Professional Documents
Culture Documents
1
بسم اهلل الرحمن الرحيم
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد األنبياء والمرسلين،
محمد بن عبد اهلل وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
مما ال شك فيه أن متن اآلجرومية يعتبر من أحسن ما وضع من
المقدمات في فن النحو ،وذلك أنه متن يمتاز باإليجاز ووضوح العبارة
وسهولتها ،كما أن مؤلفه ضرب فيه العديد من األمثلة ليكون قريب المنال
للمبتدئين في هذا الفن ،فصارت هذه المميزات دافعا لكل من أراد أن
يشرع في دراسة علم النحو أن يبدأ بهذا المتن المبارك ،ليحصل له النفع في
أقرب مدة .
ثم إن هذه المقدمة وإن كانت سهلة العبارة قريبة المنال إال أنها تحتاج
ليسير شرح وبيان وتنبيه على بعض عباراتها ،ليتم المقصود من تأليفها،
الشُروح لهذه المقدمة هو شرح أحمد زيني دحالن ،فقد
وكان من أفضل ُّ
شرحها شرحا مختصرا موجزا سهلا واضحا ،فيه ما في أصله من المزايا .
وقد اعتنيت بهذا الشرح الميسر فراجعته على أكثر من نسخة ،وقمت ـ
من باب تقريب المعلومات ـ بكتابة توضيحات يسيرة قليلة ،لبعض الجمل
والتعريفات التي قد تحتاج لمزيد إيضاح وبيان ،ولم أسترسل في ذلك منعا
للتطويل .
أن اعتنائي بهذا الشرح والسعي في نشره يرجع إلى أن هذا
وأنبه إلى َّ
الشرح مفيد في بابه ،وليس في ذلك االعتناء أي تزكية لأحمد زيني دحالن
من ناحية عقيدته ،ألن هذا الشرح يتعلق بعلم النحو ال بعلم العقيدة ،فال مانع
من االستفادة من المؤلف فيما لم يُخطئ فيه كالنحو ،وأما من ناحية العقائد
فال نستفيد من دحالن في أي شيء فيها لفساد عقيدة ،فقد كان يسميه بعض
2
أهل العلم بشيخ الكذابين ،وقد كان دحالن من أشد المناوئين لدعوة اإلمام
محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه اهلل تعالى ـ في الحجاز ،فأَلَّف ردودا مألها
بالباطل والباليا العظام ليصد بها الناس عن سبيل اهلل وعن دعوة الشيخ
محمد ،وكان مما ألفه ما سمّاه زورا وبهتانا بـ"الدرر السنية في الرد على
الوهابية" ،ومن أراد أن يعرف حقيقته العقدية أكثر فليرجع إلى كتاب دعاوى
المناوئين .
فنحن إنما أخذنا ما عنده من الشيء المفيد ،وأما العقيدة فال نأخذها إال
من أعالم أهل السنة والجماعة ،وال يضر أحمد دحالن بعقيدته إال نفسه ومن
تبعه عليها.
وأنبه إخواني كذلك إلى أني لم أرد بعملي هذا إال ما عند اهلل من األجر
والثواب ،لذلك أنا أجيز لكل مسلم أن ينشر هذا الشرح بأي وسيلة كانت
من غير تصريح مني ،بشرط أن ال يفصل مقدمتي عن الشرح لكي ال يغتر
بالشارح من ال يعرفه فيحسبه من علماء أهل السنة والجماعة فيكون فتنة له
.
واهلل أعلى وأعلم ،وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد
أبو عمر الحنبلي
3
شرح مختصر جدا
على متن اآلجرومية
ألحمد زيني دحالن
(فائدة) الفاعل :من قام به الفعل ،وال يكون إال مرفوعاً ،نحو :قام زي ٌد .
والمفعول :من وقع عليه الفعل ،وال يكون إال منصوباً ،نحو :ضربت زيداً
.
ونائب الفاعل :هو المفعول الذي أقيم مقام الفاعل بعد حذفه ( )1وال يكون
رو .
ب َع ْم ٌ
ض َر ُ ض ِر َ
ب زي ٌد ،ويُ ْ إال مرفوعاً ،نحو ُ :
والمض اف والمض اف إليه :كل اس مين بينهما نس بة جزئية ( )2نحو :غُاَل ُم
زي ٍد ،الغالم منس وب لزي د ،فيسمى األول مض افاً والث اني مض افاً إلي ه،
والمض اف يك ون إعرابه بحسب العوامل ال تي قبل ه ،والمض اف إليه ال يك ون
إال مجروراً .
مت َي ْو مَ
ص ُوظرف الزمان :هو اسم الزمان الذي يقع فيه الحدث ،نحو ُ :
الخ ِ
ميس . َ
ام
ست َأم َ
وظرف المكان :هو اسم المكان الذي يقع فيه الحدث ،نحو َ :جلَ ُ
وكل من ظرف الزمان والمكان ال يكون إال منصوبا . الَّ ِ
شيخٌ ،
4
اء َزي ٌد
والح ال :هو االسم ال ذي ي بين هيئة ال ذات وقت الفعل ( ) نحو َ :ج َ
3
)3أو يقال بعبارة أسهل :هو اسم يقع في جواب كيف حدث الفعل .
)2أو يقال :هو كل اسم نكرة منصوب يذكر لبيان المراد من كلمة سابقة مبهمة .
فسرا .
وم َّ
سر يُسمى ُم َميَّزا ُ
والم َف َّ
وم َميِّزا ُ ،
والم َف ِّس ُر للمبهم يُسمى تمييزا ُ
) ُ
3
5
وكم ،واهلل س بحانه
وحيث ْ
ُ وأم ِ
س زم حالة واح دة :ك أيْ َن ْ
ني :ما ل َ
والمب ّ
أعلم وأحكم أهـ مؤلفه .
(فائدة) ينبغي لكل شارع في فن أن يتصوره ويعرفه قبل الشروع فيه ،ليك ون
التصور بمعرفة المبادئ العشرة المنظومة في قول
ّ ويحصل
ُ على بصيرة فيه،
بعضهم :
كل فن َعشره الح ّد والموضوع ثم الثَّمر ْه
إن مبادئ ّ
ونسبة والواضع واالسم االستمداد حكم الشارع ٌ وفضله
بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرفا ِ والبعض
ُ مسائل
ٌ
واآلن نش رع في فن النحو فنق ول :ح ّده ( )1علم بقواع َد يع رف بها أحك ام
الكلم ات العربي ة ،ح ال تركيبها من اإلع راب والبن اء ،وما يتبعها من ش روط
النواسخ ،وحذف العائد .وموضوعه :الكلمات العربية من حيث البحث عن
رز عن الخط أ ،واالس تعانة على فهم كالم اهلل
أحوالها .وغايته وفائدته :التح ُ
وكالم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم .وشرفه :بشرف فائدته .واستمداده
فوقانه على س ائر العل وم بالنس بة واالعتب ار .
:من كالم الع رب .وفض له َ :
ومسائله :قواعده ،كقولك :الفاعل مرفوع .وواضعه :أبو األسود الدؤلي
من الت ابعين ،ب أمر من اإلم ام علي ك رم اهلل وجهه .ونس بته لب اقي العل وم :
التب اين .واس مه :علم النح و ،وعلم العربية .وحكم الش ارع فيه :وجوبه
كل ناحية ،والعيني على قارئ التفسير والحديث .
الكفائي على أهل ّ
ّ
وحكي في سبب وضع أبي األسود الدؤلي لهذا الفن ،أنه كان ليلة على سطح
بيته وعن ده بنتُ ه ،ف رأت الس ماء ونجومها وحسن تأللؤ أنوارها مع وج ود
الظلمة ،فق الت :يا أبت ما أحس ن الس ِ
ماء ــ بضم الن ون ،وكسر الهم زة ــ ُ
6
وظن أنها أرادت أي شئ أحسن منه ا ،فق الت :يا
فق ال :أي بنية نجومه اّ ،
أحسن ِ
أبت ما أردت هذا ،إنما أردت التعجب من حسنها ،فقال :قولي :ما
َ
السماء وافتحي فاك ،فلما أصبح غدا على سيدنا علي كرم اهلل وجهه ،وقال :
َ
يا أم ير المؤم نين ح دث في أوالدنا ما لم نعرفه ،وأخ بره بالقص ة ،فق ال ه ذا
بمخالطة العجم العرب ،ثم أمره فاشترى صحيفة ،وأملى عليه بعد أيام أقسام
الكالم ثالثة :اس م ،وفع ل ،وح رف ج اء لمع نى ،وجملة من ب اب التعجب،
وق ال :انح نحو ه ذا ،فل ذلك س مي بعلم النحو .ثم ق ال تتبعه يا أبا األس ود
وزد عليه ما وقع لك ،واعلم يا أبا األسود أن األشياء ثالثة :ظاهر ،ومضمر،
وشئ ليس بظ اهر وال مض مر ،وإنما تتفاضل الن اس في معرفة ما ليس بظ اهر
ياء وعرض تها عليه فك ان من
وال مض مر .ق ال أبو األس ود :فجمعت منها أش َ
وكأن ،ولم أذكر
ّ ذلك حروف النصب ،فكان منها :إ ّن ،وأ ّن ،وليت ،ولعل،
لكن ،فق ال لي :لم تركته ا ،فقلت :لم أحس بها منه ا ،فق ال :بل هي منها،
ّ
فزدها .
ثم سمع أبو األسود رجالً يقرأ { :أن اهلل برئ من المشركين ورسولُه} بالجر،
فوضع باب العطف والنعت (. )1
واعلم أنه ورد في الحث على تعلم العربية أحاديث مرفوعة ،وآثار موقوفة،
دعاء ملحونا ،والعلماء
فمن ذلك قوله صلى اهلل عليه وسلم :إن اهلل ال يسمع ً
بي عن أبي جعفر
ال ي رون الص الة خلف اللّحن ة ،ومن ذلك ما أخرجه المره ُّ
محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،أنه قال :قال رسول
)1ثم كتب الناس بعد أبي األسود الدؤلي في هذا الفن إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن أحمد
في زمن هارون الرشيد ،فأخذ عن الخليل تلميذه سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر،
الذي أك ثر من التف اريع ووضع األدلة والش واهد من كالم العرب لقواعد هذا الفن ،إلى أن
أصبح كتاب سيبويه أساسا لكل ما كتب بعده في علم النحو .
7
المرهبي
ُّ اهلل صلى اهلل عليه وسلم :أعربوا الكالم كما تعربوا القرآن ،وأخرج
عمر بقوم قد رموا رشقا فأخطئوه،
مر ُأيضا عن جاب ٍر رضي اهلل عنهما ،قال ّ :
علي من
فق ال :ما أس وأ رميكم ،فق الوا :نحن متعلمين ،فق ال :لحنكم أشد ّ
معت رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وس لم يق ول " :رحم اهلل ام رءاً
رميكم ،س ُ
أصلح من لسانه" حديث ضعيف .
عمر رضي اهلل عنه ،قال تعلموا السنة والفرائض واللحن،
البيهقي عن َ
ُّ وأخرج
وابن عمر رضي اهلل
ابن عب اس َبيهقي أن َ
ُّ كما تعلم ون الق رآن .وأخ رج ال
عنهم ،كانا يضربان أوالدهما على اللحن ،وأخرج أبو طاهر عن الشعبي ،قال
أبو بكر الص ديق رضي اهلل عن ه ،ألن أق رأ وأس قط ،أحب إلي من أن أق رأ
بيهقي في ش عب اإليم ان ،عن ش عبة أنه ق ال :إذا ك ان
وألحن .وأخ رج ال ُّ
المح دث ال يع رف النحو فهو كالحم ار ،يك ون على رأسه مخالة ليس فيها
ش عير .وأخ رج أيضا عن أبي الزن اد عن أبيه أنه ق ال :ما تزن دق من تزن دق
بالمش رق إال جهال بكالم الع رب .وأخ رج أيضا عن ابن المب ارك ق ال :ال
يَ ْنُب ل الرجل بن وع من العل وم ما لم ي زين علم ه بالعربي ة ،على أنه ترافع رجل
وأخ وه إلى زي اد في م يراث ،فق ال :إن أبونا م ات ،وإن أخينا وثب على م ال
أضر عليك مما أضعت من
أبانا فأكله ،فقال زياد إن الذي أضعت من نفسكّ ،
مالك ،وأما القاضي فقال :ال رحم اهلل أباك وال جبر عظم أخيك ،قم في لعنة
اهلل وحر سقر ،قال الجالل السيوطي في شرح ألفيته :وقد اتفق العلماء على
أن النحو يحت اج إليه في ك ّل فن من فن ون العلم الس يما التفس ير والح ديث،
فإنه ال يج وز ألحد أن يتكلم في كت اب اهلل ح تى يك ون ملم اً بالعربي ة ،ألن
القرآن عربي وال تفهم مقاصده إال بمعرفة قواعد العربية ،وكذا الحديث ،قال
ابن الص الح :ينبغي للمح دث أن ال ي روي حديثه بق راءة لح ان ،ثم روى عن
األصمعي يقول :إن أخوف ما أخاف على طالب العلم
َّ أبي داود قال سمعت
8
إذا لم يعرف النحو أن يدخل في قول النبي صلى اهلل عليه وسلم :من كذب
علي متعمدا ،فليتبوأ مقعده من النار ،ألنه لم يكن صلى اهلل عليه وسلم يلحن،
فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه ،قال بعضهم :
من فاته النحو فذاك األخرس * وفهمه في كل علم مفلس
وقدره بين الورى موضوع * وإن يناظر فهو المقطوع
ال يهتدي لحكمة في الذكر * وما له في غامض من فكر
واهلل سبحانه وتعالى أعلم أهـ بقلم عثمان شطا تلميذ المؤلف .
بسم اهلل الرحمن الرحيم
ض ِع) يعني أن الكالم عند النح ويين هو الم َر َّك ُ
ب المفي ُد بالو ْ ظ ُ (الكالم هو اللَّ ْف ُ
اللفظ إلى آخ ره ,فاللفظ :هو الص وت المش تمل على بعض الح روف
الهجائية كزيد ,فإنه صوت اشتمل على الزاي والياء والدال ,فإن لم يشتمل
على بعض الح روف كص وت الطبل فال يس مى لفظ اً ,فخ رج باللفظ ما ك ان
مفيدا ولم يكن لفظا ،كاإلشارة ،والكتابة ،والعقد ،والنصب فال تسمى كالما
عند النحاة .
والمركب ما تركب من كلمتين فأكثر ,كقام زيد ،وزيد قائم ,والمثال األول
فعل وفاع ل ،وكل فاعل مرف وع ،والمث ال الث اني مبت دأ وخ بر ،وكل مبت دأ
مرفوع باالبتداء ،وكل خبر مرفوع بالمبتدأ ،وخرج بالمركب المفرد كزيد،
فال يقال له كالم أيضا عند النحاة .
والمفيد ما أف اد فائ دة يحسن الس كوت عليها من المتكلم والس امع ،كق ام
زي د ،وزيد ق ائم ,ف إن كال منهما أف اد فائ دة يحسن الس كوت عليها من
المتكلم والس امع ،وهي اإلخب ار بقي ام زيد ،ف إن الس امع إذا س مع ذلك ال
ينتظر شيئاً آخر يتوقف عليه تمام الكالم ويحسن أيضا سكوت المتكلم .
غالم زي ٍد ،من غ ير إس ناد ش يء
وخ رج بالمفيد الم ركب ،غ ير المفيد نحو ُ :
9
إليه ,وإ ْن قام زيدَّ ,
فإن تمام الفائدة فيه يتوقف على ذكر جواب الشرط ،فال
كل من المثالين كالما عند النحاة .
يسمى ٌ
وقوله (بالوض ع) فس ره بعض هم بالقص د ,فخ رج غ ير المقص ود ككالم الن ائم
والس اهي ،فال يس مى كالم اً عند النح اة ,وبعض هم فس ره بالوضع الع ربي،
فخرج كالم العجم ،كالترك والبربر ،فال يسمى كالما عند النحاة .
مث ال ما اجتمع فيه القي ود األربعة :ق ام زي ٌد ،وزيد ق ائم ,فالمث ال األول فعل
وفاع ل ،والث اني مبت دأ وخ بر ،وكل من المث الين لفظ م ركب مفيد بالوض ع،
فهو كالم .
)1ح رف المع نى هو ما ك ان له مع نى ال يظهر إال إذا انتظم في جملة ،كح روف الجر
10
النفي ،ف إن لم يكن له مع نى ،ال ي دخل في ت ركيب الكالم ،كح روف المب اني
( )1نحو :زاي زيد ،ويائه ،وداله ،فإ ّن كال منها حرف مبنى ال حرف معنى .
(فاالسم يع رف :ب الخفض ،والتن وين ،ودخ ول األلف والالم ،وح روف
الخفض) يع ني أن االسم يتم يز عن الفعل والح رف ب الخفض ،نحو :م ررت
بزي د ،وغالم زي د ،فزيد المج رور بالب اء وغالم ،اس مان لوج ود الخفض؛
ورجل كل منها اسم لوجود التنوين فيه،
ٌ ورجل ،فزي ٌد
ٌ والتنوين ،نحو :زي ٌد،
والتن وين ن ون س اكنة تلحق اآلخر لفظ اً ال خط اً ( )2ودخ ول األلف والالم،
نحو :الرجل والغالم ،فكل منهما اسم ل دخول " أل " عليهم ا؛ وح روف
فكل منهما اسم لدخول حرف الخفض
الخفض ،نحو :مررت بزيد ورجلٌ ،
وهي الباء عليهما ،ثم ذكر جملة من حروف الخفض ،فقال :
رة إلى ال ُكوف ِة ،فكل من البص رة رت من البص ِ (و ِه َي ِ :م ْن ،وإِلَى) نحو ِ :س ُ
َ
والكوفة اسم ل دخول ِم ْن على األول ،وإلى على الث اني (وعن) نحو :رميت
ركبت على
ُ القوس ،فالقوس اسم لدخول عن عليه (وعلى) نحو : ِ السهم عن
َ
(وفِي) نحو :الم اء في الك و ِز، رس ،ف الفرس اسم ل دخول على عليه َ الف ِ
ريم لقيت هُ ،فرجل ب رج ٍل ك ٍ ب) نحو ُ :ر ّ
(و ُر ّ
ف الكوز اسم ل دخول في عليه َ
ررت بزي ٍد ،فزيد اسم ل دخول الب اء (والْبَ اءُ) نحو :م ُ
رب عليه َ
اسم ل دخول ّ
(والَّ ُ
الم) اف) نحو :زي ٌد كالبد ِر ،فالبدر اسم لدخول الكاف عليه َ عليه (والْ َك ُ
وف الْ َق َس ِم) وهي
(و ُح ُر ُ نحو ٍ ُ :
المال لزي د ،فزيد اسم لدخول الالم عليه ( َ
) 3
11
(و ِه َي :الْ َو ُاوَ ،والْبَ اءُ،
من جملة ح روف الخفض ،واس تعملت في القسم َ
وتاهلل ،فلفظ الجاللة اسم ل دخول ح روف القسم وباهللِ ،
واهللِ ،
والتَّاء) نحو ِ :
َ ُ
عليه .
(والفعل يع رف :بق د ،والس ين ،وس وف ،وت اء الت أنيث الس اكنة) يع ني أن
الفعل يتميز عن االسم والحرف بدخول قد عليه ،وتدخل على الماضي نحو
فعل
فكل من قام ويقوم ٌيقوم زي ٌدٌ ،
قام زي ٌد ،وعلى المضارع ،نحو :قد ُ :قد َ
يقوم زي ٌد،
يختص ان بالمض ارع ،نحو :س ُ َّ ل دخول قد علي ه ،والس ين وس وف
وم زي ٌد ،فيق وم فع ٌل مض ارعٌ ل دخول الس ين وس وف علي ه ،وت اء
وس وف يق ُ
ماض لِلُحوق
ت ِهن ٌد فقام فعل ٍ
التأنيث الساكنة تختص بالماضي ،نحو :قَ َام ْ
الت ِ
َّاء له .
