫ب‪ ،‬أ ْ‬
‫الص لَة‪ ،‬فالعائد في األمثلة الس ابقة‬ ‫ض مير يع ود إلى االسم الموص ول‪ ،‬وتش تمل عليه جملة ِّ‬
‫اله اء في أكرمتُ هُ وفي عن َده‪ ،‬وض مير مس تتر ج وازا تق ديره "ه و" في المث ال الث الث‪ ،‬فكأنه‬
‫قيل ‪ :‬أحسن إلى من هو في المسجد ‪.‬‬
‫َ‬
‫) وال يختص به واحد دون آخر ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫ـاب ال َـع ـطْ ِ‬
‫ـف‬ ‫بَـ ُ‬
‫والمراد به عطف النسق‪ ،‬وهو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف‬
‫العطف اآلتية (وحروف العطف عشرة‪ ،‬وهي ‪ :‬الواو) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد‬
‫وعمرو الواو‬
‫وعمرو‪ ،‬فجاء فعل ماض‪ ،‬وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة‪ٌ ،‬‬‫ٌ‬
‫زيد مرفوع بالضمة الظاهرة؛ فالمعطوف‬ ‫حرف عطف‪ ،‬وعمرو معطوف على ٍ‬
‫ٌ‬
‫يتبع المعطوف عليه في إعرابه‪ ،‬سواء كان رفعاً أو غيره (والفاء) نحو ‪ :‬جاء‬
‫فعمرو‪ ،‬فعمرٌو معطوف على زيد مرفوع بالضمة الظاهرة (وثم) نحو ‪:‬‬‫زي ٌد ٌ‬
‫عمرو (وأم) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد‪ ،‬أم‬
‫عمرو (و أو) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد أو ٌ‬ ‫جاء زي ٌد ثم ٌ‬
‫داء} معطوف على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمرو (وإما) نحو {فَ َّإما َمنَّاً َب ْع ُد وإما ف َداءٍ} فقوله {ف ً‬
‫ٌ‬
‫{منَّاً} والعاطف الواو الداخلة على إما‪ ،‬وإما أتى بها للداللة على التقسيم‬
‫والتخيير‪ ،‬والمصنف جرى على أن إما هي العاطفة وهو ضعيف‪ ،‬والراجح أن‬
‫عمرو (وال) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد ال‬
‫العاطف الواو (وبل) نحو ‪ :‬ما جاء زي ٌد بل ٌ‬
‫عمرو (وحتى في بعض المواضع)‬
‫لكن ٌ‬
‫(ولكن) نحو ‪ :‬ما جاء زي ٌد ْ‬
‫ْ‬ ‫عمرو‬
‫ٌ‬
‫وذلك البعض هو ما كان ما بعدها بعضاً مما قبلها‪ ،‬نحو ‪ :‬أكلت السمكة‬
‫رأسها‪ ،‬فحتى حرف عطف‪ ،‬ورأس معطوف على السمكة منصوب‬
‫حتى َ‬
‫عطفت‬
‫َ‬ ‫ظاهر (فإ ْن‬
‫بالفتحة الظاهرة‪ ،‬والهاء مضاف إليه‪ ،‬وإعراب بقية األمثلة ٌ‬
‫نصبت‪ ،‬أو على‬
‫َ‬ ‫رفعت) كما تقدم (أو على منصوب‬
‫َ‬ ‫بها على مرفوع‬
‫وعمرو‪ ،‬ورأيت‬
‫مخفوض خفضتَ‪ ،‬أو على مجزوم جزمتَ‪ ،‬تقول ‪ :‬قام زي ٌد ٌ‬
‫وعمرو) واإلعراب ظاهر‪ ،‬ومثال العطف في‬
‫ٍ‬ ‫وع ْمراً‪ ،‬ومررت بزيد‬
‫زيداً َ‬
‫فاألول‬
‫ولم يقعُدْ) ّ‬
‫يقوم ويقع َد (وزي ٌد لم ي ُقمْ ْ‬
‫يقوم ويقع ُد‪ ،‬ولن َ‬
‫األفعال ‪ :‬زي ٌد ُ‬
‫مرفوع‪ ،‬والثاني منصوب‪ ،‬والثالث مجزوم‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫باب التوكيد‬
‫قلت ‪ :‬ج اء زي ٌد‪ ،‬يحتمل أن يك ون الكالم‬
‫وهو الت ابع الرافع لالحتم ال‪ ،‬ف إذا َ‬
‫قلت جاء زي ٌد‬
‫زيد‪ ،‬أو رسولُه‪ ،‬فإذا َ‬‫على تقدير مضاف‪ ،‬والتقدير ‪ :‬جاء كتاب ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫القوم‪ ،‬يحتمل أن الذي جاء بعضهم‪،‬‬ ‫نفسه‪ ،‬ارتفع االحتمال‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬جاء ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫للمؤكد في رفعه)‬ ‫قلت ‪ :‬جاء القوم كلُّهم ارتفع االحتمال (التوكيد تابع‬
‫فإذا َ‬
‫ونفسه توكيد له‪ ،‬وتوكيد المرفوع مرفوع‬ ‫فاعل‪ُ ،‬‬
‫نفسه‪ ،‬فزي ٌد ٌ‬‫نحو ‪ :‬جاء زي ٌد ُ‬
‫ونفس ه توكيد ل ه‪ ،‬وتوكيد‬
‫نفسه‪ ،‬فزي داً مفع ول‪َ ،‬‬‫رأيت زي داً َ‬
‫(ونص به) نحو ‪ُ :‬‬
‫بزيد ِ‬
‫نفس ه‪ ،‬فزيد مج رور بالب اء‬ ‫وخفض ه) نحو ‪ :‬م ررت ٍ‬‫المنص وب منص وب ( ِ‬
‫رأيت في األمثلة‪،‬‬
‫ونفسه توكيد له‪ ،‬وتوكيد المجرور مجرور (وتعريفه) كما َ‬
‫ولم يقل وتنك يره‪ ،‬ألن ألف اظ التوكيد كلها َم َع ا ِرف فال تتبع النك رة‪ ،‬وأج از‬
‫ت ش هراً كلَّه‪ ،‬فجعل وا كله توكيد الش هر ولم‬ ‫ص ْم ُ‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫نحو‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬
‫ذلك الكوفي ون (‬
‫يوجبوا مطابقته في التنكير ‪.‬‬
‫نفس ه‬
‫جاء زي ٌد ُ‬
‫(ويكون بألفاظ معلومة‪ ،‬وهي ‪ :‬النفس) بمعنى الذات‪ ،‬نحو ‪َ :‬‬
‫القو ُم‬
‫(والعين) بمع نى الذات أيض اً‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء زي ٌد عينُه (وك ل) نحو ‪ :‬جاء ْ‬
‫كلُّهم‪ ،‬ف القوم فاع ل‪ ،‬وك ُّل توكيد للق وم‪ ،‬واله اء مض اف إلي ه‪ ،‬والميم عالمة‬
‫أجم ُع‪ ،‬فأجمع توكيد للقوم مرفوع بالضمة‬
‫القوم َ‬
‫جاء ُ‬
‫الجمع (وأجمع) نحو ‪َ :‬‬
‫ص ع) ي ؤتى بها في التوكيد‬
‫وأبتَ ع‪ ،‬وأبْ َ‬
‫الظ اهرة (وتوابع أجم ع‪ ،‬وهي ‪ :‬أ ْكتَع‪ْ ،‬‬
‫القوم أجمعون‪ ،‬أكتعون ‪،‬أبتعون ‪،‬أبصعون ‪،‬وإعرابه ‪:‬‬
‫تابعة ألجمع‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء ُ‬
‫جاء فعل ماض‪ ،‬والقوم فاعل مرفوع بالضمة‪ ،‬وأجمعون تأكيد للقوم مرفوع‬
‫ب الواو ألنه جمع م ذكر س الم‪ ،‬والن ون ع وض عن التن وين في االسم المف رد‪،‬‬

‫) أي أنهم أجازوا أن تتبع ألفاظ التوكيد النكرات ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪51‬‬
‫وأكتع ون تأكيد ث ان‪ ،‬وأبتع ون ث الث‪ ،‬وأبص عون راب ع‪ ،‬وإعرابها ك إعراب ما‬
‫قبلها (‪ )1‬وأتى بها لزي ادة التوكيد والمبالغة في ه‪ ،‬وكلها بمع نى أجمع ون ألن‬
‫أكتع م أخوذ من ق ولهم ‪ :‬تكتع الجلد إذا اجتم ع‪ ،‬وأبتع من الْبَْت ِع وهو ط ول‬
‫ت أعن اقهم‪ ،‬فجعل وه كناية عن‬
‫العن ق‪ ،‬والق وم إذا ك انوا مجتمعين ط الَ ْ‬
‫ص ِع وهو الع رق المجتمع فيك ون بمع نى‬
‫االجتم اع‪ ،‬وأبصع م أخوذ من البَ ْ‬
‫أجمع؛ ولما كانت هذه األلفاظ الثالثة ال يؤتى بها غالب اً إال بعد أجمع سميت‬
‫نفس ه) فزي ٌد فاع ل‪ ،‬ونفس توكيد ل ه‪ ،‬واله اء‬
‫توابع أجمع (تق ول ‪ :‬ق ام زي ٌد ُ‬
‫لرأيت‪ ،‬وك َّل تأكيد للق وم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫القوم كلَّ ُهم) فالقومَ مفعول به‬
‫مضاف إليه (ورأيت َ‬
‫واله اء مض اف إلي ه‪ ،‬والميم عالمة الجمع (وم ررت ب القوم أجمعين) ف القوم‬
‫مج رور بالب اء‪ ،‬وأجمعين تأكيد للق وم مج رور بالي اء ألنه جمع م ذكر س الم‪،‬‬
‫والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫باب البدل‬
‫اء‬
‫َ‬ ‫ج‬ ‫‪:‬‬ ‫نحو‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬
‫(‬ ‫متبوعه‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬
‫هو الت ابع المقص ود ب الحكم بال واس طة (‬
‫زي ٌد أخ وك‪ ،‬فزي ٌد فاع ل‪ ،‬وأخ وك ب دل من زي د‪ ،‬ب دل كل من ك ل‪ ،‬ويس مى‬
‫الب دل المط ابق ألن الم راد من الث اني هو األول بعينه (إذا أُب دل اسم من اس م)‬
‫ص ِّل تس جد هلل يرحمك‬
‫نحو ‪ :‬ج اء زي ٌد أخ وك (أو فعل من فع ل) نحو ‪ :‬إن تُ َ‬