(والح رف ما ال يص لح معه دليل االس م ،وال دليل الفع ل) يع ني أن الح رف
يتم يز عن االسم والفعل ب أن ال يقبل ش يئاً من عالم ِ
ات االسم وال ش يئاً من
كه ل ،وفي ،ولم ،فإنَّها ال تقبل شيئاً من ذلك ،فعالمتُ هُ عدم
عالمات الفعلَ ،
قبول العالمات التي لالسم والفعل ،قال العالمة الحريري في ملحة اإلعراب
:
س على قولي تَ ُكن عاَّل َم ْه ِ
فَق ْ والحرف ما ْليست له عالم ْه
أي ما لَْيست له عالمة موجودة ،بل عالمته عدمية ،نظير ذلك الجيم والخاء
والحاء ،فالجيم عالمتها نقطة من أسفلها ،والخاء عالمتها نقطة من أعالها،
والحاء عالمتها عدم وجود نقطة من أسفلها وأعالها ،واهلل سبحانه وتعالى
أعلم .
(باب اإلعراب)
12
(اإلع راب هو تغي ير أواخر الكلم ( )1الختالف العوامل ( )2الداخلة عليها
لفظ اً أو تق ديراً) يع ني أن اإلع راب هو تغي ير أواخر الكلم ،بس بب دخ ول
العوامل المختلفة ،وذلك نحو :زي د ،فإنه قبل دخ ول العوامل موق وف ليس
معرب اً ،وال مبنيَّاً ،وال مرفوعا وال غ يره ،ف إذا دخل عليه العامل ف إن ك ان
فع ّرفِ َع ،نحو :جاء زيْ ٌد ،فإنه فعل يطلب فاعالً ،والفاعل مرفوع،
الر ّ
يطلب َّ
ُ
بفيك ون زي ٌد مرفوع اً بج اء على أنه فاعل ه ،وإن ك ان العامل يطلب النص َ
رأيت زي داً ،ف إ ّن رأيت فع ل ،والت اء فاعله ،وزي داً
نُصب ما بع ده ،نحو ُ :
الج َّر ُج َّر ما بعده ،نحو الباء في
يطلب َ
ُ مفعوله ،والمفعول منصوب ،وإن كان
نصب أو بزيدٍ ،
فزيد مجرور بالباء .فتغيُّر اآلخر من رف ٍع إلى ٍ مررت ٍ ُ نحو :
جر هو اإلعراب ،وسببه دخول العوامل .
وقوله (لفظ اً أو تق ديراً) يع ني به أن اآلخر يتغ ير لفظ اً كما رأيته في األمثلة
الم ذكورة ،أو تق ديراً كما في االسم الّذي آخ ره أل ف ،نحو :الف تى ،أو ي اء
نحو :القاضي ،فإ ّن األلف اللينة يتعذر تحريكها ،فيقدر فيها اإلعراب للتعذر،
اء الف تى ،ف الفتى فاعل مرف وع بض مة مق درة على األلف منع من نحو ج َ
ورأيت الف تى ،ف الفتى مفع ول به منص وب بفتحة مق درة على
ُ ظهورها التع ذر،
األلف منع من ظهورها التع ذر؛ وم ررت بالفتى ،ف الفتى مج رور بالب اء بكس رة
مق درة على األلف منع من ظهورها التع ذر ،ونحو :ج اء القاض ي ،فالقاضي
)1أي أحوال أواخر الكلم ،فال يعقل َتغَيّر نفس األواخر ،فآخر الكلمة ال يتغير .
)2العامل هو ما ي دخل على الكلمة في ؤثر في آخرها ب الرفع أو النصب أو الجر أو الج زم،
فالفعل هو العامل في الفاعل وفي المفع ول ،ألنه ي ؤثر في آخر الفاعل فيرفع ه ،وفي آخر
المفعول فينصبه ،وكحرف الجزم فإنه يؤثر في آخر المضارع ،فيجعله مجزوما ،وكحرف
الجر فإنه يؤثر في آخر االسم ،فيجعله مجرورا ،والمعمول هو ما تغير آخره بسبب العامل
،واألثر الحاصل من رفع أو نصب أو جر أو جزم يسمى العمل أي اإلعراب .
13
فاعل مرف وع بض مة مق درة على الي اء منع من ظهورها الثق ل ،وم ررت
بالقاض ي ،فالقاضي مج رور بالب اء بكس رة مق درة على الي اء منع من ظهورها
للخ َّف ِة ،نحو ُ :
رأيت الثق ل ،وأما في حالة النصب فتظهر الفتحة على الي اء ِ
فالقاضي مفعول به منصوب بفتحة ظاهرة؛ فالفرق بين ما آخره ألف
َ القاضي،
َ
أو ياء ،أن ما آخره ألف يتعذر إظهاره وإعرابه رفع اً ونصباً وجراً ،وما آخره
ياء ال يتعذر ،ولكنه يستثقل رفعاً وجراً .
(وأقس امه أربعة :رف ع ،ونص ب ،وخفض ،وج زم) يع ني أن أقس ام اإلع راب
رب عم َر ،وخفض،
رب زي ٌد ،ونص ب ،نحو :لن أض َ
أربعة :رف ع ،نحو :يض ُ
رب زي داً؛ فزيد في األول مرف وع
نحو :م ررت بزي د ،وج زم نحو :لم أض ْ
وعمر
َ بيضرب على أنه فاعله ،وأضرب في الثاني فع ل مضارع منصوب بلن،
وأضرب في
ْ منصوب بأضرب على أنه مفعوله ،وزيد في الثالث مجرور بالباء،
الرابع فعل مضارع مجزوم بلم .
ص ِّي ُره
ولن :تسمى حرف نفي ونصب واستقبال ،ألنها تنفي الفعل وتنصبُهُ وتُ َ
مس تقبالً ،ولم :تس مى ح رف نفي وج زم وقلب ،ألنها تنفي الفع ل ،وتجزم ه،
وتقلب معناه فيصير ماضيا .
(فلألس ماء من ذلك الرف ع ،والنص ب ،والخفض ،وال ج زم فيه ا) يع ني أن
رأيت زيداً ،والخفض
والنصب نحو ُ :
ُ الرفع نحو :جاء زيد،
األسماء يدخلها ُ
الجزم . مررت ٍ
بزيد ،وال يدخلها ُ نحو :
ُ
(ولألفع ال من ذلك الرف ع ،والنص ب ،والج زم ،وال خفض فيه ا) يع ني أن
رب ،والج زم
رب ،والنصب نحو :لن أض َ
األفع ال ي دخلها الرفع نحو :يض ُ
أضرب ،وال يدخلها الخفض؛ فالرفع والنصب يشترك فيهما االسم
ْ نحو :لم
والفعل ،ويختص االسم بالخفض ،والفعل بالجزم ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
14
15
(باب معرفة عالمات الإعراب)
(للرفع أربع عالمات :الضمة ،والواو ،واأللف ،والنون) يعني أن الكلمة
ف رفعها بواحد من أربع عالمات ،إما الضمة نحو :جاء زي ٌد ،فزيد فاعل
ُي ْع َر ُ
مرفوع بالضمة ،أو الواو نحو :جاء أبوك ،وجاء الزيدون ،فأبوك فاعل
مرفوع بالواو ،والزيدون فاعل مرفوع بالواو ،أو األلف ،نحو :جاء الزيدان،
فالزيدان فاعل مرفوع باأللف ،أو النون نحو :يضربان ،فيضربان فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون .
(فأما الضمة فتكون عالمة للرفع في أربعة مواضع :في االسم المفرد ،وجمع
التكسير ،وجمع المؤنث السالم ،والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره
ف رفعها شيء) يعني َّ
أن الضمةَ تكون عالمة للرفع في هذه المواضع ،أي ُي ْع َر ُ
بوجود الضمة فيها لفظاً أو تقديراً ،فاالسم المفرد ( )1نحو :جاء زي ٌد
والفتى ،فزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ،والفتى فاعل مرفوع بالضمة
المقدرة للتعذر؛ وجمع التكسير وهو ما تغير عن بناء مفرده ( )2نحو :جاء
الرجال واألُسارى ،فالرجال فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ،واألُسارى فاعل
ُ
مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ،وجمع المؤنث السالم ( )3وهو ما ُجمع بألف
الهندات ،فالهندات فاعل مرفوع بالضمة
ُ وتاء مزيدتين ،نحو :جاءت
بكر،
عمرو ،ويرمي ٌ
يضرب زي ٌد ،ويخشى ٌ
ُ الظاهرة ،والفعل المضارع ،نحو :
فيضرب فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ،ويخشى مرفوع بالضمة
المقدرة للتعذر ،ويرمي بالضمة المقدرة للثقل .
16
(وقوله الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) احترازا عما إذا كان
اتصل به ألف االثنين ،نحو :يضربان ،وتضربان ،أو واو الجماعة ،نحو :
يضربون ،وتضربون ،أو ياء المؤنثة المخاطبة ،نحو :تضربين ،فإنه يرفع
بثبوت النون كما سيأتي؛ واحتراز أيضاً عما إذا اتصلت به نون التوكيد
الخفيفة أو الثقيلة ،نحو {لَيُ ْس َجنَ َّن َولَيَ ُكوناً} فإنه يبنى على الفتح ( )1أو
ات ير ِ
ض ْع َن} فإنه يبنى على السكون . اتصلت به نون النسوة ،نحو {و ِ
الوال َد ُ ُ ْ
َ َ
(وأما الواو فتكون عالمة للرفع في موضعين ،في جمع المذكر السالم ،وفي
األسماء الخمسة ،وهي :أبوك ،وأخوك ،وحموك ،وفوك ،وذو ٍ
مال) يعني أ ّن
ف رفعها بوجود الواو ،فتكون ِ
الخمسةُ ،ي ْع َر ُ واألسماء جمع المذكر السالم
َ
مرفوعة بالواو نيابة عن الضمة ،والمراد بجمع المذكر السالم اللفظ الدال
على الجمعية بواو ونون في آخره في حالة الرفع ،وياء ونون في حالتي
النصب والجر ( )2نحو :جاء الزيدون ،ورأيت الزيدين ،ومررت بالزيدين،
فالزيدون في قولك :جاء الزيدون فاعل مرفوع بالواو ،والنون عوض عن
التنوين في االسم المفرد ( )3واألسماء الخمسة ،نحو :جاء أبوك ،وأخوك،
وحموك ،وفوك ،وذو ٍ
مال ،فكل واحد منها فاعل مرفوع بالواو نيابة عن
الضمة ،وكل من جمع المذكر السالم واألسماء الخمسة له شروط تطلب
17
المطوالت .
ّ من
(وأما األلف فتكون عالمة للرفع في تـثنية األسماء خاصة) المراد من تثنية
األسماء :المثنى والمراد منه ما دل على اثنين ،بألف ونون في آخره في
حالة الرفع ،وياء ونون في حالتَ ِي النصب والجر ( )1نحو :جاء الزيدان،
ورأيت الزيْ َديْن ،ومررت بالزي َديْن ،فالزيدان في قولك :جاء الزيدان فاعل
مرفوع وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة؛ والفرق بين المثنى والجمع في
حالتي النصب والجرَّ ،
أن الياء التي في المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما
بعدها ،وفي الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها ،والنون عوض عن
التنوين في االسم المفرد ،في ٍ
كل من التثنية والجمع .
(وأما النو ُن فتكو ُن عالمةً للرف ِع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تـثنية)
نحو :يفعالن وتفعالن (أو ضمير جمع) نحو :يفعلون وتفعلون (أو ضمير
المؤنثة المخاطبة) نحو :تفعلين ،وهذه األوزان تسمى األفعال الخمسة
وتكون النون التي في آخرها عالمة على ِ
رفعها ،فهي مرفوعة بثبوت النون
نيابة عن الضمة ،فتقول :الزيدان يضربان ،فيضربان مرفوع بثبوت النون
نيابة عن الضمة ،وكذا أنتما تضربان ،والزيدون يضربون ،وأنتم تضربون،
ِ
وأنت تضربين ،فكل هذه األمثلة مرفوعة ،وعالمة رفعها ثبوت النون،
واأللف في األول والثاني فاعل ،والواو في الثالث والرابع فاعل ،والياء في
الخامس فاعل .
(وللنصب خمس عالمات :الفتحة ،واأللف ،والكسرة ،والياء ،وحذف
رأيت
النون) عالمات النصب خمس ،واحدة منها أصلية ،وهي الفتحة نحو ُ :
رأيت أباك ،والكسرة نحو :
زيداً ،وأربعة نائبة عنها ،وهي األلف نحو ُ :
)1أي هو ما دل على اث نين أو اثن تين بزي ادة ألف ون ون إلى آخر االسم المف رد في حالة
الرفع ،وياء ونون في حالتي النصب والجر .
18
ِ
والزيدين ،وحذف النون نحو : ِ
الهندات ،والياء نحو :رأيت الزي َديْن رأيت
ُ
لن يضربوا (فأما الفتحة فتكون عالمة للنصب في ثالثة مواضع :في االسم
المفرد ،وجمع التكسير ،والفعل المضارع ،إذا دخل عليه ناصب ،ولم يتصل
بآخره شئ) يعني أن هذه المواضع الثالثة إذا نُصبت تكون منصوبة بالفتحة،
رأيت زيداً ،فزيداً مفعول منصوب بالفتحة ،وجمع
فاالسم المفرد نحو ُ :
جال ،والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب نحو :
الر َ
رأيت ِّ
التكسير نحو ُ :
أضرب ،فأضرب فعل مضارع منصوب بلن (وأما األلف فتكون عالمة
َ لن
رأيت أباك ،وأخاك ،وما أشبه ذلك)
للنصب في األسماء الخمسة ،نحو ُ :
األسماء الخمسةَ تكون في حالة النصب منصوبة باأللف نيابة عن
َ يعني َّ
أن
الفتحة نحو :رأيت أباك ،وأخاك ،وما أشبه ذلك ،وهي :حماك ،وفاك ،وذا
ٍ
مال ،فكلها منصوبة باأللف نيابة عن الفتحة (وأما الكسرة فتكون عالمة
ِ
السموات} وإعرابه :خلق للنصب في جمع المؤنث السالم) نحو { َخلَ َق اهلل
ِ
والسموات مفعول فعل ٍ
ماض ،ولفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة،
به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ،ألنه جمع مؤنث سالم (وأما الياء
ِ
رأيت الزي َديْ ِن والزيْد َ
ين، فتكون عالمة للنصب في :التثنية ،والجمع) نحو ُ :
فاألول منصوب بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة،
والثاني منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الفتحة
أيضاً ،والنون عوض عن التنوين فيهما (وأما حذف النون فيكون عالمة
للنصب في األفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون) يعني أن حذف النون
يكون عالمة للنصب نيابة عن الفتحة في األفعال الخمسة ،نحو :لن يفعال،
ولن تفعال ،ولن يفعلوا ،ولن تفعلوا ،ولن تفعلي ،فكل واحد من هذه األمثلة
منصوب وعالمة نصبه حذف النون نيابة عن الفتحة ،واأللف فاعل في األول
والثاني ،والواو فاعل في الثالث والرابع ،والياء فاعل في الخامس .
19
(وللخفض ثالث عالمات :الكسرة ،والياء ،والفتحة) عالمات الخفض
ثالث ،واحدة منها أصلية ،وهي الكسرة نحو :مررت ٍ
بزيد ،واثنان نائبان
والزيْ ِدن ،والفتحة نحو :
والزيْ َديْن َّ
عنها ،وهي الياء نحو :مررت بأخيك َّ
بإبراهيم (فأما الكسرة فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع :في
َ مررت
االسم المفرد المنصرف ،وجمع التكسير المنصرف ،وجمع المؤنث السالم)
فاالسم المفرد نحو :مررت ٍ
بزيد والفتى ،وجمع التكسير نحو :مررت
ِ
بالهندات، ِ
والهنود ،وجمع المؤنث السالم نحو :مررت ِ
بالرجال واألسارى
والمنصرف معناه الذي يقبل الصرف ،والصرف هو التنوين ،ولألسماء التي
المطوالت (وأما الياء
ّ تقبل التنوين أو ال تقبله عالمات تعرف بها ،تطلب من
فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع :في األسماء الخمسة ،والتثنية،
والجمع) يعني أن هذه المواضع الثالثة تكون الياء فيها عالمة على الخفض
نيابة عن الكسرة ،فاألسماء الخمسة نحو :مررت بأبيك ،وأخيك ،وحميك،
وفيك ،وذي ٍ
مال ،فكلها مجرورة بالباء ،وعالمة الجر فيها الياء نيابة عن
مررت بالزيْ َديْ ِن ،فالزيْ َديْ ِن مجرور
ُ الكسرة ،والتثنية بمعنى المثنى نحو :
بالباء ،وعالمة الجر فيه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن
الكسرة ،والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد والجمع نحو :مررت
فالزيدين مجرور بالباء وعالمة جره الياء المكسور ما قبلها ين، ِ
َ بالزيْد َ
المفتوح ما بعدها ،والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد (وأما الفتحة
فتكون عالمة للخفض في االسم الذي ال ينصرف) يعني أن االسم الذي ال
صرِف إنما يعرف خفضه إذا دخل عليه عامل الخفض بالفتحة ،فيكون
يَن َ
وإبراهيم ،فكل
َ مررت بأحم َد،
ُ مجروراً بالفتحة نيابة عن الكسرة ،نحو :
منهما مجرور بالباء وعالمة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ألنه اسم ال
صرِف
ينصرف ،أي ال ينون ،ألن الصرف هو التنوين ،ولالسم الذي ال يَن َ
20
المطوالت ،فإن
ّ أقسام كثيرة ،وله حدود وعالمات يعرف بها ،تطلب من
المبتدئ يكفيه في أول األمر أن يتصوره إجماالً .
(وللجزم عالمتان :السكون ،والحذف) فالسكون عالمة أصلية ،نحو :لم
يضرب زي ٌد ،فيضرب فعل مضارع مجزوم بلم ،وعالمة جزمه السكون،
ْ
يخش زي ٌد ،فيضربا
والحذف ينوب عن السكون ( ) نحو :لم يضربا ،ولم َ
1
21
مج زوم بلم وعالمة جزمه ح ذف الن ون ،والي اء فاع ل ،واهلل س بحانه وتع الى
أعلم .
(فصل) هذا الفصل يذكر فيه جميع ما تقدم في الباب السابق ،لكنه في الباب
الس ابق ذك ره مفص الً ،والقصد ذك ره هنا مجمالً ،وه ذه ع ادة المتق دمين
ي ذكرون الكالم َّأوالً مفص الً ثم يذكرونه مجمالً ،تمرين اً للمبت دئ ،فيك ون
كالجمع عند الحساب .
(والمعربات قسمان :قسم يعرب بالحركات) يعني بذلك الضمة ،والفتحة،
والكس رة ،ويلحق بها الس كون (وقسم يع رب ب الحروف) يع ني بها ال واو،
واألل ف ،والي اء ،والن ون ،ويلحق بها الح ذف (( )1فال ذي يع رب بالحرك ات
أربعة أن واع :االسم المف رد) كزيد (وجمع التكسير) كالرج ال (وجمع
الم ؤنث الس الم) كالهن دات (والفعل المض ارع ال ذي لم يتصل ب آخره شئ)
رب (وكلها ترفع بالض مة ،وتنصب بالفتح ة ،وتخفض بالكس رة،
نحو :يض ُ
وتج زم بالس كون) وس يأتي ،يُ ْس تَثنى من ذلك جمع الم ؤنث الس الم في
رف في حالة الجر ( )3 ذي ال ينص حالة النصب ( )2واال سم ال
والفعل المضارع المعتل اآلخر في حالة الجزم (. )4
لمات ،فيض رب فعل
ال والمس ُ
فمث ال الرفع لما ذك ره :يض رب زي ٌد والرج ُ
والمسلمات كل منها فاعل
ُ والرجال
ُ مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ،وزي ٌد
رب فعل
ال ،فأض َ
رب زي داً والرج َ
مرف وع بالض مة ،ومث ال النصب :لن أض َ
والرجال كل
َ مضارع منصوب بلن ،والفاعل مستتر وجوب اً تقديره أنا ،وزيداً
)1أي حذف النون أو حذف حرف العلة .
)2فإنه ينصب بالكسرة وسيأتي .
)3فإنه يجر بالفتحة وسيأتي .
)4فإنه يجزم بحذف حرف العلة وسيأتي .
22
منهما مفع ول منص وب بالفتح ة ،ومث ال الخفض :م ررت بزي ٍد ،والرج ِ
ال،
ِ
والمسلمات ،فكل منها مجرور بالباء وجره بالكسرة .
(وخ رج عن ذلك ثالثة أش ياءُ ،جمع الم ؤنث الس الم ينصب بالكس رة) نحو :
ِ
والسموات مفعول ِ
السموات} لفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة، {خلق اهلل
منص وب بالكس رة (واالسم ال ذي ال ينص رف يخفض بالفتح ة) نحو :م ررت
يخش،
بأحم َد (والفعل المضارع المعتل اآلخر يجزم بحذف آخ ره) نحو :لم َ
ولم ي دع ،ولم ي ِ
رم ،ف األول مج زوم بح ذف األل ف ،والث اني بح ذف ال واو، ُ
والثالث بحذف الياء (والذي يعرب بالحروف) يعني الواو ،واأللف ،والياء،
ويلحق بها النون (أربعة أنواع :التثنية) يعني المثنى (وجمع المذكر السالم،
واألس ماء الخمس ة ،واألفع ال الخمس ة ،وهي :يفعالن) بالمثن اة تحت
(وتفعالن) بالمثن اة ف وق (ويفعل ون) بالمثن اة تحت (وتفعل ون) بالمثن اة ف وق
(وتفعلين) بالمثناة فوق ال غير (فأما التثنية فترفع باأللف) نحو :جاء الزيدان
بالزيْ َديْ ِن (وأما جمع
(وتنصب ،وتخفض بالياء) نحو :رأيت الزي َديْن ،ومررت َّ
الم ذكر الس الم ف يرفع ب الواو) نحو :ج اء الزي ُدون (وينصب ويخفض بالي اء)
ين (وأما األسماء الخمسة فترفع بالواو) الزيدين ،ومررت َّ ِ
نحو :رأيت ِ
بالزيد َ َ
نحو :جاء أبوك (وتنصب باأللف) نحو :رأيت أباك (وتخفض بالياء) نحو :
مررت بأبيك .
(وأما األفع ال الخمسة ف ترفع ب النون) نحو :يض ربان ،وتض ربان ،ويض ربون،
وتضربون ،وتضربين (وتنصب وتجزم بحذفها) نحو :لن يضربا ،ولم يضربا،
ولن تض ربا ،ولم تض ربا ،ولن يض ربوا ،ولم يض ربوا ،ولن تض ربوا ،ولم
تضربوا ،ولن تضربي ،ولم تضربي .
23
ب ــاب األفع ــال
(األفع ال ثالثة :م ٍ
اض) وهو ما دل على ح دث مضى وانقض ى ،وعالمته أن
ت (ومضارع) وهو ما
ض َربَ ْ
ضرب ،تقول فيه َ
َ يقبل تاء التأنيث الساكنة ،نحو :
دل على حدث يقبل الحال واالستقبال ،وعالمته أن يقبل السين وسوف ولم،
يضرب (وأمر) هو
ْ يضرب ،ولم
ُ سيضرب ،وسوف
ُ نحو :يضربُ ،تقول فيه :
ما دل على حدث في المستقبل ،وعالمته أن يقبل ياء المؤنثة المخاطبة ويدل
رب ،تق ول فيه :اض ربي (نحو :ض رب ،ويض رب،
على الطلب ،نح و :اض ْ
24
واضرب) األول مثال للماضي ،والثاني مثال للمضارع ،والثالث مثال لألمر
رب،
(فالماضي مفت وح األخر أب داً) يع ني أنه مب ني على الفتح لفظ اً ،نحو :ض َ
أو تقديراً للتعذر ،نحو :رمى ،ويقدر فيه الفتح أيض اً إذا اتصل به ضمير رف ٍع
ربت وض ربنا ،ويك ون ظه ور الفتح متع ذراً كراه ةَ ت والي
متح رك ،نحو :ض ُ
أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ،ويقدر فيه الفتح أيضاً إذا اتصل به
واو الض مير نحو :ض ربوا ،ألن ال واو يناس بها ضم ما قبله ا ،فض مة المناس بة
تمنع من ظه ور الفتح ،فيق ال :مب ني على فتح مق در منع من ظه وره اش تغال
المحل بحركة المناسبة (( )1واألمر مجزوم أبداً) يعني أنه مبني على السكون
الش بيه ب الجزم ،ف إن ك ان معتالً آخ ره ب األلف أو ال واو أو الي اء ،يك ون مبنيا
اخش ،وادعُ،
على ح ذف ح رف العل ة ،وهي األلف أو ال واو أو الي اء ،نحو َ :
ِ
وارم ،وإن ك ان مس نداً إلى ألف االث نين ،أو واو الجماع ة ،أو ي اء المؤنثة
المخاطبة يبنى على حذف النون ،نحو :اضربا ،واضربوا ،واضربي ،واأللف
فاع ل ،وك ذا ال واو ،والي اء ،وإن ك ان مس نداً إلى ن ون النس وة يب نى على
الس كون ،نحو :اض ِربْ َن يا نس وةُ ،وإن اتص لت به ن ون التوكيد يب نى على
الفتح ،نحو :اضربَ ْن ،بالنون الخفيفة ،واض ِربَ َّن بالنون الثقيلة (والمضارع ما
ت) بش رط أن تك ون
أني ُ
ك ان في أوله إح دى الزوائد األرب ع ،يجمعها قولك ْ :
وم ،والن ون للمتكلم ومعه غ يره أو المعظم نفسه
الهم زة للمتكلم ،نحو :أق ُ
نحو :نَق وم ،والي اء للغ ائب نحو :يق وم ،والت اء للمخ اطب نحو :تق وم،
وللمؤنثة الغائبة نحو :هند تقوم؛ فخرجت الهمزة التي ليست للمتكلم ،نحو
َ :أكْ َرَم فإنه م ٍ
اض ،والن ون ال تي ليست للمتكلم ومعه غ يره ،أو المعظم نفسه
)1وحركة المناسبة هي حركة تمنع من ظهور حركة اإلعراب لقوتها ،فنحن ال نستطيع أن
نظهر حركة الفتحة على الب اء في ض ربوا لق وة الحركة المناس بة لل واو وهي الض مة ل ذلك
امتنع ظهور الفتح الشتغال المحل .
25
دواء ،إذا جعل فيه النَّرجس ،فإنه م ٍ
اض ،والي اء ال تي س زي ٌد ال َنحو َ :ن ْر َج َ
اض،يب ،إذا خض به باليرن اء ،فإنه م ٍليست للغ ائب ،نحو :يرنأ زي ٌد الش َ
واليرن اء هي الحن اء ،وخ رج بالتاء ال تي للمخ اطب أو الغائب ة ،تاء نحو :تعلَّم
زي ٌد المس ألةَ ،فهو فعل م ٍ
اض ،ف أقوم ،ونق وم ،ويق وم ،وتق وم أفع ال مض ارَِعٌة
لوج ود ح رف الزي ادة في أوله ا ،أع ني الهم زة والن ون والت اء والي اء (وهو
مرف وع أب داً ،ح تى ي دخل عليه ناصب أو ج ازم) ورافعه تج رده من الناصب
والج ازم ،وهو عامل معن وي ال لفظي ( )1ف إن دخل عليه عامل ناصب فإنه
ينص به ،أو ج ازم فإنه يجزمه (فالنواصب عش رة) أربعة منها تنصب بنفس ها،
وستة منها يكون النصب معها بأن مضمرة وجوب اً أو جوازاً (وهي :أن ،ولن،
رب،
وإذن ،وكي) ه ذه األربعة تنصب بنفس ها ،مث ال أن :يعجب ني أن تض َ
فيعجب ني فعل مض ارع ،وأن ح رف مص دري ونص ب ،والفعل المض ارع
ت أَ ْن حرف اً مصدرياً ألنها تُ ْس بَك مع ما بعدها بمصدر ()2
وس ِّميَ ْ
منصوب بهاُ ،
وم زي ٌد ،فلن ح رف نفي
إذ التق دير يعجب ني ض ربك ،ومث ال لن قولك :لن يق َ
ص ِّي ُر معن اه مس تقبالً ،ومث ال إذن قولك :إذن
ونصب واس تقبال ،ألنها تُ َ
من ق ال لك :أزورك غ داً ،ف إذن ح رف ج واب وج زاء أكرم ك ،في ج واب ْ
َ
)1اعلم أن العوامل تنقسم إلى عوامل لفظية ومعنوي ة ،فالعامل اللفظي هو الم ؤثر الملف وظ
ك األدوات ال تي تنصب المض ارع أو تجزم ه ،واألح رف ال تي تنصب المبت دأ وترفع الخ بر،
واألح رف ال تي ترفع المبت دأ وتنصب الخ بر ،وح روف الجر والمض اف والمبت دأ .والعامل
المعنوي هو تجرد االسم والمضارع من مؤثر فيهما ملفوظ ،فتجرد المبتدأ من عامل لفظي
كان سبب رفعه ،وتج رد الفعل المض ارع من عوامل النصب والج زم ك ان س بب
رفعه أيضا ،و معنى التجرد هو عدم ذكر العامل .
)2أي أنها ت ؤول مع الفعل المض ارع بع دها بمص در ،فض ربك في المث ال المتق دم فاعل
يعجبني .
26
ت ح رف ج ٍ
واب وس ِّميَ ْ
وأكرمك فعل مض ارع منص وب ب إذنُ ،
َ ونص ب،
لوقوعها في الج واب ،وج ٍ
زاء ألن ما بع دها ج زاء لما قبله ا ،ونصب ألنها
تنصب الفعل المض ارع ،ولنص بها ش روط تطلب من المط ّوالت؛ ومث ال كي :
جئت كي أق رأَ ،إذا ك انت الالم مق درة قبلها أي لكي أق رأ ،فتك ون كي
مصدرية بمعنى أن ،وأقرأَ فعل مضارع منصوب بها ،فإن كانت كي بمعنى الم
التعليل ك ان النصب ب أن مض مرة بع دها (والم كي) ه ذه وما بع دها ليست
ناص بة بنفس ها ،بل النصب ب أن مض مرة ج وازاً في الم كي ،ووجوب اً في ما
بعدها ،مثال الم كي :جئت ألقرأَ ،فالالم حرف جر للتعليل والفعل منصوب
ب أن مض مرة ج وازاً بع دها ،وإنما قيل لها الم كي إلفادتها التعليل مثل َك ْي،
وألنها قد ت دخل على كي ،نحو :جئت لكي أق رأ (والم الجح ود) أي النفي،
والنصب ب أن مض مرة وجوب اً بع دها ،وض ابطها أن يس بقها ك ان المنفية بما أو
{و َما َك ا َن اهلل لُِي َع ِّذ َب ُهم} و {لَم يَ ُك ِن اهلل لَِيغْ ِف َر لَ ُه ْم}
يكن المنفية بلم ( ) نحو َ
1
ذب ويغف َر منص وبان ب أن مض مرة وجوب اً بعد الم الجح ود (وح تى) س واء فيع َ
ك انت بمع نى إلى نحو {حتَ َّى َي ْر ِج َع ْ
إلينا موس ى} أو بمع نى الم التعلي ل ،نحو
دخل كل
يرجع وت َقولك للك افر :أس لم ح تى ت دخل الجن ة ،أي لت دخل ،ف َ
منهما منصوب بأن مضمرة وجوب اً بعد حتى (والجواب بالفاء و الواو) يعني
الف اء وال واو الواقع تين في الج واب ( )2وليست الف اء وال واو ناص بتين
بأنفس هما ،بل النصب ب أن مض مرة وجوب اً بع دهما ،والم راد من وقوعهما في
27
الج واب وقوعهما في المواض ع التس عة المش هورة ( )3األول منها :األم ر،
ُح ِس َن منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء نحو :أقبل فأحس َن إلي ك ،فأ ْ
واو المعي ِة،
واو َ ُحس َن ك انت ال ُ
الواقعة في ج واب األم ر ،وإن قلت :وأ ِ
ْ
فالنصب ب أن مض مرة وجوب اً بعد واو المعية الواقعة بعد األمر .الث اني النهي،
فيغضب فعل مضارع منصوب َ ويغضب،
َ فيغضب ،أو :
َ نحو :ال تضرب زيداً
ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بعد النهي .الث الث ال دعاء،
فأعمل منصوب بأن
َ وأعمل صالحاً .
َ فأعمل صالحاَ ،أو
َ رب وفقني
نحو ِّ :
مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين في بعد الدعاء؛ والفرق بين الدعاء
واألمر أن األمر طلب من األعلى إلى األدنى ،وال دعاء طلب من األدنى إلى
وأذهب
َ أذهب إليه أو
َ األعلى .الرابع االس تفهام ،نحو :هل زي ٌد في ال دار ف
أذهب منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بعد
إلي ه ،ف َ
وتصيب
َ فتصيب خيراً أو
َ ض ،نحو :أال تن ِز ُل عندنا
الع ْر ُ
االستفهام .الخامس َ
يب منص وب ب أن مض مرة وجوبا بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بعد
خ يراً ،فتص َ
كرك ،أو :
ت زي داً فيش َ الع ْرض .الس ادس التحض يض ،نحو :اال أّك َر ْم َ
َ
كرك ،فيش كر منص وب ب أن مض مرة وجوبا بعد الف اء أو ال واو الواقع تين ويش َ
بعد التحضيض ،والفرق بين العرض والتحضيض ،أن العرض هو الطلب برفق
ليت لي
ولين ،والتحضيض هو الطلب بحث وإزعاج .السابع التمني ،نحو َ :
وأحج منه ،فأحج منصوب بأن مضمرة وجوب اً بعد الفاء أو
َّ فأحج منه ،أو
ماالً َّ
ال واو الواقع تين بعد التم ني .الث امن ال ترجي ،نحو :لعلي أراجع الش ي َخ
ويفهم ني ،فيفهم منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو
َ فيفهم ني أو
َ
الواقع تين بعد ال ترجي .التاسع النفي ،نحو :ما تأتينا فتح َدثَنا أو وتح دثَنا،
)3التي جمعها بعضهم في قوله :
مر وادع وانه وسل واعرض لحضهم * تمن وارج كذاك النفي قد كمال
28
فتح دثنا منص وب ب أن مض مرة وجوب اً بعد الف اء أو ال واو الواقع تين بعد النفي
(وأو) يع ني أن من النواصب للفعل المض ارع أو ،لكن ب أن مض مرة وجوب اً
فيسلم منصوب بأن يسلم ،أي إال أن يسلم، ِ
َ ألقتلَ َّن الكاف َر أو َ
بعدها ،نحو ُ :
مض مرة وجوب اً بعد "أو" ال تي بمع نى إال ،وقد تك ون بمع نى إلى ،نحو :
أللزمنَّك أو تقض يَني حقي ،أي إلى أن تقض يني حقي ،فتقض َي فعل مض ارع
منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد أو التي بمعنى إلى .
(والج وازم ثمانية عش ر) قسم منها يج زم فعالً واح داً ،وقسم يج زم فعلين،
رب زي ٌد ،فلم ح رف نفي
وب دأ بالقسم األول فق ال (وهي :لم) نحو :لم يض ْ
وس ميت حرف
ويضرب فعل مضارع مجزوم بلم ،وزي ٌد فاعلُ ،
ْ وجزم وقلب،
نفي ألنها تنفي الفعل المض ارع ،وج زم ألنها تجزم ه ،وقلب ألنها تقلب معن اه
ص يِّره ماض ياً (ولم ا) وهي بمع نى لم ،ح رف نفي وج زم وقلب نحو {لَ َّما
وتُ َ
بلم ا ،وعالمة جزمه ح ذف
يَ ُذوقُوا َع ذاب} في ذوقوا فعل مض ارع مج زوم ّ
وأَلمْ) هي لم إال أنها اقترنت بهمزة االستفهام نحو {ألَ ْم
النون ،والواو فاعل ( َ
نَ ْش َر ْح} ف الهمزة لالس تفهام التقري ري ( )1ولم ح رف نفي وج زم وقلب،
لـما إال أنها اق ترنت بهم زة
وألم ا) هي ّ
رح فعل مض ارع مج زوم بلم ( ّ ونش ْ
ُحسن إليك فالهمزة لالستفهام التقريري ،ولما حرف االستفهام ،نحو :ألما أ ْ
بلما (والم األم ر) نحو نفي وج زم وقلب ،وأ ِ
ُحس ْن فعل مض ارع مج زوم ّ ْ
{لُِي ْن ِف ْق ذو َس َع ٍة} ف الالم الم األم ر ،وينف ْق فعل مض ارع مج زوم بالم األم ر،
وس َع ٍة مضاف إليه مجرور
وذو فاعل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسةَ ،
بالكس رة الظ اهرة (وال دعاء) الم ال دعاء هي الم األمر إال أنها من األدنى إلى
ك} فالالم الم الدعاء، األعلى ،فتسمى الم الدعاء تأدباً ،نحو {لَِي ْق ِ
ض َعلَْينَا َربُّ َ
)1االس تفهام التقري ري هو أن يك ون المخ اطب عالما بثب وت أمر ما فنف اه ،ثم َت ْذكره له
بصيغة االستفهام ليثبت .
29
وي ْق ِ
ض فعل مض ارع مج زوم بالم ال دعاء ،وعالمة جزمه ح ذف ح رف العلة َ
ف ،فال
وهي الي اء ،والكس رة قبلها دليل عليها (وال في النهي) نحو :ال ت َخ ْ
ف فعل مض ارع مج زوم بال الناهية (وال دعاء) ال الدعائية هي ال ناهي ة ،وتخ ْ
ؤاخ ْذنا} فتؤاخذ فعلالناهية إال أنها من األدنى إلى األعلى ،نحو { :ربَّنا ال تُ ِ
َ
مضارع مجزوم بال الدعائية ،إلى هنا انتهى الكالم على ما يجزم فعالً واحداً،
ثم أخذ يتكلم على ما يجزم فعلين فقال :
(وإن) وهي ح رف يج زم فعلين األول فعل الش رط ،والث اني جوابه وج زاؤه،
نحو :إن ي ُق ْم زي ٌد ي ُق ْم عم ٌرو ،فيقم األول مج زوم ب إنْ على أنه فعل الش رط،
والثاني مجزوم بها أيضاً على أنه جواب الشرط وجزاؤه (وما) نحو :ما تفع ْل
أفع ْل ،فما اسم ش رط جازم يج زم فعلين ،األول فعل الش رط ،والث اني ج واب
الشرط وجزاؤه ،فتفعل األول مجزوم بها على أنه فعل الشرط ،والثاني أيض اً
أقم مع ه،
يقم ْ
وم ْن) نحو :من ْ
مج زوم بها على أنه ج واب الش رط وج زاؤه ( َ
فمن اسم ش رط ج ازم يج زم فعلين ،فيقم األول مج زوم بها على أنه فعل
الش رط ،والث اني أيضا مج زوم بها على أنه ج واب الش رط وج زاؤه (ومهم ا)
نحو :مهما تفع ْل أفع ْل ،فمهما اسم ش رط ج ازم ،وتفعل األول مج زوم بها
على أنه فعل الشرط ،والثاني كذلك على أنه جواب الشرط وجزاؤه (وإذما)
إن،
عمرو ،وإعرابه كإعراب مثال ْ
يقم ٌيقم زي ٌد ْ
إن ،نحو :إذما ْ
هي حرف مثل ْ
رب ،فأي اً اسم ش رط ج ازم وما بع ده
رب أض ْ
وأي) نحو :أي اً تض ْ
وقد تق دم ( ٌّ
مج زوم ب ه ،على أنه ش رطه وجوابه وج زاؤه (وم تى) نحو :م تى تأك ْل آك ْل،
فمتى اسم شرط جازم ،وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأيان) نحو :أيان
دل أع ْ
دل ،فأي ان اسم ش رط ج ازم ،وما زائ دة وما بع ده ش رطه وجوابه ما تع ْ
تنزل ْ
أنزل ،فأين اسم شرط جازم ،وما زائ دة ،وما وجزاؤه (وأين) نحو :أينما ْ
تربح ،فأنى اسم شرطتستقم ْ
ْ بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأَنَّى) نحو :أنى
30
ِّر ِ
وحيثم ا) نحو َ :ح ْيثُما تَ ْس تَق ْم ُي َق د ْ ج ازم ،وما بع ده ش رطه وجوابه وج زاؤه ( ُ
ِّر جوابه ِ
وي َق د ْ
اح اً ،فحيثما اسم ش رط ج ازمَ ،وتَ ْس تَق ْم فعل الش رط ُ ك اهلل نَ َج َ
لَ َ
وج زاؤه (وكيفما) الج زم بها قاله الكوفي ون ومنعه البص ريون ،مثاله :كيفما
أجلس ،فكيفما اسم ش رط َج ا ِزم ،وما بع ده ش رطه وجوابه وج زاؤه ْ تجلس
ْ
زم ب إذا في وس ِم َع الج ُ الش عر خاص ة) ه ذا َزائد على الثمانية عش رُ ، (وإذا في ِّ
قو ُل َّ
الشاعر : ِ
الشعر ال في النثر ،ومما ُسم َع ْ
خصاصةٌ َفتَ َح َّم ِل ك وإذا تُ ِ
ص ْب َ
َ
ب فعل الش رط ،وجملة تَ َح َّمل جواب ه ،فالف اء رابطة للج وابَ ،وتَ َح َّم ِل
فتص ْ
فعل أمر مب ني على س كون مق در ،منع من ظه وره اش تغال المحل بحركة
الروي .