‫) أي أنها تأكيد مرفوع بالواو ألنها جمع مذكر سالم ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )2‬لفظية ‪.‬‬
‫‪ )3‬أو يقال في تعريفه ‪ :‬هو تابع يدل على نفس المتبوع أو جزء منه‪ ،‬ويتضح شرح التعريف‬
‫فعلي تابع لإلمام في إعرابه‪ ،‬وهو المقصود‬
‫علي‪ٌ ،‬‬
‫اإلمام ٌ‬
‫ُ‬ ‫بالمثال‪ ،‬فقولنا مثال ‪ :‬واضع النحو‬
‫بحكم نسبة وضع النحو إليه‪ ،‬واإلمام إنما ذكر توطئة وتمهيدا له‪ ،‬وهو غير مقصود بالذات‬
‫قلت واضع النحو علي‪ ،‬ك ان كالما‬
‫"علي" بال ذكر منف ردا‪ ،‬فلو َ‬
‫ألنك لو حذفته الس تقل ٌ‬
‫مستقال‪ ،‬وال واسطة بين التابع والمتبوع كحروف العطف وغيرها ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫(تبعه في جميع إعراب ه) رفع اً‪ ،‬ونص باً‪ ،‬وخفض اً‪ ،‬وجزم اً (وهو أربعة أقس ام ‪:‬‬
‫بدل الشئ من الشئ) ويقال له ‪ :‬بدل الكل من الكل‪ ،‬والبدل المطابق‪ ،‬وهو‬
‫ما كان الثاني فيه عين األول‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء زي ٌد أخوك (وبدل البعض من الكل)‬
‫ف ُثلَثه (وب دل‬
‫وهو ما ك ان الث اني فيه بعض اً من األول‪ ،‬نحو ‪ :‬أكلت الرغي َ‬
‫االش تمال) وهو ما ك ان الث اني فيه بينه وبين األول ارتب اط بغ ير الكلية‬
‫علم هُ (‪( )1‬وب دل الغل ط) وهو ما ذكر فيه األول‬
‫والجزئي ة‪ ،‬نحو ‪ :‬نَفع ني زي ٌد ُ‬
‫غلطاً‪ ،‬ثم ذكر الثاني إلزالة ذلك الغلط‪ ،‬نحو ‪ :‬ركبت زيداً الفرس‪ ،‬وقد مثّل‬
‫قام زي ٌد أخوك)‬
‫المصنف رحمه اهلل تعالى لألقسام األربعة بقوله (نحو قولك ‪َ :‬‬
‫فزي ٌد فاعل‪ ،‬وأخوك بدل منه بدل كل من كل مرفوع بالواو ألنه من األسماء‬
‫الرغيف مفع ول به‬
‫َ‬ ‫ف ثُلثَه) ف‬
‫(وأكلت الرغي َ‬
‫ُ‬ ‫الخمس ة‪ ،‬والك اف مض اف إليه‬
‫وثلث ب دل منه ب دل بعض من ك ل‪ ،‬واله اء مض اف إليه مب ني على‬
‫ألكلت‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫الضم في محل جر (ونفع ني زي ٌد علم ه) وإعرابه ‪َ :‬ن َف َع فعل م اض‪ ،‬والن ون‬
‫نفع‬
‫فاعل َ‬
‫للوقاية‪ ،‬والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب‪ ،‬وزي ٌد ُ‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬وعلم بدل اشتمال من ٍ‬
‫زيد‪ ،‬والهاء مضاف إليه مبني‬ ‫ُ‬
‫رأيت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫رس) فزي داً مفع ول به ل‬
‫(ورأيت زي داً الف َ‬
‫ُ‬ ‫على الضم في محل جر‬
‫والف رس ب دل غلط أي ب دل عن اللفظ ال ذي ذكر غلط اً‪ ،‬وهو الم راد بقوله‬
‫‪ )1‬ولتوض يح التعريف أك ثر أق ول ‪ :‬عند النظر إلى المث ال الس ابق نجد أنا النفع يحتمل أن‬
‫يك ون بج اه زيد أو علمه أو غيرهما مما ينتفع به ‪ ،‬ولكن عن دما قلنا علمه تعين أحد تلك‬
‫العرض يَّة ال تي يتض منها العامل َن َف َع دون الب اقي من المع اني من غ ير أن ي دخل واحد‬
‫المع اني َ‬
‫من تلك المع اني في ذات زيد أو تكوينه الجس مي‪ ،‬فهو ليس ج زءا حقيقيا أساس يا أص يال ال‬
‫يوجد زيد إال به‪ ،‬وإنما هو أمر عرضي طارئ‪ ،‬فالعلم في المثال السابق يسمى بدل اشتمال‪،‬‬
‫والمب دل منه هو زيد ‪ ،‬وقد ع رف بعض هم ب دل االش تمال بتعريف أوضح وأس هل مما قاله‬
‫الش ارح فق ال ‪ :‬هو ت ابع يعين أم را عرض يا ووص فا طارئا من األم ور واألوص اف المتع ددة‬
‫بالمتبوع ويشتمل عليها معنى عامله إجماال بغير تفصيل ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫فأبدلت‬
‫َ‬ ‫(أردت أن تقول ‪ :‬الفرس فغلطت فأبدلت زيداً منه) المراد من قوله‬
‫اإلبدال اللغوي وهو التعويض‪ ،‬والمعنى عوضت زيداً عن الفرس الذي كان‬
‫التركيب اإلتيان به بدون لفظ ٍ‬
‫زيد‪ ،‬فال ينافي أن البدل في االصطالح في‬ ‫ِ‬ ‫ح ّق‬
‫ه ذا ال تركيب هو الف رس ال زي ٌد‪ ،‬فال اع تراض على المص نف ب أن الب دل هو‬
‫دلت زي داً من ه؛ وحاصل الج واب أن م راده‬
‫الف رس ال زي ٌد‪ ،‬فكيف يق ول فأب َ‬
‫اإلبدال اللغوي ال االصطالحي‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫َس َم ِاء‬ ‫ب ــاب م ْنصوب ِ‬


‫ات األ ْ‬‫َ ُ َ ُ َ‬
‫ضربت زيداً‪ ،‬فزيدا‬
‫ُ‬ ‫عشر‪ ،‬وهي ‪ :‬المفعول به) نحو ‪:‬‬
‫خمسةَ َ‬
‫(المنصوبات َ‬
‫ضربت ضرباً‪ ،‬فضرباً مصدر منصوب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والمصدر) نحو ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫مفعول به منصوب (‬
‫اليو َم‪ ،‬فصمت‬
‫ت ْ‬ ‫ص ْم ُ‬
‫ويعبر عنه بالمفعول المطلق (وظرف الزمان) نحو ‪ُ :‬‬
‫فعل وفاعل‪ ،‬واليوم منصوب على الظرفية الزمانية (وظرف المكان) نحو ‪:‬‬
‫فجلست فعل وفاعل ‪،‬وأمام منصوب على الظرفية‬ ‫ِ‬
‫الكعبة‪،‬‬ ‫أمام‬
‫ُ‬ ‫ت َ‬ ‫جلَ ْس ُ‬