31
َس َم ِاء ِ
ـاب َم ْرفُوع ـَـات األ ْ
بـَ ُ
(المرفوعات سبعة :وهي الفاعل) نحو :جاء زي ٌد والفتى والقاضي ،وغالمي
عمرو (والمبتدأ ،
ب ٌ ض َر ُ ض ِر َ
ب زي ٌد ،ويُ ْ (والمفعول الذي لم يسم فاعله) نحو ُ
وخ بره) نحو :زي ٌد والف تى والقاضي وغالمي ق ائمون (واسم ك ان وأخواته ا)
ائم (والت ابع إن وأخواته ا) نحو َّ :
إن زي داً ق ٌ نحو :ك ان زي ٌد قائم اً (وخ بر َّ
الفاضل (والعطف) نحو
ُ للمرفوع ،وهو أربعة أشياء :النعت) نحو :جاء زي ٌد
والبدل) نحو :جاء زي ٌد
ُ نفسه (
وعمرو (والتوكيد) نحو :جاء زي ٌد ُ
:جاء زي ٌد ٌ
أخوك .
وه ذه كلها م ذكورة هنا إجم االً على س بيل التع داد وس يذكر كل واحد منها
في باب مفصله ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
باب ال َف ِ
اع ِل َ ُ
عمرو ِ
(الفاعل هو االسم المرفوعُ المذكور قبلهُ ف ْعلهُ) نحو :قام زي ٌد ،ويقوم ٌ
(وهو على قسمين :ظاهر) وهو ما دل على مسماه بال قيد ،كزيد ورجل
(ومضمر) وهو ما دل على متكلم ،أو مخاطب ،أو غائب ،كأنا ،وأنت ،وهو
32
(( )1فالظاهر نحو :قولك :قام زيدٌ) فقام فعل ٍ
ماض مبني على فتح ظاهر
في آخره ،وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (ويقوم زي ٌد) فيقوم فعل
مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ،وزيد فاعل مرفوع بالضمة
الظاهرة (وقام الزيدان) فقام فعل ٍ
ماض ،والزيدان فاعل مرفوع باأللف نيابة
عن الضمة ألنه مثنى (ويقوم الزيدان) فيقوم فعل مضارع ،والزيدان فاعل
مرفوع باأللف (وقام الزيدون) فقام فعل ٍ
ماض ،والزيدون فاعل مرفوع
بالواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم (ويقوم الزيدون) فيقوم فعل
مضارع ،والزيدون فاعله (وقام الرجال) فالرجال جمع تكسير فاعل قام
(ويقوم الرجال) فالرجال فاعل يقوم (وقامت هند) فقام فعل ٍ
ماض ،والتاء
عالمة التأنيث ،وهند فاعله (وتقوم هند) فتقوم فعل مضارع ،وهند فاعله
(وقامت الهندان) فقام فعل ماض ،والهندان فاعله (وتقوم الهندان) فتقوم
فعل مضارع ،والهندان فاعله (وقامت الهندات) فقام فعل ٍ
ماض ،والهندات
فاعله وهو جمع مؤنث سالم (وتقوم الهندات) فتقوم فعل مضارع،
والهندات فاعله (وقامت الهنود) فقام فعل ٍ
ماض ،والهنود فاعله ،وهو جمع
هند جمع تكسير (وتقوم الهنود) فتقوم فعل مضارع ،والهنود فاعله (وقام
أخوك) فقام فعل ٍ
ماض ،وأخو فاعل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة،
والكاف مضاف إليه (ويقوم أخوك) فيقوم فعل مضارع ،وأخوك فاعله (وقام
غالمي) فقام فعل ٍ
ماض ،وغالمي فاعله مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء
المتكلم ،منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ،وغالم مضاف،
وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (ويقوم غالمي)
)1أو يقال في تعريف الظاهر والمضمر بعبارة أسهل ،أن الظاهر هو الذي لم يدل على تَ َكلُّم
وال خطاب وال غيبة .والمضمر هو ما دل على تَ َكلُّم أو خطاب أو غيبة .
33
فيقوم فعل مضارع ،وغالمي فاعله (وما أشبه ذلك) وجملة ما ذكره عشرون
مثاالً عشرة مع الماضي ،وعشرة مع المضارع ،وكلها مع الظاهر .
ولما قدم الكالم على الظاهر أخذ يتكلم على المضمر ،وهو اثنا عشر ضميراً،
ت) بفتح
ض َربْ ُ
سبعة للحاضر ،وخمسة للغائب ،فقال (والمضمر نحو :قولك َ
ب فعل ماض ،والتاء ضمير المتكلم
ض َر َ
الضاد وضم التاء للمتكلم ،وإعرابه َ
ض َربْنا) بفتح الضاد وسكون الباء
فاعل مبني على الضم في محل رفع (و َ
للمعظم نفسه ،أو المتكلم ومعه غيره ،وإعرابه ضرب فعل ماض ،ونا فاعله
ت) بفتح الضاد والتاء للمخاطب،
(وض َربْ َ
مبني على السكون في محل رفع َ
وإعرابه ضرب فعل ماض ،والتاء ضمير المخاطب فاعل مبني على الفتح في
ضربْ ِ
ت) بفتح الضاد وكسر التاء للمخاطبة ،وإعرابه ضرب فعل محل رفع (و َ َ
ماض ،والتاء ضمير المؤنثة المخاطبة مبني على الكسر في محل رفع
(وض َربْـتُما) بفتح الضاد وضم التاء للمثنى المذكر والمؤنث ،وإعرابه ضرب
َ
فعل ماض ،والتاء ضمير المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع،
(وض َر ْبتُم) بفتح الضاد
والميم حرف عماد ( ) واأللف حرف دال على التثنية َ
1
وضم التاء لجمع الذكور المخاطبين ،وإعرابه ضرب فعل ماض والتاء ضمير
المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع ،والميم عالمة جمع الذكور
ض َر ْبتُ َّن) بفتح الضاد وضم التاء لجمع اإلناث المخاطبات ،وإعرابه
( ) (و َ
2
ضرب فعل ماض ،والتاء فاعل مبني على الضم في محل رفع ،والنون عالمة
جمع اإلناث المخاطبات .
34
ب) أي من
ض َر َ
وهذه كلها أمثلة الحاضر ،وأشار إلى أمثلة الغائب بقوله (و َ
ب ،وإعرابه زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ،وضرب
ض َر َ
قولك مثالً :زي ٌد َ
فعل ماض ،والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على زيد ،والجملة
ت) بسكون التاء للغائبة،
ض َربَ ْ
من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ (و َ
ربت ،وإعرابه :هند مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،
ض ْ أي من قولك :هند َ
وضرب فعل ماض ،والتاء عالمة التأنيث ،وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره
َ
هي يعود على هند ،والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ
(وضَرَبا) للمثنى الغائب المذكر من قولك مثالً :الزيدان ضربا ،وإعرابه :
َ
الزيدان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن الضمة ألنه مثنى ،والنون عوض عن
ب فعل ماض ،واأللف فاعل مبني على
ض َر َ
التنوين في االسم المفرد ،و َ
ض َربَتا
السكون في محل رفع ،والجملة خبر المبتدأ ،وللمثنى الغائب المؤنث َ
تقول :الهندان ضربتا ،وإعرابه :الهندان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن
وح ِّركت اللتقاء
الضمة ألنه مثنى ،وضرب فعل ماض ،والتاء عالمة التأنيثُ ،
الساكنين وكانت الحركة فتحة لمناسبة األلف ،واأللف فاعل مبني على
السكون في محل رفع ،والجملة خبر المبتدأ (وضربوا) لجمع الذكور
الغائبين من قولك مثالً :الزيدون ضربوا ،وإعرابه :الزيدون مبتدأ مرفوع
بالواو نيابة عن الضمة ،ألنه جمع مذكر سالم ،والنون عوض عن التنوين في
االسم المفرد ،وضرب فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من
ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة ،والواو فاعل مبني على السكون في
(وض َربْ َن) لجمع اإلناث الغائبات من قولك
محل رفع ،والجملة خبر المبتدأ َ
مثالً :الهندات ضربن ،وإعرابه :الهندات مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،
وضرب فعل ماض ،والنون ضمير النسوة فاعل مبني على الفتح في محل
رفع ،والجملة خبر المبتدأ .
35
ِ
ول الَّ ِذي لَ ْم يُ َس َّم فَاعلُهُ
اب الْم ْفعُ ِ
بَ ُ َ
ويسمى نائب الفاعل (وهو االسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله) يع ني أن
نائب الفاعل ،هو المفعول الذي
المفعول الذي لم يسم فاعله المسمى أيض اً َ
يق وم مق ام فاعله في جميع أحكامه بعد ح ذف الفاعل لغ رض من األغ راض،
ض ِعيفاً} األصل وخل َق اهللُ اإلنس ا َن ،برفع لفظ اإلنس ا ُن َ ِ
{و ُخل َق َ
كقوله تع الى َ
الجاللة على الفاعلي ة ،ونصب اإلنس ان على المفعولي ة ،فح ذف الفاعل وهو
يم المفع ول به ِ
لفظ الجاللة للعلم به ،فبقي الفعل محتاجاً إلى ما يسند إليه ،فأُق َ
مق ام الفاعل في اإلس ناد إليه ف أُعطي جمي َع أحك ام الفاع ل ،فص ار المفع ول
مرفوع اً بعد أن ك ان منص وباً ،فالتبست ص ورته بص ورة الفاعل ف احتيج إلى
تمييز أحدهما عن اآلخر بحيث إذا سمع لفظ الفعل ُيعْلَم أ ّن ما بعده فاعل أو
نائب عن الفاعل ،فبقي الفعل مع الفاعل على صورته األصلية وغُـيّر مع نائبه .
ض َم أوله و ُك ِس َر ما قبل
ثم بيّن كيفية تغيير الفعل بقوله (فإن كان الفعل ماضياً ُ
اض مب ني لما لم ض ِعيفاً} وإعرابه ُ :خلِ َق فعل م ٍ
اإلنس ا ُن َ ِ
آخ ره) نحو { َو ُخل َق َ
يسم فاعل ه ،وإن ش ئت قلت مب ني للمجه ول وهو بمع نى ما قبل ه ،واإلنس ان
ض عيفاً حال من اإلنس ان (وإن ك ان)
ن ائب الفاعل مرفوع بالض مة الظ اهرةَ ،و َ
ب زي ٌد ،بضم
ض م أول ه ،وفتح ما قبل آخ ره) نحو :يُض َر ُ
الفعل (مض ارعاً ُ
ب فعل مضارع مبني لما لم
ض َر ُ
األول وفتح الراء التي قبل آخره ،وإعرابه :يُ ْ
قلت مب ني للمجه ول وهو بمع نى ما قبل ه ،وزيد ن ائب
يسم فاعل ه ،وإن ش ئت َ
الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو على قسمين :ظاهر ومضمر) كما تقدم
36
ض ِر َ
ب) بضم أوله وكسر ال راء ال تي نظ يره في الفاعل (فالظ اهر نحو قولك ُ :
ب زي ٌد ،تقول في إعرابه :ضرب فعل ماض ض ِر َ
قبل آخره (زي ٌد) فإذا قلت ُ :
ب)
ضر ُ
مبني لما لم يسم فاعله ،وزي ٌد نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (ويُ َ
ب زي ٌد ،تقول في
ض َر ُ
بضم أوله وفتح الراء التي قبل آخره (زي ٌد) فإذا قلت :يُ ْ
إعرابه :يض رب فعل مض ارع مب ني لما لم يسم فاعل ه ،وزي ٌد ن ائب الفاعل
مرفوع بالضمة الظاهرة (وأُ ْك ِر َم َع ْم ٌرو) بضم أول الفعل وكسر ما قبل آخره،
اض مب ني لما لم يسم فاعل ه ،وعم ٌرو ن ائب الفاعل وإعرابه :أُ ْك ِر َم فعل م ٍ
مرفوع بالضمة الظاهرة (ويُ ْك َر ُم َع ْم ٌرو) بضم أول الفعل وفتح الراء التي قبل
آخ ره ،وإعرابه :يك رم فعل مض ارع مب ني لما لم يسم فاعل ه ،وعم ٌرو ن ائب
ت) بضم الضاد
ض رِبْ ُ
الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (والمضمر نحو قولك ُ :
ضرب فعل ماض مبني للمجه ول، وكسر الراء وضم التاء للمتكلم ،وإعرابه ُ :
وض ِربنا)
والت اء ض مير المتكلم ن ائب الفاعل مب ني على الضم في محل رفع ( ُ
بضم الض اد وكسر ال راء ،للمتكلم ومعه غ يره أو المعظم ن ْف َس ه ،وإعرابه
ض رب فعل م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه ،ونا ض مير ن ائب عن الفاعل مب ني
ت) بضم الض اد وكسر ال راء وفتح الت اء، ض ِربْ َ
على الس كون في محل رفع ( َو ُ
ب فعل م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه، ض ِر َ
للمخ اطب الم ذكر ،وإعرابه ُ :
ت)ض ِربْ ِ
والتاء ضمير المخاطب نائب الفاعل مبني على الفتح في محل رفع (و ُ
بضم الض اد وكسر ال راء والت اء ،للمخاطبة المؤنث ة ،وإعرابه :ض رب فعل
م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه ،والت اء ض مير المخاطبة المؤنثة ن ائب الفاعل
وض ِر ْبتُما) بضم الض اد وكسر ال راء وضم
مب ني على الكسر في محل رفع ( ُ
ض رب فعل م اض مب ني
الت اء للمث نى المخ اطب ،م ذكراً أو مؤنث اً ،وإعرابه ُ :
اطبين ن ائب الفاعل مب ني على الضم في محل للمجه ول ،والت اء ض مير المخ ْ
ض ِربْ ُتـ ْم) بضم رف ٌ
دال على التثني ة (و ُ رف ع ،والميم ح رف عم اد ،واأللف ح ٌ
37
الض اد وكسر ال راء وضم الت اء لجمع ال ذكور المخ اطبين ،وإعرابه :ض رب
فعل م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه ،والت اء ض مير المخ اطبين ال ذكور ن ائب
ض ِر ْبتُ َّن) بضم
الفاعل مب ني على الضم في محل رف ع ،والميم عالمة الجمع ( َو ُ
الضاد وكسر ال راء وضم الت اء ،ض مير النسوة المخاطب ات ،وإعرابه :ض رب
فعل م اض مب ني لما لم يسم فاعل ه ،والت اء ض مير النس وة المخاطب ات ن ائب
الفاعل مبني على الضم في محل رفع ،والنون عالمة جمع النسوة ،والحاصل
أن الت اء في الجميع ن ائب الفاع ل ،وما اتصل به ح روف دالة على المع نى
وض ِر َ
ب) بضم الض اد وكسر ال راء الم راد من تثني ة ،وجمع ت ذكير وت أنيث ( ُ
ض ِر َ
ب ،وإعرابه :زي ٌد مبتدأ وفتح الباء للمذكر الغائب في نحو قولك :زي ٌد ُ
مرف وع بالض مة ،وض رب فعل م اض مب ني للمجه ول ،ون ائب الفاعل ض مير
ت) بضم الض اد وكسر ال راء وفتح الب اء ض ِربَ ْ
مس تتر فيه ج وازاً تق ديره هو ( َو ُ
ت ،وإعرابه :هند وس كون الت اء للغائبة المؤنثة في نحو قولك ِ :ه ْن ٌد ُ
ض ِربَ ْ
مبت دأ مرف وع بالض مة ،وض رب فعل م اض مب ني للمجه ول ،والت اء عالمة
وض ِربا) بضم الضادالتأنيث ،ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي ( ُ
ِ
الزيدان وكسر الراء وبعد الباء ألف للمثنى الغائب المذكر في نحو قولك :
ض ربا ،وإعرابه :الزي دان مبت دأ مرف وع ب األلف ،وض رب فعل م اض مب ني
للمجهول ،واأللف نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع ،وتقول في
ض ِربوا) بضم الض اد
ض ِربَـتَا ،بزي ادة ت اء الت أنيث ( َو ُ
مث نى الغ ائب الم ؤنث ُ :
وكسر ال راء ،لجمع ال ذكور الغ ائبين ،في نحو قولك :الزي دون ض ربوا،
وإعرابه :الزي دون مبت دأ مرف وع ب الواو ،وض رب فعل م اض مب ني للمجه ول
مب ني على فتح مق در منع من ظه وره اش تغال المحل بض مة المناس بة ،وال واو
ض ِربْ َن) بضم الضاد
ضمير جمع الذكور الغائبين في محل رفع نائب فاعل ( َو ُ
ض ِربْ َن ،وإعرابه
وكسر الراء ،لجمع النسوة الغائبات في نحو قولك :النسوة ُ
38
ض رب فعل ماض مبني للمجهول،
:النسوة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرةَ ،و ُ
والنون ضمير جمع النسوة نائب الفاعل مبني على الفتح في محل رفع .
باب المبتدأ والخبر
(المبتدأ هو االسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية) يعني أن المبتدأ هو
االسم المرف وع الع اري ـ أي المج رد ـ عن العوامل اللفظي ة ،فخ رج باالسم
الفعل والح رف باعتب ار معناهم ا ،فكل منها ال يقع مبت دأ ،وخ رج ب المرفوع
المنص وب والمج رور بغ ير ح رف زائد ( )1فكل منهما ال يقع مبت دأ ،وخ رج
بقوله الع اري عن العوامل اللفظية ما اق ترن به عامل لفظي كالفاعل ون ائب
الفاعل فال يس مى كل منهما مبتدأ (والخ بر هو االسم المرفوع المس ند إليه)
يع ني أن الخ بر هو االسم المرف وع المس ند إلى المبت دأ (نحو قولك :زي ٌد
ائم) ه ذا تمثيل للمبت دأ والخ بر المف ردين ،فزي ٌد اسم مرف وع مج رد عن
ق ٌ
العوامل اللفظية فهو مبت دأ ،ورافعه االبت داء ،وهو عامل معن وي ال لفظي،
ائم اسم مرف وع مس ند إلى المبت دأ فهو خ بر عنه مرف وع ،ورافعه المبت دأ
وق ٌ
(والزيدان قائمان) وهذا مثال للمبتدأ والخبر المثنيين ،فالزيدان مبتدأ مرفوع
باالبتداء وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة ألنه مثنى ،وقائمان خبر المبتدأ
مرف وع به وعالمة رفعه األلف ألنه مث نى (والزي دون ق ائمون) وه ذا مث ال
وع ْين جمع م ذكر س الماً ،فالزي دون مبت دأ مرف وع
المجم َ
ُ للمبت دأ والخ بر
بالواو ،وقائمون خبره كذلك مرفوع بالواو ألن كالً منهما جمع مذكر سالم
(والمبت دأ قس مان :ظ اهر ومض مر) كما تق دم أن الفاعل ظ اهر ومض مر
ائم ،والزي دان قائم ان،
(فالظ اهر ما تق دم ذك ره) يع ني من قوله :زي ٌد ق ٌ
)1حرف الجر الزائد هو الذي ال يجلب معنى جديدا ،وإنما يؤكد المعنى العام في الجملة
كلها ،وال يتأثر المعنى األصلي بحذفه ،نحو :بحسبك األدب ،فأصلها حسبُك األدب أي
يكفيك أو كافيك ،فالباء الزائدة داخلة على المبتدأ .
39
والزي دون ق ائمون ،والظ اهر هو ما دل لفظه على مس ماه بال قرين ة ،نحو :
دل على
زي ٌد ،فإنه ي دل على ال ذات الموض وع لها بال قرين ة ،والمض مر ما ّ
متكلم أو مخ اطب أو غ ائب بقرينة التكلم أو الخط اب أو الغَْيبَ ة ،نحو :أنا
وأنت وه و ،وهو ينقسم إلى :متص ل ،ومنفص ل ،فالمتصل هو ما يجب
اتص اله بعامله وال يقع بعد إال في االختي ار ( )1وتق دمت أمثلته في ب اب
ضربت ،وضربنا إلى آخر ما تقدم؛ والمنفصل ما يبتدأ به،
ُ الفاعل ،في قوله :
ويقع بعد إال في االختي ار ( )2وهو ما أش ار إليه بقوله (والمض مر اثنا عش ر،
ائم ،فأنا ض مير رفع
وهي :أنا) ال دال على المتكلم ،في نحو قولك :أنا ق ٌ
منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ،وقائم خبره مرفوع بالضمة
الظ اهرة (ونحن) ال دال على المتكلم ومعه غ يره أو المعظم نفسه في نحو
قولك :نحن ق ائمون ،فنحن ض مير رفع منفصل مب ني على الضم في محل
وأنت) بفتح
رفع مبتدأ ،وقائمون خبره مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم ( َ
مير رفع
ائم ،ف أنْ ض ُ
الت اء -ال ّدال على المخ اطب في نحو قولك :أنت ق ٌ
منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ،والتاء حرف خطاب ،وقائم
خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ( ِ
وأنت) بكسر التاء -للمخاطبة المؤنثة
في نحو قولك ِ :
أنت قائم ةٌ ،ف أن ض مير رفع منفصل مب ني على الس كون في
محل رفع مبت دأ ،والت اء ح رف خط اب ،وقائمة خ بر المبت دأ مرف وع بالض مة
الظ اهرة (وأنتما) للمث نى س واء ك ان ذك راً أو مؤنث اً ،في نحو قولك :أنتما
قائم ان ،ف أ ْن ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني على الس كون في محل رف ع،
والت اء ح رف خط اب ،والميم ح رف عم اد ،واأللف ح رف دال على التثني ة،
وقائم ان خ بر المبت دأ مرف وع ب األلف ألنه مث نى (وأنتم) لجمع ال ذكور
)1وهو دائم االتصال باالسم أو الفعل أو حرف الجر أو بكان وأخواتها أو بإن وأخواتها .
) أو نقول بعبارة أخرى أن الضمائر المنفصلة هي ما استقلت بالنطق . 2
40
ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني
ُ المخاطبين في نحو قولك :أنتم قائمون ،فأ ْن
على الس كون في محل رف ع ،والت اء ح رف خط اب ،والميم عالمة الجم ع،
وق ائمون خ بر المبت دأ مرف وع ب الواو ألنه جمع م ذكر س الم (وأنتن) لجمع
قائمات ،فأن ضمير رفع منفصل ،مبتدأ
ٌ اإلناث المخاطبات في قولك :أنتن
مبني على السكون في محل رفع ،والتاء حرف خطاب ،والنون عالمة جمع
وقائمات خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو) للمفرد الغائب
ٌ النسوة،
قائم ،فهو ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح في
في نحو قولك :هو ٌ
محل رف ع ،وق ائم خ بره مرف وع بالض مة الظ اهرة (وهي) للمف ردة الغائبة في
نحو قولك :هي قائم ةٌ ،فهي ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني على الفتح في
محل رف ع ،وقائمة خ بر المبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة (وهما) للمث نى
الغ ائب ،س واء ك ان م ذكراً أو مؤنث اً ،في نحو قولك :هما قائم ان ،فهما
ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني على الس كون في محل رف ع ،وقائم ان خ بره
مرف وع ب األلف ألنه مث نى (وهم) لجمع ال ذكور الغ ائبين في نحو قولك :هم
ق ائمون ،فهم ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني على الس كون في محل رف ع،
وه َّن) لجمع اإلن اث
وق ائمون خ بره مرف وع ب الواو ألنه جمع م ذكر س الم ( ُ
الغائب ات ،في نحو قولك :هن قائم ات ،فهن ض مير رفع منفصل مبت دأ مب ني
على الفتح في محل رف ع ،وقائم ات خ بره مرف وع بالض مة الظ اهرة ،ثم إن
المنصف رحمه اهلل تع الى مثل لوق وع بعض ها مبت دأ بقوله (نحو قولك :أنا
ق ائم ،ونحن ق ائمون) وتق دم إع راب المث الين (وما أش به ذلك) من األمثلة
السابقة .
(والخبر قسمان :مفرد ،وغير مفرد) والمراد بالمفرد هنا ما ليس جملة وال
شبهها ،ولو كان مثنى أو مجموع اً؛ والمراد بغير المفرد ،الجملة أو شبهها،
والجملة الكالم الم ركب من فعل وفاع ل ،نحو :ق ام زي ٌد ،أو من مبت دأ
41
وخ بر ،نحو :زي ٌد ق ائم ،والم ركب من فعل وفاعل يس مى جملة فعلي ة،
والجار
ّ والمركب من مبتدأ وخبر يسمى جملة اسمية ،وشبه الجملة الظرف
قائم) فزي ٌد مبتدأ ،وخبره قائم
والمجرور كما سيذكره (فالمفرد نحو :زي ٌد ٌ
(والزي دان قائم ان) فالزي دان مبت دأ مرف وع ب األلف ألنه مث نى ،وقائم ان خ بره
مرف وع ب األلف أيض اً ألنه مث نى (والزي دون ق ائمون) فالزي دون مبت دأ مرف وع
ب الواو ألنه جمع م ذكر س الم ،وق ائمون خ بره مرف وع أيض اً ب الواو ألنه جمع
مذكر سالم ،فالخبر في هذه األمثلة مفرد ألنه ليس جملة وال شبهها (وغير
المف رد أربعة أش ياء) ألن ش به الجملة ش يئان الظ رف والج ار والمج رور،
والجملة ش يئان ،الجملة الفعلي ة ،والجملة االس مية ،وقد أش ار إلى بي ان ذلك
بقوله (الجار والمجرور والظرف) فكل منهما يسمى ش به الجملة (والفعل مع
فاعل ه ،والمبت دأ مع خ بره) فكل منهما يس مى جملة (نحو قولك :زي ٌد في
جاراً ومجروراً ،وإعرابه :زي ٌد مبتدأ مرفوع
الدار) هذا مثال للخبر إذا كان ّ
بالض مة الظ اهرة ،وفي الدار جار ومج رور متعلق بمح ذوف تقديره كائن أو
اس تقر (وزي ٌد عن دك) ه ذا مث ال للخ بر إذا ك ان ظرف اً ،وإعرابه :زي ٌد مبت دأ
مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وعند ظ رف مك ان منص وب على الظرفية متعلق
بمحذوف خبر المبتدأ ( )1والتقدير كائن أو استقر عندك ( )2وعند مضاف
والك اف مض اف إليه مب ني على الفتح في محل ج ر؛ وفي الحقيقة الخ بر هو
المتعلق المح ذوف ،وإنما ك ان الج ار والمج رور والظ رف ش بيهين بالجملة
ألنه من ق ّدر المح ذوف فعالً نحو :اس تقر ،ك ان من قبيل اإلخب ار بالجمل ة،
)1فعلى ما مشى عليه المؤلف أن الخبر ليس هو الظرف نفسه ،أو الجار والمجرور ،وإنما
الخبر هو اللفظ المحذوف الذي يتعلق به الظرف والجار والمجرور .
)2ف الخبر هو ما قبل الظ رف والج ار والمج رور من جملة فعلية فعلها مح ذوف وفاعلها
ضمير "استقر" في شبه الجملة ،أو الخبر المفرد المشتق .
42
وإن قَ َّدره اس ماً مف رداً ( )1نحو :ك ائن ،ك ان من قبيل اإلخب ار ب المفرد،
فكأنهما أخ ذا طرف اً من المف رد ،وطرف اً من الجمل ة ،فل ذا كانا ش بيهين
بالجملة ،وش بيهين ب المفرد ،فحذف ذلك في كالمهم من باب االكتفاء مثل
الح َّر} أي والبرد (وزي ٌد قام أبوه) هذا مثال للخبر إذا كان {س رابِ ِ
يل تَقي ُك ُم َ
ََ َ
جملة فعلية ،وإعرابه :زي ٌد مبتدأ مرفوع بالض مة الظ اهرة ،وقام فعل ماض،
وأبو فاعل مرف وع ب الواو ألنه من األس ماء الخمس ة ،وأبو مض اف ،واله اء
مض اف إليه مب ني على الضم في محل ج ر ،والجملة من الفعل والفاعل في
محل رفع خ بر المبت دأ (وزي ٌد جاريته ذاهبة) ه ذا مث ال للخ بر إذا ك ان جملة
إس مية ،وإعرابه :زي ٌد مبت دأ مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وجاريته مبت دأ ث ٍ
ان
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وجارية مضاف ،والهاء مضاف إليه مبني على الضم
في محل ج ر ،وذاهبة خ بر المبت دأ الث اني مرف وع بالض مة الظ اهرة ،والمبت دأ
الثاني وخبره خبر المبتدأ األول ،والرابط بينهما الهاء من جاريته ،واهلل أعلم
.
المبُتَ َدأ َوالَ َخب ِر باب الْعو ِام ِل َّ ِ ِ
الداخلَة َعلى ْ َ ُ ََ
ه ذا الب اب منعق ٌد للعوامل الداخلة على المبت دأ والخ بر ،فتغيرهما وتنسخ
حكمهما الس ابق ،وله ذا تس مى بالنواسخ (وهي ك ان وأخواته ا) نحو :ك ان
قائم (وظن وأخواتها) نحو :ظننت
زي ٌد قائم اً (وإن وأخواتها) نحو :إ ّن زيداً ٌ
قائما (فأما ك ان وأخواتها فإنها ترفع االس م) ال ذي ك ان مبت دأ ،ويس مى
زي داً ً
بعد دخولها اس مها (وتنصب الخ بر) وهو ال ذي ك ان خ براً للمبت دأ ،ويس مى
بعد دخولها خبرها (وهي) أي كان وأخواتها (كان) نحو َ { :و َك ا َن اهللُ غَ ُف وراً
َر ِحيم اً} وإعرابه :ك ان فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر ،ولفظ
خبرها
الجاللة اس مها ،مرف وع بها وعالمة رفعه الض مة الظ اهرة ،وغف وراً ُ
)1أي اسما مشتقا .
43
خبر بعد خبر ( )1منصوب
منصوب بها وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة ،ورحيماً ٌ
وس ِّميَت هذه األفعال ناقصة ألنها ال تكتفي بالمرفوع بل ال
بالفتحة الظاهرةُ ،
يتم معناها إال بالمنص وب (وأمس ى) نحو :أمسى زي ٌد غني اً ،وإعرابه :أمسى
فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر ،وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة
البرد
أصبح َُ الظاهرة ،وغني اً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وأصبح) نحو :
برد
شديداً ،وإعرابه :أصبح فعل ماض ناقص ،يرفع االسم وينصب الخبر ،وال ُ
اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وش ديداً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة
(وأض حى) نحو :أض حى الفقيه ورع اً ،وإعرابه :أض حى فعل م اض ن اقص
يرفع االسم وينصب الخ بر ،والفقي هُ اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وورع اً
ظل
ظل زي ٌد صائماً ،وإعرابه ّ :
وظل) نحو ّ :
خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة ( َّ
فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر ،وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة
الظ اهرة ،وص ائماً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة (وب ات) نحو :ب ات زي ٌد
س اهراً ،وإعرابه :ب ات فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر ،وزي ٌد
اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وس اهراً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة
عر رخيص اً ،وإعرابه :ص ار فعل م اض ن اقص ،يرفع
الس ُ
(وص ار) نحو :ص َار ِّ
عر اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ،ورخيص اً خبرها
الس ُ
االسم وينصب الخبرّ ،
منص وب بالفتحة الظاهرة (وليس) نحو :ليس زي ٌد قائم اً ،وإعرابه :ليس فعل
ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر ،وزي ٌد اسمها مرفوع بالضمة الظ اهرة،
وقائم اً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة (وما زال) نحو :م ازال زي ٌد عالم اً،
وإعرابه :ما نافي ة ،وزال فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر ،وزي ٌد
اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وعالم اً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة
(وماانف ك) نحو :ماانفك عم ٌرو جالس اً (وم افتئ) نحو :م افتئ بك ٌر محس ناً
) يعني أنها خبر ثاني . 1
44
(ومابرح) نحو :مابرح محم ٌد كريماً ،وإعراب الجميع مثل إعراب مازال زي ٌد
عالما (ومادام) نحو :ال أصحبك مادام زي ٌد متردداً إليك ،وإعراب م ادام :ما
ً
ظرفي ة ،ودام فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر ،وزي ٌد مص درية ْ
اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة ،وم تردداً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة،
وإليك ج ار ومج رور متعلق بم تردداً؛ وس ميت ما ه ذه ظرفي ة ،لنيابتها عن
ك مع ما بعدها بمصدرِ ،إذ التقدير مدة دوام ٍ
زيد ظرف ،ومصدرية ألنها تَ ْس بُ ُ
ك (وما تص ّرف منه ا) يع ني أن ما تص ّرف من ه ذه األفع ال يعم ُل م تردداً إلي َ
عمل ماضيها من كونه يرفع االسم وينصب الخبر (نحو :كان ويكون وكن) َ
اض ،والث اني مض ارع ،والث الث أم ر ،وكلها ترفع االس م ،وتنصب ف األول م ٍ
مث ُل األول ( )1ماض ومضارع وأمر (تقول)
الخبر (وأصبح ،ويصبح ،وأصبح) ِ ْ
في عمل الماضي (كان زي ٌد قائماً) وتقدم إعرابه ،وتقول في عمل المضارع :
يك ون زي ٌد قائم اً ،وإعرابه :يك ون فعل مض ارع ن اقص من متص رفات ك ان
الناقص ة ،يرفع االسم وينصب الخ بر ،وزي ٌد اس مها مرف وع بالض مة الظ اهرة،
وقائم اً خبرها منص وب بالفتحة الظ اهرة؛ وتق ول في عمل األمر :كن قائم اً،
وإعرابه :كن فعل أمر ن اقص من متص رفات ك ان الناقص ة ،يرفع االسم
وينصب الخ بر ،واس مها ض مير مس تتر وجوب اً تق ديره أنت ،وقائم اً خبرها
منص وب بالفتحة الظ اهرة ،وقس الب اقي مما يتص رف (وليس عم ٌرو شاخص اً)
وإعرابه :ليس فعل م اض ن اقص يرفع االسم وينصب الخ بر ،عم ٌرو اس مها
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وشاخص اً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛ وليس ال
تستعمل إال بصيغة الماضي ليس لها مضارع وال أمر وال مصدر ،ولهذا ذهب
بعض هم إلى أنها ح رف نفي وليست فعالً ،لكن م ذهب الجمه ور أنها فعل
ت هن ٌد جالس ةً ،وقوله (وما
ماض ألنها تقبل تاء التأنيث الساكنة ،نحو :لَْي َس ْ
) أي مثل المثال األول . 1
45
أش به ذل ك) يع ني أن ما ك ان مش بهاً له ذه األمثلة فهو مثلها في العمل
واإلعراب فقسه عليه ،وال حاجة إلى اإلطالة بكثرة األمثلة .
إن وأخواتها فإنها تنصب االسم) وهو الذي كان مبتدأ (وترفع الخبر) (وأما َّ
ولكن ،وكأ ّن ،وليت ،ولعل،
الذي كان مرفوعاً بالمبتدأ (وهي :إ ّن ،وأ ّنّ ،
إن حرف توكيد ونصب ،تنصب االسم قائم) وإعرابه َّ :
تقول :إ ّن زيداً ٌ
وترفع الخبر ،وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ،وقائم خبرها مرفوع
أن المفتوحة :بلغني َّ
أن زيداً منطل ٌق، بالضمة الظاهرة ،وتقول في عمل َّ
وإعرابه :بلغ فعل ماض ،والنون للوقاية ( )1والياء مفعول به مبني على
وأن حرف توكيد ونصب ،تنصب االسم ،وترفع السكون في محل نصبَّ ،
الخبر ،وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ،ومنطل ٌق خبرها مرفوع
بالضمة الظاهرة ،وأ ّن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل َبلَ َغ ،والتقدير :
جالس، لكن عمراً ٍ
ٌ لكن :قام القوم ّ
َبلَغني انطال ُق زيد ،وتقول في عمل ّ
ولكن حرف استدراك ونصب ،تنصب القوم فعل وفاعلَّ ،
وإعرابه :قام ُ
االسم وترفع الخبر ،وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ،وجالساً خبرها
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وتقول في عمل كأ ّن َّ :
كأن زيداً أس ٌد ،وإعرابه :
كأن حرف تشبيه ونصب ،تنصب االسم ،وترفع الخبر ،وزيداً اسمها
منصوب بالفتحة الظاهرة ،وأس ٌد خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (و) تقول في
تمن ونصب ،تنصب
شاخص) وإعرابه :ليت حرف ٍّ
ٌ عمل ليت (ليت عمراً
وشاخص
ٌ االسم ،وترفع الخبر ،وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة،
قادم)
الحبيب ٌ
َ خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة ،وتقول في عمل لعل (لعل
)1إذا اتص لت ي اء المتكلم بالفعل وجب أن يتوسط بينها وبين الفعل ن و ٌن تس مى ن ون
الوقاية ،وسميت هذه النون بنون الوقاية ألنها تقي الفعل من الكسر ،فمن خواص األفعال
أنها ال يدخله كسر .
46
والحبيب
َ ترج ونصب ،تنصب االسم ،وترفع الخبر، وإعرابه :لعل حرف ٍ
وقادم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة
ٌ اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة،
(ومعنى إ ّن وأ ّن للتوكيد) أي توكيد النسبة ،أعني قيام ٍ
زيد مثالً في قولك : َ
(ولكن لالستدراك) وهو
َّ قائم ،فيرتفع الكذب واحتمال المجازإن زيداً ٌ
تعقيب الكالم برفع ما يتوهم ثبوتُه أو نفيه ( َّ
وكأن للتشبيه) وهو مشاركة أم ٍر
ألم ٍر في معنى بينهما (وليت للتمني) وهو طلب ما ال طمع فيه ،أو ما فيه
ولعل للترجي والتوقع) فالترجي طلب األمر المحبوب ،نحو :لعل
عسر ( َّ
قادم ،والتوقع اإلشفاق أي الخوف من المكروه ،نحو :لعل زيداً
الحبيب ٌ
َ
ظننت وأخواتها ،فإنها تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعوالن
هالك (وأما ُ
ٌ
ظننت فعل وفاعل،
ظننت زيداً قائماً ،وإعرابه ُ :
ظننت) نحو ُ :
لها ،وهي ُ :
وزيداً مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة ،وقائماً :مفعول ٍ
ثان منصوب
بالفتحة الظاهرة (وحسبت ،وخلت ،وزعمت ،ورأيت ،وعلمت ،ووجدت،
ظننت زيداً منطلقاً) وإعرابه كما تقدم
واتخذت ،وجعلت ،وسمعت ،تقول ُ :
الهالل الئحاً ،وما أشبه ذلك) يعني أن ما أشبه المثالين من بقية
َ وخلت
ُ (
األمثلة يقاس على هذين المثالين نحو :زعمت بكراً صديقاً ،وحسبت
الجود محبوباً ،ووجدتُ
َ وعلمت
ُ ورأيت الصدقَ منجياً،
ُ الحبيب قادما،
َ
ت بكراً صديقاً ،وجعلت الطينَ إبريقاً ،وإعرابه كما تقدم؛العلمَ نافعاً ،واتَّ َخ ْذ ُ
النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول ،فسمعت فعل
سمعت َّ
ُ ومثال سمع :
والنبي مفعول أول ،ويقول فعل مضارع ،وفاعله ضمير مستتر فيه
َّ وفاعل،
جوازا ،والجملة في محل نصب مفعول ثان؛ والراجح أن سمع في نحو هذا
المثال تتعدى لمفعول واحد والجملة التي بعدها حال ،واهلل سبحانه وتعالى
أعلم وأحكم .