‫‪54‬‬
‫والحال) نحو ‪ :‬جاء زي ٌد راكباً‪ ،‬فجاء زي ٌد‬
‫ُ‬ ‫المكانية‪ ،‬والكعبة مضاف إليه (‬
‫مييز) نحو { َوفَ َّج ْرنَا‬
‫فعل وفاعل‪ ،‬وراكباً حال من زي ٌد منصوب بجاء (والتّ ُ‬
‫ض مفعول به‪ ،‬وعُيُونَاً تمييز‬
‫واألر َ‬
‫ففجرنا فعل وفاعل‪ْ ،‬‬
‫ض عُيُونَاً} َّ‬
‫األر َ‬
‫ْ‬
‫فالقو ُم فاعل قام‪،‬‬
‫القوم إال زيداً‪ْ ،‬‬
‫منصوب ب َف َّج ْرنا (والمستثنى) نحو ‪ :‬قام ُ‬
‫ٍ‬
‫استثناء‪ ،‬وزيداً منصوب على االستثناء بإال (واسم ال) نحو ‪ :‬ال‬ ‫وإال أداةُ‬
‫حاضر‪ ،‬فال نافية للجنس تنصب االسم وترفع الخبر‪ ،‬وغالم‬
‫ٌ‬ ‫غالم ٍ‬
‫رجل‬ ‫َ‬
‫وحاضر خبرها‬
‫ٌ‬ ‫اسمها منصوب بالفتحة‪ ،‬وغالم مضاف ورجل مضاف إليه‪،‬‬
‫وغالم منادى‬ ‫زيد‪ ،‬فيا حرف ٍ‬
‫نداء‪،‬‬ ‫مرفوع بالضمة (والمنادى) نحو ‪ :‬يا غالم ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫منصوب بالفتحة ألنه منادى مضاف‪ٍ ،‬‬
‫وزيد مضاف إليه (وخبر كان وأخواتها)‬
‫نحو ‪ :‬كان زي ٌد قائماً‪ ،‬فكان فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر‪،‬‬
‫إن وأخواتها) نحو ‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫وزي ٌد اسمها مرفوع‪ ،‬وقائماً خبرها منصوب (واسم َّ‬
‫قائم‪ ،‬فإ ّن حرف توكيد ونصب‪ ،‬تنصب االسم‪ ،‬وترفع الخبر‪ ،‬وزيداً‬
‫زيداً ٌ‬
‫وقائم خبرها مرفوع (والمفعول من أجله) نحو ‪ :‬قام زي ٌد‬
‫اسمها منصوب‪ٌ ،‬‬
‫إجالالً لعمرو‪ ،‬فقام زي ٌد فعل وفاعل‪ ،‬وإجالالً مفعول ألجله منصوب بقام‪،‬‬
‫والنيل‪،‬‬
‫َ‬ ‫سرت‬
‫لعمرو جار ومجرور متعلق بإجالالً (والمفعول معه) نحو ‪ُ :‬‬
‫والنيل مفعول معه منصوب‬
‫َ‬ ‫والنيل الواو واو المعية‪،‬‬
‫َ‬ ‫فسرت فعل وفاعل‪،‬‬
‫ُ‬
‫رأيت زيداً‬
‫بسرت (والتابع للمنصوب‪ ،‬وهو أربعة أشياء ‪ :‬النعت) نحو ‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫رأيت زيداً‬
‫وع ْمراً (والتوكيد) نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت زيداً َ‬
‫العاقل (والعطف) نحو ‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫رأيت زيداً أخاك‪ ،‬وإعراب األمثلة ظاهر‪ ،‬واهلل سبحانه‬
‫نفسهُ (والبدل) نحو ‪ُ :‬‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ول ِبه‬
‫اب الْم ْفعُ ِ‬
‫بَ ُ َ‬
‫لما ذكر المنصوبات إجماالً شرع يذكرها تفصيالً‪ ،‬ولم يذكر في التفصيل‬
‫خبر كان وأخواتها‪ ،‬واسم إ ّن وأخواتها‪ ،‬والتوابع‪ ،‬لتقدم ذكرها في‬
‫المرفوعات‪ ،‬وبدأ بذكر المفعول به وهو في اللغة ‪ :‬من وقع عليه الفعل‪،‬‬
‫كتعلمت المسئلةَ‪ ،‬فإن‬
‫ُ‬ ‫كضربت زيداً‪ ،‬أو معنوياً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫سواء كان الفعل حسيّاً‪،‬‬
‫حسي‪ ،‬والتعلم معنوي‪ ،‬وفي اصطالح النحاة ما ذكره بقوله (وهو‬
‫الضرب ّ‬
‫االسم المنصوب الذي يقع به الفعل) يعني أن المفعول به في اصطالح النحاة‬
‫س)‬
‫الفر َ‬
‫ت َ‬ ‫وركِ ْب ُ‬
‫ت زيداً‪َ ،‬‬
‫ض َربْ ُ‬
‫هو ‪ :‬االسم الذي يقع عليه فعل الفاعل (نحو ‪َ :‬‬
‫لركبت‪ ،‬ومثل بمثالين لإلشارة‬
‫ُ‬ ‫والفرس مفعول به‬
‫َ‬ ‫لضربت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فزيداً مفعول به‬
‫إلى أنه ال فرق في المفعول به بين كونه عاقالً كزيد‪ ،‬أو غير عاقل كالفرس‬
‫ومضمر (فالظاهر‬
‫ٌ‬ ‫ظاهر‬
‫(وهو على قسمين ‪ :‬ظاهر‪ ،‬ومضمر) كما أن الفاعل ٌ‬
‫والفرس المتقدمان في المثالين السابقين (والمضمر‬
‫ُ‬ ‫ما تقدم ذكره) وهو زي ٌد‪،‬‬
‫قسمان ‪ :‬متصل) وهو الذي ال يبتدأ به‪ ،‬وال يقع بعد إال في االختيار‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫إالك‪ ،‬وقد يقع مثل ذلك في‬
‫رأيت َ‬
‫الكاف من رأيتك‪ ،‬إذ ال يصح أن يقال ما ُ‬
‫غير االختيار وهو ضرورة الشعر (ومنفصل) وهو الذي يقع في ابتداء الكالم‬
‫اك َن ْعبُ ُد} ويقع بعد إال في االختيار‪ ،‬نحو ‪ :‬ما َن ْعبُ ُد إال إياّ َك (فالمتصل‬
‫نحو {إيَّ َ‬
‫ض َربَني) وإعرابه ‪ :‬ضرب فعل ماض‪ ،‬والنون للوقاية‪،‬‬
‫اثنا عشر‪ ،‬نحو قولك ‪َ :‬‬
‫(وضربنَا)‬
‫َ‬ ‫والياء ضمير المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب‬
‫بفتح الباء‪ ،‬فنا ضمير المتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه مبني على السكون‬
‫ك) بفتح الكاف‪ ،‬فالكاف ضمير المخاطب‬ ‫في محل نصب مفعول به (وضربَ َ‬
‫ضرب ِ‬
‫ك) بكسر الكاف‪ ،‬ضمير‬ ‫مبني على الفتح في محل نصب مفعول به (و َ َ َ‬

‫‪56‬‬
‫ض َربَ ُكما) فالكاف‬
‫المخاطبة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به (و َ‬
‫ضمير المخاطََب ْين مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪ ،‬والميم حرف‬
‫(وض َربَ ُكم) فالكاف ضمير جمع الذكور‬
‫دال على التثنية َ‬
‫عماد‪ ،‬واأللف حرف ّ‬
‫المخاطبِين مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪ ،‬والميم عالمة الجمع‬
‫ض َربَ ُك َّن) فالكاف ضمير جمع اإلناث المخاطبات مبني على الضم في محل‬
‫(و َ‬
‫ض َربَهُ) فالهاء ضمير المذكر‬
‫نصب مفعول به‪ ،‬والنون عالمة جمع النسوة (و َ‬
‫(وض َربَها) فالهاء ضمير‬
‫الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به َ‬
‫(وض َر َب ُهما)‬
‫المؤنثة الغائبة مبني على السكون في محل نصب مفعول به َ‬
‫فالهاء ضمير المثنى الغائـبَ ْـين مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪،‬‬
‫دال على التثنية (وضربهم) فالهاء ضمير‬
‫والميم حرف عماد ‪ ،‬واأللف حرف ّ‬
‫جمع الذكور الغائبِين مبني على الضم في محل نصب مفعول به‪ ،‬والميم‬
‫عالمة الجمع (وضربهن) فالهاء ضمير جمع اإلناث الغائبات مبني على الضم‬
‫في محل نصب مفعول به‪ ،‬والنون عالمة جمع النسوة (والمنفصل اثنا عشر‪،‬‬
‫أكرمت إال إياي تقول في إعرابه ‪ :‬ما‬
‫َ‬ ‫نحو قولك ‪ :‬إياي) فإذا قلت ‪ :‬ما‬
‫نافية‪ ،‬وأكرمت فعل وفاعل‪ ،‬وإال أداة حصر‪ ،‬وإن شئت قلت إال حرف‬
‫إليجاب النفي (‪ )1‬أو أداة استثناء ملغاة ال عمل لها‪ ،‬وإيا ضمير نصب منفصل‬
‫ألكرمت‪ ،‬والياء األخيرة حرف‬
‫َ‬ ‫مبني على السكون في محل نصب مفعول به‬
‫(وإياك) بفتح‬
‫َ‬ ‫دال على المتكلم (وإيانا) للمتكلم ومعه غير‪ ،‬أو المعظم نفسه‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫(وإياك) بكسر الكاف للمخاطبة (وإيا ُكما) للمخاطبَين‬ ‫الكاف للمخاطب‬
‫(وإيا ُكم) لجمع الذكور المخاطبين (وإيا ُك ّن) لجمع اإلناث المخاطبات‪ ،‬فإيا‬
‫في الجميع هي الضمير‪ ،‬وكلها يقال فيها ‪ :‬ضمير نصب منفصل مبني على‬
‫دال على‬
‫السكون في محل نصب مفعول به‪ ،‬والياء في األول حرف ّ‬
‫) أي إلثبات النفي ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫المتكلم‪ ،‬ونا في الثاني حرف دال على المتكلم ومعه غيره‪ ،‬أو المعظم نفسه‪،‬‬
‫والكاف فيما بعده للمخاطب‪ ،‬أو المخاطبة‪ ،‬أو المخاطََب ْين‪ ،‬أو المخاطبِين‪،‬‬
‫دال على‬
‫أو المخاطبات‪ ،‬والميم في إياكما حرف عماد‪ ،‬واأللف حرف ّ‬
‫التثنية‪ ،‬والميم في إياكم حرف دال على جمع الذكور المخاطبين‪ ،‬والنون في‬
‫دال على جمع النسوة المخاطبات (وإياه) للمفرد المذكر‬
‫إياكن حرف ّ‬
‫الغائب‪ ،‬والهاء حرف دال على الغيبة (وإياها) للمفردة الغائبة (وإياهما)‬
‫الغائب ْين (وإياهم) لجمع الذكور الغائبِين (وإياهن) لجمع اإلناث‬
‫للمثنى َ‬
‫الغائبات‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫ص َد ِر‬
‫اب ال َْم ْ‬
‫بَ ُ‬
‫ويسمى المفعول المطلق (وهو ‪ :‬االسم المنصوب الذي يجئ ثالثاً في‬
‫يضرب ضرباً) يعني أن المصدر هو‬
‫ُ‬ ‫ضرب‬
‫َ‬ ‫تصريف الفعل‪ ،‬نحو قولك ‪:‬‬
‫االسم أي اسم الحدث الذي يجئ ثالثاً في تصريف الفعل أي تغييره من صيغة‬
‫يضرب ضرباً‪ ،‬فقد تغير من صيغة الماضي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ضرب‬
‫َ‬ ‫إلى صيغة أخرى‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫ضرب زيْ ٌد ضرباً‪ ،‬فزي ٌد‬
‫َ‬ ‫إلى صيغة المضارع ثانياً‪ ،‬والمصدر ثالثا‪ ،‬فإذا قلت ‪:‬‬
‫فاعل‪ ،‬وضرباً مفعول مطلق منصوب بضرب‪ ،‬وإن شئت قلت ‪ :‬منصوب على‬
‫المصدر بضرب (وهو قسمان ‪ :‬لفظي ومعنوي‪ ،‬فإ ْن وافق لفظه لفظ فعله فهو‬
‫لفظي‪ ،‬نحو قولك ‪ :‬قتلتُه قتالً‪ ،‬وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬جلست قعوداً‪ ،‬وقمت وقوفاً) فإن الجلوس والقعود بمعنى واحد‪ ،‬كما‬