َّعـ ـ ـ ِ
ـت ـاب الن ْ
ب ـَ ـ ُ
47
(النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره) يعني أن
النعت يتبع منعوته في رفعه إن كان مرفوعاً ،وفي نصبه إن كان منصوباً ،وفي
خفضه إن كان مخفوضاً ،وفي تعريفه إن كان معرفةً ،وفي تنكيره إن كان
نكر ًة ،وذلك في النعت الحقيقي وهو الرافع لضمير المنعوت (( )1تقول :
العاقل) وإعرابه :قام فعل ماض ،وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة
ُ قام زي ٌد
الظاهرة ،والعاقل نعت لزيد ونعت المرفوع مرفوع ،وعالمة رفعه الضمة
العاقل)
َ (ورأيت زيداً
ُ الظاهرة ،وهو تابع للمنعوت في الرفع والتعريف
رأيت فعل وفاعل ،وزيداً مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة،
وإعرابه ُ :
والعاقل نعت لزيد منصوب أيضاً بالفتحة الظاهرة ،فقد تبعه في نصبه وتعريفه
َ
ِ
العاقل) وإعرابه :مررت فعل وفاعل ،وبزيد الباء حرف جر، (ومررت ٍ
بزيد
ِ
والعاقل نعت له مجرور بالكسرة الظاهرة ،فقد وزيد مجرور بالباء،
تبعه في خفضه وتعريفه .
عاقل ،ورأيت رجالً عاقالً ،ومررت ٍ
برجل رجل ٌ وتقول في التنكير :جاء ٌ
ٍ
عاقل ،وإعرابه :كالذي قبله ،فقد تبع منعوته في اإلعراب والتنكير .
ولما كان النعت تارة يكون معرفة ،وتارة يكون نكرة ،ذكر المصنف أقسام
دل على معيّن،
أشياء) المعرفة ما ّ
المعرفة والنكرة فقال (والمعرفة خمسة َ
دل
األول منها (االسم المضمر) وهو ما ّوالذي ذكره المصنف خمسة أشياء ّ
على متكلم أو مخاطب أو غائب (نحو :أنَا) للمتكلم ،ونحن للمتكلم ومعه
(وأنت) للمخاطبِ ،
وأنت للمخاطبة ،وأنتما َ غيره ،أو المعظم نفسه
للمخاطبين ،وأنتم لجمع الذكور المخاطبين ،وأ ْنتُ َّن لجمع اإلناث
ْ
)1وذلك أن من عالمة النعت الحقيقي أنه يش تمل على ض مير مس تتر يع ود على ذلك
المنع وت ،ف إذا قلنا :ق ام زي ٌد العاق ُل ،فزيد فاعل بق ام ،والعاق ُل نعت ل ه ،وهو اسم فاعل
يعمل عمل فعله فيرفع فاعال ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على زيد .
48
ين ،وهن ِِ
للغائبين ،وهم للغائب َ
ْ المخاطبات ،وهو للغائب ،وهي للغائبة ،وهما
األول ِ
للغائبات (و) الثاني من أقسام المعرفة (االسم العلم ،نحو :زي ٌد ومكة) ّ
َعلَ ٌم لمن يعقل ،والثاني َعلَ ٌم لما ال يعقل (و) الثالث من أقسام المعرفة
(االسم المبهم نحو :هذا ،وهذه ،وهؤالء) وهذا االسم يشمل جميع أسماء
اإلشارة واألسماء الموصولة ،نحو :الذي ،والتي ،والذين ،ويحصل التعيين
في أسماء اإلشارة باإلشارة الحسية ،وفي األسماء الموصولة بالصلة ،نحو :
جاء الذي قام أبوه (( )1و) الرابع من أقسام المعرفة (االسم الذي فيه األلف
والالم ،نحو :الرجل ،والغالم ،و) الخامس من أقسام المعرفة (ما أضيف إلى
األربعة) نحو :غالمي ،وغالم ٍ
زيد ،وغالم هذا ،وغالم الذي ِ واحد من هذه
قام أبوه ،وغالم الرجل (والنكرة كل اسم شائع في جنسه ،ال يختص به
واحد دون آخر) يعني أن النكرة هي االسم الموضوع لفرد غير معيّن ،نحو :
وغالم ،فال يختص به واحد دون آخر (وتقريبه كل ما صلح دخول
ٌ رجل،
ٌ
والغالم قبل
َ الرجل
َ والغالم) يعني أن
ُ الرجل،
ُ األلف والالم عليه ،نحو :
دخول األلف والالم عليهما نكرتان ،ألن رجالً يصدق على كل رجل ()2
تعرفاً ،فقبول األلف والالم
وكذلك غالم ،فلما دخلت عليهما األلف والالم ّ
عالمة التنكير ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
)1توضيح وبيان لالسم الموصول والصلة :االسم الموصول هو ما دل على معين بواسطة
ْكر بعده تُسمى صلة الموصول ،واالسم الموصول يحتاج إلى صلة ٍ ِ ٍ
جملة أو شبه جملة تُذ ُ
وإلى عائ د ،وتُفسر ص لة الموص ول بأنها جملة أو ش بهُ جمل ٍة تُ ْذ َك ُر بع ده تتم معن اه ،نحو :
َح ِس ْن إلى من في المس جد ،ويُ َّ
فس ر العائد بأنه ج اء ال ذي أكرمتُ هُ ،أك ِر ْم َم ْن عن َده أ ََد ٌ
ب ،أ ْ
الص لَة ،فالعائد في األمثلة الس ابقة ض مير يع ود إلى االسم الموص ول ،وتش تمل عليه جملة ِّ
اله اء في أكرمتُ هُ وفي عن َده ،وض مير مس تتر ج وازا تق ديره "ه و" في المث ال الث الث ،فكأنه
قيل :أحسن إلى من هو في المسجد .
َ
) وال يختص به واحد دون آخر . 2
49
ـاب ال َـع ـطْ ِ
ـف بَـ ُ
والمراد به عطف النسق ،وهو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف
العطف اآلتية (وحروف العطف عشرة ،وهي :الواو) نحو :جاء زي ٌد
وعمرو الواو
وعمرو ،فجاء فعل ماض ،وزي ٌد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرةٌ ،ٌ
زيد مرفوع بالضمة الظاهرة؛ فالمعطوف حرف عطف ،وعمرو معطوف على ٍ
ٌ
يتبع المعطوف عليه في إعرابه ،سواء كان رفعاً أو غيره (والفاء) نحو :جاء
فعمرو ،فعمرٌو معطوف على زيد مرفوع بالضمة الظاهرة (وثم) نحو :زي ٌد ٌ
عمرو (وأم) نحو :جاء زي ٌد ،أم
عمرو (و أو) نحو :جاء زي ٌد أو ٌ جاء زي ٌد ثم ٌ
داء} معطوف على ِ ِ
عمرو (وإما) نحو {فَ َّإما َمنَّاً َب ْع ُد وإما ف َداءٍ} فقوله {ف ً
ٌ
{منَّاً} والعاطف الواو الداخلة على إما ،وإما أتى بها للداللة على التقسيم
والتخيير ،والمصنف جرى على أن إما هي العاطفة وهو ضعيف ،والراجح أن
عمرو (وال) نحو :جاء زي ٌد ال
العاطف الواو (وبل) نحو :ما جاء زي ٌد بل ٌ
عمرو (وحتى في بعض المواضع)
لكن ٌ
(ولكن) نحو :ما جاء زي ٌد ْ
ْ عمرو
ٌ
وذلك البعض هو ما كان ما بعدها بعضاً مما قبلها ،نحو :أكلت السمكة
رأسها ،فحتى حرف عطف ،ورأس معطوف على السمكة منصوب
حتى َ
عطفت
َ ظاهر (فإ ْن
بالفتحة الظاهرة ،والهاء مضاف إليه ،وإعراب بقية األمثلة ٌ
نصبت ،أو على
َ رفعت) كما تقدم (أو على منصوب
َ بها على مرفوع
وعمرو ،ورأيت
مخفوض خفضتَ ،أو على مجزوم جزمتَ ،تقول :قام زي ٌد ٌ
وعمرو) واإلعراب ظاهر ،ومثال العطف في
ٍ وع ْمراً ،ومررت بزيد
زيداً َ
فاألول
ولم يقعُدْ) ّ
يقوم ويقع َد (وزي ٌد لم ي ُقمْ ْ
يقوم ويقع ُد ،ولن َ
األفعال :زي ٌد ُ
مرفوع ،والثاني منصوب ،والثالث مجزوم ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
50
باب التوكيد
قلت :ج اء زي ٌد ،يحتمل أن يك ون الكالم
وهو الت ابع الرافع لالحتم ال ،ف إذا َ
قلت جاء زي ٌد
زيد ،أو رسولُه ،فإذا َعلى تقدير مضاف ،والتقدير :جاء كتاب ٍ
َ ُ ُ
القوم ،يحتمل أن الذي جاء بعضهم، نفسه ،ارتفع االحتمال ،وإذا قلت :جاء ُ ُ
َّ
للمؤكد في رفعه) قلت :جاء القوم كلُّهم ارتفع االحتمال (التوكيد تابع
فإذا َ
ونفسه توكيد له ،وتوكيد المرفوع مرفوع فاعلُ ،
نفسه ،فزي ٌد ٌنحو :جاء زي ٌد ُ
ونفس ه توكيد ل ه ،وتوكيد
نفسه ،فزي داً مفع ولَ ،رأيت زي داً َ
(ونص به) نحو ُ :
بزيد ِ
نفس ه ،فزيد مج رور بالب اء وخفض ه) نحو :م ررت ٍالمنص وب منص وب ( ِ
رأيت في األمثلة،
ونفسه توكيد له ،وتوكيد المجرور مجرور (وتعريفه) كما َ
ولم يقل وتنك يره ،ألن ألف اظ التوكيد كلها َم َع ا ِرف فال تتبع النك رة ،وأج از
ت ش هراً كلَّه ،فجعل وا كله توكيد الش هر ولم ص ْم ُ
ُ : نحو ) 1
ذلك الكوفي ون (
يوجبوا مطابقته في التنكير .
نفس ه
جاء زي ٌد ُ
(ويكون بألفاظ معلومة ،وهي :النفس) بمعنى الذات ،نحو َ :
القو ُم
(والعين) بمع نى الذات أيض اً ،نحو :جاء زي ٌد عينُه (وك ل) نحو :جاء ْ
كلُّهم ،ف القوم فاع ل ،وك ُّل توكيد للق وم ،واله اء مض اف إلي ه ،والميم عالمة
أجم ُع ،فأجمع توكيد للقوم مرفوع بالضمة
القوم َ
جاء ُ
الجمع (وأجمع) نحو َ :
ص ع) ي ؤتى بها في التوكيد
وأبتَ ع ،وأبْ َ
الظ اهرة (وتوابع أجم ع ،وهي :أ ْكتَعْ ،
القوم أجمعون ،أكتعون ،أبتعون ،أبصعون ،وإعرابه :
تابعة ألجمع ،نحو :جاء ُ
جاء فعل ماض ،والقوم فاعل مرفوع بالضمة ،وأجمعون تأكيد للقوم مرفوع
ب الواو ألنه جمع م ذكر س الم ،والن ون ع وض عن التن وين في االسم المف رد،
51
وأكتع ون تأكيد ث ان ،وأبتع ون ث الث ،وأبص عون راب ع ،وإعرابها ك إعراب ما
قبلها ( )1وأتى بها لزي ادة التوكيد والمبالغة في ه ،وكلها بمع نى أجمع ون ألن
أكتع م أخوذ من ق ولهم :تكتع الجلد إذا اجتم ع ،وأبتع من الْبَْت ِع وهو ط ول
ت أعن اقهم ،فجعل وه كناية عن
العن ق ،والق وم إذا ك انوا مجتمعين ط الَ ْ
ص ِع وهو الع رق المجتمع فيك ون بمع نى
االجتم اع ،وأبصع م أخوذ من البَ ْ
أجمع؛ ولما كانت هذه األلفاظ الثالثة ال يؤتى بها غالب اً إال بعد أجمع سميت
نفس ه) فزي ٌد فاع ل ،ونفس توكيد ل ه ،واله اء
توابع أجمع (تق ول :ق ام زي ٌد ُ
لرأيت ،وك َّل تأكيد للق وم،
ُ القوم كلَّ ُهم) فالقومَ مفعول به
مضاف إليه (ورأيت َ
واله اء مض اف إلي ه ،والميم عالمة الجمع (وم ررت ب القوم أجمعين) ف القوم
مج رور بالب اء ،وأجمعين تأكيد للق وم مج رور بالي اء ألنه جمع م ذكر س الم،
والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
باب البدل
اء
َ ج : نحو ) 3
( متبوعه وبين بينه ) 2
هو الت ابع المقص ود ب الحكم بال واس طة (
زي ٌد أخ وك ،فزي ٌد فاع ل ،وأخ وك ب دل من زي د ،ب دل كل من ك ل ،ويس مى
الب دل المط ابق ألن الم راد من الث اني هو األول بعينه (إذا أُب دل اسم من اس م)
ص ِّل تس جد هلل يرحمك
نحو :ج اء زي ٌد أخ وك (أو فعل من فع ل) نحو :إن تُ َ
) أي أنها تأكيد مرفوع بالواو ألنها جمع مذكر سالم . 1
)2لفظية .
)3أو يقال في تعريفه :هو تابع يدل على نفس المتبوع أو جزء منه ،ويتضح شرح التعريف
فعلي تابع لإلمام في إعرابه ،وهو المقصود
عليٌ ،
اإلمام ٌ
ُ بالمثال ،فقولنا مثال :واضع النحو
بحكم نسبة وضع النحو إليه ،واإلمام إنما ذكر توطئة وتمهيدا له ،وهو غير مقصود بالذات
قلت واضع النحو علي ،ك ان كالما
"علي" بال ذكر منف ردا ،فلو َ
ألنك لو حذفته الس تقل ٌ
مستقال ،وال واسطة بين التابع والمتبوع كحروف العطف وغيرها .
52
(تبعه في جميع إعراب ه) رفع اً ،ونص باً ،وخفض اً ،وجزم اً (وهو أربعة أقس ام :
بدل الشئ من الشئ) ويقال له :بدل الكل من الكل ،والبدل المطابق ،وهو
ما كان الثاني فيه عين األول ،نحو :جاء زي ٌد أخوك (وبدل البعض من الكل)
ف ُثلَثه (وب دل
وهو ما ك ان الث اني فيه بعض اً من األول ،نحو :أكلت الرغي َ
االش تمال) وهو ما ك ان الث اني فيه بينه وبين األول ارتب اط بغ ير الكلية
علم هُ (( )1وب دل الغل ط) وهو ما ذكر فيه األول
والجزئي ة ،نحو :نَفع ني زي ٌد ُ
غلطاً ،ثم ذكر الثاني إلزالة ذلك الغلط ،نحو :ركبت زيداً الفرس ،وقد مثّل
قام زي ٌد أخوك)
المصنف رحمه اهلل تعالى لألقسام األربعة بقوله (نحو قولك َ :
فزي ٌد فاعل ،وأخوك بدل منه بدل كل من كل مرفوع بالواو ألنه من األسماء
الرغيف مفع ول به
َ ف ثُلثَه) ف
(وأكلت الرغي َ
ُ الخمس ة ،والك اف مض اف إليه
وثلث ب دل منه ب دل بعض من ك ل ،واله اء مض اف إليه مب ني على
ألكلتَ ،
ُ
الضم في محل جر (ونفع ني زي ٌد علم ه) وإعرابه َ :ن َف َع فعل م اض ،والن ون
نفع
فاعل َ
للوقاية ،والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب ،وزي ٌد ُ
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وعلم بدل اشتمال من ٍ
زيد ،والهاء مضاف إليه مبني ُ
رأيت،
ُ رس) فزي داً مفع ول به ل
(ورأيت زي داً الف َ
ُ على الضم في محل جر
والف رس ب دل غلط أي ب دل عن اللفظ ال ذي ذكر غلط اً ،وهو الم راد بقوله
)1ولتوض يح التعريف أك ثر أق ول :عند النظر إلى المث ال الس ابق نجد أنا النفع يحتمل أن
يك ون بج اه زيد أو علمه أو غيرهما مما ينتفع به ،ولكن عن دما قلنا علمه تعين أحد تلك
العرض يَّة ال تي يتض منها العامل َن َف َع دون الب اقي من المع اني من غ ير أن ي دخل واحد
المع اني َ
من تلك المع اني في ذات زيد أو تكوينه الجس مي ،فهو ليس ج زءا حقيقيا أساس يا أص يال ال
يوجد زيد إال به ،وإنما هو أمر عرضي طارئ ،فالعلم في المثال السابق يسمى بدل اشتمال،
والمب دل منه هو زيد ،وقد ع رف بعض هم ب دل االش تمال بتعريف أوضح وأس هل مما قاله
الش ارح فق ال :هو ت ابع يعين أم را عرض يا ووص فا طارئا من األم ور واألوص اف المتع ددة
بالمتبوع ويشتمل عليها معنى عامله إجماال بغير تفصيل .
53
فأبدلت
َ (أردت أن تقول :الفرس فغلطت فأبدلت زيداً منه) المراد من قوله
اإلبدال اللغوي وهو التعويض ،والمعنى عوضت زيداً عن الفرس الذي كان
التركيب اإلتيان به بدون لفظ ٍ
زيد ،فال ينافي أن البدل في االصطالح في ِ ح ّق
ه ذا ال تركيب هو الف رس ال زي ٌد ،فال اع تراض على المص نف ب أن الب دل هو
دلت زي داً من ه؛ وحاصل الج واب أن م راده
الف رس ال زي ٌد ،فكيف يق ول فأب َ
اإلبدال اللغوي ال االصطالحي ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
54
والحال) نحو :جاء زي ٌد راكباً ،فجاء زي ٌد
ُ المكانية ،والكعبة مضاف إليه (
مييز) نحو { َوفَ َّج ْرنَا
فعل وفاعل ،وراكباً حال من زي ٌد منصوب بجاء (والتّ ُ
ض مفعول به ،وعُيُونَاً تمييز
واألر َ
ففجرنا فعل وفاعلْ ،
ض عُيُونَاً} َّ
األر َ
ْ
فالقو ُم فاعل قام،
القوم إال زيداًْ ،
منصوب ب َف َّج ْرنا (والمستثنى) نحو :قام ُ
ٍ
استثناء ،وزيداً منصوب على االستثناء بإال (واسم ال) نحو :ال وإال أداةُ
حاضر ،فال نافية للجنس تنصب االسم وترفع الخبر ،وغالم
ٌ غالم ٍ
رجل َ
وحاضر خبرها
ٌ اسمها منصوب بالفتحة ،وغالم مضاف ورجل مضاف إليه،
وغالم منادى زيد ،فيا حرف ٍ
نداء، مرفوع بالضمة (والمنادى) نحو :يا غالم ٍ
َ َ
منصوب بالفتحة ألنه منادى مضافٍ ،
وزيد مضاف إليه (وخبر كان وأخواتها)
نحو :كان زي ٌد قائماً ،فكان فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر،
إن وأخواتها) نحو َّ :
إن وزي ٌد اسمها مرفوع ،وقائماً خبرها منصوب (واسم َّ
قائم ،فإ ّن حرف توكيد ونصب ،تنصب االسم ،وترفع الخبر ،وزيداً
زيداً ٌ
وقائم خبرها مرفوع (والمفعول من أجله) نحو :قام زي ٌد
اسمها منصوبٌ ،
إجالالً لعمرو ،فقام زي ٌد فعل وفاعل ،وإجالالً مفعول ألجله منصوب بقام،
والنيل،
َ سرت
لعمرو جار ومجرور متعلق بإجالالً (والمفعول معه) نحو ُ :
والنيل مفعول معه منصوب
َ والنيل الواو واو المعية،
َ فسرت فعل وفاعل،
ُ
رأيت زيداً
بسرت (والتابع للمنصوب ،وهو أربعة أشياء :النعت) نحو ُ :
ُ
رأيت زيداً
وع ْمراً (والتوكيد) نحو ُ :
رأيت زيداً َ
العاقل (والعطف) نحو ُ :
َ
رأيت زيداً أخاك ،وإعراب األمثلة ظاهر ،واهلل سبحانه
نفسهُ (والبدل) نحو ُ :
وتعالى أعلم .