‫‪58‬‬
‫أن القيام والوقوف بمعنى واحد‪ ،‬فكل من قعوداً ووقوفاً منصوب على‬
‫المصدرية بالفعل الذي قبله‪ ،‬ويكفي اتفاقهما في المعنى وإن اختلفا في‬
‫اللفظ‪ ،‬وقيل يقدر لهما فعل موافق في اللفظ فيقال في األول ‪ :‬جلست‬
‫وقعدت قعوداً‪ ،‬وفي الثاني ‪ :‬قمت ووقفت وقوفاً‪ ،‬وذلك تكلف ال حاجة‬
‫إليه‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫باب ظرف الزمان وظرف المكان‬
‫(ظرف الزمان) في اصطالح النحاة (هو اسم الزمان) الذي يقع الحدث فيه‬
‫(المنصوب بتقدير في) فإذا قلت ‪ :‬صمتُ يومَ الخميس كان التقدير صمت‬
‫في ي وم الخميس‪ ،‬ف اليوم وقع الص وم فيه (نحو ‪ :‬الي وم) في نحو قولك ‪:‬‬
‫يوم‬
‫صمت َ‬‫ُ‬ ‫بصمت‪ ،‬ومثله‬
‫ُ‬ ‫فاليوم منصوب على الظرفية الزمانية‬
‫َ‬ ‫اليوم‪،‬‬
‫صمت َ‬ ‫ُ‬
‫وم الخميس (والليل ة) نحو ‪ :‬اعتكفت الليلة أو ليل ةً أو ليلة‬ ‫ِ‬
‫الجمع ة‪ ،‬أو ي َ‬
‫الجمع ِة‪ ،‬فالكل منص وب على الظرفية الزمانية بالفعل ال ذي قبله (وغ دوة)‬
‫نحو ‪ :‬أزورك غدوةً‪ ،‬فأزورك فعل مضارع‪ ،‬وفاعله مستتر فيه وجوب اً تقديره‬
‫أن ا‪ ،‬والك اف ض مير المخ اطب مفع ول به مب ني على الفتح في محل نص ب‪،‬‬
‫وغ دو ًة منص وب على الظرفية الزمانية ب أزور (وبك رة) نحو ‪ :‬أزورك بك ر ًة‬
‫(وس حراً) نحو ‪ :‬أجيئك س حراً (وغ داً) نحو ‪ :‬أجيئك غ داً (وعتم ة) نحو ‪:‬‬
‫مساء‪،‬‬
‫ً‬ ‫أجيئك عتم ةً (وصباحاً) نحو ‪ :‬أجيئك صباحاً (ومساء) نحو ‪ :‬أجيئك‬
‫َ‬
‫أكلم زيداً أبداً ‪ ،‬وإعرابه ال نافية‪،‬‬
‫واإلعراب ظاهر مما قبله (وأبداً) نحو ‪ :‬ال ُ‬
‫وأكلم فعل مضارع‪ ،‬وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا‪ ،‬وأبداً منصوب على‬
‫ُ‬
‫الظرفية الزماني ة؛ واألبد ال زمن المس تقبل ال ذي ال نهاية له (وأم داً) نحو ‪ :‬ال‬
‫فقرأت‬
‫ُ‬ ‫أكلم زيداً أمداً‪ ،‬واألمد الزمن المستقبل (وحيناً) تقول ‪ :‬قرأت حين اً‪،‬‬
‫فعل وفاع ل‪ ،‬وحين اً منص وب على الظرفية الزماني ة‪ ،‬والحين الزم ان المبهم‬
‫(وما أش به ذل ك) نحو ‪ :‬وقت‪ ،‬وس اعة‪ ،‬وض حوة (وظ رف المك ان هو اسم‬

‫‪59‬‬
‫المك ان) ال ذي يقع فيه الح دث (المنص وب بتق دير في‪ ،‬نحو ‪ :‬أم ام) تق ول ‪:‬‬
‫ت فعل وفاع ل‪ ،‬وأم ام منص وب على الظرفية‬
‫جلست أم ام الش يخ‪ ،‬فجلس ُ‬
‫المكانية بجلس ت‪ ،‬والش يخ مض اف إليه (وخل ف) نحو ‪ :‬جلست خلفه‬
‫(وقُ ّدام) بمع نى األم ام (ووراء) بمع نى الخلف (وف وق) نحو ‪ :‬جلست ف وق‬
‫الس طح‪ ،‬فف وق منص وب على الظرفية المكاني ة‪ ،‬والس طح مض اف إليه‬
‫وب على الظرفية‬ ‫قف‪ ،‬فتحت منص‬ ‫(وتحت) نحو ‪ :‬جلست تحت الس‬
‫المكاني ة‪ ،‬والس قف مض اف إليه (وعن د) بمع نى المك ان الق ريب‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫جلست عند زي ٍد‪ ،‬فعند منص وب على الظرفية المكاني ة‪ ،‬وزيد مض اف إليه‬
‫(وم ع) بمع نى مك ان االجتم اع والمص احبة‪ ،‬نحو ‪ :‬ركبت مع زي ٍد‪ ،‬فمع‬
‫منصوب على الظرفية المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه (وإزاء) بمعنى مقابل‪ ،‬نحو‬
‫‪ :‬جلست إزاء زي ٍد‪ ،‬ف إزاء منص وب على الظرفية المكاني ة‪ ،‬وزيد مض اف إليه‬
‫(وحذاء) بمعنى المكان القريب‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست حذاء ٍ‬
‫زيد‪ ،‬فحذاء منصوب‬
‫على الظرفية المكانية‪ ،‬وزيد مضاف إليه (وتلقاء) بمعنى مقابل‪ ،‬نحو جلست‬
‫تلق اء زي د‪ ،‬فتلق اء منص وب على الظرفية المكاني ة‪ ،‬وزيد مض اف إليه (وهن ا)‬
‫اسم إشارة للمكان القريب‪ ،‬فهو ظرف مكان‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست هنا‪ ،‬فهنا مبني‬
‫ارة‬ ‫كون في محل نصب على الظرفية المكانية (وثَ َّم) اسم إش‬ ‫على الس‬
‫للمكان البعيد‪ ،‬فهو ظرف مكان‪ ،‬نحو ‪ :‬جلست ثَ َّم‪ ،‬فثَ َّم مب ني على الفتح في‬
‫محل نصب على الظرفية المكانية (وما أش به ذل ك) من أس ماء المك ان‬
‫المبهمة‪ ،‬نحو ‪ :‬يمين‪ ،‬وشمال‪ ،‬وبريد‪ ،‬وفرسخ‪ ،‬وميل‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ْح ـ ِ‬
‫ـال‬ ‫ـاب ال َ‬
‫ب ـ ـَـ ُ‬
‫(الحال هو االسم المنص وب المفسر لما انبهم (‪ )1‬من الهيئ ات) (‪ )2‬يع ني أن‬
‫الح ال هو االسم المنص وب المفسر لهيئة ص احبه عند حص ول مع نى عامل ه‪،‬‬
‫فهو وصف في المع نى لص احبه‪َ ،‬ق ْي ٌد لعامله (نحو ‪ :‬ج اء زي ٌد راكب اً) فزي ٌد‬
‫فاعل جاء‪ ،‬وراكباً حال منه حصل بها بيان هيئته عند المجيء‪ ،‬فهي حال من‬
‫الفاعل‪ ،‬وناصبه الفعل المذكور قبله‪ ،‬وقد تأتي الحال من المفعول كما ذكره‬
‫ركبت‪ ،‬ومس رجاً ح ال من‬
‫ُ‬ ‫رس مس رجاً) ف الفرس مفع ول‬
‫وركبت الف َ‬
‫ُ‬ ‫بقوله (‬
‫ولقيت عب َد اهلل‬
‫الفرس فهو حال من المفعول‪ ،‬وناصبها الفعل المذكور قبله ( ُ‬
‫راكب اً) فعب َد اهلل مفع ول لقيت‪ ،‬وراكب اً يحتمل أن يك ون ح االً من الت اء وهي‬
‫الفاعل‪ ،‬أو من عبد اهلل وهو المفعول (وما أشبه ذلك) من أمثلة الحال‪ ،‬وقد‬
‫والشمس طالع ةٌ‪ ،‬فالواو واو الحال (‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫جاء زي ٌد‬
‫تكون الحال جملة‪ ،‬نحو ‪َ :‬‬
‫والشمس طالعة مبتدأ وخبر‪ ،‬والجملة في محل نصب حال من زيد‪ ،‬وهي في‬
‫قوة قولك ‪ :‬جاء زيد مقارناً طلوع الشمس (وال يكون الحال إال نكرة) يعني‬
‫ؤول‬
‫أن الح ال ال تك ون إال نك رة كما في األمثلة الس ابقة وقد ت أتي معرفة فت ّ‬
‫بنكرة‪ ،‬نحو ‪ :‬ادخلوا األول فاألول‪ ،‬أي مرتبين‪ ،‬واجتهد وحدك أي منفرداً‬
‫(وال يك ون إال بعد تم ام الكالم) كما في األمثلة الس ابقة‪ ،‬وقد يجب تق ديم‬
‫الح ال إذا ك ان لها ص در الكالم‪ ،‬كأس ماء االس تفهام نحو ‪ :‬كيف ج اء زي ٌد‪،‬‬