55
ول ِبه
اب الْم ْفعُ ِ
بَ ُ َ
لما ذكر المنصوبات إجماالً شرع يذكرها تفصيالً ،ولم يذكر في التفصيل
خبر كان وأخواتها ،واسم إ ّن وأخواتها ،والتوابع ،لتقدم ذكرها في
المرفوعات ،وبدأ بذكر المفعول به وهو في اللغة :من وقع عليه الفعل،
كتعلمت المسئلةَ ،فإن
ُ كضربت زيداً ،أو معنوياً،
ُ سواء كان الفعل حسيّاً،
حسي ،والتعلم معنوي ،وفي اصطالح النحاة ما ذكره بقوله (وهو
الضرب ّ
االسم المنصوب الذي يقع به الفعل) يعني أن المفعول به في اصطالح النحاة
س)
الفر َ
ت َ وركِ ْب ُ
ت زيداًَ ،
ض َربْ ُ
هو :االسم الذي يقع عليه فعل الفاعل (نحو َ :
لركبت ،ومثل بمثالين لإلشارة
ُ والفرس مفعول به
َ لضربت،
ُ فزيداً مفعول به
إلى أنه ال فرق في المفعول به بين كونه عاقالً كزيد ،أو غير عاقل كالفرس
ومضمر (فالظاهر
ٌ ظاهر
(وهو على قسمين :ظاهر ،ومضمر) كما أن الفاعل ٌ
والفرس المتقدمان في المثالين السابقين (والمضمر
ُ ما تقدم ذكره) وهو زي ٌد،
قسمان :متصل) وهو الذي ال يبتدأ به ،وال يقع بعد إال في االختيار ،نحو :
إالك ،وقد يقع مثل ذلك في
رأيت َ
الكاف من رأيتك ،إذ ال يصح أن يقال ما ُ
غير االختيار وهو ضرورة الشعر (ومنفصل) وهو الذي يقع في ابتداء الكالم
اك َن ْعبُ ُد} ويقع بعد إال في االختيار ،نحو :ما َن ْعبُ ُد إال إياّ َك (فالمتصل
نحو {إيَّ َ
ض َربَني) وإعرابه :ضرب فعل ماض ،والنون للوقاية،
اثنا عشر ،نحو قولك َ :
(وضربنَا)
َ والياء ضمير المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب
بفتح الباء ،فنا ضمير المتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه مبني على السكون
ك) بفتح الكاف ،فالكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به (وضربَ َ
ضرب ِ
ك) بكسر الكاف ،ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به (و َ َ َ
56
ض َربَ ُكما) فالكاف
المخاطبة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به (و َ
ضمير المخاطََب ْين مبني على الضم في محل نصب مفعول به ،والميم حرف
(وض َربَ ُكم) فالكاف ضمير جمع الذكور
دال على التثنية َ
عماد ،واأللف حرف ّ
المخاطبِين مبني على الضم في محل نصب مفعول به ،والميم عالمة الجمع
ض َربَ ُك َّن) فالكاف ضمير جمع اإلناث المخاطبات مبني على الضم في محل
(و َ
ض َربَهُ) فالهاء ضمير المذكر
نصب مفعول به ،والنون عالمة جمع النسوة (و َ
(وض َربَها) فالهاء ضمير
الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به َ
(وض َر َب ُهما)
المؤنثة الغائبة مبني على السكون في محل نصب مفعول به َ
فالهاء ضمير المثنى الغائـبَ ْـين مبني على الضم في محل نصب مفعول به،
دال على التثنية (وضربهم) فالهاء ضمير
والميم حرف عماد ،واأللف حرف ّ
جمع الذكور الغائبِين مبني على الضم في محل نصب مفعول به ،والميم
عالمة الجمع (وضربهن) فالهاء ضمير جمع اإلناث الغائبات مبني على الضم
في محل نصب مفعول به ،والنون عالمة جمع النسوة (والمنفصل اثنا عشر،
أكرمت إال إياي تقول في إعرابه :ما
َ نحو قولك :إياي) فإذا قلت :ما
نافية ،وأكرمت فعل وفاعل ،وإال أداة حصر ،وإن شئت قلت إال حرف
إليجاب النفي ( )1أو أداة استثناء ملغاة ال عمل لها ،وإيا ضمير نصب منفصل
ألكرمت ،والياء األخيرة حرف
َ مبني على السكون في محل نصب مفعول به
(وإياك) بفتح
َ دال على المتكلم (وإيانا) للمتكلم ومعه غير ،أو المعظم نفسه
ّ
ِ
(وإياك) بكسر الكاف للمخاطبة (وإيا ُكما) للمخاطبَين الكاف للمخاطب
(وإيا ُكم) لجمع الذكور المخاطبين (وإيا ُك ّن) لجمع اإلناث المخاطبات ،فإيا
في الجميع هي الضمير ،وكلها يقال فيها :ضمير نصب منفصل مبني على
دال على
السكون في محل نصب مفعول به ،والياء في األول حرف ّ
) أي إلثبات النفي . 1
57
المتكلم ،ونا في الثاني حرف دال على المتكلم ومعه غيره ،أو المعظم نفسه،
والكاف فيما بعده للمخاطب ،أو المخاطبة ،أو المخاطََب ْين ،أو المخاطبِين،
دال على
أو المخاطبات ،والميم في إياكما حرف عماد ،واأللف حرف ّ
التثنية ،والميم في إياكم حرف دال على جمع الذكور المخاطبين ،والنون في
دال على جمع النسوة المخاطبات (وإياه) للمفرد المذكر
إياكن حرف ّ
الغائب ،والهاء حرف دال على الغيبة (وإياها) للمفردة الغائبة (وإياهما)
الغائب ْين (وإياهم) لجمع الذكور الغائبِين (وإياهن) لجمع اإلناث
للمثنى َ
الغائبات ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
ص َد ِر
اب ال َْم ْ
بَ ُ
ويسمى المفعول المطلق (وهو :االسم المنصوب الذي يجئ ثالثاً في
يضرب ضرباً) يعني أن المصدر هو
ُ ضرب
َ تصريف الفعل ،نحو قولك :
االسم أي اسم الحدث الذي يجئ ثالثاً في تصريف الفعل أي تغييره من صيغة
يضرب ضرباً ،فقد تغير من صيغة الماضي،
ُ ضرب
َ إلى صيغة أخرى ،نحو :
ضرب زيْ ٌد ضرباً ،فزي ٌد
َ إلى صيغة المضارع ثانياً ،والمصدر ثالثا ،فإذا قلت :
فاعل ،وضرباً مفعول مطلق منصوب بضرب ،وإن شئت قلت :منصوب على
المصدر بضرب (وهو قسمان :لفظي ومعنوي ،فإ ْن وافق لفظه لفظ فعله فهو
لفظي ،نحو قولك :قتلتُه قتالً ،وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي،
نحو :جلست قعوداً ،وقمت وقوفاً) فإن الجلوس والقعود بمعنى واحد ،كما
58
أن القيام والوقوف بمعنى واحد ،فكل من قعوداً ووقوفاً منصوب على
المصدرية بالفعل الذي قبله ،ويكفي اتفاقهما في المعنى وإن اختلفا في
اللفظ ،وقيل يقدر لهما فعل موافق في اللفظ فيقال في األول :جلست
وقعدت قعوداً ،وفي الثاني :قمت ووقفت وقوفاً ،وذلك تكلف ال حاجة
إليه ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
باب ظرف الزمان وظرف المكان
(ظرف الزمان) في اصطالح النحاة (هو اسم الزمان) الذي يقع الحدث فيه
(المنصوب بتقدير في) فإذا قلت :صمتُ يومَ الخميس كان التقدير صمت
في ي وم الخميس ،ف اليوم وقع الص وم فيه (نحو :الي وم) في نحو قولك :
يوم
صمت َُ بصمت ،ومثله
ُ فاليوم منصوب على الظرفية الزمانية
َ اليوم،
صمت َ ُ
وم الخميس (والليل ة) نحو :اعتكفت الليلة أو ليل ةً أو ليلة ِ
الجمع ة ،أو ي َ
الجمع ِة ،فالكل منص وب على الظرفية الزمانية بالفعل ال ذي قبله (وغ دوة)
نحو :أزورك غدوةً ،فأزورك فعل مضارع ،وفاعله مستتر فيه وجوب اً تقديره
أن ا ،والك اف ض مير المخ اطب مفع ول به مب ني على الفتح في محل نص ب،
وغ دو ًة منص وب على الظرفية الزمانية ب أزور (وبك رة) نحو :أزورك بك ر ًة
(وس حراً) نحو :أجيئك س حراً (وغ داً) نحو :أجيئك غ داً (وعتم ة) نحو :
مساء،
ً أجيئك عتم ةً (وصباحاً) نحو :أجيئك صباحاً (ومساء) نحو :أجيئك
َ
أكلم زيداً أبداً ،وإعرابه ال نافية،
واإلعراب ظاهر مما قبله (وأبداً) نحو :ال ُ
وأكلم فعل مضارع ،وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ،وأبداً منصوب على
ُ
الظرفية الزماني ة؛ واألبد ال زمن المس تقبل ال ذي ال نهاية له (وأم داً) نحو :ال
فقرأت
ُ أكلم زيداً أمداً ،واألمد الزمن المستقبل (وحيناً) تقول :قرأت حين اً،
فعل وفاع ل ،وحين اً منص وب على الظرفية الزماني ة ،والحين الزم ان المبهم
(وما أش به ذل ك) نحو :وقت ،وس اعة ،وض حوة (وظ رف المك ان هو اسم
59
المك ان) ال ذي يقع فيه الح دث (المنص وب بتق دير في ،نحو :أم ام) تق ول :
ت فعل وفاع ل ،وأم ام منص وب على الظرفية
جلست أم ام الش يخ ،فجلس ُ
المكانية بجلس ت ،والش يخ مض اف إليه (وخل ف) نحو :جلست خلفه
(وقُ ّدام) بمع نى األم ام (ووراء) بمع نى الخلف (وف وق) نحو :جلست ف وق
الس طح ،فف وق منص وب على الظرفية المكاني ة ،والس طح مض اف إليه
وب على الظرفية قف ،فتحت منص (وتحت) نحو :جلست تحت الس
المكاني ة ،والس قف مض اف إليه (وعن د) بمع نى المك ان الق ريب ،نحو :
جلست عند زي ٍد ،فعند منص وب على الظرفية المكاني ة ،وزيد مض اف إليه
(وم ع) بمع نى مك ان االجتم اع والمص احبة ،نحو :ركبت مع زي ٍد ،فمع
منصوب على الظرفية المكانية ،وزيد مضاف إليه (وإزاء) بمعنى مقابل ،نحو
:جلست إزاء زي ٍد ،ف إزاء منص وب على الظرفية المكاني ة ،وزيد مض اف إليه
(وحذاء) بمعنى المكان القريب ،نحو :جلست حذاء ٍ
زيد ،فحذاء منصوب
على الظرفية المكانية ،وزيد مضاف إليه (وتلقاء) بمعنى مقابل ،نحو جلست
تلق اء زي د ،فتلق اء منص وب على الظرفية المكاني ة ،وزيد مض اف إليه (وهن ا)
اسم إشارة للمكان القريب ،فهو ظرف مكان ،نحو :جلست هنا ،فهنا مبني
ارة كون في محل نصب على الظرفية المكانية (وثَ َّم) اسم إش على الس
للمكان البعيد ،فهو ظرف مكان ،نحو :جلست ثَ َّم ،فثَ َّم مب ني على الفتح في
محل نصب على الظرفية المكانية (وما أش به ذل ك) من أس ماء المك ان
المبهمة ،نحو :يمين ،وشمال ،وبريد ،وفرسخ ،وميل ،واهلل سبحانه وتعالى
أعلم .
60
ْح ـ ِ
ـال ـاب ال َ
ب ـ ـَـ ُ
(الحال هو االسم المنص وب المفسر لما انبهم ( )1من الهيئ ات) ( )2يع ني أن
الح ال هو االسم المنص وب المفسر لهيئة ص احبه عند حص ول مع نى عامل ه،
فهو وصف في المع نى لص احبهَ ،ق ْي ٌد لعامله (نحو :ج اء زي ٌد راكب اً) فزي ٌد
فاعل جاء ،وراكباً حال منه حصل بها بيان هيئته عند المجيء ،فهي حال من
الفاعل ،وناصبه الفعل المذكور قبله ،وقد تأتي الحال من المفعول كما ذكره
ركبت ،ومس رجاً ح ال من
ُ رس مس رجاً) ف الفرس مفع ول
وركبت الف َ
ُ بقوله (
ولقيت عب َد اهلل
الفرس فهو حال من المفعول ،وناصبها الفعل المذكور قبله ( ُ
راكب اً) فعب َد اهلل مفع ول لقيت ،وراكب اً يحتمل أن يك ون ح االً من الت اء وهي
الفاعل ،أو من عبد اهلل وهو المفعول (وما أشبه ذلك) من أمثلة الحال ،وقد
والشمس طالع ةٌ ،فالواو واو الحال ()3
ُ جاء زي ٌد
تكون الحال جملة ،نحو َ :
والشمس طالعة مبتدأ وخبر ،والجملة في محل نصب حال من زيد ،وهي في
قوة قولك :جاء زيد مقارناً طلوع الشمس (وال يكون الحال إال نكرة) يعني
ؤول
أن الح ال ال تك ون إال نك رة كما في األمثلة الس ابقة وقد ت أتي معرفة فت ّ
بنكرة ،نحو :ادخلوا األول فاألول ،أي مرتبين ،واجتهد وحدك أي منفرداً
(وال يك ون إال بعد تم ام الكالم) كما في األمثلة الس ابقة ،وقد يجب تق ديم
الح ال إذا ك ان لها ص در الكالم ،كأس ماء االس تفهام نحو :كيف ج اء زي ٌد،
)3واو الح ال هي واو تربط بين ص احب الح ال وجملة الح ال ،وتك ون الجملة ال تي بع ده
في محل نصب حال .
61
وإعرابه :كيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الح ال من
زي د ،وج اء زيد فعل وفاعل (وال يك ون ص احبها إال معرف ة) كما في األمثلة
الس ابقة ،وقد ت أتي من ص احبها النك رة نك رة س ماعاً ،ومنه الح ديث "ص لى
رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وس لم جالس اً ،وص لى وراءه رج ٌ
ال قيام اً" فقيام اً
ح ال من رج ال وهو نك رة ،وهو يحفظ وال يق اس علي ه ،وقد ( )1يك ون
المطوالت ،واهلل
ّ المسوغات المذكورة في
ّ بمسوغ من
ّ صاحبها نكرة قياس اً
سبحانه وتعالى أعلم .
اب الَّْت ِميي ِز
بَ ُ
(التمييز هو االسم المنصوب المفسر لما انبهم ( )2من الذوات) وناصبه ما
قبله من فعل ،أو عدد ،أو مقدار ( ) كما سيظهر من األمثلة ،وقد يكون ُمَبِّيناً
3
ب زي ٌد
تصبَّ َ ِّس ِ
ب كما سيتضح باألمثلة أيضاً (نحو قولك َ : لما خَفي من الن َ
ب فعل ماض ،وزيد فاعل ،وعرقاً تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة صبَّ َ
عرقاً) َفتَ َ
بالفعل قبله ،وهو مبين لما انبهم من النسبة فإن نسبة التصبب إلى زيد تحتمل
كر ( )4شحماً ،وطاب
أن تكون من جهة العرق أو غيره ،وكذا قوله (وتفقأ بَ ٌ
محمد نفساً) كل من التمييزين فيهما مبين لما انبهم من النسبة ،وكل من
التركيبين فعل وفاعل ،وشحماً في األول تمييز ،وكذا نفساً في الثاني
(واشتريت عشرين غالماً) اشتريت فعل وفاعل ،وعشرين مفعول به منصوب
بالياء ألنه ملحق بجمع المذكر السالم ،وغالماً تمييز لعشرين إلبهامها
62
ولصالحيتها لكل معدود ،وناصب التمييز عشرين (وملكت تسعين نعجةً)
ملكت فعل وفاعل ،وتسعين مفعول به منصوب بالياء ألنه ملحق بجمع
المذكر ،ونعجة تمييز لتسعين منصوب به كما تقدم في عشرين (وزي ٌد أكرم
منك أباً) زيد مبتدأ ،وأكرم خبره ،ومنك جار ومجرور متعلق بأكرم ،وأباً
َ
تمييز منصوب بأكرم ُم َح َّول عن المبتدأ ،واألصل أبو زيد أكرم منك فحول
التركيب ( )1وقيل :زيد أكرم منك ،فحصل إبهام في نسبة الأكرمية إليه من
أي جهة ،فجئ بالتمييز لبَيان ذلك اإلبهام ،ومثله قول (وأجمل منك وجهاً)
فأجمل معطوف على أكرم الواقع خبراً عن زيد ،والمعطوف على الخبر
خبر ،والتقدير زي ٌد أجمل منك وجهاً ،فزيد مبتدأ ،وأجمل خبره ،ومنك جار
ومجرور متعلق بأجمل ،ووجهاً تمييز محول عن المبتدأ إلبهام نسبة األجملية
إليه ،واألصل وجه زيد أجمل منك ففعل به ما تقدم (وال يكون إال نكرة)
يعني أن التمييز كالحال ال يكون إال نكرة كما تقدم في األمثلة ،وأما قوله :
وطبت النفس يا قيس عن عمرو ،فأل فيه زائدة (وال يكون إال بعد تمام
الكالم) كما تقدم في األمثلة أيضاً ،وقد يتق ّدم إذا كان عامله متصرفاً ،كقوله
:
وشيباً رأسي ا ْشَت َعالً
فشيباً تمييز مقدم على عامله وهو اشتعل ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
ب ــاب االستِ ْثن ـ ـ ـ ـ ـ ِ
ـاء َ ُ ْ َ
هو اإلخ راج ب إال أو إح دى أخواتها (وح روف االس تثناء ثماني ة ،وهي :إال)
نحو :ق ام الق وم إال زي داً ،فق ام الق وم فعل وفاع ل ،وإال أداة اس تثناء ،وزي داً
زيد ،فغير منصوب منصوب بإال على االستثناء (وغير) نحو :قام القوم غير ٍ
وس َواءٌ) نحو :ق ام الق وم ِ
وس وى َعلى االس تثناء ،وزيد مض اف إليه (وس وى ُ
) وصار المبتدأ تمييزا . 1
63
س وى زي ٍد ،فس وى منص وب على االس تثناء بفتحة مق درة على األلف للتع ذر،
ٍ
وزيد مضاف إليه (( )1وخال ،وعدا ،وحاشا) ( )2نحو :قام القوم خال زيداً،
وع دا عم راً ،وحاشا بك راً ،فخـال فعل م ٍ
اض ،وفاعله ض مير يع ود على الق ائم
المفه وم من ق ام الق وم ( )3وزي داً منص وب على المفعولية بخال ،وهو اس تثناء
في المعنى إذ المعنى إذا جاوز القائم زيداً أي خالفه ( )4فهو بمنزلة قام القوم
ب إذا كان الكالم
ص ُ
إال زيداً ،ومثله عدا عمراً وحاشا بكراً (فالمستثنى بإال ُي ْن َ
تام اً موجب اً) التام هو الذي ذكر فيه المستثنى والمستثنى منه ،والموجب هو
المثبت أي ال ذي لم يدخله نفي وال نهي وال اس تفهام (نحو :ق ام الق وم إال
زيداً) فقام القوم فعل وفاعل ،وإال أداة استثناء ،وزيداً منصوب على االستثناء
ب إال (وخ رج الن اس إال َع ْم راً) هو مثله في اإلع راب ،وكل من المث الين ت ام
موجب يجب فيه نصب المستثنى ،فإن كان المستثنى من جنس المستثنى منه
يسمى االستثناء متص الً كالمثالين ( ) وإن كان من غير جنسه يسمى منقطع اً
5
( )6نحو :ق ام الق وم إال حم اراً (وإن ك ان الكالم منفي اً تام اً ،ج از فيه الب دل
وس وى وس واء يجب ج ره بإض افة األداة إلي ه ،وأما األداة ِ
) فاالسم الواقع بعد غ ير وس وى ُ
1
نفسها فإنها تأخذ حكم االسم الواقع بعد إال على التفصيل اآلتي .