‫) أي استبهم بمعنى خفي واستتر ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) الهيئات هي الصفات الالحقة للذوات العاقلة وغيرها ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ )3‬واو الح ال هي واو تربط بين ص احب الح ال وجملة الح ال ‪ ،‬وتك ون الجملة ال تي بع ده‬
‫في محل نصب حال ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫وإعرابه ‪ :‬كيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الح ال من‬
‫زي د‪ ،‬وج اء زيد فعل وفاعل (وال يك ون ص احبها إال معرف ة) كما في األمثلة‬
‫الس ابقة‪ ،‬وقد ت أتي من ص احبها النك رة نك رة س ماعاً‪ ،‬ومنه الح ديث "ص لى‬
‫رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وس لم جالس اً‪ ،‬وص لى وراءه رج ٌ‬
‫ال قيام اً" فقيام اً‬
‫ح ال من رج ال وهو نك رة‪ ،‬وهو يحفظ وال يق اس علي ه‪ ،‬وقد (‪ )1‬يك ون‬
‫المطوالت‪ ،‬واهلل‬
‫ّ‬ ‫المسوغات المذكورة في‬
‫ّ‬ ‫بمسوغ من‬
‫ّ‬ ‫صاحبها نكرة قياس اً‬
‫سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫اب الَّْت ِميي ِز‬
‫بَ ُ‬
‫(التمييز هو االسم المنصوب المفسر لما انبهم (‪ )2‬من الذوات) وناصبه ما‬
‫قبله من فعل‪ ،‬أو عدد‪ ،‬أو مقدار ( ) كما سيظهر من األمثلة‪ ،‬وقد يكون ُمَبِّيناً‬
‫‪3‬‬

‫ب زي ٌد‬
‫تصبَّ َ‬ ‫ِّس ِ‬
‫ب كما سيتضح باألمثلة أيضاً (نحو قولك ‪َ :‬‬ ‫لما خَفي من الن َ‬
‫ب فعل ماض‪ ،‬وزيد فاعل‪ ،‬وعرقاً تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة‬ ‫صبَّ َ‬
‫عرقاً) َفتَ َ‬
‫بالفعل قبله‪ ،‬وهو مبين لما انبهم من النسبة فإن نسبة التصبب إلى زيد تحتمل‬
‫كر (‪ )4‬شحماً‪ ،‬وطاب‬
‫أن تكون من جهة العرق أو غيره‪ ،‬وكذا قوله (وتفقأ بَ ٌ‬
‫محمد نفساً) كل من التمييزين فيهما مبين لما انبهم من النسبة‪ ،‬وكل من‬
‫التركيبين فعل وفاعل‪ ،‬وشحماً في األول تمييز‪ ،‬وكذا نفساً في الثاني‬
‫(واشتريت عشرين غالماً) اشتريت فعل وفاعل‪ ،‬وعشرين مفعول به منصوب‬
‫بالياء ألنه ملحق بجمع المذكر السالم‪ ،‬وغالماً تمييز لعشرين إلبهامها‬

‫) عطف على سماعا ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) أي استبهم ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ )3‬المق دار هو ما يق در به غ يره ‪ ،‬ويش مل كل ش يء يس تعمل في تق دير الكيل‬


‫أو الوزن أو المساحة ‪.‬‬
‫) بفتح الباء ‪ ،‬وهو ولد الناقة ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪62‬‬
‫ولصالحيتها لكل معدود‪ ،‬وناصب التمييز عشرين (وملكت تسعين نعجةً)‬
‫ملكت فعل وفاعل‪ ،‬وتسعين مفعول به منصوب بالياء ألنه ملحق بجمع‬
‫المذكر‪ ،‬ونعجة تمييز لتسعين منصوب به كما تقدم في عشرين (وزي ٌد أكرم‬
‫منك أباً) زيد مبتدأ‪ ،‬وأكرم خبره‪ ،‬ومنك جار ومجرور متعلق بأكرم‪ ،‬وأباً‬
‫َ‬
‫تمييز منصوب بأكرم ُم َح َّول عن المبتدأ‪ ،‬واألصل أبو زيد أكرم منك فحول‬
‫التركيب (‪ )1‬وقيل ‪ :‬زيد أكرم منك‪ ،‬فحصل إبهام في نسبة الأكرمية إليه من‬
‫أي جهة‪ ،‬فجئ بالتمييز لبَيان ذلك اإلبهام‪ ،‬ومثله قول (وأجمل منك وجهاً)‬
‫فأجمل معطوف على أكرم الواقع خبراً عن زيد‪ ،‬والمعطوف على الخبر‬
‫خبر‪ ،‬والتقدير زي ٌد أجمل منك وجهاً‪ ،‬فزيد مبتدأ‪ ،‬وأجمل خبره‪ ،‬ومنك جار‬
‫ومجرور متعلق بأجمل‪ ،‬ووجهاً تمييز محول عن المبتدأ إلبهام نسبة األجملية‬
‫إليه‪ ،‬واألصل وجه زيد أجمل منك ففعل به ما تقدم (وال يكون إال نكرة)‬
‫يعني أن التمييز كالحال ال يكون إال نكرة كما تقدم في األمثلة‪ ،‬وأما قوله ‪:‬‬
‫وطبت النفس يا قيس عن عمرو‪ ،‬فأل فيه زائدة (وال يكون إال بعد تمام‬
‫الكالم) كما تقدم في األمثلة أيضاً‪ ،‬وقد يتق ّدم إذا كان عامله متصرفاً‪ ،‬كقوله‬
‫‪:‬‬
‫وشيباً رأسي ا ْشَت َعالً‬
‫فشيباً تمييز مقدم على عامله وهو اشتعل‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫ب ــاب االستِ ْثن ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـاء‬ ‫َ ُ ْ َ‬
‫هو اإلخ راج ب إال أو إح دى أخواتها (وح روف االس تثناء ثماني ة‪ ،‬وهي ‪ :‬إال)‬
‫نحو ‪ :‬ق ام الق وم إال زي داً‪ ،‬فق ام الق وم فعل وفاع ل‪ ،‬وإال أداة اس تثناء‪ ،‬وزي داً‬
‫زيد‪ ،‬فغير منصوب‬ ‫منصوب بإال على االستثناء (وغير) نحو ‪ :‬قام القوم غير ٍ‬
‫وس َواءٌ) نحو ‪ :‬ق ام الق وم‬ ‫ِ‬
‫وس وى َ‬‫على االس تثناء‪ ،‬وزيد مض اف إليه (وس وى ُ‬
‫) وصار المبتدأ تمييزا ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪63‬‬
‫س وى زي ٍد‪ ،‬فس وى منص وب على االس تثناء بفتحة مق درة على األلف للتع ذر‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وزيد مضاف إليه (‪( )1‬وخال ‪ ،‬وعدا ‪ ،‬وحاشا) (‪ )2‬نحو ‪ :‬قام القوم خال زيداً‪،‬‬
‫وع دا عم راً‪ ،‬وحاشا بك راً‪ ،‬فخـال فعل م ٍ‬
‫اض‪ ،‬وفاعله ض مير يع ود على الق ائم‬
‫المفه وم من ق ام الق وم (‪ )3‬وزي داً منص وب على المفعولية بخال‪ ،‬وهو اس تثناء‬
‫في المعنى إذ المعنى إذا جاوز القائم زيداً أي خالفه (‪ )4‬فهو بمنزلة قام القوم‬
‫ب إذا كان الكالم‬
‫ص ُ‬
‫إال زيداً‪ ،‬ومثله عدا عمراً وحاشا بكراً (فالمستثنى بإال ُي ْن َ‬
‫تام اً موجب اً) التام هو الذي ذكر فيه المستثنى والمستثنى منه‪ ،‬والموجب هو‬
‫المثبت أي ال ذي لم يدخله نفي وال نهي وال اس تفهام (نحو ‪ :‬ق ام الق وم إال‬
‫زيداً) فقام القوم فعل وفاعل‪ ،‬وإال أداة استثناء‪ ،‬وزيداً منصوب على االستثناء‬
‫ب إال (وخ رج الن اس إال َع ْم راً) هو مثله في اإلع راب‪ ،‬وكل من المث الين ت ام‬
‫موجب يجب فيه نصب المستثنى‪ ،‬فإن كان المستثنى من جنس المستثنى منه‬
‫يسمى االستثناء متص الً كالمثالين ( ) وإن كان من غير جنسه يسمى منقطع اً‬
‫‪5‬‬