)2وكلها بمعنى جاوز .
)3أي أن الضمير مستتر فيه وهو يعود على البعض المفهوم من الكل السابق ،فكأنه قال قام
القوم خال بعضهم زيدا .
) فلم يقم ،فالقوم عندما قاموا وفارقوا زيدا خالفوه في عدم القيام . 4
)5ونستطيع أن نعرفه بعبارة أخرى فنقول هو ما كان فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه،
نحو :سقيت األشجار إال شجرة ،أو فحص الطبيب الجسم إال اليد .
)6أو يقال :هو ما لم يكن فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه كما في المثال الذي
سيذكره المؤلف .
64
والنصب على االستثناء) يعني أن الكالم التام إذا تقدمه نفي ،ومثله شبه النفي
ك النهي واالس تفهام ج از في المس تثنى النصب على االس تثناء ،واإلتب اع على
البدلية وهو المخت ار ،ف النفي (نحو :ما ق ام الق ومُ إال زي ٌد) ب الرفع ب دل من
الق وم ب دل بعض من ك ل ،والعائد مق در أي منهم (( )1وزي داً) بالنصب على
االس تثناء ،ومث ال النهي :ال يقم أح ٌد إال زي ٌد ،وإال زي داً ،ومث ال االس تفهام :
هل ق ام الق وم إال زي ٌد ،وإال زي داً ،ومحل ج واز األم رين إذا ك ان االس تثناء
متصالً ،فإن كان منقطعاً وجب النصب وإن تقدمه نفي أو شبهه ،نحو :ما قام
الق وم إال حم اراً ،وال يج وز إال حم ارٌ ب الرفع ،ه ذا م ذهب جمه ور الع رب،
وأج از بنو تميم فيه اإلب دال أيض اً (( )2وإن ك ان الكالم ناقص اً ك ان على
حسب العوام ل) يع ني إذا ك ان الكالم ناقص اً بع دم ذكر المس تثنى منه ك ان
المس تثنى على حسب العوامل ال تي قبله (نحو :ما ق ام إال زي ٌد) فما نافي ة،
وق ام فعل يطلب ف اعالً ،وإال أداة اس تثناء ملغ اة ال عم َل له ا ،ألن ما قبلها
ت إال زيداً) فزيداً مفعول ض ربت ،وإال ض َربْ ُ
يطلب ما بعدها ،وزي ٌد فاعل (وما َ
ملغ اة ال عمل لها (وما م ررت إال بزي ٍد) فزيد مج رور بالب اء ،وإال ملغ اة ال
عمل له ا ،والج ار والمج رور متعلق بم ررت (والمس تثنى بغ يرِ ،
وس وى،
وس َواءٍ مج رور ال غ ير) يع ني أن المس تثنى به ذه األدوات األربعة
وس وىَ ،
ُ
يجب ج ره بإض افتها إلي ه ،وأما هي فلها حكم المس تثنى ب إال الس ابق من
وج وب النصب مع التم ام واإليج اب ،نحو :ق ام الق وم غ يرَ زي ٍد ،وأرجحية
اإلتباع مع التمام والنفي في المتصل ،نحو :ما قام القوم غير ٍ
زيد ،برفع غير ُ ُ
على البدلي ة ،ونص بها على االس تثناء ( )3ووج وب النصب في المنقطع عند
65
غ ير تميم ،نحو :ما ق ام الق وم غ ير حم ا ٍر ،ومن اإلج راء على حسب العوامل
زيد ،وما رأيت غير ٍ
زيد ،وما مررت بغي ِر زيد، في الناقص نحو :ما قام غير ٍ
َ ُ
وس وى وس واء في الجميع (والمس تثنى بخال ،وع دا، ِ
وهك ذا حكم س وى ُ
وحاشا ،يجوز نصبه وجره ،نحو :قام القومُ خال زيداً) بنصب زيداً على أن
خال فعل ماض ،وفاعلها مستتر يعود على القائم المفهوم من قام القوم ،وزي داً
(وزيد) بالجر على أن خال حرف جر (وعدا عمراً ،وعم ٍرو ،وحاشا ٍ مفعول به
وزيد) بالنصب والجر في المث الين نظ ير األول ،والحاصل أن المس تثنى
زي داً ٍ
به ذه الكلم ات الثالث يج وز نص به بها على تق ديرها أفع االً ،وج ره على
تقديرها حروفا ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
ـاب ال
ب ـَ ـ ـ ُ
(اعلم أن ال تنصب النكرات بغير تنوين ،إذا باشرت النكرة ولم تتكرر ال)
أن ال النافية للجنس ( )1تنصب االسم وترفع الخبر ،مثل َّ
إن لكنها يعني َّ
تختص بالنكرات ،فال تعمل في معرفة ،ويشترط أن تباشر النكرة وال تكرر،
فإن دخلت على ما ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف فإنه يبنى على الفتح
إن تنصب االسم رجل في الدار) فال نافية للجنس تعمل عمل َّ
(نحو :ال َ
ورجل اسمها مبني على الفتح في محل نصب ،وفي الدار جار
َ وترفع الخبر،
ومجرور متعلق بمحذوف خبر ،وإن دخلت على مضاف أو شبيه بالمضاف
حاضر ،وال طالعاً جبالً موجو ٌد،
ٌ غالم سف ٍر
فإنها تنصبه وال يبنى ،نحو :ال َ
وغالم اسمها منصوب بالفتحة
َ وإعراب المثال األول :ال نافية للجنس،
الظاهرة ،وسف ٍر مضاف إليه ،وحاضر خبرها؛ وإعراب المثال الثاني :ال نافية
للجنس ،وطالعاً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ،وجبالً منصوب بطالعاً على
أنه مفعوله ألنه اسم فاعل يعمل عمل الفعل ،وموجود خبرها ،والشبيه
)1معنى نفيها للجنس ،أنها تنفي الخبر عن جميع أفراد جنس اسمها .
66
بالمضاف هو ما تعلق به أي اتصل به شئ من تمام معناه ( )1مرفوعاً كان،
نحو :ال قبيحاً فعلُه ممدوح ،ففعله مرفوع بقبيحاً على أنه فاعله ،أو منصوباً
نحو :ال طالعاً جبالً حاضر ،أو مجروراً بحرف جر ،نحو :ال خيراً من ٍ
زيد
عندنا ،فَ ِمن ٍ
زيد جار ومجرور متعلق بخيراً (فإن لم تباشرها وجب الرفع ْ
رجل وال امرأة) فال نافية للجنس ملغاة
ووجب تكرار ال) نحو :ال في الدار ٌ
ال عمل لها ،وفي الدار جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ،ورجل
مبتدأ مؤخر ،وامرأة معطوف على رجل (فإن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها)
يعني إ ْن دخلت على نكرة وباشرتها وتكررت ال ،جاز إعمالها عمل إ ّن
وإلغاؤها ،فيكون ما بعدها مبتدأً وخبراً (فإن شئت قلت ال َ
رجل في الدار وال
رجل وامرأ َة على إعمال ال ،وجعل كل منهما اسماً لها (وإن
امرأ َة) بفتح َ
رجل وامرأةٌ على إلغائها،
رجل في الدار وال امرأةٌ) برفع ٌ
قلت :ال ٌ
شئت َ
وجعل ما بعدها مبتدأ ،وفي هذين المثالين أوجه كثيرة مذكورة في
المطوالت ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
ّ
بـ ــاب المنـ ـ ـ ــادى
(المنادى ( )2خمسة أنواع :المفرد العلم ،والنكرة المقصودة ،والنكرة غير
والم َشبَّه بالمضاف) يعني أن المنادى ينقسم إلى
المقصودة ،والمضافُ ،
خمسة أقسام :المفرد العلم ،والمراد منه ما ليس مضافاً وال شبيهاً
رجل وامرأةٌ
ٌ : نحو ) 3
بالمضاف ،نحو :زيد ،وعمرو ،والنكرة المقصودة (
رجل إذا أريد به رجل
إذا أريد بهما معين ،والنكرة غير المقصودة ،نحو ٌ :
ُ )1سِّم َي بذلك لكونه عمل فيما بعده كما يعمل المضاف فيما بعده ،وألن ما بعده من تمام
معناه كالمضاف إليه فهو من تمام المضاف .
) المنادى هو المطلوب إقباله بيا أو إحدى أخواتها . 2
67
غير معين ،كقول األعمى :يا رجالً خذ بيدي ( )1والمضاف كغالم ٍ
زيد،
والمشبه بالمضاف كيا طالعاً جبال (فأما المفرد العلم ،والنكرة المقصودة،
رجل) فيا حرف نداء،
فيبنيان على الضم من غير تنوين ،نحو :يا زي ُد ،ويا ُ
رجل ،والمثنى يبنى
وزي ُد منادى مبني على الضم في محل نصب ،ومثله :يا ُ
على األلف ،وجمع المذكر السالم يبنى على الواو ،نحو :يا زيدان ،ويا
زيدون .
والحاصل أن كالً يبنى على ما يرفع به (والثالثة الباقية منصوبة ال غير) نحو :
فكل منها منادى منصوب ٍ
غالم زيد ،ويا طالعاً جبالًٌ ،
يا رجالً خذ بيدي ،ويا َ
بالفتحة الظاهرة ،وزيد مضاف لغالم ،وجبالً مفعول لطالعاً ،واهلل سبحانه
وتعالى أعلم .
باب المفعول من أجله
ام زي ٌد
(وهو االسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل ،نحو :قَ َ
إجالالً لعمرو) فقام زي ٌد فعل وفاعل ،إجالالً منصوب على أنه مفعول ألجله،
ألنه ذكر لبيان علة وقوع القيام (وقصدتك ابتغاء معروفك) فقصدتك فعل
وفاعل ومفعول به ،وابتغاء مفعول ألجله ،ومعروف مضاف ،والكاف مضاف
المطوالت ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم
ّ إليه ،وللمفعول ألجله شروط تطلب من
.
باب المفعول معه
(وهو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل) يعني أن المفعول
معه هو االسم المنصوب الذي يذكر لبيان الذات التي فعل الفعل بمصاحبتها،
والجيش)
َ ويشترط له أن يقع بعد واو مفيدة للمعية نصاً (نحو :جاء األمير
فجاء األمير فعل وفاعل ،والجيش :الواو واو المعية ،والجيش منصوب على
) فإنه ال يريد به رجال معينا بذاته ،بل يريد أي رجل . 1
68
أنه مفعول معه ،وناصبه الفعل المذكور قبله (واستوى الماء والخشبةَ)
وإعرابه كالذي قبله ،واالستواء معناه االرتفاع ،والمعنى ارتفع الماء حتى
حاذى الخشبة ،والخشبة مقياس يعرف بها قدر ارتفاع الماء (وأما خبر كان
قائم
وأخواتها) نحو :كان زي ٌد قائماً (واسم إ ّن وأخواتها) نحو :إ ّن زيداً ٌ
(فقد تقدم ذكرهما في المرفوعات) وال حاجة إلى إعادة ذلك هنا (وكذلك
رأيت زيداً
العالم ،والعطف نحو ُ :
رأيت زيداً َ
التوابع) وهي النعت ،نحو ُ :
رأيت زيداً أخاك
نفسه ،والبدل نحو ُ :
رأيت زيداً َ
وع ْمراً ،والتوكيد نحو ُ :
َ
(فقد تقدمت هناك) فال حاجة إلى إعادتها هنا ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم .
)1ألننا إن جعلنا التبعية عامال من عوامل الخفض فمعنى هذا أن جميع أنواع التبعية
مجرورة ،وهذا غير صحيح ألنها قد تكون مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة ،فلو كانت
الجميل" بالجر وليس بالنصب،
َ ضربت عمرا
ُ مجرورة بالتبعيَّة لنطقنا الجميل في قولنا "
وهذا ليس بصحيح ،بل الصحيح أن نجعل ما جر المتبوع هو ما جر التابع .
69
تكرار العامل ،فلم يخرج الخفض عن الخفض بحرف أو بالمضاف (فأما
ِ
البصرة إلى سرت من
المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى) نحو ُ :
القوس (وعلى) نحو :ركبت على ِ السهم عن ِ
الكوفة (وعن) نحو :رميت
َ
رجل ٍ
كريم لقيته ب ٍ (ورب) نحو ُ :ر َّ
َّ ِ
الفرس (وفي) نحو :الماء في الكوزِ
(والباء) نحو :مررت ٍ
بزيد (والكاف) نحو :زي ٌد كالبد ِر (والالم) نحو :
لزيد (وحروف القسم ،وهي :الواو ،والباء ،والتاء) نحو ِ :
واهلل، المال ٍ
ِ
الجمعة ،فما وتاهلل (و بمذ ،ومنذ) نحو :ما رأيته مذ أو منذ ِ
يوم وباهللِ ،ِ
ويوم مجرور بمذ أو
نافية ،ورأيتُهُ فعل وفاعل ومفعول ،ومذ ومنذ حرفا جرِ ،
والجمعة مضاف إليه (وأما ما يخفض باإلضافة ،فنحو قولك :غالم
ِ منذ،
زيد ،فجاء فعل ماض ،وغالم فاعلٍ ،
وزيد زيد) فإذا قلت مثالً :جاء غالم ٍ
ٍ
ُ ُ
مضاف إليه ،وهو مجرور بالمضاف وهو غالم ،وكالمه يوهم أنه مجرور
باإلضافة ،وهذا قول ضعيف والصحيح أنه مجرور بالمضاف (وهو على
قسمين) يعني أن اإلضافة تنقسم إلى قسمين :تارة تكون على معنى الالم،
وتارة تكون على معنى ِم ْن ( )1وأشار إليهما بقوله (ما يقدر بالالم ،نحو :
بمن ،نحو :ثوب خز ،وباب ساج، غالم لزيد (وما يقدر ِ ٍ
غالم زيد) أي ٌ
ساج ( )2وخاتم من ٍ
حديد (وما وباب من ٍ
ٌ ثوب من َخ ٍّزٌ ، وخاتم حديد) أي ٌ
أشبه ذلك) من أمثلة القسمين ،وضابط اإلضافة التي تكون على معنى ِم ْن أن
يكون المضاف إليه جنساً للمضاف ،فتكون من لبيان الجنس؛ وبقي قسم
ثالث تكون اإلضافة فيه على معنى في ،وهو أن يكون المضاف إليه ظرفاً
ِ
ص أ َْر َب َعة أَ ْش ُه ٍر} أي َتربُّ ُ
ص في أربعة أشهر ،فإذا لم يكن للمضاف ،نحو {َت َربُّ ُ
70
المضاف جنساً للمضاف إليه ،وال ظرفاً له ،فهي على معنى الالم ،كما قال
ابن مالك :
والالم ُخذا * لِما ِس َوى ِ
َ ذاك اجرر وان ِو م ْن ْأو في إذا * لَ ْم يَ ْ
صلُ ِح إال َ والثاني ُ
َ
ك ،واهلل سبحانه وتعالى أعلم . َذيْنِ َ
(قال مؤلف هذا الشرح رحمه اهلل تعالى) هذا آخر ما يسره اهلل تعالى على
متن اآلجرومية لإلمام الصنهاجي رحمه اهلل تعالى ،بقلم الفقير كثير الذنوب
واآلثام ،خادم طلبة العلم بالمسجد الطائفي ،والمسجد الحرام المرتجي من
ربه الغفران أحمد بن زيني دحالن غفر اهلل له ولوالديه ومشايخه ولسائر
المسلمين آمين :كتبت ذلك مع زمن يسير في الطائف عند مسجد سيدنا
عبد اهلل بن عباس رضي اهلل عنهما ،وكان وقت فراغه في ربيع األول سنة
إحدى وتسعين ومائتين بعد األلف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل
الصالة والسالم ،وأسأل اهلل تعالى أن ينفع به كل طالب غير حاسد ،وأن
يجعله خالصاً لوجهه الكريم ،بجاه النبي ( )1وآله وصحبه الكرام ،وكذلك
أسأل كل من وقف على ذلك أو انتفع به أن يستر ما فيه من الخلل ،وأن ينبه
مؤلف عن هفوة،
قل أن يخلو ٌ
على ما وقع فيه بالرد الصريح بعد التأمل ،فإنه ّ
مصنف من عثرة ،أسأل اهلل سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه
ٌ أو ينجو
)1التوسل بذات النبي صلى اهلل عليه وسلم أو بجاهه ،أو التوسل بذوات الصالحين مما لم
يرد بجوازه كتاب وال سنة ،يعتبر من التوسل الغير مشروع ،وأما التوسل المشروع فينقسم
{ولِل ِّه
إلى ثالثة أنواع /1التوسل إلى اهلل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ،لقوله تعالى َ
ين َّ ِ ِ
ْح ْسنَى فَا ْدعُوهُ ب َها} /2 .التوسل باإليمان والعمل الصالح لقوله تعالى {الذ َ َس َماء ال ُ األ ْ
ِ ِ
اب النَّار} /3 .التوسل بدعاء الرجل الصالح،وبنَا َوقنَا َع َذ َ َي ُقولُو َن َر َّبنَا إَِّننَا َ
آمنَّا فَا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ
كما توسل الصحابة بدعاء العباس .والواجب على المسلم االلتزام بما ورد في الكتاب
والسنة ففيهما الخير الكثير وخير الهدى هدى محمد صلى اهلل عليه وسلم .وصلى اهلل
وسلم على نبينا محمد .
71
ويرضاه ،وأن يهدينا سبل السالم ،واهلل ولي التوفيق يهدي من يشاء إلى أقوم
طريق ،والحمد هلل رب العالمين ،وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه ،وسلم تسليماً كثيراً ،آمين .
72
رح ني بالش المعت
مقدمة ُ
1
ذه دمات علم النحو وبعض الفوائد للمؤلف وأحد تالمي مق
3
رح بداية الش
7
راب اب اإلع ب
10
راب ات اإلع اب معرفة عالم ب
12
ال اب األفع ب
19
ماء ات األس اب مرفوع ب
25
اب الفاعل ب
25
73
ذي لم يسم فاعله ول ال اب المفع ب
28
بر دأ والخ اب المبت ب
30
بر دأ والخ اب العوامل الداخلة على المبت ب
34
اب النعت ب
37
اب العطف ب
39
اب التوكيد ب
40
دل اب الب ب
41
ماء وبات األس اب منص ب
43
ول به اب المفع ب
44
در اب المص ب
46
ان ان والمك رف الزم اب ظ ب
46
ال اب الح ب
74
48
يز اب التمي ب
49
تثناء اب االس ب
50
اب ال ب
52
ادى اب المن ب
53
ول ألجله اب المفع ب
54
ول معه اب المفع ب
54
ماء ات األس اب مخفوظ ب
55
75