‫(‪ )6‬نحو ‪ :‬ق ام الق وم إال حم اراً (وإن ك ان الكالم منفي اً تام اً‪ ،‬ج از فيه الب دل‬
‫وس وى وس واء يجب ج ره بإض افة األداة إلي ه‪ ،‬وأما األداة‬ ‫ِ‬
‫) فاالسم الواقع بعد غ ير وس وى ُ‬
‫‪1‬‬

‫نفسها فإنها تأخذ حكم االسم الواقع بعد إال على التفصيل اآلتي ‪.‬‬
‫‪ )2‬وكلها بمعنى جاوز ‪.‬‬
‫‪ )3‬أي أن الضمير مستتر فيه وهو يعود على البعض المفهوم من الكل السابق‪ ،‬فكأنه قال قام‬
‫القوم خال بعضهم زيدا ‪.‬‬

‫) فلم يقم‪ ،‬فالقوم عندما قاموا وفارقوا زيدا خالفوه في عدم القيام ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )5‬ونستطيع أن نعرفه بعبارة أخرى فنقول هو ما كان فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬سقيت األشجار إال شجرة‪ ،‬أو فحص الطبيب الجسم إال اليد ‪.‬‬
‫‪ )6‬أو يقال ‪ :‬هو ما لم يكن فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه كما في المثال الذي‬
‫سيذكره المؤلف ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫والنصب على االستثناء) يعني أن الكالم التام إذا تقدمه نفي‪ ،‬ومثله شبه النفي‬
‫ك النهي واالس تفهام ج از في المس تثنى النصب على االس تثناء‪ ،‬واإلتب اع على‬
‫البدلية وهو المخت ار‪ ،‬ف النفي (نحو ‪ :‬ما ق ام الق ومُ إال زي ٌد) ب الرفع ب دل من‬
‫الق وم ب دل بعض من ك ل‪ ،‬والعائد مق در أي منهم (‪( )1‬وزي داً) بالنصب على‬
‫االس تثناء‪ ،‬ومث ال النهي ‪ :‬ال يقم أح ٌد إال زي ٌد‪ ،‬وإال زي داً‪ ،‬ومث ال االس تفهام ‪:‬‬
‫هل ق ام الق وم إال زي ٌد‪ ،‬وإال زي داً‪ ،‬ومحل ج واز األم رين إذا ك ان االس تثناء‬
‫متصالً‪ ،‬فإن كان منقطعاً وجب النصب وإن تقدمه نفي أو شبهه‪ ،‬نحو ‪ :‬ما قام‬
‫الق وم إال حم اراً‪ ،‬وال يج وز إال حم ارٌ ب الرفع‪ ،‬ه ذا م ذهب جمه ور الع رب‪،‬‬
‫وأج از بنو تميم فيه اإلب دال أيض اً (‪( )2‬وإن ك ان الكالم ناقص اً ك ان على‬
‫حسب العوام ل) يع ني إذا ك ان الكالم ناقص اً بع دم ذكر المس تثنى منه ك ان‬
‫المس تثنى على حسب العوامل ال تي قبله (نحو ‪ :‬ما ق ام إال زي ٌد) فما نافي ة‪،‬‬
‫وق ام فعل يطلب ف اعالً‪ ،‬وإال أداة اس تثناء ملغ اة ال عم َل له ا‪ ،‬ألن ما قبلها‬
‫ت إال زيداً) فزيداً مفعول ض ربت‪ ،‬وإال‬ ‫ض َربْ ُ‬
‫يطلب ما بعدها‪ ،‬وزي ٌد فاعل (وما َ‬
‫ملغ اة ال عمل لها (وما م ررت إال بزي ٍد) فزيد مج رور بالب اء ‪ ،‬وإال ملغ اة ال‬
‫عمل له ا‪ ،‬والج ار والمج رور متعلق بم ررت (والمس تثنى بغ ير‪ِ ،‬‬
‫وس وى‪،‬‬
‫وس َواءٍ مج رور ال غ ير) يع ني أن المس تثنى به ذه األدوات األربعة‬
‫وس وى‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫يجب ج ره بإض افتها إلي ه‪ ،‬وأما هي فلها حكم المس تثنى ب إال الس ابق من‬
‫وج وب النصب مع التم ام واإليج اب‪ ،‬نحو ‪ :‬ق ام الق وم غ يرَ زي ٍد‪ ،‬وأرجحية‬
‫اإلتباع مع التمام والنفي في المتصل‪ ،‬نحو ‪ :‬ما قام القوم غير ٍ‬
‫زيد‪ ،‬برفع غير‬ ‫ُ ُ‬
‫على البدلي ة‪ ،‬ونص بها على االس تثناء (‪ )3‬ووج وب النصب في المنقطع عند‬

‫‪ )1‬أي تقديره إال زي ٌد منهم ‪.‬‬


‫حمار ‪.‬‬
‫) فتقول فيه ‪ :‬ما قام القوم إال ٌ‬
‫‪2‬‬

‫‪ )3‬فتقول ‪ :‬ما قام القوم غير ٍ‬


‫زيد ‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪65‬‬
‫غ ير تميم‪ ،‬نحو ‪ :‬ما ق ام الق وم غ ير حم ا ٍر‪ ،‬ومن اإلج راء على حسب العوامل‬
‫زيد‪ ،‬وما رأيت غير ٍ‬
‫زيد‪ ،‬وما مررت بغي ِر زيد‪،‬‬ ‫في الناقص نحو ‪ :‬ما قام غير ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وس وى وس واء في الجميع (والمس تثنى بخال‪ ،‬وع دا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وهك ذا حكم س وى ُ‬
‫وحاشا‪ ،‬يجوز نصبه وجره‪ ،‬نحو ‪ :‬قام القومُ خال زيداً) بنصب زيداً على أن‬
‫خال فعل ماض‪ ،‬وفاعلها مستتر يعود على القائم المفهوم من قام القوم‪ ،‬وزي داً‬
‫(وزيد) بالجر على أن خال حرف جر (وعدا عمراً‪ ،‬وعم ٍرو‪ ،‬وحاشا‬ ‫ٍ‬ ‫مفعول به‬
‫وزيد) بالنصب والجر في المث الين نظ ير األول‪ ،‬والحاصل أن المس تثنى‬
‫زي داً ٍ‬
‫به ذه الكلم ات الثالث يج وز نص به بها على تق ديرها أفع االً‪ ،‬وج ره على‬
‫تقديرها حروفا‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫ـاب ال‬
‫ب ـَ ـ ـ ُ‬
‫(اعلم أن ال تنصب النكرات بغير تنوين‪ ،‬إذا باشرت النكرة ولم تتكرر ال)‬
‫أن ال النافية للجنس (‪ )1‬تنصب االسم وترفع الخبر‪ ،‬مثل َّ‬
‫إن لكنها‬ ‫يعني َّ‬
‫تختص بالنكرات‪ ،‬فال تعمل في معرفة‪ ،‬ويشترط أن تباشر النكرة وال تكرر‪،‬‬
‫فإن دخلت على ما ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف فإنه يبنى على الفتح‬
‫إن تنصب االسم‬ ‫رجل في الدار) فال نافية للجنس تعمل عمل َّ‬
‫(نحو ‪ :‬ال َ‬
‫ورجل اسمها مبني على الفتح في محل نصب‪ ،‬وفي الدار جار‬
‫َ‬ ‫وترفع الخبر‪،‬‬
‫ومجرور متعلق بمحذوف خبر‪ ،‬وإن دخلت على مضاف أو شبيه بالمضاف‬
‫حاضر‪ ،‬وال طالعاً جبالً موجو ٌد‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫غالم سف ٍر‬
‫فإنها تنصبه وال يبنى‪ ،‬نحو ‪ :‬ال َ‬
‫وغالم اسمها منصوب بالفتحة‬
‫َ‬ ‫وإعراب المثال األول ‪ :‬ال نافية للجنس‪،‬‬
‫الظاهرة‪ ،‬وسف ٍر مضاف إليه‪ ،‬وحاضر خبرها؛ وإعراب المثال الثاني ‪ :‬ال نافية‬
‫للجنس‪ ،‬وطالعاً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وجبالً منصوب بطالعاً على‬
‫أنه مفعوله ألنه اسم فاعل يعمل عمل الفعل‪ ،‬وموجود خبرها‪ ،‬والشبيه‬
‫‪ )1‬معنى نفيها للجنس‪ ،‬أنها تنفي الخبر عن جميع أفراد جنس اسمها ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫بالمضاف هو ما تعلق به أي اتصل به شئ من تمام معناه (‪ )1‬مرفوعاً كان‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬ال قبيحاً فعلُه ممدوح‪ ،‬ففعله مرفوع بقبيحاً على أنه فاعله‪ ،‬أو منصوباً‬
‫نحو ‪ :‬ال طالعاً جبالً حاضر‪ ،‬أو مجروراً بحرف جر‪ ،‬نحو ‪ :‬ال خيراً من ٍ‬
‫زيد‬
‫عندنا‪ ،‬فَ ِمن ٍ‬
‫زيد جار ومجرور متعلق بخيراً (فإن لم تباشرها وجب الرفع‬ ‫ْ‬
‫رجل وال امرأة) فال نافية للجنس ملغاة‬
‫ووجب تكرار ال) نحو ‪ :‬ال في الدار ٌ‬
‫ال عمل لها‪ ،‬وفي الدار جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم‪ ،‬ورجل‬
‫مبتدأ مؤخر‪ ،‬وامرأة معطوف على رجل (فإن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها)‬
‫يعني إ ْن دخلت على نكرة وباشرتها وتكررت ال‪ ،‬جاز إعمالها عمل إ ّن‬
‫وإلغاؤها‪ ،‬فيكون ما بعدها مبتدأً وخبراً (فإن شئت قلت ال َ‬
‫رجل في الدار وال‬
‫رجل وامرأ َة على إعمال ال‪ ،‬وجعل كل منهما اسماً لها (وإن‬
‫امرأ َة) بفتح َ‬
‫رجل وامرأةٌ على إلغائها‪،‬‬
‫رجل في الدار وال امرأةٌ) برفع ٌ‬
‫قلت ‪ :‬ال ٌ‬
‫شئت َ‬
‫وجعل ما بعدها مبتدأ‪ ،‬وفي هذين المثالين أوجه كثيرة مذكورة في‬
‫المطوالت‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫بـ ــاب المنـ ـ ـ ــادى‬
‫(المنادى (‪ )2‬خمسة أنواع ‪ :‬المفرد العلم‪ ،‬والنكرة المقصودة‪ ،‬والنكرة غير‬
‫والم َشبَّه بالمضاف) يعني أن المنادى ينقسم إلى‬
‫المقصودة‪ ،‬والمضاف‪ُ ،‬‬
‫خمسة أقسام ‪ :‬المفرد العلم‪ ،‬والمراد منه ما ليس مضافاً وال شبيهاً‬
‫رجل وامرأةٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪:‬‬ ‫نحو‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬
‫بالمضاف‪ ،‬نحو ‪ :‬زيد‪ ،‬وعمرو‪ ،‬والنكرة المقصودة (‬
‫رجل إذا أريد به رجل‬
‫إذا أريد بهما معين‪ ،‬والنكرة غير المقصودة‪ ،‬نحو ‪ٌ :‬‬
‫‪ُ )1‬سِّم َي بذلك لكونه عمل فيما بعده كما يعمل المضاف فيما بعده‪ ،‬وألن ما بعده من تمام‬
‫معناه كالمضاف إليه فهو من تمام المضاف ‪.‬‬
‫) المنادى هو المطلوب إقباله بيا أو إحدى أخواتها ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫) بالنداء ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪67‬‬
‫غير معين‪ ،‬كقول األعمى ‪ :‬يا رجالً خذ بيدي (‪ )1‬والمضاف كغالم ٍ‬
‫زيد‪،‬‬
‫والمشبه بالمضاف كيا طالعاً جبال (فأما المفرد العلم‪ ،‬والنكرة المقصودة‪،‬‬
‫رجل) فيا حرف نداء‪،‬‬
‫فيبنيان على الضم من غير تنوين‪ ،‬نحو ‪ :‬يا زي ُد‪ ،‬ويا ُ‬
‫رجل‪ ،‬والمثنى يبنى‬
‫وزي ُد منادى مبني على الضم في محل نصب‪ ،‬ومثله ‪ :‬يا ُ‬
‫على األلف‪ ،‬وجمع المذكر السالم يبنى على الواو‪ ،‬نحو ‪ :‬يا زيدان ‪ ،‬ويا‬
‫زيدون ‪.‬‬
‫والحاصل أن كالً يبنى على ما يرفع به (والثالثة الباقية منصوبة ال غير) نحو ‪:‬‬
‫فكل منها منادى منصوب‬ ‫ٍ‬
‫غالم زيد‪ ،‬ويا طالعاً جبالً‪ٌ ،‬‬
‫يا رجالً خذ بيدي‪ ،‬ويا َ‬
‫بالفتحة الظاهرة‪ ،‬وزيد مضاف لغالم‪ ،‬وجبالً مفعول لطالعاً‪ ،‬واهلل سبحانه‬
‫وتعالى أعلم ‪.‬‬
‫باب المفعول من أجله‬
‫ام زي ٌد‬
‫(وهو االسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل‪ ،‬نحو ‪ :‬قَ َ‬
‫إجالالً لعمرو) فقام زي ٌد فعل وفاعل‪ ،‬إجالالً منصوب على أنه مفعول ألجله‪،‬‬
‫ألنه ذكر لبيان علة وقوع القيام (وقصدتك ابتغاء معروفك) فقصدتك فعل‬
‫وفاعل ومفعول به‪ ،‬وابتغاء مفعول ألجله‪ ،‬ومعروف مضاف‪ ،‬والكاف مضاف‬
‫المطوالت‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم‬
‫ّ‬ ‫إليه‪ ،‬وللمفعول ألجله شروط تطلب من‬
‫‪.‬‬
‫باب المفعول معه‬
‫(وهو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل) يعني أن المفعول‬
‫معه هو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان الذات التي فعل الفعل بمصاحبتها‪،‬‬
‫والجيش)‬
‫َ‬ ‫ويشترط له أن يقع بعد واو مفيدة للمعية نصاً (نحو ‪ :‬جاء األمير‬
‫فجاء األمير فعل وفاعل‪ ،‬والجيش ‪ :‬الواو واو المعية‪ ،‬والجيش منصوب على‬
‫) فإنه ال يريد به رجال معينا بذاته‪ ،‬بل يريد أي رجل ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪68‬‬
‫أنه مفعول معه‪ ،‬وناصبه الفعل المذكور قبله (واستوى الماء والخشبةَ)‬
‫وإعرابه كالذي قبله‪ ،‬واالستواء معناه االرتفاع‪ ،‬والمعنى ارتفع الماء حتى‬
‫حاذى الخشبة‪ ،‬والخشبة مقياس يعرف بها قدر ارتفاع الماء (وأما خبر كان‬
‫قائم‬
‫وأخواتها) نحو ‪ :‬كان زي ٌد قائماً (واسم إ ّن وأخواتها) نحو ‪ :‬إ ّن زيداً ٌ‬
‫(فقد تقدم ذكرهما في المرفوعات) وال حاجة إلى إعادة ذلك هنا (وكذلك‬
‫رأيت زيداً‬
‫العالم‪ ،‬والعطف نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت زيداً َ‬
‫التوابع) وهي النعت‪ ،‬نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت زيداً أخاك‬
‫نفسه‪ ،‬والبدل نحو ‪ُ :‬‬
‫رأيت زيداً َ‬
‫وع ْمراً‪ ،‬والتوكيد نحو ‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫(فقد تقدمت هناك) فال حاجة إلى إعادتها هنا‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬

‫بــاب مخفوضات األسمـ ــاء‬


‫بزيد (ومخفوض‬ ‫(المخفوضات ثالثة ‪ :‬مخفوض بالحرف) نحو ‪ :‬مررت ٍ‬
‫بزيد ِ‬
‫العالم‪،‬‬ ‫زيد (وتابع للمخفوض) نحو ‪ :‬مررت ٍ‬ ‫باإلضافة) نحو ‪ :‬جاء غالم ٍ‬
‫ُ‬
‫مخفوض‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫وبزيد أخيك‪ ،‬وكالمه يوهم أن التابع‬ ‫وبزيد ِ‬
‫نفسه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وبزيد وعم ٍرو‪،‬‬
‫بالتبعية‪ ،‬والصحيح أنه مخفوض بما جر المتبوع (‪ )1‬إال البدل فعلى نية‬

‫‪ )1‬ألننا إن جعلنا التبعية عامال من عوامل الخفض فمعنى هذا أن جميع أنواع التبعية‬
‫مجرورة‪ ،‬وهذا غير صحيح ألنها قد تكون مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة‪ ،‬فلو كانت‬
‫الجميل" بالجر وليس بالنصب‪،‬‬
‫َ‬ ‫ضربت عمرا‬
‫ُ‬ ‫مجرورة بالتبعيَّة لنطقنا الجميل في قولنا "‬
‫وهذا ليس بصحيح ‪ ،‬بل الصحيح أن نجعل ما جر المتبوع هو ما جر التابع ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫تكرار العامل‪ ،‬فلم يخرج الخفض عن الخفض بحرف أو بالمضاف (فأما‬
‫ِ‬
‫البصرة إلى‬ ‫سرت من‬
‫المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى) نحو ‪ُ :‬‬
‫القوس (وعلى) نحو ‪ :‬ركبت على‬ ‫ِ‬ ‫السهم عن‬ ‫ِ‬
‫الكوفة (وعن) نحو ‪ :‬رميت‬
‫َ‬
‫رجل ٍ‬
‫كريم لقيته‬ ‫ب ٍ‬ ‫(ورب) نحو ‪ُ :‬ر َّ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الفرس (وفي) نحو ‪ :‬الماء في الكوزِ‬
‫(والباء) نحو ‪ :‬مررت ٍ‬
‫بزيد (والكاف) نحو ‪ :‬زي ٌد كالبد ِر (والالم) نحو ‪:‬‬
‫لزيد (وحروف القسم‪ ،‬وهي ‪ :‬الواو‪ ،‬والباء‪ ،‬والتاء) نحو ‪ِ :‬‬
‫واهلل‪،‬‬ ‫المال ٍ‬
‫ِ‬
‫الجمعة‪ ،‬فما‬ ‫وتاهلل (و بمذ ‪ ،‬ومنذ) نحو ‪ :‬ما رأيته مذ أو منذ ِ‬
‫يوم‬ ‫وباهلل‪ِ ،‬‬‫ِ‬
‫ويوم مجرور بمذ أو‬
‫نافية‪ ،‬ورأيتُهُ فعل وفاعل ومفعول‪ ،‬ومذ ومنذ حرفا جر‪ِ ،‬‬
‫والجمعة مضاف إليه (وأما ما يخفض باإلضافة‪ ،‬فنحو قولك ‪ :‬غالم‬
‫ِ‬ ‫منذ‪،‬‬
‫زيد‪ ،‬فجاء فعل ماض‪ ،‬وغالم فاعل‪ٍ ،‬‬
‫وزيد‬ ‫زيد) فإذا قلت مثالً ‪ :‬جاء غالم ٍ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مضاف إليه‪ ،‬وهو مجرور بالمضاف وهو غالم‪ ،‬وكالمه يوهم أنه مجرور‬
‫باإلضافة‪ ،‬وهذا قول ضعيف والصحيح أنه مجرور بالمضاف (وهو على‬
‫قسمين) يعني أن اإلضافة تنقسم إلى قسمين ‪ :‬تارة تكون على معنى الالم‪،‬‬
‫وتارة تكون على معنى ِم ْن (‪ )1‬وأشار إليهما بقوله (ما يقدر بالالم ‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫بمن ‪ ،‬نحو ‪ :‬ثوب خز‪ ،‬وباب ساج‪،‬‬ ‫غالم لزيد (وما يقدر ِ‬ ‫ٍ‬
‫غالم زيد) أي ٌ‬
‫ساج (‪ )2‬وخاتم من ٍ‬
‫حديد (وما‬ ‫وباب من ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ثوب من َخ ٍّز‪ٌ ،‬‬ ‫وخاتم حديد) أي ٌ‬
‫أشبه ذلك) من أمثلة القسمين‪ ،‬وضابط اإلضافة التي تكون على معنى ِم ْن أن‬
‫يكون المضاف إليه جنساً للمضاف‪ ،‬فتكون من لبيان الجنس؛ وبقي قسم‬
‫ثالث تكون اإلضافة فيه على معنى في‪ ،‬وهو أن يكون المضاف إليه ظرفاً‬
‫ِ‬
‫ص أ َْر َب َعة أَ ْش ُه ٍر} أي َتربُّ ُ‬
‫ص في أربعة أشهر‪ ،‬فإذا لم يكن‬ ‫للمضاف‪ ،‬نحو {َت َربُّ ُ‬

‫) الدالة على بيان الجنس ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) الخز هو الحرير‪ ،‬والساج نوع من الخشب ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪70‬‬
‫المضاف جنساً للمضاف إليه‪ ،‬وال ظرفاً له‪ ،‬فهي على معنى الالم‪ ،‬كما قال‬
‫ابن مالك ‪:‬‬
‫والالم ُخذا * لِما ِس َوى‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ذاك‬ ‫اجرر وان ِو م ْن ْأو في إذا * لَ ْم يَ ْ‬
‫صلُ ِح إال َ‬ ‫والثاني ُ‬
‫َ‬
‫ك‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬ ‫َذيْنِ َ‬
‫(قال مؤلف هذا الشرح رحمه اهلل تعالى) هذا آخر ما يسره اهلل تعالى على‬
‫متن اآلجرومية لإلمام الصنهاجي رحمه اهلل تعالى‪ ،‬بقلم الفقير كثير الذنوب‬
‫واآلثام‪ ،‬خادم طلبة العلم بالمسجد الطائفي‪ ،‬والمسجد الحرام المرتجي من‬
‫ربه الغفران أحمد بن زيني دحالن غفر اهلل له ولوالديه ومشايخه ولسائر‬
‫المسلمين آمين ‪ :‬كتبت ذلك مع زمن يسير في الطائف عند مسجد سيدنا‬
‫عبد اهلل بن عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬وكان وقت فراغه في ربيع األول سنة‬
‫إحدى وتسعين ومائتين بعد األلف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل‬
‫الصالة والسالم ‪ ،‬وأسأل اهلل تعالى أن ينفع به كل طالب غير حاسد‪ ،‬وأن‬
‫يجعله خالصاً لوجهه الكريم‪ ،‬بجاه النبي (‪ )1‬وآله وصحبه الكرام‪ ،‬وكذلك‬
‫أسأل كل من وقف على ذلك أو انتفع به أن يستر ما فيه من الخلل‪ ،‬وأن ينبه‬
‫مؤلف عن هفوة‪،‬‬
‫قل أن يخلو ٌ‬
‫على ما وقع فيه بالرد الصريح بعد التأمل‪ ،‬فإنه ّ‬
‫مصنف من عثرة‪ ،‬أسأل اهلل سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه‬
‫ٌ‬ ‫أو ينجو‬
‫‪ )1‬التوسل بذات النبي صلى اهلل عليه وسلم أو بجاهه‪ ،‬أو التوسل بذوات الصالحين مما لم‬
‫يرد بجوازه كتاب وال سنة‪ ،‬يعتبر من التوسل الغير مشروع‪ ،‬وأما التوسل المشروع فينقسم‬
‫{ولِل ِّه‬
‫إلى ثالثة أنواع ‪ /1‬التوسل إلى اهلل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى‪ ،‬لقوله تعالى َ‬
‫ين‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْح ْسنَى فَا ْدعُوهُ ب َها} ‪ /2 .‬التوسل باإليمان والعمل الصالح لقوله تعالى {الذ َ‬ ‫َس َماء ال ُ‬ ‫األ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب النَّار}‪ /3 .‬التوسل بدعاء الرجل الصالح‪،‬‬‫وبنَا َوقنَا َع َذ َ‬ ‫َي ُقولُو َن َر َّبنَا إَِّننَا َ‬
‫آمنَّا فَا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ‬
‫كما توسل الصحابة بدعاء العباس ‪ .‬والواجب على المسلم االلتزام بما ورد في الكتاب‬
‫والسنة ففيهما الخير الكثير وخير الهدى هدى محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ .‬وصلى اهلل‬
‫وسلم على نبينا محمد ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ويرضاه‪ ،‬وأن يهدينا سبل السالم‪ ،‬واهلل ولي التوفيق يهدي من يشاء إلى أقوم‬
‫طريق‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه‪ ،‬وسلم تسليماً كثيراً‪ ،‬آمين ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫رح‬ ‫ني بالش‬ ‫المعت‬
‫مقدمة ُ‬
‫‪1‬‬
‫ذه‬ ‫دمات علم النحو وبعض الفوائد للمؤلف وأحد تالمي‬ ‫مق‬
‫‪3‬‬
‫رح‬ ‫بداية الش‬
‫‪7‬‬
‫راب‬ ‫اب اإلع‬ ‫ب‬
‫‪10‬‬
‫راب‬ ‫ات اإلع‬ ‫اب معرفة عالم‬ ‫ب‬
‫‪12‬‬
‫ال‬ ‫اب األفع‬ ‫ب‬
‫‪19‬‬
‫ماء‬ ‫ات األس‬ ‫اب مرفوع‬ ‫ب‬
‫‪25‬‬
‫اب الفاعل‬ ‫ب‬
‫‪25‬‬

‫‪73‬‬
‫ذي لم يسم فاعله‬ ‫ول ال‬ ‫اب المفع‬ ‫ب‬
‫‪28‬‬
‫بر‬ ‫دأ والخ‬ ‫اب المبت‬ ‫ب‬
‫‪30‬‬
‫بر‬ ‫دأ والخ‬ ‫اب العوامل الداخلة على المبت‬ ‫ب‬
‫‪34‬‬
‫اب النعت‬ ‫ب‬
‫‪37‬‬
‫اب العطف‬ ‫ب‬
‫‪39‬‬
‫اب التوكيد‬ ‫ب‬
‫‪40‬‬
‫دل‬ ‫اب الب‬ ‫ب‬
‫‪41‬‬
‫ماء‬ ‫وبات األس‬ ‫اب منص‬ ‫ب‬
‫‪43‬‬
‫ول به‬ ‫اب المفع‬ ‫ب‬
‫‪44‬‬
‫در‬ ‫اب المص‬ ‫ب‬
‫‪46‬‬
‫ان‬ ‫ان والمك‬ ‫رف الزم‬ ‫اب ظ‬ ‫ب‬
‫‪46‬‬
‫ال‬ ‫اب الح‬ ‫ب‬

‫‪74‬‬
‫‪48‬‬
‫يز‬ ‫اب التمي‬ ‫ب‬
‫‪49‬‬
‫تثناء‬ ‫اب االس‬ ‫ب‬
‫‪50‬‬
‫اب ال‬ ‫ب‬
‫‪52‬‬
‫ادى‬ ‫اب المن‬ ‫ب‬
‫‪53‬‬
‫ول ألجله‬ ‫اب المفع‬ ‫ب‬
‫‪54‬‬
‫ول معه‬ ‫اب المفع‬ ‫ب‬
‫‪54‬‬
‫ماء‬ ‫ات األس‬ ‫اب مخفوظ‬ ‫ب‬
‫‪55‬‬

‫‪75‬‬

You might also like